مقدمة ابن الصلاح معرفة أنواع علوم الحديث ت فحل

النَّوْعُ الرَّابِعُ والأرْبَعُونَ
مَعْرِفَةُ رِوَايَةِ الآبَاءِ عَنِ الأبْناءِ (8)
__________
(1) انظر: التقييد: 340.
(2) قال ابن الملقن 2/ 529: ((والذي لَمْ يُسَمَّ هو نُعَيم بن مُقَرِّنٍ)). وقال الحافظ العراقي: ((سَمَّاهُ ابن فتحون في ذيل الاستيعاب عبد الله بن مقرن ... )). شرح التبصرة 3/ 82 والتعليق عليه، وانظر: التقييد: 341، الإصابة 2/ 373.
(3) في (ب): ((ولم يشاركهم أحد)).
(4) الاستيعاب 3/ 412.
(5) ذكره ابن سعد في الطبقات 6/ 20.
(6) في (جـ): ((عن)).
(7) انظر: التقييد: 343.
(8) انظر في ذلك:
الإرشاد 2/ 632 - 636، والتقريب: 170 - 171، واختصار علوم الحديث: 199 - 202، والشذا الفياح 2/ 558 - 562، والمقنع 2/ 535 - 539، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 85، ونزهة النظر: 160 - 161، وطبعة عتر: 62، وفتح المغيث 3/ 170 - 182، وتدريب الراوي 2/ 254 - 255، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 206، وفتح الباقي 3/ 83 - 100، وتوضيح الأفكار 2/ 477 - 480.

(1/417)


ولِلْخَطيبِ الحافِظِ في ذَلِكَ كِتابٌ (1) رُوِّينا فيهِ عنِ العبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ عَنِ ابنهِ الفضلِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ((جَمَعَ بَيْنَ الصَّلاتَينِ بِالْمُزْدَلِفةِ)) (2). ورُوِّيْنا فيهِ عَنْ وائِلِ بنِ داودَ، عَنِ ابنِهِ بكرِ بنِ وائلٍ - وهُما ثِقَتانِ (3) - أحاديثَ منها عَنِ ابنِ عُيَينةَ، عَنْ وائِلِ بنِ داودَ، عَنِ ابنِهِ بكرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعيدِ بنِ المسَيِّبِ، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((أخِّرُوا الأحْمالَ فإنَّ اليَدَ مُعَلَّقَةٌ (4) والرِّجْلَ مُوْثَقَةٌ)) (5). قالَ الخطيبُ: ((لا يُرْوَى عَنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيما نعلمُهُ إلاَّ مِنْ جِهَةِ بكرٍ وأبيهِ)).
__________
(1) اسمه: " رواية الآباء عن الأبناء ". الرسالة المستطرفة: 163، وانظر: شرح التبصرة 3/ 85، وفتح المغيث 3/ 170.
(2) بالضم ثُمَّ السكون، ودال مهملة مفتوحة، ولام مكسورة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1265. والحديث لم نجده بهذا السند، وهو في كتاب الخطيب: " رواية الآباء عن الأبناء " وهو مفقود، لم نقف عليه مطبوعاً ولا مخطوطاً، وحديث: ((جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمزدلفة)) ثابت من حديث أسامة بن زيد عند أحمد في المسند 5/ 202، ومسلم 4/ 74.
(3) انظر في الأول: الثقات لابن حبان 7/ 161. أما الثاني فقد نقل ابن حجر في التهذيب 1/ 488 قول الحاكم النيسابوري: ((وائل وابنه ثقتان)). والمصنف ابن الصلاح مقلد للحاكم في هذا إذ لَمْ يطلق أحد التوثيق له غير ابن حبان. وانظر: تهذيب الكمال 1/ 376، وتهذيب التهذيب 1/ 488، والتقريب (752).
(4) في النسخ و (م) والشذا: ((معلقة)) بالعين المهملة، وكذا في شرح التبصرة 3/ 86، والمقنع 2/ 535، ومثله في كثير من المصادر التي أخرجته.
وفي (ع) والتقييد: ((مغلقة)) بالغين المعجمة، وكذا في مسند أبي يعلى (5852)، واختصار علوم الحديث 2/ 546، وتدريب الراوي 2/ 254، وفتح المغيث 3/ 148، بل قد نص المناوي على ذلك في فيض القدير 1/ 213، وكذا في بعض الكتب التي ذكرته مثل الكنز 9/ 62، والسلسلة الصحيحة (1130)، وموسوعة أطراف الحديث 1/ 82.
(5) - أخرجه الترمذي في العلل الكبير (706)، والبزار (1081) كشف الأستار، وأبو يعلى في مسنده (5852)، والطبراني في الأوسط (4508)، والبيهقي في الكبرى 6/ 122، والخطيب في تاريخ بغداد 13/ 45، كلهم من طريق قيس ابن الربيع، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً. =

