مشكل إعراب القرآن

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل إِعْرَاب سُورَة النَّحْل
قَوْله تَعَالَى {أَتَى أَمر الله} هُوَ بِمَعْنى يَأْتِي أَمر الله وَحسن لفظ الْمَاضِي فِي مَوضِع الْمُسْتَقْبل لصدق اتيان الْأَمر فَصَارَ فِي أَنه لابد أَن يَأْتِي بِمَنْزِلَة مَا قد مضى وَكَانَ فَحسن الْإِخْبَار عَنهُ بالماضي وَأكْثر مَا يكون هَذَا فِيمَا يخبرنا الله جلّ ذكره بِهِ أَنه يكون فلصحة وُقُوعه وَصدق الْمخبر بِهِ صَار كَأَنَّهُ شَيْء قد كَانَ
قَوْله {أَن أنذروا} أَن فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من الرّوح وَالروح هُنَا الْوَحْي أَو فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض أَي بِأَن أنذروا
قَوْله {وزينة} نصب على إِضْمَار فعل أَي وَجَعَلنَا زِينَة وَقيل هُوَ مفعول من أَجله أَي وللزينة
قَوْله {أَن تميد بكم} أَن فِي مَوضِع نصب مفعول من أَجله وَقيل تَقْدِيره كَرَاهَة أَن تميد وَقيل مَعْنَاهُ لِئَلَّا تميد
قَوْله {مَاذَا أنزل ربكُم} مَا فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ وَهِي اسْتِفْهَام مَعْنَاهُ التَّقْرِير وَذَا بِمَعْنى الَّذِي وَهُوَ خبر مَا وَأنزل ربكُم صلَة

(1/417)


ذَا وَمَعَ أنزل هَاء محذوفة تعود على ذَا تَقْدِيره مَا الَّذِي أنزلهُ ربكُم وَلما كَانَ السُّؤَال مَرْفُوعا جرى الْجَواب على ذَلِك فَرفع أساطير الْأَوَّلين على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر أَيْضا تَقْدِيره قَالُوا هُوَ أساطير الْأَوَّلين وَأما الثَّانِي فَمَا وَذَا اسْم وَاحِد فِي مَوضِع نصب بأنزل وَمَا اسْتِفْهَام أَيْضا وَلما كَانَ السُّؤَال مَنْصُوبًا جرى الْجَواب على ذَلِك فَقَالَ قَالُوا خيرا أَي أنزل خيرا
قَوْله {طيبين} حَال من الْهَاء وَالْمِيم فِي تتوفاهم
قَوْله {كن فَيكون} قَرَأَهُ ابْن عَامر وَالْكسَائِيّ بِنصب فَيكون عطفا على أَن تَقول وَمن رَفعه قطعه مِمَّا قبله أَي فَهُوَ يكون وَمَا بعد الْفَاء يسْتَأْنف وَيبعد النصب فِيهِ على جَوَاب كن لِأَن لَفظه لفظ الْأَمر وَمَعْنَاهُ الْإِخْبَار عَن قدرَة الله إِذْ لَيْسَ ثمَّ مَأْمُور بِأَن يفعل شَيْئا فَالْمَعْنى فَإِنَّمَا نقُول لَهُ كن فَهُوَ يكون وَمثله فِي لفظ الْأَمر وَلَيْسَ بِأَمْر قَوْله تَعَالَى أسمع بِهِ وَأبْصر لَفظه لفظ الْأَمر وَمَعْنَاهُ التَّعَجُّب فَلَمَّا كَانَ معنى كن الْخَبَر بعد أَن يكون فَيكون جَوَابا لَهُ فينصب على ذَلِك وَيبعد أَيْضا من جِهَة أُخْرَى وَذَلِكَ أَن جَوَاب الْأَمر إِنَّمَا جزم لِأَنَّهُ فِي معنى

(1/418)


الشَّرْط فَإِذا قلت قُم أكرمك جزمت الْجَواب لِأَنَّهُ بِمَعْنى أَن تقم فأكرمك وَكَذَلِكَ إِذا قلت قُم فأكرمك إِنَّمَا نصبت لِأَنَّهُ فِي معنى ان تقم فأكرمك وَهَذَا إِنَّمَا يكون أبدا فِي فعلين مختلفي اللَّفْظ ومختلفي الفاعلين فَإِن اتفقَا فِي اللَّفْظ وَالْفَاعِل وَاحِد لم يجز لِأَنَّهُ لَا معنى لَهُ لَو قلت قُم تقم وقم فتقوم واخرج فَتخرج لم يكن لَهُ معنى كَمَا أَنَّك لَو قلت إِن تخرج تخرج وان تقم فتقوم لم يكن لَهُ معنى لِاتِّفَاق الْفِعْلَيْنِ والفاعلين وَكَذَلِكَ كن فَيكون لما اتّفق لفظ الْفِعْلَيْنِ والفاعلان وَاحِد لم يحسن أَن يكون فَيكون جَوَابا للْأولِ وَالنّصب على الْجَواب إِنَّمَا يجوز على بعد على التَّشْبِيه فِي كن بِالْأَمر الصَّحِيح وعَلى التَّشْبِيه بالفعلين الْمُخْتَلِفين وَقد أجَاز الْأَخْفَش فِي قَوْله تَعَالَى قل لعبادي الَّذين آمنُوا يقيموا أَن يكون يقيموا جَوَابا لقل وَلَيْسَ هُوَ بِجَوَاب لَهُ على الْحَقِيقَة لِأَن أَمر الله تَعَالَى لنَبيه عَلَيْهِ السَّلَام بالْقَوْل لَيْسَ فِيهِ بَيَان الْأَمر لَهُم بِأَن يقيموا الصَّلَاة حَتَّى يَقُول لَهُم أقِيمُوا الصَّلَاة فنصب فَيكون على جَوَاب كن إِنَّمَا يجوز على التَّشْبِيه على مَا ذكرنَا وَهُوَ بعيد لفساد الْمَعْنى

(1/419)


وَقد أجَازه الزّجاج وعَلى ذَلِك قَرَأَ ابْن عَامر بِالنّصب فِي سُورَة الْبَقَرَة وَفِي آل عمرَان وَفِي غَافِر فَأَما فِي هَذِه السُّورَة وَفِي يس فالنصب حسن على الْعَطف على نقُول لِأَن قبله أَن
قَوْله {الَّذين صَبَرُوا} الَّذين فِي مَوضِع رفع على الْبَدَل من الَّذين هَاجرُوا أَو فِي مَوضِع نصب على الْبَدَل من الْهَاء وَالْمِيم فِي لنبوئنهم أَو على إِضْمَار أَعنِي
قَوْله {إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ} اثْنَيْنِ تَأْكِيد بِمَنْزِلَة وَاحِد فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّمَا الله اله وَاحِد
قَوْله {الدّين واصبا} نصب على الْحَال
قَوْله {وَلَهُم مَا يشتهون} مَا رفع بِالِابْتِدَاءِ وَلَهُم الْخَبَر وَأَجَازَ الْفراء أَن تكون مَا فِي مَوضِع نصب على تَقْدِير ويجعلون لَهُم مَا يشتهون وَلَا يجوز هَذَا عِنْد الْبَصرِيين كَمَا لَا يجوز جعلت لي طَعَاما إِنَّمَا يجوز جعلت لنَفْسي طَعَاما فَلَو كَانَ لفظ الْقُرْآن ولأنفسهم مَا يشتهون جَازَ مَا قَالَ الْفراء عِنْد الْبَصرِيين وَهَذَا أصل يحْتَاج إِلَى تَعْلِيل وَبسط كثير
قَوْله {ظلّ وَجهه مسودا} وَجهه اسْم ظلّ ومسودا الْخَبَر وَيجوز فِي الْكَلَام أَن تضمر فِي ظلّ اسْمهَا وترفع وَجهه

