التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح النوع الثامن
والخمسون: معرفة النسب.
التي باطنها على خلاف ظاهرها الذي هو السابق إلى الفهم منها.
من ذلك أبو مسعود البدري عقبة بن عمرو لم يشهد بدرا في قول
ألأكثر ولكن نزل بدرا فنسب إليها.
سليمان بن طرخان التيمي نزل في تيم وليس منهم وهو مولى بني
مرة.
أبو خالد الدإلاتي يزيد بن عبد الرحمن هو أسدي مولى لبني أسد
نزل في بني دإلان بطن من همدان فنسب إليهم. إبراهيم بن يزيد
الخوزي ليس من الخوز إنما نزل شعب الخوز بمكة.
عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي نزل جبانة عرزم بالكوفة وهي
قبيلة معدودة في فزارة فقيل: عرزمي بتقديم الراء المهملة على
الزاي محمد بن سنان العوقي أبو بكر البصري باهلي نزل في العوقة
بالقاف والفتح وهم بطن من عبد القيس فنسب إليهم.
أحمد بن يوسف السلمي جليل روى عنه مسلم وغيره هو أزدي عرف
بالسلمي لأن أمه كانت سلمية ثبت ذلك عنه. وأبو عمرو بن نجيد
السلمي كذلك فإنه حافده. وأبو عبد الرحمن السلمي مصنف الكتب
للصوفية كانت أمه ابنة أبي عمرو المذكور فنسب سلميا وهو أزدي
أيضا جده ابن عم أحمد بن يوسف.
ويقرب من ذلك ويلتحق به: مقسم مولى ابن عباس هو مولى عبد الله
(1/426)
ابن الحارث بن نوفل لزم ابن عباس فقيل له:
مولى ابن عباس للزومه إياه. يزيد الفقير أحد التابعين وصف بذلك
لأنه أصيب في فقار ظهره فكان يألم منه حتى ينحني له خالد
الحذاء لم يكن حذاء ووصف بذلك لجلوسه في الحذاءين والله أعلم.
(1/427)
النوع التاسع والخمسون. معرفة المبهمات.
أي معرفة أسماء من أبهم ذكره في الحديث من الرجال والسناء.
وصنف في ذلك عبد الغني بن سعيد الحافظ والخطيب وغيرهما ويعرف
ذلك بوروده مسمى في بعض الروايات وكثير منهم لم يوقف على
أسمائهم.
وهو على أقسام: منها وهو من أبهما ما قيل فيه رجل أو امرأة.
ومن أمثلته: حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلا قال: يا
رسول الله الحج كل عام؟ وهذا الرجل هو الأقرع بن حابس بينه ابن
عباس في رواية أخرى.
حديث أبي سعيد الخدري في ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم مروا بحي فلم يضيفوهم فلدغ سيدهم فرقاه رجل منهم بفاتحة
الكتاب على ثلاثين شاة الحديث. الراقي هو الراوي أبو سعيد
الخدري حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى حبلا
ممدودا بين ساريتين في المسجد فسأل عنه فقالوا: فلانة تصلي
فإذا غلبت تعلقت به. قيل: إنها زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقيل أختها حمنة بنت جحش وقيل: ميمونة بنت
الحارث أم المؤمنين.
المرأة التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغسل من
الحيض فقال
__________
النوع التاسع والخمسون- معرفة المبهمات.
"قوله" حديث أبى سعيد الخدري في ناس من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم مروا بحي فلم يضيفوهم فلدغ سيدهم فرقاه رجل
منهم بفاتحة الكتاب على ثلاثين شاة الحديث الراقي هو الراوي
أبو سعيد الخدري انتهى هكذا جزم به المصنف تبعا للخطيب.
(1/427)
"خذي فرصة من مسك". هي أسماء بنت يزيد بن
السكن الأنصارية وكان يقال لها: خطيبة النساء. وفي رواية لمسلم
تسميتها: أسماء بنت شكل والله أعلم.
