أسد الغابة في معرفة الصحابة، ط الفكر

باب الهمزة

(1/43)


باب الهمزة مع الالف وما يثلثهما
1- آبى اللحم الغفاريّ
(ب د ع) آبِي اللَّحْمِ الغفاري. قديم الصحبة، وهو مولى عمير من فوق.
وقد اختلف في اسمه مع الاتفاق عَلَى أَنَّهُ من غفار فقال خليفة بْن خياط: هو عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْمَلِكِ.
وقال الكلبي: آبِي اللَّحْمِ هو خلف بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن حارثة بْن غفار، من ولده الحويرث ابن عَبْد اللَّهِ بْن آبِي اللَّحْمِ فقد جعل الكلبي الحويرث من ولد آبِي اللَّحْمِ.
وقال الهيثم: اسمه خلف بْن عَبْد الْمَلِكِ، وقيل: اسمه الحويرث بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف بن مالك بن عبد الله بن حارثة بْن غفار بْن مليل بْن ضمرة بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بْن كنانة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر.
وقيل: عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك بْن عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن غفار.
وإنما قيل لَهُ: آبِي اللَّحْمِ لأنَّه كَانَ لا يأكل ما ذبح عَلَى النصب [1] ، وقيل: كان لا يأكل اللحم.
شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، وروى عنه مولاه عمير.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مِهْرَانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، وأبو جعفر عبيد الله ابن عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ الْكَرُوخِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عِيسَى محمد بن عيسى ابن سَوْرَةَ التِّرْمِذِيِّ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ، عَنْ آبِي اللَّحْمِ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ [2] يَسْتَسْقِي، وَهُوَ مُقَنِّعُ [3] يَدَيْهِ يَدْعُو» .
وَقُتِلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ [4] .
أَخْرَجُهَ الثلاثة.
__________
[1] قال الزمخشريّ في الكشاف 1- 468: «كانت لهم حجارة منصوبة حول البيت، يذبحون عليها، ويشرحون اللحم عليها، يعظمونها بذلك، ويتقربون به إليها، تسمى الأنصاب والواحد نصب» .
[2] في مراصد الاطلاع أحجار الزيت: موضع بالمدينة، قريب من الزوراء، وهو موضع صلاة الاستسقاء داخل المدينة.
[3] أقنع: رفع.
[4] في الأصل: خيبر، والصواب ما أثبتناه، ينظر الاستيعاب: 136.

(1/45)


باب الهمزة والباء وما يثلثهما
2- أبان بن سعيد
(ب د ع) أبان بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية بْن عبد شمس بن عبد مناف بْن قصي بْن كلاب بْن مرة بْن كعب بْن لؤي القرشي الأموي.
وأمه: هند بِنْت المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم، وقيل: صفية بنت المغيرة عمة خَالِد بْن الْوَلِيد بْن المغيرة.
يجتمع هُوَ ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عبد مناف، أسلم بعد أخويه خَالِد وعمر وقال لما أسلما:
ألا ليت ميتًا بالظريبة شاهد ... لما يفتري في الدين عمرو وخالد
أطاعا معًا أمر النساء فأصبحا ... يعينان من أعدائنا من يكابد [1]
فأجابه عمرو [2] :
أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه ... ولا هو عَنْ بعض المقالة مقصر
يقول: إذا اشتدت [3] عليه أموره ... ألا ليت ميتًا بالظريبة ينشر
فدع عنك ميتًا قد مضى لسبيله ... وأقبل عَلَى الحي الذي هو أقفر
يعني بالميت عَلَى الظريبة: أباه أبا أحيحة سَعِيد بْن العاص بْن أمية، دفن به وهو جبل يشرف عَلَى الطائف.
قال أَبُو عمر بْن عبد البر: أسلم أبان بين الحديبية وخيبر. وكانت الحديبية في ذي القعدة من سنة ست، وكانت غزوة خيبر في المحرم سنة سبع. وقال أَبُو نعيم: أسلم قبل خيبر وشهدها، وهو الصحيح لأنه قد ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بعث أبان بن سَعِيد بْن العاص في سرية من المدينة، فقدم أبان وأصحابه على رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد فتح خيبر، وَرَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا.
وقال ابن مندة: تقدم إسلام أخيه عمرو، بعنى أخا أبان. قال: وخرجا جميعًا إِلَى أرض الحبشة مهاجرين، وأبان بْن سَعِيد تأخر إسلامه، هذا كلام ابن منده، وهو متناقض، وهو وهم فإن مهاجرة الحبشة هم السابقون إِلَى الإسلام، ولم يهاجر أبان إِلَى الحبشة، وكان أبان شديدا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين.
وكان سبب إسلامه أَنَّهُ خرج تاجرًا إِلَى الشام، فلقي راهبًا فسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إني رجل من قريش، وَإِن رجلًا منا خرج فينا يزعم أَنَّهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسله مثل ما أرسل موسى وعيسى، فقال ما اسم صاحبكم؟. قال: مُحَمَّد، قال الراهب: إني أصفه لك، فذكر صفة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنه ونسبه، فقال أبان: هو كذلك، فقال الراهب: والله ليظهرن عَلَى العرب، ثم ليظهرن عَلَى الأرض، وقال لأبان: اقرأ عَلَى الرجل الصالح السلام، فلما عاد إِلَى مكة سأل عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يقل عنه وعن أصحابه كما كان يقول، وكان ذلك قبيل الحديبية.
ثم أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سار إِلَى الحديبية، فلما عاد عنها تبعه أبان فأسلم وحسن إسلامه.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 2- 360.
[2] في سيرة ابن هشام: فأجابه خالد بن سعيد.
[3] في الأصل: شكت، وما أثبتناه عن سيرة ابن هشام، وفي شرح السيرة للخشنى 2- 352 «اشتتت» أي تفرقت.

(1/46)


وقيل إنه هو الذي أجار عثمان لما أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الحديبية إِلَى مكة وحمله عَلَى فرسه، وقال «أسلك من مكة حيث شئت آمنًا» .
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعث أبان بن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَلَى سَرِيَّةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ قَبْلَ نَجْدٍ، فَقَدِمَ أَبَانٌ وَأَصْحَابُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ بَعْدَ أَنْ فَتَحَهَا، وَإِنَّ حُزْمَ خَيْلِهِمْ لِيفٌ فَقَالَ أَبَانٌ اقْسِمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: لا تَقْسِمْ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ أَبَانٌ: وَأَنْتَ بِهَا يَا وَبْرُ تَحَدَّرَ مِنْ رَأْسِ ضَالٍ [1] ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْلِسْ يَا أَبَانُ، وَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى البحرين لما عزل عنها العلاء بْن الحضرمي، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرجع إِلَى المدينة، فأراد أَبُو بكر أن يرده إليها فقال: «لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم» وقيل: بل عمل لأبي بكر عَلَى بعض اليمن، والله أعلم.
وكان أبوه يكنى أبا أحيحة بولد له اسمه أحيحة، قتل يَوْم الفجار، والعاصي قتل ببدر كافرًا قتله علي وعبيدة قتل ببدر أيضًا كافرًا، قتله الزبير، وأسلم خمسة بنين وصحبوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا عقب لواحد منهم إلا العاصي بْن سَعِيد فجاء العقب منه حسب. ومن ولده سَعِيد بْن العاصي بْن سعيد ابن العاصي بْن أمية استعمله معاوية عَلَى المدينة، وسيرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى، وهو والد عمرو الأشدق، الذي قتله عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان.
وكان أبان أحد من تخلف عَنْ بيعة أَبِي بكر لينظر ما يصنع بنو هاشم، فلما بايعوه بايع. وقد اختلف في وقت وفاته، فقال ابن إِسْحَاق: قتل أبان وعمرو ابنا سَعِيد يَوْم اليرموك، ولم يتابع عليه، وكانت اليرموك بالشام لخمس مضين من رجب سنة خمس عشرة في خلافة عمر.
وقال موسى بْن عقبة: قتل أبان يَوْم أجنادين، وهو قول مصعب والزبير، وأكثر أهل النسب، وقيل: إنه قتل يَوْم مرج الصفر عند دمشق. وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة اثنتي [2] عشرة في خلافة أَبِي بكر قبل وفاته بقليل، وكان يَوْم مرج الصفر سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر، وقيل كانت الصفر ثم اليرموك ثم أجنادين، وسبب هذا الاختلاف قرب هذه الأيام بعضها من بعض.
وقال الزُّهْرِيّ: إن أبان بن سعيد بن العاصي أملى مصحف عثمان عَلَى زيد بْن ثابت بأمر عثمان، ويؤيد هذا قول من زعم أَنَّهُ توفي سنة تسع وعشرين، روي عنه أَنَّهُ خطب فقال: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد وضع كل دم في الجاهلية» .
أخرجه ثلاثتهم.
__________
[1] الوبر: دويبة على قدر السنور، والضال باللام، في اللسان مادة ضيل: مكان أو جبل بعيثة، يريد به توهين أمره وتحقير قدره، قال ابن الأثير: ويروى بالنون، وهو أيضا جبل في أرض دوس، وقيل: أراد به الضأن من الغنم، فتكون ألفه همزة.
[2] في الاستيعاب 64: سنة ثلاث عشرة، ومثله في جوامع السيرة لابن حزم: 342.

(1/47)


الظريبة بضم الظاء المعجمة، وفتح الراء، قاله الحموي ياقوت. وقد رأيته في بعض الكتب:
الصريمة: بضم الصاد المهملة، وفتح الراء، وآخره ميم.
3- أبان العبديّ
(د) أبان العبدي، ذكره ابن منده وحده، وقال: وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروي ذلك عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد الواقدي [1] ، وهو وهم، ويرد الكلام عليه في الترجمة التي بعد هذه.
4- أبان المحاربي
(ب د ع) أبان المحاربي. كان أحد الوفد الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عبد القيس.
أخرجه ثلاثهم.
روى الحكم بْن حبان المحاربي، عَنْ أبان المحاربي قال: «كنت في الوفد فرأيت بياض إبط رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رفع يديه، استقبل بهما القبلة» .
قلت: ولم يذكر أَبُو نعيم وَأَبُو عمر أبانًا العبدي، وذكره ابن منده، وهو وهم منه فإن أبانا العبدي هو المحاربي، ومحارب بطن من عبد القيس، وهو محارب بْن عَمْرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس، فهو عبدي محاربي، ولعل ابن منده قد رآه محاربيًا فظنه من محارب ابن خصفة بن قيس عيلان فلهذا جعلهما اثنين وهما واحد.
وديعة: بفتح الواو وكسر الدال.
ولكيز: بضم اللام وفتح الكاف.
وأفصى: بالفاء.
وحبان [2] .
5- أبجر المزني
(د ع) أبجر المزني. ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم.
قَالَ أَبُو نعيم: واختلف فيه فقيل: ابن أبجر، وقيل: أبجر وصوابه: غالب بْن أبجر، أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ نَاسٍ مِنْ مُزَيْنَةَ الظَّاهِرَةِ أَنَّ سَيِّدَنَا أَبْجَرَ أَوِ ابْنِ أَبْجَرَ سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يَبْقَ مِنْ مَالِي إِلا حُمُّرِيُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ مَالِكَ، فَإِنَّمَا حَرَّمْتُهَا مِنْ أَجْلِ جَوَّالِ [3] الْقَرْيَةِ» كَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَخَالَفَهُ غُنْدَرٌ:
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدًا أَبَا الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْقِلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثُوا أَنَّ سَيِّدَ مُزَيْنَةَ ابْنَ الأَبْجَرِ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مَالِي مَا أُطْعِمُ أَهْلِي إِلا حُمُرِيٌّ» فذكر مثله.
__________
[1] هكذا بالأصل وقد عرف محمد بن سعد بأنه كاتب الواقدي.
[2] هكذا.
[3] جوال: جمع جالة وهي التي تأكل العذرة والبعر

(1/48)


وَرَوَاهُ غَيْرُهُمَا فَقَالَ: غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ وَسَيَرِدُ فِي غَالِبٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَخْرَجَهُ ابن منده وأبو نعيم
6- إبراهيم بن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم
[ب د ع] إبراهيم بن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم، وأمه مارية القبطية، أهداها لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المقوقس صاحب الإسكندرية هي وأختها سيرين. فوهب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيرين لحسان بْن ثابت، فولدت له عبد الرحمن بْن حسان، فهو وإِبْرَاهِيم بن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنا خالة.
وكان مولده في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة وسر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بولادته كثيرًا وولد بالعالية، وكانت قابلته سلمى مولاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرأة أَبِي رافع، فبشر أَبُو رافع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوهب له عبدًا، وحلق شعر إِبْرَاهِيم يَوْم سابعه، وسماه، وتصدق بزنته [1] ورقًا، وأخذوا شعره فدفنوه كذا قال الزبير، ثم دفعه إلى أم سيف: امرأة قين [2] بالمدينة يقال له أَبُو سيف، ترضعه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ الْمَخْزُومِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالدِّينِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم.
«وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ وَلَدٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ» . وَفِي حَدِيثِ شَيْبَانَ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِهِ فَاتَبِعْتُهُ، فَانْتَهَى إِلَى أَبِي سَيْفٍ، وَهُوَ يَنْفُخُ فِي كبره، وَقَدِ امْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا، فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم [حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي سَيْفٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ، أَمْسِكْ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3]] فَأَمْسَكَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالصبي، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ يُكِيدُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ [4] يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَفِي حَدِيثِ هُدْبَةَ: «وَعَيْنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم تدمع» .
وَفِي حَدِيثِ شَيْبَانَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يُرْضِي رَبَّنَا» . وَفِي حَدِيثِ شَيْبَانَ «وَاللَّهِ إِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» . وقال الزبير أيضًا: إن الأنصار تنافسوا فيمن يرضعه، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لميله إليها، فجاءت أم بردة، اسمها: خولة بنت المنذر بْن زيد بْن لبيد بْن خداش بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار زوج البراء بْن أوس بْن خَالِد بْن الجعد بْن عوف بْن مبذول بْن عمرو بن غنم بن مازن
__________
[1] في الاستيعاب 4: «وتصدق بزنة شعره ورقا» والورق: الفضة.
[2] القين: الحداد.
[3] عن الاستيعاب: 55.
[4] أي: يجود بها.

(1/49)


ابن النجار فكلمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أن ترضعه، فكانت ترضعه بلبن ابنها في بني مازن بْن النجار، وترجع به إِلَى أمه، وأعطى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم بردة قطعة من نخل.
وتوفي وهو ابن ثمانية عشر شهرًا قاله الواقدي.
وقال مُحَمَّد بْن مؤمل المخزومي: كان ابن ستة عشر شهرًا وثمانية أيام.
وصلى عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: ندفنه عند فرطنا عثمان بْن مظعون، ودفنه بالبقيع. روى جابر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بيد عبد الرحمن بْن عوف، فأتى به النخل، فإذا ابنه إِبْرَاهِيم في حجر أمه يجود بنفسه، فَأَخَذَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضعه في حجره، ثم قال: «يا إِبْرَاهِيم إنا لا نغني عنك من اللَّه شيئًا» ثم ذرفت عيناه، ثم قال: «يا إِبْرَاهِيم لولا أَنَّهُ أمر حق، ووعد صدق، وأن آخرنا سيلحق أولنا، لحزنا عليك حزنًا هو أشد من هذا، وَإِنا بك يا إِبْرَاهِيم لمحزونون، تبكي العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب» . أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مَاتَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ» . ولما توفي إِبْرَاهِيم اتفق أن الشمس كسفت يومئذ فقال قوم: إن الشمس انكسفت لموته، فخطبهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فافزعوا إِلَى ذكر اللَّه والصلاة. وروى البراء أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عليه، وكبر أربعًا. هذا قول جمهور العلماء وهو الصحيح.
أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السُّرِّيِّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَهِيَّ قَالَ: «لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الْمَقَاعِدِ [1] » .
وبالإسناد عَنْ أَبِي داود قال: قرأت على سعيد بن يعقوب الطالقانيّ، حدثكم بن المبارك، عَنْ يعقوب بْن القعقاع عَنْ عطاء أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عَلَى إِبْرَاهِيم.
وروى ابن إِسْحَاق عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم لم يصل عَلَى إِبْرَاهِيم. قال أَبُو عمر: وهذا غير صحيح، والله أعلم لأن جمهور العلماء قد أجمعوا عَلَى الصلاة عَلَى الأطفال إذا استهلوا [وراثة و] [2] عملا مستفيضًا عَنِ السلف والخلف.
قيل: إن الفضل بْن العباس غسل إِبْرَاهِيم، ونزل في قبره هو وأسامة بْن زيد، وجلس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شفير القبر.
__________
[1] هذا حديث مرسل. والبهي هو أبو محمد عبد الله بن يسار مولى مصعب بن الزبير تابعي، يعد في الكوفيين.
[2] عن الاستيعاب: 58.

(1/50)


قال الزبير: ورش عَلَى قبره ماء، وعلم قبره بعلامة، وهو أول قبر رش عليه الماء.
وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «لو عاش إِبْرَاهِيم لأعتقت أخواله، ولوضعت الجزية عَنْ كل قبطي» . وروي عَنْ أنس بْن مالك أَنَّهُ قال: لو عاش إِبْرَاهِيم لكان صديقًا نبيا. قال أَبُو عمر: لا أدري ما هذا القول؟ فقد ولد نوح غير نبي، ولو لم يلد النَّبِيّ إلا نبيًا لكان كل أحد نبيًا، لأنهم من ولد نوح عليه السلام.
أخرجه ثلاثتهم.
7- إبراهيم الأشهلي
(د ع) إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْمَاعِيل الأشهلي روى حديثه إِسْحَاق الفروي، عَنْ أَبِي الغصن ثابت، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم الأشهلي، عَنْ أبيه، قال: خرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بني سلمة، ويقال هو وهم.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
الفروي: بسكون الراء، وسلمة: بكسر اللام.
8- إبراهيم بن الحارث
(د ع) إِبْرَاهِيم بْن الحارث بْن خَالِد بْن صخر بْن عامر بْن كعب سعد بْن تيم بْن مرة التيمي القرشي.
قال البخاري: ممن هاجر مع أبيه، وذكر عَنْ أحمد بْن حنبل أَنَّهُ ذكر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث فقال: «كان أبوه من المهاجرين» .
روى ابن عيينة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم بْن الحارث التيمي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
«بَعَثَنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نحن أمسينا وأصبحنا أن نقول:
«أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون [1] فقرأنا وغنمنا وسلمنا» .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
9- إبراهيم بن خلاد
(د ع) إِبْرَاهِيم بْن خلاد بْن سويد الخزرجي، أتى بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير:
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي لبيد عَنِ المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنطب، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن خلاد بْن سويد الأشهلي قَالَ:
جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فقال «يا مُحَمَّد كن عجاجًا ثجاجًا» [2] .
قلت: ذكر أَبُو نعيم أَنَّهُ خزرجي، وروى ابن منده في إسناد هذا الحديث فجعله أشهليا، وهما متناقضان، فإن الأشهل متى أطلق فهو ينسب إِلَى عبد الأشهل، قبيلة مشهورة من الأوس إلا إن أراد
__________
[1] المؤمنون: 115.
[2] العج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: إسالة دماء الهدى والأضاحي.

(1/51)


نسبه إلى عبد الأشهل ابن دينار بْن النجار، فصح له ذلك، لأن النجار من الخزرج، ولكن متى قيل: أشهلي، لا يعرف إلا الأول، والله أعلم.
والصحيح أَنَّهُ خزرجي، وقد ذكر نسبه في خلاد بْن السائب بْن خلاد بْن سويد هذا.
10- إبراهيم أبو رافع
(د ع) إِبْرَاهِيم أَبُو رافع، مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن معين: اسمه إِبْرَاهِيم، وقيل: هرمز، وقال علي بْن المديني ومصعب: اسمه أسلم قال علي: ويقال هرمز، وقيل: ثابت، وكان قبطيًا، وكان للعباس، رضي اللَّه عنه، فوهبه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان إسلامه بمكة مع إسلام أم الفضل، فكتموا إسلامهم، وشهد أحدًا، والخندق، وكان عَلَى ثَقَلِ [1] النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولما بشر النَّبِيّ بإسلام العباس أعتقه، وزوجه مولاته سلمى، وشهد فتح مصر، وتوفي سنة أربعين قاله ابن ماكولا، وقيل غير ذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَهَانِيُّ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى، عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ طَافَ عَلَى نِسَائِه جَمْعٌ، فَاغْتَسَلَ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةِ مِنْهُنَّ غُسْلا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ جَعَلْتَهُ غُسْلا وَاحِدًا، قَالَ: هَذَا أَزْكَى وَأَطْيَبُ» . وتوفي أَبُو رافع فِي خلافة عثمان، وقيل: في خلافة علي، وهو الصواب.
وكان ابنه عُبَيْد اللَّهِ كاتبًا لعلي، رضي اللَّه عنه.
ذكره أَبُو عمر في أسلم، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم هاهنا.
11- إبراهيم بن عباد
(ب س) إِبْرَاهِيم بْن عباد بْن نهيك بْن إساف بْن عدي بْن زيد بْن جشم بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي، شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
حارثة: بالثاء المثلثة، وإليه نسب.
12- إبراهيم العذري
(د ع) إِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن العذري.
روى عنه معان بْن رفاعة [2] ذكره الحسن بْن عرفة بْن عَيَّاشٍ، عَنْ معان، عَنْ إِبْرَاهِيم وقال: كان من الصحابة. ولم يتابع عليه.
قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبيد الله ابن أَبِي رَجَاءٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا سليمان ابن دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ تَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مَعَانَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُذْرِيِّ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
__________
[1] الثقل: المتاع.
[2] ينظر المشتبه: 599.

(1/52)


«يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالِ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ» .
ورواه الْوَلِيد بْن مسلمة، عَنْ معان مثله.
ورواه مُحَمَّد بْن سليمان بْن أَبِي كريمة، عَنْ معان، عَنْ أَبِي عثمان النهدي عَنْ أسامة بْن زيد.
ورواه تقية أيضًا، عَنْ مسلمة بْن عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّد السلامي، عَنْ عَطَاءِ بْن يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وكلها مضطربة غير مستقيمة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
عياش: بالياء تحتها نقطتان وآخره شين معجمة.
13- إبراهيم الزهري
(د ع) إِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن بْن عوف الزُّهْرِيّ.
ونذكر نسبه عند أبيه يكنى: أبا إِسْحَاق، وقيل: أبا مُحَمَّد، وأمه أم كلثوم بنت عقبة بْن أَبِي معيط، ذكر مُحَمَّد بْن سعد [1] الواقدي أَنَّهُ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أَبُو نعيم: ومما يدل عَلَى أَنَّهُ ولد فِي حياة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ما روي عَنْ إِبْرَاهِيم بْن المنذر أن إِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن توفي سنة خمس وسبعين، وله ست وسبعون سنة، وروايته عَنْ عمر بْن الخطاب وعن أبيه.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
قلت: فِي قول أَبِي نعيم عندي نظر لأنه استدل عَلَى صحبته بقول ابن المنذر إنه مات سنة خمس وسبعين، وله ست وسبعون سنة، فعلى هذا تكون ولادته قبل الهجرة بسنة.
وقد ذكر المفسرون ومصنفو السير وكتب الأنساب وأسماء الصحابة أن أم كلثوم بنت عقبة أقامت بمكة إِلَى أن صالح النَّبِيّ كفار قريش سنة سبع بالحديبية، ثم هاجرت فجاء أخواها يطلبانها، فأنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ 60: 12 [2] الآية فلم يسلمها إليهما، وتزوجها زيد بْن حارثة فقتل عنها بمؤتة سنة ثمان، فتزوجها الزبير بْن العوام فولدت له زينب، ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن ابن عوف، فولدت له إِبْرَاهِيم وحميدًا وغيرهما فإن كان قد ولد في زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيكون في آخر عمره لأن زيدًا قتل في جمادى الأولى سنة ثمان فتزوجها الزبير، وولدت له، وانقضت لها عدتان من زيد، والزبير، ثم تزوجها عبد الرحمن فولدت إِبْرَاهِيم، فيكون في آخر أيامه، والله أعلم.
14- إبراهيم بن عبد الله
(د ع) إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن قيس، وهو ابن أَبِي موسى الأشعري، ويرد نسبه عند ذكر أبيه، إن شاء اللَّه تعالى، ولد في عهد النَّبِيّ فسماه: إِبْرَاهِيم، وحنّكه.
__________
[1] كذا بالأصل.
[2] الممتحنة: 12.

(1/53)


أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ الْبَلَدِيُّ، وَأَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعِزِّ الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ مِسْمَارُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعُوَيْسِ النِّيَارُ الْبَغْدَادِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي صَالِحِ بن فنا خسرو الدَّيْلَمِيُّ التِّكْرِيتِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَقْتِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: «وُلِدَ لِي غُلامٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ» .
وكان أكبر أولاد أَبِي موسى.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
بريد: بضم الباء الموحدة، وفتح الراء وآخره دال مهملة.
15- إبراهيم الأنصاري
(س) إِبْرَاهِيم بْن عبيد بْن رفاعة الأنصاري الزّرقيّ، قاله أَبُو موسى وقال: ذكره عبدان في الصحابة، وروي بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عبيد بْن رفاعة الأنصاري، قال: «صنع أَبُو سَعِيد الخدري طَعَامًا، فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه فقال رجل منهم: إني صائم فقال رَسُول اللَّهِ: تكلف لك أخوك وصنع طعامًا، فأطعم وصم يَوْمًا مكانه» . قال أَبُو موسى: وهكذا إِبْرَاهِيم تابعي وَإِنما يروى هذا الحديث عَنْ أَبِي سَعِيد، فأرسل الرواية من هذه الطريق، وقد ورد من طريق أخرى عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ أَبِي سَعِيد «أَنَّهُ صنع طعامًا» .
عبيد: بضم العين.
16- إبراهيم الثقفي
(ب د ع) إِبْرَاهِيم أَبُو عطاء الثقفي الطائفي.
روى يزيد بْن هرمز، عَنْ يحيى بْن عَطَاءِ بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
«قابلوا النعال» . قال أَبُو عمر: لم يرو عنه غير ابنه عطاء، وَإِسناد حديثه ليس بالقائم، ولا يحتج [1] به، ولا يصح عندي ذكره في الصحابة، وحديثه عندي مرسل.
أخرجه ثلاثتهم.
قوله: «قابلوا النعال» أي اجعلوا لها قبالا، وهو السير الذي يكون بين الأصابع.
17- إبراهيم بن قيس
(س) إبراهيم بْن قيس بْن معديكرب الكندي، أخو الأشعث بْن قيس، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله هشام الكلبي، وأخرجه أَبُو مُوسَى مستدركا عَلَى ابْن منده.
__________
[1] في الاستيعاب 61: «ولا مما يحتج به» .

(1/54)


18- إبراهيم النجار
(س) إِبْرَاهِيم النجار الذي صنع المنبر لرسول الله.
روى أَبُو نضرة عَنْ جابر «أن النَّبِيّ كان يخطب إِلَى جذع نخلة، فقيل له: قد كثر الناس ويأتيك الوفود من الآفاق فلو أمرت بشيء تشخص عليه، فدعا رجلًا فقال: أتصنع المنبر؟ قال: نعم، قال: ما اسمك؟ قال: فلان: لست بصاحبه، ثم دعا آخر فقال له مثل ذلك، ثم دعا الثالث فقال: ما اسمك؟ قال: إِبْرَاهِيم، قال: خذ في صنعه، فلما صنعه صعده رسول الله، فحن الجذع حنين الناقة، فنزل إليه فالتزمه فسكن.
وقد رواه أيمن عَنْ جابر، فقال: صنع المنبر غلام امرأة، وفي رواية أَبِي سَعِيد: عمله رجل رومي، وفي رواية اسمه: باقوم، وقيل: باقول الرومي، غلام سَعِيد بْن العاص.
أخرجه أبو موسى.
19- إبراهيم بن نعيم
(د ع) إِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن النحام العدوي، ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده في الصحابة، وقال:
روى عنه جابر إن صح، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يوسف، عَنْ أَبِي حنيفة، عَنْ عطاء عَنْ جابر أن عبدًا كان لإِبْرَاهِيم بْن النحام فدبره [1] ، ثم احتاج إِلَى ثمنه فباعه بثمانمائة درهم.
قال أَبُو نعيم: ذكره بعض الواهمين، يعني ابن منده، من حديث أَبِي حنيفة، عَنْ عطاء، عَنْ جابر أن عبدًا كان لإِبْرَاهِيم بْن النحام فدبره الحديث قال: وهذا وهم وتصحيف، إنما كان عبدًا لابن نعيم بْن النحام فصحفه، فقال: لإِبْرَاهِيم بْن النحام لأن الأثبات قد رووا هذا الحديث عَنْ عطاء عَنْ جابر، فقالوا: نعيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن النحام، منهم حسين المعلم وسلمة بْن كهيل وغيرهما، وممن روى هذا الحديث عَنْ جابر، عمرو بْن دينار، ومحمد بْن المنكدر وَأَبُو الزبير فلم يذكر واحد منهم إِبْرَاهِيم بْن النحام.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: والصحيح قول أَبِي نعيم. وقد ذكر البخاري إِبْرَاهِيم بْن نعيم النحام، وقال: هو العدوي، قتل يَوْم الحرة [2] ، وقد ترجم له أَبُو بكر بْن أَبِي عَاصِم فِي كتاب الآحاد والمثاني، فقال: إِبْرَاهِيم بْن نعيم النحام وقال: هو العدوي، وقد ذكر الزبير بْن أَبِي بكر أن عمر بْن الخطاب زوج ابنته رقية من إِبْرَاهِيم بْن نعيم بْن عَبْد الله النحام، والله أعلم.
__________
[1] يقال: دبر فلان عبده، إذا علق عتقه بموته.
[2] يوم الحرة كان في سنة 63 هـ، حين وجه يزيد بن معاوية الجيوش إلى المدينة، فقتل في ذلك اليوم بقايا المهاجرين، الأنصار، وتقع الحرة شرقى المدينة.

(1/55)


20- أبرهة
(س) أبرهة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُحْسِنِ فِي كِتَابِه، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمَكْفُوفُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، هُوَ ابْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ عَنْ يَعْقُوبَ، هُوَ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدٍ «الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ 28: 52 [1] » ، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ جَعْفَرًا فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ ظَهَرَ بِبَدْرٍ اسْتَأْذَنُوهُ، فَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ أَصْحَابِ النَّجَاشِيِّ لِلنَّجَاشِيِّ: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَأْتِ هَذَا النَّبِيَّ الَّذِي كُنَّا نَجِدُهُ فِي الْكِتَابِ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدُوا مَعَهُ أُحُدًا، وَذَكَرَ عَنْ مُقَاتِلٍ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: هُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلا، اثْنَانِ وَثَلاثُونَ جَاءُوا مَعَ جَعْفَرٍ الطيار من الحبشة، وثمانية من الشام: بحيرا، وأبرهة، وَالأَشْرَفُ، وَتَمَّامٌ، وَإِدْرِيسُ، وَأَيْمَنُ، وَنَافِعٌ، وَتَمِيمٌ.
هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى وَحَدَهُ، وَلَيْسَ أَبْرَهَةُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَعِنْدِي فِيهِ نَظَرٌ فَإِنَّ النَّبِيَّ رَأَى بُحَيْرَا، وَهُوَ صَبِيٌّ، مَعَ عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ وَقَصَّتُهُ مَشْهُورَةٌ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فَإِنْ كَانَ أَبُو مُوسَى أَرَادَ غَيْرَهُ فَيُحْتَمَلُ، وَإِنْ أَرَادَهُ فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، فَلا وَجْهَ لاسْتِدْرَاكِهِ عَلَيْهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
21- أبزى الخزاعي
(ب د ع) أبزى، والد عبد الرحمن بْن أبزى الخزاعي، ذكره مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل في الوحدان ولم تصح له صحبة ولا رؤية، ولابنه عبد الرحمن صحبة ورؤية.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عَنْ هشام بْن عُبَيْدِ اللَّهِ الرازي، عَنْ بكير بْن معروف، عَنْ مقاتل بْن حيان، عَنْ أَبِي سلمة بْن عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ خطب الناس قائمًا، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم ثم قال:
«ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يفطنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتفطنون، والذي نفسي بيده ليعلمن جيرانهم وليفقهنهم وليفطننهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم وليتفقهن وليتفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا، ثم نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدخل بيته» . الحديث ورواه إِسْحَاق بْن راهويه في المسند، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سهل، عَنْ بكير بْن معروف، عَنْ مقاتل.
عَنْ علقمة [2] بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا.
ومحمد بْن أَبِي سهل هذا هو أَبُو وهب مُحَمَّد بْن مزاحم تفرد به. هذا معنى كلام ابن منده.
وقد رده أَبُو نعيم عليه، وقال: ذكر، يعني ابن منده، أن البخاري ذكره في كتاب الوحدان وأخرج له حديث أَبِي سلمة، عَنِ ابن أبزى، عَنْ أبيه من رواية هشام، عن بكير بن معروف،
__________
[1] القصص: 52
[2] في الإصابة نقلا عن إسحاق بن راهويه، قال: «عَنْ علقمة بْن سَعِيد بْن عبد الرحمن بن أبزى» بزيادة «سعيد» بعد علقمة وهذا هو الراجح.

(1/56)


عَنْ مقاتل، عَنْ أَبِي سلمة، وهشام إنما رواه عَنِ ابن أبزى، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يقل فيه عَنْ أبيه، قال: وذكره أيضًا من حديث أَبِي وهب مُحَمَّد بْن مزاحم، عَنْ بكير، عَنْ مقاتل، عَنْ علقمة بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزعم أن إِسْحَاق بْن راهويه رواه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سهل، وهو مُحَمَّد بْن مزاحم عَنْ بكير مثله، ورواه إِسْحَاق مجردًا، خلاف ما روي عنه، فقال أَبُو نعيم: حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أحمد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق بْن راهويه حدثنا أَبِي، حدثنا مُحَمَّد بْن أَبِي سهل، حدثنا بكير بْن معروف، عن مقاتل بن حيان، عَنْ علقمة بْن سَعِيد بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال: «خطب رَسُول اللَّهِ،» وذكر الحديث فأتى به في ترجمة عبد الرحمن بْن أبزى عَنِ النَّبِيّ، ولم يصح لأبزى عَنِ النَّبِيّ رواية ولا رؤية.
هذا كلام أَبِي نعيم ولقد أحسن فيما قال، وأصاب الصواب رحمة اللَّه تعالى عليه.
وأما أَبُو عمر فلم يذكر أبزى، وَإِنما ذكر عبد الرحمن، لأنه لم تصح عنده صحبة أبزى، والله أعلم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم وأبو عمر.
22- أبيض بن حمال
(ب د ع) أبيض بْن حمال بْن مرثد بْن ذي لحيان بضم اللام عامر بْن ذي العنبر بْن معاذ بْن شرحبيل بْن معدان بْن مالك بْن زيد بْن سدد سعد بْن عوف بْن عدي بْن مَالِك بن زيد بن سدد ابن زرعة بْن سبأ الأصغر بْن كعب بْن الأذروح بْن سدد، هكذا نسبه النسابة الهمداني، وهو أبيض المأربي السبائي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَكُمْ مَحْمُودُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْمَأْرِبِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، عَنْ سُمَيِّ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ شُمَيْرٍ عَنْ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ: «أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ الَّذِي بِمَأْرَبَ فَأَقْطَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَدْرِي مَا أَقْطَعْتَ لَهُ؟ إِنَّمَا أَقْطَعْتَ لَهُ الْمَاءَ الْعِدَّ [1] ، فَانْتَزَعَهُ مِنْهُ» .
وَمِنْ حَدِيثِهِ أَيْضًا. أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا يحمى من [2] مِنَ الأَرَاكِ، قَالَ: مَا لا تَنَالُهُ أَخْفَافُ الإِبِلِ، قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ رَوَى ابْنُ لهيعة عن بكر بن سوادة، عن سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيَّرَ اسْمَ رَجُلٍ كَانَ اسْمُهُ أَسْوَدَ فَسَمَّاهُ أَبْيَضَ» قَالَ: فَلا أَدْرِي أَهُوَ هَذَا أَمْ غَيْرُهُ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثُتُهُمْ.
قلت: الصحيح أن الذي غير النَّبِيّ اسمه غير هذا، لأن أبيض بْن حمال، عاد إِلَى مأرب من أرض اليمن، والذي غير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه نزل مصر عَلَى ما نذكره، إن شاء اللَّه تَعَالى، وقد ذكرهما البخاري بترجمتين.
__________
[1] يعنى الدائم الّذي لا انقطاع لمادته وجمعه أعداد.
[2] ينظر النهاية: حمى.

(1/57)


حمال، بالحاء المهملة، وشمير بالشين المعجمة. والمأربي بالراء والباء الموحدة نسبة إِلَى مأرب من اليمن.
23- أبيض
(د ع) أبيض. رجل كان اسمه أسود فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبيض، نزل مصر.
روى ابن لهيعة، عَنْ بكر بْن سوادة، عَنْ سهل بْن سعد، قال: كان رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه: أسود، فسماه النَّبِيّ أبيض، رواه ابن وهب، عَنِ ابن لهيعة، ومثله قال ابن منده، وسمعت أبا سَعِيد بْن يونس بْن عبد الأعلى يقول: أبيض هذا له ذكر فيمن دخل مصر.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
24- أبيض بن عبد الرحمن
(س) أبيض بْن عبد الرحمن.
قال ابن شاهين: حدثنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، حدثنا مُحَمَّد عَنْ رجاله قال: وَأَبُو عزيز واسمه أبيض ابن عبد الرحمن بْن النعمان بْن الحارث بْن عوف بْن كنانة بْن بارق، وقد وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أبو موسى.
25- أبيض بن هني
(س) أبيض بْن هني بْن معاوية، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر، روى عنه ابنه هبيرة ذكره الحافظ أبو عبد الله بن منده في تاريخه، عَنْ أَبِي سَعِيد بْن يونس، قاله ابن الكلبي في الجمهرة، وأخرجه أبو موسى.
26- أبيض
(س) أبيض.
قال أَبُو موسى: ذكره عبدان بْن مُحَمَّد المروزي، وقال: أراه من الأنصار، وقال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ قَالَ: إِنَّ مُوسَى بْنَ الأَشْعَثِ حَدَّثَهُ أَنَّ الْوَلِيدَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ انْطَلَقَ هُوَ وَأَبْيَضُ: رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يُعَوِّدَانِهِ، قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْنَا النَّاسَ يُصَلُّونَ، فَقُلْتُ:
الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَمَعَ بِالإِسْلامِ الأَحْمَرَ وَالأَسْوَدَ، فَقَالَ أَبْيَضَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لا تَبْقَى مِلَّةٌ إِلا لَهَا مِنْكُمْ نَصِيبٌ» قُلْتُ: يُبَادِرُونَ يَخْرُجُونَ مِنَ الإِسْلامِ؟ قَالَ: «يُصَلُّونَ بِصَلاتِكِمْ وَيَجْلِسُونَ مَجَالِسَكُمْ، وَهُمْ مَعَكُمْ فِي سَوَادِكِمْ، وَلِكُلِّ مِلَّةٍ مِنْهُمْ نَصِيبٌ» .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.

(1/58)


27- أبى بن أمية
أَبِي بْن أمية الشاعر بْن حرثان بْن الأشكر بْن سربال الموت، وهو عَبْد اللَّهِ بْن زهرة بْن ذنيبة بْن جندع بْن ليث الكناني الليثي، أسلم هو وأخوه كلاب، وهاجرا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال أبوهما أمية:
إذا بكت الحمامة بطن وج [1] ... عَلَى بيضاتها أدعو كلابا
وأسلم أبوهما، ذكره ابن الكلبي.
28- أبى بن ثابت
(د ع س) أَبِي بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام بْن عمرو بْن زَيْد مناة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، أخو حسان، وأوس ابني ثابت، يكنى: أبا شيخ، وقيل:
أَبُو شيخ كنية ابنه، والله أعلم.
وروى ابن منده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب، عَنْ أحمد بْن عبد الجبار، عَنْ يونس بْن بكير، عن محمد ابن إِسْحَاق قال: وأوس بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام بْن عمرو بْن زيد مناة من بني عدي بْن عمرو الأنصاري أَبُو شداد، شهد بدرا وقتل يَوْم أحد، وهو أخو حسان بْن ثابت الأنصاري.
قلت: كذا ذكر ابن منده الترجمة لأبي، والإسناد إِلَى ابن إِسْحَاق لأوس، ومن الدليل عَلَى أَنَّهُ أوس أَنَّهُ كناه: أبا شداد، وهي كنية أوس بْن ثابت، كني بابنه شداد، وسيرد ذكرهما.
قال أَبُو نعيم: ذكر بعض الواهمين، يعني ابن منده، أَبِي بْن ثابت بْن المنذر، ولم يخرج له حديثًا ولا ذكرًا ولا نسبًا، وقال: هو أخو حسان وأوس، قال: وهو تصحيف، وساق إسناده إِلَى ابن إِسْحَاق أن أوسًا شهد بدرًا وقتل يَوْم أحد.
وأخرجه أَبُو مُوسَى مستدركا عَلَى ابْن منده فقال: أَبِي بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام بْن عمرو بْن زَيْد مناة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار، شهد بدرًا وأحدًا وقتل يَوْم بئر معونة شهيدًا في صفر، عَلَى رأس ستة وثلاثين شهرًا من الهجرة، قاله ابن شاهين.
وهذا استدراك لا وجه لَهُ، فإن ابْن منده أخرجه كذلك إلا أَنَّهُ جعله قتل يَوْم أحد، فإن كان أَبُو موسى حيث رَأَى أَنَّهُ قتل في بئر معونة والذي ذكره ابن منده قتل يَوْم أحد، فظنه غيره، فهو وهم، فإنه هو وَإِنما ابن منده وهم في نقله عَنْ يونس عَنِ ابن إِسْحَاق، والله أعلم.
وليس فيما رويناه من طريق يونس عَنِ ابن إِسْحَاق أن أبيًا قتل بأحد، إنما أخوه أوس قتل بها، وليس كل وهم في كتابه أخذه عليه هو وَأَبُو نعيم، ولا ذكر كل ما فاته من أحوال الصحابي، فلهذا أسوة غيره..
حرام: بفتح الحاء والراء. ومعونة: بفتح الميم وضم العين المهملة، وبعد الواو الساكنة نون ثم هاء.
__________
[1] وج: موضع بالطائف، وقيل: هي الطائف نفسها.

(1/59)


29- أبى بن شريق
(س) أَبِي بْن شريق، ويعرف بالأخنس بْن شريق بْن عمرو بْن وهب بْن علاج بْن أَبِي سَلَمة بْن عَبْد العزي بْن غيرة بْن عوف بْن ثقيف الثقفي، يكنى أبا ثعلبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى كتابة قال: أخبرنا أبو علي إذنا عن كتاب أبي أحمد، حدثنا عمر بْن أحمد، حدثنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، حدثنا مُحَمَّد بْن يَزِيدَ عَنْ رجاله، قال: والأخنس بْن شريق واسمه أَبِي بْن شريق بْن عمرو بْن وهب بْن علاج، وكان اسمه أبيًا، فلما أشار عَلَى بني زهرة بالرجوع إِلَى مكة في وقعة بدر، فقبلوا منه فرجعوا، قيل: خنس [1] بهم فسمي الأخنس، وكان حليفًا لبني زهرة، وأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع المؤلفة قلوبهم، وتوفي في أول خلافة عمر بْن الخطاب.
قلت: كان الأخنس حليفًا لبني زهرة ومقدمًا فيهم، فلما خرجت قريش إِلَى بدر، وأتاهم الخبر عَنْ أَبِي سفيان بْن حرب أنه قد نجا من النبي، وأجمعت قريش عَلَى إتيان بدر، أشار الأخنس عَلَى بني زهرة بالرجوع إِلَى مكة، وقال لهم: قد نجى الله غيركم التي مع أَبِي سفيان، فلا حاجة لكم في غيرها، فعادوا، فلم يقتل منهم أحد ببدر، وحينئذ لقب: الأخنس.
أخرجه أَبُو موسى غيرة: بكسر الغين المعجمة، وفتح الياء تحتها نقطتان، وبعدها راء.
30- أبى بن عجلان
(س) أَبِي بْن عجلان. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أخو أَبِي أمامة الصدي بْن عجلان الباهلي.
قال ابن شاهين: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن سليمان بْن الأشعث يقول ذلك.
أخرجه أبو موسى.
31- أبى بن عمارة
(ب د ع) أَبِي بْن عمارة الأنصاري. صَلَّى مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في بيته القبلتين، روى سعيد ابن عفير، عَنْ يحيى بْن أيوب، عَنْ عبد الرحمن بْن رزين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أيوب بْن قطن، عَنْ عبادة بْن نسي، عَنْ أَبِي بْن عمارة الأنصاري «أن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم صلى في بيته، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، أمسح عَلَى الخفين؟. قال: نعم، قلت: يومًا؟ «قال: نعم. فقلت: ويومين؟: قال نعم.
قال: قلت: وثلاثًا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: نعم وما بدا لك» رواه عمرو بْن الربيع بْن طارق عَنْ يحيى بْن أيوب، ولم يذكر عبادة بْن نسي. قال أَبُو عمر: اضطرب في إسناد حديثه، ولم يذكره البخاري في التاريخ الكبير، لأنهم يقولون:
__________
[1] خنس الشيطان بهم: وسوس إليهم.

(1/60)


إنه خطأ، وإنما هو أبو أبي بن أم حرام، كذا قاله ابن أَبِي عبلة، وذكر أَنَّهُ رآه وسمع منه، وَأَبُو أَبِي ابْن أم حرام اسمه: عَبْد اللَّهِ وسيذكر في بابه، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ثلاثتهم.
عمارة: قد ضبطه ابن ماكولا بكسر العين، وقال أَبُو عمر: قيل عمارة يعنى بالكسر والأكثر يقولون:
عمارة بالضم [1] .
32- أبى بن القشب
(د ع) أَبِي بْن القشب.
قال ابن منده: أَبِي بْن القشب، إن صح، وذكر حديث ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل المسجد بعد ما أقيمت الصلاة، وأبي بْن القشب يصلي ركعتين، فضرب بيده عَلَى منكبه، وقال: «ابن القشب أتصلي أربعًا؟» قال أَبُو نعيم: وهم فيه بعض الرواة فسماه أبيا، وإنما هو ابن القشب.
33- أبى بن كعب بن عبد ثور
33 (س) أَبِي بْن كعب بْن عبد ثور.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي إذنًا، عَنْ كتاب أَبِي أحمد، أنبأنا عمر بْن أحمد، أنبأنا عمر بْن الحسن، أنبأنا المنذر بْن مُحَمَّد، أنبأنا الحسين بْن مُحَمَّد عَنْ علي بْن مُحَمَّد المدائني عَنْ رجاله قَالُوا:
«قدم خُزَاعِيٌ في نفر من قومه، فيهم أَبِي بْن كعب بْن عبد ثور فبايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلموا» ، أخرجه أَبُو موسى.
وهذا الوفد المذكور في هذه الترجمة هم من مزينة.
34- أبى بن كعب بن قيس
(ب د ع) أَبِي بْن كعب بْن قيس بْن عبيد بْن زيد بْن معاوية بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار، واسمه تيم اللات، وقيل: تيم اللَّه بْن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المعاوي، وإنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم، وقيل ضرب وجه رجل بقدوم فنجره، فقيل له: النجار.
وبنو معاوية بْن عمرو يعرفون ببني حديلة، وهي أم معاوية، نسب ولده إليها، وهي حديلة بنت مالك بْن زيد بْن حبيب بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج، وأم أَبِي صهيلة بنت الأسود بْن حرام بْن عمرو بْن زَيْد مناة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مالك بْن النجار، تجتمع هي وأبوه في عمرو ابن مالك بْن النجار، وهي عمة أَبِي طلحة زيد بْن سهل بْن الأسود بْن حرام الأنصاري زوج أم سليم.
وله كنيتان: أَبُو المنذر، كناه بها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو الطفيل، كناه بها عمر بْن الخطاب بابنه الطفيل، وشهد العقبة وبدرًا، وكان عمر يقول: «أَبِي سيد المسلمين» . روى عنه عبادة بْن الصامت، وابن عباس، وعبد اللَّه بن خباب، وابنه الطفيل بن أبى.
__________
[1] عبارة الاستيعاب: 70- أبى بن عمارة والأكثر يقولون: ابن عمارة بكسر العين.

(1/61)


أخبرنا إبراهيم بن محمد، وإسماعيل بن عبيد، وَأَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنِ التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، أَنْبَأَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عليك «لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا 98: 1 [1] » قَالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟
قَالَ: نَعَمْ. فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي: وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى عَنْ أُبَيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَحْوَهُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قُلْتُ لأُبَيٍّ: وَفَرِحْتَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَهُوَ يَقُولُ: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ» 10: 58 [2] قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَبِالإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ دَاوُدَ الْعَطَّارِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ» وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» .
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ نَحْوَهُ وَزَادَ فِيهِ: «وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ» . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ أَنَّهُ لَزِمَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَكَانَتْ فِيهِ شَرَاسَةٌ [3] ، فَقُلْتُ لَهُ: «اخْفِضْ لِي جَنَاحَكَ رَحِمَكَ اللَّهُ» .
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ السِّيحِيِّ الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَمِيسٍ الْجُهَنِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طُوقٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمَرْجِيِّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ قَزْعَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، يَعْنِي، أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ «وألزمهم كلمة التقوى» قَالَ: «شِهَادَةُ، أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ الْقَضَاءِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ سِتَّةً: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَأُبَيٌّ، وَزَيْدٌ، وَأَبُو مُوسَى.
قَالَ أَبُو عُمَرَ، قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْوَاقِدِيِّ: «أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ لِرَسُولِ اللَّهِ [4] ، مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةِ، أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ فِي آخِرِ الْكِتَابِ، وَكَتَبَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ، فَإِذَا لَمْ يَحْضُرْ أُبَيُّ، كَتَبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَوَّلُ مَنْ كَتَبَ مِنْ قُرَيْشٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، ثُمَّ ارْتَدَّ وَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، فَنَزَلَ فِيهِ: «وَمن أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ 6: 93 [5] » . وَكَانَ مِنَ الْمُوَاظِبِينَ عَلَى كِتَابِ الرَّسَائِلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَرْقَمِ الزُّهْرِيُّ، وَكَانَ الْكَاتِبُ لِعُهُودِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَاهَدَ. وَصُلْحِهِ إِذَا صَالَحَ، عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ. وَمِمَّنْ كَتَبَ لِرَسُولِ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعُمَرُ بن الخطاب، وعثمان ابن عَفَّانَ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَخَالِدٌ وَأَبَانٌ ابْنَا سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي، وَحَنْظَلَةُ الأُسَيْدِيُّ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الله بن أبى
__________
[1] البينة: 1.
[2] يونس: 58.
[3] الشراسة: النفور.
[4] في الاستيعاب 68: «أول من كتب لرسول الله الوحي ... » .
[5] الأنعام: 93.

(1/62)


ابْنِ سَلُولٍ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَجُهَيْمُ [1] بْنُ الصَّلْتِ، وَمُعَيْقِيبُ بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: اخْتُلِفَ فِي وَقْتِ وَفَاةِ أُبَيٍّ. فَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، وَقِيلَ:
سَنَةَ ثَلاثِينَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، لأَنَّ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ لَقِيَهُ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: «مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ: سَنَةَ عِشْرِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ، وَقِيلَ.
إِنَّهُ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ، وَالأَكْثَرُ أَنَّهُ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ.
وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، لا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.
حُدَيْلَةُ: بِضُمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَفَتْحِ الدَّالِ.
وَحُبَيْشٌ: بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَسُكُونِ الْيَاءِ تَحْتَهَا نَقْطَتَانِ وَآخِرُهُ شِينٌ مُعْجَمَةٌ، وَالسِّيحِيُّ: بِكَسْرِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ، وَبَعْدَهَا يَاءٌ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ، ثُمَّ حَاءٌ مُهْمَلَةٌ.
وَثُوَيْرٌ: بِضَمِّ الثَّاءِ الْمُثْلَّثَةِ تَصْغِيرُ ثَوْرٍ.
وَسَرْحٌ: بِالسِّينِ وَالْحَاءِ المهملتين.
35- أبى بن مالك
(ب د ع) أَبِي بْن مالك الحرشي ويقال: العامري قاله أَبُو عُمَر، وقَالَ ابْن منده وَأَبُو نعيم:
القشيري العامري، فقد اتفقوا عَلَى أَنَّهُ من عامر بْن صعصعة واختلفوا فيما سواه فالحريش وقشير أخوان، وهما ابنا كعب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة بْن معاوية بْن بكر بْن هوازن بْن مَنْصُور بْن عكرمة بْن خصفة بْن قيس عيلان بْن مضر، وهو بصري.
ومن حديثه ما أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زرارة بْن أَوْفَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ» .
وَمِثْلُهُ، رَوَى غُنْدَرٌ وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا، عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، يقال له مالك، أو أبو مالك أو ابْنُ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ الثوري وهشيم، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ.
وَرَوَاهُ حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ مَالِكٍ الْقُشَيْرِيِّ.
وَرَوَاهُ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ: مَالِكٌ أَوْ أبو مالك أو عامر ابن مَالِكٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: إِنَّمَا هَذَا الْحَدِيثُ لِمَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَيُّ بْنُ مَالِكٍ إِنَّمَا هُوَ عَمْرُو بن مالك.
__________
[1] في المطبوعة: جهنم، وما أثبتناه هو الصواب.

