غريب الحديث للقاسم بن سلام رضف
وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أتِيَ
بِرَجُل نُعِتَ لَهُ الكيّ فَقَالَ: اكووه أَو ارضفوه. فالرضف:
الْحِجَارَة تسخن ثمَّ يكمد بهَا.
عضه وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ: أَلا أنبئكم مَا العَضْه
قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله قَالَ: هِيَ النميمة. 88 / ب / قَالَ
أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ هِيَ عندنَا قَالَ الشَّاعِر: [المتقارب]
(3/180)
أعوذ بربي من النافثا ... ت فِي عقد العاضه
المُعضهِ
يُقَال: العضهة والعضه والعاضه من العضيهة.
(3/181)
عزل
وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين
قَالَ: من رأى مقتل حَمْزَة فَقَالَ رجل أعزل: أَنا رَأَيْته. قَالَ
[أَبُو عبيد -] : الأعزل الَّذِي لَا سلَاح مَعَه قَالَ الْأَحْوَص:
[الْكَامِل]
وَأرى الْمَدِينَة حِين كنت أميرها ... أمِنَ البريء بهَا ونام الأعزلُ
حجل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ لزيد: أَنْت مَوْلَانَا
فَحَجَلَ. قَالَ أَبُو عبيد: الحَجْل أَن يرفع رِجلا وَيقفز على
الْأُخْرَى
(3/182)
من الْفَرح وَقد يكون بالرِّجلين مَعًا
إِلَّا أَنه قفز وَلَيْسَ بمشي.
قرظ وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَى بهديّة فِي أَدِيم مقروظ.
يَعْنِي بالمقروظ المدبوغ بالقَرظ. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لعن اللَّه من غير منار الأَرْض.
نور قَالَ أَبُو عبيد: الْمنَار
الَّذِي يضْرب على الْحُدُود فِيمَا بَين الْجَار وَالْجَار. فتغييره
أَن يدْخلهُ فِي أَرض جَاره ليقتطع بِهِ من أرضه شَيْئا فيغيره.
(3/183)
حصد
وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: وَهل
يكّب النَّاس على مناخرهم فِي نَار جَهَنَّم إِلَّا حصائد ألسنتهم.
قَالَ أَبُو عبيد: الحصائد مَا قَالَه اللِّسَان وَقطع بِهِ على
النَّاس.
مزع رمع وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -]
: فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه غضب غَضبا شَدِيدا حَتَّى تخيل
إِلَى أَن أَنفه يتمزع. قَالَ أَبُو عبيد: لَيْسَ يتمزع بِشَيْء
وَلَكِنِّي أَحْسبهُ يترمع
(3/184)
من شدَّة الْغَضَب وَهُوَ أَن ترَاهُ
كَأَنَّهُ يرعد من شدَّة الْغَضَب. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أَتَى حائشَ نخل أَو حشّا فَقضى
حَاجته.
حوش حضض قَالَ أَبُو عبيد: الحائش
جمَاعَة النّخل وَهُوَ الْبُسْتَان والحش جمَاعَة النّخل [أَيْضا -]
وَفِيه لُغَتَانِ: [يُقَال -] : حش وَحش.
(3/185)
وَقَالَ [أبوعبيد -] : فِي حَدِيثه
عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أهْدى إِلَيْهِ هَدِيَّة فَلم يجد شَيْئا
يَضَعهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: ضَعْهُ بالحضيض وَإِنَّمَا أَنا عبد آكل
كَمَا يَأْكُل للْعَبد. قَالَ أَبُو عبيد: الحضيض الأَرْض والحضيض
مُنْقَطع الْجَبَل إِذا أفضيت مِنْهُ إِلَى الأَرْض. وَفِي بعض
الحَدِيث أَن رجلا كتب أَن الْعَدو بعرعرة الْجَبَل وَنحن بحضيضة.
إِنَّمَا هُوَ أَسْفَله عِنْد منقطعه.
