معرفة علوم الحديث ط احياء العلوم ص -59-
ذكر النوع الخامس من معرفة علوم الحديث: "الموقوفات من الروايات"
النوع الخامس منه معرفة الموقوفات من الروايات. ومثال ذلك ما
حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ بأسداباذ ثنا محمد بن أحمد
الزيبقي ثنا زكريا بن يحيى المنقري ثنا الأصمعي حدثنا كيسان
مولى هشام بن حسان عن محمد بن حسان1 عن محمد بن سيرين عن
المغيرة بن شعبة، قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقرعون بابه بالأظافير.
قال الحكام2: هذا حديث يتوهمه من ليس من أهل الصنعة مسندًا
لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بمسند فإنه موقوف على
صحابي حكى عن أقرانه من الصحابة فعلًا وليس يسنده3 واحد منهم.
وإنما ذكرت هذا الموقوف ليستدل به على جملة من الأحاديث التي
تشبهه.
فأما الموقوف على الصحابة فإنه قل ما يخفى على أهل العلم،
وشرحه أن يروى الحديث إلى4 الصحابي من غير إرسال ولا إعضال،
فإذا بلغ الصحابي قال: إنه كان يقول: كذا كذا5 وكان يفعل كذا
وكان يأمر بكذا وكذا.
ومن الموقوف الذي يستدل به على أحاديث كثيرة ما حدثناه أحمد بن
كامل القاضي ثنا يزيد بن الهيثم ثنا محمد بن جعفر الفيدي6 ثنا
ابن فضيل عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي هريرة
رضي الله عنه7 في قول الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ما بين النجيمين ليس في خ، ش وصف.
2 زيادة في خ، ش، وصف.
3 خ، ش، صف: "بمسنده".
4 خ، ش، صف: "عن".
5 ش: "أو".
6 خ، ش، صف: "الفمدي" كذا بإهمال، صححه الناسخ بهامش الأصل:
"الفهدي" والصواب: "الفيدي". كما ذكره صاحب التهذيب في ترجمته
والذهبي في المشتبه.
7 زيادة في خ، ش.
ص -60-
عز وجل1:
{لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَر} قال
تلقاهم جنهم يوم القيامة فتلفحهم لفحة فلا تترك لحمًا على عظم
إلا وضعت2 على العراقيب. قال3: وأشباه هذا من الموقوفات تعد في
تفسير الصحابة.
فأما ما نقول في4 تفسير الصحابي مسند فإنما5 نقوله في غير هذا
النوع فإنه كما أخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسحاق6 بن أبي أويس حدثني
مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر، قال: كانت اليهود
تقول: من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول، فأنزل
الله عز وجل:
{نِسَاؤُكُمْ
حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم}7 8.
قال الحاكم9: هذا الحديث وأشباهه مسندة عن آخرها وليست
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 زيادة في خ، ش وصف.
2 خ، ش، صف: "وضعته".
3 زيادة في خ، ش وصف.
4 خ، ش، صف: "أن".
5 خ، ش، صف: "فانا".
6 خ، ش، صف: "إسماعيل بن أبي أويس". وهو الصواب؛ لأن إسماعيل
هذ ابن أخت مالك ونسيبه ذكره صاحب التهذيب، وقال: روى عنه
أيضًا إسماعيل بن إسحاق القاضي.
7 سورة البقرة، آية 223.
8 الحديث رواه البخاري في صحيحه في كتاب التفسير في تفسير سروة
البقرة، وسنده فيه: "حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن
المنكدر سمعت جابرًا رضي الله عنه" ونصه: "كانت اليهود تقول
إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت:
{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم} 6/ 36. ورواه أبو داود في كتاب النكاح باب في جامع النكاح 2/ 249.
ورواه الترمذي في سننه في أبواب تفسير القرآن باب تفسير سورة
البقرة 4/ 283 وقال عن الحديث: "حسن صحيح". ورواه ابن ماجه في
سننه في كتاب النكاح باب النهي عن إتيان النساء في أدبارهن 1/
620. ورواه الإمام أحمد في المسند 6/ 305.
