نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر (" كتاب السِّين ")
وَهُوَ اثْنَان وَعِشْرُونَ بَابا: -
(أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ)
(147 - بَاب السَّاق)
الأَصْل فِي السَّاق: الْعُضْو الْمَعْرُوف، وكل نَبَات لَهُ
غُصْن فغصنه سَاقه. (67 / أ) .
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السَّاق فِي الْقُرْآن على
وَجْهَيْن: -
أَحدهمَا: الْعُضْو الْمَعْرُوف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
ص: {فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والأعناق} ، والسوق جمع سَاق.
وَالثَّانِي: الشدَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي نون:
{يَوْم يكْشف عَن سَاق} ، وَفِي سُورَة الْقِيَامَة: {والتفت
السَّاق بالساق} .
(1/340)
(148 - بَاب السراج)
السراج فِي التعارف اسْم للإنار الْمَعْهُود لتَحْصِيل
الاستضاءة ثمَّ استعير فِي كل مَا يستضاء بِهِ.
وَذكر الْمُفَسِّرُونَ أَن السراج فِي الْقُرْآن على
وَجْهَيْن: -
أَحدهمَا: الشَّمْس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان:
{وَجعل فِيهَا سِرَاجًا وقمرا منيرا} ، وَقد فسر ذَلِك فِي
قَوْله: {وَجعل الشَّمْس سِرَاجًا} .
وَالثَّانِي: مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى فِي الْأَحْزَاب: {وداعيا إِلَى الله
بِإِذْنِهِ وسراجا منيرا} .
(149 - بَاب السرابيل)
السرابيل: جمع سربال.
قَالَ ابْن فَارس: السربال: الْقَمِيص. وَقَالَ شَيخنَا عَليّ
بن عبيد
(1/341)
الله: السربال: اسْم للثوب الَّذِي يتغشى
بِهِ اللابس، كالقميص وَمَا يجْرِي مجْرَاه. ثمَّ استعير فِي
كل شَيْء يُحِيط بالأنسان من الملابس. ثمَّ استعير فِي كل مَا
يجْرِي مجْرى الْمُحِيط على الْبدن من نعْمَة وَعَذَاب.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السرابيل فِي الْقُرْآن على
وَجْهَيْن: -
أَحدهمَا: الدروع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل:
{سرابيل تقيكم الْحر وسرابيل تقيكم بأسكم} .
وَالثَّانِي: الْقَمِيص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
إِبْرَاهِيم: {سرابيلهم من قطران وتغشى وُجُوههم النَّار} ) .
((68 / ب) 150 - بَاب السَّرِيع)
السَّرِيع: فعيل من الْإِسْرَاع.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن سرعَة الْحساب على وَجْهَيْن: -
أَحدهمَا: عجلة حُضُوره ومجيئه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة. {أُولَئِكَ لَهُم نصيب مِمَّا كسبوا وَالله سريع
الْحساب} ، وَفِي الْمَائِدَة
(1/342)
" {وَاتَّقوا الله إِن الله سريع الْحساب}
، وَفِي النُّور: {فوفاه حسابه وَالله سريع الْحساب} .
وَالثَّانِي: اعجاله وَسُرْعَة الْفَرَاغ مِنْهُ. وَمِنْه
قَوْله [تَعَالَى] فِي الْأَنْعَام: {وَهُوَ أسْرع الحاسبين} ،
وَفِي حم الْمُؤمن: {لَا ظلم الْيَوْم إِن الله سريع الْحساب}
، أَي: سريع الْفَرَاغ إِذا أَخذ فِي حِسَاب الْخلق، وَقد
رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنهُ] أَنه قَالَ: يفرغ
الله من حِسَاب الْخلق على قدر نصف يَوْم من أَيَّام
الدُّنْيَا، فَذَلِك قَوْله تَعَالَى: {أَصْحَاب الْجنَّة
يَوْمئِذٍ خير مُسْتَقرًّا وَأحسن مقيلا} . فَقيل: أهل
الْجنَّة فِي الْجنَّة.
(151 - بَاب السُّقُوط)
السُّقُوط: الْوُقُوع إِلَى جِهَة السّفل. والسقط: رَدِيء
الْمَتَاع، والسقط أَيْضا والسقاط: الْخَطَأ من القَوْل
وَالْفِعْل، وأنشدوا: -
(كَيفَ ترجون سقاطي بَعْدَمَا ... لَاحَ فِي الرَّأْس مشيب
وصلع)
(1/343)
والسقط: الْوَلَد يسْقط قبل تَمَامه وَيضم
وَيفتح [وَحكى أَبُو عبيد عَن أبي عُبَيْدَة أَنه قَالَ: سقط،
وَسقط، وَسقط] :
وَحكى أَبُو عبيد: لَا أعلم أحدا قَالَ بِالْفَتْح غَيره.
