أسرار العربية الباب الثَّامن والثَّلاثون: باب حروف الجر
[إعمال حروف الجرِّ الجرَّ وعلة ذلك]
إن قال قائل: لِمَ عملت هذه الحروف الجرَّ؟ قيل: إنما عملت؛ لأنَّها
اختصت بالأسماء، والحروف متى كانت مختصَّة؛ وجب أن تكون عاملة، وإنما
وجب أن تعمل الجر؛ لأن إعراب الأسماء رفع، ونصب، وجر، فلما سبق
الابتداء إلى الرفع في المبتدأ، والفعل إلى الرفع -أيضًا- في الفاعل،
وإلى النصب في المفعول، لم يبقَ إلا الجر؛ فلهذا، وجب أن تعمل الجرّ؛
وأجود من هذا أن تقول: إنما عملت الجرَّ؛ لأنها تقع وسطًا بين الاسم
والفعل، والجرّ وقع وسطًا بين الرفع والنصب، فأُعْطِي الأوسطُ الأوسطَ.
ثُمَّ إنَّ هذه الحروف على ضربين:
أحدهما: يلزم الجرّ فيه.
والآخر:1 لا يلزم الجرّ فيه.
[ما يلزم الجرّ فيه من الحروف]
فأمّا ما يلزم الجر فيه فـ "من، وإلى، وفي، واللام، والباء، ورُبَّ"
وأمَّا ما لا يلزم الجرّ/فيه/2 فـ "الواو، والتاء في القسم، وحتى"،
ولها مواضع نذكرها /فيها/3 إن شاء الله تعالى.
[ما لا يلزم الجر فيه من الحروف]
وأمَّا ما لا يلزم الجر فيه فـ "عن، وعلى، والكاف، وحاشا، وخلا؛ ومذ،
ومنذ".
__________
1 في "س" والثَّاني.
2 سقطت من "س".
3 سقطت من "س".
(1/189)
[عن]
فأما "عن" فتكون اسمًا، كما تكون حرفًا، فإذا كانت اسمًا، دخل عليها
حرف الجرِّ؛ فكانت بمعنى النَّاحية، وما بعدها مجرور1 بالإضافة؛
قال الشاعر2: [الطويل]
فقلتُ اجعلي ضوء الفراقد كلها ... يمينًا وضوء النجم من عن شِمَالِكِ
وقال الآخر3: [الكامل]
فلقد أُراني للرماح دَرِيَّة ... مِنْ عن يميني تارةً وشمالي 4
وقال الآخر5: [الرجز]
جَرَّت عليها كلُ ريحٍ سيهوج ... من عن يمين الخط أو سماهيج6
وقال الآخر 7: [البسيط]
[فَقُلْتُ للرَّكب لَمّا أَنْ عَلَا بهم] ... مِنْ عَنْ يمينِ
الحُبيَّا نظرة قبَلُ8
__________
1 في "س" مجرورًا.
2 لم يُنسب إلى قائل معين.
موطن الشاهد: "من عن شمالك".
وجه الاستشهاد: وقع "عن" اسمًا بمعنى ناحية؛ لدخول حرف الجرّ عليه.
3 الشاعر هو: قطري بن الفجاءة المازني، أحد شعراء الخوارج وخطبائهم
وشجعانهم؛ له ديوان شعر مطبوع. مات سنة 78هـ.
4 المفردات الغريبة: دريَّة، وروي بالهمزة دريئة؛ والدريئة: هي الحلقة
التي يُتعلَّم عليها الرمي؛ وهي مأخوذة من الدَّرء بمعنى المنع والدفع.
والشَّاهد في هذا البيت كالشاهد في سابقه تمامًا.
5 لم يُنسب إلى قائل معيّن.
6 المفردات الغريبة: ريح سيهوج: ريح شديدة. ومفعول "جرَّت" محذوف؛
والتقدير: جرَّت عليه ذيلها.
والشاهد في هذا البيت كالشاهد في البيتين السابقين.
7 الشاعر هو: القُطاميّ، عُمير بن شُيَيم التَّغلبيّ، من شعراء
الدَّولة الأموية، وهو ابن أخت الأخطل التغلبيّ المشهور؛ له ديوان شعر
مطبوع. مات سنة 110هـ. الشعر والشعراء "ط مصر" 733.
8 الشاهد في البيت كما في الأبيات السابقة.
(1/190)
وإذا كانت حرفًا، كان ما بعدها مجرورًا
/بها/1؛ كقولك: رميت عن القوس وما أشبه ذلك.
