أسد الغابة في
معرفة الصحابة، ط الفكر باب الباء
(1/193)
باب الباء والألف
358- باقوم الرومي
(ب د ع) باقوم، وقيل: باقول الرومي، مولى سَعِيد بْن العاص
كان نجارا بالمدينة، روى عنه صالح مولى التوأمة: «أَنَّهُ
صنع لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
منبره، من طرفاء، ثلاث درجات:
القعدة ودرجتيه.
أخرجه الثلاثة. وقال أَبُو عمر: إسناده ليس بالقائم.
359- باذان الفارسي
باذان الفارسي من الأبناء، وهم من أولاد الفرس الذين سيرهم
كسرى أنوشروان مع سيف بْن ذي يزن إِلَى اليمن لقتال
الحبشة، فأقاموا باليمن، وكان باذان بصنعاء فأسلم في حياة
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله أثر
كبير في قتل الأسود العنسي، وقد أتينا عَلَى خبره في
الكامل في التاريخ.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
باب الباء والجيم
360- بجاد بن السائب
(ب) بجاد، ويقال: بجار بْن السائب بْن عويمر بْن عائذ بْن
عمران بْن مخزوم بْن يقظة بْن مرة بْن كعب بْن لؤي القرشي
المخزومي.
قتل يَوْم اليمامة شهيدًا، في صحبته نظر، وأخواه: جابر
وعويمر ابنا السائب، قتلا يَوْم بدر كافرين، وليسا في كتاب
موسى بْن عقبة، وأخوهم عائذ بْن السائب، أسر يَوْم بدر
كافرًا، وقيل: أسلم وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أبو عمر.
361- بجراة بن عامر
(ب) بجراة بْن عامر. حديثه قَالَ: «أتينا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمنا، وسألناه أن
يضع عنا صلاة العتمة [1] فإنا نشتغل بحلب إبلنا فقال:
«إنكم إن شاء اللَّه ستحلبون إبلكم وتصلون» . أخرجه أَبُو
عمر.
__________
[1] في النهاية: عتمة الليل: ظلمته، وكانت الأعراب يسمون
صلاة العشاء صلاة العتمة، تسمية بالوقت.
(1/195)
وأما ابن منده وَأَبُو نعيم، فإنهما أخرجا
هذا المتن في بيجرة وقالا: وقيل: بجرة ونذكره في بيجرة إن
شاء اللَّه تعالى.
362- بجير بن أوسي
(ب) بجير بْن أَوْسِ بْن حَارِثَةَ بْن لامٍ الطَّائِيِّ.
هو عم عروة بْن مضرس الطائي، في إسلامه نظر.
أخرجه أَبُو عمر.
بجير: بضم الباء وفتح الجيم، وحارثة: بالحاء المهملة
والثاء المثلثة.
363- بجير بن بجرة الطائي
(ب د ع) بجير بْن بجرة الطائي، مثله، قَالَ أَبُو عمر: لا
أعلم لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وله فِي قتال أهل الردة فِي خلافة أَبِي بَكْر
الصديق، رَضِيَ اللَّه عنه، آثار وأشعار ذكرها ابن
إِسْحَاق.
وأما ابن منده وَأَبُو نعيم فرويا عَنْ أَبِي المعارك
الشماخ بْن المعارك بْن مرة بْن صخر بْن بجير بْن بجرة
الطائي الفيدي عَنْ أبيه المعارك عَنْ جده عَنْ أبيه صخر
عَنْ أبيه بجير بْن بجرة قال: «كنت في الجيش الذي بعثه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع
خَالِد بْن الْوَلِيد حين بعثه إِلَى أكيدر ملك دومة
الجندل، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: إنك تجده يصيد البقر في ليلة مقمرة، قال:
فوافقناه، وقد خرج كما نعته رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخذناه، وقتلنا أخاه [و] [1] كان قد
حاربنا، فلما أتينا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أنشدته:
تبارك سائق البقرات إني ... رأيت اللَّه يهدي كل هاد
فمن يك عائدًا عَنْ ذي تبوك ... فإنا قد أمرنا بالجهاد
فقال له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا
يفضض اللَّه فاك. قال، فأتت عليه تسعون سنة، وما تحركت له
سن ولا ضرس» . أخرجه ثلاثتهم.
بجرة: بفتح الباء، وسكون الجيم.
364- بجير بن أبى بجير
(ب د ع) بجير بْن أَبِي بجير العبسي، من بني عبس بْن بغيض
بْن ريث بْن غطفان وقيل:
بل هو من جهينة، حليف لبني دينار بْن النجار، شهد بدرًا
وأحدًا، وبنو دينار بْن النجار يقولون:
هو مولانا، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: قال الزُّهْرِيّ: إنه شهد
بدرًا.
بجير: بضم الباء، وفتح الجيم أيضًا.
365- بجير الثقفي
بجير، مثله، هو الثقفي، قال ابن ماكولا: لَهُ صحبة ورواية
عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روت عنه
حفصة بنت سيرين، وقال: رواه أَبُو بكر الشافعي، فقال:
بجير، ورواه الإسماعيلي فقال:
بشير بالفتح وقيل: بشير بالضم.
__________
[1] عن الإصابة.
(1/196)
366- بجير بن زهير
(ب د ع) بجير مثله هو ابن زُهَيْر بْن أَبِي سلمى، واسم
أَبِي سلمى: رَبِيعة بْن رياح بْن قرط بْن الحارث ابن مازن
بْن خلاوة بْن ثعلبة بْن ثور بْن هذمة [1] بْن لاطم بْن
عثمان بْن مزينة المزني، أخو كعب بْن زهير.
أسلم قبل أخيه كعب، وكلاهما شاعران مجيدان، وكان أبوهما
زهير من فحول الشعراء المجيدين المبرزين روى حجاج بْن ذي
الرقيبة بْن عبد الرحمن بْن كعب بْن زهير بْن أَبِي سلمى،
عَنْ أبيه عَنْ جده قال: خرج كعب وبجير ابنا زهير حتى أتيا
أبرق العزاف [2] فقال بجير لكعب: اثبت في غنمنا في هذا
المكان حتى آتي هَذَا الرجل، يعني النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسمع ما يَقُولُ، قال: فثبت
كعب، وخرج بجير، فجاء إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام، فأسلم،
فبلغ ذَلِكَ كعبًا فَقَالَ:
ألا أبلغا عني بجيرًا رسالة ... عَلَى أي شيء ويب غيرك
دلكا [3]
الأبيات، وترد في اسم كعب بْن زهير.
وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف، ثم لِمَا
قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
الطائف، كتب بجير إلى كعب:
إن كانت له في نفسك حاجة فاقدم إِلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لا يقتل أحدًا
جاءه تائبًا، وبعث إليه بجير:
من مبلغ كعبًا فهل لك في التي ... تلوم عليها باطلا وهي
أحزم
إِلَى اللَّه، لا العزى ولا اللات، وحده ... فتنجو إذا كان
النجاء وتسلم
لدى يَوْم لا ينجو وليس بمفلت ... من النار إلا طاهر القلب
مسلم
فدين زهير وهو لا شيء عنده [4] ... ودين أَبِي سلمى علي
محرم
وبجير هو القائل يَوْم الطائف:
كانت علالة يَوْم بطن حنينكم ... وغزاة أوطاس ويوم الأبرق
جمعت هوازن جمعها فتبددوا ... كالطير تنجو من قطام أزرق
لم يمنعوا منا مقامًا واحدًا ... إلا جدارهم وبطن الخندق
ولقد تعرضنا لكيما يخرجوا ... فتحصنوا منا بباب مغلق
في شعر له غير هذا. [5] أخرجه ثلاثتهم.
سلمى: بضم السين، وبالإمالة، قاله الأمير أبو نصر.
__________
[1] في المطبوعة: هرمة. وما أثبته عن القاموس.
[2] أبرق العزاف: ماء لبني أسد بن خزيمة، في طريق القاصد
إلى المدينة من البصرة.
[3] عجزه في سيرة ابن هشام 2/ 501:
فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا.
وفي ديوانه 3:
فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا
وويب: بمعنى ويل.
[4] رواية السيرة 2/ 502: «هو لا شيء دينه» .
[5] روى البيت في السيرة 2/ 487:
جمعت باغواء هوازن جمعها ... فتبددوا كالطائر المتمزق
(1/197)
367- بجير بن عبد الله
(ب) بجير بْن عَبْد اللَّهِ بْن مرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن
صعب بْن أسد، هو الذي سرق عيبة [1] النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه أَبُو عمر.
368- بجير بْن عمران
بجير بْن عمران الخزاعي، وهو القائل في الفتح:
وقد أنشأ اللَّه السحاب بنصرنا ... ركام سحاب الهيدب [2]
المتراكب
وهجرتنا في أرضنا عندنا بها ... كتاب لنا من خير ممل وكاتب
ومن أجلنا حلت بمكة حرمة ... لندرك ثارًا بالسيوف القواضب
أخرجه أَبُو علي الغساني، وابن مفوز.
باب الباء والحاء
369- بحاث بن ثعلبة
(ب س) بحاث بْن ثعلبة بْن خزمة [3] بْن أصرم بْن عَمْرو
بْن عمارة بْن مالك بْن عَمْرو بن بثيرة ابن مشنوء بْن
القشر بْن تميم بْن عوذ مناة بن تاج بن تيم بْن إراشة بْن
عَامِر بْن عبيلة بْن قسميل بْن فران بْن بلي بْن عَمْرو
بْن الحاف بْن قضاعة البلوي حليف الأنصار، يجتمع هو
والمجذر بْن ذياد في عمرو بْن عمارة، نسبه هكذا هشام، وأما
أَبُو عمر فنسبه إِلَى مالك، ثم قال: البلوي حليف بني عوف
بْن الخزرج.
قال أَبُو عمر: قال الكلبي: بحاث، يعني بالباء الموحدة،
وروى إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابن إِسْحَاق:
نحاب [4] بالنون ويرد هناك.
شهدا بدرا مع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم قال
أَبُو عمر: والقول عندي قول ابن الكلبي.
وله أخوان: عَبْد اللَّهِ ويزيد، شهد عَبْد اللَّهِ بدرًا،
وشهد يزيد العقبتين، ولم يشهد بدرًا.
واستدركه أَبُو موسى عَلَى ابن منده فقال: بحاث بْن ثعلبة
بْن خزمة بْن أصرم من بني عوف بْن الخزرج من بلحبلى، أخو
عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة، وقيل: ابن أصرم بْن عمرو بْن
عمارة، شهد بدرًا مع النَّبِيّ هو وأخوه عَبْد اللَّهِ،
وروى إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابن إِسْحَاق: نحاب بالنون.
انتهى كلام أَبِي موسى.
قلت: قوله من بلحبلى، واسمه سالم بْن غنم بْن عوف بْن
الخزرج، رهط عبد الله بن أبي بن سلول المنافق، إن أراد به
نسبًا فليس فيهم هذا النسب، وَإِن أراد به حليفًا فكان
ينبغي أن يذكره، عَلَى أن قوله:
وقيل: أصرم بْن عمرو بْن عمارة يدل عَلَى أَنَّهُ قد ظن أن
نسبه الأول غير هذا حتى قال: وقيل كذا، والله أعلم.
__________
[1] العيبة: ما يودع فيه الثياب.
[2] الهيدب: سحاب يقرب من الأرض، كأنه متدل يكاد يمسكه من
قام براحته.
[3] في المطبوعة: خرمة. وينصر المشتبه: 232.
[4] في المطبوعة: نحات، والّذي في الاستيعاب 190، وسيرة
ابن هشام 1/ 625: نحاب.
(1/198)
عمارة: بفتح العين المهملة وتشديد الميم.
وبثيرة: بفتح الباء الموحدة، وكسر الثاء المثلثة، وسكون
الياء تحتها نقطتان، وبعد الراء هاء.
ومشنوء: بفتح الميم، وسكون الشين المعجمة، وضم النون، وبعد
الواو همزة.
والقشر: بضم القاف، وفتح الشين المعجمة وبالراء.
370- بحر بن ضبع
(ب د ع) بحر بْن ضبع بْن أتة الرعيني. وفد إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر، واختط
بها، وخطته معروفة برعين.
ومن ولده: أَبُو بكر السمين بْن مُحَمَّدِ بْنِ بحر ولي
مراكب دمياط سنة إحدى ومائة في خلافة عمر ابن عبد العزيز.
ومن ولده أيضًا مروان بْن جَعْفَر بْن خليفة بْن بحر
الشاعر، وكان فصيحًا، وهو القائل يمدح جده:
وجدي الذي عاطى الرسول يمينه ... وخبت إليه من بعيد رواحله
ببدر لنا بيت أقامت أصوله ... عَلَى المجد يبني علوه
وأسافله
قال أَبُو عمر: ذكر ذلك كله حفيد يونس، يعني: أبا سَعِيد
بْن عبد الرحمن بْن أحمد بْن يونس بْن عبد الأعلى صاحب
تاريخ مصر.
وقد ساق نسبه الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا فقال: بحر بْن
ضبع بْن أتة بن يحمد بن موهشل بن عقب ابن اليشرح بن سعد بن
بدر بن شرحبيل بن حجر بْن زيد بْن مالك بْن زيد بْن رعين،
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع
يعفر بْن غريب [1] بْن عبد كلال.
أخرجه الثلاثة.
بحر: بضم الباء والحاء المهملة، وضبع: بضم الضاد والباء
الموحدة.
371- بجير الراهب
(د ع) بحيرا الراهب. رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل مبعثه، وآمن به.
روى ابن عباس أن أبا بَكْر الصديق رَضِي اللَّه عَنْهُ صحب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن
ثماني عشرة سنة، والنبي ابن عشرين سنة، وهما يريدان الشام
في تجارة، حتى إذا نزلوا منزلا فيه سدرة قعد النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ظلها، ومضى أَبُو
بكر إِلَى راهب اسمه بحيرا يسأله عَنْ شيء. فقال له: من
الرجل الذي في ظل السدرة؟
فقال: ذلك مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد المطلب،
فقال له: هذا والله نبي، ما استظل تحتها بعد عيسى بن مريم
إلا مُحَمَّد، فوقع في قلب أَبِي بكر اليقين والتصديق،
فلما نبئ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اتبعه أَبُو بكر رضي اللَّه عنه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
372- بحيرا
(س) بحيرا. ذكره أَبُو موسى فيما استدركه عَلَى ابن منده،
عَنْ مقاتل أو غيره، قال:
قدم إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع
جَعْفَر بْن أَبِي طالب أربعون رجلا، اثنان وثلاثون من
الحبشة، وثمانية من الشام:
__________
[1] كذا في الأصل والمطبوعة، وفي الإصابة: عريب، بالعين
المهملة، ولم يذكر ابن الأثير ترجمة يعفر هذا.
(1/199)
بحيرا وأبرهة والأشرف وتمام وَإِدريس وأيمن
ونافع وتميم، فلو لم يكن عنده أن هذا غير الذي قبله لما
استدركه، فإن الراهب قد ذكره ابن منده، ولأن الراهب لم يكن
عاش إِلَى هذا الوقت غالبًا. والله أعلم.
373- بحير الأنماري
نحير بغير ألف. هو الأنماري، قال ابن ماكولا: لَهُ صحبة
ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وهو أبو
سعد [1] ، يرد ذكره في الكنى. ذكره ابن سميع [2] في
الطبقات، روى عنه قيس بْن حجر الكندي، وابن لهيعة، وبكر بن
مضر.
374- بحير بن أبى ربيعة
(د) بحير، مثله، هو ابن أَبِي ربيعة، واسمه عمرو بْن
المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ ابن عمر بْن مخزوم القرشي
المخزومي، كان اسمه بحيرا فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وهو والد عمر بْن عَبْد
اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة الشاعر المشهور، وابن عم خَالِد
بْن الْوَلِيد وأبي جهل بْن هشام.
أخرجه هاهنا ابن منده، وقد أخرجه الثلاثة في عَبْد الله بن
أبى ربيعة.
375- بحينة ...
(س) بحينة. قال الحافظ أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن
منده: ذكره عبدان، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ عبدان بْن
مُحَمَّد، عَنْ عباس بْن مُحَمَّد، عَنْ أَبِي نعيم، عَنْ
عبد السلام بْن حرب، عَنْ أَبِي خَالِد يزيد بْن عبد
الرحمن، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن
ثَوْبَانَ، عَنْ بحينة قال: مر بي النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا منتصب أصلي بعد طلوع
الفجر فقال: لا تصلوا هذه الصلاة مثل قبل الظهر وبعدها،
واجعلوا بينهما فصلا» .
قال: كذا رواه وترجمه، والصحيح ما أَخْبَرَنَا وذكر إسناده
إِلَى السري بْن يحيى، عَنْ أَبِي نعيم، عَنْ عَبْدُ
السَّلامِ بْن حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن ثَوْبَانَ، عَنِ
ابن بحينة. قال: وكذلك رواه يحيى بْن أَبِي كثير، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْن ثوبان وسمي ابن بحينة:
أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عَبْد
اللَّهِ بْن أحمد، عَنْ أبيه، عَنْ عبد الرزاق، عَنْ
يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن
بن توبان، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة نحوه، قال:
وبحينة اسم أمه، وربما نسب إليها وإلى أبيه، وهاهنا قد نسب
إليهما جميعا.
قلت: الصحيح هو الذي قاله أَبُو موسى، وهو ظاهر مشهور، ولا
شك أَنَّهُ قد سقط من أصل عبدان: «ابن» فظنه [3] بحينة،
ولم يكفه هذا حتى ظن الامرأة رجلا، صارت العصا ركوة [4] .
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: سعيد وما أثبته عن الأصل، وفي الكنى: أبو
سعد الخير الأنماري. وقيل: أبو سعيد.
[2] هو الحافظ أبو الحسن محمود بن سميع الدمشقيّ صاحب
الطبقات وأحد الثقات توفى سنة 259 هـ ينظر العبر: 2/ 17
[3] في المطبوعة: قطية.
[4] هذا مثل يضرب في انقلاب الأمور، والركوة: إناء صغير من
جلد يشرب فيه الماء.
(1/200)
باب الباء والدال
376- بدر بن عبد الله الخطميّ
(د ع) بدر بْن عبد اللَّه الخطمي. وقيل: برير، وهو جد مليح
بْن عَبْد اللَّهِ بْن بدر روى مليح عَنْ أبيه عَنْ جده أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «خمس من
سنن المرسلين: الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر» .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، إلا أن ابن منده جعله سعديًا
وجعله أَبُو نعيم خطميًا، ووهم ابن منده لأنه رَأَى مليح
بْن عَبْد اللَّهِ السعدي فظنه حافد بدر، فنسبه كذلك،
ومليح السعدي يروي عَنْ أَبِي هريرة ومليح بْن عَبْد
اللَّهِ بْن بدر يروي عَنْ أبيه عَنْ جده والحق مع أَبِي
نعيم، ذكرهما الأمير أبو نصر بن ماكولا.
377- بدر بن عبد الله المزني
(د ع) بدر بْن عَبْد اللَّهِ المزني. روى عنه بكر [1] بْن
عَبْد اللَّهِ المزني أَنَّهُ قال: قلت:
يا رَسُول اللَّهِ، إني رجل محارب أو محارف [2] لا ينمى لي
مال، فَقَالَ لِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «يا بدر بْن عَبْد اللَّهِ، قل إذا أصبحت: بسم
اللَّه عَلَى نفسي، بسم اللَّه عَلَى أهلي ومالي، اللَّهمّ
رضني بما قضيت لي، وعافني فيما أبقيت، حتى لا أحب تعجيل ما
أخرت، ولا تأخير ما عجلت» . فكنت أقولهن، فأثمر اللَّه
مالي، وقضى عني ديني، وأغناني وعيالي. أخرجه ابن مندة وأبو
نعيم.
378- بدر أبو عبد الله
(س) بدر أَبُو عَبْد اللَّهِ مولى النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْن أَبِي عِيسَى
كتابة، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن الفضل بْن أحمد، قال:
وقرأته عَلَى جَعْفَر بْن عبد الواحد قالا: أَخْبَرَنَا
أَبُو طاهر بْن عَبْدِ الرَّحِيمِ، أَخْبَرَنَا عَبْد
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أبو أَبُو الشيخ الحافظ،
أَخْبَرَنَا ابن أعين، أَخْبَرَنَا إِسْحَاق بْن أَبِي
إسرائيل، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جابر، عن عبد الله بن
بدر، عن أبيه مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال: «قضى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالدين قبل الوصية، وأن الإخوة من الأب
والأم يتوارثون دون الإخوة من الأب» . ورواه إِسْحَاق
الطباع، ورواه ابن الجراح، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جابر عَنْ
عَبْد اللَّهِ بْن بدر، عَنِ ابن عمر. أخرجه أَبُو موسى.
379- بديل بن سلمة
(ب س) بديل بْن سلمة بْن خلف بن عمرو بن الأحبّ [3] بن
مقباس [4] بْن حبتر بْن عدي بْن سلول بْن كعب بْن عمرو بْن
ربيعة، وهو لحي بن حارثة الخزاعي السّولى، وهو بديل بن أم
أصرم
__________
[1] في الأصل: بكير.
[2] المحارفة: الشدة في المعاش.
[3] في الاستيعاب 151: الأخنس، وفي سيرة ابن هشام 2- 393:
الأجب.
[4] في المطبوعة: مقياس، بالياء.