(3/186)
رقرق
وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِن
الشَّمْس تطلع ترقرق. يَعْنِي تَدور وتجيء وَتذهب. وَقَالَ [أَبُو
عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِن رجلا قَالَ: يَا
رَسُول الله مَالِي ولعيالي هارب وَلَا قَارب غَيرهَا.
هرب قرب قَالَ أَبُو عبيد: إِنَّمَا
هَذَا مثل يَقُول: لَيْسَ لي شَيْء وأصل الهارب الَّذِي قد هرب فِي
الأَرْض. والقارب الَّذِي يطْلب المَاء.
فرج وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِن عقبَة بْن عَامر قَالَ: صلى بِنَا
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَلِيهِ فروج من حَرِير.
(3/187)
قَالَ: هُوَ القَباء الَّذِي فِيهِ شقّ من
خَلفه.
وضح وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِن أنس بْن مَالك قَالَ: أقاد رَسُول
الله عَلَيْهِ السَّلَام من يَهُودِيّ قتل جوَيْرِية على أوضاح لَهَا.
قَالَ [أَبُو عبيد -] : يَعْنِي حُلي فضَّة. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -]
: فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ: اهتف بالأنصار قَالَ:
فهتفت بهم فجاؤوا حَتَّى أطافوا بِهِ وَقد وّبشت قُرَيْش أوباشا
وأتباعا.
(3/188)
وبش
قَالَ أَبُو عبيد: الأوباش الأخلاط من النَّاس. وَقَالَ [أَبُو عبيد -]
: فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: أَن أَعْرَابِيًا بَال فِي
الْمَسْجِد فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إنّ هَذَا الْمَسْجِد
لَا يبال فِيهِ إنّما بُني لذكر اللَّه وَالصَّلَاة ثمَّ أَمر بسَجْل
من مَاء فأفرغ على بَوْله.
سجل قَالَ أَبُو عبيد: السَجْل
الدَّلْو. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حدثيه عَلَيْهِ السَّلَام أنّه
رأى فِي بَيت أم سَلمَة جَارِيَة وَرَأى بهَا سفعة فَقَالَ: إنّ بهَا
نظرةً فاسترقوا لَهَا.
سفع [قَالَ أَبُو عبيد -] : قَوْله:
سفعة يَعْنِي أنّ الشَّيْطَان أَصَابَهَا وَهُوَ
(3/189)
من قَول اللَّه [تبَارك وَتَعَالَى -]
{كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ} وَحَدِيث
ابْن مَسْعُود أنّه رأى رجلا فَقَالَ: إنّ بِهَذَا سفعة من الشَّيْطَان
هُوَ من هَذَا.
غزا وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أنّه لما فتح مَكَّة قَالَ: لَا تغزى
قُرَيْش بعْدهَا. 89 / الف قَالَ أَبُو عبيد: إِنَّمَا وَجه هَذَا
عندنَا / أَنه يَقُول: لَا تكفر قُرَيْش
(3/190)
بعد هَذَا حَتَّى تُغزى على الْكفْر
وَمِنْه الحَدِيث الآخر: لَا يُقتل قرشي صبرا. قَالَ [أَبُو عُبَيْدٍ
-] : لَيْسَ مَعْنَاهُ وَالله أعلم أَنه نهى أَن يقتل إِذا اسْتوْجبَ
الْقَتْل وَمَا كَانَت قُرَيْش وَغَيرهَا عِنْده فِي الْحق إِلَّا
سَوَاء وَلَكِن وَجهه إِنَّمَا هُوَ على الْخَبَر أَنه لَا يرْتَد قرشي
فَيقْتل صبرا على الْكفْر. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه
عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: لَيْسَ منا من غشّنا. قَالَ أَبُو
عبيد: فبعض النَّاس يتأوّله أنّه يَقُول: لَيْسَ منا أَي لَيْسَ من أهل
ديننَا يَعْنِي أَنه لَيْسَ من أهل الْإِسْلَام وَكَانَ سُفْيَان بْن
