الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث النوع الثامن
والأربعون
معرفة من له أسماء متعددة
فيظن بعض الناس أنهم أشخاص متعددة، أو يذكر ببعضها، أو بكنيته
-: فيعتقد من لا خبرة له أنه غيره.
وأكثر ما يقع ذلك من المدلسين، يُغربون به على الناس، فيذكرون
(1/208)
الرجل باسم ليس هو مشهوراً به، أو يكنونه،
ليبهموه على من لا يعرفها، وذلك كثير.
وقد صنف الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري في ذلك كتاباً، وصنف
الناس كتب الكُنى، وفيها إرشاد إلى إظهار تدليس المدلسين.
ومن أمثلة ذلك: محمد بن السائب الكلبي، وهو ضعيف، لكنه عالم
بالتفسير وبالأخبار. فمنهم من يصرح باسمه هذا، ومنهم من يقول:
حماد بن السائب، ومنهم من يكنيه بأبي النضر، ومنهم من يكنيه
بأبي سعيد، قال ابن الصلاح: وهو الذي يروي عنه عطية العوفي
التفسير، موهماً أنه أبو سعيد الخدري.
وكذلك سالم أبو عبد الله المدني، المعروف بسبلان، الذي يروي عن
أبي هريرة، ينسبونه في ولاءه إلى جهات متعددة. وهذا كثير جداً،
والتدليس أقسام كثيرة، كما تقدم. والله أعلم.
(1/209)
النوع التاسع
والأربعون
معرفة الأسماء المفردة
والكنى التي لا يكون منها في كل
حرف سواه
وقد صنف في ذلك الحافظ أحمد بن هارون البرديجي وغيره ويوجد ذلك
كثيراً في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وغيره، وفي كتاب
الإكمال لأبي نصر ماكولا كثيراً.
وقد ذكر الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح طائفة من الأسماء المفردة،
منهم " أجمد " بالجيم " بن عجيان " على وزن " عُليان ": قال
ابن الصلاح: ورأيته بخط ابن الفرات مخففاً على وزن " سُفيان "،
ذكره ابن يونس في الصحابة. " أوسط بن عمرو البجلي " تابعي. "
تدوم بن صبيح الكلاعي " عن تُبيع الحميري ابن امرأة كعب
الأحبار. " جُبيب بن الحارث " صحابي. " جيلان بن فروة أبو
الجلد الأخباري " تابعي. " الدجين بن ثابت أبو الغصن "، يقال "
إنه جُحا، قال: ابن الصلاح: والأصح أنه غيره. "
(1/210)
زِر بن حبيش ". " سُعير بن الخمس ". " سندر
الخصي "، مولى زنباع الجذامي، له صحبة. " شكل بن حميد " صحابي.
" شمْغون " بالشين والغين المعجمتين " بن زيد أبور ريحانة "
صحابي، ومنهم من يقول بالعين المهملة. " صُدي بن عجلان أبو
أمامة " صحابي. " صُنا يج بن الأعسر ". " ضريب بن نقير بن سمير
": كلها بالتصغير.
(1/211)
" أبو السليل القيسي البصري "، يروي عن
معاذ. " عَزوان " بالعين المهملة " ابن السَّليل القيسي
الرقاشي "، أحد الزهاد، تابعي. " كلدة بن حنبل " صحابي. " لُبي
بن لبا " صحابي. " لملزة بن زبار ". " مُستمر بن الريان "، رأى
أنساً. " نُبيشة الخير " صحابي. " نوف البِكالي " تابعي. "
وابِصة بن معبد " صحابي. " حبيب بن مغفل ". " همذان " بريد عمر
بن الخطاب، بالدال المهملة، وقيل بالمعجمة.
(1/212)
وقال ابن الجوزي في بعض مصنفاته: " مسئلة "
هل تعرفون رجلاً من المحدثين لا يوجد مثل أسماء آبائه؟
فالجواب: أنه مُسَدَّد بن مُسرْهد بن مُسربل بن مُغربل ابن
مُطربل بن أرندل بن عرندل بن ماسك الأسدي.
