معرفة علوم الحديث ط احياء العلوم

ذكر النوع الثامن من معرفة علوم الحديث: "المراسيل"
النوع الثامن من هذا العلم1 معرفة المراسيل المختلف في الاحتجاج بها. وهذا نوع من علم الحديث صعب قل ما يهتدي إليه إلا المتبحر في هذا العلم. فإن مشايخ الحديث لم يختلفوا في أن الحديث المرسل هو: الذي يرويه المحدث بأسانيد متصلة إلى التابعي فيقول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأكثر ما تروى المراسيل من أهل المدينة عن سعيد بن المسيب، ومن أهل مكة عن عطاء بن أبي رباح، ومن أهل مصر عن سعيد بن أبي هلال، ومن أهل الشام عن مكحول الدمشقي، ومن أهل البصرة عن الحسن بن أبي الحسن، ومن أهل الكوفة عن إبراهيم بن زيد النخعي.
وقد يروى الحديث بعد الحديث عن غيرهم من التابعين إلا أن الغلبة لرواياتهم، وأصحها مراسيل سعيد بن المسيب والدليل عليه أن سعيدًا2 من أولاد الصحابة، فإن أباه المسيب بن حزن من أصحاب الشجرة وبيعة الرضوان وقد أدرك عمر وعثمان وعليًّا وطلحة و الزبير إلى آخر العشرة3 وليس

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 خ، ش، صف: "هذه العلوم".
2 خ، ش، صف: "سعيد بن المسيب".
3 أي العشرة المبشرين بالجنة.

 

ص -68-         في جماعة التابعين من أدركهم وسمع منهم غير سعيد وقيس بن أبي حازم، ثم مع هذا فإنه فقيه أهل الحجاز ومفتيهم1 وأول فقهاء السبعة2 الذين يعد مالك بن أنس إجماعهم إجماع كافة الناس.
سمعت أبا عباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب، وأيضًا فقد تأمل الأئمة المتقدمون مراسيله فوجدها بأسانيد صحيحة، وهذه الشرائط لم توجد في مراسيل غيره3، فهذه صفة المراسيل عند أهل الحديث.
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: وجدت بخط أبي ثنا الحسن بن عيسى مولى ابن المبارك قال: حدثت ابن المبارك بحديث لأبي بكر بن عياش عن عاصم عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال4 حسن فقلت لابن المبارك أنه ليس عنه إسناد إن عاصمًا يحتمل له أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فغدوت إلى أبي بكر رضي الله عنه فإذا ابن المبارك قد سبقني إليه وهو إلى جنبه فظننته قد سأله عنه.
قال الحاكم5: فأما مشايخ6 أهل الكوفة فكل من أرسل الحديث عن التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم من العلماء فإنه عندهم مرسل محتج به وليس كذلك عندنا، فإن مرسل أتباع التابعين عندنا معضل7 وسيأتي ذكره وشرحه بعد هذا إن شاء الله عز وجل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 بهامش الأصل: "مقدمهم".
2 الفقهاء السبعة من أهل المدينة وهم: سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعروة بن الزبير، وخارجة بن زيد بن ثابت، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسليمان بن يسار.
3 انظر كتاب المراسيل للرازي ص71-73.
4 ظ، خ، ش، صف: "فقال".
5 زيادة في ظ، خ، ش وصف.
6 ش، صف: "مشايخ الكوفة".
7 المعضل كما ذكره المصنف بعد صفحات هو: أن يكون بين المراسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم=

 

