الأحكام
الشرعية الكبرى بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد نبيك الْكَرِيم
كتاب الْأَمْرَاض والعيادة
بَاب النَّهْي عَن تمني الْمَرِيض الْمَوْت
البُخَارِيّ: حَدثنَا آدم، ثَنَا شُعْبَة، ثَنَا ثَابت الْبنانِيّ، عَن
أنس، قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يتمنين
أحدكُم الْمَوْت من ضرّ أَصَابَهُ، فَإِن كَانَ لابد فَاعِلا فَلْيقل:
اللَّهُمَّ أحيني مَا كَانَت الْحَيَاة خيرا لي، وتوفني إِذا كَانَت
الْوَفَاة خيرا لي ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا آدم، ثَنَا شُعْبَة، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد،
عَن قيس ابْن أبي حَازِم قَالَ: " دَخَلنَا على خباب نعوده - وَقد اكتوى
سبع كيات - فَقَالَ: إِن أَصْحَابنَا الَّذين سلفوا مضوا وَلم تنقصهم
الدُّنْيَا، وَإِنَّا أصبْنَا مَالا نجد لَهُ موضعا إِلَّا التُّرَاب،
وَلَوْلَا أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَهَانَا
أَن نَدْعُو بِالْمَوْتِ لَدَعَوْت بِهِ. ثمَّ أتيناه مرّة أُخْرَى -
وَهُوَ يَبْنِي حَائِطا لَهُ - فَقَالَ: إِن الْمُسلم يُؤجر فِي كل شَيْء
يُنْفِقهُ، إِلَّا فِي شَيْء يَجعله فِي هَذَا التُّرَاب ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، أَنا شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ،
أَخْبرنِي أَبُو عبيد مولى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، أَن أَبَا هُرَيْرَة
قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول:
" لن يدْخل أحدا عمله الْجنَّة. قَالُوا: وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله؟
قَالَ: وَلَا أَنا، إِلَّا أَن يتغمدني الله بِفضل وَرَحْمَة، فسددوا
وقاربوا، وَلَا يتَمَنَّى أحدكُم الْمَوْت؛ إِمَّا
(3/5)
محسناً فَلَعَلَّهُ أَن يزْدَاد خيرا،
وَإِمَّا مسيئاً فَلَعَلَّهُ أَن يستعتب ".
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي عَمْرو بن عُثْمَان، حَدثنَا بَقِيَّة، حَدثنِي
الزبيدِيّ، حَدثنِي الزُّهْرِيّ، عَن أبي عبيد مولى عبد الرَّحْمَن بن
عَوْف، أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يتمن أحدكُم الْمَوْت؛ إِمَّا محسناً
فَإِنَّهُ إِن يعِيش يَزْدَدْ خيرا، وَهُوَ خير لَهُ، وَإِمَّا مسيئاً
فَلَعَلَّهُ أَن يستعتب ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر،
ثَنَا شُعْبَة، عَن عَمْرو بن مرّة، عَن عبد الله بن سَلمَة، عَن عَليّ
قَالَ: " كنت شاكياً، فَمر بِي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - وَأَنا أَقُول: اللَّهُمَّ إِن كَانَ أَجلي قد حضر فأرحني،
وَإِن كَانَ مُتَأَخِّرًا فارفعني، وَإِن كَانَ بلَاء فصبرني. فَقَالَ
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: كَيفَ قلت؟ قَالَ:
فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَا قَالَ، فَضَربهُ بِرجلِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ
عافه، أَو اشفه - شُعْبَة الشاك - فَمَا اشتكيت وجعي بعد ". قَالَ أَبُو
عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
بَاب ثَوَاب الْمَرَض وَمَا يُصِيب الْمُسلم من الْبلَاء
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَا: ثَنَا أَبُو
أُسَامَة، عَن الْوَلِيد بن كثير، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء، عَن
عَطاء بن يسَار، عَن أبي
(3/6)
سعيد وَأبي هُرَيْرَة أَنَّهُمَا سمعا
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " مَا يُصِيب
الْمُؤمن من وصب وَلَا نصب وَلَا سقم وَلَا حزن حَتَّى الْهم يهمه إِلَّا
كفر بِهِ من سيئاته ".
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن
إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " مَا من مُسلم يشاك بشوكة
فَمَا فَوْقهَا إِلَّا كتب لَهُ بهَا دَرَجَة، ومحيت عَنهُ بهَا خَطِيئَة
".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا سُفْيَان، عَن ابْن مُحَيْصِن -
شيخ من قُرَيْش، قَالَ مُسلم: عمر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَيْصِن من أهل
مَكَّة - سمع مُحَمَّد ابْن قيس بن مخرمَة، يحدث عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ:
" لما نزلت {من يعْمل سوءا يجز بِهِ} بلغت من الْمُسلمين مبلغا شَدِيدا،
فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: قاربوا
وسددوا، فَفِي كل مَا يصاب بِهِ الْمُسلم كَفَّارَة حَتَّى النكبة ينكبها
أَو الشَّوْكَة يشاكها ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا يحيى.
