ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن وَمن سُورَة الصافات
{ويقذفون} أَي: ويرجمون. {دحورا} أَي: ذلا. {واصب} أَي:
دَائِم.
(1/425)
{ثاقب} أَي: مضيء. {من طين لازب} وَلَا زق
وَاحِد. {وَأَْوَاجَهُم} أَي: وأشكالهم. {رزق مَعْلُوم} :
مُقَدّر لَهُم يَأْتِيهم فِي وقته.
(1/426)
{كأنهن بيض مَكْنُون} أَي: مَسْتُور مصون.
{لمدينون} : لمجزيون. {هَل أَنْتُم مطلعون} أَي: اطلعوا،
لَيْسَ هِيَ استفهاما هَاهُنَا، إِنَّمَا هِيَ بِمَعْنى
الْأَمر. قَالَ: وَمِنْه لما نزلت: آيَة تَحْرِيم
(1/427)
الْخمر قَامَ عمر - رَضِي الله عَنهُ -
قَائِما بَين يَدي النَّبِي - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - ثمَّ
رفع رَأسه إِلَى السَّمَاء، فَقَالَ: يَا رب، بَيَانا أشفي من
هَذَا فِي الْخمر، فَنزلت: {فَهَل أَنْتُم مُنْتَهُونَ} قَالَ:
فَنَادَى عمر: انتهينا يَا رَبنَا انتهينا. {طلعها كَأَنَّهُ
رُؤُوس الشَّيَاطِين} قَالَ ثَعْلَب: اخْتلف النَّاس، فَقَالَت
طَائِفَة: كأنة رُؤُوس الشَّيَاطِين من الْجِنّ وَحْشَة،
وَقَالَت طَائِفَة: الشَّيَاطِين - هَا هُنَا - الْحَيَّات،
قَالَ: وَالْعرب تَقول إِذا فقدوا
(1/428)
طَعَاما: أكله الشَّيَاطِين، يعنون:
الْحَيَّة. {لشوبا من حميم} : شرابًا مختلطا بِغَيْرِهِ من
الْعَذَاب. {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَائهم ضَالِّينَ} أَي:
صادفوا آبَاءَهُم كفَّارًا فاتبعوهم.
(1/429)
{يُهْرَعُونَ} أَي: يسرعون إسراعا فِيهِ
تحير ودهش. {وَتَركنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين} أخبرنَا أَبُو
عمر - قَالَ: أخبرنَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي - قَالَ:
مَعْنَاهُ تركنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين ثَنَاء حسنا.
(1/430)
{وَإِن من شيعته لإِبْرَاهِيم} الْهَاء
لمُحَمد - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - أَي: إِبْرَاهِيم -
عَلَيْهِ السَّلَام - خبر بِخَبَرِهِ، فَاتبعهُ ودعا لَهُ.
{بقلب سليم} : أَي: لَيْسَ فِيهِ غش وَلَا غل.
(1/431)
{أَتَدعُونَ بعلا} قَالَ ثَعْلَب: اخْتلف
النَّاس فِي قَوْله - جلّ وَعز - هَاهُنَا: بعلا، فَقَالَت
طَائِفَة البعل - هَاهُنَا: الصَّنَم، وَقَالَت طائفه: البعل -
هَاهُنَا: ملك. {فنبذناه بالعراء} أَي: تَرَكْنَاهُ بالصحراء.
و {اليَقْطِينٍ} يُقَال: إِنَّه شَجَرَة الدُّبَّاء، وَيُقَال:
إِنَّهَا شَجَرَة
(1/432)
غَيرهَا. {من إفكهم} أَي: من كذبهمْ.
(1/433)
صفحة فارغة
(1/434)
وَمن سُورَة ص
{لَشَيْءٌ عُجَابٌ} أخبرنَا أَبُو عمر - قَالَ: أخبرنَا
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي - قَالَ: وَمِمَّا جَاءَ على:
فعيل، وفعال: عَجِيب وعجاب، وذفيف وذفاف، وهما وَاحِد، وخفيف
وخفاف، وطويل وطوال، وَقَرِيب وقراب. قَالَ: وأنشدني الْمفضل:
(1/435)
وَلما أَن رَأَيْت بني عَليّ / عرفت الود
وَالنّسب القرابا {إِلَّا اخْتِلَاق} أَي: كذب. {فوَاق} أَي:
سُكُون، وَيُقَال: الفواق
(1/436)
والفواق: السّكُون بَين الحلبتين من
النَّاقة، ليؤوب اللَّبن، فَأَما الفؤاق: الوجع، فَهُوَ
بِالْهَمْزَةِ وَالضَّم لَا غير. {قطنا} أخبرنَا أَبُو عمر -
قَالَ: أَنا ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القط:
الصَّحِيفَة، والقط: الْكتاب، وَمَعْنَاهُ: عجل
(1/437)
لنا كتَابنَا إِلَى النَّار. {أواب} :
تواب، وأواب: مسبح. {الصافنات الْجِيَاد} أَي: الْخَيل،
الَّتِي تقف وَتثني سنبك إِحْدَى الرجلَيْن، وَهِي أَجود
الْخَيل.
