قال ابن إسحاق : وحدثني أبي : إسحاقُ بن يسار : أنه حُدِّث ، أن عبد اللّه إنما دخل على امرأة. كانت له مع آمنة بنت وهب ، وقد عمل في طين له، وبه آثار من الطين ، فدعاها إلى نفسه ، فأبطأت عليه لما رأت به أثر الطين ، فخرج من عندها فتوضأ وغسل ما كان به من ذلك الطين ، ثم خرج عامدا إلى آمنة، فمرَّ بها، فدعته إلى نفسها، فأبى عليها، وعمد إلى آمنة، فدخل عليها فأصابها، فحملت بمحمد - صلى اللّه عليه وسلم - ثم مر بامرأته تلك : فقال لها : هل لك ؟
قالت : لا، مررتَ بى وبين عينيك غُرةٌ بيضاء، فدعوتُك فأبيْت علىَّ، ودخلت على آمنة فذهَبَتْ بها.
قال ابن إسحاق : فزعموا أن امرأته تلك كانت تُحدث : أنه مر بها وبين عينيه غرة مثل غرة الفرس ،
قالت : فدعوتُه رجاءَ أن تكون تلك بي ، فأبى على، ودخل على آمنة، فأصابها، فحملت برسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فكان رسولُ اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أوسطَ قومه نسباً، وأعظمهم شرفاً من قِبل أبيه وأمِّه - صلى اللّه عليه وسلم.
ويزعمون - فيما يتحدث الناسُ - واللّه أعلم - أن آمنة ابنة وهب أم رسول اللّه
- صلى اللّه عليه وسلم - كانت
تُحدِّثُ :
أنها أتيت حين حَملت برسول اللّه - صلى اللّه
عليه وسلم - فقيل لها : إنك قد حملت بسيد هذه الأمة،
فإذا وقع إلى الأرض ، فقولي : أعيذه بالواحد، من شرّ كل حاسد، ثم سميه : محمداً ورأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت به
قصور بُصْرَى، من أرض الشام.
ثم لم يلبثْ عبدُ اللّه بن عبد المطلب ، أبو رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أن هلك ، وأمُّ رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - حامل به.