نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر (" كتاب الْوَاو ")
وَهُوَ أحد عشر بَابا.
(302 - بَاب الوزع)
قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: الأَصْل فِي الوزع الْجمع
الْمَانِع من التَّفَرُّق.
وَقَالَ ابْن فَارس: وزعت الرجل عَن الْأَمر، أَي: كففته وأوزع
الله فلَانا الشُّكْر، أَي: ألهمه.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الوزع فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن:
أَحدهمَا: السُّوق الْجَامِع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
النَّمْل: {وَالطير فهم يُوزعُونَ} [وفيهَا: {وَيَوْم نحْشر من
كل أمة فوجا مِمَّن يكذب بِآيَاتِنَا فهم يُوزعُونَ} ] .
(1/606)
[قَالَ ابْن فَارس: يُوزعُونَ] يحبس
أَوَّلهمْ على آخِرهم.
وَالثَّانِي: الإلهام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل:
{رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك} ، وَمثله فِي الْأَحْقَاف.
(303 - بَاب الْوَكِيل)
الْوَكِيل: فِي الْعرف من قلد النّظر بِحكم الْوكَالَة وفوض
إِلَيْهِ الْإِصْلَاح (فِيهِ، هَذَا بِشَرْط أَن يكون المنظور
إِلَيْهِ حَيا. فَإِن كَانَ مَيتا فالناظر وَصِيّ} . والتوكل:
إِظْهَار الْعَجز والاعتماد على الْغَيْر، وواكل فلَان، إِذا
ضيع أمره متكلا على غَيره. يُقَال: فلَان وكلة تكلة أَي: عَاجز
يكل أُمُوره إِلَى غَيره. والوكل: الضَّعِيف. وَكَذَلِكَ
الوكلة. وأنشدوا: -
(لَو فَاتَ شَيْء يرى لفات أَبُو ... حَيَّان لَا عَاجز وَلَا
وكل)
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْوَكِيل فِي الْقُرْآن على
أَرْبَعَة أوجه: -
أَحدهَا: الْحَافِظ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: (أم من
(1/607)
يكون عَلَيْهِم وَكيلا} ، وَفِي بني
إِسْرَائِيل: {وَكفى بِرَبِّك وَكيلا} .
وَالثَّانِي: الرب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (132 / أ) فِي بني
إِسْرَائِيل: {أَلا تَتَّخِذُوا من دوني وَكيلا} ، وَفِي
المزمل: {فاتخذه وَكيلا} .
وَالثَّالِث: المسيطر، والمسيطر الْمُسَلط. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {وَمَا أَنْت عَلَيْهِم بوكيل} ،
وَفِي الْفرْقَان: {أفأنت تكون عَلَيْهِ وَكيلا} .
وَالرَّابِع: الشَّهِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود:
{وَالله على كل شَيْء وَكيل} ، وَفِي يُوسُف والقصص: {وَالله
على مَا نقُول وَكيل} .
(أَبْوَاب الْخَمْسَة)
(304 - بَاب الوراء)
(الوراء: ظرف من ظروف الْمَكَان. وَمثله: الْخلف. وَمُقَابِله:
الْأَمَام، والقدام. والوراء: ولد الْوَلَد.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الوراء فِي الْقُرْآن على خَمْسَة
أوجه: -
(1/608)
أَحدهَا: الْخلف. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي آل عمرَان: {فنبذوه وَرَاء ظُهُورهمْ} ، وَفِي هود:
{واتخذتموه وراءكم ظهريا} ، وَهَذَا على سَبِيل الْمثل.
وَالثَّانِي: الدُّنْيَا. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْحَدِيد: {ارْجعُوا وراءكم فالتمسوا نورا} .
وَالثَّالِث: القدام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف:
{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ملك} ، وَفِي إِبْرَاهِيم: {من وَرَائه
جَهَنَّم} .
وَالرَّابِع: بِمَعْنى سوى. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
النِّسَاء: {وَأحل لكم مَا وَرَاء ذَلِكُم} ، وَفِي
الْمُؤمنِينَ: {فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك (فاؤلئك هم العادون}
.
