الكفاية في علم الرواية ط الكتب الحديثة

باب في أن السفه يسقط العدالة ويوجب رد الرواية
أخبرنا أبو حازم الأعرج عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف العبدي بجرجان قال أنا الحسن بن سفيان قال ثنا عبد العزيز بن سلام قال ثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال ثنا أبو داود الطيالسي قال سمعت شعبة يقول: لم يكن شيء أحب إلى من أن أرى رجلا يقدم من مكة فأسأله عن أبي الزبير حتى قدمت مكة فسمعت منه فبينا أنا عنده إذ جاء رجل فسأله عن شيء فافترى عليه فقلت تفتري على رجل مسلم قال أنه غاظني قال: قلت: يغيظك فتفتري عليه فآليت أن لا أحدث عنه فكان يقول: في صدري منه أربعمائة لا والله لا حدثتكم عنه بشيء أبدا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على حمزة بن [محمد بن] 1 على المامطيرى بها حدثكم محمد بن إبراهيم الغازي قال ثنا محمد بن إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.


ص -188- ... البخاري وذكر النضر بن مطرف1 فقال: قال يحيى القطان سمعته يقول: إن لم أحدثكم فأمي زانية قال يحيى تركت حديثه لهذا.
قرأت على القاضي أبي العلاء الواسطي عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال ثنا أبو نعيم2 بن عدى الحافظ قال ثنا أبو زيد يحيى بن روح الحراني قال سألت أبا عبد الرحمن بن بكار3 بن أبي ميمونة حراني من الحفاظ ثقة كان مخلد بن يزيد يسأله عن الحديث من حفظه لم لم تكتب4 عن يعلى بن الأشدق قال خرجت5 إليه إلى ربض بن مالك وربض بن مالك هو خارج من حران فسألناه عن شيء من الحديث فقال كذا وكذا من بغل تفليسي أحمر مدور في كذا وكذا من حدثكم ولم يكن وتكلم بالفحش فالتفت إلى صاحبي فقلت في الدنيا إنسان يكتب على هذا فتركناه وما كتبنا عنه شيئا.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال أنا أبو الميمون البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال ثنا على بن عياش قال ثنا عطاف بن خالد قال قيل لزيد بن أسلم عمن يا أبا أسامة قال ما كنا نجالس السفهاء ولا نتحمل6 عنهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا في صف وفي الميزان ولسانه، ووقع في قط: بطرق "ح".
2 قد يتوهم أن هذا خطأ وأن الصواب، أبو أحمد، وليس كذلك، وأبو نعيم بن عدي غير أبي أحمد بن عدي، واسم الأول عبد الملك بن محمد ابن عدي الجرجاني الأستراباذي الحافظ، نسب ههنا إلى جده، توفي سنة 323.
وأما أبو أحمد فهو عبد الله بن عدي، وفي طبقات الشافعية، عبد الله ابن محمد بن عدي الجرجاني الحافظ، مؤلف الكامل وغيره، توفى في سنة 365.
ولكل من الحافظين ترجمة في تذكرة الحفاظ، وأنساب السمعاني، وطبقات الشافعية، ومعجم البلدان: جرجان، وغيرها "ح".
3 كذا.
4 قط: يكتب.
5 قط: خرجنا.
6 قط: نحمل.


ص -189- ... أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثني معن ابن عيسى قال: كان مالك بن أنس يقول: لا تأخذ العلم من أربعة وخذ ممن سوى ذلك:
لا تأخذ من سفيه معلن بالسفه وإن كان أروى الناس.
ولا تأخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس إذا جرب ذلك عليه وإن كان لا يتهم أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه.
ولا من شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث.
قال إبراهيم بن المنذر فذكرت هذا الحديث لمطرف بن عبد الله اليساري1 مولى زيد بن اسلم قال ما ادري ما هذا ولكن أشهد لسمعت مالك بن أنس يقول: لقد أدركت بهذا البلد يعنى المدينة مشيخة لهم فضل وصلاح وعبادة يحدثون ما سمعت من واحد منهم حديثا قط قيل ولم يا أبا عبد الله قال لم يكونوا يعرفون ما يحدثون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 وقع في صف: السياري وفي قط: النيسابوري، وكلاهما خطأ، وهو مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان بن يسار، نسب إلى جده الأعلى كما في أنساب السمعاني وغيره "ح".


ص -190 - ... باب في أن الكاذب في غير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم1 ترد روايته؟
قد ذكرنا آنفا قول مالك بن أنس في ذلك ويجب أن يقبل حديثه إذا ثبتت توبته.
فأما الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوضع الحديث وادعاء السماع فقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنه يوجب رد الحديث أبدا وإن تاب فاعله.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال ثنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال أخبرني موسى بن محمد الوراق قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبيد الله بن أحمد الحلبي قال: قال سألت أحمد بن حنبل عن محدث كذب في حديث واحد ثم تاب ورجع قال توبته فيما بينه وبين الله تعالى ولا يكتب حديثه أبدا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن حسنون النرسي قال ثنا أحمد بن منصور النوشري قال ثنا محمد بن مخلد بن حفص قال ثنا أحمد بن يحيى بن أبي العباس الخوارزمي قال ثنا ابن قهزاذ قال سمعت عبد العزيز بن أبي رزمة يقول: قال عبد الله بن المبارك من عقوبة الكذاب أن يرد عليه صدقة.
أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي قال ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال حدثني أبو صالح المروزي قال رافع بن أشرس قال: كان يقال إن من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه قال وأنا أقول ومن عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: الكذاب.


ص -191- ... أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا محمد بن جعفر النحوي قال ثنا أبو القاسم بن بكير التميمي قال ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين قال سفيان الثوري من كذب في الحديث افتضح قال أبو نعيم وأنا أقول منهم أن يكذب افتضح.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو على محمد بن أحمد بن الحسين قال ثنا بشر بن موسى قال: قال عبد الله بن الزبير الحميدي فإن قال قائل فما الذي لا يقبل به حديث الرجل أبدا قلت هو أن يحدث عن رجل أنه سمعه ولم يدركه أو عن رجل أدركه ثم وجد عليه أنه لم يسمع منه أو بأمر يبين عليه في ذلك كذب فلا يجوز حديثه أبدا لما أدرك عليه من الكذب فيما حدث به.
قلت1 هذا هو الحكم فيه إذا تعمد الكذب وأقر به.
كما أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا على يعني ابن المديني قال سمعت يحيى وهو ابن سعيد القطان يحدث عن سفيان قال: قال [لي]2 الكلبي قال لي: أبو صالح كل ما حدثتك به كذب فأما إذا قال كنت أخطأت فيما رويته ولم أتعمد الكذب أنه ذلك يقبل منه وتجوز روايته بعد توبته.
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول: إذا روى المحدث خبرا ثم رجع عنه وقال كنت أخطأت فيه وجب قبوله3 لأن الظاهر من حال العدل الثقة الصدق في خبره فوجب أن يقبل رجوعه عنه كما تقبل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: قال الخطيب.
2 من قط.
3 قط: قبول قوله.


