مفتاح السعيدية في شرح الألفية الحديثية

الْمُؤْتَلِفُ والمُخْتَلِفُ
قوله:
876 - وَاعْنِ بِمَا صُورَتُهُ مُؤْتَلِفُ ... خَطّاً وَلَكِنْ لَفْظُهُ مُخْتَلِفُ
877 - نَحْوُ سَلاَمٍ كلُّهُ فَثَقِّلِ ... لاَ ابْنُ سَلاَمِ الحِبْرُ والمُعْتَزِلي
878 - أَبَا عَلِيٍّ فَهْوَ خِفُّ الجَدِّ ... وَهْوَ الأَصَحُّ في أبِي البِيكَنْدِي
879 - وابْنُ أَبِي الْحُقَيقِ وابْنُ مِشْكَمِ ... والأَشْهَرُ التَّشْدِيدُ فِيهِ فَاعْلَم
880 - وابْنُ مُحَمَّدِ بنِ نَاهِضٍ فَخِفْ ... أَوْ زِدْهُ هَاءً فَكَذا فِيهِ اخْتُلِفْ
881 - قُلْتُ: ولِلْحِبْرِ ابْنِ أُخْتٍ خَفِّفِ ... كَذَاكَ جَدُّ السَّيِّدي والنَّسَفِي

الشرح: من أنواع الحديث فن «المؤتلف والمختلف».
قلت: وهو فن جليل يقبُحُ جهله بأهل العلم، لا سيما أهل الحديث، فينبغي الاعتناء [151 - ب] به، وإلا افتضح بين أهله.
وأَفْرَدَهُ جماعةٌ بالتَّصْنيف، وأول من صَنَّفَ فيه عبد الغني بن سعيد، ثم شيخه الدارقطني، وأَكْمَلَ مُصَنَّفٍ فيه «الإكمال» لابن ماكولا، وذَيَّل عليه بن نُقطة ذيلاً مفيداً، ثم ذيل على ابن نقطة الحافظ جمال الدين بن الصابوني، والحافظ منصور بن سَليم بفتح السين، عُرِف بابن العمادية، وذيل عليهما الحافظ علاء الدين مغلطاي ذيلاً كبيراً، وجمع فيه الحافظ الذهبي مجلداً

(1/386)


أسماه «مشتبه النسبة» فأجحف في الاختصار، واعتمد على ضبط القلم.
و «المؤتلف والمختلف» قسمان:
أحدهما: ما ليس له ضابط يُرْجَع إليه، وإنما يعرف بالنقل والحفظ، وهو الأكثر.
والثاني: ما يدخل تحت الضبط، وذكر منه (ن) (1) هنا جملة، وهذا القسم الثاني قسمان:
أحدهما: على العموم من غير تقييد بتصنيف، وضابطه أن يُقال ليس لهم فلان إلا كذا.
والثاني: مخصوص بما في «الصحيحين» و «الموطأ».
فَمِن الأول: سلاَّم كله بالتشديد إلا خمسة، وهم سلام والد عبد الله بن سلَام الصحابي الحبر.
[و] (2) سلَام بن سلَام جد أبي علي الجُبَّائي المعتزلي، [وسلام والد محمد بن سلام بن الفرج البيكندي البخاري شيخ البخاري على خلافٍ فيه] (3)، فجزم غنجار في «تاريخ بخارى» والخطيب، وابن ماكولا بالتخفيف، وهو الصحيح، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح، والجيَّاني أبو علي في «التقييد» وصاحب «المشارق» وصاحب «المطالع» بالتشديد.
_________
(1) (2/ 217).
(2) زيادة من المصدر، وفيه: سلام جد أبي علي.
(3) زيادة من المصدر.

(1/387)


قال شيخنا (ن) (1): ولعله [152 - أ] اشتبه عليهما بآخر، يُسمى: محمد بن سلام بن السكن، حدث عن الحسن بن سوَّار الخراساني، فأما شيخ البخاري فروينا بالإسناد إليه أنه قال: أنا محمد بن سلام بالتخفيف، وهذا قاطع للنزاع، انتهى كلام شيخنا. وسلام بن أبي الحُقَيق اليهودي، وسلَام بن مشكم خماراً كان في الجاهلية والمعروف فيه التشديد.
قلت: ومِشْكم: بكسر الميم، وإسكان الشين المعجمة، وفتح الكاف، وبعده ميم. انتهى.
وقوله: «وابن محمد» (خ) يعني أن بعضهم زاد سلَام بن محمد بن ناهض المقدسي، روي عنه الطبراني فسماه سلامة بزيادة هاء آخره، والخلف فيه إنما هو في زيادة الهاء وحذفها، وأما التخفيف فلا خلاف فيه.
وقوله: «قلت» (خ) زاد (ن) (2) ثلاثة أسماء مُخَفَّفَة وهم: سلَام بن أخت عبد الله بن سلام، عده في الصحابة ابن فتحون في «ذيله»، ولعبد الله بن سلام أخٌ يقال له سلمة بن سلام، وجد السَّيِّدي [وهو سعد بن جعفر] (3) بن سلام السَّيِّدي، روي عنه (4) عن ابن البَطِّي، ومات سنة أربعة عشر وستمائة، وكذلك جد النِّسَفي الأعلى: أبو نصر محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمد بن موسى بن سلَام النِّسفَي، ذكره الذهبي في «المشتبه».
_________
(1) (2/ 218).
(2) (2/ 218 - 219).
(3) زيادة من المصدر.
(4) قوله: عنه. ليس في المصدر.

(1/388)


فقوله: «الحبر»، قلت: الحبر بفتح الحاء المهملة، وكسرها، وبعده باء موحدة: العالم.
و «البِيْكَندي» وضبطه (ن) بكسر الباء الموحدة، وسكون الياء المثناة تحت، وفتح الكاف، وسكون النون، وبعده دال مهملة.
و «الحُقَيق» بضم الحاء المهملة، وفتح القاف [152 - ب]، وبعده مثناة تحت ساكنة، فقاف.
و «ناهض» بالنون، والهاء، والضاد المعجمة.
و «السُّبدي» بضم السين المهملة، وفتح الموحدة، وبعده دال مهملة، نسبة إلى سُبَد بطن من قيس (1).
و «النَّسَفي» ضبطه (ن) بفتح النون، والسين، نسبةً إلى نِسَف بكسر النون فُتِحَت للنَّسَب كالنِّمر، انتهى.
وقوله:
882 - عَيْنَ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةَ اكْسِر ... وَفي خُزَاعَةَ كَرِيْزٌ كَبِّر
الشرح: ومن ذلك «عُمارة» كله بضم العين، إلا عِمارة أبا أُبَي ابن عِمارة، من الصحابة، فبالكسر.
قلت: وأما «عَمَّارة» بفتح العين، وتشديد الميم، فجماعة ذكرهم ابن
_________
(1) كذا قال وهو وهم عجيب، فالمذكور في النظم إنما هو السَّيِّدي.

(1/389)


ماكولا، وأشار إليهم (ن) في الشرح (1).
وقوله: «وفي خزاعة» يعني بذلك «كَرِيز» بفتح الكاف، وكسر الراء، مُكبراً، و [كُرَيْز] (2) مصغراً، وكله مصغراً إلا في خزاعة فقط.
وقوله:
883 - وَفِي قُرَيْشٍ أَبَداً حِزَامُ ... وَافْتَحْ فِي الانْصَارِ بِرَا حَرَامُ

الشرح: من ذلك «حِزَام» بكسر الحاء المهملة، وبالزاي. و «حَرَام» بفتح الحاء، وبالراء، ففي قريش الأول، وفي الأنصار الثاني.
قال (ن) (3) شيخنا: والمراد ضبط ما في قريش والأنصار ووقع «حزام» بالزاي في خزاعة، وبني عامر بن صَعْصَعَة، وغيرهما، ووقع «حَرَام» بالراء في خثعم، وجذام، وتميم بن مر، وغير ذلك.
وقوله:
884 - فِي الشَّامِ عَنْسِيٌّ بِنُونٍ، وبِبَا ... فِي كُوْفَةٍ والشِّيْنِ واليا غَلَبَا [153 - أ]
885 - فِي بَصْرَةٍ وَمَا لَهُمْ مَنِ اكْتَنَى ... أَبَا عَبِيْدَةٍ بِفَتْحٍ والكُنَى
886 - فِي السَّفْرِ بالفَتْحِ وَمَا لَهُمْ عَسَلْ ... إلاَّ ابْنُ ذَكْوَانٍ وَعِسْلٌ فَجُمَلْ

الشرح: يعني أن من ذلك «عَنْسي» بفتح العين المهملة، وإسكان النون،
_________
(1) (2/ 220).
(2) زيادة من المصدر.
(3) (2/ 221).