وَقَالَ الْخَلِيل: يُقَال: سقط الْوَلَد من بطن أمه. وَلَا
يُقَال: وَقع. وَسقط النَّار: مَا سقط مِنْهَا من الزند. (68 /
أ) والساقط: اللَّئِيم فِي حَسبه وَالْمَرْأَة السقيطة:
الدنيئة. ومسقط رَأسه حَيْثُ ولد ومسقط السَّوْط. حَيْثُ سقط.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السُّقُوط فِي الْقُرْآن على
وَجْهَيْن: -
أَحدهمَا: الْوُقُوع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة:
{أَلا فِي الْفِتْنَة سقطوا} .
وَالثَّانِي: النَّدَم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَعْرَاف: {وَلما سقط فِي أَيْديهم وَرَأَوا أَنهم قد ضلوا}
) .
(152 - بَاب السُّلْطَان)
السُّلْطَان: فعلان من السلاطة وَهِي الانبساط بِالْقُوَّةِ.
وَذكر الْمُفَسِّرُونَ أَن السُّلْطَان فِي الْقُرْآن على
وَجْهَيْن
(1/344)
أَحدهمَا: الْملك والقهر. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُم من
سُلْطَان إِلَّا أَن دعوتكم فاستجبتم لي} ] ، وَفِي سبأ:
{وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم من سُلْطَان} .
وَالثَّانِي: الْحجَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَنْعَام: {مَا لم ينزل بِهِ عَلَيْكُم سُلْطَانا} ، وَفِي
هود: {وَلَقَد أرسلنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وسلطان مُبين} ،
(وَفِي بني إِسْرَائِيل: {فقد جعلنَا لوَلِيِّه سُلْطَانا} ،
وَفِي الرّوم: {أم أنزلنَا عَلَيْهِم سُلْطَانا} ، (وَفِي
النَّمْل: {أوليأتيني بسُلْطَان مُبين} ) ، وَفِي سُورَة
الرَّحْمَن: {لَا تنفذون إِلَّا بسُلْطَان} .
(153 - بَاب السماع)
السماع: إِدْرَاك السّمع المسموعات. والسمع: الحاسة المدركة
للأصوات، والسمع: بِكَسْر السِّين، الذّكر الْجَمِيل، والسمع
أَيْضا: ولد (الذِّئْب من الضبع. وَيُقَال: سَماع بِفَتْح
السِّين وَكسر الْعين بِمَعْنى: أسمع.
(1/345)
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السماع فِي
الْقُرْآن على وَجْهَيْن: (68 / ب) .
أَحدهمَا: إِدْرَاك السّمع المسموعات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي آل عمرَان: {رَبنَا إننا سمعنَا مناديا يُنَادي} ، وَفِي
هَل أَتَى: {فجعلناه سميعا بَصيرًا} ، وَفِي سُورَة
الْأَحْقَاف: {وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ} )
يَسْتَمِعُون الْقُرْآن} ، وَهُوَ الْعَام.
وَالثَّانِي: سَماع الْقلب وَهُوَ قبُوله للمسموع. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة هود: {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ
السّمع} ، وَفِي الْكَهْف: {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ
سمعا} .
(154 - بَاب السَّيِّد)
السَّيِّد فِي الأَصْل العالي بطرِيق الرِّئَاسَة والرفعة.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن:
(1/346)
أَحدهمَا: الزَّوْج. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي يُوسُف: {وألفيا سَيِّدهَا لَدَى الْبَاب} .
وَالثَّانِي: الْحَلِيم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي آل
عمرَان] {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} .
(" أَبْوَاب الثَّلَاثَة ")
(155 - بَاب السبح)
قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: السبح: أَصله الجري.
يُقَال: سبح يسبح سبحا [وَمِنْه التَّسْبِيح] ، وَهُوَ الجري
فِي تَسْبِيح الله [تَعَالَى] بتعظيمه وتنزيهه. وَقَالَ ابْن
فَارس: التَّسْبِيح: تَنْزِيه الله تَعَالَى من كل سوء.
