نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر

 (" كتاب الْوَاو ")

وَهُوَ أحد عشر بَابا.
(302 - بَاب الوزع)

قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: الأَصْل فِي الوزع الْجمع الْمَانِع من التَّفَرُّق.
وَقَالَ ابْن فَارس: وزعت الرجل عَن الْأَمر، أَي: كففته وأوزع الله فلَانا الشُّكْر، أَي: ألهمه.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الوزع فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن:
أَحدهمَا: السُّوق الْجَامِع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {وَالطير فهم يُوزعُونَ} [وفيهَا: {وَيَوْم نحْشر من كل أمة فوجا مِمَّن يكذب بِآيَاتِنَا فهم يُوزعُونَ} ] .

(1/606)


[قَالَ ابْن فَارس: يُوزعُونَ] يحبس أَوَّلهمْ على آخِرهم.
وَالثَّانِي: الإلهام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك} ، وَمثله فِي الْأَحْقَاف.
(303 - بَاب الْوَكِيل)

الْوَكِيل: فِي الْعرف من قلد النّظر بِحكم الْوكَالَة وفوض إِلَيْهِ الْإِصْلَاح (فِيهِ، هَذَا بِشَرْط أَن يكون المنظور إِلَيْهِ حَيا. فَإِن كَانَ مَيتا فالناظر وَصِيّ} . والتوكل: إِظْهَار الْعَجز والاعتماد على الْغَيْر، وواكل فلَان، إِذا ضيع أمره متكلا على غَيره. يُقَال: فلَان وكلة تكلة أَي: عَاجز يكل أُمُوره إِلَى غَيره. والوكل: الضَّعِيف. وَكَذَلِكَ الوكلة. وأنشدوا: -
(لَو فَاتَ شَيْء يرى لفات أَبُو ... حَيَّان لَا عَاجز وَلَا وكل)

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْوَكِيل فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة أوجه: -
أَحدهَا: الْحَافِظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: (أم من

(1/607)


يكون عَلَيْهِم وَكيلا} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {وَكفى بِرَبِّك وَكيلا} .
وَالثَّانِي: الرب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (132 / أ) فِي بني إِسْرَائِيل: {أَلا تَتَّخِذُوا من دوني وَكيلا} ، وَفِي المزمل: {فاتخذه وَكيلا} .
وَالثَّالِث: المسيطر، والمسيطر الْمُسَلط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَمَا أَنْت عَلَيْهِم بوكيل} ، وَفِي الْفرْقَان: {أفأنت تكون عَلَيْهِ وَكيلا} .
وَالرَّابِع: الشَّهِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {وَالله على كل شَيْء وَكيل} ، وَفِي يُوسُف والقصص: {وَالله على مَا نقُول وَكيل} .
(أَبْوَاب الْخَمْسَة)

(304 - بَاب الوراء)

(الوراء: ظرف من ظروف الْمَكَان. وَمثله: الْخلف. وَمُقَابِله: الْأَمَام، والقدام. والوراء: ولد الْوَلَد.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الوراء فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: -

(1/608)


أَحدهَا: الْخلف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {فنبذوه وَرَاء ظُهُورهمْ} ، وَفِي هود: {واتخذتموه وراءكم ظهريا} ، وَهَذَا على سَبِيل الْمثل.
وَالثَّانِي: الدُّنْيَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَدِيد: {ارْجعُوا وراءكم فالتمسوا نورا} .
وَالثَّالِث: القدام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ملك} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {من وَرَائه جَهَنَّم} .
وَالرَّابِع: بِمَعْنى سوى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {وَأحل لكم مَا وَرَاء ذَلِكُم} ، وَفِي الْمُؤمنِينَ: {فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك (فاؤلئك هم العادون} .
وَالْخَامِس: بِمَعْنى " بعد ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {ويكفرون بِمَا وَرَاءه} ، وَفِي مَرْيَم: {وَإِنِّي خفت الموَالِي من ورائي} ، أَي: من [بعدِي، يَعْنِي] : بعد موتِي. وَفِي البروج: {وَالله من ورائهم مُحِيط} ، أَي: من بعد أَعْمَالهم مُحِيط بهم للانتقام مِنْهُم.
(305 - بَاب الْوُرُود)

قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: الأَصْل فِي الْوُرُود: أَنه السَّعْي