وثنا ابْن بشار، ثَنَا عُثْمَان بن عمر وَأَبُو دَاوُد، عَن أبي عَامر
الخزاز، عَن ابْن أبي مليكَة، عَن عَائِشَة قَالَت: " قلت: يَا رَسُول
الله، إِنِّي لأعْلم أَشد آيَة فِي الْقُرْآن، قَول الله - تَعَالَى -: {من
يعْمل سوءا يجز بِهِ} قَالَ: أما علمت يَا عَائِشَة أَن الْمُسلم تصيبه
النكبة، أَو الشَّوْكَة، فيحاسب أَو يكافأ بِأَسْوَأ عمله، وَمن حُوسِبَ
عذب. قَالَت: أَلَيْسَ يَقُول الله - عز وَجل -: {فَسَوف يُحَاسب حسابا
يَسِيرا}
(3/7)
قَالَ: ذاكم الْعرض يَا عَائِشَة، من
نُوقِشَ الْحساب عذب ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: هَذَا لفظ ابْن بشار.
مُسلم: حَدثنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب وَإِسْحَاق بن
إِبْرَاهِيم، قَالَ إِسْحَاق: أَنا، وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا جرير، عَن
الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ، عَن الْحَارِث بن سُوَيْد، عَن
عبد الله قَالَ: " دخلت على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - وَهُوَ يوعك فمسسته بيَدي، فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنَّك
توعك وعكاً شَدِيدا؟ فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ -: أجل، إِنِّي أوعك كَمَا يوعك رجلَانِ مِنْكُم. قَالَ: فَقلت:
ذَلِك أَن لَك أَجْرَيْنِ؟ فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ -: أجل. ثمَّ قَالَ رَسُول الله: مَا من مُسلم يُصِيبهُ أَذَى
من مرض فَمَا سواهُ إِلَّا حط الله بِهِ سيئاته، كَمَا تحط الشَّجَرَة
وَرقهَا ".
وَلَيْسَ فِي حَدِيث زُهَيْر: " فمسسته بيَدي ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى، ثَنَا يزِيد بن
زُرَيْع، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا
يزَال الْبلَاء بِالْمُؤمنِ والمؤمنة فِي نَفسه وَولده وَمَاله حَتَّى يلقى
الله وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة ".
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا (عَمْرو بن خَليفَة) ثَنَا
مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " قَالَ
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأعرابي: هَل أخذتك أم
ملدم قطّ؟ قَالَ: مَا أم ملدم؟ قَالَ: حر يكون بَين الْجلد وَاللَّحم.
قَالَ: لَا. قَالَ: مَا أخذك الصداع قطّ؟ قَالَ: وَمَا الصداع؟ قَالَ: عرق
يضْرب على الْإِنْسَان فِي رَأسه. قَالَ: مَا / وجدت هَذَا قطّ. فَلَمَّا
ولي قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: من
(3/8)
سره أَن ينظر إِلَى رجل من أهل النَّار
فَلْينْظر إِلَى هَذَا ".
بَاب من يرد الله بِهِ خيرا يصب مِنْهُ
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، أَنا مَالك، عَن مُحَمَّد بن عبد
الله ابْن عبد الرَّحْمَن بن أبي صعصعة أَنه قَالَ: سَمِعت سعيد بن يسَار
أَبَا الْحباب يَقُول: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من يرد الله بِهِ خيرا يصب مِنْهُ
".
بَاب مثل الْمُؤمن وَمَا يُصِيبهُ من الْبلَاء
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا عبد الْأَعْلَى، عَن معمر،
عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مثل الْمُؤمن كَمثل
الزَّرْع، لَا تزَال الرّيح تميله، وَلَا يزَال الْمُؤمن يُصِيبهُ
الْبلَاء، وَمثل الْمُنَافِق كَمثل شَجَرَة الْأرز لَا تهتز حَتَّى تستحصد
".
البُخَارِيّ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر، حَدثنِي مُحَمَّد بن فليح،
حَدثنِي أبي، عَن هِلَال بن عَليّ - من بني عَامر بن لؤَي - عَن عَطاء بن
يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مثل الْمُؤمن كَمثل الخامة من الزَّرْع، من
حَيْثُ أتتها الرّيح كفأتها، فَإِذا اعتدلت تكفأ بالبلاء، والفاجر كالأرزة،
صماء معتدلة، حَتَّى يقصمها الله - عز وَجل - إِذا شَاءَ ".
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا بشر بن السّري وَعبد الرَّحْمَن بن
مهْدي، قَالَا: ثَنَا سُفْيَان، عَن سعد بن إِبْرَاهِيم، عَن عبد
الرَّحْمَن بن كَعْب بن
(3/9)
مَالك، عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مثل الْمُؤمن كَمثل الخامة
من الزَّرْع، تفيئها الرِّيَاح [تصرعها] مرّة، وتعدلها مرّة، حَتَّى
يَأْتِيهِ أَجله، وَمثل الْمُنَافِق مثل الأرزة المجذية، الَّتِي لَا
يُصِيبهَا شَيْء حَتَّى يكون انجعافها مرّة وَاحِدَة ".
