مشكل إعراب القرآن

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة النازعات
قَوْله تَعَالَى غرقا مصدر وَمثله نشطا وسبحا وسبقا
قَوْله أمرا مفعول بِهِ بالمدبرات وَقيل هُوَ مصدر وَقيل نصب باسقاط حرف الْجَرّ أَي بِأَمْر وانما بعد نَصبه بالمدبرات لأ التَّدْبِير لَيْسَ الى الْمَلَائِكَة انما هُوَ الى الله جلّ ذكره فَهِيَ مُرْسلَة بِمَا يدبره الله ويريده وَلَيْسَ التَّدْبِير لَهَا الا أَن تحمله على معنى تدبره بِأَمْر الله لَهَا وَجَوَاب الْقسم مَحْذُوف تَقْدِيره وَرب هَذِه الْمَذْكُورَات لتبعثن وَدلّ على ذَلِك انكارهم الْبَعْث فِي قَوْله يَقُولُونَ أئنا لمردودون فِي الحافرة وَقيل الْجَواب إِن فِي ذَلِك لعبرة وَقيل جَوَابه يَوْم ترجف على تَقْدِير حذف اللَّام أَي ليَوْم ترجف
قَوْله طوى اذْهَبْ طوى فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من الْوَادي وَمن كسر الطَّاء وَهِي قِرَاءَة الْحسن فَهُوَ فِي

(2/798)


مَوضِع نصب على الْمصدر كثنى وعدى وَسوى تَقْدِيره بالوادي الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ وَمن ترك صرفه جعله معدولا عَن طاو كعمر وَزفر وَهُوَ معرفَة وَمن صرفه جعله كحطم غير معدول وَقيل انما ترك صرفه لِأَنَّهُ اسْم لبقعة وَهُوَ معرفَة
قَوْله نكال الْآخِرَة مصدر وَقيل مفعول من أَجله
قَوْله وَالْأَرْض بعد ذَلِك نصب الأَرْض باضمار فعل يفسره دحاها وَالرَّفْع جَائِز على الِابْتِدَاء وَالنّصب عِنْد الْبَصرِيين الِاخْتِيَار وَقَالَ الْفراء الرّفْع وَالنّصب سَوَاء فِيهِ وَمثله وَالْجِبَال أرساها
قَوْله مَتَاعا لكم ولأنعامكم نصب على الْمصدر
قَوْله فَأَما من طَغى من ابْتِدَاء وَالْخَبَر فان الْجَحِيم وَمَا بعده وَمثله وَأما من خَافَ لَكِن فِي الْخَبَر حذف عَائِد بِهِ يتم الْخَبَر تَقْدِيره فان الْجَحِيم هِيَ المأوى لَهُ وفان الْجنَّة هِيَ المأوى لَهُ وَقيل تَقْدِيره هِيَ مَأْوَاه وَالْألف وَاللَّام عوض من الْمَحْذُوف
قَوْله أَيَّانَ مرْسَاها مرْسَاها ابْتِدَاء وأيان الْخَبَر وَهُوَ ظرف مَبْنِيّ بِمَعْنى مَتى وانما بني لتَضَمّنه معنى الِاسْتِفْهَام الَّذِي هُوَ للحرف

(2/799)


فَلَمَّا قَامَ مقَام الْحَرْف واستفهم بِهِ بني كَمَا يبْنى الْحَرْف وَبني على حَرَكَة لسكون مَا قبل الآخر
قَوْله فيمَ أَنْت حذفت ألف مَا كَمَا حذفت من عَم وَشبهه فَهُوَ مثله فِي الْعلَّة وَالْحكم وَقد تقدم ذكره

(2/800)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة عبس
قَوْله تَعَالَى أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى أَن مفعول من أَجله وَقيل هِيَ فِي مَوضِع خفض على اضمار اللَّام وَقيل هِيَ بِمَعْنى إِذْ
قَوْله فتنفعه الذكرى من نَصبه جعله جَوَاب لَعَلَّ بِالْفَاءِ لِأَنَّهُ غير مُوجب فَأشبه التَّمَنِّي والاستفهام وَهُوَ غير مَعْرُوف عِنْد الْبَصرِيين وَمن رَفعه عطفه على يذكر
قَوْله وَأما من جَاءَك يسْعَى من ابْتِدَاء وَيسْعَى حَال وَكَذَلِكَ وَهُوَ يخْشَى ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْحَال أَيْضا
قَوْله فَأَنت عَنهُ تلهى ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع خبر من وَمثله أما من اسْتغنى فَأَنت لَهُ تصدى
قَوْله ثمَّ السَّبِيل يسره الْهَاء والسبيل مفعولان ليسره على حذف اللَّام من السَّبِيل أَي ثمَّ للسبيل يسره
قَوْله مَا اكفره مَا اسْتِفْهَام ابْتِدَاء وأكفره الْخَبَر على معنى أَي شَيْء حمله على الْكفْر مَعَ مَا يرى من الْآيَات الدَّالَّة على