(1/63)


وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ أُبَيَّ بْنَ مَالِكٍ هَذَا فِي كِتَابِهِ الْكَبِيرِ فِي بَابِ أُبَيٍّ، وَذَكَرَ الاخْتِلافِ فِيهِ، وَغَيْرُ الْبُخَارِيِّ يُصَحِّحُ أَمْرَ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ هَذَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَيَرِدُ فِي عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَخْرَجَهُ ثلاثتهم.
36- أبى بن معاذ
(ب س) أَبِي بْن معاذ بْن أنس بْن قيس بْن عبيد بْن زيد بْن معاوية بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النجاري.
شهد مع أخيه أنس بْن معاذ بدرًا وأحدًا، وقتلا يَوْم بئر معونة شهيدين، قاله ابن شاهين عَنِ الواقدي أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
37- أثال بن النعمان
(س) أثال بْن النعمان الحنفي.
ذكره عبدان بْن مُحَمَّد المروزي، وقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنِي غَالِبُ بْنُ حَلْبَسَ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الإِيَادِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَثَالِ بْنِ النُّعْمَانِ الْحَنَفِيِّ قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَفُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْنَا، وَلَمْ نَكُنْ أَسْلَمْنَا بَعْدُ، فَأَقْطَعَ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ.
وَكَانَ يَبْلُغُ فُرَاتًا قَوْلَ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ:
فَإِنْ نَلْقَ فِي تَطْوَافِنَا وَالْتِمَاسِنَا ... فُرَاتَ بْنَ حَيَّانَ يَكُنْ رَهْنَ هَالِكٍ [1]
لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
أثال: بضم الهمزة، وفتح الثاء المثلثة. وحيان بالحاء المهملة وبالياء نقطتان، وحلبس: بفتح الحاء المهملة، وبالباء الموحدة.
38- أثوب بن عتبة
(س) أثوب بْن عتبة.
ذكره ابن قانع في الصحابة، أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ (ح) قَالَ أَحْمَدُ: وَأَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ قَانِعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا مُلازِمُ بن عمرو حدثنا هارون بن يجيد، عن جابر، عن أثوب بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:
__________
[1] البيت في ديوانه: 237، وسيرة ابن هشام: 2- 211.

(1/64)


«الدِّيكُ الأَبْيَضُ خَلِيلِي، وَخَلِيلُ سَبْعِينَ مِنْ جِيرَاني» . قَالَ أَحْمَدُ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لَمْ يَصِحَّ إِسْنَادُهُ.
ذَكَرَهُ أَبُو مُوسَى.
باب الهمزة مع الجيم ومع الحاء وما يثلثهما:
39- أجمد
(د ع) أجمد بالجيم.
قال الدارقطني: أجمد بْن عجيان الهمداني وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر أيام عمر بْن الخطاب، وخطته معروفة بجيزة مصر، قال: أخبرني بذلك عبد الواحد بْن مُحَمَّد السلمي، قال:
سمعت أبا سَعِيد عبد الرحمن بْن يونس [1] بْن عبد الأعلى الصدفي يقوله، ولا أعلم له رواية.
40- أحب
أحب بالحاء المهملة، هو ابن مالك بْن سعد اللَّه، ذكره بعضهم في الصحابة، قاله ابن الدباغ
41- أحزاب بن أسيد
(د ع) أحزاب بْن أسيد أَبُو رهم السمعي الظهري وهو السماعي أيضًا، نسبة إِلَى السمع بْن مالك بْن زيد بْن سهل بْن عمرو بْن قيس بْن معاوية بْن جشم بْن عبد شمس، ذكره مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي فيمن نزل الشام من الصحابة.
وقال البخاري: هو تابعي، وذكره ابْنُ أَبِي خيثمة فِي الصحابة.
روى علي بْن عَيَّاشٍ، وهشام بْن عمار، عَنْ معاوية بْن يحيى الأطرابلسي ومعاوية بْن سَعِيد التجيبي، عَنْ يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عَبْد اللَّهِ اليزني، عَنْ أَبِي رهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أسرق السراق من يسرق لسان الأمير، وَإِن أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق، وَإِن من الحسنات عيادة المريض، وَإِن من تمام عيادته أن تضع يدك عليه وتسأله: كيف هو؟
وَإِن من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع بينهما، وَإِن من لبسة الأنبياء القميص قبل السراويل، وَإِن مما يستجاب به عند الدعاء العطاس» . قال أَبُو سعد عبد الكريم بْن أَبِي بكر السمعاني: أَبُو رهم أحزاب بْن أسيد، ويقال: أسيد السمعي تابعي يروي عَنْ أَبِي أيوب الأنصاري، روى عنه مكحول، وخالد بْن معدان.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
أسيد: بفتح الهمزة، وكسر السين، قال ابن ماكولا: الظهري: بفتح الظاء، ومن قال بكسرها فقد أخطأ.
__________
[1] في الاستيعاب: عبد الرحمن بن أحمد بن يونس.

(1/65)


42- أحمد بن حفص
(د ع) أحمد بْن حَفْص بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بن عمر بن مخزوم، أَبُو عمرو المخزومي، وهو ابن عم خَالِد بْن الْوَلِيد، وأبي جهل بْن هشام، وخيثمة بنت هاشم بْن المغيرة، أم عمر بْن الخطاب ذكره أَبُو عبد الرحمن النسائي، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الجوزجاني، أَنَّهُ سأل أبا هشام المخزومي وكان علامة بأنساب بني مخزوم، عَنِ اسم أَبِي عمرو بْن حفص فقال: أحمد، وأمه درة بنت خزاعيّ ابن الحارث بْن حويرث الثقفي.
روى علي بْن رباح، عَنْ ناشرة بْن سمي اليزني، قال: سمعت عمر بْن الخطاب يقول يَوْم الجابية [1] وهو يخطب: «إني أعتذر إليكم من خَالِد بْن الْوَلِيد، إني أمرته أن يحبس هذا المال عَلَى المهاجرين فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسان، فنزعته، وأثبت أبا عبيدة بْن الجراح فقام أَبُو عمرو بْن حفص فقال. والله ما عدلت يا عمر، لقد نزعت عاملا استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغمدت سيفًا سله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووضعت لواء نصبه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم، فقال عمر:
«إنك قريب القرابة حديث السن، مغضب في ابن عمك» .
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وهذا أَبُو حفص هو زوج فاطمة بنت قيس. ويرد ذكره أيضا.
43- أحمر بن جزى
(ب د ع) أحمر، آخره راء، هو ابن جزىّ شهاب بْن جزء بْن ثعلبة بْن زيد بن مالك ابن سنان الربعي السدوسي، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم عَنِ البخاري.
وقال ابن عبد البر: أحمر بْن جزء [2] بْن معاوية بْن سليمان، مولى الحارث السدوسي، قال:
وقال الدار قطنى: جزي بكسر الجيم والزاي.
قلت: روى عنه الحسن البصري وحده، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَنْبَأَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَحْمَرُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنْ كُنَّا لَنَأْوِي [3] لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا تجافى مرفقيه عن جنبيه» .
أخرجه ثلاثتهم.
44- أحمر مولى أم سلمة
(د ع) أحمر مولى أم سلمة.
روى جبارة بْن مغلس، عَنْ شريك، عَنْ عمران النخلي، عَنْ أحمر مولى أم سلمة قَالَ: «كُنْتُ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزاة، فمررنا بواد أو نهر، فكنت أعبر الناس، فقال النَّبِيّ ما كنت في هذا اليوم إلا سفينة» .
__________
[1] قرية تابعة لدمشق شمالي حوران.
[2] في الأصل: جزى، وفي الاستيعاب: 71 جزء بالهمزة، وينظر المشتبه: 154.
[3] أي نرق له ونرثى.

(1/66)


هذا حديث مشهور عَنْ جبارة، وخالفه غيره عَنْ شريك.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
عمران النخلى: بالنون والخاء المعجمة.
45- أحمر بن سليم
(س) أحمر بْن سليم. وقيل: سليم بْن أحمر، رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عَنْهُ يزيد بْن الشخير، ذكره ابن منده في تاريخه.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا [1] .
46- أحمر بن سواء
(د ع) أحمر بْن سواء بْن عدي بْن مرة بْن حمران بْن عوف بْن عمرو بْن الحارث بْن سدوس السدوسي، عداده في أهل الكوفة، تفرد بالرواية عنه إياد بْن لقيط.
روى ابن منده بِإِسْنَادِهِ عَنِ الحسن بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الأزدي، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَحْمَرَ بْنِ سَوَاءٍ السَّدُوسِيِّ أَنَّهُ كَانَ لَهُ صَنَمٌ يَعْبُدُهُ، فَعَمَدَ إِلَيْهِ فَأَلْقَاهُ فِي بِئْرٍ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعَهُ.
قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ كُوفِيٌّ يَجْمَعُ حَدِيثَهُ، لَمْ يَكْتُبْهُ إلا من هذا الوجه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
47- أحمر أبو عسيب
(ب د ع) أحمر أَبُو عسيب [2] مَوْلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَى عنه أبو عمران الجونى، وحازم ابن الْقَاسِم، مختلف في اسمه، روى يزيد بْن هارون، عَنْ أَبِي نصيرة مسلم بْن عبيد، عَنْ أَبِي عسيب مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أنه قال: «أتاني جبريل عليه السلام بالحمى والطاعون، فأمسكت الحمى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إِلَى الشام، وهي رحمة لأمتي ورجس عَلَى الكفار» . أخرجه ثلاثتهم.
نصيرة: بضم النون، وفتح الصاد المهملة.
48- أحمر بْن قطن
أحمر بْن قطن الهمداني. شهد فتح مصر، يقال: له صحبة، قاله الأمير أَبُو نصر بن ماكولا عن ابن يونس.
49- أحمر بن معاوية
49 (د ع) أحمر بْن معاوية بْن سليم بن لأى بْن الحارث بْن صريم بْن الحارث، وهو مقاعس، بْن عمرو بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم يكنى: أبا شعبل. كتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له ولابنه كتاب
__________
[1] أخرجه أبو عمر في الاستيعاب: 72.
[2] في الاستيعاب 71: «ابن عسيب» وفي الإصابة 1- 35: «ووقع في الاستيعاب أحمد بن عسيب» ويحتمل ان تكون كنيته اسم أبيه.

(1/67)


أمان، وكان وافد بني تميم، وقد اختلف في اسمه، قال أَبُو الْفَتْحِ الأزدي: اسمه مرة، بعد في الكوفيين، حديثه عند أولاده، يرويه مُحَمَّد بْن عمر بْن حفص بْن السكن بْن سواء بن شعبل بن أحمر ابن معاوية، عَنْ أبيه عَنْ جده أن أحمر وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان وافد بني تميم فكتب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا، ولابنه شعبل، وكان يكنى بأبي شعبل: «هذا كتاب لأحمر بْن معاوية، وشعبل بْن أحمر في رحالهم وأموالهم، فمن آذاهم فذمة اللَّه منه خلية، إن كانوا صادقين» وكتب علي بْن أَبِي طالب، وختم الكتاب بخاتم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال أَبُو نعيم: كذا قال محمد بن عمر، وأرى فيه إرسالا، وذكر أَنَّهُ غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
شعبل: ضبطه مُحَمَّد بْن نقطة بكسر الشين المعجمة.
5- الأحمري
(د ع) الأحمري يقال: إنه أدرك النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم، بعد في المدنيين.
روى حديثه إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سفيان، عَنْ أبيه عَنِ الأحمري قال: «كنت وعدت امرأتي بعمرة، فغزوت، فوجدت من ذلك وجدًا شديدًا، وشكوت ذلك إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: مرها فلتعتمر في رمضان، فإنها تعدل حجة» . أخرجه أَبُو نعيم وابن مندة.
51- الأحنف بن قيس
(ب د ع) الأحنف بْن قيس، والأحنف لقب له، لحنف [1] كان برجله، واسمه الضحاك، وقيل: صخر بْن قيس بْن معاوية بْن حصين بْن عبادة بْن النزال بْن مرة بن عبيد بن الحارث ابن عمرو بْن كعب بْن سعد بْن زيد مناة بْن تميم، أَبُو بحر التميمي السعدي.
أدرك النبي ولم يره، ودعا لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلهذا ذكروه، وأمه امرأة من باهلة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، أَنْبَأَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ، إِذْ أَخَذَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِيَدِي فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ:
بَلَى، قَالَ: أَتَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِكَ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ أَنْتَ: إِنَكَّ لَتَدْعُو إِلَى خَيْرٍ، وَتَأْمُرُ بِهِ، وَإِنَّهُ لَيَدْعُو إِلَى الْخَيْرِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ فَكَانَ الْأَحْنَفُ يَقُولُ: فَمَا شَيْءٌ مِنْ عَمَلِي أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ. يَعْنِي: دَعْوَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم.
__________
[1] أي: لاعوجاج.

(1/68)


وكان الأحنف أحد الحكماء الدهاة العقلاء.
وقدم عَلَى عمر في وفد البصرة، فرأى منه عقلا ودينا وحسن سمت، فتركه عنده سنة، ثم أحضره، وقال: يا أحنف، أتدري لم احتبستك عندي؟ قال: لا يا أمير المؤمنين قال: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حذرنا كل منافق عليم، فخشيت أن تكون منهم، ثم كتب معه كتابًا إِلَى الأمير عَلَى البصرة يقول له:
الأحنف سيد أهل البصرة فما زال يعلو من يومئذ.
وكان ممن اعتزل الحرب بين علي وعائشة رضي اللَّه عنهما بالجمل، وشهد صفين مع علي، وبقي إِلَى إمارة مصعب بْن الزبير عَلَى العراق، وتوفي بالكوفة سنة سبع وستين، ومشى مصعب بْن الزبير- وهو أمير العراق لأخيه عَبْد اللَّهِ- في جنازته.
وذكر أَبُو الحسن المدائني أنه خلف ولده بحرا وبه كان يكنى، وتوفي بحر وانقرض عقبه من الذكور، والله أعلم.
أخرجه ثلاثتهم.
52- الأحوص بن مسعود
الأحوص بْن مسعود الأنصاري، أخو محيصة وحويصة ابني مسعود الأنصاري، ويرد نسبه عند أخويه، شهد أحدًا والمشاهد بعدها، ذكره ابن الدباغ الأندلسى عن العدوي.
53- أحيحة بن أمية
(ب س) أحيحة بْن أمية بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بْن جمح الجمحي أخو صفوان ابن أمية. كان من المؤلفة قلوبهم، قاله ابن عبد البر.
وقال أَبُو موسى فيما استدركه عَلَى ابن منده: قال عبدان: لم تبلغنا له رواية إلا أَنَّهُ ذكر اسمه، وقال، يعني عبدان: حدثنا أحمد بْن سيار، حدثنا يحيى بْن سليمان الجعفي أَبُو سَعِيد، حدثنا عبد الله ابن الأجلح، عَنْ أبيه، عَنْ بشير بْن تيم وغيره، قَالُوا في تسمية المؤلفة قلوبهم منهم: أحيحة بن أمية ابن خلف.
54- الأخرم الأسدي
(ب س) الأخرم، بالخاء المعجمة هو الأسدي، من أسد بْن خزيمة كان يقال له:
فارس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كان [1] يقال لأبي قتادة. قتل في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أغار عبد الرحمن ابن عيينة بْن حصن بْن حذيفة بْن بدر الفزاري عَلَى سرح [2] رَسُول اللَّهِ سنة ست، روى خبر مقتله سلمة بْن الأكوع، في حديث طويل مخرج في الصحيحين، والأخرم لقب واسمه: محرز بْن نضلة، وسيرد هناك أتم من هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو موسى.
__________
[1] عن الاستيعاب: 73.
[2] السرح: الماشية.

(1/69)


55- الأخرم
(ب د ع) الأخرم. لا يعرف له اسم، ولا قبيلة، وعداده في أهل الكوفة.
قال أَبُو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وروى حديثه يحيى بْن اليمان العجلي، عَنْ رجل من تيم اللات، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الأخرم عَنْ أبيه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يَوْم ذي قار: «اليوم أول يَوْم انتصفت فِيهِ العرب من العجم وبي نصروا» . أخرجه ثلاثتهم، وذكروا هذا الحديث حسب
56- أخرم الهجيمي
أخرم الهجيمي: معدود في الصحابة، من حديث يحيى بْن اليمان، عَنْ عَبْد اللَّهِ التيمي قاله ابن ماكولا، ويذكر نسبه عند ابنه عَبْد اللَّهِ بْن الأخرم:
قلت: الذي أظنه أن هذا الهجيمي هو الذي قبله، ولا يعرف له اسم ولا قبيلة، لأن الراوي عنهما في الترجمتين عَبْد اللَّهِ، وعن عَبْد اللَّهِ يحيى، وَإِنما اتبعت فيهما الأمير أبا نصر بْن ماكولا، فإنه ذكرهما في كتابه أحدهما بعد الآخر فلا شك أَنَّهُ ظنهما اثنين. والله أعلم.
57- الأخنس بن شريق
الأخنس بْن شريق الثقفي، وقد تقدم نسبه في أَبِي بْن شريق، وهو حليف بني زهرة.
58- الأخنس بن خباب
الأخنس بْن خباب السلمي له صحبة، ذكره أَبُو عمر في ترجمة معن بْن يَزِيدَ، وقد ذكرناه في معن أتم من هذا، وهو ممن شهد بدرًا.
باب الهمزة مع الدال المهملة ومع الذال المعجمة
59- الأدرع الأسلمي
(د ع ب) الأدرع الأسلمي، كان في حرس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد المقبري وحده، حديثًا واحدًا، وهو قال: «جئت ليلة أحرس رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رجل ميت، فقيل، هذا عَبْد اللَّهِ ذو البجادين [1] ، وتوفي بالمدينة، وفرغوا من جهازه وحملوه فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ارفقوا به رفق اللَّه بكم، فإنه كان يحب اللَّه ورسوله» . وهو حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرجه ثلاثتهم.
60- الأدرع الضمريّ
(د ع ب) الأدرع الضمري أَبُو الجعد. معروف بكنيته، هكذا سماه القاضي أَبُو أحمد وقال:
لم أجد له اسمًا إلا في كتاب علي بْن سَعِيد العسكري، وقيل: اسمه عمرو ويذكر هناك، إن شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] البجاد: الكساء.

(1/70)


وروي عَنْ عبيدة بْن سفيان الحضرمي، عَنْ أَبِي الجعد الضمري، وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «من ترك الجمعة ثلاثًا من غير عذر طبع اللَّه عَلَى قلبه» . هذا حديث مشهور عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمر وعن عبيدة، ورواه صالح بْن كيسان عَنْ عبيدة بْن سفيان، فقال: عَنْ عمرو بْن أمية الضمري. أخرجه ثلاثتهم.
61- إدريس
(س) إدريس. تقدم ذكره مع أبرهة فيمن قدم من الشام.
أخرجه أبو موسى.
62- أديم التغلبي
(ب ع س) أديم التغلبي. روى عنه الصبي بْن معبد.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا أبو بكر الطلحي، عن عبيد ابن غَنَّامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَكِيمٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الصَّبِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ:
«كُنْتُ قَرِيبَ عَهْدٍ بِنَصْرَانِيَّةٍ، فَأَسْلَمْتُ فَأَرَدْتُ الْحَجَّ، فَسَأَلْتُ رَجُلا مِنْ قَوْمِي يُقَالُ لَهُ: أُدِيمٌ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَقْرِنَ [1] ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَنَ.
وَرَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الصَّبِيِّ فَقَالَ: عَنْ هُدَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الصَّبِيِّ فَقَالَ: عَنْ أُدِيمٍ أَوْ هُدَيْمٍ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ مَاكُولا. هُدَيْمٌ بِالْهَاءِ وَالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَالْمَشْهُورُ، هُذَيْمٌ بِالْهَاءِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ.
وَالتَّغْلِبِيُّ ذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَمَنْ تَبِعَهُ بِالثَّاءِ الْمُعْجَمَةِ بِثَلاثٍ وَالْعَيْنُ الْمُهْمَلَةِ، وَإِنَّمَا هُوَ بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقِهَا وَالْغِينُ الْمُعْجَمَةُ، لأَنَّ بَنِي تَغْلِبَ كَانُوا نَصَارَى، وَأَمَّا بَنُو ثَعْلَبَةَ فَكَانُوا عَلَى دِينِ الْعَرَبِ.
وَأُدَيْمٌ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الدَّالِ، وَقِيلَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الدَّالِ.
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
63- أذينة بن الحارث
(ب د ع) أذينة بْن الحارث بْن يعمر، وهو الشداخ، بْن عوف بْن كعب بْن مالك بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة الكناني الليثي أَبُو عبد الرحمن، ذكر هذا السبب ابن منده وَأَبُو نعيم عَنِ البخاري.
وقال ابن عبد البر: أذينة العبدي، والد عبد الرحمن، اختلف فيه فقيل: أذينة بْن مسلم العبدي من عبد القيس، وقيل: أذينة بْن الحارث بن يعمر، وساق نسبه إِلَى كنانة كما تقدم، قال: والأول أصح قال: وقد قال بعضهم فيه: الشّنّى، ولا يصح.
__________
[1] أي يجمع بين الحج والعمرة.

(1/71)


وروى أَبُو داود الطيالسي في مسنده عَنْ سلام أَبِي الأحوص، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عبد الرحمن ابن أذينة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يمينه» لم يروه هكذا عَنْ أَبِي إِسْحَاق غير أَبِي الأحوص سلام بْن سليم.
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قول من قال: إنه عبدي أصح، ويقوي ذلك ما رواه ابن حبيب عَنِ ابن الكلبي أَنَّهُ أذينة بْن مسلم العبدي، وقد ذكره أَبُو أحمد العسكري في عبد القيس، فقال: أذينة العبدي أَبُو عبد الرحمن بْن أذينة، ولي قضاء البصرة للحجاج، وهو ابن سلمة بْن الحارث بْن خَالِد بْن عائذ بْن سعد بْن ثعلبة بن غنم ابن مالك بن بهثة [1] ، وكان أذينة رأس عبد القيس في زمن عثمان، ثم أدرك الجمل فكان له فيه ذكر، قال بعضهم: لا تثبت له صحبة، قال أَبُو حاتم: هو مرسل، وقال الفضل بْن دكين: هو تابعي من أهل الكوفة، وابن دكين كوفي، وهو أعلم بأهل بلده من غيره، والله أعلم.
ولعل من يجعله كنانيًا اشتبه عليه حيث رَأَى أَنَّهُ قد اشتهر ذكر ابن أذينة الشاعر الكناني، فيظن هذا أباه وليس كذلك.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم في سياق نسبه: العنبري بالنون والباء والراء، وهذا من أغرب ما يقال، بينما يجعلانه ليثيًا من كنانة إِلَى أن يجعلاه عنبريًا من تميم، ولا شك أنهما قد صحفا عبديًا فجعلاه عنبريًا.
وقد ذكره البخاري فقال: أذينة العبدي، يروي عَنْ عمر، روى عنه ابنه عبد الرحمن ويروي عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
أخرجه ثلاثتهم.
باب الهمزة مع الراء
64- أربد بن حمير
(د ع) أربد بْن حمير. وقيل: ابن حمزة.
روى وهب بْن جرير، عَنْ أبيه عن ابن إسحاق قال: وممن هاجر مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربد بْن حمير.
وقال يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق: أربد بْن حمزة [2] .
ورواه ابن سعد عَنِ ابن إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة، فيمن شهد بدرًا: أربد بْن حمير يعني: بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وتشديد الياء وآخره راء، قاله الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
65- أربد خادم رسول الله
(س) أربد خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة قال: أربد خادم رَسُول اللَّهِ، ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده في التاريخ وقال:
روى حديثه أصبغ بْن زيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ راشد، عَنْ زيد بْن عَلِيٍّ، عَنْ جدته فاطمة بحديث له فيه ذكر.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] بعده في الاصابة 1- 40: «بن عبد القيس العبديّ» .
[2] كذا في الأصل وفي سيرة ابن هشام 1- 472: «أربد بن حميرة» .

(1/72)


66- أربد بن مخشى
أربد بْن مخشي وقيل: سويد بْن مخشي، له صحبة، وهو طائي، ذكره أَبُو معشر وغيره فيمن شهد بدرًا.
ذكره أَبُو عمر في ترجمة سويد، وذكره أَبُو أحمد العسكري أيضا.
67- أرطاة الطائي
(د ع) أرطاة الطائي، وقيل: أَبُو أرطاة، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبشرًا بفتح ذي الخلصة [1] فسماه بشيرًا.
روى قيس بْن الربيع عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم عن جرير بْن عَبْد اللَّهِ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إِلَى ذي الخلصة يهدمها، قال: فبعث إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بريدًا يقال له: أرطاة، فجاء فبشره، فخر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساجدًا.
ورواه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير، عَنْ أبيه، عَنْ إِسْمَاعِيل فقال: أَبُو أرطاة.
وقال أكثر أصحاب إِسْمَاعِيل: فبعث جرير رجلًا يقال له حصين بْن ربيعة الطائي، وهو الصحيح.
وذكره أَبُو عمر في حصين، وسيرد هناك، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
68- أرطاة بن كعب
(س) أرطاة بْن كعب بْن شراحيل بْن كعب بْن سلامان بْن عامر بْن حارثة بْن سعد بْن مالك بْن النخع بْن عمرو بْن علة بْن جلد بْن مالك بْن أدد.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعقد له لواء شهد به القادسية فقتل، فأخذه أخوه زيد بْن كعب فقتل، ثم أخذه قيس بْن كعب فقتل، ويجتمع هو والحجاج بْن أرطاة بْن ثور بْن هبيرة بْن شراحيل في شراحيل، ذكره أَبُو موسى في ترجمة أوس بْن جهيش، ولم يفرده بترجمة.
69- أرطاة بن المنذر
(س) أرطاة بْن المنذر.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً قَالَ: قَالَ عَبْدَانُ الْمَرْوَزِيُّ: أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ السَّكُونِيُّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ السَّكُونِيِّ قَالَ: «لَقَدْ قَتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي قَتَلْتُ مِثْلَهُمْ، وَأَنِّي كَشَفْتُ قِنَاعَ مُسْلِمٍ» .
قَالَ عَبْدَانُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَافِعٍ: الصَّحِيحُ لَقِيطُ بْنُ أَرْطَاةَ السَّكُونِيُّ، وَلَيْسَ لأَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ مَعْنًى:
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَقَوْلُ هَذَا الرَّجُلِ صَحِيحٌ، قَالَ: يدل عليه ما أخبرنا أبو غالب الكوشيدي، أخبرنا
__________
[1] بيت أصنام لقبيلة دوس وبجيلة.

(1/73)


أَبُو بَكْرِ بْنُ رَبْذَةَ، أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أحمد بن المعلى الدمشقيّ والحسن بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ أَخِيهِ، يَعْنِي مَحْفُوظًا، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ لَقِيطِ بْنِ أَرْطَاةَ السَّكُونِيُّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: إِنَّ جَارًا لَنَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَيَأْتِي الْقَبِيحَ، فَارْفَعْ أَمْرَهُ إِلَى السُّلْطَانِ، فَقَالَ لَهُ: «قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ» وَذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَلا أَدْرِي كَيْفَ وَقَعَ الطَّرِيقُ لِلْأَوَّلِ لأَنَّ عَبْدَانَ قَدْ رَوَاهُ بِعَقِبِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ أَيْضًا، فَقَالَ فِيهِ: لَقِيطُ بْنُ أَرْطَاةَ، وَلَعَلَّهُ أَخْطَأَ فِيهِ مَرَّةً، وَأَرْطَاةُ يَرْوِي عَنِ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ، وَفِيهِ مِنَ الثِّقَاتِ الشَّامِيِّينَ لَمْ يَلْقَ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ فَكَيْفَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمَسْلَمَةُ: يُعْرَفُ بِابْنِ عُلَيٍّ بِضَمِّ الْعَيْنِ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُصَغَّرَ اسْمُ أبيه.
أخرجه أبو موسى.
70- الأرقم بن أبى الأرقم
(د ب ع) الأرقم بْن أَبِي الأرقم، واسم أَبِي الأرقم عبد مناف بْن أسد بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم القرشي المخزومي، وأمه أميمة بنت عبد الحارث، وقيل اسمها: تماضر بنت حذيم من بني سهم، وقيل اسمها: صفية بنت الحارث بْن خَالِد بْن عمير بْن غبشان الخزاعية، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ.
كان من السابقين الأولين إِلَى الإسلام. أسلم قديمًا، قيل: كان ثاني عشر. وكان من المهاجرين الأولين، وشهد بدرًا ونفله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها سيفًا، واستعمله عَلَى الصدقات، وهو الذي استخفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في داره، وهي في أصل الصفا، والمسلمون معه بمكة لما خافوا المشركين، فلم يزالوا بها حتى كملوا أربعين رجلًا، وكان آخرهم إسلامًا عمر بْن الخطاب فلما كملوا به أربعين خرجوا.
وقال أَبُو عمر: ذكر ابن أَبِي خيثمة أن أبا الأرقم والد الأرقم أسلم أيضًا، وروي من بني مخزوم، وهذا غلط قال: وغلط أَبُو حاتم الرازي وابنه فجعلاه والد عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم، وليس كذلك، فإن عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم زهري، فإنه عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم بْن عبد يغوث بْن وهب بْن عبد مناف بْن زهرة، وكان عَبْد اللَّهِ عَلَى بيت المال لعثمان بْن عفان، رضي اللَّه عنه.
وروى يحيى بْن عمران بْن عثمان بْن عفان بْن الأرقم الأرقمي، عَنْ عمه عَبْد اللَّهِ بْن عثمان، وَعَنْ أهَل بيته عَنْ جده عثمان بْن الأرقم عَنِ الأرقم: أَنَّهُ تجهز يريد البيت المقدس، فلما فرغ من جهازه جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يودعه فقال: ما يخرجك أحاجة أم تجارة؟ قال: لا يا رَسُول اللَّهِ، بأبي أنت وأمي، ولكني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام. قال: فجلس الأرقم» . أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(1/74)


«إِنَّ الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمْعَةِ وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الاثْنَيْنِ، بَعْدَ خُرُوجِ الإِمَامِ كَالْجَارِّ قُصْبَهُ [1] فِي النَّارِ» .
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الأَرْقَمِ: تُوُفِّيَ أَبِي الأَرْقَمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَكَانَ سَعْدٌ بِالْعَقِيقِ، فَقَالَ مَرْوَانُ: يُحْبَسُ [2] صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ لِرَجُلٍ غَائِبٍ؟ وَأَرَادَ الصَّلاةَ عليه، فأبى عبيد الله ابن الأَرْقَمِ ذَلِكَ عَلَى مَرْوَانَ، وَقَامَتْ مَعَهُ بَنُو مَخْزُومٍ، وَوَقَعَ بَيْنَهُمْ كَلامٌ، ثُمَّ جَاءَ سَعْدٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ أَنَّهُ تُوُفِّيَ يَوْمَ مَاتَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. وَالأَوَّلُ أصح. ودفن بالبقيع.
أخرجه ثلاثتهم.
71- الأرقم بن جفينة
(د ع) الأرقم بْن جفينة التجيبي. من بني نصر بْن معاوية شهد فتح مصر، له ذكر وعقب بمصر. قاله ابن منده، ورواه عَنْ أَبِي سَعِيد بْن يونس، عداده في الصحابة، روى حديثه ابن لهيعة عَنْ يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بْن الأرقم بْن جفينة، عَنْ أبيه أَنَّهُ تخاصم إِلَى عمر هو وابنه.
قال أَبُو نعيم: لم يذكره أحد من المتقدمين وذكره بعض المتأخرين، يعني: ابْنُ منده، ولم يخرج له شيئا، وأحال به عَلَى أَبِي سَعِيد بْن عبد الأعلى، وذكر أَنَّهُ ممن شهد فتح مصر، لا يعرف له اسم ولا ذكر في حديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
72- الأرقم النخعي
(س) الأرقم النخعي، واسمه أوس بْن جهيش بْن يَزِيدَ النخعي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ إِذْنًا، عَنْ كِتَابِ أبى أحمد العطار، وحدثنا عمر ابن أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ الْقَابُوسِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ النَّخَعِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ قيس بن كعب أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّخَعِ أَخُوهُ أَرْطَاةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ شَرَاحِيلَ وَالأَرْقَمُ، وَاسْمُهُ: أَوْسُ بْنُ جُهَيْشِ بْنِ يَزِيدَ، وَكَانَا مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهِمَا وَأَنْظَفِهِ، فَدَعَاهُمَا إِلَى الإِسْلامِ، فَأَسْلَمَا، وَأُعْجِبَ بِمَا رَأَى مِنْهُمَا، فَقَالَ: «هل خلفتما من ورائكما مثلكما؟ قالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَلَّفْنَا مِنْ قَوْمِنَا سَبْعِينَ، مَا يُشْرِكُونَا فِي الأَمْرِ إِذَا كَانَ، فدعا لهما يخير، وَكَتَبَ لأَرْطَاةَ كِتَابًا وَعَقَدَ لَهَا لِوَاءً، وَشَهِدَ بِذَلِكَ اللِّوَاءِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، فَقُتِلَ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَخُوهُ زَيْدٌ، فَقُتِلَ. ثُمَّ أَخَذَهُ أَخُوهُ قَيْسُ بْنُ كَعْبٍ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «اللَّهمّ بَارِكْ في النخع، ودعا لهم بخير» .
__________
[1] القصب: المعى، وجمعه: أقصاب.
[2] الاستيعاب 132: أيحبس، بهمزة الاستفهام.

(1/75)


قال ابن عائش: وحدثني أَبِي، عَنْ زرارة، عَنْ قيس بْن كعب أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وكتب له كتابًا ودعا له فيه. ذكره أَبُو موسى فيما فات ابن منده هكذا، وقد نسبه ابن حبيب عَنِ ابن الكلبي، ولم يسم الأرقم أوسا، إنما قال: فولد بكر، يعنى بن عوف بن النخع، مالكا والشيطان ومرسوعا منهم الأرقم وهو جهيش بْن يَزِيدَ بْن مَالِك بْن عَبْد اللَّهِ بْن نسي بْن ياسر بْن جشم بْن مالك بْن بكر الوافد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويقوي هذا أن ابن منده قد ذكر جهيش بْن أوس النخعي، وسيرد في بابه، إن شاء اللَّه تعالى، أخرجه أَبُو موسى.
73- أرمى بن أصحمة
(س) أرمى بْن أصحمة النجاشي بْن بحر.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة قال: قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن يسار: النجاشي أصحمة وهو بالعربية:
عطية، وَإِنما النجاشي اسم الملك كقولك: كسرى قال: وذكر الإمام أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل: يعني ابن مُحَمَّد بْن الفضل شيخه، رحمة اللَّه عليه، في المغازي عمن ذكر أن السنة السابعة كتب فيها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكتب إِلَى الملوك، وبعث إليهم الرسل، يدعوهم إِلَى اللَّه عز وجل، فقيل: إنهم لا يقرءون كتابًا إلا بخاتم، فاتخذ خاتمًا من فضة نقش فيه: «مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ» يختم به الصحف، وبعث عمرو بْن أمية الضمري إِلَى النجاشي أصحمة بْن بحر، كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«سلم أنت، فانى أحمد إليك اللَّه الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، وأشهد أن عِيسَى روح اللَّه، وكلمته ألقاها إِلَى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه من روحه، وخلقه كما خلق آدم بيده ونفخه، وَإِني أدعوك إِلَى اللَّه تعالى، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرًا ومن معه من المسلمين، فدع التجبر واقبل نصحي، والسلام عَلَى من اتبع الهدى» . فقرأ النجاشي الكتاب وكتب جوابه:
«بسم اللَّه الرحمن الرحيم. سلام عليك يا نبي اللَّه ورحمته وبركاته الذي لا إله إلا هو، الذي هداني إِلَى الإسلام. أما بعد، فقد أتاني كتابك فيما ذكرت من أمر عيسى، فو ربّ السماء والأرض إن عِيسَى لا يزيد عَلَى ما قلت ثفروقًا [1] ، وَإِنه كما قلت، ولقد عرفنا ما بعثت به إلينا، ولقد قربنا ابن عمك وأصحابه، وأشهد أنك رَسُول اللَّهِ صادقًا مصدوقًا، وقد بايعتك، وبايعت ابن عمك، وأسلمت عَلَى يديه للَّه رب العالمين، وبعثت إليك بابني أرمى بْن الأصحم، فإني لا أملك إلا نفسي، وَإِن شئت أن آتيك يا رَسُول اللَّهِ فعلت، فإني أشهد أن ما تقوله حق، والسلام عليك يا رَسُول اللَّهِ» .
فخرج ابنه في ستين نفسًا من الحبشة في سفينة في البحر، فلما توسطوا البحر غرقوا كلهم.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] الثفروق: قمع التمرة وما يلتزق به.

(1/76)


باب الهمزة مع الزاى وما يثلثهما
74- أزادمرد مرد
(د ع) أزاذمرد. بعد الألف زاي، هو ابن هرمز الفارسي، من أساورة كسرى.
أدرك أيام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره.
روى حديثه عكرمة بْن إِبْرَاهِيم الأزدي، عَنْ جرير بْن يَزِيدَ بْن جرير البجلي، عَنْ أبيه، عَنْ جده، جرير بن عبد الله، عن أزادمرد قال:
«بينما أنا عَلَى باب كسرى ننتظر الإذن، فأبطأ علينا الإذن واشتد الحر، وضجرنا، فقال رجل من القوم: لا حول ولا قوة إلا باللَّه ما شاء اللَّه كان، وما لم يشأ لم يكن، فقال رجل من القوم:
تدري ما قلت؟ قال: نعم. إن اللَّه عز وجل يفرج عَنْ صاحبها. ثم ذكر حديثًا طويلًا في أن بعض الجن شاركه في زوجته وأنه كان يتشبه به، وأنه صعد به إِلَى السماء يسترق السمع، فبلغا السماء الدنيا، فسمعا صوتًا من السماء: لا حول ولا قوة إلا باللَّه، ما شاء اللَّه كان وما لم يشأ لم يكن، فسقطا ثم حمله الجني إِلَى بيته، ثم إن الجني عاد إِلَى امرأة الفارسي، فقال الفارسي: «لا حول ولا قوة إلا باللَّه ما شاء اللَّه كان وما لم يشأ لم يكن» فلم يزل الجني يحترق حتى صار رمادًا» .
وقد رواه سليمان بْن إِبْرَاهِيم بْن جرير عَنْ أبيه عَنْ جده جرير بْن عَبْد اللَّهِ قال:
«كنت بالقادسية فسمعني فارسي وأنا أقول: «لا حول ولا قوة إلا باللَّه، لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، فقال: لقد سمعت هذا الكلام من السماء» وذكر الحديث بطوله، ولم يذكر أزاذمرد.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
75- أزداذ
(د ع) أزداذ وقيل: يزداد بْن عِيسَى، قال البخاري: هو مرسل لا صحبة له، وقال غيره:
له صحبة.
روى زكريا بْن إِسْحَاق، عَنْ عِيسَى بْن أزداد عَنْ أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بال ينتر ذكره ثلاثًا.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
76- أزهر بن حميضة
(ب) أزهر بْن حميضة، في صحبته نظر، روى عَنْ أَبِي بكر الصديق.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
77- أزهر بن عبد عوف
(ب د ع) أزهر بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة القرشي الزُّهْرِيّ عم عبد الرحمن بْن عوف، ووالده عبد الرحمن بْن أزهر الذي يروي عنه ابن شهاب.

(1/77)


روى أَبُو الطفيل عَنِ ابن عباس قال: «امتريت [1] أنا ومحمد بن الحنفية في السقاية، فشهد طلحة ابن عُبَيْدِ اللَّهِ، وعامر بْن ربيعة، وأزهر بْن عبد عوف أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفعها إِلَى العباس يَوْم الفتح» .
وروى عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ أن عمر بْن الخطاب بعث أربعة من قريش، فنصبوا أعلام الحرم:
مخرمة بْن نوفل، وأزهر بْن عبد عوف، وسعيد بْن يربوع وحويطب بن عبد العزى.
أخرجه ثلاثتهم.
78- أزهر بن قيس
(ب س) أزهر بْن قيس أَبُو الْوَلِيد.
روى عنه حريز بْن عثمان، لم يرو عنه غيره، قاله ابن عبد البر: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعوذ من فتنة المغرب.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
79- أزهر بن منقر
(د ب ع) أزهر بْن منقر. من أعراب البصرة، حديثه قال: «رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصليت خلفه، فسمعته يفتتح القراءة بالحمد للَّه رب العالمين ويسلم تسليمتين» .
أخرجه ثلاثتهم.
باب الهمزة والسين وما يثلثهما
80- إساف بن أنمار
(د ع) إساف بْن أنمار وَإِساف بْن نهيك. لهما ذكر في حديث رافع بْن خديج في المزارعة الذي رواه أيوب بْن عتبة عَنْ أَبِي النجاشي، عَنْ رافع، قال: حدثني عمي ظهير أَنَّهُ قال: يا ابن أخي، لقد نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن نكري محاقلنا فسمعه رجل من بني سُلَيْم يقال لَهُ: إساف بْن أنمار، فقال:
لعل ضرارا أن تعيش بئارها ... وتسمع بالريان تعوي ثعالبه [2]
فقال شاعرنا إساف بْن نهيك أو نهيك بْن إساف:
لعل ضرارا أن تعيش بئارها ... وتسمع بالريان تبني مشاربه
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
81- إساف بن نهيك
(د ع) إساف بْن نهيك أو نهيك بْن إساف. له ذكر في الحديث المتقدم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] الامتراء: الاختلاف.
[2] الريان: جبل بنجد يسيل منه الماء، والثعالب: جمع ثعلب، وهو مخرج الماء من الحوض.

(1/78)


82- أسامة بن أخدريّ
(د ب ع) أسامة بْن أخدري الشقري. واسم شقرة: الحارث بْن تميم بْن مر، كذا [1] قال ابن عبد البر.
وقال هشام الكلبي: اسم شقيرة: معاوية بْن الحارث بْن تميم، وَإِنما سمي شقرة ببيت قاله.
وقد أحمل الرمح الأصم كعوبه ... به من دماء الحي كالشقرات
والشقرات: شقائق النعمان، كان النعمان قد حمى أرضًا وأنبته فيها، فنسبت إليه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ أَخْدَرِيٍّ قَالَ: «قَدِمَ الْحِيَّ مِنْ شُقْرَةَ عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم، فيهم رجل ضَخْمٌ اسْمُهُ: أَصْرَمُ قَدِ ابْتَاعَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: سَمِّهِ وَادْعُ لَهُ، قال: ما اسمك؟ قال: أصرم. قال: بل زُرْعَةُ، قَالَ: مَا تُرِيدُهُ؟
قَالَ: أُرِيدُهُ رَاعِيًا، فَقَالَ [2] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصَابِعِهِ وَقَبَضَهَا، وَقَالَ: هُوَ عَاصِمٌ، هُوَ عَاصِمٌ» . وَنَزَلَ أُسَامَةُ بْنُ أَخْدَرِيٍّ الْبَصْرَةَ، وَلَيْسَ لَهُ إِلا هذا الحديث الواحد.
أخرجه ثلاثتهم.
83- أسامة بن خزيم
(ب) أسامة بْن خزيم. روى عَنْ مرة روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق. لا تصح له صحبة.
أخرجه أبو عمر.
84- أسامة بن زيد
(د ب ع) أسامة بْن زيد بْن حارثة بْن شراحيل بْن كعب بْن عبد العزى بْن زيد بْن امرئ القيس بْن عامر بْن النعمان بْن عامر بْن عبد ود [3] ، بْن عوف بْن كنانة، بْن بَكْر، بْن عوف، بْن عذرة، بْن زَيْد اللات، بْن رفيدة، بْن ثور، بْن كلب بْن وبرة الكلبي.
وقد ذكر ابن منده وَأَبُو نعيم في نسبه ابن رفيدة بْن لؤي بْن كلب وهو تصحيف، وَإِنما هو ثور ابن كلب، لا شك فيه.
أمه أم أيمن حاضنة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو وأيمن أخوان لأم. يكنى أسامة: أبا مُحَمَّد، وقيل: أَبُو زيد، وقيل: أبو يزيد، وقيل: أَبُو خارجة، وهو مولى رَسُول اللَّهِ من أبويه، وكان يسمى: حب رَسُول اللَّهِ.
روى ابن عُمَرَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إن أسامة بْن زيد لأحب الناس إلي، أو من أحب الناس إلي، وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم، فاستوصوا به خيرا» .
__________
[1] ينظر الاستيعاب: 78.
[2] أي أشار.
[3] ينظر الاستيعاب: 542.

(1/79)


واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثماني عشرة سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بن مكارم بن أحمد بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ الْمَوْصِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طُوقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حيان، أخبرنا محمد بن إبراهيم ابن عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا مُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ عَنْ شَرِيكٍ، عن ابن عباس عن ذريح عن النهى عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «عَثَرَ أُسَامَةُ بِأَسْكَفَةِ [1] الْبَابِ، فَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمِيطِي [2] عَنْهُ، فَكَأَنِّي تقذرته، فجعل رسول الله يَمُصُّهُ ثُمَّ يَمُجُّهُ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جارية لكسوته وحليته حتى ينقه [3] أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطَرِ الْقَارِيُّ إِجَازَةً، إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن ابن رِزْقَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، أَخْبَرَنَا الرَّمَادِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ، وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ» .
وَلَمَّا فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلنَّاسِ فَرَضَ لأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ خَمْسَةَ آلافٍ. وَفَرَضَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَلْفَيْنِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَضَّلْتُ عَلَيَّ أُسَامَةَ وَقَدْ شَهِدْتُ مَا لَمْ يَشْهَدْ؟: فَقَالَ إِنَّ أُسَامَةَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْكَ، وَأَبُوهُ [كَانَ [4]] أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ أَبِيكَ» .
ولم يبايع عليًا، ولا شهد معه شيئًا من حروبه، وقال له: لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها، ولكنك قد سمعت ما قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قتلت ذلك الرجل الّذي شهد أن لا إله إلا اللَّه» وهو ما أَخْبَرَنَا بِهِ أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن عَلِيِّ بْنِ السَّمِينِ الْبَغْدَادِيُّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْن أسامة بْن مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُهُ، يَعْنِي، كَافِرًا كَانَ قُتِلَ فِي الْمُسْلِمِينَ فِي غَزَاةٍ لَهُمْ، قَالَ: «أَدْرَكْتُهُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا شَهَرْنَا عَلَيْهِ السِّلاحَ قَالَ: «أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَلَمْ نَبْرَحْ عَنْهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَاُه خَبَرَهُ فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ، مَنْ لَكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَقَالَ: مَنْ لَكَ يا أسامة بلا إله إلا الله؟ فو الّذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا زَالَ يُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى وَدَدْتُ أَنَّ مَا مَضَى مِنْ إِسْلامِي لَمْ يَكُنْ، وَأَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ، فَقُلْتُ: «أُعْطِي اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا أَقْتُلَ رَجُلًا يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» . وروى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ صالح بْن كيسان عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ: «رأيت أسامة بْن زيد يصلي عند قبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعي مروان إِلَى جنازة ليصلي عليها، فصلى عليها ثم رجع، وأسامة يصلي عند
__________
[1] الأسكفة: العتبة.
[2] أي: أزيلى ما على وجهه.
[3] نقه: برأ.
[4] عن الاستيعاب: 76.

(1/80)


باب بيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له مروان: إنما أردت أن يرى مكانك فعل اللَّه بك وفعل، وقال قولًا قبيحًا، ثم أدبر، فانصرف أسامة وقال: يا مروان، إنك آذيتني، وَإِنك فاحش متفحش، وَإِني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن اللَّه يبغض الفاحش المتفحش» . وكان أسامة أسود أفطس، وتوفي آخر أيام معاوية سنة ثمان أو تسع وخمسين، وقيل: توفي سنة أربع وخمسين، قال أَبُو عمر: وهو عندي أصح، وقيل: توفي بعد قتل عثمان بالجرف [1] ، وحمل إِلَى المدينة، روى عنه أَبُو عثمان النهدي، وعبد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة وغيرهما.
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قد ذكر ابن منده أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أسامة بْن زيد عَلَى الجيش الذي سيره إِلَى مؤتة في علته التي توفي فيها. وهذا ليس بشيء، فإن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمل عَلَى الجيش الذي سار إِلَى مؤتة أباه زيد بْن حارثة، فقال: إن أصيب فجعفر بْن أَبِي طالب، فإن أصيب فعبد اللَّه بْن رواحة، وأما أسامة، فإن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمله عَلَى جيش وأمره أن يسير إِلَى الشام أيضا، وفيهم عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه، فلما اشتد المرض برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوصى أن يسير جيش أسامة، فساروا بعد موته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليست هذه غزوة مؤتة، والله أعلم.
85- أسامة بن شريك
(د ب ع) أسامة بْن شريك الثعلبي. من بني ثعلبة بْن يربوع، قاله أَبُو نعيم. وقال أَبُو عمر: من بني ثعلبة بْن سعد، ويقال: من ثعلبة بْن بكر بْن وائل، وقال ابن منده: الذبياني الغطفاني أحد بني ثعلبة بْن بكر، عداده في أهل الكوفة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ قَالَ: «سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ شَرِيكٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ، فَجَاءَتْهُ الأَعْرَابُ مِنْ جَوَانِبٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْ أَشْيَاءَ لا بَأْسَ بِهَا. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ فِي كَذَا، عَلَيْنَا مِنْ حَرَجٍ فِي كَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عِبَادَ اللَّهِ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ أَوْ قَالَ: رَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحَرَجَ إِلا مَنِ اقْتَرَضَ [2] أَمْرًا ظُلْمًا، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ. وَرُوِيَ: إِلا مَنِ اقْتَرَضَ مِنْ عَرْضِ أَخِيهِ، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَسَأَلُوهُ عَنِ الدَّوَاءِ فَقَالَ: عِبَادَ اللَّهِ، تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً إِلا الْهِرَمَ، وَسُئِلَ:
مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ؟ قَالَ: خُلُقٌ حَسَنٌ» . رَوَاهُ الأَعْمَشُ وَالثَّوْرِيُّ وَمِسْعَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَغَيْرُهُمْ كُلُّهُمْ عَنْ زِيَادٍ عَنْ أُسَامَةَ، وَخَالَفَهُمْ وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الأَسَدِيِّ، فَقَالَ: عَنْ زِيَادٍ عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.
قلت: قول ابن منده فيه نظر، فإنه إن كان غطفانيًا، فيكون من ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض ابن ريث بْن غطفان، فكيف يكون من ثعلبة بْن بكر بْن وائل، وأولئك من قيس عيلان من مصر، وبكر
__________
[1] الجرف: موضع بينه وبين المدينة ثلاثة أميال.
[2] أي أصاب ونال.