والسباحة: العوم. والسبحة: الصَّلَاة: والسبح: الْفَرَاغ.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السبح فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة
أوجه: -
أَحدهمَا: الْفَرَاغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المزمل:
(إِن لَك فِي النَّهَار
(1/347)
سبحا طَويلا} .
وَالثَّانِي: الدوران. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس: {وكل
فِي فلك يسبحون} .
وَالثَّالِث: سير السفن فِي الْبَحْر. وَمِنْه (69 / أ)
[قَوْله تَعَالَى] فِي النازعات: {والسابحات سبحا} .
(156 - بَاب السُّجُود)
السُّجُود فِي اللُّغَة: خفض الرَّأْس وَإِن لم تصل الْجَبْهَة
إِلَى الأَرْض. وكل ذليل فَهُوَ ساجد.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السُّجُود فِي الْقُرْآن على
ثَلَاثَة أوجه:.
أَحدهَا: السُّجُود الشَّرْعِيّ، وَهُوَ وضع الْجَبْهَة على
الأَرْض. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {أَلا يسجدوا
لله (الَّذِي يخرج الخبء} ) .
وَالثَّانِي: الرُّكُوع الشَّرْعِيّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي الْبَقَرَة: {وادخلوا الْبَاب سجدا} .
(1/348)
وَالثَّالِث: الانقياد والاستسلام. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّحْمَن: {والنجم وَالشَّجر
يسجدان} .
(157 - بَاب السَّعْي)
السَّعْي: فِي الأَصْل. الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي، وَهُوَ دون
الْعَدو.
وَذكر الْمُفَسِّرُونَ أَنه فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه:
-
أَحدهَا: الْمَشْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة:
{ثمَّ ادعهن يأتينك سعيا} ، وَفِي يس: {وَجَاء من أقصا
الْمَدِينَة رجل يسْعَى} .
وَالثَّانِي: الْمُبَادرَة بِالنِّيَّةِ والعزم. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى فِي الْجُمُعَة: {فَاسْعَوْا إِلَى ذكر الله
وذروا البيع} . وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: مَعْنَاهُ: بَادرُوا
بِالنِّيَّةِ وَالْجد. وَلم يرد بِهِ الْإِسْرَاع فِي
الْمَشْي. وَقَالَ أَبُو عبيد واليزيدي: معنى قَوْله
فَاسْعَوْا إِلَى ذكر الله: أجِيبُوا.
(1/349)
وَالثَّالِث: الْعَمَل. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {وَمن أَرَادَ الْآخِرَة وسعى
لَهَا سعيها وَهُوَ مُؤمن فَأُولَئِك كَانَ سَعْيهمْ مشكورا} .
وَفِي اللَّيْل: {إِن سعيكم لشتى} .
( [أَبْوَاب الْأَرْبَعَة] )
(158 - بَاب السفة)
قَالَ الزّجاج: (69 / ب) أصل السَّفه فِي اللُّغَة: خفَّة
الْحلم، يُقَال: ثوب سفية إِذا كَانَ رَقِيقا بَالِيًا.
وَقَالَ ابْن فَارس: يُقَال تسفهت الرّيح [الشّجر] : إِذا
مَالَتْ بِهِ.
قَالَ ذُو الرمة: -
(فمادت كَمَا مادت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرِّيَاح
النواسم)
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السُّفَهَاء فِي الْقُرْآن على
أَرْبَعَة أوجه: -
أَحدهَا: الْجُهَّال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة
الْبَقَرَة]
(1/350)
{أنؤمن كَمَا آمن السُّفَهَاء} .
وَالثَّانِي: الْيَهُود. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {سَيَقُولُ السُّفَهَاء من النَّاس} ، وَقيل هم
المُنَافِقُونَ.
وَالثَّالِث: النِّسَاء وَالصبيان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
[فِي النِّسَاء] : {وَلَا تُؤْتوا السُّفَهَاء أَمْوَالكُم} .
وَالرَّابِع: السَّفه الْهَلَاك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي
سُورَة الْبَقَرَة] : {وَمن يرغب عَن مِلَّة إِبْرَاهِيم
إِلَّا من سفه نَفسه} ، أَي: أهلكها.
(159 - بَاب السلوك)
السلوك: الدُّخُول ويستعار فِي مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا
الْقَرِينَة، وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على
أَرْبَعَة أوجه: -
أَحدهَا: الدُّخُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي المدثر: {مَا
سلككم فِي سقر} .
وَالثَّانِي: الْجعل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْجِنّ:
{فَإِنَّهُ يسْلك من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه رصدا} .
