ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن وَمن سُورَة آل عمرَان
أخبرنَا أَبُو الْعَبَّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي - قَالَ:
{القيوم} وَالْقِيَام وَالْمُدبر وَاحِد. و {الراسِحونَ فِي
الْعِلْمِ} : الْحفاظ الذاكرون. و {الْوقُود} : الْحَطب،
والوقود: الالتهاب.
والدأب: الْعَادة، ويحرك - أَيْضا.
(1/185)
{شهد الله} أَي: قَالَ الله، وَشهد الله،
أَي: كتب الله، وَشهد الله، أَي: علم الله. و {الْقسْط} [3 /
أ] : الْعدْل. و {حبطت} : بطلت وَسَقَطت. وَقَوله: {إِلا
أَيَّاماً معدوات} قَالَ: هِيَ عدد الْأَيَّام الَّتِي عبدُوا
فِيهَا الْعجل، وَقَالُوا: نعذب بِعَدَد تِلْكَ الْأَيَّام،
ثمَّ ندخل الْجنَّة.
ويولج: يدْخل.
(1/186)
والتقاة والتقية وَاحِد، والاتقاء
وَالتَّقوى، كُله بِمَعْنى وَاحِد. {محررا} : معتقا معدا
لطاعتك فِي بَيت الْمُقَدّس. {وكفلها} : ضمهَا، وكفلها ك
ضمنهَا. {الْمِحْرَاب} : الفرفة. {حصورا} : أَي: لَا يَأْتِي
النِّسَاء.
(1/187)
وَالرَّمْز: الْإِشَارَة. و {الحواريون}
الْأَنْصَار، والحواريون: الْخَاصَّة من الصَّحَابَة. {ومكروا}
أَي: ودبروا، ومكر الله، أَي: دبر الله. {وَالله خير الماكرين}
أَي: خير المدبرين.
(1/188)
و {نبتهل} أَي: نَدْعُو ونلتعن، والبهلة
والبهلة جَمِيعًا: اللَّعْنَة. إِلَى {كلمة سَوَاء} أَي: إِلَى
نصفة. {وَجه النَّهَار} أَي: صدر النَّهَار. {لَا خلاق لَهُم}
أَي: لَا نصيب لَهُم من الْخَيْر، والخلاق: الدّين.
(1/189)
{وَمن يبتغ غير الْإِسْلَام دينا فَلَنْ
يقبل مِنْهُ} أَي: من يطْلب. {فَمن افترى على الله الْكَذِب}
أَي: كذب على الله - تبَارك وَتَعَالَى. و {حَنِيفا} أَي:
مُسْتَقِيمًا على الْإِسْلَام. وَقَوله: {كُنْتُم خير أمة}
أَي: أَنْتُم، وَقَوله - أَيْضا: كُنْتُم خير أمة، أَي: فِي
علم الله - عز وَجل.
والصر: الْبرد.
(1/190)
وَقَوله - تبَارك وَتَعَالَى: {لَا يألونكم
خبالا} أَي: لَا يقصرون. و {خبالا} فَسَادًا. وَقَوله - عز
وَجل: {طرفا} أَي: قِطْعَة. {وكأين من نَبِي} أَي: وَكم من
نَبِي. وَقَوله - عز وَجل: {ثَوَاب الدُّنْيَا} الثَّوَاب يكون
خيرا
(1/191)
وَيكون شرا، وَكَذَلِكَ: الْبشَارَة: تكون
بِخَير، وَتَكون بشر، وَمن الثَّوَاب الشَّرّ قَوْله - جلّ
وَعز: {فأثابكم غما بغم} . {إِذْ تحسونهم} أَي: تقتلونهم.
{لبرز الَّذين} أَي: لظهر. {لانْفَضُّوا بَين حولك} أَي:
لتفرقوا.
(1/192)
{وَإِن يخذلكم} أَي: يترككم من نَصره.
{يغل} أَي: يخون
ويغل: يخون
. {لقد من الله} أَي تفضل الله. {على الْمُؤمنِينَ} : على
المصدقين. والمنان: المتفضل. والحنان: الرَّحِيم.
(1/193)
{يخوف أولياءه} أَي: يخوفكم بأوليائه.
{فَمن زحزح عَن النَّار} أَي: فَمن نجي. {فقد فَازَ} أَي: فقد
نجا، والفوز الْعَظِيم: النَّجَاء الْكثير. {الْغرُور} :
الدُّنْيَا، والغرور، الشَّيْطَان [3 / ب] . {لتبلون} أَي:
لتختبرن.
