غريب القرآن في شعر العرب

 (200) س م و [سميّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا «1» .
قال: هل تعلم له ولدا.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
أما السميّ فأنت منه مكثر ... والمال مال يغتدي ويروح «2»
__________
أما في (أساس البلاغة) 2/ 95 باب: (هطع) فقد جاء بهذا النص:
تعدّني نمر بن سعد وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع
(1) سورة مريم، الآية: 65.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132.

(1/231)


(201) ص هـ ر [يصهر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ «1» .
قال: يذاب به ما في بطونهم إذا شربوا الحميم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» وهو يقول:
سخنت صهارته فظلّ عثانه ... في سيطل كفيت به يتردّد «3»
__________
(1) سورة الحج، الآية: 20.
(2) الشاعر: هو الطرماح بن حكيم.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 132. وورد في (لسان العرب) باب: سطل: بهذا النص:
سخنت صهارته فضل عثانه ... في سيطل كفئت له يتردد
والعثان: الدخان. والسيطل: الطست.

(1/232)


(202) ع ب د [العابدين]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ «1» .
قال: أنا أول الآبقين من أن يكون لله ولد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت تبعا «2» وهو يقول:
قد علمت فهر بأنّي ربّهم ... طوعا تدين له ولما تعبد «3»
__________
(1) سورة الزخرف، الآية: 81.
(2) تبع: سبق التعريف عنه في رقم 199.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وفهر: قبيلة عربية يرجع نسبها إلى فهر بن مالك بن النضر، ممن يتصل بهم النّسب النّبوي، كنيته أبو غالب، كان رئيس الناس بمكة، وكان قائد كنانة ومن انضم إليها من مضر وغيرهم في قتالهم لحسان بن عبد كلال الحميري حين أغار على الحجاز بجيش من اليمن، يريد نقل حجر الكعبة إلى اليمن لتحويل الحج إلى بلاده، فظفر فهر ومن معه، وهزمت جمير، وكانت منازل بنيه حول الكعبة ومكة. قال ابن حزم: لا قريش غيرهم، ولا يكون قريش إلا منهم. وهم بطون كثيرة جدا. (انظر: جمهرة الأنساب: 11. وابن الأثير: 2/ 9. والطبري: 2/ 186. والأعلام: 5/ 157) . [.....]

(1/233)


(203) ن وأ [لتنوء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ «1» .
قال: لتثقل بالعصبة مفاتيح خزائن قارون «2» .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» وهو يقول:
تمشي فتثقلها عجيزتها ... مشي الضّعيف ينوء بالوسق «4»
__________
(1) سورة القصص، الآية: 76.
(2) قارون: كان من أثرياء العبرانيين أيام النبي موسى عليه السلام، وكفّ يده عن الأخذ بالتعاليم، وناصب النبي موسى العداء، فذهب الله بثروته، واسمه قورح، وقد ورد اسمه في القرآن الكريم في أربعة مواضع. (انظر: المنجد في الأعلام: 541) .
(3) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. والبيت من ملحقات الديوان عن الإتقان. (انظر: ذيل الديوان صفحة 465. وهو أيضا من شواهد (الأغاني) 11/ 191، لكنه نسب إلى الحارث بن عبد المطلب في عائشة بنت طلحة. والعجيزة: مؤخرة المرأة خاصة.
الوسق: حمل البعير أو العربة أو السفينة أو نحوها. والوسق أيضا: مكيال مقداره ستون صاعا. وقد ورد بهذا النّصّ:
وتنوء تثقلها عجيزتها ... مشي الضّعيف ينوء بالوسق

(1/234)


(204) ح م ل [حمولة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: حَمُولَةً وَفَرْشاً «1» .
قال: الحمولة: ما تحمل عليه. والفرش: الصغار من الأنعام.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» وهو يقول:
ليتني كنت قبل ما قد أراني ... في قلال الجبال أرعى الحمولا»
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 142.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد المسألة في (الإتقان) . قلال الجبال: أعلى الجبال، وقلّة كل شيء: أعلاه. وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة 45 بهذا النص:
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في رؤوس الجبال أرعى الوعولا

(1/235)


(205) د ب ر [دابر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا «1» .
قال: قطع أصلهم واستؤصلوا من ورائهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا «2» وهو يقول:
القائد الخيل منكوبا دوابرها ... محكومة حكمات القدّ والأبقا «3»
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 45.
(2) زهير: هو زهير بن أبي سلمى، وقد سبق التعريف عنه في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . أما البيت فهو في (الديوان) صفحة 49.