(1/420)


ومسودا على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر وَالْجُمْلَة خبر ظلّ
قَوْله {وتصف ألسنتهم الْكَذِب} اللِّسَان يذكر وَيُؤَنث فَمن أنثه قَالَ فِي جمعه ألسن وَمن ذكره قَالَ فِي جمعه أَلْسِنَة وَبِذَلِك أَتَى الْقُرْآن وَالْكذب مَنْصُوب بتصف وَأَن لَهُم بدل من الْكَذِب بدل الشَّيْء من الشَّيْء وَهُوَ هُوَ وَقد قرىء الْكَذِب بِثَلَاث ضمات على أَنه نعت للألسنة وَهُوَ جمع كَاذِب وتنصب أَن لَهُم بتصف
قَوْله {لَا جرم أَن لَهُم النَّار} أَن فِي مَوضِع رفع بجرم بِمَعْنى وَجب ذَلِك لَهُم وَقيل هِيَ فِي مَوضِع نصب بِمَعْنى كسبهم أَن لَهُم النَّار وأصل معنى جرم كسب وَمِنْه المجرمون أَي الكاسبون الذُّنُوب
قَوْله {وَهدى وَرَحْمَة} مفعولان من أجلهما
قَوْله {مِمَّا فِي بطونه} الْهَاء تعود على الْأَنْعَام لِأَنَّهَا تذكر وتؤنث يُقَال هُوَ الْأَنْعَام وَهِي الْأَنْعَام فَجرى هَذَا الْحَرْف على لُغَة من يذكر وَالَّذِي فِي سُورَة الْمُؤمنِينَ على لُغَة من يؤنث حُكيَ هَذَا عَن يُونُس بن حبيب الْبَصْرِيّ وَجَوَاب ثَان وَهُوَ أَن الْهَاء فِي بطونه تعود على الْبَعْض لِأَن من فِي قَوْله مِمَّا فِي بطونه دلّت على التَّبْعِيض وَهُوَ الَّذِي

(1/421)


لَهُ لبن مِنْهَا فتقديره مِمَّا فِي بطُون الْبَعْض الَّذِي لَهُ لبن وَلَيْسَ لكلها لبن وَهُوَ قَول أبي عُبَيْدَة وَجَوَاب ثَالِث وَهُوَ أَن الْهَاء فِي بطونه تعود على الْمَذْكُور تَقْدِيره نسقيكم مِمَّا فِي بطُون الْمَذْكُور وَجَوَاب رَابِع وَهُوَ أَن الْهَاء تعود على النعم لِأَن الْأَنْعَام وَالنعَم سَوَاء فِي الْمَعْنى وَجَوَاب خَامِس وَهُوَ أَن الْهَاء تعود على وَاحِد الْأَنْعَام وواحدها نعم وَالنعَم مُذَكّر وَالنعَم وَاحِد الْأَنْعَام وَالْعرب تصرف الضَّمِير إِلَى الْوَاحِد وان كَانَ لفظ الْجمع قد تقدم قَالَ الشَّاعِر وَهُوَ الْأَعْشَى ... فَإِن تعهديني ولي لمة ... فَإِن الْحَوَادِث أودى بهَا ...
فَقَالَ بهَا فَرد الضَّمِير فِي أودى على الْحدثَان أَو على الْحَادِث وَذكر لِأَنَّهُ لَا مُذَكّر لَهَا من لَفظهَا وَجَوَاب سادس وَهُوَ أَن الْهَاء تعود على

(1/422)


الذُّكُور خَاصَّة حُكيَ هَذَا القَوْل عَن إِسْمَاعِيل القَاضِي وَدلّ ذَلِك أَن اللَّبن للفحل فَشرب اللَّبن من الْإِنَاث وَاللَّبن للفحل فَرجع الضَّمِير عَلَيْهِ وَاسْتدلَّ بِهَذَا على أَن اللَّبن فِي الرَّضَاع للفحل
وَالْهَاء فِي قَوْله {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ} تعود على وَاحِد الثمرات الْمُتَقَدّمَة الذّكر فَهِيَ تعود على الثَّمر كَمَا عَادَتْ الْهَاء فِي بطونه على وَاحِد الْأَنْعَام وَهُوَ النعم وَقيل بل تعود على مَا المضمرة لِأَن التَّقْدِير وَمن ثَمَرَات النخيل وَالْأَعْنَاب مَا تَتَّخِذُونَ مِنْهُ فالهاء مَا ودلت من عَلَيْهَا وَجَاز حذف مَا كَمَا جَازَ حذف من فِي قَوْله تَعَالَى وَمَا منا إِلَّا لَهُ مقَام مَعْلُوم أَي إِلَّا من لَهُ مقَام فحذفت من لدلَالَة من عَلَيْهَا فِي قَوْله وَمَا منا وَقيل الْهَاء فِي مِنْهُ تعود على الْمَذْكُور كَأَنَّهُ قَالَ تَتَّخِذُونَ من الْمَذْكُور سكرا
وَالْهَاء فِي قَوْله {فِيهِ شِفَاء للنَّاس} تعود على الشَّرَاب الَّذِي هُوَ الْعَسَل وَقيل بل تعود على الْقُرْآن
قَوْله {مَا لَا يملك لَهُم رزقا من السَّمَاوَات وَالْأَرْض شَيْئا}

(1/423)