[على]
وأمَّا "على" فتكون اسمًا وفعلاً وحرفًا، فإذا كانت اسمًا، دخل عليها
حرف الجر، فكانت بمعنى "فوق" وما بعدها مجرورًا بالإضافة؛ كقول
الشاعر2: [الطويل]
غدت من عليه بعد ما تم ظِمؤهَا ... تَصِلُّ وعن قيضٍ بِزَيْزَاءَ
مَجهَلِ3
وقال الآخر4: [الطويل]
أَتَتْ مِنْ عليه تنقضُ الطَّلَّ بعدما ... رَأت حاجبَ الشَّمسِ استوى
فترفَّعا
وقال الآخر5: [الرجز]
فهي تنوش الحوض نوشًا مِنْ عَلَى ... نَوَشًا بِهِ تقطع أجوازَ الفلا6
وإذا كانت فعلاً؛ كانت مشتقّة من مصدر، وتدلُ على زمان مخصوص؛ نحو:
"علا الجبل يعلو عُلُوًّا، فهو عالٍ"؛ كقولك: "سلا يسلو سُلُوًّا، فهو
__________
1 سقطت من "ط".
2 الشاعر هو: مزاحم العقيليّ.
3 المفردات الغريبة: الضمير في "غدت" يعود إلى قطاة يصفها، والضمير في
"عليه" يعود إلى فرخها. ظمؤها: مدة صبرها على الماء. تصلّ: تصوّت
أحشاؤها لجفافها. قَيض: قشر البيض. الزّيزاء المجهل: المفازة أو
البيداء التي لا يهتدي فيها السَّالكون.
موطن الشاهد: "من عليه".
وجه الاستشهاد: وقوع "على" اسمًا بمعنى "فوق"؛ لدخول حرف الجر "من"
عليه؛ ومجيئها على هذا النحو كثير شائع.
4 الشَّاعر هو: يزيد بن الطثريَّة، من بني عامر بن صعصعة؛ كان شاعرًا
غزِلاً، حلو الحديث، متلافًا للمال. مات مقتولاً في إحدى المعارك سنة
127هـ.
والشاهد في البيت مجيء "على" اسمًا، كما في البيت السابق.
5 الشَّاعر هو: أبو النجم، الفضل بن قدامة العجليّ، من أشهر
الرَّجَّازين العرب؛ له ديوان شعر مطبوع. مات سنة 130هـ.
6 المفردات الغريبة: تنوش: تتناول. أجواز الفلا: ما ابتعد من المسافات
والصَّحارى. ومعنى البيت: يصف الشاعر إبلاً عالية الأجاسم طوال
الأعناق، وكيف تتناول الماء من فوق الحوض، وتشرب شربًا مرويًّا يمكنُها
من قطع الفلوات والمسافات البعيدة.
والشَّاهد في البيت كالشاهد في البيتين السَّابقين.
(1/191)
سالٍ" وما أشبه ذلك، (وإذا كانت حرفًا، كان
ما بعدها مجرورًا بها؛ نحو "على زيدٍ" دينٌ وأشباهه) 1.
[الكاف]
وأمَّا [الكاف] فتكون اسمًا، كما تكون حرفًا، فإذا كانت اسمًا قدَّروها
تقدير "مثل" وجاز أن يدخل عليها حرف الجرّ، وكان ما بعدها مجرورًا
بالإضافة؛ كقول الشاعر2: [الرجز]
وصاليات كَكَما يُؤثَفَيْن3
فالكاف الأولى: حرف جَرٍّ، والثانية: اسم؛ لأنه لا يجوز أن يدخل حرف
جَرٍّ على حرف جَرٍّ؛ كقول الشاعر4: [الرجز]
[بيض ثلاثٌ كنعاجٍ جُمّ] ... يضحكن عن كالبردِ الْمُنْهَمِّ5
وتكون الكاف -أيضًا- فاعلةً؛ كقول الشاعر6: [البسيط]
أَتَنْتَهَونَ وَلَن ينهي ذوي شططٍ ... كالطَّعنِ يَهلِك فيه الزّيتُ
والقتُلُ7
__________
1 سقطت من "س".
2 الشَّاعر هو: خطام بن نصر المجاشعي، ولم أصطد له ترجمة وافيةً.
3 المفردات الغريبة: الصَّاليات: الأثافي، أحجار القدور. يُؤثفين:
يُنصبن للقدر.
موطن الشاهد: "كَكَما".
وجه الاستشهاد: وقوع "الكاف الثانية" اسمًا بمعنى مثل؛ لدخول الكاف حرف
الجر عليها.
4 الشاعر: هو العجاج، وقد سبقت ترجمته.
5 المفدرات الغريبة: النعاج: جمع نعجة، وهي البقرة الوحشية، تُشَبَّه
النساء بها في العيون، والأعناق. جُم: جمع جماء، وهي التي لا قرن لها
من النعاج. المنهم: الذَّائب.
