نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر ((كتاب الزَّاي ")
وَهُوَ أَرْبَعَة أَبْوَاب: -
(143 - بَاب الزخرف)
الأَصْل فِي الزخرف: الزِّينَة والتحسين، يُقَال زخرف يزخرف
زخرفة وزخرفا وزخارف وزخاريف، وَيُقَال: لكل مَا تحصل بِهِ
الزِّينَة: زخرف. وَيُقَال للَّذي يزين كَلَامه بِالْكَذِبِ:
يزخرف كَلَامه.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الزخرف فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة
أوجه: -
أَحدهَا: الذَّهَب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني
إِسْرَائِيل: {أَو يكون لَك بَيت من زخرف} ، وَمثله: {وزخرفا}
.
وَالثَّانِي: الْحسن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس:
{حَتَّى إِذا أخذت الأَرْض زخرفها وازينت} ] . أَي: حسنها.
(1/335)
وَالثَّالِث: التريين. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {يوحي بَعضهم إِلَى بعض زخرف
القَوْل غرُورًا} .
(144 - بَاب الزَّوْج)
الزَّوْج: مَا (كَانَ) لَهُ قرين من جنسه، فَهُوَ اسْم يَقع
على كل وَاحِد من المقترنين، يُقَال: للرجل زوج، وللمرأة زوج،
وَيُقَال: لفُلَان زوجان (66 / أ) من حمام، أَي: ذكر
وَأُنْثَى.
قَالَ ابْن فَارس: وَالزَّوْج [من] النَّبَات اللَّوْن.
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي ق) : {من كل زوج بهيج} .
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الزَّوْج فِي الْقُرْآن على
ثَلَاثَة أوجه: -
أَحدهَا: القرين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات:
{احشروا الَّذين ظلمُوا وأزواجهم} ، {أَرَادَ قرناءهم من
الشَّيَاطِين} وَفِي التكوير:
(1/336)
{وَإِذا النُّفُوس زوجت} ، قَالَ ابْن
قُتَيْبَة: قرنت بأشكالها فِي الْجنَّة وَالنَّار.
وَالثَّانِي: الصِّنْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَنْعَام: {ثَمَانِيَة أَزوَاج} ، وَفِي هود: {قُلْنَا
احْمِلْ فِيهَا من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأهْلك} ، وَفِي
الْحَج: {وأنبتت من كل زوج بهيج} ، وَفِي يس: {سُبْحَانَ
الَّذِي خلق الْأزْوَاج كلهَا} ، وَفِي الْوَاقِعَة: {وكنتم
أَزْوَاجًا ثَلَاثَة} .
وَالثَّالِث: الزَّوْجَات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {وَلَهُم فِيهَا أَزوَاج مطهرة} ، وَفِي
النِّسَاء: {وَلكم نصف مَا ترك أزواجكم} ، وَفِي الزخرف:
{أَنْتُم وأزواجكم تحبرون} .
(145 - بَاب الزبر)
الزبر: جمع زبور. وَالزَّبُور: الْكتاب. وَقَالَ الزّجاج:
الزبُور كل كتاب ذُو حِكْمَة. وَيُقَال: زبرت الْكتاب إِذا
كتبته.
وَأَنا أعرف تزبرتي، أَي: كتابتي.
والزبرة: الصدرة - وزبرة الْحَدِيد: قِطْعَة مِنْهُ.
وَالزُّبَيْر: الداهية.
(1/337)
وزبرت الرجل: انتهرته.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الزبر فِي الْقُرْآن على خَمْسَة
أوجه:
أَحدهَا: الْقطع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمنِينَ:
{فتقطعوا أَمرهم بَينهم زبرا} .
وَالثَّانِي: الْكتب. وَمِنْه [قَوْله] تَعَالَى [فِي
الشُّعَرَاء] {وَإنَّهُ لفي زبر الْأَوَّلين} .
وَالثَّالِث: كتاب دَاوُد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (66 / ب)
فِي الْأَنْبِيَاء: {وَلَقَد كتبنَا فِي الزبُور من بعد
الذّكر} ، (وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وآتنا دَاوُد زبورا} .
وَالرَّابِع: اللَّوْح الْمَحْفُوظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي الْقَمَر: {وكل شَيْء فعله فِي الزبر} .
وَالْخَامِس: {أَخْبَار الْأُمَم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
النَّحْل: (بِالْبَيِّنَاتِ والزبر} .
(1/338)
(146 - بَاب الزِّينَة)
الزِّينَة مَا يحصل بِهِ التحسين للشَّيْء حَتَّى تتوق النَّفس
إِلَيْهِ بالشهوة
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الزِّينَة فِي الْقُرْآن على
خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: الْحسن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة:
{زين للَّذين كفرُوا الْحَيَاة الدُّنْيَا} ، وَفِي آل عمرَان:
{زين للنَّاس حب الشَّهَوَات من النِّسَاء والبنين} ، أَي:
حسن. وَفِي الْملك: {وَلَقَد زينا السَّمَاء الدُّنْيَا
بمصابيح} .
وَالثَّانِي: الْحلِيّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه:
{وَلَكنَّا حملنَا أوزارا من زِينَة الْقَوْم فقذفناها} .
وَالثَّالِث: الزهرة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس:
{رَبنَا إِنَّك آتيت فِرْعَوْن وملأه زِينَة وأموالا} ، وَفِي
الْكَهْف. {المَال والبنون زِينَة الْحَيَاة الدُّنْيَا} .
وَالرَّابِع: الحشم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص:
{فَخرج على قومه فِي زينته} .
وَالْخَامِس: الملابس وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَعْرَاف: {خُذُوا زينتكم عِنْد كل مَسْجِد} ، وَذَلِكَ أَن
الْجَاهِلِيَّة كَانُوا يطوفون بِالْبَيْتِ عُرَاة، فَقيل
خُذُوا ملابسكم عِنْد كل صَلَاة.
(1/339)
|