نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر (" كتاب الْقَاف ")
(أَبْوَاب الْوَجْهَيْنِ وَالثَّلَاثَة)
(234 - بَاب القارعة)
القارعة: الشَّدِيدَة من شَدَائِد الدَّهْر.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن القارعة فِي الْقُرْآن على
وَجْهَيْن: -
أَحدهمَا: الداهية. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: (
{وَلَا يزَال الَّذين كفرُوا} تصيبهم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَة}
.
وَالثَّانِي: الْقِيَامَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي
القارعة] : {القارعة مَا القارعة} .
(235 - بَاب الْقَلَم)
الْقَلَم: يُقَال وَيُرَاد بِهِ الَّذِي يكْتب بِهِ. وَيُقَال
وَيُرَاد بِهِ الْقدح وَهُوَ السهْم
(1/481)
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن
على هذَيْن الْوَجْهَيْنِ: -
فَمن الأول: قَوْله تَعَالَى: {نون والقلم [وَمَا يسطرون]
وَمثله: (علم بالقلم} .
وَمن الثَّانِي: قَوْله تَعَالَى: {إِذْ يلقون أقلامهم} .
(236 - بَاب الْقلب)
الْقلب: مَحل النَّفس وَالْعقل وَالْعلم والفهم والعزم. وَقيل:
سمي قلبا لتقلبه فِي الْأَشْيَاء بالخواطر والعزوم والاعتقادات
والإرادات وخالص كل شَيْء وأشرفه: قلبه. وَيُقَال: مَا بِهِ
قلبة. أَي: لَيست بِهِ عِلّة يقلب لَهَا فَينْظر إِلَيْهِ.
وأنشدوا: -
(إِن الشَّبَاب وَحب الْخَالَة الخلبه ... وَقد صحوت فَمَا
بِالنَّفسِ من قلبه)
وَالْخَالَة جمع خائل قَالَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم
النَّحْوِيّ: يُقَال: رجل خائل من قوم خَالَة، إِذا كَانَ
مختالا فِي مشيته متكبرا. والخلبة: الشَّبَاب الَّذين يخلبون
النِّسَاء بجمالهم. واحدهم خالب. والقليب: الْبِئْر الَّتِي لم
تطو. وَالْقلب الْحول: الَّذِي يقلب الْأُمُور ويختال بهَا.
وأنشدوا: -
(1/482)
((101 / ب) لَو فَاتَ شَيْء يرى لفات ...
أَبُو حَيَّان لَا عَاجز وَلَا وكل)
(الْحول الْقلب الأريب وَهل ... يدْفع ريب الْمنية الْحِيَل)
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْقلب فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة
أوجه: -
أَحدهَا: الْقلب الَّذِي هُوَ مَحل النَّفس. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْحَج: {وَلَكِن تعمى الْقُلُوب الَّتِي فِي
الصُّدُور} .
وَالثَّانِي: الرَّأْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَشْر:
{تحسبهم جَمِيعًا وَقُلُوبهمْ شَتَّى} .
وَالثَّالِث: الْعقل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ق: {إِن فِي
ذَلِك لذكرى لمن كَانَ لَهُ قلب} .
(237 - بَاب الْقُنُوت)
ذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقُنُوت فِي الْقُرْآن على
ثَلَاثَة أوجه: -
أَحدهَا: الطَّاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَقومُوا لله
قَانِتِينَ}
(1/483)
وَمثله: {والقانتين والقانتات} .
وَالثَّانِي: الْعِبَادَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كل لَهُ
قانتون} .
وَالثَّالِث: طول الْقيام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي آل
عمرَان] : {يَا مَرْيَم اقنتي لِرَبِّك} ، أَي: أطيلي الْقيام
فِي صَلَاتك. وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم: أَنه سُئِلَ أَي الصَّلَاة أفضل فَقَالَ: " أطولها
قنوتا "، أَرَادَ بِهِ الْقيام.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَلَا أرى أصل الْقُنُوت إِلَّا
الطَّاعَة. لِأَن جَمِيع الْخلال: من الصَّلَاة، وَالْقِيَام
فِيهَا، وَالدُّعَاء وَغَيره يكون عَن الطَّاعَة.
(" أَبْوَاب الْأَرْبَعَة والخمسة ")
(238 - بَاب الْقبل)
الْقبل: [يذكر] بِمَعْنى عِنْد. يُقَال: مَاله قبلي حق، أَي:
عِنْدِي.
(1/484)
وَيذكر بِمَعْنى الطَّاقَة. يُقَال: لَا
قبل لى بفلان، أَي، لَا طَاقَة.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة
أوجه: -
أَحدهَا: الطَّاقَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل:
{فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا} .