وَالْخَامِس: بِمَعْنى " بعد ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {ويكفرون بِمَا وَرَاءه} ، وَفِي مَرْيَم:
{وَإِنِّي خفت الموَالِي من ورائي} ، أَي: من [بعدِي، يَعْنِي]
: بعد موتِي. وَفِي البروج: {وَالله من ورائهم مُحِيط} ، أَي:
من بعد أَعْمَالهم مُحِيط بهم للانتقام مِنْهُم.
(305 - بَاب الْوُرُود)
قَالَ شَيخنَا عَليّ بن عبيد الله: الأَصْل فِي الْوُرُود:
أَنه السَّعْي
(1/609)
للطلب. وَهُوَ الْأَعَمّ الْأَظْهر فِي طلب
المَاء، فَإِذا رَجَعَ (132 / ب) عَن المَاء سمي الْعود صَدرا.
ثمَّ يُقَال للبلوغ: وُرُود، لِأَنَّهُ مَقْصُود الْوُرُود.
والموضع الَّذِي يقْصد للْمَاء: هُوَ الْوُرُود.
وَيُقَال للَّذي جَاءَ عطشان: ورد، لِأَن الْعَطش سَبَب
الْوُرُود. ويستعار فِي مَوَاضِع.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْورْد فِي الْقُرْآن على خَمْسَة
أوجه: -
أَحدهَا: الدُّخُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي هود:
{فأوردهم النَّار وَبئسَ الْورْد المورود} . وَفِي
الْأَنْبِيَاء: {إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب
جَهَنَّم أَنْتُم لَهَا وَارِدُونَ} : {لَو كَانَ هَؤُلَاءِ
آلِهَة مَا وردوها} ، (أَي: دخلوها) .
وَالثَّانِي: الْحُضُور. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم:
{وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها} ، أَي: حاضرها. وَقد ألحقهُ قوم
بالقسم الَّذِي قبله.
وَالثَّالِث: الْبلُوغ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْقَصَص:
{وَلما ورد مَاء مَدين} .
وَالرَّابِع: الطّلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي يُوسُف] :
-
{وَجَاءَت سيارة فأرسلوا واردهم} ، أَي: طَالب المَاء
(1/610)
وَالْخَامِس: الْعَطش. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي مَرْيَم: {ونسوق الْمُجْرمين إِلَى جَهَنَّم
وردا} ، أَي: عطاشا.
قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن اليزيدي: وردا من وَردت.
(306 - بَاب الْوَضع)
الْوَضع: إِلْقَاء الشَّيْء وَتَركه. وَالْغَالِب فِيهِ أَن
يكون إلقاؤه من الْعُلُوّ إِلَى السّفل. والوضيع: الدني فِي
حَسبه ضعة وضعة. وَالدَّابَّة تضع فِي سَيرهَا وضعا وَهُوَ سير
سهل سريع. وأوضعها راكبها.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْوَضع فِي الْقُرْآن على خَمْسَة
أوجه: -
أَحدهَا: الْولادَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان:
{إِنِّي وَضَعتهَا أُنْثَى} ، وَفِي الطَّلَاق: {وَأولَات
الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ} .
وَالثَّانِي: الْحَط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (133 / أ) فِي
الْأَعْرَاف: {وَيَضَع عَنْهُم إصرهم} ، وَفِي الانشراح:
{ووضعنا عَنْك وزرك} .
(1/611)
وَالثَّالِث: النصب. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْأَنْبِيَاء: {وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم
الْقِيَامَة} ، وَفِي الزمر: {وَوضع الْكتاب} .
وَالرَّابِع: الْبسط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
الرَّحْمَن: {وَالْأَرْض وَضعهَا للأنام} .
وَالْخَامِس: السّير، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بَرَاءَة:
{ولأوضعوا خلالكم} .
قَالَ اليزيدي: الإيضاع: سرعَة السّير. وَمَعْنَاهُ لأسرعوا
السّير بَيْنكُم يتخللونكم.
