غريب القرآن في شعر العرب

 (174) هـ ل ع [هلوعا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً «1» .
قال: ضجرا جزوعا، نزلت في أبي جهل بن هشام «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «3»
وهو يقول:
لا مانعا لليتيم نحلته ... ولا مكبّا لخلقه هلعا «4»
__________
(1) سورة المعارج، الآية: 19.
(2) أبو جهل بن هشام: هو عمرو بن هشام بن المغيرة وقد سبق التعريف عنه في رقم 44. [.....]
(3) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131. وليس البيت في (الديوان) .

(1/205)


(175) ن وص [مناص]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ» .
قال: ليس بحين فرار.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2»
وهو يقول:
تذكّرت ليلى حين لات تذكّر ... وقد تبت عنها والمناص بعيدا «3»
__________
(1) سورة ص، الآية: 3.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 131 فقد جاء بهذا النص:
تذكّرت ليلى حين لات تذكّر ... وقد بنت منها والمناص بعيد
أما في (معجم غريب القرآن) 286 فقد استشهد به الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي بهذا النص:
تذكّرت ليلى حين لات تذكّر ... وقد نئت منها والمناص بعيد
وليس البيت في (ديوان الأعشى) بينما هو من ملحقات الديوان عن (الإتقان) 240.

(1/206)


(176) د س ر [دسر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ «1» .
قال: الدسر: الذي تخرز به السفينة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
سفينة نوتيّ قد أحكم صنعها ... منحّته الألواح منسوجة الدسر «2»
__________
(1) سورة القمر، الآية: 13.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 131. النوتي: الملّاح الذي يدير السفينة في البحر، الجمع: نواتي، ونوتيّة.

(1/207)


(177) ر ك ز [ركزا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً «1» .
قال: حسّا، يعني الحركة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2»
وهو يقول:
وقد توجّس ركزا مقفر ندس ... ينتابه الصّوت ما في سمعه كذب «3» .
__________
(1) سورة مريم الآية: 98.
(2) الشاعر: ذو الرمة: وهو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي من حضر، أبو الحارث، شاعر من فحول الطبقة الثانية في عصره، قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرىء القيس وختم بذي الرمة، كان ذو الرمة شديد القصر، دميما، يضرب لونه إلى السواد، وأكثر شعره تشبيب وبكاء وأطلال، يذهب في ذلك مذهب الجاهليين، وكان مقيما في البادية، ويحضر إلى اليمامة والبصرة كثيرا، وامتاز بإجادة التشبيه. قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته:
ما بال عينيك منها الماء ينسكب لكان أشعر الناس. توفي بأصبهان سنة (117) هـ الموافق (735) م (انظر: وفيات الأعيان: 1/ 404. والشعر والشعراء: 206. ومعاهد التنصيص: 3/ 260. وخزانة الأدب للبغدادي: 1/ 51- 53. والأعلام: 5/ 124) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، أما في (الإتقان) : 1/ 130، فقد جاء بهذا النص:
وقد توجّس ركزا مقفر ندس ... بنبأة الصّوت ما في سمعه كذب

(1/208)


(178) ب س ر [باسرة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ «1» .
قال: كالحة قاطبة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2»
وهو يقول:
صبحنا تميما غداة النّسار ... بشهباء ملمومة بأسره «3»
__________
(1) سورة القيامة، الآية: 24.
(2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131. واستشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 19/ 74.
والنسار: يوم من أيام الجاهلية وقد سبق التعريف عنها في رقم 165. والشهباء: الأرض المغطاة بالثلوج.

(1/209)


(179) ن س ل [ينسلون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ «1» .
قال: النسل: المشي الخبب «2»
، وهو يوم القيامة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني جعدة «3»
وهو يقول:
عسلان الذئب أمسى مازنا ... برد اللّيل عليه فنسل «4»
__________
(1) سورة يس، الآية: 51. [.....]
(2) الخبب: ضرب من العدو، أو هو أن ينقل الفرس أيا منه وأيا سره جميعا في العدو.
(3) نابغة بني جعدة: هو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة الجعدي، وقد سبق التعريف عنه في رقم 24.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وقد استشهد به الزبيدي في (لسان العرب) باب: (نسل) بهذا النص:
عسلان الذئب أمسى قاربا ... برد الليل عليه فنسل

(1/210)