ص -192- ... روايته وإن [قال]1 كنت تعمدت الكذب فيه فقد ذكر أبو بكر الصيرفي في كتاب الأصول أنه لا يعمل بذلك الخبر ولا بغيره من روايته.
قرأت على الحسن بن على الجوهري عن محمد بن عمران المرزباني قال ثنا محمد بن مخلد قال سمعت جعفر بن أحمد بن سام2 أبا الفضل وكان من عقلاء الرجال يذكر عن حسين بن حبان قال: قلت: ليحيى بن معين ما تقول في رجل حدث بأحاديث منكرة فردها عليه أصحاب الحديث إن هو رجع عنها وقال ظننتها فأما إذ أنكرتموها ورددتموها على فقد رجعت عنها فقال: لا يكون صدوقا أبدا إنما ذلك الرجل يشتبه له الحديث الشاذ والشيء فيرجع عنه فأما الأحاديث المنكرة التي لا تشتبه لأحد فلا فقلت [ليحيى]"1" ما يبرئه قال يخرج كتابا عتيقا فيه هذه الأحاديث فإذا أخرجها في كتاب عتيق3 فهو صدوق فيكون شبه له فيها وأخطأ كما يخطئ الناس فيرجع عنها قلت فإن قال قد ذهب الأصل وهى في النسخ قال: لا يقبل ذلك منه قلت له فإن قال هي عندي في نسخة عتيقة وليس أجدها فقال هو كذاب أبدا حتى يجيء بكتابه العتيق ثم قال هذا دين لا يحل فيه غير هذا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.
2 كذا في قط وتاريخ الخطيب، ووقع في صف: سالم "ح".
3 قط: كتب عتق.
فصل
ومما يستدل به على كذب المحدث في روايته عمن لم يدرك معرفة تاريخ موت المروي عنه ومولد الراوي.
كما أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا


ص -193- ... يعقوب بن سفيان قال حدثني العباس بن الوليد بن صبح قال حدثني يحيى بن صالح قال حدثنا عفير بن معدان الكلاعي قال: قدم علينا عمر بن موسى حمص فاجتمعنا إليه في المسجد فجعل يقول: حدثنا شيخكم الصالح فلما أكثر قلت له من شيخنا هذا الصالح سمه لنا نعرفه1 قال: فقال خالد بن معدان قلت له في أي سنة لقيته قال لقيته سنة ثمان ومائة قلت فأين لقيته قال لقيته في غزاة أرمينية قال فقلت له اتق الله يا شيخ ولا تكذب مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة وأنت تزعم أنك لقيته بعد موته بأربع سنين وأزيدك أخرى أنه لم يغز أرمينية قط كان يغزو الروم.
أنبأ أبو سعيد الماليني قال أنا عبد الله بن عدى الجرجاني قال ثنا عبد الوهاب بن عصام بن الحكم قال ثنا إبراهيم بن الجنيد قال ثنا موسى بن حميد قال ثنا أبو عمر الخراساني قال: قال سفيان الثوري لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ أو كما قال أبو عمر.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا إسحاق بن أحمد قال ثنا إبراهيم بن يوسف قال ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت حفص بن غياث يقول: إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين يعنى احسبوا سنه وسن من كتب عنه وإذا أخبر الراوي عن نفسه بأمر مستحيل سقطت روايته.
مثال ذلك ما أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا يحيى بن معين قال ثنا يحيى بن يعلى قال: قلت: لزائدة ثلاثة لا تحدث عنهم لم لا تروى عنهم قال ومن هم؟ قلت:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: لنعرفه.


ص -194 - ... ابن أبي ليلى وجابر الجعفي والكلبي، قال: أما ابن أبي ليلى فبيني وبينهم -يعنى بني أبي ليلى- حسن، ولست أذكره، وأما جابر الجعفي فكان والله كذابا وأما الكلبي فمرض مرضة وقد كنت اختلف إليه فسمعته يقول: مرضت فنسيت ما كنت أحفظه فأتيت آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتفلوا في فيّ؛ فحفظت كل ما نسيت فقلت لله على أن لا أروى عنك شيئا بعد هذا فتركته
باب ما جاء في الأخذ عن أهل البدع والأهواء والاحتجاج بروايتهم
اختلف أهل العلم في سماع من أهل البدع والأهواء كالقدرية والخوارج والرافضة وفى احتجاج بما يروونه فمنعت طائفة من السلف صحة ذلك لعلة أنهم كفار عند من ذهب إلى أكفار المتأولين وفساق عند من لم يحكم بكفر متأول وممن لا يروى عنه ذلك مالك بن أنس.
وقال من ذهب إلى هذا المذهب أن الكافر والفاسق بالتأويل بمثابة الكافر المعاند والفاسق العامد فيجب أن لا يقبل خبرهما ولا تثبت روايتهما.
وذهبت طائفة من أهل العلم إلى قبول أخبار أهل الأهواء الذين لا يعرفون منهم استحلال الكذب والشهادة لمن وافقهم بما ليس عندهم فيه شهادة وممن قال بهذا القول من الفقهاء أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي أنه قال وتقبل شهادة أهل الأهواء الا الخطابية من الرافضة لأنهم يرون


ص -195- ... الشهادة بالزور لموافقيهم وحكى أن هذا مذهب ابن أبي ليلى وسفيان الثوري وروى مثله عن أبي يوسف القاضي.
وقال كثير من العلماء يقبل أخبار غير الدعاة من أهل الأهواء فأما الدعاة فلا يحتج بأخبارهم وممن ذهب إلى ذلك أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل.
وقال جماعة من أهل النقل والمتكلمين أخبار أهل الأهواء كلها مقبولة وان كانوا كفارا وفساقا بالتأويل.
فمن ذهب إلى منع قبول أخبارهم احتج مع ما قدمنا ذكره بما أخبرنا أبو سعد الماليني قال أنا عبد الله بن عدى الحافظ قال ثنا على بن الحسين بن عبد الرحيم قال ثنا أحمد بن نصر المقري العابد قال أنا المبارك مولى إبراهيم بن هشام المرابطي [ح وأخبرني] عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا على بن عمر1 الحربي قال ثنا حاتم بن الحسن الشاشي قال حدثني حبيب بن المغيرة الشاشي قال ثنا المبارك قال ثنا العطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "يا ابن عمر دينك دينك إنما هو لحمك ودمك فانظر عمن تأخذ خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا".
أخبرنا يوسف بن رباح البصري قال ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس [بمصر]2 قال ثنا محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي قال ثنا خالد بن عبد السلام قال ثنا الفضل بن المختار عن أبي سكينة مجاشع بن قطبة قال سمعت على
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: عمير.
2 من قط.