ص -69-         سمعت أبا عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله الواعظ يقول: سمعت عبد الله بن عدي بن عبد الله يقول: سمعت أحمد بن محمد بن الحسن يقول: سمعت محمد بن يزيد الواسطي يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: قلت لحماد بن زيد: يا أبا إسماعيل، هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن؟ فقال: بلى، ألم تسمع إلى قول الله تعالى: {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}1 فهذا فيمن رحل في طلب العلم ثم رجع به إلى من وراءه ليعلمهم إياه.
قال الحاكم2: ففي هذا النص دليل على أن العلم المحتج به هو المسموع غير المرسل.
هذا من الكتاب. وأما من السنة فحدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة حدثنا ضرار بن صرد ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الأسدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم"3 والحديث المشهور4 المستفيض بذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرأ مقالتي فوعاها حتى يؤديها إلى من لم يسمعها"5 الحديث.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= أكثر من رجل، وأنه غير المرسل، فإن المراسيل للتابعين دون غيرهم. وقد عرفه ابن كثير في الباعث الحثيث بأنه: "ما سقط من إسناده اثنان فصاعدًا، ومنه ما يرسله تابع التابعي".
1 سورة التوبة، آية 122.
2 رواه أبو داود في سننه في كتاب العلم باب فضل نشر العلم 3/ 321-322.
3 زيادة في خ، ش وصف.
4 خ، ش، صف: "مشهور".
5 رواه أبو داود في سننه في كتاب العلم باب فضل نشر العلم بلفظ:
"نضر الله امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بقيه" 3/ 322. ورواه الترمذي في سننه في أبواب العلم باب في الحث على تبليغ السماع 4/ 141. ورواه أحمد في مسنده 1/ 437 و 3/ 225 و 4/ 80، 82 و 5/ 183.

 

ص -70-         ذكر النوع التاسع من معرفة الحديث: "المنقطع من الحديث"
النوع التاسع من هذا العلم معرفة المنقطع من الحديث، وهو غير المرسل وقل ما يوجد في الحفاظ من يميز بينهما. والمنقطع على أنواع ثلاثة:
فمثال نوع منها ما حدثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السما ببغداد ثنا أيوب بن سليمان السعدي ثنا عبد العزيز بن موسى اللاحوني1 أبو روح ثنا هلال بن حق عن الجريري عن أبي العلاء وهو ابن الشخير عن رجلين من بني حنظلة عن شداد بن أوس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أحدنا أن يقول في صلاته:
"اللهم أني أسألك التثبت في الأمور وعزيمة الرشد واسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأستغفرك لما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعمل وأسألك من خير ما تعلم"2.
قال الحاكم3: هذا الإسناد4 مثل لنوع من المنقطع لجهالة الرجلين بين أبي العلاء بن الشخير وشداد بن أوس، وشواهده، في الحديث كثيرة.
وقد يروى الحديث وفي إسناده رجل غير مسمى وليس بمنقطع. ومثال ذلك ما أخبرنا5 أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر بمرو ثنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 بالأصل: "اللاجوني" والصواب "اللاحوني" بضم المهملة.
2 رواه الترمذي في سننه في أبواب الدعوات "عن رجل من بني حنظلة قال: صحبت شداد بن أوس في سفر فقال: ألا أعلمك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول:
"اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك لسانًا صادقًا وقلبًا سليمًا، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستفغرك مما تعلم إنك أنت علام الغيوب" 5/ 141-142، ورواه الإمام أحمد في مسنده 4/ 125. وفيه في الإسناد "عن الحنظلي" بصيغة المفرد أيضًا.
3 زيادة في خ، ش، وصف.
4 خ، ش، صف: "الحديث".
5 ظ، خ، ش: "ما أخبرناه" وصف: "ما أخبرنا به".

 

ص -71-         أحمد بن سيار ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان الثوري ثنا داؤد بن أبي هند ثنا شيخ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: "يأتي على الناس زمان يخير الرجل بين العجز والفجور، فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور"1.
وهكذا رواه عتاب بن بشير والهياج بن بسطام عن داؤد بن أبي هند وإذا الرجل الذي لم يقفوا على اسمه أبو عمر الجدلي. ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثني يحيى بن أبي طالب ثنا علي بن عاصم عن داؤد بن أبي هند قال: نزلت جزيرة2 قيس فسمعت شيخًا أعمى يقال له أبو عمر يقول: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه سلم:
"ليأتين على الناس زمان يخير الرجل بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك الزمان فليتخير العجز على الفجور".
قال الحاكم3: فهذا النوع من المنقطع الذي لا يقف عليه إلا الحافظ الفهم المتبحر في الصنعة، وله شواهد كثيرة جعلت هذا الواحد شاهداً لها.
والنوع الثالث من المنقطع أن يكون في الإسناد رواية راو لم يسمع من الذي يروي عنه الحديث قبل الوصول إلى التابعي الذي هو موضع الإرسال ولا يقال لهذا النوع من الحديث مرسل إنما يقال له منقطع.
مثال ما حدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد4 بن سليمان الحضرمي حدثنا محمد بن سهل5 ثنا عبد الرازق قال: ذكر الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثَيْع عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين لا تأخذه في الله لومة لائم، وإن وليتموها عليًّا فهاد مهدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه أحمد في مسنده 2/ 278، 447.
2 في خ، ش وصف: جديلة قيس.
3 زيادة في خ، ش وصف.
4 ظ، خ، ش، صف: "محمد بن عبد الله بن سليمان".
5 خ، ش، صف:" محمد بن سهل بن عسكر".