قال ابن الصلاح: وأما الكنى المفردة فمنها: " أبو العبيدين "،
واسمه " معاوية بن سبرة " من أصحاب ابن مسعود. " أبو العشراء
الدارمي "، تقدم. " ابو المُدلة "، من شيوخ الأعمش وغيره، لا
يعرف اسمه، وزعم أبو نعيم الأصبهاني أن اسمه " عبيد الله بن
عبد الله المدني ". " أبو مراية العجلي ": " عبد الله بن عمرو
"، تابعي. " أبو معيد ": " حفص
(1/213)
بن غيلان " الدمشقي عن مكحول.
" قلت ": وقد روي عنه نحو من عشرة، ومع هذا قال ابن حزم: هو
مجهول، لأنه لم يطلع على معرفته ومن روى عنه، فحكم عليه
بالجهالة قبل العلم به، كما جهل الترمذي صاحب الجامع، فقال:
ومن محمد بن عيسى بن سَوْرة؟! ومن الكنى المفردة " أبو السنابل
عبيد ربه بن بعكك ": رجل من بني عبد الدار صحابي، اسمه واسم
أبيه وكنيته من الأفراد.
قال ابن الصلاح: وأما الأفراد من الألقاب فمثل " سفينة "
الصحابي اسمه " مهران "، وقيل غير ذلك. " مندل بن علي العنزي
": اسمه " عمرو ". " سحنون سعيد " صاحب المدونة: اسمه " عبد
السلام ". " مطين " " مشكدانة الجعفي "، في جماعة آخرين،
سنذكرهم في نوع الألقاب إن شاء الله تعالى. والله أعلم.
(1/214)
النوع الموفى خمسين
معرفة الأسماء والكنى
وقد صنف في ذلك جماعة من الحفاظ، منهم: علي بن المديني، ومسلم،
والنسائي، والدرلابي، وابن مندة، والحاكم أبو أحمد الحافظ،
وكتابه في ذلك مفيده جداً كثير النفع.
وطريقتهم: أن يذكروا الكنية وينبهوا على اسم صاحبها، ومنهم من
لا يعرف اسمه، ومنهم من يختلف فيه.
وقد قسمهم الشيخ أبو عمرو بن الصلاح إلى أقسام عدة: " أحدها ":
من ليس له اسم سوى الكنية، كأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث
بن هشام المخزومي المدني، أحد الفقهاء السبعة، ويكنى بأبي عبد
الرحمن أيضاً. وهكذا أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المدني،
يكنى بأبي محمد أيضاً. قال الخطيب البغدادي: ولا نظير لهما في
ذلك، وقيل: لا كنية لابن حزم هذا.
وممن ليس له اسم سوى كنيته فقط: أبو بلال الأشعري شريك وغيره،
وكذلك كان يقول: اسمي كنيتي. وأبو حصين ابن يحيى بن سليمان
الرازي، شيخ أبي حاتم وغيره.
" القسم الثاني ": من لا يعرف بغير كنيته، ولم يوقف على اسمه،
منهم:
(1/215)
" أبو أناس " بالنون الصحابي. " أبو
مُويهبة " صحابي. " أبو شيبة " الخدري المدني، قتل في حصار
القسطنطينية، ودفن هناك رحمه الله. " أبو الأبيض " عن أنس. "
أبو بكر بن نافع " شيخ مالك. " أبو النَّجيب " بالنون مفتوحة،
ومنهم من يقول بالتاء المثناة من فوق مضمومة، وهو مولى عبد
الله بن عمرو. " أبو حرب بن أبي الأسود ". " أبو حريز الموقفي
" شيخ ابن وهب. والموقف: محلة بمصر.
" الثالث ": من له كنيتان، إحداهما لقب، مثاله: علي بن أبي
طالب، كنيته أبو الحسن، ويقال له " أبو تراب " لقباً. " أبو
الزناد " عبد الله بن ذكوان، يكنى بأبي عبد الرحمن، " أبو
الزناد " لقب، حتى قيل: إنه كان يغضب من
(1/216)
ذلك. " أبو الرجال " محمد بن عبد الرحمن،
يكنى بأبي عبد الرحمن، و " أبو الرجال " " محمد بن عبد الرحمن،
يكنى بأبي عبد الرحمن، و " أبو الرجال " لقب له، لأنه كان له
عشرة أولاد رجال. " أبو تُميلة "، يحيى بن واضح، كنيته أبو
محمد. " أبو الآذان " الحافظ عمر بن إبراهيم. يكنى بأبي بكر،
ولقب بأبي الآذان لكبر أذنيه. " أبو الشيخ " الأصبهاني الحافظ،
هو عبد الله بن محمد وكنيته أبو محمد، و " أبو الشيخ " لقب "
أبو حازم " العبدري الحافظ، عمر بن أحمد، كنيته أبو حفص، و "
أبو حازم " لقب. قاله الفلكي في الألقاب.
