غريب القرآن في شعر العرب

 (239) ن ع م [الأنعام]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ «1» .
قال: يعني به الإبل والبقر والغنم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» وهو يقول:
أهل القباب الحمر والنعم المؤثّل والقنابل «3»
__________
(1) سورة المائدة، الآية: 1.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في الإتقان. وقد ورد البيت في (الديوان) صفحة 349 بهذا النص:
أهل القباب الحمر والنعم الموبّل والقنابل [.....]

(1/272)


(240) وق ذ [والموقوذة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَالْمَوْقُوذَةُ «1» .
قال: التي تضرب بالخشب حتى تموت فتأكلها العرب، وذلك أنهم جادلوا المسلمين فقالوا لهم: تزعمون أنكم على دين الله وما ذبح الله لكم لا تأكلونه وتزعمون أنه ميتة، وما ذبحتم أنتم بأيديكم تزعمون أنه حلال لكم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
يبرينني دين النّهار وأقتضي ... ديني إذا وقذ النّعاس الرّقّدا «2»
__________
(1) سورة المائدة، الآية: 3.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(1/273)


(241) ز ل م [بالأزلام]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ «1» .
قال: الأزلام: القداح كانوا يستقسمون الأمور بها مكتوب على أحدهما: (أمرني ربي) ، وعلى الآخر: (نهاني ربي) ، وإذا أرادوا الحرب، أتوا بيت أصنامهم ثم غطوا على القداح، فأيهما خرج عملوا به.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الحطيئة «2» وهو يقول:
لا يزجر الطّير إن مرّت به سنحا ... ولا يفاض له قدح بأزلام «3»
__________
(1) سورة المائدة، الآية: 3.
(2) الحطيئة: هو جرول بن أوس وقد سبق التعريف عنه في رقم 190.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وقد ورد البيت في (ديوان الحطيئة) بهذا النص:
لا يزجر الطّير إن مرّت به سنحا ... ولا يفيض على قسم بأزلام

(1/274)


(242) خ م ص [مخمصة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي مَخْمَصَةٍ «1» .
قال: في مجاعة وجهد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» يقول:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا «3»
__________
(1) سورة المائدة، الآية: 3.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) : 1/ 133. و (الديوان) 109. و (عيون الأخبار) 3/ 261. و (بلوغ الأرب) 3/ 129. وقد استشهد به الطبري في (جامع البيان) 6/ 85. وأبو حيان في (البحر المحيط) 3/ 410.

(1/275)


(243) ن ق ب [نقيبا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً «1» .
قال: اثني عشر وزيرا وصاروا إلينا بعد ذلك.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: أما سمعت الشاعر يقول:
وإنّي بحقّ قائل لسراتها ... مقالة نصح لا يضيع نقيبها «2»
__________
(1) سورة المائدة، الآية: 12.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . السراة: سراة كل شيء:
أعلاه. الجمع: سروات. وسروات القوم: سادتهم ورؤساؤهم.

(1/276)


(244) ن ف ق [نفقا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ «1» .
قال: سريا في الأرض فتذهب هربا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» يقول:
فدسّ لها على الإنفاق عمرا ... بشكّته وما خشيت كمينا «3»
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 35.
(2) الشاعر: هو عدي بن زيد، وقد سبق التعريف عنه في رقم 2.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . وقد ورد البيت في (ديوان عدي بن زيد) بهذا النص:
فدسّ لها على الأنقاء عمرا ... بشكّته وما خشيت كمينا

(1/277)


(245) غ ر ر [غرورا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً «1» .
قال: باطل القول غرورا.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أوس بن حجر «2» يقول:
لم يغروكم غرورا ولكن ... يرفع الآل جمعكم والزهاء «3»
وقال زهير بن أبي سلمى «4» :
فلا تغرّنّك دنيا إن سمعت بها ... عند امرئ سوءة في النّاس مغمور «5»
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 112. [.....]
(2) أوس بن حجر: سبق التعريف عنه في رقم 51.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) ، وليس البيت في ديوان (أوس بن حجر) .
(4- 5) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. وليس البيت في ديوان (زهير بن أبي سلمى) .

(1/278)


(246) ق ر ف [وليقترفوا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَلِيَقْتَرِفُوا «1» .
قال: وليكتبوا أمّا هم يكتبون فإنهم يوم القيامة يجازون بأعمالهم.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» وهو يقول:
وإنّي لآتي ما أتيت وإنّي ... لما اقترفت نفسي عليّ الراهب «3»
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 113.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) : 1/ 133 فقد جاء بهذا النص:
وإنّي لآت ما أتيت وإنّني ... لما اقترفت نفسي عليّ لراهب
وقد ورد البيت في (ديوان لبيد بن ربيعة) صفحة 349.

(1/279)


(247) ر ج س [رجس]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: رِجْسٌ وَغَضَبٌ «1» .
قال: الرّجس: اللعنة، والغضب والعذاب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
إذا سنة كانت بنجد «2» محيطة ... فكان عليهم رجسها وعذابها
__________
(1) سورة الأعراف، الآية: 71.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) نجد: هضبة صحراوية في قلب المملكة العربية السعودية، تشتهر بزراعة النخيل وتربية المواشي.

