أسد الغابة في
معرفة الصحابة، ط العلمية تابع حرف العين 13163
(3/286)
3029- عبد الله بن
عامر بن أنيس
د ع: عَبْد اللَّه بْن عامر بْن أنيس من بني المُنْتَفِق
بْن عامر بْن عقيل بْن كَعْب بْن رَبِيعة بْن عامر بْن
صَعْصَعَة روى عَنْهُ: يَعْلَى بْن الأشْدَق، أَنَّهُ وفد
عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بإسلام قومه، قَالَ: فصافحه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحَيَّاه، وقَالَ: " أنت الوافد
المبارك "، فلما أصبح صَبَّحَتْه بنو عامر، فأسلموا،
فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" يأبى اللَّه لبني عامر إلا خيرًا "، ثلاث مرات،
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وأبو نعيم.
(3/286)
3030- عبد الله بن
عامر البلوي
ب: عَبْدُ اللَّه بنُ عَامِر البَلَويّ حليف لبني سَاعدَة
من الأنصار، شهد بدرًا، أَخْرَجَهُ أَبُو عمر مختصرًا.
(3/287)
3031- عبد الله بن
عامر العنزي الأكبر
ب: عَبْدُ اللَّه بْنُ عَامِر بْن رَبِيعة بْنِ مَالكِ بْن
عَامِر العَنْزِي حليف بني عَدِيّ بْن كعب، ثُمَّ حليف
الخطَّاب منهم، وهو من عَنْز بْن وَائل، أخي بَكْر بْن
وَائِل، القبيلة المشهورة من رَبِيعة بْن نِزَار، وقيل:
هُوَ من مَذْحِج، من اليمن.
وهذا عَبْد اللَّه هُوَ الأكبر، صحب هُوَ وأبوه رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستشهد يَوْم
الطَّائِف مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَبُو عُمَر، وجعل عَبْد اللَّه بْن عَامِر بْن
رَبِيعة رجلين: هَذَا وهو الأكبر، والثاني وهو الأصغر،
ومثله قَالَ الزُّبَيْر بْن بَكَّار، جعلهما اثنين أكبر
وأصغر، وأمَّا ابْنُ منده، وأبو نعيم فلم يذكرا غير واحد،
وهو الَّذِي نذكره بعد هَذِهِ الترجمة.
(3/287)
3032- عبد الله بن
عامر العنزي الأصغر
ب د ع: عَبْدُ اللَّه بْن عَامِر بْن رَبِيعة بْن مَالِك
بْن عَامِر العَنْزِي حليف الخطَّاب والد عَمْرو، هُوَ أخو
المقدم، ذكره قبل هَذِهِ الترجمة، وهذا هُوَ الأصغر فِي
قول أَبِي عُمَر، يكنى أبا مُحَمَّد وهو عَنْزِيِّ بسكون
النون من عَنْز بْن وَائِل، وقيل: هُوَ مَذْحِج من اليمن.
وقَالَ ابْنُ منده، وأبو نعيم: عَنْزَة حيٍّ من اليمن، ولد
عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قيل: ولد سنة ست، وتوفي رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابْنُ أربع سنين، وقَالَ
أَبُو نعيم: كَانَ ابْنُ خمس سنين.
وأُمه أُم أخيه المقدم ذكره: ليلى بِنْت أَبِي حَثْمَةَ
بْن عَبْد اللَّه بْن عَوِيج بْن عَدِيّ بْن كعب، وأبوهما
عَامِر من أكابر الصحابة.
وعبد اللَّه بْن عَامِر هَذَا هُوَ القائل يرثي زيدَ بْن
عُمَر بْن الخطاب، وكان قتل فِي حرب كانت بين عَدِيّ بْن
كعب، جناها بَنُو أَبِي جَهْم بْن حُذَيْفة، وابن مُطِيع:
إنَّ عَدِيًّا ليلةَ البَقِيع تَكَشَّفُوا عن رَجُل
صَرِيعِ
مُقَابِلٍ فِي الحَسَبِ الرفيعِ أَدْرَكَهُ شُؤمُ بني
مُطِيعِ
وروى شُعَيْب، عن الزُّهْرِيّ، قَالَ: أخبرني عَبْد اللَّه
بْن عَامِر بْن رَبِيعة، وكان من أكبر بني عَدِيّ، قَالَ
أَبُو عُمَر: نسبة إلى حِلْفِه، وكذلك كانوا يفعلون
(780) أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ،
بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ،
عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ
رَبِيعَةَ الْعَدَوِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَامِرٍ، قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِنَا، وَأَنَا صَبِيٌّ،
فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ، فَقَالَتْ أُمِّي: تَعَالَ يَا
عَبْدَ اللَّه أُعْطِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَرَدْتِ أَنْ
تُعْطِيَهُ؟ "، قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أُعْطِيَهُ
تَمْرًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي
كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ "، وَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عَامِرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، أَخْرَجَهُ
الثَّلاثَةُ قلت: قَالَ ابْنُ منده وأبو نعيم: عَنْزَة حيّ
من اليمن، وليس كذلك، إنَّما قيل لَهُ: عَنْزِي، وعَنْز من
رَبِيعة بْن نِزَارِ وهو عَنْز بْن بَكْر بْن وَائِل ابْنُ
قَاسِط بْن هِنْب بْن أفْصَى بْن دُعْمِيّ بْن جَدِيلة بْن
أسد بْن رَبِيعة بْن نِزَار، وقيل: إن عَبْد اللَّه من
مَذْحِج، ومَذْحِج من اليَمَن، وأمَّا أن يكون من عَنْزَة
من اليمن فليس كذلك، إنَّما عَنَزة بتحريك النون وفي أخرها
هاء، فهو عَنَزَة بْن أسد بْن رَبِيعة بْن نزار قبيلة
مشهورة من رَبِيعة أيضًا، وذكر جماعة من النَّسابين
أَنَّهُ من عَنْز بْن بَكْر بْن وائل، منهم: ابْنُ الكلبي،
وابن حبيب، والزبير بْن أَبِي بَكْر، وابن ماكولا، وغيرهم
(3/287)
3033- عبد الله بن
عامر بن كريز
ب د ع: عَبْدُ اللَّه بْن عَامر بْن كُرِيز بْن رَبِيعة
بْن حَبيب بْن عَبْدِ شمس بْن عَبْد مناف بْن قُصَيّ
العَبْشَمِيّ وهو ابْنُ خال عثمان بْن عفان، أم عثمان:
أروى بِنْت كُرَيْز، وأُمها أم عَامِر بْن كُرَيْز: أُم
حَكِيم البَيْضَاء بِنْت عَبْد المطلب، عَمَّةِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأُم عَبْد اللَّه
دِجَاجَة بِنْت أسماء بْن الصَّلت السّلميَّة.
وُلِدَ عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأُتي بِهِ النَّبِيّ وهو صغير، فَقَالَ: "
هَذَا يشبهنا "، وجعل يَتْفُل عَلَيْهِ ويُعَوُذْه، فجعل
عَبْد اللَّه يبتلع ريق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُول اللَّه: " إنه
لَمُسْقَى "، فكان لا يعالج أرضًا إلا ظهر لَهُ الماء.
وكان كريمًا مَيْمُون النَّقِيبَة، واستعمله عثمان عَلَى
البصرة سنة تسع وعشرين بعد أَبِي مُوسَى، وولاه أيضًا فارس
بعد عثمان بْن أَبِي العاص، وكَانَ عمره لما ولي البصرة
أربعًا، أَوْ خمسًا وعشرين سنة، فافتتح خراسان كلَّها،
وأطراف فارس، وسِجِسْتَان، وكِرْمان، وزَابُلِسْتَان وهي
أعمال غَزنَة، أرسل الجيوش ففتح هَذِهِ الفتوح كلَّها، وفي
ولايته قُتِل كسرى يَزْدَجُرد، فأحرم ابنُ عامرٍ من
نَيْسابُور بعمرةِ وحَجَّةِ شُكْرًا لله، عَزَّ وَجَلَّ
عَلَى ما فتح عَلَيْهِ، وقدم عَلَى عثمان بالمدينة،
فَقَالَ لَهُ عثمان: صِلْ قَرَابتك وقَوْمَك، ففرَّق فِي
قريش والأنصار شيئًا عظيمًا من الأموال والكُسُوَات،
فأثنوا عَلَيْهِ، وعاد إلى عمله.
وهو الَّذِي سَيَّر عَامِر بْن عبدِ القيس العَبْدِي من
البصرة إلى الشَّام، وهو الَّذِي اتخذ السُّوق بالبصرة،
اشترى دورًا فهدمها، وجعلها سوقًا، وهو أول من لبس الخز
بالبصرة، لبس جبة دكناء، فَقَالَ النَّاس: لَبس الأمير جلد
دُبّ، فلبس جبة حمراء، وهو أول من اتخذ الحِيَاض بعرفة،
وأجرى إليها العين.
ولم يزل واليًا عَلَى البصرة إلى أن قتل عثمان، فلما
سَمِعَ ابْنُ عَامِر بقتله حَمَل ما فِي بيت المال وسار
إلى مكَّة، فوافى بها طلحة والزبير وعائشة وهم يريدون
الشام، فَقَالَ: بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي
أرض الأموال وبها عدد الرجال، فساروا إلى البصرة، وشهد
وقعة الجمل معهم، فلما انهزموا سار إلى دمشق فأقام بها،
ولم يسمع لَهُ بذكر فِي صفين، ولكن لما بايع الْحَسَن
معاوية وسلم إِلَيْه الأمر استعمل معاوية بسر بْن أَبِي
أرطاة عَلَى البصرة، فَقَالَ ابْنُ عَامِر لمعاوية: إن لي
بالبصرة أموالًا عند أقوام، فإن لم تولني البصرة ذهبت،
فولاه البصرة ثلاث سنين.
وَرَوَى مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّه الزُّبَيْرِيُّ،
حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ،
عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ".
وتوفي ابْنُ عَامِر سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وأوصى
إلى عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر، وكان أحد الأجواد
الممدوحين، أَخْرَجَهُ الثلاثة
(3/289)
3034- عبد الله بن
عامر بن لويم
ع: عَبْد اللَّه بْن عَامِر بْن لُويم يرد ذكره فِي عَبْد
اللَّه بْن عَمْرو بن لويم، ذكره أَبُو نعيم فِي ترجمة
عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وقَالَ: قيل: ابْنُ عَامِر.
(3/290)
3035- عبد الله بن
عائذ الثمالي
عَبْد اللَّه بْن عائذ الثمالي وقَالَ أَبُو حاتم: عَبْد
اللَّه بْن عَبْد، وقيل: عَبْد الرَّحْمَن بْنُ عائذ،
وقيل: عَبْد بْن عَبْد.
قَالَ يَحيى بْن جَابِر: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ،
من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن
أصحاب أصحابه.
وَرَوَى صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْن أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَائِذٍ الثُّمَالِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ
حَلَفْتَ يَمِينًا لَبَرَرْتُ " ...
الْحَدِيثَ، ذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ.
(3/290)
3036- عبد الله بن
عائذ بن قرظ
د ع: عَبْد اللَّه بْن عائذ بْن قرط وَيُقَال ابْنُ قريط،
لَهُ صحبة.
روى عَمْرو بْن عثمان، ومحمد بْن هاشم، عَنِ ابْنِ حمير،
عن عَمْرو بْن قيس السكوني، عن عَبْد اللَّه بْن عائذ بْن
قرط، رَجُل من الصحابة، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يؤتى بصلاة
المرء يَوْم القيامة، فإن أكملها وإلا زَيْد من سبحته
حتَّى تتم "، رَوَاهُ حيرة بْن شريح، وأبو التقى هشام بْن
عَبْد الملك، عَنِ ابْنِ حمير، عن عَمْرو، عَنِ ابْنِ عائذ
بْن قرط، ولم يسمياه، ورواه الوليد بْن شجاع، وحسين بْن
أَبِي السري، والهيثم بْن خارجة، عَنِ ابْنِ حمير، عن
عَمْرو بْن عائذ بْن قرط، ورواه ابْنُ المهنا، عَنِ ابْنِ
حمير، عن عَمْرو، عن عائذ بْن عَمْرو، وهو وهم، أَخْرَجَهُ
ابْنُ منده، وأبو نعيم.
(3/291)
3037- عبد الله بن
عباس بن عبد المطلب
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد المطلب بْن
هاشم بْن عَبْد مناف، أَبُو الْعَبَّاس الْقُرَشِيّ
الهاشمي ابْنُ عم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كني بابنه الْعَبَّاس، وهو أكبر ولده، وأمه
لبابة الكبرى بِنْت الحارث بْن حزن الهلالية، وهو ابْنُ
خالة خَالِد بْن الوليد.
وكان يسمى البحر، لسعة علمه، ويسمى حبر الأمة، ولد والنبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته بالشعب من
مكَّة، فأُتي بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فحنكه بريقه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين وقيل
غير ذَلِكَ، ورأى جبريل عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(781) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مِهْرَانَ الْفَقِيهُ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا:
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ وَمَحْمُودُ
بْنُ غَيْلانَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ
سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ مَرَّتَيْنِ، وَدَعَا
لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَرَّتَيْنِ "
(782) قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ
الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَقَالَ: " اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ "
(783) أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ،
وَغَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا الْمُخَلِّصُ،
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ،
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ،
عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَحْنُ
أَهْلُ الْبَيْتِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَمُخْتَلَفُ
الْمَلائِكَةِ، وَأَهْلُ بَيْتِ الرِّسَالَةِ، وَأَهْلُ
بَيْتِ الرَّحْمَةِ، وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ "
(784) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ،
أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْبَهَاءِ
فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
الزَّرَّادُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ،
حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ
الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا
جَاءَتْهُ الأَقْضِيَةُ الْمُعْضِلَةُ، قَالَ لابْنِ
عَبَّاسٍ: " إِنَّهَا قَدْ طَرَّتْ لَنَا أَقْضِيَةٌ
وَعُضِلَ، فَأَنْتَ لَهَا وَلأَمْثَالِهَا، ثُمَّ يَأْخُذُ
بِقَوْلِهِ، وَمَا كَانَ يَدْعُو لِذَلِكَ أَحَدًا سِوَاهُ
"
عبيد اللَّه: وعمر عُمَر، يعني: فِي حذقه واجتهاده لله
وللمسلمين.
وقَالَ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة: كَانَ
ابْنُ عَبَّاس قَدْ فات النَّاس بخصال: بعلم ما سبقه وفقه
فيما احتيج إِلَيْه من رأيه، وحلم، ونسب، ونائل، وما
رَأَيْت أحدًا كَانَ أعلم بما سبقه من حديث رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، ولا بقضاء
أَبِي بَكْر، وعمر، وعثمان مِنْهُ، ولا أفقه فِي رأي
مِنْهُ، ولا أعلم بشعر ولا عربية ولا بتفسير القرآن، ولا
بحساب ولا بفريضة مِنْهُ، ولا أثقب رأيًا فيما احتيج
إِلَيْه مِنْهُ، ولقد كَانَ يجلس يومًا ولا يذكر فِيهِ إلا
الفقه، ويومًا التأويل، ويومًا المغازي، ويومًا الشعر،
ويومًا أيام العرب، ولا رَأَيْت عالمًا قط جلس إِلَيْه إلا
خضع لَهُ، وما رَأَيْت سائلًا قط سأله إلا وجد عنده علمًا.
وقَالَ ليث بْن أَبِي سليم: قلت لطاوس: لزمت هَذَا الغلام،
يعني ابْنَ عَبَّاس، وتركت الأكابر من أصحاب رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَ: إني رَأَيْت
سبعين رجلًا من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تدارءُوا فِي أمر صاروا إلى قول
ابْنِ عَبَّاس.
وقَالَ المعتمر بْن سُلَيْمَان، عن شُعَيْب بْن درهم،
قَالَ: كَانَ هَذَا المكان، وأُومأ إلى مجرى الدموع من
خدية، من خدي ابْنِ عَبَّاس مثل الشراك البالي، من كثرة
البكاء.
واستعمله عليّ بْن أَبِي طَالِب عَلَى البصرة، فبقي عليها
أميرًا، ثُمَّ فارقها قبل أن يقتل عليّ بْن أبي طَالِب،
وعاد إلى الحجاز، وشهد مَعَ عليّ صفين، وكان أحد الأمراء
فيها.
وروى ابْنُ عَبَّاس: عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وعن عُمَر، وعلي، ومعاذ بْن جبل، وأبي ذر.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن عُمَر، وأنس بْن مَالِك،
وأبو الطفيل، وأبو أمامة بْن سهل بْن حنيف، وأخوه كَثِير
بْن عَبَّاس، وولده عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس،
ومواليه: عكرمة، وكريب، وأبو معبد نافذ، وعطاء بْن أبي
رباح، ومجاهد، وابن أَبِي مليكة، وعمرو بْن دينار، وعبيد
بْن عمير، وسعيد بْن المسيب، والقاسم بْن مُحَمَّد، وعبيد
اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة، وسليمان بْن يسار،
وعروة بْن الزُّبَيْر، وعلي بْن الْحُسَيْن، وأبو
الزُّبَيْر، ومحمد بْن كعب، وطاوس، ووهب بْن منبه، وأبو
الضحى، وخلق كَثِير غير هَؤُلَاءِ.
(785) أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى
أَبِي عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
الْحَجَّاجِ، قَالَ التِّرْمِذِيّ ُ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ
الْحَجَّاجِ، الْمَعْنَى وَاحِدٍ، عَنْ حَنَشٍ
الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ
خَلْفَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: " يَا غُلامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ:
احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ
تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا
اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ
الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ
بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ
لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ
يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ
عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ "
قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر
الواقدي، حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن عطية
بْنِ سعد بْن جنادة العوفي القاضي، عن أَبِيهِ، عن جَدّه،
قَالَ: " لما وقعت الفتنة بين عَبْد اللَّه بْن
الزُّبَيْر، وعبد الملك بْن مروان، ارتحل عَبْد اللَّه بْن
عَبَّاس، ومحمد بْن الحنفية، بأولادهما، ونسائهما، حتَّى
نزلوا مكَّة، فبعث عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر إليهما:
تبايعان؟ فأبيا، وقالا: أنت وشأنك، لا نعرض لَكَ ولا
لغيرك، فأبى وألحّ عليهما إلحاحًا شديدًا، فَقَالَ لهما
فيما يَقُولُ: لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار، فبعثا أبا
الطفيل إلى شيعتهم بالكوفة، وقالا: إنا لا نأمن هَذَا
الرجل، فانتدب أربعة آلاف، فدخلوا مكَّة، فكبروا تكبيرة
سمعها أهل مكَّة، وابن الزُّبَيْر، فانطلق هاربًا حتَّى
دخل دار الندوة، وَيُقَال: تعلق بأستار الكعبة، وقَالَ:
أَنَا عائذ بالبيت، قَالَ: ثُمَّ ملنا إلى ابْنِ عَبَّاس،
وابن الحنفية وأصحابهما، وهم فِي دور قريب من المسجد، قَدْ
جمع الحطب، فأحاط بهم حتَّى بلغ رءوس الجدر، لو أن نارًا
تقع فِيهِ ما رؤي منهم أحد، فأخرناه عن الأبواب، وقلنا
لابن عَبَّاس: ذرنا نريح النَّاس مِنْهُ، فَقَالَ: لا،
هَذَا بلد حرام، حرمه اللَّه، ما أحله عَزَّ وَجَلَّ لأحد
إلا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساعة،
فامنعونا وأجيزونا، قَالَ: فتحملوا، وإن مناديًا ينادي فِي
الخيل: غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هَذِهِ السرية، إن
السرايا تغنم الذهب والفضة، وإنما غنمتم دماءنا، فخرجوا
بهم حتَّى أنزلوهم مني، فأقاموا ما شاء اللَّه، ثُمَّ
خرجوا بهم إلى الطائف، فمرض عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس،
فبينا نَحْنُ عنده إذ قَالَ فِي مرضه: إني أموت فِي خير
عصابة عَلَى وجه الأرض، أحبهم إلى اللَّه، وأكرمهم
عَلَيْهِ، وأقربهم إلى اللَّه زلفى، فإن مت فيكم فأنتم
هُمْ، فما لبث إلا ثماني ليال بعد هَذَا القول حتَّى توفي
رَضِي اللَّه عَنْهُ، فصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن الحنفية،
فأقبل طائر أبيض، فدخل فِي أكفانه، فما خرج منها حتَّى دفن
معه، فلما سوي عَلَيْهِ التراب، قَالَ ابْنُ الحنفية: مات
والله اليوم حبر هَذِهِ الأمة ".
وكان لَهُ لما توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثلاث عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة سنة، وتوفي سنة
ثمان وستين بالطائف، وهو ابْنُ سبعين سنة، وقيل: إحدى
وسبعين سنة، وقيل: مات سنة سبعين، وقيل: سنة ثلاث وسبعين،
وهذا القول غريب.
وكان يُصَفّر لحيته، وقيل: كَانَ يخضب بالحناء، وكان
جميلًا أبيض طويلًا، مشربًا صفرة، جسيمًا، وسيمًا، صبيح
الوجه، فصيحًا.
وحج بالناس لما حُصر عثمان، وكان قَدْ عمي فِي آخر عمره،
فَقَالَ فِي ذَلِكَ:
إن يأخذ اللَّه من عيني نورهما ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل وفي فمي صارم كالسيف مأثور
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/291)
3038- عبد الله بن
عبد الأسد
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الأسد بْن هلال بْن عَبْد
اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم بْن يقظة بْن مرة بْن كعب بْن
لؤي الْقُرَشِيّ المخزومي يكنى أبا سَلَمة وهو ابْنُ عمة
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمة برة
بِنْت عَبْد المطلب، وهو أخو رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخو حمزة بْن عَبْد المطلب من
الرضاعة، أرضعتهم ثويبة مولاة أَبِي لهب، أرضعت حمزة
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أبا سَلَمة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،
وهو ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته، ويذكر فِي الكني، إن شاء
اللَّه تَعَالى.
قَالَ ابْنُ منده: شهد أَبُو سَلَمة بدرًا وأُحدًا وحنينًا
والمشاهد، ومات بالمدينة لما رجع من بدر.
وهو زوج أُم سَلَمة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أسلم بعد عشرة أنفس، وكان الحادي عشر، قاله
ابْنُ إِسْحَاق، وهاجر إلى الحبشة، وكان أول من هاجر
إليها، قَالَه أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده: وهو أول من هاجر بظعينته إلى الحبشة
وإلى المدينة.
وقَالَ أَبُو نعيم: كَانَ أَبُو سَلَمة أول من هاجر من
قريش إلى المدينة، قبل بيعة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأنصار بالعقبة، ومعه امرأته أم
سَلَمة.
وقيل: إن أُم سَلَمة لم تهاجر معه إلى المدينة إنَّما
هاجرت بعده، وَقَدْ ذكرناه عند اسمها، وولد لَهُ بالحبشة
عُمَر بْن أَبِي سَلَمة.
وشهد بدرًا وأحدًا، ونزل فِيهِ قولُه تَعَالى: {فَأَمَّا
مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ
اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} ....
الآيات.
حَدَّثَنَا يونس بْن بكير، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاق،
قَالَ: عدت قريش عَلَى من أسلم منهم، فأوثقوهم وآذوهم،
واشتد البلاء عليهم، وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالًا
شديدًا، عدت بنو جمح عَلَى عثمان بْن مظعون، وفر أَبُو
سَلَمة بْن عَبْد الأسد إلى أَبِي طَالِب ليمنعه، وكان
خاله فمنعه، فجاءت بنو مخزوم ليأخذوه فمنعه، فقالوا: يا
أبا طَالِب، منعت منا ابْنَ أخيك، أتمنع منا ابْنَ أخينا؟
فَقَالَ أَبُو طَالِب: نعم أمنع ابْنَ أختي مما أمنع
مِنْهُ ابْنَ أخي، فَقَالَ أَبُو لهب، ولم يسمع مِنْهُ
كلام خير قط ليس يومئذ: صدق أَبُو طَالِب، لا يسلمه إليكم
واستخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى المدينة لما سار إلى غزوة العشيرة سنة اثنتين من
الهجرة.
(786) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا
حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ
الْجَابِرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ
بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا
حَضَرَ أَبَا سَلَمَةَ الْمَوْتُ حَضْرَةَ رَسُولِ اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا شَخَصَ
أَغْمَضَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَيْنَيْهِ "، وَرَوَاهُ أَبُو قِلابَةَ، عَنْ
قَبِيصَةَ، وَزَادَ بَعْدُ: " فَأَغْمَضَهُ "، ثُمَّ
قَالَ: " إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ
"، فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: " لا تَدْعُوا
عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ
يُؤَمِّنُونَ "، ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي
سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ،
وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ
لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ " قَالَ مصعب
الزبيري: توفي أَبُو سَلَمة بْن عَبْد الأسد بعد أُحد، سنة
أربع من الهجرة، وقيل: توفي فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث،
وقَالَ أَبُو عُمَر: إنه توفي سنة اثنتين بعد وقعة بدر.
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: توفي بعد أُحد، قبل تزوج رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجته أم
سَلَمة، فِي شوال سنة أربع.
ولما حضرت أبا سَلَمة الوفاة، قَالَ: اللهم اخلفني فِي
أهلي بخير، فخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى زوجه أم سَلَمة، فصارت أما للمؤمنين، وصار
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا
لأولاده، عُمَر، وسلمة، وزينب، ودرة، أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قَالَ ابْنُ منده: إن أبا سَلَمة شهد بدرًا، وأحدًا
وحنينًا والمشاهد، ثُمَّ قَالَ بعد هَذَا القول: إنه مات
بالمدينة زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لما رجع من بدر، فمن مات لما رجع من بدر كيف يشهد حنينًا،
وكانت سنة ثمان، وقولُه: إنه مات لما رجع من بدر، فِيهِ
نظر، فإنه شهد أُحدًا، ومات بعدها، كما ذكرناه.
وقَالَ أَبُو عُمَر: إنه توفي بعد بدر سنة اثنتين، وكانت
بدر فِي رمضان منها
(3/295)
3039- عبد الله بن
عبد الله بن أبي الأنصاري
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أُبي بْن مَالِك
بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن مَالِك بْن سالم بْن غنم بْن
عوف بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي وسالم يُقال لَهُ
الحبلى لعظم بطنه، وله شرف فِي الأنصار، وأبوه عَبْد
اللَّه بْن أبي، وهو المعروف بابن سلول، وكانت سلول
امْرَأَة من خزاعة، وهي أم أُبي، وأبيه عَبْد اللَّه بْن
أُبي هُوَ رأس المنافين، وكان ابنه عَبْد اللَّه بْن عَبْد
اللَّه من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان اسمه الحُباب، وبه
كَانَ أَبُوهُ يكنى أبا الْحُبَاب، فلما أسلم سماه رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه.
وشهد بدرًا، وأُحدًا، والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانت الخزرج قَدْ
أجمعت عَلَى أن يتوجوا أباه عَبْد اللَّه بْن أَبِي
ويملكوه أمرهم قبل الْإِسْلَام، فلما جاء النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجعوا عن ذَلِكَ، فحسد
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخذته
العزة، فأضمر النفاق، وهو الَّذِي قَالَ فِي غزوة بني
المصطلق: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} ، فَقَالَ
ابْنُ عَبْد اللَّه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: هُوَ والله الذليل وأنت العزيز يا رَسُول
اللَّه، إن أذنت لي فِي قتله قتلته، فوالله لقد علمت
الخزرج ما كَانَ بها أحد أبر بوالده مني، ولكني أخشى أن
تأمر بِهِ رجلًا مسلمًا فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى
قاتل أَبِي يمشي عَلَى الأرض حيًّا حتَّى أقتله، فأقتل
مؤمنًا بكافر فأدخل النار، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بل نُحْسِنُ صحبته ونترفق
بِهِ ما صحبنا، ولا يتحدث النَّاس أن محمدًا يقتل أصحابه،
ولكن برّ أباك، وأحسن صحبته "، فلما مات أَبُوهُ سَأَلَ
ابنه عَبْد اللَّه النَّبِيّ ليصلي عَلَيْهِ.
(787) أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُ
وَاحِدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى
التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ إِلَى
رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ
مَاتَ أَبُوهُ، فَقَالَ: أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ
فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ، فَأَعْطَاهُ
قَمِيصَهُ، وَقَالَ: " إِذَا فَرَغْتُمْ فَآذِنُونِي "،
فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ جَذَبَهُ
عُمَرُ، وَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَى اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ؟، فَقَالَ:
" أَنَا بَيْنَ خَيْرَتَيْنِ ": {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ
لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} " فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ
مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} ، فَتَرَكَ
الصَّلاةَ عَلَيْهِمْ قَالَ ابْنُ منده: أُصيب أنف عَبْد
اللَّه بْن عَبْد اللَّه يَوْم أحد، فأمره النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتخذ أنفًا من ذهب.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَوَى عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ،
عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أُبَيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: نَدَرْتُ ثَنِيَّتِي،
فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ " أَنْ أَتَّخِذَ ثَنِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ ".
وقَالَ: هَذَا هُوَ المشهور، وقول المتأخر، يعني: ابْنَ
منده، أصيب أنفه، وهم، وبقي عَبْد اللَّه إلى أن قتل يَوْم
اليمامة فِي حرب مسيلمة الكذاب شهيدًا، فِي خلافة أَبِي
بَكْر سنة اثنتي عشرة، أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/297)
3040- عبد الله بن
عبد الله الأعشى
ب: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه الأعشى الْمَازِنِي
وَقَدْ تقدم فِي الهمزة، وفي أول العبادلة، لأن أباه عَبْد
اللَّه يعرف بالأعور.
رُوِيَ عَنْهُ: معن بْن ثعلبة، وصدقة الْمَازِنِي، والد
طيسلة بْنِ صدقة، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
(3/298)
3041- عبد الله بن
عبد الله بن أبي أمية المخزومي
ب س: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي أُمية
المخزومي وهو ابْنُ أخي أم سَلَمة زوج النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جماعة فِي الصحابة، وفيه نظر،
قَالَ أَبُو عُمَر: لا تصح عندي صحبته لصغره.
روى عَنْهُ: عروة بْن الزُّبَيْر، ومحمد بْن عَبْد
الرَّحْمَن بْن ثوبان.
(788) أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ
بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ،
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا
أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ
الْمَخْزُومِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ
مُتَوَشِّحًا بِهِ مَا عَلَيْهِ غَيْرُهُ " وذكره ابْنُ
شاهين، وقَالَ: توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهو ابْنُ ثماني سنين، وروى عن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رآه يصلي.
قَالَ الطبري: أسلم عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أبي
أُمية مَعَ أَبِيهِ، وعاش بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو عُمَر، وأبو مُوسَى، إلا أن أبا
مُوسَى، قَالَ: عبد اللَّه بِنْ أَبِي عَبْد اللَّه بْن
أمية، فنقل أَبِي من أمية، وجعله مَعَ عَبْد اللَّه
الثَّاني، وليس بصحيح، والصواب ما ذكرناه أول الترجمة،
وَقَدْ تقدم نسبه عند ذكر أَبِيهِ.
(3/298)
3042- عبد الله بن
عبد الله بن ثابت
عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن ثابت بْن قيس بْن هيشة
أَبُو الربيع الْأَنْصَارِيّ قَالَ الواقدي، والكلبي: هُوَ
الَّذِي عاده رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وقَالَ: " غلبنا عليك أبا الربيع "، وقيل: كَانَ
هَذَا مَعَ أَبِيهِ، قَالَ: ولما مات هَذَا عَبْد اللَّه،
كفنه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
قميصه، والله أعلم، قَالَه الغساني مستدركًا عَلَى أَبِي
عُمَر.
(3/299)
3043- عبد الله بن
عبد الله بن عتبان
س: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبان
الْأَنْصَارِيّ روى الحافظ أَبُو مُوسَى بإسناده، عن أَبِي
الشَّيْخ الحافظ، قَالَ: قَالَ أهل التاريخ: عَبْد اللَّه
بْن عتبان كَانَ من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الَّذِي كتب الصلح بين المسلمين
وبين أهل جي.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
(3/299)
3044- عبد الله بن
عبد الله بن عثمان
د ع: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عثمان وهو عَبْد
اللَّه بْن أَبِي بَكْر الصديق يذكر نسبه عند أَبِيهِ
رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، وهو أخو أسماءَ بِنْت أَبِي بَكْر
لأبويها، أمهما قُتيلة، من بني عَامِر بْنِ لؤي.
وهو الَّذِي كَانَ يأتي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأباه أبا بَكْر بالطعام، وبأخبار قريش، إذ هما
فِي الغار كل ليلة، فمكثا فِي الغار ثلاث ليال، وقيل غير
ذَلِكَ، وكان عَبْد اللَّه يبيت عندهما وهو، فيخرج من
عندهما السحر، فيصبح مَعَ قريش فلا يسمع أمرًا يكادان بِهِ
إلا وعاه حتَّى يأتيهما بخبر ذَلِكَ إِذَا اختلط الظلام.
وشهد عَبْد اللَّه الطائف مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرمي بسهم، رماه أَبُو محجن
الثقفي فجرحه، فاندمل جرحه، ثُمَّ انتقض بِهِ، فمات مِنْهُ
أول خلافة أَبِيهِ أَبِي بَكْر، وذلك فِي شوال من سنة إحدى
عشرة، وكان إسلامه قديمًا، ولم يسمع لَهُ بمشهد إلا شهوده
الفتح، وحنينًا والطائف.
وكان قَدْ ابتاع الحلة التي أرادوا أن يُدفن فيها رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسبعة دنانير،
فلم يكفن فيها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فتركها لنفسه ليكفن فيها، فلما حضرته الوفاة،
قَالَ: لا تكفنوني فيها، فلو كَانَ فيها خيرًا لكفن فيها
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودفن بعض
الظهر، وصلى عَلَيْهِ أَبُوهُ، ونزل فِي قبره أخوه عَبْد
الرَّحْمَن، وعمر، وطلحة بْن عُبَيْد اللَّه رَضِي اللَّه
عَنْهُمْ، أَخْرَجَهُ ههنا أَبُو نعيم، وأخرجه قبل ابْنِ
منده وأبي عُمَر، واستدركه ههنا أَبُو مُوسَى عَلَى ابْنِ
منده.
(3/300)
3045- عبد الله بن
عبد الله بن عمر
س: عَبْد اللَّه بن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْنُ الخطاب
أورده ابْنُ أبي عاصم فِي الآحاد، قَالَ يزيد بْن هارون:
كَانَ عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر أكبر ولد
عَبْد الله.
وروى سَعِيد بْن جُبَيْر، عن عَبْد اللَّه بْن عَبْد
اللَّه بْن عُمَر، أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين دفع عشية عرفة، سَمِعَ وراءه زجرًا
شديدًا وضربًا فِي الأعراب، فالتفت إليهم، فَقَالَ: "
السكينة أيها النَّاس، فإن البر ليس بالإيضاع "،
أَخْرَجَهُ أَبُو مُسْلِم.
(3/300)
3046- عبد الله بن
عبد الله بن أبي مالك
د: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مَالِك روى
يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، قَالَ: شهد بدرًا من
بني عوف بْن الخزرج من الأنصار: عَبْد اللَّه بْن عَبْد
اللَّه بْن أَبِي مَالِك.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، قلت: كذا ذكره يونس بْن بكير، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق فيما سمعناه، وهو وهم مِنْهُ، فإن الَّذِي
شهدها من بني عوف بْن الخزرج: عَبْد اللَّه بْن عَبْد
اللَّه بْن أُبي بْن مَالِك، كذا رَوَاهُ ابْنُ هشام عن
البكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، ورواه أيضًا سَلَمة، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق، وهو الصحيح، وَقَدْ روى الثلاثة، أعني:
يونس، والبكائي، وسلمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن شهد
بدرًا، من بني عوف بْن الخزرج رجلين، أحدهما هَذَا،
والآخر: أوس بْن خولي، إلا أن يونس، قَالَ: عَبْد اللَّه
بْن أَبِي مَالِك، فخالف الجميع، وهو سهو، والله أعلم.
(3/301)
3047- عبد الله بن
عبد الرحمن الأنصاري
ب س: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ
الأشهلي لَهُ صحبة ورواية
(789) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ،
كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ قَالَ: " جَاءَنَا النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ
بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا يَدَهُ
فِي ثَوْبِهِ إِذَا سَجَدَ "، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ،
وَأَبُو مُوسَى
(3/301)
3048- عبد الله بن
عبد الرحمن أبو رويحة
ب: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو رويحة الخثعمي
يذكر فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى، أَخْرَجَهُ أَبُو
عُمَر.
(3/301)
3049- عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي بكر
د: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر
الصديق قتل يَوْم الطائف، أخرجه هكذا مختصرًا ابْنُ منده
وحده.
قلت: هَذَا غلط، فإن الَّذِي قتل يَوْم الطائف من ولد
أَبِي بَكْر رَضِي اللَّه عَنْهُ، إنَّما هُوَ عَبْد
اللَّه بْن أبي بَكْر لصُلْبه، لا ابْنُ ابنه، والله أعلم.
(3/302)
3050- عبد الله بن
عبد المدان
ب: عَبْد اللَّه بْن عَبْد المدان واسم عَبْد المدان:
عَمْرو بْن الديان، واسم الديان: يزيد فطن بْن زياد بْن
الحارث بْن مَالِك بْن رَبِيعة بْن كعب بْن الحارث بْن كعب
بْن عَمْرو بْن عُلة بْن جلد الحارثي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قاله الطبري، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما اسمك؟ "، قَالَ: عَبْد الحجر،
فَقَالَ: " أنت عَبْد اللَّه ".
قتله بُسْر بْن أَبِي أرطاة لما سيره معاوية إلى الحجاز،
واليمن ليقتل شيعة عليّ، وكان عُبَيْد اللَّه بْن
الْعَبَّاس أميرًا لعليّ عَلَى اليمن، وهو زوج ابْنَة
عَبْد اللَّه، فقتله، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
(3/302)
3051- عبد الله بن
عبد الغافر
س: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الغافر رَوَى حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، وَكَانَ مَوْلَى
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ
النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقُرْآنُ،
فَقُولُوا: كَلامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرُ
مَخْلُوقٍ، وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
(3/302)
3052- عبد الله بن
عبد الملك
ب س: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الملك وقيل عَبْد اللَّه بْن
عَبْد اللَّه بْن مَالِك، وقيل: عَبْد اللَّه بْن عَبْد
بْن مَالِك بْن عَبْد اللَّه بْن ثعلبة بْن غفار بْن مليل،
المعروف بآبي اللحم.
وإنما قيل لَهُ: آبي اللحم، لأنَّه كَانَ لا يأكل ما ذبح
عَلَى النصب فِي الجاهلية، وقيل: كَانَ لا يأكل اللحم
ويأباه، وقيل: اسمه الحويرث، وَقَدْ ذكرناه، وقتل يَوْم
حنين، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وأبو مُوسَى.
(3/303)
3053- عبد الله بن
عبد مناف
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عَبْد مناف بْن النعمان بْن سنان
بْن عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سَلَمة من بني
جشم بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي، أَبُو
يَحيى شهد بدرًا، قاله عروة، وابن شهاب، وابن إِسْحَاق،
وشهد أُحدًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/303)
3054- عبد الله بن
عبد بن هلال
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عَبْد بْن هلال أنصاري يعد فِي
أهل قُباء روى بشر بْن عِمْرَانَ من أهل قباء، حَدَّثَنِي
مولاي عَبْد اللَّه بْن عَبْد بْن هلال، قَالَ: ما أنسى
حين ذهب بي أَبِي إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، ادع لَهُ وبارك
عَلَيْهِ، قَالَ: فما أنسى برد يد رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يافوخي.
قَالَ: وكان يقوم الليل ويصوم النهار، ومات وهو أبيض الرأس
واللحية، وكان لا يكاد يفرق شعره من كثرته، أَخْرَجَهُ
ابْنُ منده، وأبو نعيم، وعبد الثَّاني غير مضاف إلى اسم
اللَّه تَعَالى.
وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد اللَّه بْن عَبْد بْن هلال،
وقيل: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن هلال، والله
أعلم، وأخرجه أَبُو عُمَر أيضًا، وقَالَ: عَبْد اللَّه بْن
عَبْد اللَّه بْن هلال، أَوْ عُبَيْد بْن هلال، قيل: عَبْد
هلال.
(3/303)
3055- عبد الله بن
عبد
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عَبْد وَيُقَال عَبْد بْن عَبْد
الثمالي أَبُو الحجاج، وثمالة: بطن من الأزد، يعد فِي
الشاميين سكن حمص رَوَى بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
عَمْرٍو، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ أَبِي عَوْفٍ
الْجُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدٍ
الثُّمَالِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَقْسَمْتُ
لَبَرَرْتُ، لا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ قَبْلَ سَابِقِ
أُمَّتِي إِلا بَضْعَةَ عَشَرَ رَجُلا، مِنْهُمْ
إِبْرَاهِيمُ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَإِسْحَاقُ، وَيَعْقُوبُ،
وَالأَسْبَاطُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ،
صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ ".
وله حديث آخر، رَوَاهُ إِسْمَاعِيل بْن عياش، عن صفوان،
وقَالَ: عن عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ، عن عَبْد اللَّه
بْن عَبْد الثمالي.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الثلاثة أيضًا،
فقالوا: عَبْد اللَّه أَبُو الحجاج الثمالي، وأخرجه ابْنُ
منده، فَقَالَ: عَبْد اللَّه الثمالي، وذكر لَهُ أَنَّهُ
روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عوف، وَقَدْ تقدم
الجميع
(3/304)
3056- عبد الله بن
عبس الأنصاري
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عبس وقيل عُبَيْس، والأكثر عبيس
وهو أنصاري من بني عدي بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن
الخزرج.
شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الزُّهْرِيّ: شهد بدرًا
من الأنصار من بني الحارث بْن الخزرج: عَبْد اللَّه بْن
عِبسَ، ولم يترك ولدًا.
(790) أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ،
بإسناده إلى يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي
تسمية من شهد بدرًا من الخزرج، من بني زَيْد بْن مَالِك
بْن ثعلبة: عَبْد اللَّه بْن عبس، وهذا ثعلبة هُوَ ابْنُ
كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج.
أَخْرَجَهُ الثلاثة وقَالَ أَبُو عُمَر: ليس هَذَا من
ابْنِ عبس بنسب، وهذا خزرجي، وأبو عبس أوسي، وهما من
الْأَنْصَار 13167 ب:
(3/304)
3057- عبد الله بن
عبس
عَبْد اللَّه بْن عبس أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، قَالَ: شهد
بدرًا، ولم ينسبوه، وقالوا: هُوَ من حلفاء بني الحارث بْن
الخزرج.
قلت: وهذا هُوَ الأول الَّذِي قبله فيما أظن، وإنما اشتبه
عَلَى أَبِي عُمَر، حيث رَأَى فِي هَذَا أَنَّهُ حليف، ولم
يذكر فِي الأول أَنَّهُ حليف، والعلماء قَدْ اختلفوا فِي
كَثِير، منهم من يجعل الرجل حليفًا، ومنهم من يجعله من
القبيلة أنفسها، والله أعلم 13168 س:
(3/305)
3058- عبد الله بن
عبيد الله
عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن عتيق أورده العسكري
فِي الأفراد.
ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْعَطَّارِيِّ، عَنْ يُونُسَ
بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ
التَّيْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ
مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ ضَمَّ
رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَصَابِعَهُ الثَّلاثَةَ، فَخَرَّ مِنْ دَابَّتِهِ
فَمَاتَ، وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ لَدَغَتْهُ
دَابَّةٌ فَمَاتَ، وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ أَوْ مَاتَ كَيْفَ مَاتَ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ مَنْ قُتِلَ قَعْصًا، فَقَدِ
اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَيَرِدُ الْكَلامُ عَلَيْهِ فِي
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ.
13169 س:
(3/305)
3059- عبد الله بن
عتبان
عَبْد اللَّه بْن عتبان الْأَنْصَارِيّ سماه عَبْد الباقي
بْن قانع رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ
الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عِتْبَانَ،
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ
أَهْلِي، فَلَمَّا سَمِعْتُ صَوْتَكَ عَجِلْتُ
فَاغْتَسَلْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وَقَالَ: قَدْ مَرَّ فِي ذِكْرِ
صَالِحٍ، أَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ هَذِهِ الْحَادِثَةِ،
وَقِيلَ: عِتْبَانُ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عِتْبَانَ ذِكْرٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَلا أَدْرِي مِنْ
أَيْنَ سَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ؟ !.
وَقَدْ ذكر أَبُو جَعْفَر الطبري، أن سعد بْن أَبِي وقاص،
سَيّر عَبْد اللَّه بْن عتبان من العراق إلى الجزيرة، فسار
عَلَى الموصل إلى نصيبين، فصالحه أهلها، فلا أدري هُوَ
هَذَا أم غيره 13170 ب س:
(3/305)
3060- عبد الله بن
عتبة أبو قيس الذكواني
عَبْد اللَّه بْن عتبة أَبُو قيس الذكواني مدني.
روى عَنْهُ: سالم بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا، وأخرجه أَبُو مُوسَى،
وقَالَ: أورده ابْنُ شاهين فِي الصحابة، وفرق بينه وبين
ابْنِ عتبة بْن مَسْعُود.
وروى عن الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن عبد اللَّه بْن عُمَر،
قَالَ: خرجنا مَعَ عَبْد اللَّه بْن عتبة إلى أرض بريم،
وريم من المدينة عَلَى قريب من ثلاثين ميلًا نقصر الصلاة
13171 ب د ع:
(3/306)
3061- عبد الله بن
عتبة بن مسعود
عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن مَسْعُود الهذلي، وَهُوَ حجازي،
ويرد نسبه عند ذكر عمه: عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود.
روى عَنْهُ ابْنه حمزة، أَنَّهُ قَالَ: سَأَلت أَبِي عَبْد
اللَّه بْن عتبة: أي شيء تذكر من رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أذكر أَنَّهُ أخذني،
وأنا خماسي، أَوْ سداسي، فأجلسني فِي حجره، ومسح عَلَى
رأسي بيده، ودعا لي ولذريتي من بعد بالبركة.
قَالَ أَبُو عُمَر: ذكره العقيلي فِي الصحابة، وغلط،
إنَّما هُوَ تابعي من كبار التابعين بالكوفة، وهو والد
عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن مَسْعُود
الفقيه الْمَدَنِيّ، شيخ ابْنِ شهاب، واستعمل عُمَر بْن
الخطاب عَبْد اللَّه بْن عتبة بْن مَسْعُود.
روى عَنْهُ: ابنه عُبَيْد اللَّه، وحميد بْن عَبْد
الرَّحْمَن، ومحمد بْن سِيرِينَ، وعبد اللَّه بْن معبد
الزماني.
وذكره الْبُخَارِيّ فِي التابعين، وإنما ذكره العقيلي فِي
الصحابة لحديث أَبِي إِسْحَاق السبيعي، عن عَبْد اللَّه
بْن عتبة بْن مَسْعُود، قَالَ: بعثنا رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النجاشي نحوًا من ثمانين
رجلًا، منهم: ابن مَسْعُود، وجعفر، فقال جَعْفَر: أَنَا
خطيبكم اليوم، قال: لو صح هَذَا الحديث لثبتت هجرته إِلَى
الحبشة، والصحيح أن أَبَا إِسْحَاق رَاوَه عن عَبْد اللَّه
بْن عتبة، عَنِ ابْنِ مَسْعُود، قال: بعثنا رسول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النجاشي.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول أَبِي عُمَر: إن عُمَر بْن الخطاب استعمل عَبْد
اللَّه، يدل على أن له صحبة، لأن عُمَر مات بعد رسول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحو ثلاث عشرة
سنة، فلو لم تكن له صحبة، وكان كبيرًا فِي حياة رسول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يستعمله
عُمَر، والله أعلم 13172 ب د ع:
(3/306)
3062- عبد الله بن
عتيك الأنصاري
عَبْد اللَّه بْن عتيك الْأَنْصَارِيّ أخو جَابِر بْن عتيك
الأوسي، من بني مالك بْن مُعَاوِيَة، وهو أحد قتلة أَبِي
رافع بْن أَبِي الحقيق اليهودي، كذا نسبه ابن منده، وأبو
نعيم، وهذا فِيهِ نظر نذكره آخر الترجمة، ونذكر نسبه
الصحيح إن شاء اللَّه تعالى.
وقال ابن أَبِي دَاوُد: هُوَ أَبُو جَابِر، وجبر ابني
عتيك، حديثه عند: ابنه، وكعب بْن مالك، وعبد الرَّحْمَن
بْن كعب، قتل باليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة.
(791) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ
الْبَغْدَادِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ
بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ "، ثُمَّ ضَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ: الإِبْهَامَ
وَالسَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، وَقَالَ: " وَأَيْنَ
الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَخَرَّ عَنْ
دَابَّتِهِ فَمَاتَ، لَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى
اللَّهِ، أَوْ لَدَغَتْهُ دَابَّةٌ فَمَاتَ، فَقَدْ وَقَعَ
أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ مَاتَ حَتْفَ
أَنْفِهِ "، فَمَا سَمِعْتُهَا مِنْ أَحَدٍ قَبْلَ رَسُولِ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَقَدْ
وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ
قُتِلَ قَعْصًا فَقَدِ اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ " وهو الَّذِي
ولي قتل أَبِي رافع بْن أَبِي الحقيق بيده، وكان فِي بصره
ضعف، فنزل لما قتله من الدّرجة فسقط فوثئت رجلُه، واحتمله
أصحابه، فلما وصل إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح رجله، قَالَ: فكأني لم أشتكها قط،
ولما أقبلوا إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يخطب، فَقَالَ لهم: " أفلحت الوجوه ".
قَالَ أَبُو عُمَر: وأظنه وأخاه شهدا بدرًا، ولم يختلفوا
أن عَبْد اللَّه بْن عَتِيك شهد أحدًا.
قَالَ: وقَالَ هشام بْن الكلبي، وأبوه مُحَمَّد بْنُ
السائب: إن عَبْد اللَّه شهد صفين مَعَ عليّ بْن أَبِي
طَالِب، فإن كَانَ هَذَا صحيحًا فلم يقتل يَوْم اليمامة.
قَالَ: وَقَدْ قيل: إنه ليس بأخ لجابر بْن عتيك، وإن أخا
جَابِر هُوَ الحارث، والأول أكثر، لأن الرهط الَّذِينَ
قتلوا ابْنَ أَبِي الحقيق خزرجيون، والذين قتلوا كعب بْن
الأشرف من الأوس، كذلك ذكره ابْنُ إِسْحَاق وغيره، لم
يختلفوا فِي ذَلِكَ، وهو يصحَّح قول من قَالَ: إن عَبْد
اللَّه بْن عتيك ليس من الأوس، وليس بأخ لجابر بْن عتيك،
وَقَدْ نسبه خليفة بْن خياط، فَقَالَ: عَبْد اللَّه بْنُ
عتيك بْن قيس بْن الأسود بْن مري بْن كعب بْنُ غنم بْن
سَلَمة من الخزرج.
قلت: وَقَدْ نسبه ابْنُ الكلبي، وابن حبيب، وغيرهما مثل
خليفة بْن خياط سواء، وأمَّا جَابِر بْن عتيك، فهو عتيك
بْن قيس بْن هيشة بْن الحارث بْن أمية بْن معاوية بْن
مَالِك بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بطن من الأوس، وكذلك
نسبه ابْنُ إِسْحَاق وغيره إلى الأوس، فلا يكون عَبْد
اللَّه أخا جَابِر، ومما يقوي أَنَّهُ ليس بأخ لَهُ أن
الأوس قتلوا كعب بْن الأشرف، والخزرج قتلوا أبا رافع، لا
يختلف أهل السير فِي ذَلِكَ.
وَقَدْ أخرج أَبُو مُوسَى قبل هَذِهِ الترجمة عَبْد اللَّه
بْن عُبَيْد بْن عتيق، وأورد لَهُ هَذَا الحديث الَّذِي
رَوَاهُ ابْنُ بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق بإسناده، فِي أجر
من خرج مجاهدًا، الحديث فِي هَذِهِ الترجمة، فجعله أَبُو
مُوسَى فِي عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد بْنُ عتيق، ولا شك أن
بعض النساخ، أَوْ الرواة قَدْ صحف عتيك بعُبَيْد، وجعلوا
الكاف دالًا، وهذا هُوَ الصحيح، والترجمة الأولى ليست
بشيء، ومما يقوى أن الَّذِي قلناه هُوَ الصحيح أن يونس بْن
بكير، روى عَنِ ابْنِ إِسْحَاق الحديث الَّذِي ذكرناه فِي
أول هَذِهِ الترجمة، فِي فضل الجهاد، فظهر بهذا أن الأول
تصحيف، والله أعلم.
وأما قول ابْنِ أَبِي دَاوُد: هُوَ أَبُو جَابِر، وجَبْر
ابني عَتِيك، فهو وهم مِنْهُ، فإن كَانَ الأوس فهو أخوهما
لا أبوهما، لأن الجميع أولاد عتيك، والأكثر عَلَى أن
جَابِر بْن عتيك قول فِيهِ: جبر أيضًا، وليسا أخوين، وإن
كَانَ عَبْد اللَّه من الخزرج، وهو الأظهر، فلا كلام
أَنَّهُ ليس لهما بأخ إلا أنهما من الأنصار، والله أعلم
(3/307)
3063- عبد الله بن
عثمان الأسدي
ب: عَبْد اللَّه بْن عثمان الأسدي من أسد بْن خزيمة، حليف
لبني عوف بْن الخزرج، قتل يَوْم اليمامة شهيدًا،
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا
(3/309)
3064- عبد الله بن
عثمان التيمي
س: عَبْد اللَّه بْن عثمان التيمي وقيل عَبْد الرَّحْمَن
روى يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حاطب، عن عَبْد اللَّه
بْن عثمان التيمي: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ " نهى عن لقطة الحاج ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى
(3/309)
3065- عبد الله بن
عثمان الثقفي
س: عَبْد اللَّه بْن عثمان الثقفي روى همام، عن قَتَادَة،
عن الْحَسَن، عن عَبْد اللَّه بْن عثمان الثقفي، عن رَجُل
أعور من ثقيف، قَالَ قَتَادَة: وكان يُقال لَهُ: معروف، لم
يكن اسمه عَبْد اللَّه بْن عثمان، فلا أدري ما اسمه؟ إن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
الوليمة أول يَوْم حق، والثاني معروف، والثالث رياءٌ وسمعة
"، وقيل: اسمه زُهَيْر بْن عثمان، وَقَدْ تقدم ذكره،
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
(3/309)
3066- عبد الله بن
عثمان أبو بكر الصديق
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن عَامِر بْن عَمْرو بْن
كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ
التيمي، أَبُو بَكْر الصديق بْن أَبِي قُحافة، واسم أَبِي
قحافة: عثمان وأمه أم الخير سلمى بِنْت صخر بْن عَامِر بْن
كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة، وهي ابْنَة عم أَبِي قحافة،
وقيل اسمها: ليلى بِنْت صخر بْن عَامِر، قاله مُحَمَّد بْن
سعد، وقَالَ غيره: اسمها سلمى بِنْت صخر بْن عَامِر بْن
عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن تيم، وهذا ليس بشيء، فإنها
تكون ابْنَة أخيه، ولم تكن العرب تنكح بنات الإخوة، والأول
أصح، وهو صاحبُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي الغار وفي الهجرة، والخليفة بعده.
روى عن: النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْهُ: عُمَر، وعثمان، وعلي، وعبد الرَّحْمَن بْن عوف،
وابن مَسْعُود، وابن عُمَر، وابن عَبَّاس، وحذيفة، وزيد
بْن ثابت، وغيرهم.
وَقَدْ اختلف فِي اسمه، فقيل: كَانَ عَبْد الكعبة، فسماه
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد
اللَّه، وقيل: إن أهله سموه عَبْد اللَّه، وَيُقَالُ لَهُ:
عتيق أيضًا، واختلفوا فِي السبب الَّذِي قيل لَهُ لأجله
عتيق، فَقَالَ بعضهم، قيل لَهُ: عتيق لحسن وجهه وجماله،
قاله الليث بْن سعد وجماعة معه، وقَالَ الزُّبَيْر بْن
بكار، وجماعة معه، إنَّما قيل لَهُ: عتيق لأنَّه لم يكن
فِي نسبه شيء يعاب بِهِ، وقيل: إنَّما سمي عتيقًا، لأن
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
لَهُ: " أنت عتيق اللَّه من النار ".
[ص:311]
(792) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مِهْرَانَ الْفَقِيهُ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا:
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ،
حَدَّثَنَا مَعْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى
بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: "
أَنْتَ عَتِيقٌ مِنَ النَّارِ "، فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ
عَتِيقًا، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مَعْنٍ،
وَقَالَ: مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ
(793) وَقِيلَ لَهُ: الصِّدِّيقُ أَيْضًا، لِمَا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ
الدِّمَشْقِيُّ، إِذْنًا، أَنْبَأَنَا أَبِي، قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمُطَرِّزُ وَأَبُو عَلِيٍّ
الْحَدَّادُ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ
غَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ
الأَقْصَى، أَصْبَحَ يُحَدِّثُ بِذَلِكَ النَّاسَ،
فَارْتَدَّ نَاسٌ مِمَّنْ كَانَ آمَنَ وَصَدَّقَ بِهِ
وَفُتِنُوا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي لأُصَدِّقُهُ
فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ، أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ
السَّمَاءِ غَدْوَةً أَوْ رَوْحَةً، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ " وقَالَ أَبُو محجن الثقفي:
وسميت صديقًا وكل مهاجر سواك يسمى باسمه غير منكر
سبقت إلى الْإِسْلَام والله شاهد وكنت جليسًا فِي العريش
المشهر
[إسلامه]
كَانَ أَبُو بَكْر رَضِي اللَّه عَنْهُ، من رؤساء قريش فِي
الجاهلية، محببًا فيهم، مألفًا لهم، وكان إِلَيْه الأشناق
فِي الجاهلية، والأشناق: الديات، وكان إِذَا حمل شيئًا
صدقته قريش وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه، وإن احتملها
غيره خذلوه ولم يصدقوه.
فلما جاء الْإِسْلَام سبق إِلَيْه، وأسلم عَلَى يده جماعة
لمحبتهم لَهُ، وميلهم إِلَيْه، حتَّى إنه أسلم عَلَى يده
خمسة من العشرة، وَقَدْ ذكرناه عند أسمائهم، وَقَدْ ذهب
جماعة من العلماء إلى أَنَّهُ أول من أسلم، منهم ابْنُ
عَبَّاس، من رواية الشَّعْبِيّ، عَنْهُ، وقَالَ حسان بْن
ثابت فِي شعره، وعمرو بْن عبسة، وإبراهيم النخعي، وغيرهم.
(794) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ
التَّمِيمِيُّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا [ص:312] دَعَوْتُ أَحَدًا
إِلَى الإِسْلامِ إِلا كَانَتْ لَهُ عَنْهُ كَبْوَةٌ،
وَتَرَدُّدٌ وَنَظَرٌ، إِلا أَبَا بَكْرٍ مَا عَتَمَ حِينَ
ذَكَرْتُهُ لَهُ، مَا تَرَدَّدَ فِيهِ "
(795) أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ الْحَسَنِ، كِتَابَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي،
قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَيَانٍ، قَالَ عَلِيٌّ:
ثُمَّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الأَنْمَاطِيُّ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونٍ،
قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بِشْرَانَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمِنْجَابُ
بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ،
حَدَّثَنَا خَلَفٌ الْعُرْفُطِيُّ أَبُو أُمَيَّةَ، مِنْ
وَلَدِ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ، عَنِ ابْنِ دَابٍ،
يَعْنِي عِيسَى بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ
الصِّدِّيقُ " كُنْتُ جَالِسًا بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ،
وَكَانَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَاعِدًا،
فَمَرَّ بِهِ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، فَقَالَ:
كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ؟ قَالَ:
بِخَيْرٍ، قَالَ: هَلْ وَجَدْتَ؟ قَالَ: لا، وَلَمْ آلُ
مِنْ طَلَبٍ، فَقَالَ:
كُلُّ دِينٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا مَا قَضَى اللَّهُ
وَالْحَنِيفَةُ بُورُ
أما إن هَذَا النَّبِيّ الَّذِي ينتظر منا، أَوْ منكم،
أَوْ من أهل فلسطين، قَالَ: ولم أكن سَمِعْتُ قبل ذَلِكَ
بنبي ينتظر، أَوْ يبعث، قَالَ: فخرجت أريد ورقة بْن نوفل،
وكان كَثِير النظر فِي السماء، كَثِير همهمة الصدر، قَالَ:
فاستوقفته، ثُمَّ اقتصصت عَلَيْهِ الحديث، فَقَالَ: نعم يا
ابْنَ أخي، أَبَى أهل الكتاب والعلماء إلا أن هَذَا
النَّبِيّ الَّذِي ينتظر من أوسط العرب نسبًا، ولي علم
بالنسب، وقومك أوسط العرب نسبًا، قَالَ: قلت: يا عم، وما
يَقُولُ النَّبِيّ؟ قلت: يَقُولُ ما قيل لَهُ، إلا أَنَّهُ
لا ظلم ولا تظالم، فلما بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمنت وصدقت "
(796) وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ
الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْغَازِي النَّيْسَابُورِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ
الرَّازِيُّ، بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ
الْقَزْوِينِيُّ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ
الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ
حُمَيْدٍ التِّكَكِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ،
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، مِنْ وَلَدِ
عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ:
إِنَّهُ خَرَجَ إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ
عَلَى شَيْخٍ مِنَ الأَزْدِ عَالِمٍ قَدْ قَرَأَ
الْكُتُبَ، وَعَلِمَ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ كَثِيرًا،
فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: أَحْسَبُكَ حَرَمِيًا؟ وَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ أَهْلِ
الْحَرَمِ، قَالَ: وَأَحْسَبُكَ قُرَشِيًّا؟ قَالَ:
قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: وَأَحْسَبُكَ
تَيْمِيًّا، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا مِنْ تَيْمِ
بْنِ مُرَّةَ، أَنَا [ص:313] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُثْمَانَ، مِنْ وَلَدِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ
بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: بَقِيَتْ لِي فِيكَ وَاحِدَةٌ،
قُلْتُ: مَا هِيَ؟ قَالَ: تَكْشِفُ عَنْ بَطْنِكَ، قُلْتُ:
لا أَفْعَلُ أَوْ تُخْبِرُنِي لِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَجِدُ
فِي الْعِلْمِ الصَّحِيحِ الصَّادِقِ أَنَّ نَبِيًّا
يُبْعَثُ فِي الْحَرَمِ، يُعَاوِنُ عَلَى أَمْرِهِ فَتًى
وَكَهْلٌ، فَأَمَّا الْفَتَى فَخَوَّاضُ غَمَرَاتٍ
وَدَفَّاعُ مُعْضِلاتٍ، وَأَمَّا الْكَهْلُ فَأَبْيَضُ
نَحِيفٌ، عَلَى بَطْنِهِ شَامَةٌ، وَعَلَى فَخِذِهِ
الْيُسْرَى عَلامَةٌ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تُرِيَنِي مَا
سَأَلْتُكَ، فَقَدْ تَكَامَلَتْ لِي فِيكَ الصِّفَةُ إِلا
مَا خَفِيَ عَلَيَّ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكَشَفْتُ لَهُ
عَنْ بَطْنِي، فَرَأَى شَامَةً سَوْدَاءَ فَوْقَ سُرَّتِي،
فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَإِنِّي
مُتَقَدِّمٌ إِلَيْكَ فِي أَمْرٍ فَاحْذَرْهُ، قَالَ أَبُو
بَكْرٍ، قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إِيَّاكَ وَالْمَيْلَ
عَنِ الْهُدَى، وَتَمَسَّكْ بِالطَّرِيقَةِ الْمُثْلَى
الْوُسْطَى، وَخَفِ اللَّهَ فِيمَا خَوَّلَكَ وَأَعْطَاكَ،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَقَضَيْتُ بِالْيَمَنِ أُرَبِّي،
ثُمَّ أَتَيْتُ الشَّيْخَ لأُوَدِّعَهُ، فَقَالَ:
أَحَامِلٌ عَنِّي أَبْيَاتًا مِنَ الشِّعْرِ قُلْتُهَا فِي
ذَلِكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قُلْتُ: نَعَمْ، فَذَكَرَ أَبْيَاتًا،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَقَدِمْتُ مَكَّةَ، وَقَدْ بُعِثَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَنِي
عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَشَيْبَةُ، وَرَبِيعَةُ،
وَأَبُو جَهْلٍ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَصَنَادِيدُ
قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ لَهُمْ: هَلْ نَابَتْكُمْ نَائِبَةٌ،
أَوْ ظَهَرَ فِيكُمْ أَمْرٌ؟ قَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ،
أَعْظَمُ الْخَطْبِ: يَتِيمُ أَبِي طَالِبٍ يَزْعُمُ
أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَوْلا أَنْتَ مَا انْتَظَرْنَا بِهِ،
فَإِذْ قَدْ جِئْتَ، فَأَنْتَ الْغَايَةُ وَالْكِفَايَةُ،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَصَرَفْتُهُمْ عَلَى أَحْسَنِ مَسٍّ،
وَسَأَلْتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقِيلَ: فِي مَنْزِلِ خَدِيجَةَ، فَقَرَعْتُ
عَلَيْهِ الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: يَا
مُحَمَّدُ، فَقَدْتَ مِنْ مَنَازِلِ أَهْلِكَ، وَتَرَكْتَ
دِينَ آبَائِكَ وَأَجْدَادِكَ؟ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ،
إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ وَإِلَى النَّاسِ
كُلِّهِمْ، فَآمِنْ بِاللَّهِ "، فَقُلْتُ: مَا دَلِيلُكَ
عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: " الشَّيْخُ الَّذِي لَقِيتُ
بِالْيَمَنِ "، قُلْتُ: وَكَمْ مِنْ شَيْخٍ لَقِيتَ
بِالْيَمَنِ؟ قَالَ: " الشَّيْخُ الَّذِي أَفَادَكَ
الأَبْيَاتَ "، قُلْتُ: وَمَنْ خَبَّرَكَ بِهَذَا يَا
حَبِيبِي؟ قَالَ: " الْمَلِكُ الْمُعَظَّمُ الَّذِي
يَأْتِي الأَنْبِيَاءَ قَبْلِي "، قُلْتُ: مُدَّ يَدَكَ،
فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّكَ
رَسُولُ اللَّه،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَانْصَرَفْتُ وَمَا بَيْنَ
لابَتَيْهَا أَشَدَّ سُرُورًا مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلامِي
(797) أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ إِجَازَةً، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ
الْمُجَدَّرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءٍ، عَنْ
مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ
عَبَّاسٍ مَنْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ؟ قَالَ: " أَبُو
بَكْرٍ، أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَسَّانٍ:
إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ فَاذْكُرْ
أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلا
خَيْرَ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلَهَا بَعْدَ
النَّبِيِّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلا
وَالثَّانِيَ التَّالِيَ الْمَحْمُودَ مَشْهَدُهُ
وَأَوَّلَ النَّاسِ مِنْهُمْ صَدَّقَ الرُّسُلا "
[ص:314]
(798) أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ،
إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ
الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنِي
أَبُو سَلامٍ الْحَبَشِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ
عَنْبَسَةَ السُّلَمِيَّ، يَقُولُ: أُلْقِيَ فِي رَوْعِي
أَنَّ عِبَادَةَ الأَوْثَانِ بَاطِلٌ، فَسَمِعَنِي رَجُلٌ
وَأَنَا أَتَكَلَّمُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو
بِمَكَّةَ رَجُلٌ يَقُولُ كَمَا تَقُولُ، قَالَ:
فَأَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ أَسْأَلُ عَنْهُ، فَأُخْبِرْتُ
أَنَّهُ مُخْتَفٍ لا أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلا بِاللَّيْلِ
يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُمْتُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ
وَأَسْتَارِهَا، فَمَا عَلِمْتُ إِلا بِصَوْتِهِ يُهَلِّلُ
اللَّهَ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟
قَالَ: " رَسُولُ اللَّهِ "، فَقُلْتُ: وَبِمَ أَرْسَلَكَ؟
قَالَ: " أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَلا يُشْرَكَ بِهِ
شَيْءٌ، وَتُحْقَنُ الدِّمَاءُ، وَتُوصَلُ الأَرْحَامُ "،
قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: "
حُرٌّ، وَعَبْدٌ "، فَقُلْتُ: أَبْسِطْ يَدَكَ
أُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، فَلَقْد
رَأَيْتُنِي وَإِنِّي رَابِعُ الإِسْلامِ
(799) وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُ
وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
السُّلَمِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ،
حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ " أَلَسْتَ أَحَقَّ
النَّاسِ بِهَا؟ يَعْنِيَ الْخِلافَةَ، أَلَسْتَ أَوَّلَ
مَنْ أَسْلَمَ؟ أَلَسْتَ صَاحِبَ كَذَا؟ أَلَسْتَ صَاحِبَ
كَذَا "؟ ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: أَوَّلُ
مَنْ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
[هجرته مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ]
هاجر أَبُو بَكْر الصديق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مَعَ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبه فِي الغار
لما سارا مهاجرين، وآنسه فِيهِ، ووقاه بنفسه، قَالَ بعض
العلماء: لو قَالَ قائل: إن جميع الصحابة، ما عدا أبا
بَكْر ليست، لَهُ صحبة لم يكفر، ولو قَالَ: إن أبا بَكْر
لم يكن صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كفر، فإن القرآن العزيز قَدْ نطق أَنَّهُ صاحبه.
(800) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ
بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَأَقَامَ رَسُولُ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ
يَنْتَظِرُ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَجَاءَ
جِبْرِيلُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَكَّةَ
بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ
إِلَى الْمَدِينَةِ، فَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ، فَمَكَرَتْ
بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ
جِبْرِيلُ وَأَمَرَهُ أَنْ لا يَبِيتَ مَكَانَهُ فَفَعَلَ،
وَخَرَجَ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ عَلَى بَابِهِ، وَمَعَهُ
حَفْنَةٌ مِنْ تُرَابٍ، فَجَعَلَ يَنْثُرُهَا عَلَى
رُءُوسِهِمْ، وَأَخَذَ اللَّهُ أَبْصَارَهُمْ،
[ص:315]
وَكَانَ مَخْرَجُ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعَقَبَةِ بِشَهْرَيْنِ، وَأَيَّامَ
بُويِعَ أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَخَرَجَ
لِهِلالِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ:
وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْخُرُوجِ،
فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " لا تَعْجَلْ، لَعَلَّ اللَّهَ يَجْعَلُ لَكَ
صَاحِبًا "، فَلَمَّا كَانَتِ الْهِجْرَةُ جَاءَ رَسُولُ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي
بَكْرٍ وَهُوَ نَائِمٌ فَأَيْقَظَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَذِنَ
لِي فِي الْخُرُوجِ "، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَقْد
رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَبْكَي مِنَ الْفَرَحِ، ثُمَّ
خَرَجَا حَتَّى دَخَلَ الْغَارَ، فَأَقَامَا فِيهِ ثَلاثًا
(801) أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا
ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ،
قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْغَارِ، وَقَالَ مَرَّةً: وَنَحْنُ
فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى تَحْتِ
قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا! قَالَ، فَقَالَ: " يَا أَبَا
بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا "
(802) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ
هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ صَصَرَى
التَّغْلِبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ
أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ حَيْدَرَةَ بْنِ جَعْفَرٍ
الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ
الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ،
قَالا: أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ
الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي
نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن خَيْثَمَةُ بْنُ
سَلْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا
خَرَجَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، كَانَ أَبُو بَكْرٍ
مَعَهُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْرَفَ بِذَلِكَ
الطَّرِيقِ، وَكَانَ الرَّجُلُ لا يَزَالُ قَدْ عَرَفَ
أَبَا بَكْرٍ مَعَهُ، فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَنْ
هَذَا مَعَكَ؟ فَيُقوُل: هَذَا يَهْدِينِي السَّبِيلَ "
(803) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَدْرَانَ
الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ:
اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ سَرْجًا بِثَلاثَةَ
عَشَرَ دِرْهَمًا، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ:
مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى مَنْزِلِي، فَقَالَ:
لا حَتَّى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ حَيْثُ خَرَجَ
رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَنْتَ مَعَهُ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: "
خَرَجْنَا فَأَدْلَجْنَا فَأَحْيَيْنَا يَوْمَنَا
وَلَيْلَتَنَا، حَتَّى أَظْهَرْنَا وَقَامَ قَائِمُ
الظَّهِيرَةِ، فَضَرَبْتُ بِبَصَرِي: هَلْ [ص:316] أَرَى
ظِلا نَأْوِي إِلَيْه؟ فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ،
فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلِّهَا،
فَسَوَّيْتُهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَفَرَشْتُ لَهُ فَرْوَةً، وَقُلْتُ: اضْطَجِعْ
يَا رَسُولَ اللَّه فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ خَرَجْتُ أَنْظُرُ
هَلْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الطَّلَبِ؟ فَإِذَا أَنَا
بِرَاعِي غَنَمٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ:
لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ،
فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ،
قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ،
فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقِلْ شَاةً مِنْهَا، ثُمَّ أَمَرْتُهُ
فَنَفِّضْ ضَرْعَهَا، ثُمَّ أَمَرْتُهُ فَنَفِّضْ
كَفَّيْهِ مِنَ الْغُبَّارِ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ عَلَى
فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنَ اللَّبَنِ،
فَصَبَبْتُ عَلَى الْقَدَحِ، حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ،
ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَوَافَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ:
اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ،
ثُمَّ قُلْتُ: هَلْ آنَ الرَّحِيلُ؟ قَالَ:
فَارْتَحَلْنَا، وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ
يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ
بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّه، هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا؟ قَالَ: {لا
تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} حَتَّى إِذَا دَنَا
مِنَّا، فَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَدْرُ رُمْحٍ أَوْ
رُمْحَيْنِ، أَوْ قَالَ: رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه، هَذَا الطَّلَبُ قَدْ
لَحِقَنَا وَبَكَيْتُ، قَالَ: لِمَ تَبْكِي؟، قَالَ:
قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنِّي
أَبْكِي عَلَيْكَ، قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ
اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ، فَسَاخَتْ فَرَسُهُ إِلَى
بَطْنِهَا فِي أَرْضٍ صَلْدٍ، وَوَثَبَ عَنْهَا، وَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ،
فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُنَجِّيَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ،
فَوَاللَّهِ لأَعْمِيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ
الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا سَهْمًا،
فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي وَغَنَمِي فِي مَوْضِعِ
كَذَا وَكَذَا، فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا حَاجَةَ لِي
فِيهَا، قَالَ: وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْلَقَ وَرَجَعَ إِلَى
أَصْحَابِهِ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا
الْمَدِينَةَ، فَتَلَقَّاهُ النَّاسُ فِي الطَّرِيقِ عَلَى
الأَجَاجِيرِ، وَاشْتَدَّ الْخَدَمُ وَالصِّبْيَانُ فِي
الطَّرِيقِ، يَقُولُونَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، جَاءَ رَسُولُ
اللَّه، جَاءَ مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَتَنَازَعَ الْقَوْمُ
أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْزِلُ
اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ، أَخْوَالِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ، أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ، قَالَ: وَقَالَ
الْبَرَاءُ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَخُو بَنِي
عَبْدِ الدَّارِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ أُمِّ
مَكْتُومٍ الأَعْمَى، أَخُو بَنِي فِهْرٍ، ثُمَّ قَدِمَ
عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ
رَاكِبًا، فَقُلْنَا: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هُوَ عَلَى أَثَرِي،
ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، قَالَ الْبَرَاءُ:
وَلَمْ يَقْدَمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ،
قَالَ إِسْرَائِيلُ: وَكَانَ الْبَرَاءُ مِنَ الأَنْصَارِ
مِنْ بَنِي حَارِثَةَ
(804) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى
التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى
الْقَطَّانُ الْبَغَّداِدُّي، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ،
قَالَ: [ص:317] حَدَّثَنِي كَثِيرٌ أَبُو إِسْمَاعِيلَ،
عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ
رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
لأَبِي بَكْرٍ: " أَنْتَ أَخِي، وَصَاحِبِي فِي الْغَارِ "
[شهوده بدرًا وغيرها]
(805) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ
هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ صَصَرَى
التَّغْلِبِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو طَالِبٍ
عَلِيُّ بْنُ حَيْدَرَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الْحُسَيْنِيُّ
وَأَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
مُحَمَّدٍ الأَسْدِيُّ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرٍ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُبَلِّيُّ
الْعَطَّارُ بِالْبَصْرَةِ، أَخْبَرَنَا الْمُقَدَّمِيُّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسْدِيُّ،
أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَوْمَ
بَدْرٍ: " مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، وَمَعَ الآخَرِ
مِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ، مَلِكٌ عَظِيمٌ، يَشْهَدُ
الْقِتَالَ، وَيَكُونُ فِي الصَّفِّ "
(806) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ،
قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَمَّا الْتَقَى النَّاسُ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَبْنِي لَكَ عَرِيشًا، فَتَكُونُ
فِيهِ وَنُنِيخُ إِلَيْكَ رَكَائِبَكَ، وَنَلْقَى
عَدُوَّنَا، فَإِنْ أَظْفَرَنَا اللَّهُ وَأَعَزَّنَا،
فَذَاكَ أَحَبُّ إِلَيْنَا، وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى
تَجْلِسْ عَلَى رَكَائِبِكَ، فَتَلْحَقْ بِمَنْ
وَرَاءَنَا؟ فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، وَدَعَا لَهُ،
فَبُنِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَرِيشٌ، فَكَانَ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، مَا
مَعَهُمَا غَيْرُهُمَا، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَجَعَلَ
رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُنَاشِدُ رَبَّهُ وَعْدَهُ وَنَصْرَهُ، وَيَقُولُ: "
اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلَكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ لا تُعْبَدْ
"، وَأَبُو بَكْرٍ، يَقُولُ: بَعْضُ مُنَاشَدَتِكَ
رَبَّكَ، فَإِنَّ اللَّهَ مُوَفِّيكَ مَا وَعَدَ مِنْ
نَصْرِهِ
وقَالَ مُحَمَّد بْن سعد: قَالُوا: وشهد أَبُو بَكْر
بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية والمشاهد كلها مَعَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودفع
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاَيْته
العظمى يَوْم تبوك إِلَى أَبِي بَكْر، وكانت سوداء، وأطعمه
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر
مائة وسق، وكان فيمن ثبت مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد، ويوم حنين حين ولى
النَّاس،
[ص:318]
ولم يختلف أهل السير فِي أن أبا بَكْر الصديق رَضِي اللَّه
عَنْهُ، لم يتخلف عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مشهد من مشاهده كلها.
