معاني القرآن للنحاس تفسير سورة يوسف
مكية وآياتها 111 آية
(3/393)
بسم الله الرحمن الرحيم سورة يوسف وهي مكية
1 - من ذلك قوله جل جلاله وتقدست أسماؤه آلر (آية 1) قال سعيد
بن جبير عن ابن عباس أنا الله أرى وقد تقدم شرح هذه الحروف 2 -
وقوله جل وعز تلك آيات الكتاب المبين (آية 1) أي هذه تلك
الآيات والتي كنتم توعدون بها في التوراة 3 - وقوله جل وعز إنا
أنزلناه قرءانا عربيا (آية 2) يجوز أن يكون المعنى إنا أنزلنا
القرآن عربيا
(3/395)
ويجوز أن يكون المعنى إنا أنزلنا خبر يوسف
وهذا أشبه بالمعنى لأنه يروى أن اليهود قالوا سلوه لم انتقل آل
يعقوب من الشام إلى مصر وعن خبر يوسف فأنزل الله جل وعز هذا
بمكة موافقا لما في التوراة وفيه زيادة ليست عندهم فكأن هذا
النبي صلى الله عليه وسلم إذ اخبرهم ولم يقرأ كتابا قط ولا هو
في موضع كتاب بمنزلة إحياء عيسى عليه السلام الميت 4 - وقوله
جل وعز نحن نقص عليك أحسن القصص (آية 3) أي نبين لك والقاص
الذي يأتي بالقصة على حقيقتها 5 - ثم قال جل وعز بما أوحينا
إليك هذا القرآن (آية 3) أي بوحينا ثم قال وإن كنت من قبله لمن
الغافلين
أي لمن الغافلين عن قصة يوسف لأنه لم يقرأ كتابا قبل
(3/396)
ذلك وإنما علمها بالوحي 6 - وقوله جل ذكره
إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس
والقمر رأيتهم لي ساجدين (آية 4) قال قتادة والضحاك وهذا لفظ
قتادة الأحد عشر كوكبا إخوته والشمس والقمر أبوه وأمه قال معمر
وقال غير قتادة أبوه وخالته وقال غيره أول لأحد عشر كوكبا أحد
عشر رجلا يستضاء بهم كما يستضاء بالكواكب وأول القمر أباه وأول
الشمس أمه أو خالته وقال عبد الله بن شداد بن الهاد كان تفسير
رؤيا يوسف صلى الله عليه وسلم بعد اربعين سنة وذلك مستعمى لم
الرؤيا
(3/397)
7 - وقوله جل وعز قال يا بني لا تقصص رؤياك
على إخوتك فيكيدوا لك كيدا (آية 5) أي فيحتالوا عليك 8 - وقوله
جل وعز وكذلك يجتبيك ربك (آية 6) أي يختارك واصله من جبيت الشئ
أي حصلته ومنه جبيت الماء في الحوض 9 - ثم قال جل وعز ويعلمك
من تأويل الأحاديث (آية 6) قال مجاهد أي تأويل الرؤيا
وقال غيره أي أخبار الأمم 10 - ثم قال جل ذكره ويتم نعمته عليك
(آية 6) فأخبره أنه يكون نبيا لأنه قال كما أتمها على أبويك من
قبل إبراهيم وإسحاق
(3/398)
11 - وقوله جل وعز لقد كان في يوسف وإخوته
آيات للسائلين (آية 7) قيل بصيرة وقيل أي عبرة وروي انها في
بعض المصاحف عبرة للسائلين 12 - ثم قال جل وعز إذ قالوا ليوسف
وأخوه أحب إلى ابينا منا ونحن عصبة (آية 8) أي جماعة وقال بعض
أهل اللغة العصبة العشرة إلى الأربعين 13 - ثم قال جل وعز إن
أبانا لفي ضلال مبين (آية 8) أي ضل في محبة يوسف لا في دينه 14
- وقوله جل وعز اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا (آية 9) فيه حذف
والمعنى أو اطرحوه أرضا يبعد فيها عن أبيكم
(3/399)
ودل على هذا الحذف يخل لكم وجه أبيكم أي
يفرغ لكم وتكونوا من بعده أي تكونوا من بعد إهلاكه قوما صالحين
أي تائبين
15 - ثم قال جل وعز قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف والقوه في
غيابة الجب (آية 10) الغيابة عند أهل اللغة كل ما غيب عنك
والجب البئر التي ليس بمطوية ويروى ان الجب ها هنا بئر بيت
المقدس وهي من جبيت أي قطعت كأنها قطعت ولم يحدث فيها شئ بعد
القطع قال الضحاك الذي قال لهم لا تقتلوا يوسف هو الذي قال فلن
أبرح الأرض حتى يأذن لي ابي وهو أكبرهم وقال غيره هو يهوذا
وكان أشدهم
(3/400)
16 - وقوله جل وعز أرسله معنا غدا نرتع
ونلعب (آية 12) روى حجاج عن ابن جريج عن مجاهد وورقاء عن ابن
أبي نجيح عن مجاهد قال أي نتحافظ حدثنا ونتكالأ ابن وزاد ابن
أبي نجيح في روايته ونتحارس قوله قال هارون سألت أبا عمرو بن
العلاء رحمه الله كيف قالوا ونلعب وهم أنبياء فقال لم يكونوا
يومئذ انبياء ومن قرأ يرتع ويلعب بالياء فمعناه عندي يرعى
الإبل يقال رعى وارتعى له بمعنى واحد وهذه قراءة أهل المدينة
وروي عن مجاهد نرتع بالنون وكسر التاء يقال ذلك ارتع صاحبه
وإبله فرتعت أي اقامت في المرتع والله أعلم بما اراد وقرأ أهل
الكوفة يرتع ويلعب بإسكان العين ومعناه يتسع في الخصب ويأكل
ويقال رتعت الإبل إذا رعت كيف
شاءت وكذا غيرها وأرعيتها محمد تركتها ترعى ويقال فلان راتع أي
مخصب ومنه
(3/401)
ترتع ما غفلت حتى إذ ادكرت فإنما هي إقبال
وإدبار وكذا معنى نرتع بفتح النون وإسكان العين وهي قراءة ابي
عمرو واهل مكة وروى سعيد عن قتادة قال نرتع ننشط ونلهو وهو
كمعنى الأول وأما حجة أبي عمرو أنهم لم يكونوا يومئذ أنبياء
فلا يحتاج إلى ذلك لأنه ليس باللعب الصاد عن ذكر الله جل وعز
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا بكرا تلاعبها وتلاعبك 17 -
وقوله جل وعز وأوحينا إليه لتنبئهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون
(آية 15) يجوز أن يكون المعنى واوحينا إليه في الجب وهم لا
يشعرون
(3/402)
بذلك الوحي هذا قول قتادة ويجوز ان يكون
المعنى لتخبرنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون 18 - وقوله جل ذكره
قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق (آية 17) أي ننتضل والمعنى
نستبق في الرمي
19 - وقوله جل وعز وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين (آية 17)
اي قد اتهمتنا ووقع بقلبك أنا لا نصدق فانت لا تصدقنا 20 -