9 زيادة في خ، ش وصف.
ص -61-
بموقوفة، فإن الصحابي الذي1 شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من
القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديث مسند.
ومما يلزم طالب الحديث معرفته نوع من الموقوفات: وهي مرسلة2
قبل الوصول إلى الصحابة. ومثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد
بن يعقوب ثنا بحر بن نصر حدثنا3 عبد الله بن وهب أخبرني محمد
بن عمرو عن ابن جريج عن سليمان بن موسى، قال: قال جابر بن عبد
الله: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من المحارم ولسانك من الكذب
ودع أذي الخادم وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم
فطرك سواء.
قال الحاكم4: هذا حديث يتوهمه من ليس الحديث من صناعته أنه
موقوف على جابر وهو موقوف ومرسل قبل التوقيف، فإن سليمان بن
موسى الأشدق لم يسمع من جابر ولم يره، بينهما عطاء بن أبي رباح
في أحاديث كثيرة. وربما اشتبه أيضًا على غير المتبحر في الصنعة
فيقول لم يلحق ابن وهب محمد بن عمرو بن علقمة ولا روى محمد بن
عمرو بن علقمة عن ابن جريج، ومحمد بن عمرو هذا هو اليافعي5 شيخ
من أهل مصر وليس بابن علقمة المدني.
ومما يلزم طالب الحديث معرفته نوع آخر من الموقوفات: وهي مسندة
في الأصل يقصر به بعض6 الرواة فلا يسنده. مثال ذلك ما حدثنا
أبو زكرياء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ش، صف: "إذا".
2 الحديث المرسل كما قال ابن صلاح: "صورته التي لا خلاف فيها:
حديث التابعي الكبير الذي قد أردك جماعة من الصحابة وجالسهم،
كعبيد الله بن عدي بن الخيار، ثم سعيد بن المسيب، وأمثالهما،
إذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" "انظر الباعث
الحثيث ص25-26".
3 خ، ش، صف: "نا".
4 زيادة في خ، ش وصف.
5 بالأصل: "التابعي" والصواب: "اليافعي" كما ذكره صحاب
التقريب.
6 لفظة "بعض" لم ترد في خ، ش وصف.
ص -62-
يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله بن إبرهيم العبدي ثنا أمية
بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم ثنا منصور عن
ربعي1 بن حراش عن أبي مسعود قال: إنما حفظ الناس من آخر2
النبوة "إذا لم تستحي3 فاصنع ماشئت"4.
قال الحاكم5: هذا حديث أسنده الثوري وشعبة وغيرهما عن منصور
وقد قصر به روح بن القاسم فوقفه. ومثال هذا في الحديث كثير ولا
يعلم سندها إلا الفرسان من نقاد6 الحديث ولا تعد في7
الموقوفات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ربعي: بكسر الراء وسكون الموحدة وكسر المهملة وتشديد
التحتانية "انظر المغني ص109".
2 كذا في النسخ كلها: "آخر" ولعل الصواب "أمر"، انظر البخاري
الطبع المصطفائي ص495.
3 كذا بالأصل، وفي خ، ش وصف: "تسنح".
4 الحديث رواه البخاري في صحيحه كتاب النبوة 4/ 215. ورواه أبو
داود في سننه في كتاب الأدب باب في الحياء 4/ 252. ورواه ابن
ماجه في سننه في كتاب الزهد باب الحياء ونصه فيه: "حدثنا عمرو
بن رافع ثنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن عقبة بن عمرو
أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت" 2/ 1400.
5 زيادة في خ، ش وصف.
6 بهامش الأصل: "حافظ".
7 خ: "من".
ذكر النوع السادس من معرفة1
علوم الحديث: "معرفة الأسانيد"
النوع السادس من هذا العلم معرفة الأسانيد التي لا يذكر سندها
من رسول الله صلى الله عليه وسلم. مثال ذلك ما حدثناه أبو نصر
محمد بن محمد بن حامد الترمذي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 خ، ش، صف: "من هذه العلوم".