(1/81)


ابن وائل من ربيعة؟ هذا متناقض، وَإِنما الذي قاله أَبُو عمر مستقيم فإنه قد قيل إنه من ذبيان، وقيل من بكر، ولا مطعن عليه، وقول أَبِي نعيم: إنه من ثعلبة ابن يربوع، فليس بشيء، لأنه يكون من تميم، ولم يقله أحد يعول عليه، إنما الصواب أَنَّهُ من ثعلبة بْن سعد، والله أعلم.
86- أسامة بن عمير
(أب ع) أسامة بْن عمير بْن عامر بْن أقيشر، واسم أقيشر: عمير بْن عَبْد الله بن حبيب ابن يسار بْن ناجية بْن عمرو بْن الحارث بْن كبير بْن هند بْن طابخة بْن لحيان بْن هذيل بْن مدركة بْن إلياس ابن مضر الهذلي. ذكره ابن الكلبي، وهو والد أَبِي المليح الهذلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ:
«أَنَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ مَطِيرًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيهِ أَنْ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ» .
رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ مَنْدَهْ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُلَيْحِ، عَنْ أَبِيهِ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُلَيْحِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَوَهِمَ فِيهِ بَعْضُ الْوَاهِمِينَ، يَعْنِي ابْنَ مَنْدَهْ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ فَقَالَ: عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ، وَهُوَ كُوفِيٌّ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدَةَ وَقِيلَ: عُبَادَةُ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَسْعُودٍ الأَصْفَهَانِيُّ فِيمَا أَذِنَ بِإِسْنَادِهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ عَنْ أَبِي الْمُلَيْحِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَثَرَ بَعِيرُنَا، فَقُلْتُ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّهُ يَعْظُمُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: «بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يَصْغُرُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الذُّبَابِ» . أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.
كبير: بالباء الموحدة، وأقيشر: بضم الهمزة، وفتح القاف، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثم شين معجمة وراء.
87- أسامة بن مالك
(س) أسامة بْن مالك أَبُو العشراء الدارمي.
قال الحافظ أَبُو موسى: ذكر عبدان بْن مُحَمَّد المروزي أَنَّهُ من الصحابة، ووهم في ذلك، لأن اسم أَبِي العشراء قد قيل: إنه أسامة مع اختلاف كثير فيه، إلا أن الصحبة لأبيه دونه. وعبدان، وَإِن كان موصوفًا بالحفظ [1] ، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وأثنى عليه، وكتب عنه الطبراني وغيره من الحفاظ [2] ، إلا أن
__________
[1] أي: أصاب ونال.
[2] ينظر العبر للذهبى: 2- 95.

(1/82)


أحدًا لم يسلم من الغلط والخطأ، ومن الذي يدعي ذلك بعد قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إنما أنا بشر أخطئ وأصيب وأنسى كما تنسون» ؟ وقد أورد عبدان في هذه الترجمة الحديث، عَنْ أَبِي العشراء عَنْ أبيه، قال: وذكرنا أحاديثه والاختلاف فيها في موضع مفرد، وإنما أردنا إيراد اسمه هاهنا، لئلا ينظر من لا علم عنده في كتاب عبدان، فيظنه قد سقط علينا.
أخرجه أبو موسى.
88- إسحاق الغنوي
(ع س) إِسْحَاق الغنوي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ «ح» قَالَ أَبُو مُوسَى:
وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الإِخْشِيدِ، وَاللَّفْظُ لِرِوَايَتِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حدثنا أبو خثمة، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا بِشَّارُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ دِينَارٍ الْمُزْنِيَةُ، عَنْ مَوْلاتِهَا أُمِّ إِسْحَاقَ الْغَنَوِيَّةِ أَنَّهَا هَاجَرَتْ مِنْ مَكَّةَ تُرِيدُ الْمَدِينَةَ هِيَ وَأَخُوهَا، حَتَّى إِذَا كَانَتْ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ لَهَا أَخُوهَا:
يَا أُمَّ إِسْحَاقَ، اجْلِسِي حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ، فَآخُذُ نفقة لي نسيها. قالت: إني أخشى عليك الفاسق أن بقتلك، تَعْنِي زَوْجَهَا، فَذَهَبَ أَخُوهَا إِلَى مَكَّةَ وَتَرَكَهَا، فَمَرَّ عَلَيْهَا رَاكِبٌ جَاءَ مِنْ مَكَّةَ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، فَقَالَ: يَا أُمَّ إِسْحَاقَ، مَا يُقْعِدُكِ هَاهُنَا؟ قَالَتْ: أَنْتَظِرُ أَخِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لا إِسْحَاقَ لَكِ، أَدْرَكَهُ الْفَاسِقُ زَوْجُكِ بَعْدَ مَا خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ فَقَتَلَهُ، قَالَتْ: فَقُمْتُ، وأنا أسترجع وأبكى، حتى دخلت المدينة، وبنى اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ زَوْجَتِهِ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ وَهُوَ قَاعِدٌ يَتَوَضَّأُ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي وَأُمِيِّ، قُتِلَ أَخِي إِسْحَاقُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرًا شَدِيدًا وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَغَفَلْتُ عَنْهُ مِنَ النَّظَرِ غَفْلَةً، فَأَخَذَ مِلْءَ كَفِّهِ مَاءٌ فَضَرَبَنِي بِهِ، فَقَالَتْ جَدَّتِي: قَدْ كَانَتْ تُصِيبُهَا الْمُصِيبَاتُ الْعِظَامُ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرَى الدمع يتغرغر على مقليتها، لا يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهَا مِنْهُ شَيْءٌ» .
هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ بَشَّارٍ، رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ وَغَيْرُهُمَا عنه.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
89- إسحاق
(س) إِسْحَاق آخر.
قال أَبُو موسى: ذكره عبدان أيضًا وقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَلَقَبُهُ بَنَّانٌ بَغْدَادِيٌّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزَومِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْحَاقَ صاحب النبي صلى الله عليه وسلم «أن نَبِيَّ اللَّهِ نَهَى عَنْ فَتْحِ التَّمْرَةِ وَقَشْرِ الرطبة» . أخرجه أبو موسى.

(1/83)


90- أسد بن أخى خديجة
(د ب ع) أسد بن أخي خديجة، قاله أَبُو عمر، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: أسد بْن خويلد نسيب خديجة، فعلى هذا يكون أخاها.
وقال ابن منده: روى حديثه سماك عمن سمع أسد بْن خويلد، وحديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يبيع ما ليس عنده.
وذكره العقيلي وقال: في إسناده مقال.
أخرجه ثلاثتهم.
91- أسد بن حارثة
(ب) أسد بْن حارثة العليمي الكلبي، من بني عليم بْن جناب.
قدم عَلَى النَّبِيّ هو وأخوه قطن بْن حارثة في نفر من قومهم، فسألوه الدعاء لقومهم في غيث السماء، وكان متكلمهم وخطيبهم قطن بْن حارثة، وذكر حديثًا فصيحًا كثير الغريب من رواية ابن شهاب عَنْ عروة بْن الزبير، وذكره ابن عبد البر كما ذكرناه.
وقال هشام الكلبي: حارثة وحصن ابنا قطن بن زائر بْن حصن بْن كعب بْن عليم بْن جناب وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيرد ذلك في حارثة، إن شاء اللَّه تعالى، ولم يذكر أسد بْن حارثة.
وقد ذكره ابن عبد البر في حارثة عَلَى الصحيح.
أخرجه أَبُو عمر.
جناب: بالجيم والنون وآخره باء موحدة. حارثة: بالحاء المهملة والثاء المثلثة.
92- أسد بن زرارة
أسد بْن زرارة الأنصاري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ، قَدِمَ عَلَيْنَا إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ بِالْكُوفَةِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، عَنْ غَالِبِ بْنِ مِقْلاصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدِ بْنِ زُرَارَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ انْتَهَى بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ، فِرَاشُهُ مِنْ ذَهَبٍ يَتَلأْلأُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ، أَوْ قَالَ:
فَأَخْبَرَنِي فِي عَلِيٍّ بثلاث خِلالٍ: أَنَّهُ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَقَّيِن، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ [1] » . قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبُ الْمَتْنِ وَالْإِسْنَادِ، لا أَعْلَمُ لأَسَدِ بْنِ زُرَارَةَ فِي الْوَحَدَانِ حَدِيثًا مُسْنَدًا غَيْرَ هَذَا.
قَالَ أَبُو مُوسَى: وَقَدْ وَهِمَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي رِوَايَتِهِ، وَفِي كَلامِهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا هُوَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَةِ مَنْ يُسَمَّى أَسَدًا إِلا أَسَدَ بْنَ خَالِدٍ، قَالَ أَبُو مُوسَى: أخبرنا به أبو سعد ابن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الطِّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابن محمد بن على
__________
[1] في النهاية: «أمتى الغر المحجلون» أي: بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام» .

(1/84)


ابن خَالِدٍ الْمُقْرِيُّ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ هِلالِ بْنِ مِقْلاصٍ بَدَلَ غَالِبٍ وَقَالَ: عبد الله ابن أسعد بن زرارة، وهو الصواب.
93- أسد بن سعية
(د ع) أسد بْن سعية القرظي. يقال فيه: أسد ويقال: أسيد بفتح الهمزة وكسر السين وهو الصحيح.
وقد روى إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابْنِ إِسْحَاق: أسيد بْن سعية بضم الهمزة والفتح أصح.
وقال ابن إِسْحَاق: ثعلبة بْن سعية وأسيد بْن سعية وأسد بْن عبيد، وهم من بني هدل، وليسوا من بني قريظة ولا النضير، نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت في غدها [بنو] [1] قريظة عَلَى حكم سعد بْن معاذ، رضي اللَّه عنه، فمنعوا دماءهم وأموالهم.
سعية بفتح السين وسكون العين المهملتين، وبفتح الياء بنقطتين من تحتها، وآخره هاء.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فأخرجه في أسيد.
94- أسد بن عبيد
(ب د ع) أسد بْن عبيد القرظي اليهودي.
روى سَعِيد بْن جبير وعكرمة عَنِ ابن عباس قال: لما أسلم عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وثعلبة بْن أسيد، وأسد بْن عبيد، ومن أسلم معهم من يهود، فآمنوا وصدقوا ورغبوا فيه، قال أحبار يهود وأهل الكفر:
«ما آمن بمحمد ولا اتبعه إلا شرارنا» فأنزل اللَّه تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ 3: 113 [2] . الآية.
أخرجه ثلاثتهم.
95- أسد بن كرز
(د ب ع) أسد بن كرز بن عامر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد شمس بْن غمغمة بْن جرير بْن شق بْن صعب بْن يشكر بْن رهم بْن أفرك بْن نذير بْن قسر بْن عبقر بْن أنمار بْن إراش بْن عَمْرو بْن الغوث بْن نبت بْن مالك بْن زيد بْن كهلان بْن سبأ البجلي القسري، جد خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ بْن أسد القسري أمير العراق، عداده في أهل الشام، صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأبيه يزيد أيضًا صحبة.
روى عنه مهاجر بْن حبيب، وضمرة بْن حبيب، وحفيده: خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، وأهدى للنبي قوسًا، فأعطاها قتادة بْن النعمان.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، أَنْبَأَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ عَنْ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَدِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ: «أَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبَّ لِنَفْسِكَ» . أَخْرَجَهُ ثلاثتهم.
__________
[1] عن سيرة ابن هشام: 2- 238.
[2] آل عمران: 113.

(1/85)


وقيل فيه: أسيد بزيادة باء وَضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِهَا، وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وغمغمة: بغينين معجمتين، وأفرك: بالفاء والراء وآخره كاف، ونذير: بفتح النون وكسر الذال المعجمة، وآخره راء، وقسر: بالقاف المفتوحة والسين الساكنة، واسمه: مالك.
96- أسعد بن حارثة
(ع س) أسعد بْن حارثة بْن لوذان الأنصاري الساعدي، هكذا ذكره أَبُو نعيم، وأظنه ابن لوذان بْن عبد ود بْن زيد بْن ثعلبة بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأكبر.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين علي بْن طباطبا العلوي، وَأَبُو بكر مُحَمَّد بْن أَبِي قاسم القراني وَأَبُو غالب الكوشيدي، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن ربذة (ح) قَالَ أَبُو مُوسَى: وأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحداد، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم قال: أَخْبَرَنَا سليمان بْن أحمد، أَخْبَرَنَا الحسن بْن هارون، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق المسيبي أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن فليح، عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب في تسمية من استشهد يَوْم الجسر من الأنصار ثم من بني ساعدة: أسعد بْن حارثة بْن لوذان.
وكان الجسر أيام عمر بْن الخطاب.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
حارثة: بالحاء المهملة والثاء المثلثة.
97- أسعد الخير
(د ع) أسعد الخير. سكن الشام. ذكره البخاري في الوحدان، وقيل: إنه أَبُو سعد الخير.
ويشبه أن يكون اسمه أحمد.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم كذا مختصرا.
98- أسعد بن زرارة
(د ب ع) أسعد بْن زرارة بْن عدس بْن عبيد بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار، واسمه تيم اللَّه، وقيل له النجار، لأنه ضرب رجلًا بقدوم فنجره، وقيل غير ذلك، والنجار بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النجاري، ويقال له أسعد الخير وكنيته: أَبُو أمامة.
وهو من أول الأنصار إسلامًا. وكان سبب إسلامه ما ذكره الواقدي أن أسعد بْن زرارة خرج إِلَى مكة هو وذكوان بْن عبد قيس يتنافران إِلَى عتبة بْن ربيعة، فسمعا برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتياه، فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن فأسلما، ولم يقربا عتبة، ورجعا إِلَى المدينة، وكانا أول من قدم بالإسلام إِلَى المدينة.
وقال ابن إِسْحَاق: إن أسعد بْن زرارة إنما أسلم مع النفر الذين سبقوا قومهم إِلَى الإسلام بالعقبة الأولى.

(1/86)


وكان عقبيًا شهد العقبة [1] الأولى والثانية والثالثة وبايع فيها، وكانت البيعة الأولى، وهم ستة نفر أو سبعة، والثانية وهم اثنا عشر رجلًا، والثالثة وهم سبعون رجلًا. وبعضهم لا يسمي بيعة الستة، عقبة، وَإِنما يجعل عقبتين لا غير، وكان أَبُو أمامة أصغرهم، إلا جابر بْن عَبْد اللَّهِ، وكان نقيب بني النجار.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: إنه كان نقيب بني ساعدة، وكان النقباء اثني عشر رجلا: سعد بْن عبادة، وأسعد بْن زرارة، وسعد بْن الربيع، وسعد بْن خيثمة، والمنذر بْن عمرو، وعبد اللَّه بْن رواحة، والبراء بْن معرور، وَأَبُو الهيثم بْن التيهان، وأسيد بْن حضير، وعبد اللَّه بْن عمرو بْن حرام، وعبادة بْن الصامت، ورافع بْن مالك.
ويقال: إن أبا أمامة أول من بايع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة، وقيل غيره، ويرد في موضعه.
وهو أول من صلى الجمعة بالمدينة في هزمة [2] من حرة بني بياضة يقال له: نقيع الخضمات. وكانوا أربعين رجلًا.
ومات أسعد بْن زرارة في السنة الأولى من الهجرة في شوال قبل بدر، لأن بدرًا كانت في رمضان سنة اثنتين، وكان موته بمرض يقال له الذبحة [3] فكواه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده، ومات، والمسجد يبنى، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بئس الميتة لليهود، يقولون أفلا دفع عَنْ صاحبه وما أملك له ولا لنفسي شيئا» . أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قول ابن منده وأبي نعيم: إن أسعد بْن زرارة نقيب بني ساعدة، وهم منهما، إنما هو نقيب قبيلته بنى النجار، ولما مات جاء بنو النجار إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا يا رَسُول اللَّهِ: إن أسعد قد مات وكان نقيبنا، فلو جعلت لنا نقيبًا فقال: أنتم أخوالي وأنا نقيبكم فكانت هذه فضيلة لبني النجار. وكان نقيب بني ساعدة سعد بْن عبادة، لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجعل نقيب كل قبيلة منهم، ولا شك أن أبا نعيم تبع ابن منده في وهمه. والله أعلم.
99- أسعد بن سلامة
(س ع) أسعد بْن سلامة الأشهلي الأنصاري.
استشهد يَوْم الجسر، أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى، ورويا بالإسناد المذكور في أسعد بْن حارثة عَنِ ابن شهاب أَنَّهُ قتل يَوْم الجسر، جسر أَبِي عبيدة، وذكره هشام بْن الكلبي سعد بغير ألف بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بْن زعورا بْن عبد الأشهل، وقال: إنه قتل يَوْم الجسر، وقد أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم وَأَبُو عمر في حرف السين، في سعد، وهذا مما يقوى قول ابن الكلبي، والله أعلم.
100- أسعد بن سهل
(ب د ع) أسعد بْن سهل بْن حنيف، ويذكر باقي نسبه عند أبيه، إن شاء اللَّه.
ولد في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل وفاته بعامين، وأتى به أبوه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكه، وسماه باسم جده لأمه أسعد بْن زرارة، وكناه بكنيته، وهو أحد الأئمة العلماء.
__________
[1] ينظر سيرة ابن هشام: 1- 431.
[2] ما اطمأن من الأرض.
[3] الذبحة: وجع في الحلق، أو ورم يخنق الرجل فيقتل.

(1/87)


روى عنه محمد وسهل ابناه، والزُّهْرِيّ، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاري، وسعد بْن إِبْرَاهِيم، ولم يرو عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا.
وقال ابن أَبِي داود: صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايعه وبارك عليه وحنكه، والأول أصح.
روى سفيان بن عيينة ويونس، ومعمر عن الزهري عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سَهْلِ بْن حُنَيْفٍ قال: رَأَى عامر بْن ربيعة سهل بْن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة، قال: فلبط به [1] ، فأتوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: أدرك سهلا. وذكر الحديث.
أخرجه ثلاثتهم.
101- أسعد بن عبد الله
(ع س) أسعد بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ إِذْنًا، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الحاكم [2] أخبرنى جعفر بن لاهز ابن قُرَيْطٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ الْخُزَاعِيِّ، وَهُوَ جَدُّ جَعْفَرٍ أَبُو أُمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَسْعَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ الأَدْيَانِ إِلَى اللَّهِ الْحَنَيفِيَّةُ السَّمَحَةُ، وَإِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي لا يَقُولُونَ لِلظَّالِمِ: أَنْتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ [3] . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قُلْتُ: فِي هَذَا الإِسْنَادِ عِنْدِي نَظَرٌ، لأَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ كَثِيرٍ هُوَ مِنْ نُقَبَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ، قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، فَكَيْفَ يَلْحَقُ الْحَاكِمُ ابْنَهُ جَعْفرًا حَتَّى يروى عنه. والله أعلم.
102- أسعد بن عطية
(د ع) أسعد بْن عطية بْن عبيد بْن بجالة بْن عوف بْن ودم بْن ذبيان بْن هميم بْن ذهل بن هني بْن بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة القضاعي البلوي.
بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيعة الرضوان تحت الشجرة، له ذكر وليست له رواية.
قال ابن منده عَنْ أَبِي سَعِيد بْن يونس: شهد فتح مصر.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
ودم بالدال المهملة.
103- أسعد بن يربوع
(ب) أسعد بْن يربوع الأنصاري الخزرجي الساعدي. قتل يَوْم اليمامة شهيدا. أخرجه أَبُو عمر.
__________
[1] المخبأة: الجارية التي في خدرها لم تتزوج بعد، ولبط به: سقط إلى الأرض.
[2] ينظر الإصابة في نقده لهذا السند.
[3] في النهاية: أي أسلموا إلى ما استحقوه من النكير عليهم، وتركوا وما استحبوه من المعاصي، حتى يكثروا منها فيستوجبوا العقوبة. وهو من المجاز، لأن المعتنى بإصلاح شأن الرجل إذا يئس من صلاحه تركه واستراح من معاناة النصب معه.

(1/88)


وقد ذكر أَبُو عمر أيضًا في أسيد بْن يربوع الساعدي: أَنَّهُ قتل باليمامة، فإن كانا أخوين، وَإِلا فأحدهما تصحيف، وقد ذكره سيف بن عمر: أسعد. والله أعلم.
104- أسعد بن يزيد
(ب ع س) أسعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه بْن يَزِيدَ بْن خلدة بْن عامر بْن زريق بْن عبد حارثة بْن مالك بْن غضب بْن جشم بْن الخزرج، قاله أَبُو عمر، وهشام الكلبي.
وقال الكلبي وموسى بْن عقبة: إنه شهد بدرًا، ولم يذكره ابن إِسْحَاق فيهم.
وقال أَبُو نعيم: أسعد بْن يَزِيدَ الأنصاري، وقيل: ابن زيد، وروي عَنِ ابن شهاب في تسمية من شهد بدرًا من الأنصار ثم من بني النجار، ثم من بني زريق: أسعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر وَأَبُو موسى.
قلت: في قول أَبِي نعيم نظر، فإن زريقا ليس من بطون النجار، فإن النجار هو ابن ثعلبة بْن عمرو بْن الخزرج، وزريق هو ابن عبد حارثة من بني جشم بْن الخزرج فليس بينه وبين النجار ولادة.
وقد قيل فيه: سعد بْن زيد بْن الفاكه، وقيل سعد بْن يَزِيدَ بْن الفاكه، والجميع يرد في مواضعه، إن شاء الله تعالى.
105- أسعر
(د) أسعر، آخره راء وقيل: ابن سعر، وقيل: سعر.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى أَبُو مرارة الجهني، عَنِ ابن سعر، عَنْ أبيه قال: «كنت بناحية مكة في غنم لي، فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: مرحبًا بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تريد؟ قال صدقة مالك، قال:
فجئت بشاة ماخض [1] خير ما وجدته، فلما رآها قال: ليس حقنا في هذه، حقنا في الثنية [2] ، والجذع» . أخرجه هاهنا ابن منده، وأما أَبُو نعيم وَأَبُو عمر فأخرجاه في سعر.
106- الأسفع البكري
(ع س) الأسفع البكري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (حَ) قَالَ أَبُو مُوسَى وأخبرنا ابن طباطبا والكوشيدي وَالْقَرَانِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَبَذَةَ قَالا: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ القراطيسي، أخبرنا يعقوب بن أبى عباد الكي، أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ مَوْلَى ابْنِ الأَسْفَعِ، رَجُلٌ صِدْقٌ، أَخْبَرَهُ عَنْ الأَسْفَعِ الْبَكْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُمْ فِي صِفَةِ الْمُهَاجِرِينَ، فَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ: أَيُّ آَيَةٍ فِي الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ 2: 255 [3] حَتَّى انْقَضَتْ الآيَةُ كَذَا ذَكَرَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نعيم، وأبو زكريا بن مندة.
__________
[1] هي الشاة التي دنا نتاجها.
[2] الثنية من الغنم ما دخل في السنة الثالثة والجذع من الضأن ما تمت له سنة.
[3] البقرة: 255.

(1/89)


وَكَذَا أَوْرَدَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ فِي تَارِيخِهِ وَرَوَى حَدِيثَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ فِي جَمَاعَةِ الْمُهَاجِرِينَ.
وَأَوْرَدَهُ عَبْدَانُ عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مَوْلَى الأَسْفَعِ عَنِ ابْنِ الأَسْفَعِ وَقَالَ أَيْضًا فِي صفة المهاجرين.
أورده أبو نعيم وَأَبُو مُوسَى.
قال الأمير أَبُو نصر: الأسفع بالفاء هو البكري، يختلف فيه، يقال: له صحبة، ويقال: ابن الأسفع.
107- الأسقع بْن شريح
الأسقع بْن شريح بْن صريم بْن عَمْرو بْن رياح، بْن عوف، بْن عميرة، بْن الهون بن أعجب ابن قدامة، بْن حزم.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم. قاله الطبري.
وقال ابن ماكولا مثله، وقال في باب: رياح بكسر الراء، والياء تحتها نقطتان، وذكره.
108- أسقف نجران
(س) أسقف نجران.
قال أَبُو موسى: لا أدري أسلم أم لا.
روى صلة بْن زفر، عَنْ عَبْد اللَّهِ قال: «إن أسقف نجران جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ابعث معي رجلا أمينا حق أمين، فقال النَّبِيّ: لأبعثن معك رجلا أمينًا حق أمين، فاستشرف [1] لها أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النَّبِيّ لأبي عبيدة بْن الجراح: اذهب معه. قلت: قول أَبِي موسى أسقف نجران، فجعله اسمًا عجيب، فإنه ليس باسم، وإنما هو منزلة من من منازل النصرانية، كالشماس والقس والمطران والبترك، والأسقف، واسمه أَبُو حارثة [2] بْن علقمة، أحد بني بكر بْن وائل، ولم يسلم. ذكر ذلك ابن إسحاق.
109- أسلع بن الأسقع
(ب) أسلع بْن الأسقع الأعرابي. لَهُ صحبة. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التيمم «ضربة للوجه، وضربة لليدين إِلَى المرفقين» ، قال أَبُو عمر: لا أعلم له غير هذا الحديث، لم يرو عنه غير الربيع ابن بدر المعروف بعليلة بْن بدر، عَنْ أخيه، وفيه نظر.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] الاستشراف: التطلع.
[2] في المطبوعة: أبو حارث. ينظر سيرة ابن هشام: 1- 573.

(1/90)


110- أسلع بن شريك
(ب د ع) أسلع بْن شريك بْن عوف الأعوجي التميمي خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحب راحلته. نزل البصرة، روى عنه زريق المالكي المدلجي عَنِ النَّبِيّ، وفيه نظر، وكان مؤاخيًا لأبي موسى.
روى العلاء بْن أَبِي سوية [1] ، عَنِ الهيثم بْن زريق المالكي، عَنْ أبيه عَنِ الأسلع بْن شريك قال: «كنت أرحل ناقة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأصابتني جنابة في ليلة باردة، فخشيت أن أغتسل بالماء البارد، فأموت أو أمرض، فكرهت أن أرحل له، وأنا جنب، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، أصابتني جنابة، فقال:
تيمم يا أسلع، فقلت: كيف؟ فضرب بيده الأرض ضربتين: ضربة للوجه، وضربة لليدين إِلَى المرفقين» قاله: أَبُو أحمد العسكري. أخرجه ثلاثتهم.
111- أسلم بن أوس
أسلم، بالميم، بن أوس بْن بجرة بْن الحارث بْن غيان بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة ابن كعب بْن الخزرج بْن حارثة بْن ثعلبة الأنصاري الخزرجي الساعدي.
قال ابن ماكولا: شهد أحدًا، وقال هشام الكلبي: هو الذي منعهم أن يدفنوا عثمان بالبقيع، فدفنوه في حش كوكب [2] ، والحش: النخل.
بجرة: بفتح الباء وسكون الجيم، وغيان: بالغين المعجمة والياء، تحتها نقطتان وأخره نون.
قاله الأمير أبو نصر.
112- أسلم بن بجرة
(ب د ع) أسلم بْن بجرة الأنصاري الخزرجي:
ولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسارى قريظة. روى إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ أسلم بْن بجرة، عَنْ أبيه عَنْ جده، قال: «جعلني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أسارى بني قريظة، فكنت انظر إلى فرج الغلام، فإذا رأيته قد أنبت ضربت عنقه» .
قال أَبُو عمر: إسناد حديثه لا يدور إلا عَلَى إِسْحَاق بْن أَبِي فروة، ولم يصح عندي نسب أسلم بْن بجرة هذا، وفي صحبته [3] نظر.
قلت: قد روي عَنْ غير إِسْحَاق، رواه الزبير بْن بكار، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عمرو الفهري، عَنْ محمد ابن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّدِ بْنِ أسلم عَنْ أبيه، عَنْ جده، فجعل في الإسناد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [4] عوض مُحَمَّد بْن إِسْحَاق. أخرجه ثلاثتهم.
ولا أعلم: هل هذا والذي قبله أسلم بْن أوس بْن بجرة واحد أو اثنان؟ ويكون في هذه الترجمة قد نسب إِلَى جده، وما أقرب أن يكونا واحدًا، فإنهم كثيرًا ما ينسبون إِلَى الجد، وذكرناه لئلا يراه من يظنه غير الأول، والله أعلم.
__________
[1] في المطبوعة: سرية، وينظر المشتبه: 377.
[2] في النهاية: بستان بظاهر المدينة خارج البقيع.
[3] في المطبوعة: صحته، وما أثبته عن مخطوطة الكتاب، وينظر الاستيعاب: 86.
[4] كذا في الأصل والصواب: عوض إسحاق بن فروة.

(1/91)


113- أسلم بن جبيرة
أسلم بْن جبيرة بْن حصين بْن جبيرة بْن حصين بْن النعمان بْن سنان بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي، قاله ابن الكلبي.
وقد ذكر البخاري أسلم بْن الحصين بن جبيرة، وسيأتي ذكره، وأظنهما واحدا.
114- أسلم حادي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
(د ع) أسلم حادي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو رفيق رافع، روى ابن وهب، عَنْ عبد الرحمن بْن زيد ابن أسلم، عَنْ أبيه، عَنْ جده أَنَّهُ قال «ما شعرنا ليلة، ونحن مع عمر، فإذا هو قد رحل رواحلنا، وأخذ راحلته، فرحلها، فلما أيقظنا ارتجز:
لا يأخذ الليل عليك بالهم ... والبسن له القميص واعتم
وكن شريك رافع وأسلم ... واخدم القوم لكيما تخدم
فوثبنا إليه، وقد فرغ من رحله ورواحلنا، ولم يرد أن يوقظهم وهم نيام.
قال سَعِيد بْن عبد الرحمن المدني: كان رافع وأسلم حاديين للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
115- أسلم الحبشي
(ب س) أسلم الحبشي الأسود. ذكره أَبُو عمر، فقال: أسلم الحبشي الأسود كان راعيًا ليهودي، يرعى غنمًا له، وكان من حديثه ما أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّ رَاعِيًا أَسْوَدَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ لِبَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ، وَمَعَهُ غَنَمٌ كَانَ فِيهَا أَجِيرًا لِرَجُلٍ مِنْ يَهُودَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ، فَعَرَضَهُ عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُحَقِّرُ أَحَدًا يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ، فَعَرَضَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ الأَسْوَدُ: كُنْتُ أَجِيرًا لِصَاحِبِ هَذَا الْغَنَمِ، وَهِيَ أَمَانَةٌ عِنْدِي، فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اضْرِبْ [فِي] [1] وُجُوهِهَا، فَإِنَّهَا سَتَرْجِعُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَامَ الأَسْوَدُ فَأَخَذَ حِفْنَةً مِنَ التُّرَابِ، فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهَا، وَقَالَ: ارْجِعِي إِلَى صاحبك فو الله لا أَصْحَبُكِ، فَرَجَعَتْ مُجَتْمِعَةً كَأَنَّ سَائِقًا يَسُوقُهَا، حَتَّى دَخَلَتِ الْحِصْنَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ الأَسْوَدُ إِلَى ذَلِكَ الْحِصْنِ لِيُقَاتِلَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَصَابَهُ حَجَرٌ فَقَتَلَهُ، وَمَا صَلَّى صَلاةً قَطُّ، فَأُتِيَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ، فَوُضِعَ خَلْفَهُ، وَسُجِّيَ بِشَمْلَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ، وَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ أَعْرَضَ إِعْرَاضًا سَرِيعًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَرَضْتَ عَنْهُ: قَالَ: إِنَّ مَعَهُ لِزَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ» . وَقَدِ اسْتَدْرَكَ أَبُو مُوسَى الرَّاعِي الأَسْوَدَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَذَكَرَ عَبْدَانُ الأَسْوَدَ، وَأَعَادَهُ فِي أَسْلَمَ، وَالأَسْوَدُ صِفَةٌ لَهُ، وَأَسْلَمُ اسْمُهُ. وَذَكَرَ إِسْنَادَ عَبْدَانَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ يسار أن راعيا أسود أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مُحَاصِرٌ لِبَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ. وَذَكَرَ نَحْوَ مَا تقدم.
__________
[1] عن سيرة ابن هشام: 1- 345.

(1/92)


فَأَمَّا اسْتِدْرَاكُ أَبِي مُوسَى عَلَى ابْنِ مَنْدَهْ، فَلا وَجْهَ لَهُ، فَإِنَّ ابْنَ مَنْدَهْ قَدْ ذَكَرَهُ، وَأَنَّهُ قُتِلَ بِخَيْبَرَ، وَإِنْ كَانَ قَدْ وَهِمَ فِي أَنْ كَنَّاهُ أَبَا سَلَمَى، وَرَوَى عَنْهُ الْحَدِيثَ، فَقَدْ أَتَى بِذِكْرِهِ وَتَرْجَمَ عَلَيْهِ، وَالَّذِي أَظُنُّهُ أَنَّ أَبَا مُوسَى حَيْثُ رَأَى أَبَا نُعَيْمٍ قَدْ نَسَبَ ابْنَ مَنْدَهْ إِلَى الْوَهْمِ، ظَنَّ أَنَّ التَّرْجَمَةَ كُلَّهَا خَطَأٌ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا أَخْطَأَ فِي الْبَعْضِ، وَأَصَابَ فِي الْبَاقِي، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ فِي التَّرْجَمَةِ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ وأبو موسى.
116- أسلم الراعي
(د ع) أسلم الراعي الأسود.
قال ابن منده: أسلم الراعي الأسود، يكنى أبا سلمى، استشهد بخيبر، روى حديثه أَبُو سلام، عَنْ أَبِي سلمى الراعي، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: بخ بخ لخمس ما أثقلهن فِي الميزان» . قال أَبُو نعيم: أَبُو سلمى راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زعم بعض الواهمين أن اسمه أسلم، وَإِنما اسمه حريث، وادعى أَنَّهُ استشهد بخيبر، وهو وهم آخر، وذكر الحديث الذي رواه ابن منده أن رَسُول اللَّهِ قَالَ: «بخ بخ لخمس ما أثقلهن فِي الميزان: لا إله إلا اللَّه، والله أكبر، وسبحان اللَّه، والحمد للَّه، والولد الصالح يتوفى للرجل المسلم فيحتسبه» . قال أَبُو نعيم: المستشهد بخيبر لا يروي عنه أَبُو سلام فيقول: حدثنا، فلو قال عَنْ أَبِي سلمى لكان مرسلًا.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
117- أسلم بن الحصين
(د ع) أسلم بْن الحصين بْن جبيرة بْن النعمان بْن سنان، ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة ولم يذكر لَهُ حديثًا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أسلم بْن جبيرة، وأظنهما واحدا والله أعلم.
118- أسلم أبو رافع
(ب د ع) أسلم أَبُو رافع مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
غلبت عليه كنيته، واختلف في اسمه، فقال ابن المديني: اسمه أسلم، ومثله قال ابن نمير، وقيل:
هرمز، وقيل: إِبْرَاهِيم، وقد تقدم في إِبْرَاهِيم.
وهو قبطي، كان للعباس فوهبه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: كان مولى لسعيد بْن العاص فورثه بنوه، وهم ثمانية، فأعتقوه كلهم إلا خالدًا، فإنه تمسك بنصيبه منه، فكلمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليعتق نصيبه، أو يبيعه، أو يهبه منه، فلم يفعل، ثم وهبه رَسُول اللَّهِ فأعتقه، وقيل: أعتق منهم ثلاثة، فأتى أَبُو رافع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستعينه عَلَى من لم يعتق، فكلمهم فيه رَسُول اللَّهِ، فوهبوه له، فأعتقه. وهذا اختلاف، والصحيح: أَنَّهُ كان للعباس عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوهبه للنبي فأعتقه، فكان أَبُو رافع يقول: «أنا مولى رَسُول اللَّهِ» ، وبقي عقبه أشراف المدينة.

(1/93)


وزوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولاته سلمى، فولدت له عُبَيْد اللَّهِ بْن أبى رافع، وكانت سلمى قابلة إبراهيم بن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم، وشهدت معه خيبر، وكان عُبَيْد اللَّهِ خازنًا لعلي بْن أَبِي طالب، وكاتبًا له أيام خلافته.
وشهد أَبُو رافع أحدًا، والخندق، وما بعدهما من الشاهد، ولم يشهد بدرًا، لأنه كان بمكة، وقصته مع أَبِي لهب لما ورد خبر بدر إِلَى مكة مشهورة.
روى عنه ابناه عُبَيْد اللَّهِ والحسن، وعطاء بْن يسار.
وقد اختلفوا في وقت وفاته، فقيل مات قبل عثمان، وقيل: مات في خلافة على.
أخرجه ثلاثهم، ويرد في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
119- أسلم بن سليم
(د ع) أسلم بْن سليم، عم خنساء بنت معاوية بْن سليم الصريمية. وهم ثلاثة إخوة.
الحارث، ومعاوية، وأسلم. ذكره ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: زعم بعض المتأخرين، يعني ابن منده، أن اسمه أسلم، ولا يصح، وأخرج له حديث عوف الأعرابي، عَنْ خنساء بنت معاوية، عَنْ عمها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «النَّبِيّ في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءودة في الجنة» وبعض الرواة يقول: حدثتني عمتي، أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
120- أسلم مولى عمر
(د ع) أسلم، مولى عمر بْن الخطاب، من سبي اليمن. أَدْرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق:
بعث أَبُو بكر الصديق عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنهما، سنة إحدى عشرة، فأقام للناس الحج:
وابتاع فيها أسلم، قال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، وهو من الحبشة، قال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن زَيْدِ بْن أَسْلَمَ عَنْ أبيه: أن أباه أسلم.
روى عبد المنعم بْن بشير بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن زَيْدِ بْن أَسْلَمَ، عَنْ أبيه عَنْ جده أَنَّهُ سافر مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرتين، وعبد المنعم لا يعرف.
وقال أَبُو عبيد الْقَاسِم بْن سلام: مات أسلم سنة ثمانين، وقيل: مات وهو ابن مائة سنة وأربع عشرة سنة، وصلى عليه مروان بْن الحكم. وهذا يناقض الأول، فإن مروان مات سنة أربع وستين، وكان قد عزل قبل ذلك عَنِ المدينة، وروى عَنْ أسلم ابنه زيد، ومسلم بْن جُنْدَبٍ، ونافع مولى ابْنِ عُمَرَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.

(1/94)


121- أسلم بن عميرة
(ب) أسلم بْن عميرة بْن أمية بْن عامر بْن جشم بْن حارثة الأنصاري الْحَارِثِيّ شهد أحدًا، قاله الطبراني.
أخرجه أَبُو عمر.
عميرة: بفتح العين.
122- أسلم
(س) أسلم آخر، ذكره أَبُو موسى فقال: قاله عبدان المروزي: وقال: لا أعلم ذكره ولا نسبه إلا في هذا الحديث، ويمكن أن يريد بأسلم قبيلة وهو أشبه، وقال، يعني عبدان، أَخْبَرَنَا بُنْدَارٌ وَأَبُو مُوسَى، قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِنْهَالِ بْنِ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَسْلَمَ: «صُومُوا هَذَا الْيَوْمَ، قَالُوا: إِنَّا قَدْ أَكَلنَا قَالَ: صُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ» . قَالَ أَبُو مُوسَى: هَذَا حَدِيثٌ مَحْفُوظٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، مَفْهُومٌ مِنْهُ أَنَّ أَسْلَمَ يُرَادُ بِهِ الْقَبِيلَةَ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: قَالُوا قَدْ أَكَلْنَا.
وَقَدْ وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ وَغَيْرِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ إِلَى أَسْلَمَ يَأْمُرُهُمْ بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءِ.
قُلْتُ: وَالصَّحِيحُ قَوْلُ أَبِي مُوسَى. وَمِنَ الْعَجَبِ أَنَّ عَبْدَانَ يُشْتَبَهُ عَلَيْهِ ذَلِكَ مَعَ ظُهُورِهِ، وَلَوْلا أَنَّنَا شَرَطْنَا أَنَّنَا لا نَتْرُكُ تَرْجَمَةً أَخْرَجُوهَا، لَتَرَكْنَا هَذِهِ وأشباهها.
أخرجه أبو موسى.
123- أسماء بن حارثة
(ب د ع) أسماء بْن حارثة بْن هند بْن عَبْد اللَّهِ بْن غياث بْن سعد بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن ثعلبة بْن مالك بْن أفصى. قاله أَبُو عمر، وقيل في نسبه غير ذلك. قال ابن الكلبي: أسماء بن حارثة ابن سَعِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن غياث بْن سعد بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن ثعلبة بْن مالك، ومالك بْن أفصى هو أخو أسلم، وكثيرا يضاف ابنا مالك إِلَى أسلم، فيقال: أسلمي، يكنى أسماء: أبا هند.
له صحبة، وكان هو وأخوه هند من أهل الصفة قَالَ أَبُو هريرة: «ما كنت أرى أسماء وهندا ابني حارثة إلا خادمين لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طول ملازمتهما بابه، وخدمتهما له» .
وأسماء هو الذي بعثه رَسُول اللَّهِ يَوْم عاشوراء إِلَى قومه فقال: مر قومك بصيام عاشوراء، فقال:
أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال: فليتموا» . وتوفي سنة ست وستين بالبصرة، وهو ابن ثمانين سنة، قاله مُحَمَّد بْن سعد عَنِ الواقدي، قال مُحَمَّد بْن سعد: وسمعت غير الواقدي يقول: توفي بالبصرة أيام معاوية، في إمارة زياد، وكانت وفاة زياد سنة ثلاث وخمسين.
أخرجه ثلاثتهم.
حارثة: بالحاء المهملة والثاء المثلثة، وغياث: بالغين المعجمة والثاء المثلثة.

(1/95)


124- أسماء بن ربان
(ب) أسماء بْن ربان بْن معاوية بْن مالك بْن سلي، وهو الحارث بْن رفاعة بن عذرة ابن عدي بْن شميس بْن طرود بْن قدامة بْن جرم بْن ربان الجرمي، وهو الذي خاصم بني عقيل إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العقيق الذي في أرض بني عامر بْن صعصعة، وليس الذي بالمدينة، فقضى به لجرم، وهو القائل:
وَإِني أخو جرم كما قد علمتم ... إذا اجتمعت عند النَّبِيّ المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه ... فإني بما قال النَّبِيّ لقانع
أخرجه أَبُو عمر.
جرم: بالجيم والراء، وربان: بالراء والباء الموحدة، وآخره نون.
125- إسماعيل بن أبى حكيم
(د ع) إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حكيم المزني، أحد بني فضيل.
روى عَبْد اللَّهِ بْن سلمة إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حكيم عَنِ ابن شهاب، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حكيم المزني، ثم أحد بني فضيل، قال: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن اللَّه، عز وجل، ليسمع قراءة:
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا 98: 1 [1] ، فيقول: «أبشر عبدي فو عزّتى لأمكنن لك في الجنة حتى ترضى» .
قال أَبُو نعيم: كذا رواه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الجعفي عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سلمة، وهو عندي إسناد منقطع، لم يذكر أحد من الأئمة إِسْمَاعِيل في الصحابة، وقال ابن منده: هذا حديث منكر. أخرجه البخاري في الأفراد، ولا أعرف لَهُ رؤية ولا صحبة.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وأبو نعيم.
126- إسماعيل
(د ع) إِسْمَاعِيل. رجل من الصحابة، نزل البصرة، إن كان محفوظًا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الأَصْفَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ- وَأَنَا حَاضِرٌ- أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «جَاءَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى أَبِي، فَقَالَ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» فَقَالَ الشَّيْخُ: أَنْتَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، فَقَالَ الشَّيْخُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا قُلْتَ، وَلَمْ يُوَافِقْنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ. رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَزَائِدَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدٌ مِنْهُمُ الرَّجُلَ، وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُوَن عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، فَقَالَ فِيهِ: فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ:
إِسْمَاعِيلُ وَلَمْ يُتَابِعْ عَلَيْهِ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وأبو نعيم.
__________
[1] البينة: 1.

(1/96)


رويبة: بضم الراء وفتح الواو.
127- إسماعيل الزيدي
(س) إِسْمَاعِيل الزيدي. ذكره أَبُو مُوسَى مستدركًا عَلَى ابْن منده وقَالَ: إن صح.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن أحمد ابن عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الدِّيْبَقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هارون من ولد حاطب بن أَبِي بَلْتَعَةَ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ إِسْمَاعِيلَ الزَّيْدِيُّ، مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «خَرَجْنَا جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ غَدَاةً مِنَ الْغَدَوَاتِ، مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وَقَفْنَا فِي مَجْمَعِ طُرُقٍ، فَطَلَعَ أَعْرَابِيٌّ يَجُرُّ عِظَامَ بَعِيرٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لَهُ: أَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى إِلَيْكَ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فِي فَضْلِ الصلاة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو مُوسَى: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدٍ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ: لا أَعْلَمُ لَهُ إِدْرَاكًا لِلنَّبِيِّ، وَيَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قُلْتُ: هَذَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ تَابِعِيٌّ، وَلا اعْتِبَارَ بِإِرْسَالِهِ هَذَا الْحَدِيثَ فَإِنَّ التَّابِعِينَ لَمْ يَزَالُوا يَرْوُونَ الْمَرَاسِيلَ، وَمِمَّا يُقَوِّي أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّ أَبَاهُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ اسْتُصْغِرَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَتْ سَنَةَ ثَلاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فَمَنْ يَكُونُ عُمْرُهُ كَذَا كَيْفَ يَقُولُ وَلَدُهُ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَهَذَا إِنَّمَا يَقُولُهُ رَجُلٌ. وَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا كَتَبَ زَيْدٌ الْمُصْحَفَ: لَقَدْ أَسْلَمْتُ وَإِنَّهُ فِي صُلْبِ رَجُلٍ كَافِرٍ» وَهَذَا أَيْضًا يَدُلُّ عَلَى حَدَاثَةِ سِنِّهِ عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه أبو موسى.
128- أسمر بن ساعد
(د ع) أسمر بْن ساعد بْن هلواث المازني. مجهول، في إسناد حديثه نظر، روى أسمر ابن ساعد بْن هلواث قال: «وفدت أنا وأبي ساعد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: إن أبانا شيخ كبير، يعني هلواثًا، وقد سمع بك، وآمن بك، وليس به نهوض، وقد وجه إليك بلطف [1] الأعراب، فقبل منه الهدية، ودعا له ولوالده.
وهذا غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
129- أسمر بن مضرس
(ب د ع) أسمر بن مضرّ س الطائي.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ علي بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتِانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشَّارٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْجَنُوبِ بِنْتُ نُمَيْلَةَ، عَنْ أُمِّهِاَ سُوْيَدَةَ بنت
__________
[1] اللطف: الهدية والقليل من الطعام.

(1/97)


جَابِرٍ، عَنْ أُمِّهَا عَقِيلَةَ بِنْتِ أَسْمَرَ بْنِ مُضَرِّسٍ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ سَبَقَ إِلَى مَا لَمْ يَسْبِقْ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ فَهُوَ لَهُ» يُقَالُ: هُوَ أَخُو عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ، رَوَتْ عَنْهُ ابْنَتُهُ عَقِيلَةُ، وَكِلاهُمَا أَعْرَابِيَّانِ. قَالَهُ أَبُو عُمَرَ.
وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ: هُوَ أَسْمَرُ بْنُ أَبْيَضَ بْنِ مُضَرِّسٍ. وَذَكَرَا الْحَدِيثَ، وَلَمْ يَقُولا هُوَ أَخُو عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: هُوَ مِنْ أَعْرَابِ الْبَصْرَةِ.
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ.
عقيلة: بفتح العين المهملة وكسر القاف، ونميلة بضم النون.
130- الأسود بن أبيض
(س) الأسود بْن أبيض، قاله أَبُو موسى وحده فيما استدركه عَلَى ابن منده عَنْ عبدان، فقال عَنْ موسى بْن عقبة عَنِ ابن شهاب، عَنْ عبد الرحمن بْن كعب بْن مالك الأنصاري السلمي ورجال من أهله قَالُوا: بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ بْن عتيك، وعبد اللَّه بْن أنيس، ومسعود بْن سنان بْن الأسود، وأبا قتادة بْن ربعي بْن بلدمة من بني سلمة، وأسود بْن خزاعي حليفًا لهم، وأسود بْن حرام حليفًا لبني سواد، وأمر عليهم عَبْد اللَّهِ بْن عتيك فطرقوا [1] أبا رافع بْن أَبِي الحقيق، قال ابن شهاب: فقدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عَلَى المنبر فقال: «أفلحت الوجوه، قَالُوا: أفلح وجهك يا رَسُول اللَّهِ، قال: أقتلتموه؟ قَالُوا: نعم. قال: ناولوني السيف. قال: فسله، فقال: هذا طعامه في ذباب السيف» . قال عبدان: وقال حماد بْن سلمة: أسود بن أبيض أظنه أراد بدل ابن حرام.
لم يذكره غير أَبِي موسى.
السلمي بفتح السين واللام نسبة إِلَى سلمة بكسر اللام، وحرام: بفتح الحاء والراء.
131- الأسود بن أبى الأسود
(د ع) الأسود بْن أَبِي الأسود النهدي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مجهول.
روى يونس بْن بكير، عَنْ عنبسة بْن الأزهر، عَنِ ابن الأسود النهدي عَنْ أبيه قال: ركب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الغار، فأصيبت إصبع رجله، فقال:
هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه ما لقيت
ذكره ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: ذكره بعض الواهمين عَنْ يونس بْن بكير، وذكر الحديث. قال: والصحيح ما رواه الثوري، وشعبة، وابن عيينة، وَأَبُو عوانة وَإِسرائيل، والحسن وعلي ابنا صالح عَنِ الأسود بْن قيس، عَنْ جندب البجلي، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الغار فدميت إصبعه فقال مثله» .
__________
[1] أي دخلوا ليلا.

(1/98)


قلت: وهذا أيضًا وهم، فإن جُنْدَبًا البجلي لم يكن مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الغار، ولا كان مسلمًا ذلك الوقت، فلو لم يقل: كُنْتُ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكان الأمر أسهل، إلا أن يكون أراد غارًا آخر فتمكن صحنه، عَلَى أَنَّهُ إذا أطلق لم يعرف إلا الغار الذي اختفى فيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم لما هاجره أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
132- الأسود بن أصرم
(د ع ب) الأسود بْن أصرم المحاربي. عداده في أهل الشام، روى عنه سليمان بْن حبيب وحده.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الوهاب بن هبة الله بْن أَبِي حبه، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَسْنُونٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنَيْاَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَسْقَلانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بن عبد الله عن عبيد اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ، حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قَالَ: أَتَمْلُكُ يَدَكَ؟ قُلْتُ: فَمَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكُ يَدِي؟ قَالَ: أَتَمْلِكُ لِسَانَكَ؟ قُلْتُ: فَمَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكُ لِسَانِي؟ قَالَ: لا تُبْسِطْ يَدَكَ إِلا إِلَى خَيْرٍ، وَلا تَقُلْ بلسانك إلا معروفا» . أخرجه ثلاثتهم.
133- الأسود بن أبى البختري
(ب د ع) الأسود بْن أَبِي البختري، واسم أَبِي البختري: العاص بْن هاشم بْن الحارث ابن أسد بْن عبد العزى بْن قصي بْن كلاب القرشي الأسدي، وأمه عاتكة بنت أمية بْن الحارث بْن أسد.
أسلم الأسود يَوْم الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل أبوه أَبُو البختري يَوْم بدر كافرًا، قتله المجذر بْن ذياد البلوي، وكان ابنه سَعِيد بْن الأسود جميلًا فقالت فيه امرأة.
ألا ليتني أشري [1] وشاحي ودملجي ... بنظرة عين من سَعِيد بْن أسود
روى سفيان بْن عيينة عَنْ عَمْرو بْن دينار قال: لما بعث معاوية بسر [2] بْن أَبِي أرطاة إِلَى المدينة ليقتل شيعة علي، أمره أن يستشير الأسود، فلما دخل المسجد سد الأبواب وأراد قتلهم، فنهاه الأسود بْن أَبِي البختري، وكان الناس اصطلحوا عليه أيام علي ومعاوية.
هذا كلام أبى عمر.
__________
[1] أي أبيع، والدملوج: حلى يلبس على العضد.
[2] في المطبوعة: بشر، بالشين.

