الكفاية في علم الرواية ط الكتب الحديثة

باب ذكر الرواية عمن كان لا يرى تغيير اللحن في الحديث
أخبرنا الحسن بن على التميمي قال أنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا معمر بن سليمان الرقى أبو عبد الله قال ثنا زياد بن خيثمة عن على بن النعمان بن قراد عن رجل1 عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "خيرت بين الشفاعة أو نصف أمتي في الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى أترونها للمتقين لا ولكنها للمتلوثين الخطاؤن" قال زياد أم أنها لحن ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو سعيد الأصمعي قال سمعت ابن عون يقول: أدركت ستة ثلاثة منهم يشددون في الحروف وثلاثة يرخصون في المعاني وكان أصحاب الحروف القاسم بن محمد ورجاء بن حيوة ومحمد بن سيرين وكان أصحاب المعاني الحسن والشعبي والنخعي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بن الحسين الكراعى حدثكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: رجل.


ص -285- ... محمد بن عمر بن بسطام قال ثنا ابن قهزاد وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال ثنا العلاء هو بن عمرو بن أيوب بن مدرك قال ثنا حفص بن غياث عن أشعث قال كنت أحفظ عن الحسن وابن سيرين والشعبي فأما الحسن والشعبي فكانا يأتيان بالمعنى وأما ابن سيرين فكان يحكى صاحبه حتى يلحن كما يلحن.
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال أنا يحيى بن وصيف الخواص قال ثنا أحمد بن على الخزاز قال ثنا يحيى الحماني قال حدثني أبي عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال: كان أبو معمر يحدث الحديث فيه اللحن فيلحن اقتداء بما سمع.
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني قال أنا شاكر بن جعفر المعدل قال ثنا عمير بن مرداس قال ثنا محمد بن بكير قال ثنا عثام قال ثنا الأعمش عن عمارة عن أبي معمر قال إني لأسمع الحديث لحنا فألحن اتباعا لما سمعت.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقري قال ثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم قال ثنا محمد بن على بن إسماعيل التوزي قال: قال أبو زيد عمر بن شبة قال لي: عفان وأبو1 الوليد كان يزيد بن أبي عمر2 إذا حدث عن الحسن أعرب وإذا حدث عن ابن سيرين يلحن.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قرئ على عبد الله بن إبراهيم بن أيوب وأنا أسمع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: أو أبو.
2 صف: يزيد بن عمر، خطأ وهو يزيد بن إبراهيم التستري، له ترجمة في تهذيب التهذيب، وذكر قصته هذه عن أبي الوليد "ح".


ص -286- ... حدثكم أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق قال ثنا عمرو بن محمد قال ثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية قال كنا نريد نافعا على أن لا يلحن فيأبى إلا الذي سمع.
حدثني محمد بن على بن عبد الله يعنى الصوري قال أنا أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق المعدل قال أنا الحسن بن رشيق قال ثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال: لا يعاب اللحن على المحدثين وقد كان إسماعيل بن أبي خالد1 يلحن وسفيان ومالك بن أنس وغيرهم من المحدثين.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا عبد الله بن إسحاق البغوي قال أنا على بن عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: قال رجل لعثمان بن أبي العاص يا أبا عبد الله بنتمونا بونا بعيدا قال وما ذلك قال تصدقون وتفعلون [وتفعلونٍ]2 قال وإنكم لتغبطونا بكثرتنا هذه قال أي والله فقال عثمان والذي نفسي بيده لدرهم ينفقه أحدكم يخرجه من جهده ويضعه في حقه أفضل في نفسي من عشرة آلاف ينفقها أحدنا غيضا من فيض قال إسماعيل بنتمونا بالكسر وإنما هو بُنتمونا.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على محمد بن على بن النضر حدثكم على بن عبد الله بن مبشر قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران قال سألت أحمد بن حنبل عن اللحن في الحديث قال: لا بأس به.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أنا أحمد بن محمد بن هارون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 في الأصلين إسماعيل بن خالد، خطأ، وهو إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، وسيأتي بيان لحنه "ح".
2 من قط.


ص -287- ... الخلال قال أنا عبد الله بن أحمد قال: كان إذا مر بأبي لحن فاحش غيره وإذا كان لحنا سهلا تركه وقال كذا قال الشيخ.
قرأت على بشرى بن عبد الله الرومي عن أبي بكر بن مالك القطيعي قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: ما زال القلم في يد أبي حتى مات ويقول: إذا لم ينصرف الشيء في معنى فلا بأس أن يصلح أو كما قال.
قلت1: إذا كان اللحن يحيل المعنى فلا بد من تغييره وكثير من الرواة يحرفون الكلام عن وجهه ويزيلون الخطاب عن موضعه وليس يلزم من اخذ عمن هذه سبيله أن يحكى لفظه إذا عرف وجه الصواب بخلافه2 إذا كان الحديث معروفا ولفظ العرب به ظاهرا معلوما ألا ترى أن المحدث لو قال: لا يؤم المسافر المقيم فنصب المسافر ورفع المقيم كان قد أحال المعنى فلا يلزم اتباع لفظه.
وقد حدثني على بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال كنا عند عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان يوما وهو يحدثنا وأبو العباس بن سريج حاضر فقال عبدان من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله ففتح3 الياء من قوله يجب فقال له ابن سريج إن رأيت أن تقول يجب بضم الياء فأبى عبدان أن يقول: وعجب من صواب بن سريج كما عجب بن سريج من خطائه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: قال الخطيب.
2 قط: وخاصة.
3 قط: يفتح.


ص -288 - ... باب ذكر الحكاية عمن قال يجب أداء حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على لفظه ويجوز رواية غيره على المعنى
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا القاسم بن أبي صالح قال سمعت أبا حاتم يعنى الرازي يقول: سمعت سعيد بن عفير يقول: قال مالك بن أنس كل حديث للنبي1 صلى الله عليه وآله وسلم يؤدى على لفظه وعلى ما روى وما كان عن غيره فلا بأس إذا أصاب المعنى.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبيد الله بن محمد العكبري قال ثنا حمزة بن القاسم الخطيب قال ثنا عمر بن مدرك قال ثنا عبد العزيز بن يحيى المديني مولى بني هاشم قال سمعت مالك بن أنس يقول: ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا تعد اللفظ وما كان عن غيره فأصبت [المعنى] 2 فلا بأس.
أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل الأنباري قال أنا محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري قال ثنا عبيد الله بن الحسن الصابوني قال ثنا مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي بمصر قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال: قال أشهب سألت مالكا عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى واحد فقال أما ما كان منها من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأني أكره ذلك واكره أن يزاد فيها وينقص منها وما كان من قول غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا أرى بذلك بأسا إذا كان المعنى واحدا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال أنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: النبي.
2 من: قط.