وَالثَّانِي: (102 / أ) بِمَعْنى " مَعَ ". وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الحاقة: {وَجَاء فِرْعَوْن وَمن قبله} ، أَي:
وَمن مَعَه.
وَالثَّالِث: النَّحْو. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {لَيْسَ الْبر أَن توَلّوا وُجُوهكُم قبل الْمشرق
وَالْمغْرب} .
وَالرَّابِع: المعاينة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف:
{أويأتيهم الْعَذَاب قبلا} .
(239 - بَاب الْقدَم)
الْقدَم: الْعُضْو الْمَعْرُوف. وَحده من مفصل الكعب تَحت
السَّاق إِلَى الْأَظْفَار. ويستعار فِي مَوَاضِع تدل
عَلَيْهَا الْقَرِينَة.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَنه فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه:
-
(1/485)
أَحدهَا: الْقدَم الْمَذْكُور. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى: [فِي الْأَنْفَال] : {وَيثبت بِهِ
الْأَقْدَام} ، وَفِي سُورَة الرَّحْمَن: {فَيُؤْخَذ بالنواصي
والأقدام} .
وَالثَّانِي: سَابِقَة الِاخْتِيَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي يُونُس: {أَن لَهُم قدم صدق عِنْد رَبهم} .
وَالثَّالِث: الْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة:
{وَثَبت أقدامنا} ، أَرَادَ ثَبت قُلُوبنَا فَإِن الْقدَم
إِنَّمَا يثبت بِثُبُوت الْقلب.
وَالرَّابِع: النَّفس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل:
{فتزل قدم بعد ثُبُوتهَا} ، أَرَادَ زلل النَّفس عَن
الطَّاعَة.
(240 - بَاب القَوْل)
القَوْل وَالْكَلَام، وَاحِد. وَالْمقول: اللِّسَان. وَرجل
قولة وقوال: كثير القَوْل. وَقد فرق قوم بَين القَوْل
وَالْكَلَام، فَقَالُوا: كل كَلَام قَول. وَلَيْسَ كل قَول
كلَاما، وَقد أَشَارَ إِلَى هَذَا الْمَعْنى عَمْرو بن ثَابت
(1/486)
الثمانيني فِي شرح " اللمع ". فَذكر أَن
الْكَلَام مَا أَفَادَ. وَالْقَوْل قد يُفِيد وَقد لَا يُفِيد.
قَالَ فقولنا قَامَ زيد كَلَام، لِأَنَّهُ مُفِيد. وَقَوْلنَا
قَامَ قعد قَول، وَلَا يُقَال لَهُ كَلَام، لِأَنَّهُ غير
مُفِيد. وَلَكِن يُقَال لَهُ فِي عرف النَّحْوِيين كَلَام
مهمل.
قَالَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم النَّحْوِيّ. (102 / ب) وَيُقَال:
القَوْل وَيُرَاد بِهِ الظَّن. قَالَت الْعَرَب: أَتَقول عبد
الله خَارِجا. وَمَتى يَقُول مُحَمَّدًا مُنْطَلقًا.
يُرِيدُونَ مَتى ينْطَلق فِي ظَنك وعلمك وأنشدوا: -
(أما الرحيل فدون بعد غَد ... فَمَتَى تَقول الدَّار تجمعنا)
أَي: تظن. وأنشدوا مِنْهُ أَيْضا: -
(أجهالا تَقول بني لؤَي ... لعَمْرو أَبِيك أم متجاهلينا)
وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: أفْصح مَذَاهِب الْعَرَب فِي
القَوْل: أَن لَا يعْمل فِي الْجُمْلَة الَّتِي بعده فِي
اللَّفْظ، وَهِي فِي التَّقْدِير فِي مَوضِع [نصب] نَحْو
قَوْلك: قَالَ زيد: عَمْرو منطلق. قَالَ: وَتذهب
(1/487)
الْعَرَب إِلَى أَن تعْمل القَوْل عمل
الظَّن. إِذا كَانَ مَعَه اسْتِفْهَام وتاء الْخطاب، نَحْو
قَوْلك: أَتَقول زيدا قَائِما. لِأَن الْإِنْسَان إِنَّمَا
يستفهم عَن ظَنّه. وَتقول: مَتى تَقول أَبَاك خَارِجا.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن القَوْل فِي الْقُرْآن على خَمْسَة
أوجه: -
أَحدهَا: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: [فِي الزمر]
{فبشر عباد الَّذين يَسْتَمِعُون القَوْل فيتبعون أحْسنه} .
وَالثَّانِي: الشهادتان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
إِبْرَاهِيم: {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت}
.
وَالثَّالِث: السَّابِق فِي الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي سَجْدَة لُقْمَان: {وَلَكِن حق القَوْل مني} .
