معرفة علوم الحديث ط احياء العلوم ذكر النوع الرابع والأربعين من معرفة علوم
الحديث: "معرفة أعمال المحدثين"
هذا النوع من هذه العلوم معرفة أعمار المحدثين من ولادتهم إلى
وقت وفاتهم.
وقد1 اختلفت الروايات في سن سيدينا المصطفى صلى الله عليه وسلم
ولم يختلفوا أنه وُلد عام الفيل وأنه بُعث وهو ابن أربعين سنة
وأنه أقام بالمدينة عشرًا، إنما اختلفوا في مقامه بمكة بعد
المبعث فقالوا: عشرًا وقالوا: اثني عشرة وقالوا: ثلاث عشرة
وقالوا: خمس عشرة، فهذه نكتة الخلاف في سنة صلى الله عليه
وسلم.
فأما أبو بكر الصديق رضي الله عنه فإنه توفي وهو ابن ثلاث
وستين سنة وذلك في جُمادى الأولى سنة ثلاث عشرة.
توفي2 عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو ابن ستين سنة في أكثر
الأقاويل وقيل خمس وخمسين سنة وقيل خمس وستين سنة ولم يختلفوا
في وقت وفاته أنه توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين.
وقُتل عثمان بن عفان رضي الله عنه صبرًا في ذي الحجة سنة خمس
وثلاثين وهو يومئذٍ ابن اثنتين وثمانين سنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 في خ، ش مصدر بالعبارة: "قال الحاكم".
2 خ، ش: "ومات".
ص -282-
وكذلك قُتل علي رضي الله عنه ليلة الجمعة لسبع عشرة من رمضان
سنة أربعين وهو يومئذٍ ابن ثلاث وستين سنة.
وقُتل طلحة والزبير جميعًا رضي الله عنهما يوم الجمل في جمادى
الأولى من سنة ست وثلاثين وسنهما واحد كانا جميعًا يوم قتلا
ابني أربع وستين سنة.
ومات عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن خمس وسبعين
سنة.
ومات سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين وهو ابن أربع وثمانين
سنة.
ومات أبو عبيدة بن الجراح سنة ثمان عشرة وهو يوم مات ابن ثمانٍ
وخمسين سنة.
ومات سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل سنة إحدى وخمسين وهو يومئذٍ
ابن ثلاث وتسعين سنة.
قال أبو عبد الله: قد جعلت أعمار العشرة الذين شهد لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مثالًا لسائر الصحابة ليبحث
الباحث عن ولادتهم ووقت وفاتهم ومبلغ أعمارهم.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال: ثنا أبو
إسماعيل محمد بن إسماعيل السُلمي قال: سمعت أبا نُعيم الفضل بن
دُكين يقول: مات علقمة سنة إحدى وستين، ومسروق سنة ثنتين
وستين، وعبيدة سنة ثلاث وسبعين، وعمرو بن ميمون سنة أربع
وسبعين، والأسود بن يزيد سنة خمس وسبعين، وسُويد بن غفلة سنة
ثمانين، ومحمد بن الحنفية سنة ثمانين، وشريح بن الحارث سنة
ثمان وسبعين وكان له يوم مات مائة سنة وثمان سنين، وعبد الرحمن
بن أبي ليلى وأبو البحتري الطائي في الجماجم سنة ثلاث وثمانين،
وعمرو بن حُريث سنة خمس وثمانين، وعلي بن الحسين سنة ثنتين
وتسعين. ومات أنس بن مالك وأبو الشعثاء جابر بن زيد في جمعة
سنة ثلاث
ص -283-
وتسعين، وقُتل سعيد بن جبير سنة خمس وتسعين1، ومات إبراهيم بن
زيد النخعي سنة ست وتسعين، وسالم بن أبي الجعد في زمان سليمان
بن عبد الملك سنة سبع وتسعين، وأبو خالد الوالبي سنة مائة.
ومات عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومائة، ومجاهد بن جبر سنة
ثنتين ومائة، والشعبي وموسى بن طلحة وأبو بُردة سنة أربع
ومائة، والضحاك بن مزاحم سنة خمس2 ومائة، وطاؤس وسالم بن عبد
الله سنة ست ومائة، وعكرمة سنة أربع ومائة، ومحمد بن كعب
القرظي سنة ثمان ومائة، والحسن بن يسار البصري سنة عشر ومائة،
ومحمد بن سيرين بعده بمائة يوم. ومات طلحة بن مُصرف سنة ثنتي
عشرة ومائة، وقتادة ونافع سنة سبع عشرة ومائة، ومحمد بن علي
أبو جعفر سنة أربع عشرة ومائة، والحكم بن عتيبة وعطاء بن أبي
رباح سنة خمس عشرة ومائة، وعمرو بن مرة سنة ست عشرة ومائة،
وأبو صخرة جامع بن شداد سنة ثمان عشرة ومائة، وقيس بن مسلم سنة
عشرين ومائة، وأبو قيس الأودي وحماد بن أبي سليمان وواصل بن
حبان الأحدب سنة عشرين ومائة.
ومات سلمة بن كُهيل يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة، وزبيد
بن الحارث اليامي سنة ثنتين وعشرين ومائة، وأبو إسحاق السبيعي
وجابر بن يزيد الجعفي سنة ثمان وعشرين ومائة، ويحيى بن أبي
كثير سنة تسع وعشرين ومائة، وعبد الله بن شُبرُمة سنة أربع
وأربعين ومائة، وهشام بن عروة وعبد الملك بن أبي سليمان سنة
خمس وأربعين ومائة، وإسماعيل بن أبي خالد سنة ست وأربعين
ومائة، والأعمش ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وجعفر بن محمد
وزكرياء بن أبي زائدة سنة ثمان وأربعين ومائة، وأبو جناب
الكلبي سنة خمسين ومائة، وأبو حنيفة سنة خمسين ومائة وولد سنة
ثمانين وكان له يوم مات سبعون سنة، ومات علي بن صالح بن حي سنة
أربع وخمسين ومائة،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ش: "سنة خمس وخمسين" والصواب أنه قتل سنة خمس وتسعين.