(1/236)


(206) ع ف و [العفو]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: خُذِ الْعَفْوَ «1» .
قال: أمر الله عزّ وجلّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يأخذ ذلك.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2» وهو يقول:
يعفو عن الجهل والسّوآت كما ... يدرك غيث الرّبيع ذو الصّرد «3»
__________
(1) سورة الأعراف، الآية: 199.
(2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . الجهل: الخلو من المعرفة والطيش والسفه. السوءات: مفردها: سوءة: العورة والفاحشة، والعمل الشائن. الصرد: صرّد عطاءه: قلّله، أو أعطاه قليلا قليلا، وصرّد الشيء: قطعه. وصرد إبله: سقاها دون الرّي فهي مصرّدة.

(1/237)


(207) ب ن ن [بنان]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ «1» .
قال: البنان: أطراف الأصابع، وبلغة هذيل «2» الجسد كله.
قال: فأنشدني في كلتيهما.
قال: نعم، أما في أطراف الأصابع فقول: عنترة العبسي «3» :
فنعم فوارس الهيجاء قومي ... إذا علقوا الأعنّة بالبنان «4»
وقال الهذلي «5» في الجسد:
لدى أسد شاكي البنان مقاذف ... له لبد أظافره لم تقلّم «6»
__________
(1) سورة الأنفال، الآية: 12. [.....]
(2) هذيل: قبيلة عربية سبق التعريف عنها في رقم 160.
(3) عنترة العبسي: سبق التعريف عنه في رقم 2.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) . وقد ورد في (الديوان) طبعة دار المعارف بهذا النّصّ:
ونعم فوارس الهيجاء قومي ... إذا علقوا الأسنّة بالبنان
كذلك ورد في (العقد الثمين) : 51 بهذا النص:
فنعم فوارس الهيجاء قومي ... إذا علقوا الأعنّة بالبنان
(5) الهذلي: ليس البيت في أحد الهذليين، إنما هو لزهير بن أبي سلمى وفي روايته بعض الخلاف.
(6) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم يرد هذا البيت في (الإتقان) ، وقد ورد في (الديوان) صفحة 84 بهذا النص:
لدى أسد شاكي السّلاح مقذّف ... له لبد أظفاره لم تقلّم
شاكي السّلاح، وشائك السّلاح وشاك السّلاح: أي تام السلاح، كله من الشوكة وهي العدة مقذف: أي يقذف به كثيرا إلى الوقائع، والتقذيف: مبالغة القذف اللّبد: جمع لبدة الأسد وهو يشبه أسدا له لبدتان لم تقلم براثنه، يريد أنه لا يعتريه ضعف ولا يعيبه عدم شوكة كما أن الأسد لا يقلم براثنه وهذا البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى.

(1/238)


