الكفاية في علم الرواية ط الكتب الحديثة باب في حمل الكلمة
والاسم على الخطأ والتصحيف عن الراوي أن الواجب روايتهما على
ما حملا عنه ثم يبين2 صوابهما
أخبرنا أبو الحسن على بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال
أنا دعلج بن أحمد قال أنا موسى بن هارون قال أنا أبو همام بن
أبي بدر قال حدثني3 يحيى بن سعيد العطار الحمصي قال ثنا الحسن
بن أيوب الحمصي قال رأيت عبد الله بن بسر فوق رأسه شامة قال
فقال: قال النبي4 صلى الله عليه وسلم: "لتدركن قرنا" قال موسى
هكذا في كتابي "فوق رأسه" وإنما هو في "قرن رأسه" ولست ادري
ممن الوهم.
أخبرنا ابنا بشران على وعبد الملك قالا أنا حمزة بن محمد بن
العباس قال ثنا محمد بن غالب هو التمتام قال ثنا خالد بن أبي
يزيد قال ثنا عبد الله بن جعفر عن واقد بن سلامة عن يزيد
الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل
حديث قبله فإن كان يقول: "إياكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 صف: بين.
3 قط: حدثنا.
4 قط: رسول الله.
ص -362- ... والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات
كما تأكل النار الحطب". قال "التمتام إنما هو وافد"1 وأخطأ فيه
خالد. أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري
بالبصرة قال أنا محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق التمار قال
ثنا أبو داود سليمان بن الاشعث قال ثنا أحمد بن صالح قال ثنا
عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبد
الرحمن و عبد الله بن كعب بن مالك قال أحمد كذا قال ابن وهب و
الصواب عبد الرحمن بن عبد الله.
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى ين عبد الجبار السكري قال
أنا جعفر بن محمد بن الحكم الواسطي قال أنا أحمد بن على الأبار
قال على الأبار قال: قلت لهشام بن عمار يا أبا الوليد حدثكم
صدقة عن عمر بن قيس عن عطاء عن أبي الدنيا قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: "من جاء إلى الجمعة فليغتسل" فقال:
نعم قال أبو العباس الأبار ورأيت في حديث أهل حمص عن عمر بن
قيس عن أبي الدرداء و أظنه التزق في كتابه فصار عن أبي الدنيا.
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قال أنا أبو
بكر الشافعي قال ثنا موسى بن هارون قال ثنا عمران بن بكار
الحمصي قال ثنا على بن عياش قال ثنا شعيب بن أبي حمزة أن
نافعا2 أخبره عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم قال: "إن أصحاب هذه الصور يدعون يوم
القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم" قال موسى هكذا قال فيه هذا
"يدعون" وإنما هو "يعذبون".
أخبرنا أحمد بن [محمد بن]3 غالب قال أنا أبو بكر الإسماعيلي
قال ثنا محمد بن حنيفة4 بن ماهان أبو حنيفة إملاء قال ثنا أبو
الربيع خالد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يعني وافد بن سلامة، لا واقد كما وقع في السند "ح".
2 قط: تابعا، خطأ "ح".
3 من قط.
4 له ترجمة في تاريخ المؤلف.
ص -363- ... ابن يوسف السمتي قال ثنا عبد
العزيز الدراوردى عن موسى بن متاح قال الاسماعيلي قاله أبو
حنيفة بالتاء وإنما هو مياح بالياء.
قلت1 قول الإسماعيلي موسى بن مياح خطأ و إنما هو موسى بن مناح
بالنون و هو من أهل المدينة يروى عن أبان بن عثمان و عن القاسم
بن محمد بن أبي بكر الصديق وحدث عنه إسماعيل بن أمية وعبد
الواحد بن أبي عون.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال
أنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى
قال ثنا ابن أبي عدى عن جعفر بن ميمون عن أبي تميمة السلولي
قال أبو موسى هكذا قال ابن أبي عدى وإنما هو الصِّلِّي2 عن أبي
عثمان النهدي قال أبو موسى هكذا قال وإنما هو عمرو البكالي
[قلت]3 وقد أجاز بعض العلماء أن لا يذكر الخطأ الحاصل في
الكتاب إذا كان متيقنا4 بل يروى على الصواب.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبي يعلى الطوسي قرئ
على إبراهيم بن عبد الله الزبيبي5 وأنت تسمع حدثكم محمد بن عبد
الأعلى قال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: قال الخطيب.