(307 - بَاب وَقع)
وَقع: فعل مَاض، وَالْأَصْل فِيهِ: السُّقُوط من الْعُلُوّ
إِلَى السّفل وَيُقَال: وَقع كَذَا، بِمَعْنى: كَانَ. ومواقع
الْغَيْث: مساقطة.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن وَقع فِي الْقُرْآن على خَمْسَة
أوجه: -
أَحدهَا: بِمَعْنى سقط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج:
{ويمسك السَّمَاء أَن تقع على الأَرْض إِلَّا بِإِذْنِهِ} .
(1/612)
وَالثَّانِي: بِمَعْنى كَانَ. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى: {إِذا وَقعت الْوَاقِعَة} ، وَفِي الذاريات:
{وَإِن الدّين لوَاقِع} ، وَفِي الطّور: {إِن عَذَاب رَبك
لوَاقِع} ، وَفِي المرسلات: {إِنَّمَا توعدون لوَاقِع} ، أَي:
لكائن.
وَالثَّالِث: بِمَعْنى بَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَعْرَاف: {فَوَقع الْحق وَبَطل مَا كَانُوا يعْملُونَ} .
وَالرَّابِع: بِمَعْنى وَجب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
النَّمْل: {وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم} ، وفيهَا: {وَوَقع
القَوْل عَلَيْهِم بِمَا ظلمُوا} .
وَالْخَامِس: بِمَعْنى نزل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَعْرَاف: {وظنوا أَنه وَاقع بهم} ، أَي: ظنُّوا أَن
الْعَذَاب نَازل بهم.
(308 - بَاب الْوَلِيّ)
الْوَلِيّ: من ولي الْأَمر. فَكل من ولى أَمرك فَهُوَ وليك.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين (133 / ب) أَن الْوَلِيّ فِي الْقُرْآن
على
(1/613)
خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: الرب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {قل
أغير الله أَتَّخِذ وليا} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {وَلَا تتبعوا
من دونه أَوْلِيَاء} ، وَفِي عسق: {أم اتَّخذُوا من دونه
أَوْلِيَاء فَالله هُوَ الْوَلِيّ} .
وَالثَّانِي: النَّاصِر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني
إِسْرَائِيل: {وَلم يكن لَهُ ولي من الذل} .
وَالثَّالِث: الْوَلَد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي مَرْيَم:
{فَهَب لي من لَدُنْك وليا} .
وَالرَّابِع: الوثن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي العنكبوت:
{مثل الَّذين اتَّخذُوا من دون الله أَوْلِيَاء} .
وَالْخَامِس: الْمَانِع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي
الْبَقَرَة) : {الله ولي الَّذين آمنُوا} ، وَفِي الْمَائِدَة:
{إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله} .
(1/614)
(" أَبْوَاب السِّتَّة فَمَا فَوْقهَا)
(309 - بَاب وجد)
وجد: فعل مَاض. وَهُوَ فِي الأَصْل: إِصَابَة الشَّيْء
والإحساس بِهِ بعد أَن لم يكن ذَلِك. يُقَال وجدت الضَّالة
وحدانا. وَوجدت من الْحزن وجدا. وَمن الْغَضَب موجدة. وَوجدت
فِي المَال وجدا.
قَالَ ابْن فَارس: وَحكى بَعضهم: وجدت فِي الْغَضَب وجدانا.
وأنشدوا: -
(كِلَانَا رد صَاحبه بغيظ ... على حنق ووجدان شَدِيد)
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن وجد فِي الْقُرْآن على سِتَّة
أوجه: -
أَحدهَا: الْإِصَابَة والمصادفة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
النَّمْل: {إِنِّي وجدت امْرَأَة تملكهم} ، وَفِي الْقَصَص:
{وَوجد من دونهم امْرَأتَيْنِ تذودان} .
(1/615)
وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {وَمَا وجدنَا لأكثرهم من عهد} .
وَالثَّالِث: الِاسْتِطَاعَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي
النِّسَاء] : {فَمن لم يجد فَصِيَام (134 / أ} شَهْرَيْن
مُتَتَابعين [تَوْبَة من الله] } وَفِي المجادلة: {فَمن لم يجد
فَصِيَام شَهْرَيْن مُتَتَابعين من قبل أَن يتماسا} .
وَالرَّابِع: الْيَسَار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الطَّلَاق: {أسكنوهن من حَيْثُ سكنتم من وجدكم} .