(1/418)


__________________________________________________
= - وأخرجه أبو طاهر المخلّص في فوائده ل (9 / ب) و (188 / أ)، وأبو القاسم ابن الجراح في المجلس السابع من أماليه 2/ 1، وأبو محمد المخلدي في فوائده (285/ 1 / 2) عن وائل ابن داود، عن ابنه بكر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً. كما في السلسلة (1130) والتعليقات على المقنع 2/ 535.
- وروي عن سفيان بن عيينة، فاختلف عليه فيه: فأخرجه أبو داود في المراسيل (294) من طريق أحمد ابن عبدة، عن سفيان، عن وائل أو بكر - هكذا على الشك - عن الزهري مرسلاً.
- ورواه من سبق في الفقرة الثانية على ذلك النحو عن سفيان، من طريق عبد الله بن عمران العابدي عن سفيان به.
- قلنا: العابدي هذا ذكره ابن حبان في ثقاته 8/ 363، وقال: ((يخطئ ويخالف)) وعلى هذا فليس هو ممن لا يحتمل تفرده بوصل هذا الحديث، فإن في حفظه شيئاً، زيادة على أنه قد خالف أحمد بن عبدة الثقة (تقريب التهذيب 74) الذي رواه عن سفيان مرسلاً. ثم إن ابن عيينة من المكثرين المشهورين بكثرة تلامذته، فَلِمَ ينفرد بوصل هذه السنة العزيزة العابديُّ هذا دون عامة أصحاب سفيان؟
لذا قال البزار - وإليه المفزع في معرفة المفاريد - بعد أن رواه (1081) من طريق قيس بإسنادين اثنين: ((لا نعلم روى بكر إلا هذا بهذا الإسناد)). وقال الطبراني: ((لَمْ يروه عن الزهري إلا بكر)).
- وطريق قيس بن ربيع ضعيف بسبب ضعفه، قال الحافظ في التقريب (5573): ((صدوق، تغير لمَّا كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به)). وانظر: تهذيب الكمال 6/ 133 (5492)، لذا قال الهيثمي في المجمع 3/ 216 بعد أن نسبه إلى البزار والطبراني في الأوسط: ((وفيه قيس بن ربيع، وثَّقه شعبة والثوري، وفيه كلام))، وقال في 8/ 109 بعد نسبته إلى أبي يعلى: ((وفيه الحسين بن علي بن الأسود وقيس بن الربيع، وقد وثِّقا وفيهما ضعف)).
- فمن هذا يتبين أن المحفوظ رواية أحمد بن عبدة، عن الزهري مرسلاً، ولذا قال الإمام الترمذي في علله الكبير (706): ((سألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: أنا لا أكتب حديث قيس بن الربيع، ولا أروي عنه)). وضعَّف إسناده البيهقي في الكبرى 6/ 122. وبهذا يظهر خطأ العلامة محدث الشام الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله - بتصحيحه الحديث في صحيح الجامع (228)، وفي الصحيحة (1130).
- وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - موقوفاً عليه، أخرجه البيهقي في الكبرى 6/ 121 - 122. وبه يتقوَّى القول بضعف رواية من وصله مرفوعاً، والله أعلم.

(1/419)