بَاب أَي النَّاس أَشد بلَاء
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، عَن عَاصِم بن
بَهْدَلَة، عَن مُصعب بن سعد، عَن أَبِيه قَالَ: " قلت لرَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَي النَّاس أَشد بلَاء؟ قَالَ:
الْأَنْبِيَاء، ثمَّ الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فَإِن
كَانَ دينه صلباً اشْتَدَّ بلاؤه، وَإِن كَانَ فِي دينه رقة ابْتُلِيَ على
حسب دينه، فَمَا يبرح الْبلَاء بِالْعَبدِ حَتَّى يمشي على الأَرْض وَمَا
عَلَيْهِ خَطِيئَة ".
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
البُخَارِيّ: حَدثنَا عَبْدَانِ، عَن أبي حَمْزَة، عَن الْأَعْمَش، عَن
إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ، عَن الْحَارِث بن سُوَيْد، عَن عبد الله قَالَ: "
دخلت على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ يوعك،
فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنَّك توعك وعكاً شَدِيدا؟ قَالَ: أجل، إِنِّي
أوعك كَمَا يوعك رجلَانِ مِنْكُم. قلت: ذَلِك بِأَن لَك أَجْرَيْنِ؟
(قَالَ) : أجل، ذَلِك كَذَلِك، مَا من مُسلم يُصِيبهُ أَذَى شَوْكَة فَمَا
فَوْقهَا، إِلَّا كفر الله بِهِ سيئاته، كَمَا تحط
(3/10)
الشَّجَرَة وَرقهَا ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان، ثَنَا أَبُو دَاوُد، أَنبأَنَا
شُعْبَة، عَن الْأَعْمَش قَالَ: سَمِعت أَبَا وَائِل يَقُول: قَالَت
عَائِشَة: " مَا رَأَيْت الوجع على أحد أَشد مِنْهُ على رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
بَاب ثَوَاب الْحَمد على الْبلَاء والعافية
الْبَزَّار: ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان،
ثَنَا المَسْعُودِيّ، عَن حبيب، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس، أَن
نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " أول من يقوم
(فَأول) من يدعى يَوْم الْقِيَامَة الْحَمَّادُونَ على كل حَال ".
بَاب سُؤال الْعَافِيَة
الْبَزَّار: حَدثنَا عبد الله بن الوضاح الْكُوفِي، ثَنَا الْحُسَيْن بن
عَليّ الْجعْفِيّ، ثَنَا زَائِدَة، عَن عَاصِم - يَعْنِي: ابْن بَهْدَلَة -
عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " قَامَ فِينَا أَبُو بكر -
رَحمَه الله - فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كمقامي فِيكُم الْيَوْم، فَقَالَ: إِن النَّاس لم
يُعْطوا شَيْئا خيرا من الْعَفو والعافية، فسلوهما الله ".
(3/11)
بَاب مَا يحذر من الضجر وَقلة الصَّبْر
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُعلى بن أَسد، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُخْتَار،
ثَنَا خَالِد - هُوَ الْحذاء - عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس " أَن
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل على أَعْرَابِي
يعودهُ، قَالَ: وَكَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
إِذا دخل على مَرِيض يعودهُ. قَالَ: لَا بَأْس طهُور إِن شَاءَ الله.
قَالَ: قلت: طهُور! كلا، بل هِيَ حمى تَفُور - أَو تثور - على شيخ كَبِير
تزيره الْقُبُور. فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
-: فَنعم إِذا ".
بَاب مَا جَاءَ أَن الْمَرِيض يكْتب لَهُ عمله الَّذِي كَانَ يعْمل صَحِيحا
البُخَارِيّ: حَدثنَا مطر بن الْفضل، ثَنَا يزِيد بن هَارُون، أَنا
الْعَوام، أَنا إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْمَاعِيل السكْسكِي قَالَ: " سَمِعت
أَبَا بردة واصطحب هُوَ وَيزِيد بن أبي كَبْشَة فِي سفر، فَكَانَ يزِيد
يَصُوم فِي السّفر، فَقَالَ لَهُ أَبُو بردة: سَمِعت أَبَا مُوسَى مرَارًا
يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِذا
مرض العَبْد أَو سَافر كتب لَهُ مثل مَا كَانَ يعْمل مُقيما صَحِيحا ".
الْبَزَّار: حَدثنَا زُهَيْر بن مُحَمَّد، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا
معمر، عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة، عَن خَيْثَمَة، عَن عبد الله بن عَمْرو
قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا
كَانَ العَبْد على طَريقَة حَسَنَة من الْعِبَادَة ثمَّ مرض، قيل للْملك
الْمُوكل بِهِ: اكْتُبْ لَهُ مثل أجر عمله إِذا كَانَ طلقاً حَتَّى أطلقهُ،
أَو أكفته إِلَيّ ".
تَابعه الْقَاسِم بن مخيمرة، عَن عبد الله بن عَمْرو.