وقوله جل وعز وجاءوا على قميصه بدم كذب (آية 18) روى إسرائيل
عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال كان دم سخلة وروى
سفيان عن سمأل إلى عن عكرمة عن ابن عباس قال
(3/403)
لما نظر إليه قال كذبتم لو أكله الذئب لخرق
القميص وقال الحسن لما نظر إلى الدم ولم ير في القميص شقا ولا
خرقا قال ما عهد بالذئب حليما والمعنى بدم ذي كذب أي مكذوب فيه
21 - ثم قال جل وعز بل سولت لكم أنفسكم أمرا (آية 18) أي زينت
22 - ثم قال جل وعز فصبر جميل (آية 18) 3 ويروى ان النبي صلى
الله عليه وسلم سئل عن الصبر الجميل فقال هو الذي لا شكوى معه
والمعنى عند أهل النظر الذي لا شكوى معه بغير رضى بقضاء الله
فإذا كانت الشكوى إلى الله جل وعز كما قال إني مسني الضر وإنما
أشكو بثي وحزني إلى الله أو
(3/404)
كانت برضى فصاحبها صابر كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم في علته بل أنا وارأساه 23 - وقوله جل وعز
وجاءت سيارة (آية 19) أي قوم يسيرون فأرسلوا واردهم وهو الذي
يرد لاستقاء الماء فأدلى دلوه قال الأصمعي يقال أدليت الدلو
إذا أرسلتها ودلوتها إذا استقيت 24 - وقوله جل وعز قال يا
بشراي هذا غلام (آية 19) قال السدي والأعمش كان اسمه بشرى وقال
غيرهما المعنى يا ايتها البشرى قال أبو جعفر وهذا القول الصحيح
لأن أكثر القراء يقرأ يا بشراي هذا غلام
(3/405)
والمعنى في نداء البشرى التنبيه لمن حضر
وهو أوكد من قولك تبشرت كما تقول با عجباه أي يا عجب هذا من
أيامك أو من آياتك فاحضر وهذا مذهب سيبويه 25 - وقوله جل وعز
وأسروه بضاعة (آية 19) روى حجاج عن ابن جريج عن مجاهد قال
أسروه المدلي ومن معه من التجار الباقين لئلا يستشركوهم فيه
إذا عرفوا ثمنه وقالوا إنما استبضعناه وروى معمر عن قتادة قال
أسروا بيعه والمعنى على هذا
للأخوة كما روي انه لما وجد أظهر إخوته أنه بضاعة لأصحاب الماء
26 - وقوله جل ثناؤه وشروه بثمن بخس (آية 20) أي ذي بخس والبخس
النقصان وقال الشعبي البخس القليل والمعدودة عشرون
(3/406)
درهما وقال قتادة بخس أي ظلم وقال الضحاك
بخس أي حرام وروي عن ابن عباس وابن مسعود ونوف انهم قالوا
اشتروه بعشرين درهما وقال مجاهد وشروه أي باعوه حين أخرجه
المدلي وكانوا باعوه باثنين وعشرين درهما وهم أحد عشر 27 - ثم
قال جل وعز دراهم معدودة (آية 20) قال الفراء إنما قال معدودة
ليدل على قلتها لأنهم كانوا لا يزنون إلا أوقية والأوقية
اربعون درهما 28 - ثم قال جل وعز وكانوا فيه من الزاهدين (آية
20) قال أبو عبيدة قال بعض المفسرين إنما زهدوا فيه لقلة علمهم
بمنزلته من الله جل وعز 29 - وقوله جل وعز وقال الذي اشترا من
مصر لامراته أكرمي مثواه (آية 21)
(3/407)
أي مقامه والمعنى أكرميه وقت مثواه ومنه
ثويت في المكان إذا اقمت فيه كما قال الشاعر رب ثاو يمل منه
الثواء 30 - ثم قال جل وعز عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا (آية
21) أي نتبناه وروى سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد
الله قال أفرس الناس ثلاثة العزيز حين قال لامراته أكرمي مثواه
عسى أن ينفعنا وابنة شعيب حين قالت لأبيها إن خير من استأجرت
القوي الأمين وأبو بكر حين ولى عمر 31 - وقوله جل وعز ولما بلغ
أشده (آية 22) قيل الأشد ثلاث وثلاثون سنة وقيل ثلاثون
(3/408)
والأكثر انه من تسع عشرة سنة إلى اربعين
وقال ربيعة وزيد بن أسلم ومالك الأشد الحلم وسبيوبه كان يذهب
إلى أنه جمع شدة مثل نعمة وانعم 32 - ثم قال جل وعز آتيناه
حكما وعلما (آية 22) والفرق بين الحكيم والعالم أن الحكيم هو
الذي يعمل بعلمه ويمتنع من الأشياء القبيحة ومنه قيل حكمة
الدابة 33 - وقوله جل وعز وراودته التي هو في بيتها عن نفسه
(آية 23) معنى راود فلان فلانة طالبها على الفاحشة وترك ذكر
الفاحشة لعلم السامع 34 - وقوله جل وعز وقالت هيت لك (آية 23)
(3/409)
قال سعيد بن جبير أي تعالة وروي عن عبد
الله بن مسعود أنه قال لا تنطعوا في القرآن فإنما هو مثل قول
أحدكم هلم وتعال ثم قرأ عبد الله وقالت هيت لك بفتح الهاء
والتاء وروي عن مجاهد وعكرمة أنهما قرءا وقالت هئت لك بالهمز
قال قتادة قرأ ابن عباس هئت لك قال عكرمة أي تهيأت لك وأنكر
الكسائي هذه القراءة وقال لا أعرف هئت لك بمعنى تهيأت وهي عند
البصريين جيدة لأنه يقال هاء الرجل يهاء ويهيئ هيأة فهاء يهئ
مثل جاء يجئ وهئت مثل جئت 35 - ثم قال جل وعز معاذ الله إنه
ربي (آية 23) يجوز أن يكون المعنى إن الله ربي فلا أعصيه
(3/410)
ويجوز أن يكون المعنى إن الملك ربي أي
مولاي 36 - وقوله جل وعز ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى
برهان ربه (آية 24) قال أبو جعفر الذي عليه أهل الحديث
والمتقدمون أنه هم بها
حتى مثل له يعقوب صلى الله عليه وسلم حدثنا أحمد بن عبد الجبار
قال نا داود بن عمرو الضبي عن نافع وهو ابن عمر الجمحي عن ابن
أبي مليكة قال سئل ابن عباس رحمه الله ما بلغ من هموم يوسف
فقال جلس يحل هميانا له فنودي يا يوسف لا تك كالطائر يزني
وعليه الريش
(3/411)
فيقعد بلا ريش فلم يتعظ على النداء فراى
برهان ربه ففر وفرق وفي رواية ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال
سألت ابن عباس عما بلغ من منة هموم أبو يوسف فذكر نحوه إلا انه
قال جلس بين رجليها ورأى يعقوب صلى الله عليه وسلم وروى الأعمش
عن مجاهد قال حل سراويله فتمثل له يعقوب فقال له يا يوسف فولى