وَالرَّابِع: الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
النَّمْل: {وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم} .
وَالْخَامِس: نفس القَوْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {فبدل الَّذين ظلمُوا قولا غير الَّذِي قيل لَهُم}
.
(1/488)
(241 - بَاب الْقُوَّة)
الْقُوَّة: الشدَّة. وَجَمعهَا قوى. وَيُقَال للَّذي لَا زَاد
مَعَه: مقو. وللذي أَصْحَابه وَإِبِله أقوياء: مقو. وللذي نزل
بالفقر: مقو. والقواء: الأَرْض الَّتِي لَا أهل بهَا. وَأقوى
الْقَوْم: صَارُوا بالقواء. وأقوت الدَّار: خلت. فَأَما
قَوْلهم: أقوى (103 / أ) الرجل فِي شعره فَقَالَ قوم: هُوَ أَن
يرفع قافية ويخفض قافية. وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ أَن ينقص من
عروضه قُوَّة، كَقَوْل الْقَائِل: -
(أفبعد مقتل مَالك بن زُهَيْر ... ترجو النِّسَاء عواقب
الْأَطْهَار)
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْقُوَّة فِي الْقُرْآن على
خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: الْعدَد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {ويزدكم
قُوَّة إِلَى قوتكم} ، وَفِي الْكَهْف: {فَأَعِينُونِي
بِقُوَّة} ، وَفِي النَّمْل: {نَحن أولو قُوَّة} .
وَالثَّانِي: الْجد والمواظبة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: (خُذُوا مَا
(1/489)
آتيناكم بِقُوَّة} ، (وَفِي مَرْيَم: {يَا
يحيى خُذ الْكتاب بِقُوَّة} ) .
وَالثَّالِث: الْبَطْش. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {لَو
أَن لي بكم قُوَّة} ، وَفِي الْمُؤمن: {كَانُوا أَشد مِنْهُم
قُوَّة} ، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَقَالُوا من أَشد منا
قُوَّة} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:
{هِيَ أَشد قُوَّة من قريتك} .
وَالرَّابِع: الشدَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {إِن
رَبك هُوَ الْقوي الْعَزِيز} ، وَفِي الْقَصَص: {لتنوء بالعصبة
أولي الْقُوَّة} ، وَفِي الْمُؤمن: {إِنَّه قوي شَدِيد
الْعقَاب} .
وَالْخَامِس: السِّلَاح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَنْفَال: {وَأَعدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم من قُوَّة} .
(" أَبْوَاب السَّبْعَة فَمَا فَوْقهَا ")
(242 - بَاب الْقَصَص)
الْقَصَص: مصدر قَوْلك: قصصت الحَدِيث، أقصه قصا، وقصصا.
وَهُوَ الْكَلَام الْمُتَّصِل بعضه بِبَعْض. وَالْأَصْل فِيهِ
الِاتِّبَاع. وَهُوَ أَن هَذَا الْمُتَكَلّم يتبع مَا سبق قبله
بِالْحَدِيثِ والاخبار عَنهُ. وَيُقَال للواقعة الَّتِي لَهَا
حَدِيث وَبِنَاء: قصَّة. واقتصصت الْأَثر: إِذا تَبعته.
واقتصصت
(1/490)
الحَدِيث: إِذا رويته على مَا عَلمته. (103
/ ب) من ذَلِك الْقصاص فِي الْجراح.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقَصَص فِي الْقُرْآن على
سَبْعَة أوجه: -
أَحدهَا: الْقِرَاءَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَعْرَاف: {فاقصص الْقَصَص لَعَلَّهُم يتفكرون} .
وَالثَّانِي: الْبَيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود:
{وكلا نقص عَلَيْك من أنباء الرُّسُل (مَا نثبت بِهِ فُؤَادك}
} وَفِي النَّمْل: {إِن هَذَا الْقُرْآن يقص على بني
إِسْرَائِيل أَكثر} .
وَالثَّالِث: الطّلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف:
{فارتدا على آثارهما قصصا} .
وَالرَّابِع: الْخَبَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف:
{لَا تقصص رُؤْيَاك على إخْوَتك} ، وفيهَا: {لقد كَانَ فِي
قصصهم عِبْرَة لأولي الْأَلْبَاب} ، وَمثله: {فَلَمَّا جَاءَهُ
وقص عَلَيْهِ الْقَصَص} .
وَالْخَامِس: الانزال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف:
(نَحن نقص
(1/491)
عَلَيْك أحسن الْقَصَص} ، وَفِي طه:
{كَذَلِك نقص عَلَيْك من أنباء مَا قد شبق} .
وَالسَّادِس: اتِّبَاع الْأَثر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْقَصَص: {وَقَالَت لأخته قصيه} .