وَالْخَامِس: الرُّؤْيَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
النِّسَاء: {واقتلوهم حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} ، وَفِي
بَرَاءَة: {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} ،
وَفِي الضُّحَى: {ووجدك ضَالًّا فهدى} .
وَالسَّادِس: الْقِرَاءَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل
عمرَان.
{يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت من خير محضرا} ، وَفِي الْكَهْف:
{ووجدوا مَا عمِلُوا حَاضرا} .
(1/616)
وَهَذَا الْوَجْه لَا أرَاهُ إِلَّا
دَاخِلا فِي الْوَجْه الأول.
(310 - بَاب الْوَجْه)
الْوَجْه: فِي الأَصْل اسْم للعضو الْمَخْصُوص فِي
الْحَيَوَان. وَسمي وَجها لِأَن المواجهة تقع بِهِ فِي غَالب
الْحَال. ثمَّ يستعار ذَلِك فِي كل مَا يُرَاد تَقْدِيمه على
مَا سواهُ. فَيُقَال: هَذَا وَجه الرَّأْي، وَهَذَا وَجه
الْقَوْم ومستقبل كل شَيْء: وَجهه. وَوجه النَّهَار: أَوله.
وَأنْشد الزّجاج فِي ذَلِك:
(من كَانَ مَسْرُورا بمقتل مَالك ... فليأت نسوتنا بِوَجْه
نَهَار)
(يجد النِّسَاء حواسرا يندبنه ... قد قمن قبل تبلج الأسحار)
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْوَجْه فِي الْقُرْآن على سِتَّة
أوجه: -
أَحدهَا: الْوَجْه الْمَعْرُوف فِي الْحَيَوَان. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى (فِي الْبَقَرَة) : {فول وَجهك شطر الْمَسْجِد
الْحَرَام} ، وَفِي آل فِرْعَوْن: {يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود
وُجُوه} ، وَفِي سُورَة النِّسَاء:
(1/617)
{من قبل أَن نطمس وُجُوهًا} .
وَالثَّانِي: الدّين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء:
{وَمن أحسن دينا مِمَّن أسلم وَجهه لله وَهُوَ محسن} ، (أَي:
أخْلص دينه - وَفِي لُقْمَان) : {وَمن يسلم وَجهه إِلَى الله
وَهُوَ محسن} .
وَالثَّالِث: الذَّات. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَنْعَام: (134 / ب) {وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم
بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه} ، وَفِي الْكَهْف:
{واصبر نَفسك مَعَ الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي
يُرِيدُونَ وَجهه} . وَفِي الْقَصَص: {كل شَيْء هَالك إِلَّا
وَجهه} ، وَفِي الرّوم: {يُرِيدُونَ وَجه الله} ، وَفِي هَل
أَتَى: {إِنَّمَا نطعمكم لوجه الله} ، أَي: الله.
وَالرَّابِع: الأول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان:
{آمنُوا بِالَّذِي أنزل على الَّذين آمنُوا وَجه النَّهَار} .
وَالْخَامِس: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة:
{فأينما توَلّوا فثم وَجه الله} ، أَي: علمه، حَكَاهُ مُحَمَّد
بن الْقَاسِم النَّحْوِيّ.
وَالسَّادِس: الْحَقِيقَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْمَائِدَة: {ذَلِك أدنى أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ على
وَجههَا} ، أَي على حَقِيقَتهَا.
(1/618)
(311 - بَاب الْوَاو)
قَالَ ابْن فَارس: " الْوَاو " تكون للْجمع وَتَكون للْعَطْف
وَتَكون بِمَعْنى " الْبَاء " فِي الْقسم، نَحْو: وَالله.
وَتَكون بِمَعْنى " مَعَ " تَقول: اسْتَوَى المَاء والخشبة،
أَي: مَعَ الْخَشَبَة. وَتَقَع " صلَة " وَلَا تكون زَائِدَة
أولى. وَقد تزاد ثَانِيَة، نَحْو: كوثر، وَهُوَ من الْكَثْرَة.