(3/12)
بَاب ثَوَاب من أَصَابَته الْحمى
مُسلم: حَدثنِي عبيد الله بن عمر القواريري، ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع، ثَنَا
الْحجَّاج الصَّواف، حَدثنِي أَبُو الزبير، ثَنَا جَابر بن عبد الله: " أَن
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل على أم السَّائِب
- أَو أم الْمسيب - فَقَالَ: مَا لَك يَا أم السَّائِب - أَو يَا أم
الْمسيب - تزفزفين؟ قَالَت: الْحمى، لَا بَارك الله فِيهَا. فَقَالَ: لَا
تسبي الْحمى، فَإِنَّهَا تذْهب خَطَايَا بني آدم كَمَا يذهب الْكِير خبث
الْحَدِيد ".
الْبَزَّار: حَدثنِي مُحَمَّد بن مُوسَى الْقطَّان الوَاسِطِيّ، ثَنَا
عُثْمَان بن مخلد، ثَنَا هشيم، عَن الْمُغيرَة، عَن إِبْرَاهِيم، عَن
الْأسود، عَن عَائِشَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
- قَالَ: " الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار ".
قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم أحدا أسْندهُ عَن هشيم إِلَّا عُثْمَان
بن مخلد.
بَاب من ذهب بَصَره
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، أَنا اللَّيْث، حَدثنِي [ابْن]
الْهَاد، عَن عَمْرو مولى الْمطلب، عَن أنس سَمِعت النَّبِي - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِن الله قَالَ: إِذا ابْتليت
عَبدِي بحبيبتيه ثمَّ صَبر عوضته مِنْهُمَا الْجنَّة. يُرِيد: عَيْنَيْهِ
".
تَابعه أَشْعَث بن جَابر وَأَبُو ظلال عَن أنس عَن النَّبِي - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
بَاب ثَوَاب الصرع
مُسلم " حَدثنَا عبيد الله بن عمر القواريري، ثَنَا يحيى بن سعيد وَبشر بن
الْمفضل، قَالَا: ثَنَا عمرَان أَبُو بكر قَالَ: حَدثنِي ابْن أبي رَبَاح
قَالَ:: قَالَ لي
(3/13)
ابْن عَبَّاس: أَلا أريك امْرَأَة من أهل
الْجنَّة؟ قلت: بلَى. قَالَ: هَذِه الْمَرْأَة السَّوْدَاء، أَتَت النَّبِي
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَت: إِنِّي أصرع وَإِنِّي
أتكشف، فَادع الله لي. قَالَ: إِن شِئْت صبرت وَلَك الْجنَّة، وَإِن شِئْت
دَعَوْت الله أَن يعافيك. قَالَت: أَصْبِر. قَالَت: فَإِنِّي أتكشف، فَادع
الله أَلا أتكشف. فَدَعَا لَهَا ".
بَاب ثَوَاب المبطون
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: عَن غنْدر، عَن شُعْبَة، عَن جَامع بن شَدَّاد،
عَن عبد الله بن يسَار، قَالَ: " كنت جَالِسا مَعَ سُلَيْمَان بن صرد
وخَالِد بن عرفطة، وهما يُريدَان أَن يتبعا جَنَازَة مبطون، فَقَالَ
[أَحدهمَا] لصَاحبه: ألم يقل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ -: من يقْتله بَطْنه (فَلم) يعذب فِي قَبره؟ قَالَ: بلَى ".
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير، عَن سُهَيْل، عَن أَبِيه،
عَن أبي هُرَيْرَة فِي حَدِيث ذكره قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من مَاتَ فِي الْبَطن فَهُوَ شَهِيد ".
وَقد تقدم الحَدِيث بِكَمَالِهِ فِي بَاب كم الشُّهَدَاء من كتاب
الْجِهَاد.
بَاب ذكر الطَّاعُون وثواب من مَاتَ فِيهِ وَأجر الصابر فِيهِ
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن مُحَمَّد بن
الْمُنْكَدر وَأبي النَّضر مولى عمر بن عبيد الله، عَن عَامر بن سعد بن أبي
وَقاص، عَن أَبِيه، أَنه سَمعه يسْأَل أُسَامَة بن زيد: مَاذَا سَمِعت من
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الطَّاعُون؟
فَقَالَ أُسَامَة: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
-: " الطَّاعُون رجز [أَو عَذَاب]
(3/14)
أرسل على بني إِسْرَائِيل أَو على من كَانَ
قبلكُمْ، فَإِذا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرض فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ، وَإِذا
وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا، فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ ".
وَقَالَ أَبُو النَّضر: " لَا يخرجكم إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ ".