وَالسَّابِع: التَّسْمِيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
سُورَة النِّسَاء: {ورسلا قد قصصناهم عَلَيْك من قبل ورسلا لم
نقصصهم عَلَيْك} ، أَي: سميناهم.
(243 - بَاب الْقَلِيل)
الْقَلِيل: لَا حد لَهُ فِي نَفسه. وَإِنَّمَا يعرف
بِالْإِضَافَة إِلَى غَيره. مثله الْكثير، وَيُقَال: قل
الشَّيْء، يقل قلَّة فَهُوَ قَلِيل. والقل الْقلَّة، كالذل
والذلة. وَفِي ذكر الرِّبَا إِن كثر فَإِنَّهُ إِلَى قل.
(وَفُلَان قل بن قل) : إِذا كَانَ لَا يعرف هُوَ وَلَا أَبوهُ.
والقلة: مَا أَقَله الْإِنْسَان من جرة أَو نَحْوهَا. وَلَيْسَ
فِي ذَلِك عِنْد أهل اللُّغَة حد مَحْدُود. وأنشدوا: (104 / أ)
.
(وظللنا فِي نعْمَة واتكأنا ... وشربنا الْحَلَال من قلله)
والقلة: قلَّة الْجَبَل. واستقل الْقَوْم: مضوا لسبيلهم.
(1/492)
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقَلِيل فِي
الْقُرْآن على ثَمَانِيَة أوجه: -
أَحدهَا: ثَلَاث مئة وَثَلَاثَة عشر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي الْبَقَرَة: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلا مِنْهُم} .
وَالثَّانِي: ثَمَانُون. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود:
{وَمَا آمن مَعَه إِلَّا قَلِيل} . قَالَ مقَاتل: كَانُوا
أَرْبَعِينَ رجلا وَأَرْبَعين امْرَأَة.
وَالثَّالِث: بعض أهل الْكتاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْكَهْف: {مَا يعلمهُمْ إِلَّا قَلِيل} ، قَالَه عَطاء.
وَالرَّابِع: الْيَسِير من الدُّنْيَا. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ليشتروا بِهِ ثمنا قَلِيلا} ، وَفِي
(بَرَاءَة: {اشْتَروا بآيَات الله ثمنا قَلِيلا} .
وَالْخَامِس: الرِّيَاء والسمعة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (،
فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا يذكرُونَ الله إِلَّا قَلِيلا}
،) وَفِي الْأَحْزَاب: (وَلَا يأْتونَ
(1/493)
الْبَأْس إِلَّا قَلِيلا} .
وَالسَّادِس: أَيَّام الدُّنْيَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
بَرَاءَة: {فليضحكوا قَلِيلا (وليبكوا كثيرا} ) .
وَالسَّابِع: الْقَلِيل بِالْإِضَافَة. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي النِّسَاء: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلا
مِنْهُم} ، أَي: أقلهم. وَفِي الشُّعَرَاء: {إِن هَؤُلَاءِ
لشرذمة قَلِيلُونَ} ، أَرَادَ قلتهم فِي كَثْرَة جَيْشه. قَالَ
[مقَاتل] : كَانَ أَصْحَاب مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام
سِتّمائَة ألف وَأَصْحَاب فِرْعَوْن سَبْعمِائة ألف ألف.
وَالثَّامِن: أَن يكون [الْقَلِيل] صلَة. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَجَعَلنَا لكم مِنْهَا معايش
قَلِيلا مَا تشكرون} أَرَادَ مَا تشكرون أصلا. وَفِي الحاقة:
{قَلِيلا مَا تؤمنون} .
(244 - بَاب الْقَتْل)
الْقَتْل: الْفِعْل الْمُؤَدِّي إِلَى الْمَوْت. والقتال
النَّفس.
(1/494)
تَقول قتلت فلَانا، أَي: أصبت قِتَاله (104
/ ب) وَهِي نَفسه. والمقاتل: الْمَوَاضِع الَّتِي إِذا
أُصِيبَت قتلت. وَقتل فلَان فلَانا قتلة سوء. وَيُقَال [قتلت]
الشَّيْء علما، وَقتلت الْخمر بِالْمَاءِ: مزجتها. وَالْقَتْل:
الْعَدو. وَجمعه: أقتال. وأنشدوا من ذَلِك: -
(اعْتَرَانِي عَن عَامر ... فِي بِلَاد كَثِيرَة الأقتال)
وَيُقَال: تقتلت الْجَارِيَة للرجل حَتَّى عَشِقَهَا،
(كَأَنَّهَا خضعت لَهُ} . وأنشدوا من ذَلِك: -
(تقتلت لي حَتَّى إِذا مَا فتنتني ... تنسكت مَا هَذَا بِفعل
النواسك)
وَيُقَال: قلب مقتل، إِذا قَتله الْعِشْق. قَالَ امْرُؤ
الْقَيْس: -
(وَمَا ذرفت عَيْنَاك إِلَّا لتضربي ... بسهميك فِي أعشار قلب
مقتل)
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْقَتْل فِي الْقُرْآن على
ثَمَانِيَة أوجه: -
أَحدهَا: الْفِعْل المميت للنَّفس. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي آل عمرَان: {وكأين من نَبِي قَاتل مَعَه ربيون كثير} ،
وَفِي سُورَة النِّسَاء: (وَمن
(1/495)
يقتل مُؤمنا مُتَعَمدا فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّم) .