هاربا وروى سفيان عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال مثل له
يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله وروى إسماعيل بن
إبراهيم عن يونس عن الحسن قال رأى صورة يعقوب يقول له يوسف
يوسف قال أبو صالح رأى صورة يعقوب في سقف البيت يقول يا
(3/412)
يوسف يا يوسف وقال الضحاك نحوا من هذا قال
أبو عبيد القاسم بن سلام وقد زعم بعض من يتكلم في القرآن برايه
أن يوسف صلى الله عليه وسلم لم يهم بها يذهب إلى أن الكلام
انقطع عند قوله ولقد همت
به قال ثم استأنف فقال وهم بها لولا ان رأى برهان ربه بمعنى
لولا ان رأى برهان ربه لهم بها واحتج بقوله ذلك ليعلم أني لم
أخنه بالغيب وبقوله واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وابن عباس
ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها وهم أعلم بالله وبتأويل
كتابه وأشد تعظيما للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم قال
أبو جعفر وكلام ابي عبيد هذا كلام حسن بين لمن لم يمل إلى
الهوى والذي ذكر من احتجاجهم بقول ذلك ليعلم أني
(3/413)
لم أخنه بالغيب لا يلزم لأنه لم يواقع
المعصية وأيضا فإنه قد صح في الحديث أن جبريل صلى الله عليه
وسلم قال له حين قال ذلك ليعلم أني لم اخنه بالغيب وأن الله لا
يهدي كيد الخائنين ولا حين هممت فقال وما أبرئ نفسي إن النفس
لأمارة بالسوء وكذلك احتجاجهم بقوله واستبقا الباب وقدت قميصه
من دبر لا يلزم لأنه يجوز ان يكون هذا بعد الهموم وقال الحسن
إن الله جل وعز لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها ولكنه
ذكرها لئلا تيأسوا من التوبة وقيل معنى وهم أنه شئ يخطر على
القلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من هم بسيئة ثم لم
يعملها لم تكتب عليه فهذا مما يخطر بالقلب ولو هم بها على أنه
يواقعها لكان ذلك عظيما وفي الحديث إني لأستغفر الله جل وعز في
اليوم والليلة مائة
(3/414)
مرة قال أبو جعفر وقد بينا قول من يرجع إلى
قوله من أهل الحديث والروايات وأهل اللغة المحققون على قولهم
قال أبو إسحاق يبعد أن يقال ضربتك لولا زيد وهممت بك لولا زيد
وإنما الكلام لولا زيد لهممت بك فلو كان ولقد همت به ولهم بها
لولا أن رأى برهان ربه لجاز على بعد وإنما المعنى لولا أن رأى
برهان ربه لأمضى ما هم به وقال بعض اهل اللغة المعنى وهم بدفها
37 - وقوله جل جلاله كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء (آية 24)
السوء خيانة صاحبه والفحشاء ركوب الفاحشة حدثنا احمد بن محمد
الأزدي قال نا محمد بن إبراهيم بن جناد قال نا الحسن بن عبد
العزيز الجروي قال حدثني أبو مروان واثنى عليه خيرا قال حدثني
عبد الرحمن بن يزيد بن
(3/415)
جابر في قول الله جل وعز كذلك لنصرف عنه
السوء والفحشاء قال السوء الثناء القبيح والفحشاء الزنا 38 -
وقوله جل وعز واستبقا الباب (آية 25) قال قتادة يعني يوسف
وامرأة العزيز 39 - وقوله جل وعز وألفيا سيدها لدى الباب (آية
25) أي صادفاه) فحضرها عند ذلك كيد فقالت ما جزاء من
اراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم 40 - وقوله جل وعز
وشهد شاهد من أهلها (آية 26) قال أبو هريرة تكلم ثلاثة في
المهد صاحب يوسف وعيسى صلى الله عليه وسلم وصاحب جريج وروى
شريك عن أبي حصين عن سعيد بن جبير قال كان صبيا في البيت أو
قال في المهد شك شريك
(3/416)
وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال هو صبي في
البيت وقال هلال بن إساف تكلم ثلاثة في المهد أحدهم صاحب يوسف
وروى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رجلا ذا
لحية وقال سفيان عن جابر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أنه قال
كان من خاصة الملك وقال عكرمة لم يكن بصبي ولكن كان رجلا حكيما
وروى سفيان عن منصور عن مجاهد قال كان رجلا وروى أبو عاصم عن
المثنى عن القاسم وشهد شاهد من أهلها قال قميصه وروى ابن أبي
نجيح عن مجاهد في قوله وشهد شاهد من أهلها قال قد القميص
الشاهد
(3/417)
والقد في اللغة القطع 41 - وقوله جل وعز
قال أنه من كيدكن (آية 28) المعنى إن قولك ما جزاء من أراد
بأهلك سوءا من كيدكن ثم قال يوسف أعرض عن هذا أي لا تفشه 42 -
ثم قال تعالى واستغفري لذنبك (آية 29) ويروى أنه كان قليل
الغيرة 43 - وقوله جل وعز وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز
تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا (آية 30) وروى معاوية بن أبي
صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال شغفها غلبها وروى
عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال دخل تحت شغافها قال
أبو جعفر والقولان يرجعان إلى شئ واحد لأن الشغاف
(3/418)
حجاب القلب فالمعنى وصل حبه إلى شغفاها عبد
فغلب على قلبها قال الشاعر وقد حال هم دون ذلك داخل دخول
الشغاف تبتغيه الأصابع وقد قيل إن الشغاف داء وأنشد الأصمعي
للراجز يتبعها وهي له شغاف وروي عن ابي رجاء وقتادة أنهما قرءا
قد شعفها حبا
بالعين غير معجمة وبفتحها قال أبو جعفر معناه عند أكثر أهل
اللغة قد ذهب بها كل مذهب لأن شعفات الجبال أعاليها وقد شعف
بذلك شعفا
(3/419)
بإسكان العين أي أولع به إلا أن أبا عبيد
أنشد بيت امرئ القيس أيقتلني وقد شعفت فؤادها كما شعف المهنؤة
عليه الرجل الطالي قال فشبهت لوعة الحب وجواه بذلك وروي عن
الشعبي انه قال الشغف حب والشعف جنون 44 - وقوله جل وعز فلما