[فضائله رَضِي اللَّه عَنْهُ]
(807) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ
السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
شَاهِينَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ
الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي
أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ هُوَ
ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَبْلَ أَنْ
يُتَوَفَّى بِيَوْمٍ: " قَدْ كَانَ لِي فِيكُمْ أُخْوَةٌ
وَأَصْدِقَاءُ، وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ
أَكُونَ اتَّخَذْتُ مِنْكُمْ خَلِيلا، وَلَوْ كُنْتُ
مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلا،
وَإِنَّ رَبِّي اتَّخَذَنِي خَلِيلا، كَمَا اتَّخَذَ
إِبْرَاهِيمُ خَلِيلا "
(808) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ الْوَضَّاحِ الْحُرْفِيُّ السِّمْسَارُ،
حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابُلُتِّيُّ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ
التَّيْمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ صَنَعَهُ
الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ،
وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَلَوَى ثَوْبَهُ فِي
عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو
بَكْرٍ، فَأَخَذَ مَنْكِبَهُ فَدَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ
أَبُو بَكْرٍ: " يَا قَوْمُ: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ
يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
مِنْ رَبِّكُمْ}
الحرفي: بضم الحاء المهملة، وسكون الراء، وبالفاء
(809) أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُسْلِمُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ السِّيحِيُّ الْعَدْلُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ خَمِيسٍ الْجُهَنِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ
الْمَرْجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ
عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي
الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي
الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي [ص:319] الْجَنَّةِ،
وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي
الْجَنَّةً، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ،
وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ "
(810) أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُعَمَّرِ بْنِ طَبَرْزَدَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ،
حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْمَلَطِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ
مَعْدَانَ الْكَرَابِيسِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ
رُوَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ:
جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِوَحْيٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ
السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ: قُلْ لِعَتِيقِ بْنِ أَبِي
قُحَافَةَ: إِنَّهُ عَنْهُ رَاضٍ
(811) قال: وأَخْبَرَنَا ابْنُ بخيت، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن كَثِير بْن وقدان، حَدَّثَنَا
سوار بْن عَبْد اللَّه العنبري، قَالَ: قَالَ ابْنُ عيينة
عاتب اللَّه سبحانه المسلمين كلهم فِي رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أبا بَكْر، فإنه
خرج من المعاتبة: {إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ
اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ
اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}
(812) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ
بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ
بْنُ الطّراحِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْمُهْتَدِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حُبَابَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ
الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ
بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِي وَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ
السَّمَاءِ، وَوَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَأَمَّا
وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ فَجِبْرِيلُ
وَمِيكَائِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا
وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ
"، ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " إِنَّ
أَهْلَ عِلِّييَن لَيَرَاهُمْ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ
كَمَا تَرَوْنَ النُّجُومَ، أَوِ الْكَوَكْبَ فِي
السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ
وَأَنْعَمَا "، قُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ: وَمَا أَنْعَمَا؟
قَالَ: أَهْلُ ذَاكَ هُمَا
وأسلم عَلَى يد أَبِي بَكْر: الزُّبَيْر، وعثمان، وعبد
الرَّحْمَن بْن عوف، وطلحة، وأعتق سبعةً كانوا يعذبون فِي
اللَّه تَعَالَى، منهم: بلال، وعامر بْنُ فهيرة، وغيرهما
يذكرون فِي مواضعهم، وكان رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِير الثقة إِلَيْه وبما عنده من
الْإِيمَان واليقين، ولهذا لما قيل لَهُ: إن البقرة تكلمت،
قَالَ: " آمنت بذلك أَنَا، وَأَبُو بَكْر، وعمر "، وما
هُماَ فِي القوم.
[ص:320]
(813) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ
بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَرْكَبُ بَقَرَةً
إِذْ قَالَتْ: لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْتُ
لِلْحَرْثِ "، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آمَنْتُ بِذَلِكَ أَنَا وَأَبُو
بَكْرٍ وَعُمَرُ "، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَمَا هُمَا فِي
الْقَوْمِ
(814) أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ
أَحْمَدَ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَفْوَانَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ
زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا
الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ،
ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَلَقْد أُعْطَى
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثَلاثَةَ خِصَالٍ، لأَنْ
أَكُونَ أُعْطِيتُهُنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ
النَّعَمِ: زَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ
يَوْمَ خَيْبَرَ، وَسَدَّ الأَبْوَابَ مِنَ الْمَسْجِدِ
إِلا بَابَ عَلِيٍّ "
(815) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ
الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، قِرَاءَةً
عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
خَلادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.
ح قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسٍ، قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أُحُدًا، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ،
وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ، فَقَالَ: "
اثْبُتْ فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ
وَشَهِيدَانِ "
(816) أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ
الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْقَاسِمِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
الْعَلاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي الْعَلاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ
الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: "
هَذَانِ [ص:321] سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ
الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، إِلا النَّبِيِّينَ
وَالْمُرْسَلِينَ، لا تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ "
(817) قال: وأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن
بْن عثمان، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن خيثمة بْن
سُلَيْمَان بْن حيدرة الأطرابلسي، حَدَّثَنَا يَحيى بْن
أَبِي طَالِب، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن مَنْصُور،
حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد المحاربي، عَنْ
جويبر، عَنِ الضحاك فِي قولُه تَعَالى: {يَأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ
الصَّادِقِينَ} " مَعَ أَبِي بَكْر وعمر
(818) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ
الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ،
قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " يَا وَهْبُ، أَلا أُخْبِرُكَ
بِخَيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو
بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَرَجُلٌ آخَرُ "، وَقَدْ رَوَى نَحْوَ
هَذَا مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ أَبِيهِ
(819) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا خَيْثَمَةُ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الصٍّورِيُّ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ،
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْقَافْلانِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ
أَنَسٍ، قَالَ: " تَنَاوَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَرْضِ سَبْعَ حَصَيَاتٍ
فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ أَبَا بَكْرٍ
فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ، كَمَا سَبَّحْنَ فِي يَدِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ
نَاوَلَهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عُمَرَ، فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ كَمَا سَبَّحْنَ
فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ عُثْمَانَ،
فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ كَمَا سَبَّحْنَ فِي يَدَيْ أَبِي
بَكْرٍ وَعُمَرَ "
(820) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ
هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مَحْفُوظِ بْنِ صَصَرَى
التَّغْلِبِيُّ، أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أَبُو طَالِبٍ
عَلِيُّ بْنُ حَيْدَرَةَ الْعَلَوِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ
الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسْدِيُّ، قَالا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ،
بِالرَّمْلَةِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ
مصححٍ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ صَائِمًا؟
"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: " مَنْ تَصَدَّقَ
بِصَدَقَةٍ؟ "، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: " مَنْ
شَهِدَ [ص:322] جِنَازَةً؟ "، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا،
قَالَ: " مَنْ أَطْعَمَ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ "، قَالَ
أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: " مَنْ جَمَعَهُنَّ فِي
يَوْمٍ وَاحِدٍ وَجَبَتْ لَهُ، أَوْ غُفِرَ لَهُ "
(821) قَالَ: وَحَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ، أَخْبَرَنَا
عَارِمُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ
حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
قَالَ: وَفَدَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَنَاسٌ مِنْ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ، إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِي
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: فَلَمَّا نَزَلُوا الْمَدِينَةَ
تَحَدَّثَ الْقَوْمُ بَيْنَهُمْ إِلَى أَنْ ذَكَرُوا أَبَا
بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَفَضَّلَ بَعْضُ الْقَوْمِ أَبَا
بَكْرٍ عَلَى عُمَرَ، وَفَضَّلَ بَعْضُ الْقَوْمِ عُمَرَ
عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ الْجَارُودُ بْنُ الْمُعَلَّى
مِمَّنْ فَضَّلَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى عُمَرَ، فَجَاءَ
عُمَرُ، وَمَعَهُ دِرَّتُهُ، فَأَقْبَلَ عَلَى الَّذِينَ
فَضَّلُوهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُمْ
بِالدِّرَّةِ، حَتَّى مَا يَتَّقِي أَحَدُهُمْ إِلا
بِرِجْلِهِ، فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ: أَفِقْ أَفِقْ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
لَمْ يَكُنْ يَرَانَا نُفَضِّلُكَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ،
أَبُو بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنْكَ فِي كَذَا، وَأَفْضَلُ
مِنْكَ فِي كَذَا، فَسُرِّيَ عَنْ عُمَرَ، ثُمَّ
انْصَرَفَ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ صَعِدَ
الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ
قَالَ: " أَلا إِنَّ أَفْضَلَ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ
نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ
بَعْدَ مُقَامِي هَذَا فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَيْهِ مَا عَلَى
الْمُفْتَرِي "
(822) قَالَ: وَحَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ، حَدَّثَنَا هِلالُ
بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ
بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ
الْهِلالِيِّ، قَالَ: وَافَقْنَا مِنْ عَلِيٍّ طِيبَ
نَفْسٍ وَمُزَاحٍ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ: " كُلُّ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَصْحَابِي، قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ
اللَّهِ، قَالَ: سَلُونِي، قُلْنَا: حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي
بَكْرٍ، قَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ سَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ صِدِّيقًا عَلَى لِسَانِ جِبْرِيلَ وَلِسَانِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى الصَّلاةِ، رَضِيَهُ لِدِينِنَا،
فَرَضِينَاهُ لِدُنْيَانَا "
[علمه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]
(823) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ،
أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَاسِبُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ
بْنُ حَيُّوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ،
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ
بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، أَنَّهُ سُئِلَ: مَنْ كَانَ يُفْتِي النَّاسَ فِي
زَمَانِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: " أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، مَا أَعْلَمُ
غَيْرَهُمَا "
(824) أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي
عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ [ص:323] أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ
سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدُوَيْهِ
الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ
حُنَيْنٍ وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا، فَقَالَ: " إِنَّ
رَجُلا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا، وَبَيْنَ مَا
عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ "، فَبَكَى أَبُو
بَكْرٍ، فَتَعَجَّبْنَا لِبُكَائِهِ، أَنْ يُخْبِرَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ
قَدْ خُيِّرَ، وَكَانَ هُوَ الْمُخَيَّرَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا
بِهِ، فَقَالَ: " لا تَبْكِ يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ
أَمَنَّ النَّاسِ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ،
وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُهُ خَلِيلا،
وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ، لا
يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلا سُدَّ، إِلا بَابَ
أَبِي بَكْرٍ "
[زهده وتواضعه وَإِنفاقه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]
(825) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ خَلِيلُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ
بْنِ الْخَلِيلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ
دُرُسْتُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ
الْجُوزَجَانِيُّ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي
أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَرْقَمَ، قَالَ: دَعَا أَبُو بَكْرٍ بِشَرَابٍ، فَأُتِيَ
بِمَاءٍ وَعَسَلٍ، فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْ فِيهِ
نَحَّاهُ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَكَّى أَصْحَابُهُ،
فَسَكَتُوا وَمَا سَكَتَ، ثُمَّ عَادَ فَبَكَى حتَّى
ظَنُّوا أَنَّهُمْ لا يَقْوُونَ عَلَى مَسْأَلَتِهِ، ثُمَّ
أَفَاقَ، فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، مَا
أَبْكَاكَ؟ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ يَدْفَعُ عَنْ
نَفْسِهِ شَيْئًا، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مَعَهُ، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا الَّذِي تَدْفَعُ، وَلا
أَرَى أَحَدًا مَعَكَ؟ قَالَ: " هَذِهِ الدُّنْيَا
تَمَثَّلَتْ فَقُلْتُ لَهَا: إِلَيْكِ عَنِّي، فَتَنَحَّتْ
ثُمَّ رَجَعَتْ، فَقَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ أَفْلَتَّ
فَلَنْ يُفْلِتَ مَنْ بَعْدَكَ "، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
فَمَقَتُّ أَنْ تَلْحَقَنِيَ
(3/310)
(826) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي،
أَخْبَرَنَا أَبُو السّعُودِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمجْلِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعُكْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفِ بْنِ
خَاقَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ
الأَصْمَعِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا مُدِحَ،
قَالَ: " اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي،
وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ
اجْعَلْنِي خَيْرًا مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا
لا يَعْلَمُونَ، وَلا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ "
(827) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ الطَّبَرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، وَغَيْرُهُ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ،
سَمِعَ أَبَا السَّفَرِ، قَالَ: دَخَلُوا عَلَى أَبِي
بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ، فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ
اللَّهِ أَلا نَدْعُوا لَكَ طَبِيبًا يَنْظُرُ إِلَيْكَ؟
قَالَ: " قَدْ نُظِرَ إِلَيَّ "، قَالُوا: مَا قَالَ
لَكَ؟، قَالَ: " إِنِّي فَعَّالٌ لِمَا أُرِيدُ "
(828) أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ
عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ
مَرْدُوَيْهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ
إِسْحَاقَ بْنِ الْحَسَنِ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي
مَالُ أَبِي بَكْرٍ "، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ:
وَهَلْ أَنَا وَمَالِي إِلا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
(829) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
مَرْدُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيم،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا
هِيَ} ...
إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بِنِصْفِ
مَالِهِ يَحْمِلُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، وَجَاءَ أَبُو
بَكْرٍ بِمَالِهِ أَجْمَعَ يَكَادُ يُخْفِيهِ مِنْ
نَفْسِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " مَا تَرَكْتَ لأَهْلِكَ؟ "، قَالَ: عِدَّةُ
اللَّهِ وَعِدَّةُ رَسُولِهِ، قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ
لأَبِي بَكْرٍ: بِنَفْسِي أَنْتَ وَبِأَهْلِي أَنْتَ، مَا
اسْتَبَقْنَا بَابَ خَيْرٍ قَطُّ إِلا سَبَقْتَنَا
إِلَيْهِ
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، عَنْ
هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ، عَنِ الْفَضْلِ
بْنِ دُكَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ:
أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنْ نَتَصَدَّقَ، وَوَافَقَ ذَلِكَ مَالا
عِنْدِي، فَقُلْتُ، الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ
سَبَقْتُهُ، قَالَ: فَجِئْتُ بِنِصْفِ [ص:325] مَالِي،
فَقَالَ: " مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟ "، قُلْتُ:
مِثْلُهُ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ،
فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟
"، قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ:
لا أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا.
(830) أَخْبَرَنَا الْقَاسِم بْن عليّ بْن الْحَسَن
الدمشقي، إجازة، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر
بْن الطبري، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن الفضل،
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر، حَدَّثَنَا يعقوب،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الحميدي، حَدَّثَنَا سُفْيَان،
عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أسلم أَبُو
بَكْر، وله أربعون ألفًا، فأنفقها فِي اللَّه، وأعتق سبعة
كلهم يعذب فِي اللَّه: أعتق بلالًا، وعامر بْن فهيرة،
وزنيرة، والنهدية وابنتها، وجارية بني مؤمل، وأم عبيس
زنيرة: بكسر الزاي، والنون المشددة، وبعدها ياء تحتها
نقطتها، ثُمَّ راء وهاء، وعبيس: بضم العين المهملة، وفتح
الباء الموحدة، والياء الساكنة تحتها نقطتان، وآخره سين
مهملة.
(831) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
الْخَطِيبُ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ إِسْحَاقُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبٍ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْحَسَنِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ سَايِحِ بْنِ قوامَةَ، بِبُخَارَى، أَخْبَرَنَا
جِبْرِيلُ بْنُ منجَاعٍ الْكُشَانِيُّ بِهَا، حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ
شَدَّادٍ الْمُرَادِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
الْغِفَارِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ
يَتَعَاهَدُ عَجُوزًا كَبِيرَةً عَمْيَاءَ، فِي بَعْضِ
حَوَاشِي الْمَدِينَةِ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْتَقِي لَهَا
وَيَقُومُ بِأَمْرِهَا، فَكَانَ إِذَا جَاءَ وَجَدَ
غَيْرَهُ قَدْ سَبَقَهُ إِلَيْهَا، فَأَصْلَحَ مَا
أَرَادَتْ، فَجَاءَهَا غَيْرَ مَرَّةٍ كَيْلا يُسْبَقَ
إِلَيْهَا، فَرَصَدَهُ عُمَرُ، فَإِذَا هُوَ بِأَبِي
بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الَّذِي يَأْتِيهَا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ
خَلِيفَةٌ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ هُوَ لَعَمْرِي
(832) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا
الْفُضَيْلُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ
بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلِ
بْنِ الأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا
أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، سَمِعَ عَمَّتَهُ أُنَيْسَةَ، قَالَتْ:
نَزَلَ فِينَا أَبُو بَكْرٍ ثَلاثَ سِنِينَ: سَنَتَيْنِ
قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ، وَسَنَةً بَعْدَ مَا
اسْتُخْلِفَ، فَكَانَ جَوَارِي الْحَيِّ يَأْتِينَهُ
بِغَنَمِهِنَّ، فَيَحْلِبْهُنَّ لَهُنَّ
[ص:326]
(833) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَهْمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ،
عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى،
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ صبيحَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
ح، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ
الصِّدِّيقُ يَوْمَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ، لاثْنَتَيْ
عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ
إِحْدَى عَشْرَةَ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِالسُّنُحِ عِنْدَ
زَوْجَتِهِ حَبِيبَةَ بِنْتِ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ
أَبِي زُهَيْرٍ، مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ،
وَكَانَ قَدْ حُجِرَ عَلَيْهِ حَجْرَةٌ مِنْ شِعْرٍ، فَمَا
زَادَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى الْمَدِينَةِ،
وَأَقَامَ هُنَاكَ بِالسُّنُحِ، بَعْدَمَا بُويِعَ لَهُ
سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، يَغْدُو عَلَى رِجْلَيْهِ وَرُبَّمَا
رَكِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَيُوَافِي الْمَدِينَةَ
فَيُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِالنَّاسِ، فَإِذَا صَلَّى
الْعِشَاءَ الآخِرَةَ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَكَانَ
يَحْلِبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمْ، فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ
بِالْخِلافَةِ، قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الْحَيِّ: الآنَ لا
يُحْلَبُ لَنَا مَنَائِحُنَا، فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ،
فَقَالَ: بَلَى، لَعَمْرِي لأَحْلِبَنَّهَا لَكُمْ،
وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا يُغَيِّرَنِي مَا دَخَلْتُ
فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ، فَكَانَ يَحْلِبُ
لَهُمْ، فَرُبَّمَا قَالَ لِلْجَارِيَةِ: أَتُحِبِّينَ
أَنْ أُرْغِيَ لَكُمْ أَوْ أَنْ أُصَرِّحَ؟ فَرُبَّمَا
قَالَتْ: أَرْغِ، وَرُبَّمَا، قَالَتْ: صَرِّحْ فَأَيَّ
ذَلِكَ قَالَتْ فَعَلَ
وله فِي تواضعه أخبار كثيرة، نقتصر منها عَلَى هَذَا القدر
[خلافته]
(834) أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ
بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ
الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مَعْرُوفِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ
أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكْرَوَيْهِ
الْبَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحَسَنِ
الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ،
عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
رَأَيْتُنِي عَلَى حَوْضٍ، فَوَرَدَتْ عَلَيَّ غَنَمٌ
سُودٌ وَبِيضٌ، فَأَوَّلْتُ السُّودَ: الْعَجَمَ،
وَالْعُفْرَ: الْعَرَبُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ
الدَّلْوَ مِنِّي، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ،
وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، فَجَاءَ
عُمَرُ فَمَلأَ الْحَوْضَ وَأَرْوَى الْوَارِدَ "
(835) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ
سُلَيْمَانَ بْنِ [ص:327] حَيْدَرَةَ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى
بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ
بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ "
(836) قال: وحَدَّثَنَا خيثمة، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن
ملاعب الْبَغْدَادِيّ، أَخْبَرَنَا خلف بْن الْوَلِيد،
أَخْبَرَنَا المبارك بْن فضالة، حَدَّثَني مُحَمَّد بْن
الزُّبَيْر، قَالَ: أرسلني عُمَر بْن عَبْد العزيز إِلَى
الْحَسَن الْبَصْرِيّ أسأله عَنْ أشياء، فصعدت إِلَيْه،
فإذا هُوَ متكئٌ عَلَى وسادة من أدم، فقلت: أرسلني إليك
عُمَر أسألك عَنْ أشياء، فأجابني فيما سَأَلْتُهُ عَنْهُ،
وقلت: اشفني فيما اختلف النَّاس فِيهِ: هَلْ كَانَ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استخلف أبا
بَكْر؟ فاستوى الْحَسَن قاعدًا، فَقَالَ: أَوْ فِي شك هُوَ
لا أبا لَكَ؟ إي والله الَّذِي لا إله إلا هُوَ، لقد
استخلفه، ولهو كَانَ أعلم بالله، وأتقى لَهُ، وأشد مخافة
من أن يموت عليها لو لم يأمره
(837) أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ
الطَّبَرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى،
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يُوسُفُ
بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دِينَارٍ
الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُصَلِّ أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ
"، قَالُوا: لَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ؟ قَالَ: " لا
يَنْبَغِي لأُمَّتِي أَنْ يَؤُمَّهُمْ إِمَامٌ، وَفِيهِمْ
أَبُو بَكْرٍ "
(838) أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُهُمَا،
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى السُّلَمِيِّ،
حَدَّثَنَا النَّصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْكُوفِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ
عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا
يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ
غَيْرُهُ "
(839) قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى، حَدَّثَنَا
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ
أَبِيهِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ
مُطْعِمٍ، أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ
أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا
بِأَمْرٍ، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ
لَمْ أَجِدْكَ؟ قَالَ: " إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي
أَبَا بَكْرٍ "
[ص:328]
(840) أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي
عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَرْدُوَيْهِ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ،
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ
الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ
الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،
قَالَ: " قَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَإِنِّي
لَشَاهِدٌ غَيْرُ غَائِبٍ، وَإِنِّي لَصَحِيحٌ غَيْرُ
مَرِيضٍ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُقَدِّمَنِي لَقَدَّمَنِي،
فَرَضِينَا لِدُنْيَانَا مَنْ رَضِيَهُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ لِدِينِنَا "
(841) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ
بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ
السَّمَرْقَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ
عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ
بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ
سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ،
عَنْ نُبَيْطٍ يَعْنِيَ ابْنَ شُرَيْطٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
عُبَيْدٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا
اشْتَدَّ مَرَضُهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ،
قَال: " مُرُوا بِلالا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا
بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ "، قَالَ: ثُمَّ أُغْمِيَ
عَلَيْهِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبِي رَجُلٌ
أَسِيفٌ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ، فَقَالَ: " أُقِيمَتِ
الصَّلاةُ؟ "، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسِيفٌ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ؟،
قَالَ: " إِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، مُرُوا بِلالا
فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
بِالنَّاسِ " ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: " أُقِيمَتِ
الصَّلاةُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " ادْعُوا إِلَيَّ
إِنْسَانًا أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ "، فَجَاءَتْ بُرَيْرَةُ،
وَإِنْسَانٌ آخَرُ، فَانْطَلَقُوا يَمْشُونَ بِهِ، وَإِنَّ
رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ فِي الأَرْضِ، قَالَ: "
فَأَجْلِسُوهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَذَهَبَ أَبُو
بَكْرٍ يَتَأَخَّرُ، فَحَبَسَهُ حتَّى فَرَغَ النَّاسُ،
فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قَالَ: وَكَانُوا قَوْمًا أُمِّيِّينَ
لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ نَبِيٌّ قَبْلَهُ، قَالَ عُمَرُ: لا
يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ إِلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي
هَذَا، قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ
رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَادْعُهُ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: فَذَهَبْتُ
فَوَجَدْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَأَجْهَشْتُ
أَبْكِي، قَالَ: لَعَلَّ نَبِيَّ اللَّهِ تُوُفِّيَ؟
قُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ، قَالَ: لا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ
بِمَوْتِهِ إِلا ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي هَذَا! قَالَ:
فَأَخَذَ بِسَاعِدِي ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي، حَتَّى
دَخَلَ، فَأَوْسَعُوا لَهُ، فَأَكَبَّ عَلَى رَسُولِ
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَادَ
وَجْهُهُ يَمَسُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ نَفْسَهُ حَتَّى اسْتَبَانَ
أَنَّهُ تُوُفِّيَ، فَقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ
مَيِّتُونَ} ، قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ،
فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ، قَالُوا: يَا صَاحِبَ
رَسُولِ اللَّهِ، هَلْ يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: يَجِيءُ
نَفَرٌ مِنْكُمْ، فَيُكَبِّرُونَ فَيَدْعُونَ
وَيَذْهَبُونَ حَتَّى يَفْرَغَ النَّاسُ، فَعَلِمُوا
أَنَّهُ كَمَا قَالَ، قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ
اللَّهِ، هَلْ يُدْفَنُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: أَيْنَ
يُدْفَنُ؟ قَالَ: حَيْثُ قَبَضَ اللَّهُ رُوحَهُ، فَإِنْ
لَمْ يَقْبِضْهُ، إِلا فِي مَوْضِعٍ طَيِّبٍ، قَالَ:
فَعَرَفُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ، ثُمَّ قَالَ: عِنْدَكُمْ
صَاحِبُكُمْ، [ص:329] ثُمَّ خَرَجَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْه
الْمُهَاجِرُونَ أَوْ مَنِ اجْتَمَعَ إِلَيْه مِنْهُمْ،
فَقَالَ: انْطَلِقُوا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ
الأَنْصَارِ، فَإِنَّ لَهُمْ فِي هَذَا الْحَقِّ نَصِيبًا،
قَالَ: فَذَهَبُوا حَتَّى أَتَوُا الأَنْصَارَ، قَالَ:
فَإِنَّهُمْ لَيَتَآمَرُونَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ
الأَنْصَارِ: مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَقَامَ
عُمَرُ وَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: سَيْفَانِ
فِي غِمْدٍ إِذَنْ لا يَصْطَحِبَانِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ
لَهُ هَذِهِ الثَّلاثَةُ: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ
يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}
مَعَ مَنْ؟ فَبُسِطَ يَدُ أَبِي بَكْرٍ، فَضُرِبَ
عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: بَايِعُوا، فَبَايَعَ
النَّاسُ أَحْسَنَ بَيْعَةً
(842) أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ،
بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ،
حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ
زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتِ الأَنْصَارُ: مِنَّا
أَمِيرٌ، وَمِنْكُم أَمِيرٌ، فَأَتَاهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ:
يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ "؟ فَأَيُّكُمْ
تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟،
فَقَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا
بَكْرٍ
(843) أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيٍّ
الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْحَسَنِ الْخِلَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ
النَّحَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا مشرفُ بْنُ سَعِيدٍ
الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،
عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قال:
كَانَ رُجُوعُ الأَنْصَارِ يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنِي
سَاعِدَةَ بِكَلامٍ، قَالَهُ عُمَرُ، قَالَ: أَنْشُدُكُمْ
بِاللَّهِ، " أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ
بِالنَّاسِ "؟، قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ:
فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يُزِيلَهُ عَنْ
مُقَامِهِ الَّذِي أَقَامَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: كُلُّنَا لا تَطِيبُ
أَنْفُسُنَا، نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
وَقَدْ وَرَدَ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثَ عُمَرَ، فِي
بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ،
تَرَكْنَاهُ لِطُولِهِ وَشُهْرَتِهِ
ولما توفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ارتجت مكَّة، فسمع بذلك أَبُو قحافة، فَقَالَ:
ما هَذَا؟ قَالُوا: قبض رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أمر جليل، فمن ولي بعده؟
قَالُوا: ابنك، قَالَ: فهل رضيت بذلك بنو عَبْد مناف، وبنو
المغيرة؟ قَالُوا: نعم، قَالَ: لا مانع لما أعطى اللَّه،
ولا معطي لما منع،
وكان عُمَر بْن الخطاب أول من بايعه، وكانت بيعته فِي
السقيفة يَوْم وفاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثُمَّ كانت بيعة العامة فِي الغد، وتخلف عَنْ
بيعته: عليّ، وبنو هاشم، والزبير بْن العوام، وخالد بْن
سَعِيد بْن العاص، وسعد بْن عبادة الْأَنْصَارِيّ، ثُمَّ
إن الجميع [ص:330] بايعوا بعد موت فاطمة بِنْت رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا سعد بْن
عبادة، فإنه لم يبايع أحدًا إِلَى أن مات، وكانت بيعتهم
بعد ستة أشهر عَلَى القول الصحيح، وقيل غير ذَلِكَ،
وقام فِي قتال أهل الردة مقامًا عظيمًا، ذكرناه فِي الكامل
فِي التاريخ.
(844) أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ
اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،
حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ
الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ
أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ
عَلِيًّا، يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا
نَفَعَنِي اللَّهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي، فَإِذَا
حَدَّثَنِي عَنْهُ غَيْرُهُ أَسْتَحْلِفُهُ، فَإِذَا
حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا
مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ
قَالَ مِسْعَرٌ: وَيُصَلِّي، وَقَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ
يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلا غَفَرَ
لَهُ "
[وفاته]
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: توفي أَبُو بَكْر رَضِي اللَّه
عَنْهُ، يَوْم الجمعة، لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة،
سنة ثلاث عشرة، وصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن الخطاب، وقَالَ
غيره: توفي عشي يَوْم الاثنين، وقيل: ليلة الثلاثاء، وقيل:
عشي يَوْم الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة.
(845) وأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الْقَاسِمِ
إجازة، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ
يُوسُفُ بْن عَبْد الواحد، حَدَّثَنَا شجاع بْن عليّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه بْن منده، قَالَ: وُلد
يعني أَبا بَكْر بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أيامًا،
ومات بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بسنتين وأشهر بالمدينة، وهو ابْنُ ثلاث وستين سنة، وكان
رجلًا أبيض نحيفًا، خفيف العارضين، معروق الوجه غائر
العينين، ناتئ الجبهة، يخضب بالحناء والكتم، وكان أول من
أسلم من الرجال، وأسلم أبواه لَهُ، ولوالديه ولولده، وولد
ولده صحبة رَضِي اللَّه عَنْهُمْ
(846) قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر
الفرضي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الجوهري، أَخْبَرَنَا
أَبُو عُمَر بْن حيوية، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف،
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن القهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد
بْن سعد، حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه
الأويسي، حَدَّثَني ليث بْن سعد، عَنْ عقيل، عَنِ ابْنِ
شهاب، أن أبا بَكْر، والحارث بْن كلدة كانا يأكلان خزيرة
أهديت لأبي بَكْر، فَقَالَ الحارث: ارفع [ص:331] يدك يا
خليفة رَسُول اللَّه، والله إن فيها لسم سنة، وأنا وأنت
نموت فِي يَوْم واحد، قَالَ: فرفع يده، فلم يزالا عليلين
حتَّى ماتا فِي يَوْم واحد، عند انقضاء السنة
(847) قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبِي بِإِسْنَادِهِ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سعد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر،
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، عَنِ الزُّهْرِيّ،
عَنْ عروة، عَنْ عَائِشَة، قَالَتْ: " كَانَ أول ما بدئ
مرض أَبِي بَكْر، أَنَّهُ اغتسل يَوْم الاثنين، لسبع خلون
من جمادى الآخرة، وكان يومًا باردًا، فحم خمسة عشر يومًا،
لا يخرج إِلَى صلاة، وكان يأمر عُمَر يصلي بالناس، ويدخل
النَّاس عَلَيْهِ يعودونه وهو يثقل كل يَوْم، وهو نازل
يومئذ فِي داره التي قطع لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجاه دار عثمان بْن عفان اليوم، وكان
عثمان ألزمهم لَهُ فِي مرضه، وتوفي مساء ليلة الثلاثاء
لثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، فكانت
خلافته سنتين، وثلاثة
أشهر وعشر ليال، وكان أَبُو معشر، يَقُولُ: سنتين وأربعة
أشهر إلا أربع ليال، وتوفي وهو ابْنُ ثلاث وستين سنة، مجمع
عَلَى ذَلِكَ فِي الروايات كلها، استوفى سن رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان أَبُو بَكْر ولد
بعد الفيل بثلاث سنين
وهو أول خليفة كَانَ فِي الْإِسْلَام، وأول من حج أميرا
فِي الْإِسْلَام، فإن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكَّة سنة ثمان، وسير أبا بَكْر
يحج بالناس أميرًا سنة تسع، وهو أول من جمع القرآن، وقيل:
عليّ بْن أَبِي طَالِب أولُ من جمعه، وكان سبب جمع أَبِي
بَكْر للقرآن ما ذكرناه فِي ترجمة عثمان بْن عفان، وهو أول
خليفة ورثه أَبُوهُ ".
وقَالَ زياد بْن حنظلة: كَانَ سببُ موت أَبِي بَكْر الكمد
عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ومثله قَالَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر،
ولما حضره الموت استخلف عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه
عَنْهُمَا، وَقَدْ ذكرنا ذلك فِي ترجمة عُمَر رَضِي اللَّه
عَنْهُ.
(3/324)
3067- عبد الله بن
عثمان بن عفان
د ع: عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن عفان بْن أَبِي العاص بْن
أمية بْن عَبْد شمس وأمه رقية بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبه كَانَ أَبُوهُ عثمان
يُكنى، ولد بأرض الحبشة.
قَالَ مصعب الزبيري: لما هاجر عثمان بْن عفان ومعه زَوْجَه
رقية بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ولدت لَهُ هناك غلامًا، سماه عَبْد اللَّه.
وروى عَبْد الكريم بْن روح بْن عنبسة بْن سَعِيد، مَوْلَى
عثمان بْن عفان، وكانت أمه أم عياش لرقية بِنْت رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَبِيهِ
روح بْن عنبسة، عَنْ جدته أم عياش، قَالَتْ: ولدت رقية
لعثمان غلامًا، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه، وكني عثمان بأبي عَبْد اللَّه،
وعاش ست سنين، ومات ودخل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبره، قَالَه الزُّبَيْر بْن بكار،
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
(3/331)
3068- عبد الله بن
العدوي
ب: عَبْد اللَّه بْن عدي العدوي من بني عدي، كَانَ اسمه
السائب، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
ضمان الدين نحو حديث أَبِي قَتَادَة، وفي حديثه: " ديناران
كيتان "، رَوَاهُ ابْنُ لهيعة، عَنْ أَبِي قبيل، حديثه فِي
المصريين، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
(3/332)
3069- عبد الله بن
عدي الأنصاري
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عدي الْأَنْصَارِيّ رَوَى عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، إِذَا
جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَارَّهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ
الْمُنَافِقِينَ، فَجَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلامِهِ، فَقَالَ: " أَلَيْسَ
يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ "، قَالَ: بَلَى،
وَلا شَهَادَةَ لَهُ، قَالَ: " أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ "،
قَالَ: بَلَى، وَلا صَلاةَ لَهُ، قَالَ: " أُولَئِكَ
الَّذِينَ نُهِيتُ عَنْ قَتْلِهِمْ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ
رَوَى عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَدِيٍّ، أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَخْبَرَهُ،
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: وَالصَّوَابُ هُوَ الأَوَّلُ.
(3/332)
3070- عبد الله بن
عدي بن الحمراء
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عدي بْن الحمراء الْقُرَشِيّ
الزُّهْرِيّ، من أنفسهم، وقيل إنه ثقفي حليف لهم يكنى أبا
عُمَر وقيل: أَبُو عَمْرو.
لَهُ صحبة، وهو من أهل الحجاز، وكان ينزل بين قديد وعسفان.
(848) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ
وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى،
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ
عَقِيلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ
بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيَّ، أَخْبَرَهُ، قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَةِ، وَهُوَ يَقُولُ:
" وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ
أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ
مِنْكِ لَمَا خَرَجْتُ ".
رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(3/332)
3071- عبد الله بن
عديس البلوي
د ع: عَبْد اللَّه بْن عديس البلوي أخو عَبْد الرَّحْمَن
نذكر نسبه عند أخيه، إن شاء اللَّه تَعَالى، يُقال: لَهُ
صحبة، شهد فتح مصر، وله بها خطة، ولا تعرف لَهُ رواية،
قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس، قيل: إنه كَانَ ممن بايع تحت
الشجرة، أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم
(3/333)
3072- عبد الله بن
عرابة
د ع: عَبْد اللَّه بْن عرابة الجهني روى عَنْهُ: مُعَاذُ
بْن عَبْد اللَّه بْن خبيب، أَنَّهُ قَالَ: أقبلنا مَعَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن غزوة
الفتح، حتَّى إِذَا كُنَّا بالكديد، أتاه ناس يسألونه
التسريح إِلَى أهليهم، فأذن لهم ...
وذكر الحديث، أَخْرَجَهُ ابن منده، وَأَبُو نعيم.
(3/333)
3073- عبد الله بن
عرفجة
د ع: عَبْد اللَّه بْن عرفجة السالمي من بني سالم بْن
مَالِك بْن الأوس قَالَ ابْنُ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد
بدرًا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ من بني غنم بْن سالم بْن مَالِك بْن الأوس:
عَبْد اللَّه بْن عرفجة.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
(3/333)
3074- عبد الله بن
عرفطة
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عرفطة بْن عدي بْن أمية بْن خدارة
بْن عوف الْأَنْصَارِيّ وخدارة أخو خدرة، قاله أَبُو
عُمَر، وجعله ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم من بني خدرة،
وقالا: قَالَ عروة، وابن شهاب، وابن إِسْحَاق، فِي تسمية
من شهد بدرًا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ من بني خدرة بْن عوف: عَبْد اللَّه بْن عرفطة،
وكان حليف بني الحارث بْن الخزرج، أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: كذا ذكره ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم من خدرة، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق، والذي عندنا من سيرة ابْنُ إِسْحَاق رواية
يونس بْن بكير، وعبد الملك بْن هشام، وسلمة بْن الفضل:
خدارة بزيادة ألف، وهُوَ أخو خدرة، ولعل الغلط إنَّما وقع
من الكاتب، والله أعلم.
(3/334)
3075- عبد الله أبو
عصام المزني
س: عَبْد اللَّه أَبُو عصام المزني أورده ابْنُ شاهين
رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ عِصَامِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اقْتُلُوا مَا لَمْ تَرَوْا
مَسْجِدًا، أَوْ تَسْمَعُوا مُؤَذِّنًا "، قَالَ:
فَأَتَيْنَا بَطْنَ نَخْلَةٍ، فَرَأَيْنَا رَجُلا،
فَقُلْنَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمْ
يُجِبْنَا، حتَّى قُلْنَا ثَلاثًا، وَقُلْنَا لَهُ: إِنْ
لَمْ تَقُلْ قَتَلْنَاكَ، قَالَ: ذَرُونِي أَقْضِي إِلَى
النِّسْوَانِ حَاجَةً، فَأَتَى امْرَأَةً مِنْهُنَّ،
فَقَالَ:
فَلا ذَنْبَ لِي قَدْ قُلْتُ إِذْ نَحْنُ جِيرَةٌ أَثِيبِي
بِوُدٍّ قَبْلَ إِحْدَى الصَّفَائِقِ
أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ تَشْحَطَ النَّوَى وَيَنْأَى
أَمِيرِي بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ
قَالَ: فَقَتَلْنَاهُ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَوَقَعَتْ
عَلَيْهِ، فَلَمْ تَزَلْ تَرْشِفُهُ حتَّى مَاتَتْ
عَلَيْهِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَتِ امْرَأَةٌ كَثِيرَةُ
الشَّحْمِ، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، قُلْتُ: وَهَذِهِ
الْقِصَّةُ كَانَتْ مَعَ بَنِي جُذَيْمَةَ، لَمَّا
أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ،
فَقَتَلَهُمْ خَطَئًا، فَوَدَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَتْلَى، وَاسْمُ الْمَرْأَةِ
حَبَيِشَّةُ، وَقَدْ أَتَيْنَا عَلَى الْقِصَّةِ
جَمِيعِهَا فِي الْكَامِلِ فِي التَّارِيخِ.
(3/334)
3076- عبد الله بن
عصام
د ع: عَبْد اللَّه بْن عصام الأَشْعَرِي عداده فِي أهل
الشام.
روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن محيريز، أَنَّهُ قَالَ: لعن
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرة: "
العاضهة والمعتضهة، يعني: الساحرة، والواشرة، والموتشرة "
...
الحديث يرد فِي عائذ، أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو
نعيم.
(3/335)
3077- عبد الله بن
عكيرة
د ع: عَبْد اللَّه بْن عكبرة يُقال إنه من اليمن روى حديثه
أَبُو أَحْمَد الزبيري، عَنْ حنظلة بْنُ عَبْد الحميد،
عَنْ عَبْد الكريم بْن أَبِي أُمية، عَنْ مجاهد، عَنْ
عَبْد اللَّه بْن عكبرة، وكانت لَهُ صحبة، قَالَ: التخليل
من السنة.
