ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن وَمن سُورَة مَرْيَم - عَلَيْهَا السَّلَام
{واشتعل الرَّأْس شيبا} أخبرنَا أَبُو عمر قَالَ: أَنا
ثَعْلَب، عَن سَلمَة، عَن الْفراء، عَن الْكسَائي، قَالَ:
هَذَا الْمَنْقُول، وَمَعْنَاهُ: واشتعل شيب الرَّأْس، قَالَ:
نقل وَأخرج مُفَسرًا. {الموَالِي} قَالَ: الموَالِي - هَاهُنَا
- هم بَنو الْعم.
(1/333)
{عاقرا} أَي: لَا تَلد، يُقَال: عقرت،
والعقيم مثلهَا، يُقَال: عقمت. {عتيا} يُقَال: [12 / أ] عتا
الشَّيْء وعسا وصلب وجف، وَهُوَ النِّهَايَة فِي الْكفْر،
وَغَيره. {قَالَ رب اجْعَل لي آيَة} قَالَ: الآيه: الْعَلامَة.
(1/334)
قَالَ: وَقَوله - عز وَجل: {سويا} أَي: من
غير خرس. {فَأوحى إِلَيْهِم} أَي: فَأَشَارَ بِيَدِهِ.
{وَحَنَانًا من لدنا} أخبرنَا أَبُو عمر - قَالَ: أَنا
ثَعْلَب، عَن
(1/335)
ابْن الْأَعرَابِي، عَن الْمفضل - قَالَ:
الحنان: الرَّحْمَة، والحنان - أَيْضا: الرزق، والحنان -
أَيْضا: الْبركَة، والحنان أَيْضا: الهيبة. {وَسَلام عَلَيْهِ}
السَّلَام - هَاهُنَا: السَّلامَة. {وَلم أك بغيا} الْبَغي -
عِنْد الْعَرَب: الْفَاجِرَة.
(1/336)
{فأجاءها الْمَخَاض} أَي: فألجأها، قَالَ:
وَالْعرب تَقول فِي أَمْثَالهَا: إِذا طلبت الْمَعْرُوف من
الْبَخِيل اللَّئِيم مَا أشاءك وأجاءك إِلَى مخة عرقوب، أَي
ألجأك إِلَى أَن تطلب المخ من العرقوب. قَالَ: وَأَخْبرنِي
عَمْرو، عَن أَبِيه، قَالَ: وبمعناها - أَيْضا: مَا أضك
(1/337)
إِلَى هَذَا: أَي: مَا ألجأك؟ قَالَ:
وأنشدني: وَهِي ترى ذَا حَاجَة مؤتضا أَي: ملْجأ مُضْطَرّا.
{نسيا منسيا} أما النسي فَهُوَ مَا ألقِي مِمَّا لَا يحْتَاج
إِلَيْهِ وَلَا ينْتَفع بِهِ، ومنسيا: متروكا. .
(1/338)
{سريا} قَالَ ثَعْلَب: يُقَال: السّري -
هَاهُنَا - النَّهر، وَيُقَال: السّري - هَاهُنَا - عِيسَى بن
مَرْيَم، وَيُقَال: السّري - هَاهُنَا - النَّبِيل الْجَلِيل.
{صوما} أَي: صمتا. {فريا} أَي: عجبا.
(1/339)
{أسمع بهم وَأبْصر} قَالَ أَبُو
الْعَبَّاس: الْعَرَب تَقول هَذَا فِي مَوضِع التَّعَجُّب،
فَتَقول: أسمع بزيد وَأبْصر، أَي: مَا أسمعهُ وأبصره،
فَمَعْنَاه أَنه - عز وَجل - عجب نبيه -[صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم]- مِنْهُم. {لأرجمنك} أَي: لأهجرنك، ولأرجمنك، أَي:
لأسبنك.
(1/340)
{مَلِيًّا} أَي: قطعه من الزَّمَان. {حفيا}
أَي: كَانَ بِي بارا. وَأما قَوْله - عز وَجل: {يَسْأَلُونَك
كَأَنَّك حفي عَنْهَا} أَي: كَأَنَّك معنى بهَا. {خروا سجدا
وبكيا} خروا: سقطوا، وَسجدا: جمع ساجد، وبكيا: جمع باك، وَهُوَ
مِمَّا جَاءَ على: فَاعل وفعيل.
(1/341)
{وَأحسن نديا} أَي: مَجْلِسا. {تؤزهم أزا}
أَي: تزعجهم إزعاجا. {شَيْئا إدا} أَي: شَيْئا عجبا.
