أسد الغابة في معرفة الصحابة، ط الفكر

باب الكاف

(4/155)


باب الكاف والباء والثاء
4415- كباثة بن أوس
(ب س) كباثة بْن أوس بْن قيظي الْأَنْصَارِيّ الأوسي، من بني حارثة شهد أحدًا وهو أخو عرابة بْن أوس الأوسي.
قَالَ الأمير أَبُو نصر: هُوَ كباثة- يعني بفتح الكاف، والباء الموحدة، والثاء المثلثة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [1] ، وأبو موسى.
4416- كبيش بن هوذة
(ب د ع) كبيش [2] بْن هوذة، أحد بني الحارث بْن سدوس.
روى سيف بْن عُمَر، عَنْ عَبْد اللَّه بْن شبرمة، عَنْ إياد بن لقيط السدوسي، عن كبيش ابن هوذة، أحد بني الحارث بْن سدوس: أَنَّهُ أتى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وبايعه، وكتب لَهُ كتابًا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [3] .
4417- كثير الأزدي
(ب د ع) كَثِير الْأَزْدِيّ، وهو كَثِير بْن أَبِي كَثِير.
لَهُ صحبة. عداده فِي أهل مصر.
روى ابْن وهب، عَنْ حيوة بْن شريح قَالَ: سَأَلت عقبة بْن مُسْلِم عَنِ الوضوء مما مست النار. فَقَالَ: إن كثيرا- وكان من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ- يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فوضع الطعام لنا فأكلنا، ثُمَّ أقيمت الصلاة فصلينا، ولم يتوضأ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن ابْن منده وأبا نعيم قالا: كَثِير بْن أَبِي كَثِير، وقَالَ أَبُو عُمَر:
كَثِير الأزدي [4] . وهما واحد.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2223: 3/ 1331. هذا، وقد أخرجه ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 169 فيمن اسمه «كنانة» ، بنونين.
[2] في الإصابة، الترجمة 7376/ 3/ 270: «كبيس: بموحدة ومهملة مصغرا» ، ومثله ضبط السيد محقق الاستيعاب.
وما في المطبوعة يوافق ما ذكر الزبيدي في مستدرك تاج العروس، مادة «كبش» ، قال: «وكبيش بن هوذة السدوسي، له وفادة»
[3] الاستيعاب، الترجمة 2224: 3/ 1331.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2180: 3/ 1309.

(4/157)


4418- كثير الأنصاري
(ب) كَثِير الْأَنْصَارِيّ.
سكن البصرة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا صلى المكتوبة انصرف عَنْ يساره.
وقيل: إن حديثه مرسل، روى عَنْهُ ابنه جَعْفَر بْن كَثِير.
أَخْرَجَهُ [1] أَبُو عمر.
4419- كثير خال البراء
(ب د ع) كَثِير، خال البراء بْن عازب. روى الشَّعْبِيّ، عَنِ البراء بْن عازب قَالَ: كَانَ اسم خالي قليلًا، فسماه رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كثيرا، وقَالَ: يا كَثِير، إنَّما نسكنا بعد صلاتنا. أَخْرَجَهُ [2] الثلاثة.
4420- كَثِير بْن زياد
كَثِير بْن زياد بْن شاس بْن رَبِيعة بْن رباح بْن رَبِيعة بْن عوف بْن هلال بْن شمخ بْن فزارة الفزاري.
صحب النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وشهد القادسية.
قَالَه هشام بْن الكلبي [3] .
4421- كثير بن السائب
(د ع) كَثِير بْن السائب.
رَوَى عَلِيُّ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: عُرِضْنَا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَمَنْ كَانَ مُحْتَلِمًا أَوْ نَبَتَتْ عَانَتُهُ، قُتِلَ، وَمَنْ لا تُرِكَ.
أَخْرَجَهُ ابن مندة.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2181: 3/ 1309، وينظر الإصابة، الترجمة 7510: 3/ 301.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2174: 3/ 1308. وقال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7384/ 3/ 272: «والمحفوظ أن خال البراء هو أبو بردة بن نيار، والمشهور أن اسمه هانئ» .
[3] ينظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 247.

(4/158)