موطن الشاهد: "عن كالبرد".
وجه الاستشهاد: وقوع "الكاف" اسمًا بمعنى مثل؛ لدخول حرف الجر "عن"
عليها؛ فالمعنى: يضحكن عن أسنانٍ بيضاءَ مثل البردِ الذَّائب.
6 الشاعر هو: الأعشى، أبو بصير، ميمون بن قيس، لُقب بصنَّاجة العرب، من
شعراء، الطبقة الأولى في الجاهلية، أدرك الإسلام، ولم يسلم؛ له ديوان
شعر مطبوع. مات سنة 7هـ. الشعر والشعراء 257/1.
7 المفردات الغريبة: الشطط: الجور والظلم. الفتل: جمع فتيلة.
موطن الشاهد: "كالطَّعن".
وجه الاستشهاد: وقوع الكاف اسمًا بمعنى مثل في محل رفع فاعل؛ لأن
المعنى: لا يمنع الجائرين عن الجور مثل طعنٍ نافذٍ إلى الجوف يغيب فيه
الزيت مع فتيلة الجراحة.
(1/192)
فالكاف -ههنا- اسم لأنها فاعلة، وهي في
موضع رفع بإسناد الفعل إليها؛ فإذا كانت حرفًا؛ كان ما بعدها مجرورًا
بها؛ نحو: "جاءني الذي كزيدٍ" وما أشبه ذلك. وأما "حاشا، وخلا" فقد
ذكرناهما في باب الاستثناء فيما قبل. وأما مذ، ومنذ فلهما باب نذكرهما
فيه فيما بعد، إن شاء الله تعالى.
[معاني حروف الجرّ]
ثم إِنَّ معاني هذه الحروف كلها مختلفة، فأما "مِنْ" فتكون على أربعة
أوجه:
[معاني "مِنْ"]
الوجه الأوَّل: أن تكون لابتداء الغاية؛ كقولك: "سرت من الكوفة إلى
البصرة".
والوجه الثاني: أن تكون للتبعيض؛ كقولك "أخذت من المال درهمًا".
والوجه الثالث: أن تكون لتبيين الجنس؛ كقوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا
الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} 1. فـ"مِنْ" هذه دخلت لتبين المقصود
بالاجتناب، ولا يجوز أن تكون للتبعيض؛ لأنه ليس المأمور به اجتناب بعض
الأوثان دون بعض، وإنما المقصود اجتناب جنس الأوثان.
والوجه الرّابع: أن تكون زائدة في النَّفي؛ كقوله تعالى: {مَا لَكُمْ
مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} 2؛ والتقدير: "ما لكم إلهٌ غيره" و"مِنْ" زائدة؛
كقول الشاعر3: [البسيط]
[عيَّت جوابًا] وما بالرَّبع من أحدِ4
__________
1 س: 22 "الحج، ن: 30، مد".
2 س: 7 "الأعراف، ن: 59، 65، 73، 85، مك" وس: 11 "هود، ن: 50، 61، ن
84، مك". وس: 23 "المؤمنون، ن: 23، 32، مك".
3 النَّابغة الذّبياني، وقد سبقت ترجمته.
4 هذا شطر بيت للنابغة من قصيدته المشهورة التي يعتذر فيها إلى
النُّعمان بن المنذر، وتتمَّة البيت:
وقفت فيها أصيلان أسائلها ... عَيَّت جوابًا وما بالرّبع من أحد
وللبيت روايات أخرى لا داعي لذكرها.
المفردات الغريبة؛ عيَّت جوابًا: عجزت عن الجواب، أو لم تدرِ وجه
الجواب.
موطن الشاهد: "من أحد".
وجه الاستشهاد: مجيء "مِنْ" حرفًا زائدًا في البيت؛ لأنَّ المعنى: وما
في الرَّبع أحد؛ ومجيئها زائدةً كثير شائع.
(1/193)
أي: أحد. وذهب بعض النحويين إلى أنه يجوز
أن تكون زائدةً في الواجب، ويستدلّ بقوله تعالى: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ
مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} 1 /أي سيئاتكم/2 فـ"مِنْ" زائدة بقوله تعالى:
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} 3 و"مِنْ" زائدة،
وما استدل به لا حُجَّة له فيه؛ لأنَّ من ليست زائدة، فأمَّا قوله
تعالى: {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} فـ"مِنْ" فيه
للتبعيض لا زائدة؛ لأنه من الذنوب ما لا يُكفَّر بإبداء الصدقات، أو
إخفائها، وإيتائها للفقراء، وهي مظالم العباد؛ وأما قوله تعالى:
{يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فـ"مِنْ" فيه -أيضًا- للتبعيض؛ لأنهم
إنما أُمروا أن يغضوا أبصارهم عمَّا حرّم /الله/4 عليهم، لا عمّا أحلَّ
لهم، فدل على أنها للتبعيض، وليست زائدةً.