مُسلم: حَدثنِي أَبُو الطَّاهِر أَحْمد بن عَمْرو وحرملة بن يحيى، قَالَا:
ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، أَخْبرنِي عَامر بن
سعد، عَن أُسَامَة بن زيد، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " إِن هَذَا الوجع والسقم رجز عذب بِهِ بعض
الْأُمَم قبلكُمْ، ثمَّ بَقِي بعد بِالْأَرْضِ، فَيذْهب الْمرة، وَيَأْتِي
الْأُخْرَى، فَمن سمع بِهِ بِأَرْض فَلَا يقدمن عَلَيْهِ، وَمن وَقع
بِأَرْض هُوَ بهَا فَلَا يُخرجهُ الْفِرَار مِنْهُ ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى التَّمِيمِي، قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن
ابْن شهَاب، عَن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب، عَن عبد
الله بن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل [عَن] عبد الله بن عَبَّاس " أَن
عمر بن الْخطاب خرج إِلَى الشَّام، حَتَّى إِذا كَانَ بسرغ لقِيه أهل - مدن
الشَّام - الأجناد أَبُو عُبَيْدَة وَأَصْحَابه، فأخبروه أَن الوباء قد
وَقع بِالشَّام. قَالَ ابْن عَبَّاس: فَقَالَ عمر: ادْع لي الْمُهَاجِرين
الْأَوَّلين. فدعوتهم فاستشارهم، وَأخْبرهمْ أَن الوباء قد وَقع بِالشَّام،
فَاخْتَلَفُوا: فَقَالَ بَعضهم: خرجت لأمر، وَلَا نرى أَن ترجع عَنهُ.
وَقَالَ بَعضهم: مَعَك بَقِيَّة النَّاس، وَأَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَلَا نرى أَن تقدمهم على هَذَا الوباء.
فَقَالَ: ارتفعوا عني. فَقَالَ: ادْع لي الْأَنْصَار. فدعوتهم فاستشارهم،
فسلكوا سَبِيل الْمُهَاجِرين، وَاخْتلفُوا كاختلافهم، فَقَالَ: ارتفعوا
عني. ثمَّ قَالَ: ادْع لي من كَانَ هَاهُنَا من مشيخة قُرَيْش من مهاجرة
الْفَتْح. فدعوتهم، فَلم يخْتَلف عَلَيْهِ رجلَانِ
(3/15)
فَقَالُوا: نرى أَن ترجع بِالنَّاسِ، وَلَا
تقدمهم على هَذَا الوباء. فَنَادَى عمر فِي النَّاس: إِنِّي مصبح على ظهر،
فَأَصْبحُوا عَلَيْهِ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح: أفراراً من قدر
الله؟ فَقَالَ عمر: لَو غَيْرك قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة - وَكَانَ عمر
يكره خِلَافه - نعم (يفرر) من قدر الله إِلَى قدر الله، أَرَأَيْت لَو
كَانَت لَك إبل، فَهَبَطت وَاديا لَهُ عدوتان، الْوَاحِدَة خصبة،
وَالْأُخْرَى جدبة، أَلَيْسَ إِن رعيت الخصبة رعيتها بِقدر الله، وَإِن
رعيت الجدبة رعيتها بِقدر الله؟ قَالَ: فجَاء عبد الرَّحْمَن بن عَوْف
وَكَانَ متغيباً فِي بعض حَوَائِجه فَقَالَ: إِن عِنْدِي من هَذَا علما،
سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: إِذا
سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْض فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بِأَرْض
وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ. قَالَ: فَحَمدَ الله عمر
بن الْخطاب ثمَّ انْصَرف ".
مُسلم: حَدثنَا حَامِد بن عمر - هُوَ البكراوي - ثَنَا عبد الْوَاحِد -
يَعْنِي: ابْن زِيَاد - ثَنَا عَاصِم، عَن حَفْصَة ابْنة سِيرِين قَالَت:
قَالَ لي أنس بن مَالك: بِمَ مَاتَ يحيى بن أبي عمْرَة؟ قَالَت: قلت:
بالطاعون. قَالَت: فَقَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ -: " الطَّاعُون شَهَادَة لكل مُسلم ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا إِسْحَاق، أَنا حبَان، أَنا دَاوُد بن أبي الْفُرَات،
ثَنَا عبد الله ابْن بُرَيْدَة، عَن يحيى بن يعمر، عَن عَائِشَة أَنَّهَا
أخْبرته " أَنَّهَا سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
َ - عَن الطَّاعُون، فَأَخْبرهَا نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - أَنه كَانَ عذَابا يَبْعَثهُ الله على من يَشَاء، فَجعله الله
رَحْمَة للْمُؤْمِنين، فَلَيْسَ من عبد يَقع الطَّاعُون فيمكث فِي بَلَده
صَابِرًا، يعلم أَنه لن يُصِيبهُ إِلَّا مَا كتب الله لَهُ إِلَّا كَانَ
[لَهُ] مثل أجر الشُّهَدَاء ".
(3/16)
البُخَارِيّ: حَدثنَا إِسْحَاق بن
إِبْرَاهِيم، أَنا النَّضر، ثَنَا دَاوُد بِهَذَا الْإِسْنَاد " أَن
عَائِشَة سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن
الطَّاعُون. فَقَالَ: كَانَ عذَابا يَبْعَثهُ الله على من يَشَاء، فَجعله
الله رَحْمَة للْمُؤْمِنين مَا من عبد يكون فِي بَلْدَة يكون فِيهِ وَيمْكث
فِيهِ لَا يخرج من الْبَلدة صَابِرًا محتسباً، يعلم أَنه لَا يُصِيبهُ
إِلَّا مَا كتب الله [لَهُ] إِلَّا كَانَ [لَهُ] مثل أجر شَهِيد ".