(1/201)
هي بنت الأجحم بْن دندنة بْن عَمْرو بْن
القين بْن رزاح [1] بْن عَمْرو بْن سعد بْن كعب بْن عَمْرو
بْن ربيعة من خزاعة أيضًا، وأمها: حية بنت هاشم بْن عبد
مناف بْن قصي. وعرف بديل بأمه. هكذا نسبه هشام بْن الكلبي،
تجتمع هي وابنها في كعب بْن عمرو وهي عمة أَبِي مالك أسيد
بْن عَبْد اللَّهِ بْن الأجحم، ويجتمع هو وعمرو بْن الحمق
بْن الكاهن بْن حبيب بْن عمرو بْن القين في: عمرو.
وبديل هو الّذي بعثه نبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وبعث معه بسر [2] بْن سفيان إِلَى بني كعب
يستنفرهم لغزو مكة، أخرجه أَبُو عمر.
وأخرجه أَبُو موسى عَلَى ابن منده، فقال: بديل بْن عبد
مناف بْن سلمة بْن خلف بْن عمرو بن الأحب بْن مقابس بْن
حنين، وساق باقي النسب كما ذكرناه، ثم قال في آخره: وهذه
الأسامي التي أوردتها لا أتحققها، وهذا من مثل ذلك الإمام
غريب، فإنها قد ذكرها ابن الكلبي، وابن عبد البر، والأمير
أَبُو نصر كما ذكرناه.
فأما قوله: مقابس، بتقديم الألف عَلَى الباء، فليس كذلك،
وَإِنما هو مقباس.
وقوله: حنين بنونين فليس كذلك وَإِنما هو: حبتر بحاء مهملة
وباء موحدة وتاء فوقها نقطتان وآخره راء.
بديل: بضم الباء وفتح الدال المهملة.
وأسيد: بفتح الهمزة وكسر السين.
وحية: بالياء تحتها نقطتان.
والأجحم: بتقديم الجيم عَلَى الحاء المهملة قاله: الأمير
أبو نصر.
380- بديل بن عمر الأنصاري
(د ع) بديل، مثله، هو ابن عمرو الأنصاري الخطمي، له صحبة.
روى حليس بْن عمرو، عَنْ أمه الفارعة، عَنْ جدها بديل بْن
عَمْرو الخطمي، قَالَ: عرضت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقية الحية، فأذن لي فيها ودعا
فيها بالبركة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
وقال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف عنه إلا من هذا
الوجه.
381- بديل بن كلثوم
(د) بديل بْن كلثوم الخزاعي، وقيل: عمرو بْن كلثوم، قدم
عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عهد
خزاعة لما غدرت بهم قريش، وأنشده:
لا هم إني ناشد محمدا [3]
أخرجه ابن مندة وحده.
__________
[1] في المطبوعة: رذاح. وينظر الجمهرة: 226، وكتاب نسب
قريش: 17.
[2] في المطبوعة: بشر وسيأتي في بسر، على أن في السيرة 2-
309، قال: بشر بن سفيان الكعبي، قال ابن هشام: ويقال بسر
[3] يأتى الرجز في ترجمة عمرو بن سالم بن كلثوم، وتمامه:
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
(1/202)
فأما قوله: وقيل عمرو بْن كلثوم فلا أعرفه،
وكان يجب عليه أن يذكره في عمرو بْن كلثوم، فلم يذكره
وَإِنما هو عمرو بْن سالم بْن كلثوم، فأسقط الأب.
382- بديل بن مارية
(د ع) بديل، مثله، هو ابن مارية، مولى عمرو بْن العاص
السهمي، روى عنه المطلب بْن أَبِي وداعة وابن عباس قصة
الجام [1] ، لما سافر هو وتميم الداري، وعدي بْن بداء،
هكذا أورده ابن منده، وَأَبُو نعيم.
بديل: بضم الباء وفتح الدال المهملة، والذي ذكره الأئمة في
كتبهم: بزيل بضم الباء وبالزاي، ونحن نذكره في موضعه إن
شاء الله تعالى.
383- بديل بن ورقاء
(ب د ع) بديل بْن ورقاء بْن عمرو بْن ربيعة بْن عبد العزى
بْن ربيعة بن جزىّ بن عامر ابن مازن الخزاعي. كذا نسبه ابن
منده وَأَبُو نعيم.
وقال ابن الكلبي: بديل بْن ورقاء بْن عبد العزى بْن ربيعة
بْن جزي بْن عامر بْن مازن بْن عدي بْن عَمْرو بْن رَبِيعة
وهو لحي الخزاعي، كذا نسبه ابن الكلبي.
وقال أَبُو عمر: بديل بْن ورقاء بْن عبد العزى بْن ربيعة
الخزاعي.
وساق ابن ماكولا نسبه إِلَى جزي مثل هشام، وما فوق جزي
متفق عليه عند الجميع.
قال ابن منده وَأَبُو نعيم: تقدم إسلامه.
وقال أبو عمر: أسلم هو وابنه عَبْد اللَّهِ وحكيم بْن
حزام، يَوْم فتح مكة بمر الظهران، في قول ابن شهاب.
قال: وقال ابن إِسْحَاق: إن قريشًا يوم فتح مكة لجئوا
إِلَى دار بديل بْن ورقاء الخزاعي، ودار مولاه رافع، وشهد
بديل وابنه عَبْد اللَّهِ حنينًا والطائف وتبوك، وكان من
كبار مسلمة الفتح.
قال: وقيل أسلم قبل الفتح.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، فِيمَا
أَذِنَ لِي، بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي
عاصم قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ
أَبِيهِ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ سَلَمَةَ قَالَ:
دَفَعَ إِلَيَّ أَبِي بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْكِتَابَ،
وَقَالَ: يَا بُنَيَّ، هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَوْصُوا بِهِ،
فَلَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ:
__________
[1] الجام: إناء من فضة.
(1/203)
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
من مُحَمَّد رسول اللَّهِ إِلَى بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ،
وَسَرَوَاتِ بَنِي عَمْرٍو، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمْ
اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ
فَإِنِّي لَمْ آثَمْ بِإِلِّكُمْ [1] وَلَمْ أَضَعْ فِي
جَنْبِكُمْ، وَإِنَّ أَكْرَمَ أَهْلِ تُهَامَةَ عَلَيَّ
أَنْتُمْ، وَأَقْرَبَهُمْ لِي رَحِمًا وَمَنْ مَعَكُمْ
مِنَ الْمُطَيَّبِينَ، وَإِنِّي قَدْ أَخَذْتُ لِمَنْ
هَاجَرَ مِنْكُمْ مِثْلَ مَا أَخَذْتُ لِنَفْسِي، وَلَوْ
هَاجَرَ بِأَرْضِهِ غَيْرُ سَاكِنِ مَكَّةَ إِلا
مُعْتَمِرًا أَوْ حَاجًّا، وَإِنِّي لَمْ أَضَعْ فِيكُمْ
إِذَا سَلَمْتُ، وَإِنَّكُمْ غَيْرُ خَائِفِينَ مِنْ
قَبْلِي وَلا مُحْصَرِينَ» . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ،
وَكَانَ الْكِتَابُ بِخَطِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَتُوُفِّيَ بُدَيْلُ بْنُ
وَرْقَاءَ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَحْبِسَ النِّسَاءَ
وَالأَمْوَالَ بِالْجِعْرَانَةِ [2] مَعَهُ حَتَّى
يَقْدَمُ. يَعْنِيً الَّتِي غَنِمَهَا مِنْ حُنَيْنٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
384- بديل..
(د ع) بديل، غير منسوب. عداده في أهل مصر، روى حديثه موسى
بْن عَلِيِّ بْنِ رباح، عَنْ أبيه، عَنْ بديل قال: «رأيت
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح عَلَى
الخفين» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
385- بديل
(د ع) بديل، غير منسوب، انفرد ابن مندة بإخراجه، وقال:
أخرجه في الصحابة، وذكره أهل المعرفة في التابعين، وروى
عنه: «كان كم رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إلى
الرسغين» .
باب الباء والذال المعجمة
386- بذيمة
(د) بذيمة والد علي، ذكره يحيى بْن مُحَمَّدِ بْنِ صاعد
فيمن سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وروى عَنْ أحمد بْن منيع، عَنْ أشعث بْن عبد الرحمن، عَنِ
الْوَلِيد بْن ثعلبة، عَنْ علي بْن بذيمة عَنْ أبيه قال:
سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يقول: «من قال ... » وذكر حديثًا في الدعاء كذا أخرجه ابن
منده وحده مختصرًا، بذيمة: بفتح الباء وكسر الذال المعجمة.
قال أَبُو نعيم: ذكر بعض الناس بذيمة في الصحابة، وهو وهم،
قاله في بريل الشهالي.
باب الباء والراء
387- بر بْن عبد الله
بر بْن عَبْد اللَّهِ أَبُو هند الداري. لَهُ صحبة ورواية
عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويرد
ذكره فِي الكنى أتم من هَذَا.
قاله الأمير أبو نصر.
__________
[1] الإل: العهد، والمعنى: لم أخن عهدكم فآثم.
[2] الجعرانة: منزل بين مكة والطائف نزله النبي صلّى الله
عليه وسلم وقسم بها غنائم حنين.
(1/204)
388- البراء بن أوس
(ب د ع) البراء بْن أوس بْن خَالِد. شهد مع النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إحدى غزواته، وقاد معه
فرسين، فضرب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ خمسة أسهم، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم.
وأما أَبُو عمر فإنه قال: البراء بْن أوس بْن خَالِد بْن
الجعد بْن عوف بْن مبذول بْن عمرو بْن غنم بْن عدي [1] بن
النجار، هو أبو إِبْرَاهِيم بْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، لأن زوجته أم بردة أرضعته
بلبنه.
وَإِن كانا واحدًا، وهو الظاهر، وَإِلا فهما اثنان، والله
أعلم.
أخرجه الثلاثة.
389- البراء بن عازب
(ب د ع) البراء بْن عازب بْن الحارث بْن عدي بْن جشم بْن
مجدعة بْن حارثة بْن الحارث بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس
الأنصاري الأوسي، يكنى أبا عمرو، وقيل أبا عمارة، وهو أصح.
رده رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن
بدر، استصغره، وأول مشاهده أحد، وقيل الخندق، وغزا مَعَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع
عشرة غزوة.
وهو الذي افتتح الري سنة أربع وعشرين صلحا أو عنوة، في قول
أَبِي عمرو الشيباني، وقال أَبُو عبيدة: افتتحها حذيفة سنة
اثنتين وعشرين، وقال المدائني: افتتح بعضها أَبُو موسى،
وبعضها قرظة ابن كعب، وشهد غزوة تستر مع أَبِي موسى، وشهد
البراء مَعَ عليّ بْن أَبِي طَالِب الجمل وصفين والنهروان،
هو وأخوه عبيد بْن عازب، ونزل الكوفة وابتنى بها دارًا،
ومات أيام مصعب بْن الزبير.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بن أبي حبة بإسناده إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شريك ابن عَبْدِ اللَّهِ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ:
اسْتَصْغَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ، فَرَدَّنَا يَوْمَ بَدْرٍ
فَلَمْ نَشْهَدْهَا» . وَرَوَاهُ عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ نَحْوَهُ، وَزَادَ:
«وَشَهِدْنَا أُحُدًا» .
تَفَرَّدَ عَمَّارٌ بِذِكْرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْسَجَةَ.
وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَزُهَيْرٌ
وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
عَنِ الْبَرَاءِ:
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ
طَبْرَزَدَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ غَيْلانَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكي، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ. أَخْبَرَنَا عَبْثَرٌ، عَنْ
بُرْدٍ أَخِي يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ
بْنِ رَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ:
«مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيَراطٌ، وَمَنْ
شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ،
أَحَدُهُمَا مثل أحد» .
__________
[1] في الاستيعاب 153: غنم بن مازن بن النجار.
(1/205)
وَكَانَ الْبَرَاءُ يَقُولُ: أَنَا الَّذِي
أَرْسَلَ مَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ السَّهْمَ إِلَى قَلِيبِ الْحُدَيْبِيَةِ
فَجَاشَ بِالرَّيِّ [1] ، وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي نَزَلَ
بِالسَّهْمِ نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدَبٍ، وَهُوَ أَشْهَرُ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
رزيق: بتقديم الراء عَلَى الزاي.
390- البراء بن قبيصة
(س) البراء بْن قبيصة. قال أَبُو موسى: ذكره عبدان
المروزي، وقال: رأيته في التذكرة، ولا أعلم له صحبة.
استدركه أَبُو موسى على ابن منده، وليس له فيه حجة، لأن
الذي ذكره عنه لا تعرف له صحبة، وأظنه البراء بْن قبيصة
بْن أَبِي عقيل بْن مسعود بْن عامر بْن معتب الثقفي، والله
أعلم، ولا أعلم لقبيصة صحبة.
معتب: بضم الميم، وفتح الْعَين المهملة، وتشديد التاء،
فوقها نقطتان.
391- البراء بن مالك
(ب د ع) البراء بْن مالك بْن النضر الأنصاري.
تقدم نسبه عند أخيه أنس بْن مالك، وهو أخوه لأبيه وأمه،
وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بدرًا، وكان شجاعًا
مقدامًا، وكان يكتب عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه أن لا
تستعملوا البراء عَلَى جيش من جيوش المسلمين، فإنه مهلكة
من المهالك، يقدم بهم.
ولما كان يَوْم اليمامة، واشتد قتال بني حنيفة عَلَى
الحديقة التي فيها مسيلمة، قال البراء: يا معشر المسلمين،
ألقوني عليهم، فاحتمل حتى إذا أشرف عَلَى الجدار اقتحم،
فقاتلهم عَلَى باب الحديقة حتى فتحه للمسلمين، فدخل
المسلمون، فقتل اللَّه مسيلمة، وجرح البراء يومئذ بضعًا
وثمانين جراحة ما بين رمية وضربة، فأقام عليه خَالِد بْن
الْوَلِيد شهرًا حتى برأ من جراحه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، وَغَيْرُهُمَا، بِإِسْنَادِهِمْ
إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ،
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا
ثَابِتٌ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ
أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لأَبَرَّهُ،
مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ» . فَلَمَّا كَانَ
يَوْمُ تُسْتَرَ، مِنْ بِلادِ فَارِسَ، انْكَشَفَ النَّاسُ
فَقَالَ لَهُ الْمُسْلِمُونَ: يَا بَرَاءُ: اقْسِمْ عَلَى
رَبِّكَ، فَقَالَ: أُقْسِمُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لَمَا
مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، وَأَلْحَقْتَنِي بِنَبِيِّكَ،
فَحَمَلَ وَحَمَلَ النَّاسُ مَعَهُ، فَقَتَلَ مَرْزُبَانَ
الزَّأَرَةِ [2] ، مِنْ عُظَمَاءِ الْفُرْسِ، وَأَخَذَ
سَلْبَهُ، فَانْهَزَمَ الْفُرْسُ، وَقُتِلَ الْبَرَاءُ،
وَذَلِكَ سَنَةَ عِشْرِينَ فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ،
وَقِيلَ: سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَقِيلَ: سَنَةَ ثلاث
وعشرين، قتله الهرمزان.
__________
[1] القليب: البئر. وجاش بالري: ارتفع ماؤه.
[2] الزأرة: الأجمة، سميت بها لزئير الأسد فيها،
والمرزبان: الرئيس المقدم.
(1/206)
وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ يَحْدُو
بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
أَسْفَارِهِ، فَكَانَ هُوَ حَادِي الرِّجَالِ،
وَأَنْجَشَةُ حَادِي النِّسَاءِ، وَقَتَلَ الْبَرَاءُ
عَلَى تُسْتَرَ مِائَةَ رَجُلٍ مُبَارَزَةً سِوَى مَنْ
شَرَكَ في قتله.
أخرجه الثلاثة.
392- البراء بن معرور
(ب د ع) البراء بْن معرور بْن صخر بْن خنساء بْن سنان بْن
عبيد بن عدي بن غنم بن كعب ابن سَلَمة بْن سعد بْن عَلِيِّ
بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج الأنصاري
الخزرجي السلمي، كنيته: أَبُو بشر، وأمه: الرباب بنت
النعمان بْن امرئ القيس بْن زيد بْن عبد الأشهل، عمه سعد
بْن معاذ.
كان أحد النقباء، كان نقيب بني سلمة، وأول من بايع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة
الأولى في قول، وأول من استقبل القبلة [1] ، وأوصى بثلث
ماله، وتوفي أول الإسلام عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى كعب بْن مالك، وكان فيمن بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة، قال: خرجنا في
حجاج قومنا من المشركين، وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء
بْن معرور كبيرنا وسيدنا، فقال البراء لنا: يا هؤلاء، قد
رأيت أن لا أدع هذه البنية، يعني الكعبة، مني بظهر وأن
أصلي إليها، قال: فقلنا والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا
إِلَى الشام، وما نريد أن نخالفه، فقال: إني لمصل إليها،
قال: قلنا له: لكنا لا نفعل، قال فكنا إذا حضرت الصلاة
صلينا إِلَى الشام وصلى إِلَى الكعبة حتى قدمنا مكة، فقال:
يا ابن أخي، انطلق بِنَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أسأله عما صنعت في سفري
هذا، فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من
خلافكم إياي فيه.
قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنا
لا نعرفه ولم نره قبل ذلك، قال: فدخلنا المسجد، ثم جلسنا
إليه، قال: فقال البراء بْن معرور: يا نبي اللَّه، إني
خرجت في سفري هذا، وقد هداني اللَّه عز وجل للإسلام، فرأيت
أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر، فصليت إليها، وقد خالفني
أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك فماذا ترى يا
رَسُول اللَّهِ؟ قال: «لقد كنت عَلَى قبلة لو صبرت عليها»
قال: فرجع البراء إِلَى قبلة رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلى معنا إِلَى الشام.
قال: وأهله يزعمون أَنَّهُ صلى إِلَى الكعبة حتى مات وليس
ذلك كما قَالُوا، نحن أعلم به منهم.
قال: فخرجنا إِلَى الحج، فواعدنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العقبة من أوسط أيام التشريق،
فلما فرغنا من الحج اجتمعنا تلك الليلة بالشعب ننتظر
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء،
وجاء معه العباس، يعني عمه، قال:
فتكلم العباس، فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم أنت يا
رَسُول اللَّهِ، فخذ لنفسك ولربك عز وجل فتكلم رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتلا القرآن،
ودعا إِلَى اللَّه عز وجل ورغب في الإسلام، وقال: أبايعكم
عَلَى أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم» . قال:
فأخذ البراء بْن معرور بيده وقال: والذي بعثك بالحق لنمنعك
مما نمنع منه أزرنا [2] فبايعنا رَسُول اللَّهِ، فنحن-
والله- أهل الحلقة [3] ورثناها كابرًا عَنْ كابر.
__________
[1] في الاستيعاب: وهو أول من استقبل الكعبة للصلاة إليها.
[2] يعنى: نساءنا وأهلنا، وقيل أراد: أنفسنا، ويكنى
بالإزار عن النساء والأهل والنفس.
[3] أي السلاح.
(1/207)
قال: فاعترض القول- والبراء يكلم رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبُو الهيثم
بْن التيهان حليف بني عبد الأشهل، فكان البراء أول من ضرب
عَلَى يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ثم تتابع القوم.
وتوفي في سفر قبل قدوم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرًا بشهر، فلما قدم رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى قبره في
أصحابه، فكبر عليه، وصلى وكبر أربعًا، ولما حضره الموت
أوصى أن يدفن وتستقبل به الكعبة، ففعلوا ذلك» .
أخرجه الثلاثة.
سلمة: بكسر اللام، فإذا نسبت إليه فتحتها.
وتزيد: بالتاء فوقها نقطتان، وبالزاي.
ومعرور: بالعين المهملة.
وساردة: بالسين المهملة، والراء والدال المهملة.
393- برح بن عسكر
(د ع) برح بْن عسكر بْن وتار. قاله ابن منده وَأَبُو نعيم
وقالا: أنه وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وشهد فتح مصر، عَنِ ابن يونس.
وقال ابن ماكولا: وأما برح بكسر الباء العجمة بواحدة،
وسكون الراء، وبالحاء المهملة، فهو:
برح بْن عسكر بْن وتار بْن كرع بْن حضرمي بْن النعمان بْن
مهري [1] بْن حيدان بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة، وفد عَلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد فتح
مصر، واختط بها وسكنها، وهو معروف من أهل مصر، وقال: قال
ابن يونس: ورأيت في بعض الكتب القديمة في النسب القديم بخط
ابن لهيعة: برح بْن عسكر وذكر نسبه الذي ذكرناه.. كذا ضبطه
ابن ماكولا بالعين، والكاف المضمومتين، والله أعلم.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
394- برذع بن زيد الجذامي
(د ع) برذع بْن زيد الجذامي. أخو رفاعة بْن زيد، نزل بيت
جبرين بالشام.
روى حديثه مُحَمَّد بْن سلام بْن زيد بْن رفاعة بْن زيد
الرفاعي من بني الضبيب. عَنْ أبيه سلام، عَنْ أبيه زيد،
عَنْ أبيه رفاعة بْن زيد قال: قدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنا وجماعة من قومي،
وكنا عشرة، فذكر رجوعه إِلَى قومه، وَإِسلام برذع وسويد» .
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
395- برذع بن زيد ابن النعمان
برذع بْن زيد بْن النعمان بْن زَيْد بْن عَامِر بْن سواد
بْن ظفر الأنصاري الأوسي. شهد أحدًا وما بعدها، وهو ابن
أخي قتادة بْن النعمان، وهو شاعر، قاله ابن ماكولا وهذا
غير الذي قبله، لأن هذا أنصاري والأول جذامي، وهذا قديم
الإسلام، والأول متأخر الإسلام.
__________
[1] كذا في الأصل وفي المشتبه للذهبى: مهرة، انظر من: 618.
