غريب القرآن في شعر العرب (161) ح س م
[حسوما]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حُسُوماً «1»
.
قال: دائمة شديدة محسومة بالبلاء.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول:
وكم كنّا بها من فرط عام ... وهذا الدّهر مقتبل حسوم «3»
__________
(1) سورة الحاقة، الآية: 7.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان)
. والبيت في (ديوان أمية بن أبي الصلت) صفحة 55. الفرط: مجاوزة
الحد. يقال: إياك والفرط في الأمر أي: مجاوزة الحد.
ويقال: من فرط شغفه به أو كرهه له.
(1/192)
(162) ح ت م [حتما]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَتْماً
مَقْضِيًّا «1» .
قال: الحتم: الواجب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» يقول:
عبادك يخطئون وأنت ربّ ... بكفّيك المنايا والحتوم «3»
__________
(1) سورة مريم، الآية: 71.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) . و (الإتقان) : 1/ 130. والبيت في
(الديوان) صفحة 54.
المنايا: مفردها: المنية وهي الموت.
(1/193)
(163) ح ور [وحور]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَحُورٌ عِينٌ
«1» .
قال: الحوراء البيضاء المنعمة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
وحور كأمثال الدّمى ومناسف ... وماء وريحان وراح يضع «3»
__________
(1) سورة الواقعة، الآية: 22.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) . وليس البيت في (ديوان الأعشى) .
الدّمى: الصورة الممثلة من الرّخام وغيره، مفردها: دمية.
المناسف: المفرد: المنسف وهو الغربال الكبير ينسف به الحبّ،
وأطلقوه على جفنة الطعام. الرّيحان: كل نبت طيب الرائحة من
أنواع المشموم، الواحدة: ريحانة. وهو أيضا جنس من النبات طيب
الرائحة من الفصيلة الشفوية وهو أيضا: الحبق.
(1/194)
(164) ز م هـ ر
[زمهريرا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: شَمْساً وَلا
زَمْهَرِيراً «1» .
قال: كذلك أهل الجنة لا يصيبهم حر الشمس فيؤذيهم ولا البرد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
برهرهة الخلق مثل الفنيق ... لم تر شمسا ولا زمهريرا «3»
__________
(1) سورة الإنسان، الآية: 13.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) . أما في (الديوان) صفحة 95، فقد جاء بهذا النص:
مبتلة الخلق مثل المها ... ولم تر شمسا ولا زمهريرا
رهره: ابيضّ من النّعمة، وجسم رهراه ورهرة أي ناعم أبيض.
الفنيق: الفحل من الجمال المكرم الذي لا يؤذي لكرامته على أهله
ولا يركب، الجمع: فنق.
(1/195)
(165) غ ر م [غراما]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ
عَذابَها كانَ غَراماً «1» .
قال: عذاب جهنّم بلاء ملازم شديد كلزوم الغريم للغريم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «2» وهو يقول:
ويوم النّسار ويوم الجفار ... كانا عذابا وكانا غراما «3»
__________
(1) سورة الفرقان، الآية: 65. [.....]
(2) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 130. والبيت في
(الديوان) صفحة 190. وقد استشهد به الزبيدي في (لسان العرب)
باب: غرم، ونسبه إلى الطرماح. واستشهد به ياقوت الحموي في
(معجم البلدان) . يوم النّسار: كان بين بني ضبّة وبني تميم.
والنسار: جبال صغار كانت الوقعة عندها، وقال بعضهم: هو ماء
لبني عامر. (مجمع الأمثال: 2/ 430) . يوم الجفار: كان بعد
النّسار بحول، وكان بين بني بكر وتميم. وهو ماء لبني تميم
بنجد. (مجمع الأمثال: 2/ 430) . وقد استشهد الميداني في (مجمع
الأمثال) 2/ 430 بالبيت.
(1/196)
(166) ج ب ر [جبّار]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كُلُّ
جَبَّارٍ عَنِيدٍ «1» .
قال: الجبار: القتال. والعنيد: الذي يعند عن حق الله.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
يصرّ على الحنث لا تخفى شواكله ... يا ريح كلّ مصرّ القلب
جبّار «2»
__________
(1) سورة إبراهيم، الآية: 15.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) . الحنث: الإثم والذنب العظيم والشّرك.
(1/197)
(167) هـ ز ل
[بالهزل]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَما هُوَ
بِالْهَزْلِ «1» .
قال: القرآن ليس بالباطل واللعب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قيس بن رفاعة «2» وهو يقول:
وما أدري وسوف إخال أدري ... أهزل ذاكم أم قول جدّ «3»
__________
(1) سورة الطارق، الآية: 14.
(2) قيس بن رفاعة: شاعر جاهلي مقتدر وحكيم، أقام علاقات طيبة
مع ملوك المناذرة في العراق، والغساسنة في الشام، فكان يفد سنة
إلى النعمان اللخمي في العراق، وسنة إلى الحرث بن أبي شمر
الغسّاني، ويبدو أنه كان يفضل الأخير على الأول تفضيلا كبيرا.
(انظر: معجم الشعراء في لسان العرب صفحة 338) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) .
(1/198)
(168) ت ر ب [والتّرائب]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يَخْرُجُ مِنْ
بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ «1» .