ص -289 - ... الحسين بن إدريس قال ثنا ابن عمار عن معن قال سألت مالكا عن معنى الحديث فقال أما حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأده كما سمعته وأما غير ذلك فلا بأس بالمعنى.
باب ذكر الرواية عمن أجاز النقصان من الحديث ولم يجز الزيادة
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا محمد بن سعيد يعني ابن الأصبهاني قال ثنا عبد الله بن المبارك عن سيف عن مجاهد قال انقص من الحديث ولا تزد فيه أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن على الواسطي قال أنا محمد بن أحمد بن محمد المفيد [ح وأخبرنا] محمد بن على الحربي قال ثنا على بن عمر الحضرمي قال: قال ثنا خالد بن محمد الصفار قال سمعت يحيى بن معين يقول: إذا خفت أن تخطيء في الحديث فانقص منه ولا تزد.
ومن الحجة لمن ذهب إلى هذا المذهب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم نضر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيها قالوا وهذا يدل على أن النقصان منها جائز إذ لو لم يكن كذلك لذكره كما ذكر الزيادة.
أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان قال أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ومحمد بن الليث الجوهري قالا ثنا سويد بن سعيد قال ثنا الوليد بن محمد الموقري قال ثنا ثور بن يزيد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في حجة الوداع: "نضر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيها فرب حامل كلمة إلى من هو أوعى لها منه".


ص -290- ... وقد قال كثير ممن منع نقل الحديث على المعنى أن رواية الحديث على النقصان والحذف لبعض متنه غير جائزة لأنها تقطع الخبر وتغيره فيؤدى ذلك إلى إبطال معناه وإحالته وكان بعضهم لا يستجيز أن يحذف منه حرفا واحدا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا إسماعيل بن على الخطبي وأبو على بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا سفيان قال سمعت عبد الملك بن عمير يقول: والله أني لأحدث بالحديث فما ادع منه حرفا.
وقال بعض من أجاز الرواية على المعنى أن النقصان من الحديث جائز إذا كان الراوي قد رواه مرة أخرى بتمامه أو علم أن غيره قد رواه على التمام ولا يجوز له أن لا يعلم ذلك ولم يفعله1.
وقال كثير من الناس يجوز ذلك للراوي على كل حال ولم يفصلوا.
والذي نختاره في ذلك أنه إن كان فيما حذف من الخبر معرفة حكم شرط وأمر لا يتم التعبد والمراد بالخبر إلا بروايته على وجهه فإنه يجب نقله على تمامه ويحرم حذفه لأن القصد بالخبر لا يتم إلا به فلا فرق بين أن يكون ذلك تركا لنقل العبادة كنقل بعض أفعال الصلاة أو تركا لنقل فرض آخر هو الشرط في صحة العبادة كترك نقل وجوب الطهارة ونحوها وعلى هذا الوجه يحمل قول من قال: لا يحل اختصار الحديث.
أخبرنا أبو مسلم جعفر بن باي2 الجيلي الفقيه قال ثنا أبو بكر محمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا، وفي قط: إن لم يعلم ذلك ولم يفعله، والمعنى: لا يجوز له إن لم يعلم دلك أن يفعله "ح".
2 قط: بائ. وفي صف مشتبه كأنه ماي، وفي ترجمته من تاريخ المؤلف: بابا وفي الأنساب: بابا، بنقط الحرف الأول فقط، وفي القاموس: ابن باي، وهو ابن هذا الرجل، باي، ثم قال: وباي بفتح الباء الموحدة وآخرها آخر الحروف مشددة، ووهم من زعمه بباءين أو بياء مفتوحة بدل آخر الحروف "ح".


ص -291- ... ابن إبراهيم بن على المقري بأصبهان قال ثنا عبد الله بن محمد الهمذاني قال ثنا زكريا بن يحيى خياط السنة قال ثنا إسحاق بن راهويه قال سمعت النضر بن شميل يقول: سمعت الخليل بن أحمد يقول: لا يحل اختصار حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقوله: "رحم الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه".
وأخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يعقوب قال ثنا زكريا بن يحيى السجزي قال سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال سمعت النضر بن شميل يقول: سمعت الخليل بن أحمد يقول: لا يحل اختصار الحديث لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "رحم الله امرأ سمع مقالتي فأداها كما سمعها" فمتى اختصر لم يفهم المبلغ معنى الحديث.
أخبرني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن على الصيرفي قال أنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: قال جدي كان مالك لا يرى أن يختصر الحديث إذا كان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأت على أحمد بن محمد بن غالب عن أبي الحسن الدارقطني قال ثنا ابن مخلد قال سمعت عباسا الدوري يقول: سئل أبو عاصم النبيل يكره الاختصار في الحديث قال: نعم لأنهم يخطئون المعنى.
حدثني محمد بن أبي الحسين1 قال أنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قال أنا احمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي قال ثنا عبد الله بن جابر البزاز قال ثنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: الحسن.


ص -292- ... جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح قال ثنا محمد بن عيسى بن الطباع قال: قال لي: عنبسة قلت لابن المبارك علمت أن حماد بن سلمة كان يريد أن يختصر الحديث فيقلب معناه قال: فقال لي: أو فطنت له؟
فان كان المتروك من الخبر متضمنا لعبارة أخرى وأمرا لا تعلق له بمتضمن البعض الذي رواه ولا شرطا فيه جاز للمحدث رواية الحديث على النقصان وحذف بعضه وقام ذلك مقام خبرين متضمنين عبارتين منفصلتين وسيرتين وقضيتين لا تعلق لإحداهما بالأخرى فكما يجوز لسامع الخبر الواحد القائم فيما تضمنه مقام الخبرين [اللذين هذه حالهما رواية أحدهما دون الآخر فكذلك يجوز لسامع الخبر1 الواحد] القائم فيما تضمنه مقام الخبرين المنفصلين رواية بعضه دون بعض فلا فرق بين أن يكون قد رواه هو بتمامه أو رواه غيره بتمامه أولم يروه غيره ولا هو بتمامه لأنه بمثابة خبرين منفصلين في أمرين لا تعلق لأحدهما بالآخر وكذلك لا يجوز لسامع الخبر الذي يتضمن حكما متعلقا بغيره وأمرا يلزم في حكم الدين لا يتبين المقصد منه إلا باستماع الخبر على تمامه وكماله أن يروى بعضه دون بعض لأنه يدخله فساد وإحالة لمعناه وسد لطريق العلم بالمراد منه فلا فصل في تحريم ذلك عليه بين أن يكون قد رواه غيره مبينا أو هو مرة قبلها أو لم يكن ذلك لأنه قد يسمعه ثانيا منه إذا رواه ناقصا غير الذي سمعه تاما فلا يصل بنصه إلى معناه وقد يسمع روايته له ناقصا من لم يسمع رواية غيره له تاما فلا يجوز رواية ما حل هذا المحل من الإخبار إلا على التمام والاستقصاء اللهم إلا أن يروى الخبر بتمامه غيره ويغلب على ظن راويه على النقصان أن من يرويه له قد سمعه من الغير تاما وانه يحفظه بعينه ويتذكر بروايته له البعض باقي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.