وأما "إلى" فتكون على وجهين:
[وجها إلى]
أحدهما: أن تكون غايةً؛ كقولك: "سرت من الكوفة إلى البصرة".
والثاني: أن تكون بمعنى مع؛ كقوله تعالى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} 5؛ أي: مع المرافق، ومع الكعبين.
[معنى في]
وأما "في" فمعناها الظرفية؛ كقولك: "زيد في الدار"، وقد يُتَّسع فيها،
فيقال: "زيد ينظر في العلم".
[معنى اللام]
وأمَّا "اللام" فمعناها التخصيص والملك؛ كقولك: "المال لزيدٍ"؛ أي يختص
به، ويملكه.
__________
1 س: 2 "البقرة، ن: 271، مد".
2 سقطت من "ط".
3 س: 24 "النور، ن: 30، مد".
4 زيادة من "س".
5 س: 5 "المائدة، ن: 6، مد".
(1/194)
[معنى الباء]
وأمَّا "الباء" فمعناها الإلصاق؛ كقولك: "كتبت بالقلم" أي: ألصقت
كتابتي بالقلم.
[معنى رُبَّ]
وأما "رُبَّ" فمعناها التقليل، وهي تخالف حروف1 الجرِّ من أربعة أوجه:
الوجه الأول: أنها تقع في صدر الكلام، وحروف الجرِّ لا تقع في صدر
الكلام.
والوجه الثاني: أنها لا تعمل إلا في نكرة، وحروف الجرِّ تعمل في
المعرفة والنكرة.
والوجه الثالث: أنه يلزم مجرورها الصفة، وحروف الجر لا يلزم مجرورها
الصِّفة.
والوجه الرابع: أنَّها يلزم معها حذف الفعل الذي أوصلته إلى ما بعدها
وهذا لا يلزم الحرف2؛ واختصاصها بهذه الأشياء لمعان اختصَّت بها،
فأمَّا كونها في صدر الكلام، فإنِّها3 لَمّا كانت تدل على التقليل،
[وتقليل الشيء يقارب نفيه، أشبهت حروف النفي، وحروف النفي لها صدر
الكلام. وأما كونها لا تعمل إلا في النكرة؛ فلأنها لَمّا كانت تدل على
التقليل] 4، والنكرة تدل على التكثير، وجب أن تختصّ بالنكرة التي تدل
على التكثير؛ ليصح فيها التقليل. وأمَّا كونها تلزم الصفة مجرورها؛
فجعلوا ذلك عوضًا عن حذف الفعل الذي يتعلّق به، وقد يظهر ذلك في ضرورة
/الشعر/5. وأما حذف الفعل معها فللعلم به، ألا ترى أنَّك إذا قلت:
"رُبَّ رجل يفهم" كان التقدير فيه "ربَّ رجل يفهم أدركت، أو لقيت" فحذف
الفعل؛ لدلالة الحال عليه، كما حذف في قوله تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ
فِي جَيْبِكَ} 6 ... إلى قوله: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ} ولم يذكر
مرسلاً؛ لدلالة الحال عليه، فكذلك ههنا.
__________
1 في "ط" حرف.
2 في "ط" الحرف.
3 في "س" فَلأَنَّهَا.
4 سقطت من "س".
5 سقطت من "س".
6 س: 2 "النمل، ن: 12، مك".
(1/195)
[معنى عن]
وأمَّا "عَنْ" فمعناها المجاوزة.
[معنى على]
وأمَّا "على" فمعناها الاستعلاء..
[معنى الكاف]
وأمَّا "الكاف" فمعناها التشبيه، وقد تكون زائدة؛ كقوله تعالى: {لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْء} ؛ وتقديره: "ليس مثلَه شيء".
وكقول2 الشاعر3: [الرجز]
لواحق الأقراب فيها كالمقق4
وتقديره: فيها الْمَقَق؛ وهو الطُّول؛ فاعرفه تصب، إن شاء الله تعالى.
__________
1 س: 42 "الشورى، ن: 11، مك".
2 في "ط" قال.
3 الشَّاعر: رؤبة بن العجَّاج، وقد سبقت ترجمته.
4 المفردات الغريبة: لواحق: جمع لاحقة، الهزيلة الضَّامرة.
الأقراب: جمع "قُرْب" البطن. الْمَقَق: الطُّول.
موطن الشاهد: "كالْمَقَق".