عُيَيْنَة يرويهِ عَن غَيره أَنه قَالَ: لَيْسَ منا أَي لَيْسَ مثلنَا
وَهَذَا تَفْسِير لَا أَدْرِي مَا وَجهه لأَنا قد علمنَا أَن من غشّ
وَمن لم يغشّ لَيْسَ يكون
(3/191)
مثل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَكيف
يكون من غشّنا لَيْسَ مثلنَا. وَإِنَّمَا وَجهه عِنْدِي وَالله أعلم
أَنه أَرَادَ لَيْسَ منا أَي لَيْسَ هَذَا من أَخْلَاقنَا وَلَا من
فعلنَا إِنَّمَا نفى الْغِشّ أَن يكون من أَخْلَاق الْأَنْبِيَاء
وَالصَّالِحِينَ وَهَذَا شَبيه بِالْحَدِيثِ الآخر: يُطبع الْمُؤمن على
كل شَيْء إِلَّا الْخِيَانَة وَالْكذب إنَّهُمَا ليسَا من أَخْلَاق
الْإِيمَان وَلَيْسَ هُوَ على معنى أَنه من غش أَو من كَانَ خائنًا
فَلَيْسَ بِمُؤْمِن وَمثله كثير فِي الحَدِيث.
شبر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهي عَن شبر الْجمل. قَالَ أَبُو
عبيد: قَوْله: شبر الْجمل يَعْنِي أَخذ الْأجر على ضرابه وَمثل ذَلِك
أَنه نهى عَن عَسَب الْفَحْل والعسب هُوَ الْكِرَاء للضراب.
(3/192)
قَالَ أَبُو عبيد: وَمِمَّا يبين ذَلِك
حَدِيث يرْوى عَن أبي معَاذ قَالَ: كنت تَيّاساً فَقَالَ لي الْبَراء
بْن عَازِب: لَا يَحلّ لَك عسب الْفَحْل. وعَن قَتَادَة أَنه كره عسب
الْفَحْل لمن أَخذه وَلم ير بِهِ بَأْسا لمن أعطَاهُ. وَقَالَ [أَبُو
عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه ندب النَّاس إِلَى
الصَّدَقَة فَقيل لَهُ: قد منع أَبُو جهم وخَالِد بْن الْوَلِيد
وَالْعَبَّاس عَم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ النَّبِي
عَلَيْهِ السَّلَام: أما أَبُو جهم فَلم ينقم منا إِلَّا أَن أغناه
اللَّه وَرَسُوله من فَضله وَأما خَالِد فَإِن النَّاس يظْلمُونَ
خَالِدا إِن خَالِدا قد جعل رقيقَة ودوابه حبسا فِي سَبِيل اللَّه
وَأما الْعَبَّاس عَم النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهَا عَلَيْهِ
وَمثلهَا مَعهَا.
مثل قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله:
فَإِنَّهَا عَلَيْهِ وَمثلهَا مَعهَا نرَاهُ وَالله أعلم أَنه
(3/193)
كَانَ أخّر عَنهُ الصَّدَقَة عَاميْنِ
وَلَيْسَ وَجه ذَلِك إِلَّا أَن يكون من حَاجَة بِالْعَبَّاسِ
إِلَيْهَا فَإِنَّهُ قد يجوز للْإِمَام أَن يؤخرها إِذا كَانَ ذَلِك
على وَجه النّظر ثمَّ يَأْخُذهَا مِنْهُ بعد وَمن هَذَا حَدِيث عمر
أَنه أخّر الصَّدَقَة عَام الرَّمَادَة فَلَمَّا أَحْيَا النَّاس فِي
الْعَام الْمقبل أَخذ مِنْهُم صَدَقَة عَاميْنِ. وَأما الحَدِيث
الَّذِي يرْوى أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: إِنَّا قد
تعجلنا من الْعَبَّاس صَدَقَة عَاميْنِ فَهُوَ من هَذَا عِنْدِي أَيْضا
إِنَّمَا تعجل مِنْهُ أَنه أوجبهَا عَلَيْهِ وضمنها إِيَّاه وَلم
يقبضهَا مِنْهُ فَكَانَت دَينا على الْعَبَّاس رَحمَه اللَّه أَلا ترى
أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول: فَإِنَّهَا عَلَيْهِ وَمثلهَا
مَعهَا
رثع قبض وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي الرَّثَع. قَالَ: الرثع الْحِرْص
الشَّديد. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه أَنه قبض لَهُ الأَرْض
أَي جمعهَا لَهُ.