2 خ، ش: "عشرة ومائة".
ص -284-
ومسعر بن كدام سنة خمس وخمسين ومائة، وعمر بن ذر سنة ست وخمسين
ومائة، وإسرائيل بن يونس سنة ستين ومائة، وقيس بن الربيع
والحسن بن صالح بن حي سنة سبع وستين1 ومائة، وسفيان الثوري سنة
إحدى وستين ومائة، وشريك بن عبد الله سنة سبع وسبعين ومائة،
ومات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة وجعفر بن إياس سنة ثلاث أو
أربع وعشرين ومائة، إلى هنا عن أبي إسماعيل عن أبي نعيم.
ذكر طبقة بعد هؤلاء:
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة قال:
حدثنا الحسين بن حُميد بن الربيع قال: حدثني أبي قال: مات
زائدة بن قُدامة سنة إحدى وستين ومائة، ومات إسرائيل بن يونس
سنة اثنتين وستين ومائة، ومات شيبان النحوي سنة أربع وستين
ومائة، ومات سعيد بن عبد العزيز الدمشقي سنة أربع وستين ومائة،
ومات داؤد الطائي سنة خمس وستين ومائة، ومات الليث بن سعد سنة
خمس وستين ومائة، ومات حماد بن سلمة سنة خمس وستين ومائة، ومات
الحسن بن صالح سنة سبع وستين ومائة، ومات عبثر وإبراهيم بن
حميد وقيس بن الربيع سنة ثمان وستين ومائة، ومات جعفر الأحمر
وأبو شيبة سنة سبع وستين ومائة. ومات يحيى بن سلمة بن كُهيل
سنة ثمانٍ وستين ومائة، ومات حبان بن علي ومحمد بن أبان سنة
إحدى وسبعين ومائة، ومات سلام بن أبي مطيع سنة ثلاث وسبعين
ومائة، ومات بكر بن مُضر سنة خمس وسبعين ومائة، ومات أبو عوانة
سنة ست وسبعين ومائة، ومات شريك بن عبد الله سنة سبع وسبعين
ومائة، وفيها مات عبد الواحد بن زياد وأبو الأحوص وجعفر بن
سليمان، ومات عبد الوارث بن سعيد ومفضل بن يونس وإبراهيم بن
حُميد الرواسي سنة ثمان وسبعين ومائة، ومات مالك بن أنس وحماد
بن زيد وخالد بن عبد الله سنة تسع وسبعين ومائة، ومات عبّاد بن
عبّاد المهلبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ش، صف: "وسبعين".
ص -285-
وعلي بن هاشم بن البريد وسلمة الأحمر وسعيد بن خُثيم سنة
ثمانين ومائة، إلى هنا عن الأحمسي.
ذكر وفاة طبقة من المحدّثين بعد هؤلاء:
أخبرنا دعلج بن أحمد السنجري ببغداد1 قال: حدثنا أحمد بن علي
الأبار قال: حدثني محمد بن يحيى بن فياض قال: مات يزيد بن زريع
سنة إحدى وثمانين ومائة2. ومات عبد الأعلى بن عبد الأعلى سنة
تسع وثمانين ومائة، وفيها مات ابن عُلية. ومات يحيى وعبد
الرحمن وابن عيينة سنة ثمان وتسعين ومائة. ومات عمر بن يونس
باليمامة منصرفه من الحج، وكان حج سنة ست ومائتين3 وفيها حج
وهب بن جرير ومات منصرفه من الحج بالمنجاشانية وحُمل إلى
البصرة. ومات أبو عاصم سنة ثلاث عشرة ومائتين. ومات محمد بن
عبد الله الأنصاري سنة خمس عشرة ومائتين ووُلد في شوال سنة
ثمان عشرة ومائة.
ذكر طبقة من المحدثين بعدهم4:
أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو قال: سمعت محمد بن
عُمير الرازي يقول: مات إسماعيل بن ابي أُويس سنة سبع وعشرين
ومائتين وكان مولده سنة تسع وثلاثين ومائة، ومات أحمد بن عبد
الله بن يونس في هذه السنة، وفيها مات أبو الوليد الطيالسي،
وتوفي بشر بن الحارث الزاهد العروف بالحافي سنة سبع وعشرين
ومائتين، ومات أبو نصر التمار سنة ثمان وعشرين ومائتين، ومات
علي بن الجعد ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ومؤمل بن الفضل
الحراني سنة ثلاثين ومائتين، وفيها مات هارون بن معروف
البغدادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 زيادة في خ وش.
2 هذه الزيادة ساقطة عن الأصل.
3 كذا في خ، ش وصف، وبالأصل: "ثمانين" فلعله محرّف عن:
"مائتين".
4 خ، ش: "بعد هؤلاء".
ص -286-
وعاصم بن علي بن عاصم بن صُهيب الواسطي وأبو عبد الله محمد بن
زياد الأعرابي اللغوي وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد سنة إحدى
وثلاثين ومائتين.