سمعت بمكرهن ارسلت إليهن (آية 31) يقال كيف سمى هذا مكرا
فالجواب فيه أنها أطلعتهن واستكتمتهن فأفشين سرها فسمي ذلك
مكرا 45 - وقوله جل وعز وأعتدت لهن متكأ (آية 31) روى سفيان عن
منصور عن مجاهد قال المتكأ مثقلا
(3/420)
الطعام والمتك مخففة الأترج وروى إسماعيل
بن إبراهيم عن أبي رجاء عن الحسن قال المتكأ الطعام وروى معمر
عن قتادة قال المتكأ الطعام
وقيل المتكأ كل ما اتكئ عليه عند الطعام أو شراب أو حديث وهذا
هو المعروف عند أهل اللغة إلا أن الروايات قد صحت بذلك وحكى
القتبي أنه يقال اتكأنا عن فلان أي أكلنا وقد قيل إن المتك
الزماورد وقيل يقال بتكه إذا قطعه وشقه فكأن الميم بدل من
الباء كما يقال لازم ولا زب في نظائر له كثيرة 46 - وقوله جل
وعز فلما رأينه أكبرنه (آية 32)
(3/421)
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أعظمنه قال
أبو جعفر وهذا هو الصحيح ومن قال حضن فقد جاء بما لايعرف وحضن
لا يتعدى والمعنى هالهن فأعظمنه 47 - ثم قال جل وعز وقطعن
أيديهن (آية 31) روى ابن ابي نجيح عن مجاهد قال حزا بالسكين
يريد مجاهد أنه ليس قطعا تبين منه اليد إنما هو خدش وحز وذلك
معروف أن يقال إذا خدش الانسان يد صاحبه قد قطع يده 48 - ثم
قال جل وعز وقلن حاش الله (آية 31) قال مجاهد أي معاذ الله
والذي قال حسن واصله من قولك فلان في حشا فلان أي في ناحيتا
فإذا قلت حاشا لزيد فمعناه تنحية لزيد
(3/422)
وحاش لله أي نحى الله هذا من هذا 49 - ثم
قال جل وعز ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم (آية 31) وقرئ ما
هذا بشرى أي بمشترى والأول أشبه لأن بعده إن هذا إلا ملك كريم
ولأن مثل بشرى يكتب في الصحف بالياء 50 - وقول جل وعز ولقد
راودته عن نفسه فاستعصم (آية 32) معنى فاستعصم فامتنع وقوله جل
وعز قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه (آية 33) روي ان
الزهري قرأ قال رب السجن أحب إلي
(3/423)
ومعناه أن أسجن أحب إلي ومن قرأ بالكسر
السجن فمعناه عنده موضع السجن أحب إلي مما يدعونني إليه 51 -
ثم قال جل وعز وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين
(آية 33) يقال صبا إلى اللهو صبوا وروى الفراء صبأ إذا مال
إليه ثم قال تعالى فاستجاب له ربه (آية 34) فحمله على المعنى
لأن في كلامه معنى الدعاء وإن لم يذكر
دعاء 52 - وقوله جل وعز ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات (آية
35)
(3/424)
قال مجاهد يعني قد القميص وقال قتادة يعني
قد القميص وحز الأيدي ثم بين الذي بدا لهم فقال جل وعز ليسجننه
حتى حين 53 - وقوله جل وعز ودخل معه السجن فتيان (آية 36) يجوز
أن يكونا شابين وأن يكون شيخين والعرب تستعمل هذا 54 - ثم قال
جل ذكره قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا (آية 36) في هذا أقوال
منها أن الخمر ها هنا العنب ومنها أن المعنى عنب خمر ومنها أن
يكون مثل قولك أن أعصر زيتا أي أعصر ما يؤول أمره إلى الزيت
كما قال
(3/425)
الحمد لله العلي المنان صار الثريد في رؤوس
العيدان وإنما يعني السنبل فسماه ثريدا لأن الثريد منه وهذا
قول حسن
والأول أبينها وأهل التفسير علي حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني
أحمد بن سعيد قال وهب بن جرير عن أبيه عن علي بن الحكم عن
الضحاك في وقوله إني أراني أعصر خمرا قال فالخمر العنب وإنما
يسمي أهل عمان العنب الخمر 55 - ثم قال تبارك وتعالى وقال
الآخر إني أحمل فوق راسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله
إنا نراك من المحسنين (آية 36) في هذا قولان أحدهما إنا نراك
تحسن تأويل الرؤيا والقول الآخر يروى عن الضحاك أنه كان يعين
المظلوم ويعود المريض وينصر الضعيف ويوسع للرجال فحاد عن
جوابهما إلى غير ما سألاه عنه فقال لا يأتيكما وفي هذا قولان
(3/426)
أحدهما أن ابن جريج قال لم يرد أن يعبر
لهما الرؤيا فحاد عن مسلئتهما أبي فلم يتركاه حتى عبرها وقال
غيره اراد ان يعلمهما انه نبي وأنه يعلمها بالغيب فقال لا
يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما
ويروى أن الملك كان إذا أراد قتل إنسان وجه إليه بطعام بعينه
لا يتجاوزه 56 - ثم أعلمهما أن ذلك العلم من عند الله لا
بكهانة ولا تنجيم
فقال ذلكما مما علمني ربي ثم أعلمهما أنه مؤمن فقال إني تركت
ملة قوم لا يؤمنون بالله (آية 37) ثم قال بعد ذلك من فضل الله
علينا وعلى الناس روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ذلك من فضل
الله علنا أن جعلنا أنبياء وعلى الناس أن بعثنا إليهم رسلا
(3/427)
57 - ثم دعاهما إلى الإسلام بعد فقال يا
صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الل الواحد القهار (آية 39)
58 - وقوله جل وعز يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا
(آية 41) أي يكون على شراب الملك قال عبد الله بن مسعود لما
عبر لهما الرؤيا قالا ما رأينا شيئا فقال قضي الأمر الذي فيه
تستفتيان وقال أبو مجلز كان أحدهما صادقا والآخر كاذبا فقال
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان أي وقع على ما قلت حقا كان أو
باطلا 59 - وقوله جل وعز وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني
عند ربك (آية 42) قال مجاهد عند الملك وذلك معروف في اللغة أن
يقال للسيد رب قال الأعشى ربي كريم لا يكدر نعمة
وإذا تنوشد بالمهارق أنشدا
(3/428)
60 - وقوله جل وعز فأنساه الشيطان ذكر ربه
