نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر

 (" كتاب اللَّام ألف ")

وَهُوَ بَاب وَاحِد.
(319 - بَاب " لَا ")

" لَا " حرف مَوْضُوع للنَّفْي. وَقد يكون بِمَعْنى " لم " وأنشدوا من ذَلِك:
(إِن تغْفر اللَّهُمَّ فَاغْفِر جما ... وَأي عبد لَك لَا ألما)

أَي: لم يلم.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن " لَا " فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: -
أَحدهَا: بِمَعْنى النَّفْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {لَا يكلمهم الله وَلَا ينظر إِلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يزكيهم} .
وَفِي الْأَعْلَى: {سنقرئك فَلَا تنسى} ، وَله نَظَائِر كَثِيرَة.

(1/631)


وَالثَّانِي: بِمَعْنى النَّهْي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {وَلَا تقربا هَذِه الشَّجَرَة} ، وفيهَا: {فَلَا رفث وَلَا فسوق وَلَا جِدَال فِي الْحَج} .
وَفِي الْقَصَص: {وَلَا تنس نصيبك من الدُّنْيَا} .
وَالثَّالِث: بِمَعْنى " لم ". وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: (فِي سُورَة الْقِيَامَة) : {فَلَا صدق وَلَا صلى} ، أَي: لم يصدق وَلم يصل، قَالَه ابْن قُتَيْبَة.

(1/632)