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا عَفَّان بن مُسلم، ثَنَا عبد الْوَاحِد بن
زِيَاد، ثَنَا عَاصِم الْأَحول، ثَنَا كريب بن الْحَارِث بن أبي مُوسَى،
عَن أبي بردة بن قيس أخي أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ: قَالَ: رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " اللَّهُمَّ اجْعَل فنَاء
أمتِي قتلا فِي سَبِيلك بالطعن والطاعون ".
قَالَ: وثنا يحيى بن أبي [بكير] ، ثَنَا النَّهْشَلِي أَبُو بكر، ثَنَا
زِيَاد بن علاقَة، عَن قُطْبَة قَالَ: " خرجنَا حاجين فِي بضعَة عشر من بني
ثَعْلَبَة، فَبَلغنَا أَن أَبَا مُوسَى نزل منزلا فأتيناه فَقَالَ: قَالَ
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: اللَّهُمَّ اجْعَل
فنَاء أمتِي بالطعن والطاعون. قَالَ: قُلْنَا: هَذَا الطعْن قد عَرفْنَاهُ،
فَمَا الطَّاعُون؟ قَالَ: وخز أعدائكم من الْجِنّ، فَكل فِيهِ شُهَدَاء ".
الْبَزَّار: حَدثنَا الْفضل بن سهل، ثَنَا يحيى بن أبي بكير بِهَذَا
الْإِسْنَاد وَهَذَا الحَدِيث، إِلَّا إِنَّه قَالَ: " وَفِي كل شَهَادَة
".
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي عَمْرو بن عُثْمَان بن سعيد، ثَنَا بَقِيَّة، عَن
بحير، عَن
(3/17)
خَالِد، عَن ابْن أبي بِلَال، عَن
الْعِرْبَاض بن سَارِيَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - قَالَ: " يخْتَصم الشُّهَدَاء والمتوفون على فرشهم إِلَى
رَبنَا - عز وَجل - فِي الَّذين يتوفون من الطَّاعُون؛ فَيَقُول
الشُّهَدَاء: إِخْوَاننَا قتلوا كَمَا قتلنَا، وَيَقُول المتوفون على فرشهم
إِخْوَاننَا مَاتُوا على فرشهم كَمَا متْنا. فَيَقُول رَبنَا - عز وَجل -:
انْظُرُوا إِلَى جراحهم، فَإِن أشبه جراحهم جراح المقتولين فَإِنَّهُم
مِنْهُم وَمَعَهُمْ. فَإِذا جراحهم قد أشبهت جراحهم ".
ابْن أبي بِلَال هُوَ عبد الله، قَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار وَذكر هَذَا
الحَدِيث: لَا نعلمهُ يرْوى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - إِلَّا من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَإِسْنَاده
حسن.
بَاب ذكر أَعمار أمة مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن
مُحَمَّد الْمحَاربي، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي
هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
-: " أَعمار أمتِي مَا بَين سِتِّينَ إِلَى سبعين، وَأَقلهمْ من يجوز ذَلِك
".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، من حَدِيث مُحَمَّد بن
عَمْرو، [عَن أبي سَلمَة] عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لَا نعرفه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي، ثَنَا مُحَمَّد
بن ربيعَة شُعْبَة، عَن كَامِل أبي الْعَلَاء، عَن أبي صَالح، عَن أبي
هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
-: " عمر أمتِي من سِتِّينَ سنة إِلَى سبعين ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي
هُرَيْرَة، وَقد رُوِيَ من غير وَجه عَن أبي هُرَيْرَة.
(3/18)
بَاب وجوب عِيَادَة الْمَرِيض وَمَا جَاءَ
فِي تَركهَا
البُخَارِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن مَنْصُور، عَن
أبي وَائِل، عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أطعموا الجائع، وعودوا الْمَرِيض،
وفكوا العاني ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وقُتَيْبَة وَابْن حجر قَالُوا: ثَنَا
إِسْمَاعِيل - وَهُوَ ابْن جَعْفَر - عَن الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن أبي
هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ:
" حق الْمُسلم على الْمُسلم سِتّ: قيل: وَمَا هن يَا رَسُول الله؟ قَالَ:
إِذا لَقيته فَسلم عَلَيْهِ، وَإِذا دعَاك فأجبه، وَإِذا استنصحك فانصح
لَهُ، وَإِذا عطس فَحَمدَ الله فشمته، وَإِذا مرض فعده، وَإِذا مَاتَ
فَاتبعهُ ".
البُخَارِيّ: حَدثنِي عَمْرو بن عَبَّاس، ثَنَا عبد الرَّحْمَن، ثَنَا
سُفْيَان، عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن جَابر قَالَ: " جَاءَنِي
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعودنِي، لَيْسَ
بِرَاكِب بغل وَلَا برذون ".