(آية 42) قال مجاهد فأنسى يوسف الشيطان ذكر ربه أن يساله
ويتضرع إليه حتى قال لأحد الفتيين اذكرني عند ربك وروى إسماعيل
بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال قال نبي الله صلى الله عليه
وسلم لولا كلمة يوسف يعني قوله اذكرني عند ربك ما لبث في السجن
ما لبث قال ثم يبكي الحسن ويقول نحن ينزل بنا الأمر فنشكوا ما
إلى الناس 61 - وقوله جل وعز فلبث في السجن بضع سنين (آية 42)
روى معمر عن قتادة قال يعني أنه لبث في السجن سبع سنين وقال
وهب اقام أيوب في البلاء سبع سنين وأقام يوسف في
(3/429)
السجن سبع سنين قال الفراء ذكروا أنه لبث
سبعا بعد خمس سنين بعد قوله اذكرني عند ربك قال والبضع ما دون
العشر قال الأخفش البضع من واحد إلى عشرة وقال قتادة البضع
يكون بين الثلاث والتسع والعشر وهو قول الأصمعي قال العتبي قال
أبو عبيدة ليس البضع العقد ولا نصف
العقد نذهب إلى أنه من الواحد إلى الأربعة وقال قطرب البضع ما
بن لثلاث إلى التسع قال أبو جعفر قيل اصحهما قول الأصمعي لأن
داود بن هند روى عن الشعبي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
لأبي بكر رحمه الله حين خاطر قريشا في غلبة الروم فارس فمضى ست
سنين وقال أبو
(3/430)
بكر سيغلبون في بضع سنين فقال النبي صلى
الله عليه وسلم كم البضع فقال ما بين الثلاث إلى التسع فخاطرهم
أبو بكر وزاد فجاء الخبر بعد ذلك أن الروم قد غلبت فارس 62 -
وقوله جل وعز وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع
عجاف (آية 43) والعجاف التي قد بلغت النهاية في الهزال ومعنى
عبرت الرؤيا أخرجتها من حال النوم إلى حال اليقظة مأخوذ من
العبر وهو الشاطئ 63 - وقوله جل وعز قالوا أضغاث أحلام وما نحن
بتأويل الأحلام بعالمين (آية 44) روى معمر عن قتادة أي أخلاط
والضغث عند أهل اللغة كذلك يقال لكل مختلط من بقل أو حشيش أو
غيرهما ضغث أي هذه الرؤيا مختلطة ليست ببينة
(3/431)
64 - وقوله جل وعز وقال الذي نجا منهما
وادكر بعد أمه
(آية 45) روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
وسفيان عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس بعد أمة بعد حين روى
عفان عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ وادكر بعد
أمه والمعروف من قراءة ابن عباس وعكرمة وادكر بعد أمة وفسراه
بعد نسيان والمعنيان متقاربان لأنه ذكر بعد حين وبعد نسيان 65
- ثم قال تعالى أنا أنبئكم بتأويله (آية 45) أي أنا أخبركم
وقرأ الحسن آتيكم بتأويله وقال كيف يبئهم لا العلج
(3/432)
قال أبو جعفر ومعنى أنبئكم صحيح حسن أي أنا
أخبركم إذا سألت 66 - ثم قال جل وعز فأرسلون يوسف ايها الصديق
(آية 46) وفي الكلام حذف والمعنى فذهب فقال يا يوسف 67 - وقوله
جل وعز لعلي ارجع إلى الناس لعلهم يعلمون (آيه 46) يجوز أن
يكون المعنى لعلهم تأويل رؤيا الملك
ويجوز ان يكون لعلهم يعلمون بموضعك فتخرج من السجن 68 - قال
تزرعون سبع سنين دأبا (آية 47) أي تباعا واعتيادا
(3/433)
قال أبو عبيدة معنى تحصنون تحرزون 69 -
وقوله جل ذكر ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه
يعصرون (آية 49) روى معاوية بن صالح عن علي بن ابي طلحة عن ابن
عباس قال يعصرون العنب والزيت ويقرأ تعصرون ويعصرون ويعصرون
وزعم أبو عبيدة أن معنى يعصرون ينجون من العصرة والعصر وهما
المنجا وأنشد أحمد بن حعفر لأبي زبيد صاديا يستغيث غير مغاث
ولقد كان عصره المنجود والمنجود الفزع قال أبو جعفر والأجود في
هذا أن يكون المعنى فيه ما قال
(3/434)
ابن عباس وابن جريج في يعصرون وأما معنى
تعصرون فمعناه تمطرون من قوله وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا
وكذلك معنى تعصرون
70 - وقوله جل وعز وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال
ارجع إلى ربك (آية 50) يروى ان النبي صلى الله عليه وسلم تعجب
من صبره وقال لو كنت مكانه ثم جاء الرسول لبادرت ثم قال فاسأله
ما بال النسوة الللاتي قطعن أيديهن (آية 50)
(3/435)
ولم يذكر امرأة العزيز فيهن حسن عشرة منه
وأدبا 71 - وقول جل وعز قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه
(آية 51) روى إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال
جمع فرعون النسوة فقال لهن أنتن راودتن يوسف عن نفسه فقالت
امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن
الصادقين فقال يوسف ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب إن الله لا
يهدي كيد الخائنين فقال جبريل عليه السلام وغمزه ولا حين هممت
فقال وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء
(3/436)
قال أبو جعفر وهذا كلام غامض عند أهل
العربية لأن كلام يوسف مختلط بما قبله وغير منفصل منه ألا تراه
خبر عن امرأة العزيز أنها قالت انا راودته عن نفسه وإنه لمن
الصادقين ثم اتصل به قول يوسف ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب
ونظيره إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها
أذلة وكذلك يفعلون قال أبو جعفر وفي الاية تأويل آخر روى حجاج
ن ابن جريج قال قال يوسف ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة
الللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم ذلك ليعلم أني لم أخنه
بالغيب وقال ابن جريج وهذا من تقديم القرآن وتأخيره قال أراد
ان يبين عذره قبل ان يخرج من السجن فهذا على هذا التأويل قاله