(2/801)


التَّوْحِيد وَيجوز أَن تكون مَا ابْتِدَاء تَعَجبا أَي هُوَ مِمَّن يتعجب مِنْهُ فَيُقَال فِيهِ مَا أكفره وأكفره الْخَبَر أَيْضا
قَوْله أَنا صببنا من فتح أَن جعلهَا فِي مَوضِع خفض على تَقْدِير اللَّام أَي لأَنا وَقيل فِي مَوضِع نصب لعدم اللَّام وَقيل فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من الطَّعَام لِأَن هَذِه الْأَشْيَاء مُشْتَمِلَة على الطَّعَام مِنْهَا يتكون لِأَن معنى إِلَى طَعَامه الى حُدُوث طَعَامه كَيفَ يَتَأَتَّى فالاشتمال فِي هَذَا انما هُوَ من الثَّانِي على الأول لِأَن الِاعْتِبَار انما هُوَ فِي الْأَشْيَاء الَّتِي يتكون مِنْهَا الطَّعَام لَا فِي الطَّعَام بِعَيْنِه
قَوْله مَتَاعا لكم نصب على الْمصدر

(2/802)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة التكوير
قَوْله تَعَالَى إِذا الشَّمْس كورت قد تقدم الْكَلَام فِي رفع مَا بعد اذا فِي المرسلات وَغَيرهَا
قَوْله مُطَاع ثمَّ ثمَّ ظرف مَكَان
قَوْله على الْغَيْب بظنين دُخُول على يدل على أَن ضنينا بالضاد بِمَعْنى بخيل يُقَال بخلت عَلَيْهِ وَلَو كَانَ بالظاء بِمَعْنى مِنْهُم لَكَانَ بِالْيَاءِ كَمَا يُقَال هُوَ مُتَّهم بِكَذَا وَلَا يُقَال على كَذَا وَيجوز أَن تكون على فِي مَوضِع الْبَاء فتحسن الْقِرَاءَة بالظاء
قَوْله إِلَّا أَن يَشَاء الله أَن فِي مَوضِع خفض باضمار الْبَاء أَو فِي مَوضِع نصب بِحَذْف الْخَافِض
قَوْله فَأَيْنَ تذهبون حَقه أَن يكون بالى لِأَن ذهب لَا يتَعَدَّى وَتَقْدِيره فالى أَيْن تذهبون لَكِن حذفت الى كَمَا قَالُوا ذهبت الشَّام أَي الى الشَّام وَخرجت السُّوق أَي الى السُّوق وَلم يحك سِيبَوَيْهٍ من هَذَا غير ذهبت الشَّام أَي الى الشَّام وَدخلت الْبَيْت أَي الى الْبَيْت وَأَيْنَ ظرف مَكَان

(2/803)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الانفطار
قَوْله تَعَالَى ماغرك مَا اسْتِفْهَام ابْتِدَاء وغرك الْخَبَر
قَوْله وَمَا أَدْرَاك مَا يَوْم الدّين قد تقدم الْكَلَام فِيهِ وَفِي نَظِيره فِي الحاقة وَفِي الْوَاقِعَة وَغَيرهمَا
قَوْله يَوْم لَا تملك نفس لنَفس شَيْئا من فتح يَوْمًا جعله فِي مَوضِع رفع على الْبَدَل من يَوْم الَّذِي قبله أَو فِي مَوضِع نصب على الظّرْف أَو على الْبَدَل من يَوْم الدّين الأول وَهُوَ مَبْنِيّ عِنْد الْكُوفِيّين لاضافته الى الْفِعْل ومعرب عِنْد الْبَصرِيين نصب على الْبَدَل من يَوْم الأول وَيجوز نَصبه على الظّرْف للجزاء وَهُوَ الدّين وانما لم يكن مَبْنِيا عِنْدهم لِأَنَّهُ أضيف الى مُعرب وانما يبْنى اذا أضيف الى مَبْنِيّ مثل يَوْمئِذٍ وَمن رَفعه جعله بَدَلا من يَوْم الدّين الَّذِي قبله وَيجوز أَن يرفع على اضمار هُوَ