(1/438)
و {الْخَيْر} هَاهُنَا: الْخَيل. {حَتَّى
تَوَارَتْ} التَّاء للشمس. {ردوهَا عَليّ} الْهَاء وَالْألف
للخيل. {فَطَفِقَ} أَي: أقبل.
(1/439)
{مسحا} أَي: قطعا. {بِالسوقِ} : السيقان.
{رخاء} أَي: سَاكِنة. {حَيْثُ أصَاب} أَي: حَيْثُ أَرَادَ.
قَالَ: وَالْعرب تَقول: أصَاب الصَّوَاب، وَأَخْطَأ الْجَواب،
أَي: أَرَادَ الصَّوَاب، فَأَخْطَأَ
(1/440)
الْجَواب. {ضغثا} أَي: باقة من كل شَيْء،
من قضبان، من ريحَان، من عيدَان. {قاصرات الطّرف} أَي: غاضات
الطّرف، إِلَّا عَن
(1/441)
أَزوَاجهنَّ. {من شكله} أَي: من مثله.
{هَذَا فَوْج} أَي: جمَاعَة، وَجَمعهَا: أَفْوَاج.
(1/442)
وَمن سُورَة الزمر
{يكور اللَّيْل على النَّهَار ويكور النَّهَار على اللَّيْل}
أَي: يدْخل هَذَا فِي هَذَا، وَهَذَا فِي هَذَا. {فِي ظلمات
ثَلَاث} اُخْبُرْنَا أَبُو عمر - قَالَ أَنا ثَعْلَب، عَن
(1/443)
رِجَاله الْكُوفِيّين والبصريين: قَالُوا:
ظلمَة الْبَطن، وظلمة اللَّيْل، وظلمة المشيمة، وَقَالَت
طَائِفَة: ظلمَة الْبَطن، وظلمة المهبل - وَهُوَ مَوضِع
الْوَلَد - وظلمة المشيمة. {خوله} : أعطَاهُ ورزقه. {لَهُم من
فَوْقهم ظلل من النَّار وَمن تَحْتهم ظلل} قَالَ: قلت لِابْنِ
الْأَعرَابِي: ظلل من فَوْقهم، نعم، فَكيف تكون الظلل من
تَحْتهم؟ قَالَ: الظلل من تَحْتهم ظلل لمن تَحْتهم من الطَّبَق
(1/444)
الثَّانِي فَهِيَ لَهُم هم بِسَاط، وَهِي
لمن تَحْتهم ظلل، وَهَكَذَا هَلُمَّ جرا، حَتَّى يَنْتَهِي
إِلَى القعر من النَّار. [17 / أ] (فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}
قَالَ ثَعْلَب: كُله حسن، وَلَكِن فِيهِ الْقصاص، وَفِيه
الْعَفو عَن الْقصاص، وَالْعَفو أحسن من
(1/445)
الْقصاص. {شَرَحَ} فتح، وَمِنْه قَوْله -
جلّ وَعز: {ألم نشرح لَك صدرك} أَي: ألم نفتح لَك صدرك.
{متشاكسون} أَي: مُخْتَلفُونَ.
(1/446)
{اشمأزت} أَي: اقشعرت. {فِي جنب الله} أَي:
فِي قرب الله - عز وَجل - من الْجنَّة. {لَهُ مقاليد} أَي:
مَفَاتِيح، وَاحِدهَا: إقليد.
(1/447)
{حافين} أَي: طائفين من حول الْعَرْش،
يُقَال: قد حفت العساكر بملكها، إِذا طافت بِهِ.
(1/448)
وَمن سُورَة الْمُؤمن
غَافِر
و {قَابل التوب} جمع: تَوْبَة، والتوب مصدر: تَابَ. {ذِي
الطول} أَي: الْغنى وَالْفضل.
{ينادون لمقت الله أكبر} المقت: البغض}
(1/449)
والبراءة. {وَقَالَ فِرْعَوْن ذروني أقتل
مُوسَى} قَالَ: لم يسألهم من بَاب الْأَمر وَالنَّهْي، وَلَكِن
من بَاب المشورة، أَي: أَشِيرُوا عَليّ. {يصبكم بعض الَّذِي
يَعدكُم} قَالَ ثَعْلَب: وعدهم شَيْئَيْنِ من الْعَذَاب:
عَذَاب الدُّنْيَا، وَعَذَاب الْآخِرَة، فَقَالَ: يصبكم هَذَا
الْعَذَاب فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ بعض الوعيدين.