(1/390)


وبالسين المهملة، و «عَبْسى» بالباء الموحدة، و «عَيْشِى» بالمثناة تحت والشين المعجمة.
فالأول في الشاميين، ومنهم عُمير بن هانئ التابعي.
والثاني: في الكوفيين، ومنهم عُبيد الله بن موسى.
والثالث: في البصريين، ومنهم عبد الرحمن بن المبارك، وهذا في الغالب، وإليه الإشارة بقوله «غلبا»، والنادر المخالف للغالب: عمار بن ياسر فإنه عَنْسي بالنون، وهو في أعدد الكوفيين.
وقوله: «ومالهم» (خ) يعني: أن مِنْ ذلك من اكتنى بأبي عُبيدة، فَكُلُّهم بضم العين مُصَغَّراً.
قال الدارقطني: ولا نَعْلَمُ أحداً يُكنى أبا عَبيدة بفتح العين.
وقوله: «والكنى» (خ) يعني أن من ذلك: «السَّفْر» بفتح السين المهملة، وإسكان الفاء، بعده مهملة، و «السَّفَر» بفتح الفاء، فالكنى من ذلك بالفتح، والباقي بالإسكان، ومن المغاربة من يقول في الكنى بالإسكان وهو سعيد يُحْمِد بن محمد بضم الياء المثناة تحت، وإسكان الحاء المهملة، وكسر الميم، وبعده دال مهملة، لا ينصرف للعلَمية، ووزن الفعل، ويقال فيه: يَحْمَد بفتح الياء والميم، والمحدثون يقولونه بالفتح، كما نصه عنهم الدارقطني.
وقوله: «ومالهم عَسَل» (خ) يعني من ذلك: «عِسْل» بكسر [153 - ب] العين، وإسكان السين المهملتين، وبعده لام، و «عَسَل» بفتحها فكله بالأول، إلا عَسَل بن ذكوان الأخباري البصري، فإنه بالثاني، نَصَّ عليه الدارقطني

(1/391)


وغيره، ووجد بخط الزُّهْري أبي منصور وفي كتابه «تهذيب اللَّغَة» عِسْل بالكسر والإسكان.
وقوله: «فجُمَل» بضم الجيم، وفتح الميم، جمع جُملة أي: فكثير، والله تعالى أعلم.
وقوله:
887 - وَالعَامِرِيُّ بْنُ عَلِيْ عَثَّامُ ... وَغَيْرُهُ فَالنُّونُ والإعْجَامُ

الشرح: ومن ذلك «غَنَّام» بفتح الغين المعجمة، وبعده نون مشددة، فألف، فميم.
و «عَثَّام» بفتح العين المهملة، وتشديد المثلثة، فكلُّه بالأول، إلا عثَّام بن علي العامري الكوفي والد علي بن عثام الزاهد.
وقوله:
888 - وَزَوْجُ مَسْرُوقٍ قَمِيْرٌ صَغَّرُوا ... سِوَاهُ ضَمَّاً وَلَهُمْ مُسَوَّرُ
889 - ابنُ يَزِيدَ وابْنُ عَبْدِ المَلِكِ ... وَمَا سِوَى ذَيْنِ فَمِسْوَرٌ حُكِي

الشرح: ومن ذلك «قمير» بضم القاف، وفتحها، مصغراً ومكبراً، والجميع مصغراً، إلا امرأة مسروق بن الأجدع فمُكَبَّر وهي بنت عَمْرو، ومن ذلك «مسور» بضم الميم وفتحها (1)، وفتح السين، وتشديد الواو مفتوحة، و «مِسْوَر» بكسر الميم، وإسكان السين، وفتح الواو.
_________
(1) كذا، ولعله حشو.

(1/392)


فالأول ابن يزيد المالكي الكاهلي له صحبة، وابن عبد الملك اليربوعي، وما عداهما فبالثاني.
وقوله:
890 - وَوَصَفُوا الحمَّالَ في الرُّوَاةِ ... هَارُونَ والغَيْرُ بِجِيمٍ يَاتي [154 - أ]
الشرح: من ذلك الحَمَّال بالحاء المهملة، والجيم، وكله بالجيم من الصفات إلا هارون بن عبد الله فبالحاء، وكان بزازاً، فلما تزهد حَمَل وقيل كان حمالاً ثم تَحوَّل إلى البَز، وزعم الخليلي وابن الفلكيِّ أنه لُقِّب بذلك لكثرة ما حمل من العلم، وردَّهُ ابن الصلاح.
وقوله: «ووصفوا» يعني: أن هذا في الصفات كما قررنا بخلاف الأسماء فإنه بالحاء كأبيض ابن الحَمَّال المازني صحابي، وحمال بن مالك.
وقوله: «في الرواة» يحترز به عن غيرهم من الفقهاء والزهاد، كرافع بن نصر الحمال الفقيه، صاحب أبي إسحاق، وأيوب الحمال الزاهد ببغداد، وبنان الحمال أحد أولياء مصر وإن روى عن الحسن بن عرفة وغيره، إلا أنه لم يشتهر برواية الحديث.
وقوله:
891 - وَوَصَفُوا حَنَّاطاً اوْ خَبَّاطا ... عِيسَى ومُسلِماً كَذَا خَيَّاطَا

الشرح: من ذلك «الحنَّاط» بالحاء المهملة، والنون، وبالخاء المعجمة،

(1/393)


والباء الموحدة (1)، وبخاء، وبالمثناة تحت (2)، فهذه العلامة اجتمعت في اسم واحد، وهما اثنان: عيسى بن [أبي] (3) عيسى الحافظ ومسلم بن أبي مسلم الحافظ، في نصِّ الدارقطني، والأمير، إلا أن عيسى اشتهر بالحناط بالحاء المهملة والنون، ومسلم بالمعجمة والموحدة، ورجَّح الذهبي [في كل واحد] (4) ما اشتهر به.
وقوله:
892 - والسَّلَمِيَّ افْتَحْ في الانْصَارِوَمَنْ ... يَكْسِرُ لامَهُ كأَصْلِهِ لَحَنْ [154 - ب]

الشرح: يعني أن الأنصاري يقال له السَّلَمي بفتح السين، واللام، كجابر بن عبد الله، وغيره، نسبةً إلى بني سَلِمة بفتح السين، كسر اللام، وفُتحت في النسب، كنَمَري وأكثر المحدثين يقولونه على الأصل بكسر اللام، وهو لحن.
واقتصر ابنُ باطيش في «مشتبه النسبة» على كسر اللام، وجعل مفتوح اللام نسبةً إلى «سلميَّة» من عمل حماة.
وقوله:
893 - وَمِنْ هُنَا لِمَالِكٍ وَلَهُمَا ... بَشَّاراً افْرِدْ أَبَ بُنْدَارِ هُمَا
894 - وَلَهُمَا سَيَّارُ أيْ أَبُو الحَكَمْ ... وَابْنُ سَلاَمَةٍ وبِالْيَا قَبْلُ جَمْ
_________
(1) أي: الخباط.
(2) أي: الخياط.
(3) زيادة من المصدر.
(4) زيادة من المصدر.

(1/394)


الشرح: شرع في القسم الثاني في «المؤتلف والمختلف»، وهو ضبط ما في «الموطأ» لمالك، والصحيحين للبخاري ومسلم.
فقوله: «بشَّاراً» (خ) يعني: أن من ذلك «بشَّاراً» بالباء الموحدة، والشين المعجمة. و «سَيَّاراً» بالسين المهملة، والمثناة تحت المشددة.
و «يَسَاراً» بالمثناة تحت، والسين المهملة المخففة.
والأول ليس لهم في الصحيحين منه إلا واحد وهو والد بُنْدَار، واسمه محمد بن بشار، أحد شيوخهما، وأما في الصحابة فمعدوم، وفي التابعين نادر، كذا نص الذهبي.
وقوله: «ولهما» (خ) يعني: أن الثاني فهو سَيَّار بن أبي سَيَّار، ورُدَّ أن كنيته أبو الحكم (1) وسيار بن سلامة، وهما في الصحيحين.
فقوله: «أبو الحكَم»، قلت: هو بفتح الحاء والكاف.
وقوله: «وبالياء» (خ) يعني: أن الثالث كثير فيهما، وفي «الموطأ» سليمان بن يَسَار، وأخيه [155 - أ] عطاء، وسعيد بن يسار، وغيرهم.
وقولهم: «جَمْ». قلت: بفتح الجيم، وبعده ميم، أي: كثير.
وقوله:
895 - وَابْنُ سَعِيدٍ بُسْرُ مِثْلُ المَازِنيْ ... وابْنُ عُبَيْدِ اللهِ وَابْنُ مِحْجَن
896 - وَفِيهِ خُلْفٌ. وَبُشَيْراً اعْجِمِ ... في ابْنِ يسارٍ وابْنِ كَعْبٍ واضْمُم
_________
(1) أي أن كنية والد سيار أبو الحكم، وليست أبا سيار.