(2/804)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

شرح مُشكل اعراب سُورَة المطففين
قَوْله تَعَالَى ويل لِلْمُطَفِّفِينَ ابْتِدَاء وَخبر وَالْمُخْتَار فِي ويل وَشبهه اذا لم يكن مُضَافا الرّفْع وَيجوز النصب فان كَانَ مُضَافا اَوْ مُعَرفا كَانَ الِاخْتِيَار فِيهِ النصب نَحْو قَوْله وَيْلكُمْ لاتفتوا وويل أَصله مصدر من فعل لم يسْتَعْمل وَقَالَ الْمبرد فِي ويل لِلْمُطَفِّفِينَ وَفِي ويل يَوْمئِذٍ للمكذبين وَشبهه لَا يجوز فِيهِ الا الرّفْع لِأَنَّهُ لَيْسَ بِدُعَاء عَلَيْهِم انما هُوَ اخبار ان ذَلِك ثَبت لَهُم وَلَو كَانَ الْمصدر من فعل مُسْتَعْمل كَانَ الِاخْتِيَار فِيهِ اذا أضيف أَو عرف بِالْألف وَاللَّام وَالرَّفْع وَيجوز النصب فان نكر فالاختيار فِيهِ النصب وَيجوز الرّفْع نَحْو الْحَمد لله وَالشُّكْر لزيد الرّفْع الِاخْتِيَار وَنَحْو حمدا لله وشكرا لَهُ الِاخْتِيَار النصب إِذا نكر بضد الأول وَقد ذكر ذَلِك كُله
قَوْله كالوهم أَو وزنوهم يجوز أَن يكون هم ضمير مَرْفُوع مُؤَكد للواو فِي كالوا ووزنوا فَيكْتب بِأَلف وَيجوز أَن يكون

(2/805)


ضمير مفعول فِي مَوضِع نصب بكالوا أَو وزنوا فَيكْتب بِغَيْر ألف بعد الْوَاو وَهُوَ فِي الْمُصحف بِغَيْر ألف
وعَلى فِي قَوْله على النَّاس فِي مَوضِع من وكال وَوزن يتعديان الى مفعولين أَحدهمَا بِحرف جر وَالْآخر بِغَيْر حرف
قَوْله يَوْم يقوم النَّاس يَوْم نصب على الظّرْف وَالْعَامِل فِيهِ فعل دلّ عَلَيْهِ مبعوثون أَي يبعثون يَوْم يقوم النَّاس وَيجوز أَن يكون بَدَلا من ليَوْم على الْموضع وَهُوَ مَبْنِيّ عِنْد الْكُوفِيّين على الْفَتْح وموضعه نصب على مَا ذكرنَا ومعرب مَنْصُوب عِنْد الْبَصرِيين
قَوْله سِجِّين هُوَ فعيل من السّجل وَالنُّون بدل من اللَّام وَقيل هُوَ فعيل من السجْن
قَوْله وَمَا أَدْرَاك مَا سِجِّين قد تقدم الْكَلَام فِيهِ وَفِي نَظِيره فِي الحاقة وَغَيرهَا
قَوْله كتاب رفع على أَنه خبر ان والظرف ملغى أَو يكون خَبرا بعد خبر أَو على اضمار هُوَ
قَوْله ثمَّ يُقَال هَذَا الَّذِي ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْمَفْعُول الَّذِي لم يسم فَاعله عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ الْمبرد الْمصدر مُضْمر يقوم مقَام

(2/806)