ص -196- ... ابن أبي طالب رضي الله عنه وهو في مسجد الكوفة يقول: انظروا عمن1 تأخذون هذا العلم فإنما هو الدين. أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا أبو أمية الطرسوسي قال ثنا يونس بن محمد قال ثنا مغيث قال ثنا الضحاك بن مزاحم قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه.
وأخبرنا القاضي أبو بكر أيضا قال ثنا محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الحسن بن على بن عفان العامري قال ثنا أبو أسامة عن ابن عون قال: قال محمد بن سيرين إنما هذا الحديث دين فانظروا عمن تأخذونه.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله قال حدثني جدي قال ثنا أبو عمران موسى بن هارون وأبو بكر الفريابي2 قال أنا هدبة بن خالد قال ثنا مهدي بن ميمون قال سمعت محمد بن سيرين يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه.
وقال الفريابي في حديثه فانظروا عمن تأخذون دينكم.
[أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل أنا محمد بن عمر الرزاز أنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال ثنا محمد بن إسماعيل السكري الكوفي قال ثنا حماد بن زيد قال دخلنا على أنس بن سيرين في مرضه فقال اتقوا الله يا معشر الشباب وانظروا عمن تأخذون هذه الأحاديث فإنها من دينكم]3.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: ممن.
2 قط: الفيريابي.
3 من صف.


ص -197- ... أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي قال أنا أحمد بن جعفر بن سلم قال ثنا أحمد بن على الأبار قال ثنا على بن ميمون الرقى العطار قال ثنا مخلد بن الحسين عن هشام عن ابن سيرين قال إن هذا الحديث دين فانظروا عمن1 تأخذون دينكم.
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير قال نا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن على الهمذاني قال نا أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام قال نا أحمد بن سيار2 قال أنا النصر بن عبد الله المديني من مدينة الداخلة3 أبو عبد الله الأصم قال ثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن ابن سيرين قال: كان في زمن الأول الناس لا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة فلما وقعت الفتنة سألوا عن الإسناد ليحدث حديث أهل السنة ويترك حديث أهل البدعة.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو نصر منصور بن محمد بن منصور الأصبهاني [ح وأخبرنا] أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال قرئ على منصور بن محمد الأصبهاني وأنا أسمع قال أنا إسحاق بن أحمد بن زيرك قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا جرير عن عاصم قال سمعت ابن سيرين يقول: كانوا لا يسألون عن الإسناد حتى كان بأخرة فكانوا يسألون عن الإسناد لينظروا من كان صاحب سنة كتبوا عنه ومن لم يكن صاحب سنة لم يكتبوا عنه.
أخبرنا الحسن بن أبي طالب قال ثنا يوسف بن عمر القواس الزاهد قال ثنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: ممن.
2 صف: سنان.
3 في صف بعده أنا.


ص -198- ... محمد بن الحسن بن الفرج الأنماطي قال: قال على بن حرب من قدر أن يكتب الحديث إلا عن صاحب سنة1 فإنهم يكذبون كل صاحب هوى يكذب ولا يبالي.
أخبرنا أبو الفضل عمر بن أبي سعيد الهروي قال نا عبد العزيز بن جعفر الحريري ببغداد قال أحمد بن إسحاق بن بهلول قال ثنا أبي قال ثنا أبو عبد الرحمن المقري قال سمعت ابن لهيعة يذكر أنه سمع رجلا من أهل البدع رجع عن بدعته فجعل يقول: انظروا هذا الحديث عمن تأخذونه فانا كنا إذا رأينا رأيا جعلناه حديثا.
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أنا دعلج بن أحمد قال أنا أحمد بن على الأبار قال ثنا أبو نعيم الحلبي قال ثنا أبو عبد الرحمن المقري عن ابن لهيعة قال سمعت شيخا من الخوارج وهو يقول: إن هذه لأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فانا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا.
وأخبرنا ابن الفضل قال أنا دعلج أنا أحمد بن على قال حدثني أبو أمية قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول: ما تركت الرواية عن فطر إلا لمذهبه.
أخبرنا ابن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني أحمد بن الخليل قال ثنا إسحاق قال أخبرني شبابة بن سوار قال: قلت: ليونس بن أبي إسحاق ثوير لأي شيء تركته قال: لأنه رافضي قلت: إن أباك روى عنه2 قال: هو أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 جواب الشرط محذوف تقديره: فليكتب.
2 قط: يروي عنه.


ص -199- ... أخبرنا ابن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن على الأبار قال ثنا إبراهيم بن سعيد قال سمعت شبابة يقول: قيل ليونس بن أبي إسحاق لم لم تحمل عن ثوير بن أبي فاختة قال: كان رافضيا.
قال وأخبرنا ابن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن على الأبار قال ثنا عوام قال: قال لي: الحميدي كان بشر بن السري جهميا لا يحل أن يكتب عنه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على أحمد بن جعفر بن سلم حدثكم أبو العباس الأبار قال ثنا سويد بن سعيد قال قيل لسفيان بن عيينة لم أقللت الرواية عن سعيد بن أبي عروبة قال وكيف لا أقل الرواية عنه وسمعته يقول: هو رأيي ورأى الحسن ورأى قتادة يعنى القدر.
أخبرنا محمد بن عمر الخرقي قال أنا أبو بكر بن سلم قال ثنا أحمد بن على الأبار قال ثنا محمد بن الحسين العامري قال ثنا خالد بن خداش قال لما ودعت مالك بن أنس قال لي: اتق الله وانظر ممن تأخذ هذا الشأن. وأخبرنا محمد بن عمر قال ثنا أبو بكر بن سلم ح وأخبرني بن الفضل قال أنا دعلج أنا وقال [ابن سلم] ثنا أحمد بن على الأبار [ح وأخبرنا] أحمد بن أبي جعفر قال ثنا محمد بن عثمان النفرى قال ثنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قالا ثنا يونس بن عبد الأعلى قال ثنا ابن وهب قال سمعت مالك بن أنس يقول: لا يصلى خلف القدرية ولا يحمل عنهم الحديث.
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن على الصيمرى قال ثنا محمد بن عمران المرزباني قال حدثني محمد بن يحيى قال ثنا الحسين بن يحيى قال سمعت الفضل بن