(1/609)


للطلب. وَهُوَ الْأَعَمّ الْأَظْهر فِي طلب المَاء، فَإِذا رَجَعَ (132 / ب) عَن المَاء سمي الْعود صَدرا. ثمَّ يُقَال للبلوغ: وُرُود، لِأَنَّهُ مَقْصُود الْوُرُود. والموضع الَّذِي يقْصد للْمَاء: هُوَ الْوُرُود.
وَيُقَال للَّذي جَاءَ عطشان: ورد، لِأَن الْعَطش سَبَب الْوُرُود. ويستعار فِي مَوَاضِع.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْورْد فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: الدُّخُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود: {فأوردهم النَّار وَبئسَ الْورْد المورود} . وَفِي الْأَنْبِيَاء: {إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم أَنْتُم لَهَا وَارِدُونَ} : {لَو كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَة مَا وردوها} ، (أَي: دخلوها) .
وَالثَّانِي: الْحُضُور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها} ، أَي: حاضرها. وَقد ألحقهُ قوم بالقسم الَّذِي قبله.
وَالثَّالِث: الْبلُوغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {وَلما ورد مَاء مَدين} .
وَالرَّابِع: الطّلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي يُوسُف] : -
{وَجَاءَت سيارة فأرسلوا واردهم} ، أَي: طَالب المَاء

(1/610)


وَالْخَامِس: الْعَطش. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {ونسوق الْمُجْرمين إِلَى جَهَنَّم وردا} ، أَي: عطاشا.
قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن اليزيدي: وردا من وَردت.
(306 - بَاب الْوَضع)

الْوَضع: إِلْقَاء الشَّيْء وَتَركه. وَالْغَالِب فِيهِ أَن يكون إلقاؤه من الْعُلُوّ إِلَى السّفل. والوضيع: الدني فِي حَسبه ضعة وضعة. وَالدَّابَّة تضع فِي سَيرهَا وضعا وَهُوَ سير سهل سريع. وأوضعها راكبها.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْوَضع فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: الْولادَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {إِنِّي وَضَعتهَا أُنْثَى} ، وَفِي الطَّلَاق: {وَأولَات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ} .
وَالثَّانِي: الْحَط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (133 / أ) فِي الْأَعْرَاف: {وَيَضَع عَنْهُم إصرهم} ، وَفِي الانشراح: {ووضعنا عَنْك وزرك} .

(1/611)


وَالثَّالِث: النصب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة} ، وَفِي الزمر: {وَوضع الْكتاب} .
وَالرَّابِع: الْبسط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّحْمَن: {وَالْأَرْض وَضعهَا للأنام} .
وَالْخَامِس: السّير، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة: {ولأوضعوا خلالكم} .
قَالَ اليزيدي: الإيضاع: سرعَة السّير. وَمَعْنَاهُ لأسرعوا السّير بَيْنكُم يتخللونكم.
(307 - بَاب وَقع)

وَقع: فعل مَاض، وَالْأَصْل فِيهِ: السُّقُوط من الْعُلُوّ إِلَى السّفل وَيُقَال: وَقع كَذَا، بِمَعْنى: كَانَ. ومواقع الْغَيْث: مساقطة.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن وَقع فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: بِمَعْنى سقط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {ويمسك السَّمَاء أَن تقع على الأَرْض إِلَّا بِإِذْنِهِ} .

(1/612)


وَالثَّانِي: بِمَعْنى كَانَ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {إِذا وَقعت الْوَاقِعَة} ، وَفِي الذاريات: {وَإِن الدّين لوَاقِع} ، وَفِي الطّور: {إِن عَذَاب رَبك لوَاقِع} ، وَفِي المرسلات: {إِنَّمَا توعدون لوَاقِع} ، أَي: لكائن.
وَالثَّالِث: بِمَعْنى بَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {فَوَقع الْحق وَبَطل مَا كَانُوا يعْملُونَ} .
وَالرَّابِع: بِمَعْنى وَجب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم} ، وفيهَا: {وَوَقع القَوْل عَلَيْهِم بِمَا ظلمُوا} .
وَالْخَامِس: بِمَعْنى نزل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وظنوا أَنه وَاقع بهم} ، أَي: ظنُّوا أَن الْعَذَاب نَازل بهم.
(308 - بَاب الْوَلِيّ)