وقَالَ أَبُو نعيم: روى أَبُو مُسْلِم- يعني الكجي- عَنْ حجاج بِإِسْنَادِهِ وقَالَ: عرضوا يَوْم قريظة. وقَالَ أَبُو نعيم: لا يعرف يَوْم حنين قتل الذرية ولا غيره، عَلَى ما ذكره المتأخر- يعني ابْن منده.
قلت: والحق مع أبى نعيم.
4422- كثير بن سعد العبديّ
(س) كَثِير بْن سعد العبدي.
روى الحكم بْن رفيد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه عباد بْن عَمْرو بْن شيبان، عَنْ كَثِير بْن سعد العبدي، من بني عَبْد اللَّه بْن غطفان- غطفان جذام- أَنَّهُ قدم عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فأقطعه «عميق» ، من كورة بيت جبرين بالشام [1] .
أخرجه أبو موسى.
4423- كثير بن شهاب الحارثي
(ب د ع) كَثِير بْن شهاب الحارثي.
فِي صحبته نظر. عداده فِي الكوفيين، وهو الَّذِي قتل جالينوس الفارسي يَوْم القادسية، وأخذ سلبة. وقيل: قتله زهرة بْن حوية [2] .
روى عَنْهُ عدي بْن حاتم إن كَانَ محفوظًا.
روى أَحْمَد بْن عمار بْن خَالِد، عَنْ عُمَر بْن حَفْص بْن غياث، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أراه عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ عثمان بْن قيس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عدي بْن حاتم قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِير بْن شهاب فِي الرجل الَّذِي لطم الرجل، فقالوا: يا رَسُول اللَّه، ولاة يكونون علينا، لا نسألك عَنْ طاعة من أتقى وأصلح، ولكن من فعل وفعل. فَقَالَ: اتقوا اللَّه واسمعوا، وأطيعوا.
أَخْرَجَهُ الثلاثة. وقَالَ أَبُو نعيم: ذكره المتأخر من حديث أَحْمَد بْن عمار، عَنْ عُمَر بْن حَفْص عَنْ أَبِيهِ- أراه عَنِ الْأَعْمَش- عَنْ عثمان بْن قيس. والصحيح ما رَوَاهُ عليّ بْن عَبْد العزيز، وَأَبُو زرعة، وَأَبُو شَيْبَة [3] إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه، عَنْ عُمَر بْن حَفْص، عن أبيه، عن عثمان ابن قيس، عَنْ عدي قَالَ قُلْنَا: «يا رَسُول الله» . ولم يذكر الأعمش، ولا كثيرا.
__________
[1] في الإصابة، الترجمة 7379/ 3/ 271: «قال عبدان هذا إسناد مجهول» .
[2] تقدمت ترجمته 1760: 2/ 260.
[3] في المطبوعة: «وأبو شعبة» . وهو خطأ، وهو إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم العبسيّ، أبو شيبة بن أبى بكر ابن أبى شيبة. ينظر الخلاصة، والإصابة، الترجمة 8381/ 3/ 271.

(4/159)


4424- كثير بن الصلت
(ب د ع) كَثِير بْن الصلت بْن معديكرب الكندي، وعدادهم فِي بني جمح. يكنى أبا عَبْد اللَّه.
ولد عَلَى عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، وهو أخو زييد [1] بْن الصلت. وكان اسمه قليلًا فسماه رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كثيرا.
رَوَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ [2] نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ كَثِيرَ بن الصلت كان اسمه قليلًا، فسماه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ كَثِيرًا، وَأَنَّ مُطِيعَ بْنَ الأَسْوَدِ كَانَ اسمه العاصي، فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مُطِيعًا، وَإِنَّ أُمَّ عَاصِمٍ أُخْتَ عُمَرَ كَانَ اسْمَهَا عَاصِيَةُ فَسَمَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ جَمِيلَةَ. وَكَانَ يَتَفَاءَلُ بِالاسْمِ.
وروى كَثِير، عَنْ أَبِي بَكْر، وعمر، وعثمان، وزيد بْن ثابت.
أخرجه [3] الثلاثة.
4425- كثير بن العباس
(ب د ع) كَثِير بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب. وهو ابْنُ عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.
ولد سنة عشر قبل وفاة النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بأشهر، يكنى أبا تمام، أمه أم ولد رومية، وقيل:
أمه حميرية.
وكان فقيهًا فاضلًا [4] ، روى عَنْهُ عَبْد الرحمن الأعرج، وابن شهاب.
روى يزيد بْن أَبِي زياد، عَنِ الْعَبَّاس بْن كَثِير بْن الْعَبَّاس [عَنْ أَبِيهِ [5]] قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يجمعنا أَنَا وعبد اللَّه وعبيد اللَّه وقثم، ويفرج يديه هكذا، ومد باعه، ويقول:
من سبق إليَّ فله كذا.
ولم يعقب. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة، ومثله في الاستيعاب، الترجمة 2176/ 3/ 1308: «زيد» بالباء. والصواب عن ترجمته، وقد تقدمت برقم 1882: 2/ 302.
[2] في المطبوعة: «عبيد الله بن عمر بن نافع» ، وهو خطأ واضح، فعبيد الله هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر ابن الخطاب، أبو عثمان المدني، أحد الفقهاء السبعة والعلماء الأثبات، يروى عن نافع العدوي أبى عبد الله المدني أحد الأعلام، عن مولاه ابن عمر. ينظر الخلاصة.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2176: 3/ 1308.
[4] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 27.
[5] ما بين القوسين عن الإصابة، الترجمة 7472: 3/ 293.

(4/160)


وفي هَذَا الحديث نظر، فإن من يكون مولده قبل وفاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بأشهر، كيف يكون هكذا؟ والله أعلم.
4426- كثير بن عبد الله
(س) كَثِير بْن عَبْد اللَّه.
قيل: ذكره البخاري.
أخرجه أبو موسى كذا مختصرا.
4427- كثير بن عمرو
(ب) كَثِير بْن عَمْرو السلمي، حليف بني أسد. وقيل: حليف بنى عَبْد شمس، وبنو أسد حلفاء بني عَبْد شمس.
شهد بدرًا، قاله ابْن إِسْحَاق من رواية زياد عَنْهُ، وقَالَ: شهدها هُوَ وأخواه مالك وثقف ابنا عمرو.
أخرجه أبو عمرو قَالَ: لم أر ذكر كَثِير فِي غير هَذِهِ الرواية، يعني رواية زياد، وليس فِي رواية ابن هشام [1] .
4428- كثير بن قيس
كَثِير بْن قيس.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «من سلك طريق العلم سهل الله له طريقا إلى الجنة» [2] » .
قاله ابْن قانع، وهو واهم، وَإِنما هُوَ عَنْ كَثِير بْن قيس، عَنْ أَبِي الدرداء، والله أعلم.
4429- كثير بن مرة
(س) كَثِير بْن مرة.
أورده عبدان فِي الصحابة.
روى قُتَيْبَة، عَنِ اللَّيْث، عَنْ معاوية بْن صالح، عَنْ أَبِي الزاهرية، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «السلطان ظل اللَّه فِي أرضه، يأوي إِلَيْه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كَانَ لَهُ الأجر، وعلى الرعية الشكر. وَإِذا جار كان عليه الإصر، وعلى الرعية الصبر.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2178: 3/ 1308، 1309.
[2] أخرجه أبو داود في كتاب العلم، باب «الحث على طلب العلم» ، الحديث: 3641/ 3/ 3170. والترمذي في أبواب العلم، باب «في فضل الفقه على العبادة» ، ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 2822: 7/ 450، وابن ماجة في المقدمة، باب «فضل العلماء والحث على طلب العلم» ، الحديث 223: 1/ 81، كل هؤلاء من طريق كثير بن قيس عن أبى الدرداء.