(1/395)


897 - يُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو اوْ أُسَيْرُ ... والنُّونُ في أبي قَطَنْ نُسَيْرُ

الشرح: ومن ذلك: «بشر» بكسر الباء الموحدة، وبالشين المعجمة، وبضم الموحدة، وبالسين الموحدة المهملة (1).
فالأولى في الصحيحين و «الموطأ» إلا أربعة فمن الثاني، وهم ابن سعيد، والمازني والد عبد الله، وابن عبيد الله الحضرمي، وابن محجن الدِّيلي.
فقوله: «وابن محجن»، قلت: هو بكسر الميم، وإسكان الحاء المهملة، وفتح الجيم، وبعده نون.
وقوله: «وفيه خلْفٌ»، يعني: أنه اختُلِفَ في هذا الرَّابع فذهب مالك والجمهور إلى أنه بالمهملة.
وقال الثوري: بالمعجمة، قال الدارقطني: ورَجَعَ عنه الثوري فيما يُقال. وابن محجن في «الموطأ» فقط.
وقوله: «وبُشَيراً» (خ) من ذلك «بُشَير» بضم الموحدة، وفتح الشين المعجمة، ويُسَيْر بضم المثناة تحت، وبالسين المهملة، و «نُسير» بضم النون، وفتح السين المهملة، و «بَشير» بفتح الموحدة، وكسر الشين المعجمة.
فالأول: ابن يسار الحارثي المدني، حديثه في الصحيحين والموطأ، وابن كعب العدوي عند البخاري.
والثاني: ابن عمرو، يقال فيه أيضاً أُسير بضم الهمزة.
_________
(1) أي: بُسْر.

(1/396)


والثالث: والد قطن.
فقوله: «قَطَن»، قلت: بفتح القاف، والطاء [155 - ب] المهملة، وبعده نون.
والرابع: جميع ما في الصحيحين و «الموطأ»، ومنهم بَشير بن نَهيك، وغيره.
وقوله:
898 - جَدُّ عَلِيْ بنِ هَاشِمٍ بَرِيْدُ ... وَابْنُ حَفِيْدِ الأَشْعَريْ بُرَيْدُ
899 - وَلَهُمَا مُحَمَّدُ بنُ عَرْعَرَهْ ... بْنِ البِرِنْدِ فَالأَمِيْرُ كَسَرَهْ

الشرح: من ذلك «بريد» بفتح الموحدة، وبضمها. و «بِرِنْد» بكسرها، والراء، وبعد الراء نون ساكنة. و «تزيد» بفتح المثناة تحت، وكسر الزاي.
فالأول: جد علي بن هاشم روى له مسلم.
والثاني: ابن عبد الله بن أبي بردة بن موسى الأشعري، روى له الشيخان، ومنه حديث مالك بن الحويرث في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في البخاري، وفيه «كصلاة شيخنا أبي بُرَيد عمرو».
وذكر الهروي أبو ذر عن أبي محمد الحموي، [عن الفربري] (1) عن (خ) (2) كذا، وكذا ذكره مسلم في الكنى.
ووقع عند عامة رواة (خ): يَزيد، بفتح المثناة تحت، وبالزاي.
_________
(1) زيادة من المصدر.
(2) أي: البخاري.

(1/397)


قال عبد الغني: ولم أسمعه من أحد بالزاي، ومسلم أعلم.
والثالث: جد محمد بن عَرْعَرَة السامي في الصحيحين.
وقوله: «فالأمير» (خ) يعني: أن ابن ماكولا ذكره هكذا بكسر الباء والراء، وفي كتاب «عمدة المحدثين» بَرَند بفتح الباء والراء.
قلت: والأمير هذا هو الحافظ علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن علي بن دُلف بن أبي دُلف القاسم بن عيسى العجلي أبو نصر المعروف بابن ماكولا، أصله من جرباذقان بلدة من همذان [156 - أ] وأصبهان، ولُقِّبَ بالأمير، من بيت الوزارة، والقضاء، والرئاسة، نحويٌ شاعر.
وحدث: سنده إلى أبي هاشم [المذكر] (1) قال: أردتُ البصرةَ فجئت إلى سفينة أكتريها، وفيها رجل، ومعه جارية، فقال الرجل: ليس هاهنا موضع. فسألته الجارية أن يحملني فحملني، فلما سِرْنا دعا الرجل بالغداء فوُضِع، فقالوا: انزلوا المسكين ليتغدى، فأُنْزِلت على أنني مسكين، فلما تغدينا قال: يا جارية هاتي شراباً، فشرب، وأمرها أن تسقيني، قلت: رحمك الله إن للضيف حقاً وقد يؤذيني، قال: فتركني، فلما دَبَّ فيه النبيذ قال: يا جارية هاتي العود وهاتي ما عندك فأخذت العود وغَنَّت:
وكنا كغصني بانة ليس واحدٌ ... يزول عن الحالان عن رأي واحِد
تبدل لي خلاً فخاللتُ غيره ... وخليتُهُ لما أراد تباعدي
فلو أن كفى لم تردني ابنتُها ... ولم يصطحبها بعد ذلك ساعدي
_________
(1) في الأصل: أبي هاشم المد .. ثم بياض، فتممناه من طبقات الشافعية الكبرى (5/ 24).

(1/398)


ألا قبح الرحمن كلَّ مُماذق ... يكون أخاً في الحَفْظ لا في الشدائد

ثم التفت إلي فقال: أتُحسن مثل هذا؟ فقلت: أُحسن خيراً منه، وقرأت: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ، وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} [التكوير:1 - 3]، فجعل يبكي، ولما انتهيت إلى قوله: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} قال: يا جارية اذهبي فأنت حُرة لوجه الله، وألقى ما معه من الشراب في الماء، وكسر العود، ثم اعتنقني، وقال: يا أخي أترى الله يقبل توبتي [156 - ب]؟ فقلت: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، فواخيته أربعين سنة حتى مات، فرأيته في المنام، فقلت: إلى ما صرت بعدي؟ فقال: إلى الجنة، فقلت: بما صرت إليها؟ قال: بقراءتك عليَّ {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ}.
ولما خرج أبو نصر الأمير إلى خراسان في طلب الحديث كتب إلى بغداد بشعره:
قوض خيامك عن دارٍ أُهنت بها ... وجانب الذلَّ إن الذلَّ يُجتنب
وارحل إذا كانت الأوطان واسعة ... فالمندل الرطب في أوطانه حطب

وله رحمه الله:
علمتني بهجرها الصبر عنها ... فهي مشكورةٌ على التقبيح
ذ

والرابع: كل ما في الصحيحين والموطأ إلا ما ذكر.
وقوله:
900 - ذُوْ كُنْيَةٍ بِمَعْشَرٍ وَالعَالِيَهْ ... بَرَّاءَ أُشْدُدْ وَبِجِيمٍ جَارِيَهْ
901 - ابْنُ قُدَامَةٍ كَذَاكَ وَالِدُ ... يَزِيْدُ قُلْتُ وكَذَاكَ الأَسْوَدُ

(1/399)


902 - ابنُ العَلاَ وابْنُ أبِي سُفْيَانِ ... عَمْرٌو، فَجَدُّ ذَا وذَا سِيَّان

الشرح: من ذلك «البراء» بفتح الموحدة، وتشديد الراء ممدودة، وبتخفيفها.
فالأول: أبو معشر يوسف بن يزيد، وحديثه في الصحيحين، وأبو العالية زياد بن فيروز، وحديثه في الصحيحين.
والثاني: جماعة منهم ابن عازب، وجميع ما في الصحيحين و «الموطأ».
وقوله: «وبجيمٍ» (خ) من ذلك «جارية» بالجيم، والتاء المثناة، وبالحاء المهملة [157 - أ] والمثلثة (1).
فالأول ابن قدامة، ووالد يزيد، وهو مذكور في «الموطأ»، وخارجة بن قدامة وقع ذكره في «الفتن» من البخاري.
وقوله: «قلت» (خ) يُشير إلى اسمين آخرين زادهما علي بن الصلاح، وهما: الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي، روى له مسلم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، حديث البئر جُبَار [الحديث] (2) في الحدود.
وعمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي، روى له البخاري عن أبي هريرة قصة قتل خُبيب، وروى له مسلم عن أبي هريرة حديث: «لكل نبي دعوة يدعوا بها» الحديث.
_________
(1) أي: حارثة.
(2) في الأصل: البئر جبار [و] في الحدود. وما أثبتناه من المصدر.

(1/400)


وقوله: «فَجَدُّ» (خ) يعني: أن جد عمرو الأعلى يساوي جد الأسود وهو والد العلاء والد الأسود، على أنه وقع في البخاري في موضع منه عمرو بن أُسيد بن جارية بدون أبي سفيان فاستويا حقيقة.
فقوله: «بِمَعْشَر»، قلت: هو بفتح الميم، وإسكان العين، وبعده شين معجمة.
وقوله: «سِيَّان» هو بكسر السين المهملة، وتشديد المثناة تحت وآخره نون تثنية سي.
وقوله:
903 - مُحَمَّدَ بْنَ خَازِمٍ لا تُهْمِلِ ... والِدَ رِبْعِيٍّ حِرَاِشٍ اهْمِل
904 - كَذَا حَرِيْزُ الرَّحَبِي وكُنْيَهْ ... قَدْ عُلِّقَتْ وَابْنُ حُدَيْرٍ عِدَّهْ

الشرح: من ذاك «خَازِم» بالخاء المعجمة، والزاي، وبالحاء المهملة (1).
فالأول: محمد بن خازم أبو معاوية الضرير. والثاني: الأعرج أبو حازم.
وقوله: «والد رِبْعِي» (خ) من ذلك «حِراش» بكسر الحاء المهملة، وآخره شين [157 - ب] معجمة. وبكسر الخاء المعجمة (2).
فالأول: والد رِبْعي، وليس في الكتب الثلاثة غيره.
والثاني: جماعة، منهم شهاب بن خراش.
_________
(1) أي: وحازم.
(2) أي: وخراش.