وَالثَّانِي: الْقِتَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {فَإِن قَاتَلُوكُمْ فاقتلوهم} ، (أَي: فقاتلوهم)
. قَالَه مقَاتل.
وَالثَّالِث: اللَّعْن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الذاريات:
{قتل الخراصون} ، وَفِي المدثر: {فَقتل كَيفَ قدر ثمَّ قتل
كَيفَ قدر} ، وَفِي عبس: {قتل الْإِنْسَان مَا أكفره} ، وَفِي
البروج: {قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود} .
وَالرَّابِع: التعذيب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَحْزَاب: [ {أخذُوا وَقتلُوا تقتيلا} .
وَالْخَامِس: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينا} .
وَالسَّادِس: الدّفن للحي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَنْعَام: {وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم من إملاق} ، وفيهَا:
{قد خسر الَّذين قتلوا أَوْلَادهم سفها بِغَيْر (105 / أ} علم}
، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم خشيَة
إملاق} .
وَالسَّابِع: الْقصاص. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني
إِسْرَائِيل: (فَلَا
(1/496)
يسرف فِي الْقَتْل إِنَّه كَانَ منصورا} .
وَالثَّامِن: الذّبْح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَعْرَاف: {يقتلُون أبناءكم} .
(245 - بَاب الْقرب)
الأَصْل فِي الْقرب: أَنه الدنو من الْمسَافَة. وضده: الْبعد.
والقربان: مَا قرب إِلَى الله تَعَالَى. وقربان الْملك
وقرابينه وزراؤه. واقربت الشَّاة دنا نتاجها. لَا يُقَال:
للناقة: اقربت.
قَالَ ابْن السّكيت: ثوب مقارب، وَلَا يُقَال مقارب إِذا لم
يكن جيدا.
وَقَالَ غَيره: ثوب مقارب - بِكَسْر الرَّاء - لَيْسَ بجيد -
وَبِفَتْحِهَا - رخيص. والقارب: سفينة صَغِيرَة تكون مَعَ
أَصْحَاب السفن البحرية، تستخف لحوائجهم. والقارب: الطَّالِب
للْمَاء لَيْلًا.
وَحكى ابْن فَارس عَن بعض اللغويين: أَنه لَا يُقَال ذَلِك
لطَالب المَاء نَهَارا.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقرب فِي الْقُرْآن على عشرَة
أوجه: -
(1/497)
أَحدهَا: الْجِمَاع. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا تقربوهن حَتَّى يطهرن} .
وَالثَّانِي: الْإِجَابَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي
الْبَقَرَة] : {فَإِنِّي قريب} ، [أَي: مُجيب] . وَفِي سبأ:
{إِنَّه سميع قريب} .
وَالثَّالِث: قرب الزَّمَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود:
{فيأخذكم عَذَاب قريب} ، أَي: دَان. وَفِي الْأَنْبِيَاء:
{اقْترب للنَّاس حسابهم} ، وفيهَا: {واقترب الْوَعْد الْحق} .
وَالرَّابِع: الأصوب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف:
{لأَقْرَب من هَذَا رشدا} .
وَالْخَامِس: اللين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة:
{ولتجدن أقربهم مَوَدَّة للَّذين آمنُوا الَّذين قَالُوا
إِنَّا نَصَارَى} ) .
وَالسَّادِس: الْقَرَابَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عسق:
{قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا (105 / ب} إِلَّا الْمَوَدَّة
فِي الْقُرْبَى} ، وَفِي الْبَلَد: {يَتِيما ذَا مقربة} .
وَالسَّابِع: مَا قبل مُعَاينَة الْملك. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء:
(1/498)
{ثمَّ يتوبون من قريب} .
وَالثَّامِن: الْأكل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
الْبَقَرَة: {وَلَا تقربا هَذِه الشَّجَرَة} .
وَالتَّاسِع: الدُّخُول فِي الصَّلَاة. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: {وَلَا تقربُوا الصَّلَاة
وَأَنْتُم سكارى} .
والعاشر: الْمُجَاورَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد:
{أَو تحل قَرِيبا من دَارهم} ، أَي: تجاورهم.