(1/351)
(وَالثَّالِث: التَّكْلِيف. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْجِنّ: {يسلكه عذَابا صعدا} ، أَي: يكلفه أَن
يصعد عقبَة فِي النَّار) .
وَالرَّابِع: التّرْك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر:
{كَذَلِك نسلكه فِي قُلُوب الْمُجْرمين} ، أَي: نَتْرُك فِي
قُلُوبهم الْكفْر. وَقيل: ندخل التَّكْذِيب فِي قُلُوبهم
فَيكون من الْقسم الأول. (70 / أ) ، وَمثله فِي الشُّعَرَاء:
{كَذَلِك سلكناه فِي قُلُوب الْمُجْرمين} .
(160 - بَاب السوي)
السوي فعيل من الاسْتوَاء والاستقامة. فَيُقَال: فِي الْخلق.
وَيُقَال: فِي الدّين. وَيُقَال: فِي الطَّرِيق. وَنَحْو
ذَلِك، يُقَال: هَذَا خلق سوي، وَدين سوي، وَطَرِيق سوي ومقصود
الْكل الاسْتقَامَة.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السوي فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة
أوجه: -
أَحدهَا: السَّلِيم من الآفة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
مَرْيَم: {قَالَ} (آيتك أَلا تكلم النَّاس ثَلَاث لَيَال سويا}
، أَي: صَحِيحا من غير خرس.
(1/352)
وَالثَّانِي: السوي. الْخلق فِي صُورَة
الْبشر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {فتمثل لَهَا
بشرا سويا} ، أَي: على حَقِيقَة صُورَة الْبشر. وَفِي تَنْزِيل
السَّجْدَة: {ثمَّ سواهُ وَنفخ فِيهِ من روحه} ، وَفِي
الانفطار: {فسواك فعدلك} .
وَالثَّالِث: الْعدْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم:
{أهدك صراطا سويا} ، وَفِي طه: {فستعلمون من أَصْحَاب
الصِّرَاط السوي وَمن اهْتَدَى} ] .
وَالرَّابِع: الْمُهْتَدي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْملك: {أَمن يمشي سويا على صِرَاط مُسْتَقِيم} ، أَي:
مهتديا.
(" أَبْوَاب الْخَمْسَة ")
(161 - بَاب السحر)
قَالَ بعض أهل الْعلم: السحر: اسْم لما لطف وخفي سَببه.
وَالسحر أَنْوَاع فَمِنْهُ، شعبذة: كإيهام سحرة فِرْعَوْن أَن
العصي حيات. وَمِنْه عقد، وَنَفث، ورقى، وَغير ذَلِك، وَرُبمَا
أثر فِي المَاء والهواء
(1/353)
وَقَالَ ابْن عقيل من أَصْحَابنَا: وَلَا
يُنكر أَن يحدث الله شَيْئا عقيب شَيْء، من غير (70 / ب) تولد
من ذَلِك الشَّيْء. كَمَا يحدث الشِّفَاء عِنْد التَّدَاوِي.
والجرب والجذام عِنْد مقاربة أَصْحَاب ذَلِك باطراد الْعَادة
لَا من طَرِيق الْعَدْوى. وَقد نقص قوم من رُتْبَة السحر
فَقَالَت الْمُعْتَزلَة: لَيْسَ السحر إِلَّا الشعبذة والدهشة
وَالنَّقْل الصَّحِيح يكذبهم. فَإِن النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم " سحر حَتَّى كَانَ يخيل إِلَيْهِ بِأَنَّهُ
يَأْتِي أَهله فيغتسل ". وَقد رَفعه قوم فجعلوه زَائِدا على
المعجزات. وَرُبمَا توهم جَاهِل أَن السَّاحر يقلب الصُّور
فَيجْعَل الْمَرْأَة طائرا وَنَحْو ذَلِك.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السحر فِي الْقُرْآن على خَمْسَة
أوجه: -
أَحدهَا: السحر الْمَعْرُوف الَّذِي يَأْخُذ بِالْعينِ
وَالْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {يعلمُونَ
النَّاس السحر} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {سحروا أعين النَّاس
واسترهبوهم} .
وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف:
{أيه السَّاحر ادْع لنا رَبك} .
(1/354)
وَالثَّالِث: الْكَذِب. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْقَمَر: {ويقولوا سحر مُسْتَمر} ، وَفِي
الْأَعْرَاف {وجاؤوا بِسحر عَظِيم} .