(1/194)
وَمن سُورَة النِّسَاء
قَوْله - تبَارك وَتَعَالَى: {حوبا كَبِيرا} أَي: إِثْمًا
عَظِيما. {وَإِن خِفْتُمْ أَلا تقسطوا} أَي: لَا تعدلوا. {أَلا
تعولُوا} : أَلا تَجُورُوا.
(1/195)
قَالَ وَقَوله: {نحلة} أَي: دينا وتدينا.
قَوْله: {سديدا} أَي: حَقًا مستويا. {يُورث كَلَالَة} :
الْكَلَالَة: النّسَب كُله، مَا خلا الْوَلَد والوالدين.
(1/196)
{وَلَا تعضلوهن} أَي: لَا تمنعوهن.
وَالزَّوْج: الْمَرْأَة، وَالزَّوْج: الرجل. و {وَالْجَار
الْجنب} أَي: الْغَرِيب. و {الصاحب بالجنب} أَي: الزَّوْجَة،
والصاحب بالجنب - أَيْضا: الْجَار الملاصق. و {ابْن السَّبِيل}
أَي: الضَّيْف.
(1/197)
{بالجبت والطاغوت} قَالَ: الجبت: رَئِيس
الْيَهُود، والطاغوت: رَئِيس النَّصَارَى.
والنقير: النقرة فِي ظهر النواة.
والقطمير: قشر النواة. {الفتيل} : الَّذِي فِي وسط شقّ النواة،
والنواة تسمى
(1/198)
الجريمة. {يصدون عَنْك صدودا} أَي: يعرضون
عَنْك إعْرَاضًا، وَصد، أَي: أعرض، وَصد: ضج، وَصد: منع، وَصد:
هجر، وَصد يصد، إِذا ضج، وَالْبَاقِي كُله من: فعل يفعل مضموم.
{حرجا} أَي: ضيقا. {فانفروا ثبات} أَي: فرقا.
(1/199)
{أَوانْفِرُوا جَمِيعاً} أَي انفروا
مُجْتَمعين. {الَّذين يشرون الْحَيَاة الدُّنْيَا} أَي:
يبيعون، ويشعرون، أَي: يشْتَرونَ. {وَلَو كُنْتُم فِي بروج
مشيدة} أَي: قُصُور مُطَوَّلَة. {يستنبطونه} أَي: يستخرجون
مَعَانِيه.
(1/200)
{يصلونَ} ينتسبون. {حصرت صُدُورهمْ} أَي:
ضَاقَتْ، و {حَصِرَةْ صُدُورُهُمْ} أَي: ضيقَة صُدُورهمْ. {عرض
الْحَيَاة الدُّنْيَا} أَي: مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا.
(1/201)
{مراغما} أَي: مضطربا، يُقَال: عبد مراغم
من موَالِيه، أَي: مُضْطَرب. {على الْمُؤمنِينَ كتابا موقوتا}
أَي: فرضا مَفْرُوضًا فِي أَوْقَات مَعْلُومَة. {مِنْ
بخوَاهُم} النَّجْوَى الْجَمَاعَة والنجوى: الْكَلَام الْخَفي.
(1/202)
{فليبتكن آذان الْأَنْعَام} أَي: فليقطعن
آذان الْإِبِل. {فليغيرن خلق الله} قَالَ: يَعْنِي: الإخصاء.
{قيلا} أَي: قولا. {خَلِيلًا} : محبا. {وَكيلا} أَي: كَفِيلا
كَافِيا. {مذبذبين} أَي: مرددين بَين ذَلِك.
(1/203)
{لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى
هَؤُلَاءِ} : لَا إِلَى الْمُؤمنِينَ وَلَا إِلَى الْكَافرين.
و {الدَّرك} : الطَّبَق من أطباق جَهَنَّم، ويسكن - أَيْضا.
{واعتصموا بِاللَّه} أَي: وامتنعوا بِاللَّه. {قُلُوبنَا غلف}
أَي: عَلَيْهَا مَانع من الْفَهم، وغلف: جمع
(1/204)
غلاف، وَمَعْنَاهُ: قُلُوبنَا أوعية
للْعلم، فَمَا بالها لَا تعي مَا تَقول أَنْت؟ {وَمَا
قَتَلُوهُ يَقِينا} قَالُوا: " يَقِينا " بدل من الْهَاء،
كَأَنَّهُ فال: وَمَا قتلوا الْيَقِين يَقِينا، وَيجوز: وَمَا
قتلوا الشَّك يَقِينا، وَيجوز: وَمَا قتلوا الشبيه يَقِينا.