أَخْرَجَهُ أَبُو أَحْمَد العسكري، وأخرجه ابْنُ منده،
وَأَبُو نعيم.
(3/335)
3078- عبد الله بن
عكيم
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عكيم أَبُو معبد سكن الكوفة، أدرك
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره،
قَاله ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو عُمَر:
اختلف فِي سماعه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْهُ: زيد بْن وهب، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي
ليلى، وعيسى ابنه، وهلال الوزان، والقاسم بْن مخيمرة.
(849) أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَنَحْنُ بِأَرْضِ جُهَيْنَةَ: " أَنْ لا تَسْتَمْتِعُوا
مِنَ الْمَيْتَةِ بِشَيْءٍ مِنْ إِهَابٍ وَلا عَصَبٍ "،
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ مِنْ
غَيْرِ وَجْهٍ، وَفِي بَعْضِهَا، يَقُولُ: جَاءَنَا
كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِشَهْرٍ: " أَنْ لا
تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ، وَلا عَصَبٍ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(3/335)
3079- عبد الله بن
علقمة القرشي
عَبْد اللَّه بْن علقمة بْن المطلب بْن عَبْد مناف
الْقُرَشِيّ المطلبي يكنى أبا نبقة وهو والد هذيم وجنادة
قَالَ الطبري: أقطع لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر خمسين وسقًا، ذكره أَبُو
عُمَر، وَأَبُو مُوسَى فِي الكنى، ولم يخرجه ههنا واحدٌ
منهم
(3/336)
3080- عبد الله بن
عمار
ب: عَبْد اللَّه بْن عمار روى عَنْ: النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحديثه عندهم مرسل.
روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن يربوع.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا
(3/336)
3081- عبد الله بن
عمر الجرمي
: عَبْد اللَّه بْن عُمَر الجزمي يُقال: لَهُ صحبة من
حديثه، أَنَّهُ جاء بإداوة من عند النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها ماءٌ، قَدْ غسل فيها
وجهه، ومضمض، وغسل ذراعيه وقال لَهُ: " لا تردن ماء إلا
وملأت الإداوة عَلَى ما فيها، فإذا وردت بلادك فرش بها تلك
البيعة واتخذها مسجدًا ".
(3/336)
3082- عبد الله بن
عمر بن الخطاب
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب الْقُرَشِيّ
العدوي، يرد نسبه عند ذكر أَبِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى
أمه، وأم أخته حفصة: زينب بِنْت مظعون بْن حبيب الجمحية.
أسلم مَعَ أَبِيهِ وهو صغير لم يبلغ الحلم، وَقَدْ قيل: إن
إسلامه قبل إسلام أَبِيهِ، ولا يصح، وَإِنما كانت هجرته
قبل هجرة أَبِيهِ، فظن بعضُ النَّاس، أن إسلامه قبل إسلامه
أَبِيهِ، وأجمعوا عَلَى أَنَّهُ لم يشهد بدرًا، استصغره
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فردَّه،
واختلفوا فِي شهوده أحدًا، فقيل: شهدها، وقيل: رده رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ غيره ممن
لم يبلغ الحلمُ.
(850) أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،
قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ:
أَيُّ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْقَلُ لِلْحَدِيثِ؟، قَالُوا:
جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ، فَخَرَجَ عُمَرُ،
وَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ، وَأَنَا غُلَيْمٌ أَعْقِلُ كُلَّ
مَا رَأَيْتُ، حَتَّى أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا جَمِيلُ،
أَشَعَرْتَ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ؟، فَوَاللَّهِ مَا
رَاجَعَهُ الْكَلامَ حَتَّى قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ،
وَخَرَجَ عُمَرُ يَتْبَعُهُ، وَأَنَا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا
قَامَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ صَرَخَ: يَا مَعْشَرَ
قُرَيْشٍ، إِنَّ عُمَرَ قَدْ صَبَأَ، قَالَ: كَذَبْتَ،
وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ ...
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ والصحيح أن أول مشاهدة الخندق، وشهد
غزوة مؤتة مَعَ جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب رَضِي اللَّه
عَنْهُمْ أجمعين، وشهد اليرموك، وفتح مصر، وَإِفريقية،
وكان كَثِير الأتباع لآثار رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتَّى إنه ينزل منازله، ويصلي فِي كل
مكان صلى فِيهِ، وحتى إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل تحت شجرة، فكان ابْنُ عُمَر
يتعاهدها بالماء لئلا تيبس.
(851) أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: "
رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّمَا بِيَدِي قِطْعَةُ
إِسْتَبْرَقٍ، وَلا أُشِيرُ بِهَا إِلَى مَوْضِعٍ مِنَ
الْجَنَّةِ إِلا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَصَصْتُهَا
عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ
أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ "، أَوْ " إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ
رَجُلٌ صَالِحٌ "
(852) أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ
بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ عَلَيَّ، إِجَازَةً، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ، حَدَّثَنَا
أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ
الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الثَّقَفِيُّ،
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا الْخُنَيْسِيُّ يَعْنِي
مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:
خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ فِي بَعْضِ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ،
وَمَعَهُ أَصْحَابٌ لَهُ، وَوَضَعُوا السُّفْرَةَ لَهُ،
فَمَرَّ بِهِمْ رَاعِي غَنَمٍ فَسَلَّمَ، فَقَالَ ابْنُ
عُمَرَ: هَلُمَّ يَا رَاعِي، فَأَصِبْ مِنْ هَذِهِ
السُّفْرَةِ، فَقَالَ لَهُ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ ابْنُ
عُمَرَ: أَتَصُومُ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الْحَارِّ
الشَّدِيدِ سَمُومُهُ، وَأَنْتَ فِي هَذِهِ الْحَالِ
تَرْعَى هَذِهِ الْغَنَمَ؟، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي
أُبَادِرُ أَيَّامِي هَذِهِ الْخَالِيَةَ، فَقَالَ لَهُ
ابْنُ عُمَرَ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْتَبِرَ وَرَعَهُ:
فَهَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنَا شَاةً مِنْ غَنَمِكَ هَذِهِ
فَنُعْطِيَكَ ثَمَنَهَا وَنُعْطِيَكَ مِنْ لَحْمِهَا مَا
تُفْطِرُ عَلَيْهِ؟، قَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِي
بِغَنَمٍ، إِنَّهَا غَنَمُ سَيِّدِي، فَقَالَ لَهُ ابْنُ
عُمَرَ: فَمَا يَفْعَلُ سَيِّدُكَ إِذَا فَقَدَهَا؟،
فَوَلَّى الرَّاعِي عَنْهُ، وَهُوَ رَافِعٌ أُصْبُعَهُ
إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ: فَأَيْنَ اللَّهُ؟
قَالَ: فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يُرَدِّدُ قَوْلَ الرَّاعِي،
يَقُولُ: قَالَ الرَّاعِي: فَأَيْنَ اللَّهُ؟، قَالَ:
فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى مَوْلاهُ،
فَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمِ وَالرَّاعِي، فَأَعْتَقَ
الرَّاعِي، وَوَهَبَ مِنْهُ الْغَنَمَ
(853) قال: وأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو المعالي
مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر
البيهقي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ،
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سهل الفقيه، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيم بْن معقل، حَدَّثَنَا حرملة، حَدَّثَنَا ابْنُ
وهب، قَالَ: قَالَ مَالِك: " قَدْ أقام ابْنُ عُمَر بعد
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستين سنة
يفتي النَّاس فِي الموسم، وغير ذَلِكَ، قَالَ مَالِك: وكان
ابْنُ عُمَر من أئمة المسلمين "
(854) قَالَ: وأَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر
بْن عَبْد الباقي، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الجوهري،
وأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن حيوية، أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْر بْن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن القهم،
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، قَالَ: أخبرت عَنْ مجالد،
عَنِ الشَّعْبِيّ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَر جيد الحديث،
ولم يكن جيد الفقه.
وكان ابْنُ عُمَر شديد الاحتياط، والتوقي لدينه فِي
الفتوى، وكل ما تأخذ بِهِ نفسه، حتَّى إنه ترك المنازعة
فِي الخلافة مَعَ كثرة ميل أهل الشام إِلَيْه ومحبتهم
لَهُ، ولم يقاتل فِي شيء من الفتن، ولم يشهد مَعَ عليّ
شيئًا من حروبه، حين أشكلت عَلَيْهِ، ثُمَّ كَانَ بعد
ذَلِكَ يندم عَلَى ترك القتال معه.
(855) أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو غَانِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ
هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ،
أَخْبَرَنَا عَمِّي أَبُو الْمَجْدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّمِرِ الْحَارِثُ بْنُ
عَبْدِ السَّلامِ بْنِ رَغْبَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ خَالَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ
يَحْيَى الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنِي
أَبِي، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ حِينَ حَضَرَهُ
الْمَوْتُ: " مَا أَجِدُ فِي نَفْسِي مِنَ الدُّنْيَا،
إِلا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَزَادَ فِيهِ: مَعَ عَلِيٍّ.
وَكَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: مَا مِنَّا
إِلا مَنْ مَالَتْ بِهِ الدُّنْيَا وَمَالَ بِهَا، مَا
خَلا عُمَرَ، وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ.
وقَالَ لَهُ مروان بْن الحكم ليبايع لَهُ بالخلافة، وقَالَ
لَهُ: إن أهل الشام يريدونك، قَالَ: فكيف أصنع بأهل
العراق؟ قَالَ: نقاتلهم، قَالَ: والله لو أطاعني النَّاس
كلهم إلا أهل فدك، فإن قاتلتهم يقتل منهم رَجُل واحد، لم
أفعل، فتركه.
وكان بعد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يكثر الحج، وكان كَثِير الصدقة، وربما تصدق فِي المجلس
الواحد بثلاثين ألفًا.
قَالَ نافع: كَانَ ابْنُ عُمَر إِذَا اشتد عجبه بشيء من
ماله قربه لربه، وكان رقيقه قَدْ عرفوا ذَلِكَ مِنْهُ،
فربما لزم أحدهم المسجد، فإذا رآه ابْنُ عُمَر عَلَى تلك
الحال الحسنة أعتقه، فيقول لَهُ أصحابه: يا أبا عَبْد
الرَّحْمَن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك، فيقول ابْنُ
عُمَر: من خدعنا بالله انخدعنا لَهُ.
قَالَ نافع: ولقد رأيتنا ذات عشية، وراح ابْنُ عُمَر عَلَى
نجيب لَهُ قَدْ أخذه بمال، فلما أعجبه سيره أناخه بمكانه،
ثُمَّ نزل عَنْهُ، فَقَالَ: يا نافع، انزعوا عَنْهُ زمامه،
ورحله وأشعروه وجللوه وأدخلوه فِي البدن.
وقَالَ نافع: دخل ابْنُ عُمَر الكعبة، فسمعته وهو ساجد،
يَقُولُ: قَدْ تعلم يا ربي ما يمنعني من مزاحمة قريش عَلَى
الدنيا إلا خوفك.
وقَالَ نافع: كَانَ ابْنُ عُمَر إِذَا قَرَأَ هَذِهِ
الآية: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} بكى حتَّى يغلبه البكاء.
وقَالَ ابْنُ عُمَر: البرّ شيء هين، وجه طلق، وكلام لين.
وروى ابْنُ عُمَر، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فأكثر.
وروى عَنْ: أَبِي بَكْر، وعمر، وعثمان، وأبي ذر، ومعاذ
ابْنُ جبل، ورافع بْن خديج، وأبي هُرَيْرَةَ، وعائشة.
روى عَنْهُ: ابْنُ عَبَّاس، وجابر، والأغر المزني من
الصحابة.
وروى عَنْهُ من التابعين بنوه: سالم، وعبد اللَّه، وحمزة،
وَأَبُو سَلَمة، وحُميد ابنا عَبْد الرَّحْمَن، ومصعب بْن
سعد، وسعيد المسيب، وأسلم مَوْلَى عُمَر، ونافع مولاه،
وخلق كَثِير.
(856) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ بَدْرَانَ الْحُلْوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ
قَفَرْجَلٍ، حَدَّثَنَا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ، قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ،
وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي
الدُّنْيَا مَاتَ، وَهُوَ مُدْمِنُهَا، لَمْ يَشْرَبْ
مِنْهَا فِي الآخِرَةِ "
(857) وَأَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُسْلِمُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّيحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَمِيسٍ
الْجُهَنِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ طَوْقٍ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ
الْمَرْجِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ الْمَرْجِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
يَعْلَى، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا
فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا
بِبَعْضِ جَسَدِي، وَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ، كُنْ
فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ كَأَنَّكَ عَابِرُ
سَبِيلٍ، وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي أَهْلِ الْقُبُورِ "، ثُمَّ
قَالَ لِي: " يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، فَإِنَّهُ
لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، إِنَّما هِيَ
حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ، جَزَاءٌ بِجَزَاءٍ، وَقِصَاصٌ
بِقِصَاصٍ، وَلا تَتَبَرَّأْ مِنْ وَلَدِكَ فِي
الدُّنْيَا، فَيَتَبَرَّإِ اللَّهُ مِنْكَ فِي الآخِرَةِ،
فَيَفْضَحْكَ عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ، وَمَنْ جَرَّ
ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ " توفي عَبْد اللَّه بْن عُمَر سنة ثلاث
وسبعين، بعد قتل ابْنُ الزُّبَيْر بثلاثة أشهر، وكان سبب
قتله أن الحجاج أمر رجلًا فسم زج رمح وزحمه فِي الطريق،
ووضع الزج فِي ظهر قدامه، وَإِنما فعل الحجاج ذَلِكَ،
لأنَّه خطب يومًا وأخر الصلاة، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَر:
إن الشمس لا تنتظرك، فَقَالَ لَهُ الحجاج: لقد هممت أن
أضرب الَّذِي فِيهِ عيناك، قَالَ: إن تفعل فإنك سفيه مسلط.
وقيل: إن الحجاج حج مَعَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، فأمره
عَبْد الملك بْن مروان، أن يقتدي بابن عُمَر، فكان ابْنُ
عُمر يتقدم الحجاج فِي المواقف بعرفه وغيرها، فكان ذَلِكَ
يشق عَلَى الحجاج، فأمر رجلًا معه حربة مسمومة، فلصق بابن
عُمَر عند دفع النَّاس، فوضع الحربة عَلَى ظهر قدمه، فمرض
منها أيامًا، فأتاه الحجاج يعوده، فَقَالَ لَهُ: من فعل
بك؟ قَالَ: وما تصنع؟ قَالَ: قتلني اللَّه إن لم أقتله،
قَالَ: ما أراك فاعلًا، أنت أمرت الذي نخسني بالحرية،
فَقَالَ: لا تفعل يا أبا عَبْد الرَّحْمَن، وخرج عَنْهُ،
ولبث أيامًا، ومات وصلى عَلَيْهِ الحجاج.
ومات وهو ابْنُ ست وثمانين سنة، وقيل: أربع وثمانين سنة،
وقيل: توفي سنة أربع وسبعين، ودفن بالمحصب، وقيل بذي طوي،
وقيل: بفج، وقيل: بسرف.
قيل: كَانَ مولده قبل المبعث بسنة، وهذا يستقيم عَلَى قول
من يجهل مقام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بمكة بعد المبعث عشر سنين، لأنه توفي سنة ثلاث وسبعين،
وعمره أربع وثمانون سنة، فيكون لَهُ فِي الهجرة إحدى عشرة
سنة، فيكون مولده قبل المبعث بسنة، وأمَّا عَلَى قول من
ذهب إِلَى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لم يُجزه يَوْم أُحد، وكان لَهُ أربع عشرة سنة، وكانت أُحد
فِي السنة الثالثة، فيكون لَهُ فِي الهجرة إحدى عشرة سنة،
وأمَّا عَلَى قول من يَقُولُ: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقام بعد المبعث بمكة ثلاث عشرة سنة،
وأن عُمَر عَبْد اللَّه أربع وثمانون سنة، فيكون مولده بعد
المبعث بسنتين، وأمَّا عَلَى قول من يجعل عمره ستًا
وثمانين سنة، فيكون مولده وقت المبعث، والله أعلم
(3/336)
3083- عبد الله بن
عمرو بن الأحوص
س: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الأحوص
(858) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
الْخَطِيبُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا هِلالٌ الْحَفَّارُ، عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ
حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّهِ،
قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ رَاكِبًا،
فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ رَمَى الْجَمْرَةَ
فَلْيَزُمَّهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "، قَالَتْ:
وَرَأَيْتُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ حَجَرًا، قَالَتْ: فَرَمَى
وَرَمَى النَّاسُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ
مَعَهَا ابْنٌ لَهَا بِهِ مَسٌّ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ
اللَّهِ، ابْنِي هَذَا، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَتْ بَعْضَ
الأَخْبِيَةِ، فَجَاءَتْ بِتَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ
مَاءٌ، فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَمَجَّ فِيهِ، وَدَعَا فِيهِ
وَأَعَادَهُ، وَقَالَ: " اسْقِيهِ وَاغْسِلِيهِ فِيهِ "،
قَالَتْ: فَتَبِعْتُهَا، فَقُلْتُ: هَبِي لِي مِنْ هَذَا
الْمَاءِ، فَقَالَتْ: خُذِي مِنْهُ، فَأَخَذَتْ مِنْهُ
حَفْنَةً، فَسَقَيْتُهُ ابْنِي عَبْدَ اللَّهِ، فَعَاشَ،
فَكَانَ مِنْ بَرِّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ،
قَالَتْ: وَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ، فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ
ابْنَهَا بَرَأَ، وَأَنَّهُ غُلامٌ لا غُلامَ أَحْسَنُ
مِنْهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى عَمْرو هَذَا: بفتح العين، وسكون
الميم، وآخره واو
(3/341)
3084- عبد الله بن
عمرو بن بجرة
ب: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن بجرة بْن خلف بْن صداد بْن
عَبْد اللَّه بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كعب
الْقُرَشِيّ العدوي أسلم يَوْم الفتح، وقتل يَوْم اليمامة
شهيدًا، ولا نعلم لَهُ رواية، ذكره مُوسَى بْن عقبة، وابن
إِسْحَاق فيمن استشهد يَوْم اليمامة، من بني عدي بْن كعب،
وقَالَ أَبُو معشر: هُمْ بيت من اليمن تبناهم بجرة بْن
عَبْد اللَّه بْن قرط، أخرجه أَبُو عُمَر.
بجره: بضم الباء وسكون الجيم.
(3/342)
3085- عبد الله بن
عمرو الجمحي
ب: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو الجمحي مدني، روى عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ
كَانَ يأخذ من شاربه وظفره يَوْم الجمعة "، فِيهِ نظر.
روى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم ابْنُ قدامة، يعد فِي الشاميين،
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا
(3/342)
3086- عبد الله بن
عمرو بن حرام
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرام بْن ثعلبة بْن
حرام بْن كعب بْن غنم بْن سَلَمة بْن سعد بْن عليّ بْن أسد
بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ
الخزرجي السلمي، يكنى أبا جَابِر، بابنه جَابِر بْن عَبْد
اللَّه.
كَانَ عَبْد اللَّه عقبيا بدريًا نقيبًا، كَانَ نقيب بني
سَلَمة هُوَ، والبراء بْن معرور، ذكره عروة، وابن شهاب،
وموسى بْن عقبة، وابن إِسْحَاق، وغيرهم فيمن شهد بدرًا
وأُحدًا، وقتل يَوْم أحد.
(859) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سرَايَا
بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى،
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ
الْفُضَيْلِ بْنِ يَحْيَى الْفُضَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ الْمَنِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُتِلَ
أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَجِئْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ مُثِلَ
بِهِ، وَهُوَ مُغَطَّى الْوَجْهِ، فَجَعَلْتُ أَبْكِي،
وَجَعَلَ الْقَوْمُ يَنْهَوْنَنِي، وَرَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَنْهَانِي، قَالَ:
فَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو يَعْنِي عَمَّتَهُ
تَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " تَبْكِيهِ أَوْ لا تَبْكِيهِ مَا زَالَتِ
الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى
رَفَعْتُمُوهُ "
(860) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدَةَ التِّكْرِيتِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرْحَانِ
إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ الْوَاحِدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ الْحَذَّاءُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ ابْنُ
الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
بَشِيرِ بْنِ الْفَاكِهِ الأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ
طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نَظَرَ إِلَيَّ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: " مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا مُهْتَمًّا؟ "،
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُتِلَ أَبِي وَتَرَكَ
دَيْنًا وَعِيَالا، فَقَالَ: " أَلا أُخْبِرُكَ؟ مَا
كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ،
وَإِنَّهُ كَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا
عَبْدِي، سَلْنِي أُعْطِكَ "، قَالَ: " أَسْأَلُكَ أَنْ
تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا، فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً!
قَالَ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ لا يَرِدُونَ
إِلَيْهَا وَلا يَرْجِعُونَ، قَالَ: يَا رَبِّ، أَبْلِغْ
مَنْ وَرَائِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلا
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ}
ولما أراد أن يخرج إِلَى أُحد دعا ابنه جابرًا، فَقَالَ:
يا بني، إني لا أراني إلا مقتولًا فِي أول من يقتل، وَإِني
والله لا أدع بعدي أحدًا أعز عليّ منك، غير نفس رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِن عليّ
دينًا فاقض عني ديني، واستوص بأخواتك خيرًا، قَالَ:
فأصبحنا، فكان أول قتيل جدعوا أنفه وأذنيه، ودفن هُوَ
وعمرو بْن الجموح فِي قبر واحد، قَالَ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادفنوهما فِي قبر واحد،
فإنهما كانا متصافيين متصادقين فِي الدنيا ".
وكان عَمْرو أيضًا زوج أخت عَبْد اللَّه، واسمها هند بِنْت
عَمْرو بْن حرام.
قَالَ جَابِر: حفرت لأبي قبرًا بعد ستة أشهر، فحولته
إِلَيْه، فلما أنكرت مِنْهُ شيئًا إلا شعرات من لحيته،
كانت مستها الأرض.
(861) أَخْبَرَنَا أَبُو الحرم مكي بْن زيان بْن شبة
المقرئ النحوي، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يَحيى بْن يَحيى، عَنْ
مَالِك، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عبد
الرَّحْمَن بْن أَبِي صعصعة، أَنَّهُ بلغه أن عمرو بْن
الجموح، وعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرام الأنصاريين،
ثُمَّ السلميين كَانَ قَدْ حفر السيل عَنْ قبرهما، وكان
قبرهما مما يلي السيل، وكانا فِي قبر واحد، وكانا ممن
استشهد يَوْم أحد، فحفروا عَنْهُمَا ليغيروا من مكانهما،
فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس وكان أحدهما قَدْ وضع
يده عَلَى جرحه، فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عَنْ جرحه،
ثُمَّ أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين يَوْم أحد وبين
يَوْم حفر عَنْهُمَا ست وأربعون سنة وكان الذي قتل عَبْد
اللَّه أسامة الأعور بْن عُبَيْد، وقيل: بل قتله سُفْيَان
بْن عَبْد شمس أَبُو أَبِي الأعور السلمي.
أَخْرَجَهُ الثلاثة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرضاه.
(3/343)
3087- عبد الله بن
عمرو بن حزم
د ع: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حزم الْأَنْصَارِيّ، أخو
عمارة بْن عَمْرو بْن حزم، لَهُ ذكر فِي المغازي، ولا تعرف
لَهُ رواية، أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم
(3/344)
3088- عبد الله بن
عمرو بن الحضرمي
ب س: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الحضرمي حليف بْني أمية
قَالَ الواقدي: ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عَنْ عُمَر بْن الخطاب،
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وَأَبُو مُوسَى مختصرًا
(3/345)
3089- عبد الله بن
عمرو بن حلحلة
د ع: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حلحلة ذكر فِي الصحابة
وهو هُمْ.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
حلحةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالا:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ
مُحْتَلِمٍ وَالسِّوَاكُ ".
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
(3/345)
3090- عبد الله بن
عمرو الألهاني
: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن مخمر بْن عوثبان
بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن ألهان الألهاني وفد إِلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله عَنِ
اسمه، فَقَالَ: عَبْد العزي، قَالَ: أنت عَبْد اللَّه،
قَالَه ابْنُ الكلبي.
(3/345)
3091- عبد الله بن
عمرو بن الطفيل
ب: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الطفيل ذي النور
الْأَزْدِيّ، ثُمَّ الدوسي، وَقَدْ تقدم نسبه.
قَالَ الْحَسَن بْن عثمان: كَانَ من فرسان المسلمين، وأهل
الشدة، والنجدة، واستشهد يَوْم أجنادين سنة ثلاث عشرة،
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
(3/345)
3092- عبد الله بن
عمر بن العاص
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص بْن وائل بْن
هاشم بْن سَعِيد بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كعب بْن
لؤي الْقُرَشِيّ السهمي يكني أبا مُحَمَّد وقيل أَبُو
عَبْد الرَّحْمَن، أُمه ريطة بِنْت منبه بْن الحجاج
السهمي، وكان أصغر من أَبِيهِ باثنتي عشرة سنة.
أسلم قبل أَبِيهِ، وكان فاضلًا عالمًا قَرَأَ القرآن
والكتب المتقدمة، واستأذن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أن يكتب عَنْهُ، فأذن لَهُ،
فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، أكتب ما أسمع فِي الرضا
والغضب؟ قَالَ: " نعم، فإني لا أقول إلا حقًا ".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ما كَانَ أحد أحفظ لحديث رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني، إلا عَبْد
اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص، فإنه كَانَ يكتب ولا أكتب.
وقَالَ عَبْد اللَّه: حفظة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف مثل.
(862) أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ،
حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،
قَالَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي كَمْ أَقْرَأُ
الْقُرْآنَ؟ قَالَ: " اخْتِمْهُ فِي شَهْرٍ "، قُلْتُ:
إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " اخْتِمْهُ
فِي عِشْرِينَ "، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ
ذَلِكَ، قَالَ: " اخْتِمْهُ فِي خَمْسَ عَشْرَةَ "،
قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: "
اخْتِمْهُ فِي عَشْرٍ "، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ
مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " اخْتِمْهُ فِي خَمْسٍ "، قُلْتُ:
إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ " قَالَ: فَمَا
رَخَّصَ لِي
قَالَ مجاهد: أتيت عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، فتناولت صحيفة
تحت مفرشه، فمنعني، قلت: ما كنت تمنعني شيئًا، قَالَ:
هَذِهِ الصادقة، فيها ما سَمِعْتُ من رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس بيني وبينه أحد، إِذَا
سلمت لي هَذِهِ وكتابُ اللَّه والوهط، فلا أبالي علام كانت
عَلَيْهِ الدنيا؟، والوهط أرض كانت لَهُ يزرعها.
وقَالَ عَبْد اللَّه: لخير أعمله اليوم أحب إِلَى من مثليه
مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لأنا كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وَإِنا اليوم
مالت بنا الدنيا.
وشهد مَعَ أبيه فتح الشام، وكانت معه راية أَبِيهِ يَوْم
اليرموك، وشهد معه أيضًا صفين، وكان عَلَى الميمنة، قَالَ
لَهُ أَبُوهُ: يا عَبْد اللَّه، أخرج فقاتل، قَالَ: يا
أبتاه، أتأمرني أن أخرج فأقاتل، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعهد إليَّ ما
عهد؟ قَالَ: إني أنشدك اللَّه يا عَبْد اللَّه، ألم يكن
آخر ما عهد إليك رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أن أخذ بيدك فوضعها فِي يدي، وقَالَ: " أطع
أباك؟ "، قَالَ: اللهم بلى، قَالَ: فإني أعزم عليك أن تخرج
فتقاتل، فخرج فقاتل وتقلد سيفين، وندم بعد ذَلِكَ، فكان
يَقُولُ: ما لي ولصفين ما لي ولقتال المسلمين، لوددت أني
مت قبله بعشرين سنة، وقيل: إنه شهدها بأمر أبيه لَهُ، ولم
يقاتل.
قَالَ ابْنُ أَبِي مليكة، قَالَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو:
أما والله ما طعنت برمح، ولا ضربت بسيف، ولا رميت بسهم،
وما كَانَ رَجُل أجهد مني، رَجُل لم يفعل شيئًا من ذَلِكَ،
وقيل: إنه كَانَ الراية بيده، وقَالَ: قدمت النَّاس منزلة
أَوْ منزلتين.
(863) أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ
إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
بْنُ الْمُهْتَدِي.
ح، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبِي أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ
رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
كُنْتُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي حَلْقَةٍ فِيهَا أَبُو سَعِيدٍ
الْخُدْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَمَرَّ
بِنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَسَلَّمَ، فَرَدَّ الْقَوْمُ
السَّلامَ، فَسَكَتَ عَبْدُ اللَّهِ حتَّى فَرَغُوا،
فَرَفَعَ صَوْتَهُ، وَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى
الْقَوْمِ، فَقَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّ أَهْلِ
الأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ:
هُوَ هَذَا الْمَاشِي، مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً مُنْذُ
لَيَالِي صِفِّينَ، وَلأَنْ يَرْضَى عَنِّي أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمُرُ النَّعَمِ، فَقَالَ
أَبُو سَعِيدٍ: أَلا تَعْتَذِرُ إِلَيْه؟ قَالَ: بَلَى،
قَالَ: فَتَوَاعَدَا أَنْ يَغْدُوَا إِلَيْه، قَالَ:
فَغَدَوْتُ مَعَهُمَا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو سَعِيدٍ،
فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ لِعَبْدِ
اللَّهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ، فَلَمَّا
دَخَلَ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،
إِنَّمَا لَمَّا مَرَرْتَ بِنَا أَمْسِ ...
، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ حُسَيْنٌ: أَعَلِمْتَ يَا
عَبْدَ اللَّهِ أَنِّي أَحَبُّ أَهْلِ الأَرْضِ إِلَى
أَهْلِ السَّمَاءِ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ!
قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ قَاتَلْتَنِي، وَأَبِي
يَوْمَ صِفِّينَ؟ فَوَاللَّهِ لأَبِي كَانَ خَيْرًا
مِنِّي، قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنَّ عَمْرٌو شَكَانِي إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ
يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ، فَقَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا
عَبْدَ اللَّهِ، صَلِّ، وَنَمْ، وَصُمْ، وَأَفْطِرْ،
وَأَطِعْ عَمْرًا "، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ
صِفِّينَ أَقْسَمَ عَلَيَّ فَخَرَجْتُ، وَأَمَّا وَاللَّهِ
مَا اخْتَرَطْتُ سَيْفًا، وَلا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، وَلا
رَمَيْتُ بِسَهْمٍ، قَالَ: فَكَانَهُ وتوفي عَبْد اللَّه
سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة خمس وستين بمصر، وقيل: سنة سبع
وستين بمكة، وقيل: توفي سنة خمس وخمسين بالطائف، وقيل: سنة
ثمان وستين، وقيل: سنة ثلاث وسبعين، وكان عمره اثنتين
وسبعين سنة، وقيل: اثنتان وتسعون سنة، شك ابْن بكير فِي
سبعين وتسعين.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/345)
3093- عبد الله بن
عمرو بن عوف
عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عوف كَانَ فِي جملة الَّذِينَ
خرجوا إِلَى العرنيين الَّذِي قتلوا راعي رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَه الواقدي
(3/348)
3094- عبد الله بن
عمرو بن قيس
ب س: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن قيس بْن زَيْد بْن سواد
بْن مَالِك بْن غنم بْن النجار أَبُو أَبِي وغلب عَلَيْهِ
ابْنُ أم حرام وهو ابْنُ خالة أنس بْن مَالِك، أمه أم حرام
بِنْت ملحان، امْرَأَة عبادة بْن الصامت، فهو ربيب عبادة،
عُمَر حتَّى روى عَنْهُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة.
(864) أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ:
رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو ابْنِ أُمِّ حَرَامٍ
الأَنْصَارِيَّ، وَقَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَتَيْنِ،
وَعَلَى خَزٍّ أَغْبَرَ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى
مَنْكِبَيْهِ، فَظَنَّ كَثِيرٌ أَنَّهُ رِدَاءٌ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو مُوسَى
(3/348)
3095- عبد الله بن
عمرو بن لويم
د ع: عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن لويم وقيل عَبْد اللَّه
بْن عَامِر يعد فِي الصحابة، روى مسعر، عَنْ عُبَيْد ابْنُ
الْحَسَن، عَنْ عَبْد اللَّه بْن معقل، عَنْ رجلين أحدهما
من مزينة، أحدهما عَنِ الآخر: عَبْد اللَّه بْنُ عَمْرو
بْن لويم، والآخر غالب بْن أبجر.
قَالَ مسعر: وأرى غالبًا الَّذِي أتى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنه لم يبق من مالي إلا
حمرات، قَالَ: " فأطعم أهلك من سمين مَالِك، فإني قذرت لهم
جوال، القرية ".
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو عُمَر،
قَالَ: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مليل المزني، لَهُ
صحبة، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو
بْن مليل المزني، قَالَ: وقَالَ ابْنُ أَبِي خيثمة: لَهُ
صحبة، قَالَ أَبُو حاتم: لا أعرفه، وروى العسكري الحديث
الَّذِي رَوَاهُ مسعر، عَنْ عُبَيْد بْن الْحَسَن، عَنِ
ابْنِ معقل، عَنْ رجلين من مزينة، وَقَدْ تقدم فِي أول
الترجمة كأنه جعلهما واحدًا، وهو الصحيح، وَإِنما اختلفوا
فِي الجد، والله أعلم
(3/348)
3096- عبد الله بن
عمرو أبو هريرة
س: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَبُو هُرَيْرَةَ سماه الواقدي
هكذا، وقَالَ: توفي سنة تسع وخمسين، وهو ابْنُ ثمان وخمسين
سنة، وكان ينزل ذا الحليفة، وله دار بالمدينة تصدق بها
عَلَى مواليه، ويرد فِي كنيته، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى،
وَقَدْ اختلف فِي اسم أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى نحو من عشرين
وجهًا، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى
(3/349)
3097- عبد الله بن
عمرو بن هلال
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن هلال وقيل ابْنُ
شرحبيل المزني والد علقمة، وبكر ابني عَبْد اللَّه، وهو
أحد البكائين الَّذِي نزلت فيهم: {وَلا عَلَى الَّذِينَ
إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا
أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} ....
الآية، وكانوا ستة نفرٍ.
روى عَنْهُ: ابْنُ علقمة، وابن بريدة.
لَهُ صحبة، ورواية، وكان ابنه بَكْر من جلة أهل البصرة،
كَانَ يُقال: الْحَسَن شيخها، وبكر فتاها.
(865) أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ فَضَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَهَى نَبِيُّ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " عَنْ كَسْرِ
سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةِ بَيْنَهُمْ، إِلا
مِنْ بَأْسٍ " وروى عَنْهُ ابنه علقمة، قَالَ: قَالَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا
اشترى أحدكم لحمًا فليكثر مرقه ".
أَخْرَجَهُ الثلاثة 13203 ب د ع:
(3/349)
3098- عبد الله بن
عمرو بن هلال
عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن وهب بْن ثعلبة بْن وقش بْن
ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ
الخزرجي ثُمَّ الساعدي قَالَ ابْنُ شهاب، وابن إِسْحَاق،
فِي تسمية من قتل يَوْم أحد، من بني ساعدة: عَبْد اللَّه
بْن عَمْرو، ونسبه ابْنُ إِسْحَاق إِلَى طريف، أَخْرَجَهُ
الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: كل من كَانَ من بني طريف،
فهو من رهط سعد بْن ابْنُ مُعَاذٍ.
قلت: وَقَدْ نقله ابْنُ منده، عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق، أَنَّهُ من رهط سعد بْن مُعَاذٍ، وكذلك
هُوَ فيما رويناه عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، وهو
وهم، والصواب: سعد بْن عبادة، فإن سعد بْن مُعَاذ من
الأوس، وبنو طريف من ساعدة من الخزرج، وبنو ساعدة قبيلة
سعد بْن عبادة، رَأَيْت كلام ابْنُ منده، وأبي عَمْرو فِي
عدة نسخ صحاح، فليس من الناسخ، والله أعلم، والعجب من يونس
يذكره فِي الخزرج، ثُمَّ فِي بني ساعدة، ويقول: ومن بني
طريف: عَبْد اللَّه بْن وهب بْن عَمْرو، رهط سعد بْن
مُعَاذٍ، فكيف يكون من رهط ابْنُ مُعَاذٍ، وهو من الأوس،
وهذا من الخزرج، وَقَدْ خالف يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق
عَبْد الملك بْن هشام، وسلمة، وَإِبْرَاهِيم بْن سعد،
فقالوا عَنْهُ: رهط سعد بْن عبادة، وهو الصواب 13204 ب:
(3/350)
3099- عبد الله بن
عمرو بن وقدان
عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن وقدان بْنُ عَبْد شمس بْن
عَبْد ود العامري المعروف بابن السعدي، وَقَدْ تقدم ذكره
فِي عَبْد اللَّه بْن السعدي، أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر
(3/350)
3100- عبد الله بن
عمرو اليشكري
س: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو اليشكري كَانَ اسمه الأعرس،
فيما ذكره ابْنُ شاهين روى أَبُو سنان الحنفي، قَالَ: أول
حي أدوا إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ صدقتهم حي بني اليشكر، فأتي الأعرس بْن عَمْرو،
فَقَالَ: " من أنت؟ "، قَالَ: أَنَا الأعرس بْن عَمْرو،
قَالَ: لا، " ولكنك عَبْد اللَّه ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى
(3/351)
3101- عبد الله بن
عمير الأشجعي
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عمير الأشجعي لَهُ صحبة، عدداه
فِي أهل المدينة، سَمِعَ رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا خرج عليكم خارج يشق عصا
المسلمين ويفرق جماعتهم، فاقتلوه، ما استثنى أحدًا ".
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/351)
3102- عبد الله بن
عمير الخطمي
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عمير الخطمي من بني خطمة بْن جشم
بْن مَالِك بْن الأوس، أنصاري أوسي، ثُمَّ خطمي يعد فِي
أهل المدينة، كَانَ أعمى وجاهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أعمى، وكان يؤم فِي مسجد
بني خطمة.
روى جرير، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد
اللَّه بْن عمير: أَنَّهُ كَانَ إمام بني خطمة عَلَى عهد
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو
معاوية، عَنْ هشام، عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ: عَنْ عدي بْن
عميرة، أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/351)
3103- عبد الله بن
عمير السدوسي
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عمير السدوسي لَهُ صحبة، وفد
إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَوَى عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَيْرٍ السَّدُوسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،
أَنَّهُ جَاءَنَا بِإِدَاوَةٍ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ غَسَلَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا
وَجْهَهُ، وَمَضْمَضَ فِي الْمَاءِ، وَغَسَلَ يَدَيْهِ
وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ مَلأَ الإِدَاوَةَ، وَقَالَ: " لا
تَرِدَنَّ مَاءٌ إِلا مَلأَتِ الإِدَاوَةَ عَلَى مَا
بَقِيَ فِيهَا، فَإِذَا أَتَيْتَ بِلادَكَ فَرُشَّ تِلْكَ
الْبَيْعَةَ، وَاتَّخِذْهَا مَسْجِدًا "، قَالَ:
فَاتَّخَذُوهُ مَسْجِدًا، قَالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ أَنَا
فِيهِ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
(3/351)
3104- عبد الله بن
عمير بن عدي
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عمير بْن عدي بْن أمية بْن خدارة
بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ شهد بدرًا
فِي قول الجميع، كذا نسبه أَبُو عُمَر، وأمَّا ابْنُ منده
وَأَبُو نعيم، فجعلاه خدريًا من بني خدرة بْن عوف، وخدرة
وخدارة أخوان.