انتصب شَيْء على الْبَدَل من رزق وَهُوَ عِنْد الْكُوفِيّين مَنْصُوب برزق والرزق عِنْد الْبَصرِيين اسْم لَيْسَ بمصدر فَلَا يعْمل إِلَّا فِي شعر
قَوْله {بعد توكيدها} هَذِه الْوَاو فِي التوكيد هِيَ الأَصْل وَيجوز أَن تبدل مِنْهَا همزَة فَتَقول تَأْكِيد وَلَا يحسن أَن يُقَال الْوَاو بدل من الْهمزَة كَمَا لَا يحسن ذَلِك فِي أحد إِذْ أَصله وحد فالهمزة بدل من الْوَاو
قَوْله {أنكاثا} نصب على الْمصدر وَالْعَامِل فِيهِ نقضت لِأَنَّهُ بِمَعْنى نكثت نَكثا فأنكاث جمع نكث قَالَ الزّجاج أنكاثا نصب لِأَنَّهُ فِي معنى الْمصدر
قَوْله {دخلا} مفعول من أَجله
قَوْله {أَن تكون أمة} أَن فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض تَقْدِيره بِأَن تكون أَو لِأَن تكون
قَوْله {هِيَ أربى من أمة} هِيَ مُبْتَدأ وأربى فِي مَوضِع رفع خبر هِيَ وَالْجُمْلَة خبر كَانَ وَأَجَازَ الْكُوفِيُّونَ أَن تكون هِيَ فاصلة لَا مَوضِع لَهَا من الْإِعْرَاب وأربى فِي مَوضِع نصب خبر كَانَ وَهُوَ قِيَاس قَول الْبَصرِيين لأَنهم أَجَازُوا أَن تكون هِيَ وَهُوَ وَأَنا وَأَنت وَشبه ذَلِك فواصل لَا مَوضِع لَهَا من الْإِعْرَاب مَعَ كَانَ وَأَخَوَاتهَا وان وَأَخَوَاتهَا وَالظَّن

(1/424)


وأخواته إِذا كَانَ بعدهن معرفَة أَو مَا قرب من الْمعرفَة وأربى من أمة هُوَ مِمَّا يقرب من الْمعرفَة لملازمة من لأَفْعَل ولطول الِاسْم لِأَن من وَمَا بعْدهَا من تَمام أفعل وَإِنَّمَا فرق البصريون فِي هَذِه الْآيَة وَلم يجيزوا أَن تكون هِيَ فاصلة لِأَن اسْم كَانَ نكرَة فَلَو كَانَ معرفَة لحسن وَجَاز
وَالْهَاء فِي {يبلوكم الله بِهِ} ترجع على الْعَهْد وَقيل ترجع على الْكَثْرَة وَالتَّكَاثُر
قَوْله {من كفر بِاللَّه} من فِي مَوضِع رفع بدل من الْكَاذِبين
قَوْله {إِلَّا من أكره} من نصب على الِاسْتِثْنَاء
وَالْهَاء فِي قَوْله {إِنَّه لَيْسَ لَهُ سُلْطَان} تعود على الشَّيْطَان لَعنه الله وَقيل للْحَدِيث وَالْخَبَر
وَالْهَاء فِي قَوْله {هم بِهِ مشركون} تعود على الله جلّ ذكره وَقيل على الشَّيْطَان على معنى هم من أَجله مشركون بِاللَّه
قَوْله {وَلَكِن من شرح بالْكفْر صَدرا} من مُبْتَدأ وفعليهم الْخَبَر
قَوْله {لما تصف أَلْسِنَتكُم الْكَذِب} الْكَذِب

(1/425)


نصب بتصف وَمَا وتصف مصدر وَمن رفع الْكَذِب وَضم الْكَاف والذال جعله نعتا للألسنة وَقَرَأَ الْحسن وَطَلْحَة وَمعمر الْكَذِب بالخفض وَفتح الْكَاف جَعَلُوهُ نعتا لما أَو بَدَلا مِنْهَا
قَوْله {أَن اتبع مِلَّة إِبْرَاهِيم حَنِيفا} حَنِيفا حَال من الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي اتبع وَلَا يحسن أَن يكون حَالا من إِبْرَاهِيم لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَيْهِ وَمعنى حَنِيفا مائلا عَن كل الْأَدْيَان إِلَى دين إِبْرَاهِيم وأصل الحنف الْميل وَمِنْه الْأَحْنَف
قَوْله {وَلَا تحزن عَلَيْهِم} الْهَاء وَالْمِيم تعودان على الْكفَّار أَي لَا تحزن على تخلفهم عَن الْإِيمَان وَدلّ على ذَلِك قَوْله يمكرون وَقيل الضَّمِير للشهداء الَّذين نزل فيهم وَإِن عَاقَبْتُمْ إِلَى آخر السُّورَة أَي لَا تحزن على قتل الْكفَّار اياهم والضيق بِالْفَتْح الْمصدر وبالكسر الِاسْم وَحكى الْكُوفِيُّونَ أَن الضّيق بِالْفَتْح يكون فِي الْقلب والصدر وبالكسر يكون فِي الثَّوْب وَفِي الدَّار وَنَحْو ذَلِك

(1/426)


بِسم الله الرَّحْمَن

تَفْسِير مُشكل إِعْرَاب سُورَة الْإِسْرَاء
معنى سُبْحَانَ الله تَنْزِيه الله من السوء وَهُوَ مَرْوِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وانتصب على الْمصدر كَأَنَّهُ وضع مَوضِع سبحت الله تسبيحا وَهُوَ معرفَة إِذا أفرد وَفِي آخِره زائدتان الْألف وَالنُّون فَامْتنعَ من الصّرْف للتعريف والزائدتين وَحكي عَن سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يُنكره فَيَقُول سبحانا بِالتَّنْوِينِ وَقَالَ أَبُو عبيد انتصب على النداء كَأَنَّهُ قَالَ يَا سُبْحَانَ الله يَا سُبْحَانَ الَّذِي أسرى
قَوْله {ذُرِّيَّة من حملنَا} ذُرِّيَّة مفعول ثَانِي لنتخذوا على قِرَاءَة من قَرَأَ بِالتَّاءِ ووكيلا مفعول أول وَهُوَ مُفْرد مَعْنَاهُ الْجمع وَاتخذ يتَعَدَّى إِلَى مفعولين مثل قَوْله تَعَالَى وَاتخذ الله

(1/427)


إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَيجوز نصب ذُرِّيَّة على النداء فَأَما من قَرَأَ يتخذوا بِالْيَاءِ فذرية مفعول ثَان لَا غير وَيبعد النداء لِأَن الْيَاء للغيبة والنداء للخطاب فَلَا يَجْتَمِعَانِ إِلَّا على بعد وَقيل ذُرِّيَّة فِي الْقِرَاءَتَيْن بدل من وَكيل وَقيل نصب على إِضْمَار أَعنِي وَيجوز الرّفْع فِي الْكَلَام على قِرَاءَة من قَرَأَ بِالْيَاءِ على الْبَدَل من الْمُضمر فِي يتخذوا وَلَا يحسن ذَلِك فِي قِرَاءَة التَّاء لِأَن الْمُخَاطب لَا يُبدل مِنْهُ الْغَائِب وَيجوز الْخَفْض على الْبَدَل من بني إِسْرَائِيل
وَأَن فِي قَوْله / أَلا يتخذوا / فِي قِرَاءَة من قَرَأَ بِالْيَاءِ فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض أَي لِئَلَّا يتخذوا فَأَما من قَرَأَ بِالتَّاءِ فتحتمل أَن ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا أَن تكون لَا مَوضِع لَهَا من الْإِعْرَاب وَهِي للتفسير بِمَعْنى أَي فَتكون لَا نهيا وَيكون معنى الْكَلَام قد خرج فِيهِ