يوسف في السجن وعلى تأويل ابن عباس قاله يوسف بعد ما خرج من
السجن حين جمعه الملك مع النسوة
(3/437)
قال أبو جعفر والتأويلان حسنان والله أعلم
بحقيقة ذلك قال مجاهد وقتادة معنى حصحص الحق تبين قال أبو
إسحاق هو مأخوذ من الحصة أي بانت حصة الحق من حصة الباطل 72 -
وقوله جل وعز وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي (آية 54) أي
أجعله خالصا لنفسي لا يشركني فيه غيره 73 - ثم قال جل ذكره
فلما كلمة قال إنك اليوم لدينا مكين أمين (آية 54) أي قد تبينا
أمانتك وبراءتك مما قرفت به
قال اجعلني على خزائن الأرض (آية 55) أي على أموالها
(3/438)
إني حفيظ عليم أي حافظ للأموال وأعلم
المواضع التي يجب أن أجعلها فيها 74 - وقوله جل وعز ولما جهزهم
بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم (آية 59) قيل في الكلام
حذف والمعنى سألهم عن أمورهم فلما خبروه وجرى الكلام إلى هذا
قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني اوفى الكيل وأنا خير
المنزلين قيل لأنه أحسن ضيافتهم 75 - وقوله جل وعز وقال لفتيته
(آية 62) قيل يراد بالفتية والفتيان ها هنا المماليك ثم قال
اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى
أهلهم لعلهم يرجعون (آية 62) قال أبو جعفر في هذا قولان أحدهما
ان المعنى إذا رأوا البضاعة في رحالهم وهي ثمن الطعام رجعوا
لأنهم أنبياء لا يأخذون شيئا بغير ثمن
(3/439)
وقيل إذا رأوا البضاعة في الرحال علموا أن
هذا لا يكون من أمر يوسف فرجعوا 76 - وقوله جل وعز قال هل
آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه
من قبل (آية 64) لأنهم قالوا في أخيه ارسله معنا غدا نرتع
ونلعب وإنا له لحافظون وقالوا في هذا فأرسل معنا أخانا نكتل
وإنا له لحافظون فضمنوا له حفظهما 77 - وقوله جل وعز قالوا يا
أبانا نا نبغي (آية 65) يجوز ان يكون المعنى أي شئ نبغي وقد
ردت إلينا بضاعتنا ويجوز أن يكون المعنى ما نبغي شيئا ويكون ما
نافية ثم قال ونميز أهلنا ونحفظ أخانا (آية 65)
(3/440)
يقال مار أهله يميرهم ميرا وميرة إذا جاء
بأقواتهم من بلد إلى بلد 78 - ثم قال جل وعز ونزداد كيل بعير
(آية 65) قال ابن جريج لأنه كان يعطي كل رجل منهم كيل بعير قال
مجاهد يعني وقر حمار وقال بعضهم يسمى الحمار بعيرا يعني أنها
لغة فأما أهل اللغة فلا يعرفون انه يقال للحمار بعير والله
أعلم بما أراد ثم قال ذلك كيل يسير (آية 65) أي سهل عليه
79 - وقوله جل وعز إلا أن يحاط بكم (آية 66) أي إلا أن تهلكوا
وتغلبوا
(3/441)
80 - ثم قال جل وعز فلما آتوه موثقهم قال
الله على ما نقول وكيل (آية 66) أي كفيل 81 - قوله جل وعز وقال
يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة (آية
67) قال الضحاك خاف عليهم العين وقال غيره العين حق لأن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين رصي الله عنهما
فيقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل لامة وقيل كره ان
يلحقهم شئ فيتوهم أنه من العين فيؤثم في ذلك والدليل على صحة
هذا القول حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم بالطاعون
في أرض فلا تقدموا عليه
(3/442)
وجواب آخر أن يكون كره ان يدخلوا فيستراب
على بهم والله عز وجل أعلم 82 - وقوله جل وعز ولما دخلوا من
حيث أمرهم ابوهم ما كان يعني عنهم من الله من شئ إلا حاجة (آية
68) قيل المعنى أنه لو قضي عليهم شئ لأصابهم دخلوا
مجتمعين أو متفرقين وقيل المعنى لو قضي أن تصيبهم العين
لأصابتهم متفرقين كما تصيبهم مجتمعين 83 - ثم قال جل وعز إلا
حاجة في نفس يعقوب قضاها (آية 68) قال مجاهد يعني خوفه عليهم
العين 84 - وقوله جل وعز ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه
(آية 69) يقال آويت فلانا بالمد إذا ضممته إليك وأويت إليه أي
لجأت إليه
(3/443)
ومعنى فلا تبتئس فلا تحزن من البؤس 85 -
وقوله جل وعز فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل اخيه (آية
70) قال قتادة هي مشربة الملك وقال الضحاك هو الإناء الذي يشرب
فيه الملك وروى شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال صواع الملك شئ من فضة يشبه المكوك من ذهب وفضة مرصع
بالجواهر يجعل على الرأس وكان للعباس واحد في الجاهلية 86 -
وقوله جل وعز ثم أذن مؤذن ايتها العير إنكم لسارقون (آية 70)
أي أعلم ونادى يقال آذنت أي أعلمت وأذنت أي أعلمت مرة بعد مرة
(3/444)
والمعنى يا أصحاب العير وقال إنكم لسارقون
ولم يسرقوا الصواع قيل لأنهم أخذوا يوسف فباعوه فاستجاز ان
يقول لهم إنكم لسارقون وقيل يجوز ان يكون الصواع جعل في رحالهم
ولم يعلم الذي ناداهم بذلك فيكون كاذبا وقال أحمد بن يحيى أي
حالكم حال السراق وهكذا كلام العرب وكان المنادي حسب ان القوم
سرقوه ولم يعلم بصنيع يوسف وقيل يجوز ان يكون اذان المؤذن عن
امر يوسف واستجاز ذلك بهم أنهم قد كانوا سرقوا سرقة في بعض
الأحوال يعني بذلك تلك السرقة لا سرقتهم الصواع
(3/445)
وقال بعض أهل التأويل كان ذلك خطأ من فعل
يوسف فعاقبه الله عز وجل إذ قالوا له إن يسرق فقد سرق اخ له من
قبل 87 - وقول جل وعز وأنا به زعيم (آية 72) قال الضحاك أي
كفيل وقال قتادة أي حميل
قال الفراء زعيم القوم رئيسهم ومتكلمهم قال أبو جعفر وهذا قريب
من الأول لأن حميلهم هو رئيسهم
(3/446)
وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه
وسلم انه قال والزعيم غارم مختصر يعني صلى الله عليه وسلم
بالزعيم الضامن 88 - وقوله جل وعز قالوا تالله لقد علمتم ما
جئنا لنفسد في الأرض (آية 73) يروى انهم كانوا لا ينزلون على
أحد ظلما ولا يرهبون زرع أحد وانهم جعلوا على أفواه إبلهم
الأكمه لئلا تعيث في زروع الناس 89 - ثم قال جل وعز وما كنا
سارقين (آية 73) يروى انهم ردوا البضاعة التي جعلت في رحالهم
أي فمن رد ما وجده كيف يكون سارقا
(3/447)
90 - ثم قال تعالى قالوا فما جزاؤه إن كنتم
كاذبين (آية 74) يقال إن هذه هي الحيلة التي ذكرها الله في
قوله كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك (آية 76)
قال الضحاك أي في سلطان الملك وذلك أنه كان حكم الملك إذا سرق
إنسان شيئا غرم مثله وكان حكم يعقوب صلى الله عليه وسلم إذا
سرق إنسان استعبد فرد الحكم إليهم لهذا
91 - ثم قال جل وعز ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك إلا ان
يشاء الله (آية 76) أي إلا بمشيئته تعالى 92 - ثم قال تعالى
نرفع درجات من نشاء (آية 76) ويقرأ درجات من نشاء بمعنى من
نشاء درجات 93 - ثم قال تعالى وفوق كل ذي علم عليم (آية 76)
قيل حتى ينتهي العلم إلى الله جل جلاله
(3/448)
وروى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس
قال يكون ذا أعلم من ذا والله فوق كل عالم وروى سفيان عن عبد
الأعلى عن سعيد بن جبير قال كنا عند ابن عباس رحمه الله فتحدث
بحديث فتعجب منه رجل فقال سبحان الله وفوق كل ذي علم عليم فقال
ابن عباس بئس ما قلت الله العليم وهو فوق كل عالم 94 - وقوله
جل وعز قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل (آية 77) قال مجاهد
يعنون يوسف ويروى انه كان راى صورة تعبد فأخذها ورمى بها وإنما
فعل ذلك إنكارا ان يعبد غير الله 95 - ثم قال جل وعز فأسرها
يوسف في نفسه ولم يبدها لهم (آية 77)
(3/449)
ثم بين الذي أسر بقوله قال أنتم شر مكانا
أي أنتم سرقتم على الحقيقة إذ بعتم أخاكم 96 - ثم قال تعالى
والله أعلم بما تصفون (آية 77) أي الله أعلم أسرق أخوه أم لا
97 - وقوله جل وعز فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا (آية 80) أي
يئسوا تركوا أخاهم وانفردوا يتناجون كيف يرجعون إلى يعقوب وليس
معهم أخوهم
(3/450)
98 - ثم قال تعالى قال كبيرهم ألم تعلموا
ان أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله (آية 80) قيل كبيرهم
يهوذا قال مجاهد هو شمعون وليس بكبيرهم في السن لأن روبيل أكبر
منه يذهب مجاهد إلى أن المعنى قال كبيرهم في العقل ورئيسهم لا
كبيرهم في السن وقال قتادة في قوله تعالى قال كبيرهم هو روبيل
ذهب إلى أنه كبيرهم في السن والله أعلم بحقيقة ذلك 99 - وقوله
تعالى فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي (آية 80) يعني أرض مصر
لأن كل أحد على الأرض 100 - وقوله جل وعز ارجعوا إلى أبيكم
فقولوا يا ابانا إن ابنك سرق (آية 81)
وحكي أنه قرئ سرق
(3/451)
حدثني محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر أحمد
بن محمد بن عثمان بن شبيب قال نا أبو جعفر أحمد بن أبي سريج
قالا نا علي بن عاصم عن داو وهود ابن ابي هند عن سعيد بن جبير
قال نا ابن عباس يقرؤها يا أبانا إن ابنك سرق وحدثني محمد بن
أحمد بن عمر قال نا ابن شاذان قال نا أحمد بن سريج البغدادي
قال سمعت الكسائي يقرأ يا أبانا إن ابنك سرق مرفوعة بالسين
وسرق تحتمل معنيين أحدهما اتهم بالسرقة والآخر علم منه السرق
ومعنى بل سولت أي بل زينت 101 - وقوله جل وعز وتولى عنهم وقال
يا أسفا على يوسف (آية 84) قال ابن عباس أي يا حزنا وقال مجاهد
أي يا جزعا
(3/452)
102 - ثم قال تعالى وابيضت عيناه من الحزن
فهو كظيم (آية 84) قال قتادة أي لم يقل باسا وكذلك هو في اللغة
يقال فلان كظيم وكاظم أي
حزين لا يشكو حزنه 103 - وقوله جل وعز قالوا تالله تفتؤ تذكر
يوسف (آية 85) روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس تفتأ
أي لا تزال وقال مجاهد تفتؤ أي تفتر والأول المعروف عند أهل
اللغة يقال ما فتئ وما فتأ أي ما زال
(3/453)
104 - ثم قال تعالى حتى تكون حرضا (آية 85)
قال ابن جريج عن مجاهد أي دون الموت وقال الضحاك أي باليا مبرا
والقولان متقاربان يقال أحرضه المرض فحرض ويحرض إذا دام سقمه
وبلي قال الفراء الحارض الفاسد الجسم والعقل وكذلك الحرض وقال
أبو عبيدة الحرض الذي قد اذابه الحزن وقال غيره منه حرضت فلانا
أي أفسدت قلبه 105 - ثم قال تعالى أو تكون من الهالكين (آية
85) وقال الضحاك أي من الميتين
(3/454)
106 - وقوله جل وعز قال إنما أشكو بثي
وحزني إلى الله (آية 86)
والبث أشد من الحزن قال قتادة ولا تيأسوا من روح الله أي من
رحمته 107 - وقوله جل وعز قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا
الضر وجئنا ببضاعة مزجاة (آية 88) وروى إسرائيل عن سماك عن
عكرمة عن ابن عباس قال أي ورق رديئة لا تجوز إلا بوضيعة وقال
مجاهد أي قليلة وقال قتادة أي يسيرة وقال عبد الله بن الحارث
كان معهم متاع الأعراب من سمن وصوف وما أشبههما وهذه الأقوال
متقاربة واصله من التزجية وهي الدفع والسوق يقال فلان يزجي
العيس أي يدفع والمعنى أنها
(3/455)
بضاعة تدفع ولا يقبلها كل أحد واحتج مالك
بقوله تعالى فأوف لنا الكيل في ان أجرة الكيال والوزان على
البايع 108 - وقوله جل وعز قال لا تثرتب الله عليكم اليوم يغفر
الله لكم وهو ارحم الراحمين (آية 92) التثريب التعيير واللوم