الْوَلِيّ: من ولي الْأَمر. فَكل من ولى أَمرك فَهُوَ وليك.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين (133 / ب) أَن الْوَلِيّ فِي الْقُرْآن على

(1/613)


خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: الرب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {قل أغير الله أَتَّخِذ وليا} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {وَلَا تتبعوا من دونه أَوْلِيَاء} ، وَفِي عسق: {أم اتَّخذُوا من دونه أَوْلِيَاء فَالله هُوَ الْوَلِيّ} .
وَالثَّانِي: النَّاصِر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {وَلم يكن لَهُ ولي من الذل} .
وَالثَّالِث: الْوَلَد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {فَهَب لي من لَدُنْك وليا} .
وَالرَّابِع: الوثن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت: {مثل الَّذين اتَّخذُوا من دون الله أَوْلِيَاء} .
وَالْخَامِس: الْمَانِع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة) : {الله ولي الَّذين آمنُوا} ، وَفِي الْمَائِدَة: {إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله} .

(1/614)


(" أَبْوَاب السِّتَّة فَمَا فَوْقهَا)

(309 - بَاب وجد)

وجد: فعل مَاض. وَهُوَ فِي الأَصْل: إِصَابَة الشَّيْء والإحساس بِهِ بعد أَن لم يكن ذَلِك. يُقَال وجدت الضَّالة وحدانا. وَوجدت من الْحزن وجدا. وَمن الْغَضَب موجدة. وَوجدت فِي المَال وجدا.
قَالَ ابْن فَارس: وَحكى بَعضهم: وجدت فِي الْغَضَب وجدانا. وأنشدوا: -
(كِلَانَا رد صَاحبه بغيظ ... على حنق ووجدان شَدِيد)

وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن وجد فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: -
أَحدهَا: الْإِصَابَة والمصادفة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {إِنِّي وجدت امْرَأَة تملكهم} ، وَفِي الْقَصَص: {وَوجد من دونهم امْرَأتَيْنِ تذودان} .

(1/615)


وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَمَا وجدنَا لأكثرهم من عهد} .
وَالثَّالِث: الِاسْتِطَاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي النِّسَاء] : {فَمن لم يجد فَصِيَام (134 / أ} شَهْرَيْن مُتَتَابعين [تَوْبَة من الله] } وَفِي المجادلة: {فَمن لم يجد فَصِيَام شَهْرَيْن مُتَتَابعين من قبل أَن يتماسا} .
وَالرَّابِع: الْيَسَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الطَّلَاق: {أسكنوهن من حَيْثُ سكنتم من وجدكم} .
وَالْخَامِس: الرُّؤْيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {واقتلوهم حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} ، وَفِي بَرَاءَة: {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} ، وَفِي الضُّحَى: {ووجدك ضَالًّا فهدى} .
وَالسَّادِس: الْقِرَاءَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان.
{يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت من خير محضرا} ، وَفِي الْكَهْف: {ووجدوا مَا عمِلُوا حَاضرا} .

(1/616)


وَهَذَا الْوَجْه لَا أرَاهُ إِلَّا دَاخِلا فِي الْوَجْه الأول.
(310 - بَاب الْوَجْه)

الْوَجْه: فِي الأَصْل اسْم للعضو الْمَخْصُوص فِي الْحَيَوَان. وَسمي وَجها لِأَن المواجهة تقع بِهِ فِي غَالب الْحَال. ثمَّ يستعار ذَلِك فِي كل مَا يُرَاد تَقْدِيمه على مَا سواهُ. فَيُقَال: هَذَا وَجه الرَّأْي، وَهَذَا وَجه الْقَوْم ومستقبل كل شَيْء: وَجهه. وَوجه النَّهَار: أَوله. وَأنْشد الزّجاج فِي ذَلِك:
(من كَانَ مَسْرُورا بمقتل مَالك ... فليأت نسوتنا بِوَجْه نَهَار)

(يجد النِّسَاء حواسرا يندبنه ... قد قمن قبل تبلج الأسحار)

وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْوَجْه فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: -
أَحدهَا: الْوَجْه الْمَعْرُوف فِي الْحَيَوَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة) : {فول وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام} ، وَفِي آل فِرْعَوْن: {يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود وُجُوه} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء:

