غريب القرآن في شعر العرب (187) ج د د
[جدد]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: جُدَدٌ بِيضٌ
«1» .
قال: الجبال طريقة بيضاء، وطريقة خضراء، وهذا مثل ضربه الله
للعباد لكي يخافوه.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
قد غادر النّسع في صفحاتها جددا ... كأنّها طرق لاحت على أكم
«2»
__________
(1) سورة فاطر، الآية: 27.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 131. النّسع: سير
مضفور تشدّ به الحقائب أو الرّحال. القطعة منه نسعة وقد تجعل
النّسعة زماما للبعير وغيره، أو تنسج عريضة، وتجعل على صدر
البعير. الجمع: نسوع، وأنساع.
(1/218)
(188) ش م ز [اشمأزّت]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: اشْمَأَزَّتْ
قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ «1» .
قال: نفرت قلوب الكفّار من ذكر الله عزّ وجلّ.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي «2» وهو يقول:
إذا عضّ الثّقاف بها اشمأزّت ... وولّتهم عشوزنة زبونا «3»
__________
(1) سورة الزمر، الآية: 45. [.....]
(2) عمرو بن كلثوم التغلبي: سبق التعريف عنه في رقم 69.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 130. وقد
استشهد به التبريزي في (القصائد العشر) صفحة 227، كما استشهد
به ابن حيان في (البحر المحيط) . والعشوزنة: الصلبة القويمة.
(1/219)
(189) أب و [آباءنا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّا
وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ «1» .
قال: وجدنا آباءنا على ملّة غير الملّة التي تدعونا إليها.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول:
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
«3»
__________
(1) سورة الزخرف، الآية: 22.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه
في رقم 33.
(3) البيت هو لعنترة بن شداد وقد ورد في (ديوان عنترة) صفحة 58
في قصيدة طويلة مطلعها:
طال الثّواء على رسوم المنزل ... بين اللّكيك وبين ذات الحرمل
وفاقني: ألزمني. لا أب لك: تقال في مواضع التعجب والحث
والزّجر.
(1/220)
(190) ل ي ت [يلتكم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا يَلِتْكُمْ
مِنْ أَعْمالِكُمْ «1» .
قال: لا ينقصكم من أعمالكم شيئا بلغة بني عبس «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الحطيئة «3» وهو يقول:
أبلغ سراة بني سعد مغلغلة ... جهد الرّسالة لا ألتا ولا كذبا
«4»
__________
(1) سورة الحجرات، الآية: 14.
(2) بنو عبس: نسبة إلى عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، من عدنان،
بنوه العبسيون، ومنهم عنترة بن شداد في الجاهلية، وربعي بن
خراش من التابعين وكثير من الصحابة، كانت منازلهم قبل الإسلام
بنجد، وتفرقوا بعد ذلك فلم يبق منهم في الديار النجدية أحد.
(انظر: نهاية الأرب للقلقشندي 281. معجم قبائل العرب. 738.
جمهرة الأنساب: 239. والأعلام 4/ 187) .
(3) الحطيئة: هو جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة، شاعر
مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، كان هجاء عنيفا، لم يكد يسلم
من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه، وأكثر من هجاء الزبرقان
بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأخرجه ونهاه
عن هجاء الناس، فقال: إذا تموت عيالي جوعا. (انظر: فوات
الوفيات: 1/ 99. والشعر والشعراء:
110. وخزانة البغدادي: 1/ 409. والأعلام: 2/ 118) .
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 131. والبيت في
(الديوان) صفحة 7.
واستشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) . سراة كل شيء:
أعلاه. بنو سعد: نسبة إلى سعد بن بكر بن هوازن، من عدنان،
امتاز بنوه بالفصاحة، وفيهم نشأ النبي صلّى الله عليه وسلّم في
طفولته، إذ تسلمته حليمة السعدية من أمه، وحملته إلى المدينة،
وأحسنت تربيته، ولما ردته إلى مكة، نظر إليه عبد المطلب فامتلأ
سرورا، وقال: جمال قريش، وفصاحة (سعد) وحلاوة يثرب، وكانت
منازل بني سعد بن بكر في الحديبية وأطرافها، وهم الآن بطون
يسكنون بالقرب من الطائف. (انظر: ثمار القلوب: 21. وجمهرة
الأنساب: 253. ومعجم قبائل العرب:
2/ 513. والأعلام: 3/ 84) .
(1/221)
(191) هـ ي م
[الهيم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَشارِبُونَ
شُرْبَ الْهِيمِ «1» .
قال: الإبل يأخذها داء يقال له الهيام فلا تروى من الماء. قال:
فشبه شرب أهل النار من الحميم بشرب الإبل الهيم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» يقول:
أجزت إلى معارفها بشعث ... وأطلاح من العيديّ هيم «3»
__________
(1) سورة الواقعة، الآية: 55.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) . والبيت في (الديوان) صفحة 102. واستشهد به
الزمخشري في (أساس البلاغة) باب: عرف.
(1/222)
(192) أب ب [وأبّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَفاكِهَةً
وَأَبًّا «1» .
قال: الأب: الفصفصة وما يعتلف منه الدواب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
ترى به الأبّ واليقطين مختلعا ... على الشريعة يجري تحتها
الغرب «2»
__________
(1) سورة عبس، الآية: 31.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 131. اليقطين:
ما لا ساق له من النبات كالقثاء والبطيخ، وغلب على القرع،
وثمرته: يقطينة. الغرب: الماء الذي يقطر من الدلو. والغرب
أيضا: شجر تسوّى منه السهام. [.....]
(1/223)
(193) د ك ك [دكّة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَدُكَّتا
دَكَّةً واحِدَةً «1» .
قال: زلزلة شديدة عند النفخة الآخرة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» وهو يقول:
ملك ينفق الخزائن والذّمّة ... قد دكّها وكادت تبور «3»
__________
(1) سورة الحاقة، الآية: 14.
(2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) . والبيت في (ديوان عدي بن زيد) صفحة 92. الذمّة:
العهد والأمان، وصفة يصير الإنسان بها أهلا للالتزام (انظر:
معجم لغة الفقهاء: صفحة 214) .
(1/224)
(194) س ر ر [سرّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلكِنْ لا
تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا «1» .
قال: السّر: الجماع.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» وهو يقول:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني ... كبرت وأن لا يحسن السّرّ
أمثالي «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 235.
(2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 132. وقد ورد في
(الديوان) صفحة 46 بهذا النص:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني ... كبرت وأن لا يحسن اللهو
أمثالي
وبسباسة: امرأة من بني أسد عيّرت امرأ القيس بالكبر، فنفى ذلك
عن نفسه.
(1/225)
(195) س وم [تسيمون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَمِنْهُ
شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ» .
قال: فيه ترعون.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
ومشى القوم بالعماد إلى الرّزحى ... وأعيا المسيم أين المساق
«3»
__________
(1) سورة النحل، الآية: 10.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. والبيت في
(الديوان) صفحة 213. وقد استشهد به الجاحظ في (الحيوان) 3/
484. واستشهد به الطبري في (جامع البيان) 8/ 85 بهذا النص:
ومشى القوم بالعماد إلى المرعى ... فأعيا المسيم أين المساق
(1/226)
(196) ط م ث [يطمثهنّ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لَمْ
يَطْمِثْهُنَّ «1» .
قال: كذلك نساء أهل الجنّة، لم يدن منهن غير أزواجهن.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
مشين إليّ لم يطمثن قبلي ... وهنّ أصح من بيض النعام «2»
__________
(1) سورة الرحمن، الآية: 56.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) ، والبيت في (لسان العرب) باب:
طمث منسوب إلى الفرزدق بهذا النص:
وقعن إليّ، لم يطمثن قبلي ... فهن أصح من بيض النعام
(1/227)
(197) ر ج و [ترجون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا تَرْجُونَ
لِلَّهِ وَقاراً «1» .