ذلك طبقة بعد هؤلاء:
أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي قال: ثنا أبو بكر محمد
بن العباس بن فضيل البغداد بحلب قال: ثنا أحمد بن الحسن بن عبد
الجبار قال: مات الحكم بن موسى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
ومات إبراهيم بن محمد بن عرعرة سنة إحدى وثلاثين ومائتين. ومات
مُحرز بن عون سنة إحدى وثلاثين ومائتين. ومات عمرو الناقد سنة
اثنتين وثلاثين ومائتين. ومات عبد الله بن عون الخزاز سنة
اثنتين وثلاثين ومائتين. ومات يحيى بن معين سنة ثلاث وثلاثين
ومائتين. ومات القواريري سنة خمس وثلاثين ومائتين. ومات منصور
بن أبي مزاحم سنة خمس وثلاثين ومائتين. ومات إسحاق بن إسماعيل
الطالقاني سنة ثلاثين ومائتين. ومات يحيى بن أيوب المقابري سنة
أربع وثلاثين ومائتين. ومات محمد بن إسحاق المسيبي سنة ست
وثلاثين ومائتين.
ذكر طبقة بعدهم:
أخبرني أبو الحسين بن أبي عمرو السماك عن أبيه بعد أن أخرج إلي
كتاب أبيه فقرأت فيه بخط يده: توفي عبد الرحمن بن محمد بن
منصور البصري سنة إحدى وسبعين ومائتين. ومات حنبل بن إسحاق سنة
ثلاث وسبعين ومائتين. ومات الحسن بن مُكرم سنة أربع وسبعين
ومائتين. ومات إبراهيم بن الوليد الجشاش1 سنة اثنتين وسبعين
ومائتين. ومات أحمد بن عبد الجبار العُطاردي سنة اثنتين وسبعين
ومائتين. ومات محمد بن عبيد الله المنادي سنة اثنتين2 وسبعين
ومائتين. ومات عليّ بن عبد الحميد الواسطى سنة أربع وسبعين
ومائتين. ومات عبد الكريم الدير عاقولي سنة ثمان وسبعين
ومائتين. ومات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 في خ، ش وصف: "الجيشاني" هو غلط والصواب ما في الأصل ذكره
الذهبي في المشتبه.
2 خ، ش، صف: "أربع وسبعين".
ص -287-
غلام الخليل سنة خمس وسبعين ومائتين. ومات عبد الله بن أبي
الدنيا سنة اثنتين وثمانين ومائتين، ومات الحرث بن أبي1 أسامة
سنة اثنتين وثمانين ومائتين. وتوفي2
المبرد النحوي سنة خمس وثمانين ومائتين. ومات جعفر الطيالسي
سنة اثنتين وثمانين ومائتين. ومات إسحاق الحربي سنة أربع
وثمانين ومائتين. ومات إبراهيم الحربي سنة خمس وثمانين
ومائتين. ومات محمد بن يونس الكُديمي سنة ست
وثمانين ومائتين. ومات ثعلب النحوي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
ومات بشر بن موسى سنة ثمان وثمانين ومائتين. ومات مُعاذ بن
المثنى سنة ثمان وثمانين ومائتين. ومات عبد الله بن أحمد بن
حنبل سنة تسعين ومائتين. ومات أحمد بن يحيى الحُلواني سنة ست
وتسعين ومائتين. ومات موسى بن إسحاق القاضي سنة سبع وتسعين
ومائتين.
سمعت خلف بن محمد البخاري يقول: مات أبو هارون سهل بن شاذويه
سنة تسع وتسعين ومائتين. ومات صالح بن محمد البغدادي الحافظ
ببخارا في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين. ومات نصر بن أحمد
الحافظ في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن مأمون الحافظ بمرو قال: توفي
عبد الله3 بن أبي دارة سنة خمس وتسعين ومائتين. وتوفي عبد الله
بن جعفر بن خاقان سنة ست وتسعين ومائتين. وتوفي أبو عبد الله
أحمد بن عمر4 الذهلي سنة خمس وتسعين ومائتين. وتوفي أبو عبد
الرحمن الوهكاني سنة سبع5 وتسعين ومائتين. وتوفي أبو صالح
الحافظ سنة تسع وتسعين ومائتين. وتوفي أبو علي بن شبويه في هذه
السنة. وتوفي أبو العباس أحمد بن سعيد بن مسعود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الزيادة عن ظ، خ و ش.
2 خ، ش: "مات".
3 ش، صف: "أبو عبد الله".
4 خ، ش، صف: "على".
5 خ، ش، صف: "ست".
ص -288-
في جُمادى الأولى سنة ثمان1 وتسعين ومائتين، وفيها توفي حمك بن
عصام، هؤلاء شيوخ المأموني.
ذكر طبقة من شيوخ العراق وخراسان بعد هؤلاء:
سمعت عيسى بن حامد بن بشر بن عيسى القباضي الرخجي2 ببغداد
يقول: مات إسحاق بن أبي حسان الأنماطي سنة اثنتين وثلاثمائة.
ومات إبراهيم بن شريك سنة اثنتين وثلاثمائة، ومات أبو عيسى بن
العراد سنة اثنتين وثلاثمائة، وفيها مات أبو العباس البراثي.