 

ص -72-         يقيمكم على طريق مستقيم".
قال الحاكم1: هذا إسناد2 لا يتأمله متأمل إلا علم اتصاله وسنده فإن الحضرمي ومحمد بن سهل بن عسكر ثقتان، وسماع عبد الرزاق من سفيان الثوري واشتهاره به معروف، وكذلك سماع الثوري من أبي إسحاق واشتهاره به معروف. وفيه انقطاع في موضعين، فإن عبد الرزاق لم يسمعه من الثوري والثوري لم يسمعه من أبي إسحاق. أخبرناه3 أبو عمرو بن السماك ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي حدثنا محمد بن أبي السري ثنا عبد الرزاق أخبرني4 النعمان بن أبي شيبة الجندي عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق فذكره نحوه5. حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة ثنا الحسن بن علوية القطان حدثني عبد السلام بن صالح ثنا عبد الله بن نمير ثنا سفيان الثوري ثنا شريك عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال: ذكروا الإمارة والخلافة6 عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر7 الحديث بنحوه.
وقال8: وكل9 من تأمل ما ذكرناه من المنقطع علم وتيقن أن هذا العلم من الدقيق الذي لا يستدركه إلا الموفق والطالب المتعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 زيادة في خ، ش، صف.
2 خ، ش، صف: "حديث".
3 ظ: "حدثناه".
4 ظ، خ، ش: "حدثني".
5 ظ، ش: "بنحوه".
6 ش، صف: "أو".
7 ظ، خ: "ثم ذكر".
8 زيادة في خ ش.
9 ش: "فكل".

ذكر النوع العاشر من معرفة علوم الحديث: "المسلسل من الأسانيد"
قال الحاكم1: النوع العاشر من هذه العلوم2 معرفة المسلسل من

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 زيادة في خ، ش، صف.
2 زيادة في خ، ش، صف.

 

ص -73-         الأسانيد1. فإنه نوع من السماع الظاهر الذي لا غبار عليه، ومثاله ما سمعت أبا الحسين2 بن علي الحافظ يقول: سمعت علي بن سالم الأصبهاني يقول: سمعت أبا سعيد يحيى بن حكيم3 يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: سمعت أبا عون الثقفي، يقول: سمعت عبد الله بن شداد يقول: سمعت أبا هريرة يقول: "الوضوء مما مست النار قال: فذكرت ذلك لمروان أو ذكر له4، فأرسل أو أرسلني إلى أم سلمة فحدثتني "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى الصلاة فانتشل عظمًا أو أكل كتفًا ثم صلى ولم يتوضأ".
هذا النوع الأول من المسلسل.
النوع الثاني منه:
ما حدثناه5 أبو بكر محمد بن داؤد بن سليمان الزاهد حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن المؤمل الضرير حدثني إبراهيم بن راشد الأدمي حدثني محمد بن يحيى الواسطي خادم أبي منصور الشنابزي قال: قال لي أبو منصور: قم فصب علي حتى أريك وضوء منصور، فإن منصورًا قال لي: قم فصب علي حتى أريك وضوء إبراهيم، فإن إبراهيم قال لي: قم فصب علي حتى
أأريك وضوء علقمة، فإن علقمة قال لي: قم فصب علي حتى أريك وضوء ابن مسعود، فإن فإن ابن مسعود قال لي: قم فصب علي حتى أريك وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال لي:
"قم فصب علي حتى أريك وضوء جبرائيل عليه السلام" فقلت لأبي جعفر: كيف توضأ؟ قال: ثلاثًا ثلاثًا".
النوع الثالث:
من المسلسل: ما حدثناه6 أبو جعفر محمد بن علي الصائغ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 خ، ش، صف: "الأحاديث".
2 ش، صف: "أبا علي الحسين".
3 كذا في ظ، خ، ش، صف وبالأصل: "يحيى بن حيكم أبا سعيد".
4 خ، ش، صف: أو قال ذكر له.
5 بالأصل: حدثنا.
6 ظ، خ، ش، صف: "أخبرنا".