ص -200- ... مروان1 يقول: كان المعتصم يختلف إلى على بن عاصم2 المحدث وكنت امضي معه إليه فقال يوما حدثنا عمرو بن عبيد وكان قدريا فقال له المعتصم يا أبا الحسن أما تروى أن القدرية مجوس هذه الأمة قال بلى قال فلم تروى عنه قال لأنه ثقة في الحديث صدوق قال فإن كان المجوسي ثقة فما تقول أتروى عنه فقال له على: أنت شغاب يا أبا إسحاق.
قلت3: وهذا الاعتراض المذكور في الخبر لازم ولا خلاف أن الفاسق بفعله4 لا يقبل قوله في أمور الدين مع كونه مؤمنا عندنا فبأن5 لا يقبل قول من يحكم بكفره من المعتزلة وغيرهم6 أولى.
وقد احتج من ذهب إلى قبول أخبارهم بأن مواقع7 الفسق معتمدا"5" والكافر الأصلي معاندان وأهل الأهواء متأولون غير معاندين وبأن الفاسق المعتمد"5" أوقع الفسق مجانة وأهل الأهواء اعتقدوا ما اعتقدوا8 ديانة ويلزمهم على هذا الفرق أن يقبلوا خبر الكافر الأصلي أنه يعتقد الكفر ديانة فإن قالوا قد منع السمع من قبول خبر الكافر الأصلي فلم يجز ذلك لمنع السمع منه قيل فالسمع إذا قد أبطل فرقكم بين المتأول والمعتمد"5" وصحح إلحاق أحدهما بالآخر فصار الحكم فيهما سواء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: هارون.
2 صف: إلى أبي عاصم- قط: إلى عاصم بن عاصم، وكلاهما خطأ "ح".
3 قط: قال الخطيب.
4 صف: بقوله.
5 كذا.
6 قط: ونحوهم.
7 قط: موقع.
8 قط: ما اعتقدوه.


ص -201- ... والذي يعتمد1 عليه في تجويز الاحتجاج بأخبارهم اشتهر من قبول الصحابة أخبار الخوارج وشهاداتهم ومن جرى مجراهم من الفساق بالتأويل ثم استمرار عمل التابعين والخالفين بعدهم على ذلك لما رأوا من تحريهم الصدق وتعظيمهم الكذب وحفظهم أنفسهم عن المحظوارت من الأفعال وإنكارهم على أهل الريب والطرائق المذمومة ورواياتهم الأحاديث التي تخالف آراءهم ويتعلق بها مخالفوهم في الاحتجاج فاحتجوا برواية عمران بن حطان وهو من الخوارج وعمرو بن دينار وكان ممن يذهب إلى القدر والتشيع وكان عكرمة إباضيا وابن أبي نجيح وكان معتزليا وعبد الوارث بن سعيد وشبل بن عباد وسيف بن سليمان وهشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة وسلام بن مسكين وكانوا قدرية وعلقمة بن مرثد وعمرو بن مرة ومسعر بن كدام وكانوا مرجئة وعبيد الله بن موسى وخالد بن مخلد وعبد الرزاق بن همام وكانوا يذهبون إلى التشيع في خلق كثير يتسع ذكرهم دون أهل العلم قديما وحديثا رواياتهم واحتجوا بأخبارهم فصار ذلك كالإجماع منهم وهو أكبر الحجج في هذا الباب وبه يقوى الظن في مقاربة الصواب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: نعتمد.


ص -202 - ... باب ذكر بعض المنقول عن أئمة أصحاب الحديث في جواز الرواية عن أهل الأهواء والبدع
قد أسلفنا الحكاية عن أبي عبد الله الشافعي في جواز قبول شهادة أهل الأهواء غير صنف من الرافضة خاصة ويحكى نحو ذلك عن أبي حنيفة إمام أصحاب الرأي وأبى يوسف القاضي.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنا على بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال حدثني أبي قال أخبرني حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول: لم أر أحدا من أهل1 الأهواء أشهد بالزور من الرافضة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت على بن الجعد يقول: سمعت أبا يوسف يقول: أجيز شهادة أهل الأهواء أهل الصدق منهم إلا الخطابية والقدرية الذين يقولون أن الله لا يعلم الشيء حتى يكون.
قال أبو أيوب سئل إبراهيم عن الخطابية فقال صنف من الرافضة وصفهم إبراهيم فقال إذا كان لك على رجل ألف درهم ثم جئت إلى فقلت أن لي على فلان ألف درهم وأنا لا اعرف فلانا فأقول لك وحق الإمام أنه هكذا2 فإذا حلفت ذهبت فشهدت لك هؤلاء الخطابية.
أخبرني أبو بشر محمد بن عمر الوكيل قال ثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: أصحاب.
2 قط: كذا.


ص -203- ... قال ثنا محمد بن الحسن المقري قال ثنا عبد الله بن محمود المروزي قال ثنا أحمد بن مصعب قال ثنا عمر بن إبراهيم قال سمعت ابن المبارك يقول: سأل أبو عصمة أبا حنيفة ممن تأمرني أن أسمع الآثار قال من كل عدل في هواه إلا الشيعة فإن أصل عقدهم تضليل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن أتى السلطان طائعا أما أني لا أقول إنهم يكذبونهم أو يأمرونهم بما لا ينبغي ولكن وطأوا لهم حتى انقادت العامة بهم فهذان لا ينبغي أن يكونا من أئمة المسلمين.
وأما من ترك الدعاة من أهل البدع أن يروى عنهم وروى عمن لم يكن داعية أو أفتى بذلك:
فأخبرنا أبو بكر أحمد بن [محمد بن]1 غالب الخوارزمي قال فيما أجاز لي أبو العباس بن حمدان أن محمد بن أيوب أخبرهم قال أنا محمد بن أبان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: من رأى رأيا ولم يدع إليه احتمل ومن رأى رأيا ودعا إليه فقد استحق الترك.
أخبرنا أبو القاسم [عبد الرحمن بن]2 عبيد الله بن محمد بن الحسين الحربي قال ثنا أحمد بن سلمان3 النجاد قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني الوليد بن شجاع قال ثنا على بن الحسن بن شقيق قال: قلت: لعبد الله يعني ابن المبارك سمعت من عمرو بن عبيد فقال بيده هكذا أي كثرة قلت فلم لا تسميه وأنت تسمى غيره من القدرية قال لأن هذا كان رأسا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني بمكة قال ثنا محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال ثنا يحيى بن عثمان قال ثنا نعيم بن حماد قال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من صف.
2 من قط: وهو الصواب.
3 في الأصلين: سليمان، خطأ "ح".