ورُوِّيْنا فيهِ عَنْ مُعْتَمِرِ بنِ سُلَيْمانَ التَّيْمِيِّ قالَ: حَدَّثَنِي أبي، قالَ: حَدَّثَتْنِي أنتَ عَنِّي عَنْ أيُّوبَ، عَنِ الحسَنِ، قالَ: وَيْحٌ (1): كَلِمَةُ رَحْمَةٍ. وهذا ظَرِيفٌ (2) يَجْمَعُ أنواعاً. ورُوِّيْنا فيهِ عَنْ أبي عُمَرَ حَفْصِ بنِ عُمَرَ الدُّوْرِيِّ الْمُقْرِئِ عَنِ ابنِهِ أبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ حَفْصٍ سِتَّةَ عَشَرَ حَدِيثاً أوْ نَحْوَ ذَلِكَ، وذَلِكَ أكثَرُ ما رُوِّيْناهُ (3) لأبٍ، عنِ ابنِهِ.
وآخِرُ (4) ما رُوِّيْناهُ مِنْ هذا النَّوْعِ وأقْرَبُهُ عَهْداً ما حَدَّثَنِيهِ أبو الْمُظَفَّرِ عبدُ الرَّحِيمِ بنُ الحافِظِ أبي سَعْدٍ الْمَروزِيِّ بها - رَحِمَهُما اللهُ - مِنْ لَفْظِهِ قالَ: أنْبَأنِي والِدِي عَنِّي فيما قرأْتُ بِخَطِّهِ قالَ: حَدَّثَني وَلَدِي أبو الْمُظَفَّرِ عبدُ الرَّحيمِ مِنْ لَفْظِهِ وأصْلِهِ، فَذَكَرَ بإسْنادِهِ عَنْ أبي أُمامةَ: أنَّ رسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: ((أحْضِرُوا مَوائِدَكُمُ البَقْلَ، فإنَّهُ مَطْرَدَةٌ للشَّيْطانِ مَعَ التَّسْمِيَةِ)) (5)!. وأمَّا الحديثُ الذي رُوِّيْناهُ عَنْ (6) أبي بكرٍ الصِّدِّيْقِ، عَنْ عائِشَةَ، عَنْ رسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ قالَ: ((في الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ))، فَهُوَ غَلَطٌ مِمَّنْ رَوَاهُ (7)، إنَّما هُوَ عَنْ أبي بكرِ بنِ أبي عَتِيقٍ، عَنْ عائِشَةَ (8) وهوَ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمانِ بنِ أبي الصِّدِّيْقِ. وهَؤلاءِ (9) هُمُ الذينَ قالَ فيهم موسى بنُ عُقْبَةَ:
__________
(1) انظر: الصحاح 1/ 417، وتاج العروس 7/ 220.
(2) في (أ) و (جـ): ((طريق))، وفي (م): ((طريف)) بالطاء المهملة.
(3) في (ع): ((روينا))، وما أثبتناه من جميع النسخ و (م).
(4) انظر: محاسن الاصطلاح 478، التقييد 345.
(5) أخرجه ابن حبان في المجروحين 2/ 186، وأبو نعيم في أخبار أصفهان 2/ 216، وابن الجوزي في الموضوعات 2/ 298 من طريق مكحول، عن أبي أمامة، به. قال ابن الجوزي: ((هذا حديث لا أصل له، وعلته العلاء بن سلمة))، وقال ابن حبان: ((كان العلاء يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل الاحتجاج به)).
(6) انظر: التقييد والإيضاح 346.
(7) ساقه هكذا المنجنيقي في كتابه: " رواية الأكابر عن الأصاغر "، كما قال ابن حجر في فتح الباري 10/ 143 - 144.
(8) هكذا رواه البخاري 7/ 160 (5687)، وابن ماجه (3449)، والمزي في تهذيب الكمال 8/ 81.
(9) انظر: التقييد والإيضاح: 346.

(1/420)


((لا نَعرِفُ أربعةً أدْرَكُوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هُمْ وأبْناؤُهُمْ إلاَّ هؤلاءِ الأربعةَ))، فَذَكَرَ أبا بكرٍ الصِّدِّيْقَ، وأباهُ، وابنَهُ عبدَ الرَّحْمانِ، وابنَهُ مُحَمَّداً أبا عَتِيقٍ، واللهُ أعلمُ.

النَّوْعُ الْخَامِسُ والأرْبَعُونَ
مَعْرِفَةُ رِوَايَةِ الأبْناءِ عَنِ الآبَاءِ (1)
ولأبي نَصْرٍ الوَايلِيِّ (2) الحافِظِ في ذَلِكَ كِتابٌ (3) وأهَمَّهُ ما لَمْ يُسَمَّ فيهِ الأبُ أو الْجَدُّ، وهوَ نَوْعَانِ:
أحَدُهُما: رِوايةُ الابنِ عَنِ الأبِ عَنِ الْجَدِّ، نحوُ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ عَنْ أبيهِ، عَنْ جَدِّهِ. ولهُ بهذا الإسْنادِ نُسْخَةٌ كَبيرَةٌ أكثَرُها فِقْهِيَّاتٌ جِيَادٌ (4). وشُعَيبٌ هوَ ابنُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ (5). وقَدْ احْتَجَّ أكْثَرُ أهْلِ الحديْثِ (6) بحديثِهِ حَمْلاً لِمُطْلَقِ الْجَدِّ فيهِ عَلَى الصَّحابِيِّ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ دُونَ ابنِهِ مُحَمَّدٍ والِدِ شُعَيبٍ ظَهَرَ لهم مِنْ إطْلاقِهِ (7) ذَلِكَ.
__________
(1) انظر في ذلك:
الإرشاد 2/ 632 - 636، والتقريب: 170 - 171، واختصار علوم الحديث: 199 - 202، والشذا الفياح 2/ 558 - 562، والمقنع 2/ 535 - 539، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 85، ونزهة النظر: 160 - 161، وطبعة عتر: 62، وفتح المغيث 3/ 170 - 182، وتدريب الراوي 2/ 254 - 255، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 206، وفتح الباقي 3/ 83 - 100، وتوضيح الأفكار 2/ 477 - 480.
(2) في (أ): ((الوائلي)). قال في الأنساب 5/ 474، بفتح الواو وكسر الياء المنقوطة باثنين من تحتها وبعدها لام. وكذا في فتح المغيث 3/ 153.
(3) انظر: الرسالة المستطرفة: 163.
(4) انظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 94 مع التعليق عليه.
(5) في (ع): ((العاصي)).
(6) انظر: محاسن الاصطلاح: 480.
(7) انظر: محاسن الاصطلاح: 481.