ص -293- ... الخبر فيجوز له ذلك فإن شاركه في السماع غيره لم يجز وكذلك فإنه يجوز أن يرويه ناقصا لمن كان قد رواه له من قبل تاما إذا غلب على ظنه أنه حافظ له بتمامه وذاكر له فإما أن خاف نسيانه والتباس الأمر عليه لم يجز أن يرويه له إلا كاملا.
وقد كان سفيان الثوري يروى الأحاديث على الاختصار لمن قد رواها له على التمام لأنه كان يعلم منهم الحفظ لها والمعرفة بها.
أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين الدينوري بها قال أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال أنا الحسين بن محمد مأمون قال ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم قال سمعت عبد العزيز بن أبان يقول: علمنا سفيان الثوري اختصار الحديث.
وإن خان من روى حديثا على التمام إذا أراد روايته مرة أخرى على النقصان لمن رواه له قبل تاما أن يتهمه بأنه زاد في أول مرة ما لم يكن سمعه أو أنه نسي في الثاني باقي الحديث لقلة ضبطه وكثرة غلطه وجب عليه أن ينفي هذه الظنة عن نفسه لأن في الناس من يعتقد في راوي الحديث كذلك أنه ربما زاد في الحديث ما ليس منه وأنه يغفل ويسهو عن ذكر ما هو منه وأنه لا يؤمن أن يكون أكثر حديثه ناقصا مبتورا فمتى ظن الراوي اتهام السامع منه بذلك وجب عليه نفيه عن نفسه.
وإن كان النقصان من الحديث شيئا لا يتغير به المعنى كحذف بعض الحروف والألفاظ والراوي عالم واع محصل لما يغير المعنى وما لا يغيره من الزيادة والنقصان فإن ذلك سائغ له على قول من أجاز الرواية على المعنى دون من لم يجز ذلك.


ص -294 - ... باب ما جاء في تقطيع المتن الواحد وتفريقه في الأبواب
قد تقدم القول من في الباب الذي قبل هذا بإجازة تفريق المتن الواحد في موضعين إذا كان متضمنا لحكمين وهكذا إذا كان المتن متضمنا لعبادات وأحكام لا تعلق لبعضها ببعض فإنه بمثابة الأحاديث المنفصل بعضها من بعض ويجوز تقطيعه وكان غير واحد من الأئمة يفعل ذلك.
حدثت عن عبد العزي بن جعفر الحنبلي قال ثنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال أخبرني يزيد بن عبد الله الأصبهاني قال سمعت إسماعيل الغزال من حملة العلم قال سمعت نعيم بن حماد يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال: "أنت الذي تبتر" حديثي فقلت يا رسول الله إن حديثك ربما دخل في أبواب فسكت عنى.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال ثنا عبد الله بن عثمان الصفار قال حدثني محمد بن أحمد بن غزال الصفار قال حدثني محمد بن عبد الله الرازي قال ثنا أحمد بن بشير1 بن غرقدة قال حدثني أبو على الصفدي حدثني نعيم بن حماد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال لي: أنت الذي تقطع حديثي قال: قلت: يا رسول الله أنه يبلغنا عنك الحديث فيه ذكر الصلاة وذكر الصيام وذكر الزكاة فنجعل ذا في ذا وذا في ذا قال فنعم إذا.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أخبرني محمد بن هارون أبا الحارث حدثهم قال رأيت أبا عبد الله يعنى أحمد بن حنبل- قد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: بشر.


ص -295 - ... أخرج أحاديث وأخرج حاجته من الحديث وترك الباقي يخرج من أول الحديث شيئا ومن آخره شيئا ويدع الباقي.
وقال الخلال أخبرني محمد بن هارون أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال سألت أبا عبد الله عن الرجل يسمع الحديث وهو إسناد واحد فيجعله ثلاثة أحاديث قال: لا يلزمه كذب وينبغي أن يحدث بالحديث كما سمع ولا يغيره.
باب ذكر الرواية عمن قال يجب تأدية الحديث على الصواب وإن كان المحدث قد لحن فيه وترك موجب الإعراب
أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال أنا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا إسحاق يعني ابن راهويه قال أنا عيسى بن يونس قال: قال رجل للأعمش إن كان ابن سيرين ليسمع الحديث فيه اللحن فيحدث به على لحنه فقال الأعمش إن كان ابن سيرين يلحن فإن صلى الله عليه وآله وسلم لم يلحن يقول: قومه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال حدثني أبو سوار عبد الله بن محمد بن أحمد الشابرنجي قال ثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال ثنا عيسى بن يونس قال شهدت الأعمش قال له رجل سلمان بن سيرين يسمع الحديث فيه اللحن فيحدث به على لحنه فقال الأعمش أن كسلمان بن سيرين يلحن فإن صلى الله عليه وآله وسلم لم يلحن فقوموه.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النرسي قال أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا الحسن بن على بن الوليد الفارسي