2 هكذا ضبطه في قط، وهو منسوب إلى بني سلى بكسر السين المهملة
وتشديد اللام بعدها ألف، كذا ضبطه في لسان العرب، وقال في
التاج "سلى كحتى"، وقيل بكسر السين "وفي الأنساب" السلى بقتح
السين المهملة وتشديد اللام هذه النسبة إلى بني سلى "ح".
3 من صف.
4 صف: متقنا.
5 هكذا في قط والأنساب، وهو في صف غير واضح، وبهامش قط مقابل
هذه الكلمة "ز ب ي" كأنه بيان وتحقيق لترتيب الحروف، إلا أنها
انحمت نقطة الزاي "ح".
ص -364 - ... ثنا خالد بن الحارث قال ثنا
شعبة عن أبي سلمة قال سألت أنسا أكان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يصلى في النعلين قال: نعم قال ابن غالب في كتاب أبي
يعلى سألت الحسن وقرأته أنا عليه أنسا.
[قلت1] وهذا الحديث محفوظ عن أبي سلمة عن أنس رواه عن شعبة
معاذ بن معاذ العنبري والنضر بن شميل وعبد الرحمن بن مهدي
ومحمد بن بشر العبدي وغيرهم فلم يختلفوا فيه وكذلك رواه القاسم
بن زكريا المطرز عن محمد2 بن عبد الأعلى الصنعاني عن خالد بن
الحارث وهذا كله يدل على أن ما كان حصل في كتاب أبي يعلى
الطوسي من ذكر الحسن وهم متيقن مقطوع عليه فلا يعتبر به ولا
يلتفت إليه، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من صف.
2 صف: أحمد، خطأ "ح".
باب ما جاء في تغيير نقط الحروف
لما في ذلك من الإحالة والتصحيف
إذا كان قد حصل في الكتاب بعض الحروف مضبوطا على الخطأ كالباء
بنقطة3 من فوقها وتجعل نونا وكالسين المهملة بنقط4 وما أشبه
ذلك فقد اختلف أهل العلم فمنهم من قال لا يجوز تغييره ومنهم من
قال ذلك جائز أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن
أحمد الحافظ قال سمعت القاسم بن أبي صالح يقول: سمعت إبراهيم
بن الحسين يقول: [سمعت] 5 مسددا يقول: سمعت عبد الله بن داود
يقول: إذا كان كتابي مقيدا لم ألتفت إلى ما يقول: أصحاب الحديث
وإذا لم يكن مقيدا واتفقوا على شيء انتهيت إلى قولهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 وقط: كالياء، تنقط.
4 قط: تنقط
5 من قط
ص -365- ... أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب
قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال ثنا إبراهيم بن إسماعيل القارئ
قال ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى قال سمعت أبي يقول:
إذا وجدت في كتابك شيئا غير مقيد فلك أن تقوله على الصحيح وإذا
وجدته مقيدا ولم يكن على الصواب فليس لك أن تقول غير ما في
كتابك من التقييد إلا بالشك.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس قال أنا
إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى
العنزي قال وسألت أبا الوليد عن رجل أصيب1 في كتابه الحرف
معجما على غير تعجيمه نحو التاء ثاء2 ونحو الخنساء خيساء أو
خنيس حبيش والناس يقولون الصواب وهو تصحيف قال يرجع إلى قول
الناس فإن الأصل على الصحة وصاحبه قال الصواب وهو يحكي عنه
الخطأ هو الجاني عليه.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال ثنا عبد الصمد بن
علي الطستي قال ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار3 قال
ثنا هشام بن عمار بن نصير السلمي في سنة أربع وعشرين ومائتين
قال ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول: لا بأس بإصلاح
الخطأ واللحن والتحريف في الحديث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: الرجل يصيب.
2 قط: نحو الباء تاء.
3 هكذا ضبطه في تبصير المنتبه، ووقع في صف البزار، خطأ "ح".
ص -366 - ...