" الرابع ": من له كنيتان، كابن جريج، كان يكنى بأبي خالد،
وبأبي الوليد، وكان عبد الله العمري يكنى بأبي القاسم، فتركها
واكتنى بأبي عبد الرحمن.
" قلت ": وكان السهيلي يكنى بأبي القاسم وبأبي عبد الرحمن.
قال ابن الصلاح: وكان لشيخنا منصور بن أبي المعالي النيسابوري،
حفيد الفراوي ثلاث كنى: أبو بكر، وأبو الفتح، وأبو القاسم.
والله أعلم.
" الخامس ": من له اسم معروف، ولكن اختلف في كنيته، فاجتمع له
كنيتان وأكثر، مثاله: زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وقد اختلف في كنيته، فقيل: أبو خارجة، وقيل: أبو
زيد، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد. وهذا كثير يطول
استقصاؤه.
" السادس ": من عرفت كنيته واختلف في اسمه، كأبي هريرة رضي
الله عنه: اختلف في اسمه واسم أبيه على أزيد من عشرين قولاً،
واختار ابن إسحاق أنه عبد الرحمن بن صخر، وصحح ذلك أبو أحمد
الحاكم. وهذا كثير في الصحابة فمن بعدهم.
" أبو بكر عيَّاش " اختلف في اسمه على أحد عشر قولاً، وصحح
(1/217)
أبو زرعة وابن عبد البر أن اسمه " شعبة "،
ويقال: إن اسمه كنيته، ورجحه ابن الصلاح، قال: لأن روي عنه أنه
كان يقول ذلك.
" السابع ": من اختلف في اسمه وفي كنيته، وهو قليل، كسفينة،
قيل: اسمه مهران، وقيل: عمير، وقيل: صالح، وكنيته، قيل: أبو
عبد الرحمن، وقيل: أبو البختري.
" الثامن ": من اشتهر باسمه وكنيته، كالأئمة الأربعة: أبو عبد
الله مالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وأبو حنيفة: النعمان ن
ثابت. وهذا كثير.
" التاسع ": من اشتهر بكنيته دون اسمه، وكان اسمه معيناً
معروفاً كأبي إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله. أبو مسلم
الخولاني: عبد الله بن ثوب. أبو إسحاق السبيعي: عمر بن عبد
الله. أبو الضحى مسلم بن صبيح. أبو الأشعث الصنعاني: شراحيل بن
آدة. أبو حازم: سلمة بن دينار. وهذا كثير جداً.
(1/218)
النوع الحادي
والخمسون
معرفة من اشتهر بالاسم دون الكنية
وهذا كثير جداً، وقد ذكر الشيخ أبو عمرو ممن يكنى بأبي محمد
جماعة من الصحابة، منهم: الأشعث بن قيس، وثابت بن قيس، وجبير
ابن مطعم، والحسن بن علي، وحُويطب بن عبد العزى، وطلحة بن عبيد
الله، وعبد الله بن بحينة، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن
ثعلبة ابن صعير، وعبد الله بن زيد صاحب الأذان، وعبد الله بن
عمرو، وعبد الرحمن بن عوف، وكعب بن مالك، ومعقل بن سنان.
وذكر من يكنى منهم بأبي عبد الله وبأبي عبد الرحمن.
ولو تقصينا ذلك لطال الفصل جداً. وكان ينبغي أن يكون هذا النوع
قسماً عاشراً من الأقسام المتقدمة في النوع قبله.
(1/219)
النوع الثاني
والخمسون
معرفة الألقاب
وقد صنف في ذلك غير واحد، منهم: أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن
الشيرازي، وكتابه في ذلك مفيد كثير النفع. ثم أبو الفضل ابن
الفلكي الحافظ.