وقَالَ ابْنُ ماكولا: هُوَ عَبْد اللَّه بْن عمير بْنُ
حارثة بْن ثعلبة بْن خلاس بْن أمية بْن خدارة، قَالَ عروة،
وابن شهاب، وابن إِسْحَاق: إنه شهد بدرًا، وقَالَ ابْنُ
منده: وقَالَ يعني عروة فِي موضع آخر: عَبْد اللَّه بِن
عرفطة.
والذي رأيناه فِي كتب المغازي، أَنَّهُ من خدارة بزيادة
ألف، لا منخدرة، وهو الصحيح، وأمَّا قول ابْنِ منده، عَنْ
عروة، أَنَّهُ قَالَ في موضع آخر: عَبْد اللَّه بْن عرفطة،
فلا شك أن ابْنُ منده قَدْ ظن أن عَبْد اللَّه بْن عدي قيل
فِي أَبِيهِ: عرفطة، وَإِنما هما اثنان، شهدا بدرًا.
(866) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ
يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا،
قَالَ: ومن بني خدارة: تميم بْن يعار بْن قيس وعبد اللَّه
بْن عمير وزيد بْن المزين بْن قيس وعبد اللَّه بْن عرفطة،
أربعة نفر.
فقد جعلهما اثنين كما ترى، ثُمَّ قَالَ: أربعة نفر، فهذا
تأكيد فِي أنهما اثنان، والله أعلم، وكذلك قَالَ غيره،
ثُمَّ قَالَ ابْنُ إِسْحَاق، ومن بني الأبجر، وهو بنو
خدرة، وذكرهم، أَخْرَجَهُ الثلاثة خلَّاس: بتشديد اللام،
وفتح الخاء المعجمة 13210 س:
(3/352)
3105- عبد الله بن
عمير الليثي
عَبْد اللَّه بْن عمير بْن قَتَادَة الليثي وأورده ابْنُ
شاهين.
(867) أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إذنًا، عَنْ كتاب أَبِي
بَكْر بْن الحارث، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَد العطار،
أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْص بْن شاهين، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن
بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خيثمة، حَدَّثَنَا
أَبِي، حَدَّثَنَا جرير بْن عَبْد الحميد، حَدَّثَنَا هشام
بْن عروة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عمير،
أَنَّهُ كَانَ أم بني خطمة وهو أعمى، عَلَى عهد رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجاهد مَعَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أعمى
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، وقَالَ: كذا ترجم لَهُ ابْنُ
شاهين، ويمكن أن يكون غير الليثي، لأن بني خطمة من
الأنصار، وهم غير بني ليث.
قلت: هَذَا كلام أَبِي مُوسَى، وهذا عَبْد اللَّه بْن عمير
الخطمي الأعمى، قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ منده مثل ما ذكره
أَبُو مُوسَى، وَقَدْ تقدم ذكره قبل هَذِهِ الترجمة، وروى
لَهُ هَذَا الحديث، عَنْ جرير بِإِسْنَادِهِ مثله، ولا
أدري من أَيْنَ أتي أَبُو مُوسَى، فإن كَانَ لأجل زيادة
قَتَادَة فِي نسبه، فهذا لا يوجب استدراكًا عَلَيْهِ،
وَإِن كَانَ لأجل، أَنَّهُ قيل فِيهِ: ليثي، فهذا غلط من
قائله لا يوجب استدراكًا أيضًا، فإن كَانَ كل من يغلط،
يجعل غلطه استدراكًا، فهذا يخرج عَنِ الحد، لا سيما فِي
زمننا هَذَا مَعَ غلبة الجهل، فلم يكن لاستدراكه وجه.
وقولُه: يمكن أَيْنَ يكون غير الليثي فلا شبهة أَنَّهُ
غيره، لأن خطمة من الأنصار، والأنصار من الأزد، وهم من أهل
اليمن، وليث من كنانة، وكنانة من مضر، فكيف يُقال: يمكن أن
يكون غيره! ولعل قولُه ليثي غلط من الناسخ، أَوْ قَدْ سقط
من الكتاب ما بعد الليثي، وبعض ترجمة الْأَنْصَارِيّ، وبقي
حديثه، فظنه بعض من رآه أن الحديث لليثي، وليس لَهُ، والله
أعلم، وقولُه فِي الحديث: إنه كَانَ يؤم بني خطمة يدل
عَلَى أَنَّهُ خطمي، لأن إمام كل قبيلة كَانَ منها، لنفور
طباع العرب أن يتقدم عَلَى القبيلة من غيرها، والله أعلم
13211 د ع:
(3/352)
3106- عبد الله بن
عميرة
عَبْد اللَّه بْن عميرة بزيادة هاءٍ في آخره، أدرك
الجاهلية، ولا تصح صحبته، يعد فِي الكوفيين.
روى روح، عَنْ شُعْبَة، عَنْ سماك بْن حرب، عَنْ عَبْد
اللَّه بْن عميرة، وكان قائد الأعشى فِي الجاهلية،
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم، وقَالَ الأمير أَبُو
نصر: عَبْد اللَّه بْن عميرة، يعني: بفتح العين، وكسر
الميم، حديثه في الكوفيين.
روى عَنْ: جرير، وغيره.
روى عَنْهُ: سماك بْن حرب، وقَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيم
الحربي: لا أعرف عَبْد اللَّه بْن عميرة، وَإِنما أعرف
عميرة بْن زياد الكندي، حدث عَنْ عَبْد اللَّه، إن كَانَ
هَذَا ابنه، وَإِلا فلا أعرفه 13212 د ع:
(3/353)
3107- عبد الله بن
عنبة
عَبْد اللَّه بْن عنبة أَبُو عنبة الخولاني سماه الطبراني
فِي معجمه، وعداده فِي الشاميين، سكن حمص روى عَنْهُ:
مُحَمَّد بْن زياد الألهاني، وبكر بْن زرعة، وغيرهما.
أسلم عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ولم يره، وقيل: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصلى القبلتين.
رَوَى الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ، عَنْ
بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ الْخَوْلانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلانِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِمَّنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ، وَأَكَلَ الدَّمَ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا يَزَالُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ يَغْرِسُ غَرْسًا فِي هَذَا الدِّينِ،
يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ ".
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
(3/354)
3108- عبد الله بن
عنمة المزني
د ع: عَبْد اللَّه بْن عنمة المزني لَهُ صحبة، شهد فتح
مصر، ذكره مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي، وقَالَ: شهد فتح
الإسكندرية الثَّاني، لَهُ ذكر فِي الصحابة، قاله أَبُو
سَعِيد بْن يونس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.
13214
(3/354)
3109- عبد الله بن
عوسجة البجلي
س: عَبْد اللَّه بْن عوسجة البجلي ثُمَّ العرني كَانَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه
بكتابه إِلَى بني حارثة بْن عَمْرو بْن قريط، يدعوهم إِلَى
الْإِسْلَام، فأخذوا الصحيفة فغسلوها، فرقعوا بها أسفل
دلوهم، وَأَبُو أن يجيبوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أذهب اللَّه عقولهم فهم أهل سفة،
وكلام مختلط ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى 13215 د ع:
(3/354)
3110- عبد الله بن
عوف
عَبْد اللَّه بْن عوف روى عَنْ: النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ يَحيى بْن يونس الشيرازي
فِي كتابه.
(868) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ،
فِي كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ
عَطِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
الإِيمَانُ يَمَانٍ ".
قَالَ مَحْمُودُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُمَيْعٍ: هُوَ
مِنْ تَابِعِي أَهْلِ الشَّامِ، مِنَ الطَّبَقَةِ
الثَّالِثَةِ مِنْ عُمَّالِ مِصْرَ ابْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
13216 س:
(3/355)
3111- عبد الله بن
عوف الأشج
عَبْد اللَّه بْن عوف الأشج من الوفد، نزل البصرة، قَالَ
ابْنُ شاهين، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.
10017 س:
(3/355)
3112- عبد الله بن
عوف بن عبد عوف
عَبْد اللَّه بْن عوف بْن عَبْد عوف بْن عَبْد الحارث بْن
زهرة أخو عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
قَالَ ابْنُ شاهين: أسلم يَوْم الفتح، أخوه الأسود لَهُ
دار بالمدينة، قَالَ الزُّبَيْر: لم يهاجر، يعني عَبْد
اللَّه بْن عوف، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا.......
(3/355)
3113- عبد الله بن
أبي عوف
عَبْد اللَّه بْن أَبِي عوف بْن عويف بْن مَالِك بْن كيسان
بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن يشكر بْن عليّ بْن مَالِك بْن
سعد بْن نذير بْن قسر بْن عبقر بْن أنمار بْن إراش البجلي
كَانَ اسمه عَبْد شمس فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه لما وفد إِلَيْه، قاله
ابْنُ الكلبي.
(3/355)
3114- عبد الله بن
عويم
د ع: عَبْد اللَّه بْن عويم بْن ساعدة الْأَنْصَارِيّ
ويذكر نسبه عند ذكر أَبِيهِ إن شاء اللَّه تَعَالى فِي
عداده فِي أهل المدينة اختلف فِي اسمه رَوَى مُحَمَّدُ
بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
اخْتَارَنِي، وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا، فَجَعَلَ لِي
مِنْهُمْ وُزَرَاءَ وَأَنْصَارًا، فَمَنْ سَبَّهُمْ
فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ ".
ورواه جماعة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عَنْ عَبْد
الرَّحْمَن بْن سالم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عويم بْن
ساعدة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه، وهو الصواب.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
عويم: بضم العين، تصغير عام
(3/356)
3115- عبد الله بن
عياش
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن عياش بْن أَبِي رَبِيعة واسم
أَبِي رَبِيعة عَمْرو بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن
عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي.
ولد بأرض الحبشة، يكنى أبا الحارث، وأمه أسماء بِنْت مخربة
بْن جندل بْن أبير بْن نهشل التميمية.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وروى عَنْ: عُمَر غيره، فمما روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما رَوَاهُ عَنْهُ عَبْد
اللَّه بْن الحارث، قَالَ: دخل رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض بيوت آل أَبِي رَبِيعة،
إما لعيادة مريض، وَإِما لغير ذَلِكَ، فقالت لَهُ أسماء
بِنْت مخربة التميمية، وهي أم عياش بْن أَبِي رَبِيعة: يا
رَسُول اللَّه، ألا توصيني؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا أم الْجُلاس، ائتي إِلَى
أختك ما تحبين أن تأتي إليك "، وأتي رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصبي من ولد عياش، وكانت أم
الجلاس ذكرت لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مرضًا بالصبي، فأخذه رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعل يرقيه ويتفل عَلَيْهِ،
وجعل الصبي يتفل عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعل بعض أهل البيت ينتهر الصبي، ورسول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكفهم عَنْ
ذَلِكَ.
روى عَنْهُ: بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، ونافع
مَوْلَى ابْنُ عمر، وغيرهما.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت قولهم: فقالت لَهُ أسماء بِنْت مخربة التميمية، وهي أم
عياش: يا رَسُول اللَّه، فأم عياش هِيَ أم أَبِي جهل،
وَهِيَ لم تسلم، ويرد ذكرها فِي ابنها عياش، ويرد الكلام
عليها، وعلى أسماء بِنْت مخربة، أم عَبْد اللَّه هذا في
أسماء بنت سلامة بْن مخرمة، فإن أم عَبْد اللَّهِ هِيَ
بِنْت أخي أسماء بِنْت مخربة أم عياش، وأبي جهل، وَقَدْ
نسبوها ههنا إِلَى جدها، فربما يظن بعض من يراه أَنَّهُ
غلط، والله أعلم
(3/356)
3116- عبد الله بن
غالب
ب: عَبْد اللَّه بْن غالب الليثي من كبار الصحابة بعثه
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سرية
سنة اثنتين من الهجرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا
(3/357)
3117- عبد الله بن
الغسيل
د ع: عَبْد اللَّه بْن الغسيل مجهول.
روى عَنْهُ: عَامِر بْن الأسود، يعد فِي بادية البصرة.
حَدَّثَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ
الْبَرَاءِ بْنِ قَبِيصَةَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الأَسْوَدِ الْعَبْقَسِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْغَسِيلِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَمَرَّ بِالْعَبَّاسِ، فَقَالَ: يَا عَمِّ، اتْبَعْنِي
بِبَنِيكَ، فَانْطَلَقَ بِسِتَّةٍ مِنْ بَنِيهِ:
الْفَضْلِ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ،
وَقُثَمَ، وَمَعْبَدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ،
فَأَدْخَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَيْتًا، وَغَطَّاهُمْ بِشَمْلَةٍ سَوْدَاءَ
مُخَطَّطَةٍ بِحُمْرَةٍ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِنَّ
هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَعِتْرَتِي، فَاسْتُرْهُمْ مِنَ
النَّارِ كَمَا سَتَرْتَهُمْ بِهَذِهِ الشَّمْلَةِ "،
فَمَا بَقِيَ فِي الْبَيْتِ مَدَرَةٌ وَلا بَابٌ إِلا
أَمِنَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قلت: قَدْ كَانَ يُقال لعبد اللَّه بْن حنظلة بْن أَبِي
عَامِر الْأَنْصَارِيّ: ابْنُ الغسيل، لأن أباه حنظلة قتل
يَوْم أحد، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " إن الملائكة تغسله "، فقيل لابنه: ابْنُ
الغسيل، وله صحبة أيضًا.
(3/357)
3118- عبد الله
الغفاري
د: عَبْد اللَّه الغفاري أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، ولم يزد
عَلَى هَذَا القدر.
(3/358)
3119- عبد الله بن
غنام
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن غنام بْن أوس بْن مَالِك بْن
بياضة الْأَنْصَارِيّ البياضي لَهُ صحبة يعد فِي أهل
الحجاز
(869) أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَلِيٍّ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ
الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ وَإِسْمَاعِيلُ، قَالا: حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَنَّامٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ
حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ
نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ، لا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ
الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ
يَوْمِهِ، وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي فَقَدْ
أَدَّى شُكْرَ لَيْلَتِهِ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَقَدْ
صَحَّفَ فِيهِ بَعْضُ الرُّوَاةِ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ
وَهْبٍ، فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ،
وَقِيلَ: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنَّامٍ، وَقِيلَ:
ابْنُ غَنَّامٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَهُ، وَقَدْ
رَوَاهُ ابْنُ مَنْدَهْ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ
الْوُحَاظِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ
سُلَيْمَانَ، فَقَالَ: عَنِ ابْنِ غَنَّامٍ، وَلَمْ
يَذْكُرَ اسْمَهُ
(3/358)
3120- عبد الله بن
فضالة الليثي
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن فضالة الليثي أَبُو عَائِشَة روى
عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: ولدت فِي الجاهلية، فعق أَبِي عني
بفرس وَإِسناده ليس بالقائم، واختلف فِي إتيانه النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فروى مسلمة بْن علقمة،
عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند، عَنْ أَبِي حرب بْن أَبِي
الأسود، عَنْ عَبْد اللَّه بْن فضالة، أَنَّهُ أتى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورواه خَالِد
الواسطي، وزُهير بْن إِسْحَاق، عَنْ دَاوُد، عَنْ أَبِي
حرب، عَنْ عَبْد اللَّه بْن فضالة، عَنْ أَبِيهِ، وهو أصح،
قَالَهُ أَبُو عُمَر.
وقَالَ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم: لا تصح لَهُ صحبة، عداده
فِي التابعين، وذكره بعض النَّاس فِي الصحابة، قَالَ
خليفة: كَانَ عَبْد اللَّه بْن فضالة عَلَى قضاء البصرة،
وقَالَ أَبُو عُمَر: ما رَوَاهُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو عندهم مرسل عَلَى أَنَّهُ
قَدْ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا
يختلف فِي صحبة أَبِيهِ، ويذكر فِي بابه، إن شاء اللَّه
تَعَالى.
(3/358)
3121- عبد الله بن
فضالة المزني
س: عَبْد اللَّه بْن فضالة المزني قَالَ أَبُو مُوسَى:
كأنه غير الليثي، روى إِبْرَاهِيم بْن جَعْفَر، عَنْ عَبْد
اللَّه بْن سَلَمة الجبيري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بْن
مرة الجهني، وعبد اللَّه بْن فضالة المزني، وكانت لَهُ
صحبة، عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه: أنهم كانوا يقولون:
عليّ بْنُ أَبِي طَالِب أول من أسلم.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى
(3/359)
3122- عبد الله أبو
قابوس
د ع: عَبْد اللَّه أَبُو قابوس غير منسوب عداده فِي أهل
الكوفة اختلف فِي اسمه فقيل اسمه المخارق رَوَى سِمَاكٌ،
عَنْ قَابُوسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
جَاءَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَهِيَ امْرَأَةُ الْعَبَّاسِ
إِلَى النَّبِيِّ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي
رَأَيْتُ بَعْضَ جِسْمِكَ فِي بَيْتِي، فَقَالَ: " خَيْرٌ
رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلامًا، فَتُرْضِعِينَهُ
بِلَبَنِ قُثَمَ "، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَالَ عَلَيْهِ،
فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا.
فَقَالَ: " أَوْجَعْتِ ابْنِي، رَحِمَكِ اللَّهُ "، ثُمَّ
قَالَ: " النَّضْحُ مِنَ الْغُلامِ، وَالْغُسْلُ مِنَ
الْجَارِيَةِ "، لَمْ يَذُكْر فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ
وَلَدَ فَاطِمَةَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
(3/359)
3123- عبد الله بن
قارب
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن قارب أَبُو وهب الثقفي وقيل ابْنُ
مأرب روى عَنْهُ ابْنُ وهب، أَنَّهُ قَالَ: كنت مَعَ
أَبِي، فرأيت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يدعو بيده: " رحم اللَّه المحلقين "، فَقَالَ
رَجُل: يا رَسُول اللَّه، والمقصرين؟ فَقَالَ فِي الثانية،
أَوْ الثالثة: " والمقصرين "، يذكر الاختلاف فِيهِ، فِي
أَبِيهِ قارب، إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ الثلاثة 13227:
(3/359)
3124- عبد الله بن
قداد
عَبْد اللَّه بْن قداد الحارثي ذكره ابْنُ إِسْحَاق فيمن
وفد من بني الحارث بْن كعب عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ خَالِد بْن الْوَلِيد، وقيل
فِيهِ: عَبْد اللَّه بْن قريظ، ويذكر فِي موضعه
(3/360)
3125- عبد الله بن
قدامة
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن قدامة السعدي أخو وقاص بْن قدامة
اختلف فِي اسم أَبِيهِ فقيل: قدامة، وقيل غير ذَلِكَ،
وَقَدْ ذكر فِي عَبْد اللَّه بْن السعدي وهو من بني عَامِر
بْن لؤي، يكنى أبا مُحَمَّد، كتب لهما النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر جعله من عَامِر،
وجعله ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم سلميًا، وسمى ابْنُ منده
أباه قمامة بدل قدامة، ونذكره فِي موضعه، وهما واحد، والله
أعلم
(3/360)
3126- عبد الله بن
قرط
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن قرط الْأَزْدِيّ الثمالي كَانَ
اسمه فِي الجاهلية شيطانًا فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه، لَهُ ولأخيه
عَبْد الرَّحْمَن صحبة، وشهد اليرموك وفتح دمشق، وأرسله
يزيد بْن أَبِي سُفْيَان بكتابه إِلَى أَبِي بَكْر الصديق
رَضِي اللَّه عَنْهُمْ، ذكره عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد
رَبِيعة فِي كتابه فتوح الشام، واستعمله أَبُو عبيدة عَلَى
حمص مرتين، ولم يزل عليها حتَّى توفي أَبُو عبيدة، ثُمَّ
استعمله معاوية عَلَى حمص أيضًا.
روى عَنْ: النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْهُ: غضيف بْن الحارث، وعمرو بْن محصن، وسليم بْن
عَامِر الخبائري، وغيرهم.
(870) أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ
بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي بْنِ
عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ
يَحْيَى الْقَطَّانِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ
رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ
الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمُ
النَّحْرِ، وَيَوْمُ الْقَرِّ الَّذِي تَسْتَقِرُّ
النَّاسُ فِيهِ "، قَالَ: وَقُرِّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَنَاتٌ خَمْسٌ أَوْ
سِتٌّ، فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِلَيْه بِأَيَّتِهِنَّ
يَبْدَأُ، فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا، قَالَ كَلِمَةً
خَفِيَّةً لَمْ أَفْهَمْهَا، فَسَأَلَتْ بَعْضَ مَنْ
يَلِيهِ مَا قَالَ؟ فَقَالَ: " مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ ".
وقتل عَبْد اللَّه بأرض الروم شهيدًا، سنة ست وخمسين،
قَالَ ابْنُ يونس.
أَخْرَجَهُ الثلاثة س:
(3/360)
3127- عبد الله بن
قرة
عَبْد اللَّه بْن قُرَّة أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، ونقله
عَنِ الخطيب أَبِي بَكْر، قَالَ: وقَالَ غيره: عَبْد
اللَّه بْن قرط، وروى أَنَّهُ كَانَ اسمه شيطانًا، فسماه
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد
اللَّه، وَقَدْ تقدم هَذَا فِي عَبْد اللَّه بْن قرط 13231
د:
(3/361)
3128- عبد الله بن
قرة الهلالي
عَبْد اللَّه بْن قُرَّة بْن نهيك الهلالي دعا لَهُ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبركة،
رَأَيْته فِي بعض نسخ كتاب أَبِي عَبْد اللَّه بْن منده
13232 ب:
(3/361)
3129- عبد الله بن
قريط
عَبْد اللَّه بْن قريط الزيادي قدم مَعَ خَالِد بْن
الْوَلِيد فِي وفد بني الحارث بْن كعب فأسلموا، وذلك سنة
عشر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر هكذا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: من رواية سَلَمة، ويونس عَنْهُ:
قريط، ورواه عَبْد الملك بْن هشام، عَنِ البكائي، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق: قُداد، وَقَدْ تقدم، وهما واحد، والله
أعلم 13233 د:
(3/361)
3130- عبد الله بن
قمامة
عَبْد اللَّه بْن قمامة السلمي أخو وقاص بْن قمامة، كتب
لهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده هكذا، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو
عُمَر، وَأَبُو نعيم، فقالا: عَبْد اللَّه بْن قدامة،
وَقَدْ تقدم ذكره
(3/362)
3131- عبد الله بن
قنيع
عَبْد اللَّه بْن قنيع بْن أهبان بْن ثعلبة بْن رَبِيعة
كَانَ اسمه عَبْد عمرو، فسماه رَسُول اللَّه عَبْد اللَّه،
وهو قاتل دريد بْن الصمة، قاله الغساني، عَنِ ابْنِ هشام
(3/362)
3132- عبد الله بن
قيس الأسلمي
د ع: عَبْد اللَّه بْن قيس الأسلمي رَوَى يَزِيدُ بْنُ
عِيَاضٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
قَيْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَامَ يُرَائِي بِعَمَلِهِ،
فَهُوَ فِي مَقْتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَجْلِسَ
".
قَالَهُ ابْنُ مَنْدَهْ.
وروى لَهُ أَبُو نعيم: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابتاع من رَجُل من بني غفار سهمه من
خيبر ببعير، فقال لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن الَّذِي أخذت منك خير من الَّذِي
أعطيتك، فإن شئت فخذ، وَإِن شئت فاترك "، قَالَ: قَدْ
أخذت.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، فابن منده أخرج
الحديث الأول فِي هَذِهِ الترجمة، وأخرجه أَبُو نعيم فِي
ترجمة عَبْد اللَّه قيس الخزاعي الَّذِي يأتي ذكره، وأخرج
الحديث الثَّاني فِي هَذِهِ الترجمة، والله عَزَّ وَجَلَّ
أعلم.
وأمَّا أَبُو عُمَر، فإنه لم يخرج هَذِهِ الترجمة، وَإِنما
أخرج الخزاعي، وقَالَ: وقيل: الأسلمي، وروى لَهُ أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابتاع من
رَجُل من غفار..
ونذكره بعد هَذِهِ الترجمة إن شاء اللَّه تَعَالى 13236 د
ع:
(3/362)
3133- عبد الله بن
قيس الأنصاري
عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَنْصَارِيّ قتل فِي بعض بعوث
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهيدًا.
روى ابْنُ عَبَّاس أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: " ما عَلَى الأرض رَجُل يموت، وفي قلبه
مثقال حبة من خردل من الكبر، إلا جعله اللَّه فِي النار "،
فلما سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن قيس الْأَنْصَارِيّ بكى،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " يا عَبْد اللَّه بْن قيس، لم تبكي؟ "، قَالَ:
من كلمتك، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " أبشر بأنك فِي الجنة "، فبعث النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثًا، فقتل فيهم
شهيدًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم 13237 ب ع س:
(3/362)
3134- عبد الله بن
قيس بن خالد
عَبْد اللَّه بْن قبس بْن خَالِد بْن خلدة بْن الحارث بْن
سواد بْن مَالِك بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار
الْأَنْصَارِيّ الخزرجي ثُمَّ النجاري شهد بدرًا، قاله
مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْنِ شهاب، وقاله ابْنُ إِسْحَاق،
وذكر مُحَمَّد بْن سعد، عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد
بْن عمارة الْأَنْصَارِيّ، أَنَّهُ قتل شهيدًا يَوْم أحد،
وأنكر مُحَمَّد بْن عُمَر يعني الواقدي ذَلِكَ، وقَالَ:
عاش عَبْد اللَّه هَذَا وشهد المشاهد كلها مَعَ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوفي فِي خلافة
عثمان رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، قيل: أَنَّهُ لم يعقب.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى،
وقَالَ أَبُو مُوسَى: أفرده أَبُو نعيم، عَنِ الَّذِي يروي
حديثه ابْنُ عَبَّاس فِي الكبر، ويحتمل أن يكون هُوَ هُوَ،
وهو قبل هَذِهِ الترجمة
(3/363)
3135- عبد الله بن
قيس الخزاعي
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن قيس الخزاعي روى أَبُو نعيم
بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عياض، عَنِ الأعرج، عَنْ
عَبْد اللَّه بْن قيس الخزاعي: أن رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " من قام رياء وسمعة،
فهو فِي مقت اللَّه حتَّى يجلس ".
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى؛ إلا
أن أبا عُمَر، قَالَ: خزاعي، وقيل: أسلمي.
قلت: قَدْ أخرج ابْنُ منده هَذَا المتن فِي ترجمة عَبْد
اللَّه بْن قيس الأسلمي، وَقَدْ ذكرناه هناك، وأمَّا أَبُو
نعيم فلم يخرج فِي تلك الترجمة، لأنَّه ظنهما اثنين، فذكر
فِي الأول حديث أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ابتاع من رَجُل من بني غفار سهمه من خيبر،
وأمَّا أَبُو عُمَر فإنه ظنهما واحدًا، وقَالَ: عَبْد
اللَّه بْن قيس الخزاعي، وقيل: الأسلمي، وروى لَهُ حديث
سهم خيبر، وقَالَ: وله حديث آخر، وأنا أظنهما واحدًا، وقيل
فِيهِ: خزاعي، وقيل: أسلمي، وكلام أَبِي عُمَر يؤيد ما
قلته، والله سبحانه وتعالى أعلم 13239 ب:
(3/363)
3136- عبد الله بن
قيس بن زائدة
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن زائدة بْن الأصم بْن هرم بْن
رواحة بْن حجر بْن عَبْد اللَّه بْن مغيص بْن عَامِر بْن
لؤي الْقُرَشِيّ العامري المعروف بابن أم مكتوم، واختلف
فِي اسمه فقيل عَبْد اللَّه، وقيل عَمْرو وهو الأكثر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر
(3/364)
3137- عبد الله بن
قيس الأشعري
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن قيس بْن سليم بْن حضار بْن حرب
بْن عَامِر بْن عنز بْن بَكْر بْنُ عَامِر بْن عذر بْن
وائل بْن ناجية بْن الجماهر بْنُ الأشعر بْن أدد بْن زَيْد
بْن يشجب أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِي صاحب رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسم الأشعر نبت، وأمه
ظبية بِنْت وهب، وامرأة من عك، أسلمت وماتت بالمدينة.
ذكر الواقدي أن أبا مُوسَى قدم مكَّة، فحالف أبا أحيحة
سَعِيد بْن العاص بْن أمية، وكان قدومه مَعَ إخوته فِي
جماعة من الأشعريين، ثُمَّ أسلم، وهاجر إِلَى أرض الحبشة.
وقالت طائفة من العلماء بالنسب والسير: إن أبا مُوسَى لما
قدم مكَّة، وحالف سَعِيد بْن العاص، انصرف إِلَى بلاد قومه
ولم يهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ قدم مَعَ إخوته، فصادف
قدومه قدوم السفينتين من أرض الحبشة.
قَالَ أَبُو عُمَر: الصحيح أن أبا مُوسَى رجع بعد قدومه
مكَّة ومحالفته من حالف من بني عَبْد شمس إِلَى بلاد قومه،
وأقام بها حتَّى قدم مَعَ الأشعريين نحو خمسين رجلًا فِي
سفينة، فألقتهم الريح إِلَى النجاشي، فوافقوا خروج جَعْفَر
وأصحابه منها، فأتوا معهم وَقَدْم السفينتان معًا: سفينة
جَعْفَر، وسفينة الأشعريين، عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين فتح خيبر، وَقَدْ قيل: إن
الأشعريين إذ رمتهم الريح إِلَى الحبشة أقاموا بالحبشة
مدة، ثُمَّ خرجوا عند خروج جَعْفَر رَضِي اللَّه عَنْهُ،
فلهذا ذكره ابْنُ إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى الحبشة، والله
أعلم.
وكان عامل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى زبيد وعدن، وأستعمله عمر رضي اللَّه عنه
عَلَى البصرة، وشهد وفاة أَبِي عبيدة بْن الجراح بالشام.
قَالَ لمازة بْن زبار: ما كَانَ يشبه كلام أَبِي مُوسَى
إلا بالجزار الَّذِي لا يخطئ المفصل.
وقَالَ قَتَادَة: بلغ أَبُو مُوسَى أن قومًا يمنعهم من
الجمعة أن ليس لهم ثياب، فخرج عَلَى النَّاس فِي عباءة.
وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: فِي سنة تسع عشرة بعث سعد بْن
أَبِي وقاص عياض بْن غنم إِلَى الجزيرة، وبعث معه أبا
مُوسَى، وابنه عُمَر بْن سعد، وبعث عياض أبا مُوسَى إِلَى
نصيبين، فافتتحها فِي سنة تسع عشرة، وقيل: إن الَّذِي أرسل
عياضًا أَبُو عبيدة بْن الجراح، فوافق أبا مُوسَى، فافتتحا
حران ونصيبين.
وقَالَ خليفة: قَالَ عاصم بْن حَفْص: قدم أَبُو مُوسَى
إِلَى البصرة سنة سبع عشرة واليًا، بعد عزل المغيرة، وكتب
إِلَيْه عُمَر رَضِي اللَّه عَنْهُ: أن سر إِلَى الأهواز،
فأتى الأهواز فافتتحها عنوة، وقيل: صُلحًا، وافتتح أَبُو
مُوسَى أصبهان سنة ثلاثة وعشرين، قاله ابْنُ إِسْحَاق.
وكان أَبُو مُوسَى عَلَى البصرة لما قتل عُمَر رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ، فأقره عثمان عليها، ثُمَّ عزله واستعمل بعده
ابْنُ عَامِر، فسار من البصرة إِلَى الكوفة، فلم يزل بها
حتَّى أخرج أهل الكوفة سَعِيد بْن العاص، وطلبوا من عثمان
أن يستعمله عليهم، فاستعمله، فلم يزل عَلَى الكوفة حتَّى
قتل عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فعزله عليّ عَنْهَا.
قَالَ عكرمة: لما كَانَ يَوْم الحكمين، حكم معاوية عَمْرو
بْن العاص، قَالَ الأحنف بْن قيس لعلي: يا أمير المؤمنين،
حكم ابْنُ عَبَّاس، فإنه نحوه، قَالَ: أفعل، فقالت
اليمانية: يكون أحد الحكمين منًا، واختاروا أبا مُوسَى،
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاس لعلي: علام تحكم أبا مُوسَى؟ فوالله
لقد عرفت رأيه فينا، فوالله ما نصرنا، وهو يرجونا، فتدخله
الآن فِي معاقد الأمر مَعَ أن أبا مُوسَى ليس بصاحب
ذَلِكَ، فاجعل الأحنف، فإنه قرن لعمرو، فَقَالَ: أفعل،
فقالت اليمانية أيضًا منهم الأشعث بْن قيس وغيره: لا يكون
فيها إلا يمان، ويكون أبا مُوسَى، فجعله عليّ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ، وقَالَ لَهُ ولعمرو: أحكمكما عَلَى أن تحكما بكتاب
اللَّه، وكتاب اللَّه كُلِّه معي، فإن لم تحكما بكتاب
اللَّه فلا حكومة لكما، ففعلا ما هُوَ مذكور فِي التواريخ،
وَقَدْ استقصينا ذَلِكَ فِي الكامل فِي التاريخ.
ومات أَبُو مُوسَى بالكوفة، وقيل: مات سنة اثنتين وأربعين،
وقيل: سنة أربع وأربعين، وهو ابْنُ ثلاث وستين سنة، وقيل:
توفي سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة اثنتين
وخمسين، وقيل: سنة ثلاث وخمسين، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة 10022 ب د ع:
(3/364)
3138- عبد الله بن
قيس بن صخر
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن صخر بْن حرام بْن رَبِيعة بْن
عدي بْن غنم بْن كعب بْن سَلَمة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي
السلمي، شهد بدرًا، وهو وأخوه معبد.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: إنه شهد بدرًا، وقَالَ ابْنُ عقبة:
إنه شهد بدرًا، رَوَاهُ أَبُو نعيم عَنْهُ.
وقَالَ أَبُو عُمَر، عَنْ مُوسَى بْن عقبة: إنه لم يذكره
فِي البدريين، وأجمعوا أَنَّهُ شهد أحدًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة
(3/366)
3139- عبد الله بن
قيس بن صرمة
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن صرمة بْن أَبِي أنس استشهد يَوْم
بئر معونة.
قَالَ الغساني: عَنِ العدوي 13243 د ع:
(3/366)
3140- عبد الله بن
قيس العتقي
عَبْد اللَّه بْن قيس العتقي لَهُ صحبة، وشهد فتح مصر، ولا
تعرف لَهُ رواية، قاله أَبُو يونس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، ومات سنة تسع وأربعين
13244:
(3/366)
3141- عبد الله بن
قيس بن عدس
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن عدس النابغة الجعدي، يرد فِي
النون إن شاء اللَّه تَعَالى، وهو بالنابغة أشهر 13245 د
ع:
(3/367)
3142- عبد الله بن
قيس بن عكرمة
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن عكرمة بْن المطلب روى حديثه
أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن قيس، أَنَّهُ قَالَ:
لأرمقن صلاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بالليل.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم، وفي صحبته نظر 13246
س:
(3/367)
3143- عبد الله بن
مخرمة
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن مخرمة بْن المطلب بْن عَبْد مناف
أسلم يَوْم فتح مكَّة، قَالَه ابْنُ شاهين.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا، وَقَدْ ذكره أَبُو
أَحْمَد العسكري فِي ترجمة أَبِيهِ قيس، فَقَالَ: وَقَدْ
أدرك ابناه مُحَمَّد، وعبد اللَّه
(3/367)
3144- عبد الله بن
قيس بن العوراء
عَبْد اللَّه بْن قيس بْن العوراء أخو بني وهب بْن رياب،
وَيُقَال لَهُ: ابْنُ العوراء وهو الَّذِي قَالَ للنبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رَسُول اللَّه،
هلكت بنو رياب، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " اللَّهم اجبر مصيبتهم ".
(871) أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَلِيٍّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ، فَقَالَ: لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ
مِنْ بَنِي نَصْرٍ فِي بَنِي رِيَابٍ، قَالَ: فَزَعَمُوا
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ
لَهُ: ابْنُ الْعَوْرَاءِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
هَلَكَتْ بَنُو رِيَابٍ، فَذَكَرُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللَّهُمَّ
أَجْبِرْ مُصِيبَتَهُمْ " ب:
(3/367)
3145- عبد الله بن
قيظي
عَبْد اللَّه بْن قيظي بْن قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن
عدي بْن مجدعة بْن حارثة الْأَنْصَارِيّ شهد أحدًا، وقتل
يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد هُوَ، وأخواه عقبة، وعياد شهداء.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا 13249 س:
(3/368)
3146- عبد الله بن
أبي كرب
عَبْد اللَّه بْن أَبِي كرب بْن الأسود بْن شجرة بْن
معاوية بْن رَبِيعة بْن وهب بْن رَبِيعة بْن معاوية
الأكرمين الكندي يكنى أبا لينة، وفد إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، ذكره ابْنُ
شاهين: وهو والد عياض بْن أَبِي لينة، ولي لعلي بْن أَبِي
طَالِب ولايات، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
13250 د ع:
(3/368)
3147- عبد الله بن
كرز
عَبْد اللَّه بْن كرز الليثي لَهُ ذكر فِي حديث عَائِشَة.
رَوَى ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
كَانَ قَاعِدًا، وَحَوْلَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا مَثَلُ
أَحَدِكُمْ، وَمَثَلُ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَعَمَلِهِ،
كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ إِخْوَةٌ ثَلاثَةٌ، فَقَالَ لأَخِيهِ
الَّذِي هُوَ مَالُهُ، وَقَدْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ: مَا
عِنْدَكَ، فَقَدْ نَزَلَ بِي مَا تَرَى؟ فَقَالَ: مَا لَكَ
عِنْدِي غِنًى، وَلا نَفْعٌ إِلا مَا دُمْتَ حَيًّا،
فَخُذْ مِنِّي الآنَ مَا أَرَدْتَ، فَإِنِّي إِذَا
فَارَقْتُكَ سَيُذْهَبُ بِي إِلَى غَيْرِ مَذْهَبِكِ،
وَيَأْخُذُنِي غَيْرُكَ، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " هَذَا أَخُوهُ
الَّذِي هُوَ مَالُهُ، فَأَيَّ أَخٍ تَرَوْنَهُ؟ "،
فَقَالُوا: لا نَسْمَعُ طَائِلا يَا رَسُولَ اللَّهِ،
ثُمَّ قَالَ لأَخِيهِ الَّذِي هُوَ أَهْلُهُ قَدْ نَزَلَ
بِي الْمَوْتُ، وَحَضَرَنِي مَا تَرَى، فَمَاذَا عِنْدَكَ
مِنَ الْغَنَاءِ؟ قَالَ: عِنْدِي أَنْ أُمَرِّضَكَ
وَأَقُومَ عَلَيْكَ وَأُعِينَكَ، فَإِذَا مُتَّ
غَسَّلْتُكَ، وَكَفَّنْتُكَ، وَحَنَّطْتُكَ، وَحَمَلْتُكَ
فِي الْحَامِلِينَ، وَشَيَّعْتُكَ، ثُمَّ أَرْجِعُ
وَأُثْنِي بِخَيْرٍ عِنْدَ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْكَ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " أَيَّ أَخٍ تَرَوْنَهُ؟ "، قَالُوا: لا
نَسْمَعُ طَائِلا يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ
لأَخِيُه اِلَّذِي هُوَ عَمَلُهُ: مَاذَا عِنْدَكَ،
وَمَاذَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: أُشَيِّعُكَ إِلَى قَبْرِكَ،
فَأُونِسُ وَحْشَتَكَ، وَأُذْهِبُ غَمَّكَ، وَأُجَادِلُ
عَنْكَ، وَأَقْعُدُ فِي كَفَنِكَ، فَأَشُولُ بِخَطَايَاكَ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " فَأَيَّ أَخٍ تَرَوْنَ هَذَا الَّذِي هُوَ
عَمَلُهُ؟ "، قَالُوا: خَيْرَ أَخٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ،
قَالَ: " فَالأَمْرُ هَكَذَا "، قَالَت عَائِشَةُ، فَقَامَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُرْزٍ اللَّيْثِيُّ، فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَقُولَ فِي هَذَا
شِعْرًا؟ قَالَ: " نَعَمْ "، وَذَكَرَ شِعْرَهُ فِي
الْمَعْنَى.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
13251 س:
(3/368)
3148- عبد الله بن
كريز
عَبْد اللَّه بْن كريز أورده عليّ بْن سَعِيد العسكري فِي
الأفراد.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ: أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
13252 د:
(3/369)
3149- عبد الله بن
كعب الحميري
عَبْد اللَّه بْن كعب الحميري الْأَزْدِيّ من أهل الشام،
توفي سنة ثمان وخمسين.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده مختصرًا 13253 د ع:
(3/369)
3150- عبد الله بن
كعب بن زيد الأنصاري
عَبْد اللَّه بْن كعب بْن زَيْد بْن عاصم يكنى أبا الحارث،
من بني مازن بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
شهد بدرًا، ولاه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حفظ الأنفال يَوْم بدر، أَخْرَجَهُ ابْنُ منده،
وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم: وقيل: عَبْد اللَّه بْن
كعب بْن عاصم، وقَالَ ابْنُ منده: توفي سنة ثلاث وثلاثين،
فصلى عَلَيْهِ عثمان، ونسبه ابْنُ منده، فَقَالَ: عَبْد
اللَّه بْن كعب بْنُ عاصم بْن مازن بْن النجار، فأسقط
مِنْهُ عدة أباء يرد ذكرهم فِي الترجمة التي بعد هَذِهِ،
إن شاء اللَّه تَعَالى 13254 ب ع س:
(3/369)
3151- عبد الله بن
كعب بن عمرو الأنصاري
عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عَمْرو بْن عوف بْن مبذول بْن
عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار الْأَنْصَارِيّ
الخزرجي النجاري ثُمَّ الْمَازِنِي شهد بدرًا، وكان عَلَى
غنائم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم
بدر، وشهد المشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان عَلَى خمس النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غيرها، يكنى أبا الحارث،
وقيل: أَبُو يَحيى، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى: إنه شهد بدرًا، ولم
يذكر أَنَّهُ كَانَ عَلَى الخمس، لأن أبا نعيم وابن منده
ذكرًا أن الخمس كَانَ عَلَيْهِ عَبْد اللَّه بْن كعب
المقدم ذكره، أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر،
وَأَبُو مُوسَى، وقَالَ أَبُو عُمَر: توفي سنة ثلاثين
بالمدينة، وصلى عَلَيْهِ عثمان.