(1/421)


ونَحْوُ بَهْزِ بنِ حَكِيمٍ، عَنْ أبيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَوَى بهذا الإسْنَادِ نُسْخَةً كَبيرةً (1) حَسَنَةً، وجَدُّهُ هوَ مُعاوِيَةُ بنُ حَيْدَةَ القُشَيْرِيُّ (2).
وطَلْحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ (3)، عَنْ أبيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وجَدُّهُ عَمْرُو بنُ كَعْبٍ اليَامِيُّ (4)، ويُقالُ: كَعْبُ بنُ (5) عَمْرٍو.
ومِنْ أطْرَفِ (6) ذَلِكَ (7)، رِوايةُ أبي الفَرَجِ عبدِ الوهابِ التَّمِيْمِيِّ الفقيهِ الحنْبَلِيِّ. وكانَتْ لهُ ببغْدادَ في جامِعِ المنصُورِ حَلْقَةً للوَعْظِ والفتوَى - عَنْ أبيهِ في تِسْعَةٍ مِنْ آبائِهِ نسَقاً، أخْبَرَنِي بذلكَ الشَّيْخُ أبو الحسَنِ مُؤَيّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عليٍّ النَّيْسَابُورِيُّ بِقِرَاءَتِي عليهِ بها، قالَ: أخبَرَنا أبو مَنْصُورٍ عبدُ الرَّحمانِ بنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبانِيُّ في كِتابِهِ إلينا، قالَ: أخبَرَنا الحافِظُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ، قالَ: حَدَّثَنا عبدُ الوهابِ بنُ عبدِ العزِيزِ بنِ الحارِثِ بنِ أسَدِ بنِ اللَّيْثِ بنِ سُلَيْمانَ بنِ الأسْوَدِ بنِ سُفْيانَ بنِ يَزِيْدَ بنِ أُكَيْنَةَ بنِ عبدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ مِنْ لَفْظِهِ قالَ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ، سَمِعْتُ أبي يَقُولُ، سَمِعْتُ أبي يَقُولُ، سَمِعْتُ أبي يَقُولُ، سَمِعْتُ أبي يَقُولُ، سَمِعْتُ أبي يَقُولُ، سَمِعْتُ أبي يَقُولُ، سَمِعْتُ أبي يَقُولُ، سَمِعْتُ أبي يَقُولُ، سَمِعْتُ عليَّ بنَ أبي طالِبٍ، وقَدْ سُئِلَ عَنِ الحنَّانِ المنَّانِ، فقالَ: ((الحنَّانُ الذي يُقْبِلُ عَلَى مَنْ أعْرضَ عنهُ، والمنَّانُ الذي يَبْدَأُ بالنَّوالِ قبلَ السُّؤَالِ)) (8). آخِرُهُمْ أُكَيْنةُ - بالنُّونِ - وهوَ السَّامِعُ عليّاً - رضي الله عنه -. حَدَّثَني أبو الْمُظَفَّرِ عبدُ الرَّحِيمِ ابنُ الحافِظِ أبي سَعْدٍ السَّمعانِيِّ بمرْوِ الشَّاهجانِ عَنْ أبي النَّضَرِ (9) عَبْدِ الرَّحمانِ بنِ عبدِ الجبَّارِ
__________
(1) في (ب): ((كثيرة)).
(2) انظر: محاسن الاصطلاح 482.
(3) بصاد مهملة، وراء مكسورة، وآخره فاء. الإكمال 7/ 198.
(4) بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى يام، وهو بطن من همدان. الأنساب 5/ 594.
(5) في (ع): ((بين)) خطأ.
(6) في التقييد: ((أظرف)) بالظاء المعجمة.
(7) انظر: التقييد 347.
(8) أخرجه الخطيب في تاريخه 11/ 32، وانظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 99 مع التعليق عليه.
(9) كذا في (أ) و (ب) و (م) و (ع) والتقييد والشذا: بالضاد المعجمة، ومثله في السير 20/ 297، وفي (جـ): ((النصر)) بالصاد المهملة، ومثله في الأنساب 4/ 318، وتذكرة الحفاظ 4/ 1309، والعبر 4/ 124، وطبقات الحفاظ 471، وشذرات الذهب 4/ 140.