(246 - بَاب الْقرْيَة)
الْقرْيَة: اسْم لما يجمع جمَاعَة كَثِيرَة من النَّاس. وَهُوَ
اسْم مَأْخُوذ من الْجمع. تَقول: قريت المَاء فِي الْحَوْض،
إِذا جمعته فِيهِ. وَيُقَال: للحوض الَّذِي فِيهِ المَاء:
مقراة. قَالَ الزّجاج: والقرء فِي اللُّغَة الْجمع. وَسمي
الْقُرْآن قُرْآنًا لِأَنَّهُ كَلَام مُجْتَمع.
(وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: سمي الْقُرْآن قُرْآنًا) لِأَنَّهُ
جمع السُّور وَضمّهَا. وَهُوَ من قَوْلك: مَا قَرَأت النَّاقة
سلى قطّ، أَي: مَا ضمت فِي
(1/499)
رَحمهَا ولدا. وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة: -
هجان اللَّوْن لم تقْرَأ جَنِينا
وَقَوله: {إِن علينا جمعه وقرآنه} ، أَي: تأليفه.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقرْيَة فِي الْقُرْآن على عشرَة
أوجه: -
أَحدهَا: مَكَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل:
{وَضرب الله مثلا قَرْيَة كَانَت آمِنَة مطمئنة} ، وَفِي
سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {وكأين من قَرْيَة
هِيَ أَشد قُوَّة من قريتك الَّتِي أخرجتك} ، [وَفِي سُورَة
النِّسَاء: {الَّذين يَقُولُونَ رَبنَا أخرجنَا من هَذِه
الْقرْيَة الظَّالِم أَهلهَا} ] .
وَالثَّانِي: أَيْلَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَعْرَاف: {وسئلهم عَن الْقرْيَة الَّتِي كَانَت حَاضِرَة
الْبَحْر} .
وَالثَّالِث: أرِيحَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {وَإِذ قُلْنَا (106 / أ} ادخُلُوا هَذِه
الْقرْيَة} ، وَفِي الْأَعْرَاف: (وَإِذ قيل لَهُم
(1/500)
اسكنوا هَذِه الْقرْيَة} .
وَالرَّابِع: دير هِرقل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {أَو كَالَّذي مر على قَرْيَة} .
وَالْخَامِس: أنطاكية. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس:
{وَاضْرِبْ لَهُم مثلا أَصْحَاب الْقرْيَة} .
وَالسَّادِس: قَرْيَة قوم لوط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
العنكبوت: {إِنَّا منزلون على أهل هَذِه الْقرْيَة رجزا من
السَّمَاء} .
وَالسَّابِع: نِينَوَى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُونُس:
{فلولا كَانَت قَرْيَة آمَنت فنفعها إيمَانهَا} .
وَالثَّامِن: مصر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة يُوسُف:
{وَسُئِلَ الْقرْيَة الَّتِي كُنَّا فِيهَا} .
وَالتَّاسِع: مَكَّة والطائف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الزخرف: [ {وَقَالُوا لَوْلَا نزل هَذَا الْقُرْآن] على رجل من
القريتين عَظِيم} .
والعاشر: جَمِيع الْقرى على الاطلاق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
[فِي بني
(1/501)
إِسْرَائِيل] : {وَإِن من قَرْيَة إِلَّا
نَحن مهلكوها قبل يَوْم الْقِيَامَة} .
(247 - بَاب الْقطع)
الْقطع: فِي الأَصْل الْفَصْل بَين المتركبين. ثمَّ يستعار فِي
مَوَاضِع تدل عَلَيْهَا الْقَرِينَة. والقطيعة: الهجران.
وَالْقطع: الطَّائِفَة من اللَّيْل. والقطيع: الطَّائِفَة من
الْغنم. والمقطعات: الثِّيَاب الْقصار.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقطع فِي الْقُرْآن على أحد عشر
وَجها: -
أَحدهَا: الْفَصْل والإبانة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْمَائِدَة: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا} ، وَفِي الْأَعْرَاف:
{ولأقطعن أَيْدِيكُم وأرجلكم من خلاف} .
وَالثَّانِي: الْجرْح والخدش. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
يُوسُف: {فَلَمَّا رأينه أكبرنه وقطعن أَيْدِيهنَّ} .
وَالثَّالِث: اخافة السَّبِيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
العنكبوت: {وتقطعون السَّبِيل} .
(1/502)
وَالرَّابِع: قطع الرَّحِم والقرابة.
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ويقطعون مَا أَمر
الله بِهِ أَن يُوصل} . (106 / ب) .
وَالْخَامِس: التَّفَرُّق فِي الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي الْأَنْبِيَاء: {وتقطعوا أَمرهم بَينهم} ، أَرَادَ
تفَرقُوا فِي الْأَدْيَان.