ص -296- ... الخطيب قال ثنا محمد بن الصباح البزاز قال ثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر قال: لا بأس بالحديث إذا كان فيه اللحن أن يعربه1.
أخبرنا على بن أبي على البصري قال أنا محمد بن العباس الخزاز وإسماعيل بن سعيد المعدل قال ثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال حدثني أبي قال ثنا أبو عبد الله الوراق قال ثنا أبو داود قال ثنا شريك عن جابر عن الشعبي قال: قلت: فإني أسمع الحديث ليس بإعراب فأعربه قال: نعم.
أخبرني الحسين بن على الطناجيري قال ثنا أبو القاسم منصور بن جعفر الصيرفي قال حدثني المظفر بن يحيى الشرابي عن الحسين بن الفهم عن محمد بن أبان عن شريك عن جابر قال: قلت: للشعبي أسمع الحديث ملحونا فأعربه قال: نعم.
أخبرنا القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي قال أنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد النسوي قال ثنا الحسين بن سفيان قال ثنا صفوان يعني ابن صالح قال ثنا الوليد يعني ابن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول: أعربوا الحديث فإن القوم كانوا عربا.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أحمد بن إسحاق الطيبي قال ثنا الحسن بن على بن زياد قال ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد قال ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول: كانوا يعربون وإنما اللحن من حملة الحديث فأعربوا الحديث.
أخبرنا على بن أحمد بن عمر المقري قال ثنا أبو طاهر بن أبي هاشم قال ثنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: تعربه.


ص -297- ... محمد بن على بن إسماعيل التوزي قال: قال لنا أبو زيد عمر بن شبة قال لي: عفان قال لي: حماد بن سلمة من لحن في حديثي فليس يحدث عني.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج بن أحمد قال أنا أحمد بن على الأبار قال ثنا الحسن بن على قال ثنا عفان قال: قال لنا همام إذا حدثتكم عن قتادة فكان في حديثه لحن فقوموه فإنه كان لا يلحن.
أخبرني على بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال حدثني شيخ من أهل خراسان مر بنا حاجا عن الحسن بن على الحلواني قال ما وجدتم في كتابي عن عفان لحنا فعربوه فإن عفان كان لا يلحن وقال لنا عفان ما وجدتم في كتابي عن حماد بن سلمة لحنا فعربوه فإن حمادا كان لا يلحن وقال حماد ما وجدتم في كتابي عن قتادة لحنا فعربوه فإن قتادة كان لا يلحن.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا عبد الله بن عبد الرحمن السكري قال ثنا زكريا الساجي قال ثنا الأصمعي قال سمعت حماد بن زيد يقول: من لحن في حديثي فليس يحدث عني.
قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال أنا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا ابن أبي رزمة قال ثنا على بن الحسن بن شقيق قال: قلت: لعبد الله يعني ابن المبارك الرجل يسمع الحديث فيه اللحن يقيمه قال: نعم كان القوم لا يلحنون.
أخبرنا أبو على عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة الحافظ النيسابوري بالري قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد المحفوظى يقول: سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: سمعت


ص -298- ... النضر بن شميل يقول: كان عوف بن أبي جميلة رجلا لحانا قد كسوت لكم حديثه كسوة حسنة.
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال أنا محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت أبا قدامة قال سمعت أبا عبيد يقول: ما كتبت اللحن في كتابي وإن لحن المحدث فربما رأيت في كتابي اللحن فأتوهم إني أنا الذي أخطأت.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا أحمد بن سعيد بن مرابة1 قال ثنا عباس بن محمد قال قيل ليحيى وهو ابن معين ما تقول في الرجل يقوم الرجل حديثه يعنى ينزع منه اللحن قال: لا بأس به.
أخبرنا محمد بن أبي جعفر قال ثنا محمد بن عدى البصري في كتابه قال ثنا أبو عبيد محمد بن على قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول: كان أحمد بن صالح يقوم كل لحن في الحديث.
أخبرني على بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا ابن خلاد قال ثنا عبد الله بن أحمد الغزاء قال ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميمون من ولد ميمون بن مهران قال رأيت أحمد بن حنبل يغير اللحن في كتابه.
وقال ابن خلاد ثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول قال سألت الحسن بن محمد الزعفراني عن الرجل يسمع الحديث ملحونا أيعربه قال: نعم.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت على بن المديني،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: مرابا. قط: مرايا، وقد قدمنا ما فيه بحاشيتي صفحتي 204، 245 "ح".


ص -299- ... وذكر وكيعا واللحن فقال: كان وكيع يلحن ولو حدثت عنه بألفاظه لكانت عجبا كان يقول: حتنا مسعر عن عيشة.
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال أنا الحميدي قال: قال سفيان كان بن أبي خالد يقول: سمعت المستورد أخي بني فهر يلحن فيه فقلت أنا أخا بني فهر.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا محمد بن أحمد الصواف قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا هشيم قال: كان إسماعيل بن أبي خالد وقد لقي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاحش1 اللحن كان يقول: حدثني فلان عن أبوه.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أنا محمد بن العباس قال أنا ابن مرابة2 قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى يقول: كان إسماعيل بن أبي خالد إذا حدث عن قيس يقول: حدثني قيس بن أبو حازم قلت ليحيى كان إسماعيل من العرب قال: كان مولى بجيلة.
[قلت3] لا أعلم أحدا حدث عن ابن أبي خالد عن قيس فنسبه إلا قال ابن أبي حازم وهذا جماع منهم أن إصلاح اللحن جائز والله أعلم قاله الخطيب4.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 في الأصلين: فحش، ولم نجده في كتب اللغة، فعملا بمذهب المؤلف والجمهور أصلحناه "ح".
2 صف: مرايا. قط: مرايا، وقد قدمنا ما فيه.
3 ليس في قط.
4 من قط.


ص -300 - ... باب ذكر الحجة في إجازة رواية الحديث على المعنى
قال كثير من السلف وأهل التحري في الحديث لا تجوز الرواية على المعنى بل يجب مثل تأدية اللفظ بعينه من غير تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولا حذف وقد ذكرنا بعض الروايات عمن ذهب إلى ذلك ولم يفصلوا بين العالم بمعنى الكلام وموضوعه وما ينوب منه مناب بعض وما لا ينوب منابه وبين غير العالم بذلك وقد ذكر عن بعض السلف أنه كان يروى الحديث على المعنى إذا علم المعنى وتحققه وعرف القائم من اللفظ مقام غيره وقال جمهور الفقهاء يجوز للعالم بمواقع الخطاب ومعاني الألفاظ رواية الحديث على المعنى وليس بين أهل العلم خلاف في أن ذلك لا يجوز للجاهل بمعنى الكلام وموقع الخطاب والمحتمل منه وغير المحتمل وقال قوم من أهل العلم الواجب على المحدث أن يروى على اللفظ إذا كان لفظ ينوب مناب معناه غامضا محتملا فأما إذا لم يكن كذلك بل كان معناه ظاهرا معلوما وللراوي لفظ ينوب مناب لفظ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غير زائد عليه ولا ناقص منه ولا محتمل لأكثر من معنى لفظه صلى الله عليه وآله وسلم جاز للراوى روايته على المعنى وذلك يجوز نحو أن يبدل قوله قام بنهض وقال بتكلم وجلس بقعد وعرف بعلم واستطاع بقدر وأراد بقصد واوجب بفرض وحظر بحرم ومثل هذا مما يطول تتبعه وهذا القول هو الذي نختاره مع شرط آخر وهو أن يكون سامع لفظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عالما بموضوع ذلك اللفظ في اللسان وبأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يريد1 به ما هو موضوع له فإن علم يجوزه به واستعارته له لم يسغ له أن يروى اللفظ مجردا دون ذكره ما عرفه من قصده صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة غير مستدل عليه فإنه أن استدل به
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: مريد.