(1/450)
{وَلَهُم اللَّعْنَة وَلَهُم سوء الدَّار}
قَالَ: مَعْنَاهُ: عَلَيْهِم اللَّعْنَة، وَعَلَيْهِم سوء
الدَّار. {يؤفك} أَي: يصرف. {بِمَا كُنْتُم تفرحون فِي الأَرْض
بِغَيْر الْحق} قَالَ ثَعْلَب: هَذَا يدل على انه يكون فَرح
بِحَق.
(1/451)
(صفحة فارغة)
(1/452)
وَمن سُورَة السَّجْدَة
فصلت
{غير ممنون} أَي: غير مَقْطُوع، وَغير ممنون، أَي: لَا يمن
عَلَيْهِم. {قضاهن} أَي: فخلقهن. {ريحًا صَرْصَرًا} أَي:
بَارِدَة.
(1/453)
{نحسات} أَي: مشائيم. {وَأما ثَمُود
فهديناهم} أَي: بَينا لَهُم. {وقيضنا لَهُم} أَي: مثلنَا
لَهُم. {يلحدون فِي آيَاتنَا} أَي: يميلون عَلَيْهَا وفيهَا
(1/454)
بالطعن. {اعْمَلُوا مَا شِئْتُم} هُوَ
تهديد ووعيد، كَمَا تَقول لِلْعَدو: اعْمَلْ مَا شِئْت
فَإِنِّي أكافئك، فَكَذَلِك: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُم} . {من
أكمامها} أَي: من أغطيتها. {قَالُوا آذَنَّك} أَي: أعلمناك.
(1/455)
{فِي مرية} أَي: فِي شكّ.
(1/456)
وَمن سُورَة حم عسق
الشورى
{شرعوا لَهُم} أَي: أظهرُوا لَهُم. {وَمن يقترف حَسَنَة}
قَالَ: الاقتراف: الِاكْتِسَاب، يكون خيرا، وَيكون شرا. {أَو
يزوجهم} أَي: يقرنهم.
(1/457)
(صفحة فارغة)
(1/458)
وَمن سُورَة الزخرف
{إِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ} أَي: إِلَّا يكذبُون. {على أمة}
أَي: على دين. {ومعارج عَلَيْهَا يظهرون} أَي: نجْعَل للسقوف
درجا
(1/459)
يصعدون عَلَيْهَا إِلَى السقوف. {وسئلْ
مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} أَي قل يَا
مُحَمَّد لمن شكّ فِي أَمرك: سل كتب من أرسلنَا، لتعلم أَن صفة
مُحَمَّد - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فِي كل كتاب
أَنزَلْنَاهُ. {فاستخف قومه} أَي: فاستجهل قومه {فأطاعوه} .
(1/460)
{فَلَمَّا آسفونا} أَي: أغضبونا. {تحبرون}
أَي: تنعمون. {وأزواجكم} نِسَاؤُكُمْ. {أول العابدين} أَي: أول
الغضاب الآبقين،
(1/461)
وَقيل فَأَنا أول العابدين، أَي: فَأَنا
أول الجاحدين لما تَقولُونَ، وَقيل: فَأَنا أول العابدين، أَي:
أَنا أول من يعبده على الوحدانية، مُخَالفا لكم.
(1/462)
وَمن سُورَة الدُّخان
{رهوا} أَي: سَاكِنا. {إِلَى سَوَاء الْجَحِيم} أَي: إِلَى وسط
الْجَحِيم.
والإستبرق: الديباج
(1/463)
والسندس: الْحَرِير دون الديباج، أرق
مِنْهُ، وَهُوَ اللاذ.
(1/464)
وَمن سُورَة الجاثية
{وبدا لَهُم} أَي: وَظهر لَهُم قَبِيح كَلَامهم. {ننساكم} أَي:
نترككم. {كَمَا نسيتم} أَي: كَمَا تركْتُم أمرنَا ونهينا.
(1/465)
{الْكِبْرِيَاء} : العظمة.
(1/466)
وَمن سُورَة الْأَحْقَاف
{أَواثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} أَي: بَقِيَّة أَو {آثاره} مثله.
{عارضا مُسْتَقْبل أَوْدِيَتهمْ} أَي: سحابا مُعْتَرضًا فِي
السَّمَاء.
(1/467)
(صفحة فارغة)
(1/468)
وَمن سُورَة مُحَمَّد - عَلَيْهِ السَّلَام
{حَتَّى تضع الْحَرْب أَوزَارهَا} أَي: سلاحها. {أسن} وآجن،
أَي: متغير. {مَاذَا قَالَ آنِفا} أَي: مَاذَا قَالَ مذ
سَاعَة؟
(1/469)
{ولتعرفنهم فِي لحن القَوْل} أَي: فِي معنى
القَوْل، ويروى عَن ابْن عَبَّاس: فِي لحن القَوْل - قَالَ:
ببغضهم عليا - عَلَيْهِ السَّلَام.
(1/470)
|