ص -63-
ثنا محمد بن جبال الصنعاني1 حدثنا عمرو بن عبد الغفار الصنعاني ثنا
بشر بن السري حدثنا زائدة عن عمار بن أبي معاوية عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال: كنا نتمضمض من اللبن ولا نتوضأ منه.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن
حبيب الحافظ ثنا محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا حرمي بن عمارة
حدثني هارون بن موسي قال: سمعت الحسن يحدث عن أنس بن مالك،
قال: كان يقال في أيام العشر2 بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة
آلاف يوم، قال يعني في الفضل.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا
أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا علي بن قادم أخبرنا علي بن صالح
عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن عبد الله، قال:
"من أتى ساحرًا
أو عرافًا3
فقد كفر
بما أنزل4
الله على
محمد صلى الله عليه وسلم"5.
قال الحاكم6: هذا باب كبير يطول ذكره بالأسانيد فمن ذلك ما
ذكرنا، ومنه قول الصحابي المعروف بالصحبة "أمرنا أن نفعل كذا"
و "نهينا عن كذا وكذا", "كنا نؤمر بكذا" و "كنا ننهى عن كذا" و
"كنا نفعل كذا" و "وكنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم
فينا" و "كنا لانرى بأسًا بكذا" و "كان يقال كذا وكذا" وقول
الصحابي "من السنة كذا" وأشباه ما ذكرناه. وإذا قاله الصحابي
المعروف بالصحبة فهو حديث مسند وكل ذلك مخرج في المسانيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ش، صف: "الصغاني".
2 أي العشر والأواخر من شهر رمضان.
3 العراف: الكاهن والمنجم، الذي يدعي علم الغيب.
4 ش، صف:
"أنزل على محمد
صلى الله عليه وسلم".
5 رواه أحمد في مسنده بغير هذا الإسناد يرفعه بلفظ:
"من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد
صلى الله عليه وسلم"
2/ 429.
6 زياد في خ، ش وصف.
ص -64-
ذكر النوع السابع من معرفة علوم الحديث: "مراتب الصحابة"1
النوع السابع من هذا العلم معرفة الصحابة على مراتبهم.
فأولهم:2
قوم أسلموا بمكة مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله
عنهم ولا أعلم خلافًا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه أولهم إسلامًا وإنما اختلفوا في بلوغه. والصحيح
عند الجماعة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من
الرجال البالغين بحديث3 عمرو بن عبسة أنه قال: يارسول الله، من
تبعك على هذا الأمر؟ قال:
"حر وعبد" وإذا معه أبو بكر وبلال رضي الله عنهما.
والطبقة الثانية:
من الصحابة أصحاب دار الندوة وذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله
عنه لما أسلم وأظهر إسلامه حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى دار الندوة فبايعه جماعة من أهل مكة.
والطبقة الثالثة:
من الصحابة المهاجرة إلي الحبشة.
والطبقة الرابعة:
من الصحابة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عند
العقبة4 يقال فلان عقبى وفلان عقبى.
والطبقة الخامسة:
من الصحابة أصحاب العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 عرف ابن حجر الصحابي بأنه: "من لقي النبي صلى الله عليه وسلم
مومنًا به وما على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته
له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز،
ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض العمى" الإصابة
1/ 7 ولم يعرف الحاكم الصحابي.
2 أي "الطبقة الأولى" من الصحابة.
3 ش، صف: "الحديث".
4 ظ: "العقبة الأولى".
ص -65-
والطبقة السادسة1:
أول المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو بقباء قبل أن يدخلوا المدينة ويبنى المسجد.
والطبقة السابعة:
أهل بدر الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: "لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد2
غفرت لكم"3.
والطبقة الثامنة:
المهاجرة الذين هاجروا بين بدر والحديبية.
والطبقة
التاسعة4:
أهل بيعة الرضوان الذين أنزل الله تعالى فيهم:
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ
تَحْتَ الشَّجَرَةِ}5
وكانت بيعة الرضوان6 بالحديبية لما صد رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن العمرة وصالح كفار قريش على أن يعتمرمن العام المقبل.