(1/401)


وقوله: «كذا» (خ) من ذلك «حَريز» بفتح الحاء المهملة، وكسر الراء، وبعده مثناة تحت ساكنة، فزاي. وبفتح الجيم، وبرائين مهملتين (1).
فالأول: ابن عثمان الرحبي الحمصي، روى له البخاري، وأبو حريز عبد الله الأزدي قاضي سجستان، عَلَّق له البخاري، وهذا أراد بقوله «وكنيته قد عُلِّقَت».
والثاني: ما عداه، ومنهم جرير بن عبد الله البَجَلي، وجرير بن حازم.
وقوله: «وابن حُدَير» (خ) يعي: أنه ربما اشتبه بهذه الترجمة «حُدير» بضم الحاء المهملة، وفتح الدال، وآخره راء مهملة، وهم جماعة منهم عمران بن حُدير، روى له مسلم، وزيد وزياد ابنا حُدير، وقع ذكرهما في «المغازي» من البخاري، من غير رواية.
وقوله:
905 - حُضَيْنٌ اعْجِمْهُ أَبُو سَاسَانَا ... وَافْتَحْ أَبَا حَصِيْنٍ اي عُثْمَانَا
906 - كَذَاكَ حَبَّانُ بنُ مُنْقِذٍ وَمَنْ ... وَلَدَهُ، وابْنُ هِلاَلٍ وَاكْسِرَنْ
907 - ابنَ عَطِيَّةَ مَعَ ابْنِ مُوسَى ... وَمَنْ رَمَى سَعْداً فَنَالَ بُؤْسَا

الشرح: من ذلك: «حضين» بضم (2) الحاء المهملة، وفتح الضاد المعجمة،
_________
(1) أي: وجرير.
(2) في الأصل: بفتح. خطأ.

(1/402)


وبعده مثناة تحت ساكنة، فنون. وبفتحها، وكسر الصاد المهملة (1)، وبضمها (2).
فالأول: ابن المنذر أو سَاسَان، روى له مسلم.
قال المزي: لا نعلم في رواة العلم من اسمه كذلك سواه.
والثاني: أبو حَصين عثمان الأسدي [158 - أ]، حديثه فيهما.
قال الجبائي: ولا أعلم في الكتابين غير هذا.
والثالث: وهو الواقع في الكتب الثلاثة، ومنهم عمران بن حُصَين.
وقوله: كذاك «حبان» (خ)، من ذلك «حبان» بفتح الحاء المهملة، وتشديد الموحدة (3). وبكسر الحاء المهملة (4). وبفتح الحاء المهملة، وتشديد المثناة تحت (5).
فالأول: ابن منقذ، له ذكر في «الموطأ» أنه كان عنده امرأتان، وابنه واسع بن حَبَّان، روى له مسلم. وابن هلال الباهلي حديثه فيهما.
والثاني: ابن عطية السلمي، له ذكر في البخاري في قصة حاطب، وابن موسى السلمي المروزي روى عنه الشيخان في «صحيحيهما».
_________
(1) أي: حصين.
(2) أي بضم الحاء: حُصَين.
(3) أي: حَبَّان.
(4) أي: حِبَّان.
(5) أي: حَيَّان.

(1/403)


وقوله: «ومن رمى سعداً» (خ) يعني: أن بالكسر أيضاً ابن العَرِقَة، له ذكر في الصحيحين، في حديث عائشة أن سعد بن معاذ رماه رجل من قريش يُقال حِبَّان بن العرقة هذا هو المشهور، وحكى الأمير أن ابن عقبة ذكر في مغازيه أنه جبار بالجيم، قال: والأول أصح. والعَرِقَة هذه أمه، واختُلف في ضبطه، فالمشهور أنه بعين مهملة مفتوحة، فراء مكسورة، فقاف، فهاء تأنيث، وحكى الأمير عن الواقدي أنه بفتح الراء، والأول أشهر، وقيل لها ذلك لطيب رائحتها، واسمها قلابة بنت سُعَيد -بضم السين- وتكنى أم فاطمة، واسم أبيه حِبَّان بن قيس، أو بن أبي قيس، قولان.
وقوله:
908 - خُبَيْباً اعْجِمْ في ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنْ ... وابْنِ عَدِيٍّ وَهْوَ كُنْيَةً كَانْ
909 - لابْنِ الزُّبَيْرِ وَرِيَاحَ اكْسِرْ بِيا ... أَبَا زِيَادٍ بِخِلاَفٍ حُكِيَا [158 - ب]

الشرح: ومن ذلك «خُبيب» بضم الخاء المعجمة، وفتح الموحدة، وإسكان المثناة تحت، وبعده باء موحدة. وبفتح الحاء المهملة (1).
فالأول: ابن عبد الرحمن بن خُبيب بن يِسَاف -بكسر الياء المثناة تحت، وبعده سين مهملة، وآخره فاء- الأنصاري حديثه فيهما، وفي «الموطأ».
وابن عدي، ذكره البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في سرية عاصم بن ثابت الأنصاري، وقَتْل خبيب القائل:
_________
(1) أي: حَبيب.

(1/404)


ولست أبالي حين أقتل مسلماً ... على أي جنبٍ كان في الله مصرعي

وقوله: «وهو كنية». (خ) يعني: أنه كذلك في الكنية، كنية عبد الله بن الزبير، كنى بابنه خُبَيب بن عبد الله، وليس لابنه خُبيب ذكر في الكتب الثلاثة، وإنما روى له النسائي حديثاً واحداً ولم يسمه، وإنما قال عن ابن عبد الله، وسماه غيره خُبيباً.
وقوله: «ورياح» (خ) من ذلك «رياح» بكسر الراء، وبعده مثناة تحت، وفتح الراء، وبعده موحدة (1).
فالأول: والد زياد القيسي البصري، ويكنى أبا رياح لاسم أبيه، أو أبو قيس، وهو تابعي، له في «صحيح مسلم» عن أبي هريرة حديثان:
أحدهما: حديث من خرج من الطاعة وفارق الجماعة، والثاني: حديث: بادروا بالأعمال ستاً.
وقوله: «بخلافٍ» (خ) يعني أن كون هذا «رِياح» كما ذكره فيه خلاف، فقول الأكثرين وبه جزم عبد الغني والأمير ما ذكر، وحكى صاحب «المشارق» عن ابن [159 - أ] [الجارود] (2) أنه بالموحدة وفتح الراء، وإن البخاري [ذكره] (3) بالوجهين.
_________
(1) أي: رَباح.
(2) بياض في الأصل، تممناه من المصدر.
(3) زيادة من المصدر.

(1/405)


وقوله:
910 - وَاضْمُمْ حُكَيْماً في ابْنِ عَبْدِ اللهِ قَدْ ... كَذَا رُزَيْقُ بْنُ حُكَيمٍ وَانْفَرَدْ
911 - زُيَيْدٌ بْنُ الصَّلْتِ وَاضْمُمْ وَاكْسِرِ ... وَفي ابْنِ حَيَّانَ سَلِيمٌ كَبِّر

الشرح: من ذلك «حُكَيم» بضم الحاء مصغراً، ومكبراً (1)، فالأول ابن عبد الله بن قيس بن مَخْرَمة القرشي المصري، روى له مسلم في «صحيحه» ثلاثة أحاديث، وسمي أيضاً الحُكَيْم. قال: وهو كذلك في بعض طرق حديثه. ووالد رُزَيْق بضم الراء -مصغراً- الأيلي، والي أَيْلة لعمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه. وذكر ابن الحذَّاء أنه كان حاكماً بالمدينة. ورُزَيق له ذكر في «الموطأ» في الحدود، روى مالك عن رُزَيق بن حُكيم أن رجلاً يقال له مصباحٌ القصة، وذكره البخاري في باب الجمعة في القرى والمدن. قال يونس كتب رُزيق بن حُكيم إلى ابن شهاب، وأنا يومئذٍ معه بوادي القُرى: هل ترى أن أُجَمِّع؟ ورُزيق يومئذٍ على أيْلة القصة.
وقوله: «زبيد».
(خ): من ذلك «زُييد» بضم الزاي وكسرها، وبعده مثناة تحت مصغراً، وبالموحدة مصغراً أيضاً (2).
فالأول: ابن الصلت بن معدي كرب الكندي، ذكره في «الموطأ» من رواية هشام بن عروة عنه أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى
_________
(1) أي: وحَكيم.
(2) أي: زُبيد.