(1/428)


من الْخَبَر إِلَى النَّهْي وَالْوَجْه الثَّانِي أَن تكون أَن زَائِدَة لَيست للتفسير وَيكون الْكَلَام خَبرا بعد خبر على إِضْمَار القَوْل تَقْدِيره وَقُلْنَا لَهُم لَا تَتَّخِذُوا وَالْوَجْه الثَّالِث أَن تكون أَن فِي مَوضِع نصب وَلَا زَائِدَة وحرف الْجَرّ مَحْذُوف مَعَ أَن تَقْدِيره وجعلناه هدى لبني إِسْرَائِيل لِأَن تَتَّخِذُوا من دوني وَكيلا أَي كَرَاهَة أَن تَتَّخِذُوا
قَوْله {خلال الديار} نصب على الظّرْف
قَوْله {كلا نمد هَؤُلَاءِ} نصبت كلا بنمد وَهَؤُلَاء بدل من كل على معنى الْمُؤمن وَالْكَافِر يرْزق
قَوْله {نفيرا} نصب على الْبَيَان
قَوْله {إِمَّا يبلغن عنْدك} قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ بتَشْديد النُّون وبألف على التَّثْنِيَة لتقدم ذكر الْوَالِدين وَأعَاد الضَّمِير فِي أَحدهمَا على طَرِيق التَّأْكِيد كَمَا قَالَ أموات ثمَّ قَالَ غير أَحيَاء على التَّأْكِيد فَيكون أَحدهمَا بَدَلا من الضَّمِير وأو كِلَاهُمَا عطف على أَحدهمَا وَقيل ثني الْفِعْل وَهُوَ مقدم على لُغَة من قَالَ قاما أَخَوَاك كَمَا ثبتَتْ عَلامَة التَّأْنِيث فِي الْفِعْل الْمُقدم عِنْد جَمِيع الْعَرَب فَيكون أَحدهمَا

(1/429)


رفعا بِفِعْلِهِ على هَذَا وَكِلَاهُمَا عطف على أَحدهمَا
قَوْله {وعد الْآخِرَة} مَعْنَاهُ وعد الْمرة الْآخِرَة ثمَّ حذف فَهُوَ فِي الأَصْل صفة قَامَت مقَام مَوْصُوف لِأَن الْآخِرَة نعت للمرة فحذفت الْمرة وأقيمت الْآخِرَة مقَامهَا وَالْكَلَام هُوَ رد على قَوْله تَعَالَى لتفسدن فِي الأَرْض مرَّتَيْنِ
قَوْله {وليتبروا مَا علوا} مَا وَالْفِعْل مصدر أَي وليتبروا علوهم أَي وَقت علوهم أَي وليهلكوا ويفسدوا زمن تمكنهم فَهُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلك جئْتُك مقدم الْحَاج وخفوق النَّجْم أَي وَقت ذَلِك
قَوْله {عَسى ربكُم أَن يَرْحَمكُمْ} أَن فِي مَوضِع نصب بعسى وَقد تقدم شرح ذَلِك وَال هُنَا بعث مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَسَى من الله وَاجِبَة فقد كَانَ ذَلِك
قَوْله {ويدع الْإِنْسَان بِالشَّرِّ دعاءه بِالْخَيرِ} دعاءه نصب على الْمصدر وَفِي الْكَلَام حذف تَقْدِيره ويدع الْإِنْسَان بِالشَّرِّ دُعَائِهِ بِالْخَيرِ ثمَّ حذف الْمَوْصُوف وَهُوَ دُعَاء ثمَّ حذفت الصّفة المضافة وَقَامَ الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه

(1/430)


قَوْله {عَلَيْك حسيبا} نصب على الْبَيَان وَقيل على الْحَال
قَوْله {انْظُر كَيفَ فضلنَا} كَيفَ فِي مَوضِع نصب بفضلنا وَلَا يعْمل فِيهِ انْظُر لِأَن الِاسْتِفْهَام يعْمل فِيهِ مَا قبله
قَوْله {أكبر دَرَجَات} أكبر خبر الِابْتِدَاء وَهُوَ الْآخِرَة ودرجات نصب على الْبَيَان وَمثله تَفْضِيلًا
قَوْله {ابْتِغَاء رَحْمَة} و {خشيَة إملاق} كِلَاهُمَا مفعول من أَجله
قَوْله {وَلَا تقربُوا الزِّنَى} من قصر الزِّنَى جعله مصدر زنى يَزْنِي زنى وَمن مده جعله مصدر زاني يزاني زناء ومزاناة
قَوْله {وَمن قتل مَظْلُوما} مَظْلُوما نصب على الْحَال
قَوْله {إِنَّه كَانَ منصورا} الْهَاء تعود على الْوَلِيّ وَقيل على الْمَقْتُول وَقيل على الدَّم وَقيل على الْقَتْل وَقَالَ أَبُو عبيد هِيَ للْقَاتِل وَمَعْنَاهُ أَن الْقَاتِل إِذا اقيد مِنْهُ فِي الدُّنْيَا فَقتل فَهُوَ مَنْصُور وَفِيه بعد فِي التَّأْوِيل
قَوْله {مرحا} نصب على الْمصدر وَقَرَأَ يَعْقُوب مرحا بِكَسْر الرَّاء فَيكون نَصبه على الْحَال

(1/431)


قَوْله {نفورا} نصب على الْحَال
قَوْله {وَقل لعبادي يَقُولُوا} قد مضى الِاخْتِلَاف فِي نَظِيره فِي سُورَة إِبْرَاهِيم فَهُوَ مثله
قَوْله {أَيهمْ أقرب} ابْتِدَاء وَخبر وَيجوز أَن تكون أَيهمْ بِمَعْنى الَّذِي بَدَلا من الْوَاو فِي يَبْتَغُونَ تَقْدِيره يَبْتَغِي الَّذِي هُوَ أقرب الْوَسِيلَة فَأَي على هَذَا التَّقْدِير مَبْنِيَّة عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَفِيه اخْتِلَاف وَنظر سَنذكرُهُ فِي سُورَة مَرْيَم عَلَيْهَا السَّلَام إِن شَاءَ الله تَعَالَى
قَوْله {وَمَا منعنَا أَن نرسل بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كذب} أَن الأولى فِي مَوضِع نصب مفعول ثَان لمنع وَأَن الثَّانِيَة فِي مَوضِع رفع فَاعل لمنع تَقْدِيره وَمَا منعنَا الارسال بِالْآيَاتِ الَّتِي اقترحتها قُرَيْش إِلَّا تَكْذِيب الْأَوَّلين بِمِثْلِهَا فَكَانَ ذَلِك سَبَب اهلاكهم وَلَو أرسلها إِلَى قُرَيْش فكذبوا لأهلكوا وَقد تقدم فِي علم الله تَعَالَى تَأْخِير عقابهم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَلم يرسلها لذَلِك
قَوْله {مبصرة} نصب على الْحَال
قَوْله {والشجرة الملعونة} نصب الشَّجَرَة على الْعَطف على الرُّؤْيَا أَي وَمَا جعلنَا الرُّؤْيَا والشجرة الملعونة
قَوْله {خلقت طينا} نصب على الْحَال