وَقد تقدم من طَرِيق مُسلم فِي بَاب كَلَام الرب - سُبْحَانَهُ - قَول
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الله يَقُول يَوْم
الْقِيَامَة، يَا ابْن آدم، مَرضت فَلم تعدني. قَالَ: يَا رب، كَيفَ أعودك
وَأَنت رب الْعَالمين؟ ! قَالَ: مَا علمت أَن عَبدِي فلَانا مرض، فَلم
تعده، أما علمت أَنَّك لَو عدته لَوَجَدْتنِي عِنْده ".
(3/19)
بَاب فضل العيادة
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا يزِيد بن هَارُون، أَنا عَاصِم
الْأَحول، عَن عبد الله بن زيد - هُوَ أَبُو قلَابَة - عَن أبي الْأَشْعَث
الصَّنْعَانِيّ، عَن أبي أَسمَاء الرَّحبِي عَن ثَوْبَان مولى رَسُول الله
قَالَ: قَالَ رَسُول الله: ": " من عَاد، مَرِيضا لم يزل فِي خرفة
الْجنَّة. قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا خرفة الْجنَّة؟ قَالَ: جناها ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن حبيب، ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع، ثَنَا خَالِد، عَن
أبي قلَابَة، عَن أبي أَسمَاء الرَّحبِي، عَن ثَوْبَان، عَن النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الْمُسلم إِذا عَاد
أَخَاهُ الْمُسلم لم يزل فِي خرفة الْجنَّة حَتَّى يرجع ".
قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي هَذَا الحَدِيث: سَمِعت مُحَمَّدًا يَقُول: من روى
هَذَا الحَدِيث عَن أبي قلَابَة، عَن أبي الْأَشْعَث، عَن أبي أَسمَاء
فَهُوَ أصح.
قَالَ مُحَمَّد: وَأَحَادِيث أبي قلَابَة إِنَّمَا هِيَ عَن أبي أَسمَاء
إِلَّا هَذَا الحَدِيث، وَهُوَ عِنْدِي عَن أبي الْأَشْعَث عَن أبي
أَسمَاء.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير، أَنا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن عبد
الله بن نَافِع، عَن عَليّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: " مَا من رجل يعود
مَرِيضا ممسياً، إِلَّا خرج مَعَه سَبْعُونَ ألف ملك يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ
حَتَّى يصبح، وَكَانَ لَهُ خريف فِي الْجنَّة، وَمن أَتَاهُ مصبحاً خرج
مَعَه سَبْعُونَ ألف ملك يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُمْسِي، وَكَانَ
لَهُ خريف فِي الْجنَّة ".
ثَنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، ثَنَا الْأَعْمَش،
عَن الحكم، عَن
(3/20)
عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن عَليّ -
رَضِي الله عَنهُ - عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
بِمَعْنَاهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُد: أسْند هَذَا من غير وَجه عَن عَليّ - رَحمَه الله -
عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن
الحكم، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ: " جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى
الْحسن بن عَليّ يعودهُ، وَكَانَ شاكياً، فَقَالَ لَهُ عَليّ: أعائداً
جِئْت أم شامتاً؟ قَالَ: لَا، بل عَائِدًا. فَقَالَ لَهُ عَليّ: أما إِذْ
جِئْت عَائِدًا فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - يَقُول: من أَتَى أَخَاهُ الْمُسلم يعودهُ مَشى فِي خرافة
الْجنَّة حَتَّى يجلس، فَإِذا جلس غمرته الرَّحْمَة؛ فَإِن كَانَ مسَاء صلى
عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك حَتَّى يصبح، وَإِن كَانَ غدْوَة صلى عَلَيْهِ
سَبْعُونَ ألف ملك حَتَّى يُمْسِي ".
قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي هَذَا الحَدِيث: " أعائداً جِئْت أم زَائِرًا "
رَوَاهُ من طَرِيق ثُوَيْر بن أبي فَاخِتَة، عَن أَبِيه، عَن عَليّ.
وَأَبُو فَاخِتَة اسْمه سعيد بن علاقَة، وثوير ضَعِيف.
بَاب العيادة على وضوء
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَوْف الطَّائِي، ثَنَا الرّبيع بن روح
بن خُلَيْد، عَن مُحَمَّد بن خَالِد، ثَنَا الْفضل بن دلهم الوَاسِطِيّ،
عَن ثَابت الْبنانِيّ، عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء وَعَاد
أَخَاهُ الْمُسلم محتسباً بوعد من جَهَنَّم مسيرَة (سِتِّينَ) خَرِيفًا ".
قلت: يَا أَبَا حَمْزَة،
(3/21)
وَمَا الخريف. قَالَ: الْعَام.
الرّبيع بن روح هَذَا يكنى أَبَا روح، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: ثَنَا الرّبيع
بن روح أَبُو روح، وَكَانَ ثِقَة خياراً.
وَالْفضل بن دلهم أَيْضا صَالح الحَدِيث لَيْسَ بِهِ بَأْس، روى عَنهُ
وَكِيع وَابْن الْمُبَارك وَيزِيد بن هَارُون، ذكر ذَلِك ابْن أبي حَاتِم.