الْفَاعِل وَلَا تقوم الجمله عِنْده مقَام الْفَاعِل
قَوْله قَالَ أساطير رفع على اضمار هَذِه
قَوْله لفي عليين هُوَ جمع لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه كعشرين فَجرى مجْرَاه وَقد قيل إِن عليين صفة للْمَلَائكَة فَلذَلِك جمع بِالْوَاو وَالنُّون
قَوْله من تسنيم عينا انتصب عين عِنْد الْأَخْفَش بيسقون وَعند الْمبرد باضمار أَعنِي وَعند الْفراء بتسنيم وَكَانَ حَقه عِنْده الاضافة فَلَمَّا نون تسنيما نصب عينا بِهِ وَقيل انتصب على الْحَال على أَنَّهَا بِمَعْنى جَارِيَة فَهِيَ حَال من تسنيم على أَن تسنيما اسْم للْمَاء الْجَارِي من علو كَأَنَّهُ يجْرِي من علو الْجنَّة فَهُوَ معرفه تَقْدِيره ومزاجه من المَاء العالي جَارِيا من علو
قَوْله يشرب بهَا نعت للعين وَبهَا بِمَعْنى مِنْهَا

(2/807)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الانشقاق
قد تقدم القَوْل فِيمَا يرْتَفع بعد إِذا نَحْو إِذا السَّمَاء انشقت وَإِذا الأَرْض مدت انه على اضمار فعل عِنْد الْبَصرِيين وعَلى الِابْتِدَاء عِنْد الْكُوفِيّين ابْتِدَاء وَخبر وَالْعَامِل فِي إِذا اذكر وَقيل الْعَامِل انشقت وَقيل الْعَامِل فملاقيه وَجَوَاب اذا أَذِنت على تَقْدِير زِيَادَة الْوَاو وَقيل الْجَواب مَحْذُوف وَمثله اذا الثَّانِيَة وَقيل جوابها أَلْقَت على حذف الْوَاو وانما تحْتَاج اذا الى جَوَاب اذا كَانَت للشّرط فان عمل فِيهَا مَا قبلهَا لم تحتج الى جَوَاب وَلم تكن للشّرط
قَوْله فملاقيه رفع على اضمار فَأَنت ملاقيه ابْتِدَاء وَخبر
قَوْله مَسْرُورا حَال من الْمُضمر فِي يَنْقَلِب
قَوْله ظن أَن لن يحور أَن سدت مسد المفعولين لظن
قَوْله فَمَا لَهُم مَا اسْتِفْهَام ابْتِدَاء وَلَهُم الْخَبَر وَلَا يُؤمنُونَ حَال من الْهَاء وَالْمِيم وَالْعَامِل فِيهِ معنى الِاسْتِفْهَام الَّذِي تعلّقت بِهِ اللَّام فِي لَهُم
قَوْله إِلَّا الَّذين امنوا الَّذين نصب على الِاسْتِثْنَاء من الْهَاء وَالْمِيم فِي فبشرهم وَقيل هُوَ اسْتثِْنَاء لَيْسَ من الأول

(2/808)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة البروج
قَوْله تَعَالَى وَالسَّمَاء ذَات البروج جَوَابه قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود أَي لقتل وَقيل جَوَابه إِن بَطش رَبك لشديد وَقيل الْجَواب مَحْذُوف
قَوْله وَالْيَوْم الْمَوْعُود الْمَوْعُود نعت لليوم وَثمّ ضمير مَحْذُوف بِهِ تتمّ الصّفة تَقْدِيره الْمَوْعُود بِهِ وَلَوْلَا ذَلِك مَا صحت الصّفة اذ لَا ضمير يعود على الْمَوْصُوف من صفته
قَوْله النَّار ذَات الْوقُود النَّار بدل من الْأُخْدُود وَهُوَ بدل الاشتمال وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ هُوَ خفض على الْجوَار وَقَالَ بعض الْكُوفِيّين هُوَ بدل وَلَكِن تَقْدِيره قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود نارها ثمَّ صَارَت الْألف وَاللَّام بَدَلا من الضَّمِير وَقدره بعض الْبَصرِيين قتل أَصْحَاب النَّار الَّتِي فِيهَا
قَوْله ذُو الْعَرْش الْمجِيد من خفضه جعله نعتا للعرش وَقيل لَا يجوز أَن يكون نعتا للعرش لِأَنَّهُ من صِفَات الله جلّ ذكره وانما

(2/809)


هُوَ نعت للرب فِي قَوْله إِن بَطش رَبك لشديد وَمن رَفعه جعله نعتا لذُو أَو خَبرا بعد خبر
قَوْله فعال لما يُرِيد رفع على إِضْمَار هُوَ أَو على أَنه خبر بعد خبر أَو على الْبَدَل مِمَّا قبله أَي من ذُو الْعَرْش
قَوْله فِرْعَوْن وَثَمُود بدل من الْجنُود فِي مَوضِع خفض أَو فِي مَوضِع نصب على أَعنِي وَلَا ينصرفان للتعريف والعجمة فِي فِرْعَوْن والتأنيث والتعريف فِي ثَمُود إِذْ هُوَ اسْم للقبيلة
قَوْله مَحْفُوظ من رَفعه جعله نعتا لِلْقُرْآنِ وَمن خفضه جعله نعتا للوح

