نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر

 (" كتاب الْيَاء ")

وَهُوَ خَمْسَة أَبْوَاب.
(320 - بَاب الْيَأْس)

الْيَأْس: الْقطع على أَن الْمَطْلُوب لَا يتَحَصَّل لتحقيق فَوَاته. (139 / أ) يُقَال: يئس الرجل ييأس يأسا.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَنه فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن: -
أَحدهمَا: الْقنُوط. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة يُوسُف: {وَلَا تيأسوا من روح الله إِنَّه لَا ييأس من روح الله إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ} ، وَإِنَّمَا عبر باليأس عَن الْقنُوط لِأَن الْقنُوط ثَمَرَة الْيَأْس.
وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الرَّعْد: {ييأس الَّذين آمنُوا أَن لَو يَشَاء الله لهدى النَّاس جَمِيعًا} ، أَي: أفلم يعلمُوا.
(321 - بَاب الْيَسِير)

الْيَسِير: الْقَلِيل من الشَّيْء. وضده: الْكثير. وَلَيْسَ لليسير حد فِي

(1/633)


نَفسه، وَإِنَّمَا يعرف، بِالْإِضَافَة إِلَى غَيره. وَكَذَلِكَ الْكثير. والجيد، والرديء وَالْكَبِير، وَالصَّغِير، والطويل، والعريض، والسمين، والهزيل، واليسرة: أسرار الْكَفّ، إِذا كَانَت غير ملتزمة. والأيسار: الْقَوْم يَجْتَمعُونَ على الميسر. واليسار: أُخْت الْيَمين، وَقد تكسر ياؤه.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْيَسِير فِي الْقُرْآن على ثَلَاثَة أوجه: -
أَحدهَا: الهين. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْحَج، و [فِي] العنكبوت و [فِي] الْحَدِيد: {ان ذَلِك على الله يسير} .
وَالثَّانِي: السَّرِيع. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة يُوسُف: {ذَلِك كيل يسير} أَي: سريع لَا حبس فِيهِ.
وَالثَّالِث: الْخَفي. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْفرْقَان: {ثمَّ قبضناه إِلَيْنَا قبضا يَسِيرا} ، (أَي: خَفِيفا) .
(322 - بَاب الْيَقِين)

الْيَقِين: مَا حصلت بِهِ الثِّقَة وثلج بِهِ الصَّدْر من الْعلم. فَكل يَقِين علم، وَلَيْسَ كل علم يَقِينا. وَلَا يدْخل على النَّفس شكّ فِي

(1/634)


الْيَقِين بِحَال. لِأَن الشَّك إِنَّمَا (139 / ب) . يدْخل على مَا يُمكن دَفعه عَن النَّفس وَيصِح [تَصْوِير] الْأُمُور فِيهِ على خِلَافه. وَالْيَقِين يمْنَع مِنْهُ ذَلِك. لِأَنَّهُ ثَبت بطرِيق برهاني يطابقه الْحس بالعلوم الحسية. ويلتزمه الْعقل بالمعارف الْعَقْلِيَّة.
وَهُوَ أبلغ علم مكتسب.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْيَقِين فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: التَّصْدِيق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة، وَفِي لُقْمَان: {هم يوقنون} .
وَالثَّانِي: الصدْق. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي النَّمْل: {وجئتك من سباء بنبإ يَقِين} .
وَالثَّالِث: الْمُشَاهدَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة التكاثر: {كلا لَو تعلمُونَ علم الْيَقِين لترون الْجَحِيم ثمَّ لترونها عين الْيَقِين} .
وَالرَّابِع: الْمَوْت. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة الْحجر: {واعبد رَبك حَتَّى يَأْتِيك الْيَقِين} ، وَفِي المدثر: {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِين} .

(1/635)


وَالْخَامِس: الْعلم الْمُتَيَقن. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينا} .
قَالَ ابْن قُتَيْبَة: مَا قتلوا الْعلم يَقِينا.
(323 - بَاب الْيَوْم)

الْيَوْم اسْم (لما بَين) طُلُوع الْفجْر الثَّانِي إِلَى غرُوب الشَّمْس.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن الْيَوْم فِي الْقُرْآن على سته أوجه: -
أَحدهَا: يَوْم من أَيَّام الْآخِرَة. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْأَعْرَاف: {إِن ربكُم الله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام} ، وَمثله فِي يُونُس. وَقد قيل إنَّهُمَا كأيام الدُّنْيَا. وَالْعُلَمَاء على خلاف ذَلِك.
وَمثله قَوْله تَعَالَى فِي الْحَج: {وَإِن يَوْمًا عِنْد رَبك كألف سنة مِمَّا تَعدونَ} .
وَالثَّانِي: يَوْم الْقِيَامَة. [وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي يس] : -

(1/636)