وفائدة التنبيه على ذلك: أن لا يظن أن هذا اللقب لغير صاحب
الاسم.
وإذا كان اللقب مكروهاً إلى صاحبه فإنما يذكره أئمة الحديث على
سبيل التعريف والتمييز، لا على وجه الذم واللمز والتنابز.
والله موفق للصواب.
قال الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري: رجلان جليلان لزمهما
لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم " الضال "، وإنما ضل في
طريق مكة. وعبد الله بن محمد " الضعيف "، وإنما كان ضعيفاً في
جسمه، لا في حديثه.
قال ابن الصلاح: وثالث، وهو " عارم " أبو النعمان محمد بن
الفضل السدوسي، وكان عبداً صالحاً بعيداً من العرامة، والعارم:
الشرير المفسد.
" غُندَر ": لقب لمحمد بن جعفر البصري الراوي عن شعبة، ولمحمد
بن جعفر الرازي، روى عن أبي حاتم الرازي، ولمحمد بن جعفر
البغدادي الحافظ الجوال شيخ الحافظ أبي نعيم الأصبهاني وغيره.
ولمحمد بن جعفر بن دُران البغدادي، روى عن أبي خليفة الجمحي،
ولغيرهم.
" غُنجار ": لقب لعيسى بن موسى التميمي أبي أحمد البخاري، وذلك
لحمرة وجنته، روى عن مالك والثوري وغيرهما. و " غُنجار " آخر
متأخر،
(1/220)
وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد البخاري
الحافظ، صاحب تاريخ بُخارى، توفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
" صاعقة ": لُقب به محمد بن عبد الرحيم شيخ البخاري، لقوة حفظه
وحسن مذاكرته.
" شباب ": هو خليفة بن خياط المؤرخ.
" زُنيج ": محمد بن عمرو الرازي، شيخ مسلم.
" رسته ": عبد الرحمن بن عمر.
" سُنيد ": هو الحسين بن داود المفسر.
" بندار ": محمد بن بشار شيخ الجماعة، لأنه كان بندار الحديث.
" قيصر ": لقب أبي النضر هاشم بن القاسم شيخ الإمام أحمد ابن
حنبل.
" الأخفش ": لقب لجماعة، منهم: أحمد بن عمران البصري النحوي،
روى عن زيد بن الحباب، وله غريب الموطأ.
قال ابن الصلاح: وفي النحويين أخافش ثلاثة مشهورون، أكبرهم:
أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد، وهو الذي ذكره سيبويه في
كتابه المشهور، والثاني: أبو الحسن سعيد بن مسعدة، راوي كتاب
سيبويه عنه، والثالث:
(1/221)
أبو الحسن علي بن سليمان، تلميذ أبوي
العباس أحمد بن يحيى " ثعلب "، ومحمد بن يزيد " المُب؟ رد ".
" مربع ": لقب لمحمد بن إبراهيم الحافظ البغدادي.
" جزرة ": صالح بن محمد الحافظ البغدادي.
" كيلجة ": محمد بن صالح البغدادي أيضاً.
" ماغم ": علي بن الحسن بن عبد الصمد البغدادي الحافظ، ويقال:
علان ماغم " فيجمع له بين لقبين.
" عبيدٌ العجل ": لقب أبي عبد الله الحسين بن محمد بن حاتم
البغدادي الحافظ أيضاً.
قال ابن الصلاح: وهؤلاء البغداديون الحفاظ كلهم من تلامذة يحيى
بن معين وهو الذي لقبهم بذلك.
" سجادة ": الحسن بن حماد، من أصحاب وكيع، والحسين بن أحمد،
شيخ ابن عدي.
(1/222)
" عبدان ": لقب جماعة، فمنهم: عبد الله بن
عثمان، شيخ البخاري.
فهؤلاء ممن ذكره الشيخ أبو عمرو، واستقصاء ذلك يطول جداً.
والله أعلم.
النوع الثالث والخمسون
معرفة المؤتلف والمختلف
في الأسماء والأنساب وما أشبه ذلك
ومنه ما تتفق في الخط صورته، وتفترق في اللفظ صيغته.