(وَالسَّادِس: الشَّديد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَعْرَاف: {وقطعناهم فِي الأَرْض أمما} ) .
وَالسَّابِع: الاستئصال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَنْعَام: {فَقطع دابر الْقَوْم الَّذين ظلمُوا} ، وَفِي
الْحجر: {أَن دابر هَؤُلَاءِ مَقْطُوع مصبحين} .
وَالثَّامِن: التخريب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد:
{وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال} أَو قطعت بِهِ
الأَرْض} .
وَالتَّاسِع: الإبرام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل:
{مَا كنت قَاطِعَة أمرا حَتَّى تَشْهَدُون} .
والعاشر: الإعداد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {قطعت
لَهُم ثِيَاب من نَار} .
وَالْحَادِي عشر: الْقَتْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل
عمرَان: {ليقطع طرفا من الَّذين كفرُوا} ، أَي: ليقْتل
طَائِفَة مِنْهُم.
(1/503)
(248 - بَاب الْقيام)
الأَصْل فِي الْقيام: انه انتصاب الْقَامَة من الْآدَمِيّ
وامتدادها إِلَى جِهَة الْعُلُوّ. والقومة: الْمرة
الْوَاحِدَة. وَهَذَا قوام هَذَا، أَي: الَّذِي يقوم بِهِ.
والقوام حسن الطول.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْقيام فِي الْقُرْآن على اثْنَي
عشر وَجها: -
أَحدهَا: الْقيام الْمَعْرُوف الَّذِي هُوَ انتصاب الْقَامَة.
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَقومُوا لله
قَانِتِينَ} ، وَفِي المزمل: {إِن رَبك يعلم أَنَّك تقوم أدنى
من ثُلثي اللَّيْل} .
وَالثَّانِي: الْأَمْن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْمَائِدَة: {جعل الله الْكَعْبَة الْبَيْت الْحَرَام قيَاما
للنَّاس} ، أَي: أَمَانًا. وَقيل قواما لأمرهم.
وَالثَّالِث: الاتمام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {وَأقِيمُوا الصَّلَاة}
(1/504)
وَالرَّابِع: الْعدْل. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الرَّعْد) : {أَفَمَن هُوَ قَائِم على كل نفس
بِمَا كسبت} .
وَالْخَامِس: الْوُقُوف. (107 / أ) وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي سُورَة النِّسَاء: {فلتقم طَائِفَة مِنْهُم مَعَك} ، وَفِي
عَم يتساءلون: {يَوْم يقوم الرّوح وَالْمَلَائِكَة صفا} ،
وَفِي المطففين: {يَوْم يقوم النَّاس لرب الْعَالمين} .
وَالسَّادِس: النهوض بالدعوة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
المدثر: {قُم فَأَنْذر} ، وَفِي سُورَة الْجِنّ: {وَأَنه لما
قَامَ عبد الله يَدعُوهُ} .
وَالسَّابِع: الْكَوْن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَوَاضِع:
{وَيَوْم تقوم السَّاعَة} .
وَالثَّامِن: الثُّبُوت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود:
{مِنْهَا قَائِم وحصيد} ، أَي: ثَابت بُنْيَانه وشخصه.
وَالتَّاسِع: القَوْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {كونُوا قوامين بِالْقِسْطِ} ، أَي: قوالين.
(1/505)
والعاشر: الْمُوَاظبَة. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِلَّا مَا دمت عَلَيْهِ قَائِما} .
وَالْحَادِي عشر: القوام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة
النِّسَاء] : {وَلَا تُؤْتوا السُّفَهَاء أَمْوَالكُم الَّتِي
جعل الله لكم قيَاما} ، أَي: قواما فِي المعاش.
وَالثَّانِي عشر: الْخلْوَة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الشُّعَرَاء: {الَّذِي يراك حِين تقوم وتقلبك فِي الساجدين}
حِين تَخْلُو، قَالَه الْحسن الْبَصْرِيّ.
(249 - بَاب الْقَضَاء)
قَالَ ابْن قُتَيْبَة: أصل الْقَضَاء: الوختم. قَالَ الزّجاج:
الْقَضَاء فِي اللُّغَة: على ضروب كلهَا ترجع إِلَى معنى
انْقِطَاع الشَّيْء وَتَمَامه، فَمِنْهُ الْخَتْم كَقَوْلِه:
{ثمَّ قضى أَََجَلًا وَأجل مُسَمّى} ، أَي: جئْتُمْ ذَلِك
وأتمه. وَمِنْه الْأَمر، وَهُوَ قَوْله: {وَقضى رَبك أَلا
تعبدوا إِلَّا إِيَّاه} ، أَي: أَمر أمرا قَاطعا قطعا وحتما.