قلت: قَدْ جعل أَبُو نعيم هَذَا غير الَّذِي قبله، وجعل
الأول هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وجعل هَذَا الثَّاني فيما
شهد بدرًا، ولم يذكر وفاة أحدهما، وأمَّا ابْنُ منده، فلم
يذكر الثَّاني، وَإِنما جعل الأول هُوَ الَّذِي حفظ
الأنفال، وذكر وفاته، وأمَّا أَبُو عُمَر، فلم يذكر الأول،
وَإِنما ذكر هَذَا وجعله هُوَ الَّذِي حفظ الأنفال، وأنَّه
مات سنة ثلاثين، وكنى أَبُو نعيم، وابن منده الأول: أبا
الحارث، وجعل أَبُو عُمَر هَذِهِ الكنية لهذا، وقَالَ
ابْنُ الكلبي: عبد اللَّه بْن كعب بْن عَمْرو بْن عوف بْن
مبذول، شهد بدرًا، وجعله رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قبض مغانمها، ووافق أبا عُمَر،
ولم يذكر الأول، وَإِنما ذكر حبيب بْن كعب بْن زَيْد بْن
عاصم بْن عَمْرو بْن عوف بْن مبذول، وَقَدْ تقدم ذكره.
والصحيح أن أبا الحارث كنية عَبْد اللَّه بْن كعب بْن
عَمْرو بْن عوف، وهو الَّذِي كَانَ عَلَى الخمس وهو
الَّذِي صلى عَلَيْهِ عثمان، عَلَى أن أبا أَحْمَد
العسكري، قَالَ فِي ترجمة عَبْد اللَّه بْن كعب بْنُ عاصم:
ذكره ابْنُ أَبِي خيثمة، يكنى: أبا الحارث، كَانَ عَلَى
الخمس يَوْم بدر، مات سنة ثلاث وثلاثين وصلى عَلَيْهِ
عثمان.
ولا شك أن ابْنُ منده، وأبا نعيم عَنِ ابْنِ أَبِي خيثمة
نقلًا ما قالاه، والعجب من أَبِي نعيم، فإنه ذكر فِي ترجمة
عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ بْن عَمْرو بْن مازن المقدم كلام
ابْنُ منده، ونسب ابْنُ منده إِلَى الخطأ، وقَالَ: الَّذِي
كَانَ عَلَى النفل عَبْد اللَّه بْن كعب بْن عَمْرو بْن
عوف بْن مبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن بْن النجار،
وجعل ههنا الَّذِي عَلَى النفل عَبْد اللَّه بْن كعب بْن
زَيْد بْن عاصم، وهذا خلاف ما قاله أولًا، والله أعلم
13255:
(3/370)
3152- عبد الله بن
كعب بن مالك
عَبْد اللَّه بْن كعب بْن مَالِك بْن أُبي بْن كعب
الْأَنْصَارِيّ السلمي ذكره أَبُو أَحْمَد العسكري فيمن
لحق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 13256 َ.
ب:
(3/371)
3153- عبد الله بن
كعب المرادي
عَبْد اللَّه بْن كعب المرادي قتل يَوْم صفين، وكان من
أعيان أصحاب عليّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر
(3/371)
3154- عبد الله بن
كليب
ب: عَبْد اللَّه بْن كليب بْن رَبِيعة الخولاني كَانَ اسمه
ذؤيبًا فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه، وَقَدْ تقدم فِي الذال.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا........
(3/371)
3155- عبد الله بن
لبيد
عَبْد اللَّه بْن لبيد بْن ثعلبة أخو زياد بْن لبيد
البياضي، تقدم نسبه عند أخيه.
قَالَ ابْنُ القداح: شهد أحدًا والمشاهد بعدها، قاله أَبُو
عليّ الغساني، عَنِ العدوي
(3/371)
3156- عبد الله بن
اللتبية
ع س: عَبْد اللَّه بْن اللتبية الْأَزْدِيّ استعمله
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بعض
الصدقات، ذكره فِي حديث أَبِي حميد الساعدي.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو مُوسَى مختصرًا، ويذكر
فيمن لم يسم من الأبناء، إن شاء اللَّه تَعَالى.
(3/371)
3157- عبد الله بن
أبي ليلى
عَبْد اللَّه بْن أَبِي ليلى الْأَنْصَارِيّ روى عَنْهُ،
أَنَّهُ قَالَ: تلقيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حين رجع من تبوك مَعَ غلمان من الأنصار، وأنا
غلام خماسي، كأني أنظر إِلَيْه حين هبط من الثنية عَلَى
بعير، والناس حوله، وتوفي وأنا يافع، أرى النَّاس يحثون
عَلَى رءوسهم وثيابهم، وأبكي لبكائهم.
لا يعرف لعبد اللَّه بْن أَبِي ليلى غير هَذَا الحديث
(3/372)
3158- عبد الله بن
ماعز التميمي
د ع: عَبْد اللَّه بْن ماعز التميمي عداده فِي البصريين،
حديثه عند الجعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
روى الهنيد بْن الْقَاسِم، عَنِ الجعيد بْن عَبْد
الرَّحْمَن، عَنْ عَبْد اللَّه بْن ماعز، أَنَّهُ أتى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعه،
فَقَالَ: إنه ماعز أسلم آخر قومه، وَإِنَّهُ لا يجني
عَلَيْهِ إلا يده، فبايعه عَلَى ذَلِكَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
(3/372)
3159- عبد الله بن
مالك الأسلمي
عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن أَبِي أسيد بْن رفاعة بْن
ثعلبة بْن هوازن بْن أسلم بْن أفصى الأسلمي وهو من أعمام
عَبْد اللَّه بْن أَبِي أوفى بْن الحارث بْن أَبِي أسد
الأسلمي.
روى عَنْهُ: عقبة بْن عَامِر، أَنَّهُ قَالَ: خرجنا مَعَ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عمرة،
حتَّى إِذَا كُنَّا ببطن رابغ، قَالَ: وأنا إِلَى جنبة ...
، وذكر فِي فضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين، قاله
أَبُو عليّ الغساني، عَنِ ابْنِ الكلبي، وقاله أَبُو
أَحْمَد العسكري
(3/372)
3160- عبد الله بن
مالك ابن بحينة
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن مَالِك ابْن بحينة وبحينة أمه،
وأبوه مَالِك هُوَ ابْنُ القشب الْأَزْدِيّ، من أزد شنوءة،
وهو حليف بني عَبْد المطلب بْن عَبْد مناف، وكان ينزل بطن
ريم من نواحي المدينة، يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل: إن بحينة
أم أَبِيهِ، قَالَ أَبُو عُمَر: والأول أصح.
روى عَنْهُ: أبنه عليّ، وعطاء بْن يسار، والأعرج، ومحمد
بْن عَبْد الرحمن بْن ثوبان، وغيرهم.
(872) أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَغَيْرُهُ
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ بُحَيْنَةَ الأَزْدِيِّ حَلِيفِ بَنِي الْمُطَّلِبِ،
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
قَامَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ، وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا
أَتَمَّ صَلاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ
سَجْدَةٍ، وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ السَّلامِ، وَسَجَدَهُمَا
النَّاسُ مَعَهُ، مَكَانَ مَا نَسِيَ مِنَ الْجُلُوسِ ".
وله حديث كَثِير، توفي آخر أيام معاوية، وَقَدْ ذكر فِي
عَبْد اللَّه بْن بحينة.
أَخْرَجَهُ الثلاثة
(3/372)
3161- عبد الله بن
مالك الحجازي
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن مَالِك الحجازي الأوسي من الأنصار
ثُمَّ من الأوس، سكن الحجاز لَهُ صحبة.
(873) أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ،
حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ابْنُ أَخِي
الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ
شِبْلَ بْنَ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الأَوْسِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلِيدَةُ
إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ
فَاجْلِدُوهَا، وَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ
زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ "، وَالضَّفِيرُ:
الْحَبْلُ.
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ
بْنِ خَالِدٍ، وَشِبْلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّلاثَةُ ب د ع:
(3/373)
3162- عبد الله بن
مالك الغفقي
عَبْد اللَّه بْن مَالِك الغافقي أَبُو مُوسَى وقيل مَالِك
بْن عَبْد اللَّه، مصري.
رَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي
الْكَنُودِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ
الْغَافِقِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعُمَرَ: " إِذَا تَوَضَّأْتُ
وَأَنَا جُنُبٌ أَكَلْتُ وَشَرِبْتُ وَلا أُصَلِّي وَلا
أَقْرَأُ الْقُرْآنَ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
(3/374)
3163- عبد الله بن
مالك بن أبي القين
د ع: عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن أَبِي القين الخزرجي أخو
كعب بْن مَالِك روى عَنْهُ: ابن أخيه عَبْد اللَّه، لا
يعرف لَهُ رواية.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم
(3/374)
3164- عبد الله بن
مالك أبو كاهل
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن مَالِك أَبُو كاهل البجلي الأحمسي
كذا يَقُولُ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ أخيه،
عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَالِك، وتابعه قوم، والأكثر عَلَى
أن اسم أَبِي كاهل قيس بْن عائذ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة
(3/374)
3165- عبد الله بن
مالك
عَبْد اللَّه بْن مَالِك ذكره ابْنُ أَبِي عاصم.
(874) أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، بِإِسْنَادِهِ
إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ،
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ
الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ
وَالْفُحْشِ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلا
التَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ
أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ
فَظَلَمُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا،
وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا " د ع:
(3/374)
3166- عبد الله بن
مالك ب المعتمر
عَبْد اللَّه بْن مَالِك بْن المعتمر من بني قطيعة بْن
عِيسَى، لَهُ صحبة، عقد لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لواء أبيض فِي رهط بعثهم، شهد فتح
القادسية، وكان عَلَى إحدى المجنبتين، لا تعرف لَهُ رواية،
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
13268 د ع:
(3/375)
3167- عبد الله بن
مالك الخثعمي
عَبْد اللَّه بْن مَالِك الخثعمي لَهُ ذكر فِي حديث
مُحَمَّد بْن مسلمة.
روى أَبُو يَحيى بْن عمرو بْن عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " مروا صبيانكم بالصلاة إِذَا بلغوا سبعة ...
" وذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم مختصرًا.
(3/375)
3168- عبد الله بن
مبشر
عَبْد اللَّه بْن مبشر فارق هوازن حين أرادوا الرجوع عَنِ
الْإِسْلَام أيام الردة.
قَاله الغساني، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
(3/375)
3169- عبد الله بن
محمد بن مسلمة
س: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مسلمة بْن سَلَمة
الْأَنْصَارِيّ صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وشهد فتح مكَّة والمشاهد بعده، أورده ابْنُ
شاهين، وقَالَ: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان
يَقُولُ ذَلِكَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا
(3/375)
3170- عبد الله بن
محمد
ب: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد رَجُل من أهل اليمن روى
عَبْد اللَّه وهو ابْنُ قرط، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْد اللَّه
بْن مُحَمَّد، من أهل اليمن، يحدث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لعائشة: "
احتجبي من النار ولو بشق تمرة ".
وروى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن قرط، وعبد اللَّه بْن قرط،
يعد فِي الصحابة أيضًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا، كذا ذكره أَبُو عُمَر
مُحَمَّد، وَقَدْ قيل: مخمر، ويرد ذكره إن شاء اللَّه
تَعَالى
(3/375)
3171- عبد الله أبو
محمد
د ع: عَبْد اللَّه أَبُو مُحَمَّد روى عَنْ: النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مدمن الخمر.
روى حديثه سهيل بْن أَبِي صالح، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد
اللَّه، عَنْ أَبِيه 13271:
(3/376)
3172- عبد الله بن
محيريز
عَبْد اللَّه بْن محيريز ذكره العقيلي فِي الصحابة.
فَقَالَ: حَدَّثَنِي جدي، حَدَّثَنَا فهد بْن حيان،
حَدَّثَنَا شُعْبَة، عَنْ خَالِد الحذاء، عَنْ أَبِي
قلابة، عَنِ ابْنِ محيريز، وكانت لَهُ صحبة، أن رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا
سألتم اللَّه فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها ".
كذا ذكره العقيلي فِي الصحابة بهذا الحديث، وهذا الحديث
رَوَاهُ إِسْمَاعِيل ابْنُ علية، وعبد الوهاب الثقفي، عَنْ
أيوب، عَنْ أَبِي قلابة، أن عَبْد الرَّحْمَن بْن محيريز،
قَالَ: " إِذَا سألتم اللَّه ...
"، الحديث مثله سواءٌ، وقالا: عَبْد الرَّحْمَن لا عَبْد
اللَّه، وَقَدْ روى خَالِد الحذاء فِي هَذَا الحديث: عَبْد
الرَّحْمَن أيضًا، كما قَالَ أيوب، وعبد اللَّه بْن محيريز
رَجُل مشهور من أهل الشام، من أشراف قريش، من بني جمح، وله
جلالة فِي العلم والدين.
روى عَنْ: عبادة بْن الصامت، وأبي سَعِيد، وغيرهما، وأمَّا
أن تكون لَهُ صحبة فلا، ولا يشكل أمره عَلَى أحد من
العلماء، وَقَدْ جعلهما أَبُو نصر الكلاباذي أخوين، فقال:
عَبْد اللَّه بْن محيريز الْقُرَشِيّ الشامي، أخو عَبْد
الرَّحْمَن، سَمِعَ أبا سَعِيد الخدري.
روى عَنْهُ: الزُّهْرِيّ، ومحمد بْن يَحيى بْن حبان، ومات
فِي ولاية الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِكِ، وقَالَ الهيثم:
توفي فِي خلافة عُمَر بْن عَبْد العزيز
(3/376)
3173- عبد الله بن
مخرمة
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن مخرمة بْن عَبْد العزى بْن أَبِي
قيس بْن عبد ود بْن نصر بْن مَالِك بْن حسل بْن عَامِر بْن
لؤي الْقُرَشِيّ العامري، وهو عَبْد اللَّه الأكبر وأمه
بهنانة بِنْت صفوان بْن أمية بْن محرث امْرَأَة من بني
كنانة يكنى أبا مُحَمَّد، من السابقين إِلَى الْإِسْلَام.
روى ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، أن
عَبْد اللَّه بْن مخرمة هاجر إِلَى أرض الحبشة مَعَ
جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب، وهاجر أيضًا إِلَى المدينة،
وآخى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بينه وبين فروة بْن عَمْرو بْن وذفة الْأَنْصَارِيّ
البياضي، وشهد بدرًا وجميع المشاهد.
قَالَ أَبُو عُمَر: قَالَ الواقدي: هاجر الهجرتين جميعًا،
قَالَ: ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق فيمن هاجر الهجرة الأولى،
وقَالَ: إنه هاجر الهجرة الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابْنُ ثلاثين سنة، واستشهد
يَوْم اليمامة سنة اثنتي عشرة، وهو ابْنُ إحدى وأربعين
سنة، وكان يدعو اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أن لا يميته حتَّى
يرى فِي كل مفصل مِنْهُ ضربة فِي سبيل اللَّه، فضرب يَوْم
اليمامة فِي مفاصله واستشهد، وكان فاضلًا عابدًا.
(875) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ
بْنِ يَحْيَى بْنِ بَوْشٍ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو
غَالِبِ بْنُ الْبَنَّا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ الآبَنُوسِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْجِلِّيُ
الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُوسَى الصَّفَّارُ الْمِصِّيصِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ مَعْبَدُ بْنُ رَحْمَةَ بْنِ
نُعَيْمٍ الأَصْبَحِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ
الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ
بْنُ الأَشَجِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: تَرَافَقْتُ
أَنَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَسَالِمٌ
مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، عَامَ الْيَمَامَةِ، فَكَانَ
الرَّعْيُ عَلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنَّا يَوْمًا، فَلَمَّا
كَانَ يَوْمُ تَوَاقَعُوا كَانَ الرَّعْيُ عَلَيَّ،
فَأَقْبَلْتُ فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَخْرَمَةَ
صَرِيعًا، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، هَلْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ؟ قُلْتُ:
نَعَمْ، قَالَ: فَاجْعَلْ فِي هَذَا الْمِجَنِّ مَاءً
لَعَلِّي أُفْطِرُ عَلَيْهِ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ
إِلَيْه فَوَجَدْتُه قَدْ قَضَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ قلت: قول أَبِي عُمَر، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاق، إنه لم يذكره فيمن هاجر الهجرة الأولى، وقَالَ:
إنه هاجر الهجرة الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقول أَبِي عُمَر يدل أَنَّهُ أراد
الهجرتين هجرة الحبشة الثانية، وهجرة المدينة، لأنه قال:
هاجر الهجرة الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنبي إنَّما هاجر إِلَى المدينة،
فحينئذ يناقض ما نقله ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق، لأنهما نقلا عَنْهُ أَنَّهُ هاجر إِلَى
الحبشة مع جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ،
وَإِنما أراد ابن إِسْحَاق أَنَّهُ لم يهاجر الهجرة الأولى
إِلَى الحبشة، لأن المسلمين هاجروا إِلَى الحبشة هجرتين
أولى وثانية، والثانية كَانَ فيها جَعْفَر وهو معه، فحينئذ
يمكن الجمع بين ما نقله أَبُو عُمَر، وبين ما نقله ابْنُ
منده، وَأَبُو نعيم، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، لولا قولُه:
هاجر الثانية مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فإن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لم يهاجر إِلَى الحبشة، ولعل قولُه: مَعَ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم وغلط،
فإن كَانَ كذلك فقد صح قولهم واتفق، والصحيح أن ابْنُ
إِسْحَاق ذكره فيمن هاجر مَعَ جَعْفَر إِلَى الحبشة.
(876) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّه بْن
السمين بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاق، فِي تسمية من هاجر إِلَى الحبشة الثانية، قَالَ:
ومن بني عَامِر بْن لؤي:.... وعبد اللَّه بْن مخرمة بْن
عَبْد العزي بْن أَبِي قيس بْن عَبْد ود، وكذلك روى سَلَمة
والبكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فبان بهذا أن قولُه مَعَ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم وغلط،
والله أعلم د ع:
(3/377)
3174- عبد الله بن
مخمر
عَبْد اللَّه بْن مخمر من أهل اليمن، عداده فِي الشاميين
مختلف فِي صحبته.
(877) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ
بِإِسْنَادِهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ قُرْطٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مِخْمَرٍ رَجُلا مِنْ أَهْلِ
الْيَمَنِ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ: "
احْتَجِبِي مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ".
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، هَكَذَا
بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَآخِرُهُ رَاءٌ، وَأَخْرَجَهُ
أَبُو عُمَرَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَآخِرُهُ دَالٌ،
وَقَوْلُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبِي نُعَيْمٍ: تَصْحِيفٌ ب:
(3/378)
3175- عبد الله بن
مربع الأنصاري
عَبْد اللَّه بْن مربع الْأَنْصَارِيّ روى عَنْهُ يزيد بْن
شيبان، قَالَ: أتانا ابْنُ مربع، فَقَالَ: إني رسول رَسُول
اللَّه إليكم، يَقُولُ: " كونوا عَلَى مشاعركم هَذِهِ،
فإنكم عَلَى إرث من إرث أبيكم إِبْرَاهِيم "، وقيل: يزيد
بْن مربع، وقيل: زَيْد بْن مربع.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر هكذا، وأخرج لَهُ هَذَا المتن،
وأخرج ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم هَذَا المتن فِي هَذِهِ
الترجمة التي تتلو هَذِهِ، ويرد ذكرها والكلام عليها، إن
شاء اللَّه تَعَالى 13275 ب د ع:
(3/378)
3176- عبد الله بن
مربع بن قيظي
عَبْد اللَّه بْن مربع بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن
جشم بْن حارثة بْن الحارث الْأَنْصَارِيّ والحارثي، شهد
أحدًا، والخندق، والمشاهدة كلها مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل هُوَ وأخوه عَبْد
الرَّحْمَن يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد، ولهما أخوان لأبيهما
وأمهما، أحدهما زَيْد، والآخر مرارة، صحبا النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يشهدا أحدًا، وكان
أبوهم مربع بْن قيظي منافقًا، وكان أعمى، وهو الَّذِي سلك
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حائطه لم سار
إِلَى أحد، فجعل يحثوا التراب فِي وجوه المسلمين، ويقول:
إن كنت نبيًا فلا تدخل حائطي، هَذَا كلام أَبِي عُمَر.
وأمَّا ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم فنسباه كذلك، ورويا عَنْ
عَبْد اللَّه بْن صفوان الجمحي، أَنَّهُ سَمِعَ رجلًا من
أخواله، يُقال لَهُ: يزيد بْن شيبان، قَالَ: أتانا ابْنُ
مربع، فَقَالَ: إني رَسُولُ رسولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم ...
الحديث.
وَرُوِيَا أَيْضًا عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ مِرْبَعِ بْنِ قَيْظِيٍّ الْحَارِثِيَّ،
قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أُتِيَ زَمْزَمُ، فَشَرِبَ مِنْ مَائِهَا ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: أخرج ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم هذين الحديثين فِي
هَذِهِ الترجمة، وأخرج أَبُو عمر الحديث الأول فِي الترجمة
الأولى، فجعلهما أَبُو عُمَر اثنين، وجعلهما ابنُ منده
وَأَبُو نعيم واحدًا، ولو ارتفع نسب الأول لعلمنا هَلْ هما
واحدًا أَوْ اثنان، والله أعلم.
مربع: بالميم المكسورة وبالباء الموحدة 13276 د ع:
(3/379)
3177- عبد الله بن
مرقع
عَبْد اللَّه بْن مرقع وقيل عَبْد الرَّحْمَن.
روى عَنْهُ: أَبُو يزيد الْمَدَنِيّ، أَنَّهُ قَالَ: فتح
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر،
وهو فِي ألف وثمانمائة، فقسم عَلَى ثمانية عشر سهمًا،
فأكلوا الفواكه فحموا، فأمرهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أن يشنوا عليهم من الماء بين المغرب
والعشاء ".
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
مرقع: بضم الميم والقاف
(3/380)
3178- عبد الله
المزني
ب د ع: عَبْد اللَّه المزني غير منسوب، يُقال إنه: ابْنُ
مغفل.
رَوَى حَدِيثَهُ أَبُو مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ،
عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يَغْلِبَنَّكُمُ
الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ
ابْنُ مُغَفَّلٍ لا شُبْهَةَ فِيهِ، وَالْحَدِيثُ لَهُ،
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(3/380)
3179- عبد الله بن
المزين
عَبْدِ اللَّه بْن المزين أخو زَيْد بْن المزين، ذكرهما
ابْنُ عقبة، فيمن شهد بدرًا، من بني الحارث بْن الخزرج،
وذكر ابْنُ إِسْحَاق زيدًا، فيمن شهد بدرًا، وذكر أَبُو
عُمَر عَبْد اللَّه مدرجًا فِي ترجمة أخيه زَيْد 13279 د
ع:
(3/380)
3180- عبد الله بن
أبي مستقة
عَبْد اللَّه بْن أَبِي مستقة الباهلي روى حديثه: شبل بْن
نعيم الباهلي، أَنَّهُ قَالَ: جئت إِلَى رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجة الوداع،
فألفيته واقفًا عَلَى بعيره كأن ساقه فِي غرزة الجمار
فاحتضنتها، فقرعني بالسوط، فقلت: القصاص يا رَسُول اللَّه،
فدفع إليَّ السوط، فقبلت ساقه ورجله، وقيل فِيهِ: عَبْد
اللَّه بْن أَبِي سقية.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم
(3/380)
3181- عبد الله بن
مسعدة
ب س: عَبْد اللَّه بْن مسعدة وقيل: ابْنُ مَسْعُود
الفزاري، صاحب الجيوش، لأنَّه كَانَ أميرًا عليها فِي غزو
الروم، سماه الطبراني فِي الأوسط، وذكره غيره فيمن لا
يسمى.
(878) أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ بُزَّةَ الصَّنْعَانِيُّ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعَدَةَ،
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
صَلَّى الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ مِنْ
رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: أَقَصَرْتَ
الصَّلاةَ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَقُولُ ذُو
الْيَدَيْنِ؟ "، قَالُوا: صَدَقَ، فَأَتَمَّ بِهِمُ
الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ،
وَهُوَ جَالِسٌ بَعْدَمَا سَلَّمَ قَالَ سُلَيْمَان: ابْنُ
مسعدة اسمه: عَبْد اللَّه، من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يروه عَنِ ابْنِ جريج، إلا
عَبْد الرزاق.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
وَقَدْ ذكره الحافظ أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر فِي تاريخه،
فَقَالَ: عَبْد اللَّه بْن مسعدة، وَيُقَال: ابْنُ
مَسْعُود بْن حكمة بْن مَالِك بْن حذيفة بْن بدر الفزاري،
لَهُ رؤية من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قيل: إنه كَانَ من سبي فزارة، وأن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهبه لفاطمة ابنته
فأعتقته، وسكن دمشق، وكان مَعَ معاوية بصفين، وبعثه يزيد
بْن معاوية عَلَى جند دمشق يَوْم الحرة، وبقي إِلَى أن
بايع مروان بالخلافة بالجابية.
وقَالَ يَحيى بْن عباد بْن عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ، أن
ابْنُ مسعدة كَانَ شديدًا فِي قتال ابْنُ الزُّبَيْر،
فضربه مُصعب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف عَلَى فخذه
فجرحه، وضربه ابْنُ أَبِي درع من جانبه الآخر فجرحه جرحا
آخر، فما عاد خرج للحرب حتَّى ولوا منصرفين
(3/381)
3182- عبد الله بن
مسعود
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود بْن غافل بْن حبيب بْن
شمخ بْن فار بْن مخزوم بْن صاهلة بْن كاهل بْن الحارث بْن
تميم بْن سعد بْن هذيل بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر أَبُو
عَبْد الرَّحْمَن الهذلي حليف بني زهرة، كَانَ أَبُو
مَسْعُود قَدْ حالف فِي الجاهلية عَبْد بْن الحارث بْن
زهرة، وأم عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أم عَبْد بِنْت عَبْد
ود بْنُ سواء من هذيل أيضًا.
كَانَ إسلامه قديمًا أول الْإِسْلَام، حيث أسلم سَعِيد بْن
زَيْد وزوجته فاطمة بْنت الخطاب، وذلك قبل إسلام عُمَر بْن
الخطاب بزمان.
رَوَى الأَعْمَشُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
" لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَادِسَ سِتَّةٍ، مَا عَلَى ظَهْرِ
الأَرْضِ مُسْلِمٌ غَيْرَنَا ".
وكان سببُ إسلامه ما
(879) أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الفضل الطبري الفقيه
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يعلى أَحْمَد بْن عليّ.
قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ
زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ:
كُنْتُ غُلامًا يَافِعًا فِي غَنَمٍ لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي
مُعَيْطٍ أَرْعَاهَا، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: " يَا
غُلامُ، هَلْ مَعَكَ مِنْ لَبَنٍ؟ "، فَقُلْتُ: نَعَمْ،
وَلَكِنِّي مُؤْتَمَنٌ، فَقَالَ: " ائْتِنِي بِشَاةٍ لَمْ
يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ "، فَأَتَيْتُهُ بِعَنَاقٍ
أَوْ جَذَعَةٍ فَاعْتَقَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَمْسَحُ الضَّرْعَ
وَيَدْعُو حَتَّى أَنْزَلَتْ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ
بِصَخْرَةٍ فَاحْتَلَبَ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ لأَبِي
بَكْرٍ: " اشْرَبْ "، فَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ شَرِبَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ،
ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: " اقْلِصْ "، فَقَلَصَ فَعَادَ
كَمَا كَانَ، ثُمَّ أَتَيْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْكَلامِ، أَوْ مِنْ
هَذَا الْقُرْآنِ، فَمَسَحَ رَأْسِي، وَقَالَ: " إِنَّكَ
غُلامٌ مُعَلَّمٌ "، قَالَ: فَلَقَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ
سَبْعِينَ سُورَةً، مَا نَازَعَنِي فِيهَا بِشَرٍّ.
وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ بِمَكَّةَ
(880) أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ
أَوَّلَ مَنْ جَهَرَ بِالْقُرْآنِ بِمَكَّةَ بَعْدَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، اجْتَمَعَ يَوْمًا أَصْحَابُ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا سَمِعَتْ قُرَيْشٌ هَذَا
الْقُرْآنَ يُجْهَرُ لَهَا بِهِ قَطُّ، فَمَنْ رَجُلٌ
يُسْمِعُهُمْ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ:
أَنَا، فَقَالُوا: إِنَّا نَخْشَاهُمْ عَلَيْكَ، إِنَّمَا
نُرِيدُ رَجُلا لَهُ عَشِيرَةٌ تَمْنَعُهُ مِنَ الْقَوْمِ
إِنْ أَرَادُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي، فَإِنَّ اللَّهَ
سَيَمْنَعُنِي، فَغَدَا عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى أَتَى
الْمَقَامَ فِي الضُّحَى وَقُرَيْشٌ فِي أَنْدِيَتِهَا،
حَتَّى قَامَ عِنْدَ الْمَقَامِ، فَقَالَ رَافِعًا
صَوْتَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْءَانَ، فَاسْتَقْبَلَهَا
فَقَرَأَ بِهَا فَتَأَمَّلُوا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: مَا
يَقُولُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ؟ ثُمَّ قَالُوا: إِنَّهُ
لَيَتْلُو بَعْضَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ، فَقَامُوا
فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ فِي وَجْهِهِ، وَجَعَلَ يَقْرَأُ
حَتَّى بَلَغَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ،
ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَقَدْ أَثَّرُوا
بِوَجْهٍ، فَقَالُوا: هَذَا الَّذِي خَشِينَا عَلَيْكَ،
فَقَالَ: مَا كَانَ أَعْدَاءُ اللَّهِ قَطُّ أَهْوَنَ
عَلَيَّ مِنْهُمُ الآنَ، وَلَئِنْ شِئْتُمْ غَادَيْتُهُمْ
بِمِثْلِهَا غَدًا؟ قَالَ: حَسْبُكَ، قَدْ أَسْمَعْتُهُمْ
مَا يَكْرَهُونَ ولما أسلم عَبْد اللَّه أخذ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْه، وكان يخدمه،
وقَالَ لَهُ: " إذنك عليّ أن تسمع سوادي ويرفع الحجاب "،
فكان يلج عَلَيْهِ، ويلبسه نعليه، ويمشي معه وأمامه،
ويستره إِذَا اغتسل، ويوقظه إِذَا نام، وكان يعرف فِي
الصحابة بصاحب السواد، والسواك.
(881) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الثَّقَفِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، وَأَنَا حَاضِرٌ
أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَابِرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
زِيَادٍ الأَحْمَرُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ وَحَفْصٌ،
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذْنُكَ عَلَيَّ
أَنْ يُرْفَعَ الْحِجَابُ، وَتَسْمَعَ سِوَادِي حَتَّى
أَنْهَاكَ "
وهاجر الهجرتين جميعًا إِلَى الحبشة، وَإِلى المدينة، وصلى
القبلتين، وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق وبيعة الرضوان،
وسائر المشاهد مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وشهد اليرموك بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الَّذِي أجهز عَلَى أَبِي جهل،
وشهد لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بالجنة.
وروى عَنْ: النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْهُ من الصحابة: ابْنُ عَبَّاس، وابن عُمَر، وَأَبُو
مُوسَى، وعمران بْن حصين، وابن الزُّبَيْر، وجابر، وأنس،
وَأَبُو سَعِيد، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو رافع،
وغيرهم.
وروى عَنْهُ من التابعين: علقمة، وَأَبُو وائل، والأسود،
ومسروق، وعبيدة، وقيس بْن أَبِي حازم، وغيرهم.
(882) أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُسْلِمُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ الْعَدْلُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ خَمِيسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ
الْمَرْجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ
النِّسَاءِ "، قَالَ: قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ
وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: " إِنِّي أُحِبُّ أَنْ
أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي "، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ حَتَّى
بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ
بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} ....
إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَاضَتْ عَيْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(883) أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ
الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ
بْنُ خَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي
نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ
سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ الأَطْرَابُلُسِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى
بِالْكُوفَةِ، أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ،
عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ
ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ".
وَقَدْ رَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي
الزَّعْرَاءِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
(884) وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ
إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا
مُوسَى، يَقُولُ: " لَقَدْ قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ
الْيَمَنِ، وَمَا نَرَى إِلا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
مَسْعُودٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا نَرَى مِنْ دُخُولِهِ
وَدُخُولِ أُمِّهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
(885) قال: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
يَزِيدَ، قَالَ: أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ، فَقُلْنَا:
حَدِّثْنَا بِأَقْرَبِ النَّاسِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَدَلا،
فَنَأْخُذُ عَنْهُ وَنَسْمَعُ مِنْهُ، قَالَ: " كَانَ
أَقْرَبَ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلا وَسَمْتًا بِرَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ
مَسْعُودٍ حَتَّى يَتَوَارَى مِنَّا فِي بَيْتِهِ،
وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ
أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى
اللَّهِ زُلْفَى "
(886) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
حَدَّثَنَا صَاعِدٌ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ،
عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ،
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ
مُؤَمِّرًا أَحَدًا مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لأَمَّرْتُ
ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ "
ومن مناقبه أَنَّهُ بعد وفاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهد المشاهد العظيمة، منها أَنَّهُ:
شهد اليرموك بالشام، وكان عَلَى النفل، وسيره عُمَر بْن
الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى الكوفة، وكتب إِلَى أهل
الكوفة: إني قَدْ بعثت عمار بْن ياسر أميرًا، وعبد اللَّه
بْن مَسْعُود معلمًا، ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل
بدر، فاقتدوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قولهما، وَقَدْ آثرتكم
بعبد اللَّه عَلَى نفسي.
(887) أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا
مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ
عَلِيًّا، يَقُولُ: أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَصَعِدَ عَلَى
شَجْرَةٍ يَأْتِيهِ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَنَظَرَ
أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللَّهِ، فَضَحِكُوا مِنْ
حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَضْحَكُونَ؟ لَرِجْلُ
عَبْدِ اللَّهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ "
(888) وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
طَبَرْزَدَ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ
الأَنْمَاطِيُّ، إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا،
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ وَأَبُو الْفَضْلِ
الْبَاقِلانِيَّانِ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ،
حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ
جُوَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ جُلُوسًا،
فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا رَجُلا أَحْسَنَ خُلُقًا، وَلا
أَرْفَقَ تَعْلِيمًا، وَلا أَحْسَنَ مُجَالَسَةً، وَلا
أَشَدَّ وَرَعًا، مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ؟ قَالَ عَلِيٌّ:
أُنْشِدُكُمُ اللَّهَ أَهُوَ الصِّدْقُ مِنْ قُلُوبِكُمْ؟
قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ أَشْهَدُ أَنِّي
أَقُولُ مِثْلَ مَا قَالُوا وَأَفْضَلَ قَالَ أَبُو وائل:
لما شق عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ المصاحف، بلغ ذَلِكَ
عَبْد اللَّه، فَقَالَ: لقد علم أصحاب مُحَمَّد أني أعلمهم
بكتاب اللَّه، وما أَنَا بخيرهم، ولو أني أعلم أن أحدًا
أعلمُ بكتاب اللَّه مني تبلغنيه الإبل لأتيته، فَقَالَ
أَبُو وائل: فقمت إِلَى الخلق أسمع ما يقولون، فما
سَمِعْتُ أحدًا من أصحاب مُحَمَّد ينكر ذَلِكَ عَلَيْهِ.
وقَالَ زَيْد بْن وهب: إني لجالس مَعَ عُمَر، إذ جاءه
ابْنُ مَسْعُود يكاد الجلوس يوارونه من قصره، فضحك عُمَر
حين رآه، فجعل يكلم عُمَر ويضاحكه وهو قائم، ثُمَّ ولى
فأتبعه عُمَر بصرة حتى توارى، فَقَالَ: كنيف مليء علمًا.
وقَالَ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه: كَانَ عَبْد
اللَّه إِذَا هدأت العيون قام، فسمعت لَهُ دويًا كدوي
النحل حتَّى يصبح.
وقَالَ سَلَمة بْن تمام: لقي رجلٌ ابْنُ مَسْعُود، قَالَ:
لا تعدم حالمًا مذكرًا، رأيتك البارحة، ورأيت النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى منبر مرتفع وأنت
دونه، وهو يَقُولُ: " يا ابْنُ مَسْعُود، هلم إليَّ فقد
جفيت بعدي، فَقَالَ: والله لأنت رَأَيْت هَذَا؟ قَالَ:
نعم، قَالَ: فعزمت أن تخرج من المدينة حتَّى تصلي عليّ،
فما لبث أيامًا حتَّى مات.
وقَالَ أَبُو ظبية: مرض عَبْد اللَّه، فعاده عثمان بْن
عفان، فَقَالَ ما تشتكي؟ قَالَ: ذنوبي، قَالَ: فما تشتهي؟
قَالَ: رحمة ربي، قَالَ: ألا آمر لَكَ بطبيب؟ قَالَ:
الطبيب أمرضني، قَالَ: آلا آمر لَكَ بعطاء؟ قَالَ: لا حاجة
لي فِيهِ، قَالَ: يكون لبناتك، قَالَ: أتخشى عَلَى بناتي
الفقر، إني أمرت بناتي أن يقرآن كل ليلة سورة الواقعة، إني
سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: " من قَرَأَ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقه أبدًا
".