وثالثة، نَحْو: جدول [وَهُوَ] من الجدل. ورابعة، نَحْو: قرنوة،
وَهُوَ نبت يدبغ بِهِ الْأَدِيم. وخامسة، نَحْو: قمحدوة.
و" الْوَاو " فِي الْقُرْآن على سِتَّة أوجه: -
أَحدهَا: الْجمع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْمَائِدَة:
{فَاغْسِلُوا وُجُوهكُم وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق} .
وَالثَّانِي: بِمَعْنى الْعَطف كَقَوْلِه [تَعَالَى] : (إِنَّا
لمبعوثون. أَو
(1/619)
آبَاؤُنَا الْأَولونَ} .
فَهَذِهِ " وَاو عطف " دخلت عَلَيْهَا ألف الِاسْتِفْهَام.
وَالثَّالِث: بِمَعْنى الْقسم كَقَوْلِه (تَعَالَى فِي
الْأَنْعَام) : {وَالله رَبنَا} . (135 / أ) .
وَالرَّابِع: صلَة. [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْحجر] : -
{ (وَمَا أهلكنا من قَرْيَة} إِلَّا وَلها كتاب مَعْلُوم} .
وَالْخَامِس: بِمَعْنى " إِذْ ". كَقَوْلِه (تَعَالَى فِي آل
عمرَان) : {وَطَائِفَة قد أهمتهم (أنفسهم} } ، يُرِيد إِذْ
طَائِفَة.
وَالسَّادِس: ان تكون مضمرة. كَقَوْلِه [تَعَالَى فِي
بَرَاءَة] : -
{ (وَلَا على الَّذين} إِذا مَا أتوك لتحملهم قلت لَا أجد [مَا
أحملكم] } ، الْمَعْنى أتوك وَقلت: لَا أجد توَلّوا.
(1/620)
(312 - بَاب الْوَحْي)
قَالَ ابْن قُتَيْبَة: الْوَحْي: كل شَيْء دللت بِهِ من كتاب
أَو إِشَارَة أَو رِسَالَة.
وَقَالَ ابْن فَارس: كل مَا أَلقيته إِلَى غَيْرك حق يُعلمهُ
فَهُوَ: وَحي، كَيفَ كَانَ. وَأوحى الله عز وَجل ووحى.
وأنشدوا.
وحى لَهَا الْقَرار فاستقرت.
وَالْوَحي: السَّرِيع. وَالْوَحي: الصَّوْت. وَيُقَال:
استوحيناهم، أَي: استصرخناهم. وَقد حد بَعضهم الْوَحْي
فَقَالَ: إِيصَال المُرَاد إِلَى الموحى إِلَيْهِ على أسْرع
وَجه وألطفه.
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن الْوَحْي فِي الْقُرْآن على سَبْعَة
أوجه: -
أَحدهَا: الْإِرْسَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النِّسَاء:
{إِنَّا أَوْحَينَا إِلَيْك كَمَا أَوْحَينَا إِلَى نوح
والنبيين من بعده وأوحينا إِلَى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل}
وَفِي الْأَنْعَام: {وأوحي إِلَيّ هَذَا الْقُرْآن لأنذركم
بِهِ} .
(1/621)
وَالثَّانِي: الْإِشَارَة. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي مَرْيَم: {فَأوحى إِلَيْهِم أَن سبحوه بكرَة
وعشيا} .
وَالثَّالِث: الإلهام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْمَائِدَة:
{وَإِذ أوحيت إِلَى الحواريين} ، وَفِي النَّحْل: {وَأوحى رَبك
إِلَى النَّحْل} . وَفِي الْقَصَص: {وأوحينا إِلَى أم مُوسَى}
.
وَالرَّابِع: الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزلزلة:
{بِأَن رَبك أوحى لَهَا} .
وَالْخَامِس: القَوْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّجْم:
{فَأوحى إِلَى عَبده مَا أوحى} .
وَالسَّادِس: إِعْلَام فِي الْمَنَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي عسق: (135 / ب) {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا
وَحيا} ، قَالَه ابْن قُتَيْبَة.
وَالسَّابِع: إِعْلَام بالوسوسة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْأَنْعَام: {وَإِن الشَّيَاطِين ليوحون إِلَى
أَوْلِيَائِهِمْ ليجادلوكم} ، وفيهَا: {يوحي بَعضهم إِلَى بعض
زخرف القَوْل} .