(1/432)


قَوْله {يَوْم ندعوا كل أنَاس بإمامهم} الْعَامِل فِي يَوْم فعل دلّ عَلَيْهِ الْكَلَام كَأَنَّهُ قَالَ لَا يظْلمُونَ يَوْم ندعوا وَدلّ عَلَيْهِ قَوْله وَلَا يظْلمُونَ فتيلا وَلَا يحسن أَن يعْمل فِيهِ نَدْعُو لِأَن يَوْمًا مُضَاف إِلَيْهِ وَلَا يعْمل الْمُضَاف إِلَيْهِ فِي الْمُضَاف لِأَنَّهُمَا كاسم وَاحِد وَلَا يعْمل الشَّيْء فِي نَفسه وَالْبَاء فِي بإمامهم تتَعَلَّق بندعو فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي لندعو تعدى إِلَيْهِ بِحرف جر وَيجوز أَن تتَعَلَّق الْبَاء بِمَحْذُوف والمحذوف فِي مَوضِع الْحَال فَيكون التَّقْدِير نَدْعُو كل أنَاس مختلطين بإمامهم أَي فِي هَذِه الْحَال وَمَعْنَاهُ ندعوهم وإمامهم فيهم وَمَعْنَاهُ على القَوْل الأول ندعوهم باسم إمَامهمْ وَهُوَ معنى مَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس فِي تَفْسِيره وَقد رُوِيَ عَن الْحسن أَن الإِمَام هُنَا الْكتاب الَّذِي فِيهِ أَعْمَالهم فَلَا تحْتَمل على هَذَا أَن تكون الْبَاء إِلَّا مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف وَذَلِكَ الْمَحْذُوف فِي مَوضِع الْحَال تَقْدِيره ندعوهم وَمَعَهُمْ كِتَابهمْ الَّذِي فِيهِ أَعْمَالهم كَأَنَّهُ فِي التَّقْدِير ندعوهم ثَابتا مَعَهم كِتَابهمْ أَو مُسْتَقرًّا مَعَهم كِتَابهمْ وَنَحْو ذَلِك فَلَا يتَعَدَّى نَدْعُو على هَذَا التَّأْوِيل إِلَّا إِلَى مفعول وَاحِد
قَوْله {فَهُوَ فِي الْآخِرَة أعمى} هُوَ من عمي الْقلب فَهُوَ ثلاثي

(1/433)


من عمي فَلذَلِك أَتَى بِغَيْر فعل ثلاثي وَفِيه معنى التَّعَجُّب وَلَو كَانَ من عمى الْعين لقَالَ فَهُوَ فِي الْآخِرَة أَشد عمى أَو أبين عمى لِأَن فِيهِ معنى التَّعَجُّب وعمى الْعين شَيْء ثَابت كَالْيَدِ وَالرجل فَلَا يتعجب مِنْهُ إِلَّا بِفعل ثلاثي وَكَذَلِكَ حكم مَا جرى مجْرى التَّعَجُّب وَقيل لما كَانَ عمى الْعين أَصله الرباعي لم يتعجب مِنْهُ إِلَّا بِإِدْخَال فعل ثلاثي لينقله التَّعَجُّب إِلَى الرباعي وَإِذا كَانَ فعل المتعجب مِنْهُ رباعيا لم يكن نَقله إِلَى أَكثر من ذَلِك فَلَا بُد من إِدْخَال فعل ثلاثي نَحْو بَان وَشد وَكثر وَشبهه هَذَا مَذْهَب الْبَصرِيين وَقد حكى الْفراء مَا أعماه وَمَا اعوره وَلَا يجوزه البصريون
قَوْله {سنة من قد} نصب على الْمصدر أَي سنّ الله ذَلِك سنة يَعْنِي سنّ الله أَن من أخرج نبيه هلك وَقَالَ الْفراء الْمَعْنى كَسنة من فَلَمَّا حذف الْكَاف نصب
قَوْله {وَقُرْآن الْفجْر} نصب بإضمار فعل تَقْدِيره واقرأوا قُرْآن الْفجْر وَقيل تَقْدِيره أقِم قُرْآن الْفجْر
قَوْله {قبيلا} نصب على الْحَال
قَوْله {وَمَا منع النَّاس أَن يُؤمنُوا} أَن فِي مَوضِع نصب لمفعول ثَان لمنع

(1/434)


قَوْله {إِلَّا أَن قَالُوا} أَن فِي مَوضِع رفع فَاعل منع أَي وَمَا منع النَّاس الْإِيمَان إِلَّا قَوْلهم كَذَا وَكَذَا
قَوْله {كفى بِاللَّه شَهِيدا} الله جلّ ذكره فِي مَوضِع رفع بكفى وشهيدا حَال أَو بَيَان تَقْدِيره قل كفى الله شَهِيدا
قَوْله {تسع آيَات بَيِّنَات} يجوز أَن تكون بَيِّنَات فِي مَوضِع خفض على النَّعْت لآيَات أَو فِي مَوضِع نصب على النَّعْت لتسْع
قَوْله {وبالحق أَنزَلْنَاهُ وبالحق نزل} بِالْحَقِّ الأول حَال مُقَدّمَة من الْمُضمر فِي أَنزَلْنَاهُ وبالحق الثَّانِي حَال مُقَدّمَة من الْمُضمر فِي نزل وَيجوز أَن تكون الْبَاء فِي الثَّانِي مُتَعَلقَة بِنزل على جِهَة التعدى
قَوْله {قل لَو أَنْتُم} لَوْلَا يَليهَا إِلَّا الْفِعْل لِأَن فِيهَا معنى الشَّرْط فَإِن لم يظْهر أضمر فَهُوَ مُضْمر فِي هَذَا وَأَنْتُم رفع بِالْفِعْلِ الْمُضمر
قَوْله {لفيفا} نصب على الْحَال
قَوْله {وقرآنا فرقناه} انتصب قُرْآن بإضمار فعل تَفْسِيره فرقناه تَقْدِيره وفرقنا قُرْآنًا فرقناه

(1/435)


وَيجوز أَن يكون مَعْطُوفًا على مبشرا وَنَذِيرا على معنى وَصَاحب قُرْآن ثمَّ حذف الْمُضَاف فَيكون فرقناه نعتا لِلْقُرْآنِ
قَوْله {أيا مَا تدعوا} أَي نصب بتدعوا وَمَا زَائِدَة للتَّأْكِيد
قَوْله {للأذقان سجدا} نصب على الْحَال

