مشكل إعراب القرآن بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
مُشكل اعراب سُورَة الْبَلَد
قَوْله تَعَالَى لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد لَا زَائِدَة وَقيل
هِيَ بِمَعْنى الا وَقيل لَا غير زَائِدَة وَهِي رد لكَلَام
قبله والبلد نعت لهَذَا أَو بدل أَو عطف بَيَان
قَوْله أَن لن يقدر أَن سدت مسد مفعولي حسب وَمثله أَن لم يره
أحد وأصل يره يرَاهُ ثمَّ خففت الْهمزَة وحذفت الْألف للجزم
قَوْله وَمَا أَدْرَاك مَا الْعقبَة فك رَقَبَة فك بدل من
الْعقبَة أَو على اضمار هِيَ فك ابْتِدَاء وَخبر وَقد تقدم
الْكَلَام على نَظِير وَمَا أَدْرَاك فِي الحاقة وَغَيرهَا
قَوْله يَتِيما نصب باطعام وأو مِسْكينا عطف عَلَيْهِ
(2/819)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الشَّمْس
قَوْله تَعَالَى قد أَفْلح من زكاها فِي زكى ضمير من وَبِه
تتمّ الصِّلَة أَي من زكى نَفسه بِالْعَمَلِ الصَّالح
قَوْله وَقد خَابَ من دساها أَي أخْفى نَفسه بِالْعَمَلِ
السيىء وَقيل إِن فِي زكاها ودساها ضميرا يعود على الله جلّ
وَعز أَي قد أَفْلح من زَكَّاهُ الله وَقد خَابَ من خذله الله
وَهَذَا بعيد إِذْ لَا ضمير يعود على من من صلته وانما يعود
الضَّمِير على اسْم الله جلّ ذكره وَلَكِن إِن جعلت من اسْما
للنَّفس وأنثت على الْمَعْنى فَقلت زكاها ودساها جَازَ لِأَن
الْهَاء وَالْألف تعودان على من حِينَئِذٍ فيصلح الْكَلَام
كَأَنَّهُ فِي التَّقْدِير قد أفلحت النَّفس الَّتِي زكاها
الله وَقد خابت النَّفس الَّتِي خذلها الله وأخفاها وَمعنى
دساها أخفاها بِالْعَمَلِ السيىء أَو تكون من بِمَعْنى
الْفرْقَة أَو الطَّائِفَة أوالجماعة فتعود الْهَاء فِي زكاها
ودساها على من وَيحسن الْكَلَام بَان يكن الضَّمِير فِي زكاها
ودساها لله جلّ ذكره
(2/820)
ودساها أَصله دسسها من دسست الشَّيْء اذا
أخفيته لَكِن أبدلوا من السِّين الْأَخِيرَة يَاء وقلبت ألفا
لتحركها وانفتاح مَا قبلهَا
قَوْله نَاقَة الله نصب على الاغراء أَي احْذَرُوا نَاقَة الله
وسقياها فِي مَوضِع نصب عطف على نَاقَة
قَوْله فسواها الْهَاء تعود على الدمدمة وَدلّ على ذَلِك
قَوْله فدمدم أَي سوى بَينهم فِي الْعقُوبَة
قَوْله فَلَا يخَاف عقباها من قَرَأَهُ بِالْفَاءِ فالفعل لله
جلّ ذكره وَمن قَرَأَهُ بِالْوَاو فالفعل للعاقر أَي انْبَعَثَ
أشقاها وَلَا يخَاف عقباها وَيجوز أَن يكون من قراه بِالْوَاو
جعل الْفِعْل لله كالفاء
(2/821)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة اللَّيْل
قَوْله تَعَالَى وَمَا خلق الذّكر مَا وَالْفِعْل مصدر أَي
وَخلق الذّكر وَالْأُنْثَى وَقيل مَا بِمَعْنى من أقسم الله
جلّ ذكره بِنَفسِهِ وَقيل مَا بِمَعْنى الَّذِي وَأَجَازَ
الْفراء خفض الذّكر وَالْأُنْثَى على الْبَدَل من مَا جعلهَا
بِمَعْنى الَّذِي
قَوْله فَأَما من أعْطى من رفع بِالِابْتِدَاءِ وفسنيسره
الْخَبَر وَهُوَ شَرط وَجَوَابه وَمثله وَأما من بخل
قَوْله وَمَا يُغني عَنهُ مَاله مَا فِي مَوضِع نصب بيغني
وَهِي اسْتِفْهَام عمل فِيهِ مَا بعده وَيجوز أَن تكون مَا
نَافِيَة حرفا ويحذف مفعول يُغني أَي وَلَيْسَ يُغني عَنهُ
مَاله شَيْئا إِذا هلك
قَوْله إِن علينا للهدى للهدى اسْم إِن وعلينا الْخَبَر وَمثله
وَإِن لنا للآخرة وَالْأولَى وَلَام التَّأْكِيد تدخل على
الِابْتِدَاء وعَلى اسْم ان اذا تَأَخّر وعَلى خبر إِن إِلَّا
أَن يكون مَاضِيا أَو يكون
(2/822)
ظرفا يَلِي ان وعَلى الظّرْف اذا وَقع موقع
الْخَبَر وان لم يكن خَبرا وَكَانَ الْخَبَر بعده نَحْو لزيد
قَائِم وَإِن فِي الدَّار لزيدا وَإِن زيدا لقائم وليقوم ولفي
الدَّار ولأبوه منطلق وَإِن زيدا لفي الدَّار قَائِم ولقائم
فان قدمت لقائم على فِي الدَّار لم تدخل اللَّام فِي الظّرْف
لمجيئك بِاللَّامِ فِي الْخَبَر وَإِذا تَأَخّر الْخَبَر جَازَ
دُخُول اللَّام فيهمَا لِأَن الظّرْف ملغى
قَوْله إِلَّا ابْتِغَاء وَجه ربه ابْتِغَاء نصب على
الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع وَأَجَازَ الْفراء الرّفْع فِي