وَمِنْه الْإِعْلَام، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وقضينا إِلَى
بني إِسْرَائِيل فِي الْكتاب} ] ، أعلمناهم إعلاما قَاطعا.
وَمِنْه:
(1/506)
الْفَصْل فِي الحكم وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى: {لقضي بَينهم} ، وَمِنْه قَوْلهم: قضى القَاضِي بَين
الْخُصُوم. أَي: قطع بَينهم فِي الحكم.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْقَضَاء فِي الْقُرْآن على
خَمْسَة عشر وَجها: (107 / ب) .
أَحدهَا: الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني
إِسْرَائِيل: {وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه} .
وَالثَّانِي: الْخَبَر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني
إِسْرَائِيل: {وقضينا إِلَى بني إِسْرَائِيل فِي الْكتاب
لتفسدن فِي الأَرْض مرَّتَيْنِ} .
وَالثَّالِث: الْفَرَاغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي
الْبَقَرَة] : {فَإِذا قضيتم مَنَاسِككُم} ، وَفِي سُورَة
النِّسَاء: {فَإِذا قضيتم الصَّلَاة} ، وَفِي الْأَحْقَاف:
{فَلَمَّا قضي ولوا إِلَى قَومهمْ منذرين} .
وَالرَّابِع: الْفِعْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل
عمرَان: {إِذا قضى أمرا فَإِنَّمَا يَقُول لَهُ كن فَيكون} ،
فِي الْأَنْفَال: {ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا} ، وَفِي
طه: {فَاقْض مَا أَنْت قَاض} ، وَفِي
(1/507)
الْأَحْزَاب: {إِذا قضى الله وَرَسُوله
أمرا أَن يكون لَهُم الْخيرَة من أَمرهم} .
وَالْخَامِس: الْمَوْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص:
{مُوسَى فَقضى عَلَيْهِ} ، وَفِي الزخرف: {ليَقْضِ علينا رَبك}
.
وَالسَّادِس: وجوب الْعَذَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {هَل ينظرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيهم الله فِي ظلل
من الْغَمَام وَالْمَلَائِكَة وَقضي الْأَمر} ، وَفِي هود:
{وَقضي الْأَمر} .
وَالسَّابِع: التَّمام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَنْعَام: {ثمَّ يبعثكم فِيهِ ليقضى أجل مُسَمّى} ، وَفِي
طه: {من قبل أَن يقْضى إِلَيْك وحيه} ، وَفِي الْقَصَص:
{أَيّمَا الْأَجَليْنِ قضيت} ، وفيهَا: {فَلَمَّا قضى مُوسَى
الْأَجَل} .
وَالثَّامِن: الْفَصْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَنْعَام: {لقضي الْأَمر بيني وَبَيْنكُم} ، وَفِي يُونُس:
{فَإِذا جَاءَ رسولهم قضي بَينهم بِالْقِسْطِ} ، وفيهَا: {إِن
رَبك يقْضِي بَينهم يَوْم الْقِيَامَة} ، وَفِي الزمر: {وَقضي
بَينهم بِالْحَقِّ} .
وَالتَّاسِع: الْخلق. وَمِنْه [قَوْله] تَعَالَى فِي حم
السَّجْدَة:
(1/508)
{فقضاهن سبع سماوات فِي يَوْمَيْنِ} .
والعاشر: الحتم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي يُوسُف] : {قضي
الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفتيان} ، (108 / أ) ، وَفِي مَرْيَم:
{وَكَانَ أمرا مقضيا} ، وَفِي سبأ: {فَلَمَّا قضينا عَلَيْهِ
الْمَوْت} ، وَفِي الزمر: {فَيمسك الَّتِي قضى عَلَيْهَا
الْمَوْت} .
وَالْحَادِي عشر: ذبح الْمَوْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
مَرْيَم: {وَأَنْذرهُمْ يَوْم الْحَسْرَة إِذْ قضي الْأَمر} .
وَالثَّانِي عشر: اغلاق أَبْوَاب جَهَنَّم على أَهلهَا.
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيم: {وَقَالَ
الشَّيْطَان لما قضي الْأَمر} .
وَالثَّالِث عشر: الْعَهْد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْحجر: {وقضينا إِلَيْهِ ذَلِك الْأَمر} ، قَالَ مقَاتل:
عهدنا إِلَى لوط أَمر الْعَذَاب.
وَالرَّابِع عشر: الحكم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: {ثمَّ لَا يَجدوا فِي أنفسهم حرجا مِمَّا قضيت} .
وَالْخَامِس عشر: الْوَصِيَّة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْقَصَص: {وَمَا كنت بِجَانِب الغربي إِذْ قضينا إِلَى مُوسَى
الْأَمر}
(1/509)
|