(1/406)


الجُرُف فنظر فإذ هو قد أحتلم وحكى القصة.
وروى مالك أيضاً في «الموطأ» عن الصلت بن زُييد عن غير واحد من أهله أن عمر بن الخطاب وجد ريح طيب وهو بالشجرة [159 - ب] إلى جنبه كثير بن الصَّلت، قال عمر: ممن ريح هذا الطِّيب؟ القصة.
والصلب بن زُييد هذا تولى قضاء المدينة.
وقول ابن الحذاء أن أباه كان قاضي المدينة في زمان هشام. قال: شيخنا (ن) (1): وهم منه، والله تعالى أعلم.
وقوله: «وفي ابن حيان» (خ) من ذلك «سَليم» بفتح السين، وكسر اللام مكبراً، وبضمها مصغراً (2).
فالأول: ابن حَيَّان، بفتح الحاء، وتشديد المثناة تحت، حديثه في الصحيحين، وليس فيهما غيره.
وقوله:
912 - وَابْنُ أَبي سُرَيْجٍ احْمَدُ إئْتَسَا ... بَوَلَدِ النُّعْمَانِ وَابْنِ يُونُسَا

الشرح: من ذلك «سُرَيج» بضم السين المهملة، وآخره جيم. وبضم الشين المعجمة، وآخره حاء مهملة (3).
_________
(1) (2/ 242).
(2) أي: سُلَيم.
(3) أي: شريح.

(1/407)


فالأول: أحمد بن أبي سُرَيج، روى عنه البخاري في «صحيحه»، واسم أبي سُرَيج: الصَّبَّاح.
وابن النعمان، روى عنه البخاري أيضاً.
وابن يونس حديثه في الصحيحين، وهو آخر من سمع منه مسلم. روى عنه البخاري بواسطة.
قوله: «ائتسا» أي له أسوة بمن ذُكر في كونه بالسين المهملة، والجيم.
وقوله:
913 - عَمْرٌو مَعَ القَبِيلَةِ ابْنُ سَلِمَهْ ... وَاخْتَرْ بِعَبْدِ الخَالِقِ بْنِ سَلَمَهْ

الشرح: من ذلك «سلمة» بكسر اللام وفتحها (1).
فالأول: عمرو بن سَلِمة الجَرْمي إمام قومه، وفي صحبته خلاف. وكذلك القبيلة بنو سَلِمة الأنصاري. واختلف في عبد الخالق بن سلمة أحد من روى له مسلم [160 - أ]، وليس عنده إلا حديث واحد في قدوم وفد عبد القيس وسؤالهم عن الأشربة، فقال فيه يزيد بن هارون: بفتح اللام، وقال ابن عُلَيَّة بكسرها، وعلى الوجهين الأمير.
وقوله: «واختر» أي: إن شئت كما قررنا (2).
_________
(1) أي: سَلِمة، وَسَلَمة.
(2) أي: إن شئت فتحته وإن شئت كسرته.

(1/408)


وقوله:
914 - وَالِدُ عَامِرٍ كَذَا السَّلْمَانِي ... وَابْنُ حُمَيْدٍ وَوَلَدْ سُفْيَان
915 - كُلُّهُمُ عَبِيْدَةٌ مُكَبَّرُ ... لَكِنْ عُبَيْدٌ عِنْدَهُمْ مُصَغَّرُ

الشرح: من ذلك عبيدة بفتح العين، وضمها، وفي آخره هاء التأنيث (1).
والأول أربعة في الكتب الثلاثة:
عامر بن عَبيدة الباهلي، وضبطه المهلب بضم العين، ووهمه صاحب «المشارق»، ووقع ذكره في البخاري في كتاب «الأحكام».
والثاني: ابن عمرو السلماني، في حديثه فيهما.
الثالث: ابن حُميد، روى له البخاري.
والرابع: ابن سفيان الحضرمي حديثه في «الموطأ» و «صحيح مسلم»، وليس له عندهما إلا حديث واحد، وهو حديث أبي هريرة في تحريم كل ذي ناب من السباع، وفي «صحيح البخاري» أن الزبير قال: لقيت يوم بدر عَبيدة بن سعيد بن العاصي ... الحديث، والمعروف فيه الضم، وذكر في «المشارق» أن البخاري ذكره بالضم، وأنه حكى عنه الحميدي الفتح والضم.
وقوله: «لكن» (خ) من ذلك عبيد بضم العين وفتحها، بلا هاء آخره (2).
فالأول: جميع ما في الكتب الثلاثة حيث وقع، والثاني اسم جماعة من
_________
(1) أي: عَبيدة وعُبَيدة.
(2) أي: عُبيد وعَبيد.

(1/409)


الشعراء: ابن الأبرص وابن قُماص بضم القاف [160 - ب]، وآخره صاد مهملة، وفي الصحابة جماعة نسبوا إلى عوف بن عَبيد بن عويج، وليس في الثلاثة شيء منه.
وقوله:
916 - وَافْتَحْ عَبَادَةَ أبَا مُحَمَّدِ ... وَاضْمُمْ أَبَا قَيْسٍ عُبَاداً أَفْرِد

الشرح: من ذلك «عَبَادة» بفتح العين، والموحدة، وآخره هاء. وبضم العين (1).
فالأول: محمد بن عَبَادة الواسطي، شيخ البخاري، وليس فيهما غيره.
والثاني بقية الموجود في الكتب الثلاثة.
وقوله: «واضمم» (خ) من ذلك «عُباد» بضم العين، وتخفيف الموحدة. وبفتح العين، وتشديد الموحدة (2).
فالأول: قيس بن عُبَاد القيسي الضُّبَعي البصري، حديثه فيهما، وليس فيهما غيره، وقوله:
917 - وعَامِرٌ بَجَالةُ بنُ عَبْدَهْ ... كُلٌّ وَبَعْضٌ بِالسُّكُونِ قَيَّدَهْ

الشرح: من ذلك «عَبَدة» بفتح العين، والموحدة، وآخره هاء. وبإسكان
_________
(1) أي: عُبَادة.
(2) أي: عَبَّاد.

(1/410)


الباء (1).
فالأول: اسمان عامر بن عَبَدة البجلي الكوفي، روى له مسلم في مقدمة الصحيح، عن ابن مسعود قوله: «إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل، فيأتي القوم فيحدثهم ... » الحديث، كذا ذكره ابن المديني، وابن معين، والجيَّاني، والصيرفي (2)، وابن الحذَّاء، وبه صدَّر الدارقطني، والأمير كلاميهما، وحكيا أنه قُيِّدَ بالسكون.
قال صاحب «المشارق»: وحُكي لنا عن بعض شيوخنا «عَبْد» بغير هاء، قال: وهو وهم.
والثاني: بجالة بن عَبَدَة التميمي، ثم العنبري البصري، روى له البخاري في كتاب «الجزية»، قال: كنت كاتباً لجزء بن معاوية [161 - أ] فجاءنا كتاب عمر قبل موته بسنة ... الحديث. وقيده بالفتح الدارقطني، والجيَّاني، والأمير، وحَكَى صاحب «المشارق» أنه ذكره كذلك البخاري في «تاريخه»، وأصحاب الضبط، وقال فيه الباجي: عَبْدَة.
والثاني: «عَبْدَة» بالإسكان، بقية ما في الكتب الثلاثة.
وقوله: «وبعضٌ» (خ)، قال (ن) (3): أي في كل واحدٍ من الاسمين جميعاً.
_________
(1) أي: عَبْدَة.
(2) في المصدر: الصدفي.
(3) (2/ 248).

(1/411)


وقوله:
918 - عُقَيْلٌ القَبِيْلُ وَابْنُ خَالِدِ ... كَذَا أبُو يَحْيَى وَقَافِ وَاقِد
919 - لَهُمْ كَذَا الأَيْليُّ لاَ الأُبُلِّي ... قَالَ: سوَى شَيْبَانَ وَالرَّا فَاجْعَل
920 - بَزَّاراً انْسُبْ ابْنَ صَبَّاحٍ حَسَنْ ... وَابْنَ هِشَامٍ خَلَفاً، ثُمَّ انْسُبَنْ
921 - بالنُّونِ سَالِماً وَعَبْدَ الوَاحِدْ ... ومَالِكَ بنَ الأَوْسِ نَصْرِيّاً يَرِدْ

الشرح: من ذلك «عُقَيل» بضم العين، وفتح القاف. وبفتح العين، وكسر القاف (1).
فالأول: بنو عُقَيل القبيلة المعروفة، لهم ذِكر في حديث عِمران بن حُصين عند مسلم: كانت ثقيف حُلفاء لبني عُقيل فذكر حديث العَضْبَاء وأنها كانت لرجل من بني عُقيل.
وقوله: «وابن خالد» أي: وكذلك عُقَيل بن خالد الأَيْلي، حديثه فيهما.
وكذا أبو يحيى بن عقيل الخزاعي البصري، روى له مسلم.
وقوله: «وقاف» (خ) من ذلك «وَاقد» بالقاف، وبالفاء (2). الأول جميع ما في الكتب الثلاثة، والثاني ليس هو في الكتب الثلاثة. ومنهم وافد بن موسى الذَّارع.
وقوله: «كذا» (خ) من ذلك الأَيْلي بفتح الهمزة، وإسكان المثناة تحت.
_________
(1) أي: عَقيل.
(2) أي: واقد.