(1/622)
(316 - بَاب هَل)
(136 / ب) " هَل " حرف اسْتِفْهَام.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة: ويدخلها من معنى التَّقْرِير والتوبيخ
مَا يدْخل الْألف الَّتِي يستفهم بهَا كَقَوْلِه تَعَالَى:
{هَل من شركائكم من يبدؤ الْخلق ثمَّ يُعِيدهُ} .
وَذكر أهل التَّفْسِير أَن هَل فِي الْقُرْآن على سَبْعَة
أوجه: -
أَحدهَا: الِاسْتِفْهَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى [فِي
الْأَعْرَاف] : {فَهَل لنا من شُفَعَاء فيشفعوا لنا} ، وَفِي
يُونُس: {هَل من شركائكم من يهدي إِلَى الْحق} ، وفيهَا: {هَل
من شركائكم من يبدؤ الْخلق ثمَّ يُعِيدهُ} ، وَفِي الرّوم:
{هَل لكم من مَا ملكت أَيْمَانكُم من شُرَكَاء فِي مَا
رزقناكم} ، وفيهَا: (هَل من شركائكم من يفعل من ذَلِكُم من
(1/623)
شَيْء} . وَفِي ق: { [هَل امْتَلَأت] } .
وَالثَّانِي: بِمَعْنى " قد ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
طه: {وَهل أَتَاك حَدِيث مُوسَى} ، وَفِي ص: {وَهل أَتَاك نبؤ
الْخصم} ، وَفِي الذاريات: {هَل أَتَاك حَدِيث ضيف إِبْرَاهِيم
الْمُكرمين} ، وَفِي الْإِنْسَان: {هَل أَتَى على الْإِنْسَان}
، حِين من الدَّهْر) {وَمثله} (هَل أَتَاك حَدِيث الغاشية} .
وَالثَّالِث: بِمَعْنى " مَا ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {هَل ينظرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيهم الله (فِي ظلل
من الْغَمَام} } ، وَفِي الْأَنْعَام: {هَل ينظرُونَ إِلَّا
أَن تأتيهم الْمَلَائِكَة} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {هَل ينظرُونَ
إِلَّا تَأْوِيله} ، وَفِي النَّحْل: {فَهَل على الرُّسُل
إِلَّا الْبَلَاغ الْمُبين} ، وَفِي الزخرف: {هَل ينظرُونَ
إِلَّا السَّاعَة أَن تأتيهم بَغْتَة} ، وَفِي سُورَة
الرَّحْمَن: {هَل جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان} .
(1/624)
وَالرَّابِع: بِمَعْنى " أَلا ". وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى فِي الْكَهْف: {هَل ننبئكم بالأخسرين أعمالا}
، وَفِي طه: {هَل أدلك على شَجَرَة الْخلد} وَفِي الشُّعَرَاء:
{هَل أنبئكم على من تنزل الشَّيَاطِين} ، وَفِي سبأ: {هَل
ندلكم على رجل ينبئكم إِذا مزقتم كل ممزق} . وَفِي الصَّفّ.
{هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم} (137 / أ) .
وَالْخَامِس: بِمَعْنى " أَلَيْسَ ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
فِي الْفجْر: {هَل فِي ذَلِك قسم لذِي حجر} .
وَالسَّادِس: بِمَعْنى الْأَمر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الصافات: {قل هَل أَنْتُم مطلعون} ، أَي: اطلعوا.
وَالسَّابِع: بِمَعْنى السُّؤَال. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
ق: {وَتقول هَل من مزِيد} ، أَي: زِدْنِي.
(318 - بَاب الْهدى)
قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْهدى: الْإِرْشَاد، والإرشاد:
الْبَيَان:
وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي: أصل الْهدى فِي كَلَام
الْعَرَب: التَّوْفِيق.
وَذكر بعض أهل الْعلم: أَن الْهَدِيَّة سميت هَدِيَّة
لِأَنَّهَا تدل على تَقْوِيم الوداد. وَتقول: أَقبلت هوادي
الْخَيل، إِذا بَدَت أعناقها.