بَاب عِيَادَة الْأَعْمَى
[وَمن] وجعت عَيناهُ
الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن خُزَيْمَة، ثَنَا إِبْرَاهِيم بن بشار
الرَّمَادِي، ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن
مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم، عَن أَبِيه أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " اذْهَبُوا بِنَا إِلَى بني وَاقِف، نعود
ذَلِك الْبَصِير، وَكَانَ مَحْجُوب الْبَصَر ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِي، ثَنَا حجاج [بن]
مُحَمَّد عَن يُونُس [بن] أبي إِسْحَاق، عَن أَبِيه، عَن زيد بن أَرقم
قَالَ: " عادني رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من وجع
كَانَ بعيني ".
بَاب عِيَادَة الذِّمِّيّ وَمن يظْهر إِسْلَامه
البُخَارِيّ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، عَن
ثَابت، عَن
(3/22)
أنس قَالَ: " كَانَ غُلَام يَهُودِيّ يخْدم
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَمَرض، فَأَتَاهُ
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعودهُ فَقعدَ عِنْد
رَأسه فَقَالَ لَهُ: أسلم. فَنظر إِلَى أَبِيه وَهُوَ عِنْده، فَقَالَ: أطع
أَبَا الْقَاسِم. فَأسلم، فَخرج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - وَهُوَ يَقُول: الْحَمد لله الَّذِي أنقذه بِي من النَّار ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن يحيى، عَن مُحَمَّد بن سَلمَة، عَن
مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن أُسَامَة بن
زيد قَالَ: " خرج رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعود
عبد الله بن أبي فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ عرف
فِيهِ الْمَوْت، قَالَ: قد كنت أَنهَاك عَن حب يهود. قَالَ: فقد أبْغضهُم
أسعد بن زُرَارَة فَمه. فَلَمَّا مَاتَ أَتَاهُ ابْنه فَقَالَ: يَا رَسُول
الله، إِن عبد الله بن أبي قد مَاتَ، فَأعْطِنِي قَمِيصك أكَفنهُ فِيهِ.
فَنزع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَمِيصه
فَأعْطَاهُ إِيَّاه ".
بَاب مَا يَقُول من دخل على مَرِيض
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر،
ثَنَا شُعْبَة، عَن يزِيد بن أبي خَالِد قَالَ: سَمِعت الْمنْهَال بن
عَمْرو، يحدث عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " مَا من عبد مُسلم يعود
مَرِيضا لم يحضر أَجله يَقُول سبع مَرَّات: أسأَل الله الْعَظِيم رب
الْعَرْش الْعَظِيم أَن يشفيك. إِلَّا عوفي ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث
الْمنْهَال ابْن عَمْرو.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا وهب بن بَيَان، ثَنَا ابْن وهب، قَالَ: أَخْبرنِي
عَمْرو بن
(3/23)
الْحَارِث، عَن عبد ربه بن سعيد، حَدثنِي
الْمنْهَال بن عَمْرو (وَمرَّة) سعيد بن جُبَير، عَن عبد الله بن
الْحَارِث، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا عَاد مَرِيضا جلس عِنْد رَأسه، ثمَّ قَالَ سبع
مَرَّات: أسأَل الله الْعَظِيم رب الْعَرْش الْعَظِيم أَن يشفيك. فَإِن
كَانَ فِي أَجله تَأْخِير عوفي من وَجَعه ذَلِك ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن
مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، عَن مَسْرُوق، عَن عَائِشَة " أَن رَسُول الله
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا أَتَى مَرِيضا أَو
أُتِي بِهِ قَالَ: أذهب الْبَأْس رب النَّاس، اشف أَنْت الشافي لَا شِفَاء
إِلَّا شفاؤك، شِفَاء لَا يُغَادر سقماً ".
بَاب وضع الْيَد على الْمَرِيض
البُخَارِيّ: حَدثنَا الْمَكِّيّ بن إِبْرَاهِيم، أَنا الجعيد، عَن
عَائِشَة بنت سعد، أَن أَبَاهَا قَالَ: " تشكيت بِمَكَّة شكوى شَدِيدَة
فَجَاءَنِي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعودنِي،
فَقلت: يَا نَبِي الله، إِنِّي أترك مَالا وَإِنِّي لَا أترك إِلَّا ابْنة
وَاحِدَة، فأوصي بِثُلثي مَالِي وأترك الثُّلُث؟ قَالَ: لَا. قلت: فأوصي
بِالنِّصْفِ وأترك النّصْف؟ قَالَ: لَا. قلت: فأوصي بِالثُّلثِ، وأترك
لَهَا الثُّلثَيْنِ؟ قَالَ: الثُّلُث، وَالثلث كثير. ثمَّ وضع يَده على
جَبهته، ثمَّ مسح [يَده على] وَجْهي وبطني، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اشف
سَعْدا، وأتمم لَهُ هجرته. فَمَا زلت أجد برده على كَبِدِي - فِيمَا يخال
إِلَيّ - حَتَّى السَّاعَة ".
تمّ كتاب الْأَمْرَاض والعيادة. وَالْحَمْد لله. يتلوه كتاب الطِّبّ - إِن
شَاءَ الله
(3/24)
|