(1/617)


{من قبل أَن نطمس وُجُوهًا} .
وَالثَّانِي: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {وَمن أحسن دينا مِمَّن أسلم وَجهه لله وَهُوَ محسن} ، (أَي: أخْلص دينه - وَفِي لُقْمَان) : {وَمن يسلم وَجهه إِلَى الله وَهُوَ محسن} .
وَالثَّالِث: الذَّات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: (134 / ب) {وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه} ، وَفِي الْكَهْف: {واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه} . وَفِي الْقَصَص: {كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه} ، وَفِي الرّوم: {يُرِيدُونَ وَجه الله} ، وَفِي هَل أَتَى: {إِنَّمَا نطعمكم لوجه الله} ، أَي: الله.
وَالرَّابِع: الأول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {آمنُوا بِالَّذِي أنزل على الَّذين آمنُوا وَجه النَّهَار} .
وَالْخَامِس: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فأينما توَلّوا فثم وَجه الله} ، أَي: علمه، حَكَاهُ مُحَمَّد بن الْقَاسِم النَّحْوِيّ.
وَالسَّادِس: الْحَقِيقَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {ذَلِك أدنى أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ على وَجههَا} ، أَي على حَقِيقَتهَا.

(1/618)


(311 - بَاب الْوَاو)

قَالَ ابْن فَارس: " الْوَاو " تكون للْجمع وَتَكون للْعَطْف وَتَكون بِمَعْنى " الْبَاء " فِي الْقسم، نَحْو: وَالله. وَتَكون بِمَعْنى " مَعَ " تَقول: اسْتَوَى المَاء والخشبة، أَي: مَعَ الْخَشَبَة. وَتَقَع " صلَة " وَلَا تكون زَائِدَة أولى. وَقد تزاد ثَانِيَة، نَحْو: كوثر، وَهُوَ من الْكَثْرَة. وثالثة، نَحْو: جدول [وَهُوَ] من الجدل. ورابعة، نَحْو: قرنوة، وَهُوَ نبت يدبغ بِهِ الْأَدِيم. وخامسة، نَحْو: قمحدوة.
و" الْوَاو " فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: -
أَحدهَا: الْجمع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة: {فَاغْسِلُوا وُجُوهكُم وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق} .
وَالثَّانِي: بِمَعْنى الْعَطف كَقَوْلِه [تَعَالَى] : (إِنَّا لمبعوثون. أَو

(1/619)


آبَاؤُنَا الْأَولونَ} .
فَهَذِهِ " وَاو عطف " دخلت عَلَيْهَا ألف الِاسْتِفْهَام.
وَالثَّالِث: بِمَعْنى الْقسم كَقَوْلِه (تَعَالَى فِي الْأَنْعَام) : {وَالله رَبنَا} . (135 / أ) .
وَالرَّابِع: صلَة. [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر] : - { (وَمَا أهلكنا من قَرْيَة} إِلَّا وَلها كتاب مَعْلُوم} .
وَالْخَامِس: بِمَعْنى " إِذْ ". كَقَوْلِه (تَعَالَى فِي آل عمرَان) : {وَطَائِفَة قد أهمتهم (أنفسهم} } ، يُرِيد إِذْ طَائِفَة.
وَالسَّادِس: ان تكون مضمرة. كَقَوْلِه [تَعَالَى فِي بَرَاءَة] : -
{ (وَلَا على الَّذين} إِذا مَا أتوك لتحملهم قلت لَا أجد [مَا أحملكم] } ، الْمَعْنى أتوك وَقلت: لَا أجد توَلّوا.

(1/620)


(312 - بَاب الْوَحْي)

قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْوَحْي: كل شَيْء دللت بِهِ من كتاب أَو إِشَارَة أَو رِسَالَة.
وَقَالَ ابْن فَارس: كل مَا أَلقيته إِلَى غَيْرك حق يُعلمهُ فَهُوَ: وَحي، كَيفَ كَانَ. وَأوحى الله عز وَجل ووحى. وأنشدوا.
وحى لَهَا الْقَرار فاستقرت.
وَالْوَحي: السَّرِيع. وَالْوَحي: الصَّوْت. وَيُقَال: استوحيناهم، أَي: استصرخناهم. وَقد حد بَعضهم الْوَحْي فَقَالَ: إِيصَال المُرَاد إِلَى الموحى إِلَيْهِ على أسْرع وَجه وألطفه.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْوَحْي فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: -
أَحدهَا: الْإِرْسَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء: {إِنَّا أَوْحَينَا إِلَيْك كَمَا أَوْحَينَا إِلَى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إِلَى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل} وَفِي الْأَنْعَام: {وأوحي إِلَيّ هَذَا الْقُرْآن لأنذركم بِهِ} .