ص -204- ... سمعت ابن المبارك يقول: وقيل له تركت عمرو بن عبيد وتحدث عن هشام الدستوائي وسعيد وفلان وهم كانوا في إعداده قال إن عمرا كان يدعو.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا أحمد بن سعيد بن مرابة1 السوسي قال ثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: ما كتبت عن عباد بن صهيب وقد سمع عباد من أبي بكر بن نافع وأبو بكر بن نافع قديم2 يروي عنه مالك بن أنس قلت ليحيى هكذا تقول في كل داعية لا يكتب حديثه إن كان قدريا أو رافضيا وكان غير ذلك من الأهواء ممن هو داعية قال: لا نكتب عنهم إلا أن يكونوا ممن يظن به ذلك ولا يدعو إليه كهشام الدستوائي وغيره ممن يرى القدر ولا يدعو إليه.
أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب قال ثنا عمر بن أحمد3 الواعظ قال سمعت عثمان بن عبدويه الحربي يقول: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قيل لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله سمعت من أبي قطن القدري قال لم أره داعية ولو كان داعية لم أسمع منه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على علي بن الحسين الكراعي المروزي بها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: مرابا "صف" مرابات، وفي تاريخ الخطيب: مرابة، وكذا في مشتبه الذهبي وتبصير المنتبه، وضبطاه بفتح الميم "ح".
2 قط: قدري، كذا، وإنما المشهور بالقدر: عباد بن صهيب، أنظر ترجمته في الميزان ولسانه، فأما أبو بكر بن نافع فلم بوصف بالقدر، وهو من رجال مسلم، أنظر ترجمته في تهذيب التهذيب مجلد 12 رقم: 160 "ح".
3 صف: عمر بن عبد الواحد، خطأ، وهو عمر بن أحمد بن عثمان، أبو حفص بن شاهين، أنظر تراجمهم في تاريخ الخطيب "ح".


ص -205- ... حدثكم عبد الله بن محمود قال ثنا محمد بن عبد العزيز الأبيوردي قال سألت أحمد بن حنبل أيكتب عن المرجئ والقدري قال: نعم يكتب عنه إذ لم يكن داعيا.
وأخبرنا البرقاني قال أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغورمي قال أنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجزي قال: قلت: لأحمد بن حنبل يكتب عن القدري قال إذا لم يكن داعيا1 قلت إنما منعوا أن يكتب عن الدعاة خوفا أن تحملهم الدعوة إلى البدعة والترغيب فيها على وضع ما يحسنها كما حكينا في الباب الذي قبل هذا عن الخارجي التائب قوله كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا. وأخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال أنا الحسين بن إدريس2 قال ثنا ابن عمار3 قال ثنا المعافى عن ابن لهيعة عن أبي الأسود قال حدثني المنذر بن الجهم وكان قد دخل في الأهواء ثم نزع بعد ذلك وأنكره وكان لما نزع يقول: أحذركم أصحاب الأهواء فانا والله كنا نحتسب الخير في أن نروي لكم ما يضلكم.
وأما من رأى أن يروى عن سائر أهل البدع [والأهواء] من غير تفصيل فأخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي الحافظ قال ثنا محمد بن عبدة القاضي قال ثنا على بن المديني قال: قلت: ليحيى بن سعيد القطان إن عبد الرحمن بن مهدي قال أنا اترك من أهل الحديث كل من كان رأسا في البدعة،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: قال الخطيب.
2 صف: عمارة، خطأ، وهو محمد بن عبد الله بن عمار، أنظر ترجمته في التهذيب "ح".
3 من قط.


ص -206- ... فضحك يحيى بن سعيد فقال كيف يصنع بقتادة كيف يصنع بعمز بن ذر الهمذاني كيف يصنع بابن أبي رواد وعد يحيى قوما أمسكت عن ذكرهم ثم قال يحيى إن ترك عبد الرحمن هذا الضرب ترك كثيرا.
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب الدينوري1 قال أنا أبو القاسم على بن أحمد بن على بن راشد قال ثنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال على بن المديني لو تركت أهل البصرة لحال القدر ولو تركت أهل الكوفة لذلك الرأي يعنى التشيع خربت الكتب قوله خربت الكتب يعنى لذهب.
الحديث أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا أحمد بن [إبراهيم بن]2 شاذان قال ثنا عبد الله بن محمد البغوي قال حدثني عمى قال ثنا سليمان بن أحمد الواسطي قال: قلت: لعبد الرحمن بن مهدي سمعتك تحدث عن رجل أصحابنا يكرهون الحديث عنه قال من هو قلت محمد بن راشد الدمشقي قال ولم قلت كان قدريا فغضب وقال ما يضره.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا سليمان بن إسحاق الجلاب قال: قال إبراهيم الحربي قيل لأحمد بن حنبل في حديثك أسماء قوم من القدرية فقال: هو ذا نحن نحدث عن القدرية قيل لإبراهيم أكان يحدث عن القدرية فقال: لا أعلم3 كان يحدث عن قوم منهم.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا إبراهيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: بالدينور.
2 من قط.
3 قط: لأعلمه.


ص -207- ... ابن محمد بن يحيى [بن محمد]1 المزكى النيسابوري قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال سمعت الحسين بن الفرج قال سمعت أحمد بن حنبل وسألني من بقى عندكم من أصحاب عبد الله قلت عبدان قال ما حاله قلت مذهبه مذهب الإرجاء أخبره قال يكتب عنه وإن كان.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقري قال أنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز قال ثنا هيثم بن خلف الدوري قال ثنا محمود بن غيلان قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال ثنا شعبة قال ثنا قتادة عن أبي حسان الأعرج وكان حروريا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنا محمد بن عدى بن زحر البصري في كتابه قال ثنا أبو عبيد محمد بن على الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول: ليس في أصحاب2 الأهواء أصح حديثا من الخوارج ثم ذكر عمران بن حطان وأبا حسان الأعرج.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال أنا الحسين بن إدريس وسألته يعنى محمد بن عبد الله بن حماد الموصلي عن على بن غراب فقال: كان صاحب حديث بصيرا به قلت أليس هو ضعيف3 قال أنه كان يتشيع ولست أنا بتارك الرواية عن رجل صاحب حديث يبصر الحديث بعد أن لا يكون كذوبا للتشيع أو القدر ولست براو عن رجل لا يبصر الحديث ولا يعقله ولو كان أفضل من فتح يعنى الموصل.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.
2 قط: أهل.
3 من قط.