(1/342)
{وَفْدًا} : ركبانا. {وردا} : حُفَاة
مشَاة. {ودا} أَي: محبَّة. {لدا} أَي: شديدي الْخُصُومَة،
الذّكر: أَلد، وَالْأُنْثَى:
(1/343)
لداء، وَالْجمع مِنْهُمَا جَمِيعًا: لد،
والتصريف مِنْهُمَا: لدد يلدد لددا. {هَل تحس} : هَل تبصر.
{ركزا} أَي: صَوتا.
(1/344)
وَمن سُورَة طه
{وَمَا تَحت الثرى} أَي: التُّرَاب الندي. {وَهل أَتَاك} أَي:
قد أَتَاك. {آنست} أَي: أَبْصرت. [12 / ب] {بقبس} أَي: بشعلة.
(1/345)
{هدى} أَي: هاديا. {الْمُقَدّس} أَي:
المطهر. {من غير سوء} السوء - هَاهُنَا: البرص. {ولتصنع على
عَيْني} أخبرنَا أَبُو عمر - قَالَ: أخبرنَا ثَعْلَب، عَن ابْن
الْأَعرَابِي قَالَ: مَعْنَاهُ ك تربي حَيْثُ أَرَاك.
(1/346)
{وَلَا تنيا فِي ذكري} أَي: لَا تضعفا
وَلَا تفترا. {أَن يفرط علينا} أَي: أَن يعجل بجهله. {لأولي
النهى} أَي: لأولي الْعُقُول. {فيسحتكم} أَي: يستأصلكم.
{المثلى} أَي: الفضلى.
(1/347)
{وَقد أَفْلح} أَي: قد ظفر. {من استعلى}
أَي: من غلب. {فأوجس فِي نَفسه خيفة مُوسَى} قَالَ الإمامان:
الخيفة - هَاهُنَا: الْخَوْف، قَالَ: وَإِنَّمَا خَافَ على بني
إِسْرَائِيل، الَّذين آمنُوا
(1/348)
مَعَه أَن يرتدوا لما رَأَوْا من السحر
الْعَظِيم، وَلم يكن خَوفه على نَفسه وَلَا على أَخِيه هَارُون
- عَلَيْهِمَا السَّلَام {تلقف} أَي: تَأْخُذ. {فنسي} أخبرنَا
آبو عمر - قَالَ: أَنا ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي -
قَالَ: فنسي، أَي: فَترك مَا أمره مُوسَى بِهِ من الْإِيمَان،
وضل {زرقا} أخبرنَا أَبُو عمر - قَالَ: أَنا ثَعْلَب عَن ابْن
الْأَعرَابِي
(1/349)
- قَالَ: يُقَال فِي قَول الله - عز وَجل:
نحشرهم زرقا، أَي: عميانا، وَيُقَال: نحشرهم زرقا، أَي: عطاشا،
وَيُقَال: نحشرهم زرقا، أَي: طامعين فِيمَا لَا ينالونه.
{ينسفها رَبِّي نسفا} أَي: يقلعها قلعا من أُصُولهَا، ثمَّ
يذرها رملا: تسيل سيلا، ثمَّ يصيرها كالصوف المنقوش تطيرها
الرِّيَاح هَكَذَا وَهَكَذَا. قَالَ: وَلَا يكون العهن من
الصُّوف إِلَّا الْمَصْبُوغ.
(1/350)
{قاعا صفصفا} القاع: الأَرْض الملساء بِلَا
نَبَات وَلَا بِنَاء، والصفصف: القرعاء.
والعوج: التعوج فِي الفجاج. {والأمتً} : النبك.
(1/351)
{وخشعت الْأَصْوَات للرحمن} : خَشَعت خضعت
وذلت. {إِلَّا همسا} قَالَ: الهمس: صَوت الْأَقْدَام، بَعْضهَا
على بعض. {وعنت الْوُجُوه للحي القيوم} أَي: خضعت وذلت.
(1/352)
{وَلَا هضما} الهضم: النَّقْص. {وَأَنَّكَ
لَا تَظْمَأُ [13 / أ] فِيهَا} أَي: لَا تعطش. {وَلَا تضحى}
أَي: لَا تصيبك الشَّمْس، فتؤذيك. {يخصفان} : أَي: يلصقان.
(1/353)
{عَلَيْهِمَا من ورق الْجنَّة} قَالَ: أخذا
من ورق تين الْجنَّة، لِأَنَّهُ وَاسع. {معيشة ضنكا} أَي:
معيشة ضيقَة. {لَكَانَ لزاما} أَي: فصلا، وَيُقَال: لَكَانَ
لزاما، أَي: ملازما، وَالْأول عَلَيْهِ الْعَمَل. {وَمِنْ
آنَائِ اللَّيْلِ} أَي: من سَاعَات اللَّيْل.