(1/621)


وَالثَّانِي: الْإِشَارَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم: {فَأوحى إِلَيْهِم أَن سبحوه بكرَة وعشيا} .
وَالثَّالِث: الإلهام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة:
{وَإِذ أوحيت إِلَى الحواريين} ، وَفِي النَّحْل: {وَأوحى رَبك إِلَى النَّحْل} . وَفِي الْقَصَص: {وأوحينا إِلَى أم مُوسَى} .
وَالرَّابِع: الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزلزلة: {بِأَن رَبك أوحى لَهَا} .
وَالْخَامِس: القَوْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّجْم: {فَأوحى إِلَى عَبده مَا أوحى} .
وَالسَّادِس: إِعْلَام فِي الْمَنَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي عسق: (135 / ب) {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا} ، قَالَه ابْن قُتَيْبَة.
وَالسَّابِع: إِعْلَام بالوسوسة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَإِن الشَّيَاطِين ليوحون إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ليجادلوكم} ، وفيهَا: {يوحي بَعضهم إِلَى بعض زخرف القَوْل} .

(1/622)


(316 - بَاب هَل)

(136 / ب) " هَل " حرف اسْتِفْهَام.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة: ويدخلها من معنى التَّقْرِير والتوبيخ مَا يدْخل الْألف الَّتِي يستفهم بهَا كَقَوْلِه تَعَالَى: {هَل من شركائكم من يبدؤ الْخلق ثمَّ يُعِيدهُ} .
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن هَل فِي الْقُرْآن على سَبْعَة أوجه: -
أَحدهَا: الِاسْتِفْهَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي الْأَعْرَاف] : {فَهَل لنا من شُفَعَاء فيشفعوا لنا} ، وَفِي يُونُس: {هَل من شركائكم من يهدي إِلَى الْحق} ، وفيهَا: {هَل من شركائكم من يبدؤ الْخلق ثمَّ يُعِيدهُ} ، وَفِي الرّوم: {هَل لكم من مَا ملكت أَيْمَانكُم من شُرَكَاء فِي مَا رزقناكم} ، وفيهَا: (هَل من شركائكم من يفعل من ذَلِكُم من

(1/623)


شَيْء} . وَفِي ق: { [هَل امْتَلَأت] } .
وَالثَّانِي: بِمَعْنى " قد ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {وَهل أَتَاك حَدِيث مُوسَى} ، وَفِي ص: {وَهل أَتَاك نبؤ الْخصم} ، وَفِي الذاريات: {هَل أَتَاك حَدِيث ضيف إِبْرَاهِيم الْمُكرمين} ، وَفِي الْإِنْسَان: {هَل أَتَى على الْإِنْسَان} ، حِين من الدَّهْر) {وَمثله} (هَل أَتَاك حَدِيث الغاشية} .
وَالثَّالِث: بِمَعْنى " مَا ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {هَل ينظرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيهم الله (فِي ظلل من الْغَمَام} } ، وَفِي الْأَنْعَام: {هَل ينظرُونَ إِلَّا أَن تأتيهم الْمَلَائِكَة} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {هَل ينظرُونَ إِلَّا تَأْوِيله} ، وَفِي النَّحْل: {فَهَل على الرُّسُل إِلَّا الْبَلَاغ الْمُبين} ، وَفِي الزخرف: {هَل ينظرُونَ إِلَّا السَّاعَة أَن تأتيهم بَغْتَة} ، وَفِي سُورَة الرَّحْمَن: {هَل جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان} .