باب ما جاء في إبدال حرف بحرف
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن عيسى بن جعفر
العطار1 قال ثنا نصر بن حماد قال ثنا الربيع بن بدر عن عنبوانة
عن الحسن عن أنس قال: قلت: "يا رسول الله أين أضع بصري في
الصلاة فقال عند موضع سجودك يا أنس قال: قلت يا رسول الله هذا
شديد لا أستطيع هذا قال ففي المكتوبة إذا" قال أبو العباس
الأصم بلغني فإن يحتاج أن يكون عنظوانة ولكن كذا في كتابي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه
الهروي قال أنا الحسين بن إدريس قال سمعت ابن عمار يقول: قال
عبد الرحمن يعني ابن مهدي لقد رأيت في كتاب حرفا غلطا في
الكتابة ابن حمير2 وجدته ابن حميل فكلما رأيته أخذني الضحك حتى
ضربت عليه قلت أراد بالضرب3 على اللام وصير بدلها راء، والله
أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: الطيار.
2 صف: خميرويه، كذا "ح".
3 قط: قال الخطيب، أراد به الضرب.
ص -367 - ...
باب ما جاء في إصلاح المحدث كتابه بزيادة الحرف الواحد فيه أو
بنقصانه
أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال أنا علي بن عمر الحربي قال
ثنا محمد بن صالح بن ذريح قال ثنا هناد بن السري قال ثنا عثمان
بن زفر قال ثنا زهير بن معاوية عن رجل سماه قال هناد1 في كتابي
سعيد الطائي ولا أدري الخطأ مني أو منه وإنما هو سعد عن أبي
المدله2 عن أبي هريرة قال قلنا يا رسول الله أخبرنا عن الجنة
ما هو بناؤها قال: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك
الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت من يدخلها ينعم ولا يبؤس
ويخلد ولا يموت لا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه".
حدثنا أبو الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشي لفظا قال سمعت
الحسن بن إبراهيم بن يزيد القط أن يقول: سمعت جعفر بن درستويه
يقول: سمعت علي بن المديني يقول: مر بي حديث فاحتاج بعض3
الحروف إلى بعض فجعلت أتفكر أزيد فيه الحرف أم لا فسمعت هاتفا
يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} فتركت الحرف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: زهير، والسياق يدل أنه أخطأ "ح".
2 ذكره في القاموس في مادة "د لده" وضبطه كمحدث، أي بضم ففتح
فكسر بتشديد، وكذلك ضبطه في الخلاصة، فلهاء أصلية كما لا يخفى،
أما في التقريب فضبطه بضم فكسر ففتح بتشديد، وعليه فتكون الهاء
للتأنيث، فيكتب هكذا "المدلة" وكذا وقع في بعض الكتب القلمية
القديمة كتاريخ البخاري، وعليه فهو من مادة "دل ل" والله أعلم
"ح".
3 قط: حرف.
ص -368- ... أخبرنا محمد بن المؤمل
الأنباري قال أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري قال ثنا
عبيد الله بن الحسين الصابوني قال ثنا مالك بن عبد الله
التجيبي قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال: قال أشهب قيل له
يعني مالكا أرأيت حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يزاد فيه
الواو والألف والمعنى واحد قال أرجو أن يكون خفيفا. قرأت في
أصل كتاب هبة الله بن الحسن الطبري الذي سمعه من أحمد بن عمر
بن محمد الأصبهاني عن أبي الحسين بن المنادى قال ثنا عبد الله
بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن الرجل يسمع الحديث فيسقط من
كتابه الحرف مثل اللام ونحو ذلك أيصلحه فقال لا بأس به أن
يصلحه.
قال ابن المنادى1 وكان جدي لا يرى بإصلاح الغلط الذي لا يشك
فيه فإن غلط بأسا فإذا كان غلط يتشكك فيه ضرب عليه ولم يذكره
اسما كان أو كنية أو كلاما في متن الحديث وكان يميل إلى
الانتقاص ويتجافى2 الزيادة ألفيته يفعل ذلك مع موسى بن هارون
بن عبد الله البزاز ومع أبي القاسم بن الجبلي3 وإبراهيم بن
أورمة الأصبهاني وغيرهم من حفاظ الحديث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هو أبو الحسين المتقدم، واسمه أحمد بن جعفر بن عبيد الله، له
ترجمة في تاريخ المؤلف، وجده هو محمد بن عبيد الله، ووقع في
ترجمة الجد من تهذيب التهذيب روى عنه أبو الحسين أحمد بن أبي
جعفر، والصواب ابن ابنه أبو الحسين أحمد بن جعفر "ح".
2 قط: ويتحامى.