والحديبية بئر وكانت الشجرة بالقرب من البئر، ثم إن الشجرة
فقدت بعد ذلك فلم توجد وقالوا: إن السيول ذهبت بها. فقال7 سعيد
بن المسيب: سمعت أبي كان من أصحاب الشجرة يقول: قد8 طلبناها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ: "السادسة من الصحابة".
2 خ، ش، صف: "فإني قد".
3 رواه البخاري في صحيحه في كتاب المغازي غزوة بدر 5/ 99.
ورواه مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أهل
بدر رضي الله عنهم، وقصة حاطب بن أبي بلتعة 4/ 1941-1942.
ورواه أبو داود في سننه في كتاب الجهاد باب في حكم الجاسوس إذا
كان مسلمًا 3/ 47-48 ورواه الترمذي في سننه في كتاب التفسير
باب سورة الممتحنة 5/ 82-84. ورواه الإمام أحمد في مسنده 1/ 80
و 105 و 231، 2/ 109 و 225.
4 ظ: "التاسعة من الصحابة".
5 سورة الفتح، آية 18.
6 انظر في بيعة الرضوان في سيرة ابن هشام 3/ 413 وما بعدها.
7 ظ، خ، ش، صف: "قال".
8 ش، صف: "لقد".
ص -66-
غير مرة فلم نجدها. فأما ما يذكره1 عوام الحجيج أنها شجرة بين منى
ومكة فإنه خطأ فاحش.
والطبقة العاشرة:
من الصحابة المهاجرة بين الحديبية والفتح، منهم خالد بن الوليد
وعمرو بن العاص وأبو هريرة وغيرهم، وفيهم كثرة فإن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما غنم خيبر قصدوه من كل ناحية مهاجرين
فكان يعطيهم.
والطبقة الحادية عشرة:
فهم2 الذين أسلموا يوم الفتح وهم3 جماعة من قريش، منهم من أسلم
طائعًا من4 اتقى السيف، ثم تغير والله، أعلم بما أضمروا
واعتقدوا.
ثم الطبقة الثانية عشرة:
صبيان وأطفال رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفي
حجة الوداع وغيرها وعدادهم في الصحابة. منهم السائب بن يزيد
وعبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير5 فإنهما قدما إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ودعا لهما ولجماعة يطول الكتاب بذكرهم.
ومنهم أبو الطفيل عامر بن واثلة وأبو جحيفة وهب بن عبد الله
فإنهما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف وعند زمزم
-وقد صحت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لا هجرة بعد
الفتح؛ وإنما هو جهاد ونية"6.
قال الحاكم7: هذا باب لو استقصيت8 فيه بأسانيد وروايات لصار
كتابًا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 بالأصل: "يذكر".
2 خ، ش، صف: "هم".
3 خ، ش، صف: "وفيهم".
4 خ، ش، صف: أبقى.
5 صعير: بلفظ التصغير.
6 رواه البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد باب لا هجرة بعد
الفتح، وتمام الحديث: "عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة:
"لا هجرة، ولكن جهاد ونية،
وإذا استنفرتم فانفروا" وفيه ألفاظ
أخرى 4/ 92. ورواه النسائي في سننه في كتاب البيعة باب ذكر
الاختلاف في انقطاع الهجرة 7/ 146. ورواه الإمام أحمد في مسنده
3/ 401، 5/ 71، 6/ 466.
7 زيادة في خ، ش وصف.
8 خ، ش، صف: "استقصينا".
ص -67-
على حدة. فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم تفرقوا
وسكنوا بلادًا شاسعة فماتوا1 في أماكن شتى. وهذا الباب يجمع
أنواعًا من العلوم غير أني دللت على كل نوع منه على ما حضرني
في الوقت. ومن تبحر في معرفة الصحابة فهو حافظ كامل الحفظ، فقد
رأيت جماعة من مشايخنا يروون الحديث المرسل عن تابعي عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم يتوهمونه صاحبيًّا وربما رووا2 المسند
عن صحابي فيتوهمونه تابعيًّا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 خ، ش، صف: "وماتوا".
2 خ، ش، صف: "ورد". |