وإنما قَالَ لَهُ عثمان: ألا آمر لَكَ بعطائك؟ لأنَّه
كَانَ قَدْ حبسه عَنْهُ سنتين، فلما توفي أرسله إِلَى
الزُّبَيْر، فدفعه إِلَى ورثته، وقيل: بل كَانَ عَبْد
اللَّه ترك العطاء استغناء عَنْهُ، وفعل غيره كذلك.
وروى الْأَعْمَش، عَنْ زَيْد بْن وهب، قَالَ: لما بعث
عثمان إِلَى عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود يأمره بالقدوم
عَلَيْهِ بالمدينة، وكان بالكوفة، اجتمع النَّاس عَلَيْهِ،
فقالوا: أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه، فَقَالَ
عَبْد اللَّه: إن لَهُ حق الطاعة، وَإِنها ستكون أمور
وفتن، فلا أحب أن أكون أول من فتحها، فرد النَّاس وخرج
إِلَيْه.
وتوفي ابْنُ مَسْعُود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وأوصى
إِلَى الزُّبَيْر رَضِي اللَّه عَنْهُمَا، ودفن بالبقيع،
وصلى عَلَيْهِ عثمان، وقيل: صلى عَلَيْهِ عمار بْن ياسر،
وقيل: صلى عَلَيْهِ الزُّبَيْر ودفنه ليلًا أوصى بذلك، ولم
يعلم عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، بدفنه فعاتب الزبير
عَلَى ذلك وكان عمره يَوْم توفي بضعا وستين سنة، وقيل: بل
توفي سنة ثلاث وثلاثين، والأول أكثر.
ولما مات ابْنُ مَسْعُود نُعي إِلَى أَبِي الدرداء،
فَقَالَ: ما ترك بعده مثله.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/381)
3183- عبد الله بن
مسعود الغفاري
س: عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود الغفاري، وقيل: أَبُو
مَسْعُود الغفاري رُوِيَ عَنْهُ حديث طويل فِي فضائل
رمضان، سماه بعضهم فِي الرواية عَبْد اللَّه، وأكثر ما
يروى عَنْهُ لا يسمى.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرًا، ويذكر فِي الكنى إن شاء
اللَّه تَعَالى.
(3/387)
3184- عبد الله بن
مسلم
س: عَبْد اللَّه بْن مسلم أورده أَبُو الْقَاسِم الرقاعي
فِي العبادلة، وذكر لَهُ حديثًا.
رواه سَعِيد بْن سلميان، عَنْ عباد بْن حصين، قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم، وكانت لَهُ صحبة،
قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " ما من مملوك يطيع اللَّه تَعَالى ويطيع مالكه
إلا كَانَ لَهُ أجران ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى
(3/387)
3185- عبد الله بن
مسيب
س: عَبْد اللَّه بْن مسيب ذكره العسكري فِي الصحابة.
رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ
جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ، وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو، قَالُوا: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ بِمَكَّةَ،
فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى إِذَا جَاءَ
ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ، وَجَاءَ ذِكْرُ عِيسَى صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِمْ، أَخَذَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُعْلَةٌ فَسَجَدَ ".
كَذَا رَوَاهُ، وَهَذَا الإِسْنَادُ عَنْ هَؤُلاءِ
الثَّلاثَةِ مَحْفُوظٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
السَّائِبِ، عَنِ النَّبِيِّ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
(3/388)
3186- عبد الله بن
مطر
د ع: عَبْد اللَّه بْن مطر أَبُو ريحانة وقيل اسمه شمعون،
وهو من الأزد، وكان يقص بإيليا، وله كرامات وآيات.
روى عَنْهُ: كريب بْن أبرهة، وثوبان بْن شهر، والهيثم بْن
شفي، وعبادة بْن نسي، قاله أَبُو نعيم.
وقَالَ ابْنُ منده: وهو من بني نمير، من بني ثعلبة بْن
يربوع.
روى شهر بْن حوشب، عَنْ أَبِي ريحانة، قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الحمى من
فنيح جهنم، وهي نصيب المؤمن من النار ".
(889) أَخْبَرَنَا يَحيى بْن محمود، إجازة بِإِسْنَادِهِ
إِلَى أَبِي بَكْر ابْن أَبِي عاصم، حَدَّثَنَا أَبُو
عمير، عَنْ ضمرة، عَنِ ابْنِ عطاء، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
ركب أَبُو ريحانة البحر، فاشتد عَلَيْهِ، فَقَالَ: اسكن،
فإنما أنت عَبْد حبشي، فسكن حتَّى صار كالزيت، قَالَ:
وسقطت إبرته، فَقَالَ: أي رب عزمت عليك لما رددتها عليّ،
فظهرت حتَّى أخذها.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم قلت: ذكر بعض
العلماء، أن عَبْد اللَّه بْن مطر أبا ريحانة الَّذِي قيل
فِيهِ: شمعون، قَالَ: هما رجلان، أحدهما صحابي، وهو شمعون
أَبُو ريحانة، وهو الَّذِي كَانَ يقص بالبيت المقدس، وله
الكرامات، والثاني: أَبُو ريحانة عَبْد اللَّه بْن مطر،
وهو تابعي بصري، روى عَنْ: ابْنُ عُمَر، وسفينة، وكذلك
ذكرهما الأئمة، منهم مُسْلِم، وابن أَبِي حاتم.
(3/388)
3187- عبد الله بن
أبي مطرف
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن أَبِي مطرف لَهُ صحبة، عداده فِي
الشاميين، وهو أزْدِيّ.
رَوَى حَدِيثَهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ رِفْدَةَ
بْنِ قُضَاعَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رَاشِدٍ الْقُرَشِيِّ،
قَالَ: أَتَى الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ رَجُلٌ قَدِ
اغْتَصَبَ أُخْتَهُ نَفْسَهَا، فَقَالَ: احْبِسُوهُ
وَسَلُوا مَنْ هَهُنَا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوا عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ أَبِي مُطَرِّفٍ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: " مَنْ تَخَطَّى الْحُرْمَتَيْنِ الاثْنَتَيْنِ،
فَخُطُّوا وَسَطَهُ بِالسَّيْفِ "، وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَكَتَبَ بِذَلِكَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ:
يَقُولُونَ: إِنَّ رِفْدَةَ غَلِطَ، وَلَمْ يَصِحَّ
عِنْدِي قَوْلُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: ليس يعرف عَبْد اللَّه بْن
أَبِي مطرف، وَإِنما هُوَ عَبْد اللَّه بْن مطرف بْنُ
عَبْد اللَّه بْن الشخير، وهو مرسل، وروي أن الحجاج رفع
إِلَيْه رَجُل زنى بأخته، فَقَالَ: يضرب ضربة بالسيف،
فضربت عنقه، والله أعلم.......
(3/389)
3188- عبد الله بن
المطلب بن أزهر
عَبْد اللَّه بْن المطلب بْن أزهر بْن عَبْد عون
الزُّهْرِيّ ولد بأرض الحبشة، وهلك بها أَبُوهُ، فورثه
عَبْد اللَّه.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاق: هُوَ أول من ورث أباه فِي
الْإِسْلَام.
(890) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن عليّ
بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق،
فِي تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة، من بني زهرة، قَالَ:
والمطلب بْن أزهر بْن عَبْد عوف بْن عَبْد الحارث بْن
زهرة، معه امرأته رملة بِنْت أَبِي عوف بْن صبيرة، ولدت
لَهُ بأرض الحبشة عَبْد اللَّه بْن المطلب
(3/389)
3189- عبد الله بن
المطلب بن حنطب
س: عَبْد اللَّه بْن المطلب بْن حنطب بْن الحارث بْن
عُبَيْد بْن عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي، قَالَ
أَبُو مُوسَى: ذكر بعض مشايخنا أن لَهُ صحبة، وأنه يروي أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
أَبُو بَكْر، وعمر بمنزلة السمع والبصر ".
أخرجه أَبُو موسى.
وذكره ابْنُ أَبِي حاتم الرازي، وقَالَ: لَهُ صحبة.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْلَعَ
أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، فَقَالَ: " هَذَانِ الَّسْمُع
وَالْبَصَرُ ".
(891) أَخْبَرَنَا بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَقِيهُ، وَغَيْرُهُ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي
عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ،
فَقَالَ: " هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْطَبٍ لَمْ
يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَذَا قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْطَبٍ
(3/390)
3190- عبد الله بن
مطيع
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن مطيع بْن الأسود بْن حارثة بْن
نضلة بْن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن عدي بْن كعب
الْقُرَشِيّ العدوي، ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكه النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرج أهلُ المدينة بني أمية
أيام يزيد بْنُ معاوية من المدينة، وخلعوا يزيد، كَانَ
عَبْد اللَّه بْن مطيع عَلَى قريش، وعبد اللَّه بْن حنظلة
عَلَى الأنصار، فلما ظفر أهل الشام بأهل المدينة يَوْم
الحرة، انهزم عَبْد اللَّه بْن مطيع، ولحق بعبد اللَّه بْن
الزبير بمكة، وشهد معه الحصر الأول لما حصرهم أهل الشام
بعد وقعة الحرة، وبقي عنده إِلَى أن حصر الحجاج بْن
يُوسُفَ عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر بمكة، أيام عَبْد
الملك بْن مروان، وكان ابْنُ مطيع معه، فقاتل، وهو
يَقُولُ:
أَنَا الَّذِي فررت يَوْم الحرة والحر لا يفر إلا مرة
يا حبذا الكرة بعد الفرة لأجزين كرة بفرة
وقتل مَعَ ابْنُ الزبير، وكان من جلة قريش شجاعة وجلدًا،
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ: " أيما امرئ عرضت عَلَيْهِ الكرامة، فلا
يدع أن يأخذ منها قل أم كثر ".
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد اللَّه بْن مطيع بْن الأسود
الْقُرَشِيّ، من العبلات من بني عدي، قَالَ: وروى زَيْد
بْن أسلم، عَنْ أَبِيهِ: أن عَبْد اللَّه بْن مطيع كَانَ
من العبلات، من رهط ابْنُ عُمَر، قلت: لا أعرف معنى قول
أَبِي نعيم: إنه من العبلات، إنَّما العبلات ولد أمية
الأصفر بْن عَبْد شمس، وليسوا من بني عدي، والله أعلم.
(3/390)
3191- عبد الله بن
مظعون
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة
بْن جمح الْقُرَشِيّ الجمحي، يكنى أبا مُحَمَّد، هاجر هُوَ
وأخوه عثمان بْن مظعون إِلَى أرض الحبشة، وشهد بدرًا هُوَ
وأخوته.
قَالَ الواقدي: توفي سنة ثلاثين، وهو ابْنُ ستين سنة، ولا
يحفظ لأحد منهم رواية إلا لقدامة بْنُ مظعون، وأولاد مظعون
أخوال عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه
عَنْهُمْ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/391)
3192- عبد الله بن
مظفر
س: عَبْد اللَّه بْن مظفر قَالَ أَبُو مُوسَى: كذا وجدته
فِي كتاب أَبِي الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الفارسي،
المسمى بـ كتاب الأسباب الجبالة للرزق.
رَوَى فِيهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ سَلامِ
بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُظَفَّرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ
لِعِبَادَتِي أَمْلأْ قَلْبَكَ غِنًى، وَأَمْلأْ يَدَيْكَ
رِزْقًا، يَابْنَ آدَمَ، لا تُبَاعِدْ مِنِّي أَمْلأْ
قَلْبَكَ فَقْرًا، وَأَمْلأْ يَدَيْكَ شُغْلا ".
قَالَ: كَذَا وَجَدْتُهُ، وَإِنَّمَا هُوَ مُعَاوِيَةُ
بْنُ قُرَّةَ، وَالْمَحْفُوظُ عَنْ أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ
بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ بِهَذَا
الإِسْنَادِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ
مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
13287 ب د ع:
(3/392)
3193- عبد الله بن
معاوية الغاضري
عَبْد اللَّه بْن معاوية الغاضري عداده فِي الشاميين، نزل
حمص قيل: هُوَ من غاضرة قيس.
روى عَنْهُ: جُبَيْر بْن نفير، أن رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثلاث من فعلهن فقد
ذاق طعم الْإِيمَان: من عَبْد اللَّه وحده، فإنه لا إله
إلا هُوَ، وأعطى زكاة ماله طيبه بها نفسه واجبه عَلَيْهِ
كل عام، ولم يعط الهرمة، ولا الدرنة، ولا المريضة، ولا
الشرط اللئيمة، ولكن من أوسط أموالكم، فإن اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ لم يسألكم خيره، ولم يأمركم بشره وزكاة نفسه "،
فَقَالَ رَجُل: ما تزكيه الرجل نفسه؟ قَالَ: " أن يعلم أن
اللَّه معه حيث كَانَ ".
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
13288:
(3/392)
3194- عبد الله أخو
معبد بن قيس
عَبْد اللَّه أخو معبد بْن قيس بْن صخر ذكره أَبُو عُمَر
مدرجًا في ترجمة أخيه معبد، وشهد أخوه معبد أحدًا.
(3/393)
3195- عبد الله بن
معتب
س: عَبْد اللَّه بْن مُعَتّب وقيل مغيث ويرد هناك،
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
(3/393)
3196- عبد الله بن
المعتمر
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن المعتمر لَهُ صحبة.
روى عَنْهُ: سُلَيْمَان بْن شهاب العبسي، قَالَ
سُلَيْمَان: نزل عَبْد اللَّه بْن المعتمر، وكان من أهل
أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فحدثني، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " أن الدجال ليس بِهِ خفاء، إنه يجيء من قبل
المشرق فيدعو إِلَى نفسه فيتبع، ويقاتل ناسًا فيظهر عليهم،
لا يزال كذلك حتَّى يقدم الكوفة فيظهر عليهم ".
قَالَ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم هكذا: بالتاء فوقها
نقطتان، والميم المشددة، وقَالَ أَبُو عُمَر: المعتمر، فِي
آخره راءٌ، وكلهم جعلوا الراوي عَنْهُ: سُلَيْمَان بْن
شهاب، وقَالَ أَبُو عُمَر: لا أعرف لَهُ إلا حديثًا واحدًا
فِي الدجال.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وجعله أَبُو عُمَر كنديًا، وقيل
فِيهِ: مغنم، بالغين المعجمة والنون.
13291:
(3/393)
3197- عبد الله بن
المعتم
عَبْد اللَّه بْن المعتم كَانَ عَلَى إحدى المجنبتين يَوْم
القادسية، وسيره سعد بْن أَبِي وقاص من العراق إِلَى
تكريت، ومعه عرفجة بْن هرثمة، وربعي بْن الأفكل، وفيها جمع
من الروم والعرب، ففتح تكريت، وأرسل عَبْد اللَّه بْن
المعتم ربعي بْن الأفكل إِلَى نينوي والموصل، ففتحهما وجعل
عَبْد اللَّه عَلَى الموصل ربعي بْن الأفكل، وعلى الخراج
عرفجة بْن هرثمة.
هَذَا قول ابْنِ إِسْحَاق، وقيل: إن الَّذِي فتحها عتبة
بْن فرقد، أرسله عُمَر بْن الخطاب إِلَى الموصل، ففتحها
سنة عشرين، وقيل غير ذَلِكَ، وكان عَبْد اللَّه عَلَى
مقدمة سعد بْن أَبِي وقاص من القادسية إِلَى المدائن، وهو
وزهرة بْن الحوية.
وقَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري: هُوَ عَبْد اللَّه بْن
المعتمر، يعني بالراء، لَهُ صحبة، وقيل: المعتم بغير راءٍ،
والله أعلم.
وقَالَ الأمير أَبُو نصر: أما معتم بضم الميم، والتاء
فوقها نقطتان، وبالميم المشددة، فهو عَبْد اللَّه بْن
المعتم.
وقَالَ أَبُو زكرياء يزيد بْن إياس: عَبْد اللَّه بْن
المعتم العبسي، هُوَ الَّذِي افتتح الموصل، وروى ذَلِكَ
عَنْ سيف بْن عُمَر.
(3/393)
3198- عبد الله بن
معرض
د ع: عَبْد اللَّه بْن معرض الباهلي سكن البادية نحو
اليمامة، وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذكره المنيعي، وابن أَبِي دَاوُد فِي الصحابة.
روى عَبْد اللَّه بْن حمزة أَبُو يمن الباهلي، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدّه عَبْد اللَّه بْن معرض الباهلي:
أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فجعل لهم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فريضة فِي إبلهم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم........
(3/394)
3199- عبد الله بن
أبي معقل
ب: عَبْد اللَّه بْن أَبِي معقل الْأَنْصَارِيّ شهد أحدًا
مَعَ أبيه، ونذكر أباه فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
(3/394)
3200- عبد الله بن
المعمر العبسي
ب: عَبْد اللَّه بْن المعمر العبسي لَهُ صحبة، وهو ممن
تخلف عَنْ عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قتال أهل البصرة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
(3/394)
3201- عبد الله بن
معية السوائي
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن معية السوائي من بني سواءة بْن
عَامِر بْن صعصعة، أدرك الجاهلية، وزعم بعضهم أَنَّهُ شهد
حصر الطائف.
روى عَنْهُ: سَعِيد بْن السائب الطائفي، أَنَّهُ قَالَ:
قتل رجلان من أصحبا النَّبِيّ عند باب بني سالم بْن
الطائف، فأتى بهما النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ليراهما يعني أنهما حملا إِلَيْه..
وذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قَالَ ابْنُ ماكولا: عَبْد اللَّه بْن معية العامري، أَخرج
حديثه بعض المشايخ فِي الصحابة، معية: بضم الميم، وبالياء
تحتها نقطتان، وهي مشددة، وآخره هاءٌ.
(3/395)
3202- عبد الله بن
مغفل
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن مغفل بْن عَبْد غنم وقيل عَبْد
نهم بْن عفيف بْن أسحم بْن رَبِيعة بْن عداء، وقيل: عدي
بْن ثعلبة بْن ذؤيب، وقيل: ذويد بْن سعد بْن عداء بْن
عثمان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة المزني وولد عثمان من
مزينة، نسبوا إِلَى أمهم مزينة بِنْت كلب بْن وبرة، وعمرو
بْن أد هُوَ عم تميم بْن مر بْن أد.
كَانَ عَبْد اللَّه من أصحاب الشجرة، يكنى أبا سَعِيد،
وقيل: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: أَبُو زياد، سكن
المدينة، ثُمَّ تحول إِلَى البصرة وابتنى بها دارًا، قرب
الجامع.
وكان من البكائين الَّذِي أنزل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فيهم:
{وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ
قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا
وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} الآية.
وكان أحد العشرة الَّذِينَ بعثهم عُمَر إِلَى البصرة
يفقهون النَّاس، وهو أول من أدخل من باب مدينة تستر، لما
فتحها المسلمون، وقَالَ عَبْد اللَّه بْن مغفل: إني لآخذ
بغصن من أغصان الشجرة التي بايع رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحتها أظله بها، قَالَ:
فبايعناه عَلَى أن لا نفر.
روى عَنْ: النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أحاديث.
روى عَنْهُ: الْحَسَن الْبَصْرِيّ، وَأَبُو العالية،
ومطرف، ويزيد ابني عَبْد اللَّه الشخير، وعقبة بْن صهبان،
وَأَبُو الوازع، ومعاوية بْن قُرَّة، وحميد بْن هلال،
وغيرهم.
(892) أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ
بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ
أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ
بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ أَنَّهُ
رَأَى رَجُلا يَخْذِفُ، فَقَالَ: لا تَخْذِفْ، فَإِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
نَهَى أَوْ كَرِهَ الْخَذْفَ " لا أُحَدِّثُكَ بِهِ، أَوْ
لا أُحَدِّثُكَ أَبَدًا وتوفي عَبْد اللَّه بالبصرة سنة
تسع وخمسين، وقيل: سنة ستين، أيام إمارة ابْنُ زياد
بالبصرة، وصلى عَلَيْهِ أَبُو برزة الأسلمي، بوصية منه
بذلك.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/395)
3203- عبد الله بن
مغنم
عَبْد اللَّه بْن مغنم قَالَ الأمير أَبُو نصر: وأمَّا
مغنم بفتح الميم، وسكون الغين المعجمة، وبعدها نون مفتوحة
خفيفة، فهو عَبْد اللَّه بْن مغنم، لَهُ صحبة ورواية عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ:
سُلَيْمَان بْن شهاب العبسي، وحديثه فِي الدجال معروف،
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، وقيل فِيهِ: معتمر
بالعين المهملة، والتاء فوقها نقطتها، وآخره راءٌ، كذا
ضبطه أَبُو عُمَر، والله أعلم.
(3/396)
3204- عبد الله بن
مغيث
س: عَبْد اللَّه بْن مغيث أَوْ مُعَتّب، أورده العسكري
هكذا بالشك.
رَوَى يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي
الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغِيثٍ: أَنَّ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ
عَلَى رَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَإِذَا
هُوَ مُبْتَلٌّ، فَقَالَ: " مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا
".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
(3/396)
3205- عبد الله بن
المغيرة
ب: عَبْد اللَّه بْن المغيرة وكنية المغيرة أَبُو سُفْيَان
بْن الحارث بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ الهاشمي.
روى عَنْهُ: سماك بْن حرب، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ما قدست أمه لا يؤخذ لضعيفها
حقه من قويها غير متعتع ".
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحديث عَنْ عَبْد اللَّه، عَنْ
أَبِيهِ، وأي ذَلِكَ كَانَ، فقد رَأَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان معه مُسلمًا بعد الفتح،
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَقَدْ ذكره فِي عَبْد اللَّه بْن
أَبِي سُفْيَان.......
(3/397)
3206- عبد الله بن
المغيرة بن معيقيب
عَبْد اللَّه بْن المغيرة بْن معيقيب من مهاجرة الحبشة،
قاله أَبُو أَحْمَد العسكري مختصرًا.
13299:
(3/397)
3207- عبد الله أبو
المغيرة اليشكري
عَبْد اللَّه أَبُو المغيرة اليشكري أَخْبَرَنَا يَحيى بْن
محمود، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنُ أَبِي عاصم، حَدَّثَنَا
ابْنُ نمير، وحَدَّثَنَا يَحيى بْن عِيسَى، عَنِ
الْأَعْمَش، عَنْ عَمْرو بْن مرة، عَنِ المغيرة بْن عَبْد
اللَّه بْن سعد بْن الأخرم، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ: عمه: شك
الْأَعْمَش، قَالَ: قلت: يا رَسُول اللَّه، دلني عَلَى عمل
يقربني من الجنة ويباعدني من النار....
كذا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عاصم، ويرد ذكره فِي عَبْد
اللَّه اليشكري أبين من هَذَا، وفي عَبْد اللَّه بْن
المنتفق أيضًا.
13300 د ع:
(3/397)
3208- عبد الله بن
مقرن المزني
عَبْد اللَّه بْن مقرن المزني روى عَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ،
وعبد الملك بْن عمير، ويرد نسبه عند إخوته النعمان، وغيره،
إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبُو نعيم:
ذكره بعض المتأخرين، يعني ابْنُ منده، ولم يخرج لَهُ
شيئًا.
13301:
(3/398)
3209- عبد الله بن
المنتفق
عَبْد اللَّه بْن المنتفق أَبُو المنتفق اليشكري وقيل
السلمي كوفي، فِي صحبته نظر.
روى عَنْهُ: ابنه المغيرة.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
انْطَلَقْتُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ،
فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ
الْمُنْتَفِقِ، وَهُوَ يَقُولُ: وُصِفَ لِي رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ
وَهُوَ بِعَرَفَاتٍ، فَزَاحَمْتُ عَلَيْهِ حَتَّى خَلَصْتُ
إِلَيْهِ، فَقِيلَ لِي: إِلَيْكَ عَنْ طَرِيقِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
دَعُوا الرَّجُلَ، أَرِبَ مَا لَهُ "، فَأَخَذْتُ
بِزِمَامِ نَاقَتِهِ، وَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
شَيْئَيْنِ أَسْأَلُكَ عَنْهُمَا، مَا يُنَجِّينِي مِنَ
النَّارِ؟ وَمَا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: "
لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَقَدْ
عَظَّمْتَ وَطَوَّلْتَ فَاعْقِلْ عَنِّي إِذًا اعْبُدِ
اللَّهَ لا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَأَقِم الصَّلاةَ
الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ،
وَصُمْ رَمَضَانَ، وَمَا تُحِبُّ أَنْ يَفْعَلَهُ النَّاسُ
بِكَ فَافْعَلْهُ بِهِمْ، وَمَا تَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ
إِلَيْكَ فَذَرِ النَّاسَ مِنْهُ، خَلِّ سَبِيلَ
النَّاقَةِ ".
وَرَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ، وَيُونُسُ، وَإِسْرَائِيلُ
ابْنَاهُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تقدم فِي عَبْد اللَّه
أَبِي المغيرة، ويرد فِي عَبْد اللَّه اليشكري، والجميع
واحد.
(3/398)
3210- عبد الله بن
منيب الأزدي
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن منيب الْأَزْدِيّ
(893) أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ،
حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدَةَ بْنِ رَبَاحٍ
الْغَسَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُنِيبِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُنِيبٍ، أَنَّهُ قَالَ: تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: {كُلَّ يَوْمٍ
هُوَ فِي شَأْنٍ} ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا
ذَلِكَ الشَّأْنُ؟ قَالَ: " يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيُفَرِّجُ
كَرْبًا، وَيَرْفَعُ قَوْمًا، وَيَضَعُ آخَرِينَ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ
(3/399)
3211- عبد الله بن
أبي ميسرة
ب: عَبْد اللَّه بْن أَبِي ميسرة وقيل: مسرة بْن عوف بْن
السباق بْن عَبْد الدار بْن قصي،
قتل مَعَ عثمان بْن عفان يَوْم الدار، ذكره العدوي، فِي
صحبته ورؤيته نظر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
قَالَ ابْنُ الكلبي: بنو السباق أول من بغى بمكة، فأهلكوا
يعني من قريش ودرج بنو السباق كلهم، غير أهل بيت باليمن
فِي عك.
(3/399)
3212- عبد الله بن
ناشج
ع س: عَبْد اللَّه بْن ناشج الحضرمي أورده الْحَسَن بْن
سُفْيَان فِي الصحابة، وقَالَ أَبُو نعيم: هُوَ حمصي، لا
تصح لَهُ صحبة.
(894) أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
حَيْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ
كُسَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَاشِجٍ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
كَانَ يَقُولُ: " لا تَزَالُ شُعْبَةٌ مِنَ اللُّوطِيَّةِ
فِي أُمَّتِي، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى قَالَ أَبُو أَحْمَد العسكري:
قيل: ناشح بالحاء غير المعجمة، قَالَ: كذا قرأته عَلَى من
أثق بمعرفته، قَالَ: وبعضهم، يَقُولُ: ناسج، وناشح.
(3/399)
3213- عبد الله بن
النحام
د ع س: عَبْد اللَّه بْن النحام وقيل النحماء رَوَى
الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ النَّحَّامِ، قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَنَا أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، كَأَنَّ
بَيَاضَ لِحْيَتِي وَرَأْسِي ثَغَامَةٌ، قَالَ: " يَابْنَ
النَّحَّامِ، أَلا أُحَدِّثُكَ فِي شَيْبَتِكَ هَذِهِ
بِفَضِيلَةٍ؟ "، قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ،
قَالَ: " يَابْنَ النَّحَّامِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ يُحَاسِبِ الشَّيْخَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِسَابًا
يَسِيرًا، ثُمَّ يَدْفَعْ صَحِيفَتَهُ إِلَى رِضْوَانَ،
وَيَقُولُ: إِذَا صَارَ عَبْدِي إِلَى الْجَنَّةِ،
وَنَسِيَ هَوْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَادْفَعِ
الصَّحِيفَةَ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ قَرَأَهَا
وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ لَهَا، فَقُلْ لَهُ: لا تَحْزَنْ،
إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكَ: إِنِّي
اسْتَحْيَيْتُ مِنْ شَيْبَتِكَ أَنْ أُلاقِيَكَ بِهَا،
فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ، فَإِذَا أُدْخِلَ الْجَنَّةَ
أَتَاهُ رِضْوَانُ بِالصَّحِيفَةِ، فَإِذَا هُوَ قَرَأَهَا
وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَاضْطَرَبَ قَلْبُهُ، يَقُولُ:
حَبِيبِي، مَا هَذِهِ الصَّحِيفَةُ؟ فَيَقُولُ رِضْوَانُ:
إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكَ: إِنِّي
اسْتَحْيَيْتُ مِنْ شَيْبَتِكَ أَنْ أُلاقِيَكَ بِهَا،
فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ، يَابْنَ النَّحَّامِ، إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَحْيِي مِنْ شَيْبَةِ
الْمُسْلِمِ أَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَحْيِي الْعَبْدُ مِنَ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ".
وَقَدْ رُوِيَ فِي الْمَوَاضِعِ كُلِّهَا: النَّحْمَاءُ،
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو
مُوسَى، إِلا أَنَّ ابْنَ مَنْدَهْ، وَأَبَا نُعَيْمٍ لَمْ
يَذُكْرَا غَيْرَ اسْمِهِ، وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أَبُو
مُوسَى.
(3/400)
3214- عبد الله بن
النضر السلمي
ب: عَبْد اللَّه بْن النضر السلمي روى عَنْهُ أَبُو بَكْر
بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لا يموت لأحد من
المسلمين ثلاثة من الولد، فيحتسبهم إلا كانوا لَهُ جنة من
النار "، فقالت امْرَأَة: يا رَسُول اللَّه، أَوْ اثنان؟
قَالَ: " أَوْ اثنان ".
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وقَالَ: هُوَ مجهول لا يعرف، ولا
أعرف لَهُ غير هَذَا الحديث، وَقَدْ ذكروه فِي الصحابة،
وفيه نظر، منهم من يَقُولُ فِيهِ مُحَمَّد، ومنهم من
يَقُولُ: أَبُو النضر، كل ذَلِكَ قَالَ فِيهِ أصحاب
مَالِك، وأمَّا ابْنُ وهب فجعل الحديث لأبي بَكْر بْن
مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، عَنْ عَبْد اللَّه بْن
عَامِر الأسلمي.
(3/400)
3215- عبد الله بن
نضلة أبو برزة
س: عَبْد اللَّه بْن نضلة أَبُو برزة الأسلمي مختلف فِي
اسمه، أورده ابْنُ شاهين فِي هَذَا الباب، وروى عَنِ
الواقدي أن ولده يقولون: اسمه عَبْد اللَّه بْن نضلة،
قَالَ: ولده أعلم بِهِ.
وسنذكره فِي الكنى، إن شاء اللَّه تَعَالى.
(3/401)
3216- عبد الله بن
نضلة القرشي
د ع: عَبْد اللَّه بْن نضلة من بني عدي بْن كعب
الْقُرَشِيّ، ومن مهاجرة الحبشة.
روى عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، أَنَّهُ قَالَ: وممن هاجر
إِلَى أرض الحبشة مَعَ جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب: عَبْد
اللَّه بْن نضلة، من بني عدي بْن كعب الْقُرَشِيّ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم، وقَالَ أَبو نعيم:
وهو وهم، ولا يختلف أحد من أهل المغازي: الزُّهْرِيّ، وابن
إِسْحَاق، فِي كل الروايات، أَنَّهُ معمر بْن عَبْد اللَّه
بْن نضلة، ويرد فِي بابه إن شاء اللَّه تَعَالى.
(3/401)
3217- عبد الله بن
نضلة الكناني
د ع: عَبْد اللَّه بْن نضلة الكناني روى الفريابي، عَنْ
سُفْيَان الثوري، عَنْ عُمَر بْن سَعِيد، عَنْ عثمان بْن
أَبِي سُلَيْمَان، عَنْ عَبْد اللَّه بْن نضلة الكناني،
قَالَ: توفي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْر، وعمر، وما تباع رباع مكَّة.
ورواه معاوية بْن هشام، عَنْ عُمَر، عَنْ عثمان، عَنْ نافع
بْن جُبَيْر بْن مطعم، عَنْ علقمة بْنُ نضلة، عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا، وهذا
أصح.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم........
(3/401)
3218- عبد الله بن
نضلة بن مالك
عَبْد اللَّه بْن نضلة بْن مَالِك بْن العجلان بْن زَيْد
بْن سالم بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بْن الخزرج
الْأَنْصَارِيّ الخزرجي شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد، قَاله
الكلبي.
(3/402)
3219- عبد الله بن
النعمان
ب س: عَبْد اللَّه بْن النعمان بْن بلدمة بْن خناس بْن
سنان بْن عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سَلَمة
الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي، قَالَ ابْنُ هشام،
وَيُقَال: بلدمة، يعني: بالضم، وبلذمة، بالذال المنقوطة،
وهو ابْنُ عم أَبِي قَتَادَة، شهد عَبْد اللَّه بدرًا،
وأُحدًا، قاله ابْنُ إِسْحَاق، وموسى.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى مختصرًا.
(3/402)
3220- عبد الله
د ع: عَبْد اللَّه كَانَ اسمه نعمى فسماه النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه، روى ذَلِكَ
أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ البراء.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
(3/402)
3221- عبد الله بن
نعيم الأشجعي
س ع: عَبْد اللَّه بْن نعيم الأشجعي كَانَ دليل النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خيبر، ذكره
البغوي هكذا، ولم يورد لَهُ شيئًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى.
(3/402)
3222- عبد الله بن
نعيم الأنصاري
ب: عَبْد اللَّه بْن نعيم الْأَنْصَارِيّ أخو عاتكة بِنْت
نعيم، لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
(3/403)
3223- عبد الله بن
نعيم بن النحام
د ع: عَبْد اللَّه بْن نعيم بْن النحام روى عنه: نافع
مَوْلَى ابْنُ عُمَر، وَأَبُو الزُّبَيْر.
رَوَى مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ أَبِي
الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ تَمِيمٍ كَذَا قَالَ مُعَلَّى، قَالَ:
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، إِذْ مَرَّتْ بِهِ امْرَأَةٌ،
فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ بْنِت جَحْشٍ، فَقَضَى حَاجَتَهُ،
وَخَرَجَ، فَقَالَ: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً
فَأَعْجَبَتْهُ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ
تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ
شَيْطَانٍ ".
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ أَبُو
نُعَيْمٍ: رَوَاهُ الْمُتَأَخِّرُ، عَنِ ابْنِ أَبِي
الْحُنَيْنِ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ أَسَدٍ، عَنْ حَرْبٍ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
نُعَيْمٍ، وَقَالَ: كَذَا، قَالَ: مُعَلَّى وَهُوَ وَهْمٌ
فَاحِشٌ، فَإِنَّ مُعَلَّى بْنَ أَسَدٍ، وَمُعَلَّى بْنَ
مَهْدِيٍّ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَبْدِ الْوَارِثِ،
رَوَوْهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ،
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَعْقِلٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
عَنْ جَابِرٍ.
(3/403)
3224- عبد الله بن
نفيل
ع س: عَبْد اللَّه بْن نفيل قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده غير
واحد في حرف النون من آباء عَبْد اللَّه، وذكره أَبُو
عَبْد اللَّه يعني ابْنُ منده، فِي حرف الباء، بالباء
والعين، وقَالَ: لَهُ صحبة، ولم يورد لَهُ حديثًا.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
سُلَيْمٍ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
نُفَيْلٍ الْكِنَانِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثٌ قَدْ فَرَغَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنَ الْقَضَاءِ فِيهِنَّ:
لا يَبْغِيَنَّ أَحَدٌ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
يَقُولُ: {يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى
أَنْفُسِكُمْ} وَلا يَمْكُرَنَّ أَحَدٌ، فَإِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ
السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ} وَلا يَنْكُثَنَّ أَحَدٌ،
فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {فَمَنْ نَكَثَ
فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} ".
قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: هَذَا خَطَأٌ وَإِنَّمَا هُوَ
سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ، أَخْطَأَ فِيهِ سُلَيْمَانُ بْنُ
سُلَيْمٍ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى.
(3/403)
3225- عبد الله بن
أبي نملة
ب: عَبْد اللَّه بْن أَبِي نملة الْأَنْصَارِيّ ذكره
العقيلي فِي الصحابة، وأمَّا أَبُوهُ أَبُو نملة فصحبته
وروايته معروفة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
(3/404)
3226- عبد الله بن
نوفل
ب س: عَبْد اللَّه بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطلب
الْقُرَشِيّ الهاشمي، يكنى أبا مُحَمَّد، قَالَ الواقدي:
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم
يحفظ عَنْهُ شيئًا، وولى القضاء بالمدينة أيام معاوية،
ولاه مروان بْن الحكم، وهو أول من ولي القضاء بالمدينة،
فِي قول، وكان يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وتوفي سنة أربع وثمانين، وقيل: قتل يَوْم الحرة
سنة ثلاث وستين، وقيل: توفي أيام معاوية، وهو عم عَبْد
اللَّه بْن الحارث بْن نوفل بْن الحارث الملقب: ببه،
وَقَدْ تقدم ذكره.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو مُوسَى.
13313:
(3/404)
3227- عبد الله بن
نهيك
عَبْد اللَّه بْن نهيك أحد بني مَالِك بْن حسل، ذكره ابْنُ
داب فِي الصحابة، وقَالَ: بعثه رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بني معيص، وَإِلى محارب
بْن فهر، يدعوهم إِلَى الْإِسْلَام.
(3/404)
3228- عبد الله بن
الهاد
ع س: عَبْد اللَّه بْن الهاد أورده الْحَسَن بْن سُفْيَان
فِي الوحدان، وقَالَ أَبُو نعيم: فِي ذكره فِي الصحابة
نظر.
روى عَبْد اللَّه بْن عَمْرو الجمحي، عَنْ عَبْد اللَّه
بْن الهاد، أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دعائه: " اللهم ثبتني، أن
أزل، واهدني أن أضل، اللهم كما حلت بيني وبين قلبي، فحل
بيني وبين الشيطان وعمله ".
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو مُوسَى.
(3/404)
3229- عبد الله بن
هانئ
د ع: عَبْد اللَّه بْن هانئ أخو شريح بْن هانئ بْن يَزِيدَ
بْن نهيك بْن دريد بْن سُفْيَان بْن الضباب، واسمه سَلَمة
بْن رَبِيعة بْن الحارث بْن كعب الحارثي من بني الحارث بْن
كعب بْن مذحج.
رَوَى يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ
هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ
شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ
قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟ "،
فَقَالَ: شُرَيْحٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُسْلِمٌ، قَالَ:
" فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟ "، قَالَ: شُرَيْحٌ، قَالَ: "
أَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ ".
ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِيمَنْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ مَنْدَهْ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ.
(3/405)
3230- عبد الله بن
هبيب
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن هبيب بْن أهيب بْن سحيم بْن غيرة
بْن سعد بْن ليث بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بْن كنانة
الكناني الليثي، حليف بني عَبْد شمس وقيل: حليف بني أسد
بْن خزيمة، وابن أختهم استشهد بخيبر.
(895) أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاق، فِي تسمية من استشهد يَوْم خيبر، قَالَ: ومن بني
سعد بْن ليث: عَبْد اللَّه بْن فلان بْن وهيب بْن سحيم،
حليف لبني أسد، وابن أختهم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة
(3/405)
3231- عبد الله أبو
هريرة
ب: عَبْد اللَّه أَبُو هُرَيْرَةَ صاحب رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اختلف فِي اسمه واسم
أَبِيهِ اختلافًا كثيرًا، وَقَدْ تقدم البعض، ويأتي الباقي
ونستقصيه فِي الكني إن شاء اللَّه تَعَالى، فهو بكنيته
أشهر.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
(3/405)
3232- عبد الله بن
هداج
ع س: عَبْد اللَّه بْن هداج الحنفي رَوَى إِبْرَاهِيمُ
بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ
غَطَفَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هداجٍ، وَكَانَ قَدْ
أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَضَبَ
بِالصُّفْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِضَابُ الإِسْلامِ "، وَجَاءَ
رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَقَدْ خَضَبَ بِالْحُمْرَةِ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِضَابُ
الإِيمَانِ ".