(1/99)


وذكره ابن منده وَأَبُو نعيم فقالا: الأسود بْن البختري بْن خويلد سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره الْبُخَارِيّ في الصحابة، وذكرا حديث أَبِي حازم، أن الأسود بْن البختري، قال: «يا رَسُول اللَّهِ، أعظم لأجري أن أستغني عَنْ قومي» .
قلت: كذا أخرجاه فقالا: البختري بغير أَبِي، وقالا: هو ابن خويلد، وَإِنما هو كما ذكره أَبُو عمر: لا أعلم في بني أسد: الأسود بْن البختري بْن خويلد، فإن كان ولا أعرفه، فهما اثنان، وإلا فالحق مع أبى عمر، ومما يقوى أن الحق هو الذي قاله أَبُو عمر أن الزبير لم يذكره في ولد خويلد، وذكر الأسود بْن أَبِي البختري، كما ذكرناه عَنْ أَبِي عمر، وأيضًا فإن أبا موسى قد استدرك عَلَى ابن منده الأسود بْن أَبِي البختري، فلو لم يكن وهمه فيه ظاهرًا، حتى كأنه غيره.. لما استدركه عليه، ونسبه ابن الكلبي أيضًا كما نسبه أَبُو عمر.
البختري بالباء الموحدة والخاء المعجمة، والمجذر: بضم الميم وبالجيم والذال المعجمة وآخره راء، وذياد بكسر الذال المعجمة، وبالياء تحتها نقطتان، وآخره دال مهملة.
134- الأسود بن ثعلبة
(ب د ع) الأسود بْن ثعلبة اليربوعي.
شهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع يقول: «لا يجني جان إلا عَلَى نفسه» ، ذكره مُحَمَّد بْن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة. أخرجه ثلاثتهم.
وقد استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وهو في كتاب ابن منده، فلا وجه لذكره.
135- الأسود بن حازم
(د ع) الأسود بْن حازم بْن صفوان بْن عزار [1] نزل بخارى. روى أَبُو أحمد بحير بْن النضر، عَنْ أَبِي جميل عباد بْن هشام الشامي، وكان مؤذنًا في بمجكث [2] قرية من قرى بخارى قال: رأيت رجلا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقال له: الأسود بْن حازم بْن صفوان بْن عزار، وكنت آتيه مع أَبِي وأنا يومئذ ابن ست أو سبع سنين فقال شهدت غزوة الحديبيّة مع رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة، فسئل: كم أتى لك؟ قال خمس وخمسون ومائة سنة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
بحير بفتح الباء الموحدة، وكسر الحاء المهملة.
136- الأسود الحبشي
(د ع) الأسود الحبشي. الذي سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصور والألوان.
روى أَبُو قاسم الطبراني، عَنْ علي بْن عبد العزيز، عن محمد بن عمار الموصلي، عَنْ عفيف بْن سالم عَنْ أيوب بْن عتبة، عَنْ عطاء، عَنِ ابن عمر قال: «جاء رجل من الحبشة إِلَى رَسُول الله
__________
[1] كذا في الأصل وفي الاصابة عرار.
[2] في المطبوعة: تمحكث، وما أثبتناه عن مراصد الاطلاع: بفتح الباء، وكسر الميم، وسكون الجيم، وفتح الكاف، وثاء مثلثة.

(1/100)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسأله فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سل واستفهم، قال: يا رَسُول اللَّهِ، فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به، وعملت مثل ما عملت إني لكائن معك في الجنة؟ قال: نعم، ثُمَّ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والذي نفسي بيدي، إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام، وذكر الحديث، إِلَى أن بكى الأسود. ومات فدفنه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودلاه في حفرته» .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
137- الأسود بن حرام
أسود بْن حرام. تقدم ذكره في الأسود بْن أبيض [1] فليطلب منه.
أخرجه أَبُو موسى.
138- الأسود بن خزاعيّ
(د ع) الأسود بْن خزاعي وقيل: خزاعي بْن الأسود الأسلمي، من حلفاء بني سلمة الأنصار، أحد من قتل ابن أَبِي الحقيق.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي حَدِيثِ قَتْلِ أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ قَالَ: فَلَمَّا قَتَلَتِ الْأَوْسُ كَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ، تَذَكَّرَتِ الْخَزْرَجُ رَجُلًا هُوَ في العداوة لرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُهُ، فَذَكَرُوا أَبَا رَافِعِ بْنَ أَبِي الْحَقِيقِ بِخَيْبَرَ، فَاسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتْلِهِ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عتيك، وعبد اللَّه بْن أنيس، ومسعود بْن سِنَانٍ، وَالأَسْوَدُ بْنُ خُزَاعِيٍّ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَسْلَمَ.
وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَصَرَ خَيْبَرَ وَأَمَرَ عَلِيًّا بِقِتَالِهِمْ قال: فيرز رَجُلٌ مِنْ مَذْحِجٍ مِنْ خَيْبَرَ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ الأَسْوَدُ بْنُ خُزَاعِيٍّ، فَقَتَلَهُ الأَسْوَدُ وَأَخَذَ سَلَبَهُ [2] . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
139- الأسود بن خطامة
(د ع) الأسود بْن خطامة الكناني.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أخو زهير بْن خطامة، روى حديثه إِسْمَاعِيل بْن النضر بْن الأسود بْن خطامة عَنْ أبيه عَنْ جده قال: «خرج زهير بْن الخطامة وافدًا حَتَّى قدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فآمن باللَّه ورسوله» فذكر إسلام الأسود بْن خطامة بطوله.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
__________
[1] ينظر الترجمة رقم: 130.
[2] السلب: هو ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه، مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها.

(1/101)


140- الأسود بن خلف
(ب د ع) الأسود بْن خلف بْن عبد يغوث القرشي الزُّهْرِيّ، ويقال: الجمحي، قال أَبُو عمر: وهو أصح، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم، هو زهري أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عبد اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ الأَسْوَدَ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ النَّاسَ عِنْدَ قَرْنٍ مُصْقَلَةٍ، فَبَايَعَ النَّاسَ عَلَى الإِسْلامِ وَالشَّهَادَةِ قَالَ: قُلْتُ:
وَمَا الشَّهَادَةُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ أَنَّهُ بَايَعَهُمْ عَلَى الإِيمَانِ باللَّه، وَشَهَادَةِ أن لا إله إلا الله وأن محمدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» .
ومن حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الولد مبخلة مجبنة» . أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قول أَبِي عمر: الصحيح أَنَّهُ من جمح، فلا شك حيث رآه ابن خلف ظنه من جمح مثل:
أمية وأبي بْن خلف بْن وهب بْن حذافة بْن جمح.. غلب عَلَى ظنه أَنَّهُ من جمح، وليس كذلك، لأنه ليس لخلف أب اسمه عبد يغوث، وأما ابن منده وَأَبُو نعيم فذكراه زهريًا حسب. وفيه أيضًا نظر، فإن عبد مناف بْن زهرة ولد وهبًا، وولد وهب عبد يغوث، وولد عبد يغوث الأسود، وكان من المستهزءين ولم يسلم، وَإِنما الأسود الصحابي في زهرة هو الأسود بْن عوف، وسيرد ذكره، وليس في نسبه خلف، ولا عبد يغوث، ولكنهم قد اتفقوا عَلَى نسبه إِلَى خلف، ولعل فيه ما لم نره.
وقد ذكره أَبُو أحمد العسكري فقال: الأسود بْن خلف بْن عبد يغوث، قال: قال المطين: هو قرشي، أسلم يَوْم فتح مكة، وعبد يغوث بْن وهب هو خال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخو آمنة أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يدرك المبعث. وابنه الأسود، كان أحد المستهزءين بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين، مضى عَلَى كفره.
قال: وأظن أن خلف بْن عبد يغوث أخوه، وهذا قريب مما ذكرناه، والله أعلم.
141- الأسود بن ربيعة اليشكري
(د ع) الأسود بْن ربيعة بْن أسود اليشكري. عداده في أعراب البصرة روى عبابة أو ابن عباية، رجل من بني ثعلبة، عَنْ أسود بْن ربيعة بْن أسود اليشكري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيبًا فقال: «ألا إن دماء الجاهلية وغيرها تحت [1] قدمي إلا السقاية والسدانة» . أخرجه ان مندة وأبو نعيم.
142- الأسود بن ربيعة
(س) الأسود بْن ربيعة استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وقال: روى سيف بْن عمر، عَنْ ورقاء بْن عبد الرحمن الحنظلي، قال قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأسود بْن ربيعة، أحد بني ربيعة بن مالك
__________
[1] أراد إذلال أمر الجاهلية ونقض سنتها إلا في هذين الأمرين: ما كانت تسقيه قريش الحجاج من ماء الزبيب، والسدانة خدمة الكعبة.

(1/102)


ابن حنظلة فقال: ما أقدمك؟ قال: أقترب بصحبتك، فترك الأسود وسمي المقترب فصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد مع علي صفين. هكذا أورده ابن شاهين، وَإِحدى الترجمتين وهم فيما أرى، انتهى كلام أَبِي موسى.
وقد ذكر أَبُو موسى هذه الترجمة وجعل هذا الأسود هو المقترب، وذكر الأسود بْن عبس، وسيذكر إن شاء اللَّه تعالى، وسماه هناك: المقترب، وذكر الطبري أن عمر بْن الخطاب استعمل الأسود بْن ربيعة أحد بني ربيعة بْن مالك عَلَى جند البصرة، وهو صحابي مهاجري، وهو الَّذِي قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جئت لأقترب إِلَى اللَّه تعالى بصحبتك» فسماه المقترب.
أخرجه أبو موسى.
143- الأسود بن زيد
(ب س ع) الأسود بْن زيد الأنصاري.
قال موسى بْن عقبة: فيمن شهد بدرا من الأنصار ثم من الخزرج ثم من بني سلمة: الأسود بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن عُبَيْد بْن غنم، قاله أَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: أسود بْن زيد بْن قطبة ويقال: الأسود بْن رزم بْن زيد بْن قطبة بْن غنم الأنصاري، من بني عبيد بْن عدي. ذكره موسى بْن عقبة فيمن شهد بدرا.
وقال أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده مثل قول أَبِي نعيم، وقال أيضًا:
أَخْبَرَنَا أَبُو علي، أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم، أَخْبَرَنَا فاروق الخطابي، أَخْبَرَنَا زياد بْن الخليل، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن المنذر، أَخْبَرَنَا فليح عَنْ موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب مثله، يعني قول أَبِي نعيم، وقال: ابن ثعلبة بْن عبيد بْن غنم.
قال أَبُو موسى: وقال غيرهما: ابن عبيد بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عَلِيِّ ابن أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج بْن ثعلبة.
فأما عَلَى ما ساقه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى فيحتمل أن يكونا أسقطا عديًا بين عبيد وغنم، وقد جرت عادة النسابين بذلك يفعلونه كثيرًا، وحينئذ يستقيم النسب، فيكون أسود بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن عُبَيْد بْن عدي ابن غنم بْن كعب بْن سلمة. وهكذا ساق النسب ابن الكلبي، وأما عَلَى ما ساقه أَبُو عمر ففيه اختلاف.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر وَأَبُو موسى.
سلمة: بكسر اللام، وتزيد: بالتاء فوقها نقطتان، وجشم: بضم الجيم، وفتح الشين المعجمة.
144- الأسود بن سريع
(ب د ع) الأسود بْن سريع بْن حمير بْن عبادة بْن النزال بْن مرة بْن عبيد [1] بْن مقاعس، واسمه: الحارث بْن عَمْرو بْن كعب بْن سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم التميمي السعدي، يكنى أبا عبد الله،
__________
[1] في المطبوعة: عبيدة، وينظر الجمهرة والاستيعاب: 89.

(1/103)


غزا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومرة بْن عبيد هو أخو منقر بْن عبيد، يجتمع الأسود بْن سريع والأحنف بْن قيس [1] في عبادة، وهو أول من قص في جامع البصرة.
روى عنه الحسن وعبد الرحمن بْن أَبِي بكرة. قال ابن منده: لا يصح سماعهما منه، وروى عنه الأحنف بْن قيس.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حبة بإسناده إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ: «أَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ حَمِدْتُ رَبِّي بِمَحَامِدَ وَمِدَحٍ وَإِيَّاكَ، قَالَ: هَاتِ مَا حَمِدْتَ بِهِ رَبَّكَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ آدَمُ فَاسْتَأْذَنَ، قَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: س س، فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَذَا الَّذِي اسْتَنْصَتَّنِي لَهُ؟ قَالَ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، هَذَا رَجُلٌ لا يُحِبُّ الْبَاطِلَ. أخرجه ثلاثتهم.
145- الأسود بن سفيان
(ب س) الأسود بْن سفيان بْن عبد الأسد بْن هلال بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي، أخو هبار بْن سفيان بْن عبد الأسد، وابن أخي أَبِي سلمة، في صحبته نظر. أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى قال: أسود بْن عبد الأسد، ولم يذكر سفيان، وقال: قال عبدان:
لا تعرف له رواية، إلا أن ابن عباس ذكر اسمه، وهذا ليس بشيء، فإن ابن الكلبي والزبير بْن بكار قالا: إن الأسود بْن عبد الأسد قتل ببدر كافرًا، وذكر الزبير: سفيان بن عبد الأسد وابنه الأسود.
146- الأسود بن سلمة
(س) الأسود بْن سلمة بْن حجر بْن وهب بْن ربيعة بْن معاوية الكندي. وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومعه ابنه، فدعا له، ذكره ابن الكلبي فيمن وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أبو موسى.
147- الأسود والد عامر بن الأسود
(ب) الأسود والد عامر بْن الأسود.
روى هشيم وَأَبُو عوانة، عَنْ يعلى بْن عطاء، عَنْ عامر بْن الأسود، عَنْ أبيه أَنَّهُ شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح فِي مسجد الخيف فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في أخريات الناس لم يصليا، فأتي بهما ترعد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصليا معنا؟ ... الحديث.
وخالفهما شعبة فقال: عَنْ يعلى بْن عطاء عَنْ جابر بْن يَزِيدَ بْن الأسود، عَنْ أبيه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله سواء.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] ينظر ترجمة 51.

(1/104)


148- الأسود بن عبد الأسد
(س) الأسود بْن عبد الأسد. تقدم القول فيه في الأسود بْن سفيان [1] أخرجه أَبُو موسى.
149- الأسود بن عبد الله
(ب د) الأسود بْن عَبْد اللَّهِ السدوسي اليمامي وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن الأسود وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع بشير بْن الخصاصية.
روى الصعق بْن حزن، عَنْ قتادة قال: هاجر من ربيعة [2] إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة رجال من سدوس: بشير بْن الخصاصية، وأسود بْن [عَبْد اللَّهِ [3]] من اليمامة، وعمرو بْن تغلب من التمر بْن قاسط، وفرات بْن حيان، من بني عجل.
أخرجه ثلاثتهم، ويرد في عَبْد اللَّهِ بن الأسود أكثر من هذا.
150- الأسود بن عبس
(س) الأسود بْن عبس بْن أسماء بْن وهب بْن رباح بْن عوذ بْن منقذ [4] بْن كعب بْن ربيعة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم.
ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: «أتيتك لأقترب إليك» فسمي: المقترب.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة، أَخْبَرَنَا أَبُو علي الحداد، أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد العطار إجازة، أَخْبَرَنَا عمر بْن أحمد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن يَزِيدَ، عَنْ رجال هشام [بْن] [5] الكلبي، عَنْ هشام، عن أبيه بذلك.
أخرجه أَبُو موسى.
وقد تقدم أن الأسود بْن ربيعة هو المقترب، وهو رواية سيف بْن عمر، وقد تقدم ذكره [6] والله أعلم.
151- أسود بن عمران
(ب د ع) أسود بْن عمران البكري. من بكر بْن وائل من ربيعة وقيل: عمران بْن الأسود، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حديثه عند حكام بْن سليم، عَنْ عمرو بْن أَبِي قيس، عَنْ ميسرة النهدي، عَنْ أَبِي المحجل، عَنْ عمران بْن الأسود، أو الأسود بْن عمران قال: «كنت رسول قَوْمِي إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووافدهم، لما دخلوا في الإسلام وأقروا» .
أخرجه ثلاثتهم، قال أَبُو عمر: في إسناده مقال.
__________
[1] ينظر الترجمة رقم: 145.
[2] في الاستيعاب 91: «هاجر من بكر بن وائل» ولا خلاف، فبكر بن وائل من ربيعة بن نزار.
[3] في المطبوعة: ابن عامر، وما أثبتناه عن الاستيعاب 91، وهو الظاهر حيث ذكره هنا.
[4] في المطبوعة: عوف بن ثقيف، وما أثبته عن الأصل، وينظر الجمهرة، والاصابة: 1- 60.
[5] عن الأصل.
[6] ينظر الترجمة رقم: 142.

(1/105)


152- أسود بن عوف
(ب د ع) أسود بْن عوف بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة بْن كلاب بْن مرة القرشي الزُّهْرِيّ، أخو عبد الرحمن بْن عوف بْن عبد الحارث، وأمه: الشفاء بِنْت عوف بْن عَبْد بْن الحارث بْن زهرة، له صحبة، هاجر قبل الفتح، وهو والد جابر بْن الأسود الذي ولي المدينة لابن الزبير وجابر هو الذي جلد سَعِيد بْن المسيب في بيعة ابن الزبير، قاله أَبُو عمر.
وقال مُحَمَّد بْن سعد الواقدي: أسلم يَوْم الفتح، ومات بالمدينة، وله بها دار.
أخرجه ثلاثتهم.
153- أسود بن عويم
(د ع) أسود بْن عويم السدوسي.
روى عنه حبيب بْن حبيب بْن عامر بْن مسلم السدوسي أَنَّهُ قَالَ: «سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الجمع بين الحرة والأمة فقال: للحرة يومان وللأمة يَوْم» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
154- الأسود بن مالك
(د ع) الأسود بْن مالك الأسدي اليمامي، أخو الحدرجان بْن مالك، لهما صحبة ووفادة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الرملي، عَنْ هاشم بْن مُحَمَّدِ بْنِ هاشم بْن جزء بْن عبد الرحمن بْن جزء بْن الحدرجان بْن مالك، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه قال: حدثني أَبِي جزء بْن الحدرجان عَنْ أبيه. قال:
«قدمت أنا وأخي الأسود عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمنا به وصدقناه، وكان جزء، والأسود قد خدما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحباه» .
قال ابن منده وَأَبُو نعيم: تفرد به إسحاق الرمليّ.
155- الأسود بن وهب
(ب د ع) الأسود بْن نوفل بْن خويلد بن أسد بن عبد العزى بْن قصي بْن كلاب بْن مرة القرشي الأسدي، وكان من مهاجرة الحبشة، وهو ابن أخي خديجة بنت خويلد، وابن عم ورقة بْن نوفل ابن أسد بْن عبد العزى، وأمه فريعة بنت عدي بْن نوفل بْن عَبْد مناف بْن قصي، وهو جد أَبِي الأسود مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن الأسود بْن نوفل، يتيم عروة بْن الزبير، شيخ مالك بْن أنس.
وروى محمد بْن إِسْحَاق في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة إِلَى جوار النجاشي: الأسود بْن نوفل ابن خويلد بْن أسد بْن عَبْد العزى.
وقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: كان نوفل شديدًا عَلَى المسلمين، وهو الذي قرن أبا بكر وطلحة في حبل بمكة لأجل الإسلام، فقيل لهما: القرينان، وقتل يَوْم بدر كافرًا، قال: وقد انقرض ولد نوفل بْن خويلد.
أخرجه ثلاثتهم.

(1/106)


156- الأسود بن هلال
(س) الأسود بْن هلال المحاربي.
كوفي قتل في الجماجم سنة نيف وثمانين، وقيل: أدرك الجاهلية أيضًا، استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن مندة.
157- الأسود بن وهب
(ب د ع) الأسود بْن وهب بْن عبد مناف بْن زهرة، وقيل: وهب بْن الأسود.
روى صدقة بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبى معيد حفص بْن غيلان، عَنْ زيد بْن أسلم، عن وهب بن الأسود، عَنْ أبيه الأسود بْن وهب خال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ألا أنبئك بشيء عسى اللَّه أن ينفعك به؟ قال: بلى قال: إن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حق» . رواه أَبُو بكر الأعين، عَنْ عمرو بْن أَبِي سلمة، عن أبى معيد، عَنِ الحكم الأيلي عَنْ زيد بْن أسلم، عَنْ وهب بْن الأسود خال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيّ بهذا. وروى الْقَاسِم عَنْ عائشة رضي اللَّه عنها: «أن الأسود بْن وهب خال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال النَّبِيّ: يا خال، ادخل. فدخل، فبسط له رداءه، وقال: اجلس عليه، قال: حسبي، قال: أجلس عَلَى ما أنت عليه؟ قال: إن الخال والد يا خال، من أسدى إليه معروف فلم يشكر، فليذكر، فإنه إذا ذكر فقد شكر» . أخرجه ثلاثتهم.
158- الأسود بن يزيد
(ب س) الأسود بْن يَزِيدَ بْن قيس بن عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن علقمة بن سلامان بن كهل ابن بكر بْن عوف بْن النخع النخعي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما ولم يره، روي عنه أَنَّهُ قال: «قضى فينا معاذ في اليمن، وَرَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، في رجل ترك ابنته وأخته، فأعطى الابنة النصف والأخت النصف» .
والأسود هذا هو صاحب ابن مسعود، وهو أخو عبد الرحمن بْن يَزِيدَ، وابن أخي علقمة بْن قيس، وكان أكبر من علقمة، وهو خال إِبْرَاهِيم بْن يَزِيدَ [1] أمه مليكة بنت يزيد النخعي، روى عن عمرو ابن مسعود وعائشة رضي اللَّه عنهم، وهو من فقهاء الكوفة وأعيانهم [2] توفي سنة خمس وسبعين.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى.
__________
[1] ينظر العبر: 1- 113.
[2] ينظر العبر: 1- 86.

(1/107)


159- الأسود
(د ع) الأسود، كان اسمه أسود، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبيض.
روى بكر بن سوادة، عن سهل بن سعد قال: كان رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه أسود، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبيض، وقد تقدم ذكره في أبيض.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
160- أسيد بن أبى أسيد
(س) أسيد، بفتح الهمزة وكسر السين، هو أسيد بْن أَبِي أسيد، فالأول مفتوح الهمزة، والثاني بضمها وفتح السين، وهو أَبُو أسيد مالك بْن ربيعة بْن البدن، وقيل: البدي، والأول أكثر ابن عَامِر بْن عوف بْن حارثة بْن عَمْرو بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرجي الساعدي.
ذكره عبدان المروزي في الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عمر بْن الحكم، عَنْ أسيد بن أبى أسيد أن رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج امرأة من بلجون، قال: فبعثني فجئتها، فأنزلتها بالشعب في أجم [1] ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقلت: يا رسول اللَّهِ، جئتك بأهلك، قال: فأتاها، فأهوى إليها ليقبلها، فقالت:
أعوذ باللَّه منك، فقال: عذت بمعاذ، فردها إِلَى أهلها. قال أَبُو موسى: كذا أورده عبدان، والصحيح أن عمر بْن الحكم روى ذلك عَنْ أَبِي أسيد، وهذا هو المشهور، والمستعيذة قد اختلف فيها، فقيل: أميمة، وقيل: مليكة الليثية، وقيل: عزة، وقيل:
فاطمة بنت الضحاك.
وقوله: من بلجون: يريد بني الجون أخرجه أبو موسي.
161- أسيد بن أبى أناس
(س) أسيد، بالفتح أيضًا، وهو أسيد بْن أَبِي أناس بْن زنيم بْن عمرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن جابر بْن محمية بْن عبيد بْن عدي بْن الدئل بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس بْن مضر الكناني الدؤلي العدوي. وهو ابن أخي سارية بْن زنيم الذي ناداه عمر بْن الخطاب، وهو عَلَى المنبر.
وقال أَبُو أحمد العسكري: أسيد- بكسر السين- منهم أسيد بْن أَبِي أناس، وهو أسيد بْن زنيم، فعلى هذا يكون أخا سارية.
وكان أسد شاعرًا فأهدر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه، قال ابن عباس: إن وفد بني عدي بْن الدئل قدموا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم الحارث بْن وهب، وعويمر بْن الأخرم، وحبيب وربيعة ابنا مسلمة، ومعهم رهط من قومهم، وطلبوا منه أن لا يقاتلوه، ولا يقاتلوا معه قريشًا، وتبرءوا إليه من أسيد بْن أَبِي أناس، وقالوا: إنه قد نال منك، فأباح النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم دمه، وبلغ أسيدا ذلك، فأتى الطائف، فلما كان عام الفتح خرج سارية بْن زنيم إِلَى الطائف، فأخبر أسيدًا بذلك، وأخذه وأتى به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجلس بين يديه وأسلم، فأمنه رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومسح وجهه وصدره، فقال [2] :
__________
[1] الأجم: البيت.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 2- 424، والأبيات فيها منسوبة، لأنس بن زنيم، وينظر كذلك جمهرة أنساب العرب: 174.

(1/108)


وأنت الفتى تهدي معدًا لدينها [1] ... بل اللَّه يهديها وقال لك: اشهد
فما حملت من ناقة فوق كورها ... أبر وأوفى ذمة من مُحَمَّد
وأكسى لبرد الخال [2] قبل ابتذاله ... وأعطى لرأس السابق المتجرد
تعلم رَسُول اللَّهِ أنك قادر ... عَلَى كل حي متهمين ومنجد
تعلم بأن الركب ركب عويمر ... هم الكاذبون المخلفو كل موعد
أنبوا رَسُول اللَّهِ أن قد هجوته؟ ... فلا رفعت سوطي إلي إذن يدي
سوى أنني قد قلت: ويل أم فتية ... أصيبوا بنحس لا بطلق [3] وأسعد
وهي أكثر من هذا.
فلما أنشده:
وأنت الفتى تهدي معدًا لدينها
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل اللَّه يهديها» قال الشاعر:
بل اللَّه يهديها وقال لك اشهد.
قال أَبُو نصر الأمير: أسيد بْن أَبِي أناس بْن زنيم بْن محمية بْن عبيد بْن عدي بْن الديل، كان شاعرًا، وهو الذي كان يحرض عَلَى عَليّ بْن أَبِي طَالِب، رَضِيَ اللَّه عنه، فأهدر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دمه، ثم أتاه عام الفتح فأسلم وصحبه. وقد أسقط ابن ماكولا من نسبه، والصحيح ما ذكرناه أولا.
وذكره المرزباني، بضم الهمزة وفتح السين، والأول أصح.
أخرجه أبو موسى.
162- أسيد بن جارية
(ب س) أسيد- بفتح الهمزة أيضا- وهو أسيد بْن جارية بْن أسيد بْن عَبْد الله بن غيرة بن عوف ابن ثقيف، وهو قسي بْن منبه بْن بَكْر بْن هوازن.
أسلم يَوْم الفتح، وشهد حنينًا.
قال أَبُو عمر: وهو جد عمرو بْن أَبِي سفيان بْن أسيد الذي روى عنه الزُّهْرِيّ [4] حديث الذبيح إِسْحَاق قال البخاري: وقيل: عمرو بْن أسيد، والأول أصح.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
__________
[1] في سيرة ابن هشام:
أأنت الّذي تهدى معدا بأمره
[2] قال السهيليّ في الروض 2- 281: «الخال من يرود اليمن، وهو من رفيع الثياب وأحسبه سمى بالخال، الّذي بمعنى الخيلاء» .
[3] في شرح السيرة لأبى ذر الخشنيّ 376: الطلق: «الأيام السعيدة، يقال: يوم طلق إذا لم يكن فيه حر ولا بره ولا شيء مما يؤذى» .
[4] في الاستيعاب بعده: عن أبى هريرة.

(1/109)


163- أسيد بن سعية القرظي
(ب س) أسيد بالفتح أيضًا هو ابن سعية القرظي، أسلم وأحرز ماله، وحسن إسلامه، وذكر الطبري عَنِ ابن حميد، عَنْ سلمة، عَنْ أَبِي إِسْحَاق قال: ثم إن ثعلبة بْن سعية، وأسيد بْن سعية، وأسد بْن عبيد، وهم من بني هدل، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة عَلَى حكم سعد [1] .
قال البخاري: توفي أسيد بْن سعية، وثعلبة بْن سعية، في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد تقدم الخلاف في اسمه في أسد.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
164- أسيد بن صفوان
(ب د ع) أسيد بْن صفوان. بالفتح أيضًا، له صحبة، عداده في أهل الحجاز، تفرد بالرواية عنه عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعيد الْمُؤَدِّبُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي زَكَرِيَّا يَزِيدَ بْنِ إِيَاسٍ الأَزْدِيِّ الْمَوْصِلِيِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا دُلْهُمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ، وَدُهِشَ النَّاسُ، كَيَوْمِ قُبِضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مُسْرِعًا بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ يَقُولُ: «الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ» حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَكْثَرَهُمْ يَقِينًا، وَأَعْظَمَهُمْ غِنَاءً، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الإِسْلامِ، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَأَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْثَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَأَقْرَبَهُمْ من رسول الله صلى الله عليه وسلم مَجْلِسًا وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَسَمْتًا وَخُلُقًا وَدَلا، وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ بِرَسُولِ اللَّه حين كذبه الناس، فسماك الله فِي كِتَابِهِ صِدِّيقًا» .
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
وَرَوَاهُ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ أَبِي الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَدَوِيِّ، بِإِسْنَادِهِ وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمَرَاوِزَةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صفوان. أخرجه ثلاثتهم.
165- أسيد بن عمرو
(س) أسيد بْن عمرو بْن محصن بْن عمرو، من بني عمرو بْن مبذول ثم من بنى النجار شهد بدرا.
__________
[1] في سيرة ابن هشام 2- 38: «على حكم رسول الله» .

(1/110)


اختلف في اسمه فقيل: بشر، وقيل: بشير وقيل: ثعلبة [1] أخرجه أَبُو موسى، وقال: أخرجوه في غير باب الألف، إلا أن من طلبه في كتبهم في باب الألف لم يجده، وعسى أن لا يعرف أَنَّهُ مختلف فيه.
166- أسيد بن كرز
(د) أسيد بْن كرز القسري، بالفتح أيضًا، ذكره ابن منيع وقد تقدم نسبه في أسد، وهو جد خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ القسري، وقيل: أسد، وهو الصحيح، وروى خَالِد بن عبد الله بن يزيد ابن أسيد، عن أبيه، عن جده أسيد بْن كرز، وكان خَالِد جوادًا ممدحًا، إلا أَنَّهُ كان يبالغ في سب علي، فقيل: كان يفعله خوفًا من بني أمية، وقيل غير ذلك، وكان أمير العراق لهشام بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده.
167- أسيد المزني
(د ع) أسيد المزني، بالفتح أيضًا، مجهول. روى حديثه يحيى بْن سَعِيد الأنصاري القطان عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سلمة، عَنْ أسيد المزني قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومًا أريد أن أسأله، فوجدت عنده رجلًا يريد أن يسأله، فأعرض عنه مرتين أو ثلاثًا، ثم قال: «من كان عنده أوقية، ثم سأل فقد سأل إلحافًا [2] » هذا حديث غريب.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
168- أسيد بن ثعلبة
(ب) أسيد، بضم الهمزة وفتح السين، هو أسيد بْن ثعلبة الأنصاري، شهد بدرًا، وشهد صفين مَعَ عليّ بْن أَبِي طَالِب.
أَخْرَجَهُ أبو عمر مختصرا.
169- أسيد بن أبى الجدعاء
(س) أسيد، بضم الهمزة، هو ابن أَبِي الجدعاء. أخرجه أَبُو موسى وقال: قال ابن ماكولا: يقال لَهُ صحبة، روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، كذا ذكره ابن ماكولا، والذي روى عنه ابن شقيق المشهور أَنَّهُ عبد الله بن أبى الجدعاء.
170- أسيد بن حضير
(ب د ع) أسيد، بضم الهمزة أيضًا هو أسيد بن حضر بن سماك بن عتيك [3] ابن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي.
__________
[1] ينظر جوامع السيرة: 142.
[2] يقال الحف في المسألة يلحف إلحافا: إذا ألح فيها ولزمها.
[3] في سيرة ابن هشام 1- 444: عتيك بن رافع بن امرئ القيس، ومثله في الاستيعاب: 91، وجوامع السيرة: 26.

(1/111)


يكنى: أبا يحيى، بابنه. يحيى، وقيل: أبا عِيسَى، كناه بها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: كنيته أَبُو عتيك، وقيل: أَبُو حضير، وقيل: أَبُو عمرو.
وكان أبوه حضير فارس الأوس في حروبهم مع الخزرج، وكان له حصن واقم [1] وكان رئيس الأوس يَوْم بعاث، وأسلم أسيد قبل سعد بْن معاذ عَلَى يد مصعب بْن عمير بالمدينة، وكان إسلامه بعد العقبة الأولى، وقيل الثانية، وكان أَبُو بكر الصديق، رضي اللَّه عنه، يكرمه ولا يقدم عليه واحدًا، ويقول: إنه لا خلاف عنده.
أمه أم أسيد بنت السكن، وشهد العقبة الثانية [2] ، وكان نقيبًا لبني عبد الأشهل، وقد اختلف في شهوده بدرًا، فقال ابن إِسْحَاق وابن الكلبي: لم يشهدها، وقال غيرهما: شهدها وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، وشهد مع عمر فتح البيت المقدس.
روى عنه كعب بْن مالك وَأَبُو سَعِيد الخدري، وأنس بْن مالك، وعائشة رضي اللَّه عنها.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه وبين زيد بْن حارثة، وكان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، وكان أحد العقلاء الكملة أهل الرأي، وله في بيعة أَبِي بكر أثر عظيم.
روى عنه أَنَسِ بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للأنصار: إنكم سترون بعدي أثرة، قَالُوا: فما تأمرنا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: اصبروا حتى تلقوني عَلَى الحوض» . أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَسَاكِرَ، عَنْ أَبِي الْمُظَفَّرِ الْقُشَيْرِيِّ إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكِيمِ، أَخْبَرَنَا أَبِي وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ عَنْ خَالِدٍ، هُوَ ابْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هِلالٍ، يَعْنِي سَعْدًا، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ، قَالَ: قَرَأْتُ لَيْلَةً سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَفَرَسٌ لِي مَرْبُوطٌ، وَيَحْيَى ابْنِي مُضْطَجِعٌ قَرِيبٌ مِنِّي وَهُوَ غُلامٌ، فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَقُمْتُ، وَلَيْسَ لي هم إلا ابني، ثم قرأت، فجالت الفرس، فقمت وليس لي هم إلا ابني، ثُمَّ قَرَأْتُ فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الظُّلَّةِ فِي مِثْلِ الْمَصَابِيحِ، مُقْبِلٌ مِنَ السَّمَاءِ فَهَالَنِي، فَسَكَتُّ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: اقْرَأْ يَا أَبَا يَحْيَى، فَقُلْتُ قَدْ قَرَأْتُ، فَجَالَتْ فَقُمْتُ لَيْسَ هُمٌّ لِي إِلا ابْنِي، فَقَالَ لِي: اقْرَأْ يَا أَبَا يَحْيَى، فَقُلْتُ: قَدْ قَرَأْتُ فَجَالَتِ الْفَرَسُ فَقَالَ: اقْرَأْ أَبَا حُضَيْرٍ فَقْلُت: قَدْ قَرَأْتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا كَهَيْئَةِ الظُّلَّةِ فِيهَا الْمَصَابِيحُ فَهَالَنِي، فَقَالَ: تِلْكَ الْمَلائِكَةُ دَنَوْا لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ حَتَّى تُصْبِحَ لأَصْبَحَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ. أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَوْقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ عَبْدُ العزيز بن حيان قال: حدثنا محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ سهيل عن أبيه، عن أبى
__________
[1] حصن بالمدينة.
[2] ينظر جوامع السيرة: 76.

(1/112)


هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ» . توفي أسيد بْن حضير في شعبان سنة عشرين، وحمل عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه السرير حتى وضعه بالبقيع، وصلى عليه، وأوصى إِلَى عمر، فنظر عمر في وصيته، فوجد عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمر نخلة أربع سنين بأربعة آلاف، وقضى دينه.
أخرجه ثلاثتهم.
حضير بضم الحاء المهملة وفتح الضَّاد المعجمة وبعدها ياء تحتها نقطتان وآخره راء.
171- أسيد بن أخى رافع
(د ع) أسيد، بالضم أيضًا، هو ابن أخي رافع بْن خديج، روى عنه عكرمة ومجاهد، روى أَبُو مسعود عَنْ حماد بْن مسعدة، عَنِ ابن جريج، عَنْ عكرمة بْن خَالِد أن أسيدًا حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إذا وجد الرجل سرقة، وكان الرجل غير متهم، إن شاء أخذها بالثمن وَإِن شاء اتبع سارقه» . وقضى بذلك أَبُو بكر وعمر وعثمان، قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم في هذه الترجمة: ذكره بعض الواهمين، يعني ابن منده وأخرج له هذا الحديث، وهو أسيد بْن ظهير، وروي هذا الحديث بعينه، عَنِ ابن جريج، عَنْ عكرمة بْن خَالِد المخزومي، أن أسيد بْن ظهير الأنصاري أحد بني حارثة كان عاملًا عَلَى اليمامة وأن مروان كتب إليه أن معاوية كتب إليه: «أيما رجل سرقت منه سرقة فهو أحق بها حيثما وجدها» . فكتب إِلَى مروان أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «قضى إن كان الذي ابتاعها من الذي سرقها غير متهم فخير سيدها، فإن شاء أخذ ما سرق منه بثمنه، أو اتبع سارقه، ثم قضى بذلك بعده أَبُو بكر وعمر وعثمان. فكتب بذلك مروان إِلَى معاوية، فكتب إليه معاوية: «إنك لست أنت ولا أسيد بقاضيين علي، ولكني قضيت عليكما فيما وليت فأرسل مروان إِلَى أسيد بكتاب معاوية فقال أسيد: لست أقضي ما وليت بما قال معاوية.
قال أَبُو نعيم: رواه هذا الواهم من حديث أَبِي مسعود، ولم ينسب أسيدًا، وجعله ترجمة عَلَى حدة وقد أخرج أَبُو مسعود هذا الحديث في مسند المقلين عَنْ حماد في ترجمة أسيد بْن ظهير، وَإِن لم ينسب أسيدًا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، والصواب قول أَبِي نعيم.
وأسيد بضم الهمزة وفتح السين، وظهير بضم الظاء المعجمة وفتح الهاء.
172- أسيد بن ساعدة
(ب س) أسيد، بضم الهمزة أيضًا، هو ابن ساعدة بْن عامر بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن حارثة بْن الحارث الأنصاري الأوسي الحارثي.
شهد أحدًا هو وأخوه أبو حشمة وابنه يزيد بْن أسيد، وهو عم سهل بْن أَبِي حثمة.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
حارثة: بالحاء والثاء المثلثة.

(1/113)


173- أسيد بن سعية
(ب س) أسيد، بالضم أيضًا، هو ابن سعية، وقيل: بفتح الهمزة، وقيل: أسد، وقد تقدم ذكره فيهما.
قال أَبُو عمر: قال إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابن إِسْحَاق: أسيد بالضم، وقال يونس بْن بكير عنه:
أسيد بالفتح، قال الدار قطنى: وهو الصواب.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى.
174- أسيد بن ظهير
(ب د ع) أسيد بْن ظهير، بضم الهمزة أيضًا، وظهير بْن رافع بْن عدي بْن زيد بْن عمرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي. له صحبة ورواية، ساق ابن منده وَأَبُو نعيم نسبه كما ذكرناه، إلا أنهما قالا: عدي ابن زيد بْن جشم، فأسقطا زيدًا الأول وعمرًا، وأثبتهما ابن الكلبي وَأَبُو عمر وغيرهما، وهو الصواب وقالا: هو عم رافع بْن خديج، وليس كذلك، وَإِنما هو ابن عمه، لأن رافع بن خديج بن رافع ابن عدي، فظهير عمه، وهو أخو أنس بْن ظهير لأبيه وأمه، وأخو عباد بْن بشر لأمه، أمهم فاطمة بنت بشر بْن عدي بْن غنم بْن عوف، ويكنى أسيد: أبا ثابت، عداده في أهل المدينة، استصغر يَوْم أحد، وشهد الخندق.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَابْنُ وَكِيعٍ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الأَبْرَدِ أَنَّهُ سَمِعَ أُسَيْدَ بْنَ ظُهَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قاَلَ: «صَلاةٌ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ كَعُمْرَةٍ» . وَاسْمُ ابْنُ أَبِي الأَبْرَدِ زِيَادٌ مَوْلَى بَنِي خَطْمَةَ.
وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ عَنْ عمير بْن عبد المجيد، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْن جَعْفَر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رافع بْن خديج، عَنْ أسيد بْن ظهير أَنَّهُ رجع من عند رَسُول اللَّهِ فقال: «نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كراء الأرض» .
قال أَبُو نعيم: وهم بعض الناس، فقال: رافع بْن خديج عَنْ أسيد، وَإِنما هو رافع بْن أسيد.
رواه خَالِد بْن الحارث الهجيمي، وهو أحد الأثبات المتقنين، فقال: رافع بْن أسيد بْن ظهير عَنْ أبيه.
توفي أسيد بْن ظهير في خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان.
أخرجه ثلاثتهم.
ظهير: بضم الظاء المعجمة وفتح الهاء، وخديج: بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة وآخره جيم.
175- أسيد بن يربوع
(ب ع س) أسيد، بالضم أيضًا، هو ابن يربوع بْن البدي بْن عمرو بْن عوف بن حارثة ابن عَمْرو بْن الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي الساعدي.

(1/114)


وهو ابن عم أَبِي أسيد مالك بْن ربيعة الساعدي، شهد أحدًا، وقتل باليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وَأَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
البدي: بالباء الموحدة، وقيل بالياء تحتها نقطتان، وآخره ياء، وقيل: البدن بالباء الموحدة وآخره نون، وقال أَبُو أحمد العسكري: البدي بالباء الموحدة وتشديد الدال، وليس بشيء، قال أَبُو عمر:
واختلفوا في فتح الدال وكسرها.
176- أسير بن جابر
(د ع) أسير، بضم الهمزة وفتح السين وآخره راء، هو أسير بْن جابر، يعد في البصريين، في صحبته نظر، روى عمران القطان، عَنْ قتادة، عَنْ أَبِي العالية، عَنْ أسير بْن جابر أن ريحًا هبت عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعنها رجل، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تلعنها فإنها مأمورة، ومن لعن شيئًا ليس بأهله رجعت اللعنة عليه» .
ورواه أبان، عَنْ قتادة عَنْ أَبِي العالية، عَنِ ابن عباس. من حديث أسير ما رواه حميد بْن عبد الرحمن عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم «إن الحياء لا يأتي إلا بخير» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
177- أسير بن عروة
(ب س) أسير بْن عروة وقيل: ابن عمرو بْن سواد بْن الهيثم بْن ظفر بْن سواد الأنصاري الظفري الأوسي.
روى الواقدي بِإِسْنَادِهِ عَنْ محمود بْن لبيد، قال: كان أسير بن عروة رجلا منطيقا بليغًا، فسمع بما قال قَتَادَة بْن النعمان بْن زَيْد بْن عَامِر بْن سواد بْن ظفر في بني أبيرق [1] للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجمع جماعة من قومه، وأتى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فقال: إن قتادة وعمه عمدا إِلَى أهل بيت منا، أهل حسب وصلاح، يقولان لهم القبيح بغير ثبت ولا بينة، ثم انصرف، فأقبل قتادة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجبهه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقام قتادة من عنده، وأنزل اللَّه تعالى فيهم «إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً 4: 105 [2] » .
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى جعل الترجمة أسير بْن عمرو، وقيل: ابن عروة، وجعلها أَبُو عمر: أسير بن عروة حسب، وهما واحد.
178- أسير بن عمرو الدرمكى
(ب د ع) أسير بْن عمرو الدرمكي، بالضم أيضًا.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع منه، قال علي بْن المديني: أسير بْن عمرو هو أسير بْن جابر، قاله ابن منده. وروى هو وَأَبُو نعيم أَنَّهُ روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أصرم الأحمق» .
__________
[1] ينظر الاستيعاب: 99.
[2] النساء: 105.

(1/115)


وقال أَبُو عمر: أسير بْن عمرو بْن جابر، ويقال: يسير، بالياء، المحاربي، ويقال فيه: أسير بْن جابر، ويسير بْن جابر، فينسب إِلَى جده، وقيل: إنه كندي، يكنى: أبا الخيار، قاله عباس عَنِ ابن معين، وقال علي بْن المديني: أهل الكوفة يسمونه أسير بْن عمرو، وأهل البصرة يسمونه أسير بْن جابر، وهو معدود في كبار أصحاب ابن مسعود، وروى عَنْ أَبِي بكر وعمر، وروى عَنْهُ من أهل البصرة زرارة بْن أوفى، وَأَبُو نضرة وابن سيرين، ومن أهل الكوفة المسيب بْن رافع، وَأَبُو إِسْحَاق الشيباني.
وولد مهاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومات سنة خمس وثمانين، وأدرك الجاهلية، قاله أَبُو إِسْحَاقَ الشيباني.
وروى حميد بْن عبد الرحمن عنه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لا يأتيك من الحياء إلا خير» . وروى عمرو بْن قيس بْن أسير، وقيل: يسير عَنْ أبيه، عَنْ جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أصرم الأحمق» .
ورواه شهاب بْن خراش، عَنْ أبيه، عَنْ أسير بْن عمرو، وكان رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، موقوفًا. أخرجه ثلاثتهم، إلا أن أبا عمر جعل هذا وأسير بْن جابر واحدًا، وجعلهما ابن منده وأبو نعيم اثنين، والله أعلم.
179- أسير بن عمرو
(ب د ع) أسير، بالضم والراء أيضًا، هو أسير بْن عَمْرو بْن قيس بْن مَالِك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار بْن ثعلبة بْن عمرو بَن الخزرج يكنى: أبا سليط بْن أَبِي خارجة الأنصاري الخزرجي النجاري، من بني عدي بن النجار.
شهد بدرا، روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ أن النَّبِيّ صَلَّى اَللهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمَ «نهى عَنْ أكل لحوم الحمر الأهلية بخيبر، والقدور تفور بها، فأكفأناها» . وقيل فيه: أسيرة بالهاء في آخره، ذكره ابن ماكولا وأبو عمر.
وقد ذكره مُحَمَّد بْن إِسْحَاق من رواية سلمة: أسيرة، وذكره من رواية يونس: أنس ونذكره في أنس، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ثلاثتهم، ويذكر في الكنى، إن شاء اللَّه تعالى.
باب الهمزة والشين المعجمة وما يثلثهما
180- الأشج العبديّ
(ب د ع) الأشج العبدي. واسمه: المنذر بْن الحارث بْن زياد بْن عصر بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بْن جذيمة بْن عوف بْن بكر بْن عوف بْن أنمار بْن عَمْرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة بْن نزار بْن معد بْن عدنان العبدي العصري.
قاله ابن الكلبي، وقيل في نسبه غير ذلك، ويذكر في المنذر بْن عائذ [1] ، إن شاء اللَّه تعالى.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عبد القيس.
__________
[1] في الأصل: عامر، والصواب ما أثبتناه، ينظر ترجمة المنذر بن عائذ فيما يأتى.

(1/116)


أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ الدِّينِيُّ الْمَخْزُومِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الأَشَجِّ أَشَجُّ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِيكَ لَخَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هُمَا؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ، أَوِ الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ، قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَا فِيَّ أَمْ حَدِيثٌ؟ قَالَ: بَلْ قَدِيمٌ، قَالَ: قُلْتُ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَبَلَنِي على خلتين يحبهما» . أخرجه ثلاثتهم.
181- أشرس بن غاضرة
(د ع) أشرس بْن غاضرة.
له صحبة وذكر، روى إِسْحَاق بْن الحارث القرشي، قال: رأيت عمير بْن جابر، وأشرس بْن غاضرة الكندي، وكانت لهما صحبة، تخضبان بالحناء والكتم [1] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
182- أشرف
(س) أشرف، غير منسوب، ذكره ابن ياسين فيمن قدم هراة [2] من الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى كتابة، أخبرنا أبو زكريا بْن منده إجازة، أَخْبَرَنَا عمي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد النصروي [3] بنيسابور، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن العباس بْن أحمد [4] بْن عصم، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ ياسين الحافظ بذلك.
أخرجه أبو موسى.
183- أشرف
(س) أشرف آخر، قال أَبُو موسى: قدم من الشام، ذكرناه في ترجمة أبرهة.
أخرجه أبو موسى.
184- الأشعث العبديّ
(د ع) الأشعث بْن جودان العبدي. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: عمير بْن جودان، وهو الصحيح.
روى أَبُو حمزة، عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ عمير بْن الأشعث بْن جودان، عَنْ أبيه أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عبد القيس. ورواه غيره فقال: الأشعث بْن عمير بْن جودان» قال ابن منده:
وهو الصواب، وقال أَبُو نعيم: الصحيح الأشعث بْن عمير عَنْ أبيه، فقلبه بعض الناس. عن ابن شقيق
__________
[1] الكتم: نبت.
[2] هراة مدينة عظيمة بخراسان.
[3] بالصاد عن المشتبه: 82.
[4] في العبر 3- 9: محمد.

(1/117)


عن أبى حمزة عَنْ عطاء فقال: عمير بْن الأشعث وهو خطأ، والذي ذكرناه عَنِ ابن منده مثل أَبِي نعيم، فما لطعنه عليه وجه.
أخرجه بن مندة وأبو نعيم.
185- الأشعث بن قيس
(ب د ع) الأشعث بْن قيس بْن معديكرب بْن معاوية بْن جبلة بْن عدي بْن ربيعة ابن الحارث ابن معاوية بْن ثور الكندي.
كذا ساق نسبه ابن منده وَأَبُو نعيم، والذي ذكره هشام الكلبي: الأشعث، واسمه: معديكرب ابن قيس، وهو الأشج بْن معديكرب بْن معاوية بْن جبلة بْن عدي بْن ربيعة بن معاوية الأكرمين، ابن الحارث الأصغر بْن معاوية بْن الحارث الأكبر بْن معاوية بْن ثور بْن مرتع، واسمه، عمرو بْن معاوية بْن ثور بْن عفير، وثور بن عفير هو كندة، وَإِنما قيل له: كندة، لأنه كند أباه النعمة.
وهكذا ذكره أَبُو عمر أيضًا، وهو الصحيح، وكنيته: أَبُو مُحَمَّد.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر من الهجرة في وفد كندة، وكانوا ستين راكبًا فأسلموا، وقال الأشعث لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنت منا، فقال: «نحن بنو النضر بْن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا» ، فكان الأشعث يقول: «لا أوتى بأحد ينفي قريشًا من النضر بْن كنانة إلا جلدته» . ولما أسلم خطب أم فروة أخت أَبِي بكر الصديق فأجيب إِلَى ذلك، وعاد إِلَى اليمن.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنْدِيِّ، عَنِ الأَشْعَثِ ابن قيس قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْكَرُ النَّاسِ للَّه أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ» . وكان الأشعث ممن ارتد بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسير أَبُو بكر الجنود إِلَى اليمن، فأخذوا الأشعث أسيرًا، فأحضر بين يديه، فقال له: استبقني لحربك وزوجني أختك، فأطلقه أَبُو بكر وزوجه أخته، وهي أم مُحَمَّد بْن الأشعث، ولما تزوجها اخترط [1] سيفه، ودخل سوق الإبل فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه، وصاح الناس: كفر الأشعث، فلما فرغ طرح سيفه، وقال: «إني والله ما كفرت، ولكن زوجني هذا الرجل أخته، ولو كنا ببلادنا لكانت لنا وليمة غير هذه، يا أهل المدينة، انحروا وكلوا، ويا أصحاب الإبل، تعالوا خذوا أثمانها فما رئي وليمة مثلها.
وشهد الأشعث اليرموك بالشام، ففقئت عينه، ثم سار إِلَى العراق فشهد القادسية والمدائن، وجلولاء، ونهاوند، وسكن الكوفة وابتنى بها دارًا، وشهد صفين مع علي، وكان ممن ألزم عليًا بالتحكيم، وشهد الحكمين بدومة الجندل، وكان عثمان، رضي اللَّه عنه، قد استعمله عَلَى أذربيجان، وكان الحسن بْن علي تزوج ابنته، فقيل: هي التي سقت الحسن السم، فمات منه.
وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. روى عنه قيس بْن أَبِي حازم، وَأَبُو وائل وغيرهما، وشهد جنازة، وفيها جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي، فقدم الأشعث جريرًا، وقال: إن هذا لم يرتد عن الإسلام
__________
[1] اخترط السيف: سله من غمده.

(1/118)


وَإِني ارتددت، ونزل فيه قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا 3: 77 [1] . الآية، لأنه خاصم رجلًا في بئر، فنزلت.
وتوفي سنة اثنتين وأربعين، وصلى عليه الحسن بْن عَلِيٍّ، قاله ابن منده، وهذا وهم، لأن الحسن لم يكن بالكوفة سنة اثنتين وأربعين، إنما كان قد سلم الأمر إِلَى معاوية وسار إِلَى المدينة.
وقال أَبُو نعيم: توفي بعد علي بأربعين ليلة وصلى عليه الحسن بْن علي.
وقال أَبُو عمر: مات سنة اثنتين وأربعين، وقيل: سنة أربعين، وصلى عليه الحسن بْن عَلِيٍّ، وهذا لا مطعن فيه على أبى عمر.
أخرجه ثلاثتهم.
186- أشيم الضبابي
(ب س) أشيم الضّبابى، قتل في حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، حدثنا قتيبة وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: «الدِّيَةُ عَلَى الْعَاقِلَةِ، وَلا تَرِثُ الْمَرْأَةُ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا، حَتَّى أَخْبَرَهُ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلابِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَيْهِ أن ورث امْرَأَةُ أُشَيْمَ الضَّبَابِيِّ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى الأَصْفَهَانِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، وَأَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أَخْبَرَنَا أبو محمد عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الشَّيْخِ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِيَاسٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ قَتْلُ أَشْيَمَ خَطَأٌ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ وَأَبُو مُوسَى.
باب الهمزة والصاد وما يثلثهما
187- أصبغ بن غياث
(د ع) أصبغ بْن غياث، أو عتاب، ذكره بعض الرواة في الصحابة، روى حماد بْن بحر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ميسر، عَنْ عمر بْن سليمان، عَنْ جابر، عَنِ الشعبي عَنِ الأصبغ بْن غياث أو عتاب- شك حماد- قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول. «فيكم أيتها الأمة خلتان لم يكونا في الأمم قبلكم» الحديث أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
ميسّر: بضم الميم وفتح السين المهملة المشددة.
188- أصحمة النجاشي
(د ع) أصحمة النجاشي ملك الحبشة، أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأحسن إِلَى المسلمين الذين هاجروا إِلَى أرضه، وأخباره معهم ومع كفار قريش الّذي طلبوا منه أن يسلم إليهم المسلمين مشهورة،
__________
[1] آل عمران: 77.