ابْتِغَاء على الْبَدَل من مَوضِع نعْمَة وَهُوَ بعيد
قَوْله إِن سعيكم هُوَ جَوَاب الْقسم
(2/823)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الضُّحَى
قَوْله تَعَالَى مَا وَدعك مَا جَوَاب الْقسم
قَوْله ألم يجدك يَتِيما الْكَاف ويتيما مفعولان ليجد وَمثله
ووجدك ضَالًّا ووجدك عائلا
قَوْله وَمَا قلى الْمَفْعُول مَحْذُوف أَي وَمَا قلاك أَي
وَمَا ابغضك وَلَا يسْتَعْمل ودع الا بِالتَّشْدِيدِ لَا
يُقَال ودع قَالَ سِيبَوَيْهٍ استغنوا عَنهُ بترك
قَوْله فَأَما الْيَتِيم فَلَا تقهر الْيَتِيم نصب بتقهر وَحقه
التَّأْخِير بعد الْفَاء وَتَقْدِيره مهما يكن من شَيْء فَلَا
تقهر الْيَتِيم وَمثله وَأما السَّائِل فَلَا تنهر وَلَو كَانَ
مَعَ تقهر وتنهر هَاء لَكَانَ الِاخْتِيَار فِي الْيَتِيم
وَفِي السَّائِل الرّفْع وَيجوز النصب وَلَا يجوز مَعَ حذف
الْهَاء إِلَّا النصب واليتيم والسائل اسْما يدلان على
الْجِنْس
قَوْله وَأما بِنِعْمَة رَبك فَحدث الْبَاء مُتَعَلقَة بِحَدَث
وتقديرها أَن تكون بعده وَالتَّقْدِير مهما يكن من شَيْء فَحدث
بِنِعْمَة رَبك
قَوْله ولسوف يعطيك رَبك الْمَفْعُول الثَّانِي مَحْذُوف كَمَا
تَقول أَعطيتك وتسكت فالتقدير يعطيك مَا تُرِيدُ فترضى
(2/824)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
شرح مُشكل اعراب سُورَة الم نشرح
قَوْله تَعَالَى ألم نشرح الْألف نقلت الْكَلَام من النَّفْي
فَردته ايجابا
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
شرح مُشكل اعراب سُورَة التِّين
قَوْله وطور سينين هَذِه لُغَة فِي سيناء وَقد تقدم ذكره
قَوْله وَهَذَا الْبَلَد الِاسْم من هَذَا ذَا عِنْد
الْبَصرِيين والذال وَحدهَا عِنْد الْكُوفِيّين هُوَ الِاسْم
وَهُوَ اسْم مُبْهَم مَبْنِيّ وَإِنَّمَا بني لِأَنَّهُ لَا
يخص مُسَمّى بِعَيْنِه بل ينْتَقل الى كل مشار اليه فَلَا
يسْتَقرّ على شَيْء بِعَيْنِه فَخَالف الْأَسْمَاء فَدخل
لمُخَالفَته الْأَسْمَاء فِي مشابهة الْحُرُوف لِأَن الْحُرُوف
مخالفه للأسماء فَبنِي كَمَا تبنى الْحُرُوف وَقَالَ الْفراء
إِنَّمَا لم يعرب لِأَن آخِره ألف وَالْألف لَا تتحرك وَهَذَا
قَول ضَعِيف يلْزم فِيهِ بِنَاء مُوسَى وعصا ومثنى وَشبهه وَقد
تقدم ذكر هَذَا بأشبع من هَذَا
(2/825)
قَوْله فَمَا يكذبك بعد مَا اسْتِفْهَام
رفع بِالِابْتِدَاءِ ويكذبك الْخَبَر
قَوْله بِأَحْكَم الْحَاكِمين إِنَّمَا انْصَرف أحكم وَهُوَ
صفة على وزن الْفِعْل لِأَنَّهُ أضيف فَخرج عَن شبه
الْأَفْعَال لِأَنَّهَا لَا تُضَاف فَانْصَرف الى الْخَفْض
(2/826)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة العلق
قَوْله تَعَالَى اقْرَأ بِسم رَبك دخلت الْبَاء فِي اسْم لتدل
على الْمُلَازمَة والتكرير وَمثله أخذت بالخطام فان قلت اقْرَأ
اسْم رَبك وَأخذت الخطام لم يكن فِي الْكَلَام مَا يدل على
لُزُوم الْفِعْل وتكريره وَأَجَازَ النحويون اقْرَأ يَا هَذَا
بِحَذْف الْهمزَة على تَقْدِير ابدال الْألف من الْهمزَة قبل
الْأَمر كَمَا قَالَ اتستبدلون الَّذِي هُوَ أدنى بِالَّذِي
هُوَ خير
فالألف فِي أدنى على قَول جمَاعَة بدل من همزَة وَهُوَ من
الدناءة فَلَمَّا دخله الْأَمر حذفت اللف للْبِنَاء وَهُوَ
مَبْنِيّ عِنْد الْبَصرِيين ومعرب عِنْد الْكُوفِيّين
قَوْله وَرَبك الأكرم ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْحَال من
الْمُضمر فِي اقْرَأ
قَوْله أَن رَاه اسْتغنى أَن مفعول من أَجله وَالْهَاء
وَاسْتغْنى مفعولان لرَأى وَرَأى بِمَعْنى الْعلم يتَعَدَّى
الى مفعولين وَقد قَرَأَ قنبل عَن ابْن كثير أَن رأه بِغَيْر
ألف بعد الْهمزَة كَأَنَّهُ حذف لَام الْفِعْل كَمَا حذفت فِي
حاش لله وَحكي حذفهَا عَن الْعَرَب حُكيَ أصَاب النَّاس واوتر
أهل مَكَّة فحذفوا الْألف لدلَالَة الفتحة عَلَيْهَا
(2/827)
وَقد قيل إِنَّمَا سهلت الْهمزَة على
الْبَدَل فَاجْتمع أَلفَانِ فحذفت الثَّانِيَة لالتقاء
الساكنين فَلَمَّا نقصت الْكَلِمَة ردَّتْ الْهمزَة الى
أَصْلهَا وَقيل إِنَّمَا حذفت الْألف لسكونها وَسُكُون السِّين
بعْدهَا لِأَن الْهَاء حرف خَفِي لَا يعْتد بِهِ وحرى الْوَقْف