(208) م ك ى [مكاء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً «1» .
قال: المكاء: القنبرة، والتصدية: صوت العصافير وهو التصفيق، وذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قام إلى الصلاة وهو بمكة «2» . كان يصلي قائما بين الحجر «3» وبين الركن اليماني «4» ، فيجيء رجلان من بني سهم «5» يقوم أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، فيصيح أحدهما كما تصيح المكاء، والآخر يصفق بيديه كتصدية العصافير ليفسد عليه صلاته.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
__________
(1) سورة الأنفال، الآية: 35.
(2) مكة: البلد المقدسة العظمى عند المسلمين لاحتوائها البيت المعظم الحرام والكعبة المشرفة ومناسك الحج، وهي مسقط رأس الرسول الأعظم سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم. (انظر: المنجد في الأعلام 681) .
(3) الحجر: حجر الكعبة، وهو مصطبة محوطة بحائط إلى ما دون الصدر، منه ما تركت قريش من الكعبة واقتصرت في بنيان الكعبة عنه، وله بابان مع ركني الكعبة العراقي والشامي. (انظر:
مراصد الاطلاع 1/ 381) .
(4) الركن اليماني: أحد أركان الكعبة وهو من جهة اليمن، والذي فيه الحجر الركن البصري، ويقال أن رجلا من أهل اليمن بناه، يقال له أبيّ بن سالم. قال بعض أهل اليمن:
لنا الرّكن من بيت الحرام وراثة ... بقيّة ما أبقى أبيّ بن سالم
وقال زهير بن أبي سلمى:
كم للمنازل من عام ومن زمن ... لآل أسماء بالقفّين فالرّكن
(5) بنو سهيم: قبيلة عربية يرجع نسبهم إلى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي من قريش، بنوه عدة بطون، من ذريته عمرو بن العاص. (انظر: جمهرة الأنساب: 154. واللباب:
1/ 580. والأعلام: 3/ 144) .

(1/239)


قال: نعم، أما حسّان بن ثابت «6» وهو يقول:
نقوم إلى الصّلاة إذا دعينا ... وهمّكم التّصدّي والمكاء «7»
وقال آخر من الشعراء في التصدية:
حين تنبّهنا سحيرا ... قبل تصدية العصافر «8»
__________
(6) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(7) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .
(8) سحيرا: من السحر أي قبيل الصبح. العصافر: أي العصافير. وقبل الأصح: قبيل لجواز الشعر.

(1/240)


(209) ل ب س [لباس]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ «1» .
قال: هنّ سكن تسكنون إليهم بالليل والنهار.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول:
إذا ما الضّجيج ثنى عطفها ... تثنّت عليه فكانت لباسا «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 187. [.....]
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، كذلك لم يرد الشعر في (ديوان النابغة الذبياني) .

(1/241)


(210) ن س ل [والنّسل]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ «1» .
قال: النسل: الطائر والدواب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
كهولهم خير الكهول ونسلهم ... كنسل الملوك لا يبور ولا يجري «2»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 205.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . الكهول: مفردها: الكهل وهو ما جاوز الثلاثين من عمره إلى نحو الخمسين أو هو من جاوز الشباب ولم يصل إلى الشيخوخة، أو من كانت سنّة بين الثلاثين والستين. الجمع: كهول، وكهّل، وكهلان. النّسل: الخلق والولد والذّرّيّة. لا يبور: البور من الناس: الهالك لا يخر فيه قال تعالى في سورة الفتح الآية:
12: وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً.

(1/242)


(211) ع ص ر [إعصار]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ «1» .
قال: الريح الشديدة التي تجري بالعذاب.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
فله في آثارهنّ خوار ... وحفيف كأنّه إعصار «2»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 266.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 132. الخوار: الضعيف. الخفيف: صوت مرّ النسيم على الغصون، والصوت الخفيف، ومنه حفيف الأشجار.

(1/243)


(212) ن ع ق [ينعق]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ «1» .
قال: شبّه الله أصوات المنافقين والكفّار بأصوات البهم أي لا يعقلون.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «2» وهو يقول:
هضيم الكشح لم تغمر ببؤسي ... ولم تنعق بناحية الرّباق «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 171.
(2) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة 162 بهذا النص:
هضيم الكشح ما غذيت ببوس ... ولا مدت بناحية الرباق
والرباق: جمع ربقة: وهي الحلقة تشدّ بها البهائم وهو عبارة عن حبل. يقال: حلّ ربقته أي فرّج كربته. ويقال أيضا: لا يرضى الحرّ في ربقة الذّلّ.

(1/244)