(1/436)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل إِعْرَاب سُورَة الْكَهْف
قَوْله تَعَالَى {قيمًا} نصب على الْحَال من الْكتاب
قَوْله {كَبرت كلمة} كلمة نصب على التَّفْسِير وَفِي كَبرت ضمير فَاعل تَقْدِيره كَبرت مقالتهم اتخذ الله ولدا وَمن رفع كلمة جعل كَبرت بِمَعْنى عظمت وَلم يضمر فِيهِ شَيْئا فارتفعت الْكَلِمَة بِفِعْلِهَا وَتخرج نعت للكلمة
قَوْله {إِن يَقُولُونَ إِلَّا كذبا} إِن بِمَعْنى مَا وكذبا نصب بالْقَوْل
قَوْله {أسفا} مصدر فِي مَوضِع الْحَال
قَوْله {زِينَة لَهَا} مفعول ثَان لجعلنا أَن جعلته بِمَعْنى صيرنا وان جعلته بِمَعْنى خلقنَا نصبت زِينَة على أَنه مفعول من أَجله لِأَن خلقنَا لَا يتَعَدَّى إِلَّا إِلَى مفعول وَاحِد
قَوْله {سِنِين} نصب على الظّرْف و {عددا} مصدر وَقيل نعت لسنين على معنى ذَات عدد وَقَالَ الْفراء مَعْنَاهُ مَعْدُودَة فَهُوَ على هَذَا نعت لسنين
قَوْله {أحصى لما لَبِثُوا أمدا} أمدا نصب لِأَنَّهُ مفعول لأحصى كَأَنَّهُ قَالَ لنعلم أَهَؤُلَاءِ أحصى للأمد أم هَؤُلَاءِ

(1/437)


وَقيل هُوَ مَنْصُوب بلبثوا وَأَجَازَ الزّجاج نَصبه على التَّمْيِيز وَمنعه غَيره لِأَنَّهُ إِذا نَصبه على التَّمْيِيز جعل أحصى اسْما على أفعل وأحصى أَصله مِثَال الْمَاضِي من أحصى يحصي وَقد قَالَ الله عز وَجل أَحْصَاهُ الله ونسوه وأحصى كل شَيْء عددا فَإِذا صَحَّ أَنه يَقع فعلا مَاضِيا لم يُمكن أَن يسْتَعْمل مِنْهُ أفعل من كَذَا إِنَّمَا يَأْتِي أفعل من كَذَا أبدا من الثلاثي وَلَا يَأْتِي من الرباعي الْبَتَّةَ إِلَّا فِي شذوذ نَحْو قَوْلهم مَا أولاه للخير وَمَا أعطَاهُ للدرهم فَهُوَ شَاذ لَا يُقَاس عَلَيْهِ فَإِذا لم يُمكن أَن يَأْتِي أفعل من كَذَا من الرباعي علم أَن أحصى لَيْسَ هُوَ أفعل من كَذَا إِنَّمَا هُوَ فعل مَاض وَإِذا كَانَ فعلا مَاضِيا لم يَأْتِ مَعَه التَّمْيِيز وَكَانَ تعديه إِلَى أمدا أبين وَأظْهر وَإِذا نصبت أمدا بلبثوا فَهُوَ ظرف لَكِن يلزمك أَن تكون عديت أحصى بِحرف جر لِأَن التَّقْدِير أحصى للبثهم فِي الأمد وَهُوَ مِمَّا لَا يحْتَاج إِلَى حرف فيبعد ذَلِك بعض الْبعد فنصبه بأحصى أولى وَأقوى
فَأَما قَوْله {لنعلم أَي الحزبين} وَقَوله {فَلْينْظر أَيهَا أزكى} فالرفع عِنْد أَكثر النَّحْوِيين فِي هَذَا على الِابْتِدَاء وَمَا بعده

(1/438)


خبر وَالْفِعْل مُعَلّق غير معمل فِي اللَّفْظ وَعلة سِيبَوَيْهٍ فِي ذَلِك أَنه لما حذف الْعَائِد على أَي بناها على الضَّم وَسَنذكر شرح الِاخْتِلَاف فِي أَي فِي مَرْيَم
قَوْله {شططا} نعت لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره قولا شططا وَيجوز أَن ينصبه القَوْل
قَوْله {وَإِذ اعتزلتموهم} أَي واذْكُرُوا إِذْ اعتزلتموهم
قَوْله {ذَات الْيَمين} و {ذَات الشمَال} ظرفان
قَوْله {فِرَارًا} و {رعْبًا} منصوبان على التَّمْيِيز
قَوْله {إِذْ يتنازعون} الْعَامِل فِي إِذْ ليعلموا
قَوْله {ثَلَاثَة} أَي هم ثَلَاثَة وَكَذَلِكَ مَا بعده من خَمْسَة وَسَبْعَة
قَوْله {وثامنهم كلبهم} إِنَّمَا جِيءَ بِالْوَاو هُنَا لتدل على تَمام الْقِصَّة وَانْقِطَاع الْحِكَايَة عَنْهُم وَلَو جِيءَ بهَا مَعَ رَابِع وسادس لجَاز وَلَو حذفت من الثَّامِن لجَاز لِأَن الضَّمِير الْعَائِد يَكْفِي من الْوَاو تَقول رَأَيْت عمرا وَأَبوهُ جَالس وان شِئْت حذفت الْوَاو للهاء العائدة على عَمْرو وَلَو قلت رَأَيْت عمرا وَبكر جَالس لم يجز حذف الْوَاو إِذْ لَا عَائِد يعود على عَمْرو وَيُقَال لهَذِهِ الْوَاو وَاو الْحَال وَيُقَال وَاو الِابْتِدَاء وَيُقَال وَاو إِذْ أَي هِيَ بِمَعْنى إِذْ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ولطائفة قد أهمتهم أنفسهم

(1/439)


قَوْله {ثَلَاث مائَة سِنِين} من نون الْمِائَة استبعد الْإِضَافَة إِلَى الْجمع لِأَن أصل هَذَا الْعدَد أَن يُضَاف إِلَى وَاحِد يتَبَيَّن جنسه نَحْو عِنْدِي مائَة دِرْهَم وَمِائَة ثوب فنون الْمِائَة إِذْ بعْدهَا جمع وَنصب سِنِين على الْبَدَل من ثَلَاث وَقَالَ الزّجاج سِنِين فِي مَوضِع نصب عطف بَيَان على ثَلَاث وَقيل هِيَ فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من مائَة لِأَنَّهَا فِي معنى مئين وَمن لم ينون أضَاف مائَة إِلَى سِنِين وَهِي قِرَاءَة حَمْزَة وَالْكسَائِيّ أضافا إِلَى الْجمع كَمَا يفْعَلَانِ فِي الْوَاحِد وَجَاز لَهما ذَلِك لِأَنَّهُمَا إِذا أضافا إِلَى وَاحِد فَقَالَا ثلثمِائة سنة فَسنة بِمَعْنى سِنِين لَا اخْتِلَاف فِي ذَلِك فحملا الْكَلَام على مَعْنَاهُ فَهُوَ حسن فِي الْقيَاس قَلِيل فِي الِاسْتِعْمَال لِأَن الْوَاحِد أخف من الْجمع وَإِنَّمَا يبعد من جِهَة قلَّة الِاسْتِعْمَال وَإِلَّا فَهُوَ الأَصْل
قَوْله {وازدادوا تسعا} تسعا مفعول بِهِ بازدادوا وَلَيْسَ بظرف تَقْدِيره وازدادوا لبث تسع سِنِين وَزَاد أَصله فعل يتَعَدَّى إِلَى مفعولين قَالَ الله جلّ ذكره وزدناهم هدى لَكِن لما رَجَعَ فعل إِلَى افتعل نقص من التعدى وتعدى إِلَى مفعول وَاحِد وأصل الدَّال الأولى فِي وازدادوا تَاء الافتعال وَأَصله وازتيدوا فقلبت الْيَاء ألفا