على لفظ الْوَصْل فحذفت فِي الْوَقْف كَمَا حذفت فِي الْوَصْل
لِئَلَّا يخْتَلف وَقيل إِنَّمَا حذفت الْألف لِأَن مضارع رأى
قد اسْتعْمل بِحَذْف عينه بعد القاء حركته على مَا قبله
اسْتِعْمَالا صَار فِيهِ كالأصل لَا يجوز غَيره فَقَالُوا نرى
وَترى وَيرى فَجرى الْمَاضِي على ذَلِك فَلم يُمكن حذف الْعين
إِذْ لَيْسَ قبلهَا سَاكن تلقى عَلَيْهِ الْحَرَكَة فحذفت
اللَّام
قَوْله أَرَأَيْت الْيَاء سَاكِنة لَا يجوز تحركها الْبَتَّةَ
لاتصال الْمُضمر الْمَرْفُوع بهَا وَمن لم يهمز أَرَأَيْت جعل
الْهمزَة بَين الْهمزَة وَالْألف وَقيل أبدل مِنْهَا ألفا
وَالْأول هُوَ الأَصْل
قَوْله لنسفعا هَذِه النُّون هِيَ نون التَّأْكِيد الْخَفِيفَة
دخلت مَعَ لَام الْقسم وَالْوَقْف عَلَيْهَا اذا انْفَتح مَا
قبلهَا بِالْألف وتحذف فِي الْوَقْف اذا انْضَمَّ مَا قبلهَا
أَو انْكَسَرَ وَيرد مَا حذف من أدجلها لَو قلت الزيدون
(2/828)
هَل يقومن يَا هَذَا بالنُّون الْخَفِيفَة
ثمَّ وقفت عَلَيْهِ رددت الْوَاو الَّتِي هِيَ عَلامَة
الضَّمِير وَترد النُّون الَّتِي هِيَ للرفع فَتَقول هَل
يقومُونَ وَكَذَلِكَ تَقول للمؤنث هَل تضربن زيدا فان وقفت
وددت الْيَاء الَّتِي هِيَ عَلامَة التَّأْنِيث وَترد النُّون
الَّتِي هِيَ عَلامَة الرّفْع فَتَقول هَل تضربين
(2/829)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
شرح مُشكل اعراب سُورَة الْقدر
قَوْله تَعَالَى إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر
الْهَاء تعود على الْقرَان وان لم يجر لَهُ ذكر اذ قد فهم
الْمَعْنى
قَوْله وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقدر مَا الأولى
اسْتِفْهَام ابْتِدَاء وأدراك فعل فِيهِ ضمير الْفَاعِل يعود
على مَا وَالْكَاف مفعول أول لأدراك وَمَا الثَّانِيَة
اسْتِفْهَام ابْتِدَاء ثَان وَلَيْلَة خبر عَن الثَّانِي
وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع الْمَفْعُول الثَّانِي لأدراك وأدراك
ومفعولاها خبر مَا الأولى وَمثله وَمَا أَدْرَاك مَا القارعة
وَقد تقدم الْكَلَام على هَذَا فِي الحاقة وَفِي غَيرهَا
قَوْله سَلام هِيَ ابْتِدَاء وَخبر
قَوْله حَتَّى مطلع الْفجْر الأَصْل فِي قِيَاس مطلع فتح
اللَّام لِأَن اسْم الْمَكَان والمصدر من فعل يفعل المفعل وَقد
شذت حُرُوف فَأَتَت فِيهَا الكسرة لُغَة نَحْو الْمَسْجِد
والمجلس وَقَرَأَ الْكسَائي مطلع بِكَسْر اللَّام جعله مِمَّا
خرج عَن قِيَاسه
(2/830)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة لم يكن
قَوْله تَعَالَى لم يكن الَّذين كسرت النُّون لسكونها وَسُكُون
اللَّام بعْدهَا وَأَصلهَا واصلها السّكُون للجزم وحذفت
الْوَاو قبلهَا لسكونها وَسُكُون النُّون وَلم ترد الْوَاو
عِنْد حَرَكَة النُّون لِأَن الْحَرَكَة عارضة لَا يعْتد بهَا
وَمثله قُم اللَّيْل وَهُوَ كثير فِي الْقُرْآن فِي كل فعل
مجزوم أَو مَبْنِيّ وعينه وَاو أَو يَاء أَو ألف مبدلة من
أَحدهمَا وَلَا يحسن حذف النُّون من يكن فِي هَذَا على لُغَة
من قَالَ لم يَك زيد قَائِما لِأَنَّهَا قد تحركت وانما يجوز
حذفهَا اذا كَانَت سَاكِنة فِي الْوَصْل فتشبه بحروف الْمَدّ
واللين فتحذف للمشابهة ولكثرة الِاسْتِعْمَال واذا تحركت
زَالَت المشابهة وَامْتنع الْحَذف الا فِي شعر فقد أَتَى
حذفهَا بعد أَن تحركت لالتقاء الساكنين
قَوْله وَالْمُشْرِكين عطف على أهل وَلَا يحسن عطف الْمُشْركين
(2/831)
على الَّذين لِأَنَّهُ يَنْقَلِب الْمَعْنى
وَيصير الْمُشْركين من أهل الْكتاب وَلَيْسوا مِنْهُم
قَوْله منفكين مَعْنَاهُ مفارقين بَعضهم بَعْضًا أَي
مُتَفَرّقين وَدلّ على ذَلِك قَوْله وَمَا تفرق الَّذين
أُوتُوا الْكتاب فَهُوَ مَأْخُوذ من قَوْلهم قد انْفَكَّ
الشَّيْء من الشَّيْء اذا فَارقه فَلَا يحْتَاج الى خبر اذا
كَانَ بِمَعْنى مُتَفَرّقين وَلَو كَانَ بِمَعْنى زائلين لَا
حتاج الى خبر لِأَنَّهُ من أَخَوَات كَانَ
قَوْله رَسُول بدل من الْبَيِّنَة أَو رفع على اضمار هِيَ
رَسُول وَيَتْلُو فِي مَوضِع رفع على النَّعْت لرَسُول وَفِي