وَالرَّابِع: الْجُنُون. [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني
إِسْرَائِيل] : {إِن تتبعون إِلَّا رجلا مسحورا} ، وَمثله فِي
الْفرْقَان.
وَالْخَامِس: الصّرْف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْمُؤمنِينَ: {أَنى تسحرون} ، أَي: تصرفون عَن الْحق.
(162 - بَاب السَّلَام)
قَالَ الزّجاج: سَمِعت مُحَمَّد بن يزِيد يذكر أَن السَّلَام
فِي اللُّغَة أَرْبَعَة أَشْيَاء، فَمِنْهَا: سلمت سَلاما مصدر
سلمت، وَمِنْهَا السَّلَام: جمع سَلامَة، وَمِنْهَا السَّلَام:
اسْم من أَسمَاء الله عز وَجل.
وَمِنْهَا السَّلَام: شجر. (71 / ب) .
قَالَ الزّجاج: وَمعنى السَّلَام الَّذِي هُوَ مصدر سلمت
(1/355)
أَنه: دُعَاء للْإنْسَان أَن يسلم من
الْآفَات فِي دينه وَنَفسه وَمَاله، وتأويله: التَّخَلُّص من
الْمَكْرُوه. وَالسَّلَام الَّذِي هُوَ اسْم الله [تَعَالَى]
تَأْوِيله ذُو السَّلَام، أَي: الَّذِي ملك السَّلَام الَّذِي
هُوَ تَخْلِيص من الْمَكْرُوه، فَأَما السَّلَام الشّجر فَهُوَ
شجر عِظَام قوي أَحْسبهُ سمي بذلك لسلامته من الْآفَات.
وَأما السَّلَام: الْحِجَارَة فسميت بذلك: لسلامتها من
الرخاوة. وَسمي الصُّلْح: السَّلَام، وَالسّلم، وَالسّلم.
لِأَن مَعْنَاهُ السَّلامَة من الشَّرّ. وَالسّلم الَّذِي
يرتقى عَلَيْهِ سمي بِهَذَا لِأَنَّهُ يسلمك إِلَى حَيْثُ
تُرِيدُ.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السَّلَام فِي الْقُرْآن على
خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: اسْم من أَسمَاء الله عز وَجل. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {سبل السَّلَام} ، [وَفِي
الْأَنْعَام: {لَهُم دَار السَّلَام} ، وَفِي يُونُس: {وَالله
يَدْعُو إِلَى دَار السَّلَام} ،] ، وَفِي الْحَشْر: {الْملك
القدوس السَّلَام} .
(1/356)
وَالثَّانِي: التَّحِيَّة الْمَعْرُوفَة.
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَنْعَام] : {وَإِذا جَاءَك
الَّذين يُؤمنُونَ بِآيَاتِنَا فَقل سَلام عَلَيْكُم} ، وَفِي
الرَّعْد: {سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ} ، وَفِي
النُّور: {فَسَلمُوا على أَنفسكُم} .
وَالثَّالِث: السَّلامَة من كل شَرّ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي هود: {اهبط بِسَلام منا وبركات} ، وَفِي الْحجر: {ادخلوها
بِسَلام} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {كوني بردا وَسلَامًا} ،
وَفِي الْوَاقِعَة: {فسلام لَك من أَصْحَاب الْيَمين} .
وَالرَّابِع: الْخَيْر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي هود] :
{قَالُوا سَلاما قَالَ سَلام} ، وَفِي مَرْيَم: {سَلام عَلَيْك
سأستغفر لَك رَبِّي} ، وَفِي الْفرْقَان: {وَإِذا خاطبهم
الجاهلون قَالُوا سَلاما} ، (71 / ب) وَفِي الْقَصَص: {سَلام
عَلَيْكُم لَا نبتغي الْجَاهِلين} ، وَفِي الزخرف: {فاصفح
عَنْهُم وَقل سَلام} ، وَفِي الْقدر: {فِيهَا بِإِذن رَبهم من
كل أَمر سَلام هِيَ} ، قَالَ ابْن قُتَيْبَة: خير هِيَ.
(1/357)
وَالْخَامِس: الثَّنَاء الْجَمِيل. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {وَسَلام على الْمُرْسلين} ،
وفيهَا: {سَلام على إِبْرَاهِيم} ، وفيهَا: {سَلام على إل
ياسين} ، وفيهَا: {سَلام على نوح فِي الْعَالمين} .