(1/119)


وتوفي ببلاده قبل فتح مكة، وصلى عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة وكبر عليه أربعًا، وأصحمة اسمه، والنجاشي لقب له ولملوك الحبشة، مثل كسرى للفرس، وقيصر للروم.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وهذا وأشباهه ممن لم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس لذكرهم في الصحابة معنى، وَإِنما اتبعناهم في ذلك.
189- أصرم الشقرى
(ب د ع) أصرم الشقري: من شقرة بطن من تميم، واسم شقرة معاوية بْن الحارث بن تميم ابن مر، إنما سمي شقرة ببيت قاله وهو:
وقد أحمل الرمح الأصم كعوبه ... به من دماء الحي كالشقرات
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا له النَّبِيّ، وسماه زرعة.
روى بشر بْن المفضل، عَنْ بشير بْن ميمون، عَنْ عمه أسامة بْن أخدري، عَنْ أصرم قال: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغلام أسود، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني اشتريت هذا، وَإِني أحببت أن تسميه وتدعو له بالبركة، فقال: ما اسمك؟ قلت: أصرم، قال: بل أنت زرعة، فما تريده؟ قلت: أريده راعيًا، قال: فهو عاصم، وقبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفه. أخرجه ثلاثتهم.
190- أصرم
(د ع) أصرم، ويقال أصيرم، واسمه: عَمْرو بْن ثابت بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي قتل يَوْم أحد، وشهد له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وسيذكر في عمرو، إن شاء اللَّه تعالى، أتم من هذا.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
191- أصيد بن سلمة
(س) أصيد بْن سلمة السلمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو موسى إجازة أخبرنا أبو زكريا، هُوَ ابْنُ مَنْدَهْ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبِي وَعَمِّي، قَالا:
حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الشِّيرَازِيُّ بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْبَزَّازُ بِتُسْتَرَ [1] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ الْكُوفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عمران ابن أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن الوليد الرصافيّ، عن ابنه، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فأسروا رجلا من بن سُلَيْمٍ، يُقَالُ لَهُ: الأَصْيَدُ بْنُ سَلَمَةَ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رَقَّ لَهُ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ الإِسْلامَ، فَأَسْلَمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَاهُ وَكَانَ شَيْخًا فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَقُولُ:
مَنْ رَاكَبَ نَحْوَ الْمَدِينَةِ سَالِمًا ... حَتَّى يَبْلُغَ مَا أَقُولُ الأَصْيَدَا
إِنَّ الْبَنِينَ شِرَارُهُمْ أَمْثَالُهُمْ ... مَنْ عَقَّ وَالِدَهُ وَبَرَّ الأَبْعَدَا
أَتَرَكْتَ دِينَ أَبِيكَ وَالشُّمَّ الْعُلَى ... أَوْدَوا وَتَابَعْتَ الْغَدَاةَ مُحَمَّدَا
__________
[1] تستر: مدينة عظيمة بفارس.

(1/120)


فَلأَيِّ أَمْرٍ يَا بُنَيَّ عَقَقْتَنِي ... وَتَرَكْتَنِي شَيْخًا كبيرا مقتدا [1]
أَمَّا النَّهَارُ فَدَمْعُ عَيْنِي سَاكِبٌ ... وَأَبِيتُ لَيْلِي كالسليم [2] ممهّدا
فَلَعَلَّ رَبًّا قَدْ هَدَاكَ لِدِينِهِ ... فَاشْكُرْ أَيَادِيهِ عَسَى أَنْ تُرْشَدَا
وَاكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا أَصَبْتَ مِنَ الْهُدَى ... وَبِدِينِهِ لا تَتْرُكْنِي مُوحِدَا
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ قَطَعْتَ قَرَابَتِي ... وَعَقَقْتَنِي لَمْ أَلْفَ إِلا لِلْعِدَى
فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ أَبِيهِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ وَاسْتَأْذَنَهُ فِي جَوَابِهِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ.
إِنَّ الَّذِي سَمَّكَ السَّمَاءَ بِقُدْرَةٍ ... حَتَّى عَلا فِي مُلْكِهِ فَتَوَحَّدَا
بَعَثَ الَّذِي لا مِثْلَهُ فِيمَا مَضَى ... يَدْعُو لِرَحْمَتِهِ النَّبِيَّ مُحَمَّدَا
ضَخْمُ الدَّسِيعَةِ [3] كَالْغَزَالَةِ وَجْهِهِ ... قَرْنًا تَأَزَّرَ بِالْمَكَارِم وَارْتَدَى
فَدَعَا الْعِبَادَ لِدِينِهِ فَتَتَابَعُوا ... طَوْعًا وَكَرْهًا مُقْبِلِينَ عَلَى الْهُدَى
وَتَخَوَّفُوا النَّارَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا ... كَانَ الشَّقِيُّ الْخَاسِرُ الْمُتَلَدَّدَا
وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ مَيِّتٌ وَمُحَاسَبٌ ... فَإِلَى مَتَى هَذِي الضَّلالَةِ وَالرَّدَى
فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ ابْنِهِ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم. أخرجه أبو موسى.
192- أصيل بن عبد الله الهذلي
(ب س) أصيل بْن عَبْد اللَّهِ الهذلي، وقيل: الغفاري.
روى ابن شهاب الزُّهْرِيّ قال: «قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب عَلَى أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدخل عَلَى عائشة، رضي اللَّه عنها، فقالت له: يا أصيل، كيف عهدت مكة؟ قال: عهدتها قد أخصب جنابها وابيضت بطحاؤها. قالت: أقم حتى يأتيك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يلبث أن دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا أصيل، كيف عهدت مكة؟ قال: عهدتها والله قد أخصب جنابها، وابيضت بطحاؤها وأعذق إذخرها، وأسلب ثمامها وأمشر سلمها، فقال: حسبك يا أصيل، لا تحزنا» رواه مُحَمَّد بْن عبد الرحمن القرشي، عَنْ مدلج، هو ابن سدرة السلمي قال: قدم أصيل الهذلي عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، نحوه. ورواه الحسن عَنْ أبان بْن سَعِيد بْن العاص، أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: «يا أبان، كيف تركت أهل مكة؟ قال: تركتهم وقد جيدوا. وذكر نحوه. قوله: أعذق إذخرها: أي صارت له أفنان كالعذوق، والإذخر: نبت معروف بالحجاز.
وأسلب ثمامها أي: أخوص وصار له خوص، والثمام: نبت معروف بالحجاز ليس بالطويل.
__________
[1] المفند: العاجز.
[2] الملدوغ.
[3] الجفنة.

(1/121)


وقوله: وأمشر سلمها أي: أورق واخضر، وروي: وأمش بغير راء يعني أن ثمارها خرجت ناعمة رخصة كالمشاش [1] ، والأول أصح وقوله: جيدوا أي أصابهم الجنود، وهو المطر الواسع، فهو مجود.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، وروي من طرق، وفيه اختلاف ألفاظ، والمعاني متقاربة.
باب الهمزة مع الضاد وما يثلثهما
193- الأضبط بن حيي
(ع س) الأضبط بْن حيي بْن زعل الأكبر.
روى حديثه عبد المهيمن بْن الأضبط بْن زعل الأكبر، عَنْ أبيه الأضبط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا» . أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
194- الأضبط السلمي
(ع د) الأضبط السلمي أَبُو حارثة، حديثه عَنْ عبد الرحمن بْن حارثة بْن الأضبط، عَنْ أبيه، عَنْ جده الأضبط السلمي، وكانت لَهُ صحبة، قَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
باب الهمزة مع العين وما يثلثهما
195- أعرس بن عمرو
(د ع) أعرس بْن عمرو اليشكري. يعد في البصريين.
روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ بْن الأعرس، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بهدية فقبلها مني، ودعا لنا في مرعانا» . وله بهذا الإسناد أحاديث.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
196- الأعشى المازني
(ب د ع) الأعشى المازني. من بني مازن بْن عَمْرو بْن تميم، واسمه عَبْد اللَّهِ بْن الأعور، وقيل غير ذلك، سكن البصرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أحمد بن علي بن المثنى، قال:
حدثنا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ طَيْسَلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْمَازِنِيُّ، حَدَّثَنِي الأَعْشَى الْمَازِنِيُّ أَنَّهُ قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأنشدته:
__________
[1] في النهاية: هي رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها.

(1/122)


يَا مَالِكَ النَّاِس وَدَيَّانَ الْعَرَبِ ... إِنِّي لَقِيتُ ذِرْبَةً مِنَ الذَّرَبِ [1]
غَدَوْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبٍ ... فَخَلَفَتْنِي فِي نِزَاعٍ وَهَرَبْ
أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ وَلَطَتْ بِالذَّنَبْ ... وَهُنَّ شَرٌّ غَالِبٌ لِمَنْ غَلِبَ [2]
قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلِبَ.
وَسَبَبُ هَذِه الأَبْيَاتِ أَنَّ الأَعْشَى كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا مُعَاذَةُ، فَخَرَجَ يَمِيرُ أَهْلَهُ مِنْ هَجْرٍ، فَهَرَبَتْ امْرَأَتُهُ بَعْدَهُ نَاشِزًا عَلَيْهِ، فَعَاذَتْ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ نَهْصَلٍ فَجَعَلَهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ الأَعْشَى لَمْ يَجِدْهَا فِي بَيْتِهِ، وَأُخْبِرَ أَنَّهَا نَشَزَتْ عَلَيْهِ، وَأَنَّهَا عَاذَتْ بِمُطَرِّفٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ:
يَا ابْنَ عَمِّ، عِنْدَكَ امْرَأَتِي مُعَاذَةُ فَادْفَعْهَا إِلَيَّ، فَقَالَ: لَيْسَتْ عِنْدِي، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، وَكَانَ مُطَرِّفٌ أَعَزَّ مِنْهُ، فَسَارَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَاذَ بِهِ، وَقَالَ الأَبْيَاتَ، وَشَكَا إِلَيْهِ امْرَأَتَهُ وَمَا صَنَعَتْ، وَأَنَّهَا عِنْدَ مُطَرِّفِ بْنِ نَهْصَلٍ، فَكَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُطَرِّفٍ: انْظُرِ امْرَأَةَ هَذَا مُعَاذَةَ فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُرِئَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُعَاذَةَ، هَذَا كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكِ، وَأَنَا دَافِعُكِ إِلَيْهِ، قَالَتْ: خُذْ لِي الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ، وَذِمَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا يُعَاقِبَنِي فِيمَا صَنَعْتُ، فَأَخَذَ لَهَا ذَلِكَ، وَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
لَعَمْرُكَ مَا حُبِّي مُعَاذَةَ بِالَّذِي ... يُغَيِّرُهُ الْوَاشِي وَلا قِدَمُ الْعَهْدِ
وَلا سُوءُ مَا جَاءَتْ بِهِ إِذْ أَزَلَّهَا ... غُوَاةُ رِجَالٍ إِذْ يُنَادُونَهَا بَعْدِي
أَخْرَجَهُ ثَلاثَتُهُمْ هَاهُنَا، وأخرجوه في عَبْد اللَّهِ بْن الأعور، إلا أن أبا عمر قال: الحرمازي المازني، وليس في نسب الحرماز إِلَى تميم مازن، فإنه قد ذكر هو وابن منده وَأَبُو نعيم: مازن بْن عمرو بْن تميم، فإذن يكون الحرماز بطنا من مازن، وَإِنما هو ابن مالك بْن عمرو بْن تميم وقيل: الحرماز بْن الحارث بْن عمرو بْن تميم، وهم إخوة مازن ابن مالك بْن عمرو بْن تميم، وقد جرت عادتهم ينسبون أولاد البطن القليل إِلَى أخيه إذا كان مشهورًا، مثل أولاد نعيلة بْن مليل أخي غفار بْن مليل يقال لهم: غفاريون، منهم الحكم بْن عمرو الغفاري، وليس من غفار، وَإِنما هو من بني نعيلة، قيل ذلك لكثرة غفار وشهرتها، ومثل بني مالك بْن أفصى أخي أسلم بْن أفصى، ينسب كثير من ولده إِلَى أسلم لشهرة أسلم، عَلَى أن أبا عمر يعلم ما لم يعلم، فإن الرجل عالم بالنسب، والله أعلم.
197- الأعور بن بشامة العنبري
(س) الأعور بْن بشامة العنبري، قال أَبُو موسى: ذكره عبدان بْن مُحَمَّد، وقال:
حدثنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ مرزوق البصري، أَخْبَرَنَا سالم بْن عدي بْن سَعِيد بْن جاءوه بن شعثم عن بكر ابن مرداس عَنِ الأعور بْن بشامة، ووردان بْن مخرمة [3] وربيعة [4] بْن رفيع العنبريين [أَنَّهُمْ] أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[1] الذرب: حدة في اللسان.
[2] في النهاية، وقد ذكر البيت: أراد منعته بضعها، من لطت الناقة بذنبها، إذا سدت فرجها به إذا أرادها الفحل، وقيل أراد توارت وأخفت شخصها عنه، كما تخفى الناقة فرجها بذنبها.
[3] هو وردان بن مخرم بن مخرمة.
[4] في الأصل: ورويفع، وستأتي ترجمة ربيعة.

(1/123)


وهو في حجرته نائم ونحن ننتظره، إذ جاء عيينة بْن حصن الفزاري بسبي بلعنبر، فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ، ما لنا سبينا وقد جئنا مسلمين؟ قال: احلفوا أنكم جئتم مسلمين، فكففت أنا ووردان، وقال ربيعة: أنا أحلف يا رَسُول اللَّهِ أنا ما جئنا حتى وجهنا مساجدنا، وعشرنا أموالنا، وجئنا مسلمين، فقال: اذهبوا عفا اللَّه عنكم، وقال لربيعة: أنت الأصيلع لحلاف. قال عبدان: لا أعلم كتبنا له حديثًا إلا عَنْ هذا الشيخ.
قلت: وقد ذكر هشام الكلبي الأعور ونسبه، واسمه: ناشب، وهو الأعور بن بشامة بن نضلة ابن سنان بْن جندب بْن الحارث بْن جهمة بْن عدي بْن جندب بْن العنبر بْن عمرو بْن تميم، ولم يذكر له صحبة، وَإِنما قال: كان شريفًا رئيسًا، وعادته يذكر من له وفادة وصحبة بذلك، ولم يهمله إلا ولم تصح عنده صحبته.
وهذا استدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده وقال: وردان بْن مخرمة، ويذكر فِي بابه إن شاء اللَّه تَعَالى والذي ذكره ابن ماكولا: مخرم بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وكسر الراء المشددة وآخره ميم، والله أعلم
198- أعين بن ضبيعة
(ب) أعين بْن ضبيعة بْن ناجية بْن عقال بْن مُحَمَّدِ بْنِ سفيان بْن مجاشع بْن دارم بْن مالك ابن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم الدارمي ثم المجاشعي. يجتمع هو والفرزدق الشاعر في ناجية، فإن الفرزدق هو همام بْن غالب بْن صعصعة بْن ناجية، ويجتمع هو والأقرع بْن حابس بْن عقال في عقال وهو الذي عقر الجمل الذي كانت عليه عائشة رضي اللَّه عنها يَوْم الجمل. أخرجه أَبُو عمر.
ولما أرسل معاوية عَبْد اللَّهِ بْن الحضرمي إِلَى البصرة ليملكها له بلغ الخبر عليًا، فأرسل أعين بْن ضبيعة ليقاتله، ويخرجه من البصرة، فقتل أعين غيلة، وذلك سنة ثمان وثلاثين، وقد ذكرنا الحادثة في الكامل في التاريخ، فأرسل علي رضي اللَّه عنه بعده حارثة بْن قدامة التميمي السعدي، ففرق جمع ابن الحضرمي، وأحرق عليه الدار التي تحصن فيها، فاحترق فيها.
باب الهمزة والغين وما يثلثهما
199- الأغر الغفاريّ
(ب د ع) الأغر الغفاري. نسبه أَبُو عمر غفاريًا، وأما ابن منده وَأَبُو نعيم فقالا: الأغر رجل من الصحابة، وذكرا عنه الحديث الذي يرويه شبيب بْن روح عَنِ الأغر أَنَّهُ قَالَ: «صليت خلف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصبح فقرأ بالروم» .
وأما أَبُو نعيم فيرد كلامه عند ذكر الأغر بْن يسار، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ثلاثتهم.
200- الأغر المزني
(ب د) الأغر المزني. قال ابن منده: روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عمر، ومعاوية بْن قرة المزني، روى خَالِد بْن أَبِي كريمة، عَنْ معاوية بْن قرة، عَنِ الأغر المزني أن رجلا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني أصبحت ولم أوتر، فقال: «إنما الوتر بالليل، أعادها ثلاثا» .

(1/124)


أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ جَمِيعًا، عَنْ حَمَّادٍ قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي بَرْدَةَ، عَنْ الأَغَرِّ الْمُزْنِيِّ، وكانت لَهُ صُحْبَةٌ، أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهُ لَيُغَانُ [1] عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مرة» . أخرجه ابن مندة وأبو عمر.
201- الأغر بن يسار
(د ع) الأغر بْن يسار الجهني. له صحبة، روى عنه أَبُو بردة بْن أَبِي موسى وغيره، عداده في أهل الكوفة.
روى عنه عمرو بْن مرة، عَنْ أَبِي بردة، عَنِ الأغر، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «إني لأستغفر اللَّه في اليوم سبعين مرة» هذا معنى ما قاله ابن منده.
وأما أَبُو عمر فإنه جعل هذا والمزني واحدًا فقال: الأغر المزني، ويقال: الجهني، وهما واحد، له صحبة، روى عنه أهل البصرة: أَبُو بردة وغيره ويقال: إنه روى عنه ابن عمر، قال: وقيل إن سليمان بْن يسار روى عنه ولا يصح، وقد جعل أَبُو عمر هذا والذي قبله واحدًا.
وأما أَبُو نعيم فقال: الأغر بْن يسار المزني، وقيل: جهني، يعد في الكوفيين، روى عنه أبو بردة وغيره، وذكر الحديث الذي أَخْبَرَنَا بِهِ أبو الفضل عبد الله بن أحمد، أخبرنا أَبُو سَعْدٍ الْمُطَرِّزُ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَمَّالُ، قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، هُوَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي بَرْدَةَ، عَنِ الأَغَرِّ الْمُزْنِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا أَيَّهُاَ النَّاُس تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَرَوَى نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ الأَغَرٍّ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ لَهُ أَوْسُقٌ مِنْ تَمْرٍ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي السَّلْمِ [2] .
ثم قال أَبُو نعيم: الأغر، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عمر، ومعاوية بْن قرة المزني، قال: وذكره بعض الناس، يعني ابن منده، في ترجمة أخرى، وزعم أَنَّهُ غير الأول، وهما واحد، وذكر حديث معاوية بْن قرة، عَنِ الأغر المزني في الوتر، وقال: وذكره بعض الناس أيضًا، وجعله ترجمة أخرى، وهو المتقدم.
وروى له أَبُو نعيم حديث شبيب بْن روح عَنِ الأغر المزني، وكانت له صحبة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ في الصبح بالروم. قال أبو نعيم: وهذه الأحاديث الثلاثة عَنْ أَبِي بردة، ومعاوية بْن فرة، وشبيب بْن روح جمعتها في ترجمة واحدة، ومن الناس من فرقها وجعلها ثلاث تراجم، وهو عندي رجل واحد، هذا قول أَبِي نعيم.
__________
[1] في النهاية: الغين: الغيم، أراد ما يغشاه من السهو الّذي لا يخلو منه البشر، لأن قلبه أبدا كان مشغولا باللَّه تعالى فان عرض له وقتا ما عارض بشرى يشغله من أمور الأمة والملة ومصالحهما عد ذلك ذنبا وتقصيرا، فيفزع إلى الاستغفار.
[2] السلم: هو أن تعطى ذهبا أو فضة في سلعة معلومة تأخذها في وقت معلوم.

(1/125)


قلت: قد جعل ابن منده الأغر ثلاث تراجم، وهو: المزني والجهني والثالث لم ينسبه، وهو الأول الذي جعله أَبُو عمر غفاريًا، وجعلهما أَبُو عمر ترجمتين، وهما الغفاري والذي لم ينسبه ابن منده، وهو الذي روى قراءة سورة الروم والمزني، وقال: هو الجهني، وله حجة أن الراوي عنهما واحد وهو ابن عمر، ومعاوية بْن قرة، وأما قول أَبِي نعيم أن الثلاثة واحد فهو بعيد، فإن الذي يجعل التراجم واحدة فإنما يفعله لاتحاد النسبة أو الحديث أو الراوي وربما اجتمعت في شخص واحد، و [أما [1]] هذه التراجم فليست كذلك، فإن الغفاري لم يشارك في النسبة ولا في الراوي عنه ولا في الحديث فلا شك أَنَّهُ صحيح، وأما الآخران فاشتراكهما [2] في الرواية عنهما يوهم أنهما واحد، وقد ذكر أَبُو أحمد العسكري ترجمة الأغر المزني وذكر فيها: «إني لأستغفر اللَّه سبعين مرة» وحديث الأوسق من التمر، والله أعلم.
202- الأغلب الراجز
(الأغلب الراجز العجلي) وهو الأغلب بْن جشم بْن عمرو بْن عبيدة بْن حارثة بْن دلف ابن جشم بْن قيس بْن سعد بْن عجل بْن لجيم [3] .
قال ابن قتيبة: أدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه، وهاجر ثم كان فيمن سار إلى العراق مع سعد ابن أَبِي وقاص، فنزل الكوفة، واستشهد في وقعة نهاوند، وقبره بها. ذكره الأشيري.
باب الهمزة والفاء وما يثلثهما
203- أفطس
(ب د ع) أفطس. لا يعرف له اسم ولا قبيلة، سكن الشام. قال: أَبُو نعيم: ولم يذكره من الماضين أحد في الصحابة، وَإِنما ذكره بعض المتأخرين من حديث ابن أَبِي عبلة قَالَ: «أدركت رجلا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له الأفطس عليه ثوب خز» أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قد وافق ابن منده عَلَى إخراجه أَبُو عمر فإنه ذكره، وكذلك ذكره ابن أَبِي عاصم في الآحاد والمثاني وقالا: روى عنه ابن أَبِي عبلة وقال: «رأيت رجلا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه ثوب خز» فبان بهذا أن ابن منده لم ينفرد بذكره، والله أعلم
204- أفلح بن أبى الفعيس
(ب د ع) أفلح بْن أَبِي القعيس، وقيل: أفلح أَبُو القعيس، وقيل: أخو أَبِي القعيس.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ فِتْيَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمِينَةَ الْجَوْهَرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا، وَهُوَ عَمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ، بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الْحِجَابُ، قَالَتْ: فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ.
__________
[1] زيادة ليست في الأصل.
[2] في الأصل فلاشتركهما.
[3] في الأصل: لحم، وما أثبتناه عن خزانة الأدب: 2- 239، والجمهرة: 295.

(1/126)


وَقَدْ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَيُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيّ نَحْوَهُ.
وَرَوَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ: «إِنَّ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ» .
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَطَاءٌ عَنْ عُرْوَةَ. وَرَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ الْقَاسِم بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقُعَيْسِ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
وَالصَّحِيحُ: أَنَّهُ أَخُو أبى القعيس.
أخرجه ثلاثتهم.
205- أفلح مولى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(ب د ع) أفلح مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال ابن منده: أراه هو الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ترب وجهك» ، وأما أَبُو نعيم فروى له حديث أم سلمة قالت: «رَأَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم غلاما لنا يقال له:
أفلح، ينفخ إذا سجد، فقال له: ترب وجهك. وروى حبيب المكي عَنْ أفلح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أخاف عَلَى أمتي من بعدي ضلالة الأهواء، واتباع الشهوات، والغفلة بعد المعرفة» . أخرجه ثلاثتهم.
206- أفلح مولى أم سلمة
(د ع) أفلح مولى أم سلمة. قال ابن منده: له ذكر في حديث أم سلمة أنها قالت: رَأَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلامًا لي يقال له: أفلح، إذا سجد نفخ، فقال له: ترب وجهك. وأما أَبُو نعيم فجعل هذا والذي قبله واحدًا، فقال: أفلح مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الذي يقال له مولى أم سلمة، قال: ومن الناس من فرقهما فجعلهما اثنين يعني ابن منده، وقال في الأول:
أراه الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ترب وجهك» ، وذكر الثاني وأورد له هذا الحديث بعينه فحكم عَلَى نفسه بأنهما واحد، فلا أعلم لم فرق بينهما؟.
وأما أَبُو عمر فلم يذكر غير الأول.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، أَخْبَرَنَا ميمون أبو حمزة، عَنْ أَبِي صالح، عَنْ أم سلمة قَالَتْ: «رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامًا لَنَا يُقَالُ لَهُ: أَفْلَحُ، إِذَا سَجَدَ نَفَخَ، فَقَالَ: «يَا أَفْلَحُ تَرِّبْ وَجْهَكَ» فَهَذَا أَبُو عِيسَى قَدْ جَعَلَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ترب وَجْهَكَ» هُوَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَمَا لابْنِ مَنْدَهْ عُذْرٌ فِي أَنَّهُ قَالَ فِي الأَوَّلِ أَرَاهُ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَرِّبْ وَجْهَكَ» ، قَالَ التِّرْمِذِيُّ:
وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ فَقَالَ: مَوْلَى لَنَا يُقَالُ لَهُ: رَبَاحٌ، وَيَرِدُ فِي مَوْضِعِهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
207- أفلح أَبُو فكيهة
أفلح أَبُو فكيهة، مولى بني عبد الدار، وقيل: مولى صفوان بْن أمية، أسلم قديمًا بمكة، وكان ممن يعذب في اللَّه، وهو مشهور بكنيته، ويذكر هناك، إن شاء اللَّه تعالى، وقيل: اسمه يسار، ذكره الطبري.

(1/127)


باب الهمزة والقاف وما يثلثهما
208- الأقرع بن حابس
(ب د ع) الأقرع بْن حابس بْن عقال بْن مُحَمَّدِ بْنِ سفيان بْن مجاشع بْن دارم بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم، ساقوا هذا النسب إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: جندلة بدل حنظلة وهو خطأ، والصواب حنظلة، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عطارد بْن حاجب بْن زرارة، والزبرقان بْن بدر، وقيس بْن عاصم وغيرهم من أشراف تميم بعد فتح مكة، وقد كان الأقرع بْن حابس التميمي، وعيينة بْن حصن الفزاري شهدا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة، وحنينًا، وحضرا الطائف.
فلما قدم وفد تميم كان معهم، فلما قدموا المدينة قال الأقرع بْن حابس، حين نادى: يا محمد، إن إن حمدي زين، وَإِن ذمي شين، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذلكم اللَّه سبحانه وقيل: بل الوفد كلهم نادوا بذلك، فخرج إِلَيْهِمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: ذلكم اللَّه، فما تريدون؟ قَالُوا: نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما بالشعر بعثنا ولا بالفخار أمرنا، ولكن هاتوا، فقال الأقرع بْن حابس لشاب منهم: قم يا فلان [1] فاذكر فضلك وقومك، فقال: الحمد للَّه الذي جعلنا خير خلقه، وآتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء، فنحن خير من أهل الأرض، أكثرهم عددًا، وأكثرهم سلاحًا، فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وبفعال هو أفضل من فعالنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بْن قيس بْن شماس الأنصاري، وكان خطيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم فأجبه، فقام ثابت فقال: الحمد للَّه أحمده وأستعينه، وأومن به وأتوكل عليه، وأشهد أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه، وَحْدَهُ لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوهًا، وأعظم الناس أحلامًا، فأجابوه، والحمد للَّه الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله، وعزًا لدينه، فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه، فمن قالها منع منا نفسه وماله، ومن أباها قاتلناه وكان رغمه في الله تعالى علينا هينا، أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه للمؤمنين والمؤمنات فقال الزبرقان بْن بدر لرجل منهم:
يا فلان، قم فقل أبياتًا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقال [2] :
نحن الكرام فلا حي يعادلنا ... نحن الرءوس وفينا يقسم الربع [3]
ونطعم الناس عند المحل كلهم ... من السديف [4] إذا لم يؤنس القزع
إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد ... إنا كذلك عند الفخر نرتفع
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: علي بحسان بْن ثابت، فحضر، وقال: قد آن لكم أن تبعثوا إِلَى هذا العود،
__________
[1] هو عطارة بن حاجب، ينظر سيرة ابن هشام: 2- 562.
[2] في سيرة ابن هشام 2- 562: فقام الزبرقان بن بدر فقال
[3] يريد ربع الغنيمة، وكان الملك يأخذ الربع من الغنيمة في الجاهلية دون أصحابه، ويسمى ذلك الربع: المرباع.
[4] السديف: شحم السنام، والقزع: السحاب، أي: نطعم الشحم عند القحط.

(1/128)


والعود: الجمل المسن. فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم فأجبه فقال: أسمعني ما قلت، فأسمعه، فقال حسان:
نصرنا رَسُول اللَّهِ والدين عنوة [1] ... عَلَى رغم عات من معد وحاضر
بضرب كإيزاغ [2] المخاض مشاشه ... وعلى كأفواه اللقاح الصوادر
وسل أحدًا يَوْم استقلت شعابه ... بضرب لنا مثل الليوث الخوادر
ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى ... إذا طاب ورد الموت بين العساكر
ونضرب هام الدّارعين وننتمي ... إِلَى حسب من جذم غسان قاهر
فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى ... وأمواتنا من خير أهل المقابر
فلولا حياء اللَّه قلنا تكرما ... عَلَى الناس بالخيفين [3] : هل من منافر
فقام الأقرع بْن حابس فقال: إني، والله يا مُحَمَّد، لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء، قد قلت شعرًا فاسمعه، قال: هات، فقال:
أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا ... إذا خالفونا عند ذكر المكارم
وأنا رءوس الناس من كل معشر ... وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم يا حسان فأجبه، فقال:
بني دارم لا تفخروا إن فخركم ... يعود وبالا عند ذكر المكارم
هبلتم علينا؟ تفخرون وأنتم ... لنا خول من بين ظئر وخادم [4]
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لقد كنت غنيًا يا أخا بني دارم أن يذكر منك ما كنت ترى أن الناس قد نسوه» ، فكان قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشد عليهم من قول حسان.
ثم رجع حسان إِلَى قوله:
وأفضل ما نلتم من المجد والعلى ... ردافتنا من بعد ذكر المكارم [5]
فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم ... وأموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا للَّه ندًا وأسلموا ... ولا تفخروا عند النَّبِيّ بدارم
وَإِلا ورب البيت مالت أكفنا ... عَلَى رءوسكم بالمرهفات الصورم
__________
[1] عنوة: قهرا.
[2] في اللسان مشش: «وقول حسان: بضرب كإيزاغ المخاض مشاشه، أراد بالمشاش هاهنا بول النوق الحوامل وفي وزغ: والإيزاغ إخراج البول دفعة دفعة.
[3] الخيف: الوادي، ويطلق على عدة أماكن في الحجاز، ويثنى في الشعر.
[4] هبلتم: فقدتم وثكلتم، والخول: حشم الرجل وأتباعه، والظئر: المرضع.
[5] الردافة كالوزارة بمعنى، وأرداف الملوك هم الذين يخلفونهم في القيام بأمر المملكة، بمنزلة الوزراء في الإسلام، واحدهم ردف.

(1/129)


فقام الأقرع بْن حابس فقال: يا هؤلاء، ما أدري ما هذا الأمر؟ تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتا، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتا، وأحسن قولا، ثم دنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رَسُول اللَّهِ. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يضرك ما كان قبل هذا» .
وفي وفد بني تميم نزل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ 49: 4 [1] . تفرد برواية هذا الحديث مطولًا بأشعاره المعلى بْن عبد الرحمن بْن الحكم الواسطي.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سورة قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «أَبْصَرَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: أَوِ الْحُسَيْنِ، فَقَالَ: إِنَّ لِي مِنَ الْوَلَدِ عَشْرَةٌ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ» . وأَخْبَرَنَا يحيى بن محمود بن سعد الأصفهاني إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنِ الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَنَّهُ نَادَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ إِنَّ مَدْحِي زَيْنٌ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ فَقَالَ:
ذَلِكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» كَمَا حَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وشهد الأقرع بْن حابس مع خَالِد بْن الْوَلِيد حرب أهل العراق، وشهد معه فتح الأنبار، وهو كان عَلَى مقدمة خَالِد بْن الْوَلِيد.
قال ابن دريد: اسم الأقرع: فراس، ولقّب الأقرع لقرع كان به في رأسه، والقرع: انحصاص [2] الشعر، وكان شريفًا في الجاهلية والإسلام، واستعمله عَبْد اللَّهِ بْن عامر عَلَى جيش سيره إِلَى خراسان، فأصيب بالجوزجان هو والجيش [3] .
209- الأقرع بن شفى
(ب د ع) الأقرع بْن شفي العكي. نزيل الرملة، توفي في خلافة عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه عنه، قاله ضمرة بْن ربيعة.
روى حديثه المفضل بْن أَبِي كريم بْن لفاف، عَنْ أبيه عَنْ جده لفاف، عَنِ الأقرع بْن شفي العكي قال: «دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضي، فقلت: لا أحسب إلا أني ميت في مرضي هذا، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كلا لتبقين ولتهاجرن إِلَى أرض الشام، وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين» .
ورواه ضمرة بْن ربيعة، عَنْ قادم بْن ميسور القرشي، عَنْ رجال من عك، عن الأقرع نحوه. أخرجه ثلاثتهم.
__________
[1] الحجرات: 4.
[2] انحصاص الشعر: سقوطه.
[3] في الاصابة: وذلك في زمن عثمان، وجوزجان: اسم كورة واسعة من كور بلخ.

(1/130)


210- الأقرع بن عبد الله
(ب) الأقرع بْن عَبْد اللَّهِ الحميري، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي مران وطائفة من اليمن.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
211- الأقرع الغفاريّ
(د ع) الأقرع الغفاري. في صحبته نظر، روى حديثه عاصم الأحول عَنْ أَبِي حاجب، عَنِ الأقرع الغفاري أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
212- الأقرم بن زيد
(ب د ع) أقرم، آخره ميم، هو الأقرم بْن زيد أَبُو عَبْد اللَّهِ الخزاعي.
روى حديثه داود بْن قيس، عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن أقرم الخزاعي، عَنْ أبيه عَبْد اللَّهِ قال: كنت مع أَبِي بالقاع من نمرة [1] ، فمر بنا ركب فأناخوا بناحية الطريق، فقال لي أَبِي: كن في بهمك [2] حتى آتي هؤلاء القوم فإني سائلهم، قال: فخرج وخرجت في أثره، قال: فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْفُرَاتِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ النَّسَائِيِّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن أَقْرَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ أَرَى عُفْرَةَ [3] إِبِطِهِ إِذَا سَجَدَ» .
رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَالطَّيَالِسِيُّ وَالْقَعْنَبِيُّ، فَقَالُوا: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَرَوَاهُ وَكِيعٌ فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرْقَمُ، وَلا يَصِحُّ، والصواب أقرم.
أخرجه ثلاثتهم.
213- اقعس بن سلمة
(ب د ع) أقعس بْن سلمة وقيل: مسلمة الحنفي السحيمي.
يعد في أهل اليمامة، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وطلق بْن عَلِيٍّ، وسلم بْن حنظلة، وعلي بْن شيبان، كلهم من بني سحيم بْن مرة بْن الدول بْن حنيفة بْن لجيم بْن صعب بْن عَلِيِّ بْنِ بكر بن وائل، بطن من بنى حنيفة.
__________
[1] نمرة: ناحية بعرفة، وموضع بقديد.
[2] البهم: جمع بهمة، وهي ولد الضأن الذكر والأنثى. وفي الإصابة: كن هاهنا.
[3] العفرة: بياض ليس بالناصع، ولكن كلون عفر الأرض، وهو وجهها.

(1/131)


روى حديثه المنهال بْن عَبْد اللَّهِ [1] بْن صبرة بْن هوذة عَنْ أبيه قال: «أشهد لجاء الأقعس بْن سلمة بالإداوة التي بعث بها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينضح بها مسجد قران [2] .
هكذا رواه جماعة ورواه غيرهم فقال: الأقيصر بْن سلمة ولا يصح.
أخرجه ثلاثتهم.
214- الأقمر أبو على
(س) الأقمر أَبُو علي وكلثوم الوادعي [3] ، كوفي، قال ابن شاهين: يقال إن اسمه عمرو ابن الحارث بْن معاوية بْن عمرو بْن ربيعة بْن عَبْد اللَّهِ بْن وادعة بطن من همدان، قال: إن صح وَإِلا فهو مرسل.
أخبرنا أبو موسى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عِيسَى الأصفهاني الحافط كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِذْنًا، عَنْ كِتَابِ أَبِي أَحْمَدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْقَارِيُّ بِدِمَشْقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَلْهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ زُغْبَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالنُّفْسَاءُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيبُ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ محمدا رَسُولُ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
باب الهمزة مع الكاف وما يثلثهما
215- أكبر الحارثي
أكبر الحارثي. كان اسمه أكبر فسماه رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرًا، قاله ابن ماكولا.
216- أكتل بن شماخ
(ب) أكثل بْن شماخ بْن يَزِيدَ بْن شدّاد بن صخر بن مالك بن لأى بْن ثعلب بْن سعد بْن كنانة بْن الحارث بْن عوف بْن وائل بْن قيس بْن عوف بْن عبد مناة بْن أد بْن طابخة العكلي، نسبه هكذا هشام بْن الكلبي، وقال: كان علي بْن أَبِي طالب إذا نظر إِلَى أكتل قال: من أحب أن ينظر إِلَى الصبيح الفصيح فلينظر إِلَى أكتل. قال أَبُو عمر: وشهد يَوْم الجسر [4] ، وهو يَوْم قس الناطف [5] مع أَبِي عبيد [6] والد المختار الثقفي،
__________
[1] في الإستيعاب: عبيد الله بن صبرة بن هوذة عن الأقعس.
[2] في مراصد الاطلاع: قران قرية باليمامة لبني سحيم.
[3] في الإصابة: الأقمر الوداعي، وفي تاج العروس: «ووداعة بن عمر. أبو قبيلة من بنى جشم بن حاشد بن جشم ابن حزان بن نوف بن همدان ... أو هو وادعة، بتقديم الألف، كما في جمهرة النسب لابن الكلبي. قلت: وهو المشهور عند أهل النسب» .
[4] وقعة الجسر كانت في سنة 14 هـ بين العرب والفرس، وفيها هزم العرب.
[5] قس الناطف: موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي.
[6] هو أبو عبيد بن مسعود الثقفي، وكان من سادة الصحابة، ينظر العبر للذهبى: 1- 17.

(1/132)


وأسر فرخان شاه [1] وضرب عنقه، وشهد القادسية، وله فيها آثار محمودة.
أخرجه أَبُو عمر.
217- أكثم بن الجون
(ب د ع) أكثم بْن الجون. وقيل: ابن أَبِي الجون، واسمه: عبد العزى بْن منقذ بْن ربيعة بْن أصرم بْن ضبيس بْن حرام بْن حبشية بْن كعب بْن عَمْرو بْن رَبِيعة وهو لحي بْن حارثة بْن عمرو مزيقياء، وعمرو بْن ربيعة هو أَبُو خزاعة وإليه ينسبون، هكذا نسبه هشام.
قيل: هو أَبُو معبد الخزاعي زوج أم معبد في قول، وهو الَّذِي قَالَ لَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم «رأيت الدجال فإذا أشبه الناس به أكثم بْن عبد العزى» فقام أكثم فقال: أيضرني شبهي إياه؟ فقال: لا أنت مؤمن وهو كافر، وقيل: بل قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَا الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التِّكْرِيتِيُّ الْوَزَّانُ، أَخْبَرَنَا الأَدِيبُ أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَابَزَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوبَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ بَزِيعٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن إسحاق، حدثني مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ أَنَّ أَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لأَكْثَمَ بْنِ الْجَوْنِ:
«يَا أَكْثَمُ بْنَ الْجَوْنِ، رَأَيْتَ عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ يَجْرُّ قُصْبَهُ [2] فِي النَّارِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلا أَشْبَهَ بِرَجُلٍ مِنْكَ بِهِ، قَالَ أَكْثَمُ: عَسَى أَنْ يَضُرَّنِي شَبَهُهُ؟. قَالَ: لا، إِنَّكَ مُؤْمِنٌ وَهُوَ كَافِرٌ، إِنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ غَيَّرَ دِينَ إِسْمَاعِيلَ، فَنَصَبَ الْأَوْثَانَ، وَسَيَّبَ السَّائِبَةَ، وَبَحَّرَ الْبَحِيرَةَ، وَوَصَلَ الْوَصِيلَةَ، وَحَمَى الْحَامِي [3] . قَالَ أَبُو عُمَرَ: الْحَدِيثُ الَّذِي فِيهِ ذِكْرُ الدَّجَّالِ لا يَصِحُّ، إِنَّمَا يَصِحُّ مَا قَالَهُ فِي ذِكْرِ عَمْرِو بْنِ لُحَيٍّ.
وهو عم سليمان بْن صرد الخزاعي، رأس التوابين الذي قتل بعين الوردة [4] طالبًا بثأر الحسين بن على عليهما السلام، وسيرد ذكره، إن شاء اللَّه تعالى.
ومن حديث أكثم ما رواه ضمرة بْن ربيعة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شوذب، عَنْ أَبِي نهيك، عَنْ شبل بْن خليد المزني عَنْ أكثم بْن الجون قال: قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، فلان لجريء في القتال قال: هو في النار، قال: قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه في النار، فأين نحن؟ قال: إن ذاك اختار النفاق وهو في النار. قال:
__________
[1] في الاستيعاب: مردان شاه.
[2] القصب: المعى، والجمع: أقصاب، وقيل: القصب: اسم للأمعاء كلها.
[3] قال الزمخشريّ في الكشاف 1- 534: «كان أهل الجاهلية إذا نتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر، بحروا أذنها، أي شقوها وحرموا ركوبها، ولا تطرد عن ماء ولا مرعى، واسمها البحيرة. وكان يقول الرجل: إذا قدمت من سفري أو برئت من مرضى فناقتى سائبة، وجعلوها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها.
وإذا ولدت الشاة أنثى فهي لهم، وإن ولدت ذكرا فهو لآلهتهم، فان ولدت ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها، فلم يذبحوا الذكر لآلهتهم.
وإذا نتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا: قد حمى ظهره، فلا يركب ولا يحمل عليه، ولا يمنع من ماء ولا مرعى»
[4] عين الوردة: بلد في وسط الجزيرة، وقد قتل سليمان بن صرد سنة 65 هـ.

(1/133)


فكنا نتحفظ عليه في القتل فكان لا يمر به فارس ولا راجل إلا وثب عليه فكثر جراحه، فأتينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلنا: يا رسول الله، استشهد فلان، قال: هو في النار، فلما اشتد به ألم الجراح أخذ سيفه فوضعه بين ثدييه، ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره، فَأَتَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أشهد أنك رَسُول اللَّهِ، فقال «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، وَإِنه لمن أهل النار، وَإِن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، وَإِنه لمن أهل الجنة، تدركه الشقوة والسعادة عند خروج نفسه فيختم له بها» . أخرجه الثلاثة.
218- أكثم بن صيفي بن عبد العزى
(د ع) أكثم بْن صيفي وهو ابن عبد العزى بْن سعد بْن ربيعة بْن أصرم، من ولد كعب ابن عمرو، عداده في أهل الحجاز.
ساق هذا النسب ابن منده وَأَبُو نعيم.
ولما بلغ أكثم ظهور رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسل إليه رجلين يسألانه عَنْ نسبه، وما جاء به، فأخبرهما وقرأ عليهما إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى، وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 16: 90 [1] فعادا إلى أكثم فأخبراه، وقرءا عليه الآية، فلما سمع أكثم ذلك قال: يا قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الأمر رءوسا ولا تكونوا أذنابًا، وكونوا فيه أولا ولا تكونوا فيه آخرًا، فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فأوصى أهله: أوصيكم بتقوى اللَّه وصلة الرحم، فإنه لا يبلى عليها أصل، ولا يهتصر عليها فرع.
219- أكثم بن صيفي
(د) أكثم بْن صيفي. قاله ابن منده، وقال: قد تقدم ذكره. روى عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير، عَنْ أبيه، قال: بلغ أكثم بْن أَبِي الجون مَخْرَجُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأراد أن يأتيه، فأبى قومه أن يدعوه قال: فليأته من يبلغه عني ويبلغني عنه، فأرسل رجلين فأتيا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالا: نحن رسل أكثم، وذكر حديثًا طويلًا. أخرجه ابن منده وحده.
قلت: أخرج ابن منده هذه التراجم الثلاث، وأخرج أَبُو نعيم الترجمتين الأوليين، ولم يخرج الثالثة، وذكر النسب فيهما كما سقناه عنهما، وهو من عجيب القول، فإنهما ذكرا النسب في الأولى والثانية واحدًا، ولا شك أنهما رأيا في الأول النسب متصلًا إِلَى حارثة بْن عمرو مزيقياء، ورأياه في الثاني لم يتصل، إنما هو ربيعة بْن أصرم من ولد كعب بْن ربيعة، فظناه غير الأول وهو هو، وزادا عَلَى ذلك بأن رويا عنه في الترجمة الأولى أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا أكثم، اغز مع غير أهلك يحسن خلقك» ثم إنهما ذكراه في اسم حنظلة بْن الربيع الكاتب الأسيدي، وجعلاه من أسيد بْن عمرو بْن تميم، وقالا: ابن أخي أكثم بْن صيفي، فكيف يكون أكثم بْن صيفي في هذه الترجمة خزاعيًا، ويكون في ترجمة حنظلة تميميا؟.
__________
[1] النحل: 90.

(1/134)


والصحيح فيه أَنَّهُ أكثم بْن صيفي بْن رياح بْن الحارث بْن مخاشن بْن معاوية بْن شريف بْن جروة بْن أسيد بْن عمرو بْن تميم، هكذا ساق نسبه غير واحد من العلماء، منهم ابن حبيب، وابن الكلبي، وأبو نصر ابن ماكولا، وغيرهم لا اختلاف عندهم أَنَّهُ من تميم، ثم من بني أسيد، ولو لم يسوقا نسبه مثل نسب أكثم بْن أَبِي الجون الذي في الترجمة الأولى لكان أصلح، ثم قالا جميعًا في نسب أكثم بْن صيفي: إنه من ولد كعب بْن عمرو، يعني خزاعة، ثم إنهما جعلاه من أهل الحجاز لظنهما أَنَّهُ خزاعي، وَإِلا فلو ظناه تميميا لما جعلاه من أهل الحجاز، ومثل هذا لا يخفى عَلَى من هو دونهما فكيف عليهما؟ والجواد قد يكبو والسيف قد ينبو!!
220- أكيدر بن عبد الملك
(د ع) أكيدر بْن عَبْد الْمَلِكِ، صاحب دومة الجندل [1] كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأرسل سرية إِلَى أكيدر مع خَالِد بْن الْوَلِيد وقال لهم: «إنكم ستجدون أكيدرًا خارج الحصن» . وذكر ابن منده وَأَبُو نعيم أَنَّهُ أسلم وأهدى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلة حرير، فوهبها لعمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: أما سرية خَالِد فصحيح، وَإِنما أهدى لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصالحه ولم يسلم، وهذا لا اختلاف بين أهل السير فيه، ومن قال: إنه أسلم، فقد أخطأ خطأ ظاهرًا، وكان أكيدر نصرانيًا ولما صالحه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وَسَلَّمَ عاد إِلَى حصنه وبقي فيه، ثم إن خالدًا أسره لما حصر دومة أيام أَبِي بكر، رضي اللَّه عنه، فقتله مشركًا نصرانيًا، وقد ذكر البلاذري أن أكيدرًا لما قدم عَلَى النَّبِيّ مع خَالِد أسلم وعاد إِلَى دومة، فلما مات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتد ومنع ما قبله، فلما سار خَالِد من العراق إِلَى الشام قتله، وعلى هذا القول أيضًا فلا ينبغي أن يذكر في الصحابة، وَإِلا فيذكر كل من أسلم في حياة رسول الله ثم ارتد.
221- أكيمة الليثي
(س) أكيمة الليثي. وقيل: الزُّهْرِيّ، ذكره الحافظ أَبُو موسى.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ التَّاجِرُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، عَنْ كِتَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الدينَوَريّ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. أَنَّ أُكَيْمَةَ قَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ وَلا نَقْدِرُ عَلَى تَأْدِيَتِهِ، قَالَ: لا بَأْسَ زِدْتَ أَوْ نَقَصْتَ، إِذَا لَمْ تُحِلَّ حَرَامًا أو تحرم حلالا وأصبت المعنى» .
وقد رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَمْ يَقُلْ «أَنَّ أُكَيْمَةَ» .
وفي كتاب أَبِي نعيم أورده في ترجمة سليمان بْن أكيمة. وقد ذكر عامر بْن أكيمة في حديث.
__________
[1] دومه الجندل: حصن على سبعة مراحل من دمشق بينها وبين المدينة.

(1/135)


باب الهمزة والميم وما يثلثهما
222- أماناة بْن قيس
أماناة بْن قيس بْن الحارث بْن شيبان بْن الفاتك الكندي، من بني معاوية الأكرمين، من كندة، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان قد عاش دهرًا طويلًا، وله يقول عوضة الشاعر [1] :
ألا ليتني عمرت يا أم خَالِد ... كعمر أماناة بْن قيس بْن شيبان
لقد عاش حتى قيل ليس بميت ... وأفنى فئاما [2] من كهول وشبان
وفد معه ابنه يزيد فأسلم ثم ارتد، قتل يَوْم النجير [3] في خلافة أَبِي بكر رضي اللَّه عنه.
223- أمد بن أبد
(س) أمد بْن أبد الحضرمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ لَفْظًا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي أَخِي يَزِيدُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: وَدَدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا مَنْ يُحَدِّثُنَا عَمَّا مَضَى مِنَ الزَّمَنِ، هَلْ يُشْبِهُ ما نحن فيه اليوم؟ قيل له: بحضر موت رَجُلٌ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ ثَلاثُمِائَةٍ سَنَةٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ، فَأَتَى بِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَجَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أَمَدُ بْنُ أَبَدٍ، فَقَالَ لَهُ: كَمْ أَتَى عَلَيْكَ مِنَ السِّنِينَ؟ قَالَ: ثَلاثُمِائَةِ سَنَةٍ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: كَذَبْتَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَحَدَّثَهُمْ سَاعَةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: حَدِّثْنَا أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَقَالَ لَهُ: وَمَا تَصْنَعُ بِحَدِيثِ الْكَذَّابِ؟ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا كَذَّبْتُكَ وَأَنَا أَعْرِفُكَ بِالْكَذِبِ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُخْبِرَ مِنْ عَقْلِكَ، فَأَرَاكَ عَاقِلا، حَدِّثْنَا عَمَّا مَضَى مِنَ الزَّمَنِ، هَلْ يُشْبِهُ مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَقَالَ:
نعم كأنه ما ترى، ليل يجئ من هاهنا ويذهب من هاهنا، قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَعْجَبَ مَا رَأَيْتَ، قَالَ:
رأيت الظعينة تَخْرُجُ مِنَ الشَّامِ حَتَّى تَأْتِيَ مَكَّةَ، لا تَحْتَاجُ إِلَى طَعَامٍ وَلا شَرَابٍ، تَأْكُلُ مِنَ الثمار وتشرب من لعيون، ثُمَّ هِيَ الآنَ كَمَا تَرَى. قَالَ: وَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: دُوَلُ اللَّهِ فِي الْبِقَاعِ كَمَا تَرَى، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: فَهَلْ رَأَيْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: وَمَنْ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ.
قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَلا عَظَّمْتَهُ بِمَا عَظَّمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ؟. أَلا قُلْتَ: رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ .. نعم [4] ، قَالَ:
صِفْهُ لِي، قَالَ: «رَأَيْتُهُ بِأَبِي وَأُمِّي، فَمَا رَأَيْتُ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ» وَذَكَرَ الحديث.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في الإصابة: عوضة من بنى براء الشاعر النخعي.
[2] الفئام: الجماعة الكثيرة.
[3] في تاج العروس: والنجير- كزبير: حصن منيع قرب حضر موت، لجأ اليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس أيام أبى بكر رضى الله عنه.
[4] في الإصابة: نعم رأيته.