وجه الاستشهاد: وقوع "الكاف" زائدة في البيت؛ لأنَّ المعنى: إن هذه
الأُتن خماص البطون قد أصابها الهزال، وإنَّ فيها طولاً.
(1/196)
الباب التاسع والثلاثون: باب حتّى
[أوجه حتى]
إن قال قائل: على كم /وجه/1 تستعمل حتّى؟ قيل: على ثلاثة أوجه:
الأوَّل: أن تكون حرف جر كـ"إلى"؛ نحو قوله تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى
مَطْلَعِ الْفَجْرِ} 2 وما بعدها مجرور بها في قول جماعة النحويين، إلا
في قول شاذٍّ لا يُعرج عليه، وهو ما قد حُكي عن بعضهم أنه قال: إنه
مجرور بتقدير "إلى"3 بعد "حتى"4؛ وهو قول ظاهر الفساد.
والوجه الثاني: أن تكون عاطفة حملاً على الواو؛ نحو: "جاءني القوم حتى
زيدٌ، ورأيت القوم حتى زيدًا، ومررت بالقومِ حتى زيدٍ".
[علة حمل حتى على الواو]
فإن قيل: فَلِمَ حُملت "حتى" على الواو؟ قيل: لأنها أشبهتها، ووجه
الشبه بينهما أن أصل "حتى" أن تكون غايةً، وإذا كانت غايةً، كان ما
بعدها داخلاً في حكم ما قبلها، ألا ترى أنك إذا قلت: (جاءني القوم حتى
زيدٌ، كان زيد داخلاً في المجيء، كما لو قلت) 5: "جاءني القوم وزيدٌ"؟
فلمّا أشبهت الواو في هذا المعنى؛ جاز أن تُحمل عليها.
[وجوب كون المعطوف بـ"حتى" من جنس المعطوف عليه]
فإن قيل: فَلِمَ إذا كانت عاطفة، وجب أن يكون ما بعدها من جنس ما
قبلها، ولا يجب ذلك في الواو؟ قيل: لأنَّها لَمّا كانت الغاية والدلالة
على أحد
__________
1 سقطت من "س".
2 س: 97 "القدر: 5، مك".
3 في "س" مجرور بـ"إلى".
4 في "س" تقديره: حتَّى انتهى إلى مطلع الفجر.
5 سقطت من "س".
(1/197)
طرفي الشيء، فلا يتصور أن يكون طرف الشَّيء
من غيره، فلو قلت: "جاء الرجال حتى النساءُ" لجعلت النِّساء غاية
للرجال ومنقطعًا1 لهم، وذلك محال.
والوجه الثالث: أن تكون حرف ابتداء كـ"أما"؛ نحو: "ضرب القوم، حتى زيد
ضارب، وذهبوا، حتى عمرو ذاهب" قال الشعر 2: [الطويل]
فما زالت القتلى تَمُجُّ دماءَها ... بدجلة حتى ماءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ
3
وقال الآخر4: [الطويل]
مطوت بهم حتى تكلَّ ركابهم ... وحتى الجيادُ ما يُقَدنَ بأرسانِ5
[لا محل من الإعراب للجمل بعد حتى]
فإن قيل: فهل يكون للجملة بعدها موضع من الإعراب /أو لا/6؟ قيل: لا
يكون للجملة بعدها موضع من الإعراب؛ لأنَّ الجملة إنما يحكم لها بموضع
من الإعراب إذا وقعت موقع المفرد، نحو7 أن تقع وصفًا؛ نحو /قولك/8:
"مررت برجل يكتب" أو حالاً؛ نحو: "جاءني زيد يضحك" أو خبر مبتدأ، نحو:
"زيد يذهب" وإذا 9 لم تقع -ههنا- موقع المفرد فينبغي ألا يحكم لها
بموضع من الإعراب؛ فهذه الأوجه الثلاثة التي في "حتى"، وقد تجتمع
كُلُّها في مسألة واحدة؛ نحو قولهم: "أكلت السمكة حتى رأسِهَا، وحتى
رأسُهَا، وحتى رأسَهَا" بالجر، والرفع، والنَّصب، فالجر على أن تجعل
/حتى/10 حرف
__________
1 في "ط" ومقطعًا.
2 الشاعر: جرير بن عطية، وقد سبقت ترجمته.
3 المفردات الغريبة: تمجُّ دماءها: تقذف دماءها. أشكل: ما خالط بياضه
حمرة.
موطن الشاهد: "حتى ماءُ أشكل".
وجه الاستشهاد: وقوع "حتى" حرف ابتداء، وما بعدها جملة اسْمَّية؛
ومجيئها على هذا النحو كثير شائع.