ص -208- ... بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال: قال سفيان الدستوائي أبي لبيد من عباد [أهل]1 المدينة وكان ثبتا وكان يرى ذلك الرأي يعنى القدر.
أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري قال ثنا على بن الحسن الرازي قال ثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال ثنا أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين وقيل له إن أحمد بن حنبل قال إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع فقال: كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مائة ضعف ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف أضعاف ما سمعت من عبيد الله.
قرأنا على الحسن بن على الجوهري عن أبي عمر بن حيويه قال ثنا أبو الطيب محمد بن القاسم الكوكبي قال ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي قال سمعت يحيى بن معين ذكر حسينا الأشقر فقال: كان من الشيعة الغالية2 الكبار قلت وكيف حديثه قال: لا بأس به قلت صدوق قال: نعم كتبت عنه عن أبي كدينة ويعقوب القمي.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا عبد الله بن الأحرم الحافظ وسئل لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة قال لأنه كان يفرط في التشيع.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا عبد الله [محمد بن يعقوب]3 وسئل عن الفضل بن محمد الشعراني فقال صدوق في الرواية إلا أنه كان من الغالين في التشيع قيل له فقد حدثت عنه في الصحيح فقال لأن كتاب أستاذي ملآن من حديث الشيعة يعنى مسلم بن الحجاج.
أخبرنا ابن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم قال سمعت أبا على الحافظ يقول: كان أبو بكر محمد بن إسحاق يعني ابن خزيمة إذا حدث عن عباد بن يعقوب،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 عن صف.
2 قط: المغلية.
3 من قط.


ص -209- ... قال الصدوق في روايته المتهم في دينه قلت1 قد ترك ابن خزيمة في آخر أمره الرواية عن عباد وهو أهل لأن لا يروى عنه.
حدثنا أبو نعيم الحافظ في المذاكرة قال حدثني محمد بن المظفر قال سمعت قاسم بن زكريا المطرز يقول: وردت الكوفة وكتبت2 عن شيوخها كلهم غير عباد بن يعقوب فلما فرغت ممن سواه دخلت عليه وكان يمتحن من يسمع منه فقال لي: من حفر البحر فقلت الله خلق البحر فقال هو كذلك ولكن من حفره فقلت يذكر الشيخ فقال: حفره على بن أبي طالب رضي الله عنه ثم قال من أجراه فقلت الله مجرى الأنهار ومنبع العيون فقال هو كذلك ولكن من أجرى البحر فقلت يفيدني الشيخ فقال أجراه الحسين بن على قال وكان عباد مكفوفا ورأيت في داره سيفا معلقا وحجفة فقلت أيها الشيخ لمن هذا السيف فقال هذا لي أعددته لأقاتل به مع المهدي قال فلما فرغت من سماع ما أردت أن أسمعه منه وعزمت على الخروج من3 البلد دخلت عليه فسألني كما كان يسألني وقال من حفر البحر فقلت حفره معاوية وأجراه عمرو بن العاص ثم وليت4 من بين يديه وجعلت أعدو وجعل يصيح أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه أو كما قال.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم قال سمعت أبا أحمد الدارمي يقول: سئل أبو بكر محمد بن إسحاق عن أحاديث لعباد بن يعقوب،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: قال الخطيب.
2 قط: فكتبت.
3 قط: عن.
4 قط: وثبت.


ص -210 - ... فامتنع منها1 ثم قال قد كنت أخذت عنه بشريطة والآن فإني أرى إن لا أحدث عنه لغلوه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: فيها.
باب في اختيار السماع من الأمناء وكراهة النقل والرواية عن الضعفاء
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن سليمان بن موسى قال: قلت: لطاوس إن أبا مريم الخصي حدثني وقد أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال طاوس أحلنى على ملى.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال أنا محمد بن الحسين الأزدي قال حدثني على بن إبراهيم قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا الشافعي قال أنا عمى محمد بن على بن شافع قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال إني لأسمع الحديث استحسنه فما يمنعني من ذكره إلا كراهية أن يسمعه سامع فيقتدى به وذاك إني اسمعه من الرجل لا أثق به [قد حدث به عمن أثق به أو أسمعه من رجل أثق به عمن لا أثق به] 2 فأدعه لا أحدث به.
قال الشافعي كسلمان بن سيرين وإبراهيم النخعي وغير واحد من التابعين يذهبون إلى أن لا يقبلوا الحديث إلا عمن عرف وحفظ وما رأيت أحدا من أهل العلم بالحديث يخالف هذا المذهب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 من قط.


ص -211- ... وكان طاوس إذا حدثه رجل حديثا قال إن [كان]1 حدثك حافظ ملى وإلا فلا تحدث عنه.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان2 قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبي بكير قال حدثني ابن وهب قال حدثني مالك قال دخلت على عائشة بنت سعد بن أبي وقاص فسألتها عن بعض الحديث فلم أرض أن آخذ عنها3 شيئا لضعفها قال مالك وقد أدركت رجالا كثيرا منهم من أدرك الصحابة فلم اسألهم عن شيء كأنه يضعف أمرهم.
أخبرنا محمد بن عمر بن جعفر الخرقي قال أنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي قال ثنا أحمد بن على الأبار قال ثنا يونس بن عبد الأعلى قال أنا ابن وهب عن مالك بن أنس قال أدركت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص فاستضعفتها.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا محمد بن الحسن بن زياد المقري النقاش قال ثنا طاهر بن على بطبرية قال ثنا نوح بن حبيب قال سمعت وكيعا يقول: ويل للمحدث إذا استضعفه صاحب حديث.
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح قال حدثني عمر بن إبراهيم المقري قال أنشدنا إبراهيم بن حبيش:
يا طالبي العلم والروايات ... إن الروايات ذات آفات
لا تأخذوا العلم عن أخي تهم ... إلا عن الجائز الشهادات
إذا رضيتم منه الأمانة والد ... ين له طوقوا الأمانات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.
2 صف: أخبرنا ابن الفضل.
3 قط: منها.