حرف أبي رَسُولا بِالنّصب على الْحَال
قَوْله فِيهَا كتب ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع النَّعْت لصحف
قَوْله مُخلصين وحنفاء حالان من الْمُضمر فِي يعبدوا
قَوْله وَذَلِكَ دين الْقيمَة ذَلِك ابْتِدَاء وَدين خبر ذَلِك
وَالْقيمَة صفة قَامَت مقَام مَوْصُوف مَحْذُوف تَقْدِيره دين
الْملَّة الْقيمَة أَي المستقيمة وَقيل تَقْدِيره دين
الْجَمَاعَة الْقيمَة
(2/832)
قَوْله وَالْمُشْرِكين الثَّانِي فِي
مَوضِع نصب عطف على الَّذين وَقيل فِي مَوضِع خفض عطف على أهل
كَالْأولِ فِي علته
قَوْله جزاؤهم عِنْد رَبهم ابْتِدَاء وجنات خَبره اي جزاؤهم
دُخُول جنَّات وتجري نعت لجنات
قَوْله خَالِدين حَال من الْهَاء وَالْمِيم فِي جزاؤهم وَجَاز
ذَلِك لِأَن الْمصدر لَيْسَ بِمَعْنى أَن فعل وَأَن يفعل
فَيحْتَاج أَن لَا يفرق بَينه وَبَين مَا تعلق بِهِ انما
يمْتَنع ان يفرق بَينه وَبَين مَا تعلق بِهِ اذا كَانَ
بِمَعْنى أَن فعل وَأَن يفعل وَلَيْسَ هَذَا مِنْهُ وأبدا ظرف
زمَان
(2/833)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الزلزلة
قَوْله تَعَالَى إِذا زلزلت إِذا ظرف زمَان مُسْتَقْبل
وَالْعَامِل فِيهِ زلزلت وَجَاز ذَلِك لِأَنَّهَا بِمَعْنى
الشَّرْط مَا بعْدهَا فِي تَقْدِير مجزوم بهَا فَكَمَا جَازَ
عمله فِيمَا بعْدهَا وَهِي فِي الحكم مُضَافَة الى الْجُمْلَة
بعْدهَا جَازَ عمل مَا بعْدهَا فِيهَا كَمَا يعْمل فِي من
وَمَا اللَّتَيْنِ للشّرط مَا بعدهمَا ة تعملان هما فِيمَا
بعدهمَا تَقول من تكرم اكرمه وَمَا تفعل أفعل فَمَا وَمن فِي
مَوضِع نصب بِالْفِعْلِ المجزوم الَّذِي بعدهمَا وهما جزما مَا
بعدهمَا فجرت اذا إِذْ كَانَ فِيهَا معنى الشَّرْط على مَا
وَمن وَإِن كَانَت فِي التَّقْدِير مُضَافَة الى الْجُمْلَة
بعْدهَا
قَوْله زِلْزَالهَا مصدر كَمَا تَقول ضربتك ضربك وَحسن اضافته
الى الضَّمِير لتتفق رُؤُوس الْآي على لفظ وَاحِد والزلزال
بِالْفَتْح الِاسْم وَالْكَسْر مصدر وَقيل هما جَمِيعًا مصدر
وَقد قَرَأَ عَاصِم
(2/834)
الجحدري وزلزلوا زلزالا بِالْفَتْح
وَقَرَأَ زِلْزَالهَا بِالْفَتْح
قَوْله مَالهَا ابْتِدَاء اسْتِفْهَام اسْم تَامّ وَلها
الْخَبَر
قَوْله أشتاتا حَال من النَّاس
قَوْله فَمن يعْمل مِثْقَال من شَرط وَهُوَ اسْم مُبْتَدأ
تَامّ ويره الْخَبَر مثله الثَّانِي
(2/835)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة العاديات
قَوْله تَعَالَى ضَبْحًا مصدر فِي مَوضِع الْحَال مثل أصبح
ماؤكم غورا
قَوْله قدحا مصدر مَحْض لِأَن فالموريات بِمَعْنى فالقادحات
قَوْله صبحا ظرف زمَان عمل فِيهِ الْمُغيرَات
قَوْله نقعا مفعول بِهِ نصب بأثرن
قَوْله جمعا حَال
قَوْله إِذا بعثر الْعَامِل فِي اذا عِنْد الْمبرد بعثر وَلَا
يعْمل فِيهِ يعلم وَلَا خَبِير لِأَن الانسان لَا يُرَاد
مِنْهُ الْعلم وَالِاعْتِبَار ذَلِك الْوَقْت انما يعْتَبر فِي
الدُّنْيَا وَيعلم وَلَا يعْمل مَا بعد ان فِيمَا قبلهَا لَو
قلت يَوْم الْجُمُعَة إِن زيدا قَائِم لم يجز إِلَّا على
كلامين واضمار عَامل ليَوْم كَأَنَّك قلت اذكر يَوْم
الْجُمُعَة ثمَّ قلت ان زيدا قَائِم وَلَا يعْمل فِيهِ قَائِم
الْبَتَّةَ فَأَما يَوْمئِذٍ الثَّانِي فالعامل فِيهِ خَبِير
وَجَاز أَن يعْمل ابعد اللَّام فِيمَا قبلهَا لِأَن
التَّقْدِير
(2/836)
فِي اللَّام أَن تكون فِي الِابْتِدَاء
وانما دخلت فِي الْخَبَر لدُخُول ان على الِابْتِدَاء فَيعْمل
الْخَبَر فِيمَا قبله وان كَانَ فِيهِ لَام على أصل حكم
اللَّام فِي التَّقْدِير قبل الْمُبْتَدَأ
(2/837)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة القارعة
قَوْله تَعَالَى القارعة مَا القارعة وَمَا أَدْرَاك مَا
القارعة قد تقدم الْكَلَام فِيهَا وَفِيمَا كَانَ مثلهَا مثل
وَمَا أَدْرَاك ماهيه وَشبهه فِي الحاقة وَفِي الْوَاقِعَة
وَفِي الْقدر فأغنى ذَلِك عَن تكريره
قَوْله يَوْم يكون النَّاس الْعَامِل فِي يَوْم القارعة أَي
تقرع اذان الْخلق يَوْم يكون وَقيل القارعة رفع باضمار فعل
وَذَلِكَ الْفِعْل عَامل فِي يَوْم تَقْدِيره ستأتي القارعة