4 الشاعر: امرؤ القيس.
5 المفردات الغريبة: تكلّ: تتعب.
موطن الشاهد: "وحتى الجياد".
وجه الاستشهاد: وقوع "حتّى" حرفًا زائدًا في البيت؛ لأنَّ المعنى: أجد
بأصحابي السَّير حتى تتعب المطي، وتتعب الخيل، فلا تحتاج إلى شدِّ
أرسانها.
6 سقطت من "ط".
7 في "ط" يجوز.
8 زيادة من "س".
9 في "س" فإذا.
10 سقطت من "ط".
(1/198)
جرّ، والنصب على أن تجعلها حرف عطف، فتعطفه
على السمكة، والرفع على أن تجعلها حرف ابتداء، فيكون مرفوعًا
بالابتداء؛ وخبره محذوف، وتقديره: "حتى رأسُها مأكول" وإنما حذف الخبر
لدلالة الحال عليه، وعلى هذه الأوجه الثلاثة يُنشد1: [الكامل]
ألقى الصَّحيفة كي يخفف رَحْلَهُ ... والزَّاد حتى نعلَهُ أَلْقَاهَا2
بالرفع، والنصب، والجر، فالجر بحتى، والنصب على العطف، والرفع على
الابتداء، وألقاها الخبر؛ فاعرفه تصب، إن شاء الله تعالى.
__________
1 في "س" قول الشاعر.
يُنسب هذا البيت إلى مروان بن سعيد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي
صفرة المهلبي، كان نحويًّا من أصحاب الخليل بن أحمد المتقدمين في
النحو. بغية الوعاة 284/2.
2 المفردات الغريبة: الصحيفة: ما يكتب فيه، قرطاسًا كان أم رقًّا.
رحله: متاعه.
موطن الشاهد: "حتى نعلُِهُ".
وجه الاستشهاد: تحتمل حتى في هذا البيت ثلاثة أوجه؛ إمَّا أن تكون حرف
ابتداء وما بعدها مبتدأ، وإمَّا أن تكون جارة وما بعدها مجرور بها،
وإمَّا عاطفة وما بعدها معطوف على "رحله والزاد"؛ لأن النعل جزء من
المعطوف عليه على وجه التأويل والتقدير، لا الحقيقة. راجع تفصيل ذلك في
"بلوغ الغايات في إعراب الشواهد والآيات": 407/حا1.
(1/199)
الباب الأربعون: باب مُذ ومنذُ
[الأغلب على "مذ" الاسمية وعلى "منذ" الحرفية]
إن قال قائل: لِمَ قلتم: إنَّ الأغلب على "مُذ" الاسمية، وعلى "منذ"
الحرفية، وكل واحد منهما يكون اسمًا، و/يكون/1 حرفًا جارًّا؟. قيل:
إنما قلنا: إنَّ الأغلب على "مذ" الاسمية، (وعلى "منذ" الحرفية) 2؛ لأن
"مذ" دخلها الحذف، والأصل فيها "منذ" فحذفت النون منها، والحذف إنما
يكون في الأسماء؛ والدليل على أن الأصل في مذ: منذ أنك لو صغرتها، أو
كسرتها؛ لرددت النون إليها؛ فقلت في تصغيرها: مُنيذ وفي تكسيرها:
أمناذ؛ لأن التصغير والتكسير يردان الأشياء إلى أصولها؛ فدل على أنَّ
الأصل في مذ: منذ.
[علة ارتفاع الاسم بعد مذ ومنذ]
فإن قيل: فَلِمَ (إذا كان اسمين) 3، كان الاسم بعدهما مرفوعًا؛ نحو:
"ما رأيته مذ يومان ومنذ ليلتان" قيل: إنما كان الاسم بعدهما مرفوعًا
إذا كان اسمين؛ لأنه خبر المبتدأ؛ لأنَّ "مذ"، و"منذ" هما المبتدأ4،
وما بعدهما هو الخبر؛ والتقدير في قولك: ما رأيته مذ يومان ومنذ
ليلتان: أَمدُ ذلك يومان، وأَمدُ ذلك ليلتان.
[علة بناء مذ ومنذ]
فإن قيل: فَلِمَ5 بُنيت "مذ، ومنذ"؟ قيل: لأنَّهما إذا كانا حرفين
بُنيا؛ لأن الحروف كلها مبنية، وإذا كانا اسمين بُنيا؛ لتضمنهما معنى
الحرف؛ لأنك
__________
1 سقطت من "س".
2 سقطت من "س".
3 سقطت من "س".
4 في "ط" للمبتدأ.
5 في "س" لِمَ.