ومات ابن ناجية سنة إحدى وثلاثمائة، ومات محمد بن السري
القنطري وأحمد بن الحسين الحذاء وأبو علي الخرقي سنة تسع
وتسعين ومائتين. ومات أبو عمر القتات وابن دُلان وعلي بن طيفور
النسوي والفضل بن صالح الهاشمي والحسين بن عمر بن أبي الأحوص
وأحمد بن يعقوب بن أخي العرق المقرئ سنة ثلاثمائة. ومات عبد
الله بن عيسى الفسطاطي وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء وجعفر بن
محمد الفريابي وأبو معشر الدارمي وأحمد بن سالم الأدمي سنة
إحدى وثلاثمائة. ومات أبو العباس أحمد بن الصلت بن مغلس
الحماني وعبد الله بن الصقر بن نصر السكري سنة اثنتين
وثلاثمائة. ومات جدي محمد بن الحسين القنبيطي الحافظ وأبو
العباس أحمد بن موسى الشطوي سنة أربع وثلاثمائة. ومات أبو بكر
بن أبي داؤد السجستاني سنة ست عشرة وثلاثمائة.
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن الجراح المروزي العدل يقول:
توفي أبو صالح الحسين3 بن الفرج المروزي وأبو العباس الحسن بن
سفيان النسوي سنة ثلاث وثلاثمائة وتوفي أحمد بن تميم المروزي
سنة ثلاثمائة. وتوفي أبو رجاء محمد بن حمدُويه السبخي سنة ست
وثلاثمائة. وتوفي أبو عبد الله بن محمود السعدي سنة إحدى عشرة
وثلاثمائة، وفيها توفي إسحاق بن إبراهيم التاجر كلهم شيوخ ابن
الجراح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ش، صف: "تسع".
2 خ، ش: "الدحجي" وصف: "الأصحى" كذا.
3 ش، صف: "الحسن".
ص -289-
سمعت أبا حامد أحمد بن الحسين القاضي ببخارا يقول: مات أبو
النضر الخُلقاني سنة أربع عشرة وثلاث مائة، مات أبو العباس
أحمد بن الخضر سنة خمس عشرة وثلاث مائة، مات أبو الحسين بن حمك
سنة ست عشرة وثلاث مائة، توفي أبو النضر بن فوران الزاهد سنة
ست عشرة وثلاث مائة. وفيها مات أبو عمرو بن محفوظ، مات أبو سهل
الأنباري سنة ست عشرة وثلاث مائة، مات علي بن محمد الخالدي سنة
سبع عشرة وثلاث مائة، مات أبو عبد الله محمد بن سعيد البورقي
سنة ثمان عشرة وثلاث مائة، وفيها مات أبو علي الأعرج، مات أبو
بكر عبد الرحمن بن محمد الحبيبي سنة تسع عشرة وثلاث مائة، مات
أبو العباس أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم والحسن بن
عمرو بن أشرف سنة تسع عشرة وثلاثة مائة، وفيها مات عبد الله بن
عمران الفقيه، ومات أبو الوفاء داؤد بن أحمد صاحب أحاديث أبي
عصمة سنة عشرين وثلاث مائة.
قال أبو عبد الله1: قد ذكرت طرقًا من هذا النوع يعز وجودها
وفيه إن شاء الله كفاية، وتركت مشايخ بلدي فإنه مخرج في تاريخ
النيسابوريين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، خ، ش: "قال الحاكم".
ذكر النوع الخامس والأربعين من معرفة علوم
الحديث: "ألقاب المحدثين"
هذا النوع منه معرفة ألقاب المحدثين فإن فيهم جماعة لا يعرفون
إلا بها ثم منهم، جماعة غلبت عليهم الألقاب وأظهروا الكراهية
لها، فكان سفيان الثوري إذا روى عن مسلم البطين يجمع يديه
ويقول: مسلم ولا يقول البطين، وكان عبد الله بن يزيد المقرئ
إذا روى عن موسى بن عُليٍّ، يقول: موسى بن رباح1 فينسبه إلى
الجد فإنه كان يقول: لا أجعل في حل من قال لي عُليٌّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 بالأصل: "رياح" والصواب "رباح" كما في خ، ش وصف.
ص -290-
فأول لقب ذُكر في الإسلام لقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عمرو1 الأحمسي بالكوفة قال: حدثنا
الحسين بن حُميد بن الربيع قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر
الحزامي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي2 أويس قال: حدثني عبد
الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أذكر أن
أبي الزبير بن العوام كان يرتجز ويقول:
مبارك من ولد الصديق
أزهر من آل أبي عتيق
ألتذُّ كملا ألذُ ريقي
قال أبو عبد الله3: قد
اختلف أصحاب الأخبار في هذا اللقب لم قيل له، فقالوا إنه
لعتاقة وجهه، وقال آخرون إنه عتيق الله وذكره بشرحه يطول في
هذا الموضع.
وقال4: وقد لقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بأبي تراب.
أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى قال: حدثنا
الفضل بن محمد الشعراني قال: ثنا إبراهيم بن حمزة قال: ثنا عبد
العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: استعمل على
المدينة رجل من آل مروان، قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم
عليًّا، قال: فأبى سهل. فقال له: أما إذا أبيت فقل: "لعن الله
أبا تراب"، فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب
وإن كان ليفرح إذا دُعي به. فقال له: أخبرنا عن قصته لم سمي
أبا تراب. قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة
رضي الله عنها فلم يجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 خ، ش: "عبد"
2 الزيادة عن ط، خ، ش.
3 ظ: "قال الحاكم".
4 زيادة في ش.
ص -291-
عليًا في البيت فقال لها:
"أين ابن
عمك؟" فقالت: كان بيني وبينه شيء1 فغاضبني فجرج ولم يقل عندي. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لإنسان:
"أنظر أين هو"، فجاء
فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو في المسجد راقد.
فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداءه عن
شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه
ويقول:
"قم يا أبا
تراب، قم يا أبا تراب".