(2/810)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الطارق
قَوْله تَعَالَى إِن كل نفس لما عَلَيْهَا من قَرَأَ بتَخْفِيف لما جعل مَا زَائِدَة وَإِن مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة ارْتَفع مَا بعْدهَا لنقصها وَهِي جَوَاب الْقسم كَأَنَّهُ قَالَ إِن كل نفس لعليها حَافظ وتصحيحه إِنَّه لعلى كل نفس حَافظ فحافظ مُبْتَدأ ولعليها الْخَبَر وَالْجُمْلَة خبر كل وَدخلت اللَّام ولزمت للْفرق بَين إِن المخففة من الثَّقِيلَة وَبَين إِن بِمَعْنى مَا نَافِيَة وَمن شدد لما جعل لما بِمَعْنى إِلَّا وَإِن بِمَعْنى مَا تَقْدِيره مَا كل نفس إِلَّا عَلَيْهَا حَافظ حكى سبيويه نشدتك الله لما فعلت أَي إِلَّا فعلت
قَوْله يَوْم تبلى السرائر يَوْم ظرف وَالْعَامِل فِيهِ لقادر وَلَا يعْمل فِيهِ رجعه لِأَنَّك كنت تفرق بَين الصِّلَة والموصول بِخَبَر ان وَهَذَا على قَول من قَالَ رجعه بِمَعْنى بَعثه واحيائه بعد مَوته وَمن قَالَ رجعه بِمَعْنى رد المَاء فِي الاحليل أَو قَالَ رد

(2/811)


الشَّيْخ الى أَحْوَاله من النُّطْفَة أَو على حبس المَاء فَلَا يخرج من الاحليل نصب يَوْمًا بِفعل مُضْمر أَي اذكر يَوْم تبلى وَلَا يعْمل فِيهِ لقادر لِأَنَّهُ لم يرد انه يقدر على رد المَاء فِي الاحليل وَغير ذَلِك يَوْم الْقِيَامَة وانما أخبر بذلك انه يقدر عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا لَو يَشَاء ذَلِك

(2/812)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الْأَعْلَى
قَوْله تَعَالَى فَجعله غثاء أحوى الْهَاء وغثاء مفعولان لجعل لِأَنَّهُ بِمَعْنى صير وأحوى نعت للغثاء بِمَعْنى أسود وَقيل أحوى حَال من المرعى وأحوى بِمَعْنى أَخْضَر أَي أخرج خضرته فَجعله غثاء والغثاء الهشيم كغثاء السَّيْل
قَوْله فَلَا تنسى لَا بِمَعْنى لَيْسَ وَهُوَ خبر وَلَيْسَ بنهي إِذْ لَا يجوز أَن ينْهَى الانسان عَن النسْيَان لِأَنَّهُ لَيْسَ بِاخْتِيَارِهِ
قَوْله إِلَّا مَا شَاءَ الله مَا فِي مَوضِع نصب على الِاسْتِثْنَاء أَي لست تنسى الا مَا شَاءَ الله أَن يرفع تِلَاوَته وينسخة بِغَيْر بدل وَقيل تنسى بِمَعْنى تتْرك فَيكون الْمَعْنى الا مَا شَاءَ الله أَن يَأْمُرك بِتَرْكِهِ فتتركه وَقيل معنى ذَلِك الا مَا شَاءَ الله وَلَيْسَ يَشَاء الله أَن تنسى مِنْهُ شَيْئا فَهُوَ بِمَنْزِلَة قَوْله فِي هود فِي الْمَوْضِعَيْنِ خَالِدين فِيهَا مَا دَامَت السَّمَوَات وَالْأَرْض إِلَّا مَا شَاءَ رَبك قيل مَعْنَاهُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبك وَلَيْسَ يَشَاء جلّ ذكره ترك شَيْء من الخلود لتقدم مَشِيئَته لَهُم بالخلود وَفِيه أَقْوَال

(2/813)