وَقَوله: {بل رَفعه الله إِلَيْهِ} هُوَ رد لكل مَا ادَّعَتْهُ
النَّصَارَى
(1/205)
على الْمَسِيح - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
{لن يستنكف الْمَسِيح} أَي: لن يأنف الْمَسِيح. {أَن تضلوا}
بِمَعْنى: أَن لَا تضلوا.
(1/206)
وَمن سُورَة الْمَائِدَة
{شَنئانُ قَوْمٍ} أَي: عَدَاوَة قوم، ويسكن - أَيْضا.
{فَكُلُوا مِمَّا أمسكن عَلَيْكُم} يَعْنِي: الْجَوَارِح،
والجوارح: الكواسب لأَهْلهَا، وَيُقَال: فلَان جارح أَهله،
إِذا كَانَ كاسبهم
(1/207)
والكاد عَلَيْهِم. و {عزرتموهم} أَي:
نصرتموهم، وَالتَّعْزِير - فِي كَلَام الْعَرَب: التوقير،
وَالتَّعْزِير - أَيْضا النَّصْر بِاللِّسَانِ، والتقرير -
أَيْضا: النَّصْر بِالسَّيْفِ، وَالتَّعْزِير - أَيْضا
التَّوْقِيف على الْفَرَائِض وَالْأَحْكَام، وَالتَّعْزِير:
دون الْحَد، وَلَو بِسَوْط وَاحِد. {فأغرينا بَينهم} أَي:
ألقينا.
(1/208)
و {المقدسة} المطهرة. {فَلَا تأس} : فَلَا
تحزن. {فطوعت} أَي: فسامحت. و {للسحت} : الْحَرَام.
(1/209)
{ومهيمنا عَلَيْهِ} أَي: شَاهدا. {شرعة}
أَي: مِلَّة. و (َمِنْهَاجاً} أَي: طَريقَة دين. {يَبْغُونَ}
أَي: يطْلبُونَ.
(1/210)
{فِي قُلُوبهم مرض} أَي: كفر. {أَذِلَّة
على الْمُؤمنِينَ} أَي: رحماء رَفِيقَيْنِ بِالْمُؤْمِنِينَ.
{أعزة على الْكَافرين} أَي: غِلَاظ شَدَّاد على الْكَافرين.
{تَنْقِمُونَ} أَي: تنكرون. {بِاللَّغْوِ} أَي: مَا كَانَ
بِلَا نِيَّة من الْأَيْمَان، واللغو: الهذيان من الْكَلَام،
لَا فِي الْأَيْمَان، واللغو: مَا لَا يحْسب من الْحَيَوَان
فِي
(1/211)
الصَّدَقَة، واللغا واللغو وَاحِد. {جنَاح}
أَي إِثْم. {تناله أَيْدِيكُم} يَعْنِي: بيض النعام، وَالْعرب
تَقول: صدت نعاما، وصدت بَيْضَة، أَي: أخذتهما بيَدي.
{ورماحكم} يَعْنِي: الْحمير الوحشية، والنعام الجافل.
(1/212)
{أَو عدل ذَلِك} أَي: وَقِيمَة ذَلِك.
والبحيرة: المشقوقة الْأذن.
والسائبة: المسيبة: إِذْ كَبرت سيبت، فَلَا يحمل عَلَيْهَا
شَيْء.
(1/213)
والوصيلة: قَالَ: كَانَت الْعَرَب إِذا
ولدت الشَّاة جديين - أخذُوا وَاحِدًا لأَنْفُسِهِمْ، وذبحوا
الآخر للصنم، فَإِذا ولدت جديا وعناقا لم يذبحوها، وَلم يذبحوا
أخاها، وَقَالُوا: قد وصلته، وَلم تذبح، وَلم تُؤْكَل، وربيت
وَقَالُوا: قد وصلت أخاها. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب:
وَأجْمع النَّاس كلهم على أَن الوصيلة لَا تكون إِلَّا فِي
الْغنم.
(1/214)
{وَلَا حام} قَالَ: الحامي: الْبَعِير،
الَّذِي قد خرج من صلبه عشرَة بطُون، فَإِذا كَانَ هَكَذَا -
قَالُوا: قد حمى ظَهره، فَلَا يركب وَلَا يحمل عَلَيْهِ شَيْء،
وَيَقُولُونَ: لَا يحل لنا أَن نَسْتَعْمِلهُ. {فَإِن عثر}
أَي: اطلع.
(1/215)
(صفحة فارغة)
(1/216)
|