(1/208)
396- برز بن قهطم
برز، وقيل: بلز، وقيل: مالك، وقيل: رزن بْن قهطم أَبُو
العشراء الدارمي، يرد ذكره في الكنى، وغيرها.
397- بريح بن عرفجة
(د ع) بريح بْن عرفجة أو عرفجة بْن بريح. قال ابن منده:
هكذا قاله عبد الرحمن بْن مُحَمَّد المحاربي، عَنْ ليث بْن
أَبِي سليم، عَنْ زياد بْن علاقة، عَنْ بريح بْن عرفجة أو
عرفجة بْن بريح، شك الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ستكون بعدي
هنات وهنات» .
رواه غيره عَنْ ليث بِإِسْنَادِهِ، فقال: عَنْ عرفجة بْن
شريح، وهو الصواب، وقيل: عرفجة بْن ضريح، قاله ابن منده
وقال أَبُو نعيم وذكره: هكذا حكى، وهو وهم، وَإِنما هو
عرفجة بْن ضريح أو ضريح بْن عرفجة.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
398- بريدة بن الحصيب
(ب د ع) بريدة بْن الحصيب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث
بْن الأعرج بْن سعد بْن رزاح بْن عدي بْن سهم بْن مازن بْن
الحارث بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى بْن حارثة بْن عَمْرو
بْن عامر الأسلمي.
يكنى: أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أبا سهل وقيل: أبا الحصيب،
وقيل: أبا ساسان، والمشهور: أَبُو عَبْد اللَّهِ، أسلم حين
مر به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مهاجرًا، هو ومن معه، وكانوا نحو ثمانين بيتًا، فصلى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاء
الآخرة فصلوا خلفه، وأقام بأرض قومه، ثم قدم عَلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أحد، فشهد
معه مشاهده، وشهد الحديبية، وبيعة الرضوان تحت الشجرة،
وكان من ساكني المدينة، ثُمَّ تحول إِلَى البصرة، وابتنى
بها دارًا، ثم خرج منها غازيًا إِلَى خراسان، فأقام بمرو
حتى مات ودفن بها، وبقي ولده بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ
ابن فَارِسٍ الْقَيْسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ
الْمِصِّيصِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ،
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاجِيَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا
أَبُو طَيْبَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عبد
الله بن بريده، عن أبيه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ
أَصْحَابِي يَمُوتُ بِأَرْضٍ إِلا كَانَ قَائِدًا وَنُورًا
لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النبي صلى الله عليه
وسلم قال له وَلِلْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ:
«أَنْتُمَا عَيْنَانِ لأَهْلِ المشرق» فقد ما مَرْوَ،
وَمَاتَا بِهَا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يَتَفَاءَلُ وَلا يَتَطَيَّرُ، فَرَكِبَ بُرَيْدَةُ فِي
سَبْعِينَ رَاكِبًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِنْ بَنِي
سَهْمٍ، فَلَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟: قَالَ: مِنْ
أَسْلَمَ، فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ: سَلِمْنَا، ثُمَّ قَالَ:
مِنْ بَنِي مَنْ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي سَهْمٍ، قَالَ: خَرَجَ
سَهْمُكَ» .
(1/209)
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ مِهْرَانَ، وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ
وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى
التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ وَأَبُو
تُمْيَلَةَ [1] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
«جَاءَ رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ،
وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ:
مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ؟ ثُمَّ
جَاءَهُ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ صُفْرٍ [2] فَقَالَ: مَا
لِي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ الأَصْنَامِ؟
ثُمَّ أَتَاهُ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ:
مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟
قَالَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَتَّخِذُهُ؟.
قَالَ: مِنْ وَرَقٍ [3] وَلا تُتِمَّهُ مِثْقَالا» .
وأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ،
أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْقَاسِمِ الْكَاتِبُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ الْمُذَكَّرُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو بَكْرٍ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي
أَبِي، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدِ
بْنِ مَنْجُوفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا إِلَى خَالِدِ بْنِ
الْوَلِيدِ لِيُقَسِّمَ الْخُمُسَ، وَقَالَ رَوْحٌ
مَرَّةً: لِيَقْبِضَ الْخُمُسَ، قَالَ: وَأَصْبَحَ عَلِيٌّ
وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، قَالَ:
فَقَالَ خَالِدٌ لِبُرَيْدَةَ: أَلا تَرَى إِلَى مَا
يَصْنَعُ هَذَا؟ قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعَ عَلِيٌّ، قَالَ: وَكُنْتُ
أَبْغَضُ عَلِيًّا فَقَالَ: يَا بُرَيْدَةُ، أَتَبْغَضُ
عَلِيًّا؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَلا تَبْغَضْهُ
وَقَالَ رَوْحٌ مَرَّةً: فَأَحِبَّهُ، فَإِنَّ لَهُ فِي
الْخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ» .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
الحُصيب: بضم الحاء المهملة، وفتح الصاد.
وبريدة: بضم الباء الموحدة، وفتح الراء، وبعد الدال
المهملة هاء.
ورزاح: قد ضبطه ابن ماكولا في باب رزاح: بكسر الراء وبعدها
زاي ثم ألف وحاء مهملة وضبطه هو أيضًا في باب رياح بكسر
الراء وبالياء تحتها نقطتان وبعد الألف حاء مهملة، ولا شك
قد اختلف العلماء فيه، فنقله عَلَى ما قالوه.
وأفصى: بالفاء الساكنة، وبالصاد المهملة المفتوحة.
399- بريدة بن سفيان الأسلمي
(س) بريدة بْن سفيان الأسلمي. ذكره عبدان، وقال:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ،
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
الزُّهْرِيَّ، أَخْبَرَهُ عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ
الأَسْلَمِيِّ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَاصِمَ بْنَ عدي، وزيد ابن
الدَّثِنَةَ، وَخُبَيْبَ بْنَ عَدِيٍّ، وَمَرْثَدَ بْنَ
أَبِي مَرْثَدٍ، يَعْنِي إِلَى جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِي
لِحْيَانَ بِالرَّجِيعِ، فَقَاتَلُوهُمْ حَتَّى أَخَذُوا
لأَنْفُسِهِمْ عَهْدًا إِلا عاصما فإنه أنى، وَقَالَ: «لا
أَقْبَلُ الْيَوْمَ عَهْدًا مِنْ مُشْرِكٍ» .
وذكر الحديث.
__________
[1] في المطبوعة: ثميلة، وينظر القاموس المحيط، وميزان
الاعتدال: 4- 413.
[2] في الأصل: صفرة، والصفر: النحاس.
[3] الورق: الفضة.
(1/210)
قَالَ أَبُو مُوسَى: هَكَذَا رَوَاهُ،
وَأَوْرَدَهُ، وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنِ
الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَمَّا بُرَيْدَةُ
بْنُ سُفْيَانَ فَرَجُلٌ لَيْسَ مِنَ الصَّحَابَةِ،
وَلَيْسَ هُوَ أَيْضًا بِذَاكَ فِي الرِّوَايَةِ، إِلا
أَنْ يَكُونَ هَذَا غَيْرُ ذَاكَ.
قُلْتُ: هَكَذَا ذَكَرَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَهُوَ
خَطَأٌ، وَإِنَّمَا هُوَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي
الأَقْلَحِ، وَأَمَّا عَاِصمُ بْنُ عَدِيٍّ فَمِنْ بَنِي
الْعَجْلانِ، وَهُوَ أَيْضًا أَنْصَارِيٌّ، وَتُوُفِّيَ
سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَلَمْ يُقْتَلْ فِي عَهْدِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
400- برير بن جندب
برير بْن جندب. وقيل: ابن عشرقة أَبُو ذر الغفاري، قد
اختلف في اسمه، وسيرد ذكره في جندب، وفي الكنى إن شاء
اللَّه تعالى.
برير: بضم الباء وفتح الراء، وبعد الياء تحتها نقطتان، راء
ثانية.
401- برير بن عبد الله
(ب د ع) برير، مثله، هو برير بْن عَبْد اللَّهِ، ويقال: بر
بْن عَبْد اللَّهِ بْن رزين بْن عميث بْن ربيعة بْن دراع
[1] بْن عدي بْن الدار بْن هانئ بْن حبيب بْن نمارة [2]
بْن لخم، وهو مالك ابن عدي بْن الحارث بْن مرة بْن أدد،
أَبُو هند الداري، أخو تميم والطيب، سماه النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وسكن فلسطين
بالبيت المقدس.
روى مكحول الشامي عَنْ أَبِي هند عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم أنه قال: «من قام مقام رياء وسمعة راءى
اللَّه به يَوْم القيامة وسمع» . وروى زياد بْن أَبِي هند
عَنْ أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال اللَّه
تعالى: من لم يرض بقضائي ويصبر عَلَى بلائي، فليلتمس له
ربا غيري» . قال أَبُو عمر: لا يوجد هذا الحديث إلا عند
ولده، وليس إسناده بالقوي.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أَبِي نعيم وابن منده أَنَّهُ أخو تميم والطيب
وهم، وهما حكما عَلَى أنفسهما بالغلط في كتابيهما، فإنهما
ذكرا في تميم الداري أَنَّهُ تميم بْن أوس، ويجتمع هو
وَأَبُو هند في دراع بْن عدي، فكيف يكون أخاه، ويجتمعان في
الأب الخامس؟ ولا شك أنهما لم يريدا أخًا في القبيلة، لأنه
لا وجه لتخصيصه، وَإِنما يقال: أخو تميم وأخو بني فلان،
وأما الطيب ففيه اختلاف، قال هشام بْن الكلبي:
إنه أخو أَبِي هند، وأما أَبُو عمر فلم يقع في هذا الوهم
بل قال بعد ذكر نسبه: يقال: اسم أَبِي هند
__________
[1] في الأصل: ذراع، وما أثبته عن الجمهرة: 396،
والاستيعاب: 186.
[2] في الجمهرة 396: «نمارة، وقد قيل: بل هو نمازة، بالزاي
المنقوطة» .
(1/211)
الطيب، وقيل: إن الطيب أخوه، قال: وقال
البخاري: برير بْن عَبْد اللَّهِ أَبُو هند أخو تميم
الداري، كان بالشام سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهذا مما غلط فيه البخاري غلطًا لا خفاء به عند
أهل العلم بالنسب، وذلك أن تميمًا ليس بأخ لأبي هند،
وَإِنما يجتمع هو وَأَبُو هند في دراع بْن عدي، وساق
نسبهما كما ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم، فظهر الوهم، وقال:
هكذا نسبهما ابن الكلبي وخليفة وجماعتهم.
402- برير أبو هريرة
(د ع) برير أَبُو هريرة. سماه مروان بْن مُحَمَّد، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ عبد العزيز: بريرًا، ولم يتابع عليه، قال
أَبُو نعيم: هذا وهم، أراد أن يقول: اسم أَبِي هند برير،
وقد اختلف في اسم أَبِي هريرة اختلافًا كثيرًا، ويرد ذكره
في الأبواب التي سمي بها، وَإِنما نستقصي ذكره عند كنيته،
فإنها أشهر من جميع أسمائه.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
403- بريل الشهالى
(د ع) بريل الشهالي. قال ابن منده: ذكر فِي الصحابة، ولا
يثبت، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ بقية، عَنْ أَبِي عمرو
السلفي، عَنْ بريل الشهالي، قَالَ: «مَرَّ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجل يعالج طعامًا
لأصحابه، فآذاه وهج النار، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لن يصيبك حر جهنم بعدها» .
قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه،
قال أبو نعيم: ذكر بعض الناس بريلا الشهالى في الصحابة،
وهو وهم.
قلت: وقد قال ابن منده: لا يثبت، يعني أَنَّهُ من الصحابة،
وقد ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم في الباء كما ذكرناه، وقال
ابن ماكولا: وأما نزيل، أوله نون مضمومة فهو نزيل الشهالي،
ويقال الشاهلي، شيخ له حكاية في الرباط، روى عنه شيخ يقال
له: أَبُو عمرو في عداد المجهولين من شيوخ بقية، وقال
أَبُو سعد السمعاني: السلفي بضم السين: بطن من الكلاع من
حمير.
باب الباء والزاى
404- بزيع الأزدي
(س) بزيع الأزدي. والد عباس، ذكره عبدان، وقال: لم يبلغنا
نسبه ولا ندري سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم أو هو مرسل؟ روى عنه ابنه العباس، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «قالت الجنة:
يا رب زينتني فأحسنت زينتي، فأحسن أركاني، فأوحى اللَّه،
تبارك وتعالى، إليها أني قد حشوت أركانك بالحسن والحسين
وجنبيك بالسعود من الأنصار، وعزتي وجلالي لا يدخلك مراء
ولا بخيل» .
أخرجه أَبُو موسى مستدركا عَلَى ابن منده، وقال هذا حديث
غريب جدا.
(1/212)
باب الباء والسين
405- بسبس الجهنيّ
(ب د ع) بسبس الجهني الأنصاري. من بني ساعدة بْن كعب بْن
الخزرج، حليف لهم، قال عروة بْن الزبير: هو من بني طريف
بْن الخزرج، شهد بدرًا. قاله الزُّهْرِيّ هذا جميع ما ذكره
ابن منده.
وأما أَبُو نعيم فقال: بسبس الأنصاري الجهني، وقيل: بسبسة
ابن عمرو، ولم يزد في نسبه على عَلَى هذا.
وقال أَبُو عمر: بسبس بْن عمرو بْن ثعلبة بْن خرشة بْن
عَمْرو بْن سعد بْن ذبيان الذبياني، ثم الأنصاري، قال:
ويقال بسبس بْن بشر، شهد بدرًا.
ونسبه ابن الكلبي مثله وزاد بعد ذبيان: بْن رشدان بْن
غطفان بْن قيس بْن جهينة بْن زيد بْن ليث بْن سواد بْن
أسلم بْن الحاف بْن قضاعة، وعداده في الأنصار، وله يقول
الراجز:
أقم لها صدورها يا بسبس
أهـ كلام الكلبي.
قالوا: وشهد بدرًا، قال أَبُو عمر وَأَبُو نعيم عن أنس
قال: «بعث رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسبس،
وقيل: بسبسة، مع عدي بْن أَبِي الزغباء إِلَى عير أَبِي
سفيان، فعاد إليه، فأخبره فسار إِلَى بدر. أخرجه الثلاثة
قلت: ليس بين قولهم إنه من بني ساعدة وبين قولهم هو من بني
طريف بْن الخزرج تناقض، فإن طريفًا هو ابن الخزرج بْن
ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأكبر، وطريف بطن من بني ساعدة.
406- بسر بن أرطاة
(ب د ع) بسر بضم الباء وسكون السين هو بسر بْن أرطاة وقيل:
ابن أَبِي أرطاة، واسمه عمرو بْن عويمر بْن عمران بْن
الحليس بْن سيار بْن نزار بْن معيص بْن عامر بْن لؤي بْن
غالب بْن فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة وقيل: أرطاة
بْن أَبِي أرطاة واسمه عمير، والله أعلم. يكنى:
أبا عبد الرحمن وعداده في أهل الشام.
قال الواقدي: ولد قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين، وقال يحيى بْن معين، وأحمد بْن
حنبل وغيرهما:
قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو
صغير، وقال أهل الشام: سَمِعَ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أحد من بعثه عمر بْن
الخطاب مددًا لعمرو بْن العاص لفتح مصر، عَلَى اختلاف فيه
أيضًا فمن ذكره فيهم قال: كانوا أربعة:
الزبير، وعمير بْن وهب، وخارجة بن حذافة، ويسر بْن أرطاة،
والأكثر يقولون: الزبير والمقداد، وعمير، وخارجة. قال
أَبُو عمر: وهو أولى بالصواب، قال: ولم يختلفوا أن المقداد
شهد فتح مصر.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَلِيٍّ الأَمِينُ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ، مُنَاوَلَةً،
بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ
وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي
(1/213)
حَيْوَةُ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ [1]
الْقِتْبَانِيِّ، عَنْ شُيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ، وَيَزِيدَ
بْنِ صُبْحٍ [2] الأَصْبَحِيِّ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي
أُمَيَّةَ قَالَ: كُنَّا مع بسر بن أبى أَرْطَاةَ فِي
الْبَحْرِ، فَأُتِيَ بِسَارِقٍ يُقَالُ لَهُ: مِصْدَرٌ،
قَدْ سَرَقَ، فَقَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا تُقْطَعُ الأَيْدِي فِي السَّفَرِ»
. وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ شَدِيدًا
عَلَى عَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ:
لا تَصِحُّ لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ يَقُولُ: هُوَ رَجُلُ
سُوءٍ وَذَلِكَ لَمَّا رَكِبَهُ فِي الإِسْلامِ مِنَ
الأُمُورِ الْعِظَامِ، مِنْهَا مَا نَقَلَهُ أَهْلُ
الأَخْبَارِ وَأَهْلُ الْحَدِيثِ أَيْضًا، مِنْ ذَبْحِهِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقُثَمَ ابْنَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُمَا
صَغِيرَانِ، بَيْنَ يَدَيْ أُمِّهِمَا، وَكَانَ
مُعَاوِيَةُ سَيَّرَهُ إِلَى الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ
لِيَقْتِلَ شِيعَةَ عَلِيٍّ وَيَأْخُذَ الْبَيْعَةَ لَهُ،
فَسَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَفَعَلَ بِهَا أَفْعَالًا
شَنِيعَةً وَسَارَ إِلَى الْيَمَنِ، وَكَانَ الأَمِيرُ
عَلَى الْيَمَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ
عَامِلًا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، فَهَرَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ، فَنَزَلَهَا بُسْرٌ
فَفَعَلَ فِيهَا هَذَا، وَقِيلَ: إِنَّهُ قَتَلَهُمَا
بالمدينة، والأول أكثر.
قال: وقال الدار قطنى: بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ لَهُ
صُحْبَةٌ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ اسْتِقَامَةٌ بَعْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمَّا
قَتَلَ ابْنَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَصَابَ أُمَّهُمَا
عَائِشَةَ بِنْتَ عَبْدٍ الْمَدَانِ مِنْ ذَلِكَ حَزَنٌ
عَظِيمٌ فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:
هَا مَنْ أَحَسَّ بَنِيَّ اللَّذَيْنَ هُمَا ...
كَالدُّرَّتَيْنِ تَشَظَى عَنْهُمَا الصَّدَفُ
الْأَبْيَاتُ [3] ، وَهِيَ مَشْهُورَةٌ، ثُمَّ وَسْوَسَتْ،
فَكَانَتْ تَقِفُ فِي الْمُوْسِمِ تُنْشِدُ هَذَا
الشِّعْرَ، ثُمَّ تَهِيمُ عَلَى وَجْهِهَا. ذَكَرَ هَذَا
ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ. وَالْمُبَرِّدُ، وَالطَّبَرِيُّ،
وَابْنُ الْكَلْبِيِّ، وَغَيْرُهُمْ، وَدَخَلَ
الْمَدِينَةَ، فَهَرَبَ مِنْهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِهَا
مِنْهُمْ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو أَيُّوبَ
الأَنْصَارِيُّ، وَغَيْرُهُمَا وَقَتَلَ فِيهَا كَثِيرًا.
وَأَغَارَ عَلَى هَمْدَانَ بِالْيَمَنِ، وَسَبَى
نِسَاءَهُمْ، فَكُنَّ أَوَّلَ مُسْلِمَاتٍ سُبِينَ فِي
الإِسْلامِ، وَهَدَمَ بِالْمَدِينَةِ دُورًا، وَقَدْ
ذُكِرَتِ الْحَادِثَةُ فِي التَّوَارِيخِ، فَلا حَاجَةَ
إِلَى الإِطَالَةِ بِذِكْرِهَا.
قِيلَ: تُوُفِّيَ بُسْرٌ بِالْمَدِينَةِ أَيَّامَ
مُعَاوِيَةَ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ بِالشَّامِ أَيَّامَ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ قد خرف آخر
عمره.
أخرجه الثلاثة.
407- بسر بن أبى بسر المازني
(ب د ع) بسر- مثله أيضًا- وهو بسر بْن أَبِي بسر المازني.
قال أَبُو سعد السمعاني: هو من مازن بْن مَنْصُور بْن
عكرمة بْن خصفة بْن قيس عيلان [4] روى عَنْهُ ابنه عَبْد
اللَّهِ قَالَ: «جاء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فنزل عَلَى أَبِي، فأتاه بطعام وسويق وحيس [5]
فأكل، وأتاه بشراب فشرب، فناول من عَنْ يمينه، وأتى بتمر
فأكل، وكان إذا أكل التمر ألقى التمر على ظهر
__________
[1] في المطبوعة: عياش، وينظر المشتبه: 431.
[2] في الإستيعاب 250: بن صبيح.
[3] ينظر الاستيعاب: 160، ونهج البلاغة ط الشعب ص 50.
[4] في الأصل: بن عيلان.
[5] السويق: طعام يتخذ من الحنطة والشعير، أما الحيس:
فيتخذ من التمر والأقط: اللبن المخيض والسمن.
(1/214)
أصبعيه، يعني السبابة والوسطى، فلما ركب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء أَبِي
فأخذ بلجامه فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ادع اللَّه لنا،
فقال: «اللَّهمّ بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم»
. أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: السلمي وقيل:
المازني نزل عندهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ودعا لهم، وهو والد عَبْد اللَّهِ بْن بسر، روى
عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن بسر، وليس من الصماء في شيء.
وقد جعله في ترجمة الصماء أخاها [1] .
