تصحيح التصحيف وتحرير
التحريف الهمزة والخاء
(ص) ويقولون في جمع خَبيث: أخْباث. والوصاب: خُبَثاء، مثل ظريف وظرفاء.
(ص) ويقولون: أخْلَعَ السلطانُ على فلانٍ وأكْساهُ. والصواب: خلَعَ
عليه وكَساه.
(ص) ويقولون: أُخِيرَ لك في كذا. والصواب: خِيرَ لك، ويقال
(1/86)
أيضاً: وكذلك يقول أحدُهم: أُخِفْتُ،
والصواب: خِفْتُ.
(ح) ويقولون لمَنْ أتى الذنبَ مُتعَمِّداً: أخطأ، فيُحَرِّفون اللفظَ
والمعنى، لأنه لا يقال أخطأ إلا لمَنْ لم يتعمد الفعلَ، أو لمَن اجتهد
فلم يُوافِق الصوابَ، وإياه عَنى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله:
(إذا اجتهدَ الحاكمُ وأخطأ فلَه أجْر) . وإنما أوجبَ له الأجرَ عن
اجتهاده في إصابة الحقّ الذي هو نوع من أنواع العبادة، فأما
المُتَعَمِّدُ الشيء فيقال له: خَطِئَ فهو خاطِئٌ والمصدر الخِطْء بكسر
الخاء وإسكان الطاء، كما قال تعالى: (إنّ قَتْلَهُم كان خِطْئاً
كَبيراً) ، وقال الحريريّ رحمه الله تعالى:
لا تخطُوَنّ الى خِطْءٍ ولا خَطأٍ ... مِن بعدِ ما الشّيبُ في
فَوْدَيْكَ قد وَخَطا
وأيُّ عُذْرٍ لمَنْ شابتْ مَفارِقُهُ ... إذا جرى في مَيادينِ الهَوى
وَخَطا
(وح) ويقولون عند الحُرْقَة ولَذْعِ الحَرارة المُمِضّة: أخّ، بالخاء
المعجمة من فوق، والعرب تنطق بهذه اللفظة بالحاء المهملة، وعليه قول
عبد الشارق:
(1/87)
فَباتُوا بالصّعيدِ لهُم أُحاحٌ ... ولو
خفتْ لنا الظَّلْما سَرَيْنا
وحكي أن الحجاج لما نازله شبيبٌ الخارجيّ أبرزَ إليه غُلاماً وألبسه
سلاحَه المعروفَ به وأركبه فرسه الذي لم يقاتل إلا عليه، فلما رآه
شبيبٌ غمس نفسه في الحرب الى أن خلَصَ إليه، فلما قاربه ضربه بعمود كان
في يده وهو يظن أنه الحجاج فلما أحسّ الغلامُ حرارةَ الضربة قال: أخّ،
بالخاء المعجمة، فعلم شبيب بهذه اللفظة أنه عبْد، فانثنى عنه وقال:
قبحك الله يا بن أمِّ الحجاج، أتتقي الموت بالعبيد؟! (ص ح) ويقولون:
كلّمتُ فلاناً فاخْتلَطَ، أي اختلّ رأيُه وثار غضبه، فيحرفون فيه، لأن
وجه الكلام فاحتلَطَ، بالحاء المغفلة لاشتقاقه من الاحتلاط وهو الغضب،
ومنه المثل: أوّلُ العِيّ الاحتلاط، وأسوأ القول الإفراط.
(ز) ويقولون: نحْوٌ أخْفَشُ وشِعرٌ أخْطَلُ. والصواب نحْوُ الأخفشِ
وشِعْرُ الأخطل، لا يجوز حذف الألف واللام.
(ص) ويقولون: فلان اختفى، بمعنى استتر، وليس كذلك، إنما اختفى بمعنى
ظهَرَ، فأما المُسْتَتِر فهو المُسْتَخْفِي، يقال: استخفى إذا استتر،
واختفى إذا ظهر، ومنه قيل للنّبّاش مُخْتَفٍ.
(1/88)
قلت: خفيت الشيء أخفيه: كتمته، وخفيته: أظهرته، وهو من الأضداد، كذا
قال الأصمعي وأبو عبيدة، ويقال: خَفا المطرُ الفأرَ، إذا أخرجهن من
أنفاقهنَ، وبَرِحَ الخَفاءُ، أي وضح الأمر، وخَفا البرقُ يخْفو خَفْواً
ويخْفي خَفْياً: إذا لمع ضعيفاً في نواحي الغَيْم.
(ز) ويقولون: أُخيفَ. والصواب: خِيْفَ، بإسقاط الألف.
(و) والعامة تقول: اختفيتُ منه. والصواب: استخفيتُ، وإنما الاختفاء
الاستخراج، ومنه قيل للنباش مخْتَفٍ. |