(1/136)


224- امرؤ القيس بن الأصبغ
(ب) امرؤ القيس بْن الأصبغ الكلبي. من بني عَبْد اللَّهِ بْن كنانة بْن بَكْر بْن عوف بْن عذرة بْن زَيْد اللات بْن رفيدة بْن ثور بْن كلب بْن وبرة، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملًا عَلَى كلب، حين أرسل عماله عَلَى قضاعة، فارتد بعضهم وثبت امرؤ القيس عَلَى دينه، وامرؤ القيس هذا هو خال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف فيما أظن، والله أعلم، لأن أم أَبِي سلمة تماضر بنت الأصبغ بْن ثعلبة بْن ضمام الكلبي، وكان الأصبغ زعيم قومه ورئيسهم.
هذا كلام أَبِي عمر، وهو أخرجه وحده.
225- امرؤ القيس بن عابس
(ب د ع) امرؤ القيس بْن عابس بْن المنذر بْن امرئ القيس بْن السمط بْن عمرو بْن معاوية بْن الحارث الأكبر بْن معاوية بْن ثور بْن مرتح بْن معاوية بْن الحارث بْن كندة الكندي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأسلم وثبت عَلَى إسلامه، ولم يكن فيمن ارتد من كندة، وكان شاعرًا نزل الكوفة، وهو الذي خاصم الحضرمي إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال للحضرمي: «بينتك وَإِلا فيمينه قال:
يا رَسُول اللَّهِ، إن حلف ذهب بأرضي، فقال: رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من حلف عَلَى يمين كاذبة ليقتطع بها مالا لقي اللَّه وهو عليه غضبان، فقال امرؤ القيس: يا رَسُول اللَّهِ، ما لمن تركها وهو يعلم أنها حق؟ قال:
الجنة قال: فأشهدك أني قد تركتها له. واسم الذي خاصمه ربيعة بْن عيدان، وسيرد ذكره في الراء، إن شاء اللَّه تعالى.
عيدان: بفتح العين المهملة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وآخره نون، قال عبد الغني: ويقال:
عبدان بكسر العين وبالباء الموحدة.
ومن شعر امرئ القيس:
قف بالديار وقوف حابس ... وتأن إنك غير آيس
لعبت بهن العاصفات ... الرائحات من الروامس
ماذا عليك من الوقوف ... بهالك الطلين دارس؟
يا رب باكية علي ... ومنشد لي في المجالس
أو قائل: يا فارسًا ... ماذا رزئت من الفوارس
لا تعجبوا أن تسمعوا ... هلك امرؤ القيس بْن عابس
أخرجه الثلاثة. [1]
226- امرؤ القيس بن الفاخر
(د ع) امرؤ القيس بْن الفاخر بْن الطماح بْن شرحبيل [2] الخولاني. شهد فتح مصر، ذكر ذلك أَبُو سَعِيد بْن يونس، ولا تعرف له رواية، وقد ذكر أن لَهُ صحبة.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم..
__________
[1] ط: بهابك، وينظر الاستيعاب: 104.
[2] في الإصابة: أبو شرحبيل.

(1/137)


227- أمية بن الأشكر
(ب د ع) أمّة بْن الأشكر [1] الجندعي. أدرك الإسلام وهو شيخ كبير، قاله علي بْن مسمر، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه.
أخرجه الثلاثة.
قلت: هكذا نسبوه وهو: أمية بْن حرثان بْن الأشكر بْن عَبْد اللَّهِ- وهو سربال الموت- بن زهرة ابن زبينة بْن جندع بْن ليث بْن بَكْر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة، الكناني الليثي الجندعي.
وكان شاعرًا، وله ابنان: كلاب وأبي اللذان هاجرا [2] ، فبكاهما بأشعاره، ومما قال فيهما.
إذا بكت الحمامة بطن وج [3] ... عَلَى بيضاتها أدعو كلابا
فردهما عمر بْن الخطاب عليه، وحلف عليهما أن لا يفارقاه حتى يموت.
قال أَبُو عمر: خبره مشهور، رواه الزُّهْرِيّ وهشام بْن عروة عَنْ عروة.
أخرجه الثلاثة.
228- أمية بن ثعلبة
أمية بْن ثعلبة له حديثان في مسند ابن مفرج المستخرج من روايات قاسم بْن أصبغ، ذكره الاشيرى.
229- أمية بن خالد الأموي
(ب د ع) أمية بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أسيد الأموي. في صحبته نظر. عداده في التابعين، أخرجه ابن أَبِي شيبة والقواريري وابن منيع في الصحابة، وروى حديثه قيس بْن الربيع، عَنِ المهلب بْن أَبِي صفرة، عَنْ أمية أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستفتح صعاليك المهاجرين.
ورواه يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أبيه، عَنْ أمية ولم يذكر المهلب.. هكذا أخرج نسبه ابن منده.
وأما أَبُو عمر فإنه قال: أمية بْن خَالِد، يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كان يستفتح [4] بصعاليك المهاجرين.
قال: ولا تصح عندي صحبته، قال: ويقال إنه أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد [5] بْن أَبِي العيص بْن أمية بْن عبد شمس الأموي، قاله الثوري وقيس بْن الربيع.
وأما أَبُو نعيم فإنه ذكره عَلَى الصحيح فقال: أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي العيص، مختلف في صحبته، وذكر الحديث عَنْ أمية بْن عَبْد اللَّهِ، ورواه من طريق آخر عَنْ أمية بْن خَالِد بْن عبد الله.
__________
[1] في الإصابة: الأسكر: بالسين المهملة، فيما صوبه الجيانى، وضبطه ابن عبد البر بالمعجمة، وفي الجمهرة بالمهملة.
[2] في الجمهرة 173: «وأمية هذا هو الّذي تفجع على ابنيه كلاب وابى إذ هاجرا إلى البصرة ... » .
[3] وج: واد بالطائف.
[4] يستفتح بهم: أي يستنصر بهم ... والصعلوك: الفقير.
[5] لم يزد ابو عمر في نسبه على هذا، ينظر الاستيعاب: 107.

(1/138)


قلت: والصحيح أَنَّهُ أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي العيص، وكان عتاب بْن أسيد عم أبيه عَبْد اللَّهِ، وكان زياد بْن أبيه قد استعمل عَبْد اللَّهِ عَلَى فارس، واستخلفه عَلَى عمله حين مات، فأقره عليه معاوية، وأما أمية بْن عَبْد اللَّهِ فإن عَبْد الْمَلِكِ استعمله عَلَى خراسان، والصحيح أَنَّهُ لا صحبة له، والحديث مرسل.
وقد ذكر مصنفو التواريخ والسير أمية وولايته خراسان، وساقوا نسبه كما ذكرناه.
وذكر أَبُو أحمد العسكري عتاب بْن أسيد بن أبى العيص ثم قال: وأخوه خَالِد بْن أسيد، وابنه أمية بْن خَالِد، ثم قال في ترجمة منفردة: أمية بْن خَالِد بْن أسيد، ذكر بعضهم أن له رواية، وقد روى عَنِ ابن عمر وروى لَهُ: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستفتح بصعاليك المهاجرين.
وقد ذكره الزبير بْن أَبِي بكر فقال بعد أن نسبه: واستعمل عَبْد الْمَلِكِ أمية بن عبد الله بن خالد ابن أسيد عَلَى خراسان [1] .
وأم خَالِد وأمية وعبد الرحمن بني عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد: أم حجير بنت عثمان بْن شيبة العبدرية [2] .
وقد ذكر الزبير أيضًا أن أسيدًا ولد خالدًا وعتابًا، ثم قال: ومات خَالِد بْن أسيد بمكة، وخلف من الولد عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد، استعمله زياد عَلَى فارس، وأبا [3] عثمان وأمية بْن خَالِد.
فلعل من جعل أمية المذكور في هذه الترجمة ابن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، قد أتي من هذا، ويكون قد أسقط خالدًا والد عَبْد اللَّهِ الذي هو ابن أسيد من نسبه، وليس بشيء، فإن أمية بْن عَبْد اللَّهِ بن خالد ابن أسيد المذكور في هذه الترجمة هو الذي وقع الوهم فيه، وقدموا خالدًا عَلَى عَبْد اللَّهِ، والصواب:
عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد.
أخرجه الثلاثة.
230- أمية بن خويلد الضمريّ
(ب د ع) أمية بْن خويلد الضمري. وقيل: أمية بْن عمرو، والد عمر بْن أمية، حجازي له صحبة، ولابنه عمرو صحبة، وهو أشهر من أبيه.
روى حديثه جَعْفَر بْن عَمْرِو بْن أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه عينًا وحده هذا قول أَبِي عُمَر.
وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم فإنهما قالا: أمية بْن عمرو، وقيل: ابن أَبِي أمية الضمري، عداده، فِي أهل الحجاز، روى عَنْهُ ابنه عمرو، من حديث إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مجمع، عَنْ جَعْفَر بْن عمرو ابن أمية، عَنْ أبيه، عَنْ جده أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه عينًا إِلَى قريش، قال: فجئت إِلَى خشبة ابن خبيب
__________
[1] ينظر كتاب نسب قريش: 189، 190.
[2] في كتاب نسب قريش 190: «أم حجير بنت شيبة بن عثمان، وينظر الجمهرة: 118.
[3] في المطبوعة: «وأما» وينظر كتاب نسب قريش: 188.

(1/139)


ابن عدي، فرقيت فيها، فحللت خبيبًا فوقع إِلَى الأرض، فذهبت غير بعيد، ثم التفت فلم أر خبيبًا، ولكأنما الأرض ابتلعته. ولم ير [1] لخبيب رمة حتى الساعة.
[ورواه الترمذي] [2] ورواه الزُّهْرِيّ عَنْ جَعْفَر عَنْ أبيه قال: بعثني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر الحديث وهو أصح، وقد اختلفوا في اسم أَبِي أمية عَلَى ما ذكرناه.
وأما هشام بْن الكلبي فقال: أمية بْن خويلد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن عبد بْن ناشرة [3] بْن كعب بْن جدي بْن ضمرة بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بْن كنانة الكناني الضمري، ولم يذكر له صحبة، وَإِنما قال:
عَنْ أبيه عمرو، صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه الثلاثة.
خبيب: بضم الخاء المعجمة، وفتح الباء الموجدة، وبالياء الساكنة تحتها نقطتان، وآخره باء ثانية موحدة.
وجدي: بضم الجيم.
231- أمية بن ضبادة
(أمية بْن ضفارة [4] من بني الخصيب. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع رفاعة بْن زيد الجذامي في وفد جذام، قاله ابن إسحاق، ذكره ابن الدباغ الأندلسى.
232- أمية بن سعد القرشي
(س) أمية بْن سعد القرشي. استدركه الحافظ أَبُو موسى عَلَى ابن منده وقال: أخرجه أبو زكريا، يعني ابن منده، فيما استدركه عَلَى جده، وقال: كان أحد السبعين الَّذِينَ بايعوا رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم تحت الشجرة، وهو جد سليمان بْن كثير. أخرجه مُحَمَّد بْن حمدويه في تاريخ مرو، فيمن قدمها من الصحابة.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أَخْبَرَنَا أَبُو زكريا فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا عَمِّي الإِمَامُ. أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عِصْمَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عِصْمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَجَاءٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُوَيْهِ السِّنْجِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْحَجَّاجِيُّ، أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَطَاءٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَتَاكَ رُسُلِي فَأَعْطِهِمْ كَذَا وَكَذَا دِرْعًا أَوْ قَالَ بَعِيرًا، قُلْتُ: وَالْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ» .
قَالَ أَبُو مُوسَى: كَذَا تَرْجَمَ وَرَوَى، قَالَ: وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو مَنْصُورٍ مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ الأَدِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
__________
[1] في المطبوعة: ولم يذكر.
[2] ساقطة من الأصل.
[3] في المطبوعة ابن أناس بن عبد ناشر. ينظر الإصابة والجمهرة: 175.
[4] في المطبوعة ضيادة، وينظر الإصابة، وسيرة ابن هشام: 2- 615.

(1/140)


عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّابُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ [1] ، بِإِسْنَادِهِ الْمُقَدَّمِ إِلَى عَطَاءٍ وَقَالَ: عَنْ يَعْلَى بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ قَالَ أَبُو مُوسَى: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ هَمَّامٍ، وَالْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَيُرْوَى عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ أَبِيهِ. انْتَهَى كَلامُ أَبِي مُوسَى. قُلْتُ: أَمَّا الْحَدِيثُ فَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ، وَأَمَّا ترجمة أبى زكريا، وَقَوْلُهُ أُمَيَّةُ بْنُ سَعْدٍ، فَلَمْ يُنَبِّهْ أَبُو مُوسَى عَلَيْهِ، وَلا أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ جَاءَ بِهَذَا النَّسَبِ الَّذِي لا يُعْرَفُ، وَمِثْلُ هَذَا تَرْكُهُ أَوْلَى، لَكِنْ نَحْنُ لا بُدَّ لَنَا مِنْ ذِكْرِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَأْتِيَ مَنْ لا يعلم فيظن أننا أهملناه أو لم يصل إلينا، وأما قول أبى زكريا: كَانَ أَحَدُ السَّبْعِينَ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَبَيْعَةُ الشَّجَرَةِ هِيَ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ، وَلَمْ يَكُونُوا سَبْعِينَ، وَإِنَّمَا كَانُوا زِيَادَةً عَلَى أَلْفٍ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الزِّيَادَةِ، وَأَمَّا السَّبْعُونَ الَّذِينَ بَايَعُوا فَكَانُوا عِنْدَ الْعَقَبَةِ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مِنْ غَيْرِ الأَنْصَارِ وَحُلَفَائِهِمْ أَحَدٌ، وَلَمْ يَشْهَدْهَا قُرَشِيٌّ إِلا الْعَبَّاسُ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ حِينَئِذٍ كَافِرًا.
حبان بْن هلال: بفتح الحاء المهملة، والباء الموحدة، وآخره نون.
233- أمية بن عبد الله بن عمرو
(س) أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بْن عثمان.
قال أَبُو موسى: ذكره عبدان في الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن قدامة الجمحي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن دينار [2] عَنْ أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما فتح مكة قام خطيبًا، فقال: إن اللَّه، عز وجل، قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعظمها بآبائها، فالناس رجلان: بر تقي كريم عَلَى اللَّه، عز وجل، وفاجر شقي هين عَلَى اللَّه عز وجل، الناس بنو آدم وآدم من تراب، قال اللَّه تعالى: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ [3] » 49: 13 أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه لي ولكم.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: هذا حديث مشهور بعبد اللَّه بْن دينار، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن الخطاب، وعبد الملك بْن قدامة مشهور بالرواية عَنِ ابن دينار، فلا أدري كيف وقع.
عبية الجاهلية يعني: كبرها وتضم عينه وتكسر.
234- أمية بن عبد الله القرشي
(س) أمية بْن عَبْد اللَّهِ القرشي قال أَبُو موسى: هو أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد، أورده ابن منده، إلا أنه قال: أمة بْن خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ، قال: وكذا فيمن اسمه أمية من الصحابة في كتبهم أوهام. أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: سهيل، وينظر الإصابة والخلاصة: 309.
[2] في الأصل: نباتة، وما أثبتناه هو الصواب بدليل كلامه بعد، وينظر الإصابة.
[3] الحجرات: 13.

(1/141)


وقد ذكرناه في أمية بْن خَالِد وذكر ما فيه كفاية، وهذا لم يتركه ابن منده حتى يستدركه عليه، وَإِنما وهم فيه، ولم يذكر أَبُو موسى أوهامه، فليس لذكره وجه.
235- أمية بن أبى عبيدة
(د ب) أمية بْن أَبِي عبيدة بْن همام بْن الحارث بْن بكر بْن زيد بْن مالك بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة بْن تميم التميمي الحنظلي. حليف بني نوفل بْن عبد مناف، نسبه أَبُو عمر، وهو والد يعلى بْن أمية الذي يقال له: يعلى بْن منية، وهي أمة، ولأبيه أمية صحبة، ولابنه يعلى صحبة أيضًا، وهو أشهر من أبيه.
وفد أمية عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا رَسُول اللَّهِ، بايعنا عَلَى الهجرة قال: لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية» . أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أخبرنا أبو الرُّبَيِّعِ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُنِيَّةَ قَالَ: جِئْتُ بِأَبِي أُمَيَّةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْفَتْحِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْ أَبِي عَلَى الْهِجْرَةِ. فَقَالَ رسول الله: أُبَايِعُهُ عَلَى الْجِهَادِ، فَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ» . أَخْرَجُه ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو عُمَرَ.
منية: أم يعلى بضم الميم، وسكون النون، وبعدها ياء تحتها نقطتان.
236- أمية بن على
(د ب) أمية بْن علي. قال ابن منده: سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وهم، روى يحيى بْن زياد الفراء، عَنِ ابن عيينة، عَنْ عمرو بْن دينار، عَنْ عطاء، عَنْ أمية بْن عَلِيٍّ قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عَلَى المنبر: يا مال [1] » .
قال: والصواب ما رواه أصحاب ابن عيينة عنه عَنْ عمرو، عَنْ صفوان بْن يعلى عَنْ أبيه أن النَّبِيّ قرأ: يا مال. أخرجه ابن مندة وأبو عمر [2] .
237- أمية جد عمرو بن عثمان
(ب) أمية جد عمرو بْن عثمان الثقفي. مدني.
حديثه أن «رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في الماء والطين عَلَى راحلته يومي إيماء، سجوده أخفض من ركوعه. أخرجه أبو عمر.
__________
[1] هذا ترخيم لقوله تعالى «وَنادَوْا يا مالِكُ 43: 77» الزخرف 77.
[2] لم أجد ترجمته في الاستيعاب.

(1/142)


قلت: كذا أخرجه أَبُو عمر، وقد أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى التِّرْمِذِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ [1] يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَوْا إِلَى مَضِيقٍ، وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ فَمُطِرُوا، السَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَالْبِلَّةُ مِنْ أَسْفَلِ مِنْهُمْ، فَأَذَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَتَقَدَّمَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَصَلَّى بِهِمْ يُومِي إِيمَاءً يَجْعَلُ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ، فَسَمَّاهُ أَبُو عِيسَى كَمَا ذَكَرْنَاهُ، فَعَلَى قَوْلِهِ الْحَدِيثُ لِيَعْلَى لا لأُمَيَّةَ.
238- أمية بن لوذان
(د ع) أمية بْن لوذان بْن سالم بْن مالك من بني غنم بْن سالم بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ثم من بني عوف بْن الخزرج.
شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يعرف له حديث، قال ابن إِسْحَاق: شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني غنم بْن مالك: أمية بْن لوذان بْن سالم بْن مالك، قاله ابْنُ منده.
وروى أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ عَنْ عروة بْن الزبير في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، ثم من بنى قربوس ابن غنم بْن سالم: أمية بْن لوذان بْن سالم بْن ثابت بْن هزال بْن عَمْرو بْن قربوس بْن غنم مثله. ومثله قال ابن إِسْحَاق في رواية سلمة عنه.
والذي رواه ابن منده عَنِ ابن إِسْحَاق فهو من رواية يونس بْن بكير عَنِ ابن إسحاق.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
239- أمية بن مخشى
(ب د ع) أمية بْن مخشي الخزاعي. بصري، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، قاله أَبُو نعيم وَأَبُو عمر، وقال ابن منده: الخزاعي، وهو من الأزد.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الوهاب بن علي بن علي الأمين، بإسناده عَنْ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ صُبَيْحٍ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَخْشِيٍّ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ عَمِّهِ أُمَيَّةَ بْنِ مَخْشِيٍّ، وَكَانَ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ جَالِسًا، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ وَلَمْ يُسَمِّ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلا لُقْمَةٌ، فَلَمَّا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ قَالَ:
بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ» .
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَلا يُعْرَفُ لَهُ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «عن» ، وما أثبتناه هو الصواب، وينظر الترمذي 2- 203 بشرح ابن العربيّ، وميزان الاعتدال: 3- 59.
والإصابة.

(1/143)


باب الهمزة والنون وما يثلثهما
240- أنجشة
(ب د ع) أنجشة العبد الأسود، وكان حسن الصوت بالحداء، فحدا بأزواج النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فأسرعت الإبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أنجشة، رويدك، رفقًا بالقوارير [1] » . أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ السراج، حدثنا عبد الله بن عمر بن أحمد المروالروذي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَاسِيٍّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ يَسُوقُ بِهِمْ رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ بِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَاشْتَدَّ بِهِمُ السَّيْرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَا أَنْجَشَةُ رِفْقًا بِالْقَوَارِيرِ» . وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ، وَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ يَحْدُو بِالرِّجَالِ، وَكَانَ أَنْجَشَةُ حَسَنُ الصَّوْتِ. وَكَانَ إِذَا حَدَا أَعْنَقَتِ [2] الإِبِلُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ» . أخرجه الثلاثة.
241- أنس بن أرقم
(س) أنس بْن أرقم الأنصاري. قال أَبُو موسى: قال عبدان: قتل يَوْم أحد سنة ثلاث من الهجرة، لا يذكر له حديث، إلا أَنَّهُ شهد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشهادة.
وروي عَنْ عمار بْن الحسن، عَنْ سلمة بْن الفضل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق قال: «وقتل من المسلمين يَوْم أحد من الأنصار ثم من الخزرج ثم من بني الحارث بْن الخزرج: أنس بْن الأرقم بْن زيد، أو قال:
ابن يزيد بْن قيس بْن النعمان [بْن مالك] [3] بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بن الخزرج» أخرجه أبو موسى.
242- أنس بن أبى أنس
(د) أنس بْن أَبِي أنس من بني عدي بْن النجار من الأنصار يكنى: أبا سليط.
شهد بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: اسمه أسير أو أنيس.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن عَليّ، بإسناده عن يونس بن بكير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ومن بني عدي بْن النجار: أَبُو سليط واسمه أنس.
__________
[1] في النهاية: أراد النساء، شبههن بالقوارير من الزجاج، لانه يسرع إليها الكسر.
[2] أعنقت: أسرعت.
[3] ساقطة من الأصل والإصابة.

(1/144)


ورواه سلمة بْن الفضل عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق فيمن شهد بدرا من الأنصار، قَالَ: ومن بني عدي بْن النجار أَبُو سليط وهو أسيرة بْن عمرو، وعمرو هو أَبُو خارجة بْن قيس بْن مَالِك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار، وقيل: اسمه أنيس، وأسيرة تقدم ذكره في أسيرة.
أخرجه ابن مندة.
243- أنس بن أم أنس
(س) أنس بْن أم أنس: قال أَبُو موسى: ذكره البغوي وغيره في الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى الأَصْفَهَانِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ إِذْنًا، عَنْ كِتَابِ أَبِي أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَنَسٍ أَنَّهَا قَالَتْ:
«يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَكَ اللَّهُ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى وَأَنَا مَعَكَ، قَالَ أَنَسٌ: قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي عَمَلًا، قَالَ: عَلَيْكِ بِالصَّلاةِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْجِهَادِ، وَاهْجُرِيً الْمَعَاصِي فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ» . قَالَ أَبُو مُوسَى: كَذَا ذَكَرَهُ الْبَغَوِيُّ وَابْنُ شَاهِينَ وَتَرْجَمَا لأَنَسٍ لِذِكْرِ أَنَسٍ فِي خِلالِ الْحَدِيثِ، وَلا مَعْنَى لِذِكْرِهِ فِيهِ.
قَالَ أَبُو مُوسَى: حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ الأَحْوَلُ مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ يونس بن عمران بن أبي أنس، عن جَدَّتِهِ أُمِّ أَنَسٍ قَالَتْ: «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: جَعَلَكَ اللَّهُ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى فِي الْجَنَّةِ وَأَنَا مَعَكَ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلًا صَالِحًا أَعْمَلُهُ، فَقَالَ: أَقِيمِي الصَّلاةَ، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْجِهَادِ» الْحَدِيثَ. قَالَ: أَوْرَدَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي تَرْجَمَةِ أُمِّ أَنَسٍ الأَنْصَارِيَّةِ وَقَالَ: لَيْسَتْ بِأُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَوْرَدَهُ فِي تَرْجَمَةِ أُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا أحمد بن المعلى لدمشقى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نِسْطَاسٍ، حَدَّثَنِي مِرْبَعٌ، عَنْ أُمِّ أَنَسٍ أَنَّهَا قَالَتْ:
«يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي فَقَالَ: اهْجُرِي الْمَعَاصِي» . الْحَدِيثَ. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقَدْ عَلِمْتُ مِنْ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ أَنَّهُ لا معنى لذكر أنس في هذا الحديث.
244- أنس بن أوس الأوسي
(ب د ع) أنس بْن أوس الأنصاري الأوسي. وهو ابن أوس بْن عتيك بْن عَمْرو بْن

(1/145)


عَبْد الأعلم بْن عَامِر بْن زعوراء بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس، وزعوراء هذا أخو عبد الأشهل، كذا نسبه ابن الكلبي، وهو أخو مالك وعمير والحارث بنى أوس.
شهد أحدًا، وقتل يَوْم الخندق، قَالَ موسى بْن عقبة عَنِ ابن شهاب: رماه خَالِد بْن الْوَلِيد بسهم فقتله، ولم يشهد بدرًا، وقال غيره: إنه قتل يَوْم أحد.
أخرجه الثلاثة.
245- أنس بن أوس الأشهلي
(ع) أنس بْن أوس الأنصاري، من بني عبد الأشهل، من بني زعوراء، استشهد يَوْم الجسر، في خلافة عمر بْن الخطاب، انفرد أَبُو نعيم بإخراجه، وجعله غير الذي قبله، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ موسى بْن عقبة أيضًا، عَنِ الزُّهْرِيّ، في تسمية من استشهد يَوْم الجسر من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: أنس بْن أوس.
قلت: وقد ساق الكلبي نسب أنس بْن أوس الأنصاري المذكور في الترجمة التي قبل هذه، وجعله من زعوراء بْن جشم بْن الحارث أخي عبد الأشهل، وذكر أَبُو نعيم هذا وقال: أشهلي من بني زعوراء، ولعبد الأشهل ابن اسمه زعوراء، وأخ اسمه زعوراء، فإن كان هذا من زعوراء بْن عبد الأشهل فهو غير الأول، وَإِن كان من زعوراء أخي عبد الأشهل، وقد نسب إِلَى عبد الأشهل كما يفعلونه من نسبه البطن القليل إِلَى أخيه البطن الكثير، فهو هو، فلينظر ويحقق.
وقد ذكر ابن هشام فيمن قتل يَوْم الخندق من بني عبد الأشهل: سعد بْن معاذ وأنس بْن أوس بْن عمرو [1] ، وقال يونس بْن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق: ولم يقتل من المسلمين يَوْم الخندق إلا ستة نفر: سعد بْن معاذ، وأنس بْن أوس بْن عتيك، وعبد اللَّه بْن سهل، ثلاثة نفر، فهذان جعلاه من بني عبد الأشهل. والله أعلم.
246- أنس بن الحارث
(ب د ع) أنس بْن الحارث. عداده في أهل الكوفة، روى حديثه أشعث بْن سحيم [2] ، عَنْ أبيه عنه أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إن ابني هذا يقتل بأرض من أرض العراق، فمن أدركه فلينصره» فقتل مع الحسين رضي اللَّه عنه. أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قال: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابْنُ منده، فِي الصحابة، وهو من التابعين، وقد وافق ابن منده أَبُو عمر وَأَبُو أحمد العسكري، وقالا: له صحبة، وقال أَبُو أحمد:
يقال هو أنس بن هزلة، والله أعلم.
247- أنس بن حذيفة
(د ع) أنس بْن حذيفة البحراني. أرسل حديثه عنه الحكم بْن عتيبة. روى مكحول عَنْ أنس بْن حذيفة صاحب البحرين، قال: «كتبت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن الناس قد اتخذوا بعد الخمر أشربة تسكرهم كما تسكر الخمر، من التمر والزبيب، يصنعون ذلك في الدباء والنقير والمزفت والحنتم،
__________
[1] في سيرة ابن هشام 2- 252: «أنس بن أوس بن عتيك بن عمرو» .
[2] كذا وفي الإصابة، وفي الاستيعاب: سليم.

(1/146)


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كل شراب أسكر فهو حرام والمزفت حرام، والنقير حرام والحنتم حرام [1] ، فاشربوا في القرب وشدوا الأوكية» فاتخذ الناس في القرب ما يسكرهم، فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقام في الناس فقال: «إنه لا يفعل ذلك إلا أهل النار، كل مسكر حرام، وكل مفتّر حرام، وكل مخدر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، وما خمر القلب فهو حرام» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
عتيبة: بالتاء فوقها نقطتان، وآخره باء موحدة.
248- أنس بن رافع
(د ع) أنس بْن رافع بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل أَبُو الحيسر.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في فتية من بني عبد الأشهل، فأتاهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوهم إِلَى الإسلام، وفيهم إياس بْن معاذ، وكانوا قدموا مكة يلتمسون الحلف من قريش عَلَى قومهم. ذكر ذلك ابن إِسْحَاق، عَنْ حصين بْن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن محمود بْن لبيد وسيأتي ذكرهم في إياس بْن معاذ.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
249- أنس بن زنيم
(س) أنس بْن زنيم أخو سارية بْن زنيم.
قال أَبُو موسى: أورده عبدان المروزي وابن شاهين في الصحابة، وقد ذكرناه في ترجمة أسيد بن أَبِي إياس، روى حديثه حزام بْن هشام بْن خَالِد الكعبي عَنْ أبيه قال:
لما قدم ركب خزاعة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستنصرونه، فلما فرغوا من كلامهم قَالُوا: يا رَسُول اللَّهِ، إن أنس بْن زنيم الديلي قد هجاك، فأهدر دمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما كان يَوْم الفتح أسلم أنس وأتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتذر إليه مما بلغه، وكلمه فيه نوفل بْن معاوية الديلي، وقال: وأنت أولى الناس بالعفو فعفا عنه.
أخرجه أَبُو موسى، وهكذا سماه هشام بْن الكلبي ونسبه فقال: أنس بْن أَبِي إياس بن زنيم، وجعله بن أخي سارية بْن زنيم، وقال: هو القائل يَوْم أحد يحرض عَلَى عَليّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عنه
في كل مجمع غاية أخزاكم ... جذع أبو على المذاكي القرح
250- أنس بن صرمة
أنس بْن صرمة قال ابن منده في ترجمة صرمة بْن أنس: وقيل: أنس بْن صرمة بْن أنس، وقيل: صرمة بْن أنس، والله أعلم.
__________
[1] الدباء: القرع، واحدها دباءة، كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب. والنقير: أصل النخلة، ينقر وسطه، ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء يصبر نبيذا مسكرا. والمزفت: هو الإناء الّذي طلي بالزفت، هو نوع من القار، ثم انتبذ فيه. والحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ونهى عن الانتباذ فيها، لأنها تسرع الشدة فيها لأجل دهنها.

(1/147)


251- أنس بن ضبع
(ب س) أنس بْن ضبع بْن عَامِر بْن مجدعة بْن حشم [1] بْن حارثة شهد أحدًا.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى مختصرًا.
ضبطه أَبُو عمر بالحاء المهملة والثاء المثلثة [1] .
252- أنس بن ظهير
(ب د ع) أنس بْن ظهير الأنصاري الحارثي.
قال أَبُو عمر: هو أخو أسيد بْن ظهير.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: هو ابن عم رفع ابن خديج، وقال أَبُو نعيم: هو تصحيف من بعض الواهمين، يعني ابن منده، وَإِنما هو أسيد بْن ظهير، وقول أَبِي عمر يصدق قول ابن منده في أَنَّهُ ليس بتصحيف وذكر أَبُو أحمد العسكري أسيد بْن ظهير، ثم قال: وأخوه أنس بْن ظهير شهد أحدًا، وهذا أيضًا يصحح قول ابن منده، وقد ذكر البخاري أنس بْن ظهير مثل ابن منده، والله أعلم.
روى حديثه إِبْرَاهِيم الحزامي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عَنْ حسين بْن ثابت بْن أنس بْن ظهير، وهو حفيد أنس، عَنْ أخته سعدى بنت ثابت، عَنْ أبيها، عَنْ جدها أنس قال: «لما كان يَوْم أحد حضر رافع بْن خديج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستصغره، وقال: هذا غلام صغير، وهم برده، فقال له عمي رافع بْن ظهير بْن رافع: إن ابن أخي رجل رام، فأجازه» .
ورواه يوسف بْن يعقوب الصفار وابن كاسب، ولم يسميا أنسا.
أخرجه الثلاثة.
153- أنس بن عبد الله
(س) أنس بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ذباب.
قَالَ أبو موسى: ذكره أبو زكريا، يعني ابن منده، فيما استدركه عَلَى جده أَبِي عَبْد اللَّهِ محيلا به عَلَى ذكر علي بْن سَعِيد العسكري إياه، أخرجه في الأفراد، ولعله أراد إياس بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ذباب، وهو معروف مذكور مخرج، ولو أورد له شيئا لعلم أَنَّهُ هو أو غيره.
قلت: وقد ذكر ابن أَبِي عاصم بعد إياس بن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ذباب، فبان بهذا أَنَّهُ ظنهما اثنين، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ أَبُو الْفَرَجِ إِجَازَةً، بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيد، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
__________
[1] وفي الاستيعاب 1- 112: جشم، بالجيم والشين.

(1/148)


«لا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النِّسِاءَ قَدْ ذَئِرْنَ [1] على أزوجهن، قال:
فاضربوهن، قال: فأصبح عند باب الرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعُونَ امْرَأَةً يَشْتَكِينَ أَزْوَاجَهُنَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ سَبْعُونَ إِنْسَانًا، لا تَحْسَبُونَ الَّذِينَ يَضْرَبُونَ خِيَارَكُمْ» .
وَهَذَا الْحَدِيثُ هُوَ الَّذِي ذُكِرَ فِي إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، فَلا أَعْلَمُ لِمَ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ وَهُوَ قَدْ رَوَى الْحَدِيثَ فِي التَّرْجَمَتَيْنِ؟ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
254- أنس بن فضالة
(ب ع) أنس بْن فضالة.
قال أَبُو عمر: هو فضالة بْن عدي بْن حرام بن الهيم [2] بْن ظفر الأنصاري الظفري، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وأخاه مؤنسًا، حين بلغه دنو قريش، يريدون أحدًا، فاعترضاهم بالعقيق فصارا معهم، ثم أتيا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبراه خبرهم وعددهم ونزولهم وشهدا معه أحدًا. ومن ولد أنس بْن فضالة يونس بْن مُحَمَّد الظفري، منزله بالصفراء.
روى ابن منده وَأَبُو نعيم بإسناديهما، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أنس عَنْ أبيه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلك شعب بني ذبيان وذكرا حديث يعقوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ عَنْ إدريس بْن مُحَمَّدِ بْنِ يونس بْن مُحَمَّدِ بْنِ أنس بْن فضالة الظفري، قال: حدثني جدي يونس بْن مُحَمَّد عَنْ أبيه، قال: «قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وأنا ابن أسبوعين، فأتي بي إليه فمسح عَلَى رأسي ودعا لي بالبركة، وقال: سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي» . قَالَ: «وحج بي معه عام حجة الوداع، وأنا ابن عشر سنين ولي ذؤابة، فلقد عَمَّرَ حتى شاب رأسه ولحيته وما شاب موضع يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أَبُو نعيم: أخرجه بعض الواهمين، يعني ابن منده، في ترجمة أنس بْن فضالة، من حديث يعقوب الزُّهْرِيّ، بعد أن أخرجه من حديثه في ترجمة مُحَمَّد بْن أنس بْن فضالة، هذا الحديث بعينه، ولقد أصاب أَبُو نعيم، فإن ابن منده ذكر هذا الحديث في أنس، وذكره أيضًا في مُحَمَّد بْن أنس بْن فضالة، وفي الموضعين ليس لأنس فيه ذكر، وَإِنما الذكر لمحمد بْن أنس والله أعلم. أخرجه الثلاثة.
وقال ابن منده: قتل أنس بْن الفضالة يَوْم أحد، فأتي بابنه مُحَمَّد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتصدق عليه بصدقة [3] لا تباع ولا توهب.
255- أنس بن قتادة الأنصاري
(د ع) أنس بْن قتادة بْن ربيعة بْن مطرف، هذا لقب، واسمه خَالِد بْن الحارث بْن زَيْد بْن عُبَيْد بْن زيد [مناة] [4] بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي مِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْن زَيْدِ بْن مَالِكٍ، ويرد أيضًا في أنيس بْن قتادة.
__________
[1] ذئرن: اجترأن.
[2] في الاستيعاب 112: الهتيم، بالتاء بعدها ياء مصغرا.
[3] كذا في الأصل، وفي المطبوعة بعذق وهي النخلة وما تحمله.
[4] ليست في الأصل، وينظر الجمهرة: 314، والاستيعاب: 113.

(1/149)


قال موسى بْن عقبة والزُّهْرِيّ: شهد بدرا من الأنصار، ثُمَّ من بني عبيد بْن زيد: أنس بْن قتادة.
وقال غيرهما هو أنيس بْن قتادة، قال أَبُو عمر: ومن قال: أنس، فليس بشيء. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم في أنس وفي أنيس، وأخرج أَبُو عمرو أنيسا وقال: وقد قال بعضهم أنس.
وهو رواية يونس بْن بكير وغيره عَنِ ابن إِسْحَاق، والله أعلم.
256- أنس بْن قتادة الباهلي
أنس بْن قتادة الباهلي، وقيل فيه: أنيس، ويستقصي الكلام عليه هناك، إن شاء اللَّه تعالى.
قال أَبُو عمر، وقد ذكره في أنيس: وقال بعضهم: أنس والأول أكثر.
وكان يجب على أبى موسى أن يستدركه هاهنا عَلَى ابن منده، لأنه هكذا عادته في استدراكه عليه، ولم يخرجه واحد منهم في هذه الترجمة.
257- أنس بن مالك القشيري
(ب د ع) أنس بْن مالك أَبُو أمية القشيري. وقيل: الكعبي، قالوا: وكعب أخو قشير له صحبة نزل البصرة.
روى عنه أَبُو قلابة ونسبه ابن منده فقال: أنس بْن مالك الكعبي، وهو كعب بْن ربيعة بن عامر ابن عامر بْن صعصعة القشيري، وكعب أخو قشير.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأَمِينُ الصُّوفِيُّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلالٍ الرَّاسِبِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَجُلُ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، أَخُوهُ قُشَيْرٌ، قَالَ: «أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فانتهبت، فانطلقت إلى رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَأْكُلُ، فَقَالَ:
اجْلِسْ فَأَصِبْ مِنْ طَعَامِنَا هَذَا، فَقُلْتُ إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: اجْلِسْ أُحَدِّثُكَ عَنِ الصَّلاةِ وَعَنِ الصِّيَامِ، إِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، وَضَعَ شَطْرَ الصَّلاةِ، أَوْ نِصْفَ الصَّلاةِ، وَالصَّوْمَ عَنِ الْمُسَافِرِ وَعَنِ الُمْرِضِعِ وَالْحُبْلَى، وَاللَّهِ لَقَدْ قَالَهُمَا جَمِيعًا أَوْ أَحَدَهُمَا، قَالَ: فَتَلَهَّفَتْ نَفْسِي أَنْ لا أَكُونَ أَكَلْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قولهم: إن كعبًا أخو قشير، فكعب هو أَبُو قشير، فإنه قشير بْن كعب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، فكيف يقولون أول الترجمة إن كعبًا أخو قشير؟ وَإِنما الذي جاء في هذا الإسناد إنه من بني عَبْد اللَّهِ بْن كعب، أخوه [1] قشير فصحيح، لأن قشيرًا وعبد اللَّه أخوان، وكعب أَبُو قشير، فقولهم قشيري وكعبي كقولهم: عباسي وهاشمي، وكقولهم سعدي وتميمي، فهاشم جد للعباس وتميم جد لسعد [2] والله أعلم.
__________
[1] في المطبوعة: «أخو» ، وما أثبته عن الأصل.
[2] ينظر الجمهرة: 271.

(1/150)


258- أنس بن مالك بن النضر
(ب د ع) أنس بْن مالك بْن النضر بْن ضمضم بْن زيد بْن حرام بْن جندب بْن عامر بن غنم ابن عدي بْن النجار، واسمه تيم اللَّه، بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن الخزرج بْن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بْن النجار.
خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان يتسمى به ويفتخر بذلك، وكان يجتمع هو وأم عبد المطلب جدة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واسمها: سلمى بنت عمرو بْن زيد بْن أسد [1] بْن خداش بْن عامر في عامر بْن غنم، وكان يكنى: أبا حمزة، كناه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ببقلة كان يجتنيها [2] ، وأمه أم سليم بنت ملحان، ويرد نسبها عند اسمها.
وكان يخضب بالصفرة، وقيل: بالحناء، وقيل بالورس، وكان يخلق ذراعيه بخلوق [3] للمعة بياض كانت به، وكانت له ذؤابة فأراد أن يجرها فنهته أمه، وقالت: كان النَّبِيّ يمدها ويأخذ بها.
وداعبه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: يا ذا الأذنين. وقال مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّه الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مولى لأنس بْن مالك أَنَّهُ قال لأنس: أشهدت بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: لا أم لك؟ وأين غبت عَنْ بدر؟ قال مُحَمَّد بْن عبد اللَّه: خرج أنس مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر وهو غلام يخدمه، وكان عمره لِمَا قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرًا عشر سنين، وقيل: تسع سنين وقيل: ثماني سنين.
وروى الزُّهْرِيّ عَنْ أنس قال: قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة وقيل: خدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سنين، وقيل: خدمه ثمانيًا. وقيل: سبعًا.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بن غيلان، أخبرنا أبو داود، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ قَالَ:
قُلْتُ لأَبِي الْعَالِيَةِ: سَمِعَ أَنَسٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: خَدَمَهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَكَانَ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ الْفَاكِهَةَ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ فيه ريحان يجئ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ.
أَبُو خَلْدَةَ اسْمُهُ: خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ وَقَدْ أَدْرَكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبْرَزَدَ الْبَغْدَادِيُّ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غِيلانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مالك يقول:
__________
[1] في كتاب نسب قريش 15: لبيد بن خداش.
[2] في النهاية: البقلة التي جناها أنس كان في طعمها لذع فسميت حمزة بفعلها، يقال: رمانة حامزة، أي فيها حموضة.
[3] الخلوق: طيب مركب، يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب.

(1/151)


«ارْتَقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ دَرَجَةً فَقَالَ: آمِينَ فَقِيلَ لَهُ: عَلامَ أمّنت يا رسول الله؟ فقال: أتانى جبريل فَقَالَ: رَغِمَ أَنْفُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَاَن فلم يغفر له، قل: آمين» . روى ابن أَبِي ذئب عَنْ إِسْحَاق بْن يَزِيدَ قال: رأيت أنس بْن مالك مختومًا في عنقه ختمه الحجاج، أراد أن يذله بذلك، وكان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بْن سعد الساعدي.
وهو من المكثرين في الرواية عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه ابن سيرين، وحميد الطويل، وثابت البناني، وقتادة، والحسن البصري، والزُّهْرِيّ، وخلق كثير.
وكان عنده عصية لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما مات أمر أن تدفن معه، فدفنت معه بين جنبه وقميصه.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة اللَّهِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
أَخَذَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ بِيَدِي فَأَتَتْ بِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا ابْنِي، وَهُوَ غُلامٌ كَاتِبٌ، قَالَ: فَخَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ قَطُّ صَنَعْتُهُ: أَسَأْتَ أَوْ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ..
وَدَعَا لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكثرة المال والولد، فولد له من صلبه ثمانون ذكرًا وابنتان، إحداهما:
حفصة، والأخرى: أم عمرو، ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون وَلَدًا، وقيل: نحو مائة.
وكان نقش خاتمه صورة أسد رابض، وكان يشد أسنانه بالذهب، وكان أحد الرماة المصيبين، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه، وربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته، وكان يلبس الخز ويتعمم به.
واختلف في وقت وفاته ومبلغ عمره، فقيل: توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين.
قيل: كان عمره مائة سنة وثلاث سنين، وقيل: مائة سنة وعشر سنين، وقيل: مائة سنة وسبع سنين، وقيل: بضع وتسعون سنة، قال حميد: توفي أنس وعمره تسع وتسعون سنة، أما قول من قال مائة وعشر سنين ومائة وسبع سنين فعندي فيه نظر، لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين، وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين، فيكون له عَلَى هذا مائة سنة وثلاث سنين، وأما عَلَى قول من يقول إنه كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عَنْ هذا نقصًا بينا والله أعلم.
وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة، وكان موته بقصره بالطف [1] ، ودفن هناك عَلَى فرسخين من البصرة، وصلى عليه قطن بْن مدرك الكلابي. أخرجه الثلاثة.
259- أنس بن مدرك
(س) أنس بْن مدرك. قال أَبُو موسى: ذكره ابن شاهين فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ بْنِ أَبِي عيسى الأصفهاني كتابة، أَخْبَرَنَا الحسن بْن أحمد إذنًا، عَنْ كتاب أَبِي أحمد العطار، أَخْبَرَنَا عمر بْن أحمد بْن عثمان، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجاله قال:
__________
[1] في مراصد الاطلاع: الطف: ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق.

(1/152)


أنس بْن مدرك بْن كعب بْن عمرو بْن سعد بْن عوف بْن العتيك بْن حارثة بْن عامر بْن تيم اللَّه بْن مبشر بْن أكلب بْن ربيعة بْن عفرس بْن حلف [1] بْن أفتل [2] ، وهو خثعم، بْن أنمار، قيل: إن خثعمًا أخو بجيلة لأبيه، وَإِنما سمي خثعمًا بجبل يقال له خثعم كان يقال: احتمل ونزل إِلَى خثعم، ويكنى:
أنس أبا سفيان، وهو شاعر، وقد رأس، ولا أعرف له حديثًا.
قلت: هذا كلام أَبِي موسى، وقد جعل خثعمًا جبلًا، والذي أعرفه جمل بالميم، فكان يقال:
احتمل آل خثعم، قال ابن حبيب: هذا قول ابن الكلبي، وقال غيره: إن أفتل بْن أنمار لما تحالف بعض ولده عَلَى سائر ولده، نحروا بعيرا وتخثعموا بدمه أي تلطخوا به في لغتهم، فبقي الاسم عليهم، وقد ذكر ابن الكلبي أنسًا، ونسبه مثل ما تقدم وقال: أَبُو سفيان الشاعر، وقد رأس، ولم يذكر له صحبة.
حارثة: بالحاء المهملة، قال ابن حبيب: كل شيء في العرب حارثة يعني بالحاء إلا جارية بْن سليط بْن يربوع في تميم، وفي سليم جارية بْن عبد بْن عبس، وفي الأنصار جارية بْن عامر بْن مجمع، قاله ابن ماكولا.
260- أنس بن أبى مرثد
(د ع) أنس بْن أَبِي مرثد الغنوي الأنصاري، يكنى أبا يزيد، كذا قال ابن منده وَأَبُو نعيم، وليس بأنصاري، وَإِنما هو غنوي، حليف حمزة بْن عبد المطلب رضي اللَّه عنه، وَأَبُو مرثد اسمه:
كناز بْن الحصين بْن يربوع بْن طريف بْن خرشة بْن عبيد بْن سعد بْن عوف بْن كعب بْن جلان بْن غنم بْن غني بْن أعصر بْن سعد بْن قيس بْن عيلان بْن مضر، واسم أعصر منبه، وكان يلقب دخانًا فيقال: باهلة وغني ابنا دخان، وَإِنما قيل له ذلك لأن بعض ملوك اليمن قديمًا أغار عليهم، ثم انتهى بجمعه إِلَى كهف وتبعه بنو معد، فجعل منبه يدخن عليهم فهلكوا، فقيل له: دخان، وَإِنما قيل له:
أعصر ببيت قاله وهو:
قالت عميرة: ما لرأسك بعد ما ... فقد الشباب أتى بلون منكر؟
أعمير، إن أباك غير رأسه ... مر الليالي واختلاف الأعصر
لأنس ولأبيه صحبة، وكان بينهما في السن عشرون سنة.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ، حَدَّثَنَا السَّلُولِيُّ، يَعْنِي أَبَا كَبْشَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ: أَنَّهُمْ سَارُوا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَأَطْنَبُوا السَّيْرَ حَتَّى كَانَ عَشِيَّةً، فَحَضَرَتْ صَلاةُ الظُّهْرِ عِنْدَ رَحْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَارِسًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي انْطَلَقْتُ
__________
[1] في المطبوعة: بالخاء المعجمة، ومثلها في تاج العروس، مادة عفرس، وفي مادة حلف: حلف، بسكون اللام هو ابن افتل، وهو خثعم بن أنمار، وفي الجمهرة لابن حزم 367: «حلف بالحاء غير منقوطة ولام ساكنة، ومن الناس من يقول: حلف بالحاء مفتوحة غير منقوطة، ولام مكسورة» .
[2] في الجمهرة 367: أقيل، بالقاف والياء.

(1/153)


بين أيديكم حتى صعدت جبل كذا وكذا فَإِذَا أَنَا بِهَوَازِنَ عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهِمْ بِظَعْنِهِمْ وَنُعْمِهِمْ وَشَائِهِمِ اجْتَمَعُوا إِلَى حُنَيْنٍ، فَتَبَّسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، ثم قال: من يحرسنا الليلة؟ قَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَارْكَبْ فَرَكِبَ فَرَسًا لَهُ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له رسول الله: اسْتَقْبِلْ هَذَا الشِّعْبَ حَتَّى تَكُونَ فِي أَعْلاهُ، وَلا تُغَرَّنَّ مِنْ قِبَلِكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: أَحَسَسْتُمْ [1] فَارِسَكُمْ؟ قَالُوا:
يَا رَسُول اللَّهِ، مَا أَحْسَسْنَاهُ، فَثُوِّبَ [2] بِالصَّلاةِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ يَتَلَفَّتُ إِلَى الشِّعْبِ، حَتَّى إِذَا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ قَالَ: أَبْشِرُوا فَقَدْ جَاءَ فَارِسُكُمْ، فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ إِلَى خِلالِ الشَّجَرِ فِي الشِّعْبِ، فَإِذَا هُوَ قَدْ جَاءَ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي انْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي أَعْلَى هَذَا الشِّعْبِ، حَيْثُ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ اطَّلَعْتُ الشِّعْبِيْنِ كِلَيْهِمَا فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نَزَلْتَ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: لا، إِلا مُصَلِّيًا أَوْ قَاضِيَ حَاجَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فَقَدْ أَوْجَبْتَ، فَلا عَلْيَك أَنْ لا تَعْمَلَ بَعْدَهَا» . أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ عَنْ أَبِي تَوْبَةَ مِثْلَهُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو عُمَرَ فِي أُنَيْسٍ، وَجَعَلَهُ ابْنُ مَرْثَدِ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: وَيُقَالُ أَنَسٌ، وَالأَوَّلُ أَكْثَرُ، وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ يُرَدُّ عَلَيْهِ، وَنَذْكُرُ الْكَلامَ عَلَيْهِ فِي أُنَيْسٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
سلام: بالتشديد، وجلان: بالجيم، واللام المشددة، وآخره نون، وعيلان: بالعين المهملة.
261- أنس بن معاذ بن أنس
(ب د ع) أنس بْن معاذ بْن أنس بْن قيس بْن عبيد بْن زيد بْن معاوية بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي النجاري: شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واختلف في اسمه، فقيل: أنس، وقيل: أنيس، وقال ابن إِسْحَاق: اسمه أنس بْن معاذ، وقال الواقدي: أنس بْن معاذ، ونسبه كما ذكرناه، وقال: شهد بدرًا وأحدًا والخندق، ومات في خلافة عثمان. هذا كلام أَبِي عمر.
وروى ابن منده وَأَبُو نعيم بإسنادهما عَنِ الزُّهْرِيّ قال: وأنس بْن معاذ بْن أنس من بني عمرو بْن مالك بْن النجار. لا عقب له شهد بدرا.
أخرجه الثلاثة.
262- أنس بن معاذ الجهنيّ
(د) أنس بْن معاذ الجهني الأنصاري، عداده في أهل المدينة، روى حديثه سهل بْن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جده.
قَالَ ابْنُ مَنْدَهُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُتْبَةَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جده، عن
__________
[1] أحسستم: وجدتم.
[2] التثويب: إقامة الصلاة.