ص -301- ... على أنه قصد به معنى من المعاني جاز عليه الغلط والتقصير في الاستدلال ووجب نقله له بلفظ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لينظر هو وغيره من العلماء فيه.
فأما الدليل على أنه ليس ذلك للجاهل بمواقع الخطاب وبالمتفق معناه والمختلف من الألفاظ فهو أنه لا يؤمن عليه إبدال اللفظ بخلافه بل هو الغالب من أمره.
وأما الدليل على أنه لا يجوز للعالم أيضا رواية المحتمل من اللفظ على المعنى فهو أنه إنما يرويه على معنى يستخرجه يستدل عليه وقد يتوهم ويغلط وقد يصيب ونحن غير مأمورين بتقليده وإن أصاب فيجب لذلك روايته إياه على اللفظ ليجتهد العلماء في القول بمعناه اللهم إلا أن يقول: الناقل العدل إني قد علمت ضرورة قصد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمحتمل من كلامه إلى كذا وكذا وأنه أراد ذلك بعينه دون غيره فيقبل قوله ويزول حكم الاجتهاد في معنى اللفظ.
وأما الدليل على جواز ذلك للعالم بمعناه فهو ما أخبرني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان الصيرفي قال أنا أحمد بن على بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب قال أنا محمد بن جرير الطبري قال حدثني سعيد بن عمرو السكوني قال ثنا الوليد بن سلمة الفلسطيني قال أخبرني يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة1 الليثي عن أبيه عن جده قال قلنا لرسول الله صلى الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: أكثمه، وفي الإصابة وغيرها: أكيمة، ولم نقف على تحقيقه ولكن لم نجده في "المشتبه" ولو كان أكثمه، لوجب ذكره، ليفرقوا بينه وبين "أكيمة" والد عمارة التابعي، فالله أعلم "ح".


ص -302- ... عليه وسلم بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله إنا لنسمع الحديث فلا نقدر على تأديته كما سمعناه قال: "إذا لم تحلوا حراما ولا تحرموا حلالا فلا بأس".
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه1 قال ثنا أبو بكر الإسماعيلي إملاء قال أخبرني إبراهيم بن موسى البزاز قال ثنا صالح بن قطن بن عبد الله قال ثنا عبد الرحمن بن [مساور حدثنا الوليد بن سلمة حدثني يعقوب بن إسحاق بن عبد الله بن]2 أكيمة3 الليثي عن أبيه عن جده قال قلنا يا رسول الله إنا نسمع منك الحديث فلا نقدر على تأديته كما سمعنا قال: "إذا لم تحرموا حلالا ولا تحلوا حراما وأصبتم المعنى فلا بأس".
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن زنجي أبو القاسم الكاتب قال ثنا أحمد بن محمد بن نصير الضبعي قال حدثني أحمد بن محمد بن غالب أبو عبد الله قال ثنا الحسن بن قزعة قال ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن عن حبيب بن أبي مرزوق عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن مسعود قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إنك تحدثنا4 حديثا لا نقدر أن نسوقه كما نسمعه فقال: "إذا أصاب أحدكم المعنى فليحدث".
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي وأحمد بن أبي جعفر القطيعي قالا ثنا الحسن بن القاسم الخلال قال ثنا أحمد بن عبد الله الوكيل قال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هو "أحمد بن محمد بن غالب البرقائي"، ووقع في صف: أحمد بن علي بن غالب الفقيه "ح".
2 من قط.
3 من قط: أكثمة، وقد مر ما فيه آنفا "ح".
4 قط: لتحدثنا.


ص -303- ... ثنا على بن مسلم الطوسي قال ثنا محمد بن يزيد الواسطي عن اصبغ بن زيد عن خالد بن كثير عن خالد بن دريك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من تقول على ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا" قيل يا رسول الله وهل لها من عينين قال: "ألم تسمع إلى قول الله عز وجل: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً}" فأمسك القوم أن يسألوه فأنكر ذلك من شأنهم وقال: "مالكم لا تسألوني" قالوا: يا رسول الله سمعناك تقول: من تقول على ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا ونحن لا نحفظ الحديث كما سمعناه نقدم حرفا ونؤخر حرفا ونزيد حرفا وننقص حرفا قال: "ليس ذلك1 أردت إنما قلت من تقول على ما لم يريد عيبي وشين الإسلام أو شيني وعيب الإسلام".
ويدل على ذلك أيضا اتفاق الأمة على أن للعالم بمعنى خبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وللسامع بقوله أن ينقل معنى خبره بغير لفظه وغير اللغة العربية وأن الواجب على رسله وسفرائه إلى أهل اللغات المختلفة من العجم وغيرهم أن يرووا عنه ما سمعوه وحملوه مما أخبرهم2 به وتعبدهم بفعله على ألسنة رسله سيما إذا كان السفير يعرف اللغتين فإنه لا يجوز أن يكل ما يرويه إلى ترجمان وهو يعرف الخطاب بذلك اللسان لأنه لا يأمن الغلط وقصد التحريف على الترجمان فيجب أن يرويه بنفسه وإذا ثبت ذلك صح أن القصد برواية خبره وأمره ونهيه إصابة معناه وامتثال موجبه دون إيراد نفس لفظه وصورته وعلى هذا الوجه لزم العجم وغيرهم من سائر الأمم دعوة الرسول إلى دينه والعلم بأحكامه ويدل على ذلك أنه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: ذاك.
2 قط: أمرهم.