(1/412)


وضم الهمزة، والموحدة بعدها (1).
فالأول: هارون بن سعيد، ويونس بن يزيد، وجماعة وليس فيها [161 - ب] الثاني.
كذا قال عياض، وتعقبه ابن الصلاح بأن مسلماً روى كثيراً عن شيبان بن فروخ، وهو أُبُلِّي بالباء الموحدة.
وقوله: «والراء فاجعل» من ذلك البزار براء مهملة آخره، وزاي (2).
فالأول: الحسن بن الصباح، من شيوخ البخاري. وخلف بن هشام، من شيوخ مسلم.
قال ابن الصلاح: لا نعلم فيهما إلا هما.
والثاني جماعة، ومنهم محمد بن عبد الرحيم المعروف بصاعقة.
وقوله: «ثم انسُبَنْ» (خ) من ذلك «النَّصْري» بالنون. والباء الموحدة، والصاد المهملة (3).
فالأول: ثلاثة:
سالم مولى النصرييين مولى مالك بن أوس النصري، روى له مسلم.
وعبد الواحد بن عبد الله النصري، له في صحيح البخاري حديث واحد،
_________
(1) أي: الأُبُلِّي.
(2) أي: والبزاز.
(3) أي: والبَصْرِي.

(1/413)


عن واثلة ابن الأسقع في أعظم الفِرى.
ومالك بن أَوْس بن الحَدَثان النَّصْري، مخضرم، وفي صحبته خلاف، حديثه فيهما.
والثاني بقية ما فيهما.
وقوله:
922 - وَالتَّوَّزِيْ مُحَمَّدُ بنُ الصَّلْتِ ... وَفِي الجُرَيْرِيْ ضَمُّ جِيْمٍ يَأْتِي
923 - فِي اثْنَيْنِ: عَبَّاسٍ سَعِيْدٍ وَبِحَا ... يَحْيَى بْنِ بِشْرِ بنِ الحَرِيْريْ فُتِحَا

الشرح: من ذلك «التَّوَّزي» بفتح التاء المثناة فوق، وتشديد الواو المفتوحة، وبعده زاي. وبفتح المثلثة، وإسكان الواو وبالراء (1).
فالأول: أبو يعلى محمد بن الصَّلت من تَوَّز [من] (2) بلاد فارس، روى عنه البخاري في كتاب الرِّدَّة حديث العُرنيين، وليس فيها غيره.
والثاني من عداهُ، ومنهم أبو يعلى الثوري منذر بن يعلى، حديثه فيهما.
وقوله: «وفي الجُرَيْري» [162 - أ] (خ)، من ذلك «الجُرَيْري» بضم الجيم. وبفتح الحاء المهملة (3).
فالأول: نسبة إلى جُرير مصغراً، وهو جُرير بن عُباد، بضم العين،
_________
(1) أي: الثوري.
(2) زيادة من المصدر.
(3) أي: والحريري.

(1/414)


وتخفيف الموحدة، وهو عَبَّاس من فَرُّوخ الجُرَيري، حديثه في الصحيحين.
وكذا إذا أورد فيهما الجُريري غير مسمى عن أبي نضرة فالمراد به: سعيد.
والثاني: يحيى بن بشر الحريري، روى عنه مسلم في «صحيحه»، وهو شيخ البخاري ومسلم في ما نصه في «المشارق»، والجياني في «التقييد»، تبعاً للحاكم بن عبد الله، وكذا الكلاباذي.
قال شيخنا (ن) (1): ولم يُخَرِّج له البخاري شيئاً، إنما خرج ليحيى بن بشر البلخي، فجعلهما الجياني والكلاباذي واحداً وهو وهم منهما وممن تبعهما، وهما رجلان اختلفا بلداً ووفاةً على ما أشار إلى ذلك أبو حاتم، والخطيب في «المتفق»، وبه جزم المزي في «التهذيب».
وقوله:
924 - وَانْسُبْ حِزَامِيّاً سِوَى مَنْ أُبْهِمَا ... فَاخْتَلَفُوا وَالْحَارِثِيُّ لَهُمَا
925 - وَسَعْدٌ الْجَارِي فَقَطْ وفِي النَّسَبْ ... هَمْدَانُ وَهْوَ مُطْلَقاً قِدْماً غَلَبْ

الشرح: من ذلك «الحزامي» بكسر الحاء المهملة وبعده زاي. وبفتح الحاء والراء (2).
فالأول جماعة منهم: إبراهيم بن منذر الحزامي، والضحاك بن عثمان.
وقوله: «سوى» (خ) من الزيادات علي بن الصلاح، يعني سوى من وقع
_________
(1) (2/ 253).
(2) أي: والحَرامي.

(1/415)


في الصحيح وأبْهم اسمُه فلم يُسَم، بل فيه فلان الحزامي، فإن فيه خلافاً، ففي مسلم آخر الكتاب في حديث أبي اليسر قال [كان] (1) لي علي فلان بن فلان الحزامي مالٌ، فأتيت أهلَه ... الحديث، فرواه أكثر الرواة -كما نصه عياض- بحاء مهملة [162 - ب] مفتوحة، وراء، وعند الطبري بكسر الحاء والزاي.
وقوله: «والحارثي» (خ) من ذلك الحارثي بالحاء المهملة، والمثلثة. وبالجيم، والراء، وبعده مثناة تحت (2).
فالأول: جميع ما وقع فيهما، ومنهم: أبو أمامة الحارثي، له صحبة ورواية عند مسلم في كتاب «الإيمان» -بكسر الهمزة- في حديث: «من اقتطع حق امرئ مسلم ... » الحديث.
والثاني: «سعد» روى له مالك في «الموطأ» عن زيد بن أسلم، عن سعد الجاري مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: سألت ابن عمر عن الحيتان يقتل بعضهم بعضاً (ح).
واختلف في نسبته، وقيل (3) إلى جده فيما نصه صاحب «المشارق»، وقال ابن الصلاح إلى الجار مُرْفَأ السفن بساحل المدينة.
والمرفأ بضم الميم، وإسكان الراء المهملة، وفتح الفاء، مهموز مقصور.
قال في «الصحاح»: أرفأتُ السفينة إذا قَرَّبَتُها من الشط، قال: وذلك
_________
(1) زيادة من المصدر.
(2) أي: والجاري.
(3) كذا، والأنسب: فقيل.

(1/416)


الموضع مُرْفَأ، وقال الذهبي في «المشتبه» الجار موضع بالمدينة.
وقوله: «في النَّسَب» (خ) من ذلك «الهمْدَاني» بإسكان الميم، وبالدال المهملة. وبفتحها وبالذال المعجمة (1).
فالأول المنسوبون إلى قبيلة هَمْدَان، وهو جميع ما في الكتب الثلاثة.
قال ابن الصلاح: «وليس فيهما الهَمَذَاني» يعني: بفتح الميم، وبالذال المعجمة.
قال صاحب «المشارق»: لكن فيها من هو من مدينة هَمَذَان ببلاد الجيل غير منسوب، نعم في البخاري ومسلم: ابن سالم الهَمْداني، وضبطه الأصيلي بسكون الميم بخط يده، وهو الصحيح.
قال: ووجدته في بعض النسخ للنسفي بفتح الميم، وبذال معجمة، وهو وهم، وإنما [163 - أ] نَسَبُهُ نَهْدي، ويعرف بالجُهَني، لأنه كان نازلاً فيهم.
والثاني: أبو أحمد المَرَّار بن حَمُّويه، يقال إن البخاري حدث عنه أبي غسان في كتاب «الشروط» قاله الجيَّاني.
قال شيخنا (2): ليس في جميع نسخ البخاري ذِكْرُ نسبه، والذي في أكثر الروايات: أبو أحمد، لم يَزِد على كنيته، وفي رواية أبي ثنا [ذر] (3): أبو أحمد
_________
(1) أي: الهَمَذاني.
(2) (2/ 257).
(3) زيادة من المصدر.

(1/417)


مَرَّار بن حَمُّويه عن أبي غسان محمد بن يحيى كرواية البخاري (1). وقيل إن أبا أحمد غير المَرَّار، والله تعالى أعلم.
وقوله: «قِدْماً» (خ) يعني أن الهَمْدَاني في المتقدمين بسكون الميم أكثر، وبفتحها في المتأخرين أكثر.
وقوله: «مُطْلَقاً» أي: لا يتقيد بالكتب الثلاثة.
وخرج عن الغالب: أبو العباس أحمد بن سعيد بن عُقدة الهَمْدَاني فإنه متأخِّر، وأبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف الهمداني بعد الخمسمائة، وجعفر بن علي الهَمْدَاني، وعلي بن عبد الصمد السخاوي الهمداني، وأبو إسحاق بن أبي الدم الهمداني قاضي حَماة، وجماعة ذكرهم في الشرح (2)، والله تعالى أعلم.
_________
(1) عبارة الناظم (2/ 257): وفي رواية أبي ذر: حدثنا أبو أحمد مَرَّار بن حَمُّويه، ويؤكد أنه المرار بن حمويه: أن موسى بن هارون الحمال روى هذا الحديث عن مرار بن حمويه، عن أبي غسان محمد بن يحيى كرواية البخاري.
(2) (2/ 257).