(1/440)


لتحركها وانفتاح مَا قبلهَا وأبدل من التَّاء دَالا لتَكون فِي الْجَهْر كالدال الَّتِي بعْدهَا وَالزَّاي الَّتِي قبلهَا وَكَانَت الدَّال أولى بذلك لِأَنَّهَا من مخرج التَّاء فَيكون عمل اللِّسَان من مَوضِع وَاحِد فِي القَوْل والجهر
قَوْله {إِن الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات إِنَّا لَا نضيع أجر من أحسن عملا} خبر إِن الأولى أُولَئِكَ لَهُم جنَّات وَقيل خَبَرهَا إِنَّا لَا نضيع أجر من احسن عملا لِأَن مَعْنَاهُ انا لَا نضيع أجرهم وَقيل الْخَبَر مَحْذُوف تَقْدِيره ان الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات يجازيهم الله بأعمالهم وَدلّ على ذَلِك قَوْله انا لَا نضيع أجر من أحسن عملا
قَوْله {من سندس} هُوَ جمع واحده سندسة وَوَاحِد العبقري عبقرية وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى عبقر وَوَاحِد الرفرف رفرفة وَوَاحِد الأرائك أريكة
قَوْله {قلت مَا شَاءَ الله} مَا اسْم نَاقص بِمَعْنى الَّذِي فِي مَوضِع رفع على إِضْمَار مُبْتَدأ تَقْدِيره قلت الْأَمر مَا شَاءَ الله أَي مَا شاءه الله ثمَّ حذفت الْهَاء من الصِّلَة وَقيل مَا شَرط اسْم تَامّ وَشاء فِي مَوضِع يَشَاء وَالْجَوَاب مَحْذُوف تَقْدِيره قلت مَا شَاءَ الله كَانَ وَلَا هَاء مقدرَة فِي هَذَا الْوَجْه لِأَن مَا إِذا كَانَت للشّرط والاستفهام اسْم تَامّ لَا يجتاح إِلَى صلَة وَلَا إِلَى إِلَى عَائِد من صلَة
قَوْله {إِن ترن أَنا أقل} أَنا فاصلة لَا مَوضِع لَهَا من الْإِعْرَاب

(1/441)


وَأَقل مفعول ثَان لترني وَإِن شِئْت جعلت أَنا تَأْكِيدًا لضمير الْمُتَكَلّم فِي ترني وَيجوز فِي الْكَلَام رفع أقل تجْعَل أَنا مُبْتَدأ وَأَقل الْخَبَر وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي لترني
قَوْله {غورا} نصب لِأَنَّهُ خبر أصبح تَقْدِيره ذَا غور
قَوْله {وأحيط بثمره} الْمَفْعُول الَّذِي لم يسم فَاعله لأحيط مُضْمر وَهُوَ الْمصدر وَيجوز أَن يكون بثمره فِي مَوضِع رفع على الْمَفْعُول لأحيط
قَوْله {بثمره} من قَرَأَ بِضَمَّتَيْنِ جعله جمع ثَمَرَة كخشبة وخشب وَيجوز أَن يكون جمع الْجمع كَأَنَّهُ جمع ثمار مثل حمَار وحمر وثمار جمع ثَمَرَة كأكمة وإكام وَمن قَرَأَ بِفتْحَتَيْنِ جعله جمع ثَمَرَة كخشبة وخشب وَمن أسكن الثَّانِي وَضم الأول فعلى الاستخفاف وَأَصله ضمتان
قَوْله {هُنَالك الْولَايَة لله الْحق} من رفع الْحق جعل الْولَايَة مُبْتَدأ وهنالك خَبره وَالْحق نعت للولاية وَالْعَامِل فِي هُنَالك الِاسْتِقْرَار الْمَحْذُوف الَّذِي قَامَ هُنَالك مقَامه وَيجوز أَن يكون لله خبر

(1/442)


الْولَايَة وَمن خفض الْحق جعله نعتا لله جلّ ذكره أَي لله ذِي الْحق وألغى هُنَالك فَيكون الْعَامِل فِي هُنَالك الِاسْتِقْرَار الَّذِي قَامَ لله مقَامه وَلَا يحسن الْوَقْف على هُنَالك فِي هذَيْن الْوَجْهَيْنِ وَيجوز أَن يكون الْعَامِل فِي هُنَالك إِذا جعلت لله الْخَبَر منتصرا فَيحسن الْوَقْف على هُنَالك على هَذَا الْوَجْه وهنالك يحْتَمل أَن يكون ظرف زمَان وظرف مَكَان وَأَصله الْمَكَان تَقول اجْلِسْ هُنَالك وَهَاهُنَا وَهُنَاكَ وأقم هُنَالك وَاللَّام فِي هُنَالك تدل على بعد الْمشَار إِلَيْهِ
قَوْله {على رَبك صفا} نصب على الْحَال
قَوْله {وَيَوْم نسير الْجبَال} الْعَامِل فِي يَوْم فعل مُضْمر تَقْدِيره وَاذْكُر يَا مُحَمَّد يَوْم نسير الْجبَال وَلَا يحسن أَن يكون الْعَامِل مَا قبله لِأَن حرف الْعَطف يمْنَع من ذَلِك
قَوْله {إِلَّا إِبْلِيس} نصب على الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع على مَذْهَب من رأى أَن إِبْلِيس لم يكن من الْمَلَائِكَة وَقيل هُوَ من الأول لِأَنَّهُ من الْمَلَائِكَة كَانَ

(1/443)