(163 - بَاب السَّمَاء)
السَّمَاء فِي اللُّغَة: اسْم لكل مَا علا وارتفع. وَهُوَ
مَأْخُوذ من السمو، وَهُوَ الْعُلُوّ. يُقَال: سما بَصَره،
أَي: علا، وسما لي شخص، ارْتَفع حَتَّى استثبته. وسماوة
الْهلَال وكل شَيْء: شخصه والسماة: الصيادون: وَقد سموا
واستموا، إِذا خَرجُوا للصَّيْد.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السَّمَاء فِي الْقُرْآن على
خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: السَّمَاء الْمَعْرُوفَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي الْبَقَرَة: {ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فسواهن سبع
سماوات} ، وَفِي التغابن: {خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض
بِالْحَقِّ} ) ، وَفِي الذاريات: ((وَفِي السَّمَاء
(1/358)
رزقكم) {وفيهَا} (وَالسَّمَاء بنيناها
بأيد} .
وَالثَّانِي: السَّحَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر:
{فأنزلنا من السَّمَاء مَاء (فأسقيناكموه} ) .
وَالثَّالِث: الْمَطَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي نوح:
{يُرْسل السَّمَاء عَلَيْكُم مدرارا} .
وَالرَّابِع: سقف الْبَيْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْحَج: {فليمدد بِسَبَب إِلَى السَّمَاء} .
وَالْخَامِس: سقف الْجنَّة وسقف النَّار. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي هود: {خَالِدين فِيهَا مَا دَامَت السَّمَوَات
وَالْأَرْض} ، فِي قصَّة أهل الْجنَّة وقصة أهل النَّار.
(72 / ب) 164 - بَاب السوَاء)
السوَاء: فِي الأَصْل الِاعْتِدَال والمماثلة. وَمِنْه يُقَال:
هَذَا لَا يُسَاوِي كَذَا، أَي: لَا يعادله. وأنشدوا من ذَلِك:
-
(1/359)
(وليل [يَقُول] النَّاس من ظلماته ...
سَوَاء صحيحات الْعُيُون وعورها)
وَيُقَال السوَاء: وَيُرَاد بِهِ الْوسط، لاعتدال نواحيه فِي
الْمَقَادِير إِلَيْهِ.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة: [السوَاء] النّصْف يُقَال: دعَاك إِلَى
السوَاء، أَي: إِلَى النصفة. وَسَوَاء كل شَيْء: وَسطه.
وَمِنْه يُقَال للنصفة: سَوَاء، لِأَنَّهَا عدل: (وَأَعْدل
الْأُمُور أوساطها) .
وَقَالَ الزّجاج: يُقَال للعدل سَوَاء وَسوى وَسوى، قَالَ
زُهَيْر بن أبي سلمى::
(أروني خطة لَا ضيم فِيهَا ... يُسَوِّي بَيْننَا فِيهَا
السوَاء)
(فَإِن ترك السوَاء فَلَيْسَ بيني ... وَبَيْنكُم بني حصن
بَقَاء)
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السوَاء فِي الْقُرْآن على خَمْسَة
أوجه -
(1/360)
أَحدهَا: المعادلة والمماثلة. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {سَوَاء عَلَيْهِم أأنذرتهم
أم لم تنذرهم} ، وَفِي الْحَج: {سَوَاء العاكف فِيهِ والباد} ،
وَفِي الرّوم: {فَأنْتم فِيهِ سَوَاء} ، وَفِي الْمُنَافِقين:
{سَوَاء عَلَيْهِم أَسْتَغْفَرْت لَهُم أم لم تستغفر لَهُم} .
وَالثَّانِي: الْعدْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان:
{تَعَالَوْا إِلَى كلمة سَوَاء بَيْننَا وَبَيْنكُم} ، وَفِي
فصلت: {سَوَاء للسائلين} ، وَفِي ص: {واهدنا إِلَى سَوَاء
الصِّرَاط} .
وَالثَّالِث: الْوسط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الدُّخان:
{خذوه إِلَى سَوَاء الْجَحِيم} ، وَفِي الصافات: {فَاطلع
فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيم} .
(وَالرَّابِع: الْأَمر الْبَين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَنْفَال: {فانبذ إِلَيْهِم على سَوَاء} ، وَفِي
الْأَنْبِيَاء: {فَإِن توَلّوا فَقل آذنتكم على سَوَاء} .)
وَالْخَامِس: الْقَصْد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْمَائِدَة: {وَضَلُّوا عَن سَوَاء السَّبِيل} ، (72 / ب)
وَفِي الْقَصَص: {عَسى رَبِّي أَن يهديني سَوَاء السَّبِيل} .