وَالْأول أحسن
قَوْله كالفراش الْكَاف فِي مَوضِع نصب خبر كَانَ وَمثله
كالعهن والعهن جمع عهنة
قَوْله من ثقلت مَوَازِينه من شَرط اسْم تَامّ فِي مَوضِع رفع
بِالِابْتِدَاءِ وفهو الْخَبَر وَمثله من خفت
قَوْله هيه الْهَاء دخلت للْوَقْف لبَيَان حَرَكَة الْيَاء
قَوْله نَار رفع على اضمار مُبْتَدأ أَي هِيَ نَار
(2/838)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة أَلْهَاكُم
قَوْله تَعَالَى لترون الْجَحِيم من قَرَأَ بِضَم التَّاء جعله
فعلا رباعيا مَنْقُولًا من رأى من رُؤْيَة الْعين فتعدى بنقله
الى الرباعي الى مفعولين قَامَ أَحدهمَا مقَام الْفَاعِل
وَهُوَ الْمُضمر فِي لترون مفعول لم يسم فَاعله والجحيم
الْمَفْعُول الثَّانِي وَمن فتح التَّاء جعله فعلا ثلاثيا غير
مَنْقُول الى الرباعي فعداه الى مفعول وَاحِد لِأَنَّهُ فِي
الْوَجْهَيْنِ من رُؤْيَة الْعين أَصله لترأيون فألقيت حَرَكَة
الْهمزَة على الرَّاء كَمَا فعل ذَلِك فِي يرى وَترى على
التسهيل تسهيلا مستمرا فِي هَذَا الْبناء حَيْثُ وَقع
مُسْتَقْبلا فَبَقيَ لتريون فَلَمَّا تحركت الْيَاء وَانْفَتح
مَا قبلهَا قلبت ألفا وحذفت لسكونها وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا
فَبَقيَ لترون ثمَّ دخلت النُّون الْمُشَدّدَة فحذفت نون
الاعراب للْبِنَاء وحركت الْوَاو بِالضَّمِّ لسكونها وَسُكُون
أول النُّون الْمُشَدّدَة وَلَا يجوز همز الْوَاو من لترون
لانضمامها لِأَن حركتها عارضة لالتقاء الساكنين وهما الْوَاو
وَأول المشدد أَلا ترى أَنَّك لم ترد لَام الْفِعْل الَّتِي قد
حذفت قبل الْوَاو لسكونها وَسُكُون وَاو الضَّمِير وَقد تحركت
وَاو الضَّمِير لسكونها وَسُكُون أول النُّون الْمُشَدّدَة
الَّتِي للتَّأْكِيد فَلَمَّا لم يعْتد بحركتها لم ترد لَام
الْفِعْل وَلم يجز همزها وَمثله الثَّانِي وَلم يجز حذف
الْوَاو لالتقاء الساكنين لِأَنَّهُ قد حذف
(2/839)
لَام الْفِعْل قبلهَا وَلِأَن قبلهَا
فَتْحة والفتحة لَا تدل على الْوَاو وَلَو حذفت
قَوْله عين الْيَقِين نصب على الْمصدر لِأَن مَعْنَاهَا
لتعايننها عيَانًا يَقِينا
(2/840)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الْعَصْر
قَوْله تَعَالَى وَالْعصر هُوَ قسم وَالْوَاو بدل من الْبَاء
وَتَقْدِيره وَرب الْعَصْر وَكَذَلِكَ التَّقْدِير فِي كل قسم
بِغَيْر الله وَالْعصر الدَّهْر
قَوْله إِلَّا الَّذين آمنُوا الَّذين فِي مَوضِع نصب على
الِاسْتِثْنَاء من الانسان لِأَنَّهُ بِمَعْنى الْجَمَاعَة
(2/841)
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الْهمزَة
قَوْله تَعَالَى ويل لكل همزَة ويل رفع بِالِابْتِدَاءِ وَهُوَ
الِاخْتِيَار وَيجوز نَصبه على الْمصدر أَو على الاغراء وَقد
مضى شَرحه
قَوْله الَّذِي جمع مَالا الَّذِي فِي مَوضِع رفع على اضمار
مُبْتَدأ أَي هُوَ الَّذِي أَو فِي مَوضِع نصب على أَعنِي أَو
فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من كل
قَوْله يحْسب أَن مَاله أخلده أَن تسد مسد مفعولي حسب
قَوْله وعدده عدد فعل مَاض مَبْنِيّ على الْفَتْح وَقَرَأَ
الْحسن بِالتَّخْفِيفِ فَهُوَ مَنْصُوب على الْعَطف على مَال
أَي وَجمع عدده وَلَا يحسن أَن يكون بِمَعْنى التَّشْدِيد فعلا
مَاضِيا على اظهار التَّضْعِيف لِأَن اظهار التَّضْعِيف فِي
مثل هَذَا لَا يجوز إِلَّا فِي شعر
وَكسر السِّين فِي يحْسب وَفتحهَا لُغَتَانِ مشهورتان ويروى
أَن الْكسر لُغَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ
جَائِز فِي كل فعل مُسْتَقْبل من حسب
قَوْله لينبذن هَذَا الْفِعْل وَنَظِيره مَبْنِيّ على الْفَتْح
لأجل
(2/842)
ملاصقة النُّون لَهُ وَفِيه ضمير يعود على
الَّذِي وَقَرَأَ الْحسن لينبذان على التَّثْنِيَة رده على
المَال وصاحبة ويروى عَنهُ لينبذن بِضَم الذَّال على الْجمع
رده على الْهمزَة واللمزة وَالْمَال
قَوْله وَمَا أَدْرَاك مَا الحطمة قد تقدم ذكرهَا
قَوْله نَار الله رفع على اضمار هِيَ ابْتِدَاء وَخبر
قَوْله مؤصدة من همزَة جعله من آصدت الْبَاب إِذا أطبقته لُغَة
