شرح الورقات في أصول الفقه [أقسام
الكلام باعتبار ما يتركب منه]
فأما أقسام الكلام (1) فأقل ما يتركب (2) منه الكلام اسمان نحو
زيد قائم أو اسم وفعل نحو قام زيد (3) أو فعل وحرف (4) نحو ما
قام.
أثبته بعضهم ولم يعد الضمير في قام الراجع إلى زيد * مثلاً
لعدم ظهوره (5).
والجمهور على عدِّه (6) كلمة (7).
_________
(1) قسّم إمام الحرمين الكلام بثلاثة اعتبارات: الأول: باعتبار
ما يتركب منه. الثاني: باعتبار مدلوله. الثالث: باعتبار
استعماله. وسيأتي تفصيل ذلك.
والكلام عند النحاة هو المعنى المركب الذي فيه الإسناد التام.
التعريفات ص 98، وقال ابن عقيل: الكلام المصطلح عليه عند
النحاة عبارة عن اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها.
وأما الكلام في اصطلاح اللغويين فهو اسم لكل ما يتكلم به
مفيداً كان أو غير مفيد. انظر شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك
1/ 14 - 15، المحصول 1/ 1/236، بيان معاني البديع 1/ 1/521،
شرح مختصر الروضة 1/ 547، الإحكام 1/ 72، شرح العضد 1/ 125.
(2) في " ب " تركب، وفي " ج " يترب وهو خطأ.
(3) لا خلاف بين العلماء أن أقل ما يتركب منه الكلام اسمان أو
اسم وفعل كما قال إمام الحرمين، وانظر شرح ابن عقيل على ألفية
ابن مالك 1/ 14، شرح الكوكب المنير 1/ 117.
(4) ليست في " و".
* نهاية 4/أمن " أ ".
(5) لأن الضمير المستتر إنما هو صورة عقلية لا تحقيق له في
الخارج. انظر شرح العبادي ص 58، حاشية الدمياطي ص 7.
(6) في " ب " هذه وهو خطأ.
(7) اختلف العلماء هل يتركب الكلام من فعل وحرف نحو ما قام،
فأثبته بعضهم كما قال الشارح وعليه مشى إمام الحرمين وهو قول
عبد القاهر الجرجاني أيضاً.
وذهب الجمهور إلى عدم إثباته، قال الآمدي (ولا يتركب الكلام من
الاسم والحرف فقط ولا من الأفعال وحدها ولا من الحروف ولا من
الأفعال والحروف) الإحكام 1/ 72، وانظر التحقيقات ص 150، شرح
مختصر الروضة 1/ 549 - 550، الأنجم الزاهرات ص 108، شرح الكوكب
المنير 1/ 117، الكليات ص 756 - 758.
(1/91)
أو اسم (1) وحرف (2)، وذلك في النداء نحو
يا زيد وإن كان المعنى أدعو أو (3) أنادي (4) زيداً (5).
_________
(1) في " ب " قام وهو خطأ.
(2) في " ج " حروف وهو خطأ.
(3) في " ج " و.
(4) في " ب " نادي.
(5) يرى إمام الحرمين أن الكلام يتركب من اسم وحرف لأن حرف
النداء بمعنى أدعو، وقوله هذا على خلاف مذهب جمهور العلماء،
انظر المصادر السابقة في هامش رقم (7).
(1/92)
[أقسام الكلام
باعتبار مدلوله]
والكلام ينقسم إلى أمر ونهي نحو قم ولا تقعد.
وخبر (1) نحو جاء زيد.
واستخبار وهو الاستفهام (2) نحو هل قام زيد؟ فيقال: نعم أو لا.
[وينقسم أيضاً (3)
إلى تمنٍ (4)] (5) ...
_________
(1) سيأتي تعريف الأمر والنهي والخبر في كلام المصنف إن شاء
الله.
(2) قال الجرجاني (الاستفهام استعلام ما في ضمير المخاطب وقيل
هو طلب حصول صورة الشيء في الذهن فإن كانت تلك الصورة وقوع
نسبة بين الشيئين أو لا وقوعها فحصولها هو التصديق وإلا هو
التصور) التعريفات ص 12.
(3) قول إمام الحرمين (وينقسم أيضاً إلى تمنِ وعرض وقسم) هذه
العبارة لم ترد في بعض نسخ الورقات كنسخة " و"، وقد أشار صاحب
التحقيقات إلى ذلك بقوله (وفي بعض النسخ قوله: وتمنٍ وعرض
وقسم) التحقيقات ص 158.
وقد ذكر العبادي توجيه هذا التقسيم بقوله (وينقسم الكلام أيضاً
كما انقسم إلى ما تقدم وإنما أعاد الفعل مع أن ما قبله وما
بعده تقسيم واحد فكان ينبغي أن يقتصر على قوله وإلى تمنٍ ...
الخ، إشارة إلى أن منهم من اقتصر على تقسيمه إلى ما تقدم وأنه
يزاد عليه انقسامه أيضاً إلى هذه المذكورات كما يدل على ذلك
كلام البرهان وهذا من دقائق هذه المقدمة) شرح العبادي ص 61،
ويقصد بالمقدمة الورقات.
وكلام البرهان الذي أشار إليه العبادي هو ما قاله إمام الحرمين
في أقسام الكلام الأمر والنهي والخبر والاستخبار ثم اعترض على
ما زاده المتأخرون على هذه الأقسام ثم ارتضى إمام الحرمين
تقسيم الكلام إلى طلب ويشمل الأمر والنهي، وخبر ويشمل التعجب
والقسم، والاستخبار ويشمل الاستفهام والعرض والتنبيه ويشمل
التلهف والتمني والترجي والنداء. انظر البرهان 1/ 196 - 198.
...
(4) التمني هو طلب حصول الشيء سواء كان ممكناً أو ممتنعاً.
التعريفات ص 35، وانظر
شرح العبادي ص 61، حاشية الدمياطي ص 7.
(5) ما بين المعكوفين ليس في " و".
(1/93)
نحو ليت الشباب يعود (1).
وعرض (2) نحو (3) ألا تنزل عندنا.
وقسم (4) نحو والله لأفعلن كذا.
_________
(1) ورد في " هـ " يوماً.
(2) ليست في " و". والعرض من العَرَض، قال الجوهري (وعرضت عليه
كذا وعرضت له الشيء أي أظهرته له وأبرزته إليه) الصحاح 3/ 1082
(3) ليست في " ب "
(4) ليست في " و". والقسم هو اليمين. الصحاح 5/ 2011
(1/94)
[أقسام الكلام باعتبار استعماله]
[ومن وجه آخر (1) ينقسم إلى حقيقة ومجاز. |