(1/418)


المتفق والمفترق
قوله:
926 - وَلَهُمُ الْمُتَّفِقُ الْمُفْتَرِقُ ... مَا لَفْظُهُ وَخَطُّهُ مُتَّفِقُ
927 - لَكِنْ مُسَمَّيَاتُهُ لِعِدَّةِ ... نَحْوَ ابْنِ أحْمَدَ الْخَلِيْلِ سِتَّة

الشرح: من أنواع الحديث «المتفق والمفترق»، وهو: ما اتفق خطَّه ولفظُه، وافترق مسمياته. وأفرده الخطيب بمؤلَّف نفيس فاتَه فيه بعض تراجم.
وهو أقسام ثمانية:
الأول: من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم [163 - ب] كالخليل بن أحمد ستة، ذكر الخطيب منهم اسمين فقط أولهم شيخ سيبويه، وهو أبو عبد الرحمن الأزدي البصري النحوي، صاحب العَرُوض، وأول من استخرجه، وصاحب كتاب «العين» في اللُّغة. روى عن عاصم الأحول وجماعة. وثقه ابن حبان في «الثقات». وهو أول من سُمي في الإسلام أحمد بن الخليل بن أحمد (1).
قال المبرِّد: فتش المفتشون فما وجدوا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم من اسمه أحمد قبل أبي الخليل أحمد.
قال شيخنا: واعترض عليه بأبي السفر سعيد بن أحمد فإنه أقدم، وأجيب
_________
(1) كذا وقعت العبارة وفيها خطأ ظاهر.

(1/419)


بأن أكثر أهل العلم يقولون فيه «محمد»، وقاله بن معين: «أحمد».
والثاني: الخليل بن أحمد المزني، أبو بشر بصري، يروي عن المستنير بن أخضر، روى عنه محمد بن أبي سمينة، والمسندي عبد الله بن محمد، وغيرهما، ذكره أيضاً ابنُ حبان في «الثقات».
والثالث: الخليل بن أحمد، بصري أيضاً، يروي عن عكرمة، ذكره الهروي أبو الفضل في «مشتبه أسماء المحدثين» فيما حكاه صاحب «التلقيح» ابن الجوزي عن خط شيخه عبد الوهاب الأنماطي عنه.
قال شيخنا (ن) (1): وأخشى أن يكون هذا النَّحْوي؛ فإنه روي عن غير واحدٍ من التابعين.
والرابع: أبو سعيد السِّجْزي الفقيه الحنفي، قاضي سَمَرْقند، حدث عن البغوي، وسمع منه الحاكم.
والخامس: أبو سعيد البُستي القاضي المهلَّبي، حدث عنه البيهقي.
والسادس: الفقيه أبو سعيد الشافعي، ذكره الحُميدي في «الجذوة»، وابن بشكوال في «الصلة»، وقال: قَدِمَ [164 - أ] الأندلس من العراق في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وروى عن أبي محمد بن النحاس بمصر، وأبي حامد الإسفرائيني، وابن القصار، والجوهري أبي القاسم [ذكره الخولاني] (2)، وقال: كان أديباً نبيلاً ثبتاً صدوقاً، وذكر عنه بسنده إلى أبي بكر الهذلي، قال: سمعت
_________
(1) (2/ 260).
(2) زيادة من «الصلة».

(1/420)


الزهري يتمثل بهذين البيتين:
النفس هاربة والموت يطلبها ... وكل عثرة رجل عندها زللُ
والمرء يسعى بما يسعى لوارثه ... والقبر وارث ما يسعى له الرجل

انتهى.
قال شيخنا: ووهم ابن الصلاح فأدخل الخليل بن محمد الأصبهاني، وزعم أنه ابن أحمد تبعاً لابن الجوزي، وأبي الفضل الهروي، فلذلك أسقطه (ن)، وجعل مكانه في (ش) (1) البصري الراوي عن عكرمة، وزاد (ن)، علي بن الصلاح في (ش) وهم (2): البغدادي، والشاعر المصري (3)، والجوسقي الصرصري.
وقوله:
928 - وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَجَدُّهُ ... حَمْدَانُ هُمْ أَرْبَعَةٌ تَعُدُّهُ

الشرح: من القسم الثاني، وهو: من اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأجدادهم، مثل أحمد بن جعفر بن حمدان، وهم أربعة متعاصرون، كلٌّ منهم يروي عن من اسمه عبد الله.
الأول: القطيعي أبو بكر، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل «المسند».
والثاني: أبو بكر السَّقَطي، عن عبد الله بن أحمد الدَّوْرَقي، وجاوز المائة.
_________
(1) (2/ 261).
(2) أي: والذين زادهم هم ...
(3) في الأصل: البصري. خطأ، والتصحيح من المصدر.

(1/421)


والثالث: الدِّيْنَوَري، عن عبد الله بن محمد بن سنان.
والرابع: الطَّرَسوسي، عن عبد الله بن جبير (1) الطَّرَسوسي.
وقوله: [164 - ب]
929 - وَلَهُمُ الجَوْنيْ أَبُوْ عِمْرانَا ... اثْنَانِ والآخِرُ مِنْ بَغْدَانَا

الشرح: القسم الثالث من اتفق (2) كنيتهم ونسبتهم دون الاسم، مثل: أبي عمران الجوني اثنان:
عبد الملك التابعي البصري المشهور. وأبو عمران موسى بن سهل البصري، متأخر الطبقة سكن بغداد، و «بغدان» بالنون لغة فيه.
وقوله:
930 - كَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ... هُمَا مِنَ الأَنْصَارِ ذُوْ اشْتِبَاه

الشرح: القسم الرابع من اتفقت أسماؤهم، وأسماء آبائهم، ونسبتهم.
مثل: محمد بن عبد الله الأنصاري، رجلان متقاربان في الطبقة، وهما: القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك من شيوخ البخاري، وصاحب الجزء المشهور.
وأبو سلمة محمد، ضعفه العقيلي، والحاكم، وابن حبان، وغيرهم، وجاوز المائة.
_________
(1) في المصدر: جابر.
(2) كذا.

(1/422)


وقوله:
931 - ثُمَّ أَبُوْ بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ لَهُمْ ... ثَلاَثَةٌ قَدْ بَيَّنُوا مَحَلَّهُمْ

الشرح: القسم الخامس: من اتفقت كناهم، وأسماء آبائهم، وهم: أبو بكر بن عياش ثلاثة:
الأول: ابن سالم الأسدي المقري، راوي قراءة عاصم.
والثاني: الحمصي، ولم يوثق.
والثالث: السُّلَمي، واسمه حسين، يروي عن جعفر بن بُرْقَان، وكان فاضلاً أديباً، وصنف في غريب الحديث.
وقوله:
932 - وَصَالِحٌ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ ... ابْنُ أبي صَالِحٍ أتْبَاعُهُمْ

الشرح: القسم السادس عكس الذي قبله: أن تتفق أسماؤهم وكنى [165 - أ] آبائهم، مثل صالح بن أبي صالح، وهم أربعة:
الأول: مولى التوأمة، روى عن أبي هريرة، وابن عباس، وأنس، وغيرهم من الصحابة، واختلف في الاحتجاج به.
والثاني: ابن السمان، يروي عن أنس، روى له (م) و (ت) (1) حديثاً واحداً.
والثالث: السدوسي، يروي عن عائشة.
_________
(1) أي: مسلم والترمذي.

(1/423)


والرابع: مولى عمرو بن حُريث، يروي عن أبي هريرة، وذكر له (ت) حديثاً، ضعفه ابن معين، وجهله (ن) (1).
وقوله:
933 - وَمِنْهُ مَا فِي اسْمٍ فَقَطْ وَيُشْكِلُ ... كَنَحْوِ حَمَّادٍ إذَا مَا يُهْمَلُ
934 - فَإِنْ يَكُ ابْنُ حَرْبٍ اوْ عَارِمُ قَدْ ... أَأطْلَقَهُ فَهْوَ ابْنُ زَيْدٍ أَوْ وَرَدْ
935 - عَنِ التَّبُوْذَكِيِّ أَوْ عَفَّانِ ... أَوْ ابْنِ مِنْهَالٍ فَذَاكَ الثَّانِي

الشرح: القسم السابع: من اتفق في الاسم والكنية، وافترق عند الإطلاق، فمثاله في الاسم أن يطلق في الإسناد «حماد» من غير أن يُنسب، هل هو ابن زيد أو ابن سلمة؟ ويتميز ذلك بحسب من أَطْلَقَ الرواية عنه، فإن كان الذي أطلق الرواية عنه سُليمان بن حرب أو عارم فهو: ابن زيد، وإن كان أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي فهو ابن سلمة، وكذا إن أطلقه عفان لرواية الذهلي محمد بن يحيى عن عفان أنه قال: إذا قلت لكم حدثنا حماد ولم أنسبه فهو ابن سلمة.
وكذا إذا أطلق ذلك حجَّاج بن منهال، فالمراد: ابن سلمة.
وقوله: «فذاك الثاني» يعني به حماد بن سلمة، وقيل له الثاني، يعني: في الذِّكر، لتقدم ابن زيد عليه قبله، وإلا فابن سلمة أقدم وفاةً من ابن زيد والتبوذكي [165 - ب].
_________
(1) أي: النسائي.