(4/161)


وَإِذا جارت الولاة قحطت الأرض، وَإِذا منعت الزكاة هلكت المواشي. وَإِذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة. وَإِذا أخفرت [1] الذمة أديل العدو» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ هَذَا حديث مرسل، وكثير لم يذكره في الصحابة غيره.
4430- كثير الهاشمي
(د ع) كَثِير الهاشمي. يُقال: إنه ابْن الْعَبَّاس الَّذِي تقدم ذكره.
روى عَنْهُ ابنه جعفر: أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صلى المكتوبة، وأراد أن يصلى بعدها تياسر فصلّى عابدا لَهُ، وأمر أصحابه أن يتياسروا، ولا يتيامنوا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: هُوَ كَثِير بْن الْعَبَّاس المتقدم. والله أعلم.
4431- كثير
(د ع) كَثِير، غير منسوب.
روى الْحَسَن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قلت لكثير، وكَانَ من الصحابة ...
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرا، وقَالَ ابْن منده: الحديث منكر.
باب الكاف والدال والراء
4432- كدن بن عبد
(ب د ع) كدن [2] بْن عَبْد- وَيُقَال: ابْن عُبَيْد- العتكي، وقيل: العكي.
سكن فلسطين، حديثه عند أولاده، وقدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وبايع.
روى عَنْهُ ابنه لفاف بْن كدن قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من اليمن فبايعته، وأسلمت عَلَى يديه.
أخرجه الثلاثة [3] .
4433- كدير الضبيّ
(ب د ع) كدير الضبي. قيل: هُوَ كدير بْن قَتَادَة.
مختلف فِي صحبته سكن الكوفة. روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
__________
[1] أخفرت الرجل: إذا نقضت عهده. وأديل العدو: كانت له الغلبة.
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7387/ 3/ 272: «كدن: بفتح أوله وثانيه وبنون. كذا رأيته بخط السلفي، ويقال: بضم أوله وسكون ثانيه، وآخره راء، كذا رأيته بخط المنذري، والأول أولى» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2225: 3/ 1332.

(4/162)


أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ كُدَيْرًا الضَّبِّيَّ- قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: سَمِعْتُهُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً- وَقَالَ شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً- قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ شُعْبَةَ مُنْذُ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً- قَالَ: «أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة. قَالَ: قُلِ الْعَدْلَ، وَأَعْطِ الْفَضْلَ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ أُطِقْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَأَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَأَفْشِ السَّلامَ. قَالَ: فَإِنْ لَمْ أُطِقْ ذَلِكَ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:
فَانْظُرْ بَعِيرًا مِنْهَا وَسِقَاءً، وَانْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ لا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلا غَبًّا فَاسْقِهِمْ إِذَا حَضَرُوا، وَاكْفِهِمْ إِذَا غَابُوا، فَلَعَلَّهُ لا يَنْفُقُ بَعِيرُكَ [1] ، وَلا يَنْخَرِقُ سِقَاؤُكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةَ» .
هَذَا حديث مشهور عَنْ أَبِي إِسْحَاق، رَوَاهُ عَنْهُ معمر والثوري وفطر [2] بْن خليفة، ويزيد ابن عطاء وغيرهم. أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: حديثه عند أكثرهم مرسل.
4434- كرامة بن ثابت
(ب) كرامة بْن ثابت الْأَنْصَارِيّ.
شهد صفين مَعَ عليّ. فِي صحبته نظر. ذكره ابْن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر [3] .
4435- كردم بن سفيان
(ب د ع) كردم بْن سُفْيَان الثقفي.
روت عَنْهُ ابنته ميمونة، وعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص.
رَوَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيدَ بْن مِقْسَمٍ، عَنْ عمته سارة بنت مقسم، عَنْ ميمونة بنت كردم قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، وَأَنَا مَعَ أَبِي، وَمَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ دِرَّةٌ كَدِرَّةِ الْكُتَّابِ، فَسَمِعْتُ الأَعْرَابَ وَالنَّاسَ يَقُولُونَ: الطَّبْطَبِيَّةَ.
الطَّبْطَبِيَّةَ. فَدَنَا مِنْهُ أَبِي، فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ، فَأَقَرَّ لَهُ [4] رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم- قالت: فما نسيت
__________
[1] أي: لا يموت بعيرك.
[2] في المطبوعة، «قطر» ، بالقاف، وصوابه فطر، بالفاء المكسورة وسكون الطاء. ينظر الخلاصة.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2227: 3/ 2332.
[4] أقر له: أي سكن إليه.