(1/361)
(165 - بَاب السَّيِّئَات)
السَّيِّئَات ضد الْحَسَنَات.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَنَّهَا فِي الْقُرْآن على خَمْسَة
أوجه: -
أَحدهَا: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {وَلَيْسَت التَّوْبَة للَّذين يعْملُونَ
السَّيِّئَات} ، وَفِي يُونُس: {وَالَّذين كسبوا السَّيِّئَات
جَزَاء سَيِّئَة بِمِثْلِهَا} .
وَالثَّانِي: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الزمر:
{فَأَصَابَهُمْ سيئات مَا كسبوا وَالَّذين ظلمُوا من هَؤُلَاءِ
سَيُصِيبُهُمْ سيئات مَا كسبوا} ] .
وَالثَّالِث: الضّر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف:
{وبلوناهم بِالْحَسَنَاتِ والسيئات} ، وَفِي هود: {ليَقُولن
ذهب السَّيِّئَات عني} .
وَالرَّابِع: الشَّرّ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمُؤمن:
{فوقاه الله سيئات مَا مكروا} .
(1/362)
وَالْخَامِس: إتْيَان الرِّجَال. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَمن قبل كَانُوا يعْملُونَ
السَّيِّئَات} .
(" أَبْوَاب مَا فَوق الْخَمْسَة ")
(166 - بَاب السَّرف)
قَالَ ابْن فَارس: السَّرف مُجَاوزَة الْحَد. والسرف:
الْجَهْل. والسرف: الْجَاهِل. والسرف الضراوة وَفِي الحَدِيث:
" إِن للحم سَرفًا كسرف الْخمر ". وسرف: مَكَان.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السَّرف فِي الْقُرْآن على سِتَّة
أوجه: -
أَحدهَا: الْخُرُوج عَمَّا يجب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
بني إِسْرَائِيل: {فَلَا يسرف فِي الْقَتْل} ، أَي: لَا تقتل
غير من لَا يجب قَتله.
وَالثَّانِي: الْحَرَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {لَا تَأْكُلُوهَا إسرافا وبدارا} .
(1/363)
وَالثَّالِث: الانفاق فِي الْمعْصِيَة.
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {وَالَّذين إِذا
أَنْفقُوا لم يُسْرِفُوا} .
وَالرَّابِع: تَحْرِيم الْحَلَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَعْرَاف: {وَلَا تسرفوا إِنَّه لَا يحب المسرفين} .
وَالْخَامِس: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم
الْمُؤمن: {وَأَن المسرفين هم أَصْحَاب النَّار} .
وَالسَّادِس: الافراط فِي الذُّنُوب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
(73 / أ) فِي الزمر: {يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم
لَا تقنطوا من رَحْمَة الله} .
(167 - بَاب السَّبِيل)
السَّبِيل فِي اللُّغَة الطَّرِيق ويستعار فِي مَوَاضِع تدل
عَلَيْهَا الْقَرِينَة.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السَّبِيل فِي الْقُرْآن على أحد
عشر وَجها: -
أَحدهَا: الطَّاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة:
(وانفقوا فِي سَبِيل
(1/364)
الله} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء: {الَّذين
آمنُوا يُقَاتلُون فِي سَبِيل الله} .
وَالثَّانِي: الْبَلَاغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل
عمرَان: {وَللَّه على النَّاس حج الْبَيْت من اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلا} .
وَالثَّالِث: الْمخْرج. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {أَو يَجْعَل الله لَهُنَّ سَبِيلا} ، وَفِي بني
إِسْرَائِيل: {فضلوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا} .
وَالرَّابِع: المسلك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {إِنَّه كَانَ فَاحِشَة ومقتا} وساء سَبِيلا} ،
وَمثله: فِي بني إِسْرَائِيل.
وَالْخَامِس: الْعِلَل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {فَإِن أطعنكم فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا}
، أَي: لَا تعلل عَلَيْهَا بعد الطَّاعَة فتكلفها أَن تحبك.
وَالسَّادِس: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة
النِّسَاء] : {وَيتبع غير سَبِيل الْمُؤمنِينَ} {وفيهَا}
(ويريدون أَن يتخذوا بَين ذَلِك سَبِيلا} ، وَفِي النَّحْل:
{ادْع إِلَى سَبِيل رَبك} .