مَعْرُوفَة وَمن لم يهمز جعله مخففا من الْهمزَة وَيجوز أَن
يكون جعله من أوصدت لُغَة مَشْهُورَة فِيهِ وَهُوَ مثل قَوْلهم
وكدت وأكدت والتأكيد والتوكيد بِمَعْنى وَمثله أرخت الْكتاب
وورخته لُغَتَانِ وَقَوله بالوصيد يدل على أوصدت بِالْوَاو
وَلَو كَانَ من آصدت كَانَ بالأصيد
قَوْله فِي عمد من قَرَأَهُ بِفتْحَتَيْنِ جعله اسْما للْجمع
لِأَن بَاب فعول وفعيل وفعال أَن يجمع على فعل نَحْو كتاب
وَكتب وَرَسُول ورسل ورغيف ورغف وَقد قَالُوا أَدِيم وأدم
وأفيق وأفق فَهَذَا بِمَنْزِلَة عَمُود وَعمد بِالْفَتْح
(2/843)
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الْفِيل
قَوْله تَعَالَى كَيفَ فعل رَبك كَيفَ ظرف وَالْعَامِل فِيهِ
فعل وَلَا يعْمل فِيهِ تَرَ لِأَن فِيهِ معنى الِاسْتِفْهَام
وَلَا يعْمل فِيهِ مَا قبله ولمشابهته الْألف بني وَبني على
الْفَتْح لسكون مَا قبله وَلِأَنَّهُ يَاء الْكسر بعد الْيَاء
ثقيله
قَوْله أبابيل وَاحِدهَا إبول كعجول وعجاجيل وَقيل وَاحِدهَا
إبيل كسكين وسكاكين وَقيل وَاحِدهَا إبال كدينار ودنانير وأصل
دِينَار دنار دَلِيله تَكْرِير النُّون فِي الْجمع والتصغير
وَقيل هُوَ جمع لَا وَاحِد لَهُ وَقيل هُوَ اسْم للْجمع
قَوْله ترميهم فِي مَوضِع نصب نعت لطير وَكَذَلِكَ أبابيل نعت
لطير كَأَنَّهُ قَالَ جماعات مُتَفَرِّقَة
قَوْله كعصف الْكَاف فِي مَوضِع نصب مفعول ثَان لجعل لِأَنَّهُ
بِمَعْنى صير
(2/844)
تفسر مُشكل اعراب سُورَة قُرَيْش
قَوْله تَعَالَى لِإِيلَافِ اللَّام مُتَعَلقَة عِنْد
الْأَخْفَش بقوله فجعلهم كعصف أَي فعل بهم ذَلِك لتأتلف
قُرَيْش وَفِيه بعد لاجماع الْجَمِيع على الْجَوَاز على
الْوَقْف على اخر ألم تَرَ وَقيل اللَّام مُتَعَلقَة بِفعل
مُضْمر تَقْدِيره اعجبوا لايلاف قُرَيْش رحْلَة الشتَاء والصيف
وتركهم عبَادَة رب هَذَا الْبَيْت وَهُوَ مَذْهَب الْفراء
وَقَالَ الْخَلِيل اللَّام مُتَعَلقَة بقوله فليعبدوا
كَأَنَّهُ قَالَ لِأَن ألف الله قُريْشًا ايلافا فليعبدوا رب
هَذَا الْبَيْت
قَوْله إيلافهم بدل من الأول لزِيَادَة الْبَيَان كَمَا تَقول
سَمِعت كلامك كلامك زيدا وإيلاف مصدر فعل رباعي وَمن قَرَأَهُ
إلفهم جعله مصدر فعل ثلاثي وَأَجَازَ الْفراء إيلافهم بِالنّصب
على الْمصدر
قَوْله رحْلَة الشتَاء نصب بايلافهم وَفِيه لُغَتَانِ
حَكَاهُمَا ابو عبيد
(2/845)
ألفته وآلفته وعَلى ذَلِك قرىء لِإِيلَافِ
وءلالف من ألف وَمن آلف
(2/846)
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة أَرَأَيْت
قَوْله تَعَالَى أَرَأَيْت الَّذِي من خفف الْهمزَة جعلهَا
بَين الْهمزَة وَالْألف وَقيل أبدل مِنْهَا ألفا وَجَاز ذَلِك
وَبعدهَا سَاكن لِأَن الْألف يَقع بعْدهَا السَّاكِن والمشدد
على مَذْهَب جَمِيع النَّحْوِيين وَيَقَع بعْدهَا السَّاكِن
غير المشدد على مَذْهَب يُونُس وابي عَمْرو والكوفيين وَمنعه
سِيبَوَيْهٍ والمبرد وَيجوز حذف الْهمزَة وَبِه قَرَأَ
الْكسَائي وَيكون أَرَأَيْت من رُؤْيَة الْقلب وَالْمَفْعُول
الثَّانِي مَحْذُوف وَفِيه بعد فِي الاعراب والحذف وَهُوَ أمكن
فِي الْمَعْنى من رُؤْيَة الْعين وَيكون من رُؤْيَة الْعين
فَلَا يحْتَاج الى حذف
(2/847)
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الْكَوْثَر
قَوْله تَعَالَى إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر اصل إِنَّا إننا
فحذفت احدى النونات لِاجْتِمَاع الْأَمْثَال والمحذوفة هِيَ
الثَّانِيَة بِدلَالَة جَوَاز حذفهَا فِي إِن فَتَقول إِن زيد
لقائم فتحذف الثَّانِيَة وَتبقى الأولى على سكونها سَاكِنة
وَلَو كَانَت المحذوفة هِيَ الأولى لبقيت الثَّانِيَة متحركة
لِأَنَّهَا كَذَلِك كَانَت قبل الْحَذف وَلَا يجوز حذف
الثَّالِثَة لِأَنَّهَا من الِاسْم
(2/848)
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الْكَافِرُونَ
قَوْله تَعَالَى الْكَافِرُونَ نعت لأي لَا يجوز حذفه
لِأَنَّهُ هُوَ المنادى فِي الْمَعْنى وَلَا يجوز عِنْد أَكثر
النَّحْوِيين نَصبه كَمَا جَازَ يازيد الظريف بِالنّصب على
النَّعْت على مَوضِع زيد لِأَنَّهُ فِي مَوضِع نصب بالنداء