وقال الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا: بسر، وعبد اللَّه بْن
بسر أَبُو صفوان، وأخوه عطية، وأختهم الصماء لهم صحبة، وهم
من بني سليم من بني مازن وقد ذكره ابن أَبِي عاصم في بنى
سليم، والله أعلم
408- بسر بن جحاش
(ع) بسر بْن جحاش [2] القرشي. عداده في الشاميين.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ
الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي
عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي حَرِيزُ بْنُ
عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ «أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَزَقَ
فِي كَفِّهِ، يَوْمًا، فَوَضَعَ عَلَيْهَا إِصْبَعَهُ،
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ابْنَ
آدَمَ، إِنَّكَ لَنْ تُعْجِزْنِي، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ
مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ
مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَللأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ
فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ
قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ؟»
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ هَاهُنَا، وأخرجه أَبُو نعيم
وَأَبُو عمر في بشر بالباء، والشين المعجمة، ويرد الكلام
عليه هناك إن شاء اللَّه تعالى.
لا يعرف له عقب.
الوئيد: هو صوت شدة المشي، حريز: بالحاء المهملة المفتوحة،
وكسر الراء وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره زاي، ونفير:
بالنون والفاء.
409- بسر الأشجعي
(د ع) بسر بالسين المهملة أيضًا هو ابن راعي العير
الأشجعي، روى إياس بْن سلمة ابن الأكوع عَنْ أبيه أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رجلًا
يقال له: بسر بْن راعي العير يأكل بشماله، فقال له:
كل بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، قال: فما وصلت
يمينه بعد إِلَى فيه» . أخرجه أَبُو نعيم وابن منده.
قال أَبُو نصر بْن ماكولا: بسر يعني بالباء الموحدة،
والسين المهملة: بسر بْن راعي العير الذي أمره النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يأكل بيمينه، فقال:
لا أستطيع. ولم يذكر فيه اختلافا عَلَى عادته في الأسماء
المختلف فيها
410- بسر السلمي
بسر، مثله، أَبُو رافع السلمي، قاله ابن ماكولا في بشير
بضم الباء الموحدة، وفتح الشين المعجمة، قال: بشير السلمي
عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تخرج
نار من حبس سيل [3] .
__________
[1] ذكر أبو عمر في الاستيعاب 1874 في ترجمة الصماء أنها:
«أخت عبد الله بن بسر» .
[2] في الإصابة: «بكسر الجيم بعدها مهملة خفيفة» .
[3] في النهاية: حبس سيل: اسم موضع بحرة بنى سليم.
(1/215)
روى عنه ابنه رافع، في حديثه اختلاف كثير،
وفي اسمه أيضًا اختلاف، فقيل ما ذكرناه، وقيل: بشير، يعني
بفتح الباء، وقيل: بشر، يعني بغير ياء، وقيل: بسر بضم
الباء وبالسين المهملة، ويذكر في مواضعه.
411- بسر بن سفيان
(ب د ع) بسر، مثله، هو ابن سفيان بْن عمرو بْن عويمر بْن
صرمة بن عبد الله بن قمير ابن حبشية بْن سلول بْن كعب بْن
عمرو بْن ربيعة، وهو لحي، الخزاعي الكعبي.
كان شريفًا، كتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوه إِلَى الإسلام، له ذكر في قصة
الحديبية، وهو الذي لقي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما اعتمر عمرة الحديبية، وساق معه
الهدي، فأخبره أن قريشًا خرجت بالعوذ المطافيل، قد لبسوا
جلود النمور. الحديث، وأسلم سنة ست من الهجرة، وشهد
الحديبية مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ أخرجه الثلاثة.
قوله: العوذ المطافيل: يريد النساء والصبيان، والعوذ: في
الأصل جمع عائذ: وهي الناقة إذا وضعت، وبعد ما تضع أيامًا
حتى يقوى ولدها، والمطافيل: جمع مطفل وهي الناقة التي معها
ولدها.
قمير: بضم القاف وبعد الميم والياء راء، وحبشية: بضم الحاء
المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة.
412- بسر بن سليمان
بسر- مثله- أيضًا هو بسر بْن سليمان. روت عنه ابنته سعية
أَنَّهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وصليت خلفه. هكذا قاله الأمير أَبُو نصر.
سعية: بفتح السين، وسكون العين المهملتين، وفتح الياء
تحتها نقطتان.
413- بسر بن عصمة
بسر مثله أيضًا هو ابن عصمة المزني أحد بنى ثور بن هذمة
[1] ابن لاطم بْن عثمان بْن عمرو بْن أد بن طابخة، أحد
سادات بنى مزينة، يقال: له صحبة، وروي عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من آذى جهينة فقد
آذاني» . ذكر ذلك الآمدي، قاله ابن ماكولا.
414- بسر بن محجن
(د ع) بسر، مثله أيضًا، وهو ابن محجن الدؤلي.
سكن المدينة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، روى عنه حنظلة بْن علي الأسلمي أَنَّهُ قال:
«صليت الظهر في منزلي، ثم مررت بالنبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي بالناس الظهر في مسجده، فلم
أصل، فذكرت ذلك له فقال: ما منعك أن تصلي معنا؟ قلت: صليت،
قال: وَإِن كنت قد صليت» . رواه زيد بن أسلم
__________
[1] في المطبوعة: هرمة، وفي الأصل: هدمة، بالدال ومثلها في
الجمهرة 190، وفي القاموس مادة هذم: هذمة بالضم بن لاطم في
مزينة.
(1/216)
عَنْ بسر بْن محجن عَنْ أبيه، وهو الصواب،
قاله ابن منده، قال: وقال البخاري: هو تابعي، وقال أَبُو
نعيم: هو تابعي، وأخرجه بعض الناس، يعني ابن منده، في
الصحابة، ولا تصح صحبته وتصح صحبة أبيه [1] محجن.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
415- بسرة الغفاريّ
(د ع) بسرة: بزيادة هاء، وقيل: بصرة، وقيل: نضلة الغفاريّ،
روى عنه سعيد ابن المسيب «أَنَّهُ تزوج امرأة بكرًا فدخل
بها فوجدها حبلى، ففرق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهما، وقال:
إذا وضعت فأقيموا عليها الحد، وأعطاها الصداق بما استحل من
فرجها» .
وروى عَنْ سَعِيد عَنْ رجل من الأنصار يقال له: بصرة،
وزاد: «والولد عبد لك» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
416- بسبسة بن عمرو
(د) بسيسة بْن عمرو. بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عير أَبِي سفيان، وروي عَنْ أنس
إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث بسيسة
بْن عمرو عينًا إِلَى عير أَبِي سفيان فجاء فأخبره. وذكر
الحديث. أخرجه ابن منده وحده، ورأيته مضبوطًا في ثلاث نسخ
صحيحة مسموعة، وقد ضبطها أصحابها، أما إحداها فيقال: إنها
أصل أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن منده، وعليها طبقات السماع من
ذلك الوقت إِلَى الآن، وقد ضبطوها بسيسة، بضم الباء وفتح
السين وبعدها ياء تحتها نقطتان، وليس بشيء.
قلت: هكذا ذكر ابن منده هذه الترجمة وظنها غير الأولى،
لأنه لم يذكر في تلك أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بعثه عينًا، وهما واحد، وقيل: بسيس بغير هاء،
وقيل: بسبسة بباءين موحدتين، وقد تقدم القول في بسبس
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودٍ
الأَصْبَهَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ
الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ النَّضْرِ بْنِ
أَبِي النَّضْرِ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ،
وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنَا
سُلَيْمَانُ- هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ- عَنْ ثَابِتٍ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَسْبَسَةَ عَيْنًا، يَنْظُرُ مَا
فَعَلَتْ عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءَ، وَمَا فِي
الْبَيْتِ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَا أَدْرِي مَا
اسْتَثْنَىْ بَعْضَ نِسَائِهِ، قَالَ: فَحَدَّثَهُ
الْحَدِيثَ. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ
فَتَكَلَّمَ، وَقَالَ: إِنَّ لَنَا طِلْبَةً [2] فَمَنْ
كَانَ ظَهْرُهُ [3] حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا،
فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظَهْرِهِمْ فِي
عُلُوِّ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: لا، إِلا مَنْ كَانَ
ظَهْرُهُ حَاضِرًا، فَانْطَلَقَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه حَتَّى سَبَقُوا
الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
__________
[1] في المطبوعة والأصل: «ابنه» والصواب ما أثبتناه.
[2] الطلبة: الحاجة.
[3] الظهر: ما يركب.
(1/217)
باب الباء والشين
417- بشر بن البراء
(ب د ع) بشر بْن البراء بْن معرور الأنصاري الخزرجي. من
بني سلمة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه. شهد بشر العقبة
وبدرًا وأحدًا، ومات بخيبر حين افتتاحها سنة سبع من
الهجرة، من الأكلة التي أكل مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشاة المسمومة، قيل: إنه
لم يبرح من مكانه الذي أكل فيه حتى مات، وقيل: بل لزمه
وجعه ذلك سنة، ثم مات، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين واقد بْن عَبْد اللَّهِ [1]
التميمي حليف بني عدي، وهو الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من سيدكم يا
بني سلمة؟.
قَالُوا: الجد بْن قيس عَلَى بخل فِيهِ، فَقَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وأي داء أدوى
[2] من البخل؟ بل سيدكم:
الأبيض الجعد بشر بْن البراء» .
كذا ذكره ابن إِسْحَاق [3] ، ووافقه صالح بْن كيسان،
وَإِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عبد الرحمن
بْن كعب بْن مالك، عَنْ أبيه. وروى مَعْمَرٌ، عَنِ
الزُّهْرِيّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن كعب بْنِ
مَالِكٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال لبني ساعدة: من سيدكم؟ قَالُوا: الجد بْن
قيس» . وهذا ليس بشيء، لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسود عَلَى كل قبيلة رجلا منها،
ويجعله عليهم، وكذلك فعل في النقباء ليلة العقبة، لامتناع
طباعهم أن يسودهم غيرهم، والجد من بني سلمة وليس من بني
ساعدة، وَإِنما كان سيد بني ساعدة سعد بْن عبادة، وهو لم
يمت في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، إنما مات بعده، وقال الشعبي، وابن عَائِشَةَ:
«أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
لبني سلمة: بل سيدكم عمرو بْن الجموح. وقول ابن إِسْحَاق،
والزُّهْرِيّ أصح.
أخرجه الثلاثة.
سلمة: بكسر اللام.
418- بشر الثقفي
(ب) بشر الثقفي. ويقال: بشير. روت عنه حفصة بنت سيرين.
أخرجه أبو عمر هاهنا، وقد أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم في
بشير.
419- بشر بن جحاش
(ب د) بشر بْن جحاش. ويقال: بسر، بضم الباء وبالسين
المهملة وقد تقدم، وهو الأكثر.
قال أَبُو عمر: هو القرشي، ولا أدري من أيهم؟ سكن الشام
ومات بحمص. روى عنه جبير بن نفير.
__________
[1] في المطبوعة والأصل: بن عمرو، والصواب ما أثبتناه،
وستأتي ترجمته وينظر كذلك الاستيعاب: 167.
[2] أي: أي عيب أقبح منه، يقول ابن الأثير: والصواب: أدوأ
بالهمز ولكن هكذا يروى.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 1- 461.
(1/218)
قال ابن منده: أهل الشام يقولون: هو بشر،
وأهل العراق يقولون: بسر، قال الدار قطنى:
هو بسر- يعني بالسين المهملة- ولا يصح بشر، ومثله قال
الأمير أَبُو نصر بْن ماكولا أخرجه أَبُو عمر وابن منده،
وأما أَبُو نعيم فذكره في بسر، بالباء الموحدة والسين
المهملة، وقال:
وقيل: بشر، يعني بالشين المعجمة.
420- بشر بن الحارث الأنصاري
(ب) بشر بْن الحارث، وهو أبيرق بْن عمرو بْن حارثة بْن
الهيثم بْن ظفر بن الخزرج ابن عمرو بْن مالك بْن الأوس
الأنصاري الأوسي الظفري.
شهد أحدا، هو وأخواه مبشر وبشير، وكان بشير شاعرًا
منافقًا، يهجو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا
[1] أهل حاجة، فسرق بشير من رفاعة بْن زيد درعه، ثم ارتد
في شهر ربيع الأول من سنة أربع من الهجرة، ولم يذكر لبشر
نفاق، والله أعلم. وقد ذكر فيمن شهد أحدا مع النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو عمر.
بشير: بضم الباء وفتح الشين المعجمة.
421- بشر بن الحارث ابن قيس
(ب س) بشر بْن الحارث. ذكره أَبُو موسى عَنْ عبدان أَنَّهُ
قال: سمعت أحمد بْن يسار يقول: بشر بْن الحارث من أصحاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قريش، من
المهاجرين إِلَى الحبشة، وهو: بشر بْن الحارث بْن قيس بْن
عدي بْن سعد بْن سهم، وقال أَبُو موسى: بشر بْن الحارث بْن
قيس بْن عدي بْن سَعِيد بْن سعد بْن عمرو بْن هصيص بْن كعب
بْن لؤي، وكان ممن أقام بأرض الحبشة، ولم يقدم إلا بعد
بدر، فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بسهم، لا يعرف له ذكر إلا في المهاجرين إِلَى
الحبشة.
قلت: قد سها الحافظ أَبُو موسى، رحمه اللَّه تعالى، فجعل
قيس بْن عدى بْن سَعِيد بْن سعد بْن عمرو وليس كذلك،
وَإِنما هو عدي بْن سعد بْن سهم، ذكر ذلك ابن منده وَأَبُو
نعيم، ومن القدماء ابن حبيب، وهشام الكلبي، والزبير بْن
بكار وغيرهم، والوهم الثاني: أنه جعل سعد: بن عمرو،
وَإِنما هو ابن سهم بْن عمرو، ورأيته في نسختين صحيحتين من
أصل أَبِي موسى كذلك، فلا ينسب الغلط إِلَى الناسخ، وقد
أخرجه أبو عمر كما ذكرناه.
422- بشر بن حزن النضري
(د ع) بشر بْن حزن النصري.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الطُّوسِيِّ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بِشْرِ
بْنِ حَزْنٍ النَّصْرِيِّ قَالَ: «أَفْتَخَرَ أَصْحَابُ
الإِبِلِ وَأَصْحَابُ الْغَنَمِ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى
الله عليه وسلم، فقال
__________
[1] في المطبوعة: وكان.
(1/219)
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: بعث دَاوُدُ، وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثَ
مُوسَى، وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَبُعِثْتُ أَنَا، وَأَنَا
أَرْعَى غَنَمًا لأَهْلِي بِجِيَادٍ [1] » .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ
شُعْبَةَ، وَتَابَعَهُ غَيْرُهُ عَلَيْهِ، وَرَوَاهُ ابْنُ
أَبِي عَدِيٍّ وَغَيْرُهُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ حَزْنٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ،
وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي
زَائِدَةَ، وَإِسْرَائِيلُ، وَغَيْرُهُمْ عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ فَقَالُوا: عَبْدَةُ، وَهُنَاكَ أَخْرَجَهُ
أَبُو عُمَرَ، وَأَخْرَجَهُ فِي بِشْرِ ابن مَنْدَهْ
وَأَبُو نُعَيْمٍ.
423- بشر بْن حنظلة الجعفي
بشر بْن حنظلة الجعفي. ذكره ابن قانع، وروى بِإِسْنَادِهِ
عَنْ سويد بْن غفلة أو غيره، عَنْ بشر بْن حنظلة الجعفي
قال: «خرجنا مع وائل بْن حجر الحضرمي نريد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمررنا بعدو لوائل وأهل
بيته، وكانوا يطلبونهم، فقالوا: فيكم وائل؟ قلنا: لا،
قَالُوا: فإن هذا وائل، فحلفت لهم أَنَّهُ أخي ابن أَبِي
وأمي، فكفوا، فلما قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرناه، فقال: صدقت، هو أخوك:
أبوكما آدم وأمكما حواء» .
هذا الحديث لسويد بن حنظلة، وذكره هاهنا ابن الدباغ
الأندلسى.
424- بشر أبو خليفة
(د ع) بشر أَبُو خليفة. له صحبة عداده في أهل البصرة، تفرد
بالرواية عنه ابنه خليفة أَنَّهُ أسلم فرد عليه النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ماله وولده، ثم لقيه
النبي فرآه هو وابنه مقرونين [2] فقال له: ما هذا يا بشر؟
قال: حلفت لئن رد اللَّه علي مالي وولدي لأحجن بيت اللَّه
مقرونًا، فأخذ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الحبل فقطعه وقال لهما: حجا، فإن هذا من
الشيطان» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال ابن مندة:
هذا حديث غريب.
425- بشر بن راعى العبر
(د ع) بشر بْن راعي العير. قال ابن منده وَأَبُو نعيم: له
ذكر في حديث سلمة بْن الأكوع أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبصر رجلًا من أشجع يقال له: بشر بْن
راعي العير، يأكل بشماله. الحديث، وتقدم في بسر، قال أَبُو
نعيم: صوابه بسر، يعني بالسين المهملة.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
426- بشر أبو رافع
(ب د ع) بشر أَبُو رافع [وقيل: بشير [3]] ، وقيل بشير،
وقيل: يسر، وقد تقدم.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى
عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي
__________
[1] جياد لغة في أجياد، وهو موضع أسفل مكة. ينظر مراصد
الاطلاع.
[2] في النهاية: مقترنين، أي: مشدودين أحدهما إلى الآخر
بحبل.
[3] ساقطة من المطبوعة.
(1/220)
قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ
بِشْرٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أبيه، أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ: «تَخْرُجُ نَارٌ بِأَرْضِ
حُبْسِ سَيَلٍ، تسير سير بطئ الإِبِلِ، تَكْمُنُ
بِاللَّيْلِ وَتَسِيرُ بِالنَّهَارِ تَغْدُو وَتَرُوحُ،
يُقَالُ: غَدَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَاغْدُوا،
وَقَالَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَقِيلُوا،
وَرَاحَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَرُوحُوا، مَنْ
أَدْرَكْتُهُ أَكَلْتُهُ» .
وَرَوَى: تَخْرُجُ نَارٌ بِبُصْرَى.
وَرَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ
عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ رَافِعِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ
أَبِيهِ، بِزِيَادَةِ يَاءٍ، وَرَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عِيسَى بْنِ
عَلِيٍّ، عَنْ رَافِعِ بْنِ بَشِيرٍ، يَعْنِي بِضَمِّ
الْبَاءِ وَزِيَادَةِ الْيَاءِ. أَخْرَجَهُ الثلاثة.
427- بشر بن سحيم
(ب د ع) بشر بْن سحيم الغفاري. من ولد حرام بن غفار بْن
مليل. وقيل: البهزي، عداده في أهل الحجاز، كان يسكن كراع
الغميم وضجنان [1] . قاله ابن منده وَأَبُو نعيم، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سعد، وقال أَبُو عمر: بشر بْن سحيم بْن
حرام بْن غفار بْن مليل بْن ضمرة بْن بَكْر بْن عَبْد مناة
بن كنانة الغفاري. روى عَنْهُ نَافِع بْن جبير بْن مطعم
حديثًا واحدًا في أيام التشريق: أنها أيام أكل وشرب قال:
لا أحفظ له غيره ويقال: البهزي، قال: وقال الواقدي: بشر
بْن سحيم الخزاعي، كان يسكن كراع الغميم وضجنان، والغفاري
أكثر.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله
بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ،
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ (ح) وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ
سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ
بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَطَبَ يَوْمَ التَّشْرِيقِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
فِي أَيَّامِ الْحَجِّ فَقَالَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ
إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَإِنَّ هَذِهِ الأَيَّامَ
أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» . أخرجه الثلاثة.
428- بشر بن صحار
(س) بشر بْن صحار. ذكره عبدان بْن مُحَمَّد في الصحابة،
وقال بِإِسْنَادِهِ عَنْ سلم بْن قتيبة، عَنْ بشر بْن صحار
قال: «رأيت ملحفة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مورسة [2] » قال: «وأدركت مربط حمار النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان اسمه عفيرًا، وكنت
أدخل بيوت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فأنال أسقفها» . أخرجه أَبُو موسى، وقال: بشر هذا هو ابن
صحار بْن عباد بْن عمرو، وقيل: ابن عبد عمرو الأزدي من
أتباع التابعين، يروي عَنِ الحسن البصري ونحوه، ورؤيته
للملحفة والمربط لا تصبره صحابيا، إذ لو كان
__________
[1] كراع الغميم: موضع بين مكة والمدينة. وضجنان: هو موضع
أو جبل بين مكة والمدينة.
[2] مورسة: مصبوغة بالورس وهو نبت أصفر يصبغ به.
(1/221)
كل من رَأَى من آثار النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئًا كان صحابيًا، لكان أكثر
الناس صحابة. وسلم بْن قتيبة من المتأخرين لا يقضى له
إدراك التابعين، فكيف بالصحابة؟
429- بشر بن عاصم الثقفي
(ب د ع) بشر بْن عاصم بْن سفيان الثقفي. كذا نسبه أكثر
العلماء، وقد جعله بعضهم مخزوما، فقال: بشر بْن عاصم بْن
عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، والأول أصح، وكان عامل
عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَلَى صدقات هوازن.
روى أَبُو وائل أن عمر بْن الخطاب استعمله عَلَى صدقات
هوازن، فتخلف عنها ولم يخرج، فلقيه فقال: ما خلفك، أما ترى
أن عليك سمعًا وطاعة؟ قال: بلى، ولكني سمعت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «من ولي من أمور
المسلمين شيئًا أتي به يَوْم القيامة حتى يقف عَلَى جسر
جهنم فإن كان محسنًا نجا، وَإِن كان مسيئًا انخرق به الجسر
فهوى فيها سبعين خريفًا» قال:
فخرج عمر كئيبًا حزينًا، فلقيه أَبُو ذر، فقال: ما لي أراك
كئيبًا حزينًا؟ قال: ما يمنعني أن أكون كئيبًا حزينًا، وقد
سمعت بشر بْن عاصم يذكر عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «من ولي من أمور
المسلمين شيئًا» . وذكر الحديث، فقال أَبُو ذر: وأنا
سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقال عمر: من يأخذها مني بما فيها؟ فقال أَبُو
ذر: من سلت اللَّه أنفه [1] وألصق خده بالأرض، شقت عليك يا
عمر؟ قال: نعم» .