(4/163)


طُولَ إِصْبَعِ قَدَمِهِ السَّبَّابَةِ عَلَى سَائِرِ أَصَابِعِهِ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ: إِنِّي شَهِدْتُ جَيْشَ عَثَرَانَ.
قَالَتْ: فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذَلِكَ الْجَيْشَ: فَقَالَ طَارِقُ بْن الْمُرَقَّعِ: مَنْ يُعْطِنِي رُمْحًا بِثَوَابِهِ الْحَدِيثَ [1] ... وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي طَارِقٍ.
أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ عَنْ عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُوَيْرِثِ حَفْصٌ مِنْ وَلَدِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، حَدَّثَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى ابن كعب، عن ميمونة بِنْتِ كَرْدَمٍ، عَنْ أَبِيهَا كَرْدَمِ بْنِ سُفْيَانَ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ نَذْرٍ نَذَرَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ له النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَلِوَثَنٍ أَوْ لِنُصُبٍ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ للَّه. قال:
فَأَوْفِ اللَّهَ بِمَا جَعَلْتَ لَهُ [انْحَرْ] عَلَى بوانة [2] به وأوف بنذرك» [3] . أخرجه [4] الثلاثة.
4436- كردم بن أبى السنابل
(ب د ع) كردم بْن أَبِي السنابل، وقيل: ابْن أَبِي السائب الْأَنْصَارِيّ.
لَهُ صحبة، سكن المدينة، ومخرج حديثه عَنْ أهل الكوفة.
رَوَى فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ [5] ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إسحاق، عن أبيه، عن كردم بن أبى السَّائِبِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حَاجَةٍ، وَذَلِكَ أَوَّلُ مَا ذُكِرَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ- قَالَ: فَآوَانَا الْمَبِيتُ إِلَى صَاحِبِ غَنَمٍ، فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّيْلُ جَاءَ ذِئْبٌ فَأَخَذَ حَمَلا مِنَ الْغَنَمِ، فَوَثَبَ الرَّاعِي فَقَالَ: يَا عَامِرَ الْوَادِي، جَارَكَ! فَنَادَاهُ مُنَادٍ لا نَرَاهُ يَقُولُ: يَا سَرْحَانُ [6] أَرْسِلْهُ. فَأَتَى الْحَمَلُ يَشْتَدُّ [7] حتى دخل الغنم، ولم تصبه كدمة
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 6/ 366، وقد مضى في ترجمة طارق بن المرقع، وهي برقم 2596: 4/ 72، وشرحنا غريبه هناك.
[2] ما بين القوسين عن المسند. وكان في المطبوعة: «بما جعلت له على ثوابه» . وهو خطأ، والصواب ما في المسند.
وبوانة- بضم الباء، وقيل بفتحها، وبنون بعد الألف-: هضبة من وراء ينبع.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 419.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2182: 3/ 1310.
[5] في المطبوعة: «قرة بن أبى المعزاء» . وهو خطأ، والصواب عن ترجمته في التهذيب: 8/ 265، وينظر أيضا التهذيب: 8/ 332.
[6] السرحان- بكسر فسكون-: الذئب، وقيل: الأسد.
[7] أي: يسرع.

(4/164)


وَأُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ من الْجِنِّ، فَزادُوهُمْ رَهَقاً) 72: 6 [1] .
أخرجه الثلاثة [2]
4437- كردم بن قيس
(ب د ع) كردم بْن قيس الثقفي. قاله أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: الخشني. وقالا: فرق أَبُو حاتم بينه وبين كردم بْن سُفْيَان- قَالَ أَبُو نعيم: وفرق بَيْنَهُما أيضًا الطبراني، قَالَ ابْن منده، وأراهما واحدًا، لأن حديثهما بلفظ واحد.
روى حديثه جَعْفَر بْن عَمْرو بْن أمية، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَمْرو قَالَ: سَمِعْتُ كردم بْن قيس قَالَ: «خرجت مَعَ صاحب لي- يُقال لَهُ: أَبُو ثعلبة- فَقَالَ: أعرني نعليك. فقلت: لا، إلا أن تزوجني ابنتك، وكان يومًا حارًا، فَقَالَ: أعطني فقد زوجتكها! فلما انصرف بعث إليَّ بْنعلي وقَالَ: لا زَوْجَة لَكَ عندي. فذكرت ذَلِكَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: دعها، فلا خير لَكَ فيها. فقلت:
يا رَسُول اللَّه، إني نذرت لأنحرن ذودًا [3] بمكان كذا، فَقَالَ: أوف بنذرك، ولا نذر فِي قطيعة رحم، وَلا فِيمَا لا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: قول ابْن منده: «وأراهما واحدًا» ، مَعَ أَنَّهُ جعل كردم بْن سُفْيَان الأول ثقفيًا، وجعل هَذَا خشنيًا، عجيب، فلو جعلهما ثقفيين كما جعلهما أَبُو عُمَر لكان لقوله وجه، فإن سُفْيَان يشتبه بقيس، ويتصحف منها، وإذا كان أبو عمر جعلهما اثنين مَعَ أَنَّهُ جعلهما ثقفيين فبالأولى أن يجعلهما اثنين من نسبهما إِلَى قبيلتين متباعدتين. والله أعلم.
4438- كردوس بن عمرو
(د ع) كردوس بْن عَمْرو.
ذكره الْحَسَن بْن سُفْيَان، وعبد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد [4] في الصحابة وخالفهما غيرهما.
__________
[1] سورة الجن، آية: 6.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2183: 3/ 1210.
[3] الذود من الإبل: ما بين الثلاث إلى العشر.
[4] في مخطوطة دار الكتب «ابن أبى زياد» . ولم نتحقق بعد من هذا الاسم. ولعله أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد الفقيه الشافعيّ الحافظ صاحب المصنفات، ينظر ترجمته في العبر للذهبى: 2/ 201.