(1/354)
{وأطراف النَّهَار} سَأَلت الْمبرد عَنهُ،
فَقَالَ: مَعْنَاهُ: وأطراف سَاعَات النَّهَار، وَسَأَلت ثعلبا
عَنهُ، فَقَالَ: أَرَادَ الطَّرفَيْنِ بقوله: أَطْرَاف، لِأَن
الِاثْنَيْنِ جمع. وَوَاحِد الآناء: أَنِّي وَأَنِّي وَإِنِّي.
(1/355)
{الصِّرَاط السوي} أَي: المستوي
الْمُسْتَقيم. {وَمن اهْتَدَى} أَي: وَمن آمن.
(1/356)
وَمن سُورَة الْأَنْبِيَاء - عَلَيْهِم
السَّلَام
{اقْترب} أخبرنَا أَبُو عمر - قَالَ: أَنا ثَعْلَب، عَن ابْن
الْأَعرَابِي، قَالَ: يُقَال: اقْترب الشَّيْء وَقرب بِمَعْنى
وَاحِد. {وَمَا جعلناهم جسدا لَا يَأْكُلُون الطَّعَام} قَالَ
ثَعْلَب والمبرد جَمِيعًا: الْعَرَب إِذا جَاءَت بَين
الْكَلَام بجحدين كَانَ الْكَلَام إِخْبَارًا، فَمَعْنَاه:
وَإِنَّمَا جعلناهم جسدا ليأكلوا
(1/357)
الطَّعَام، قَالَا: وَمثله فِي الْكَلَام:
مَا سَمِعت مِنْك أقبل مِنْك [أَي] إِنَّمَا سَمِعت مِنْك
لأقبل مِنْك، قَالَا: فَإِذا كَانَ فِي أول الْكَلَام جحد
كَانَ الْكَلَام مجحودا جحدا حَقِيقِيًّا، وَهُوَ مثل قَوْلك:
مَا زيد بِخَارِج، فَإِذا جمعت الْعَرَب الجحدين فِي أول
الْكَلَام كَانَ أَحدهمَا صله: مَا قُمْت تُرِيدُ: مَا قُمْت،
وَمثله: مَا إِن قُمْت،
(1/358)
تُرِيدُ: مَا قُمْت. {فِيهِ ذكركُمْ} قَالَ
ثَعْلَب: مَعْنَاهُ: فِيهِ شرفكم. {وَلَا يستحسرون} أَي: لَا
يملون وَلَا يعيون وَلَا يفشلون. {كَانَتَا رتقا} أَي: مصمتة،
ففتقت السَّمَاء بالمطر، وفتقت
(1/359)
الأَرْض بالنبات. {أَهَذا الَّذِي يذكر
آلِهَتكُم} أَي: يعيبها، ويتنقصها. {خلق الْإِنْسَان من عجل}
قَالَ ثَعْلَب: الْعجل: العجلة، والعجل - أَيْضا: الطين.
(1/360)
{يكلؤكم} أَي: يحفظكم. {ايصحبون} أَي:
يحفظون، وَيمْنَعُونَ. {بردا وَسلَامًا} أَي: سَلامَة،
وَهَكَذَا قَوْله - عز وَجل: {فسلام لَك من أَصْحَاب الْيَمين}
أَي: إِنَّمَا وَقعت سلامتهم من أَجلك، [13 / ب] وَالسَّلَام -
فِي اللُّغَة: اسْم من أَسمَاء الله - جلّ وَعز - وَالسَّلَام:
السَّلامَة، وَالسَّلَام: التَّسْلِيم فِي الصَّلَاة
وَغَيرهَا،
(1/361)
وَالسَّلَام: الاستسلام، وَالسَّلَام: شجر
مَعْرُوف، وواحدته: سَلامَة، فعبد الله بن سَلام وَاحِد من
هَذِه، وَلَا يَجْعَل السَّلَام اسْما من أَسمَاء الْجَبَّار -
جلّ وَعز - فِي هَذَا النَّوْع. {وَذَا النُّون إِذْ ذهب
مغاضبا} قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ:
(1/362)
مغاضبا الْملك. {فَظن أَن لن نقدر
عَلَيْهِ} هُوَ من: التَّقْدِير، وَلَيْسَ هُوَ من:
الْقُدْرَة، يُقَال: قدر الله لَك الْخَيْر يقدره، ويقدره
(1/363)
تَقْديرا، بِمَعْنى: قدره. قَالَ: وَمِنْه
الْخَبَر: " فاقدروا لَهُ "، أَي: " قدرُوا لَهُ " فَهَذَا
كُله من التَّقْدِير، ونقول من الْقُدْرَة: قدرت على الشَّيْء
اقدر عَلَيْهِ قدرَة، وَفِي لُغَة أُخْرَى: قدرت عَلَيْهِ أقدر
قدرَة.