ص -304- ... إنما ينكر الكذب والتحريف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتغيير معنى اللفظ فإذا سلم راوي الحديث على المعنى من ذلك كان مخبرا بالمعنى المقصود من اللفظ وصادقا على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبمثابة من أخبر عن كلام زيد وأمره ونهيه وألفاظه بما يقوم مقام كلامه وينوب منابه من غير زيادة ولا نقصان فلا يعتبر1 في أن راوي ذلك قد أتى بالمعنى المقصود وليس بكاذب ولا محرف وقد ورد القرآن بمثل ذلك فإن الله تعالى قص من أنباء ما قد سبق قصصا كرر ذكر بعضها في مواضع بألفاظ مختلفة والمعنى واحد ونقلها من ألسنتهم إلى اللسان العربي وهو مخالف لها في التقديم والتأخير والزيادة والنقصان ونحو ذلك.
وقد استدل المنكرون للرواية على المعنى بحصول الاتفاق على أن الشرع قد ورد بأشياء كثيرة قصد فيها الإتيان باللفظ والمعنى جميعا نحو التكبير والتشهد والأذان والشهادة وإذا كان كذلك لم ينكر أن يكون المطلوب بالحديث لفظه بعينه ومعناه جميعا فيقال لهم وبأي وجه وجب إلحاق رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلفظه بالأذان والتشهد وغير ذلك مما يجرى مجراهما فلا يجدون متعلقا في ذلك.
ويقال أيضا لو أخذ علينا في رواية2 حديثه إيراد لفظه ومعناه لوجب أن يوقف عليه توقيفا يوجب العلم ويقطع العذر كالتوقيف لنا على الأذان والتشهد وفى عدم توقيف يحج3 مثله دلالة على فساد ما قلتم ثم يقال لهم ما الفصل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا، ولم ينقط في قط، والمعنى واضح وإن اشتبه اللفظ "ح".
2 صف: برواية.
3 أي يغلب الناظر بالحجة، وهو في الأصلين بغير نقط "ح".


ص -305- ... بينكم وبين من قال لما حصل الاتفاق على إباحة الترجمة في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأوامره ونواهيه والإخبار عن جملة دينه وتفصيله وجب كذلك جواز روايته على المعنى باللفظ العربي الذي هو أقرب إلى لفظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأعجمي فلا يجدون لذلك مدفعا واحتجوا أيضا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرأ سمع منا حديثا فأداه كما سمعه" وبقوله للذي علمه: إذا أخذ مضجعه يقول: "آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت" في الكلمات المشهورة فقال الرجل وبرسولك الذي أرسلت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "وبنبيك الذي أرسلت" قالوا لم يسوغ لمن علمه الدعاء مخالفة اللفظ فيقال لهم أما الحديث الأول فهو حجة عليكم لأنه قد علل فيه ونبه على ما يقول: بقوله صلى الله عليه وسلم: "فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه ليس بفقيه والى من هو أفقه منه" وكأنه قال إذا كان المبلغ أوعى من السامع وأفقه وكان السامع غير فقيه ولا ممن يعرف المعنى وجب عليه تأدية اللفظ ليستنبط معناه العالم الفقيه وإلا فلا وجه لهذا التعليل إن كان حال المبلغ والمبلغ سواء على أن رواة هذا الخبر نفسه قد رووه على المعنى فقال بعضهم رحم الله مكان نضر الله ومن سمع بدل امرأ سمع وروى مقالتي بدل منا حديثا وبلغه مكان أداه وروى فرب مبلغ افقه من مبلغ مكان فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه لا فقه له مكان ليس بفقيه وألفاظ سوى هذه متغايرة تضمنها هذا الخبر وقد ذكرنا طرقه على الاستقصاء باختلاف ألفاظها في كتاب أفردناه لها والظاهر يدل أن هذا الخبر نقل على المعنى فلذلك اختلفت ألفاظه وإن كان معناها واحد. والله أعلم.


ص -306 - ... وأما رد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الرجل في الحديث الثاني قوله وبرسولك إلى وبنبيك الذي أرسلت فإن أمدح من الرسول ولكل واحد من هذين النعتين موضع ألا ترى أن اسم الرسول يقع على الكافة واسم النبي لا يتناول إلا الأنبياء خاصة وإنما فضل المرسلون من الأنبياء لأنهم جمعوا النبوة والرسالة معا فلما قال وبنبيك الذي أرسلت جاء [بأمدح] 1 النعت وهو النبوة ثم قيده بالرسالة حين قال الذي أرسلت وبيان آخر وهو أن قوله وبرسولك الذي أرسلت غير مستحسن لأنه يجتزأ بالقول الأول إن هذا رسول فلان عن أن يقول: الذي أرسله إذ كان لا يفيد القول الثاني إلا المعنى الأول وكان قوله وبنبيك الذي أرسلت يفيد الجمع بين النبوة والرسالة فلذلك أمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم به ورده إليه. والله أعلم.
[آخر الجزء السادس] 2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.
2 من قط: وفيها بعده ما لفظه.
"ويتلوه في الذي يليه: باب ذكر من كان يذهب إلى إجاز الرواية على المعنى من السلف، وسياق بعض أخبارهم في ذلك إن شاء اله تعالى".
والحمد لله وحده، وصلواته على نبيه محمد وآله وسلم تسليما كثيرا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


ص -307- ... الجزء السابع
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر خيرا
[قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب البغدادي قال]1:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من قط.


ص -308 - ... باب ذكر من كان يذهب إلى إجازة الرواية على المعنى من السلف وسياق بعض أخبارهم في ذلك1
أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان قال أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا مطلب بن شعيب الأزدي قال ثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح [ح وأخبرنا] أبو طاهر محمد بن الحسن بن عيسى الناقد واللفظ له قال أنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي2 قال حدثني أحمد بن صالح قال ثنا معن قال ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال دخلنا على واثلة بن الأسقع فقلنا يا أبا الأسقع حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس فيه وهم ولا نسيان فقال هل قرأ أحد منكم الليلة من القرآن شيئا قالوا: نعم قال فهل زدتم ألفا أو واوا أو شيئا فقلت إنا نزيد3 وننقص وما نحن بأولئك في الحفظ فقال هذا القرآن بين أظهركم وأنتم تدرسونه بالليل والنهار فكيف [ونحن] 4 نحدث بحديث سمعناه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة أو مرتين إذا حدثتكم على معناه فحسبكم.
أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنا محمد بن أحمد بن الحسن قال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 زاد في صف ههنا: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنا أبو أحمد حمزة بن محمد العباس قال ثنا أبو إسماعيل الترمذي قال ثنا أبو صالح قال ثنا معاوية بن صالح.
2 قط: الفيريابي.
3 قط: لنزيد.
4 من قط.