(1/154)


رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: «وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ [1] » 86: 12 قَالَ: تَصَدَّعُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَنِ الأَمْوَالِ وَالنَّبَاتِ. وَرَوَى أَيْضًا حَدِيثًا آخَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ بْن ثوبان، عَنْ سهل بْن معاذ بن أنس، عن أبيه عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل الحراسة في سبيل اللَّه.
ولم يذكر أَبُو نعيم ولا أَبُو عمر أنسًا هذا، لأن أحاديث سهل بْن معاذ بْن أنس كلها عَنْ أبيه حسب، فلو بين أَبُو عَبْد اللَّهِ هذا لكان حسنًا.
ويشهد بصحة ما ذهب إليه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر ما أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحْرِزٌ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ حَرَسَ مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُتَطَوِّعًا لا يَأْخُذُهُ سُلْطَانٌ لَمْ يَرَ النَّارَ إِلا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يقول: «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها» 19: 71 [2] . وأَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ غِيلانَ أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانَ ابن فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضْلِ الْغُزَاةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ كَفَى بِهِمَا شَاهِدًا.
أَخْرَجَهُ ابن مندة.
263- أنس بن النضر
263 (ب د ع) أنس بْن النضر بْن ضمضم. وقد تقدم نسبه في أنس بْن مالك، وهذا أنس هو عم أنس بْن مالك، خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قتل يَوْم أحد شهيدًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ الْبَلَدِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أَخْبَرَنَا زِيَادٌ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ، وَبِهِ سُمِّيَ أَنَسٌ:
غَابَ عَمِّي عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ فِيهِ الْمُشْرِكِينَ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أعَتْذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاءِ، يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلاءِ، يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: أَيْ سَعْدٌ، هَذِهِ الْجَنَّةُ وَرَبِّ أَنَسٍ أَجِدُ رِيحَهَا دُونَ أُحُدٍ، قال سعد ابن مُعَاذٍ: فَمَا اسْتَطَعْتُ مَا صَنَعَ، فَقَاتَلَ. قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ مَا بَيْنَ ضَرْبَةٍ بِسِيْفٍ، أَوْ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةٍ بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَمَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَتْهُ أُخْتُهُ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ إِلا ببنانه.
قال أنس: كنا نَرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ» 33: 23 الآية [3] ،
__________
[1] الطارق: 12.
[2] مريم: 71.
[3] الأحزاب: 23.

(1/155)


قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، أَخْبَرَنَا الْفَزَارِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «كَسَرَتِ الرُّبَيِّعُ، وَهِيَ عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، ثَنِيَّةَ [1] جَارِيَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَطَلَبَ الْقَوْمُ الْقِصَاصَ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ النَّبِيُّ بِالْقِصَاصِ فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: لا وَاللَّهِ لا تكسر ثنيتها يا رَسُول اللَّهِ، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ، فَرَضِيَ الْقَوْمُ، وقبلوا الأرش [2] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ قَسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
سلام: بالتخفيف، والربيع: بضم الراء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الياء تحتها نقطتان.
264- أنس بن هزلة
(ب) أنس بْن هزلة. وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه ابنه عمرو بْن أنس، أخرجه أَبُو عمر مختصرًا قال أَبُو أحمد العسكري: أنس بْن هزلة، ويقال: أنس بْن الحارث له صحبة، قتل مع الحسين بْن علي رضي اللَّه عنهما، وهذا أنس بْن الحارث، قد تقدم ذكره، فلا أعلم أهما واحد أم اثنان. وَأَبُو أحمد عالم فاضل لو لم يعلم أنهما واحد لما قاله، وما أقرب أن يكونا واحدًا، لأنه قد ذكر في أنس بْن الحارث أنه قتل مع الحسين، والله أعلم.
265- أنسة
(ب د ع) أنسة، بزيادة هاء، هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مولدي السراة يكنى:
أبا مسروح وقيل: أبا مسرح، وكان يأذن عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جلس، وشهد معه بدرًا، قاله عروة والزُّهْرِيّ وابن إِسْحَاق، وتوفي في خلافة أَبِي بكر الصديق.
وقال داود بْن الحصين، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس: إنه استشهد يَوْم بدر، قال الواقدي ليس عندنا بثبت قال: ورأيت أهل العلم يثبتون أَنَّهُ قد شهد أحدًا، وبقي بعد ذلك زمانًا، ومات بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خلافة أَبِي بكر.
أخرجه الثلاثة.
266- أنيس الأنصاري
(ب د ع) أنيس. تصغير أنس، هو أنيس الأنصاري الشامي.
روى عنه شهر بْن حوشب، روى عباد بْن راشد، عَنْ ميمون بْن سياه، عَنْ شهر بْن حوشب، عَنْ أنيس الأنصاري أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إني لأشفع يَوْم القيامة لأكثر مما عَلَى ظهر الأرض من حجر ومدر» لم يرو عنه غير شهر.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو نعيم، واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، قال أَبُو موسى: وهو عندي أنيس البياضي. والله أعلم.
__________
[1] في القاموس المحيط: الثنية: من الأضراس الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من أسفل.
[2] الأرش: ما يؤخذ عوضا عن الجراحة.

(1/156)


267- أنيس بن جنادة
(ب د ع) أنيس بْن جنادة الغفاري، أخو أَبِي ذر، وقد اختلف في نسبه اختلافا كثيرا، يرد عند ذكر أخيه أَبِي ذر: جندب، أرسله أخوه أَبُو ذر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بلغه خبر ظهوره، فمضى إليه وعاد إِلَى أَبِي ذر فأخبره، ونذكره في خبر إسلام أبى ذر.
أخرجه الثلاثة.
268- أنيس بن الضحاك
(ب د ع) أنيس بْن الضحاك الأسلمي، وهو الذي أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الامرأة الأسلمية ليرجمها، إن اعترفت بالزنا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا ابن أبى ذئب، وزمعة ابن صَالِحٍ. عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالا: اخْتَصَمَ رَجُلانِ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أَحَدُهُمَا: أَنْشُدُكَ [1] اللَّهَ لَمَا قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَذَكَرَ قِصَّتَهُ، فَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «واغد يا أنيس عَلَى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ، يَعْنِي بِالزِّنَا، فَارْجُمْهَا، فَغَدَا عَلَيْهَا فَسَأَلَهَا فَاعَتَرَفَتْ فَرَجَمَهَا» وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ، وَرَوَى أُنَيْسٌ أَيْضًا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ لأَبِيِّ ذَرٍّ: «الْبِسِ الْخَشِنَ الضَّيِّقَ» يُعَدُّ في الشامين.
أخرجه الثلاثة.
269- أنيس بن عتيك
(س) أنيس بْن عتيك الأنصاري ويقال: أوس.
أخبرنا أبو موسى محمد بْن عمر الأصفهاني كتابة، أَخْبَرَنَا أَبُو غالب الكوشيدي، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن زيدة، أَخْبَرَنَا سليمان بْن أحمد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عمرو بْن خَالِد الحراني، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا ابن لهيعة، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عروة في تسمية من قتل يَوْم جسر المدائن من الأنصار من بني عبد الأشهل، ثم من بني زعوراء: أنيس بْن عتيك بْن عامر. ذكره مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فسماه أوسًا. أخرجه أَبُو موسى.
قوله: جسر المدائن ربما يظن ظان أن بعض أيام المسلمين مع الفرس يسمى جسر المدائن، وليس كذلك، إنما هو يَوْم الجسر الذي قتل فيه أَبُو عبيد الثقفي والد المختار، وهو يوم قسّس الناطف أيضًا، ويقال له:
جسر أَبِي عبيد، لأنه كان أمير الجيش وقتل فيه.
أخرجه أبو موسى.
270- أنيس أبو فاطمة
(د ع) أنيس أَبُو فاطمة الضمري. عداده في أهل مصر، وقيل: اسمه إياس، وقد اختلف في إسناد حديثه فروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي الطاهر أحمد بْن عمرو، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ أَبِي فَاطِمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يصحّ
__________
[1] أنشدك الله: أي سألتك وأقسمت عليك.

(1/157)


فَلا يَسْقَمُ؟ قَالُوا: كُلُّنُا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قال: أتحبون أن تكونوا كالحمر الصّالّة [1] أَلا تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا أَصْحَابَ بَلاءٍ وَأَصْحَابَ كَفَّارَاتٍ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ الْعَبْدَ لَتَكُونُ له الدرجة في الجنة، فما يبلغها بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ، فَيَبْتَلِيهِ اللَّهُ بِالْبَلاءِ لِيَبْلُغَ تِلْكَ الدَّرَجَةَ، وَمَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ» .
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ الزُّرَقِيِّ، وَهُوَ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فَاطِمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه. ورواه الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ وَاسْمُ أَبِي الْحَجَّاجِ: رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ زُهْرَةَ، عن عبد الله ابن أُنَيْسٍ أَبِي فَاطِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ عَنْ أَبِيهِ. وَيَرِدُ فِي إِيَاسِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ إِنْ شَاءَ الله تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
271- أنيس بن قتادة الباهلي
(ب د ع) أنيس بْن قتادة الباهلي. بعد في البصريين.
روى عنه أسير بْن جابر وشهر بْن حوشب، حديثه عند عباد بْن راشد، عَنْ ميمون بْن سياه، عَنْ شهر بْن حوشب قال: أقام فلان خطباء يشتمون عليًا، رضي اللَّه عنه وأرضاه، ويقعون فيه، حتى كان آخرهم رجل من الأنصار، أو غيرهم، يقال له: أنيس، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: إنكم قد أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل وشتمه، وَإِني أقسم باللَّه أني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «إني لأشفع يَوْم القيامة لأكثر مما عَلَى الأرض من مدر وشجر» ، وأقسم باللَّه ما أحد أوصل لرحمه منه، أفترون شفاعته تصل إليكم وتعجز عَنْ أهل بيته؟
تفرد به ميمون بْن سياه، وهو بصري ثقة يجمع حديثه، هكذا أورده ابن منده وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر فإنه قال: أنيس، رجل من الصحابة من الأنصار، ولم ينسبه، روى عنه شهر بن حوشب حديثه: «إني لأشفع يَوْم القيامة لأكثر مما عَلَى وجه الأرض من حجر ومدر» وقال: إسناده ليس بالقوي.
وقال أيضًا: أنيس بْن قتادة الباهلي بصري، روى عنه أَبُو نضرة، قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في وهط من بنى ضبيعة. قال: ويقال فيه أنس، والأول أكثر.
وقد روى أَبُو نعيم حديث الشفاعة في أنيس الأنصاري البياضي، وجعل له ترجمة مفردة، واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، وابن منده قد أخرج هذا المتن بهذا الإسناد، إلا أَنَّهُ أضاف إِلَى الترجمة أن جعله باهليا، فإذا كان الراوي واحدًا، وهو عباد بْن راشد، عَنْ ميمون بْن سياه وشهر بْن حوشب والحديث واحد، وهو الشفاعة، وقد قال ابن منده وَأَبُو نعيم: فقام رجل من الأنصار أو غيرهم، فان بهذا أنهما واحد، فلا أدري كيف نقلا أَنَّهُ باهلي؟ عَلَى أن أبا نعيم كثيرا ما يتبع ابن مندة، وأما استدراك
__________
[1] في النهاية: يقال للحمار الوحشي الحاد الصوت: صال وصلصال، كأنه يريد الصحيحة الأجساد الشديدة الأصوات لقوتها ونشاطها.

(1/158)


أَبِي موسى عَلَى ابن منده فلا وجه له، فإنه وإن لم يذكر الأنصاري فقد ذكر المعنى الذي ذكره أَبُو موسى في ترجمة الباهلي، إلا أَنَّهُ لو لم يذكر في هذه الترجمة أَنَّهُ باهلي لكان أحسن، فإنه ليس في الحديث ما يدل عَلَى أَنَّهُ باهلي، وَإِنما فيه ما يدل عَلَى أَنَّهُ أنصاري والله أعلم.
وأما أَبُو عمر فإنه ذكر ترجمة أنيس الباهلي، كما ذكرناه، وأورد له حديثًا آخر وهو: «أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رهط من ضبيعة» وذكر ترجمة أنيس الأنصاري، وأورد له حديث الشفاعة فلا مطعن عليه.
أخرجه الثلاثة.
272- أنيس بن قتادة بن ربيعة
(ب د) أنيس بْن قتادة بْن ربيعة بْن [مطرف] [1] بْن خَالِد بْن الحارث بْن زَيْد بْن عُبَيْد بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يَوْم أحد، قتله الأخنس بْن شريق، وقال أَبُو عمر: ويقال إنه كان زوج خنساء بنت خذام [2] الأسدية، قال: وقد قال فيه بعضهم: أنس، وليس بشيء.
وقد ذكرناه نحن في أنس، أيضًا، وقد روى مجمع بْن جارية أن خنساء بنت خذام كانت تحت أنيس ابن قتادة، فقتل عنها يَوْم أحد، فزوجها أبوها رجلًا من مزينة، فكرهته، فجاءت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرد نكاحه، فتزوجها أَبُو لبابة، فجاءت بالسائب بْن أَبِي لبابة.
أخرجه الثلاثة، وقد جعل أَبُو عمر خنساء أسدية، وإنما هي أنصارية.
273- أنيس بن مرثد
(ب) أنيس بْن مرثد بْن أَبِي مرثد الغنوي ويقال: أنس والأول أكثر، قاله أَبُو عمر، وقد أخرجناه في أنس، وذكرنا نسبه هناك.
قال أَبُو عمر: يكنى أبا يزيد، وقال بعضهم: إنه أنصاري لحلف كان له بينهم في زعمه، وليس بشيء، وَإِنما كان [3] حليف حمزة بْن عبد المطلب، ونسبه من غني بْن أعصر، صحب هو وأبوه مرثد وجده أَبُو مرثد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل أبوه يَوْم الرجيع [4] في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات جده في خلافة أَبِي بكر الصديق.
وشهد أنيس هذا مع النَّبِيّ فتح مكة وحنينًا، وكان عين النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين بأوطاس [5] ويقال.
إنه الَّذِي قَالَ لَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «واغد يا أنيس على امرأة هذا، فان اعترفت فارجمها» .
__________
[1] زيادة على ما في الاستيعاب 123، وسيرة ابن هشام 1/ 689.
[2] في الاستيعاب 113: خدام، بالدال المهملة.
[3] في الاستيعاب 113: «وإنما جده حليف حمزة بن عبد المطلب» وهو الصواب.
[4] في مراصد الاطلاع: «ماء لهذيل، قرب الهدة، بين مكة والطائف» وقد كان ذلك في السنة الثالثة من الهجرة، وقتل فيه ستة من الصحابة غدرا. ينظر خبر هذا اليوم في جوامع السيرة لابن حزم: 176.
[5] أوطاس: واد في ديار هوازن، كانت فيه وقعة حنين.

(1/159)


قيل: إنه كان بينه وبين أبيه مرثد بْن أَبِي مرثد إحدى وعشرون سنة.
ومات أنيس في ربيع الأول سنة عشرين.
روى عنه الحكم بْن مسعود عَنِ النَّبِيّ في الفتنة.
أخرجه أَبُو عمر.
وقيل: إن الذي أمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجم الامرأة الأسلمية أنيس بْن الضحاك الأسلمي، وما أشبه ذلك بالصحة، لكثرة الناقلين له، ولأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقصد ألا يأمر في قبيلة بأمر إلا لرجل منها، لنفور طباع العرب من أن يحكم في القبيلة أحد من غيرها، فكان بتألفهم بذلك.
وقد ذكره أَبُو أحمد العسكري في الأنصار، فقال: أنيس بْن أَبِي مرثد الأنصاري، وروى له حديث الفتنة أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ستكون فتنة عمياء صماء بكماء» . الحديث وليس هذا من الأنصار في شيء.
274- أنيس بن معاذ
(ع) أنيس بْن معاذ بْن أنس بْن قيس بْن عبيد بْن زيد بْن معاوية بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار الأنصاري الخزرجي. بدري، وقيل: اسمه أنس، وقيل في نسبه: معاذ بْن قيس. أخرجه أَبُو نعيم وحده، وقال: قال عروة بْن الزبير، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من بنى عمرو بن مالك ابن النجار: أنيس بْن معاذ بْن قيس، وقال أَبُو بكر، عَنِ ابن إِسْحَاق في تسمية من شهد بدرًا من بني عمرو بْن مالك بْن النجار وهم بنو حديلة: أنس بْن معاذ بْن أنس بْن قيس، ونسبه كما ذكرناه، وقد تقدم ذكره.
أخرجه أَبُو نعيم، ولم يستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن مندة، وعادته يستدرك عليه أمثال هذا.
275- أنيف بن جشم
(د ع) أنيف، آخره فاء، هو ابن جشم بْن عوذ اللَّه بْن تاج بْن أراشة بن عامر ابن عبيل بْن قسميل بْن فران بْن بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة، حليف الأنصار، شهد بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وأخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
فران بالفاء، والراء المشددة، وآخره نون، وجشم: بالجيم، والشين المعجمة، وعبيل بالعين المهملة، والباء الموحدة، والياء، وآخره لام.
276- أنيف بن حبيب
(ب س) أنيف بْن حبيب. ذكره الطبري فيمن قتل يَوْم خيبر شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، وقال: قتل بخيبر سنة سبع، ولم يحفظ له حديث.
277- أنيف بن مله
(د ع) أنيف بْن ملة اليمامي أخو حيان، قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وأخوه حيان ابنا ملة، ورفاعة وبعجة ابنا زيد في اثني عشر رجلا في وفد أهل اليمامة. فلما رجعوا سأل أنيفًا قومه

(1/160)


«ما أمركم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: أمرنا أن نضجع الشاة عَلَى شقها الأيسر، ثم نذبحها، ونتوجه إِلَى القبلة، ونذبح ونهريق دمها، ونأكلها ثم نحمد اللَّه عز وجل» .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
278- أنيف بن وايلة
(ب) أنيف بْن وايلة. هكذا قال الواقدي، يعني بالياء تحتها نقطتان، وقال ابن إِسْحَاق:
واثلة، يعني بالثاء المثلثة، قتل يَوْم خيبر شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر.
باب الهمزة والهاء وما يثلثهما
279- أهبان بن أخت أبى ذر
(ب د) أهبان ابن أخت أَبِي ذر.
قال ابن منده: قال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل. هو ابن صيفي، وخالفه غيره، روى عنه حميد بْن عبد الرحمن وروى ابن منده بِإِسْنَادِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد الواقدي، قال: ممن سكن البصرة أهبان بْن صيفي الغفاري، ويكنى: أبا مسلم، وأوصى أن يكفن في ثوبين فكفنوه في ثلاثة، فأصبحوا والثوب الثالث عَلَى المشجب.
أخرجه ابن منده وَأَبُو عمر، إلا أن ابن منده أورد هذا الذي قاله مُحَمَّد بْن سعد في هذه الترجمة، وقال أهبان بْن صيفي: فكان ذكر هذا في ترجمة أهبان أولى، وأما أَبُو عمر فلم يذكر من هذا شيئا، وَإِنما قال:
أهبان بن أخت أَبِي ذر، روى عنه حميد بْن عبد الرحمن الحميري، بصري، لا تصح له صحبة، وَإِنما يروي عَنْ أَبِي ذر، وهذا لا كلام عليه فيه، والله أعلم.
280- أهبان بن أوس
(ب د ع) أهبان بْن أوس الأسلمي يعرف بمكلم الذئب، يكنى أبا عقبة، سكن الكوفة وقيل: إن مكلم الذئب أهبان بْن عياذ [1] الخزاعي.
قال ابن منده: هو عم سلمة بْن الأكوع، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سرايا البلدي، وغيره، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَبُو الوقت بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد، أخبرنا أبو عامر، أَخْبَرَنَا إسرائيل، عَنْ مجزأة بْن زاهر، عَنْ رجل منهم اسمه أهبان بْن أوس، من أصحاب الشجرة، وكان اشتكى من ركبتيه، فكان إذا سجد جعل تحت ركبتيه وسادة.
وروى أنيس بْن عمرو عنه أَنَّهُ قال: كنت في غنم لي فشد الذئب عَلَى شاة منها، فصاح عليه، فأقعى الذئب عَلَى ذنبه وخاطبني وقال: من لها يَوْم تشتغل عنها؟ أتنزع مني رزقًا رزقني اللَّه: قال: فصفقت بيدي وقلت: ما رأيت أعجب من هذا، فقال: تعجب ورسول اللَّه في هذه النخلات؟ وهو يومئ بيده إِلَى المدينة يحدث الناس بأنباء ما سبق وأنباء ما يكون، وهو يدعو إِلَى اللَّه وَإِلَى عبادته، فأتى أهبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمره وأسلم.
__________
[1] في المطبوعة: عباد، وستأتي ترجمته.

(1/161)


أورد أَبُو نعيم هذا الحديث في هذه الترجمة، وأورد ابن منده في ترجمة أهبان بْن عياذ. وأما أَبُو عمر فإنه قال: في هذا: كان من أصحاب الشجرة في الحديبية، يقال إنه مكلم الذئب، قال: ويقال: إن مكلم الذئب أهبان بْن عياذ.
انتهى كلامه.
ولم يسق واحد منهم نسبه وقال هشام الكلبي: هو أهبان بْن الأكوع، واسم الأكوع: سنان بْن عياذ بْن ربيعة بْن كعب بْن أمية بْن يقظة [1] بْن خزيمة بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى بْن حارثة الأسلمي، قال: وهكذا كان ينسب مُحَمَّد بْن الأشعث القائد، وجميع أهله، وكان من أولاده، لأنه مُحَمَّد بْن الأشعث بْن عقبة بْن أهبان، ولا يناقض هذا النسب قوله فيما تقدم: عم سلمة بْن الأكوع فإن سلمة هو ابن عمرو بْن الأكوع في قول بعضهم.
أخرجه الثلاثة.
عياذ بكسر العين، والياء تحتها نقطتان، وآخره ذال معجمة.
281- أهبان بن صيفي
(ب د ع) أهبان بْن صيفي الغفاري. من بني حرام بْن غفار، سكن البصرة، يكنى:
أبا مسلم، وقيل: وهبان، ويذكر في الواو إن شاء اللَّه تعالى.
روت عنه ابنته عديسة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ الله. بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، أخبرنا مريج ابن النُّعْمَانِ. أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ الْحَكَمِ الْغِفَارِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُدَيْسَةَ عَنْ أَبِيهَا قَالَ: أَتَانِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: أَثَمَّ أَبُو مُسْلِمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ يَا أَبَا مُسْلِمٍ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْخُذَ نَصِيبَكَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ وَتَخِفَّ فِيهِ؟ قَالَ: يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكَ أَنْ إِذَا كَانَتِ الْفِتْنَةُ أَنْ أَتَّخِذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، وَقَدِ اتَّخَذْتُهُ، وَهُوَ ذَاكَ مُعَلَّقٌ. قال الواقدي: وممن نزل البصرة أهبان بْن صيفي الغفاري وأوصى أن يكفن في ثوبين فكفنوه في ثلاثة أثواب، فأصبحوا والثوب الثالث عَلَى المشجب.
قال أَبُو عمر: هذا رواه جماعة من ثقات البصريين [2] : سليمان التيمي، وابنه المعتمر، ويزيد بْن زريع، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن المثنى، عَنِ المعلى بْن جابر بْن مسلم، عَنْ عديسة بنت وهبان.
وقد أخرج ابن منده هذا الحديث في ترجمة أهبان ابن أخت أَبِي ذر، وقد تقدم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «نقطة» ، وما أثبته عن الجمهرة: 229، وفي المشتبه للذهبى: ويقظة من أجداد دهر الأسلمي.
[2] في الاستيعاب 116: «ثقات البصريين وغيرهم، منهم ... » .

(1/162)


282- أهبان بن عياذ
(د) أهبان بْن عياذ الخزاعي. قيل: إنه مكلم الذئب، وهو من أصحاب الشجرة.
روى عنه يزيد بْن معاوية البكائي، وقال: هو الذي كلمه الذئب، وقال: إنه كان يضحي عَنْ أهله بالشاة الواحدة، والصحيح أن مكلم الذئب هو أهبان بن أوس الأسلمي. أفر- ابن منده هذا أهبان بْن عياذ بترجمة، وأما أَبُو عمر وَأَبُو نعيم فإنهما ذكراه في ترجمة أهبان بْن أوس، وقالا: قيل إن مكلم الذئب هو أهبان بْن عياذ الخزاعي، والله أعلم.
عياذ: بالعين المهملة وبالياء تحتها نقطتان، وآخره ذال معجمة.
283- أهود بْن عياض
أهود بْن عياض الأزدي، هو الذي جاء بنعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حمير، وله عند ذلك كلام يدل عَلَى أَنَّهُ كان مسلمًا.
ذكره ابن الدباغ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق.
باب الهمزة مع الواو وما يثلثهما
284- أوس بن الأرقم
(ب د ع) أوس بْن الأرقم بْن زيد بن قيس بن النعمان بْن مالك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي، من بني الحارث بْن الخزرج، أخو زيد بْن الأرقم، قتل يَوْم أحد.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من قتل يَوْم أحد من بني الحارث بْن الخزرج أخو زيد بْن الأرقم، قتل يَوْم أحد، قال: وأوس [1] بن الأرقم بن زيد ابن قيس، وساق نسبه. أخرجه الثلاثة.
285- أوس بن الأعور
(ب د ع) أوس بْن الأعور بْن جوشن بْن عمرو بْن مسعود ذكره البخاري، ويرد ذكره في الأذواء [1] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقالا: ابن جوشن بْن عمرو بْن مسعود، فهذا نسب غير صحيح، وأورده أَبُو عمر في الذال، في ذي الجوشن، وهو ذو الجوشن، واسمه: أوس في قول، وقيل غير ذلك، ويذكر الاختلاف في اسمه في الذال، إن شاء اللَّه تعالى، وهو أوس بْن الأعور بْن عَمْرو بْن معاوية، وهو الضباب بْن كلاب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، وهو والد شمر بْن ذي الجوشن، صاحب الحادثة مع الحسين بْن على رضى الله عنهما.
__________
[1] يعنى الأسماء المبدوءة بذو.

(1/163)


نزل أوس الكوفة. ويرد باقي خبره في ذي الجوشن إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
286- أوس بن أنيس
(د ع) أوس بْن أنيس القرني. وقيل: أويس بْن عامر، وهو الزاهد المشهور، ويرد في أويس إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
287- أوس بن أوس الثقفي
(ب د) أوس بن أوس الثقفي.
قال ابن منده: جعلهم البخاري ثلاثة، وروى ابن منده عَنِ ابن معين أَنَّهُ قال: أوس بْن أوس، وأوس بْن أَبِي أوس واحد، روى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن يَعْلَى الطَّائِفِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْن عَبْد اللَّه بْن أوس، عَنْ أبيه عَنْ جده أوس بْن حذيفة قال: «كنت في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني مالك، يعني وفد ثقيف، وبنو مالك بطن منهم، قال: فأنزلهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبة له بين المسجد وبين أهله، وكان يختلف إليهم بعد العشاء الآخرة يحدثهم» .
ورواه شعبة عَنِ النعمان بْن سالم، عَنْ أوس بْن أوس الثقفي وكان في الوفد، وقيل: عَنْ شعبة عَنْ أوس بْن أوس، عَنْ أبيه. انتهى كلام ابن منده.
أخرجه ابن منده وَأَبُو عمر، إلا أن أبا عمر قال: ويقال أوس بْن أَبِي أوس، وهو والد عمرو ابن أوس، وقال: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث منها: «من غسل واغتسل» الحديث الذي أخرجه ابن منده في الترجمة التي نذكرها بعد هذه الترجمة، ولم ينسبه ابن منده إِلَى ثقيف.
وأما أَبُو نعيم فلم يفرده بترجمة، وَإِنما أورده في ترجمة أوس بْن حذيفة عَلَى ما نذكره، إن شاء اللَّه تَعَالى، وجعله أنس بْن أَبِي أنس، واسم أَبِي أنس: حذيفة، ومثله قال أَبُو عمر، ونذكره هناك إن شاء اللَّه تعالى.
288- أوس بن أوس
(د ع) أوس بْن أوس وقيل: أوس بْن أَبِي أوس. عداده في أهل الشام.
روى عنه أَبُو الأشعث الصنعاني، وعبد اللَّه بْن محيريز، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بن علي الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْجُرْجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ غَسَلَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أجر صيامها وقيامها» . قاله ابن مندة.

(1/164)


وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ، فَقَالَ: عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، فَبَانَ بِهَذَا أَنَّ هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ وَاحِدٌ. وأما أَبُو نعيم فإنه قال: أوس بْن أَبِي أوس، وروى ما أَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِ، إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَمْرِو بْنَ أَوْسٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَاسْتَوْكَفَ ثَلاثًا، فَقُلْتُ: مَا اسْتَوْكَفَ؟
قَالَ: غَسَلَ يَدَيْهِ. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ يعلى بن عطاء عن أبيه عن أوس بْنِ أَبِي أَوْسٍ. قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، وَقَامَ إِلَى الصَّلاةِ. فَجَعَلَ أَبُو نُعَيْمٍ أَوْسًا وَالِدَ عَمْرٍو غَيْرَ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، وَخَالَفَ أَبَا عُمَرَ، فَإِنَّ أَبَا عُمَرَ جَعَلَهُ الثَّقَفِيَّ، وَلَمْ يُتَرْجِمْ لأَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، وَلا لأَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ غَيْرِ الثَّقَفِيِّ.
وَيَرِدُ الْكَلَامُ عَلَى هَاتَيْنِ التَّرْجَمَتَيْنِ فِي أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ إِنْ شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
289- أوس بن بشير
(ب س) أَوْسُ بْنُ بَشِيرٍ [1] ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ جَيْشَانَ، قَالَهُ أَبُو عُمَرَ.
وَأَخْبَرَنَا الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى كِتَابَةً، أخبرنا أبو زكريا بْنُ مَنْدَهْ إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بن أحمد الهمدانيّ، أخبرنا عم أبى العاصي أَبُو مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَامِرِ ابن يحى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَوْسِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَحَدُ بَنِي خَنْسَاءَ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
«إِنَّ لَنَا شَرَابًا يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ [2] مِنَ الذُّرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ نَشْوَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَلا تَشْرَبُوهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ، يَقُولُ: لَهُ نَشْوَةٌ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: لا تَشْرَبُوهُ قَالَ: فَإِنَّهُمْ لا يَصْبِرُونَ قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَصْبِرُوا فَاضْرِبُوا رُءُوسَهُمْ» . كَذَا قَالَ: أَحَدُ بَنِي خَنْسَاءَ، وَهُوَ غَلَطٌ، وَإِنَّمَا هُوَ جَيْشَانُ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْ دَيْلَمٍ الْجَيْشَانِيِّ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ وَأَبُو مُوسَى، فَعَلَى رِوَايَةِ أَبِي مُوسَى لَيْسَ أَوْسُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، إِنَّمَا كَانَ حَاضِرًا حِينَ سَأَلَ الْيَمَنِيُّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم.
290- أوس بن ثابت
(ب د ع) أوس بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام بْن عمرو بْن زَيْد مناة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مالك ابن النجار بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي البخاري أخو حسان بْن ثابت الشاعر، شهد العقبة وبدرا.
__________
[1] في الاستيعاب 119: بشر.
[2] في النهاية: المزر بالكسر: نبيذ يتخذ من الذرة، وقيل: من الشعير أو الحنطة.

(1/165)


وقال ابن منده: أوس بْن ثابت بْن المنذر بْن حرام، من بني عمرو بْن مالك بْن النجار، قال: وقال غيره: من بنى عمرو بْن زَيْد مناة بْن عدي بْن عَمْرو بْن مالك بْن النجار فظن أن هذا اختلاف في النسب، وليس كذلك فإن قوله في الأول من بني عمرو بْن زيد مناة، فهو عمرو الأول، وقوله: من بني عمرو ابن مالك بْن النجار فهو عمرو الأخير، وهو جد الأول، ومن رَأَى الذي ذكرناه من نسبه أولا علم أن لا اختلاف بين القولين.
قال عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة الْأَنْصَارِيّ: قتل أوس يَوْم أحد.
وقال الواقدي: شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عثمان بالمدينة. قال أَبُو عمر: والقول عندي قول عَبْد اللَّهِ، والله أعلم.
وقال ابن إِسْحَاق: إنه شهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد، ولم يعقب، وفيه نزل وفي امرأته قولُه تَعَالى:
«لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ» 4: 7 [1] أخرجه الثلاثة، قلت: وقد ذكرت هذه القصة في خَالِد بْن عرفطة، وذكرنا الكلام عليها هناك.
291- أوس بن ثعلبة
(س) أوس بن ثعلبة التّيميّ، ذكره الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ فيمن قدم نيسابور من الصحابة.
أخرجه أبو موسى.
292- أوس بن جبير
(ب س) أوس بْن جبير الأنصاري، من بنى عمرو بن عوف، قتل بخير شهيدًا عَلَى حصن ناعم، ذكره ابن شاهين.
أخرجه أَبُو موسى وَأَبُو عمر، إلا أن أبا عمر قال: أوس بْن حبيب. والله أعلم.
293- أوس بن جهيش
(س) أوس بْن جهيش بْن يَزِيدَ النخعي، ويعرف بالأرقم، وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد النخع، وقد تقدم في الأرقم.
أخرجه أَبُو موسى.
294- أوس أبو حاجب الكلابي
أوس أَبُو حاجب الكلابي. ذكره ابن قانع، روى عنه ابنه حاجب أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعه.
وقال ابن أَبِي حاتم: أوس الكلابي، يروي عَنِ الضحاك بْن سفيان الكلابي، ويروي عنه ابنه حاجب.
ذكره ابن الدباغ الأندلسى.
__________
[1] النساء: 7.

(1/166)


295- أوس بن حارثة
أوس بْن حارثة بْن لام بْن عَمْرو بْن ثمامة بْن عمرو بْن طريف الطائي. ذكره ابْن قانع، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ حميد بْن منهب، عَنْ جده أوس بْن حارثة قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبا من طيِّئ، فبايعته عَلَى الإسلام» . وذكر حديثًا طويلًا.
ذكره ابن الدباغ.
296- أوس بن حبيب
(ب) أوس بْن حبيب الأنصاري، من بني عمرو بْن عوف، قتل بخيبر شهيدًا وقيل فيه: أوس ابن جبير.
أخرجه هاهنا أَبُو عمر، وقد تقدم في أوس بْن جبير.
297- أوس بن الحدثان
(ب د ع) أوس بْن الحدثان بْن عوف بْن ربيعة بْن سعد بْن يربوع بن وابلة بن دهمان ابن نصر بْن معاوية بْن بَكْر بْن هوازن.
ساق هذا النسب أَبُو نعيم، له صحبة، يعد في أهل المدينة، وهو الذي أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيام منى ينادي: «أن الجنة لا يدخلها إلا مؤمن، وأن أيام منى أيام أكل وشرب» .
وروى عنه ابنه مالك بْن أوس في صدقة الفطر.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ الْعِيشِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بن صهبان، أخبرنى الزهري، عن مالك ابن أوس بن الحدثان بن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْرِجُوا زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، وَطَعَامُنَا يَوْمَئِذٍ الْبُرُّ وَالتَّمْرُ وَالزَّبِيبُ وَالْأَقِطُ [1] » رَوَى عَنْهُ سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ، وَقَدِ اخْتَلَفَ فِي صُحْبَةِ ابْنِهِ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
298- أوس بن حذيفة
(ب د ع) أوس بْن حذيفة بْن ربيعة بْن أَبِي سلمة بْن غيرة بْن عوف الثقفي، وهو أوس ابن أَبِي أوس.
قال البخاري: أوس بْن حذيفة بْن أَبِي عمرو بْن وهب بْن عامر بن يسار بن مالك بن حطيط ابن جشم الثقفي، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه ابنه وعثمان بْن عَبْد اللَّهِ، وعبد الملك بْن المغيرة.
قال مُحَمَّد بْن سعد الواقدي: وممن نزل الطائف من الصحابة: أوس بْن حذيفة الثقفي، كان في وفد ثقيف، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال هذا جميعه ابن مندة.
__________
[1] هو لبن مجفف يطبخ به.

(1/167)


وأما أَبُو عمر فإنه قال: أوس بْن حذيفة الثقفي، يقال فيه: أوس بْن أَبِي أوس، قال: وقال خليفة ابن خياط: أوس بْن أوس، وأوس بْن أَبِي أوس، واسم أَبِي أوس حذيفة [1] .
قال أَبُو عمر: وهو جد عثمان بْن عَبْد اللَّهِ بْن أوس، ولأوس بْن حذيفة أحاديث، منها المسح عَلَى القدمين، في إسناده ضعف، وكان في الوفد الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني مالك، فأنزلهم في قبة بين المسجد وبين أهله، فكان يختلف إليهم فيحدثهم بعد العشاء الآخرة، وقال ابن معين: إسناد هذا الحديث صالح، وحديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث ليس بالقائم في تخريب [2] القرآن.
فهذا كلام أَبِي عمر، وقد جعل أوس بْن حذيفة هو ابن أَبِي أوس، فلا أدري لم جعلهما ترجمتين؟
وهما عنده واحد.
وأما أبو نعيم فإنه قال: أوس بْن حذيفة الثقفي، وساق نسبه مثل ما تقدم أول الترجمة. وروى ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ الْخَطِيبُ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: «قَدِمْنَا وَفْدَ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ الأَحْلافِيُّونَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَأْنَزَلَ الْمَالِكِيِّينَ قُبَّتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يِأْتِينَا فَيُحَدِّثُنَا بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، حَتَّى يُرَاوِحَ [3] بَيْنَ قَدَمَيْهِ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَكَانَ أَكْثَرُ مَا يُحَدِّثُنَا اشْتِكَاءَ قُرَيْشٍ، يَقُولُ: كُنُّا بَمَكَّةَ مُسْتَذَلِّينَ مُسْتَضْعَفِينَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ انْتَصَفْنَا مِنَ الْقَوْمِ، فَكَانَتْ سِجَالُ: الْحَرْبِ لَنَا وَعَلَيْنَا، وَاحْتَبَسَ عَنَّا لَيْلَةً عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يَأْتِينَا فِيهِ، ثُمَّ أَتَانَا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، احْتَبَسْتَ عَنَّا اللَّيْلَةَ عَنِ الْوَقْتِ الَّذِي كُنْتَ تَأْتِينَا فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّهُ طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنَ الْقُرْآنِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْنَا سَأَلْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَحْزَابِ الْقُرْآنِ: كَيْفَ تُحَزِّبُونَهُ؟ فَقَالَ: ثَلاثٌ وَخَمْسٌ وَسَبْعٌ وَتِسْعٌ وَإِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلاثَ عَشْرَةَ وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ [4] » .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَرَوَاهُ بَعْضُ الْمُتَأَخَرِّينَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَافَةَ، فَصَارَ وَاهِمًا فِي هذا الحديث من ثلاثة أوجه: أجدها أَنَّهُ زَادَ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَافَةَ، وَالثَّانِي أَنَّهُ جَعَلَ اسْمَ حُذَيْفَةَ حُذَافَةَ، وَالثَّالِثُ أَنَّهُ بَنَى التَّرْجَمَةَ عَلَى أَوْسِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَخْرَجَ الْحَدِيثَ عَنْ أَوْسِ بْنِ حُذَافَةَ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفَ الْمُتَقَدِّمُونَ فِي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ هَذَا، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ:
أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ وَكَنَّى أَبَاهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ، وَأَمَّا أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ وَقِيلَ:
أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ فَرَوَى عَنْهُ الشَّامِيُّونَ وَعِدَادُهُ فِيهِمْ، فَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ- صَنْعَاءُ دِمَشْقَ- وَأَبُو أَسْمَاءَ الرَّحْبِيُّ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسِيٍّ، وَابْنُ مُحَيْرِيزٍ، وَمَرْثَدُ بْنُ عبد الله اليزنىّ،
__________
[1] نص الاستيعاب 120: «أوس بْن أَبِي أوس، واسم أَبِي أوس حذيفة» من غير ذكر: أوس بن أوس.
[2] في النهاية: الحزب: ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة كالورد.
[3] أي: يعتمد على إحداهما مرة وعلى الأخرى مرة، ليوصل الراحة إلى كل منهما.
[4] حزب المفصل يبدأ من سورة محمد إلى آخر القرآن وينظر القاموس المحيط مادة: فصل.

(1/168)


وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيُّ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو الأَشْعَثِ: «مَنْ غَسَلَ وَاغْتَسَلَ» الْحَدِيثَ قَالَ:
أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ.
هَذَا كَلامُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَقَدْ جَعَلَ أَوْسَ بْنَ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيَّ، وَأَوْسَ بْنَ حُذَيْفَةَ وَاحِدًا، وَجَعَلَ الرَّاوِي عَنْهُ أَبَا الأَشْعَثَ، وَجَعَلَهُ شَامِيًّا.
وَالَّذِي قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ أَوْسَ بْنَ حُذَيْفَةَ الثَّقَفِيَّ نَزَلَ الطَّائِفَ، فَإِذَنْ يَكُونُ غَيْرَ الَّذِي نَزَلَ الشَّامَ، وَرَوَى عَنْهُ الشَّامِيُّونَ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ: إِنَّ الَّذِي سَكَنَ الطَّائِفَ أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ الثَّقَفِيُّ، وَقَالَ: هُوَ أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ وَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّهِ، فَلَمْ يَنْقِلِ ابْنُ مَنْدَهْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ إِلا أَوْسَ بْنَ حُذَيْفَةَ لا أَوْسَ بْنَ عَوْفٍ، فَلَيْسَ لأَبِي نُعَيْمٍ فِيهِ حُجَّةٌ، فَصَارَ الثَّلاثَةُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ وَاحِدًا، وَهُمْ: أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَأَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ، وَأَوْسُ بْنُ عَوْفٍ، وَأَمَّا أَبُو عُمَرَ فَجَعَلَهُمْ ثَلاثَةً، وَجَعَلَ لَهُمْ ثَلاثَ تَرَاجِمَ.
وَأَمَّا ابْنُ مَنْدَهْ فَجَعَلَ الثَّقِفِيِّينَ ثَلاثَةً وَهُمْ: أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ، وَأَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ، وَأَوْسُ بْنُ عَوْفٍ، وَقَالَ فِي أَوْسِ بْنِ عَوْفٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ، كَمَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ، وَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ.
وَقَدْ جَعَلَ الْبُخَارِيُّ الثَّلاثَةَ وَاحِدًا، فَقَالَ: أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ الثَّقَفِيُّ وَالِدُ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، وَيُقَالُ:
أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ، وَيُقَالُ: أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ، هَذَا لَفْظُهُ. وَقَدْ نَقَلَ عَنْهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي تَرْجَمَةِ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهُ جَعَلَهُمْ ثَلاثَةً، وَالَّذِي نَقَلْنَاهُ نَحْنُ مِنْ تَارِيخِهِ مَا ذَكَرْنَاهُ فَلا أَدْرِي كَيْفَ نَقَلَ هَذَا عَنِ الْبُخَارِيِّ؟.
وَقَدْ جَعَلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَوْسَ بْنَ أَبِي أَوْسٍ هُوَ أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ فِي الْمُسْنَدِ: أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ وَهُوَ أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ.
أَخْبَرَنَا بِهِ عبد الوهاب بْن هبة اللَّه بْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أبيه أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى كِظَامَةَ [1] قوم فتوضأ» والله أعلم.
299- أوس بن حوشب
(ب د ع) أوس بْن حوشب الأنصاري.
أَخْبَرَنَا أَبُو عِيسَى فِيمَا أَذِنَ لِي، أَخْبَرَنَا وَالِدِي، عَنْ كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَجَازَ لَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدَانُ بن محمد ابن عِيسَى الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ الْخَلِيلِيُّ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: «شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسًا فِي دَارِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَوْسُ بْنُ حَوْشَبٍ، فَأُتِيَ بِعُسٍّ [2] فَوُضِعَ فِي يَدِهِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَبَنٌ وَعَسَلٌ، فوضعه من يده فقال: هذان
__________
[1] في النهاية: الكظامة كالقناة، وجمعها كظائم، وهي آبار تحفر في الأرض متناسقة، ويخرق بعضها إلى بعض تحت الأرض، فتجتمع مياهها جارية، ثم تخرج عند منتهاها فتسيح على وجه الأرض.
[2] العس: القدح العظيم.

(1/169)


شرابان لا نشر به وَلا نُحَرِّمُهُ، فَمَنْ تَوَاضَعَ للَّه رَفَعَهُ اللَّهُ، وَمَنْ تَجَبَّرَ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَحْسَنَ تَدْبِيرَ مَعِيشَتِهِ رَزَقُهُ اللَّهُ تَعَالَى» . قَالَ أَبُو مُوسَى: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَرَوَى أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ هُوَ الَّذِي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ مَا قَالَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أخرجه الثلاثة [1] .
300- أوس بن خالد
أوس بْن خَالِد بْن عُبَيْد بْن أمية بْن عامر بْن خطمة بْن جشم بْن مَالِك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، وهو الذي قال فيه حسان بْن ثابت يَوْم اليرموك:
وأفلت يَوْم الروع أوس بْن خَالِد ... يمج دما كالوّعث مختضب النّحر [2]
ذكره الكلبي.
301- أوس بن خذام
(د ع) أوس بْن خذام، أحد الستة الذين تخلفوا عَنْ غزوة تبوك، فربط نفسه إِلَى سارية فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتخلفه، فنزل فيه وفي أصحابه: «وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً 9: 102 [3] » وأسماء الستة: أوس بْن خذام، وَأَبُو لبابة، وثعلبة بْن وديعة، وكعب بْن مَالِكٍ وَمِرَارَةُ بْن الرَّبِيعِ، وَهِلالُ بْن أمية، وقيل إن أبا لبابة إنما ربط نفسه بسبب بني قريظة [4] ، وسيذكر عند اسمه وكنيته إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
302- أوس بن خولى
(ب د ع) أوس بْن خولي بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن مَالِك بْن سالم الحبلى ابن غنم بْن عوف بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي أَبُو ليلى.
شهد بدرا وأحدا، وسائر المشاهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال: كان من الكملة، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين شجاع بْن وهب الأسدي.
ولما قبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال أوس لعلي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه: أنشدك اللَّه وحظنا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمره فحضر غسله، ونزل في حفرته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: إن الأنصار اجتمعت عَلَى الباب وقالوا:
اللَّه اللَّه، فإنا أخواله فليحضره بعضنا، فقيل: اجتمعوا عَلَى رجل منكم، فاجتمعوا عَلَى أوس بْن خولي فحضر غسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودفنه. قال ابن عباس: نزل فِي قَبْرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفضل بْن عباس وأخوه قثم وَشَقْرَانُ مَوْلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأوس بْن خولي. وتوفي أوس بالمدينة فِي خلافة عثمان بْن عفان رَضِيَ اللهُ عنهما.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] لم أجد هذه الترجمة في الاستيعاب.
[2] البيت في ديوانه: 153، وفي الإصابة: كالرعف، بالفاء.
[3] التوبة: 102.
[4] قيل إن الذنب الّذي أتاه أبو لبابة كان إشارته إلى حلفائه من بنى قريظة أنه الذبح إن نزلتم على حكم سعد بن معاذ، وأشار إلى حلقه.

(1/170)


303- أوس بن ساعدة
(س) أوس بْن ساعدة الأنصاري.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَرْزُوقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ الْحَافِظُ إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا وَالِدِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أيوب بن حبيب الرقي، أخبرنا محمد ابن سُلَيْمَانَ بِحَلَبَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَيَّانَ [1] ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ [2] ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ أَوْسُ بْنُ سَاعِدَةَ الأَنْصَارِيُّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرَأَى فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ سَاعِدَةَ، مَا هَذِهِ الْكَرَاهِيَةُ الَّتِي أَرَاهَا فِي وَجْهِكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي بنات وَأَنَا أَدْعُو عَلَيْهِنَّ بِالْمَوْتِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ سَاعِدَةَ، لا تَدْعُ، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ فِي الْبَنَاتِ، هُنَّ الْمُجْمِّلاتُ عِنْدَ النِّعْمَةِ وَالْمُنْعِمَاتُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ» . وَرَوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَزَادَ فِيهِ: «وَالْمُمَرِّضَاتُ عِنْدَ الشِّدَّةِ، ثُقْلُهُنَّ عَلَى الأَرْضِ، وَرِزْقُهُنَّ عَلَى الله عز وجل» . أخرجه أبو موسى.
304- أوس بن سعد
(س) أوس بْن سعد أَبُو زيد، ذكره عبدان المروزي، وقَالَ: توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
روى يحيى بْن بكير، عَنْ أبيه، عَنْ مشيخة له أن أوس بْن سعد والي عُمَر بْن الخطاب، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، عَلَى الشام، أحد بني أمية بْن زيد، يكنى أبا زيد، مات سنة ست عشرة، وهو ابن أربع وستين سنة. أخرجه أَبُو موسى.
305- أوس بن سعيد
(ع س) أوس بْن سَعِيد الأنصاري، غير منسوب.
روى أَبُو الزبير عَنْ سَعِيدِ بْنِ أوس الأنصاري عَنْ أبيه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا كان يَوْم العيد وقفت الملائكة عَلَى أبواب الطريق فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إِلَى رب كريم، يمن بالخبر ثم يثيب عليه الجزيل، وقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم تبارك وتعالى، فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا نادى مناد: ألا إن ربكم عز وجل قد غفر لكم فارجعوا راشدين إِلَى رحالكم، فهو يَوْم الجوائز، ويسمى ذلك اليوم في السماء يَوْم الجائزة» . أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
306- أوس بن سمعان
(ب د ع) أوس بْن سمعان أَبُو عَبْد اللَّهِ الأنصاري. له ذكر في حديث أنس بن مالك.
__________
[1] في المطبوعة: حسان، وما أثبته عن ميزان الاعتدال: 1/ 28، والإصابة.
[2] في المطبوعة: سعيد، وينظر ميزان الاعتدال والإصابة.

(1/171)


روى سَعِيد بْن أَبِي مريم، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سويد، عَنْ هلال بْن زيد بْن يسار، عَنْ أنس بْن مالك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «بعثني اللَّه، عز وجل، هدى ورحمة للعالمين، وبعثني لأمحو المزامير والمعازف والأوثان وأمر الجاهلية، وحلف ربي بعزته لا يشرب عبد الخمر في الدنيا إلا حرمتها عليه يَوْم القيامة، ولا يتركها عبد في الدنيا إلا سقاه اللَّه إياها في حظيرة القدس فقال أوس بْن سمعان: والذي بعثك بالحق إني لأجدها في التوراة:
حق أن لا يشربها عبد من عبيده إلا سقاه اللَّه من طينة الخبال. قَالُوا: وما طينة الخبال يا أبا عَبْد اللَّهِ؟
قال: صديد أهل النار» .
قال ابن منده: هذا حديث غريب تفرد به سَعِيد بن أبى مريم. أخرجه الثلاثة.
307- أوس بن شرحبيل
(ب د ع) أوس بْن شرحبيل. وقيل: شرحبيل بن أوس، أحد بنى المجمّع، يعد في الشاميين روى عنه نمران أَبُو الحسن الرحبي أَنَّهُ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «من مشى مع ظالم ليعينه، وهو يعلم أَنَّهُ ظالم، فقد خرج من الإسلام» . أخرجه الثلاثة.
308- أوس بن الصامت
(ب د ع) أوس بْن الصامت بْن قيس بْن أصرم بْن فهر بْن ثعلبة بن غنم، وهو قوقل ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي أخو عبادة بْن الصامت.
شهد بدرا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الذي ظاهر من امرأته ووطئها قبل أن يكفر فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يكفر بخمسة عشر صاعًا من شعير عَلَى ستين مسكينًا. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْن أَبِي مَنْصُور الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، أخبرنا الحسن ابن عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا يحيى بْن آدم، أَخْبَرَنَا ابن إدريس، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ معمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنظلة، عَنْ يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام، عَنْ خويلة بنت مالك بْن ثعلبة قالت: ظاهر مني زوجي أوس ابن الصامت. وذكر الحديث.
قال ابن عباس: أول ظهار كان في الإسلام أوس بْن الصامت، وكان تحته بنت عم له، فظاهر منها، وكان شاعرا ومن شعره:
أنا ابن مزيقياء عمرو وجدي ... أبوه عامر ماء السماء
وسكن هو وشداد بْن أوس الأنصاري البيت المقدس، وتوفي بالرملة من أرض فلسطين سنة أربع وثلاثين، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، ومات أخوه عبادة بالرملة، وقيل بالبيت المقدس، قاله أبو أحمد العسكري.
أخرجه الثلاثة.