 

ص -74-         ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا أبو نعيم ثنا نصير بن أبي الأشعث قال: سمعت أبا الزبير يحدث أنه سمع جابرًا يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا نمت فأطف السراج وأغلق الباب وأوك السقاء وخمر الإناء، فإن الشيطان لا يفتح غلقًا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناءً، وإن الفويسقة تضرم على الناس بيوتهم فإن لم تجد ما تخمره فأعرض عليه عودًا واذكر اسم الله عليه"1.
قال الحاكم2: هذا النوع مما تكثر شواهده في الحديث أن يكون علامة السماع بين كل راويين ظاهرًا3 أو أن يكون بلفظ السماع أو حدثنا أو أخبرنا إلى أن يصل مسلسلًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
النوع الرابع من المسلسل:
ما أخبرناه جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ثنا القاسم بن محمد الدلال ومحمد بن عبد الله الحضرمي قالا: ثنا أبو بلال الأشعري حدثنا حصين بن ذيال الجعفي قال: قال رجل للحسن بن صالح: أمسح على الخفين؟ قال: نعم. قال: فإن قال لي ربي4: من أمرك بهذا؟ قال: قل: الحسن بن حي. قال: فإن قيل لك: أنت؟ قال: فأقول: أمرني5 المنصور بن المعتمر. قال: فإن قيل للمنصور. قال: يقول أمرني إبراهيم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 روى البخاري حديثًا بمعناه في الصحيح في كتاب الأشربة باب تغطية الإناء، ولفظه: عن عطاء عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه سلم قال:
"أطفئوا المصابيح إذا رقدتم، وغلقوا الأبواب، وأوكوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب" وأحسبه قال: "ولو بعود تعرضه عليه" 7/ 145 وأقرب لفظًا منه ما ذكره المصنف رواه مسلم في صحيحه في كتاب الأشربة باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء... وذلك عن أبي الزبير عن جابر 3/ 1594 ورواه أيضًا الترمذي في سننه في أبواب الأطعمة باب ما جاء في تخمير الإناء وإطفاء السراج والنار عند المنام وقال عنه: "هذا حديث حسن صحيح" 3/ 170-171. ورواه أحمد في مسنده 2/ 363 و 3/ 301، 319، 362، 374، 388 و 5/ 82.
2 زيادة في خ، ش، وصف.
3 خ، ش: "أما".
4 خ، ش: ربي عز وجل.
5 خ، ش، صف: "أنجزني" كذا.

 

ص -75-         قال: فإن قيل لإبراهيم؟ يقول: أمرني همام بن الحارث. قال: فإن قيل لهمام؟ قال: يقول: أمرني جرير. قال: فإن قيل لجرير؟ قال: يقول: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والنوع الخامس من المسلسل:
 ما حدثني الزبير بن عبد الواحد حدثني أبو الحسن يوسف بن عبد الأحد1 القمني الشافعي بمصر قال: حدثني سليم بن شعيب الكسائي2 حدثني سعيد الآدم حدثني شهاب بن خراش الحوشبي قال: سمعت
يزيد الرقاشي يحدث عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم:
"لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره" قال: وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على لحيته فقال: "آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره" قال: وقبض أنس على لحيته فقال: "آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره". قال: وأخذ يزيد بحليته فقال: آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره. قال: وأخذ شهاب بحليته فقال: آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره. قال: وأخذ سعيد بلحيته فقال: آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره. قال: وأخذ سليمان بحليته فقال: آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره. قال: وأخذ يوسف بلحيته فقال: آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره، قال وأخذ شيخنا الزبير بلحيته فقال: آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره. قال لنا الشيخ أبو بكر الشيرازي قال لنا الحاكم أبو عبد الله3: وأنا أقول عن نية صادقة وعقيدة4 صحيحة: آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره، وأخذ بلحيته5، وأخذ الشيخ أبو بكر بلحيته فقال: آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره.
النوع السادس من المسلسل:
ما عدهن في يدي أبو بكر بن أبي أبي دارم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 بالأصل عبد الماجد والصواب: "عبد الأحد" كما جاء في أكثر النسخ وورد أيضًا بهامش الأصل مصححًا.
2 بالأصل: "الكسائي" كذا مهملًا وفي ظ: "الفيساني".
3 في خ، ش: "قال الحاكم وأخذ بلحيته" موضوع ما بين النجيمين.
4 خ، ش: "واعتقده" موضع: عقيدة صحيحة.
5 جاء في خ وش موضوع ما بين النجيمين: "وأخذ شيخنا أبو بكر بن خلف".