(1/364)
{وهم من كل حدب يَنْسلونَ} قَالَ: الحدب:
التلال، والآكام، وَاحِدهَا: حدبة، وينسلون، أَي يسرعون. و
{حصب جَهَنَّم} أخبرنَا أَبُو عمر - قَالَ: أَنا ثَعْلَب، عَن
ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الْعَرَب تَقول: هَذَا حصب النَّار
وحضبها وحطبها، كُله بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ مَا تَأْكُله
النَّار.
(1/365)
(صفحة فارغة)
(1/366)
وَمن سُورَة الْحَج
{سكارى وَمَا هم بسكارى} قَالَ: تراهم سكارى من الْغم والهم،
وَمَا هم بسكارى من الشَّرَاب. {مُرِيد} أَي: متمرد. {مخلقة}
أَي: قد بدا فِيهَا الْخلق.
(1/367)
{وَغير مخلقة} أَي: لم تصور بعد. {بهيج}
أَي: حسن. {ثَانِي عطفه} أَي: متكبرا، يُقَال: ثنى عطفه ونأى
بجانبه، إِذا تكبر.
(1/368)
{على حرف} أَي: على شكّ. {يأتوك رجَالًا}
أَي: رجالة، يُقَال: راجل وَرِجَال، مثل: صَائِم وَصِيَام،
وقائم وَقيام. {تفثهم} : قَضَاء حوائجهم من الْحلق، والتنظيف،
وَأخذ الشّعْر، وَرفع الْوَسخ.
(1/369)
{فَإِذا وَجَبت} أَي: سَقَطت بعد النَّحْر.
{القانع} الَّذِي يسْأَل: وترده اللُّقْمَة وَالتَّمْرَة.
{والمعتر} : الَّذِي لَا يسْأَل، فَيبْدَأ بِالصَّدَقَةِ.
(1/370)
{وَإِن الله لَهو خير الرازقين} قَالَ
أَبُو الْعَبَّاس: يُقَال: إِن كل إنْسَانا إِذا كَانَ يرْزق
إِنْسَان رزقا قد سَمَّاهُ لَهُ، ثمَّ غضب عَلَيْهِ قطع ذَلِك
[14 / أ] الرزق، وَالله - عز وَجل - إِذا غضب على عَبده لم
يقطع رزقه مَا دَامَ حَيا.
(1/371)
(صفحة فارغة)
(1/372)
وَمن سُورَة الْمُؤمنِينَ
{فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك} أَي: فَمن طلب سوى ذَلِك.
{فَأُولَئِك هم العادون} أَي: العاصون. {هَيْهَات هَيْهَات لما
توعدون} أَي: بَعيدا بَعيدا. {لمبتلين} أَي: لمختبرين.
(1/373)
{وهم لَهَا سَابِقُونَ} أَي: إِلَيْهَا
سَابِقُونَ. {لناكبون} أَي: لعادلون. {همزات الشَّيَاطِين}
أَي: غمزات الشَّيَاطِين ووساوسها. {وهم فِيهَا كَالِحُونَ}
أَي: قد كشروا عَن الْأَسْنَان، حَتَّى
(1/374)
تبنت من الشدَّة.
(1/375)
(صفحة فارغة)
(1/376)
وَمن سُورَة النُّور
{غير أولي الإربة} أَي: غير
أولى
الْحَاجة من شَهْوَة الْجِمَاع.
الْمشكاة: الكوة فِي الْحَائِط غير نَافِذَة مِنْهُ، فَهُوَ
أجمع للضوء.
(1/377)
{لَا شرقية وَلَا غربية} قَالَ الإمامان
جَمِيعًا: مَعْنَاهُ: لَا شرقية كلهَا، وَلَا غربية كلهَا،
هِيَ شرقية وغربية، وَهُوَ أحسن مَا يكون من الشّجر تطلع
عَلَيْهَا الشَّمْس، وتغرب عَلَيْهَا الشَّمْس. {ثمَّ يَجعله
ركاما} أَي: وَيجْعَل بعضه على بعض، ليثخن
(1/378)
ويغلظ. و {الودق} : الْمَطَر.
والسنا: الضَّوْء، مَقْصُور. {مذعنين} : أَي: مقرين خاضعين.
(1/379)
(صفحة فارغة)
(1/380)
|