قال أبو عبد الله2: وفي الصحابة جماعة يُعرفون بألقاب يطول
ذكرهم. فمنهم ذو اليدين وذو الشمالين وذو الغرة وذو الأصابع
وغيرهم وهذه كلها ألقاب ولهؤلاء الصحابة أسامي معروفة عند أهل
العلم. ثم بعد الصحابة في التابعين وأتباعهم من أئمة المسلمين
جماعة ذوو ألقاب يُعرفون بها.
سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمد
الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كان يزيد بن مُطرف3
يُسرح لحيته فخرج منها عقرب فلقب بالرشك.
سمعت بكر بن محمد الصيرفي يقول: سمعت جعفر بن محمد بن كرال
يقول: كان يحيى بن معين يلقب أصحابه فلقب محمد بن إبراهيم
بمربع، ولقب عبيد بن حاتم بالعجل4، ولقب صالح بن محمد بجزرة،
ولقب الحسين بن إبراهيم بشمخصة، ولقب محمد بن صالح بكيلجة،
ولقب علي بن عبد الصمد بعلان ما غمه، وهؤلاء كلهم من كبار
أصحابه وحفاظ الحديث.
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو قلابة الرقاشي
قال: حدثنا عبيد الله بن عائشة القرشي قال: حدثنا بكر بن كلثوم
السلمي قال: أبو قلابة وهو جدي أبو أمي قال: قدم علينا ابن
جريج البصرة قال: فاجتمع الناس عليه، قال: فحدث عن الحسن
البصري بحديث فأنكره الناس عليه فقال: ما تنكرون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 خ، ش: "كلام".
2 ظ، خ، ش: "قال الحاكم".
3 كذا في الأصول وفي التقريب يزيد بن أبي يزيد الضبعي يعرف
بالشرك.
4 ش، صف: "بالعجلي".
ص -292-
علي؟ فقد لزمت عطاء عشرين سنة، ربما حدثني عنه الرجل بالشيء
الذي لم أسمعه منه. قال: وقال ابن عائشة: إنما لقب غُندرا1 ابن
جريج من ذلك اليوم الذي كان يكثر الشغب عليه فقال: أسكت يا
غندر، وأهل الحجاز يُسمون الشغب غندر.
سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري، يقول: سمعت
الحسين بن فهم يقول: سمعت عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي
وسئل2: لم لقبت بمشكدانة؟ فقال: والله ما لقبني بهذا اللقب إلا
الكندي3 الفضل بن دُكين وذلك أني كنت دخلت عليه يومًا الحمام،
ثم خرجت فتبخرت وحضرت مجلسه فقال: يا أبا عبد الرحمن، أعيذك
بالله ما أنت إلا مشكدانه، قالها مرة بعد أخرى فلقبوني بها.
سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: سمعت أبا جعفر
الحضرمي يقول: كنت ألعب مع الصبيان في الطين وقد تطينت وأنا
صبي لم أسمع الحديث إذا مر بنا أبو نُعيم الفضل بن دُكين وكان
بينه وبين أبي مودة فنظر إليّ فقال: يا مُطين، يا مُطين، قد آن
أن تحضر المجلس لسماع الحديث، فلما حُملت إليه بعد ذلك بأيام
فإذا هو قد مات.
سمعت أبا بكر محمد بن محمد المذكر يقول: سمعت أبا محمد
البلاذري يقول: سمعت محمد بن جرير يقول: إنما لقب محمد بن
سليمان المصيصي بلوين؛ لأنه كان يبيع الدواب ببغداد فيقول: هذا
الفرس له لُوين، هذا الفرس له قُديد، فلقب بلُوين.
سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول: سمعت أبا علي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 وكان اسمه محمد بن جعفر ولقبه غندرا عبد الملك بن عبد العزيز
بن جريج راجع تذكرة الحفاظ.
2 خ، ش: "وقيل له".
3 خ، ش، صف: "الكديمي".
ص -293-
صالح بن محمد البغدادي يقول، وسئل: لم لقبت بجزرة؟ فقال: قدم
عمرو بن زرارة الحديثي بغداد فاجتمع عليه خلق عظيم، فلما كان
عند الفراغ من المجلس سُئلت: من أين سمعت؟ فقلت: من حديث
الجزرة، فبقيت علي.
سمعت خلف بن محمد الكرابيسي ببخارا يقول: سمعت أبا هارون سهل
بن شاذويه يقول: إنما لقب عيسى بن موسى التيمي بالغُنجار لحمرة
وجنتيه.
سمعت الحسين بن محمد الماسرجسي يقول: سمعت محمد بن إبراهيم بن
نومرد الدامغاني يقول: كنا في مجلس إبراهيم بن الحسين بن ديزيل
الهمداني وكان يلقب بسيفنة، فتقدم إليه بعض الغرباء يسأله في
أحاديث فامتنع عليه فيها إبراهيم فقال: إن حدثتني بهذه
الأحاديث وإلا هجوتك، فقال له إبراهيم: كيف تهجوني؟ قال: أقول:
قائل مالك في رنه
فقلت ذا من فعل سيفنه
قال: فتبسم إبراهيم
وأجابه في تلك الأحاديث. قال: ابن نومرد: وإنما لقب إبراهيم بن
الحسين بسيفنة لكثرة كتابته الحديث وسيفنة طائر بمصر لا يقع
على سجرة إلا أكل ورقها حتى لا يُبقي منها شيئًا وكذلك كان
إبراهيم إذا وقع إلى محدث لا يفارقه حتى يكتب جميع حديثه1.