(1/625)
وَيُقَال: هُوَ أول رعيلها لِأَنَّهُ
الْمُتَقَدّم. وَتقول: هديت الْعَرُوس إِلَى بَعْلهَا هداء.
وَالْهَدْي، [وَالْهَدْي] : مَا أهدي من النعم إِلَى الْحرم.
وَجَاء فلَان يهادي بَين اثْنَيْنِ، إِذا مَشى بَينهمَا
مُعْتَمدًا عَلَيْهِمَا.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْهدى فِي الْقُرْآن على
أَرْبَعَة وَعشْرين وَجها: -
أَحدهَا: الْبَيَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة:
{أُولَئِكَ على هدى من رَبهم} ، وَمثله فِي لُقْمَان، وَفِي حم
السَّجْدَة: {وَأما ثَمُود فهديناهم} ، وَفِي سَجْدَة
لُقْمَان: {أولم يهد لَهُم كم أهلكنا من قبلهم من الْقُرُون} ،
وَفِي هَل أَتَى: {إِنَّا هديناه السَّبِيل} ، وَفِي الْبَلَد:
{وهديناه النجدين} .
وَالثَّانِي: دين الْإِسْلَام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {قل إِن هدى الله هُوَ الْهدى} ، وَفِي آل عمرَان:
(إِن الْهدى هدى
(1/626)
الله} ، وَفِي الْحَج: {إِنَّك لعلى هدى
مُسْتَقِيم} .
وَالثَّالِث: الْإِيمَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْكَهْف: {وزدناهم هدى} ، وَفِي مَرْيَم: {وَيزِيد الله
الَّذين اهتدوا هدى} ، وَفِي سبأ: {أَنَحْنُ صددناكم (137 / ب}
عَن الْهدى} ، وَفِي الزخرف: {ادْع لنا رَبك بِمَا عهد عنْدك
إننا لَمُهْتَدُونَ} .
وَالرَّابِع: الدُّعَاء. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الرَّعْد: {وَلكُل قوم هاد} ، وَفِي بني إِسْرَائِيل: {إِن
هَذَا الْقُرْآن يهدي للَّتِي هِيَ أقوم} ، وَفِي
الْأَنْبِيَاء: {وجعلناهم أَئِمَّة يهْدُونَ بأمرنا} ، وَفِي
الْأَحْقَاف: {إِنَّا سمعنَا كتابا أنزل من بعد مُوسَى مُصدقا
لما بَين يَدَيْهِ يهدي إِلَى الْحق} ، وَفِي عسق: {وَإنَّك
لتهدي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم} ، وَفِي سُورَة الْجِنّ:
{إِنَّا سمعنَا قُرْآنًا عجبا يهدي إِلَى الرشد} .
وَالْخَامِس: الْعرْفَان. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
النَّحْل: {وعلامات وبالنجم هم يَهْتَدُونَ} ، وَفِي
الْأَنْبِيَاء: {وَجَعَلنَا فِيهَا فجاجا سبلا لَعَلَّهُم
يَهْتَدُونَ} ، (وَفِي النَّمْل: {نَنْظُر أتهتدي أم تكون من
الَّذين لَا يَهْتَدُونَ} ، وَفِي الزخرف: {وَجعل لكم فِيهَا
سبلا لَعَلَّكُمْ تهتدون} ) .
(1/627)
وَالسَّادِس: الْإِرْشَاد. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْقَصَص: {عَسى رَبِّي أَن يهديني سَوَاء
السَّبِيل} ، وَفِي ص: {واهدنا إِلَى سَوَاء الصِّرَاط} .
وَالسَّابِع: أَمر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {إِن الَّذين يكتمون مَا
أنزلنَا من الْبَينَات وَالْهدى} ، وَفِي سُورَة مُحَمَّد صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم: {من بعد مَا تبين لَهُم الْهدى} . فِي
موضِعين مِنْهَا.