(1/624)


وَالرَّابِع: بِمَعْنى " أَلا ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {هَل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} ، وَفِي طه: {هَل أدلك على شَجَرَة الْخلد} وَفِي الشُّعَرَاء: {هَل أنبئكم على من تنزل الشَّيَاطِين} ، وَفِي سبأ: {هَل ندلكم على رجل ينبئكم إِذا مزقتم كل ممزق} . وَفِي الصَّفّ. {هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم} (137 / أ) .
وَالْخَامِس: بِمَعْنى " أَلَيْسَ ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفجْر: {هَل فِي ذَلِك قسم لذِي حجر} .
وَالسَّادِس: بِمَعْنى الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {قل هَل أَنْتُم مطلعون} ، أَي: اطلعوا.
وَالسَّابِع: بِمَعْنى السُّؤَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي ق: {وَتقول هَل من مزِيد} ، أَي: زِدْنِي.
(318 - بَاب الْهدى)

قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْهدى: الْإِرْشَاد، والإرشاد: الْبَيَان:
وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي: أصل الْهدى فِي كَلَام الْعَرَب: التَّوْفِيق.
وَذكر بعض أهل الْعلم: أَن الْهَدِيَّة سميت هَدِيَّة لِأَنَّهَا تدل على تَقْوِيم الوداد. وَتقول: أَقبلت هوادي الْخَيل، إِذا بَدَت أعناقها.

(1/625)


وَيُقَال: هُوَ أول رعيلها لِأَنَّهُ الْمُتَقَدّم. وَتقول: هديت الْعَرُوس إِلَى بَعْلهَا هداء. وَالْهَدْي، [وَالْهَدْي] : مَا أهدي من النعم إِلَى الْحرم. وَجَاء فلَان يهادي بَين اثْنَيْنِ، إِذا مَشى بَينهمَا مُعْتَمدًا عَلَيْهِمَا.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْهدى فِي الْقُرْآن على أَرْبَعَة وَعشْرين وَجها: -
أَحدهَا: الْبَيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {أُولَئِكَ على هدى من رَبهم} ، وَمثله فِي لُقْمَان، وَفِي حم السَّجْدَة: {وَأما ثَمُود فهديناهم} ، وَفِي سَجْدَة لُقْمَان: {أولم يهد لَهُم كم أهلكنا من قبلهم من الْقُرُون} ، وَفِي هَل أَتَى: {إِنَّا هديناه السَّبِيل} ، وَفِي الْبَلَد: {وهديناه النجدين} .
وَالثَّانِي: دين الْإِسْلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {قل إِن هدى الله هُوَ الْهدى} ، وَفِي آل عمرَان: (إِن الْهدى هدى

(1/626)


الله} ، وَفِي الْحَج: {إِنَّك لعلى هدى مُسْتَقِيم} .
وَالثَّالِث: الْإِيمَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {وزدناهم هدى} ، وَفِي مَرْيَم: {وَيزِيد الله الَّذين اهتدوا هدى} ، وَفِي سبأ: {أَنَحْنُ صددناكم (137 / ب} عَن الْهدى} ، وَفِي الزخرف: {ادْع لنا رَبك بِمَا عهد عنْدك إننا لَمُهْتَدُونَ} .
وَالرَّابِع: الدُّعَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: {وَلكُل قوم هاد} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {إِن هَذَا الْقُرْآن يهدي للَّتِي هِيَ أقوم} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {وجعلناهم أَئِمَّة يهْدُونَ بأمرنا} ، وَفِي الْأَحْقَاف: {إِنَّا سمعنَا كتابا أنزل من بعد مُوسَى مُصدقا لما بَين يَدَيْهِ يهدي إِلَى الْحق} ، وَفِي عسق: {وَإنَّك لتهدي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم} ، وَفِي سُورَة الْجِنّ: {إِنَّا سمعنَا قُرْآنًا عجبا يهدي إِلَى الرشد} .
وَالْخَامِس: الْعرْفَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّحْل: {وعلامات وبالنجم هم يَهْتَدُونَ} ، وَفِي الْأَنْبِيَاء: {وَجَعَلنَا فِيهَا فجاجا سبلا لَعَلَّهُم يَهْتَدُونَ} ، (وَفِي النَّمْل: {نَنْظُر أتهتدي أم تكون من الَّذين لَا يَهْتَدُونَ} ، وَفِي الزخرف: {وَجعل لكم فِيهَا سبلا لَعَلَّكُمْ تهتدون} ) .