وَقد مضى شَرحه وَمَا فِي الْأَرْبَعَة الْمَوَاضِع فِي مَوضِع
نصب بِالْفِعْلِ الَّذِي قبل كل وَاحِدَة وَهِي بِمَعْنى
الَّذِي وَالْهَاء محذوفة من الْفِعْل الَّذِي بعد كل وَاحِدَة
أَي تعبدونه وأعبده وعبدتموه وَقيل مَا وَالْفِعْل مصدر فَلَا
يحْتَاج على هَذَا الى تَقْدِير حذف
(2/849)
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة النَّصْر
قَوْله تَعَالَى إِذا جَاءَ نصر الله الْعَامِل فِي إِذا جَاءَ
وَقد تقدم شَرحه
قَوْله يدْخلُونَ حَال من النَّاس لِأَن رَأَيْت من رُؤْيَة
الْعين
قَوْله أَفْوَاجًا نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي يدْخلُونَ
وَهُوَ الْعَامِل فِيهِ وأفواج جمع فَوْج وَقِيَاسه أَفْوَاج
لِأَن الضمة تستثقل فِي الْوَاو فشبهوا فعلا بِفعل فجمعوه جمع
(2/850)
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة تبت
قَوْله تَعَالَى مَا أغْنى عَنهُ مَاله وَمَا كسب مَا فِي
مَوضِع نصب بأغنى وَهِي اسْتِفْهَام اسْم تَامّ وَقيل مَا نفي
ومفعول اغنى مَحْذُوف تَقْدِيره مَا أغْنى عَنهُ مَاله وَكَسبه
شَيْئا
قَوْله وَمَا كسب مَا عطف على مَاله وَهِي بِمَعْنى الَّذِي
أَو مَعَ الْفِعْل مصدر أَي كَسبه ولابد من تَقْدِير هَاء
محذوفة إِذا جَعلتهَا بِمَعْنى الَّذِي أَي كَسبه
قَوْله وَامْرَأَته حمالَة الْحَطب امْرَأَته عطف على الْمُضمر
فِي سيصلى وحمالة رفع على اضمار هِيَ ابْتِدَاء وَخبر وَقيل
امْرَأَته رفع بِالِابْتِدَاءِ وحمالة خَبره وَقيل الْخَبَر
فِي جيدها حَبل ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْخَبَر
وَكَذَلِكَ رفع الْحَبل بالاستقرار وَالْجُمْلَة خبر امْرَأَته
وحمالة نعت للْمَرْأَة وَإِذا جعلت حمالَة الْخَبَر كَانَ
قَوْله فِي جيدها حَبل ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْحَال من
الْمُضمر فِي حمالَة وَكَذَلِكَ إِذا جعلت وَامْرَأَته حمالَة
ابْتِدَاء وخبرا جَازَ أَن تكون الْجُمْلَة فِي مَوضِع الْحَال
من الْهَاء فِي أغْنى عَنهُ وَقيل إِن فِي جيدها حَبل خبر ثَان
لامْرَأَته
(2/851)
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الاخلاص
قَوْله تَعَالَى قل هُوَ الله أحد هُوَ ابْتِدَاء وَهُوَ اضمار
الحَدِيث أَو الْخَبَر أَو الْأَمر وَالله ابْتِدَاء وَأحد
خَبره وَالْجُمْلَة خبر عَن هُوَ تَقْدِيره قل يَا مُحَمَّد
الحَدِيث الْحق الله أحد وَقد قَرَأَ أَبُو عَمْرو بِحَذْف
التَّنْوِين من أحد لالتقاء الساكنين
قَوْله الله الصَّمد ابْتِدَاء وَخبر وَقيل الصَّمد نَعته
وَمَا بعده خبر وَقيل الصَّمد رفع على اضمار الْمُبْتَدَأ
وَالْجُمْلَة خبر عَن الله جلّ ذكره وَقيل هِيَ جملَة خبر بعد
خبر عَن هُوَ وَقيل إِنَّه بدل من أحد وَقيل هُوَ بدل من اسْم
الله الأول وانما وَقع هَذَا التكرير فِي الصِّفَات للتعظيم
والتفخيم وَلذَلِك أظهر الِاسْم بعد أَن تقدم مظْهرا وَكَانَ
حَقه أَن يكون الثَّانِي مضمرا لتقدم ذكره مظْهرا لَكِن اظهاره
أكد فِي التَّعْظِيم والتفخيم كَذَلِك قَالَ أَصْحَاب الميمنة
مَا أَصْحَاب الميمنة وَأَصْحَاب المشأمة مَا أَصْحَاب المشأمة
والحاقة مَا الحاقة وَالْقَارِعَة مَا القارعة فأعيد فِي
جَمِيعه الِاسْم
(2/852)
مظْهرا وَقد تقدم مظْهرا وَذَلِكَ للتعظيم
والتفخيم ولمعنى التَّعَجُّب الَّذِي فِيهِ وَكَذَلِكَ قَوْله
وَاسْتَغْفرُوا الله إِن الله غَفُور وَكَانَ حَقه كُله أَن
يُعَاد مضمرا لَكِن أظهر لما ذكرنَا وانما وَقعت هُوَ كِنَايَة
فِي أول الْكَلَام لِأَنَّهُ كَلَام جرى على جَوَاب سَائل
لِأَن الْيَهُود سَأَلت النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ان يصف
لَهُم ربه وينسبه لَهُم فَأنْزل الله قل يامحمد هُوَ الله أحد
أَي الحَدِيث الَّذِي سَأَلْتُم عَنهُ الله أحد الله الصَّمد
الى اخرها وَقَالَ الْأَخْفَش وَالْفراء هوكناية عَن مفردو
الله خَبره وَأحد بدل من الله وأصل أحد وحد فأبدل من الْوَاو
همزَة وَهُوَ قَلِيل فِي الْوَاو الْمَفْتُوحَة وَأحد بِمَعْنى
وَاحِد قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي أحد بِمَعْنى وَاحِد سَقَطت