ومنها: ما أبهم بأن قيل فيه ابن فلان أو ابن الفلاني أو ابنة
فلان أو نحو ذلك ومن ذلك حديث أم عطية: ماتت إحدى بنات رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اغسليها بماء وسدر" الحديث. هي
زينب زوجة أبي العاص بن الربيع أكبر بناته صلى الله عليه وسلم
وإن كان قد قيل أكبرهن رقية والله أعلم.
ابن اللتبية ذكر صاحب الطبقات محمد بن سعد: أن اسمه عبد الله
وهذه نسبة إلى بني لتب بضم اللام وإسكان التاء المثناة من فوق
بطن من الأسد بإسكان السين وهم الأزد وقيل: ابن الأتبية
بالهمزة ولا صحة له.
__________
فإنه قال ذلك في كتاب المبهمات له وتبعه النووي في مختصره وفي
شرح مسلم أيضا وفيه نظر من حيث أن في بعض طرق حديث أبى سعيد في
الصحيحين من رواية معبد بن سيرين عن أبى سعيد فقام معها رجل
منا ما كنا نأبنه برقية فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا
فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقى قال ما رقيت إلا
بأم الكتاب وفي رواية لمسلم فقام معها رجل ما كنا نظنه يحسن
رقية الحديث وظاهر هذا أنه غير أبى سعيد ولكن الخطيب ومن تبعه
استدل على كونه أبا سعيد بما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه
من رواية جعفر بن اياس عن أبى نضرة عن أبى سعيد وفيه فقالوا هل
فيكم من يرقى من العقرب قلت نعم أنا ولكن لا أرقيه حتى تعطونا
غنما قالوا فأنا نعطيكم ثلاثين شاة فقبلنا فقرأت عليه الحمد
سبع مرات فبرأ الحديث لفظ الترمذي وقال حديث حسن صحيح انتهى.
وقد تكلم غير واحد من الأئمة في هذه الرواية وقد رواه الترمذي
بعد هذا من رواية جعفر عن أبى المتوكل عن أبى سعيد وقال فيه
فجعل رجل منا يقرأ عليه بفاتحة الكتاب وقال هذا أصح من حديث
الأعمش عن جعفر بن إياس أي الرواية المتقدمة وضعف ابن ماجه
أيضا رواية أبى نضرة بكونها خطأ فقال والصواب هو أبو المتوكل
انتهى.
وقد يقال لعل ذلك وقع مرتين مرة لأبى سعيد ومرة لغيره وقد وقع
نظير ذلك مع
(1/428)
ابن مربع الأنصاري الذي أرسله رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أهل عرفة وقال: "كونوا على مشاعركم".
اسمه زيد وقال الواقدي وكاتبه ابن سعيد: اسمه عبد الله.
__________
شخص آخر من الصحابة يقال أن اسمه علاقة بن صحار وهو عم خارجة
بن الصلت رواه أبو داود والنسائي إلا أن ذاك الذي رواه عم
خارجة كان معتوها مع أنه ورد في حديث أبى سعيد الخدري لمتقدم
عند النسائي فعرض لإنسان منهم في عقله أو لدغ هكذا على الشك
ولا مانع من أن يقع ذلك لجماعة والله أعلم.
"قوله" ابن مربع الأنصاري الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى أهل عرفة وقال: "كونوا على مشاعركم" اسمه زيد وقال
الواقدي وكاتبه محمد بن سعيد اسمه عبد الله انتهى.
هكذا اقتصر المصنف على قولين في ابن مربع وفيه قول ثالث أن
اسمه يزيد بزيادة ياء مثناه من تحت في أوله وبه جزم المحب
الطبري في كتاب للقرى وهو الذي رجحه الحافظ أبو القاسم بن
عساكر في الأطراف فذكر الحديث في باب الياء فقال ومن مسند يزيد
ويقال زيد ويقال عبد الله بن مربع بن قيظي وساق نسبه وتبعه
الحافظ أبو الحجاج المزي في الأطراف في ترجيح كونه اسمه يزيد
فذكره في فصل من اشتهر بالنسبة إلى أبيه أوجده فقال ابن مربع
واسمه يزيد ويقال زيد ويقال عبد الله بن مربع بن قيظي وكذلك
رجحه في التهذيب في هذا الفصل فقال ابن مربع اسمه يزيد وقيل
زيد وقيل عبد الله وخالف المزي ذلك في الأسماء فرجح أن اسمه
زيد كما ذكره المصنف فقال زيد بن مربع بن قيظي وذكر نسبه ثم
قال هكذا سماه ونسبه أحمد بن البرقي وهكذا أسماه أبو بكر بن
أبى خيثمة عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقيل اسمه يزيد وقيل
عبد الله قال وأكثر ما يجئ في الحديث غير مسمى انتهى.