(4/165)


روى عنه أَبُو وائل شقيق بْن سلمة أَنَّهُ قَالَ: إنه فيما أنزل اللَّه عزَّ وجلَّ: أن اللَّه عزَّ وجلَّ ليبتلي العبد وهو يحب أن يسمع صوته.
وروى مروان [1] بْن سالم، عَنِ ابْنِ كردوس بْن عَمْرو، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ «من أحيا ليلتي العيدين وليلة النصف من شعبان، لم يمت قلبه يَوْم تموت القلوب» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4439- كردوس
(س) كردوس.
أورده عبدان، وعلي بْن سَعِيد العسكري، وابن شاهين فِي الصحابة.
روى أَحْمَد بْن سيار، عَنْ أَبِي عباد الْبَصْرِيّ، عَنْ مفضل بْن فضالة القتباني أَبِي معاوية، عَنْ عِيسَى بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ سَلَمة بْن سُلَيْمَان الجزري، عَنْ شداد بْن سالم، عَنِ ابْنِ كردوس، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «من أحيا ليلتي العيدين، وليلة النصف من شعبان، لم يمت قلبه يَوْم تموت القلوب» .
رَوَاهُ يَحيى بْن بكير، عَنْ مفضل بْن فضالة، وقَالَ «مروان بْن سالم» بدل «شداد» .
وكذلك رَوَاهُ الْحَسَن بْن سُفْيَان، عَنْ أَحْمَد بْن سيار. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: أخرج أَبُو مُوسَى حديث «من أحيا ليلتي العيدين» فِي هَذِهِ الترجمة، وأفردها عَنْ ترجمة كردوس بْن عَمْرو، وهذا الحديث قَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم فِي ترجمة كردوس بْن عَمْرو، فدل ذَلِكَ عَلَى أنهما واحد، فلا أعلم من أَيْنَ علم أَبُو مُوسَى أنهما اثنان! وَقَدْ جعلهما أَبُو نعيم واحدًا، ولم يذكر إلا الأول، لا سيما وهذا الاسم مما تقلّ التسمية به [2] .
4440- كردوس
(س) كردوس.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: هُوَ آخر، أورده ابن شاهين في الصحابة.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7395/ 3/ 274: «مروان هذا: متروك، متهم بالكذب» .
[2] ذهب الحافظ في الإصابة، الترجمة 7488/ 3/ 295 إلى أنهما اثنان متغايران.

(4/166)


روى وهب بن جرير، عن شعبة، عن عَبْد الملك بْن ميسرة، عَنْ كردوس- رَجُل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم- أن النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «لأن أجلس هَذَا المجلس أحب إليَّ من أن أعتق أربع رقاب» - يعني مجلس الذكر.
رَوَاهُ عليّ بْن الجعد، عَنْ شُعْبَة، عَنْ عَبْد الملك، عَنْ كردوس، عَنْ رَجُل من الصحابة قولُه، وهو الأصح. أَخْرَجَهُ أبو موسى.
4441- كرز بن أسامة
(ع س) كرز بْن أسامة، وقيل: ابْن سامة من بني عَامِر بْن صعصعة، وقيل: ابْن سلمى.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مَعَ النابغة الجعدي فأسلم.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودٍ كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ بِشْرٍ أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الرَّحَّالِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كُرْزٍ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: الْعَنْ بَنِي عَامِرٍ! قَالَ: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثُ لَعَّانًا» .
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر [1] ، وَأَبُو مُوسَى. وقَالَ أَبُو مُوسَى: أورده أَبُو زكريا مستدركًا عَلَى جَدّه، وَقَدْ أورده جَدّه بكريز. وَقَدْ اختلف فِي اسمه فقيل: كرز، وقيل: كريز. وقَالَ ابْن منده: كريز بْن سَلَمة. وهو وهم، وَإِنما هُوَ سامة. وقيل فِيهِ: الرحال، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه كرز.
الرحال: بالراء والحاء المهملتين.
4442- كرز التميمي
(ب د ع) كرز التميمي. غير منسوب.
ذكره أبو حاتم، والحضرميّ، وغيرهما في الصحات.
رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُدَيْلٍ، عَنْ بِنْتِ كُرْزٍ التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ فَوْقَ هَذَا الْجَبَلِ- يَعْنِي جَبَلا بِالْمَدِينَةِ- قَائِمًا عِنْدَ الصَّخْرَةِ، وَخَلْفَهُ صَفَّانِ قَدْ سَدَّا مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ. قَالَهُ ابْنُ مَنْدَهْ.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 3229: 3/ 1332. هذا ولم يرمز لكتاب أبى عمر برمزه، وهو «ب» لا في المطبوعة، ولا في مخطوطة الدار، وأما قوله «وأبو عمر» فثابت على هامش المخطوطة.