(180) ع ن ق [أعناقهم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ «1» .
قال: العنق: الجماعة من الناس.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الحارث بن هشام «2»
وهو يقول ويذكر أبا جهل «3»
:
يخبرنا المخبر أن عمرا ... أمام القوم في عنق مخيل «4»
__________
(1) سورة الشعراء، الآية: 4.
(2) الحارث بن هشام: بن المغيرة المخزومي القرشي، أبو عبد الرحمن، صحابي كان شريفا في الجاهلية والإسلام، يضرب المثل ببناته في الحسن والشرف وغلاء المهر، مدحه كعب بن الأشرف، وشهد بدرا مع المشركين، فانهزم فعيّره حسان بن ثابت بأبيات، فاعتذر الحارث بأبيات هي أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار، وأسلم الحارث يوم فتح مكة، وخرج في أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأهله وماله من مكة إلى الشام، فلم يزل مجاهدا بالشام إلى أن مات في طاعون عمواس، وقد انتهت إليه سيادة بني مخزوم، وكان من المؤلفة قلوبهم، وهو أخو أبي جهل. (انظر: الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 293. والاستيعاب: 307 م وثمار القلوب: 238. والأعلام: 2/ 158) .
(3) أبو جهل: هو عمرو بن هشام وقد سبق التعريف عنه في رقم 44.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(1/211)


(181) ض ي ز [ضيزى]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قِسْمَةٌ ضِيزى «1» .
قال: قسمة جائرة حين وصفوا أن لله البنات لا إله إلّا الله.
قال: أو تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» وهو يقول:
ضانت بنو أسد بحكمهم ... إذ يعدلون الرّأس بالذّنب «3»
__________
(1) سورة النجم، الآية: 22.
(2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(3) كذا البيت في (الأصل المخطوط) وأعتقد أنه خطأ من الناسخ إذ إن الصحيح في (الإتقان) :
1/ 131. إذ جاء بهذا النص:
ضازت بنو أسد بحكمهم ... إذ يعدلون الرّأس بالذّنب
واستشهد به الشوكاني في (فتح القدير) 5/ 109 بهذا النص. وأبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 154 ولم يرد هذا البيت في (ديوان امرئ القيس) .
ضازت بنو أشد بحكمهم ... إذ يعدلون الرأس كالذّنب

(1/212)


(182) أن ي [إناه]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِناهُ «1» .
قال: الأنا: النضج. يعني إذا أدرك الطعام، وذلك أن أمراء المؤمنين كانوا يدخلون بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم فيحدثون قبل أن يدرك الطعام ويكلمون نساءه، وذلك قبل الحجاب، فشق ذلك على النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله عزّ وجلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
يفعم ذاك الأنا العبيط كما ... يفعم عزب المجالة الجمل «3»
__________
(1) سورة الأحزاب، الآية: 53.
(2) المرجع السابق.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد المسألة في (الإتقان) . يفعم: يملأ ويبالغ في ملئه. العبيط:
من عبط. عبط الشاة: ذبحها وهي سمينة لا علة فيها. عزب الشيء: عزوبا: بعد وغاب فهو عازب، أي بعيد. قال النابغة الذبياني:
وصدر أراح اللّيل عازب همّه ... تضاعف فيه الحزن من كلّ جانب

(1/213)


(183) س ن هـ[يتسنّه]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ «1» .
قال: لم تغيره السنون عن حاله، لأنه كان وضع في دن «2» العصير ليبل به الخبز، فأماته الله مائة عام.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
طاب منه الطعم والريح معا ... لن تراه يتغيّر من أسن «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 259. [.....]
(2) الدّن: الجرّة الضخمة للخمر والزيت والخلّ وغيرها. الجمع: دنان.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131.

(1/214)


(184) خ ت ر [ختّار]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ «1» .
قال: الختّار: العذّار الغشوم «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
لقد علمت واستيقنت ذات نفسها ... بأن لا تخاف الدّهر حرمي ولا ختري «3»
__________
(1) سورة لقمان الآية: 32.
(2) الغشوم: الشديد الظّلم.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 131. حرم: قطع.

(1/215)


(185) ق ط ر [القطر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ «1» .
قال: أعطى الله داود «2» عليه السلام عينا من صفر كما يسيل الماء.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
فألقى في مراجل من حديد ... قدور القطر ليس من البراة «3» .
__________
(1) سورة سبأ، الآية: 12.
(2) داود: عليه السلام، والد النبي سليمان عليه السلام وأحد أجداد السيد المسيح. ورد ذكره في القرآن الكريم في ستة عشر موضعا.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131.

(1/216)


(186) خ م ط [خمط]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أُكُلٍ خَمْطٍ «1» .
قال: الخمط: الأراك «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ما مغزل فرد تراعى بعينها ... أغن غضيض الطرف من خلل الخمط «3»
__________
(1) سورة سبأ، الآية: 16.
(2) الأراك: شجر كثير الفروع من الفصيلة الزيتونية ينبت في شبه جزيرة العرب وفي فلسطين، وتتّخذ المساويك من فروعه ومن عروقه، واحدته أراكة.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131. غضّ الطرف: صوته. الخلل: الوهن في الأمر والنساء والضّعف. يقال: في رأيه خلل.

(1/217)