(1/200)
إذا قلت: "ما رأيته مذ يومان ومنذ ليلتان"
كان المعنى فيه: ما رأيته من أول اليومين إلى آخرهما، ومن أوّل
الليلتين إلى آخرهما، ولَمّا1 تضمنا معنى الحرف2، وجب أن يُبنيا، وبنيت
"مُذ" على السكون؛ لأن الأصل في البناء أن يكون على السكون، فبنيت على
الأصل، وبُنيت "منذ" على الضم؛ لأنه لَمّا وجب أن تُحرَّك الذال؛
لالتقاء الساكنين بُنيت على الضم ... إتباعًا لضمة الميم، كما قالوا في
"مُنْتِن: مُنْتُن" فضمّوا التاء إتْبَاعًا لضمة الميم؛ ومنهم من يقول:
"مِنْتِن" فيكسر الميم إتباعًا لحركة التاء3، ونظير هذين الوجهين،
قراءة من قرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} 4 فضم اللام إتباعًا لضمة الدال،
وقراءة من قرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} 4 فكسر الدال إتباعًا لكسرة اللام؛
فلهذا، كانت "مذ، ومنذ" مبنيَّتين، وهما تختصان بابتداء الغاية في
الزمان، كما أن "مِنْ" تختص بابتداء الغاية في المكان، وذهب الكوفيّون
إلى أن من تُستعمل في (الزمان، كما تستعمل في) 5 المكان، واستدلوا على
جواز ذلك، بقوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ
أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} 6، فأدخل "مِنْ" على "أول
يوم" وهو ظرف زمان، ويستدلون7 -أيضًا- بقول زهير بن أبي ُسُلمي 8:
[الكامل]
لِمَنِ الدِّيارُ بِقُنَّةِ الْحِجْرِ ... أَقْوَيْنَ مِنْ حِجَجٍ
وَمِنْ دَهْرِ9
وما استدلوا به لا حُجَّة لهم فيه، أما قوله تعالى: {لَمَسْجِدٌ
أُسِّسَ عَلَى
__________
1 في "س" فلمَّا.
2 في "ط" الحروف.
3 في "س": "كما قالوا في مُنتن: مِنْتِن بكسر الميم إتباعًا لكسرة
التاء"؛ وفيها زيادة إيضاح.
4 س: 1 "الفاتحة ن: 1، مك".
5 سقطت من "س".
6 س: 9 "التوبة، ن: 108، مد".
7 في "س" ويُستدل.
8 زهير: سبقت ترجمته.
9 قيل: إن هذا البيت مع آخرين بعده، وضعها حَمّاد الراوية في مطلع
قصيدة زهير التي مدح بها هرم بن سنان. فلمَّا أنشدها في مجلس هارون
الرشيد بحضور المفضل الضبي، قاطعه وحمله على الاعتراف بوضعها.
المفردات الغريبة: قُنَّة الحِجر: اسم موضع؛ والقنة في اللغة أعلى
الجبل. الحجر: منازل قوم ثمود عند وادي القُرى. حجج: جمع حجة، سنة؛ وهي
اسم زمان كالدهر. أقوين: خلون من السكان.
موطن الشاهد: "من حجج ومن دهر".
وجه الاستشهاد: احتج بعضهم بهذا الشاهد على استعمال "مِنْ" في الزمان
كاستعمالها في المكان. وقد فنَّد المؤلف هذه الحجة في المتن.
(1/201)
التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ
أَنْ تَقُومَ فِيهِ} فالتقدير فيه: "مِن تأسيس أول يوم" فحذف المضاف،
وأقيم المضاف إليه مقامه؛ كقوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي
كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا} 1 والتقدير فيه:
أهل القرية، وأهل العير، وهذا كثير في كلامهم. وأما قول زهير /بن أبي
سُلمى/2: "مِن حجج ومِن دهر" فالرّواية فيه: "مذ حجج، ومذ دهر" وإن
صحَّ ما رَوَوْهُ؛ فالتقدير فيه: "من مرّ حجج، ومن مرّ دهر" كما تقول:
"مرت عليه السنون، ومرت عليه الدهور" فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه
مقامه على ما بينا؛ فاعرفه تصب، إن شاء الله تعالى.
__________
1 س: 12 "يوسف، ن: 82، مك".
2 زيادة في "ط".
(1/202)
الباب الحادي
والأربعون: باب القسم
[علة حذف فعل القسم]
إن قال قائل: لِمَ حذف فعل القسم؟ قيل: إنما حذف فعل القسم لكثرة
الاستعمال.