(4/167)


وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ كُرَيْزٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَرَاءَ هَذِهِ الصَّخْرَةِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَخَلْفَهُ صَفَّانِ، وَهَذَا أَشْبَهُ.
وَقَدْ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حدثنا محمد بن مسلم ابن وَارَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، أَنْبَأَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُدَيْلٍ- أَوْ عَنْ عَمِّهِ- عَنْ بِنْتِ كُرْزٍ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَأَنَا فَوْقَ جَبَلِ الْحُدَيْبِيَةِ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ خَلْفَ الصَّخْرَةِ، وَخَلْفَهُ صَفَّانِ قَدْ سَدَّا مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ- يَعْنِي الصَّخْرَةَ الَّتِي فِي بَطْنِ الْوَادِي، وَادِي الْحُدَيْبِيَةِ، يَظْهَرُ مِنْهَا مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ.
وَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ أَبِي نُعَيْمٍ.
وقَالَ أَبُو عُمَر: كرز، قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فرأيته يصلي فوق جبل، روت عَنْهُ ابنته، لا أدري أهو كرز الَّذِي روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن الْوَلِيد أم غيره [1] .
ويرد ذكره فِي آخر من اسمه كرز.
أخرجه الثلاثة.
4443- كرز بن جابر
(ب د ع) كرز بْن جَابِر بْن حسيل، وَيُقَال: حسل بْن الأحب [2] بْن حبيب بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مَالِك الْقُرَشِيّ الفهري.
أسلم بعد الهجرة. قَالَ ابْن إِسْحَاق: أغار كرز بْن جَابِر الفهري عَلَى سرح [3] المدينة، فخرج رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي طلبه، حتَّى بلغ واديًا يُقال لَهُ «سفوان» ففاته كرز. ثُمَّ أسلم كرز وحسن إسلامه، وولاه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ الجيش الَّذِين بعثهم فِي أثر العرنيين الَّذِينَ قتلوا راعيه، وقتل كرز يَوْم الفتح، وذلك سنة ثمان من الهجرة.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس، عَنِ ابن إسحاق قَالَ: فلما لقيهم المسلمون أصحاب خَالِد بْن الْوَلِيد، ناوشوهم شيئًا من قتال، فقتل كرز بْن جابر بْن حسل وحبيش [4] كانا فِي خيل خَالِد بْن الْوَلِيد، فشذا عَنْهُ وسلكا طريقًا غير طريقه، فقتلا جميعًا، فلما قتل حبيش [4] جعله كرز بين رجليه، ثُمَّ قاتل حتى قتل، وهو يرتجز ويقول:
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2188: 3/ 1312.
[2] في المطبوعة: «حسل بن لاحب» ، والمثبت عن مخطوطة دار الكتب «111» مصطلح حديث وكتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 448.
[3] السرح، الماشية.
[4] في سيرة ابن هشام: «خنيس» ، بالخاء والنون والسين. وهو خطأ، وقد تقدمت ترجمة «حبيش بن خالد» برقم 1075: 1/ 451.

(4/168)


قَدْ علمت صفراء من بني فهر ... نقية الوجه نقية الصدر
لأضربن اليوم عَنْ أَبِي صخر ... وكان حبيش يكنى أبا صخر [1] .
أَخْرَجَهُ [2] الثلاثة.
حبيش: بضم الحاء المهملة، وبالباء الموحدة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره شين معجمة.
4444- كرز بن علقمة
(ب د ع) كرز بْن علقمة بْن هلال بْن جريبة بْن عَبْد نهم بْن حليل بن حبشيّة [3] بن سلول ابن كعب بْن عَمْرو بْن رَبِيعة، وهو لحي، الخزاعي الكعبي. وعمرو بْن لحي هُوَ أَبُو خزاعة يرجعون كلهم إِلَيْه.
كذا نسبه الزُّهْرِيّ فَقَالَ: كرز بْن علقمة. ونسبه عروة. فَقَالَ: كرز بْن حبيش.
أسلم كرز يَوْم الفتح، وعمر عمرًا طويلًا، وهُوَ الَّذِي نصب أعلام الحرم أيام معاوية فِي إمارة مروان بْن الحكم عَلَى المدينة.
أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ، [ابْنَا أَبِي] [4] طَاهِرٍ بَرَكَاتِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَاهِرٍ الْخُشُوعِيِّ وَغَيْرِهِمَا قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ عُمَرُ، [ابْنَا] [5] مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَاذَوَيْهِ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّهْلَكِيُّ الْبَسْطَامِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْجَبَّرِيُّ، أَنْبَأَنَا الأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا كُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: «أَتَى أعرابىّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ:
يا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِلإِسْلامِ مِنْ مُنْتَهَى؟ قَالَ: نَعَمْ، فَمَنْ أَرَادَ اللَّهَ بِهِ خَيْرًا مِنْ عَرَبٍ أَوْ عَجَمٍ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ تَقَعُ فِتَنٌ كَالظَّلَلِ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، فَأَفْضَلُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ، يَتَّقِي رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ من شرّه» [6] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 407، 408.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2185: 3/ 1310، 1311.
[3] في المطبوعة: «حبيشة» . والصواب عن الاستيعاب، والطبقات الكبرى لابن سعد: 5/ 1/ 338. والمشتبه للذهبى: 278.
[4] مكانه في المطبوعة: «أنبأنا أبو] . والمثبت عن مخطوطة دار الكتب.
[5] مكانه في المطبوعة: «أنبأنا» . والمثبت عن مخطوطة الدار أيضا.
[6] أخرجه الإمام أحمد في مسندة عن أبى المغيرة، عن الأوزاعي بإسناده: المسند: 3/ 477.