وقد أخرج البخاري فقال: بشر بْن عاصم بْن سفيان بْن عَبْد
اللَّهِ بْن ربيعة الثقفي، حجازي أخو عمرو، وقال: قال لي
علي: مات بشر بعد الزُّهْرِيّ، ومات الزُّهْرِيّ سنة أربع
وعشرين ومائة، يروي عَنْ أبيه، سمع منه ابن عيينة ونافع
بْن عمر وقال: حدثني أَبُو ثابت، حدثنا الدراوَرْديّ، عَنْ
ثور بن زيد عن بشر بْن عاصم بْن عَبْد اللَّهِ بْن سفيان،
عَنْ أبيه، عَنْ جده سفيان عامل عمر، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
430- بشر بْن عاصم
بشر بْن عاصم قال البخاري: بشر بْن عاصم، صاحب النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا جميع ما ذكره،
وجعله ترجمة منفردة. عَنْ بشر بْن عاصم بْن سفيان المقدم
ذكره، وجعل هذا صحابيًا، ولم يجعل الأول صحابيًا، وجعله
غيره في الصحابة. والله أعلم.
431- بشر بن عبد الله
(ب) بشر بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري. من بني الحارث بْن
الخزرج قتل باليمامة شهيدًا، ولم يوجد له في الأنصار نسب،
ويقال: بشير، قاله أَبُو عمر.
أَخْبَرَنَا عمار عَنْ سلمة بْن الفضل عَنِ ابن إِسْحَاق
في تسمية من قتل باليمامة من الأنصار من بني الحارث بْن
الخزرج: وبشر بْن عَبْد اللَّهِ، ولم ينسبه، ويرد في بشير
إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] سلت أنفه: جدعه.
(1/222)
432- بشر بن عبد
(ب) بشر بْن عبد. سكن البصرة، وروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعه يقول: «إن أخاكم النجاشي
قد مات فاستغفروا له» . لم يرو عنه غير [ابنه [1]] عفان
فيما علمت.
أخرجه أبو عمر.
433- بشر بن عرفطة
(د ع) بشر بْن عرفطة بْن الخشخاش الجهني، وقيل: بشير، قال
ابن منده: والأول أصح، شهد فتح مكَّة مَعَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، روى عنه عبد اللَّهِ بْن
حميد الجهني شعرًا قاله وهو:
ونحن غداة الفتح عند مُحَمَّد ... طلعنا أمام الناس ألفًا
مقدما
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
434- بشر بن عصمة
(ب د ع) بشر بْن عصمة الليثي وقيل: ابن عطية، روى عنه
أَبُو الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الأزد مني
وأنا منهم، أغضب لهم إذا غضبوا، ويغضبون إذا غضبت، وأرضى
لهم إذا رضوا، ويرضون إذا رضيت» . قاله ابن منده وأبو
نعيم.
وقال أبو عمر: بشر بْن عصمة المزني، قال: «سمعت النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: خزاعة مني وأنا
منهم» روى عنه كثير بْن أفلح مولى أَبِي أيوب، في إسناده
شيخ مجهول، ووافقه عَلَى هذا أَبُو أحمد العسكري، وقد روى
ابن منده وَأَبُو نعيم بإسنادهم، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ
غُضَيْفِ بْن الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي ذر قال: سأل بشر بْن
عطية رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فأجابه رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . وهذا يدل
عَلَى أَنَّهُ له صحبة، ولعله هذا، فقد قيل في أبيه: عصمة
وقيل: عطية. والله أعلم.
435- بشر بن عقربة الجهنيّ
(ب د) بشر بْن عقربة الجهني وقيل: بشير، عداده في أهل
فلسطين، يكنى أبا اليمان، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عوف
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: «من قام
مقامًا يرائي فيه الناس أقامه اللَّه عز وجل يَوْم القيامة
مقام رياء وسمعة» . أخرجه ابن منده وَأَبُو عمر: وأما
أَبُو نعيم فأخرجه في بشر ابن راعي العير، وقال: صوابه
بشير، بزيادة ياء، ونذكره هناك إن شاء الله تعالى.
436- بشر بن عمرو
(د ع) بشر بْن عمرو بْن محصن بْن عمرو من بني عمرو بْن
مبذول ثم من بني النجار أَبُو عمرة الأنصاري الخزرجي
النجاري، كذا نسبه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال هشام
الكلبي: عمرو بْن محصن بْن عتيك بْن عمرو بْن مبذول بْن
مالك بْن النجار بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن الخزرج، وهو ممن
شهد بدرًا، وكنيته: أَبُو عمرة، كذا ذكره ابن الكلبي، كنية
عمرو بْن محصن: أَبُو عمرة، ونقل أَبُو عمر في الكنى أن
اسم أَبِي عمرة: عمرو، وقال الكلبي في موضع آخر: اسم أَبِي
عمرة بشير، ولا شك أن الاختلاف في اسمه قديم، والله أعلم.
__________
[1] عن الاستيعاب: 169.
(1/223)
وقيل: اسمه بشير، وقيل: ثعلبة، وقيل: ثعلبة
أخوه. عداده في أهل المدينة، وهو جد أَبِي المقوم يحيى بْن
ثعلبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي عمرة، وكان تحت أَبِي
عمرة بنت المقوم بْن عبد المطلب عم النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولدت لَهُ عَبْد اللَّهِ وعبد
الرَّحْمَن، روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ
قال: «قلت لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: يَا رَسُول اللَّهِ، أرأيت من آمن بك ولم يرك؟
قال: أولئك منا وأولئك معنا» . وروى عَبْد اللَّهِ بْن عبد
الرحمن بْن أَبِي عمرة عَنْ جده أَبِي عمرة: أَنَّهُ جاء
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه
إخوة [1] يَوْم بدر أو يَوْم خيبر ومعهم فرس، وهم أربعة،
فأعطى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الرجال بأعيانهم سهمًا سهمًا، وأعطى الفرس سهمين» .
وروى أَبُو عمر هذا الحديث عَنْ ثعلبة بْن عمرو بْن محصن
[2] وقد اختلف فيه كثيرًا، وسنذكره في بشير، وثعلبة، وفي
أَبِي عمرة إن شاء اللَّه تعالى.
أخرج بشرًا ابن منده وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فأخرجه
في بشير.
437- بشر الغنوي
(ب د ع) بشر الغنوي أَبُو عَبْد اللَّهِ، وقيل: الخثعمي،
روى عنه ابنه عُبَيْد اللَّهِ [3] . أَخْبَرَنَا أَبُو
يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بإسناده إلى عبد الله بن أحمد،
قال: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
الْمُعَافِرِيُّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ
الْخَثْعَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: «لَتُفْتَحَنَّ
الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا
وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ» . قَالَ:
فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ [4] بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ،
فَسَأَلَنِي فَحَدَّثْتُهُ فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ.
وَرَوَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ،
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ بِشْرٍ الغنوي، عن أبيه.
أخرجه الثلاثة.
438- بشر بن قحيف
(د ع) بشر بْن قحيف. ذكره أحمد بْن سيار المروزي في
الصحابة، ممن سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ووهم فيه، وليست له صحبة، وذكره البخاري في
التابعين، وروى أحمد بْن سيار عَنْ يحيى بْن يحيى، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ جابر، عَنْ سماك بْن حرب، عَنْ بشر بْن
قحيف قال [5] : كنت أشهد الصلاة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان ينصرف حيث كان وجهه، مرة
عَنْ يمينه، ومرة عَنْ يساره. أخرجه ابن منده وَأَبُو
نعيم، وقال أَبُو نعيم: ليست له صحبة ولا رؤية.
439- بشر بن قدامة الضبابي
(ب د ع) بشر بْن قدامة الضبابي. عداده في أهل اليمن، روى
عنه عَبْد اللَّهِ بْن حكيم
__________
[1] أخوه: جمع أخ، يعنى إخوته.
[2] ينظر الاستيعاب: 209.
[3] كذا في الأصل وفي الاستيعاب 170 وفي الإصابة: عبد
الله.
[4] في المطبوعة: سلمة، وينظر الاستيعاب: 170.
[5] ينظر ترجمة بشر هذا في الإصابة.
(1/224)
الكناني من أهل اليمن قال: أبصرت عيناي حبي
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واقفا
بعرفات مع الناس، عَلَى ناقة حمراء قصواء وتحته قطيفة
بولانية [1] ، وهو يقول: «اللَّهمّ اجعلها حجة غير رياء
ولا سمعة، والناس يقولون: هذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . قال عَبْد اللَّهِ بْن
حكيم: أحسب القصواء المبترة الآذان، فإن النوق تبتر آذانها
لتسمع وقد قيل:
إنها لم تكن مقطوعة الآذان، وَإِنما كان ذلك لقبًا لها
والله أعلم. أخرجه الثلاثة، وقد أخرجه أَبُو نعيم في
موضعين من كتابه بلفظ واحد بينهما ثلاثة أسماء.
حكيم: بضم الحاء وفتح الكاف، من أهل اليمن من مواليهم.
440- بشر بن معاذ الأسدي
(س) بشر بْن معاذ الأسدي. روى أَبُو نصر أحمد بْن أحيد بْن
نوح البزاز أَنَّهُ سمع أبا سَعِيد جابر بْن عَبْد اللَّهِ
بْن جابر العقيلي، سنة ست وأربعين ومائتين، قال: حدثني بشر
بْن معاذ الأسدي، من أهل توز [2] وسميراء: أَنَّهُ صَلَّى
مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ
وأبوه وكان غلامًا ابن عشر سنين، فكان النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إمامنا وكان جبريل إمام
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر إِلَى خيال جبريل
شبه ظل سحابة إذا تحرك الخيال ركع النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يكن عند بشر بْن معاذ غير
هذا، قال أَبُو نصر: أتى عَلَى جابر مائة وخمسون سنة، ولا
يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرجه أَبُو موسى.
441- بشر بن معاوية
(ب د ع) بشر بْن معاوية بْن ثور البكائي، من بني كلاب بْن
عامر بن صعصعة، بعد في أهل الحجاز، روى عنه حفيده ماعز بْن
العلاء بْن بشر، عَنْ أبيه العلاء، عَنْ أبيه بشر: أَنَّهُ
قدم هو وأبوه معاوية بْن ثور وافدين عَلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان معاوية قال لابنه
بشر يَوْم قدم، وله ذؤابة: «إذا جِئْتُ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقل ثلاث كلمات لا تنقص
منهن ولا تزد عليهن، قل: السلام عليك يا رَسُول اللَّهِ،
أتيتك يا رَسُول اللَّهِ لأسلم عليك، ونسلم إليك، وتدعو لي
بالبركة» ، قال بشر: ففعلتهن، فمسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رأسي ودعا لي بالبركة،
وأعطاني أعنزًا عفرًا [3] ، فقال ابنه مُحَمَّد بْن بشر في
ذلك:
وأبي الذي مسح النَّبِيّ برأسه ... ودعا له بالخير
والبركات
أعطاه أحمد إذا أتاه أعنزا ... عفرا ثواجل لسن باللجبات
[4]
يملأن رفد [5] الحي كل عشية ... ويعود ذاك الملء بالغدوات
__________
[1] نسبة إلى بولان: مكان في طريق الحاج من البصرة.
[2] في المطبوعة: ثور، وتوز كما في مراصد الاطلاع: منزل في
طريق مكة، وسميراء منزل أيضا بطريق مكة بعد توز مصعدا.
[3] جمع عفراء، وهي البيضاء.
[4] جمع لجبة، وهي التي قل لبنها.
[5] الرفد: القدح الضخم.
(1/225)
بوركن من منح وبورك مانح ... وعليه مني ما
حييت صلاتي
قوله ثواجل: يعني عظام البطون.
أخرجه هكذا مطولا ابن منده وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر
فإنه قال: بشر بْن معاوية البكائي قدم عَلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيه وافدين.
قلت: لم يرفع أحد منهم نسبه، وقد نسبه هشام وابن البرقي
فقال: معاوية بْن ثور بْن معاوية بْن عبادة بْن البكاء.
واسمه: رَبِيعة بْن عَامِر بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة.
وقال خليفة: البكاء ربيعة بْن عمرو بْن عامر بْن ربيعة بْن
عامر بْن صعصعة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو شيخ كبير، ومعه ابنه بشر، فدعا
لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومسح
رأسه.
ولم يذكر واحد منهم في نسبه كلابًا، عَلَى ما قالوه، وقد
جعل ابن منده وَأَبُو نعيم كلابا بْن عامر ابن صعصعة،
وَإِنما هُوَ ابن ربيعة بْن عَامِر بْن صعصعة، وأما أَبُو
عمر فكثير الاعتماد عَلَى ما يذكره من النسب عَلَى ابن
الكلبي، وقد خالفه هاهنا فجعل بشرا من كلاب [1] ، والله
أعلم.
442- بشر بن المعلى
(د ع) بشر بْن المعلى. وقيل: بشر بْن عمرو بْن حنش بْن
المعلى، وقيل: حنش بْن النعمان أَبُو المنذر العبدي، ويلقب
الجارود، روى يَزِيدَ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الشِّخِّيرِ،
عَنْ أَبِي مسلم الجذمي، عَنِ الجارود قال: قلت- أو قال
رجل- يا رَسُول اللَّهِ، اللقطة نجدها؟ قال: انشدها [2]
ولا تكتم ولا تغيب فإن وجدت ربها فادفعها إِلَيْه، وَإِلا
فهو مال اللَّه يؤتيه من يشاء» .
ورواه بشر بْن المفضل، وابن علية، وعبد الوارث فقالوا:
يزيد، عَنْ أخيه مطرف، عَنْ أَبِي مسلم. أخرجه ابن منده
وَأَبُو نعيم، ولم يرفعا نسبه، وهو بشر بْن حنش بْن
المعلى، وهو الحارث بْن زيد بْن حارثة بْن معاوية بْن
ثعلبة بْن جذيمة بْن عوف بْن بكر [3] بْن عوف بْن أنمار
بْن عَمْرو بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس،
فزادوا فيه حنشا، والله أعلم.
443- بشر بن الهجع البكائي
(ب د ع) بشر بْن الهجنع البكائي. كان ينزل ناحية ضرية [4]
، ذكره مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي، فِي الطبقة السادسة
ممن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فقال: بشر بْن الهجنع البكائي، كان ينزل ناحية ضرية، وكان
ممن قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم فأسلم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] ينظر الاستيعاب: 170.
[2] نشد الدابة: عرفها.
[3] في المطبوعة: مكي بدل بكر.
[4] ضربة: قرية بين البصرة ومكة.
(1/226)
444- بشر بن هلال العبديّ
(س) بشر بْن هلال العبدي. ذكره عبدان في الصحابة وقال: ليس
له إلا ذكره في الحديث الذي رواه بِإِسْنَادِهِ عَنْ
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أربعة سادة
في الإسلام: بشر بْن هلال العبدي، وعدي بْن حاتم، وسراقة
بْن مالك المدلجي، وعروة بْن مسعود الثقفي» . أخرجه أبو
موسى.
445- بشر بن أكال
(د ع) بشير، بزيادة ياء بعد الشين، هو بشير بْن أكال
المعاوي وقيل: الحارثي، عداده في المدنيين، روى عنه ابنه
أيوب قال: «كانت ثائرة في بني معاوية فخرج النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلح بينهم، فبينما هم
كذلك التفت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى قبر فقال: لا دريت، فقال له رجل: بأبي أنت وأمي يا
رَسُول اللَّهِ، ما نرى قربك أحدًا، فقال: إني مررت به وهو
يسأل عني فقال: لا أدرى، فقلت:
لادريت» . قلت: هكذا أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، ولم
ينسباه، ولا نسبا قبيلته، والذي أظنه أَنَّهُ: بشر بْن
أكال بْن لوذان بْن الحارث بْن أمية بْن معاوية بْن مالك
بْن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس، ويكون عَلَى
هذا أخا زيد بْن أكال المعاوي، والد النعمان الذي خرج حاجا
بعد بدر، فأسره أَبُو سفيان بْن حرب، وكان النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أسر عمرو بْن
أَبِي سفيان ببدر، فقال أَبُو سفيان يحرض بني أكال عَلَى
مفاداة النعمان بعمرو:
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه ... تعاقدتم [1] لا تسلموا
السيد الكهلا
وترد القصة في النعمان، إن شاء اللَّه تعالى، ولا أعرف من
اجتمع أَنَّهُ من بني أكال وأنه معاوي غير هذا النسب،
والله أعلم.
446- بشير بن أنس
(ب) بشير، مثله أيضًا، وهو ابن أنس بْن أمية بْن عامر بْن
جشم بْن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك
بْن الأوس الأنصاري الأوسي، شهد أحدا. قاله أبو عمر.
447- بشير الأنصاري
447- (س) بشير الأنصاري. أخرجه أَبُو موسى وقال: ذكره
عبدان فيمن استشهد يَوْم بئر معونة، وهو ماء لبني عامر.
أخرجه أَبُو موسى.
معونة: بفتح الميم وضم العين وبالنون.
__________
[1] في المطبوعة: تفاقدتم، وينظر ترجمة النعمان بن زيد،
والاستيعاب: 606.
(1/227)
448- بشير بن تيم
448- (ع س) بشير بْن تيم. ذَكَرَهُ مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ
بْن أَبِي شَيْبَة في الوحدان، أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى
إِذْنًا، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ،
أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا محمد [1] ابن عُثْمَانَ بْنِ
أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مِنْجَابٌ، أَخْبَرَنَا عبد
الله بن الأجلح، عن أبيه عن عكرمة، عن بشير ابن تَيْمٍ
«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَادَى أَهْلَ بَدْرٍ فِدَاءً مُخْتَلِفًا، وَقَالَ
لِلْعَبَّاسِ: فُكَّ نَفْسَكَ» . وَرَوَى عَنْهُ مَعْرُوفُ
بْنُ خَرَبُوذَ قال: «لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ وُلِدَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى
مُوبَذَانُ [2] كِسْرَى خَيْلًا وَإِبلًا قَطَعَتْ
دِجْلَةَ، وَغَاضَ بَحْرُ [3] سَاوَةَ وَطُفِئَتْ نَارُ
فَارِسٍ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَالشِّعْرَ بِطُولِهِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى وأبو نعيم.
449- بشير الثقفي
(د ع) بشير الثقفي. روت عنه حفصة بنت سيرين أَنَّهُ قال:
أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقلت:
يا رسول اللَّهِ، إني نذرت في الجاهلية أن لا آكل لحوم
الجزر، ولا أشرب الخمر، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «أما لحوم الإبل فكلها، وأما الخمر فلا تشرب» .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قال ابن ماكولا: وقد اختلف في اسمه، فقيل: بشير، وقيل:
بشير بالضم، وقيل: بجير بالباء الموحدة والجيم.
450- بشير بن جابر
450- (ب د ع) [4] بشير، هو ابن جابر بْن عراب بْن عوف بْن
ذؤالة العبسي. قاله ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر:
العكي، وقيل: الغافقي، قَالُوا: ذكره ابن يونس فيمن شهد
فتح مصر، وقال: له صحبة ولا رواية له.
قلت: ليس بين قولهم عكي وعبسي تناقض، فإنه يريد عبس بْن
صحار بْن عك، لا عبس بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان، وسياق
نسبه يدل عليه، وهو: بشير بْن جابر بْن عراب بن عوف بن
ذؤالة ابن شبوة بْن ثوبان، بْن عبس بْن صحار، وكذلك ليس
بين العكي والغافقي تناقض، فإن غافقًا هو ابن الشاهد بْن
عك بْن عدثان، وعبس وغافق ابنا عم.
عراب: بضم العين المهملة، وشبوة: بفتح الشين المعجمة
وتسكين الباء الموحدة، وذؤالة: بضم الذال المعجمة وبالواو.
451- بشير أبو جميلة
451- (د ع) بشير أَبُو جميلة. من بني سليم، من أنفسهم،
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره
ابن منده عَنِ ابن سعد كاتب الواقدي، وقال أَبُو نعيم: صحف
فيه بعض الناس، يعني ابن منده، فجعله ترجمة ولم يخرج له
شيئًا، وَإِنما هو سنين أَبُو جميلة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة: يحيى.
[2] الموبذان: فقيه الفرس.
[3] في المطبوعة: بحيرة، وساوة: مدينة بين الري وهمدان.
[4] في المطبوعة: «د ع» والترجمة في الاستيعاب: 177.
(1/228)
452- بشير بن الحارث
(ب د ع) بشير بْن الحارث الأنصاري. ذكره عبد بْن حميد،
فيمن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وهو وهم، وعداده في التابعين، روى داود الأودي عَنِ الشعبي
عَنْ بشير بْن الحارث فقال: بشر أو بشير أن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إذا اختلفتم في
الياء والتاء فاكتبوها بالياء [1] » رواه جماعة عَنِ
الشعبي عَنْ بشر بْن الحارث عَنِ ابن مسعود. قوله هذا قول
ابن منده وأبي نعيم، وأما أَبُو عمر فإنه ذكره عَنِ ابن
أَبِي حاتم في الصحابة، ولم يخطئ قائله. أخرجه الثلاثة.
453- بشير بن الحارث العبسيّ
بشير بْن الحارث العبسي. أحد التسعة الذين قدموا عَلَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من عبس
فأسلموا.