كَثِيره غير هَذَا قد أفردناها وبيناها فِي كتاب مُفْرد وَقيل إِلَّا مَا شَاءَ الله اسْتثِْنَاء من فَجعله غثاء أحوى

(2/814)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الغاشية
قَوْله تَعَالَى خاشعة خبر وُجُوه وَذَلِكَ فِي الْآخِرَة
قَوْله عَامله رفع على اضمار هِيَ وَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا فتقف على هَذَا التَّأْوِيل على خاشعة وَيجوز أَن تكون عاملة خَبرا بعد خبر عَن وُجُوه فَيكون الْعَمَل فِي النَّار لما لم تعْمل فِي الدُّنْيَا أعملها الله فِي النَّار وَهُوَ قَول الْحسن وقتاده وَلَا تقف على هَذَا على خاشعة
قَوْله وُجُوه يَوْمئِذٍ ناعمة ابْتِدَاء وَخبر وراضية خبر ثَان أَو على اضمار هِيَ
قَوْله إِلَّا من تولى من فِي مَوضِع رفع على الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع وَقيل هُوَ اسْتثِْنَاء من الْجِنْس على اضمار بعد فَذكر أَي فَذكر عبَادي الا من تولى أَو على اضمار بعد مُذَكّر أَي انما أَنْت مُذَكّر النَّاس إِلَّا من تولى وَقيل من فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من الْهَاء وَالْمِيم فِي عَلَيْهِم
قَوْله إِن إِلَيْنَا ايابهم قَرَأَهُ أَبُو جَعْفَر بتَشْديد الْيَاء وَفِيه

(2/815)


بعد لِأَنَّهُ مصدر اب يؤوب إيابا وأصل الْبَاء وَاو وَلَكِن انقلبت يَاء لانكسار مَا قبلهَا وَكَانَ يلْزم من شدد أَن يَقُول إوابهم لِأَنَّهُ من الْوَاو أَو يَقُول إيوابهم فيبدل من الأول المشدد يَاء كَمَا قَالُوا ديوَان وَأَصله دوان

(2/816)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الْفجْر
قَوْله تَعَالَى بعاد إرم إرم فِي مَوضِع خفض على النَّعْت لعاد أَو على الْبَدَل وَمعنى إرم الْقَدِيمَة وَمن جعل إرم مَدِينَة قدر فِي الْكَلَام حذفا تَقْدِيره بِمَدِينَة عَاد إرم وَقيل تَقْدِيره بعاد صَاحِبَة ارْمِ وارم مُؤَنّثَة معرفَة على هَذَا القَوْل فَلذَلِك لم تَنْصَرِف وَانْصَرف عَاد لِأَنَّهُ مُذَكّر خَفِيف وَقد قيل ان ارْمِ مَدِينَة عَظِيمَة مَوْجُودَة فِي هَذَا الْوَقْت وَقيل هِيَ الاسكندرية وَقيل هِيَ دمشق
قَوْله صفا صفا حَال
قَوْله وَثَمُود الَّذين لم ينْصَرف لِأَنَّهُ اسْم للقبيلة وَهُوَ معرفَة وموضعه خفض على الْعَطف على عَاد وَالَّذين فِي مَوضِع خفض على النَّعْت لثمود أَو فِي مَوضِع نصب على أَعنِي أَو فِي مَوضِع رفع على اضمار هم
قَوْله وَلَا يحضون على طَعَام الْمِسْكِين مفعول

(2/817)


يحضون مَحْذُوف تَقْدِيره وَلَا يحضون النَّاس أَو أنفسهم وَنَحْوه على طَعَام الْمِسْكِين وَمن قَرَأَهُ تحاضون لم يقدر حذف مفعول إِنَّمَا هُوَ تتحاضون فِيمَا بَيْنكُم على الْخَيْر لَا يتَعَدَّى
قَوْله وَجِيء يَوْمئِذٍ بجهنم بجهنم فِي مَوضِع رفع مفعول لما لم يسم فَاعله وَقيل الْمصدر مُضْمر وَهُوَ الْمَفْعُول لما لم يسم فَاعله وَيجوز أَن يكون الْمَفْعُول يَوْمئِذٍ
قَوْله يَوْمئِذٍ بدل من الأول وَقيل الْعَامِل فِيهِ يتَذَكَّر
قَوْله وأنى لَهُ الذكرى رفع بِالِابْتِدَاءِ وأنى الْخَبَر

(2/818)