(4/169)


وهذا كرز هُوَ الَّذِي قفا أثر النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ليلة الغار، فلما رَأَى عَلَيْهِ نسج العنكبوت قال:
هاهنا انقطع الأثر، وهو الَّذِي قَالَ حين نظر إلى قدم النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هَذَا القدم من تلك القدم التي في المقام» .
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
جريبة: بضم الجيم، وفتح الراء، وبعدها ياء، تحتها نقطتان، ثمّ باء موحدة.
4445- كرز بن وبرة
(س) كرز بْن وبرة الحارثي.
أورده عبدان وقال: ليست له صحبة. وأورد لَهُ حديثًا أرسله عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم.
أخرجه [1] أبو موسى مختصرا.
4446- كرز
(ب) كرز.
روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن الوليد.
أخرجه [2] أبو عمر مختصرا.
4447- كركرة
كركرة.
لَهُ صحبة، ولا تعرف لَهُ رواية، وله ذكر فِي حديث أَنْبَأَنَا بِهِ غَيْرُ واحد بإسنادهم إلى محمّد ابن إِسْمَاعِيلَ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمِ بْن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ الله ابن عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَلِ [3] النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: كَرْكَرَةُ» ، فَمَاتَ فَقَالَ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ هُوَ فِي النَّارِ. فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا. قَالَ الْبُخَارِيُّ قَالَ ابن سلام [4] : كركرة [يعنى بفتح الكاف، وهو مضبوط كذا] [5] .
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7517/ 3/ 302: «كرز بن وبرة الحارثي العابد، من أتباع التابعين ... » .
[2] الاستيعاب، الترجمة 2187، 3/ 1311.
[3] في المطبوعة: «نفل» ، بالنون والفاء، والثقل- بفتح الثاء والقاف- متاع المسافر.
[4] في المطبوعة: «قال ابن سلامة» . والمثبت عن الصحيح.
[5] ما بين القوسين عن الصحيح، وقد أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب الغلول: 4/ 91.

(4/170)


4448- كريب بن أبرهة
(ب س) كريب بْن أبرهة.
فِي صحبته نظر، قَالَ أَبُو عُمَر: لم نجد لَهُ رواية إلا عَنِ الصحابة: حذيفة بْن اليمان، وأبي الدرداء، وأبي ريحانة، إلا أَنَّهُ روى عَنْهُ كبار التابعين من الشاميين، [منهم] [1] :
كعب الحبر، وسليم بْن عَامِر، ومرة بْن كعب وغيرهم [2] .:
وقَالَ المستغفري: لم تثبت صحبته عند أَبِي حاتم، وكناه الْبُخَارِيّ أبا رشدين.
أَخْرَجَهُ أبو عمر وأبو موسى.
4449- كريب مولى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم
(س) كريب [3] مَوْلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم.
روى أبان بن يزيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ، عَنْ أَبِي سلام، عَنْ كريب مولى النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم قال: «بخ بخ، خمس ما أثقلهن فِي الميزان وأهونهن عَلَى اللسان! قَالَ رَجُل: ما هن يا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: سبحان الله، والحمد للَّه، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفاه اللَّه فيحتسبه والده [4] » .
ورواه الدستوائي عَنْ يَحيى، عَنْ أَبِي سلام، عَنْ أَبِي أمامة. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: أَبُو سلام اثنان، فالكبير اسمه ممطور الحبشي من التابعين، والصغير زَيْد بْن سلام أبو سلام وفعلى هَذَا الصواب فِي هَذَا الإسناد: «عَنْ زَيْد أبى سلام» ، لا عن أبى سلام.
__________
[1] ما بين القوسين عن الاستيعاب.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2228: 3/ 1332.
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7519/ 3/ 303: «وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو حريب [كذا في الإصابة، وصوابه: حريث] أبو سلمى الراعي» . وقد تقدمت ترجمة حريث في هذا الكتاب- أسد الغابة- برقم 1139:
1/ 478، وسيق فيها هذا الحديث.
[4] رواه الإمام أحمد عن عفان، عن أبان، يَحيى بْن أَبِي كَثِير، عَنْ زَيْد، عَنْ أبى سلام، عن مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، المسند: 3/ 443، 4/ 237، ورواه عن يزيد، عن هشام بن أبى عبد الله الدستواني، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام أن رجلا حدثه، المسند: 5/ 365، 366.

(4/171)


4450- كريز بن سامة
(د ب) كريز- آخره زاي- هُوَ كريز بْنُ سامة. وقيل: ابْن أسامة العامري. قاله أَبُو عُمَر، وقَالَ ابْن منده: كريز بْن سَلَمة، لَهُ صحبة. عداده فِي بني عَامِر فِي البصريين، وقيل كرز بْن أسامة وَقَدْ تقدم فِي كرز.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر وابن مندة.
4451- كريم بن جزى
(دع) كريم بْن جزي.
أتي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ. فِي إسناده حديثه نظر.
روى عتبة بْن قيس، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ خَالِد بْن جزي، عَنْ أخيه كريم بْن جزي قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أسأله عَنْ خشاش [1] الأرض.
ورواه ابْن أَبِي دَاوُد، عَنْ كَثِير بْن عُبَيْد، عَنْ بقية، وهو وهم.
ورواه جماعة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَبْد الكريم الْبَصْرِيّ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ جَزِيٍّ، عَنْ أَخِيهِ خُزَيْمَةَ بْن جزي. وهو الصواب [2] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم.
4452- كريم بن الحارث
(د ع) كريم بْن الحارث. جد زرارة.
عداده فِي البصريين. ذكره مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فِي الصحابة، ولم يخرج لَهُ شيئًا.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا، والله أعلم.
__________
[1] خشاش الأرض: هوامها وحشراتها.
[2] تقدمت ترجمة خزيمة بن جزى برقم 1448: 2/ 134.