(1/280)


(248) ق م ل [والقمّل]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ «1» .
قال: القمل: الدبا، وهي فراخ الجراد.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «2» وهو يقول:
يبادرون النّخل من أنّها ... كأنّهم في السّرق القمّل «3»
__________
(1) سورة الأعراف، الآية: 133.
(2) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 3.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(1/281)


(249) ب ج س [فانبجست]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً «1» .
قال: أجرى الله من الصخرة اثنتي عشرة عينا، لكل سبط «2» عين يشربون منها.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «3» وهو يقول:
فأسبلت العينان منّي بواكف ... كما انهل من واهي الكلى المتبجّس «4»
__________
(1) سورة الأعراف الآية: 160.
(2) السبط: الجمع أسباط: والأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب لقوله تعالى في سورة الأعراف الآية 160: وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً إنما أنّث لأنه أراد اثنتي عشرة فرقة ثم أخبر أن الفرق أسباط، وليس الأسباط بتفسير وإنما هو بدل من اثنتي عشرة لأن التفسير لا يكون إلا واحدا منكرا كقولك اثني عشر درهما ولا يجوز دراهم (مختار الصحاح: 188) .
(3) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93. [.....]
(4) كذا في (الأصل المخطوط) ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) . والبيت في (الديوان) صفحة 100.

(1/282)


(250) خ ف ي [أخفيها]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها «1» .
قال: من كل أحد، وفيها كلمة عربية يا ابن الأزرق لعلك لا تحتملها.
قال: بلى يا ابن عباس، فأخبرني بها.
قال: نعم، أخفيها من علمي.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
فإن تدفنوا الدّاء لا نخفه ... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد «2»
__________
(1) سورة طه، الآية: 15.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) ، ولم ترد هذه المسألة في (الإتقان) .

(1/283)


قال الإمام جلال الدين السيوطي «1» :
هذا آخر مسائل نافع بن الأزرق، وقد حذفت منها يسيرا، نحو بضعة عشر سؤالا «2» ، وهي أسئلة مشهورة أخرج الأئمة أفرادا منها بأسانيد مختلفة إلى ابن عباس.
وأخرج أبو بكر بن الأنباري «3» في كتاب (الوقف والابتداء) منها قطعة. قال حدثنا بشر بن أنس، أنبأنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، أنبأنا أبو صالح هدبة بن مجاهد، أنبأنا: مجاهد بن شجاع. أنبأنا: محمد بن زياد اليشكري، عن ميمون بن مهران «4» ، قال: دخل نافع بن الأزرق المسجد ... فذكره.
(وأخرج) الطبراني «5» في معجمه الكبير منها قطعة، من طريق جويبر، عن
__________
(1) هذه الفقرة لم ترد في (الأصل المخطوط) وإنما في (الإتقان) 1/ 133.
(2) حذف منها الإمام جلال الدين السيوطي ثماني وستين مسألة «انظر: فهرس المسائل غير الواردة في (الإتقان في علوم القرآن) » .
(3) أبو بكر بن الأنباري: هو محمد بن القاسم بن بشار من أعلم أهل زمانه بالأدب واللغة، ومن أكثر الناس حفظا للشعر والأخبار، قيل كان يحفظ ثلاثمائة ألف شاهد في القرآن، ولد في الأنبار سنة 271 هـ الموافق 884 م، وتوفي ببغداد سنة 328 هـ الموافق 940 م. وكان يتردد إلى أولاد الخليفة الراضي بالله يعلمهم. (انظر: وفيات الأعيان: 1/ 503، وتذكرة الحفاظ: 3/ 57، ودائرة المعارف الإسلامية: 3/ 5. والأعلام: 6/ 334) .
(4) ميمون بن مهران: الرقي، أبو أيوب، فقيه من القضاء، كان مولى لامرأة بالكوفة وأعتقته فنشأ فيها ثم استوطن الرقة، فكان عالم الجزيرة وسيدها، استعمله عمر بن عبد العزيز على خراجها وقضاتها، وكان على مقدمة الجند الشامي مع معاوية بن هشام بن عبد الملك لما عبر البحر غازيا إلى قبرص سنة 108 هـ، كان ثقة في الحديث كثير العبادة، توفي سنة 117 هـ الموافق 735 م، (انظر: تذكرة الحفاظ: 1/ 93. وحلية الأولياء: 4/ 82. والكامل لابن الأثير: 5/ 52.
والمحبر: 478. والأعلام: 6/ 342) .
(5) الطبراني: هو سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم، من كبار المحدثين، أصله من طبرية الشام، وإليها نسبته، ولد بعكا عام 260 هـ الموافق 873 م، ورحل إلى الحجاز واليمن ومصر والعراق وفارس والجزيرة وتوفي بأصبهان سنة 360 هـ الموافق 971 م.

(1/284)


الضحاك بن مزاحم «6» قال: خرج نافع بن الأزرق ... فذكره. اهـ.
والحمد لله أولا وآخرا
__________
(انظر: وفيات الأعيان: 1/ 215. والنجوم الزاهرة: 4/ 59. وتهذيب ابن عساكر: 6/ 240.
والأعلام: 3/ 12) .
(6) الضحاك بن مزاحم: البلخي الخراساني، أبو القاسم، مفسّر كان يؤدب الأطفال، ويقال: كان في مدرسته ثلاثة آلاف صبي. قال الذهبي: كان يطوف عليهم على حمار، وذكره ابن حبيب تحت عنوان: أشراف المعلمين وفقهاؤهم. توفي بخراسان سنة 105 هـ الموافق 723 م. (انظر: ميزان الاعتدال: 1/ 471. وتاريخ الخميس: 2/ 318. والمحبر 475. والأعلام: 3/ 215) .

(1/285)