[الباء هي الأصل في حروف القسم وعلة ذلك]
فإن قيل: فَلِمَ قلتم: إن الأصل في حروف القسم الباء دون غيرها، يعني
الواو والتاء؟ قيل: لأن فعل القسم المحذوف فعل لازم، ألا ترى أن
التقدير في قولك: "بالله لأفعلنَّ: أقسم بالله، أو أحلف بالله" والحرف
المعدي من هذه الأحرف هو "الباء"؛ لأنَّ "الباء" هو الحرف الذي يقتضيه
الفعل، وإنما كان "الباء" دون غيره1 من الحروف المعدِّية؛ لأنَّ
"الباء" معناها الإلصاق؛ فكانت أولى من غيرها؛ ليتصل فعل القسم بالمقسم
به مع تعديته2، والذي يدلُ على أنها هي الأصل، أنها تدخل على المضمر
والمظهر، و"الواو" تدخل على المظهر دون المضمر، والتاء تختص باسم الله
-تعالى- دون غيره، فلما دخلت "الباء" على المظهر والمضمر، واختصت الواو
بالمظهر، والتاء باسم الله تعالى؛ دل على أن الباء هي الأصل.
[علة جعلهم الواو بدلاً من الباء]
فإن قيل: فَلِمَ جعلوا الواو دون غيرها بدلاً من الباء؟ قيل: لوجهين:
أحدهما: أنَّ الواو تقتضي الجمع، كما أنَّ الباء تقتضي الإلصاق، فلما
تقاربا في المعنى؛ أُقيمت مقامها.
والثَّاني: أن الواو مخرجها من الشفتين، (كما أنَّ الباء مخرجها من
الشفتين) 3، فلما تقاربا في المخرج، كانت أولى من غيرها.
__________
1 في "ط" غيرها.
2 في "س" تعديه.
3 سقطت من "س".
(1/203)
[اختصاص الواو بالمظهر دون المُضمر]
فإن قيل: فلِمَ اختصت الواو بالمظهر دون المضمر؟ قيل: لأنها لَمّا كانت
فرعًا على الباء، والباء تدخل على المظهر والمضمر، انحطّت عن درجة
الباء التي هي الأصل، واختصّت1 بالمظهر دون المضمر؛ لأنَّ الفرع2
-أبدًا- ينحط عن درجة الأصل2.
[عِلَّة جعل التاء بدلاً من الواو]
فإن قيل: فَلِمَ جعلوا التاء دون غيرها بدلاً من الواو؟ قيل: لأنَّ
التاء تبدل من الواو كثيرًا؛ نحو قولهم: "تراث، وتجاه، وتخمة /وتهمة/3،
وتيقور" والأصل فيه: "وراث، ووجاه، ووخمة، ووهمة، وويقور"؛ لأنَّه
مأخوذ من الوقار (إلا أنهم أبدلوا التاء من الواو) 4 فكذلك ههنا.
[عِلَّة اختصاص التاء باسم الجلالة]
فإن قيل: فَلِمَ اختصت التاء باسم واحد، وهو اسم الله تعالى؟ قيل:
لأنها لَمّا كانت فرعًا للواو والتي هي فرع للباء، والواو تدخل على
المظهر دون المضمر؛ لأنها فرع انحطت عن درجة الواو، لأنها فرع الفرع،
فاختصت باسم واحد، وهو اسم الله تعالى.
[جواب القسم في حالي الإثبات والنفي]
فإن قيل: فَلِمَ جعلوا5 جواب القسم باللام، وإن، وما، ولا؟ قيل: لأنَّ
القسم وجوابه لَمّا كانا جملتين؛ والجمل تقوم بنفسها، وإنما تتعلَّق
إحدى الجملتين بالأخرى، برابطة6 بينه وبين جوابه؛ وجوابه لا يخلو إمّا
أن يكون موجبًا أو منفيًّا؛ جعلوا الرابطة بينهما بأربعة أحرف؛ حرفين
للإيجاب، وهما: "اللام، وإن" وحرفين للنفي، وهما: "لا، وما".
[عِلَّة حذف "لا" في تالله تفتأ]
فإن قيل: فَلِمَ جاز حذف "لا"؛ نحو قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ
تَفْتَأُ
__________
1 في "س" فاختصت.
2 في "س" الفروع ... الأصول.
3 سقطت من "س".
4 سقطت من "س".
5 في "س" جُعل.
6 في "س" بواسطة.
(1/204)
تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا
أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} 1؟ قيل لدلالة الحال عليه؛ لأنه لو
كان إيجابًا، لم يخل من "إن"2 أو "اللام" فلما خلا منها، دلَّ على أنها
نفي؛ فلهذا، جاز حذفها؛ فاعرفه تصب، إن شاء الله تعالى.
__________
1 س: 12 "يوسف: 85، مك".
2 في "س" النُّون.
(1/205)
|