(3/194)
وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه
عَلَيْهِ السَّلَام: يُؤْتى بالدنيا بِقَضَها وقَضيضها. يَعْنِي بِكُل
مَا فِيهَا.
قضض قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ويروى
بِالْكَسْرِ بقضها وَأَحْسبهُ لُغَة.
حفش وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي الرجل الَّذِي اسْتَعْملهُ فأهدي
إِلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا لي فَقَالَ: أَلا جلس فِي حِفش أمه فَينْظر أ
[كَانَ -] يهدى إِلَيْهِ شَيْء.
(3/195)
قَالَ أَبُو عبيد: الحِفش الدرج وَجمعه
أحفاش. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: شبه بَيت أمه فِي صغره بالدرج قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَيْسَ هَذَا الْحَرْف فِي ذَلِك الحَدِيث وفِي بعض
الحَدِيث: فِي بَيت أمه.
أرى وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا شكى إِلَيْهِ امْرَأَته
فَقَالَ: اللَّهُمَّ أز بَينهمَا. يَعْنِي ثَبِّت الود ومكنه وَمِنْه
قَول أعشى باهلة: [الْبَسِيط]
لَا يتأرَّى لما فِي القِدرِ يرقبه ... وَلَا يعَض على شُرَسُوِفه
الصفر
(3/196)
يَقُول: لَا يتأرى لَا يتلبّث / وَلَا
يتحبّس ويطمئن. [قَالَ أَبُو عبيد -] : 89 / ب وَبَعْضهمْ يروي هَذَا
الحَدِيث عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إنّه دَعَا بِهَذَا
الدُّعَاء لعَلي وَفَاطِمَة عَلَيْهِمَا السَّلَام يَعْنِي قَوْله:
اللَّهُمَّ أرِّ بَينهمَا. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه
عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا وجد أحدكُم طَخاء على قلبه فَليَأْكُل
السفرجل.
طخا قَالَ [أَبُو عبيد -] : الطَخاء
ثقل وغشى يُقَال: مَا فِي السَّمَاء طَخاء أَي سَحَاب وظلمة والطخية:
الظلمَة قَالَ النَّابِغَة: [الوافر]
فَلَا تذْهب بعقلك طاخيات ... من الْخُيَلَاء لَيْسَ لَهُنَّ بَاب
ليط وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كتب
(3/197)
لثقيف حِين أَسْلمُوا كتابا فِيهِ أَن
لَهُم ذمَّة اللَّه وَأَن وَادِيهمْ حرَام عضاهه وصيده وظلم فِيهِ
وَأَن مَا كَانَ لَهُم من دين [إِلَى أجل فَبلغ أَجله فانه لياط مبرّأ
من اللَّه وَأَن مَا كَانَ لَهُم من دين -] فِي رهن وَرَاء عُكاظ
فَإِنَّهُ يُقضي إِلَى رَأسه ويلاط بعكاظ [و -] لَا يُؤَخر.