الْألف مِنْهُ على لُغَة من يَقُول وحد فِي الْوَاحِد وأبدلت
الْهمزَة من الْوَاو الْمَفْتُوحَة كَمَا أبدلت فِي قَوْلهم
امْرَأَة أَنَاة أَصْلهَا وناة من ونى يني إِذا فتر وَلم يسمع
ابدال الْهمزَة من الْوَاو الْمَفْتُوحَة إِلَّا فِي أحد وأناة
وَقيل أصل أحد وَاحِد فأبدلوا من الْوَاو همزَة فَاجْتمع
همزتان فحذفت وَاحِدَة تَخْفِيفًا فَهُوَ وَاحِد فِي الأَصْل
وَقد قيل ان أحدا بِمَعْنى أول لَا ابدال فِيهِ وَلَا تَغْيِير
بِمَنْزِلَة الْيَوْم الْأَحَد وكقولهم لَا أحد فِي الدَّار
وَفِي أحد فَائِدَة لَيست فِي وَاحِد لِأَنَّك اذا قلت لَا
يقوم لزيد وَاحِد جَازَ أَن يقوم لَهُ اثْنَان واكثر واذا قلت
لَا يقوم لَهُ اُحْدُ نفيت الْكل وَهَذَا انما يكون فِي
النَّفْي خَاصَّة وَأما فِي الايجاب فَلَا يكون فِيهِ ذَلِك
الْمَعْنى وَأحد اذا كَانَ بِمَعْنى وَاحِد وَقع فِي الايجاب
تَقول مربنا أحد
(2/853)
أَي وَاحِد فَكَذَا قل هُوَ الله اُحْدُ
أَي وَاحِد
قَوْله لم يلد أَصله لم يُولد فحذفت الْوَاو كحذفها من يزن
ويعد وَقد مضى ذكره مكررا
قَوْله وَلم يكن لَهُ كفوا أحد أحد اسْم كَانَ وَكفوا خبر
كَانَ وَله ملغى وَقيل لَهُ الْخَبَر وَهُوَ قِيَاس قَول
سِيبَوَيْهٍ لِأَنَّهُ يقبح عِنْده الغاء الظّرْف اذا تقدم
وَخَالفهُ الْمبرد فَأَجَازَهُ على غير قبح وَاسْتشْهدَ بالاية
وَلَا شَاهد للمبرد فِي الاية لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون كفوا
حَالا من أحد مقدما لِأَن نعت النكرَة اذا تقدم عَلَيْهَا نصب
على الْحَال كَمَا قَالُوا وَقع أَمر فَجْأَة
(2/854)
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الفلق
قَوْله تَعَالَى من شَرّ مَا خلق مَا بِمَعْنى الَّذِي
وَالضَّمِير مَحْذُوف من الصِّلَة وَدلّ ذَلِك على أَن الله
جلّ ذكره خَالق كل شَيْء وَكَذَلِكَ إِن جعلت مَا وَالْفِعْل
مصدرا دلّ على ذَلِك إِلَّا أَنه لَا ضمير مَحْذُوف من
الْكَلَام وَمن قراه من شَرّ بِالتَّنْوِينِ فقد ألحد وَغير
اللَّفْظ وَالْمعْنَى لِأَنَّهُ يَجْعَل مَا نفيا وَيقدم من
وَهِي مُتَعَلقَة عِنْده بِخلق فَيقدم مَا بعد النَّفْي
عَلَيْهِ وَذَلِكَ لَا يجوز عِنْد جَمِيع النَّحْوِيين لِأَن
تَقْدِيره عِنْده مَا خلق من شَرّ فَيخرج الْكَلَام عَن حَده
وَيصير الى النَّفْي فَبعد مَا هُوَ دُعَاء وتعوذ يصير خَبرا
نفيا مُعْتَرضًا بَين تعويذين وَذَلِكَ إلحاد ظَاهر وَخطأ بَين
(2/855)
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة النَّاس
قَوْله تَعَالَى بِرَبّ النَّاس أصل النَّاس عِنْد سِيبَوَيْهٍ
أنَاس وَالْألف وللام بدل من الْهمزَة قَالَ ابْن
الْأَنْبَارِي النَّاس جمع لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه
بِمَنْزِلَة الابل وَالْخَيْل وَالنعَم وَالْبَقر والغزاة
والقضاة لَا وَاحِد لهَذِهِ الجموع من ألفاظها قَالَ والانسان
لَيْسَ بِوَاحِد النَّاس وَالْقَاضِي لَيْسَ بِوَاحِد
الْقُضَاة قَالَ وَوزن النَّاس من الْفِعْل فعل وَأَصله نسي من
نسيت فأخرت الْعين وقدمت اللَّام فَصَارَ فِي الحكم نيسا
فَصَارَت الْيَاء ألفا لتحركها وانفتاح مَا قبلهَا قَالَ
وَقَالَ بعض النَّحْوِيين النَّاس أَصله الأناس فسهلت الْهمزَة
وأبدل نون من لَام التَّعْرِيف الساكنة وأدغمت فِي النُّون
الَّتِي بعْدهَا فَصَارَت نونا مُشَدّدَة كَمَا قَالَ الله
لَكنا هُوَ الله رَبِّي يُرِيد لَكِن أَنا وَقَالَ وَالْفراء
يبطل هَذَا الْجَواب وَيَقُول وجدنَا الْعَرَب تَقول فِي
تصغيره نويس قَالَ الْفراء وَلَو كَانَ مَا قَالُوا صَحِيحا
لقيل فِي التصغير أنيس وأنيس
قَوْله ملك وإله بدل من رب أَو نعت لَهُ
(2/856)
قَوْله من الْجنَّة وَالنَّاس النَّاس خفض
عطف على الوسواس أَي من شَرّ الوسواس وَالنَّاس وَلَا يجوز
عطفه على الْجنَّة لِأَن النَّاس لَا يوسوسون فِي صُدُور
وَالنَّاس انما يوسوس الْجِنّ فَلَمَّا اسْتَحَالَ الْمَعْنى
حَملته على الْعَطف على الوسواس تمّ الْكتاب بِحَمْد الله
وَمِنْه وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد واله وَصَحبه وَسلم
(2/857)
|