454- بشير الحارثي
(ب د ع) بشير، هو الحارثي، وقيل: الكعبي، يكنى: أبا عصام،
قال أَبُو نعيم:
هو بشير بْن فديك، وجعل ابن منده: بشير بْن فديك غير بشير
الحارثي أَبِي عصام، ويرد الكلام عليه في بشير بْن فديك،
إن شاء اللَّه تعالى، له رؤية، ولأبيه صحبة، روى عنه ابنه
عصام بْن بشير أَنَّهُ قال: «وفدني قومي بنو الحارث بْن
كعب إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بإسلامهم فدخلت عليه فقال: من أين أقبلت؟
قلت: أنا وافد قومي بني الحارث بْن كعب إليك بالإسلام،
فقال: مرحبًا، ما اسمك؟ قلت:
اسمي أكبر، قال: أنت بشير» . والحارث بْن كعب: هو [2] ابن
علة بْن جلد بْن مالك بْن أدد بْن زَيْد بْن يشجب بْن عريب
بْن زيد بْن كهلان بْن سبأ، ذكر هذا النسب أَبُو عمر وحده،
أخرجه ابن منده وَأَبُو عمر، إلا أن ابن منده قال: بشير
الكعبي، أحد بني الحارث بْن كعب، وهذه نسبة غريبة، فإن
أحدًا لا ينسب إليهم إلا الحارثي.
علة: بضم العين المهملة وتخفيف اللام، وجلد: بالجيم واللام
الساكنة، وعريب: بالعين المهملة.
455- بشير بن الخصاصية
(ب د ع) بشير هو المعروف بابن الخصاصية، وقد اختلفوا في
نسبه فقالوا: بشير بن يزيد ابن معبد بْن ضباب بْن سبع
وقيل: بشير بْن معبد بْن شراحيل بْن سبع بْن ضباري بْن
سدوس بْن شيبان بْن ذهل بْن ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن
عَلِيِّ بْنِ بَكْر بْن وائل، وكان اسمه زحمًا، فسماه
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرًا.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ كِتَابَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ،
عَنْ أَيُّوبَ عَنْ دَيْسَمٍ السَّدُوسِيِّ، عَنْ بشير بن
الخصاصية
__________
[1] يريد آي القرآن.
[2] في الاستيعاب 177: «الحارث بن كعب بن عمر ... » .
(1/229)
أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم بَشِيرًا، وَإِنَّمَا قِيلَ
لَهُ: ابْنُ الْخَصَاصِيَّةِ نَسَبَهُ إِلَى أُمِّهِ، فِي
قَوْلِهِمْ.
وقال هشام الكلبي: ولد سدوس بْن شيبان: ثعلبة وضباريا،
وأمهما، الخصاصية من الأزد، والوافد إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشير بْن الخصاصية، نسب
إِلَى جدته هذه، وهو ممن سكن البصرة، روى عنه بشير ابن
نهيك، وجري بْن كليب، وليلى امرأة بشير، وغيرهم. روى عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث صالحة
وهو من المهاجرين من ربيعة، روى عنه أَبُو المثنى العبدي
أَنَّهُ قال: «أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ أبايعه، فقال: أتشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن
محمدا عبده ورسوله، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتؤدي
الزكاة، وتجاهد في سبيل اللَّه؟ قال: قلت: يا رَسُول
اللَّهِ، أما إتيان الزكاة فما لي إلا عشر ذود هن رسل [1]
أهلي وحمولتهن، وأما الجهاد فيزعمون أَنَّهُ من ولى فقد
باء بغضب من اللَّه، عز وجل، فأخاف إن حضرني قتال جبنت
نفسي وكرهت الموت، فقبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ثم حركها وقال:
لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة؟ فبايعه عليهن كلهن» .
أبو المثنى العبدي: هو موثر بْن عفارة، والخصاصية منسوبة
إِلَى خصاصة، واسمه إلاءة مثل خلافة، ابن عمرو بْن كعب بْن
الغطريف الأصغر، واسمه الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن
الغطريف الأكبر واسمه:
عامر بْن بكر بْن يشكر بْن مبشر بْن صعب بْن دهمان بْن نصر
من الأزد.
أخرجه الثلاثة.
456- بشير أبو خليفة
(د) بشير، وقيل: بشر أَبُو خليفة روى عن النبي صلى الله
عليه وسلم في الجهاد، تقدم ذكره في بشر.
أخرجه ابن مندة.
457- بشير أبو رافع
(ب د ع س) بشير، هو أَبُو رافع الأنصاري السلمي. وقيل: بشر
وقد تقدم.
أخرجه ابن مندة هاهنا مختصرًا فقال: له صحبة، روى عنه ابنه
رافع، مختلف في اسمه، وأخرجه أَبُو نعيم، وذكر رواية ابنه
عنه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال: «تخرج نار» الحديث. وقد أخرجه أَبُو موسى فقال: ذكره
أَبُو زكريا مستدركًا عَلَى جَدِّهِ أَبِي عَبْد اللَّهِ
بْن مَنْدَهْ، قال أَبُو موسى: وهذا قد أخرجه أَبُو عَبْد
اللَّهِ في بشر وبشير، والحق بيد أَبِي موسى فإن ابن منده
أخرجه فيهما، قال أبو موسى: أخرجه أبو زكريا في الزيادات
حيث رَأَى بشيرًا السلمي بزيادة ياء ورأى جده قد أخرجه في
بشر، فظن أَنَّهُ غيره، وهو في المواضع كلها بفتح السين
واللام نسبة إِلَى بني سلمة بكسر اللام من الأنصار، وأظن
أن أبا زكريا رَأَى في كتاب جده في بشر ما علم منه أَنَّهُ
أنصاري، وفي بشير السلمي، فظن أَنَّهُ بضم السين من سليم
بْن مَنْصُور، فاعتقد أَنَّهُ فات جده، والله أعلم.
__________
[1] الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع، والرسل:
القطيع.
(1/230)
وأخرجه أَبُو عمر فقال: بشير السلمي قال:
ويقال: بشير بضم الباء، قاله الدار قطنى، روى عنه ابنه
حديثًا واحدًا أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال: «يوشك أن تخرج نار تضيء لها أعناق الإبل
ببصرى تسير سير بطئ الإبل، تسير النهار وتقوم الليل» .
458- بشير بن أبى زيد
(ب د) بشير بْن أَبِي زيد، واسمه ثابت بْن زيد، وَأَبُو
زيد: أحد الستة الذين جمعوا القرآن عَلَى عهد رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قتل يَوْم
الحرة، قاله ابن منده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، وقوله:
قتل يَوْم الحرة وهم وتصحيف، وَإِنما قتل يَوْم الجسر،
يَوْم قتل أَبُو عبيد الثقفي بالعراق في خلافة عمر ابن
الخطاب، رضي اللَّه عنه، يَوْم قس الناطف [1] ، وتصحف
الجسر بالحرة إذا أسقطت صورة السين وكتبت معلقة، والله
أعلم، وذكره أبو عمرو الكلبي أيضًا، إلا أنهما سميا أبا
زيد: قيس ابن السكن الذي جمع القرآن، وقد اختلف الناس في
اسم أَبِي زيد اختلافًا كثيرًا يرد في أَبِي زيد، وقد أخرج
أَبُو عمر بشير بْن أَبِي زيد الأنصاري وقال: قال الكلبي:
استشهد أبوه أَبُو زيد يَوْم أحد، وشهد بشير بْن أَبِي زيد
وأخوه وداعة بْن أَبِي زيد صفين مع علي بْن أَبِي طالب،
رضي اللَّه عنه، فلا أدري أهو المذكور في هذه أو غيره؟.
أخرجه ابن منده وأبو عمر.
459- بشير بن سعد بن ثعلبة
(ب د ع) بشير بْن سعد بْن ثعلبة بْن خلاس بْن زيد بْن مالك
بْن ثعلبة بْن كعب بْن الخزرج بْن الحارث بْن الخزرج. يكنى
أبا النعمان بابنه النعمان بْن بشير، شهد العقبة الثانية
وبدرًا وأحدًا والمشاهد بعدها، يقال: إنه أول من بايع أبا
بكر الصديق، رضي اللَّه عنه، يَوْم السقيفة من الأنصار
وقتل يَوْم عين التمر، مع خَالِد بْن الْوَلِيد، بعد
انصرافه من اليمامة سنة اثنتي عشرة، روى عنه ابنه النعمان،
وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وروى عنه، مرسلًا، عروة،
والشعبي، لأنهما لم يدركاه.
وروى محمد ابن إِسْحَاق عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ حُمَيْدِ
بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ، عَنِ النعمان بْن بشير
عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بابن
له يحمله، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني نحلت ابني هذا
غلامًا، وأنا أحب أن تشهد، قال: لك ابن غيره؟ قال: نعم،
قال فكلهم نحلت مثل ما نحلته؟ قال: لا، قال: لا أشهد عَلَى
هذا. وقد روي عَنِ الزُّهْرِيّ نحوه، وقال: عَنِ النعمان
أن أباه بشير بْن سعد جاء بالنعمان ابنه إِلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعله من مسند
النعمان.
أخرجه الثلاثة.
460- بشير بْن سعد بْن النعمان
بشير بْن سعد بْن النعمان بْن أكال. شهد أحدًا والخندق مع
أبيه والمشاهد كلها، قاله العدوي عَنِ ابن القداح، ذكره
ابن الدباغ.
__________
[1] قس الناطف: موضع قريب من الكوفة.
(1/231)
461- بشير بن عبد الله
(ب د ع) بشير بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري. من بني الحارث
بْن الخزرج، قاله الزُّهْرِيّ، وقيل: بشر، وقد تقدم.
استشهد يَوْم اليمامة، قال مُحَمَّد بْن سعد: لم يوجد له
في الأنصار نسب، أخرجه الثلاثة.
462- بشير بن عبد المنذر
(ب د ع) بشير بْن عبد المنذر أَبُو لبابة الأنصاري الأوسي
ثم من بني عمرو بْن عوف، ثم من بني أمية بْن زيد. لم يصل
نسبه أحد منهم، وهو: بشير بْن عبد المنذر بْن زنبر [1] بْن
زَيْد بْن أمية بْن زَيْد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن
عوف بْن مالك بْن الأوس، وقيل: اسمه رفاعة، وهو بكنيته
أشهر، ويذكر فِي الكنى، إن شاء اللَّه تعالى، سار مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد
بدراً، فرده من الروحاء [2] واستخلفه عَلَى المدينة، وضرب
له بسهمه، وأجره، فكان كمن شهدها.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَسَاكِرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَشَائِرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ فَارِسٍ
الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ علي بن محمد بن
أبى العلا الْمِصَّيصِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عثمان ابن أَبِي نَصْرٍ،
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ
بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ
الظَّهْرَانِيُّ، أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ أَبُو الْهَيْثَمِ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عبد الله أبى أويس المديني، عن عبد الرحمن
ابن حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ
أَبِي لُبَابَةَ قَالَ:. «اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ
فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ: إِنَّ التَّمْرَ فِي
الْمِرْبَدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: اللَّهمّ اسْقِنَا،
فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ: إِنَّ التَّمْرَ فِي الْمِرْبَدِ
[3] وَمَا فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ نَرَاهُ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ اسْقِنَا فِي الثَّالِثَةِ
حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَانًا، فَيَسِدَّ
ثَعْلَبَ مَرْبَدَهُ بِإِزَارِهِ، قَالَ: فَاسْتَهَلَّتِ
السَّمَاءُ فَمَطَرَتْ مَطَرًا شَدِيدًا، وَصَلَّى بِنَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَطَافَتِ الأَنْصَارُ بِأَبِي لُبَابَةَ يَقُولُونَ:
يَا أَبَا لُبَابَةَ، إِنَّ السَّمَاءَ لَنْ تُقْلِعَ
حَتَّى تَقُومَ عُرْيَانًا تَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِكَ
بِإِزَارِكَ، كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَانًا
فَسَدَّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ، قَالَ:
فَأَقْلَعَتِ السَّمَاءُ» .
وَتُوُفِّيَ أَبُو لُبَابَةَ قَبْلَ عُثْمَانَ بْنِ
عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَيَرِدُ بَاقِي أخباره
في كنيته، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
463- بشير بن عرفطة
(ع) بشير بْن عرفطة بْن الخشخاش الجهني. شهد فتح مكَّة
مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقيل:
اسمه بشر، وقد تقدم في بشر، وقال شعرًا في الفتح منه:
ونحن غداة الفتح عند مُحَمَّد ... طلعنا أمام الناس ألفًا
مقدمًا
وهي أبيات. أخرجه أبو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة: دنبر، وينظر المشتبه للذهبى: 334.
[2] الروحاء: على نحو أربعين ميلا من المدينة.
[3] المربد: المكان الّذي يجفف فيه التمر، والثعلب: الثقب.
(1/232)
464- بشير بن عقبة
(ب د ع) بشير بْن عقبة، وكنية عقبة: أَبُو مسعود بْن
عَمْرو بْن ثعلبة بْن أسيرة بْن عسيرة ابن عطية بْن خدارة
[1] بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي
الحارثي، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ صغيرًا وله ولأبيه صحبة. روى أَبُو بكر بْن حزم
أن عروة بْن الزبير كان يحدث عمر بْن عبد العزيز، وهو
يومئذ أمير المؤمنين، قال: حدثني أَبُو مسعود، أو بشير بْن
أَبِي مسعود، وكلاهما قد صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن جبريل جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين دلكت [2] الشمس، فقال: يا
مُحَمَّد، صل الظهر، فقام فصلى. فذكر قصة المواقيت.
وقال أَبُو معاوية بْن مسعر عَنْ ثابت عَنْ عُبَيْد
اللَّهِ قال: «رأيت بشير بْن أَبِي مسعود الأنصاري وكانت
له صحبة، وشهد بشير صفين مَعَ عَليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
465- بشير بن عقربة الجهنيّ
(ب د ع) بشير بْن عقربة الجهني، ويقال: الكناني، وقيل:
اسمه بشر، يكنى:
أبا اليمان.
قال أَبُو عمر: وبشير، يعني بالياء أكثر، نزل فلسطين، وقتل
أبوه عقربة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض
غزواته.
روى عَبْد اللَّهِ بْن عوف الكناني قال: شهدت يزيد بْن
عَبْد الْمَلِكِ قال لبشير بن عقربة يوم قتل عمرو بْن
سَعِيد بْن العاص: أبا اليمان، قد احتجت إلى كلامك، فقم
فتكلم، فقال: إِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة وقفه
اللَّه موقف رياء وسمعة» .
قلت: روى أَبُو نعيم هذا الحديث فقال: يزيد بْن عَبْد
الْمَلِكِ، وَإِنما هو عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان، لأنه هو
الذي قتل عمرو بْن سَعِيد بْن العاص، وقد عاد أورده هو
وَأَبُو عمر من طريق آخر عَلَى الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حبة بإسناده، عن عبد
الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ
مَنْصُورٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنَا بِهِ أَبِي
عَنْهُ وَهُوَ حَيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُجْرُ بْنُ
الْحَارِثِ الْغَسَّانِيُّ مِنْ أَهْلِ الرَّمْلَةِ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْكِنَانِيِّ، وَكَانَ
عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى
الرَّمْلَةِ، أَنَّهُ شَهِدَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ
مَرْوَانَ قَالَ لِبَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ يَوْمَ قُتِلَ
عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ: يَاَ أَبَا الْيَمَانِ، قَدِ
احْتَجْتُ الْيَوْمَ إِلَى كَلامِكَ، فَقُمْ فَتَكَلَّمْ،
فقال: إِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من
قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة وقفه الله يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مَوْقِفَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ» . أَخْرَجَهُ
الثَّلاثَةُ.
__________
[1] خدارة: بالخاء، ويقال: جدارة، بالجيم، ينظر الروض
الأنف: 2- 100.
[2] دلكت الشمس: غربت أو اصفرت أو مالت أو زالت عن كبد
السماء، والمعنى الأخير هو المقصود هنا.
(1/233)
466- بشير بن عمرو بن محصن
(ب س) بشير بْن عمرو بْن محصن أَبُو عمرة الأنصاري وقد
اختلف في اسمه، فقيل:
بشير، وقيل: بشر، وقد تقدم أتم من هذا. أخرجه أَبُو عمر
وقال: قتل بصفين، أخرجه أَبُو موسى وَأَبُو عمرو قال: وقد
اختلف في اسم أَبِي عمرة هذا والد عبد الرحمن بْن أَبِي
عمرة، وسنذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
467- بشير بن عمرو
(ب) بشير بْن عمرو. ولد عام الهجرة، قال بشير: «توفي
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وأنا بن عشر سنين»
.
وروى عنه أَنَّهُ كان عريف قومه زمن الحجاج، وتوفي سنة خمس
وثمانين.
أخرجه أبو عمر.
468- بشير بن عنبس
(ب) بشير بْن عنبس بْن زَيْد بْن عَامِر بْن سواد بْن ظفر،
واسمه: كعب بْن الخزرج بْن عَمْرو بْن مالك بْن الأوس
الأنصاري الظفري، شهد أحدا، والخندق، والمشاهد كلها مَعَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقتل
يَوْم جسر أَبِي عبيد. ذكره الطبري، ويعرف بشير بْن العنبس
بفارس الحواء، اسم فرسه.
وهذا بشير هو ابن عم قتادة بْن النعمان بْن زيد الذي أصيبت
عينه يَوْم أحد، فردها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وهو ابن أخي رفاعة بْن زيد بْن عامر الذي سرق
بنو أبيرق درعه، وقيل فيه: يسير بالياء المضمومة تحتها
نقطتان، وفتح السين المهملة، ويرد ذكره إن شاء اللَّه
تعالى.
أخرجه أَبُو عمر.
469- بشير الغفاريّ
(ب د ع) بشير الغفاري. له ذكر في حديث أَخْبَرَنَا بِهِ
عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ بْنُ الطلاية الزَّاهِدُ الْبَغْدَادِيُّ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ
الْمُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَجْلانَ
الْعُجَيْفِيُّ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ بَشِيرًا الْغِفَارِيَّ كَانَ لَهُ
مِقْعَدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لا يَكَادُ يُخْطِئُهُ، فَفَقَدَهُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثًا، ثُمَّ
جَاءَ فَرَآهُ شَاحِبًا، فَقَالَ:
مَا غَيَّرَ لَوْنَكَ؟ قَالَ: اشْتَرَيْتُ بَعِيرًا مِنْ
فُلانٍ، فَشَرَدَ، فَكُنْتُ فِي طَلَبِهِ، وَلَمْ
أَشْتَرِطْ فِيهِ شَرْطًا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله
عليه وسلم أَمَا إِنَّ الشَّرُودَ يُرَدُّ، ثُمَّ قَالَ
لَهُ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم أما غَيَّرَ
لَوْنَكَ غَيْرُ هَذَا؟ قَالَ: لا، قَالَ:
فَكَيْفَ بِيَوْمٍ مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفِ سَنَةٍ
يَوْمَ يقوم الناس لرب العالمين» . أخرجه الثلاثة.
470- بشير بن فديك
(ب د ع) بشير، هو ابن فديك، قال ابن منده وَأَبُو نعيم:
يقال: له رؤية ولأبيه صحبة، [أسد الغابة- كتاب الشعب]
(1/234)
جعل ابن منده بشير بْن فديك غير بشير
الحارثي المقدم ذكره، وروى هو وَأَبُو نعيم في ترجمة بشير
بْن فديك حديث الأوزاعي عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ صالح بْن
بشير بْن فديك أن جده فديكًا جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إنهم يقولون من لم يهاجر
هلك قال: «يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء
واسكن من أرض قومك حيث شئت» .
ورواه الأوزاعي من طريق أخرى، عَنْ صالح بْن بشير، عَنْ
أبيه قال: جاء فديك.
ورواه عَبْد اللَّهِ بْن حماد الآملي عَنِ الزبيدي عَنِ
الزُّهْرِيّ، عَنْ صالح بْن بشير بْن فديك، عَنْ أبيه قال:
جاء فديك إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. الحديث.
اتفق ابن منده وَأَبُو نعيم عَلَى رواية هذه الأحاديث في
هذه الترجمة، وزاد أَبُو نعيم فيها عَلَى هذه الأحاديث
فقال: ذكره عَبْد اللَّهِ بْن عبد الجبار الخبائري عَنِ
الحارث بْن عبيدة عَنِ الزبيدي عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ صالح
بْن بشير عَنْ أبيه بشير الكعبي يكنى: أبا عصام أحد بني
الحارث، كان اسمه: أكبر، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرًا، وروى أيضًا فيها الحديث الذي
رواه عصام عَنْ أبيه قَالَ: «وفدت عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لي: ما اسمك؟ قلت:
أكبر، فقال: أنت بشير» . وقد تقدم الحديث في بشير الحارثي،
فاستدل أَبُو نعيم بقول عَبْد اللَّهِ بْن عبد الجبار
عَلَى أنهما واحد، ولا حجة في قوله، لأنه قد ذكر أولاً له
رؤية ولأبيه صحبة، وذكر أخيرًا أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغير اسمه، ومن
يقال: له رؤية، يدل عَلَى أَنَّهُ صغير، والوافد لا يكون
إلا كبيرًا، لا سيما وفي بعض طرق الحديث: «وفدنا قومي
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بإسلامهم» . وهذا فعل الرجل الكامل المقدم فيهم لا الصغير.