(1/422)


الفَامِيِّ (1)، قالَ: سَمِعْتُ السَّيِّدَ أبا القَاسِمِ مَنْصُورَ بنَ مُحَمَّدٍ العَلَوِيَّ، يقُولُ: الإسْنادُ بعضُهُ عَوَالٍ وبعضُهُ مَعالٍ. وقَوْلُ الرَّجُلِ: ((حَدَّثَني أبي عنْ جَدِّي)) مِنَ المعَالِي (2).
الثَّاني: روايةُ الابنِ عَنْ أبيهِ دونَ الْجَدِّ وذلكَ بابٌ واسِعٌ، وهوَ نحوُ روايةِ أبي العُشَرَاءِ (3) الدَّارميِّ عَنْ أبيهِ، عَنْ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وحديثُهُ معروفٌ (4). وقَدِ اختَلَفُوا فيهِ، فالأشْهَرُ أنَّ أبا العُشَرَاءِ هوَ أسَامةُ بنُ مالِكٍ بنِ قِهْطَمٍ، وهوَ فيما نقلْتُهُ منْ
خَطِّ البَيْهَقِيِّ وغيرِهِ بكسرِ القافِ، وقيلَ: قِحْطَمٌ - بالحاءِ (5) - وقيلَ: هوَ عُطَارِدُ بنُ بَرْزٍ - بتسكينِ الرَّاءِ -، وقيلَ: بتحريكِهَا أيضاً، وقيلَ: ابنُ بَلْزٍ (6)
- باللامِ -، وفي اسْمِهِ واسْمِ أبيهِ مِنَ الخِلافِ غيرُ ذَلِكَ، واللهُ أعلمُ.
__________
(1) في (ب): ((القاضي))، والصواب ما أثبت، قال السمعاني: بفتح الفاء، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الحرفة، وهي لمن يبيع الأشياء من الفواكه اليابسة، ويقال له: البقال. وهو الموافق لمصادر ترجمته، ولم يصفه أحد بأنه كان قاضياً.
(2) انظر: محاسن الاصطلاح 485.
(3) بضم أوله وفتح المعجمة والراء والمد. التقريب (8251).
(4) أخرجه ابن أبي شيبةَ 5/ 393، وأحمد 4/ 34، والدارمي (1978)، والبخاريُّ في تاريخه الكبير 2/ 22، وأبو داود (2825)، وابن ماجه (3184) والترمذي (1481)، والنسائي 7/ 228، وأبو يعلى (1503) و (1504)، وابن عدي في الكامل 1/ 209، والطبراني في الكبير (6719) و (6720)، و (6721)، وأبو نعيم في الحلية 6/ 257، والبيهقي 9/ 246، والخطيب في تاريخه 1/ 413، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي العشراء، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللُّبَّة؟ قَالَ: ((لَوْ طعنت في فخذها لأجزأ عنك))، قَالَ التِّرْمِذِيّ: ((هَذَا حَدِيْث غريب لا نعرفه إلا من حَدِيْث حماد بن سلمة، ولا نعرف لأبي الشعراء، عن أبيه غَيْر هذا الحديث)). وقال الخطابي في معالم السنن 4/ 280: ((وأبو العشراء الدارمي لا يدري مَن أبوه، ولم يرو عنه غير حماد بن سلمة)). وقال البُخَارِيّ في تاريخه الكبير (2/ 22 الترجمة 1557): ((في حديثه واسمه وسماعه من أبيه، نظر)).
(5) انظر: الأسامي والكنى لأحمد (77)، والتاريخ الكبير 2/ 21 (1557)، وكنى مسلم (2667)، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 31، وتسمية من يعرف بكنيته لأبي الفتح الأزدي (194)، وإيضاح الإشكال: 61، وتهذيب مستمر الأوهام: 337، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 93.
(6) ذكره الإمام البخاري في التاريخ الكبير 2/ 21 (1557).

(1/423)