ص -212 - ... أخبرنا ابن الفضل قال عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت أبا بشر بكر بن خلف قال: قال عبد الرحمن بن مهدي لا ينبغي للرجل أن يشغل نفسه بكتابه أحاديث الضعاف1 فإن أقل ما فيه أن يفوته بقدر ما يكتب من حديث أهل الضعف يفوته من حديث الثقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: الضعفاء.
باب التشدد في أحاديث الأحكام والتجوز في فضائل الأعمال
قد ورد عن غير واحد من السلف أنه لا يجوز حمل الأحاديث المتعلقة بالتحليل والتحريم إلا عمن كان بريئا من التهمة بعيدا من الظنة وأما أحاديث الترغيب والمواعظ ونحو ذلك أنه يجوز كتبها عن سائر المشايخ. أخبرنا أبو سعد الماليني قال أنا عبد الله بن عدى قال ثنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل الغزى قال ثنا أبي قال حدثنا رواد بن الجراح قال سمعت سفيان الثوري يقول: لا تأخذوا هذا العلم في الحلال والحرام إلا من الرؤساء المشهورين بالعلم الذين يعرفون الزيادة والنقصان فلا بأس بما سوى ذلك من المشايخ.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن الحسن بن محمد السروي قال أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا أبي وعلى بن الحسن الهسنجاني قالا سمعنا يحيى بن المغيرة قال سمعت ابن عيينة يقول: لاتسمعوا من بقية ما كان في سنة واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره.


ص -213 - ... ثنا محمد بن يوسف القطان النيسابوري لفظا قال أنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد السجزى يقول: سمعت النوفلي يعنى أبا عبد الله يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا1 في الأسانيد وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكما ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال أخبرني الميموني قال سمعت أبا عبد الله يقول: أحاديث الرقاق يحتمل أن يتساهل2 فيها حتى يجيء شيء فيه حكم.
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم قال سمعت أبا زكريا العنبري يقول: الخبر إذا ورد لم يحرم حلال ولم يحل حراما ولم يوجب حكما وكان في ترغيب أو ترهيب أو تشديد أو ترخيص وجب الإغماض عنه والتساهل في رواته.
[آخر الجزء الرابع] 3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: شددنا.
2 قط: أن يتساهل.
3 من قط.
وبعده فيها: والحمد لله وصلى الله على محمد وآله وسلم ويتلوه إن شاء الله تعالى:
"باب ما جاء في ترك السماع ممن اختلط وتغير".
حسبنا الله ونعم الوكيل.


ص -215- ... الجزء الخامس
بسم الله الرحمن الرحيم
رب سهل وسلم
[حدثنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب البغدادي قال]1:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.


ص -216 - ... باب ما جاء في ترك السماع ممن اختلط وتغير
أخبرنا محمد1 بن أحمد بن رزق البزاز قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا على وهو ابن المديني قال سمعت يحيى يعني ابن سعيد القطان وذكر حنظلة السدوسي فقال قد رأيته وتركته على عمد فقلت ليحيى كان قد اختلط قال: نعم.
أخبرنا محمد بن الحسين المتوثي قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا سهل بن أبي سهل الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن على وعنبسة القطان قد سمعت منه وجلست إليه وكان مختلطا لا يروى عنه.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا بندار عن محمد بن جعفر غندر وابن معاذ عن أبيه عن شعبة قال سمعت الأشعث الأثرم قبل أن يخلط قال محمد قبل أن يختلط.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال ثنا عبد الملك بن محمد قال سمعت أبا عمر الحوضي يقول: دخلت على سعيد بن أبي عروبة وأنا أريد أن أسمع منه فلما رآني قال: الأزد عريضة ذبحوا شاة مريضة أطعموني فأبيت ضربوني فبكيت. فعلمت أنه مختلط فلم أسمع منه شيئا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 زاد في وصف قبله: "أخبرنا الشيخ الفقيه أبو القاسم علي بن محمد المصيصي قال ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت "الخطيب البغدادي الحافظ" قال:


ص -217- ... أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز قال ثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال سمعت أبا نعيم يقول: دخلت البصرة بعدما خرج الثوري من عندنا ودخل وكيع قبلي فأتيت سعيد بن أبي عروبة فوجدته قد تغير فلا أحدث عنه وسمعت من الثوري عن ابن أبي عروبة فأخذت1 عن الثوري عنه ولا أحدث عنه.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أحمد بن سلمان النجاد قال ثنا جعفر بن أبي عثمان قال سمعت يحيى بن معين يقول: قلت لوكيع بن الجراح تحدث عن سعيد بن أبي عروبة وإنما سمعت منه في الاختلاط قال رأيتني حدثت عنه إلا بحديث مستو.
أخبرني على بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال سمعت إبراهيم الحربي يقول: جئت عارم بن الفضل فطرح لي حصيرا على الباب ثم خرج إلى فقال لي: مرحبا أيش كان خبرك ما رأيتك منذ مدة قال إبراهيم وما كنت جئته قبل ذلك فقال لي: قال ابن المبارك:
أيها الطالب علما ... إيت حماد بن زيد
فاستفد علما وحلما ... ثم قيده بقيد
والقيد بقيد
قال: وجعل يشير بيده على أصبعه مرارا فعلمت أنه قد اختلط فتركته وانصرفت.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال ثنا يوسف بن أحمد بن يوسف2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: فأحدث.
2 من قط.


ص -218- ... الصيدلاني بمكة قال ثنا محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال ثنا محمد بن إسماعيل يعنى الصائغ وعلى بن عبد العزيز قالا ثنا عارم أبو النعمان قال على سنة سبع عشرة ومائتين قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ليس لامرئ شيء فاتقوا النار ولو بشق تمرة".
قال العقيلي حدثنيه جدي قال أنا عارم سنة ثمان ومائتين قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر مثله.
قال جدي فحججت سنة خمس عشرة ورجعت إلى البصرة وقد تغير عارم فلم أسمع منه بعد شيئا حتى مات ومات سنة أربع وعشرين ومائتين قال جدي وحججت من قابل سنة خمس وعشرين ومائتين بعد موت عارم بسنة فلم أرجع إلى البصرة بعد.
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال ثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني قال ثنا محمد بن عمرو العقيلي قال ثنا محمد بن إسماعيل قال قام رجل إلى عفان فقال يا أبا عثمان حدثنا بحديث حماد بن سلمة عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". فقال له عفان إن أردته عن حميد عن أنس فاكتر زورقا بدرهمين وانحدر إلى البصرة يحدثك به عارم عن حميد عن أنس فأما نحن فحدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
قلت1 وقد كان أبو العباس محمد بن يونس الكديمي يروى عن عارم ما سمعه منه قبل اختلاطه ويبين ذلك فإذا تميز للطالب ما سمعه ممن اختلط في حال صحته جاز له روايته وصح العمل به.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: قال الخطيب.