وَالسَّابِع: الطَّرِيق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: (وَلَا يَهْتَدُونَ
(1/365)
سَبِيلا} ، وَفِي الْقَصَص: {عَسى رَبِّي
أَن يهديني سَوَاء السَّبِيل} .
وَالثَّامِن: الْحجَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {وَلنْ يَجْعَل الله للْكَافِرِينَ على
الْمُؤمنِينَ سَبِيلا} {وفيهَا} (فَمَا جعل الله لكم عَلَيْهِم
سَبِيلا} ) .
وَالتَّاسِع: الْعدوان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي حم عسق:
{فَأُولَئِك مَا عَلَيْهِم من سَبِيل إِنَّمَا السَّبِيل على
الَّذين يظْلمُونَ النَّاس} .
والعاشر: الْإِثْم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان:
(73 / ب) {قَالُوا لَيْسَ علينا فِي الْأُمِّيين سَبِيل} ، فِي
بَرَاءَة: {مَا على الْمُحْسِنِينَ من سَبِيل} .
وَالْحَادِي عشر: الْملَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
يُوسُف: {قل هَذِه سبيلي (أَدْعُو إِلَى الله على بَصِيرَة} )
.
(168 - بَاب السوء)
السوء: مَا يسوء. وَسميت الْعَوْرَة سوأة: لِأَن كشفها يسوء.
(1/366)
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن السوء فِي
الْقُرْآن على أحد عشر وَجها: -
أَحدهَا: الشدَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
الْبَقَرَة: {يسومونكم سوء الْعَذَاب} ، وَفِي الرَّعْد:
{أُولَئِكَ لَهُم سوء الْحساب} .
وَالثَّانِي: الزِّنَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف:
{مَا جَزَاء من أَرَادَ بأهلك سوءا} ، وفيهَا: {مَا علمنَا
عَلَيْهِ من سوء} ، وَفِي مَرْيَم: {مَا كَانَ أَبوك امْرأ
سوء} .
وَالثَّالِث: الْعقر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف
وَهود وَالشعرَاء: {وَلَا تمسوها بِسوء} .
وَالرَّابِع: البرص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه والنمل
والقصص: {تخرج بَيْضَاء من غير سوء} .
وَالْخَامِس: الْعَذَاب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد:
{وَإِذا أَرَادَ الله بِقوم سوءا فَلَا مرد لَهُ} ، وَفِي
النَّحْل: {إِن الخزي الْيَوْم وَالسوء على الْكَافرين} ،
وَفِي الزمر: (وينجي الله الَّذين اتَّقوا بمفازتهم لَا
(1/367)
يمسهم السوء} .
وَالسَّادِس: الشّرك. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النَّحْل: {مَا كُنَّا نعمل من سوء} {وفيهَا} (إِن رَبك
للَّذين عمِلُوا السوء بِجَهَالَة} ، قَالَ مقَاتل: نزلت فِي
جبر غُلَام عَامر بن الْحَضْرَمِيّ. أكرهه على الْكفْر وَقَلبه
مطمئن بِالْإِيمَان، وَمثله فِي الرّوم: {ثمَّ كَانَ عَاقِبَة
الَّذين أساءوا السوأى} ، وَفِي النَّجْم: {ليجزي الَّذين
أساءوا بِمَا عمِلُوا} .
وَالسَّابِع: الشتم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {لَا يحب الله الْجَهْر بالسوء من القَوْل إِلَّا
من ظلم} ، وَفِي الممتحنة: {ويبسطوا إِلَيْكُم أَيْديهم
وألسنتهم بالسوء} .
وَالثَّامِن: الضّر. (77 / أ) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَعْرَاف: {وَمَا مسني السوء} ، وَفِي النَّمْل: {ويكشف
السوء} .
وَالتَّاسِع: الذَّنب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {إِنَّمَا التَّوْبَة على الله للَّذين يعْملُونَ
السوء بِجَهَالَة} ، وَفِي الْأَنْعَام: (أَنه من
(1/368)
عمل مِنْكُم سوءا بِجَهَالَة} .
والعاشر: الْقَتْل والهزيمة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل
عمرَان: {فانقلبوا بِنِعْمَة من الله وَفضل لم يمسسهم سوء} ،
وَفِي الْأَحْزَاب: {إِن أَرَادَ بكم سوءا}
وَالْحَادِي عشر: بِمَعْنى " بئس ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي حم الْمُؤمن: {وَلَهُم اللَّعْنَة وَلَهُم سوء الدَّار} .
(1/369)
|