عدل فَرد حظر قَالَ أَبُو عبيد:
قَوْله: لياط مبرّأ من اللَّه أصل اللياط كل شَيْء أَلْصَقته بِشَيْء
فقد لطته [بِهِ -] واللياط هَهُنَا الرِّبَا الَّذِي كَانُوا يربونه
فِي الْجَاهِلِيَّة [سمي لياطا -] لِأَنَّهُ شَيْء لَا يحلّ ألصق
بِشَيْء فَأبْطل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك الرِّبَا وردّ
الْأَمر إِلَى رَأس المَال كَمَا قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى فِي
كِتَابه {فلكم رُؤُوس أمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُوْنَ وَلاَ
تُظْلَمُوْنَ} .
غفل حلق ضمن معن سرح [أَبُو عُبَيْد
-] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي كِتَابه لأكيدر
(3/198)
هَذَا كتاب من مُحَمَّد رَسُول اللَّه
عَلَيْهِ السَّلَام لاُكَيدِرَ حِين أجَاب إِلَى الْإِسْلَام وخلع
الأنداد والأصنام مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد سيف اللَّه فِي دُومة
الجَندل وأكنافها: إِن لنا الضاحية من الضَّحل والبُور والمعامي
وأغفالَ الأَرْض والحلقةَ والسلاحَ وَلكم الضامنة من النّخل والمعين من
الْمَعْمُور بعد الخُمس لَا تُعدَل سارحتكم وَلَا تُعَدّ فاردَتُكم
وَلَا يُحظر عَلَيْكُم النَّبَات تقيمون الصَّلَاة لوَقْتهَا وتؤتون
الزَّكَاة بِحَقِّهَا عَلَيْكُم بذلك عهد الله وميثاقه.
ندد ضحا ضحل بور عمى أَبُو عبيد:
قَوْله: خَلَع الأندادَ يَعْنِي الْآلهَة الَّتِي جعلهَا الْمُشْركُونَ
لله أندادا. وَقَوله: الضَّاحية من الضَّحل فالضاحية مَا ظهر وبرز
وَكَانَ خَارِجا من الْعِمَارَة. والضحل: الْقَلِيل من المَاء.
(3/199)
والبوُر: الأَرْض الَّتِي لم تُزْرع.
والمَعامي: الأَرْض المجهولة. والأغفال نَحْوهَا واحدتها غفل.
وَالْحَلقَة: السِلاح والدُروع. وَأما قَوْله: الضامنة من النّخل فَإِن
الضامنة مَا كَانَ دَاخِلا فِي الْعِمَارَة. والمعين: المَاء
الظَّاهِر. وَقَوله: لَا تعدل سارحتكم فالسارحة: الْمَاشِيَة الَّتِي
تسرح وترعى وَهُوَ من قَوْله: {حِيْنَ تُرِيْحُوْنَ وَحِيْنَ
تَسْرَحُوْنَ} . وَقَوله: لَا تعدل سارحتكم [يَقُول -] : لَا تصرف عَن
مرعى تريده. وَقَوله: [و -] لَا تُعدّ فاردتكم يَعْنِي الزَّائِدَة على
مَا تجب فِيهِ
(3/200)
الزَّكَاة يَقُول: لَا تعد عَلَيْكُم
تِلْكَ فِي الزَّكَاة حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى الْفَرِيضَة الْأُخْرَى.
وَقَوله: لَا يحظر عَلَيْكُم النَّبَات يَقُول: لَا تمْنَعُونَ من
الزِّرَاعَة حَيْثُ شِئْتُم.
دسم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِن للشَّيْطَان نَشوقا ولَعُوقا
ودِساما. فالدسام مَا سد بِهِ الْأذن يُقَال مِنْهُ: دسمت الشَّيْء
[أدسُمه -] دسما إِذا سددته. واللعوق فِي الْفَم والنشوق فِي الْأنف.
فَكُن وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن
مثل الْعَالم كالحَمِّة يَأْتِيهَا الْبعدَاء وَيَتْرُكهَا الْقُرَبَاء
فبينماهم كَذَلِك إِذْ غَار مَاؤُهَا فَانْتَفع بهَا قوم وَبَقِي قوم
يتفكنون.
(3/201)
يَعْنِي يتندمون والتفكن التندم. |