سمعت أبا الحسن أحمد بن جعفر العلوي بالكوفة يقول: سمعت أبي
يحدث عن آبائه عن أبي جعفر المنصور كان يرحل في طلب العلم قبل
الخلافة، فبينا هو يدخل منزلًا من المنازل قبض عليه صاحب
الرصد2 فقال: زن درهمين قبل أن تدخل. قال: خل عني فإني رجل من
بني هاشم. قال: زن درهمين. قال: خل عني فإني رجل3 من بني أعمام
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: زن درهمين. قال: خل عني
فإني رجل قارئ لكتاب الله. قال: زن درهمين. قال: خل عني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 خ، ش، صف: "جميع ما عنده".
2 صاحب الرصد: صاحب الطريق.
3 زيادة في خ.
ص -294-
فإني رجل عالم بالفقه والفرائض. قال: زن درهمين. قال: فلما
أعياه أمره وزن الدرهمين ولزم جمع المال والتدنق فيه، فبقي على
ذلك برهة من زمانه إلى أن قُلد الخلافة وبقي عليه فصار الناس
يبخلونه فلقب بأبي الدوانيق.
سمعت أبا الحسن أحمد بن الخضر الشافعي يقول: سمعت جعفر بن
أحمد1 الحافظ يقول: كنا في مجلس محمد بن رافع في منزله قعودًا
تحت الشجرة وهو مستند إليها يقرأ علينا وكان إذا رفع في المجلس
أحد صوته أو تبسم قام فلا يقدر أحد منا على مراجعته، قال: فوقع
ذرق طائر في يدي وقلمي وكتابي فضحك خادم من خدم طاهر بن عبد
الله وأولاده معنا في المجلس، فنظر إليه محمد بن رافع فوضع
الكتاب. فأُنهي ذلك الخبر إلى السلطان، فجاءني الخادم عند
السحر ومعه عند السحر ومعه حمّال على ظهره بيت سامان2 فقال:
والله ما كنت أملك في الوقت شيئًا أحمله إليك غير هذا وهو هدية
لك فإن سئلت عني فقل: لا أدري من تبسم. فقلت: أفعل. فلما كان
عند الغداة وحُملت إلى باب السلطات فبرأت الخادم مما قيل، ثم
بعت السامان بثلاثين دينارًا فاستعنت به في الخروج إلى العراق
وبارك الله لي فيه فلقبت بالحصيري وما بعت الحصير ولا باعه أحد
من آبائي.
أخبرني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم الخوّاص رحمه
الله قال: سمعت رُويم بن محمد بن رويم بن يزيد يقول: كنا عند
داؤد بن علي الأصبهاني إذ دخل عليه ابنه محمد وهو يبكي وكان
يعزّه فضمه إليه وقال: ما يُبكيك؟ قال: الصبيان يلقبونني. قال:
فعلى أي شيء حتى أنهاهم؟ قال: يقولون لي شيئًا. قال: قل لي ما
هو حتى أنهاهم عن الذي يقولون. قال: يقولون لي يا عُصفور
الشوك، قال: فضحك داؤد، فقال له ابنه: أنت علي أشدُ من الصبيان
مم تضحك قال: فقال داؤد: لا إله إلا الله ما هذه الألقاب إلا
من السماء، ما أنت يا بني إلا عصفور الشوك!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 خ، ش: "جعفر بن أحمد بن نصر".
2 خ، ش: "ثلاث شامات" كذا.
ص -295-
قال أبو عبد الله1: فقد ذكرت في ألقاب المتأخرين بعض ما رُويته
عن شيوخي فأما الألقاب التي تُعرف بها الرواة فأكثر من أن يمكن
ذكرها في هذا الموضع وأصحاب التواريخ من أئمتنا رضي الله عنهم
قد ذكروها فأغنى ذلك عن ذكرها في هذا الموضع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، خ، ش: "قال الحاكم".
ذكر النوع السادس والأربعين من معرفة علوم
الحديث: رواية الأقران
هذا النوع منه معرفة رواية الأقران من التابعين وأتباع
التابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين ورواية1 بعضهم عن بعض،
وهذا النوع منه غير رواية الأكابر عن الأصاغر فقد قدمنا ذلك
الجنس، وإنما القرينان إذا تقارب سنُهما وإسنادهما وهو على
ثلاثة أجناس:
فالجنس الأول:
منه الذي سماه بعض مشايخنا المدبج2 وهو: أن يروي قرين عن قرينه
ثم يروي ذلك القرين عنه فهو المدبج.
مثاله في الصحابة كما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال:
حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال: ثنا أبو أُسامة قال:
حدثنا عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الرحمن
الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت النبي
صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من الفراش فجعلت أطلبه بيدي فوقعت
يدي على باطن قدميه وهما منصوبتان فسمعته يقول: $"اللهم إني
أعوذ برحمتك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا
أحصي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الزيادة عن خ، ش وصف.
2 ش: "المديح" والصواب: "المدبج".
ص -296-
ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك"1.
قال أبو عبد الله: وقد روت عائشة عن أبي هريرة وسألته عن
حديثه.
أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الدرابُردي بمرو قال: حدثنا عبد
الله بن روح المدايني قال: حدثنا عثمان بن عمر قال: حدثنا أبو
عامر الخزاز عن سيار أبي الحكم عن الشعبي عن علقمة أن عائشة
رضي الله عنها قالت لأبي هريرة: أنت حدثت عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن امرأة عذبت في هرة. فقال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: ذلك حديث آخر:
أخبرنا عمر بن جعفر البصري قال: حدثنا عبدان الأهوازي قال: ثنا
بشر بن آدم بن بنت أزهر قال: حدثني جدي أزهر عن سليمان التيمي
عن خداش عن أبي الزبير عن جابر عن ابن عباس أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال:
"يدخل الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر"2.