 

ص -76-         الحافظ بالكوفي وقالى لي: عدهن في يدي علي بن أحمد بن الحسين العجلي، وقال لي: عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحان، وقال لي: عدهن في يدي يحيى بن المساور الحناط، وقال لي: عدهن في يدي عمرو بن خالد، وقال لي: عدهن في يدي زيد بن علي بن الحسين، وقال لي: عدهن في يدي علي بن الحسين، وقال: عدهن في يدي أبي الحسين بن علي، وقال لي: عدهن في يدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال لي: عدهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه سلم: "عدهن في يدي جبريل، وقال جبريل1 عليه السلام: "هكذا نزلت بهن من عند رب العزة اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آله محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم ترحم2 على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم تحنن3 على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وقبض حرب خمس أصابعه وقبض علي بن أحمد العجلي خمس أصابعه وقبض شيخنا أبو بكر خمس أصابعه وعدهن في أيدينا4 وقبض الحاكم أبو عبد الله5 خمس أصابعه وعدهن في أيدينا وقبض أحمد بن خلف6 خمس أصابعه وعدهن في أيدينا.
النوع السابع من المسلسل:
إني شهدت على أبي بكر محمد بن داؤد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 خ، ش: "جبريل عليه السلام".
2 ظ، خ، ش: "وترحم".
3 ظ، خ، ش: "وتحنن".
4 في ظ، خ، ش العبارة "وعدهن في أيدينا" لم توجد في هذا الموضع وبعد حيث وضعت بين المربعتين.
5 زيادة في ظ، خ.
6 ظ: أحمد بن خلف الشيرازي.

 

ص -77-         الصوفي أنه قال: شهدت على علي بن الحسن بن سالم أنه قال: شهدت على يحيى بن حكيم أنه قال: شهدت على أبي قتيبة أنه قال: شهدت على زهير بن أبي خيثمة أنه قال: شهدت على عبد الملك بن أبي بشير أنه قال: شهدت على عكرمة أنه قال: شهدت على ابن عباس أنه قال: شهدت على أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: كل السمكة الطافية.
النوع الثامن من المسلسل:
شبك بيدي أحمد بن الحسين المقرئ وقال1: شبك بيدي أبو عمر عبد العزيز بن عمر الحسن بن بكر بن الشرود الصنعاني وقال: شبك بيدي أبي وقال: شبك بيدي أبي قال: شبك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى، وقال إبراهيم: شبك بيدي صفوان بن سليم، وقال صفوان: شبك بيدي أيوب بن خالد الأنصاري، وقال أيوب: شبك بيدي عبد الله بن رافع، وقال عبد الله: شبك بيدي أبو هريرة، وقال أبو هريرة: شبك بيدي أبو القاسم صلى الله عليه سلم وقال:
"خلق الله الأرض يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم الإثنين والمكروه يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والدواب يوم الخميس وآدم يوم الجمعة"2.
فهذه أنواع المسلسل من الأسانيد المتصلة التي لايشوبها تدليس وآثار السماع بين الراويين ظاهرة غير أن رسم الجرح والتعديل عليها محكم وإني لا أحكم لبعض هذه الأسانيد بالصحة3 وإنما ذكرتها ليستدل بشواهدها عليها إن شاء الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، خ: "وقال لي".
2 رواه مسلم في صحيحه في كتاب صفات المنافقين في باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام عن أبي هريرة بغير أسلوب هذا الإسناد 4/ 2149.
3 بالأصل: "الصفحة" وهو تحريق من يد الناسخ.