غريب القرآن في شعر العرب (226) ر ي ب
[ريب]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: لا رَيْبَ
فِيهِ «1» .
قال: لا شك فيه أنه جاء من عند الله يعني به القرآن.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبد الله بن الزبعري «2» وهو يقول:
ليس في الحقّ يا أمامة ريب ... إنّما الرّيب ما يقول الكذوب
«3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 2.
(2) عبد الله بن الزبعري: سبق التعريف عنه في رقم 11.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 133. وقد
استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط) باب: ريب. [.....]
(1/259)
(227) غ ي ب
[بالغيب]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ «1» .
قال: ما غاب عنهم من أمر الجنة والنار.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث «2» وهو يقول:
وبالغيب آمنّا وقد كان قومنا ... يصلّون للأوثان قبل محمّد «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 3.
(2) أبو سفيان بن الحارث: بن عبد المطلب، سبق التعريف عنه في
رقم 3.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان)
.
(1/260)
(228) خ ت م [ختم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: خَتَمَ
اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ «1» .
قال: طبع الله على قلوبهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
وصهباء طاف يهوديّها ... فأبرزها وعليها ختم «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 7.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) . و (الإتقان) : 1/ 133. والبيت في
(ديوان الأعشى) صفحة 35، وقد ورد في كتاب (المختار من شعر
بشار) صفحة 143. والصهباء: من أسماء الخمر أو هي المعصورة من
عنب أبيض، والصهباء: مؤنث الأصهب.
(1/261)
(229) ص ف ر [صفراء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: صَفْراءُ
فاقِعٌ لَوْنُها «1» .
قال: الفاقع: الصافي اللون من الصفرة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبد الله بن الزبعري «2» يقول:
سدم قديم عهد بانيه ... من بين أصفر فاقع وذعال «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 69.
(2) عبد الله بن الزبعري: سبق التعريف عنه في رقم 11.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان)
. السّدم: الهم مع الندم، أو الغيظ مع الحزن، يقال: عاشق سدم:
شديد العشق.
(1/262)
(230) وق ت [مواقيت]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: مَواقِيتُ
لِلنَّاسِ «1» .
قال: في عدّة نسائهم ومحل دينهم وشروط الناس.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: أما سمعت الشاعر يقول:
والشّمس تجري على وقت مسخرّة ... إذا قضت سفرا واستقبلت سفرا
«2»
__________
(1) سورة البقرة الآية: 189.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) .
(1/263)
(231) ص ف و [صفوان]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: كَمَثَلِ
صَفْوانٍ «1» .
قال: الصّفوان: الحجر الأملس، وهذا مثل ضربه الله للذي ينفق
ماله في غير حق الله.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أوس بن حجر التميمي «2» وهو يقول:
على ظهر صفوان كأنّ متونه ... غللن بدهن يزلق المتنزّلا «3»
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 264.
(2) أوس بن حجر: سبق التعريف عنه في رقم 51.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 133. والبيت في
(ديوان أوس) صفحة 86.
المتون: مفردها: متن أي: الظهر. غللن: من غلّ في الشيء: دخل
فيه: يقال غل الماء بين الأشجار غلا أي: تخللها وجرى فيها.
[.....]
(1/264)
(232) ق ن ط ر
[بقنطار]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: بِقِنْطارٍ
«1» .
قال: أما قولنا أهل البيت، فإنا نقول: القنطار عشرة آلاف
مثقال، وأما بنو جد «2» فإنهم يقولون: ملء مسك ثور ذهبا أو
فضة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «3» وهو يقول:
وكانوا ملوك الروم تجبي إليهم ... قناطيرها من بين حق وفائد
«4»
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 75.
(2) بنو جد: بطن من بني بلار من لواتة. غلب عليها الاسم فقيل
لها: جد وخاص. قال الحمداني: ومساكنهم بالأعمال الجيزية من
الديار المصرية (انظر: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب صفحة
204) .
(3) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان)
. وقد ورد البيت في (ديوان عدي بن زيد) صفحة 125 بهذا النص:
وكأنّ ملوك الروم تجبى إليهم ... قناطير مال من خراج وزائد
الخراج: ما يخرج من غلّة الأرض والضريبة المفروضة على البلاد
التي فتحت صلحا، والجزية، الجمع: أخراج، وأخرجة.
(1/265)
(233) ن ق ذ
[فأنقذكم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكُنْتُمْ
عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها «1» .
قال: أنقذكم الله عزّ وجلّ بمحمد صلّى الله عليه وسلّم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عباس بن مرداس «2» يقول:
يكبّ على شفا الأذقان كبّا ... كما زلق التختم عن خفاف «3»
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 103.
(2) عباس بن مرداس: بن أبي عامر السلمي من مضر، أبو الهيثم.