قَوْله {وَمَا منع النَّاس أَن يُؤمنُوا} أَن فِي مَوضِع نصب مفعول منع
قَوْله {إِلَّا أَن تأتيهم} أَن فِي مَوضِع رفع فَاعل منع
قَوْله {الْعَذَاب قبلا} من ضم الْقَاف جعله جمع قبيل أَي يَأْتِيهم الْعَذَاب قبيلا قبيلا أَي صفا صفا أَي أجناسا وَقيل مَعْنَاهُ شَيْء بعد شَيْء من جنس وَاحِد فَهُوَ نصب على الْحَال وَقيل مَعْنَاهُ مُقَابلَة أَي يقابلهم عيَانًا من حَيْثُ يرونه وَكَذَلِكَ الْمَعْنى فِي قِرَاءَة من كسر الْقَاف أَي يَأْتِيهم مُقَابلَة أَي عيَانًا حكى أَبُو زيد لقِيت فلَانا قبلا ومقابلة وقبلا وقبلا وقبيلا بِمَعْنى وَاحِد أَي عيَانًا ومقابلة
قَوْله {وَتلك الْقرى أهلكناهم} تِلْكَ فِي مَوضِع رفع على الِابْتِدَاء وأهلكناهم الْخَبَر وَإِن شِئْت كَانَت تِلْكَ فِي مَوضِع نصب على إِضْمَار فعل يفسره أهلكناهم
قَوْله {لمهلكهم} من فتح اللَّام وَالْمِيم جعله مصدر هَلَكُوا مهْلكا وَهُوَ مُضَاف إِلَى الْمَفْعُول على لُغَة من أجَاز تعدى هلك وَمن لم يجز تعديه فَهُوَ

(1/444)


مُضَاف إِلَى الْفَاعِل وَمن فتح الْمِيم وَكسر اللَّام جعله اسْما للزمان تَقْدِيره لوقت مهلكهم وَقيل هُوَ مصدر هلك أَيْضا أَتَى نَادرا مثل الْمرجع والمحيض وَمن ضم الْمِيم وَفتح اللَّام جعله مصدر أهلكوا
قَوْله {سربا} مصدر وَقيل هُوَ مفعول ثَان لاتخذ
قَوْله {وَمَا أنسانيه إِلَّا الشَّيْطَان أَن أذكرهُ} أَن فِي مَوضِع نصب على الْبَدَل من الْهَاء فِي أنسانيه وَهُوَ بدل الاشتمال
وَقَوله {فِي الْبَحْر عجبا} مصدر إِن جعلته من قَول مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وتقف على الْبَحْر كَأَنَّهُ لما قَالَ فَتى مُوسَى وَاتخذ سَبيله فِي الْبَحْر قَالَ مُوسَى أعجب عجبا وَإِن جعلت عجبا من قَول فَتى مُوسَى كَانَ مَفْعُولا ثَانِيًا لاتخذ وَقيل أَنه من قَول مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كُله تَقْدِيره وَاتخذ مُوسَى سَبِيل الْحُوت فِي الْبَحْر تعجب عجبا فالوقف على عجبا على هَذَا التَّأْوِيل حسن
قَوْله {قصصا} مصدر أَي رجعا يقصان الْأَثر قصصا
قَوْله {تحط بِهِ خَبرا} خَبرا مصدر لِأَن معنى تحط بِهِ تخبره
قَوْله {علمت رشدا} رشدا مفعول من أَجله مَعْنَاهُ هَل اتبعك للرشد على أَن تعلمني مِمَّا علمت فَتكون على وَمَا بعْدهَا حَالا وَيجوز أَن يكون مَفْعُولا لتعلمني تَقْدِيره على أَن تعلمني أمرا ذَا رشد والرشد

(1/445)


والرشد لُغَتَانِ
قَوْله {لاتخذت} من خفف التَّاء جعله من تخذت فَأدْخل اللَّام الَّتِي هِيَ لجواب لَو على التَّاء الَّتِي هِيَ فَاء الْفِعْل حكى أهل اللُّغَة تخذت أَتَّخِذ وَحكى سِيبَوَيْهٍ استخذ فلَان أَرضًا أَصله اتخذ على افتعل لكنه أبدل من التَّاء الأولى سينا وَمن شدده جعله افتعل فأدغم التَّاء الْأَصْلِيَّة فِي الزَّائِدَة وَقَالَ الْأَخْفَش التَّاء الأولى فِي اتخذ بدل من وَاو وَالْوَاو بدل من همزَة وَقيل بدل من يَاء وَالْيَاء بدل من همزَة حَكَاهُ ابْن كيسَان عَنهُ
قَوْله {تغرب فِي عين} هُوَ فِي مَوضِع نصب على الْحَال من الْهَاء فِي وجدهَا
قَوْله {إِمَّا أَن تعذب وَإِمَّا أَن تتَّخذ فيهم} أَن فِي مَوضِع نصب فيهمَا وَقيل فِي مَوضِع رفع وَهُوَ أبين على فَأَما هُوَ كَمَا قَالَ الشَّاعِر ... فسيرا فَأَما حَاجَة تقضيانها ... وَإِمَّا مقيل صَالح وصديق ...
فالرفع على إِضْمَار مُبْتَدأ وَالنّصب على إِضْمَار فعل أَي فَأَما تفعل أَن تعذب أَي تفعل الْعَذَاب

(1/446)


قَوْله {فَلهُ جَزَاء الْحسنى} من رفع جَزَاء جعله مُبْتَدأ وَله الْخَبَر وَتَقْدِيره فَلهُ جَزَاء الْخلال الْحسنى فالحسنى فِي مَوضِع خفض بِإِضَافَة الْجَزَاء إِلَيْهَا وَقيل هِيَ فِي مَوضِع رفع على الْبَدَل من جَزَاء وَحذف التَّنْوِين لالتقاء الساكنين وَالْحُسْنَى على هَذَا الْجنَّة كَأَنَّهُ قَالَ فَلهُ الْجنَّة وَمن نصب جَزَاء ونونه جعل الْحسنى مُبْتَدأ وَله الْخَبَر وَنصب جَزَاء على أَنه مصدر فِي مَوضِع الْحَال تَقْدِيره فَلهُ الْخلال جَزَاء أَو الْجنَّة جَزَاء أَي مجزيا بهَا وَقيل جَزَاء نصب على التَّمْيِيز وَقيل على الْمصدر وَمن نصب وَلم ينونه فَإِنَّمَا حذف التَّنْوِين لالتقاء الساكنين وَالْحُسْنَى فِي مَوضِع رفع وَفِيه بعد
قَوْله {لَا يكادون يفقهُونَ} من ضم الْيَاء قدر حذف مفعول تَقْدِيره لَا يفقهُونَ أحدا قولا ولاحذف مَعَ فتح الْيَاء
قَوْله {يَأْجُوج وَمَأْجُوج} لم ينصرفا لِأَنَّهُمَا اسمان لقبيلتين مَعَ التَّعْرِيف وَقيل مَعَ العجمة وَمن همزه جعله عَرَبيا مشتقا من أجيج النَّار وَمن ذَلِك قَوْله ملح أجاج فهما على

(1/447)


وزن يفعول ومفعول وَيجوز أَن يكون من لم يهمز أَن يَنْوِي الْهَمْز وَلَكِن خففه فَيكون عَرَبيا أَيْضا
قَوْله {بالأخسرين أعمالا} أعمالا نصب على التَّمْيِيز
قَوْله {عَنْهَا حولا} نصب بيبغون أَي متحولا يُقَال حَال من يحول حولا إِذا تحول مِنْهُ

(1/448)