3 هو اسحاق بن إبراهيم، له ترجمة في تاريخ المؤلف وضبطه في
الأنساب، وتبصير المنته، ووقع في قط أبي القاسم الجبلي، والخطب
سهل "ح".
ص -369 - ...
باب إصلاح سقوط الكلمة التي لا بد منها كابن في النسب وأبي في
الكنية ونحو ذلك
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا أحمد بن حازم بن
أبي غرزة قال ثنا أبو نعيم قال ثنا عبد السلام عن أبي خالد عن
محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن بحينة قال أبو نعيم إنما هو
ابن بحينة ولكنه قال بحينة قال مر بي رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وأنا منتصب أصلى بعد طلوع الفجر فقال: "لا تجعلوا
هذه الصلاة كالصلاة قبل الظهر وبعده واجعلوا بينهما فصلا".
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال أنا محمد بن عمرو
بن البختري الرزاز قال ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن
الدقيقي قال ثنا يزيد بن هارون قال أنا شعبة عن قزعة قال أبو
جعفر في كتابي قزعة والصواب1 أبي قزعة ولكن لم أجد في كتابي
أبي عن حكيم2 بن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فإن سأله رجل ما حق المرأة على زوجها قال: "أن يطعمها إذا
طعم ويكسوها إذا اكتسى ولا يضرب الوجه ولا يقبح ولا يهجر إلا
في البيت".
قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي عن عبد العزيز بن جعفر قال
ثنا أبو بكر الخلال قال حدثني أبو داود قلت لأبي عبد الله يعني
أحمد بن حنبل-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قط: والصحيح.
2 من رجال التهذيب، ووقع في قط، حكم خطأ "ح".
ص -370- ... وجدت في كتاب حجاج عن جريج عن
أبي الزبير عن جابر يجوز لي أن أصلحه ابن جريج قال أرجو أن
يكون هذا لا بأس به.
أخبرنا أحمد بن محمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز
قال أنا سليمان بن إسحاق الجلاب1 قال سمعت إبراهيم الحربي
يقول: لزمت أحمد بن حنبل سنتين2 فكان إذا خرج يحدثنا يخرج معه
محبرة مجلدة بجلد أحمر وقلما فإذا مر بالسقط في كتابه أصلحه
تورعا أن يأخذ من محبرة أحد شيئا.
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد
الله بن زياد القطان قال ثنا إسحاق يعني ابن الحسن قال: قال
عفان بن مسلم لأحمد بن حنبل كنا يوما عند عمران القطان فغلط في
شيء فرددناه عليه فرمى بكتابه إلى رجل فقال أصلح يا هذا فرأيت
أبا عبد الله بعد ذلك يصف الكلام للناس عن عفان.
أخبرنا أبو علي الحسن بن نصر بن الحسن الحنبلي3 قال أنا محمد
بن عبد الله بن الحسن الدقاق قال ثنا جعفر بن محمد بن نصير قال
سمعت أبا العباس أحمد بن مسروق يقول: سمعت إبراهيم الحربي
يقول: سمعت خلف بن هشام4 البزار5 يقول: قلمي على كتابي من
أربعين سنة أصلح فيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ذكره في الأنساب، ووقع في صف، الحلاب خطأ "ح".
2 صف: سنين.
3 له ترجمة في تاريخ المؤلف، ووقع في صف: الحسين بن نصران
الحنبلي كذا "ح".
4 من رجال التهذيب، ووقع في صف: هاشم خطأ "ح".
5 كذا ضبطوه في التبصير والتقريب والخلاصة وغيرها، ووقع في
الأصلين البزار خطأ "ح".
ص -371 - ... أخبرني أبو الحسين1 علي بن
حمزة بن أحمد المؤذن بالبصرة قال سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد
بن إسحاق الدقاق يقول: سمعت الحسن بن عثمان يقول: سمعت أبا
زرعة الرازي يقول: أنا أصلح كتابي من أصحاب الحديث إلى اليوم.
أنشدني أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي قال أنشدني
يعقوب بن أحمد الأديب بنيسابور لنفسه:
كم من كتاب قد تصفحته ... وقلت في نفسي صححته
ثم إذا طالعته ثانيا ... رأيت تصحيفا فأصلحته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: أبو الحسين.