وإفساد الأمر ومنه ثربت أمره أي أفسدته ومنه الحديث إذا زنت
أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب أي ولا يعيرها بالزنا
109 - وقوله جل وعز ولما فصلت العير قال ابوهم إني لأجد ريح
يوسف (آية 94) قال ابن عباس هاجت ريح فشم ريح القميص من مسيرة
ثمانية أيام ثم قال لولا أن تفندون (آية 94)
(3/456)
قال ابن عباس تسفهون وقال عطاء والضحاك أي
تكذبون والقول الأول هو المعروف يقال فنده تفنيدا إذا عجزه كما
قال أهلكتني باللوم والتفنيد ويقال افند إذا تكلم بالخطأ
والفند الخطأ من الكلام والرأي كما قال الشاعر إلا سليمان إذ
قال المليك له قم في البرية فاحددها عن الفند 110 - وقوله جل
وعز وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين (آية 99) قال ابن جريج
أي سوف أستغفر لكم ربي إن شاء الله
(3/457)
قال وهذا من تقديم القرآن وتأخيره يذهب ابن
جريج إلى أنهم قد دخلوا مصر فكيف يقول ادخلوا مصر إن شاء الله
111 - ثم قال تعالى ورفع ابويه على العرش (آية 100) قال قتادة
أي على السرير ثم قال تعالى وخروا له سجدا (آية 100) وقال
قتادة وكان هذا من تحيتهم قال ابن جريج كانوا يفعلون هذا كما
تفعل فارس والمعنى وخروا لله سجدا والقول الأول أشبه وهو سجود
على غير عبادة وإن كان قد نهي المسلمون عن هذا فإنه على ماروي
أنها تحية كانت لهم قال الحسن كان بين مفارقة يوسف اباه إلى ان
اجتمع معه
(3/458)
ثمانون سنة لا يهدأ يعقوب فيها ساعة عن
البكاء وليس أحد في ذلك الوقت أكرم على الله من يعقوب صلى الله
عليه وسلم والقي في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة وعاش بعد لقائه
يعقوب ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن عشرين ومائة 112 - وقوله
جل وعز رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث (آية
101) ويجوز ان تكون من ها هنا للتبعيض أي قد آتيتني بعض الملك
وعلمتني بعض التأويل ويجوز ان تكون لبيان الجنس أي أتيتني
الملك وعلمتني تأويل الأحاديث ويدل على هذا الجواب تؤتي الملك
من تشاء 113 - وقوله جل وعز وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين
(آية 103)
(3/459)
أي لست تقدر على هداية من أردت 114 - وقوله
جل وعز وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها
معرضون (آية 105) أي فكم من آية في رفع السموات بغير عمد
ومجاري الشمس والقمر والنجوم وفي الأرض من نخلها وزرعها أي
يعلمونها 115 - ثم قال جل وعز وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم
مشركون (آية 106) قال عكرمة هو قوله تعالى ولئن سألتهم من
خلقهم ليقولن الله فإذا سئلوا عن صفته وصفوة بغيرها ونسبوه إلى
أن له ولدا وقال أبو جعفر يذهب عكرمة إلى أن الإيمان ها هنا
إقرارهم
(3/460)
116 - ثم قال تعالى أفأمنوا ان تأتيهم
غاشية من عذاب الله (آية 107) قال مجاهد أي تغشاهم قال أبو
جعفر ومعناه تجللهم عن ومنه هل أتاك حديث الغاشية 117 - ثم قال
تعالى أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون
(آية 107) أي فجأة من حيث لا يقدروا 118 - وقوله جل وعز قل هذه
سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة (آية 108) أي على يقين ومنه
فلان مستبصر بهذا 119 - وقوله جل وعز حتى إذا استيأس الرسل
وظنوا انهم قد كذبوا (آية 109) روى الزهري عن عروة عن عائشة
رضي الله عنها في قوله جل وعز حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم
قد كذبوا قالت استياس من الرسل من إيمان من كذبهم من قومهم
وظنوا أن من آمن
(3/461)
من قومهم قد كذبوهم لما لحقهم من البلاء
والامتحان وروى ابن أبي مليكة عن عروة عن عائشة قالت لحق
المؤمنين البلاء والضرر حتى ظن الرسل انهم قد كذبوهم لما لحقهم
وقال قتادة حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم وأيقنوا أن
قومهم قد كذبوهم جاءهم نصرنا يذهب قتادة إلى ان الظن ها هنا
يقين وذلك معروف في اللغة والمعنى أن الرسل كانوا يترجون أن
يؤمن قومهم ثم استياسوا من ذلك فجاءهم النصر والقول الأول اشبه
بالمعنى وهو أعلى إسنادا والله أعلم
(3/462)
بما أراد وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس
وظنوا أنهم قد كذبوا بالتخفيف وضم الكاف قال أبو جعفر في معناه
عن ابن عباس روايتان (أ) روى ابن ابي مليكة عنه انهم ضعفوا قال
إنهم بشر (ب) والقول الثاني أنه روي عن سفيان عن عطاء عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس قال حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم
وظن قومهم قد كذبوا جاءهم نصرنا قال أبو جعفر الضمير في كذبوا
يعود على القوم على هذا
(3/463)
وقرأ مجاهد وظنوا انهم قد كذبوا بالتخفيف
وفتح الكاف وفسره وظن قومهم انهم قد كذبوا وهو كالذي قبله في
المعنى وروي عنه في قوله تعالى حتى إذا استيأس الرسل قولان
أحدهما حتى إذا استيأس الرسل أن يأتي قومهم العذاب والقول
الثاني أحسن وهو حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم 120 -
وقوله جل وعز لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب (آية 111)
قال مجاهد يعني يوسف وإخوته 121 - ثم قال جل وعز ماكان حديثا
يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه (آية 111) قال سفيان يعني
التوراة والإنجيل والكتب وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون
انتهت سورة يوسف
(3/464)
|