قال ابن الصلاح: وهو فنٌ جليل، ومن لم يعرفه من المحدثين كثر
عثارة، ولم يعدم مخجلاً. وقد صنف فيه كتب مفيدة، من أكملها
الإكمال لابن ماكولا، على إعواز فيه.
" قلت ": قد استدرك عليه الحافظ عبد الغني بن نقطة كتاباً
قريباً من الإكمال فيه فوائد كثيرة. وللحافظ أبي عبد الله
البخاري - من المشايخ المتأخرين - كتاب مفيد أيضاً في هذا
الباب.
ومن أمثلة ذلك " سلام سلام "، " عُمارة، وعِمارة "، " حِزام،
(1/223)
حَرام "، " عباس، عياش "، " غنام، عثام "،
" بشار، يسار "، " بشر، بُسر "، " بشير، يُسير، نُسير "، "
حارثة، جارية "، " جرير، حريز "، " حبان، حيان "، " رباح،
(1/224)
رِياح "، " سُريج، شُريح "، " عَباد، عُباد
". ونحو ذلك.
وكما يقال: " العنسي، والعيشي، والعبسي "، " الحمال، والجمال
"، " الخياط، والحناط، والخباط "، " البزار، والبزاز "، "
الأبُلي، والأيلي "،
(1/225)
" البصري والنصري "، " الثوري والتوز "، "
الجُريري، والجَريري، والحريري "، " السَّلمي، والسُّلمي "، "
الهمداني، والهمذاني "، وما أشبه ذلك، وهو كثير.
وهذا إنما يضبط بالحفظ محرراً في مواضعه، والله تعالى المعين
الميسر، وبه المستعان.
(1/226)
النوع الرابع
والخمسون
معرفة المتفق والمفترق
من الأسماء والأنساب
وقد صنف فيه الخطيب كتاباً حافلاً.
وقد ذكره الشيخ أبو عمرو أقساماً: " أحدها " أن يتفق اثنان أو
أكثر في الاسم واسم الأب.
مثاله: " الخليل بن أحمد " ستة، أحدهم: النحوي البصري، وهو أول
من وضع علم العروض، قالوا: ولم يسم أحد بعد النبي صلى الله
عليه وسلم بأحمد قبل أبي الخليل بن أحمد، إلا أبا السفر سعيد
بن أحمد، في قول ابن معين، وقال غيره: سعيد بن يحمد. فالله
أعلم.
الثاني: أبو بشر المزني، بصري أيضاً، روى عن المستنير بن أخضر
عن معاوية بن قرة، وعنه عباس العنبري وجماعة.
(1/227)
والثالث: أصبهاني، روى عن روح بن عبادة
وغيره.
والرابع: أبو سعيد السجزي: القاضي الفقيه الحنفي المشهور
بخراسان. روى عن ابن خُزيمة وطبقته.
الخاامس: أبو سعيد البستي القاضي، حدث عن الذي قبله، وروى عن
البيهقي.
السادس: أبو سعيد البستي أيضاً، شافعي، أخذ عن الشيخ أبي حامد
الإسفرائيني، دخل بلاد الأندلس.
" القسم الثاني ": " أحمد بن جعفر بن حمدان " أربعة: القطيعي،
والبصري، والدينوري، والطرسوسي.
" محمد بن يعقوب بن يوسف " اثنان من نيسابور: أبو العباس
الأصم، وأبو عبد الله بن الأخرم.
" الثالث ": " أبو عمران الجوني " اثنان: عبد الملك بن حبيب،
تابعي، وموسى بن سهل، يروي عن هشام بن عروة.
" أبو بكر بن عياش " ثلاثة: القارئ المشهور، والسلمي الباجدائي
صاحب غريب الحديث، توفي سنة أربع ومائتين، وآخر حمصي مجهول.
(1/228)
" الرابع ": " صالح بن أبي صالح " أربعة.
" الخامس ": " محمد بن عبد الله الأنصاري " اثنان: أحدهما
المشهور صاحب الجزء، وهو شيخ البخاري، والآخر ضعيف، يكنى بأبي
سلمة.
وهذا باب واسع كبير، كثير الشعب، يتحرر بالعمل والكشف عن الشيء
في أوقاته. |