باب إلحاق الاسم المتيقن سقوطه في
الإسناد
إذا كان في الأصل حديث محفوظ معروف وقد سقط من إسناده رجل جار
أن يلحق بمكانه ويكتب في موضعه.
مثال ذلك ما أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن
مهدي قال ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي
إملاء قال ثنا أحمد بن إسماعيل قال ثنا مالك بن أنس عن ابن
شهاب عن عروة بن الزبير عن عمرة بنت عبد الرحمن يعني عن عائشة
أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدني إلي
رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان كان هذا
الحديث في أصل بن مهدي عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها قالت كان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدني إلي رأسه وقد سقط ذكر
عائشة والحديث
ص -372 - ... محفوظ لا يختلف على مالك فيه
فإن عن عمرة عن عائشة مع استحالة كون عمرة مدركة للنبي صلى
الله عليه وآله وسلم وألحقنا فيه ذكر عائشة إذ لم يكن منه بد
وعلمنا أن المحاملي كذلك رواه وإنما سقط من كتاب شيخنا أبي
عمرو قلت فيه يعني عن عائشة لأجل مهدي لم يقل لنا ذلك وهكذا
رأيت غير واحد من شيوخنا يفعل في مثل هذا.
وقد أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا إسماعيل بن علي الخطبي
قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: سمعت
وكيعا يقول: أنا استعين على الحديث بـ"يعني".
باب ما جاء في من درس من كتابه بعض
الإسناد والمتن هل يجوز له استدراكه من كتب غيره؟
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم
المخزومي قال ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري1 الرزاز
قال ثنا محمد بن عبيد بن أبي الأسد2 قال حدثني أبو جعفر محمد
بن منصور الطوسي قال سمعت شعيب بن حرب يقول: كلما درس بعض
الإسناد فأكاد أحم3.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا محمد بن حميد
المخرمي قال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ضبطه في المشتبه، ووقع في الأصلين البحتري خطأ "ح".
2 له ترجمة في تاريخ المؤلف، ووقع في قط: ابن أبي الأسود "ح".
3 صف أحمر.
ص -373- ... ثنا على بن الحسين بن حبان1
قال وجدت في كتاب أبي قال أبو زكريا قلت لنعيم بن حماد وكان لي
أخا وصديقا كنا جميعا بالبصرة فلما قدمت مصر بلغني أن نعيم بن
حماد يأخذ كتب ابن المبارك من غلام يكون بعسقلان قال أبو زكريا
وقد رأيت هذا الغلام وكان خاله سمع هذه الكتب من ابن المبارك
فجاءني نعيم يوما بمصر فقلت [له]2 بلغني أنك تأخذ كتب بن
المبارك من غلام سمعه خاله من ابن المبارك فتحدث بها فقال يا
أبا زكريا من كنت أظن فإن يتوهم على شيئا من ذلك ما كنت أحسب
أنك أنت تتوهم علي شيئا [من هذا]3 إنما كتابي أصابه ماء فدرس
بعضه فأنا انظر في بيان هذا فإذا أشكل علي حرف نظرت في كتابه
ثم أنظر في كتاب فأعرفها فإما أن أكتب منه شيئا لا أعرفه أو
أصلح منه كتابي فمعاذ الله.
قلت4 وفي المحدثين من لا يستجيز أن يلحق في كتابه ما درس منه
وإن كان معروفا محفوظا وممن سمي لنا فإن كان يسلك هذه الطريقة
أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب [بن]"3" ماسي البزاز فإن
بعض كتبه احترق وأكلت النار من حواشيه بعض الكتابة ووجد نسخ
بما احترق فلم ير أن يستدرك المحترق من تلك النسخ واستدراك مثل
هذا عندي جائز إذا وجد نسخة يوثق بصحتها وتسكن النفس إليها ولو
بين ذلك في حال الرواية كان أولى وهو بمثابة استثبات الحافظ ما
شك فيه من كتاب غيره أو حفظه وقد تقدمت منا الروايات عن غير
واحد من أهل العلم في إجازة ذلك.
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال
أنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى
قال سألت عبد الله بن داود عن الرجل يسمع الحديث فيذهب من عنده
أو يذهب منه الشيء فيذكره صاحب له يصير إليه قال: نعم قال الله
تعالى: {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صف: حيان وقد قدمنا ما فيه في حاشية صفحة 320 "ح" من قط.
2 من قط.
3 من قط.
4 في قط: قال الخطيب.
|