وأما ابن منده فإنه جعلهما ترجمتين كما ذكرناه، وليس في
ترجمة بشير بْن فديك ما يدل عَلَى صحبته، فإن مدار الجميع
عَلَى صالح بْن بشير، فمن الرواة من يقول: إن جده فديكًا
جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
ومنهم من يقول عَنْ أبيه قال: جاء فديك، فهو راوٍ لا غير،
وقد وافق الأمير أبو نصر أبا عبد الله ابن منده في أنهما
اثنان فقال: «وبشير الحارثي كان اسمه أكبر، فسماه
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيرًا» ،
روى عنه عصام ثم قال: وبشير بْن فديك قيل: إن له صحبة، روى
عنه ابنه صالح، والحديث يعطي أن أباه له صحبة، وذكره
البغوي في الصحابة. انتهى كلامه.
وأما أَبُو عمر فإنه لم يذكر ترجمة بشير بْن فديك، وَإِنما
ذكر بشيرًا الحارثي، وذكر قدومه إِلَى النَّبِيّ وأنه غير
اسمه لا غير، فخلص بهذا من الاشتباه عليه، والله أعلم.
471- بشير بن معبد
(ب د ع) بشير بْن معبد أَبُو بشر الأسلمي. من أصحاب بيعة
الرضوان تحت الشجرة. روى عنه ابنه بشر عَنِ النَّبِيّ صلى
الله عليه وسلم أنه قال: «من أكل من هذه البقلة، يعني
الثوم، فلا يناجينا» . قال أَبُو عمر: هو جد مُحَمَّد بْن
بشر بْن بشير الأسلمي، وله حديث آخر رواه ابنه أيضًا عنه
أَنَّهُ أتى بأشنان يتوضأ به فأخذه بيمينه فأنكر عليه بعض
الدهاقين [1] فقال إنا لا نأخذ الخير إلا بأيماننا» .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الدهاقين: جمع دهقان وهو رئيس القرية، والأشنان: شيء
تغسل به الأيدي.
(1/235)
472- بشير بن النهاس العدي
(س) بشير بْن النهاس العبدي. قال أَبُو موسى. ذكره عبدان
وقال: يقال له صحبة، روى حديثه أَبُو عتاب القرشي، عَنْ
يحيى بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ بشير بْن النهاس العبدي قال:
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«ما استرذل اللَّه عبدًا إلا حرم العلم» . أخرجه أبو موسى.
473- بشير بن يزيد الضبعي
(ب) بشير بْن يَزِيدَ الضبعي. أدرك الجاهلية، عداده في أهل
البصرة قال أَبُو عمر: وقال خليفة ابن خياط فيه مرة: يزيد
بْن بشر، والأول أكثر، روى عنه الأشهب الضبعي قال: «قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار: هَذَا أول يَوْم
انتصفت فيه العرب من العجم» . أخرجه أَبُو عمر.
474- بشير الثقفي
بشير، بضم الباء وفتح الشين، هو بشير الثقفي، قاله ابن
ماكولا، له صحبة ورواية، روت عنه حفصة بنت سيرين أَنَّهُ
قال: «أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقلت:
يا رَسُول اللَّهِ، إني نذرت في الجاهلية أن لا آكل لحوم
الجزر، ولا أشرب الخمر، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما لحوم الجزر فكلها، وأما
الخمر فلا تشرب» . وقد اختلف في اسمه، فقيل: بشير بفتح
الباء، وقد تقدم، وقيل: بشير بضم الباء، وقيل:
بجير بضم الباء وبالجيم، وقد تقدم أيضا.
475- بشير أبو رافع
(ب) بشير، بالضم أيضًا، هو بشير أَبُو رافع السلمي روى عنه
ابنه رافع: «تخرج نار من حبس سيل» . الحديث، وقيل: بشير
بفتح الباء، وقيل: بشر بكسر الباء، وسكون الشين المعجمة،
وقيل: بسر بضم الباء وسكون السين المهملة، وقد تقدم
الجميع.
أخرجه أَبُو عمر.
476- بشير العدوي
(س) بشير العدوي، بالضم، وهو: بشير بْن كعب أَبُو أيوب
العدوي بصري، قال أَبُو موسى: قال عبدان: وَإِنما ذكرناه،
يعني في الصحابة، لأن بعض مشايخنا وأستاذينا ذكره، ولا
نعلم له صحبة، وهو رجل قد قرأ الكتب، وروى طاووس عَنِ ابن
عباس أَنَّهُ قال لبشير بْن كعب العدوي:
«عد في حديث كذا وكذا فعاد له، ثم قال: عد لحديث كذا وكذا
فعاد له، وقال: والله ما أدري أنكرت حديثي كله، وعرفت هذا
أو عرفت حديثي كله وأنكرت هذا، قال: كنا نحدث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ لم يكن يكذب عليه، فلما ركب الناس
الصعب والذلول تركنا الحديث» .
(1/236)
قال: وروى طلق بْن حبيب عَنْ بشير بْن كعب
قال: «جاء غلامان شابان إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالا: يا رَسُول اللَّهِ،
أنعمل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أو في أمر
يستأنف؟ قال لا بل في أمر جفت به الأقلام وجرت به
المقادير، قالا: ففيم العمل إذًا يا رَسُول اللَّهِ؟ قال:
كل عامل ميسر لعمله. قالا: فالآن نجد ونعمل» . قال أَبُو
موسى: هذان الحديثان يوهمان أن لبشير صحبة، ولا صحبة له.
قلت: لا شك أَنَّهُ لا صحبة له، وَإِنما روايته عَنْ أَبِي
ذر، وعن أَبِي الدرداء، وأبي هريرة، ويروي عنه طلق، وعبد
الله بْن بريدة، والعلاء بْن زياد.
أخرجه أَبُو موسى.
باب الباء والصاد والعين
والغين
477- بصرة بن أبى بصرة
(ب د ع) بصرة بْن أَبِي بصرة الغفاري. له ولأبيه صحبة، وقد
اختلف في اسم أبيه، وهما معدودان فيمن نزل مصر من الصحابة.
أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ زَيَّانَ بْنِ شَبَّةَ
النَّحْوِيُّ الْمُقْرِي بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ
يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ بن أنس، عن يزيد بْنِ الْهَادِ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ
التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ
فَلَقِيتُ بِهِ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ
الْغِفَارِيَّ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟
فَقُلْتُ: مِنَ الطُّورِ، فَقَالَ لَوْ: أَدْرَكْتُكَ
قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إليه مَا خَرَجْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا
تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام،
ومسجدي، وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» .
قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا الْحَدِيثُ لا يُوجَدُ هَكَذَا
إِلا فِي الْمُوَطَّأِ لِبَصْرَةَ بْنِ أَبِي بَصْرَةَ،
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سلمة عن
أبي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي بَصْرَةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَا: عَنْ أَبِي بَصْرَةَ
قَالَ: وَأَظُنُّ الْوَهْمَ جَاءَ فِيهِ مِنْ يَزِيدَ بْنِ
الْهَادِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قلت: قول أَبِي عمر: «لا
يوجد هكذا إلا في الموطأ» وهم منه، فإنه قد رواه الواقدي
عَنْ عَبْد الله ابن جَعْفَر، عَنِ ابن الهاد مثل رواية
مالك، عَنْ بصرة بْن أَبِي بصرة، فبان بهذا أن الوهم من
ابن الهاد، أو من مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، فإن أبا سلمة
قد روى عنه غير مُحَمَّد، فقال: عَنْ أَبِي بصرة، والله
أعلم.
أخرجه الثلاثة.
478- بصرة الأنصاري
(د ع) بصرة وقيل: بسرة، وقيل: نضلة الأنصاري.
روى عنه سَعِيد بْن المسيب أَنَّهُ تزوج امرأة بكرًا فدخل
بها فوجدها حبلى، ففرق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهما، وقال: «إذا وضعت فأقيموا عليها
الحد، وأعطاها الصداق بما استحل من فرجها» . وقد ذكرناه في
بسرة. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
(1/237)
479- بعجة بن زيد
(د ع) بعجة بْن زيد الجذامي روت ظبية بنت عمرو بْن حزابة
عَنْ بهيسة مولاة لهم قالت: «خرج رفاعة وبعجة ابنا زيد،
وحيان وأنيف ابنا ملة في اثني عشر رجلا إِلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما رجعوا
قلنا: ما أمركم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟
فقالوا: أمرنا أن نضجع الشاة عَلَى شقها الأيسر، ثم
نذبحها، ونتوجه القبلة ونسمي اللَّه عز وجل ونذبح» . هذا
حديث لا يعرف إلا من هذا الوجه. أخرجه ابن منده وَأَبُو
نعيم.
480- بعجة بن عبد الله
(س) بعجة بْن عَبْد اللَّهِ الجذامي، وقيل: الجهني.
قال أَبُو موسى: ذكره عبدان في الصحابة، وروى
بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أَبِي
إِسْمَاعِيل، عَنْ أسامة بْن زيد، عَنْ بعجة الجهني عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «يأتي
عَلَى الناس زمان، خير الناس فيه رجل آخذ بعنان فرسه، إذا
سمع هيعة تحول عَلَى متن فرسه، ثم التمس الموت في مظانه،
أو رجل في غنيمة له في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي
الزكاة حتى يأتيه الموت» . قال عبدان: لا نعلم لبعجة هذا
رؤية ولا سماعًا، وَإِنما عرفنا الصحبة لأبيه عَبْد
اللَّهِ بْن بدر، وبعجة يروي عَنْ أبيه وعثمان وعلي وأبي
هريرة، وَإِنما كتابنا عَلَى رسم بعض أصحابنا.
قلت: الذي قاله عبدان من أن بعجة لا صحبة له صحيح، وأمثال
هذا من المراسيل لا أعلم لأي معنى يثبتها؟ وأما هذا الحديث
الذي ذكره فهو مرسل. أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ رَمَضَانَ بْنِ عُثْمَانَ التِّبْرِيزِيُّ
الشَّيْخُ الصَّالِحُ، قَدِمَ حَاجًّا، حَدَّثَنِي
الْقَاضِي مَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ
الْحَدَّادُ التِّبْرِيزِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي،
أَخْبَرَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْبَصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا الْقَعْنَبِيُّ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ بَعْجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ
الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «إِنَّ مِنْ
خَيْرِ النَّاسِ رَجُلا آخِذًا بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، إِنْ سَمِعَ فَزْعَةً، أَوْ هَيْعَةٌ،
كَانَ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ» الْحَدِيثَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، فَبَانَ بِهَذَا
أَنَّ الْحَدِيثَ الَّذِي ذَكَرَهُ عَبْدَانُ مُرْسَلٌ لا
احْتِجَاجَ فِيهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
حازم: بالحاء المهملة والزاي.
481- بغيض بن حبيب
بغيض بْن حبيب بْن مروان بْن عامر بن ضبّارىّ بن حجبة بْن
كابية بْن حرقوص بْن مازن بْن مالك بْن عمرو بْن تميم
التميمي. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فسأله عن اسمه فقال: بغيض، قال:
أنت حبيب، فهو يدعى حبيبًا. ذكره هشام الكلبي.
(1/238)
باب الباء والكاف
482- بكر بن أمية الضمريّ
(ب د ع) بكر بْن أمية الضمري، أخو عَمْرو بْن أمية بْن
خويلد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إياس بْن عبد بْن ناشرة [1]
بْن كعب بْن حدي [2] بْن ضمرة الكناني الضمري، عداده في
أهل الحجاز، انفرد بحديثه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عَبْدِ
القاهر، أَخْبَرَنَا النَّقِيبُ طِرَادُ بْن مُحَمَّد
إِجَازَةً، إِنْ لم يكن سماعًا، أَخْبَرَنَا أَبُو الحسين
بْن بشران، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ بْن صَفْوَانَ
الْبَرْذَعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْد اللَّهِ
بْن مُحَمَّدِ بْنِ عبيد، أَخْبَرَنَا الفضل بْن غانم
الخزاعي، حدثني مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنِ الحسن بْن
الفضل بْن الحسن بْن عمرو بْن أمية، عَنْ أبيه عَنْ عمه
بكر بْن أمية قال: كان لنا في بلاد بني ضمرة جار من جهينة
في أول الإسلام، ونحن إذ ذاك عَلَى شركنا، وكان منا رجل
محارب خبيث قد جعلناه، يقال له: ريشة [3] ، وكان لا يزال
يعدو عَلَى جارنا ذلك الجهني، فيصيب له البكر والشارف [4]
، فيأتينا يشكوه إلينا فنقول: والله ما ندري ما نصنع به،
فاقتله، قتله اللَّه، حتى عدا عليه مرة، فأخذ له ناقة
خيارًا، فأقبل بها إِلَى شعب في الوادي فنحرها، وأخذ
سنامها ومطايب لحمها ثم تركها، وخرج الجهني في طلبها حين
فقدها فاتبع أثرها حتى وجدها عند منحرها، فجاء إِلَى نادي
ضمرة وهو آسف وهو يقول:
أصادق ريشة يال ضمره ... أن ليس للَّه عليه قدره
ما إن يزال شارفًا وبكره ... يطعن منها في سواد الثغره
بصارم ذي رونق أو شفره ... لا هم إن كان معدا فجره
فاجعل أمام العين منه فجره ... تأكله حتى يوافي الحفره
قال: فأخرج اللَّه أمام عينيه في مآقيه حيث وصف بشيره مثل
النبقة، وخرجنا إِلَى المواسم فرجعنا من الحج وقد صارت
أكلة أكلت رأسه أجمع، فمات حين قدمنا.
أخرجه الثلاثة.
483- بكر بن جبلة الكلبي
(د ع) بكر بْن جبلة الكلبي. كان اسمه عبد عَمْرو بْن جبلة
بْن وائل بْن قيس بْن بكر بْن عامر، وهو الجلاح بْن عوف
بْن بكر بْن عوف بْن عذرة بْن زَيْد اللات بْن رفيدة بْن
ثور بْن كلب بْن وبرة، وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغير اسمه. روى عنه أَنَّهُ كان له صنم
يقال له: عتر، يعظمونه، قال:
فعبرنا عنده، فسمعنا صوتًا يقول لعبد عمرو: يا بكر بْن
جبلة، تعرفون محمدًا.
ثم ذكر إسلام بكر بطوله من ولده الأبرش، واسمه سَعِيد بْن
الْوَلِيد بْن عبد عَمْرو بْن جبلة.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
__________
[1] في المطبوعة: ياسر، وينظر ترجمة عمرو، والإصابة،
والجمهرة: 175.
[2] ينظر المشتبه للذهبى: 144، وترجمة عمرو في أسد الغابة.
[3] في المطبوعة: ديشة، بالدال. وينظر الإصابة.
[4] البكر والبكرة: الفتى من الإبل، والشارف: المسنة.
(1/239)
484- بكر بن الحارث
بكر بْن الحارث أَبُو ميفعة الأنصاري. سكن حمص، قال عَبْد
اللَّهِ بْن عبد الرحمن الدارمي: اسم أَبِي ميفعة: بكر.
ذكره ابن الدباغ الأندلسى.
485- بكر بن حارثة
(د ع) بكر بْن حارثة الجهني. روى حديثه الحسن بْن بشير [1]
بْن مالك بْن نافد بْن مالك الجهني قال: حدثني أَبِي، عَنْ
أبيه أَنَّهُ سمع أباه يحدث عَنْ جده قال: حدثني بكر بْن
حارثة الجهني قال: «كنت في سرية بَعَثَهَا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاقتتلنا نحن
والمشركون، وحملت عَلَى رجل من المشركين، فتعوذ مني
بالإسلام، فقتلته فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغضب، وأقصاني فأوحى اللَّه إليه:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا
خَطَأً [2] ) . الآية قال: فرضي عني وأدناني» .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
486- بكر بن حبيب
(ع س) بكر بْن حبيب الحنفي. قال أَبُو نعيم: له ذكر في
حديث بكر بْن حارثة الجهني، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بريرًا، هذا الذي ذكره أَبُو
نعيم، وقد تقدم ذكر بكر بْن حارثة وليس له فيه ذكر، وقال
أَبُو موسى: بكر بْن حبيب الحنفي، ذكره أَبُو نعيم في
الصحابة، وأن له ذكرًا.
هذا القدر ذكره أبو موسى.
487- بكر بن شداخ
(ع د) بكر بْن شداخ الليثي. وقيل: بكير، كان يخدم
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه
عَبْد الْمَلِكِ بْن يعلى الليثي أَنَّهُ كان ممن يخدم
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو غلام،
فلما احتلم جاء إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني كنت أدخل عَلَى
أهلك وقد بلغت مبلغ الرجال، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ صدق قوله ولقه الظفر» ،
فلما كَانَ فِي خلافة عمر بْن الخطاب جاء وقد قتل يهوديًا،
فأعظم ذلك عمر وخرج، وصعد المنبر وقال: أفيما ولاني اللَّه
واستخلفني تقتل الرجال؟ أذكر اللَّه رجلا كان عنده علم إلا
أعلمني، فقام إليه بكر بن الشداخ فقال: أنا به، فقال:
اللَّه أكبر بؤت بدمه، فهات المخرج، فقال: بلى، خرج فلان
غازيًا ووكلني بأهله فجئت إِلَى بابه، فوجدت هذا اليهودي
في منزله وهو يقول:
وأشعث غره الإسلام مني ... خلوت بعرسه ليل التمام
أبيت عَلَى ترائبها [3] ويمسي ... عَلَى قود الأعنة
والحزام
كأن مجامع الربلات [4] منها ... فئام ينهضون إِلَى فئام
قال: فصدق عمر قوله، وأبطل دمه بدعاء النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
__________
[1] في الإصابة: بشر.
[2] النساء: 92.
[3] الترائب: عظام الصدر.
[4] الربلات: أصول الأفخاذ، والفئام: الجماعة من الناس.
(1/240)
قلت: أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم ولم
يذكرا نسبه، وقد نسبه الكلبي، وسماه بكيرًا مصغرًا وسمى
أباه شدادًا بدالين، فقال: بكير بْن شداد بْن عَامِر بْن
الملوح بْن يعمر الشداخ بْن عوف بْن كعب بْن عامر بْن ليث
بْن بكر بْن عبد مناة بْن كنانة بْن خزيمة الكناني الليثي
وهو فارس أطلال، وله يقول الشماخ:
وغيب [1] عَنْ خيل بموقان أسلمت ... بكير بني الشداخ فارس
أطلال
قال: وبكير الذي ذكر القصة، وأظن الحق قول الكلبي لعلمه
بالنسب، ولأن في نسبه الشداخ فظناه أبا قريبًا، وَإِنما هو
في النسب فوق الأب الأدنى، ويكون أَبُو نعيم قد تبع ابن
منده في ذلك.
والله أعلم.
488- بكر بن عبد الله
(د س) بكر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الربيع الأنصاري. روى عنه
عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قال: «علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة
في بيتها المغزل، وَإِذا دعاك أبواك فأجب أمك» . أخرجه ابن
مندة وأبو موسى.
489- بكر بن مبشر
(ب د ع) بكر بْن مبشر بْن خير الأنصاري. مِنْ بَنِي
عُبَيْدِ بْن زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ بن عوف ابْنُ عَمْرو بْن
عوف بْن مَالِك بْن الأوس، وبنو عبيد بطن من الأوس، لَهُ
صحبة، عداده فِي أهل المدينة.
روى عنه إِسْحَاق بْن سالم، روى سَعِيد بْن أَبِي مريم،
عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سويد، عَنْ أنيس بْن أَبِي يحيى،
عَنْ إِسْحَاق بْن سالم، مولى بني نوفل بْن عدي، عَنْ بكر
قال: كنت أغدو إِلَى المصلى يَوْم الفطر ويوم الأضحى مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنسلك
بطن بطحان، حتى نأتي المصلى فنصلي مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم نرجع من بطن بطحان
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه الثلاثة.
قال ابن منده: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه،
تفرد به سَعِيد عَنْ إِبْرَاهِيم.
قلت: قال أَبُو عمر: روى عنه إِسْحَاق بْن سالم، وأنيس بْن
أَبِي يحيى وليس كذلك، إنما أنيس راو عن إسحاق والله أعلم.
490- بكير بن شداد
بكير، بضم الباء وزيادة ياء التصغير، هو: بكير بْن شداد
بْن عَامِر بْن الملوح بْن يعمر الشداخ الكناني الليثي،
وقد تقدم الكلام عليه في بكر بْن الشداخ.
نسبه هكذا ابن الكلبي.
__________
[1] في المطبوعة: وغيبت، ورواية الديوان 456:
لقد غادرت خيل بموقان أسلمت
وأطلال: اسم فرس، وموقان: ولاية بأذربيجان.
(1/241)
باب الباء واللام
491- بلال بن الحارث
(ب د ع) بلال بْن الحارث بْن عصم بْن سَعِيد بْن قرة بْن
خلاوة بْن ثعلبة بْن ثور بْن هدمة بْن لاطم بْن عثمان بْن
عمرو بْن أد بْن طابخة، أَبُو عبد الرحمن المزني، وولد
عثمان يقال لهم: مزينة، نسبوا إِلَى أمه مزينة، وهو مدني
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
وفد مزينة في رجب سنة خمس، وكان ينزل الأشعر [1] والأجرد
وراء المدينة، وكان يأتي المدينة، وأقطعه النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العقيق [2] وكان يحمل لواء
مزينة يَوْم فتح مكة ثم سكن البصرة.
روى عنه ابنه الحارث وعلقمة بْن وقاص.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَلِيٍّ الْمُذَكَّرُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَقِيهُ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَلِيٍّ، قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، هُوَ ابْنُ
السُّرِّيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ
بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ
أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ
اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ،
فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ
يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ
بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لا يَظُنُّ أَنْ
تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ عَلَيْهِ سَخَطَهُ
إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ» .
رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
فُلَيْحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بشر، والثوري، والدراوَرْديّ،
ويزيد ابن هَارُونَ هَكَذَا مَوْصولًا، وَرَوَاهُ
مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ بِلالٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ
الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ
عَنْ بِلالٍ. وتوفي بلال سنة ستين آخر أيام معاوية، وهو
ابن ثمانين سنة. أخرجه ثلاثتهم، إِلا أَنَّ ابْنَ مَنْدَهْ
قَالَ: رَوَى عَنْهُ ابناه: الحارث، وعلقمة، وإنما هو
علقمة بن وقاص. والله أعلم.
وقال هو وَأَبُو نعيم في نسبه: مرة بالميم، وَإِنما هو قرة
بالقاف، وقد وهم فيه بعض الرواة فجعل الصحابي الحارث بْن
بلال، ويرد الكلام عليه هناك إن شاء اللَّه تعالى.
خلاوة: بفتح الخاء المعجمة وثور: بالثاء المثلثة، هدمة:
بضم الهاء وسكون الدال.، ولاطم:
بعد اللام ألف وطاء مهملة وميم.
492- بلال بن حمامة
(س) بلال بْن حمامة.
روى كعب بْن نوفل المزني، عَنْ بلال بْن حمامة قال: «طلع
علينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذات يَوْم يضحك، فقام إليه عبد الرحمن بْن عوف فقال: يا
رَسُول اللَّهِ، ما أضحكك؟ قال: بشارة أتتنى من
__________
[1] الأشعر والأجرد: جبلا جهينة بين المدينة والشام.
[2] في مراصد الاطلاع: العقيق هو كل مسيل ماء شقه السيل في
الأرض فأنهره ووسعه. والمقصود به هنا عقيق المدينة، وفيه
عيون نخل.
(1/242)
اللَّه، عز وجل، في أخي وابن عمي وابنتي،
أن اللَّه عز وجل لما أراد أن يزوج عليًا من فاطمة رضي
اللَّه عنهما أمر رضوان فهز شجرة طوبى فنثرت رقاقًا، يعني
صكاكًا، بعدد محبينا أهل البيت، ثم أنشأ من تحتها ملائكة
من نور، فأخذ كل ملك رقاقًا، فإذا استوت القيامة غدًا
بأهلها، ماجت الملائكة في الخلائق، فلا يلقون محبًا لنا
أهل البيت إلا أعطوه رقًا فيه براءة من النار، فنثار أخي
وابن عمي فكاك رجال ونساء من أمتي من النار» .
أخرجه أَبُو موسى وقال: هذا حديث غريب لا طريق له سواه،
وبلال هذا قيل: هو بلال بْن رباح المؤذن، وحمامة: أمه نسب
إليها.
493- بلال بن رباح
(ب د ع) بلال بْن رباح. يكنى: أبا عبد الكريم، وقيل: أبا
عَبْد اللَّهِ، وقيل: أبا عمرو وأمه حمامة من مولدي مكة
لبني جمح، وقيل: من مولدي السراة، وهو مولى أَبِي بكر
الصديق، اشتراه بخمس أواقي، وقيل: بسبع أواقي، وقيل: بتسع
أواقي، وأعتقه للَّه عز وجل وكان مؤذنًا لرسول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخازنًا.
شهد بدرًا والمشاهد كلها، وكان من السابقين إِلَى الإسلام،
وممن يعذب في اللَّه عز وجل فيصبر عَلَى العذاب، وكان
أَبُو جهل يبطحه عَلَى وجهه في الشمس، ويضع الرحا عليه حتى
تصهره الشمس، ويقول: اكفر برب مُحَمَّد، فيقول: أحد، أحد،
فاجتاز به ورقة بْن نوفل، وهو يعذب ويقول:
أحد، أحد، فقال: يا بلال، أحد أحد، والله لئن مت عَلَى هذا
لأتخذن قبرك حنانًا [1] .
قيل: كان مولى لبني جمح، وكان أمية بْن خلف يعذبه، ويتابع
عليه العذاب، فقدر اللَّه سبحانه وتعالى أن بلالا قتله
ببدر.
قال سَعِيد بْن المسيب، وذكر بلالا: كان شحيحًا عَلَى
دينه، وكان يعذب، فإذا أراد المشركون أن يقاربهم [2] قال:
اللَّه اللَّه، قال: فلقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر، رضي اللَّه عنه، فقال: لو كان
عندنا شيء لاشترينا بلالا: قال: فلقي أَبُو بكر العباس بْن
عبد المطلب فقال: اشتر لي بلالا، فانطلق العباس فقال
لسيدته: هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره؟
قالت: وما تصنع به، إنه خبيث، وَإِنه، وَإِنه. ثم لقيها،
فقال لها مثل مقالته، فاشتراه منها، وبعث به إِلَى أَبِي
بكر، رضي اللَّه عنه، وقيل: إن أبا بكر اشتراه وهو مدفون
بالحجارة يعذب تحتها.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بينه وبين أَبِي عبيدة بن الجراح، وكان يؤذن لرسول صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته سفرًا وحضرًا، وهو
أول من أذن له في الإسلام.
أَخْبَرَنَا يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَلِيٍّ
الْفُرَاتِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ بِإِسْنَادِهِ
إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
عَنْ مَعْدَانَ بْنِ عِيسَى، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ بِلالٍ قَالَ:
«آخِرُ الأَذَانِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أكبر لا إله
إلا الله» .
__________
[1] أي: لأجعلن قبرك موضع حنان، أي مظنة من رحمة الله
تعالى، فامسح به تبركا.
[2] أي: يستميلوه إليهم.
(1/243)
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ
لَهُ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ تَكُونَ عِنْدِي، فَقَالَ:
إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ فَاحْبِسْنِي،
وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي للَّه، عَزَّ وَجَلَّ،
فَذَرْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ:
اذْهَبْ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ بِهِ حَتَّى
مَاتَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ أَذَّنَ لأَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، بَعْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ
الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا عَمِّي،
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الْعَبَّاسِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ،
أخبرنا الحسين بن الْفَهْمِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن سعد بن
عمار بن سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ وَعَمَّارُ بْنُ
حَفْصِ بْنِ سَعْدٍ، وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ سَعْدٍ، عَنْ آبَائِهِمْ، عَنْ أَجْدَادِهِمْ
أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُمْ قَالُوا: لَمَّا تُوُفِّيَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ
بِلالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
فَقَالَ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: «أفضل أعمال المؤمن الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ» وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ حَتَّى أَمُوتُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ
اللَّهَ يَا بِلالُ، وَحُرْمَتِي وَحَقِّي، فَقَدْ
كَبُرْتُ وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَأَقَامَ بِلالٌ مَعَ
أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا
تُوُفِّيَ جَاءَ بِلالٌ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ، فَرَدَّ
عَلَيْهِ كَمَا رَدَّ أَبُو بَكْرٍ، فَأَبَى. وَقِيلَ
إِنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُ عُمَرُ، لِيُقِيمَ عِنْدَهُ،
فَأَبَى عَلَيْهِ:
مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُؤَذِّنَ؟ فَقَالَ: إِنِّي أَذَّنْتُ
لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَتَّى قُبِضَ، ثُمَّ أَذَّنْتُ لأَبِي بَكْرٍ حَتَّى
قُبِضَ، لأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ نِعْمَتِي، وَقَدْ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا بِلالُ، لَيْسَ عَمَلٌ أَفْضَلَ
مِنَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَخَرَجَ إِلَى
الشَّامِ مُجَاهِدًا، وَإِنَّهُ أَذَّنَ لِعُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ لَمَّا دَخَلَ الشَّامَ مَرَّةً وَاحِدَةً،
فَلَمْ يَرَ بَاكِيًّا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ روى
عنه أَبُو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد اللَّه بْن
عمر، وكعب بْن عجرة، وأسامة ابن زيد، وجابر، وَأَبُو
سَعِيد الخدري، والبراء بْن عازب، وروى عنه جماعة من كبار
التابعين بالمدينة والشام، وروى أَبُو الدرداء أن عمر بْن
الخطاب لما دخل من فتح بيت المقدس إِلَى الجابية [1] سأله
بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قَالَ: وأخي أَبُو رويحة
الَّذِي آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بيني وبينه؟ قال: وأخوك، فنزلا داريًا [2] في
خولان، فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين،
فهدانا اللَّه، وكنا مملوكين فأعتقنا اللَّه، وكنا فقيرين
فأغنانا اللَّه، فإن تزوجونا فالحمد للَّه، وَإِن تردونا
فلا حول ولا قوة إلا باللَّه، فزوجوهما.
ثم إن بلالا رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في منامه وهو يقول: «ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما
آن لك أن تزورنا» ؟
فانتبه حزينًا، فركب إِلَى المدينة فأتى قبر النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعل يبكي عنده ويتمرع
عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا
له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما
__________
[1] الجابية: قرية من أعمال دمشق.
[2] داريا: قرية كبيرة من قرى دمشق بالغوطة، وخولان: قبيلة
عربية نزلت بمصر والشام فخملت أنسابهم، ينظر الجمهرة: 393.
[أسد الغابة- كتاب الشعب]
(1/244)
قال: «اللَّه أكبر، اللَّه أكبر» ارتجت
المدينة، فلما قال: «أشهد أن لا إله إلا اللَّه» زادت
رجتها، فلما قال: «أشهد أن محمدًا رَسُول اللَّهِ» خرج
النساء من خدورهن، فما رئي يَوْم أكثر باكيًا وباكية من
ذلك اليوم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ،
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالُوا:
بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: «أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَدَعَا بِلَالًا فَقَالَ:
يَا بِلالُ، بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ؟ مَا
دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَطُّ إِلا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ [1]
أَمَامِي» . وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُعَمَّرِ وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا هِبَةُ
اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا
أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ غَيْلانَ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ
أَبِي عُمَرَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أَنَّ
بِلَالًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لا تَسْبِقْنِي بِآمِينَ [2] » .
وكان عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه يَقُولُ: «أَبُو
بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا» يَعْنِي:
بِلالًا.
وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رَسُول
اللَّهِ، وَأَبُو بكر، وخباب، وصهيب، وعمار، وبلال، وسمية
أم عمار، فأما بلال فهانت عليه نفسه في اللَّه، عز وجل،
وهان عَلَى قومه فأخذوه فكتفوه، ثم جعلوا في عنقه حبلًا من
ليف فدفعوه إِلَى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به بين أخشبي [3]
مكة، فإذا ملوا تركوه، وأما الباقون فترد أخبارهم في
أسمائهم.
وروى شبابة، عَنْ أيوب بْن سيار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
المنكدر، عَنْ جابر بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أَبِي بكر
الصديق، عَنْ بلال. قال. «أذنت في غداة باردة، فخرج
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم ير في
المسجد أحدًا فقال:
أين الناس؟ فقلت: حبسهم القر، فقال: اللَّهمّ أذهب عنهم
البرد، قال: فلقد رأيتهم يتروحون [4] في الصلاة» . ورواه
الحماني، وغيره عَنْ أيوب، ولم يذكروا أبا بكر. قال
مُحَمَّد بْن سعد كاتب الواقدي: توفي بلال بدمشق، ودفن
بباب الصغير سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة، وقيل: مات
سنة سبع أو ثماني عشرة، وقال علي بْن عبد الرحمن: مات بلال
بحلب، ودفن عَلَى باب الأربعين، وكان آدم شديد الأدمة،
نحيفًا طوالًا، أجنى [5] خفيف العارضين.
قال أَبُو عمر: وله أخ اسمه خَالِد، وأخت اسمها: غفيرة [6]
، وهي مولاة عمر بْن عَبْد اللَّهِ مولى غفرة المحدث، ولم
يعقب بلال.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الخشخشة: حركة لها صوت.
[2] أي: ليتم قراءة الفاتحة قبلها وينظر النهاية لابن
الأثير.
[3] الأخشبان: جبلا مكة.
[4] في النهاية: أي احتاجوا إلى التروح بالمروحة من الحر.
[5] الأجنى: من يميل أعلى ظهره على صدره.
[6] في الأصل والمطبوعة: عقرة، وينظر ترجمتها في أسد
الغابة.
(1/245)
494- بلال بن مالك المازني
(ب) بلال بْن مالك المزني. بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بني كنانة في سرية،
فأشعروا [به [1]] ففارقوا مكانهم فلم يصب منهم إلا فرسًا
واحدًا. وذلك في سنة خمس من الهجرة.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
495- بلال بن يحيى
(ع س) بلال بْن يحيى. ذكره الْحَسَن بْن سفيان فِي
الوحدان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عِيسَى
كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو
عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، أَخْبَرَنَا الْمُقَدَّمِيُّ
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ
سُلَيْمٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ
مُعَافَاةَ اللَّهِ الْعَبْدِ فِي الدُّنْيَا أَنْ
يَسْتُرَ عَلَيْهِ سَيِّئَاتِهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّ
أَوَّلَ خِزْيِ اللَّهِ تَعَالَى الْعَبْدِ أَنْ يُظْهِرَ
عَلَيْهِ سَيِّئَاتِهُ» . قال أَبُو نعيم: أراه العبسي
الكوفي وهو صاحب حذيفة، لا صحبة له.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
496- بلال
(ب) بلال. رجل من الأنصار، ولاه عمر بْن الخطاب عمان، ثم
عزله وضمها إِلَى عثمان ابن أَبِي العاص. أخرجه أَبُو عمر
وقال: لا أقف على نسبه، وخبره هذا مشهور.
497- بلز
(د ع) بلز، وقيل: برز وقيل: رزن، وقيل: مالك بْن قهطم
أَبُو العشراء الدارمي، يرد ذكره في الكنى وغيرها من
أسمائه إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
498- بليل بن بلال
بليل بْن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح أَبُو ليلى، وهو أخو
عمران صحبا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جميعًا، وشهدا معه أحدًا وما بعدها، قاله العدوي.
ذكره ابن الدباغ.
باب الباء والنون والواو
والهاء والياء
499- بنت الجهنيّ
(ب د ع) بنة الجهني ويقال نبيه ويقال: ينة. روى معاذ بن
هاني، ويحيى بْن بكير، عَنِ ابن لهيعة، عَنْ أبي الزبير،
عن جابر عن بنت الجهني أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر عَلَى قوم يسلون سيفًا يتعاطونه،
فقال: «ألم أنهكم عَنْ هذا؟ لعن اللَّه من فعل هذا» .
__________
[1] عن الاستيعاب: 183.
(1/246)
ورواه ابن وهب عَنِ ابن لهيعة فقال: نبيه،
وقال مثله ابن معين، وابن وهب أثبت الناس في ابن لهيعة،
وذكر ابن السكن فِي كتابه فِي الصحابة: ينة بالياء تحتها
نقطتان والنون المشددة، ورواه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد
اللَّهِ المقري، عَنْ أبيه عَنِ ابن لهيعة بِإِسْنَادِهِ.
ذكر هذا الاختلاف أَبُو عمر، وأخرجه الثلاثة.
500- بهز
(ب د ع) بهز وقيل البهزي، روى اليمان بْن عدي، عَنْ ثبيت
عَنْ يحيى بْن سَعِيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستاك
عرضًا، ويشرب مصا، ويتنفس في الإناء ثلاثًا [1] ويقول: «هو
أهنأ وأمرأ وأبرأ» .
ورواه عباد بْن يوسف، عَنْ ثبيت فقال عَنِ القشيري ورواه
مخيس بْن تميم، عَنْ بهز بْن حكيم، عَنْ أبيه، عَنْ جده،
فذكر نحوه. قال: أَبُو عمر: إسناده ليس بالقائم.
أخرجه الثلاثة.
501- بهزاد أبو مالك
(س) بهزاد أَبُو مالك. ذكره عبدان في الصحابة، وروى عَنْ
جَعْفَر بْن عبد الواحد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى التوزي،
عَنْ أبيه، عَنْ مسلم بْن عبد الرحمن، عَنْ يوسف بْن ماهك
بْن بهزاد، عَنْ جده بهزاد قال: «خطبنا رسول الله صلى الله
عليه وَسَلَّمَ فقال: احفظوني في أَبِي بكر فإنه لم يسؤني
منذ صحبني» . قال عبدان: لا يعرف إلا ممن كتبناه عنه.
أخرجه أَبُو موسى.
502- بهلول بن ذؤيب
(س) بهلول بْن ذؤيب.
قال أَبُو موسى إسناد غير متصل عَنْ أَبِي هريرة قال: «دخل
معاذ بْن جبل عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يبكي بكاءً شديدًا، فقال له رسول
الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: ما يبكيك يا معاذ؟ فقال: يا
رَسُول اللَّهِ، إن بالباب شابًا طري الجسد، ناصع اللون،
نقي الثياب، حسن الصورة، يبكي عَلَى شبابه كبكاء الثكلى
عَلَى ولدها، وهو يريد الدخول عليك، فقال النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا معاذ، أدخل الشاب علي ولا
تحبسه بالباب، قال: فأدخل معاذ الشاب، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: يا شاب، ما يبكيك؟ قال: يا رَسُول اللَّهِ كيف
لا أبكي وقد ركبت ذنوبًا، إن أخذت ببعضها خلدني في جهنم؟
ولا أرى إلا أَنَّهُ سيأخذني. وذكر الحديث قال: فمضى الشاب
باكيًا حتى أتى بعض جبال المدينة، فتغيب، ولبس مسحًا وغل
يده إِلَى عنقه بالحديد، ونادى: إلهي وسيدي ومولاي، هذا
بهلول بن ذؤيب مغلولا مسلسلا معترفا بذنوبه» .
__________
[1] المقصود أنه عليه الصلاة والسلام كان يثرب من الإناء
بثلاثة أنفاس يفصل فيها فاه عن الإناء.
(1/247)
وقد روي عَنْ عمر بْن الخطاب، رضي اللَّه
عنه، أَنَّهُ دخل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهو يبكي. وذكر نحوًا منه، ولم يسم الرجل قال:
وقد جاء أن اسمه كان ثعلبة، ولم يثبت منها كبير شيء.
أخرجه أبو موسى.
503- بهيز بن الهيثم
(ب د ع) بهيز بْن الهيثم بْن عامر من بني [1] بابي
الأنصاري الأوسي الحارثي. من بنى حارثة ابن الحارث، شهد
العقبة وَأُحُدًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه أَبُو الأسود عَنْ عروة. قاله
الطبري، وذكره ابن إِسْحَاق فيمن شهد العقبة، وقيل اسمه:
نهيز بالنون، ويرد هناك إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
504- بهيس بن سلمى
(ب) بهيس بْن سلمى التميمي. قال: «سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول: «لا يحل لمسلم من مال أخيه إلا ما أعطاه
عَنْ طيب نفس منه» .
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
505- بولي
(س) بولى. قال أَبُو موسى: ذكره عبدان في الصحابة، وروى
بِإِسْنَادِهِ عَنْ خطاب بْن مُحَمَّدِ بْنِ بولى، عَنْ
أبيه، عَنْ جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ: «إياكم والطعام الحار، فإنه يذهب بالبركة،
وعليكم بالبارد، فإنه أهنأ وأعظم بركة» . أخرجه أبو موسى.
506- بودان
(س) بودان.
قال أَبُو موسى: ذكره عليّ بْن سَعِيد العسكري فِي
الأفراد، وذكره أَبُو بكر بْن أَبِي علي. أَخْبَرَنَا
أَبُو مُوسَى الأَصْفَهَانِيُّ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عُمَرَ عَمُّ أَبِي، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ
الأَشْجَعِيُّ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ مِينَا [2] .
عَنْ بَوْدَانَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ «مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ،
فَلَمْ يَقْبَلْ عُذْرَهُ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ
خَطِيئَةِ صَاحِبِ مَكْسٍ [3] » . كَذَا أَوْرَدَهُ،
وَالْمُشْهُورُ فِيهِ: جَوْدَانُ، وَيَرِدُ فِي بابه إن
شاء اللَّه تَعَالى.
__________
[1] في الاستيعاب 188: بن بابي.
[2] في المطبوعة: ابن مثنى، وهو: العباس بن عبد الرحمن،
وسيأتي في ترجمة جودان.
[3] المكس الضريبة.
(1/248)
507- بيجرة بن عامر
(د ع) بيجرة بْن عامر. روى حديثه الرجال بْن المنذر العمري
[1] عَنْ أبيه المنذر أَنَّهُ سمع أباه بيجرة بْن عامر
قَالَ: «أتينا رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فأسلمنا،
وسألناه أن يضع عنا العتمة فإنا نشتغل بحلب الإبل فقال:
إنكم ستحلبون إبلكم وتصلون إن شاء اللَّه تعالى» . أخرجه
ابن منده وَأَبُو نعيم، وأما أَبُو عمر فأخرجه في بجراة
وذكر له هذا المتن.
508- بيرح بن أسد
(ب د ع) بيرح بْن أسد الطاحي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره. قدم المدينة بعد وفاة
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأيام، قاله
ابن منده وَأَبُو نعيم، وقاله أَبُو عمر: وقد كان رَأَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعني قبل
قدومه عليه.
روى الزبير بْن الخريت عن أبى لبيد قال: خرج رجل من أهل
عمان يقال له: بيرح بْن أسد مهاجرًا إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقدم المدينة، فوجده قد
توفي، فبينا هو في بعض طرق المدينة إذ لقيه عمر بْن الخطاب
رضي اللَّه عنه فقال له: كأنك لست من أهل البلد؟ فقال: أنا
رجل من أهل عمان، فأتى به أبا بكر رضي اللَّه عنه، فقال:
هذا من الأرض التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد
بن حنبل، عن أبيه، أَخْبَرَنَا جرير، عَنِ الزبير بْن
الخريت نحو هذا، وفيه اختلاف ألفاظ.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] يبدو أنه العصرى بالصاد لا بالميم، وللمنذر هذا ترجمة
في تهذيب الكمال: 10- 301.
(1/249)
|