قلت لم أجده مسمى في شيء من طرق الحديث وإنما يعرف له هذا
الحديث الواحد كما قال الترمذي وحديثه في السنن الأربعة ومسند
أحمد ومعجم الطبراني وإنما سماه الترمذي عقب الحديث ففي أصل
سماعنا اسمه زيد وفي كثير من النسخ يزيد وهكذا نقله ابن عساكر
في الأطراف وتبعه المزى أيضا في الأطراف وقد اختلف فيه كلام
ابن عساكر كما اختلف كلام المزى فرجح في الأطراف أن اسمه يزيد
ورجح في جزء له رتب فيه اسماء الصحابة الذين في مسند أحمد على
حروف المعجم أن اسمه زيد
(1/429)
ابن أم مكتوم الأعمى المؤذن اسمه عبد الله
بن زائدة وقيل: عمرو بن قيس وقيل: غير ذلك. وأم مكتوم اسمها
عاتكة بنت عبد الله.
__________
وسماه الطبرانى في المعجم الكبير عبد الله كما فعل الواقدي
وابن سعد وليس ابن مربع شخصا واحدا اختلف في اسمه ولكن زيد
وعبد الله إخوان اختلف في تعيين من كان المرسل منهما بعرفة
بقوله كونوا على مشاعركم.
وقد ذكر الدارقطني في المؤتلف والمختلف وابن عبد البر في
الاستيعاب وابن ماكولا في الإكمال أنهم أربعة أخوة عبد الله
وعبد الرحمن وزيد ومرارة بنو مربع بن قيظي وكان أبوهم مربع من
قيظي من المنافقين ذكره الدارقطني وابن ماكولا وذكر ابن حبان
في الصحابة زيد بن مربع ويزيد بن مربع كل واحد في بابه.
"قوله" ابن أم مكتوم الأعمى المؤذن اسمه عبد الله بن زائدة
وقيل عمرو بن قيس وقيل غير ذلك انتهى.
ما رجحه المصنف من أن اسمه عبد الله بن زائدة مخالف لقول جمهور
أهل الحديث فإن أكثر أهل الحديث على أن اسمه عمرو وحكاه عنهم
ابن عبد البر في الاستيعاب في موضعين في باب عبد الله وفي باب
عمرو وكذا قال المزى في التهذيب إن كون اسمه عمرا أكثر وأشهر
انتهى وهو قول الزهرى وموسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق فيما رواه
ابن هشام عن زياد البكائى عنه والزبير بن بكار وأحمد بن حنبل
سماه في المسند كذلك في الترجمة وهو مسمى أيضا في نفس الحديث
عنده من رواية أبى رزين عن عمرو ابن أم مكتوم قال جئت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله كنت ضريرا شاسع
الدار وليس لي قائد الحديث وكذلك رواه الطبراني في المعجم
الكبير من رواية زر من حبيش عن عمرو بن أم مكتوم والحديث عند
أبى داود بن ماجه من الطريق الأول ولكن لم يسم فيه عندهما
والجمهور أيضا أنه عمرو بن قيس كما قال الزهري وموسى بن عقبة
والزبير بن بكار ورجحه ابن عساكر في الأطراف وكذلك المزي أيضا
في الأطراف فقال واسمه عمرو بن قيس بن زائدة قال ويقال عمرو بن
زائدة ويقال عبد الله بن زائدة وكذا قال في أواخر التهذيب في
فصل من يعرف بابن كذا فقال اسمه عمرو بن قيس ويقال عبد الله
وقال قبل ذلك في باب عمرو بن قيس بن زائدة ويقال عمرو بن زائدة
تقدم وقال قبل ذلك عمرو بن زائدة ويقال عمرو بن قيس بن زائدة
إلى آخر
(1/430)
الابنة التي أراد بنو هشام بن المغيرة أن
يزوجوها من علي بن أبي طالب رضي الله عنه هي العوراء بنت أبي
جهل بن هشام بن المغيرة والله أعلم.