ص -219- ... خبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا عارم قال الشافعي وثنا محمد بن يونس قال ثنا محمد بن الفضل السدوسي سنة ثمان ومائتين في صحته قال ثنا سعيد بن زيد قال ثنا سعيد يعنى الجريري قال أخذ أبو الطفيل بيدي ونحن نطوف بالبيت فقال: لا يحدثك اليوم أحد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري قال: قلت: صفه لي قال أبيض مقصدا مليحا قال إسماعيل في حديثه قلت هل تنعت من1 رؤيته قال: نعم مقصدا أبيض مليحا.
وكان عطاء بن السائب قد اختلط في آخر عمره فاحتج أهل العلم برواية الأكابر عنه مثل سفيان الثوري وشعبة لأن سماعهم منه كان في الصحة وتركوا الاحتجاج برواية من سمع منه أخيرا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا على بن عبد الله المديني ح وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل قال ثنا على قال سمعت يحيى قال ما سمعت أحدا من الناس يقول: في عطاء بن السائب شيئا قط2 في حديثه القديم قال على قلت ليحيى ما حدث سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح هو قال: نعم إلا حديثين كان شعبة يقول: سمعتهما بأخرة عن زاذان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.
2 قط: ساقط.


ص -220 - ... باب ذكر الحكم فيمن روى عن رجل حديثا فسئل المروي عنه فأنكره
مثال ذلك ما أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قال أنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي قال ثنا محمد بن يحيى يعنى الذهلي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد قال: قلت: لأيوب هل سمعت من1 أحد مثل قول الحسن في أمرك بيدك قال إلا ثم قال اللهم إلا شيئا كان حدثناه قتادة عن كثير هو بن أبي كثير مولى ابن سمرة عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم [بمثله فقدم] 2 علينا كثير فأتيته فسألته عنه فقال ما حدثت بهذا قط فأتيت قتادة فذكرت ذلك له فقال نسي.
وأخبرني أبو بكر محمد بن المؤمل الأنباري قال أنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن على الهمذاني قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال ثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ قال ثنا على بن الحسن قال ثنا أبو حمزة عن الأعمش عن حصين بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال استدانت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثمائة درهم ليس عندها وفاؤها3 فنهيتها عن ذلك فقالت أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أدان دينا يريد أداءه أعانه الله عليه" قال ابن قهزاد ثنا يحيى الحماني قال ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن حصين قال أبو بكر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: عن.
2 من صف.
3 قط: وماؤه.


ص -221- ... أتيت حصينا أسمع هذا منه فقال أنا لم أحدث الأعمش بهذا قال فرجعت إلى الأعمش فأخبرته فقال كذب والله لقد حدثني.
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي أنه قرأ على القاضي أبي بكر محمد بن الطيب قال إن قال قائل ما قولكم فيمن أنكر شيخه أن يكون حدثه بما رواه عنه قيل إن كان إنكاره لذلك إنكار شاك متوقف وهو لا يدرى هل حدثه به أم لا فهو غير جارح لمن روى عنه ولا مكذب له ويجب قبول هذا الحديث والعمل به لأنه قد يحدث الرجل بالحديث وينسى أنه حدث به وهذا غير قاطع على تكذيب من روى عنه وإن كان جحوده للرواية عنه جحود مصمم على تكذيب الراوي عنه وقاطع على أنه لم يحدثه ويقول: كذب على فذلك جرح منه له فيجب أن لا يعمل بذلك [الحديث]1 وحده من حديث الراوي ولا يكون هذا الإنكار جرحا يبطل جميع ما يرويه الراوي لأنه جرح غير ثابت بالواحد ولأن الراوي العدل أيضا يجرح شيخه ويقول: قد كذب في تكذيبه لي وهو يعلم أنه قد حدثني ولو قال: لا أدرى حدثته أولا لوقفت في حاله فأما قوله أنا أعلم أنى ما حدثته فقد كذب وليس جرح شيخه له أولى من قبول جرحه لشيخه فيجب إيقاف العمل بهذا الخبر ويرجع في الحكم إلى غيره ويجعل بمثابة ما لم يرو اللهم إلا أن يرويه الشيخ مع قوله إني لم أحدثه لهذا الراوي فيعمل به بروايته دون رواية راويه عنه.
قلت2 ولأجل أن النسيان غير مأمون على الإنسان فيتبادر إلى جحود ما روى عنه وتكذيب الراوي له.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.
2 قط: قال الخطيب.


ص -222- ... ذكر من كره من العلماء التحديث عن الأحياء
أخبرنا ]أحمد]1 بن عبد الواحد الدمشقي بها قال أخبرني جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي قال أنا محمد بن يوسف الهروي قال ثنا محمد بن حماد الظهرانى قال أنا عبد الرزاق عن إسماعيل عن ابن عون قال: قلت: للشعبى ألا أحدثك قال: فقال الشعبي أعن الأحياء تحدثيى أم عن الأموات قال: قلت: لا بل عن الأحياء قال فلا تحدثني عن الأحياء.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال سمعت أبا القاسم الأبندوني يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن زكريا بن حيويه النيسابوري بمصر يقول: سمعت ابن عبد الحكم يقول: ذاكرت الشافعي يوما [بحديث]2 وأنا غلام فقال من حدثك به فقلت أنت فقال ما حدثتك به من شيء فهو كما حدثتك وإياك والرواية عن الأحياء.
أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا سفيان عن جابر قال سألت عامرا والحكم عن الرجل يقول: هو يهودي أو نصراني قال: فقال عامر ليس بشيء وقال الحكم يمين يكفرها قال عبد الرزاق فقلت للثوري أن معمرا أخبرنا عن ابن طاوس عن أبيه أنه قال إذا قال الرجل هو يهودي أو نصراني أو مجوسي أو كافر أو حمارا وأخزاه الله وأشباه هذا فهي يمين يكفرها فأخذ بتلابيبي3 فقام إلى معمر فسأله عنه فحدثه به.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.
2 من قط.
3 قط: بتلاشى، وهو تصحيف "ح".


ص -223 - ... قال أبو بكر يعنى الرمادي سمعت عبد الرزاق يقول: قلما مضى إلى معمر قلت لا أدري لعل معمرا قد نسي هذا الحديث فأكون افتضحت على يدي الثوري قال فجاء حتى وقف عليه فقال يا أبا عروة أخبرك بن طاوس عن أبيه [قال: إذا قال الرجل هو يهودي أو نصراني فذكر الحديث قال: فقال له معمر نعم وحدثه به فشكوت إلى معمر] 1 ما دخلني قال: فقال لي: معمر إن قدرت أن لا تحدث عن رجل حي فافعل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.