شاعر فارس من سادات قومه، أمه الخنساء الشاعرة، أدرك الجاهلية
والإسلام، وأسلم قبيل فتح مكة، وكان من المؤلفة قلوبهم، ويدعى
فارس العبيد- وهو فرسه- وكان بدويا فجا، لم يسكن مكة ولا
المدينة، وإذا حضر الغزو مع النبي صلّى الله عليه وسلّم لم
يلبث بعده أن يعود إلى منازل قومه، وكان ينزل في بادية البصرة،
ويكثر من زيارة البصرة. قيل: دخل دمشق وابتنى بها دارا. وكان
ممن ذمّ الخمر وحرّمها في الجاهلية، ومات في خلافة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه. (انظر: شرح شواهد المغني:
44. وتهذيب التهذيب: 5/ 130، والإصابة في تمييز الصحابة: 4502.
وطبقات ابن سعد: 4/ 15. وسمط اللئالئ: 32. وخزانة الأدب: 1/
73. والشعر والشعراء:
101. والروض الأنف: 2/ 283. والمحبر: 237 و 473. ورغبة الآمل:
6/ 126، والأعلام: 3/ 267) .
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) . وخفاف: هو خفاف بن ندبة:
وقد سبق التعريف عنه في رقم 132. وقد كان بين عباس بن مرداس
وبين خفاف بن ندبة مهاجاة انتهت إلى أنهما احتربا. (انظر:
الشعر والشعراء: صفحة 632) .
(1/266)
(234) ص ر ر [صرّ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: يحٍ فِيها
صِرٌّ
«1» .
قال: ريح فيها برد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» وهو يقول:
لا يبرمون إذا ما الأرض جلّلها ... صرّ الشّتاء من الإمحال
كالأدم «3»
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 117.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية وقد سبق التعريف عنه
في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : 1/ 133، وقد ورد
البيت في (الديوان) 107 بهذا النص:
لا يبرمون إذا ما الأفق جلّله ... برد الشّتاء، من الإمحال،
كالأدم
لا يبرمون: أي ليسوا بأبرام إذا اشتد شتاءه، والبرم: الذي لا
يدخل في أقداح الشتاء بخلا ولؤما. الإمحال: الجدب، الأدم:
الجلد الأحمر يريد السحاب الأحمر وهو علامة الجدب.
(1/267)
(235) ب وأ [تبوّئ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: تُبَوِّئُ
الْمُؤْمِنِينَ «1» .
قال: توطئ المؤمنين لتسكن قلوبهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
وما بوّأ الرّحمن بيتك منزلا ... بأجياد غربيّ الصّف والمحرّم
«3»
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 121.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 133. وقد ورد
البيت في (ديوان الأعشى) صفحة 123. بهذا النص:
وما جعل الرّحمن بيتك في العلى ... بأجياد شرقيّ الصّفا
والمحرّم
الصفا: مكان مرتفع من جبل أبي قبيس، بينه وبين المسجد الحرام،
عرض الوادي الذي هو طريق وسوق، وإذا وقف الواقف عليه كان حذاء
الحجر الأسود، ومنه يبتدئ السعي بينه وبين المروة. قال نصيب:
وبين الصّفا والمروتين ذكرتكم ... بمختلف من بين ساع وموجف
(انظر: مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: 2/ 843) .
(1/268)
(236) ر ب ب [ربّيّون]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: رِبِّيُّونَ
كَثِيرٌ «1» .
قال: جموع كثير.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسّان بن ثابت «2» وهو يقول:
وإذا معشر تجافوا عن القصد ... حملنا عليهم ربّيا «3»
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 146. [.....]
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) ، وليس البيت في (ديوان حسان بن ثابت) .
تجافوا: من جفا جفوا غلظ طبعه، وجفا الشيء: نبا عنه ولم يطمئن
إليه. وجفا جفوة وجفاء: قطع الصلة معه وترك برّه، فهو مجفو وبه
جفوة. يقال: من بدا جفا أي: من سكن البادية غلظ طبعه. القصد:
استقامة الطريق. قال تعالى في سورة النحل الآية 9: وَعَلَى
اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ. أي على الله الهداية إلى الطريق
المستقيم.
(1/269)
(237) ل م س
[لامستم]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أَوْ
لامَسْتُمُ النِّساءَ «1» .
قال: جامعتم النساء. وهذيل «2» تقول: اللمس باليد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «3» وهو يقول:
يلمس الأحلس في منزله ... بيديه كاليهودي المقل «4»
وقال الأعشى «5» :
ورادعة صفراء بالطّيب عندنا ... للمس النّدامى في يد الدّرع
مفتق «6»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 43.
(2) هذيل: قبيلة عربية سبق التعريف عنها في رقم 160.
(3) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في
(الإتقان) . وليس البيت في (ديوان لبيد بن ربيعة) . الأحلس من
الحلس: وهو ما يبسط في البيت من حصير ونحوه تحت السجاد وكريم
المتاع.
(5) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(6) لم يرد هذا البيت في (ديوان الأعشى) .
(1/270)
(238) ط م س [نطمس]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: قَبْلِ أَنْ
نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها «1» .
قال: من قبل أن نمسخها فنردّها على غير خالقها.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» يقول:
من يطمس الله عينيه فليس له ... نور يبيّن به شمسا ولا قمرا
«3»
__________
(1) سورة النساء، الآية: 47.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان)
، وليس البيت في (ديوان أمية بن أبي الصلت) .
(1/271)
|