وَالثَّامِن: الْقُرْآن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي بني
إِسْرَائِيل: {وَمَا منع النَّاس أَن يُؤمنُوا إِذْ جَاءَهُم
الْهدى إِلَّا أَن قَالُوا أبْعث الله بشرا رَسُولا} ، وَفِي
الْكَهْف: {وَمَا منع النَّاس أَن يُؤمنُوا إِذْ جَاءَهُم
الْهدى ويستغفروا رَبهم إِلَّا أَن تأتيهم سنة الْأَوَّلين} .
وَفِي النَّجْم {وَلَقَد جَاءَهُم من رَبهم الْهدى} .
وَالتَّاسِع: التَّوْرَاة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (138 / أ)
فِي حم الْمُؤمن: {وَلَقَد آتَيْنَا مُوسَى الْهدى} .
والعاشر: التَّوْحِيد. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
بَرَاءَة: {هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله بِالْهدى} ، وَمثلهَا
فِي الصَّفّ سَوَاء، وَفِي الْقَصَص: {إِن نتبع الْهدى مَعَك
نتخطف من أَرْضنَا} .
(1/628)
الْحَادِي عشر: السّنة وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْأَنْعَام: {فبهداهم اقتده} ، أَي: بسنتهم.
وَفِي الزخرف: {وَإِنَّا على آثَارهم مهتدون} ، أَي: مستنون.
وَالثَّانِي عشر: الإلهام. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه:
{أعْطى كل شَيْء خلقه ثمَّ هدى} ، أَي: ألهم كَيْفيَّة
الْمَعيشَة. وَفِي سبح اسْم رَبك [الْأَعْلَى] : {وَالَّذِي
قدر فهدى} ، أَي: ألهم الذّكر إتْيَان الْأُنْثَى. وَقيل فِي
الْآيَة الَّتِي قبلهَا مثل هَذَا سَوَاء.
وَالثَّالِث عشر: الْإِصْلَاح. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
يُوسُف: {أَن الله لَا يهدي كيد الخائنين} .
وَالرَّابِع عشر: الرَّسُول. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (فِي
الْبَقَرَة: {فإمَّا يَأْتينكُمْ مني هدى} ، أَي: رَسُول.
وَمثلهَا) ، وَفِي طه. وَقَالَ السّديّ: الْهدى هَا هُنَا
الْكتاب.
وَالْخَامِس عشر: الاستبصار. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الْبَقَرَة: {فَمَا ربحت تِجَارَتهمْ وَمَا كَانُوا مهتدين} .
وَالسَّادِس عشر: الدَّلِيل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي طه:
{أَو أجد على النَّار هدى} ، قيل مَعْنَاهُ: (إِن لم يكن
هَذِه) نَارا فعلني أرى من يدلني على النَّار.
(1/629)
وَالسَّابِع عشر: التَّعْلِيم. وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى [فِي سُورَة النِّسَاء] : {وَيهْدِيكُمْ سنَن
الَّذين من قبلكُمْ} .
وَالثَّامِن عشر: الْفضل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة
النِّسَاء: (هَؤُلَاءِ أهْدى من الَّذين آمنُوا سَبِيلا} .
أَي: أفضل.
وَالتَّاسِع عشر: التَّقْدِيم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي
الصافات: {فاهدوهم إِلَى صِرَاط الْجَحِيم} .
وَالْعشْرُونَ: الْمَوْت على الْإِسْلَام. (138 / ب) ، وَمِنْه
قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة طه: {وَإِنِّي لغفار لمن تَابَ
وآمن وَعمل صَالحا ثمَّ اهْتَدَى} .
وَالْحَادِي وَالْعشْرُونَ: الثَّوَاب. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي سُورَة اللَّيْل: {إِن علينا للهدى} .
وَالثَّانِي وَالْعشْرُونَ: الْأَذْكَار. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى (فِي الضُّحَى) : {ووجدك ضَالًّا فهدى} ، أَي:
نَاسِيا فذكرك.
وَالثَّالِث وَالْعشْرُونَ: الصَّوَاب. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى: {أَرَأَيْت إِن كَانَ على الْهدى} .
وَالرَّابِع وَالْعشْرُونَ: {الثَّبَات. وَمِنْه قَوْله
تَعَالَى فِي الْفَاتِحَة: {اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} ،
(أَي: ثبتنا عَلَيْهِ} .
(1/630)
|