قال: لا تخشون لله عظمة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا ذؤيب «2» وهو يقول:
إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وحالفها في بيت نوب عوامل
«3»
__________
(1) سورة نوح، الآية: 13.
(2) أبو ذؤيب: هو خويلد بن خالد وفد سبق التعريف عنه في رقم
25.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. والبيت في
(ديوان الهذليين) 1/ 143.
و (أساس البلاغة) باب: (نوب) : 2/ 279. و (مفردات الراغب) صفحة
189، واستشهد به الطبري في (جامع البيان) والطبرسي في (مجمع
البيان) 6- 29/ 65.
وورد في (رسالة الغفران) 2/ 432. بهذا النص:
إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وخالفها في بيت نور عوامل
وقال الزمخشري: النحل تنوب إلى الخلايا، ولذلك سميت: النوب.
[.....]
(1/228)
(198) ت ر ب [متربة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَوْ
مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ «1» .
قال: ذا حاجة وجهد.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
تربت يداك ثمّ قلّ نوالها ... وترفّعت عنك السّماء سجالها «2»
__________
(1) سورة البلد، الآية: 16.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 132.
(1/229)
(199) هـ ط ع
[مهطعين]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مُهْطِعِينَ
إِلَى الدَّاعِ «1» .
قال: مذعنين خاضعين.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت تبّعا «2» وهو يقول:
تعبّدني نمر بن سعد وقد درى ... ونمر بن سعد لي مدين ومهطع «3»
__________
(1) سورة القمر، الآية: 8.
(2) تبع: هو تبع بن حسان بن تبان، من ملوك حمير في اليمن قيل
اسمه مرثد. وهو تبع الأصغر آخر التبابعة، ملك بعد عبد كلال،
وعقد الحلف بين اليمن وربيعة، وسار إلى الشام فلقيه قوم من
حمير من بني عمرو بن عامر، فشكوا إليه ما نزل بهم من اليهود في
(يثرب) ، وذكروا له سوء مجاورتهم لهم، ونقضهم العهد الذي
بينهم، فسار إلى يثرب ونزل في سفح (أحد) وبعث إلى اليهود فقتل
منهم ثلاثمائة رجل، وذللها لهم، وكان ملكه 78 سنة (انظر:
الأعلام 2/ 83) .
وتبع لقب لكل من ملوك اليمن، كالخليفة للمسلمين، وكسرى للفرس،
ومن التبابعة:
الحارث الرائش وهو ابن همال ذي سود، وأبرهة ذو المنار، وعمرو
ذو الأذعار، وشمر بن مالك الذي تنتسب إليه سمرقند، وأفريقيس بن
قيس الذي ساق البربر إلى أفريقية من أرض كنعان وبه سميت
أفريقية.
والعرب كانوا يعرفون واحدا من هؤلاء أكثر من غيرهم ولذلك
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ولا أدري أتبع لعين أم
لا»
وقال صلّى الله عليه وسلّم: «لا تسبوا تبعا فإنه كان مؤمنا
، والمقصود هو أبو كرب الذي كسا البيت بعد ما أراد غزوه، وبعد
ما غزا المدينة وأراد خرابها ثم انصرف عنها لما أخبر أنها
مهاجر نبي اسمه أحمد، وقال شعرا أودعه عند أهلها، فكانوا
يتوارثونه كابرا عن كابر إلى أن هاجر رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم فأدوه إليه، ويقال كان الكتاب عند خالد بن زيد أبي أيوب
الأنصاري وفيه:
شهدت على أحمد أنّه ... رسول من الله باري النسم
فلو مدّ عمري إلى عمره ... لكنت وزيرا له وابن عم
وذكره القرطبي: (16/ 144) : إن بين وفاة تبع وبعثة المصطفى
صلّى الله عليه وسلّم ألف سنة كاملة.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. وقد
استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط)
(1/230)
|