(1/172)


309- أوس بن ضمعج
(س) أوس بْن ضمعج الحضرمي، من أهل الكوفة، أدرك الجاهلية، يروي عَنِ الصحابة، مات سنة ثلاث وسبعين.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْفَقِيهُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ قال: حدثنا هناد، أخبرنا أبو معاوية، عن الأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يُؤَمُّ رَجُلٌ فِي سُلْطَانِهِ وَلا يُجْلَسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إِلا بِإِذْنِهِ» [1] . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
310- أوس بن عابد
(ب) أوس بْن عابد [2] . أخرجه أَبُو عمر مختصرا وقال: قتل يوم خيبر شهيدا.
311- أوس بن عبد الله
(ب د ع) أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجر الأسلمي. وقيل: أوس بْن حجر الأسلمي، وقيل: أَبُو أوس تميم بْن حجر الأسلمي، قيل: كنيته أَبُو تميم، وقال بعضهم: أوس بْن حجر.
بفتحتين [3]- كاسم الشاعر التميمي الجاهلي.
قال أَبُو عمر: أسلم بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان يسكن العرج [4] .
روى إياس بْن مالك بْن أوس بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه مالك، عَنْ أبيه أوس بْن عَبْد اللَّهِ قال:
«مر بي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أَبُو بكر رضي اللَّه عنه بقحداوات [5] بين الجحفة وهرشى [6] ، وهما عَلَى جمل واحد، متوجهان إِلَى المدينة، فحملهما عَلَى فحل إبله وبعث معهما غلامًا له اسمه: مسعود، فقال: اسلك بهما حيث تعلم، فسلك بهما الطريق حتى أدخلهما المدينة، ثم رد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسعودًا إِلَى سيده، وأمره أن يأمر أوسًا أن يسم إبله في أعناقها قيد الفرس، وهو حلقتان، ومد بينهما مدًا، فهي سمتهم.
ولما أتى المشركون يَوْم أحد أرسل غلامه مسعود بْن هنيدة من العرج عَلَى قدميه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخبره بهم.
ذكره ابن ماكولا عن الطبري.
__________
[1] التكرمة: الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير، مما يعد لإكرامه.
[2] في الاستيعاب 120: عائذ.
[3] في المشتبه 1- 218: «وأوس بن حجر: مختلف فيه» يعنى بين أن يكون بفتحتين، أو بضم فسكون.
[4] العرج: منزل بين مكة والمدينة.
[5] في المطبوعة: بفخذاوات، وما أثبتناه عن الأصل، وفي الإصابة: بقحدوات، وفي الاستيعاب 123: بدوحات، ثم ذكر: وقيل: أَبُو أوس تميم بْن حجر الأسلمي، كان ينزل الجدوات من بلاد أسلم ناحية العرج.
[6] هرشى: ثنية في طريق مكة، قريبة من الجحفة.

(1/173)


وكذا جاء في هذا الحديث: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر كانا عَلَى جمل واحد والصحيح أنهما كانا على بعبرين.
أخرجه الثلاثة.
312- أوس بن عرابة
(د ع) أوس بْن عرابة الأنصاري.
روى نافع عَنِ ابن عمر أَنَّهُ عرض عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد، فاستصغره، فرده، ورد معه زيد ابن ثابت، وأوس بْن عرابة، ورافع بْن خديج، كذا قاله ابن منده وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر فإنه ذكره: عرابة بْن أوس بْن قيظي وقال: استصغره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد فرده، وهذا أصح.
ويذكر في عرابة إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
313- أوس بْن عوف الثقفي
(ب د ع) أوس بْن عوف الثقفي. سكن الطائف، وقدم في الوفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي سنة تسع وخمسين، قاله مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، نقله ابن منده وَأَبُو نعيم.
قَالَ أَبُو نعيم: وهو أوس بْن حذيفة فنسبه إِلَى جده، وقد تقدم الكلام عليه في أوس بْن حذيفة.
وقال أَبُو عمر: أوس بْن حذيفة [1] الثقفي، حليف لهم من بني سالم، أحد الوفد الذين قدموا بإسلام ثقيف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عبد ياليل بن عمرو، فأسلموا، وأسلمت ثقيف كلها. أخرجه الثلاثة.
314- أوس بن عوف
(د) أوس بْن عوف الثقفي. مات سنة تسع وخمسين.
أخرج ابن منده هذه الترجمة، وهي الأولى التي قبلها، فلا أدري لأي معنى جعلهما اثنتين في ترجمتين وهما واحد؟ وليس فيه ما يشكل ولا يخفى عَلَى أحد، ولا شك أَنَّهُ سهو، ولولا أني لا أترك ترجمة مما ذكروه لتركت هذه وأمثالها.
315- أوس بن الفاتك
(ب س) أوس بْن الفاتك. وقيل: الفائد [2] بالدال، وقيل الفاكه.
قال أَبُو موسى: ذكره عبدان عَلَى الشك، قال: وقال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: وقتل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم خيبر، من الأنصار، ثُمَّ من بني أوس، ثم من بني عمرو بْن عوف: أوس بْن فائد. وروى عَنْ مشيخة له أن أوس بْن الفاتك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قتل يَوْم خيبر، هكذا قاله أَبُو موسى.
__________
[1] في الاستيعاب 120: أوس بن عوف.
[2] كذا بالفاء، وفي سيرة ابن هشام 2/ 344، وجوامع السيرة لابن حزم 216: القائد بالقاف.

(1/174)


وقال أَبُو عمر: أوس بْن الفاكه الأنصاري من الأوس، قتل يَوْم خيبر شهيدًا، فقد اختلفا في اسم أبيه فقيل: فاكه، وقيل: فاتك، وقيل: فائد.
والله أعلم أخرجه أَبُو موسى وأبو عمر.
316- أوس بن قيظى
(د) أوس بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زَيْد بْن جشم بْن حارثة الأنصاري الْحَارِثِيّ. شهد أحدا هو وابناه: كباثة [1] وعبد اللَّه، ولم يحضر عرابة بْن أوس أحدًا مع أبيه وأخويه، استصغره رَسُول اللَّهِ فرده يومئذ، هذا كلام أَبِي عمر.
وأخرجه أَبُو موسى فيما استدركه عَلَى ابن منده.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حِبَّانَ أَبُو الشَّيْخِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الطَّبَرَكِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بن الفضل، أخبرنا محمد بن إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الثِّقَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: مَرَّ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ، وَكَانَ شَيْخٌا قَدْ عَسَا [2] ، عَظِيمَ الْكُفْرِ، شَدِيدَ الضَّغْنِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ، عَلَى نَفَرٍ مِنْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي مَجْلِسٍ قَدْ جَمَعَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ، فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ جَمَاعَتِهِمْ وَأُلْفَتِهِمْ وَصَلاحِ ذَاتَ بَيْنِهِمْ عَلَى الإِسْلامِ، بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ مَلَأُ بَنِي قَيْلَةَ- يَعْنِي الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ- بِهَذِهِ الْبِلادِ، لا، وَاللَّهِ مَا لَنَا مَعَهُمْ إِذَا اجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارٍ، فَأَمَرَ فَتًى شَابًّا مِنْ يَهُودَ كَانَ مَعَهُ، قَالَ: فَاعْمَدْ فَاجْلِسْ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ ذَكَرَهُمْ يوم بعاث وما كَانَ فِيهِمْ، وَأَنْشَدَهُمْ بَعْضَ مَا كَانُوا تَقَاوَلُوا فِيهِ مِنَ الأَشْعَارِ، وَكَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ [3] يَوْمًا اقَتْتَلَتْ فِيهِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، فَفَعَلَ.
فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَتَنَازَعُوا وَتَفَاخَرُوا حَتَّى تَوَاثَبَ رَجُلانِ مِنَ الْحَيَّيْنِ عَلَى الرَّكْبِ: أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ أَحَدُ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ، وَجَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ أَحَدُ بَنِي سَلَمَةَ، فَتَقَاوَلا، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِه: إِنْ شِئْتُمْ وَاللَّهِ رَدَدْنَاهَا الآنَ جَذْعَةً [4] ، وَغَضِبَ الْفَرِيقَانِ وَقَالُوا: قَدْ فَعَلْنَا، السِّلاحَ السِّلاحَ، وَمَوْعِدُكُمْ الظَّاهِرَةُ، وَالظَّاهِرَةُ: الْحَرَّةُ [5] فَخَرَجُوا إِلَيْهَا، وَتَجَاوَرَ النَّاسُ، فَانْضَمَّتِ الأَوْسُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ عَلَى دَعْوَتِهِمِ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا في الجاهلية.
ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِيمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى جَاءَهُمْ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهَ اللَّهَ، أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ بَعْدَ أَنْ هَدَاكُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الإِسْلامِ، وَأَكْرَمَكُمْ بِهِ، وَقَطَعَ عَنْكُمْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَاسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِنَ الْكُفْرِ، وَأَلَّفَ بَيْنَكُمْ، تَرْجِعُونَ إِلَى ما كنتم
__________
[1] في المطبوعة: كنانة، ويقول ابن الأثير في ترجمة كباثة هذا: «كباثة بن أوس، قَالَ الأمير أَبُو نصر: هُوَ كباثة، يعني بفتح الكاف والباء الموحدة والثاء المثلثة» .
[2] عسا: كبر وأسن.
[3] يوم بعاث: يوم مشهور كان فيه حرب بين الأوس والخزرج، ظفرت فيه الأوس، وبعاث: اسم حصن للأوس.
[4] يريد: أعدنا الحرب قوية.
[5] الحرة: أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة.

(1/175)


عَلَيْهِ كُفَّارًا؟ فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنَّهَا نَزْغَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَكَيْدٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ لَهُمْ، فَأَلْقَوْا السِّلاحَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَبَكَوْا وَعَانَقَ الرِّجَالُ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، وَأَطْفَأَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَيْدَ عَدُوِّهِمْ وَعَدُوُّ اللَّه: شَاسُ بْنُ قَيْسٍ.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي شاس بن قيس وما صنع: «قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَالله شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ، قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ [1] 3: 98- 99 إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
وَأَنْزَلَ فِي أَوْسِ بْنِ قَيْظِيٍّ وَجَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمَا مِنْ قَوْمِهِمَا الَّذِينَ صَنَعُوا [مَا صَنَعُوا] [2] عَمَّا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ مِنْ أَمْرِ الجاهلية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ 3: 100 الآيات الى قوله تعالى: «عَذابٌ عَظِيمٌ 3: 105 [3] » . أخرجه أبو عمر وأبو موسى
317- أوس أبو كبشة
(ع) أوس أَبُو كبشة، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل: سليمان، وهو دوسي، ذكره ابن إِسْحَاق فيمن شهد بدرًا.
أخرجه أَبُو نعيم وحده مختصرا.
318- أوس بن مالك الأشجعي
(د) أوس بْن مالك الأشجعي. له ذكر في حديث رواه مكي بْن إِبْرَاهِيم، أخرجه ابن مندة مختصرا.
319- أوس بن مالك
(س) أوس بْن مالك بْن قيس بْن محرث بْن الحارث يكنى: أبا السائب، شهد أحدًا فيما ذكره أَبُو حفص بْن شاهين.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
320- أوس بن محجن
(س) أوس بْن محجن أَبُو تميم الأسلمي. أسلم بعد أن قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة مهاجرًا.
كذا ذكره ابن شاهين، وَإِنما هو أوس بْن حجر، وقد ذكروه في كتبهم، وأعاده ابن شاهين على لصواب، ويقال فيه: حجر بالفتح، قاله أَبُو موسى، وقد تقدم في أوس بْن عَبْد اللَّهِ بن حجر.
أخرجه أبو موسى.
321- أوس المرئي
(س) أوس المرئي [4] من بني امرئ القيس.
__________
[1] آل عمران: 98، 99.
[2] عن الأصل وسيرة ابن هشام: 1/ 557.
[3] آل عمران: من 100، إلى 105.
[4] في المطبوعة: المرائي وفي الإصابة: «المرئي: بالراء بعدها همزة» . وينظر المشتبه: 2/ 86.

(1/176)


روت ابنته أم جميل بنت أوس المرئية قالت: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ مع أَبِي، وكنت مستسرة في الجاهلية، وعلى ذوائب لي وقنزعة [1] ، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احلق عنها زي الجاهلية، وائتني بها، فذهب بي أَبِي وحلق عني زي الجاهلية، وردني إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا لي، وبارك علي، ومسح يده عَلَى رأسي.
أخرجه أَبُو موسى، ونقله عَنْ أَبِي مُحَمَّد عبدان بْن مُحَمَّدِ بْنِ عيسى.
322- أوس بن معاذ
(د ع) أوس بْن معاذ بْن أوس الأنصاري. بدري، استشهد يَوْم بئر معونة، قاله محمد ابن إِسْحَاق، ورواه أَبُو الأسود عَنْ عروة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
323- أوس بْن المعلى
أوس بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة بْن عدي بْن مَالِك بْن زَيْد مناة بْن حبيب بْن عَبْد حارثة بْن مَالِك [بْن غضب [2]] بْن جشم بْن الخزرج له ولإخوته صحبة، ومنهم من شهد بدرًا، وترد أخبارهم في مواضعها إن شاء الله تعالى.
ذكره الكلبي.
324- أوس بن معير
(ب د ع) أوس بْن معير بْن لوذان بْن ربيعة بْن عريج بْن سعد بْن جمح، أَبُو محذورة القرشي الجمحي مؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة بعد الفتح، غلبت عليه كنيته.
وقد اختلف في اسمه، فقيل ما ذكرناه، وهو قول ابن منيع عَنِ الزبير بْن بكار، وقيل: سمرة [3] ويرد هناك إن شاء اللَّه تعالى، وقيل إن أوسًا اسم أخي أَبِي محذورة وفيه نظر، والأول أكثر، والصحيح أن أخاه اسمه أنيس، قتل يَوْم بدر كافرًا. قاله الزبير وهشام الكلبي وغيرهما، وسمى هشام أبا محذورة:
أوسًا، مثل الزبير، ولا عقب لهما.
وورث الأذان عَنْ أَبِي محذورة بمكة إخوتهم من بني سلامان بْن ربيعة بْن سعد بْن جمح.
قال ابن محيريز: «رأيت أبا محذورة صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله شعر، قلت: يا عم، ألا تأخذ من شعرك؟ فقال: ما كنت لآخذ شعرًا مسح عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا فيه بالبركة» .
أخرجه الثلاثة.
325- أوس بن المنذر
(د ع) أوس بْن المنذر من بني عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ النجاري. استشهد يَوْم أحد، قاله ابن إِسْحَاق وعروة بْن الزبير.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] القنزعة: خصلة الشعر.
[2] عن الأصل، وينظر الجمهرة: 336.
[3] في الجمهرة: 163 «ظن أهل الحديث أن اسم أبى محذورة: سمرة، وليس كذلك، وإنما سمرة أخ لأبى محذورة» .

(1/177)


326- أوس بن يزيد
(ع س) أوس بْن يَزِيدَ بْن أصرم الأنصاري. قال ابن شهاب: شهد العقبة من بني النجار: أوس بْن يَزِيدَ بْن أصرم.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
327- أوس
أوس، غير منسوب، ذكره ابن قانع، روى عنه ابنه يعلى أَنَّهُ قال: «كنا نعد الرياء في زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشرك الأصغر» .
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
328- أوسط بن عمرو البجلي
(د ع) أوسط بْن عمرو البجلي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَوْسَطَ الْبَجَلِيِّ قَالَ:
«قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَامٍ، فَأَلْفَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ عَامَ الأَوَّلِ» . الْحَدِيثَ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
329- أوفى بن عرفطة
(ب) أوفى بْن عرفطة. له ولأبيه عرفطة صحبة، واستشهد أبوه يَوْم الطائف.
أخرجه أَبُو عمر.
330- أوفى بن موله
(ب د ع) أوفى بْن موله التميمي العنبري، من بني العنبر بْن عمرو بْن تميم، له صحبة، يعد في البصريين.
روى حديثه منقذ بْن حصين بْن حجوان بْن أوفى بْن موله، عَنْ أبيه عَنْ جده عَنْ [أوفى بْن [1]] موله قال:
أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقطعني الغميم [2] ، وشرط علي: وابن السبيل أول ريان. وأقطع ساعدة رجلًا [3] منا بئرا بالفلاة، وأقطع إياس بْن قتادة العنبري الجابية، وهي دون اليمامة، وكنا أتيناه جميعًا، وكتب لكل رجل منا بذلك في الأديم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] هذه الزيادة عن الإصابة.
[2] في الأصل: الرميم.
[3] في المطبوعة: ورجلا، وفي الإصابة: ساعدة رجلا منا، بدون الواو، وهو الصواب، وسيأتي النص نفسه في ترجمة إياس ابن قتادة.

(1/178)


331- أويس بن عامر
(د ع) أويس بْن عامر بْن جزء بْن مالك بْن عمرو بْن مسعدة بْن عمرو بن سعد بن عصوان [1] ابن قرن بْن ردمان بْن ناجية بْن مراد المرادي، ثم القرني الزاهد المشهور، هكذا نسبه ابن الكلبي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، وسكن الكوفة، وهو من كبار تابعيها.
روى أَبُو نضرة [2] ، عَنْ أسير بْن جابر قال: كان محدث يتحدث بالكوفة فإذا فرغ من حديثه تفرقوا، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدًا يتكلم بكلامه، فأحببته، ففقدته، فقلت لأصحابي:
هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه، ذاك أويس القرني، قلت: أو تعرف منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حتى جئت حجرته، فخرج إلي فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ فقال: العري. قال: وكان أصحابه يسخرون منه ويؤذونه، قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه، قال: لا تفعل فإنهم يؤذونني، قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم، فقالوا: من ترى خدع عن برده هذا؟ فجاء فوضعه، وقال: قد ترى، فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل؟
قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة، وأخذتهم بلساني.
فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إِلَى عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ فيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر: هل هاهنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل، قال: فقال عمر: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قال: «إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له: أويس لا يدع باليمن غير أم، وقد كان به بياض، فدعا اللَّه فأذهبه عنه إلا مثل الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم» . فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله، فقال أويس: ما هذه بعادتك؟ قال: سمعت عمر يقول: كذا وكذا فاستغفر لي، قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أنك لا تسخر بي ولا تذكر قول عمر لأحد، فاستغفر له.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وَقَالَ الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا، وَاللَّفْظُ لابْنِ مُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَى أَمْدَادَ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ:
أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَانَ بِكَ بَرَصٌ، فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» ، فَاسْتَغْفِرْ
__________
[1] ينظر الجمهرة: 382.
[2] في المطبوعة: نصرة، بالصاد، وما أثبته عن الأصل.

(1/179)


لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَةُ، قَالَ: أَلا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا؟ قَالَ: أَكُونُ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ.
قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ فَوَافَقَ عُمَرُ، فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ، قَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ الْبَيْتِ قَلِيلَ الْمَتَاعِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، ثُمَّ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فَافْعَلْ» فَأَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَلَفِ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: لَقِيتُ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَاسْتَغْفِرْ لَهُ.
فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ، قَالَ أُسَيْرٌ: وَكِسْوَتُهُ بُرْدَةٌ فَكَانَ كُلَّمَا رَآهُ إِنْسَانٌ قَالَ: مِنْ أَيْنَ لأُوَيْسٍ هَذِهِ الْبُرْدَةُ؟
قَالَ هِشَامٌ الْكَلْبِيُّ: قُتِلَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ يَوْمَ صِفَّينَ مَعَ عَلِيٍّ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
باب الهمزة مع الياء وما يثلثهما
332- إياد أبو السمح
(ب) إياد أَبُو السمح. مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مذكور بكنيته، لم يرو عنه فيما علمت إلا محل [1] بْن خليفة، وسنذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
أخرجه أبو عمر.
333- إياس بن أوس
(ب د ع) إياس بْن أوس بْن عتيك بْن عمرو الأنصاري الأشهلي. نسبه هكذا ابن منده وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر فإنه قال: إياس بْن أوس بْن عتيك بْن عَمْرو بْن عَبْد الأعلم بْن عَامِر بْن زعوراء بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو، وهو النبيت بْن مالك بْن الأوس، وزعوراء بْن جشم أخو عبد الأشهل، قال: ويقال فيه الأنصاري الأشهلي، وهذا أصح. وكذلك نسبه ابن الكلبي وابن حبيب، إلا أن أبا عمر قال: عبد الأعلى، وقيل: عبد الأعلم، والصحيح عبد الأعلم.
استشهد يَوْم أحد، قاله ابن إِسْحَاق من رواية يونس والبكائي وسلمة بْن الفضل، وجعله ابن إِسْحَاق من بني عبد الأشهل، وتناقض قوله فيه، لأنه قال في تسمية من استشهد يَوْم أحد قال: ومن بني عبد الأشهل، وذكر جماعة منهم ومن حلفائهم، ثم قال: ومن أهل راتج وهو حصن بالمدينة، فهذا يدل عَلَى أن أهل راتج غير بني عبد الأشهل، فذكر إياس بْن أوس بْن عتيك بْن عَمْرو بْن عبد الأعلم بْن عامر ابن زعوراء بْن جشم بْن عبد الأشهل، فجعله من أهل راتج، والجميع قد جعلوا أهل راتج ولد زعوراء ابن جشم أخي عبد الأشهل بْن جشم، وَإِنما ابن إِسْحَاق جعلهم في أول كلامه منهم، وفي آخر كلامه
__________
[1] في المطبوعة: يحل، وينظر ميزان الاعتدال: 3/ 445.

(1/180)


من بني عبد الأشهل، وهو جعل هذا زعوراء بْن جشم بْن عبد الأشهل، وزعوراء بْن عبد الأشهل هو ابنه لصلبه ليس بينهما جشم ولا غيره، فلو كان بينهما أب آخر لقلنا إنهم اختلفوا فيه كغيره، وَإِنما هو ابنه لصلبه، وهذا تناقض ظاهر، والصحيح أَنَّهُ من زعوراء أخي عبد الأشهل.
وقال عروة وموسى بْن عقبة: إنه استشهد بأحد، وقال ابن الكلبي: قتل يَوْم الخندق، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
عتيك: بالتاء فوقها نقطتان، والياء تحتها نقطتان، وآخره كاف.
334- إياس بن البكير
(ب د ع) إياس بْن البكير بْن عبد ياليل بْن ناشب بْن غيرة بْن سعد بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة بْن مدركة بْن إلياس الكناني الليثي، حليف بني عدي بْن كعب بْن لؤي.
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان من السابقين إِلَى الإسلام، أسلم ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دار الأرقم، وكان من المهاجرين الأولين، وَإِياس هذا هو والد مُحَمَّد بْن إياس بْن بكير، يروي عَنِ ابن عباس، وتوفي إياس سنة أربع وثلاثين.
وكانوا أربعة إخوة: إياس، وعاقل، وعامر، وخالد بنو البكير، شهدوا كلهم بدرًا، وترد أسماؤهم في مواضعها إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
335- إياس بن ثعلبة
(ب د ع) إياس بْن ثعلبة، أَبُو أمامة الأنصاري الحارثي، أحد بني الحارث بْن الخزرج، وقيل: إنه بلوي وهو حليف بني حارثة، وهو ابن أخت أَبِي بردة بْن نيار، روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ، ومحمود بْن لبيد، وعبد اللَّه بْن كعب بْن مالك.
روى معبد بْن كعب، عَنْ أخيه عَبْد اللَّهِ بْن كعب، عَنْ أَبِي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرم اللَّه عليه الجنة. وأوجب له النار، قَالُوا: وَإِن كَانَ شيئا يسيرا؟ قَالَ: وَإِن كَانَ قضيبًا من أراك» . وروى عنه أيضًا ابنه عَبْد اللَّهِ ومحمود بْن لبيد عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «البذاذة من الإيمان [1] » . وتوفي منصرف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أحد، فصلى عليه.
قلت: رواية من روى عنه مرسلة، فإن عَبْد اللَّهِ بْن كعب لم يدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما محمود بْن لبيد، فولد بعد وفاة إياس عَلَى قول من يقول: إنه قتل يَوْم أحد، وأما عَبْد اللَّهِ بْن إياس فلم يذكره أحد منهم في الصحابة، وهذا رد عَلَى من يقول: إنه قتل يَوْم أحد، عَلَى أن الصحيح أَنَّهُ لم تكن وفاته مرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أحد، وَإِنما كانت وفاة أمه عند منصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر، فصلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليها، وكانت مريضة عند مسير رَسُول اللَّهِ إِلَى بدر، فأراد الخروج معه فقال له
__________
[1] البذاذة: رثاثة الهيئة، ويقصد بها هنا: التواضع في اللباس.

(1/181)


رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقِمِ عَلَى أمك، فأقام، فرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد توفيت، فصلى عليها، فمنعه مرضها من شهود بدر.
ومما يقوي أَنَّهُ لم يقتل بأحد أن مسلمًا روى في صحيحه بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن كعب عَنْ أَبِي أمامة بْن ثعلبة: «من اقتطع حق مسلم» الحديث، فلو كان منقطعًا لم يسمعه عَبْد اللَّهِ من أَبِي أمامة، ولم يخرجه مسلم في الصحيح.
أخرجه الثلاثة.
336- إياس بن رباب
(د) إياس بْن رباب المزني، جد معاوية بْن قرة، روى يوسف بْن المبارك، عَنِ ابن إدريس، عَنْ خَالِد بْن أَبِي كريمة، عَنْ معاوية بْن قرة، عَنْ أبيه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أباه جد معاوية، إِلَى رجل أعرس بامرأة أبيه، فضرب عنقه، وخمس ماله.
قال ابن منده: هذا غريب من هذا الوجه، قال: وقال يحيى بْن معين: هذا صحيح، كان ابن إدريس أسنده لقوم وأرسله لآخرين. أخرجه ابن منده.
وقال أَبُو نعيم في ترجمة إياس بْن معاوية المزني بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الوضاح عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن إدريس، عَنْ خَالِد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْن قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بعثه إِلَى رجل أعرس بامرأة أبيه فقتله وخمس ماله، فأخرج أَبُو نعيم هذا الحديث في ترجمة إياس بْن معاوية بْن قرة، وقال: أخرج بعض المتأخرين هذا الحديث عَنْ يوسف بْن المبارك عَنِ ابن إدريس، عَنْ خَالِد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْن قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ «أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أباه، جد معاوية، إِلَى رجل أعرس بامرأة أبيه» فجعله في ترجمة إياس بْن رباب جد معاوية بْن قرة، وجد معاوية هو إياس بْن هلال بْن رباب، وذكر جده في هذا الحديث غير متابع عليه.
قلت: الصحيح ما قاله أَبُو نعيم، فإن إياس بْن معاوية بْن قرة بْن إياس بْن هلال بْن رباب بْن عبيد بْن سواءة بْن سارية بْن ذبيان بْن محارب بْن سليم بْن أوس بْن عمرو بْن أد، وولد عثمان وأوس ابني عمرو، وهم مزينة، نسبوا إِلَى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة.
337- إياس بن سهل
(د ع) إياس بْن سهل الجهني. عداده في المدنيين في الأنصار.
روى ابن منده بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سلمة بْن أَبِي الحسام، عَنْ موسى بْن جبير قال: سمعت من حدثني عَنْ إياس بْن سهل الجهني أَنَّهُ كان يقول: قال معاذ: يا رَسُول اللَّهِ، أي الإيمان أفضل؟
قال: «تحب للَّه، وتبغض للَّه، وتعمل لسانك في ذكر اللَّه» . قال أَبُو نعيم: ذكره، يعني إياس بْن سهل، في الصحابة، وهو فيما أراه من التابعين، وروايته عَنْ معاذ تدل عَلَى أَنَّهُ تابعي، وذكرا جميعًا الحديث عَنْ أَبِي حازم، عَنْ إياس بْن سهل الأنصاري الساعدي.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.

(1/182)


338- إياس بن شراحيل
إياس بْن شراحيل بْن قيس بْن يَزِيدَ الذائد، واسمه: امرؤ القيس بْن بكر بْن الحارث بْن معاوية، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره أَبُو بكر بْن مفوّز [1] الأندلسى على أبى عمر.
393- إياس بن عبد الأسد
(د) إياس بْن عبد الأسد، حليف بني زهرة. لَهُ ذكر فِي الصحابة، شهد فتح مصر واختط بها دارًا. قاله ابن عفير.
أخرجه ابن مندة.
340- إياس بن عبد الله
(ب د ع) إياس بْن عَبْد اللَّهِ، أَبُو عبد الرحمن الفهري. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن يسار أَبُو همام.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عبد القاهر، بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ أَبِي هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ، قَالَ:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظِلالِ الشَّجَرِ، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَتَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في فُسْطَاطِهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَانَ الرَّحِيلُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
قال إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي: اسمه إياس بْن عَبْد اللَّهِ، وشهد حنينًا.
أخرجه الثلاثة. إلا أن أبا عمر قال: إياس بن عبد، والله أعلم.
341- إياس بن عبد الله الدوسيّ
(ب د ع) إياس بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ذباب الدوسي. وقيل: المزني، والأول أكثر سكن مكة، وقال أَبُو عمر: هو مدني له صحبة، وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: اختلف في صحبته.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الصُّوفِيُّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُلْيَمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَلَفٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، قَالا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذَئِرَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، فَرَخَّصَ فِي ضَرْبِهِنَّ، فَأَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، لَيْسَ أُوَلِئَك بِخِيَارِكُمْ» . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قَوْلُهُ: ذَئِرَ النِّسَاءُ أَيْ: اجْتَرَأْنَ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ وَنَشَزْنَ عليهم.
__________
[1] هو: أبو بكر محمد بن حيدرة بن مفوز الشاطبي، فقيه أديب، حافظ للحديث وعلله، عارف بأسماء رجاله وحملته، توفى سنة 505 ينظر الصلة لابن بشكوال 567 للضبى: 62.

(1/183)


342- إياس بن عبد
(ب د ع) إياس بْن عبد أَبُو عوف المزني، وقيل: أَبُو الفرات، كوفي، تفرد بالرواية عنه أَبُو المنهال عبد الرحمن بْن مطعم.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: حدثنا قُتَيْبَةُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُزْنِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِيَاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُزْنِيِّ، رَوَى عَنْهُ أَبُو الْمِنْهَالِ، يُعْرَفُ؟
قَالَ: نَعَمْ، سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقْرِنٍ عَنْهُ فَقَالَ: هُوَ جَدِّي أَبُو أُمِّي.
وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: هُوَ حِجَازِيٌّ رَوَى عنه أبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم، وَرَوَى أَبُو الْمِنْهَالِ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْبَرَاءِ، قَالَ: وَأَمَّا أَبُو الْمِنْهَالِ سَيَّارُ بْنُ سَلامَةَ فَلا أَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً عَنْ صَاحِبٍ إِلا عَنْ أَبِي بَرْزَةَ [1] الأَسْلَمِيِّ، وَأَكْثَرُ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ [2] .. كَذَا ذَكَرَهُ الثَّلاثَةُ.
إِيَاسُ بْنُ عَبْدٍ: غَيْرُ مُضَافٍ إِلَى اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالَّذِي ذَكَرَهُ التِّرْمِذِيُّ: عَبْدُ اللَّهِ، وَكُلُّهُمْ رَوَوْا عَنْهُ النَّهْيَ عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ.
343- إياس بن عدي
(ب) إياس بْن عدي الأنصاري النجاري، من بني عمرو بْن مالك بْن النجار، قتل يَوْم أحد شهيدا، ولم يذكره ابْنُ إِسْحَاق.
أخرجه أبو عمر.
344- إياس أبو فاطمة
(د ع) إياس أَبُو فاطمة، وقيل: ابن أَبِي فاطمة، ويقال: اسم أَبِي فاطمة أنيس، وقد تقدم ذكره.
قال ابن منده، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أحمد بْن عصام، عَنْ أَبِي عامر، هو العقدي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حميد، عَنْ مسلم أَبِي عقيل مولى الزرقيين قال:
دخلت عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن أَبِي فاطمة فقال: يا أبا عقيل، حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيكم يحب أن يصح فلا يسقم؟» . فذكر الحديث.
وقال: ورواه ابن وهب عَنِ ابن أَبِي حميد، فقال: عَنْ أبيه عَنْ جده، وقد روي عَنِ ابن أَبِي حميد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن إياس عَنْ جده، وذكر اختلافًا عَلَى مُحَمَّد بْن أَبِي حميد، فتارة عَنْ أبيه، وتارة عَنْ أبيه عَنْ جده. قال أَبُو نعيم: إياس هذا من التابعين، وجعله بعض المتأخرين، يعني ابْنُ منده، فِي الصحابة، وروى أَبُو نعيم حديث ابن وهب، عَنِ ابن أَبِي حميد، عَنْ مسلم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن أَبِي فاطمة،
__________
[1] في المطبوعة: بردة. ومثله في الأصل، وهو تحريف.
[2] في المطبوعة: الرباحي، بالباء، وستأتي ترجمته.

(1/184)


فقال: عَنْ أبيه عَنْ جده، قال أَبُو نعيم: وأخرجه الواهم من حديث أَبِي عامر العقدي، عَنِ ابن أَبِي حميد، عَنْ مسلم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن إياس، عَنْ أبيه، وأسقط ذكر جده في الصحابة.
قال: ومما يبين وهمه رواية إِسْحَاق بْن راهويه، عَنْ أَبِي عامر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حميد، عَنْ أَبِي عقيل قال: دخلت عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن أَبِي فاطمة فقال: يا عقيل، حدثني أَبِي أن أباه أخبره قَالَ: «بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس» ، فذكره مثل رواية ابن وهب، مجودًا عَنْ أبيه عَنْ جده.
قلت: لا مطعن عَلَى ابن منده، فإن الذي ذكره أَبُو نعيم من الاختلاف عَلَى مُحَمَّد بْن أَبِي حميد تارة عَنْ أبيه، وتارة عَنْ أبيه عَنْ جده، قد ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده، وَإِنما أورد ابن منده رواية أَبِي عامر التي رواها أحمد بْن عصام، لئلا يراها من لا علم عنده، فيظنه قد أسقط صحابيًا، فلما ذكرها ذكر الاختلاف فيها، ولا حجة عَلَى ابن منده برواية ابن راهويه عَنْ أَبِي عامر، وقوله عَنْ أبيه عَنْ جده، فإن الأئمة ما زالوا كذلك يروي عنهم راو بزيادة رجل في الإسناد ويروي آخر بإسقاطه، وكتبهم مشحونة بذلك، ويكون الاختلاف عَلَى أَبِي عامر كالاختلاف عَلَى مُحَمَّد بْن أَبِي حميد، ولولا خوف التطويل لذكرنا له أمثلة، ولعل أبا عمر ترك إخراج هذا الاسم في إياس وأنيس لهذا الاختلاف، والله أعلم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
345- إياس بن قتادة
(س) إياس بن قتادة العنبرىّ، أو الغبري، كذا ذكره أَبُو موسى عَلَى الشك، وذكر حديث أوفى بْن موله أَنَّهُ قال: «أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فأقطعني الغميم، وشرط علي: وابن السبيل أول ريان، وأقطع ساعدة- رجلا منا- بئرا بالفلاة يقال لها: الجعونية، وأقطع إياس بْن قتادة العنبري الجابية، وهي دون اليمامة، وكنا أتيناه جميعًا وكتب رجل منا بذلك في أديم» .
قال أَبُو موسى: وقع هذا النسب في مواضع مختلفة النسخ، ففي بعضها العنبري وفي بعضها الغبري، وفي بعضها: العنزي، ولا أتحققه، وكذلك أسامي المواضع المذكورة. أخرجه أَبُو موسى.
قلت: الصحيح أَنَّهُ عنبري من بني العنبر، ويقوى هذا أن ابن أوفى بْن موله تميمي عنبري وساعدة عنبري أيضًا، وكلهم من بني العنبر، عَلَى عادتهم في الوفادة، يفد من كل قبيلة جماعة، فلا مدخل لرجل من غبر وهو بطن من يشكر، ويشكر من ربيعة، وكذلك العنزي، إن فتحت النون أو سكنتها، فهو قبيلة من ربيعة أيضا، والصحيح أنه عنبري.
346- إياس بن مالك
(د ع) إياس بْن مالك بْن أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجر الأسلمي.
قال ابن منده: أخرجه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج في الصحابة، وهو تابعي ولجده أوس صحبة، وروى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، هو السراج، عن محمد بن عباد بْن موسى العكلي، عَنْ أخيه موسى بْن عباد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن يسار، عَنْ إياس بْن مالك بْن أوس الأسلمي قَالَ:
«لِمَا هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر مروا بإبل لنا بالجحفة» وذكر الحديث.

(1/185)


ورواه صخر بْن مالك بْن إياس بْن مالك بْن أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجر، عَنْ أبيه مالك، عَنْ أبيه إياس عَنْ أبيه مالك عَنْ أبيه أوس بْن حجر مر به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر الحديث، وقد تقدم في أوس بْن عَبْد اللَّهِ بْن حجر قال أَبُو نعيم في هذا: إياس ذكره بعض الواهمين في الصحابة، وهو تابعي، ولجده أوس صحبة، وروى حديث السراج في تاريخه عَنْ مُحَمَّد العكلي عَنْ أخيه موسى، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن يسار، عَنْ إياس بْن مالك بْن الأوس عَنْ أبيه قَالَ: لِمَا هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث.
قال أَبُو نعيم: نسب الواهم خطأه إِلَى السراج، والسراج منه برئ، لأنه رواه عَلَى ما ذكرناه عَنْ إياس بْن مالك عَنْ أبيه مالك مجودًا، وذكر أَبُو نعيم حديث صخر بْن مالك المذكور أولا مستدلًا به عَلَى أن الصحبة لأوس.
قلت: قد ذكر ابن منده الحديث أيضًا، وقال: هو تابعي، فلم يبق عليه اعتراض إلا أَنَّهُ نسبه إِلَى السراج، وفي تاريخ السراج خلافه، وَإِلا فهو قد أخبر أَنَّهُ تابعي.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
347- إياس بْن معاذ
(ب د ع) إياس بْن معاذ الأنصاري الأوسي الأشهلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بن أحمد بْن علي الْبَغْدَادِيّ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لَبِيدٍ، أَخِي بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَيْسَرِ أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ مَكَّةَ، وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ، يَلْتَمِسُونَ الْحِلْفَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى قَوْمِهِمْ مِنَ الْخَزْرَجِ، سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ:
هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، بَعَثَنِي إِلَى الْعِبَادِ، أَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ الْكِتَابَ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُمُ الإِسْلامَ، وَتَلا عَلَيْهِمِ الْقُرْآنَ. فَقَالَ، إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ، وَكَانَ غُلامًا حَدَثًا: يَا قَوْمُ، هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ، فَأَخَذَ أَبُو الْحَيْسَرِ حَفْنَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ وَضَرَبَ بِهَا وَجْهَ إِيَاسٍ وَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، فَلَعَمْرِي لَقَدْ جِئْنَا لِغَيْرِ هَذَا فسكت، وقام رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ، وَانْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، ثم لم يلبث إياس ابن مُعَاذٍ أَنْ هَلَكَ.
قَالَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ: فَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ مِنْ قَوْمِهِ [1] أَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا يَسْمَعُونَهُ يُهَلِّلُ اللَّهَ وَيُكَبِّرُهُ، وَيَحْمَدُهُ، وَيَسَبِّحُهُ حَتَّى مَاتَ، فَكَانُوا لا يَشُكُّونَ أَنْ قَدْ مَاتَ مُسْلِمًا، قَدْ كَانَ اسْتَشْعَرَ الإِسْلامَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، حِينَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سَمِعَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
الحيسر: بفتح الحاء المهملة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وبالسين المهملة وآخره راء.
وبعاث: بضم الباء الموحدة، وفتح العين المهملة، وآخره ثاء مثلثة، وقيل: بالغين المعجمة، وليس بشيء.
__________
[1] بعده الاستيعاب 126: عند موته.

(1/186)


348- إياس بن معاوية
(س ع) إياس بْن معاوية المزني.
روى يزيد بْن هارون، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ عبد الرحمن بْن الحارث، عَنْ إياس بْن معاوية المزني قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا بد من قيام الليل ولو حلب ناقة، ولو حلب شاة، وما كان بعد عشاء الآخرة فهو من الليل» . وروى أيضًا حديث خَالِد بْن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بعثه إِلَى رجل أعرس بامرأة أبيه، فقتله وخمس ماله.
وذكر أَبُو نعيم هنا الرد عَلَى ابن منده، وقد نقلنا قوله في إياس بْن رباب، فلا حاجة إِلَى ذكره هنا.
وأخرج أَبُو موسى إياس بْن معاوية مستدركًا عَلَى ابن منده، وذكر حديث قيام الليل، وقال: قد ذكره الطبراني وَأَبُو نعيم في الصحابة قال: وأظن إياسًا هذا هو بن معاوية بْن قرة وهو يروي عَنْ أنس ابن مالك وعن التابعين، وَإِنما الصحبة لجده قرة دون أبيه.
قلت: والحق هو الذي قاله أَبُو موسى، وهذا إياس هو الذي كان قاضي البصرة الموصوف بالذكاء، وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائة، والله أعلم.
349- إياس بن ودقة
(ب س ع) إياس بْن ودقة الأنصاري، من بني سالم بْن عوف بْن الخزرج، روى موسى ابن عقبة عَنِ ابن شهاب، في تسمية من استشهد من يَوْم اليمامة من بني سالم إياس بْن ودقة. أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
وقال أَبُو موسى: رأيت في نسخة مكتوبة عَنْ أَبِي نعيم فوق ودقة فاء كأنه أملاه بالفاء، قال أَبُو موسى: والصحيح فيه القاف. قلت: والصواب عندي بالفاء، والله أعلم.
350- أيفع بْن عبد الكلاعي
أيفع بْن عبد الكلاعي الشامي. ذكره أَبُو بكر الإسماعيلي وعبدان بْن مُحَمَّد في الصحابة.
فقال عبدان: سمعت مُحَمَّد بْن المثنى يقول: توفي أيفع بْن عبد سنة ست ومائة، وقال أَبُو الْفَتْحِ الأزدي الموصلي: أيفع بْن عبد كلال له صحبة، روى عنه صفوان بْن عمرو. وقيل عَنْ أيفع عَنْ عَبْد الله ابن عمر قال: فإن صح فهما اثنان.
أَخْبَرَنَا أبو موسى محمد بن عمر كتابة، أخبرنا أبو زكريا إِذْنًا، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمُحَدِّثُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَامِرٍ الْعَلَوِيُّ، إِمَامُ جَامِعِ بِسْطَامٍ، أَخْبَرَنَا وَالِدِي عَامِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:
سَمِعْتُ أَيْفَعَ بْنَ عَبْدٍ الْكَلَاعِيَّ عَلَى مِنْبَرِ حِمْصَ يَقُولُ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أَدْخَلَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، قَالَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ؟ قَالُوا: لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، قَالَ: نَعَمْ مَا اتَّجَرْتُمْ فِي يَوْمٍ أَوْ بَعْضِ يَوْمٍ رِضْوَانِي وَجَنَّتِي، امْكُثُوا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ، ثُمَّ يَقُولُ:

(1/187)


يَا أَهْلَ النَّارِ، كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ؟ قَالُوا: لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ: بِئْسَ مَا اتَّجَرْتُمْ فِي يَوْمٍ أَوْ بَعْضِ يَوْمٍ، غَضَبِي وَسَخْطِي، امْكُثُوا فِيهَا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ، فَيَقُولُ: اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلَّمُونَ، فَيَكُونَ ذَلِكَ آخِرَ عَهْدِهِمْ بِكَلامِ رَبِّهِمْ عز وجل» . أخرجه أبو موسى.
351- إيماء بن رحضة
(ب د ع) إيماء بْن رحضة بْن خربة بْن خلاف بْن حارثة بْن غفار، سيد غفار في زمانه، ووافدهم، كان يسكن غيقة [1] من ناحية السّقيا، ثم انتقل إِلَى المدينة فاستوطنها قبيل الحديبية، وقال أَبُو عمر: أسلم قبيل الحديبية، وله ولابنه خفاف صحبة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
«خَرَجْنَا مَعَ قَوْمِنَا غِفَارٍ، وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمِّي، وَذَكَرَ إِسْلامَهُ. وَفِيهِ: فَجِئْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ، قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحْضَةَ وَكَانَ سَيِّدُهُمْ» .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
352- أيمن بن خريم
(ب د ع) أيمن بْن خريم بْن فاتك بْن الأخرم بْن شداد بْن عمرو بْن الفاتك بْن القليب بْن عمرو بْن أسد بْن خزيمة [2] الأسدي، وأمه الصماء بنت ثعلبة بْن عمرو بْن حصين بْن مالك الأسدية.
أسلم يَوْم الفتح، وهو غلام يفاع، وروى عَنْ أبيه وعمه، وهما بدريان، وقالت طائفة: أسلم أيمن ابن خريم مع أبيه يَوْم الفتح، قال أَبُو عمر والصحيح أن أباه شهد بدرًا، وهو شامي الأصل، نزل الكوفة.
روى عنه الشعبي وفاتك بْن فضالة [3] وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي. أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عبيد، وإبراهيم ابن مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زياد الأسدي، عن فاتك بن فضالة، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، عَدَلَتْ شِهَادَةُ الزُّورِ الْإِشْرَاكَ باللَّه، ثُمَّ قَرَأَ: «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» [4] . وأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الطبري، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا رحمويه أَخْبَرَنَا صالح بْن عمر، عَنْ مطرف، عَنْ عامر هو الشعبي. قال:
__________
[1] غيقة: موضع بين مكة والمدينة في بلاد غفار.
[2] في المطبوعة: خريمة، وينظر الجمهرة: 180، والاستيعاب: 129.
[3] في المطبوعة: نعيم، وكذلك الأصل، وما أثبته عن ميزان الاعتدال: 3/ 339، وبدليل السند التالي.
[4] الحج: 30.

(1/188)


لما قاتل مروان، هو ابن الحكم، الضحاك بْن قيس، أرسل إِلَى أيمن بْن خريم: إنا نحب أن تقاتل معنا قال: إن أَبِي وعمي شهدا بدرًا، وَإِنهما عهدا إلي أن لا أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلا اللَّه، فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك، قال: اذهب، ووقع فيه، وسبه فأنشأ يقول:
ولست مقاتلا رجلا يصلي ... عَلَى سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي ... معاذ اللَّه من سفه وطيش
أأقتل مسلمًا في غير جرم؟ ... فلست بنافعي ما عشت عيشي
قال الدارقطني: روى أيمن عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما أنا فما وجدت له رواية إلا عَنْ أبيه وعمه.
أخرجه الثلاثة.
353- أيمن بن عبيد
(ب د ع) أيمن بْن عبيد بْن عمرو بْن بلال بْن أَبِي الجرباء بْن قيس بن مالك [1] بن سالم ابن غنم بْن عوف بْن الخزرج، وهو ابن أم أيمن حاضنة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويرد ذكرها عند اسمها، وهو أخو أسامة بْن زيد بْن حارثة لأمه، استشهد يَوْم حنين، قاله ابن إِسْحَاق، وقال: هو الذي عنى العباس بْن عبد المطلب بقوله:
نصرنا رَسُول اللَّهِ في الدين [2] سبعة ... وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا
وثامننا لاقى الحمام بنفسه [3] ... بما مسه في الدين لا يتوجع
والسبعة: العباس، وعلي، والفضل بْن عباس، وَأَبُو سفيان بْن الحارث بْن عبد المطلب وأسامة ابن زيد، هؤلاء من أهل بيته، وأما غيرهم: فأبو بكر، وعمر رضي اللَّه عنهم أجمعين [4] .
روى عنه مجاهد وعطاء: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقطع إلا في ثمن المجن [5] » وكان ثمن المجن يومئذ دينارًا، وهذا حديث مرسل، فإن مجاهدًا وعطاء لم يدركا أيمن.
وقال ابن إِسْحَاق: كان أيمن عَلَى مطهرة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويعاطيه حاجته، ولأيمن ابن يقال له:
الحجاج بْن أيمن، له خبر مع عَبْد الله بن عمر.
أخرجه الثلاثة:
354- أيمن بن يعلى
(د ع) أيمن بْن يعلى أَبُو ثابت الثقفي.
روى العلاء بْن هلال، عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنِ الشعبي، عَنْ أيمن بْن يعلى أَبِي ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من سرق شبرًا من الأرض، أو غله جاء يحمله يَوْم القيامة عَلَى عنقه إلى أسفل الأرضين» .
__________
[1] في الجمهرة 336 بعده: ابن ثعلبة بْن جشم بْن مالك بْن سالم.
[2] في الاستيعاب 813: في الحرب.
[3] في الاستيعاب 128، 813: بسيفه.
[4] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 443، والاستيعاب: 814.
[5] المجن: ترس المحارب.

(1/189)


قال عُبَيْد اللَّهِ: وقد سمعته أنا من إِسْمَاعِيل، ورواه عمرو بْن زرارة، وعلي بْن معبد، في جماعة، عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن عمرو، عَنْ إِسْمَاعِيل، عَنِ الشعبي، عَنْ أيمن عَنْ يعلى بْن مرة الثقفي.
وذكر الحديث. قلت: هذا الحديث فيه نظر، لأن أيمن هذا ليس بصحابي، وَإِنما هو تابعي كوفي مولى بني ثعلبة، قال البخاري: أيمن أَبُو ثابت مولى بني ثعلبة سمع ابن عباس، ويعلى بْن مرة روى عنه أَبُو يعفور، ومثله قال ابن أَبِي حاتم، والحاكم أَبُو أحمد، والحديث يرويه أَبُو يعفور عَنْ أَبِي ثابت، عَنْ يعلى بْن مرة، فصحف عَنْ بابن، ويقع الغلط مثل هذا كثيرا.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
355- أيمن ...
(س) أيمن. قدم من الشام إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكرناه في ترجمة أبرهة.
أخرجه أبو موسى.
356- أيوب بن بشير
(س) أيوب بْن بشير الأنصاري. ذكره عبدان وابن شاهين في الصحابة.
روى مُحَمَّد بْن يحيى بْن حبان، عَنْ أيوب بْن بشير الأنصاري أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«قد أجمعت عَلَى أن أجعل ثلث صلاتي دعاء لك وصلاة عليك، قال: لا عليك أن تفعل، فمكث ما شاء اللَّه، ثم قال: يا رَسُول اللَّهِ، بل نصف صلاتي صلاة عليك ودعاء لك، فقال: لا عليك أن تفعل، فمكث ما شاء اللَّه تعالى، ثم قال لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني قد أجمعت أن أجعل صلاتي كلها صلاة ودعاء لك، قال: إذن يكفيك اللَّه تعالى ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك» . وروى يحيى بْن حمزة، والفرج بْن فضالة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيد الزبيدي، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ أيوب بْن بشير الأنصاري قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أفضل الصدقة عَلَى ذي الرحم الكاشح [1] » . قال أَبُو موسى: قال ابن أَبِي حاتم: أيوب بْن بشير الأنصاري: أَبُو سليمان المعاوي، عَنْ عَبَّادِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْرِ، روى عنه الزُّهْرِيّ، فإذن هذا الأخير ليس بصحابى، فأما الأول فالظاهر أَنَّهُ صحابي، عَلَى أن ذلك الحديث يروى أن غيره قاله للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلت: رواه أَبِي بْن كعب، وَأَبُو هريرة، ورواه مُحَمَّد بْن يحيى بْن حبان عَنْ أبيه أن رجلا قال للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَدْنَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُطَهَّرِ اللَّفْتُوَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زكريا (ح) قَالَ أَبُو الْفَرَجِ: وأَخْبَرَنَا عَمُّ جَدِّي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طاهر بن عد الرَّحِيمِ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ الأَعْرَجُ، قال: أخبرنا أبو بكر
__________
[1] الكاشح: العدو الّذي يضمر عداوته، ويطوى عليها كشحة أي باطنه.
[أسد الغابة- كتاب الشعب]

(1/190)


عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَوْرَكَ الْقَبَّابُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، أخبرنا أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عن الطُّفَيْلِ بْنِ أَبِي بن كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ؟ قَالَ: إِذَنْ يَكْفِيكَ اللَّهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ أمر دنياك وآخرتك» .
357- أيوب بن مكرز
(س) أيوب بْن مكرز. ذكره ابن شاهين أيضا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، قال: وممن عد من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيوب بن مكرز.
أخرجه أبو موسى.

(1/191)