ص -309- ... ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح [ح وأخبرنا] محمد بن الحسين الناقد قال أنا أحمد بن جعفر قال ثنا جعفر الفريابي1 قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا معن [ح وأخبرنا] محمد بن على بن الفتح2 قال أنا عمر بن إبراهيم المقري قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا أبو خيثمة قال ثنا معن ابن عيسى عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال إذا حدثناكم [وقال قتيبة]3 إذا جئناكم بالحديث [على معناه]"2" فحسبكم.
أخبرنا محمد بن على الحربي قال ثنا على بن عمر الحافظ قال ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان قال ثنا كثير بن يحيى بن كثير قال حدثني أبي قال ثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال كنا نجلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عسى أن تكون عشرة نفر نسمع الحديث فما منا اثنان يؤديانه غير أن المعنى واحد.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا على بن عمر الحافظ قال ثنا أحمد بن محمد بن سلم قال ثنا الزبير بن بكار قال حدثني محمد بن المنذر عن جده هشام بن عروة عن أبيه قال قالت لي عائشة رضي الله عنها يا بني [إنه]4 يبلغني أنك تكتب عني الحديث ثم تعود فتكتبه فقلت لها: أسمعه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: الفيريابي.
2 قط: ابن أبي الفتح- وفي ترجمته من تاريخ المؤلف "ج30ص 107" محمد بن علي بن الفتح.
3 من قط.
4 من قط.


ص -310- ... منك على شيء ثم أعود فأسمعه على غيره فقالت هل تسمع في المعنى خلافا قلت لا قالت لا بأس بذلك. أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا مالك بن إسماعيل هو أبو غسان [ح وأخبرنا] عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري قال ثنا محمد بن سليمان بن الحارث قال ثنا أبو غسان قال ثنا إسرائيل عن أبي حصين عن عامر عن مسروق عن عبد الله قال حدث حديثا فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أرعد وأرعدت ثيابه فقال أو شبيه1 ذا أو نحو ذا واللفظ لحديث الحيري.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز قال ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء قال ثنا على بن شعيب قال ثنا معن قال ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي الدرداء فإن كان إذا حدث الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم فرغ منه قال اللهم إلا هكذا فكشكله.
أخبرنا أبو محمد الحسين2 بن على بن محمد بن أحمد بن بشار السابوري3 بالبصرة قال ثنا محمد بن أحمد بن محمويه العسكري قال ثنا أحمد بن عثمان بن أبي منصور السكوني قال ثنا محمد بن الوزير وعمرو بن عثمان قالا ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس إن أبا الدرداء كان يحدث بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا فرغ منه قال هذا أو نحو هذا أو شكله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: شبه.
2 صف: الحسن.
3 قط: النيسابوري.


ص -311- ... أخبرنا الحسن بن على التميمي قال أنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أبو قطن قال ثنا ابن عون عن محمد قال كان أنس إذا حدث حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ففرغ منه قال أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل [ح وأخبرنا] ابن رزق أيضا قال أنا إسماعيل بن على الخطبي وأبو على بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين قال كنت أسمع الحديث من عشرة المعنى واحد واللفظ مختلف.
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا سفيان قال كان عمرو بن دينار يحدث بالحديث على المعنى وكان إبراهيم من ميسرة لا يحدثه إلا على ما سمع.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال أنا الحسين بن إدريس قال ثنا ابن عمار قال ثنا معاذ بن معاذ العنبري القاضي عن ابن عون قال كان الحسن والشعبي وإبراهيم يحدثون بالمعاني وكان القاسم بن محمد ورجاء بن حيوة وابن سيرين يحدثون كما سمعوا.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال أنا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا إسحاق يعني ابن راهويه قال أنا إسماعيل فإني عن ابن عون قال كان الحسن والنخعي والشعبي يحدثون بالحديث مرة هكذا ومرة هكذا فذكر ذلك لابن سيرين فقال إنهم لو حدثوا كما سمعوا كان أفضل.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على عبد الله بن إبراهيم بن أيوب


ص -312- ... ابن ماسي حدثكم أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق قال ثنا أبو معمر عن سفيان قال كان عمرو بن دينار وابن أبي نجيع يحدثان بالمعاني وكان إبراهيم بن ميسرة وابن طاوس يحدثنان كما سمعا.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن على الوراق قال ثنا معاوية بن عمرو قال ثنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن يحدث بالأحاديث الأصل واحد والكلام مختلف.
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال ثنا عمر بن محمد بن على الناقد قال ثنا عمر بن محمد بن نصر الكاغذي قال ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال ثنا حرب بن ميمون قال ثنا هشام قال قيل للحسن يا أبا سعيد انك تحدثنا بالحديث اليوم وتحدث من الغد بكلام آخر فقال لا بأس بالحديث إذا أصبت المعنى.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال أنا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا المفضل بن غسان الغلابي قال ثنا عبد الله بن جعفر الرقى قال ثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن قال لا بأس بتقديم الحديث وتأخيره إذا أصبت المعنى.
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني قال أنا محمد بن إسماعيل الوراق قال أنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا على بن الجعد قال أنا المبارك بن فضالة عن الحسن فإن كان لا يرى بأسا أن يقدم أو يؤخر1 إذا أصاب المعنى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: ويؤخر.


ص -313- ... أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد المتوثي والحسن بن أبي بكر الأشعري قالا ثنا على بن محمد بن الزبير الكوفي قال ثنا الحسن بن على بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب عن الربيع بن صبيح عن الحسن قال لا بأس إذا أصيب1 معنى الحديث.
أخبرنا أبو الخير فرج بن الخضر بن جامع الجوهري قال ثنا أحمد بن على بن يحيى بن حسان بن سهيل الحرشي بالكوفة قال ثنا أبي قال ثنا وكيع عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال: قلت للحسن الرجل يسمع الحديث فيحدث به لا يألو يكون الزيادة والنقصان قال فقال الحسن لا بأس به.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه قال أنا الحسين بن إدريس قال ثنا ابن عمار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا مهدي عن غيلان قال: قلت للحسن الرجل يحدث بالحديث لا يألو فتكون فيه الزيادة والنقصان قال ومن يطيق ذلك.
أخبرنا الحسين بن الفضل والحسن بن أبي بكر قالا إنا على بن محمد بن الزبير قال ثنا الحسن بن على بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب عن مهدي بن ميمون عن غيلان المعولي قال سألت الحسن أسمع الحديث فلا آلو أن أحدث به كما سمعت فأزيد فيه أو أنقص قال سبحان الله ومن يطيق ذلك..!!؟؟
أخبرنا أبو سعيد [محمد]2 بن موسى الصيرفي قال ثنا العباس محمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: أصبت.
2 من قط.