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْمَدَنِيُّ،
عَنْ هَاشِمٍ، فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هداجٍ،
عَنْ أَبِيهِ، أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو مُوسَى.
(3/406)
3233- عبد الله بن
هشام
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن هشام بْن عثمان بْن عَمْرو
الْقُرَشِيّ التيمي، هُوَ جد زهرة بْن معبد، قاله أَبُو
عُمَر وقَالَ أَبُو نعيم: عَبْد اللَّه بْن هشام بْن زهرة
بْن عثمان بْن عَمْرو بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن تيم
بْن مرة، أمه زينب بِنْت حميد بْن زُهَيْر بْن الحارث بْن
أسد بْن عَبْد العزي بْن قصي.
(896) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سرَايَا
بْنِ عَلِيٍّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهُوَ
ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ
بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ،
وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: ذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ
حُمَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْهُ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " هُوَ صَغِيرٌ "، فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَدَعَا
لَهُ بِالْبَرَكَةِ، وَكَانَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ
الْوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ، أَخْرَجَهُ
الثَّلاثَةُ
(3/406)
3234- عبد الله بن
هلال بن عبد الله
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن هلال بْن عَبْد اللَّه بْن همام
الثقفي يعد فِي المكيين.
روى عَنْهُ عثمان بْن عَبْد اللَّه بْن الأسود، أَنَّهُ
قَالَ: جاء رَجُل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: كدت أن أقتل فِي عناق، أَوْ شاة من
الصدقة، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " لولا أنها تعطي فقراء المهاجرين ما أخذتها ".
أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: حديثه عندهم
مرسل.
(3/407)
3235- عبد الله بن
هلال المزني
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن هلال المزني عداده فِي أهل
المدينة.
روى كَثِير بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عوف المزني،
عَنْ بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عَبْد اللَّه بْن
هلال المزني صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " ليس لأحد بعدنا أن
يحرم بالحج، ثُمَّ يفسخ حجه فِي عمرة ".
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/407)
3236- عبد الله بن
عبد هلال
عَبْد اللَّه بْن عَبْد هلال ذكره بعضهم أَنَّهُ أنصاري.
رَوَى زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ
عِمْرَانَ الْقُبَائِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
هِلالٍ، قَالَ: ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: " يَا
نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَمَا أَمْسَى
وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا
وَدَعَا لِي، وَقِيلَ ذَهَبَ بِهِ أَبُوهُ ".
ذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ.
(3/407)
3237- عبد الله بن
هند
ع س: عَبْد اللَّه بْن هند أَبُو هند الْأَنْصَارِيّ
البياضي روى عَنْهُ جَابِر فِي تخمير الآنية، سماه البغوي
هكذا، وأورده ابْنُ منده فِي الكني.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى مختصرًا.
(3/408)
3238- عبد الله بن
الهيثم
عَبْد اللَّه بْن الهيثم بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث بْن
سيدان بْن مرة بْن سُفْيَان بْن مجاشع ابْنُ دارم التميمي
كَانَ اسمه عَبْد اللات، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّه.
(3/408)
3239- عبد الله بن
واقد
س: عَبْد اللَّه بْن واقد أورده أَبُو الْقَاسِم الرقاعي
فِي عبادلة الصحابة.
قَالَ عَبْد الملك بْن سارية الكعبي: سَمِعْتُ عَبْد
اللَّه بْن واقد، يَقُولُ: إن اليمين فِي الدم كانت عَلَى
عهد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَبُو مُوسَى.
(3/408)
3240- عبد الله بن
وائل
عَبْد اللَّه بْن وائل بْن عَامِر بْن مَالِك بْن لوذان
لَهُ صحبة، شهد أحدًا والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله عقب، وأخوه عَبْد
الرَّحْمَن بْن وائل يذكر فِي موضعه، إن شاء اللَّه
تَعَالى.
(3/408)
3241- عبد الله بن
وديعة
د ع: عَبْد اللَّه بْن وديعة بْن حرام الْأَنْصَارِيّ لَهُ
صحبة، أَخْرَجَهُ أَبُو حاتم الرازي فِي الصحابة روى أَبُو
معشر، عَنْ سَعِيد المقبري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْد
اللَّه بْن وديعة صاحب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من اغتسل يَوْم الجمعة
كغسله من الجنابة ...
"، وذكر الحديث.
ورواه ابْنُ عجلان، عَنِ المقبري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
ابْنِ وديعة، عَنْ أَبِي ذر، ورواه ابْنُ أَبِي ذئب، عَنْ
سَعِيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ وديعة، عَنْ سلمان
الفارسي، وهو الصواب.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
(3/408)
3242- عبد الله بن
وزاج
ع س: عَبْد اللَّه بْن وزاج أورده الطبراني، ومن بعده.
رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وزاجٍ
قَدِيمًا لَهُ صُحْبَةٌ، يُحَدِّثُنَا أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُوشِكُ أَنْ
يُؤَمَّرَ عَلَيْكُمُ الرُّوَيْجِلُ، فَيَجْتَمِعُ
عَلَيْهِ قَوْمٌ مُحَلَّقَةٌ أَقْفِيَتُهُمْ، بِيضٌ
قُمُصُهُمْ، فَإِذَا أَمَرَهُمْ بِشَيْءٍ حَضَرُوا ".
ثُمَّ إن عَبْد اللَّه بْن وزاج ولي عَلَى بعض المدن،
فاجتمع عَلَيْهِ قوم من الدهاقين، محلقة أقفيتهم بيض
قمصهم، فكان إِذَا أمرهم بشيء حضروا، فيقول: صدق اللَّه
ورسوله.
أَخْرَجَهُ أبَوْ نعيم، وَأَبُو مُوسَى.
(3/409)
3243- عبد الله بن
وقدان
ع س: عَبْد اللَّه بْن وقدان بْن عَبْد شمس بْن عَبْد ود
بْن نضر بْن مَالِك بْن حسل بْن عَامِر بْن لؤي العامري
الْقُرَشِيّ، يعرف بابن السعدي، لأنه استرضع فِي بني سعد
بْن بَكْر، وقيل فِيهِ: عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن
وقدان.
وَقَدْ تقدم فِي مواضع.
روى عَنْهُ كبار التابعين بالشام: أَبُو إدريس، وعبد
اللَّه بْن محيريز، ومالك بْن يخامر
(897) أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ
بْنِ عَلِيٍّ الْفُرَاتِيُّ الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ
إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى
بْنُ مُسَاوِرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَقْدَانَ
السَّعْدِيِّ، قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّنَا نَطْلُبُ
حَاجَةً، وَكُنْتُ آخِرَهُمْ دُخُولا عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِنِّي تَرَكْتُ مِنْ خَلْفِي وَهُمْ يَزْعُمُونَ
أَنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَقَالَ: " لَنْ
تَنْقَطِعَ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الْكُفَّارُ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ وَأَبُو مُوسَى
(3/409)
3244- عبد الله بن
الوليد
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن الْوَلِيد بْن الْوَلِيد بْن
المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ
المخزومي، وهو ابْنُ أخي خَالِد بْن الْوَلِيد، وكان
أَبُوهُ الْوَلِيد بْن الْوَلِيد أسن من خَالِد، وأقدم
إسلامًا، وكان اسم عَبْد اللَّه هَذَا الْوَلِيد، فأتي
بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو
غلام، فَقَالَ: " ما أسمك؟ "، قَالَ: الْوَلِيد بْن
الْوَلِيد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة، فَقَالَ: " لقد كادت
بنو مخزوم أن تجعل الْوَلِيد ربًا، لكن أنت عَبْد اللَّه
".
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/410)
3245- عبد الله بن
وهب الأسدي
عَبْد اللَّه بْن وهب الأسدي
(898) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنْ إِسْحَاق، فِي
يَوْم حنين، قَالَ ابْنُ إِسْحَاق، وقَالَ أَبُو ثواب بْن
زَيْد، أحد بني سعد بْن بَكْر، ثُمَّ أحد بني ناصرة:
ألا هَلْ أتاك أن غلبت قريش هوازن، والخطوب لها شروط
وكنا يا قريش إِذَا غضبنا يجيء غضابنا بدم عبيط
وكنا يا قريش إِذَا غضبنا كَانَ أنوفنا فيها سعوط
فأصبحنا تسوقنا قريش سياق العير يحدوها النبيط
قَالَ: وقَالَ عَبْد اللَّه بْن وهب، رَجُل من بني أسد،
ثُمَّ من بني غنم يجيب أبا ثواب:
بشرط اللَّه نضرب من لقينا بأفضل ما لقيت من الشروط
وكنا يا هوازن حين نلقي نبل الهام من علق عبيط
بجمعكم وجمع بني قسي نحك البرك كالورق الخبيط
أصبنا من سراتكم وملنا بقتل فِي المباين والخليط
فإن يك قيس عيلان غضابًا فلا ينفك يزغمهم سعوطي
هكذا رَوَاهُ يونس بْن بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فجعله
من بني غنم من أسد، ورواه ابْنُ هشام، عَنِ البكائي،
قَالَ: فأجابه عَبْد اللَّه بْن وهب، رَجُل من بني تميم،
ثُمَّ من بني أسيد، والله أعلم.
أسيد: بضم الهمزة، وفتح السين، وتشديد الياء، تحتها
نقطتان، وآخره دال مهملة.
(3/410)
3246- عبد الله بن
وهب الدوسي
س: عَبْد اللَّه بْن وهب الدوسي أَبُو الحارث قدم المدينة
فِي سبعين راكبًا من دوس عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجع إِلَى السراة، وكان صاحب
ثمار كَثِيرة، وسكن ابنه الحارث المدينة إِلَى أن قبض
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو جد مغرا
والد عَبْد الرَّحْمَن بْن مغرا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
(3/411)
3247- عبد الله
الأكبر بن وهب
د ع: عَبْد اللَّه الأكبر بْن وهب بْن زمعة بْن الأسود بْن
المطلب بْن أسد بْن عَبْد العزي بْن قصي وأمه: زينب بِنْت
شَيْبَة بْن رَبِيعة ابْنُ عَبْد شمس القرشية.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده بعض أصحابنا من رواية يَحيى بْن
عَبْد اللَّه بْن الحارث، قَالَ: لما دخل رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكَّة يَوْم الفتح.
قَالَ سعد بْن عبادة: ما رأينا من نساء قريش ما يذكر من
الجمال، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " هَلْ رَأَيْت بنات أَبِي أمية بْن المغيرة؟
هَلْ رَأَيْت قريبة؟ هَلْ رَأَيْت هنداً؟ إنك رأيتهن
وَقَدْ أصبن بآبائهن وأبنائهن ".
قَالَ: وذكر الذاكر أن صحبته لا تصح، لأن أباه يروي عَنِ
ابْنِ مَسْعُود، وهو ابْنُ أخي عَبْد اللَّه بْن زمعة بْن
الأسود، وهذا الحديث فلو ثبت لكان قبل الحجاب، وَإِلا فهو
منكر لا يثبت، والله أعلم.
قتل يَوْم الجمل أَوْ يَوْم الدار، قاله الزُّبَيْر،
وَقَدْ انقرض عقبه إلا من النساء.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
(3/411)
3248- عبد الله بن
ياسر العبسي
ب: عَبْد اللَّه بْن ياسر العبسي أخو عمار بْن ياسر، ويذكر
نسبه فِي ترجمة أخيه عمار، إن شاء اللَّه تَعَالى.
ومات ياسر وابنه عَبْد اللَّه بمكة مسلمين، وكانوا كلهم من
السابقين إِلَى الْإِسْلَام، وممن عذب فِي اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
13326 س:
(3/412)
3249- عبد الله بن
ياميل
عَبْد اللَّه بْن ياميل أورده ابْنُ عقدة وحده.
رَوَى جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَيْمَنَ
بْنِ نَابِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَامِيلَ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ
مَوْلاهُ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
13327 د ع:
(3/412)
3250- عبد الله
اليربوعي
عَبْد اللَّه اليربوعي غير منسوب، روى عطوان بْن مشكان
الضبي، عَنْ جمرة بِنْت عَبْد اللَّه اليربوعية، قَالَتْ:
ذهب بي أَبِي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بعدما، وردت عَلَيْهِ إبل الصدقة، فَقَالَ: يا
رَسُول اللَّه، ادع اللَّه لابنتي هَذِهِ، فأجلسني فِي
حجره، ودعا لي.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم، وذكره أَبُو عُمَر
فِي ترجمة ابنته جمرة.
(3/412)
3251- عبد الله بن
يزيد بن حصن
ب د ع: عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ بْن حصن بْن عَمْرو بْن
الحارث بْن خطمة بْن جشم ابْنُ مَالِك بْن الأوس
الْأَنْصَارِيّ الأوسي ثُمَّ الخطمي، يكنى أبا مُوسَى وهو
كوفي وله بها دار.
شهد الحديبية، وهو ابْنُ سبع عشرة سنة، وشهد ما بعدها،
واستعمله عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر عَلَى الكوفة، وشهد
مَعَ عليّ بْن أَبِي طَالِب الجمل، وصفين، والنهروان.
روى عَنْهُ: ابنه مُوسَى، وعدي بْن ثابت الْأَنْصَارِيّ،
وهو ابْنُ ابنته، وَأَبُو بردة بْن أَبِي مُوسَى، والشعبي،
وكان الشَّعْبِيّ كتابه، وكان من أفاضل الصحابة، وصحب
أَبُوهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد
أحدًا وما بعدها، وهلك قبل فتح مكَّة.
(899) أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُذَكِّرُ وَغَيْرُهُمَا،
قَالُوا: بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ
يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّكَ،
وَحُبَّ مَنْ يَنْفَعُنِي حُبُّهُ عِنْدَكَ، اللَّهُمَّ
مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي
فِيمَا تُحِبُّ، وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ
فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ ".
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ
اسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُمَاشَةَ، أَخْرَجَهُ
الثَّلاثَةُ د ع:
(3/413)
3252- عبد الله بن
يزيد القارئ
عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ القارئ لَهُ ذكر فِي حديث
عَائِشَة.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ
عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ صَوْتَ قَارِئٍ
يَقْرَأُ، قَالَ: " صَوْتُ مَنْ هَذَا؟ "، قَالُوا: عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: " رَحِمَهُ اللَّهُ، لَقَدْ
أَذْكَرَنِي آيَةً كُنْتُ نَسِيتُهَا ".
رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ، نَحْوَهُ، وَلَمْ يُسَمِّ الْقَارِئَ،
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
(3/413)
3253- عبد الله أبو
يزيد المزني
د ع: عَبْد اللَّه أَبُو يزيد المزني وقيل عَبْد.
حَدِيثُهُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ
بْنِ مُوسَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي الإِبِلِ فَرَعٌ
وَفِي الْغَنَمِ فَرَعٌ، وَيُعَقُّ عَنِ الْغُلامِ، وَلا
يُمَسُّ رَأْسُهُ بِدَمٍ ".
وَقِيلَ فِيهِ: يَزِيدُ بْنُ عَبْدٍ، عَنْ أَبِيهِ،
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
(3/414)
3254- عبد الله بن
يزيد النخعي
س: عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ النخعي والد مُوسَى، أورده
عليّ العسكري فِي الأفراد.
روى مُحَمَّد بْن الفضل الراسي، عَنْ أَبِي نعيم، عَنْ
عُمَر بْن مُوسَى الْأَنْصَارِيّ، عَنْ مُوسَى بْن عَبْد
اللَّه بْن يَزِيدَ النخعي، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ
يصلي للناس، فكان أناس يرفعون رءوسهم ويضعونها قبل أن يضع،
فَقَالَ: أيها النَّاس، إنكم تأثمون، ولو تستقيمون لصليت
بكم صلاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لا أخرم منها شيئًا.
ورواه أَحْمَد بْن خليد الحلبي، عَنْ أَبِي نعيم، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْأَنْصَارِيّ، عَنْ مُوسَى بْن
عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ، ولم يقل: النخعي، وأورده
الطبراني فِي ترجمة عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ الخطمي، وهو
أنصاري لا نخعي، وهو بِهِ أشبه، أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: هُوَ الخطمي لا شبهة فِيهِ، وابنه مُوسَى يروي
عَنْهُ، ولعل الراوي قَدْ رآه مصحفًا، فإن النخعي قريب من
الخطمي فِي الكتابة، واللَّه أعلم.
(3/414)
3255- عبد الله بن
يزيد
س: عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ روى ابْنُ المبارك، عَنْ
سُفْيَان، عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ عَمْرو بْن عَبْد
اللَّه بْن صفوان، عَنْ عَبْد اللَّه بْن يَزِيدَ، قَالَ:
كُنَّا وقوفًا، يعني: حديث ابْنُ مربع، كونوا عَلَى
مشاعركم.
قَالَ يعقوب بْن سُفْيَان: فذكرت ذَلِكَ لصدقة بْن الفضل،
فَقَالَ: هَذَا من ابْنُ المبارك غلط، فقلت لَهُ: فإن عليّ
بْن الْحَسَن بْن شقيق، قَالَ: سمعته من سُفْيَان مثله؟
فَقَالَ صدقة: أتكل عَلَى سماع غيره.
وَقَدْ تقدم فِي عَبْد اللَّه بْن مربع، وهو أصح،
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
(3/415)
3256- عبد الله
اليشكري
عَبْد اللَّه اليشكري
(900) أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمٍ،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ
يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
غَدَوْتُ لِحَاجَةٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَإِمَّا إِلَى
السُّوقِ، فَإِذَا أَنَا بِجَمَاعَةٍ فِي السُّوقِ،
فَمِلْتُ إِلَيْهِمْ وَقَدْ وُصِفَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضْتُ لَهُ عَلَى
قَارِعَةِ الطَّرِيقِ بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَمِنًى، فَرَفَعَ
لِي رَكْبٌ، فَعَرَفْتُهُ بِالصِّفَةِ، فَهَتَفَ بِي
رَجُلٌ: أَيُّهَا الرَّاكِبُ، خَلَّ عَنْ وَجْهِ
الرِّكَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَرُوا الرَّاكِبَ، أَرِبٌ مَا لَهُ
"، فَجِئْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ،
فَقُلْتُ: نَبِّئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِشَيْءٍ
يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ
النَّارِ، قَالَ: " اعْبُدِ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةِ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ،
وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَأْتِي
إِلَى النَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، خَلِّ
زِمَامَ النَّاقَةِ " وقدم تقدم فِي عَبْد اللَّه بْن
أَبِي المغيرة، وفي عَبْد اللَّه بْن المنتفق، والجميع
واحد، والله أعلم، نجز من اسمه عَبْد اللَّه، والحمد لله.
وإنما قدمت اسم اللَّه تَعَالى فِي العبيد، عَلَى ما بعده
من عَبْد الجبار، وعبد الرَّحْمَن، لأن اسم اللَّه تَعَالى
أشهر أسمائه فتركت الترتيب لهذه العلة، والله أعلم.
(3/415)
3257- عبد الجبار بن
الحارث
د ع: عَبْد الجبار بْن الحارث بْن مَالِك الحدسي أَبُو
عُبَيْد رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْغِطْرِيفِ بْنِ
سَالِمٍ الْحَدَسِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي مَنَارَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: الْغِطْرِيفُ بْنُ سَالِمٍ،
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ سَالِمًا يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْكُدَيْرِ بْنِ أَبِي طلاسَةَ بْنِ عَبْدِ
الْجَبَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
أَبِي طلاسَةَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْحَارِثِ
بْنِ مَالِكٍ الْحَدَسِيِّ ثُمَّ الْمَنَارِيِّ، قَالَ:
وَفَدْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْ أَرْضِ سَرَاةَ، فَحَيَّيْتُهُ بِتَحِيَّةِ
الْعَرَبِ: أَنْعِمْ صَبَاحًا، فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَيَّا مُحَمَّدًا وَأُمَّتَهُ
بِغَيْرِ هَذِهِ التَّحِيَّةِ، بِالتَّسْلِيمِ بَعْضُنَا
عَلَى بَعْضٍ "، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا
رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " وَعَلَيْكَ السَّلامُ "، ثُمَّ
قَالَ: " مَا اسْمُكَ؟ "، فَقُلْتُ: الْجَبَّارُ، فَقَالَ
لِي: " أَنْتَ عَبْدُ الْجَبَّارِ "، فَأَسْلَمْتُ
وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَايَعْتُ، قِيلَ لَهُ: هَذَا
الْمَنَارِيُّ، فَارِسٌ مِنْ فُرْسَانِ قَوْمِهِ، قَالَ:
فَحَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسٍ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ أُقَاتِلُ
مَعَهُ، فَفَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ صَهِيلَ فَرَسِي الَّذِي حَمَلَنِي عَلَيْهِ،
فَقَالَ: " مَا لِي لا أَسْمَعُ صَهِيلَ فَرَسِ
الْحَدَسِيِّ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
بَلَغَنِي أَنَّكَ تَأَذَّيْتَ بِصَهِيلِهِ، فَخَصَيْتُهُ،
فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ، فَقِيلَ لِي: لَوْ سَأَلْتَ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كِتَابًا، كَمَا سَأَلْتَ ابْنَ عَمِّكَ تَمِيمًا
الدَّارِيَّ؟ فَقُلْتُ: أَعَاجِلا أَسْأَلُ أَمْ آجِلا؟
قَالُوا: بَلْ مَسْأَلَةٌ عَاجِلَةٌ، فَقُلْتُ: عَنِ
الْعَاجِلِ رَغِبْتُ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِينَنِي بَيْنَ
يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو
نُعَيْمٍ.
(3/416)
3258- عبد الجد بن
ربيعة
ب د ع: عَبْد الجد بْن رَبِيعة بْن حجر بْن الحكم الحكمي
سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطاب
بْن نصير الحكمي، عَنْ عَبْد اللَّه بْن حليل، عَنْ عَبْد
الجد بْن رَبِيعة، أَنَّهُ كَانَ عند النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعنده ناس من أهل اليمن، وعنده
عيينة بْن حصن، فدعا القوم فقاموا، فما بقي فينا أحد إلا
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجل يستره
بثوبه، فقلت: ما هَذِهِ السنة؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا الحياء رزقه
أهل اليمن وحرمه قومك ".
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
حليل: بضم الحاء المهملة، وفتح اللام.
(3/416)
3259- عبد الحارث بن
أنس بن الديان
عَبْد الحارث بْن أنس بْن الديان كَانَ ممن ثبت أهل نجران
عَلَى الْإِسْلَام فِي الردة، وله فِي ذَلِكَ كلام، قاله
الغساني، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
(3/417)
3260- عبد الحجر بن
عبد المدان
عَبْد الحجر بْن عَبْد المدان بْن الديان قَالَ الكلبي:
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقتله بسر بْن أَبِي أرطأة، وقتل ابنه مالكًا، وسمي
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد الحجر:
عَبْد اللَّه، قاله الغساني، وَقَدْ تقدم ذكره.
الحجر، قيل: بكسر الحاء، وتسكين الجيم، وقيل: بفتحهما،
قاله الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا.
(3/417)
3261- عبد الحميد بن
حفص
ع س: عَبْد الحميد بْن حَفْص بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه
بْن عُمَر بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي أَبُو عَمْرو،
وأمه ثقفية، وهو زوج فاطمة بِنْت قيس، وهو ابْنُ عم خَالِد
بْن الْوَلِيد، وكان طلق امرأته فاطمة ثلاثًا، فأتت
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "
لا نفقة لها ".
وروى ناشرة بْن سمي، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَر بْن الخطاب،
يَقُولُ يَوْم الجابية: إني قَدْ نزعت خَالِد بْن
الْوَلِيد، وأمرت أبا عبيدة، فقام أَبُو عَمْرو بْن حَفْص
بْن المغيرة، فَقَالَ: والله لقد نزعت عاملًا استعمله
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأغمدت
سيفًا سله رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ووضعت لواء عقده رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسمه أَحْمَد، وَقَدْ تقدم ذكره، ويرد
فِي الكني إن شاء اللَّه تَعَالى، أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم،
وَأَبُو مُوسَى.
(3/417)
3262- عبد الحميد بن
عبد الله
س: عَبْد الحميد بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حرام أخو
جَابِر، يكنى أبا عَمْرو، قَالَ أَبُو مُوسَى: أورده
المستغفري هكذا وروى عَنْ: الْحَسَن بْن سُفْيَان، وذكر
الحديث الَّذِي عَنْ أَبِي عَمْرو بْن حَفْص بْن المغيرة
زوج فاطمة بِنْت قيس، ويرد ذكره، قَالَ أَبُو مُوسَى: فلا
أدري من أَيْنَ وقع لَهُ أَنَّهُ أخو جَابِر، فإن أبا
عَمْرو بْن حَفْص أشهر من أن يخفى، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
(3/417)
3263- عبد خير بن
يزيد
ب د ع: عَبْد خير بْن يَزِيدَ الهمداني الخيواني يكنى أبا
عمارة، أدرك زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
(901) أَخْبَرَنَا أَبُو الربيع سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد
بْن مُحَمَّد بْن خميس، أَخْبَرَنَا أَبِي أَبُو البركات
مُحَمَّد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الباقي بْن طوق
أَبُو نصر، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم نصر بْن أَحْمَد
بْن المرجي الفقيه، أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بْن
عليّ، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن حَمَّاد الكوفي، حَدَّثَنَا
مسهر بْن عَبْد الملك بْن سلع، أخبرني أَبِي، قَالَ: قلت
لعبد خير: كم أتى عليك؟ قَالَ: عشرون ومائة سنة، قلت: هَلْ
تذكر من أمر الجاهلية شيئًا؟ قَالَ: نعم، كُنَّا ببلاد
اليمن، فجاءنا كتاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يدعو النَّاس إِلَى خير واسع، وكان أَبِي ممن
خرج وأنا غلام، فلما رجع، قَالَ لأمي: مُري بهذه القدر
فلترق للكلاب، فإنا قَدْ أسلمنا، فأسلم، وَإِنما أمر
بإراقة القدور لأنها كَانَ فيها ميتة.
وكان عَبْد خير من أكابر أصحاب عليّ رَضِي اللَّه عَنْهُ،
وسكن الكوفة، هُوَ ثقة مأمون، أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/418)
3264- عبد خير
س: عَبْد خير كَانَ اسمه عَبْد شر فسماه النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد خير، ذكره ابْنُ منده
وغيره فِي ترجمة حوشب ذي ظليم، ولم يذكره فِي هَذَا الباب،
وهذا من حمير والذي قبله من همدان.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
(3/418)
3265- عبد ربه بن حق
ب: عَبْد ربه بْن حق بْن أوس بْن ثعلبة بْن طريف بْن
الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ
الخزرجي الساعدي، شهد بدرًا، ذكره مُوسَى بْن عقبة فِي
البدريين، من بني ساعدة بْن كعب بْن الخزرج، فَقَالَ:
عَبْد رب بْن حقي بْن قوال، وقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: اسمه
عَبْد اللَّه بْن حق، وقَالَ ابْنُ عمارة: هُوَ عَبْد رب
بْن حق بْن أوس بْن ثعلبة بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف بْن
الخزرج بْن ساعد.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر
(3/419)
3266- عبد الرحمن بن
أبزى الخزاعي
ب د ع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبزي الخزاعي مَوْلَى نافع
بْن عَبْد الحارث، سكن الكوفة، واستعمله عليّ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ عَلَى خُراسان، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأكثر روايته عَنْ عُمَر، وأبي بْن كعب
رَضِي اللَّه عَنْهُمَا.
وقَالَ فِيهِ عُمَر بْن الخطاب: عَبْد الرَّحْمَن بْن أبزي
ممن رفعه اللَّه بالقرآن.
روى عَنْهُ: ابناه سَعِيد، وعبد اللَّه، وعبد اللَّه بْن
أَبِي المجالد.
(902) أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيِّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ، قَالَ: امْتَرَى أَبُو بُرْدَةَ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ فِي السَّلَمِ،
فَأَرْسَلُونِي إِلَى ابْنِ أَبِي أَوْفَى فَسَأَلْتُهُ،
فَقَالَ: " كُنَّا نُسْلِمُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبُرِّ
وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ "، قَالَ:
وَسَأَلْنَا ابْنَ أَبْزَى، فَقَالَ، مِثْلَ ذَلِكَ
(903) وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ
بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ
بْنِ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ:
السَّامِيُّ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبُو عَبْدٍ
الْعَسْقَلانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَكَانَ لا يُتِمُّ
التَّكْبِيرَةَ "
(904) وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ
أَبِي الْحَسَنِ الْفَقِيهُ الطَّبَرِيُّ، قَالَ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ: قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
اسْتَعْمَلَ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ عَلَى
مَكَّةَ، فَقَدِمَ عُمَرُ فَاسْتَقْبَلَهُ نَافِعٌ،
وَاسْتَخْلَفَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ أَبْزَى، فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى قَامَ فِي
الْغَرْزِ، وَقَالَ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَى آلِ اللَّهِ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى؟ قَالَ: إِنِّي
وَجَدْتُهُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ،
وَأَفْقَهَهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ، فَتَوَاضَعَ لَهَا
عُمَرُ، وَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ
سَيَرْفَعُ بِالْقُرْآنِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ
آخَرِينَ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ ع س:
(3/419)
3267- عبد الرحمن بن
أذينة العبدي
عَبْد الرَّحْمَن بْن أذينة العبدي أورده إِسْحَاق بْن
راهويه فِي مسنده فِي الصحابة، وقَالَ أَبُو نعيم: صوابه
عَنْ أَبِيهِ أذينة.
(905) أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ،
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أُذَيْنَةَ، أَظُنُّهُ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى
يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ
الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ ".
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُوسَى
(3/420)
3268- عبد الرحمن بن
الأرقم
س: عَبْد الرَّحْمَن بْن الأرقم أورده عَلَى العسكري،
وغيره، قيل: هُوَ أخو عَبْد اللَّه بْن الأرقم.
رَوَى يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيُّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ
رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الأَرْقَمِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَحَّرُوا فَنِعْمَ غِذَاءُ
الْمُسْلِمِ السُّحُورُ، تَسَحَّرُوا فَإِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ يُصَلِّي عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ ".
وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ شَمَّاسٍ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
(3/421)
3269- عبد الرحمن بن
أزهر
ب د ع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر بْن عوف بْن عَبْد عوف
بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب الْقُرَشِيّ
الزُّهْرِيّ، أمه بِنْت عَبْد يزيد بْن هاشم بْن المطلب،
وهو ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، قاله أَبُو
عُمَر، وقَالَ: قَدْ غلط فِيهِ من جعله ابْنُ عم عَبْد
الرَّحْمَن بْن عوف.
وقَالَ ابْنُ منده: أزهر بْن عَبْد عوف بْن عَبْد ابْنُ
الحارث، وهو ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف.
وقَالَ أَبُو نعيم: أزهر بْن عَبْد عوف بْن عَبْد ابْنُ
الحارث بْن زهرة، وهو ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف،
شهد مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حنينًا، يكنى أبا جُبَيْر روى عَنْهُ: أَبُو سَلَمة بْن
عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث،
وابنه عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر.
(906) أَخْبَرَنَا زَيْنُ الأُمَنَاءِ أَبُو الْبَرَكَاتِ
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ
الدِّمَشْقِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ
بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي الْعَلاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ
مَعْرُوفِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ
أَبِي ثَابِتٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ
الْقَنْطَرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ،
حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ
بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" إِنَّمَا مَثَلُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ
الْوَعْكُ أَوِ الْحُمَّى كَمَثَلِ الْحَدِيدَةِ
الْمُحْمَاةِ تَدْخُلُ النَّارَ، فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا
وَيَبْقَى طِيبُهَا "
(907) وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
سُكَيْنَةَ الصُّوفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ، مُنَاوَلَةً
بِإِسْنَادِهِ، إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ،
حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ
خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ
عَقِيلٍ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَارِبٍ وَهُوَ بِحُنَيْنٍ، فَحَثَا فِي
وَجْهِهِ التُّرَابَ، ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ
فَضَرَبُوهُ بِنِعَالِهِمْ، وَمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ،
حَتَّى قَالَ لَهُمُ: " ارْفَعُوا "، فَرَفَعُوا.
قَالَ: وكان عبد الرَّحْمَن، يحدث أن خَالِد بْن الْوَلِيد
جرح يومئذ، يعني يَوْم حنين، وكان عَلَى الخيل، خيل رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ
أزهر: فلقد رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بعدما هزم اللَّه الكفار، ورجع المسلمون إِلَى
رحالهم يمشي فِي المسلمين، ويقول: " من يدل عَلَى رحل
خَالِد بْن الْوَلِيد؟ "، حتَّى دللناه، فنظر إِلَى جرحه.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: هكذا نسبه أَبُو عُمَر كما ذكرناه أولًا، وقَالَ:
هُوَ ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، ونسبه ابْنُ
منده كما ذكرناه عَنْهُ، وقَالَ: وهو ابْنُ عم عَبْد
الرَّحْمَن، ونسبه أَبُو نعيم مثل ابْنُ منده، وقَالَ:
هُوَ ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن، فأمَّا قول أَبِي نعيم
فهو ظاهر الوهم، لأن عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، وعبد
الرَّحْمَن بْن أزهر، لا يجتمعان عنده إلا فِي عَبْد عوف،
وهو جد عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، فكيف يكون ابْنُ أخيه،
وأمَّا قول ابْنِ منده: إنه ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن بْن
عوف، فهو صحيح عَلَى ما ساق من نسبه، ومثله، قَالَ
الْبُخَارِيّ، ومسلم: وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: أزهر
بْن عوف مثل أَبِي عُمَر، وقَالَ ابْنُ الكلبي: أزهر بْن
عَبْد عوف، مثل ابْنُ منده وأبي نعيم.
وأمَّا قول أَبِي عُمَر فِي نسبه الَّذِي سقناه أول
الترجمة، وأنَّه ابْنُ أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، فهو
صحيح عَلَى ما ساقه، وَقَدْ ساق أَبُو عُمَر نسب أزهر فِي
الهمزة، فَقَالَ: أزهر بْن عَبْد عوف الزُّهْرِيّ عم عَبْد
الرَّحْمَن بْن عوف، وقَالَ فِي نسب طليب، ومطلب ابني
أزهر، فَقَالَ: أزهر بْن عَبْد عوف، وقَالَ: هما أخوا
عَبْد الرَّحْمَن بْن أزهر.
فقد وافق ابْنُ منده، وأبا نعيم فِي سياق النسب، وبالجملة
فالجميع قَدْ قاله العلماء، لكن من جعل أزهر بْن عَبْد
عوف، فينبغي أن يجعل عَبْد الرَّحْمَن، ومطلبًا، وطليبًا
بني أزهر يجعلهم بني عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف، وَقَدْ
وافق ابْنُ أَبِي خيثمة أبا عُمَر أيضًا، والله أعلم.
(3/421)
3270- عبد الرحمن بن
أسعد
د ع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أسعد وقيل عَبْد الرَّحْمَن بْن
سعد بْن زرارة، وَقَدْ تقدم النسب عند أسعد بْن زرارة،
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزيد
بْن هارون، ووهب بْن جرير، عَنْ أَبِيه كلاهما، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي
بَكْر، عَنْ يَحيى بْن عباد، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن
أسعد بْن زرارة، قَالَ: قدم بأساري بدر، وسودة بِنْت زمعة
يعني زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
مناحتهم ...
الحديث.
هكذا فِي هَذِهِ الرواية.
وَقَدْ
(908) أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر عُبَيْد اللَّه بْن
أَحْمَد، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه
بْن أَبِي بَكْر، عَنْ يَحيى بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد
الرَّحْمَن بْن أسعد بْن زرارة، قَالَ: قدم بالأساري حين
قدم بهم المدينة، وسودة ابْنَة زمعة زوج النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند آل عفراء، فِي مناحتهم
عَلَى عوف، ومعوذ ابني عفراء، وذلك قبل أن يضرب عليهن
الحجاب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر حديث أساري
بدر.
وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ هشام، عَنْ إِسْحَاق، فَقَالَ: عَبْد
الرَّحْمَن بْن سعد، بغير همزة، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
(3/423)
3271- عبد الرحمن بن
الأسود
د ع: عَبْد الرَّحْمَن بْن الأسود بْن عَبْد يغوث بْن وهب
بْن عَبْد مناف بْن زهرة الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ وأمه
آمنة بِنْت نوفل بْن أهيب ابْنُ عَبْد مناف بْن زهرة، وكان
ذا قدر كبير ومنزلة عند النَّاس، وهو ابْنُ خال النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عم عَبْد اللَّه
بْن الأرقم.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا تصح
لَهُ رؤية، ولا صحبة، وشهد الحكمين، وكان ممن ذكره أَبُو
مُوسَى، وعمرو بْن العاص، ثُمَّ قَالُوا: ليس لَهُ، ولا
لأبيه هجرة، وكان ذا منزلة من عَائِشَة أم المؤمنين.
روى عَنْهُ: مروان بْن الحكم، وسليمان بْن يسار، وغيرهما.
رَوَى مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ
الْحَارِثِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ
أَنَّهُمَا قَالا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْهِجْرَةِ: " أَنَّهُ لا
يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ
".
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
(3/423)
3272- عبد الرحمن
الأشجعي
د ع: عَبْد الرَّحْمَن الأشجعي أَبُو عياش ذكره يَحيى بْن
يونس الشيرازي فِي الصحابة، ولا يصح.
روى عَنْهُ: ابْنُ عياش بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أمر
أصحابه يومئذ أن يستقوا من آبارهم.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
(3/424)
3273- عبد الرحمن بن
أشيم
ب د ع: عَبْد الرَّحْمَن بْن أشيم الأنماري، وقيل:
الْأَنْصَارِيّ قَالَ أَبُو عُمَر: أظنه حليفًا لهم، قَالَ
سَلَمة بْن وردان: رَأَيْت أنس بْن مَالِك، وسلمة بْن
الأكوع، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أشيم من بني أنمار، وكلهم
صحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا
يغيرون الشيب.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
(3/424)
3274- عبد الرحمن
الأنصاري
د ع: عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ أَبُو مُحَمَّد، وهو
مجهول، لا تعرف لَهُ صحبة، وَقَدْ ذكر فِي الصحابة.
روى يَحيى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن
الْأَنْصَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جدي، أن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أتى خيبر جاءته
امْرَأَة يهودية بشاه مصلية، يعني مشوية، فأكل منها رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبشر بْن البراء
بْنُ معرور ...
وذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
(3/425)
3275- عبد الرحمن بن
بجيد
ب د ع: عَبْد الرَّحْمَن بْن بجيد بْن وهب بْن قيظي بْن
قيس بْن لوذان بْن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة الْأَنْصَارِيّ
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله
ابْنُ أَبِي دَاوُد، وقَالَ غيره: لا صحبة لَهُ.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، أَنَّ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ بُجَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ، أَخَا بَنِي
حَارِثَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ سهْلٍ بِخَيْبَرَ، جَاءَ أَخُوهُ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِيُكَلِّمُوهُ فِي صَاحِبِهِمْ، فَتَكَلَّمَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، وَكَانَ أَصْغَرَ الْقَوْمِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " الْكُبْرَ الْكُبْرَ "، فَتَكَلَّمَ
حُوَيِّصَةُ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَهُودَ، فَاسْتَحْلَفَهُمْ
بِاللَّهِ مَا قَتَلُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْقِلُوهُ لأَنَّهُ قُتِلَ
بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ".
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَرَوَاهُ
بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ، فَقَالَ فِي التَّرْجَمَةِ:
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُجَيْدٍ، وَقَالَ فِي إِسْنَادِ
الْحَدِيثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ،
وَوَهْمٌ عَجِيبٌ وَغَفْلَةٌ، يَعْنِي أَنْ جَعَلَ
بُجَيْدًا مُحَمَّدًا فِي الإِسْنَادِ، وَصَدَقَ أَبُو
نُعَيْمٍ هَكَذَا فِي كِتَابِ ابْنِ مَنْدَهْ.
(3/425)
|