(1/424)


وقوله:
936 - وَمِنْهُ مَا فِي نَسَبٍ كالْحَنَفِي ... قَبِيْلاً اوْ مَذْهَباً او باليا صِف
الشرح: القسم الثامن منه (1): أن يتفقا في النسبة خاصة، وهو كثير، ولمحمد بن طاهر المقدسي في هذا القسم تصنيفٌ حسن، مثل: الحنفي والحنفي، فاللفظ واحد، وأحدهما منسوب إلى القبيلة، وهم بنو حنيفة، منهم: أبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد، وأخوه أبو علي عبيد الله، أخرج لهما الشيخان.
والثاني: منسوب إلى مذهب أبي حنيفة.
وقوله: «أو بالياء صف» يعني: إذا نَسَبْتَ إلى المذهب فزد ياءً، فقل «حنيفي»، تفرقةً بين المذهب والقبيلة، وعلى هذا جماعة من المحدثين، ومنهم محمد بن طاهر المقدسي.
قال ابن الصلاح: ولم أجد ذلك عن أحدٍ من النحويين إلا عن أبي بكر بن الأنباري نص عليه في «الكافي».
_________
(1) في الأصل: من.

(1/425)


تلخيص المتشابه
قوله:
937 - وَلَهُمُ قِسْمٌ مِنَ النَّوْعَيْنِ ... مُرَكَّبٌ مُتَّفِقُ الَّلَفظَيْن
938 - فِي الاسْمِ لَكِنَّ أَبَاهُ اخْتَلَفَا ... أَوْ عَكْسُهُ أوْ نَحْوُهُ وَصَنَّفَا
939 - فِيْهِ الْخَطِيبُ نَحْوُ مُوسَى بنِ عليْ ... وَابْنِ عُلَيٍّ وَحَنَانَ الأَسَدِيْ

الشرح: هذا النوع مُرَكَّب من النوعين الذي قبله، وهو أن يتفق الاسمان في اللفظ والخط، ويفترقا في الشخص، ويأتلف أسماء أبويهما في الخط، ويختلفان في اللفظ، أو على العكس بأن يأتلف الاسمان خطاً، ويختلفا لفظاً، وتتفق أسماء أبويهما أو نحو ذلك، بأن يتفق الاسمان أو [166 - أ] الكنيتان لفظاً، وما أشبه ذلك (1)، وقد أفرد [في] (2) ذلك الخطيب كتابه المسمى بـ «تلخيص المتشابه»، وهو من أحْسَن كتبه.
وقوله: «نحو موسى» (خ) هذا مثال الأول: وهو موسى بن عَلي، وموسى بن عُلَي، فالأول: بفتح العين مكبراً وهم جماعة متأخرون، ليس في الكتب
_________
(1) زيادة من المصدر.
(2) كذا في الأصل، وإذا كان هذا كلام المصنف ولم يحدث فيه سقط، فهو اختصار مُخِلّ، حيث اقتصر على إيراد أربع صور فقط من الصور الست لهذا النوع التي ذكرها الناظم في الشرح، وبعض ما سيأتي من أمثلة متعلقٌ بالجزء المحذوف، فكان يلزمه ذكر باقي الصور هنا.

(1/426)


منهم أحدٌ.
والثاني: بضم العين مُصَغَّراً ابن رَبَاح اللَّخمي المصري، أمير مصر اشتهر بضم العين، وصحَّحَ البخاري وصاحب «المشارق» الفتح، ورويَ عنه أنه قال من قال لي موسى بن عُلَي لم أجعله في حل.
واختلف في سبب تصغيره، فقيل كان بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه «عَلي» قتلوه، فبلغ ذلك رباحاً فقال هو عُلَي.
وقال ابن حبان في «الثقات»: كان أهل الشام يجعلون كلَّ علي عندهم عُلياً لبغضهم علياً رضي الله تعالى عنه.
وقوله: «أو عكسه»، يعني عكس الأول.
ومثاله: سُرَيج بن النعمان، وشريح بن النعمان، فالأول: اللؤلؤي البغدادي، روى عنه البخاري، وروى له أصحاب السنن الأربعة.
والثاني: الكوفي التابعي له في السنن الأربعة حديث واحد عن علي بن أبي طالب.
ومثال الثالث: محمد بن عبد الله المُخَرِّمي ومحمد بن عبد الله المَخْرَمي، فالأول بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وكسر الراء المشددة، وهو محمد بن عبد الله، قاضي حُلْوان، روى عنه البخاري و (د) و (ن) (1).
والثاني: بفتح الميم، وسكون الخاء المعجمة، وفتح الراء، محمد بن
_________
(1) أي: وأبو داود والنسائي.

(1/427)


عبد الله، وروى عن الشافعي.
ومثال الرابع: أبو عمرو الشيباني [166 - ب] بالشين المعجمة، وبالسين المهملة (1).
فالأول جماعة منهم سعيد بن إياس الكوفي التابعي حديثه في الكتب الستة.
والثاني: زُرعة التابعي الشامي، عم الأوزاعي، له عند البخاري في كتاب «الأدب» حديث واحد موقوف على عقبة بن عامر.
وقوله: «وحَنَان» (خ)، هذا مثال الخامس، وهو حَنَان الأسدي، وحيان الأسدي، فالأول بفتح الحاء المهملة، وتخفيف النون، وآخره نون، البصري، يروي عن أبي عثمان النهدي حديثاً مرسلاً.
والثاني: بتشديد الياء المثناة تحت، وهو أبو الهيَّاج التابعي الكوفي، له في «صحيح مسلم» حديث عن علي في الجنائز.
ومثال السادس: أبو الرِّجال الأنصاري وأبو الرَّحَّال الأنصاري، فالأول بكسر الراء، [وتخفيف الجيم، اسمه محمد بن عبد الرحمن مدني، روى عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن وغيرها، حديثه في الصحيحين.
والثاني: بفتح الراء] (2)، وتشديد الحاء المهملة بصري، واسمه محمد بن خالد، روى له (ت) حديثاً واحداً عن أنس، وهو ضعيف.
_________
(1) أي: وأبو عمرو السيباني.
(2) زيادة من المصدر.

(1/428)


المشتبه المقلوب
قوله:
940 - وَلَهُمُ المُشْتَبَهُ المَقْلُوْبُ ... صَنَّفَ فِيْهِ الحَافِظُ الخَطِيْبُ
941 - كابْنِ يَزِيْدَ الاسْوَدِ الرَّبَّانِيْ ... وَكَابْنِ الاسْوَدِ يَزِيْدَ اثْنَان

الشرح: هذا النوع في المتشابهين في الاسم واسم الأب المتمايزين في التقديم والتأخير فيقع الاشتباه فيه ذهناً لا خَطًّا، وذلك أن يكون اسم أحد الراويين كاسم أبي الآخر خطاً ولفظاً، واسم الآخر كاسم أبي الأول، فينقلب على بعض أهل الحديث، كما انقلب على البُخاري ترجمة مسلم بن الوليد المدني، فجعله الوليد بن مسلم [167 - أ] كالوليد بن مسلم الدمشقي المشهور، وخطأه ابن أبي حاتم في كتابه الذي صنفه في خطأ البخاري في «تاريخه» حكاه عن أبيه، وصنف فيه الخطيب «رافع الارتياب عن المقلوب من الأسماء والأنساب».
مثاله: الأسود بن يزيد، ويزيد بن الأسود، فالأول النخعي المشهور، وخال إبراهيم النخعي، من كبار التابعين وعلمائهم، حديثه في الستة.
والثاني: يزيد بن الأسود الخزاعي، له صحبة، وله في السنن حديث واحد.
ويزيد بن الأسود الجُرَشي، تابعي مخضرم، يكنى أبا الأسود، سكن

(1/429)


الشام، واستسقوا به فَسُقوا في الوقت، حتى كادوا لا يبلغون منازلهم.
فقوله: «الرباني» هو العالم العامل المعلم.
وقال في «الصِّحَاح»: المتأله والعارف بالله.
وكان الأسود يصلي كل يوم سبعمائة ركعة، وسافر ثمانين حجة وعمرة من الكوفة لم يجمع بينهما.
وقوله: «اثنان» يُريد أن يزيد اثنان، كما قررنا.

(1/430)