قال: الترائب: موضع القلادة من المرأة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول:
والزّعفران على ترائبها ... شرقا بها اللّبات والنّحر «3»
__________
(1) سورة الطارق، الآية: 7.
(2) الشاعر: لو الحارث بن خالد المخزومي: بن العاص بن هشام، من
قريش، شاعر غزل، من أهل مكة، نشأ في أواخر أيام عمر بن أبي
ربيعة، وكان يذهب مذهبه، لا يتجاوز الغزل إلى المديح ولا
الهجاء، وكان يهوى عائشة بنت طلحة ويشبب بها، وله معها أخبار
كثيرة، وكان ذا خطر وقدر ومنظر في قريش، ولاه يزيد بن معاوية
إمارة مكة، فظهرت دعوة عبد الله بن الزبير، فاستتر الحارث
خوفا، ثم رحل إلى دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان، فلم ير
عنده ما يحب، فعاد إلى مكة وتوفي بها سنة (80) هـ الموافق
(700) م. (انظر: الأغاني: 3/ 97- 111. وتهذيب ابن عساكر: 3/
437. وخزانة البغدادي: 1/ 217. والأعلام:
2/ 154) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 130. وقد
استشهد به أبو الفرج الأصفهاني في (الأغاني) 8/ 323. والطبرسي
في (مجمع البيان) 6/ 99. وأبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 453.
والزعفران على ترائبها ... شرقا به اللبات والصّدر
(1/199)
(169) ب ور [بورا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكُنْتُمْ
قَوْماً بُوراً «1» .
قال: هلكى بلغة عمان «2» وهم من اليمن «3» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول:
فلا تكفروا ما قد صنعنا إليكم ... وكافوا به فالكفر بور لصانعه
«4»
__________
(1) سورة الفتح، الآية: 12.
(2) عمان: سلطنة مستقلة في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة
العربية، تشرف على البحر العربي في الجنوب وعلى خليج عمان في
الشرق، ويحدّها المملكة العربية السعودية وصحراء الربع الخالي
في الغرب وجمهورية جنوب اليمن الشعبية في الغرب والجنوب،
عاصمتها مسقط. (انظر: المنجد في الأعلام: 477. ومراصد الاطلاع:
2/ 959) .
(3) اليمن: سبق التعريف عنها في رقم 153.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 130. [.....]
(1/200)
(170) وض ن [موضونة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عَلى سُرُرٍ
مَوْضُونَةٍ «1» .
قال: الموضونة: ما يوضن بقضبان الفضة عليها سبعون فراشا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسّان بن ثابت «2» وهو يقول:
أعددت للهيجاء موضونة ... فضفاضة كالنّهى بالقاع «3»
__________
(1) سورة الواقعة، الآية: 15.
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) ، وليس البيت في (ديوان حسان بن ثابت) . الهيجاء:
والهيجا: الحرب. فضفاضة: من فضفض العيش والثوب: اتّسع فهو
فضفاض.
ورجل فضفاض: كثير العطاء. النّهى: العقل.
(1/201)
(171) خ ص م
[الخصام]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَهُوَ
أَلَدُّ الْخِصامِ «1» .
قال: الجدل المخاصم في الباطل وفي كل وجه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت مهلهلا «2» وهو يقول وينوح على كليب «3» .
إنّ تحت الأحجار حزما وجودا ... وخصيما ألدّ ذا مغلاق «4»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 204.
(2) المهلهل: هو عدي بن ربيعة وقد سبق التعريف عنه في رقم 91.
(3) كليب: بن عدي بن ربيعة شقيق المهلهل.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131. واستشهد به
الزمخشري في (أساس البلاغة) 2/ 138. و (رغبة الآمل) 1/ 149. و
(الروض الأنف) 2/ 172. قال الزمخشري في (أساس البلاغة) : قال
المبرّد: من رواه بالعين (أي معلاق) فمعناه إذا علق خصما يتخلص
منه، ومن رواه بالغين (أي مغلاق) فتأويله أنه يغلق الحجة على
الخصم.
(1/202)
(172) ح ن ذ [حنيذ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بِعِجْلٍ
حَنِيذٍ «1» .
قال: الحنيذ: النضيج، ما يشوى بالحجارة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
لهم راح وفدر المسك فيهم ... وشاويهم إذا شاؤوا حنيذا «2»
__________
(1) سورة هود، الآية: 69.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 131 فقد ورد
بهذا النص:
لهم راح وفار المسك فيهم ... وشاويهم إذا شاؤوا حنيذا
(1/203)
(173) ج د ث
[الأجداث]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَإِذا هُمْ
مِنَ الْأَجْداثِ «1» .
قال: الأجداث: القبور.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبد الله بن رواحة «2»
وهو يقول:
حينا يقولون إذا مرّوا على جدثي ... أرشده يا ربّ من عان وقد
رشدا «3»
__________
(1) سورة يس، الآية: 51.
(2) عبد الله بن رواحة: سبق التعريف عنه في رقم 56.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 131. وقد ورد
هذا البيت في (سيرة ابن هشام) 4/ 16 بهذا النص:
حتّى يقال إذا مرّوا على جدثي ... أرشده الله من غاز وقد رشدا
واستشهد به محمد فؤاد عبد الباقي في (معجم غريب القرآن) : 245.
ولم يستشهد بما في (الإتقان) : 1/ 131.
(1/204)
|