ص -314- ... ابن يعقوب الأصم قال ثنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الرقى قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا هشام بن أبي عبد الله عن شعيب بن الحبحاب قال انطلقت أنا وغيلان بن جرير إلى الحسن فقال له: غيلان يا أبا سعيد الرجل يحدث بالحديث1 فلا يحدثه كما سمعه يزيد فيه وينقص فقال الحسن إنما الكذب على من تعمده. [أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا محمد بن على الوراق حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام الدستوائي عن شعيب بن الحبحاب قال دخلت على الحسن أنا وغيلان فقال يا أبا سعيد الرجل يحدث بالحديث فيزيد فيه وينقص منه فقال إنما الكذب على من تعمده]2.
أخبرنا البرقاني قال أنا ابن خميرويه الهروي قال أنا الحسين بن إدريس قال ثنا ابن عمار قال ثنا المعافى عن مسعر عن عمرو بن مرة قال أنا لا نستطيع أن نحدثكم الحديث كما سمعناه ولكن عموده ونحوه.
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الموصلي قال ثنا أبو يعلى أحمد بن على قال ثنا بشر بن الوليد قال ثنا الحسن بن عياش أخو أبي بكر بن عياش عن جعفر بن محمد قال أن رجلين يأتيان من أهل الكوفة فيشددان على في الحديث فما أجيء به كما سمعته إلا أن أجيء بالمعنى.
أخبرني الحسين بن على الطناجيرى قال أنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ قال ثنا الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني قال ثنا سلمة بن شبيب قال ثنا عبد الرزاق قال: قلت لسفيان الثوري حدثنا بحديث أبي الزعراء كما سمعت قال يا سبحان الله ومن يطيق ذلك إنما نجيئكم بالمعنى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: الحديث.
2 من قط.


ص -315- ... أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قالا أنا إسماعيل بن محمد الصفار قال: قال أبو محمد العباس بن عبد الله الترقفي سمعت الفريابي1 يقول: سمعت سفيان يقول: لو أردنا أن نحدثكم بالحديث كما سمعناه وقال ابن برهان كما سمعناه ما حدثناكم بحديث واحد.
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل والحسن بن أبي بكر قالا أنا على بن محمد بن الزبير قال ثنا الحسن بن على بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب عن رجل عن سيف المكي عن مجاهد قال أنقص [الحديث]2 أحب إلي من أن أزيد فيه قال الحسن قال زيد قال سفيان إذا ذهبت أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني.
وأخبرني أبو نصر أحمد بن الحسين القاضي بالدينور قال أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا الحسن بن على بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب قال سمعت سفيان الثوري يقول: إن قلت لكم أني أحدثكم كما سمعت فلا تصدقونى قال زيد يعني فإن يحدث على المعاني.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قال أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن [رميح]"3" النسوي قال ثنا محمد بن يوسف بن عاصم ببخارا قال ثنا المهنأ بن يحيى قال سمعت عبد الرزاق يقول: قال صاحب لنا لسفيان الثوري حدثنا كما سمعت فقال لا والله ما إليه سبيل وما هو4 إلا المعنى.
أخبرنا أبو حازم الأعرج عمر بن أحمد بن إبراهيم الحافظ بنيسابور قراءة قال أنا أبو [محمد]"2" القاسم بن غانم بن حمويه المهلبي قال أنا محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجى قال سمعت ابن بكير يقول: ربما سمعت مالكا يحدثنا بالحديث فيكون لفظه مختلفا بالغداة و بالعشي5.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: الفيريابي.
2 من صف.
3 من قط.
4 قط: ولا هو.
5 قط: والعشى.


ص -316- ... وحدثنا أبو حازم إملاء قال ثنا على بن عيسى الماليني قال ثنا محمد بن محمود بن خالد النسوي قال سمعت على بن خشرم يقول: كان ابن عيينة يحدثنا فإذا سئل عنه بعد ذلك حدثنا بغير لفظه الأول والمعنى واحد. قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال أنا محمد بن إسحاق الثقفي قال أنا قتيبة قال كانوا يقولون الحفاظ أربعة إسماعيل فإني وعبد الوارث ويزيد بن زريع ووهيب كانوا هؤلاء يؤدون اللفظ قال أبو رجاء قتيبة وكان حماد بن زيد يحدث على المعنى سئل1 عن حديث في النهار كذا وكذا يغير2 اللفظ.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال أنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني قال ثنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت عبيد الله بن سعيد بقول سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ لأن القرآن أعظم حرمة ووسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي قال قرئ على أبي إسحاق المزكى وأنا أسمع سمعت أبا العباس [ح وأخبرنا] أبو حازم العبدي واللفظ له قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن الأزهر يقول: سمعت أزهر بن جميل يقول: كنا عند يحيى بن سعيد ومعنا رجل يتشكك فقال له: يحيى يا هذا إلى كم هذا ليس في يد الناس اشرف ولا أجل من كتاب الله تعالى وقد رخص فيه على سبعة أحرف.
أخبرني على بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن معدان قال ثنا سعيد بن رحمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: يسأل.
2 صف: بغير.


ص -317 - ... الأصبحي قال كان محمد بن مصعب القرقساني يقول: أيش تشددون على أنفسكم إذا أصبتم المعنى فحسبكم.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال ثنا يعقوب بن موسى الاردبيلي قال ثنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي قال ثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة إذا سمعتك تذاكر بالشيء عن بعض المشيخة1 قد سمعته من غيرك فأقول ثنا أبو زرعة وفلان وإنما ذاكرتني أنت بالمعنى والإسناد قال أرجوا قلت: فإن كان حديثا طويلا قال فهذا أضيق قلت فإن قلت حدثنا فلان وأبو زرعة نحوه فسكت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: الشيخة.