(1/627)


وَالسَّادِس: الْإِرْشَاد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص: {عَسى رَبِّي أَن يهديني سَوَاء السَّبِيل} ، وَفِي ص: {واهدنا إِلَى سَوَاء الصِّرَاط} .
وَالسَّابِع: أَمر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا من الْبَينَات وَالْهدى} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {من بعد مَا تبين لَهُم الْهدى} . فِي موضِعين مِنْهَا.
وَالثَّامِن: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل: {وَمَا منع النَّاس أَن يُؤمنُوا إِذْ جَاءَهُم الْهدى إِلَّا أَن قَالُوا أبْعث الله بشرا رَسُولا} ، وَفِي الْكَهْف: {وَمَا منع النَّاس أَن يُؤمنُوا إِذْ جَاءَهُم الْهدى ويستغفروا رَبهم إِلَّا أَن تأتيهم سنة الْأَوَّلين} . وَفِي النَّجْم {وَلَقَد جَاءَهُم من رَبهم الْهدى} .
وَالتَّاسِع: التَّوْرَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (138 / أ) فِي حم الْمُؤمن: {وَلَقَد آتَيْنَا مُوسَى الْهدى} .
والعاشر: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة بَرَاءَة: {هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله بِالْهدى} ، وَمثلهَا فِي الصَّفّ سَوَاء، وَفِي الْقَصَص: {إِن نتبع الْهدى مَعَك نتخطف من أَرْضنَا} .

(1/628)


الْحَادِي عشر: السّنة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {فبهداهم اقتده} ، أَي: بسنتهم. وَفِي الزخرف: {وَإِنَّا على آثَارهم مهتدون} ، أَي: مستنون.
وَالثَّانِي عشر: الإلهام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {أعْطى كل شَيْء خلقه ثمَّ هدى} ، أَي: ألهم كَيْفيَّة الْمَعيشَة. وَفِي سبح اسْم رَبك [الْأَعْلَى] : {وَالَّذِي قدر فهدى} ، أَي: ألهم الذّكر إتْيَان الْأُنْثَى. وَقيل فِي الْآيَة الَّتِي قبلهَا مثل هَذَا سَوَاء.
وَالثَّالِث عشر: الْإِصْلَاح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يُوسُف: {أَن الله لَا يهدي كيد الخائنين} .
وَالرَّابِع عشر: الرَّسُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة: {فإمَّا يَأْتينكُمْ مني هدى} ، أَي: رَسُول. وَمثلهَا) ، وَفِي طه. وَقَالَ السّديّ: الْهدى هَا هُنَا الْكتاب.
وَالْخَامِس عشر: الاستبصار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {فَمَا ربحت تِجَارَتهمْ وَمَا كَانُوا مهتدين} .
وَالسَّادِس عشر: الدَّلِيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه: {أَو أجد على النَّار هدى} ، قيل مَعْنَاهُ: (إِن لم يكن هَذِه) نَارا فعلني أرى من يدلني على النَّار.

(1/629)


وَالسَّابِع عشر: التَّعْلِيم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة النِّسَاء] : {وَيهْدِيكُمْ سنَن الَّذين من قبلكُمْ} .
وَالثَّامِن عشر: الْفضل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة النِّسَاء: (هَؤُلَاءِ أهْدى من الَّذين آمنُوا سَبِيلا} . أَي: أفضل.
وَالتَّاسِع عشر: التَّقْدِيم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الصافات: {فاهدوهم إِلَى صِرَاط الْجَحِيم} .
وَالْعشْرُونَ: الْمَوْت على الْإِسْلَام. (138 / ب) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة طه: {وَإِنِّي لغفار لمن تَابَ وآمن وَعمل صَالحا ثمَّ اهْتَدَى} .
وَالْحَادِي وَالْعشْرُونَ: الثَّوَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة اللَّيْل: {إِن علينا للهدى} .
وَالثَّانِي وَالْعشْرُونَ: الْأَذْكَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي الضُّحَى) : {ووجدك ضَالًّا فهدى} ، أَي: نَاسِيا فذكرك.
وَالثَّالِث وَالْعشْرُونَ: الصَّوَاب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {أَرَأَيْت إِن كَانَ على الْهدى} .
وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ: {الثَّبَات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفَاتِحَة: {اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} ، (أَي: ثبتنا عَلَيْهِ} .

(1/630)