قال أبو عبد الله: وقد رُوي عن عبد الله بن عباس عن جابر.
أخبرنا محمد بن إسحاق الضبعي3 قال: ثنا الحسن بن علي بن زياد
قال: حدثنا عبيد بن يعيش قال: حدثنا محمد بن فُضيل عن الكلبي
عن أبي صالح عن ابن عباس قال: حدثني جابر بن عبد الله أن:
"النبي صلى الله عليه وسلم قرأ
{وَإِذَا سَأَلَكَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه مسلم في صحيحه في كتاب الصلاة باب ما يقال في الركوع
والسجود ولفظه: عن عائشة قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليلة في الفراش، فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو
في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول:
"اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي
ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك" 352/1 ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد.
2 رواه الترمذي في سننه في أبواب المناقب باب في من سب أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد المصنف ولفظه:
"ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر" وقال عنه: هذا حديث حسن غريب 358/5.
3 كذا في خ، ش وصف: "الضبعي" وبالأصل: "الصبغي" وهو تصحيف.
ص -297-
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} الآية 1، قال: صلى الله عليه وسلم:
"اللهم أمرت بالدعاء وتكفّلت بالإجابة، لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك
لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".
قال أبو عبد الله: ومثال ذلك في التابعين كما حدثناه أبو
العباس محمد بن يعقوب قال: ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: ثنا
أبو اليمان الحكم بن نافع قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن
الزهري قال: أخبرني عمر بن عبد العزيز بن مروان أن إبراهيم بن
عبد الله بن قارظ الزهري أخبره أنه وجد أبا هريرة يتوضأ على
ظهر المسجد فقال أبو هريرة: إنما أتوضأ من أثوار أقط2 أكلتها؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"توضؤا مما مست النار"3.
قال أبو عبد الله: وقد روى عمر بن عبد العزيز عن الزهري.
أخبرني محمد بن إسماعيل المقرئ قال: أخبرنا محمد بن نوح
الجُنديسابوري قال: ثنا محمد بن عبد الله بن عُبيد بن عقيل بين
صبيح الهلالي قال: ثنا يعقوب بن محمد الزهري قال: حدثنا عبد
العزيز بن عمران عن عمر بن عبد العزيز عن الزهري عن سالم عن
أبيه قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية
الناس للبيعة فجاء أبو سنان بن محصن فقال: يا رسول الله،
أبايعك على ما في نفسك. قال:
"وما في نفسي؟"
قال: أضرب بسيفي بين يديك حتى يُظهرك الله أو أُقتل. قال:
فبايعه وبايع الناس على بيعة أبي سنان.
قال أبو عبد الله: وماثله في أتابع التابعين كما أخبرنا أبو
الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد قال: ثنا سليمان بن محمد
بن الفضل قال: ثنا محمد بن عقبة بن علقمة قال: حدثني أبي قال:
حدثني الأوزاعي عن مالك بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة البقرة، الآية 186.
2 أثوار أقط: القطعة من اللبن المتجمد.
3 رواه مسلم في صحيحه في كتاب الحيض باب الوضوء مما مست النار
272/1 وروى الحديث الترمذي والنسائي وابن ماجه ومالك والدارمي
وأحمد بن حنبل.
ص -298-
أنس عن أبي نعيم وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة قال: قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أدن بُنيّ
فسمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك"1.
قال أبو عبد الله: وقد روى مالك بن أنس عن الأوزاعي.
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: أخبرنا العباس بن محمد
الدوري قال: ثنا أبو الأحوص محمد بن حيّان قال: ثنا حماد بن
خالد قال: ثنا مالك بن أنس قال: حدثني الأوزاعي عن الزهري عن
عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
"إن الله يحب
الرفق في الأمر كله"2.
قال أبو عبد الله: ومثاله في أتباع الأتباع كما حدثنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن بالُويه من أصل كتابه قال: حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثني عبد الرزاق قال: ثنا
عمر بن حوشب قال: حدثني إسماعيل بن أمية عن أبيه عن جده قال:
كان لهم غلام يقال له طهمان أو ذكوان، قال: فأعتق جدُه نصفه،
قال: فجاء العبد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال
النبي صلى الله عليه وسلم:
"يعتق في عتقك ويُرق في رِقك"3، قال: فكان يخدم سيده حتى مات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأطعمة باب الأكل مما يليه
ولفظه: عن عمر ابن أبي سلمة وهو ابن أم سلمة زوج النبي صلى
الله عليه وسلم قال: أكلت يومًا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم طعامًا فجعلت آكل من نواحي الصحفة، فقال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم:
"كل مما
يليك" 88/7. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الأشربة باب آداب الطعام
والشراب وأحكامهما وهو أقرب إلى لفظ المصنف 3/ 1599. ورواه
أيضًا الترمذي وابن ماجه والدارمي ومالك في الموطأ.
2 رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأدب باب الرفق في الأمر كله
بسنده ولفظه: أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه
وسلم قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقالوا: السام عليكم. قالت عائشة: ففهمتها فقلت: وعليكم
السام واللعنة. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مهلًا يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله" فقلت: يا رسول الله، ولم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
"قد قلت
وعليكم" 14/8 ورواه مسلم في صحيحه في كتاب السلام باب النهي عن ابتداء أهل
الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم 1706/4. ورواه أبو داود
والترمذي وابن ماجه والدارمي ومالك وأحمد.
3 رواه الإمام أحمد في المسند بلفظه 412/3.
ص -299-
قال أبو عبد الله: وقد حدث عبد الرزاق عن أحمد بن حنبل.
حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن
المسيب قال: ثنا مهدي بن الحارث بن مرقاش قال: حدثنا الحسن بن
أبي الربيع قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثني أحمد بن حنبل عن
الوليد بن مسلم عن زيد بن واقد قال: سمعت نافعًا مولى ابن عمر
يقول: كان ابن عمر إذا رأى مصليًا لا يرفع يديه في الصلاة حصبه
وأمره أن يرفع يديه.
قال أبو عبد الله: ومثال ذلك في الطبقة الخامسة حدثنا أبو عبد
الله محمد بن يعقوب قال: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال:
حدثنا أبي قال: ثنا سعيد بن واصل قال: ثنا شعبة عن عبد الله بن
صُبيح عن محمد بن سيرين عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
"هذا خالي فمن
شاء منكم فليخرج خاله"1 يعني
أبا طلحة زوج أم سليم في الكرم قال هذا.
قال أبو عبد الله: وقد حدث محمد بن يحيى عن أبيه يحيى بن محمد
بأحاديث.
حدّثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال: ثنا أبو عمرو المستملي
قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثني ابن أبو زكرياء قال: ثنا
عبد الرحمن بن المبارك العيشي قال: حدثنا قريش بن حيان عن بكر
بن وائل عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة قال: لا
تكلموهم إذا أقبلوا ولا تسبوهم إذا أدبروا، يعني السعاة.
قال أبو عبد الله: ومثال ذلك في الطبقة السادسة: أخبرنا أبو
بكر محمد بن داؤد بن سليمان الزاهد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن
سعيد الكوفي قال: حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي قال: ثنا أبو
جنادة عن عبيد الله بن الحسن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الترمذي في سننه في أبواب المناقب ولفظه: عن جابر بن
عبد الله قال: أقبل سعد فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"هذا خالي فليرني امرء خاله"
هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مجالد 313/5.
ص -300-
عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: صلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم إحدى صلاتي العشاء، فذكر الحديث.
قال أبو عبد الله: وقد روى أبو العباس بن عُقدة عن شيخنا أبي
بكر بن داؤد رحمه الله.
حدثني أبو ذر بن المنذر المفيد بالكوفة قال: حدثنا أبو العباس
بن سعيد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن داؤد النيسابوري قال:
حدثنا يحيى بن أحمد بن زياد قال: حدثنا خالد بن الهياج عن أبيه
عن مسعر عن وبرة عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى
في البيت.
قال أبو عبد الله1: هذا الذي ذكرته الجنس الأول من الأقران وهو
الذي سماه بعض مشايخنا المدبج.
الجنس الثاني منه:
غير المدبج. ومثاله كما حدثناه أبو عبد الله محمد بن عبد
الله بن الصفار قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن
النعمان بن عبد السلام الأصبهاني قال: حدثنا عُبيد بن أبي
عبيدة قال: حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن مسعر عن أبي
بكر بن حفص عن عبد الله بن الحسن عن عبد الله بن جعفر قال: في
شأن هؤلاء الكلمات "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله
رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم اغفر لي، اللهم
ارحمني، اللهم تجاوز عني، اللهم اعف عني فإنك عفوٌ غفور" قال:
عبد الله2 بن جعفر أخبرني عمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
علمه هؤلاء الكلمات.
قال أبو عبد الله1: مسعر وسليمان التيمي قرينان إلا أني لا
أحفظ لمسعر عنه رواية.
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا الحسن بن علي بن
عفان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، خ، ش: "قال الحاكم".
2 بالأصل: "أبو عبد الله بن جعفر" والصواب: "عبد الله بن جعفر"
كما ذكر آنفًا.
ص -301-
قال: حدثنا حسين بن علي الجُعفي عن زائدة عن زهير عن أبي إسحاق
عن عمرو بن ميمون عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا دعا دعا ثلاثًا.
قال أبو عبد الله1: زائدة بن قُدامة وزُهير بن معاوية قرينان
إلا أني لا أحفظ لزهير عنه رواية.
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا الربيع بن سليمان
قال: حدثنا شُعيب بن الليث بن سعد قال: حدثنا أبي قال: حدثني
ابن الهاد عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يكن في أُمتي أحد منهم فعمر بن
الخطاب"2.
قال أبو عبد الله1: يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد وإن
كان أسند3 وأقدم من إبراهيم بن سعد بن إبراهيم فإنهما في أكثر
الأسانيد قرينان ولا أحفظ لإبراهيم بن سعد عنه رواية.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ قال: ثنا سعيد بن عيسى
الفارسي بشيراز وكان من المعمرين قال: حدثنا المعتمر بن سليمان
عن أبيه عن رقبة بن مصقلة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال: ذكر سول الله صلى الله عليه وسلم الغلام الذي قتله
الخضر فقال:
"طُبع كافرًا"4.
قال أبو عبد الله1: سليمان بن طرخان ورقبة بن مصقلة قرينان ولا
أحفظ لرقبة عنه رواية، فقد جعلت هذه الأحاديث مثالًا لمعرفة
الأقران وإنه غير الأكابر على الأصاغر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، خ، ش: "قال الحاكم".
2 رواه الترمذي في المناقب باب مناقب أبي حفص عمر بن الخطاب
220/5.
3 بالأصل: "أشد" وهو تحريف.
4 رواه أبو داود في سننه في كتاب السنة باب في القدر ولفظه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الغلام
الذي قتله الخضر طبع كافرًا، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانًا
وكفرًا" وفي رواية أخرى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله:
{وأَمَّا
الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ}،
"وكان طبع يوم طبع كافرًا" 227/4. |