ومنها: العم والعمة ونحوهما. من ذلك: رافع بن خديج عن عمه في
حديث المخابرة عمه هو ظهير بن رافع الحارثي الأنصاري.
__________
كلامه وما ذكره المصنف من أنه عبد الله بن زائدة هو قول قتادة
قال ابن أبى حاتم يشبه أن يكون قتادة نسبه إلى جده وقال ابن
عبد البر أيضا أظنه نسبه إلى جده وقال ابن حبان من قال هو عبد
الله بن زائدة فقد نسبه إلى جده زائدة انتهى.
وقد رجح البخاري في التاريخ ما رجحه المصنف فقال هو عبد الله
بن زائدة قال ويقال عمرو بن قيس بن شريح بن مالك قال وقال ابن
إسحاق عبد الله بن شريح بن قيس بن زائدة انتهى.
وما حكاه البخاري عن ابن إسحاق من أنه عبد الله بن شريح هو
الذي اختاره ابن أبى حاتم وحكاه عن على بن المديني وعن الحسين
بن واقد وقال أنه رواه سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق وهو
مخالف لما رويناه عن ابن إسحاق في السيرة كما تقدم وقال محمد
بن سعد أما أهل المدينة فيقولون اسمه عبد الله وأهل العراق
يقولون اسمه عمرو قال وأجمعوا على نسبه فقالوا هو ابن قيس بن
زائدة بن الأصم قال ابن أبى حاتم كيف أجمعوا وقد حكينا عن
ثلاثة نفر محمد بن إسحاق وعلى بن المديني والحسين بن واقد يريد
قولهم أنه عبد الله بن شريح وقال ابن حبان هو عبد الله بن عمرو
بن شريح بن قيس ابن زائدة فذكر نسبه ثم قال وكان اسمه الحصين
فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله انتهى.
وقد ورد أيضا في بعض أحاديثه تسميته بعبد الله كما رواه
الطبرانى في المعجم الكبير من حديث جابر طاف النبي صلى الله
عليه وسلم في حجته بالبيت على ناقته الجدعاء وعبد الله ابن أم
مكتوم آخذ بخطامها يرتجز فان قلت فاذا كان قد ورد مسمى بعبد
الله هكذا.
واتفق على بن المدينى والبخاري والحسين بن واقد وابن أبى حاتم
وابن حبان وابن إسحاق في رواتة سلمة بن الفضل عنه على تسميته
بعبد الله اقتضى ذلك ترجيح ما رجحه المصنف قلنا حديث جابر هذا
لا يصح فان في إسناده عمر بن قيس وهو الملقب سندل أو سندول وهو
أحد المتروكين والأكثرون قالوا أنه عمرو والله أعلم
(1/431)
زياد بن علاقة عن عمه هو قطبة بن مالك
الثعلبي بالثاء المثلثة.
عمة جابر بن عبد الله التي جعلت تبكي أباه يوم أحد اسمها فاطمة
بنت عمرو بن حرام وسماها الواقدي هندا والله أعلم.
ومنها: الزوج والزوجة: من ذلك حديث سبيعة الأسلمية: أنها ولدت
بعد وفاة زوجها بليال هو سعد بن خولة الذي رثى له رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة وكان بدريا.
زوج بروع بنت واشق وهي بفتح الباء عند أهل اللغة وشاع في ألسنة
أهل الحديث كسرها زوجها اسمه هلال بن مرة الأشجعي على ما
رويناه من غير وجه زوجة عبد الرحمن بن الزبير بفتح الزاي التي
كانت تحت رفاعة بن سموال القرظي فطلقها. اسمها تميمة بنت وهيب
وقيل: تميمة بضم التاء وقيل: سهيمة والله أعلم.
(1/432)
|