(4/172)


باب الكاف مع الشين والعين
4453- كشذ الجهنيّ
(د ع) كشذ [1] الجهني.
رَأَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ روى حديثه مُحَمَّد بْن عُمَر الواقدي، عَنْ عَبْد العزيز بْن عِمْرَانَ، عَنْ واقد بْن عَبْد اللَّه، عَنْهُ- إن كَانَ محفوظًا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4454- كعب الأنصاري
(س) كعب الْأَنْصَارِيّ.
أورده ابْن شاهين وقَالَ: قَالَ عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان: «ليس بكعب بْن مَالِك» [2] . وروى عَنِ ابْنِ نمير، عَنْ حجاج، عَنْ نافع، عَنْ كعب الْأَنْصَارِيّ: أَنَّهُ سأل النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَنْ جارية ذبحت بمروة [3] . فَقَالَ: لا باس به. أخرجه أبو موسى.
4455- كعب بن جماز
(ب ع س) كعب بْن جماز بْن ثعلبة بْن خرشة بْن عَمْرو بْن سعد بن ذبيان بن رشدان ابن قيس بْن جهينة.
وقيل: جماز بْن مَالِك بْن ثعلبة الجهني.
وقيل: حمان. وقيل: إنه غساني، حليف بني ساعدة بْن كعب بْن الخزرج. وقيل:
حليف بني طريف بْن الخزرج.
قَالَ ابْن شهاب، فِي تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، من كعب بْن الخزرج: كعب ابن جماز بْن ثعلبة، حليف لهم من غسان.
__________
[1] كذا، ومثله في مخطوطة الدار. ولعله «كشد» بفتح فسكون، فدال مهملة. والكشد في اللغة: حب يؤكل. ثم شمي به.
[2] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7526/ 3/ 304: «قول عبد الله بن سليمان: «وليس بكعب بن مالك» مردود، فقد رواه أحمد بن حنبل ومسدد في مسنديهما، عن أبى معاوية، عن حجاج، عن نافع، عن ابن كعب بن مالك» .
هذا وحديث كعب بن مالك في مسند الإمام أحمد: 3/ 454.
[3] المروة: حجر أبيض براق.

(4/173)


وقَالَ ابْن إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرًا من الأنصار، من بني طريف بْن الخزرج:
كعب بْن جماز بْن ثعلبة، حليف لهم من جهينة [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عُمَر [2] ، وَأَبُو مُوسَى.
قلت: قَدْ ذكر أَبُو نعيم وَأَبُو مُوسَى: أَنَّهُ حليف بني ساعدة، وقالا: وقيل: حليف بني طريف. وهذا القول منهما يدل عَلَى أنهما ظنا أن بني طريف غير بني ساعدة، وهما واحد، فإن طريفا المذكور هو طريف بنى الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج الأكبر.
ووافق ابْن الكلبي ابْن إِسْحَاق، فجعله جهنيًا.
قَالَ الأمير أَبُو نصر: وأمَّا «جماز» ، بالجيم والزاي: كعب بْن جماز، حليف لبني ساعدة.
قَالَ: وقَالَ ابْن الكلبي فِي نسب قضاعة: كعب بْن حمان- قَالَ: وقَالَ الدارقطني: وجدته مضبوطًا بالحاء والنون، يعني بخط الحلواني، عَنِ السكري عَنِ ابْنِ حبيب عَنْهُ- يعني عَنِ ابْنِ الكلبي.
وقَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ عندي «جماز» بالجيم والزاى، والله أعلم.
4456- كعب بن الخدارية
(ب د ع) كعب بْن الخدارية، من بني بَكْر بْن كلاب [3] .
لَهُ صحبة وذكر فِي حديث أَبِي رزين العقيلي [4] .
أَخْرَجَهُ [5] الثلاثة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 696. وفيها عن ابن إسحاق: «كعب بن حمار» ، بالحاء المهملة، وراء مهملة بعد الألف.
ولم يشر الحافظ الذهبي. في المشتبه إلى شيء من ذلك، بل قال: جماز، وقيل: حمان، بالحاء والنون. ينظر المشتبه: 170.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2189: 3/ 1212.
[3] في المطبوعة: «من بنى أبى بكر بن كلاب» . فحذفنا كلمة «أبى» . وينظر في ذلك مسند الإمام أحمد، والاستيعاب، والإصابة.
[4] أخرج الإمام أحمد هذا الحديث في مسندة: 4/ 13، 14.
[5] الاستيعاب، الترجمة 2190: 3/ 1313.

(4/174)


4457- كعب بن الخزرج
(د ع) كعب بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ، من بلحارث.
ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابه.
روى مُحَمَّد بْن ميمون بْن كعب بْن الخزرج، عَنْ أبيه، عن جدّه قال: صحبني الحكم ابن أَبِي الحكم فِي غزوة تبوك، مَعَ النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وكان نعم الصاحب.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وأبو نعيم.
4458- كعب بن زهير
(ب د ع) كعب بْن زُهَيْر بْن أَبِي سلمى- واسم أَبِي سلمى: رَبِيعة بْن رياح بْن قرط بْن الحارث بْن مازن بْن خلاوة بْن ثعلبة بْن ثور بْن هذمة بْن لاطم بْن عثمان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة المزني.
لَهُ صحبة، وكان قد خرج كعب وأخوه بجير ابنا زُهَيْر إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فلما بلغا «أبرق [1] العزاف» قَالَ «بجير لكعب: أثبت أنت فِي غنمنا في هَذَا المكان حتَّى ألقى هَذَا الرجل، يعني رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فأسمع ما يَقُولُ. فثبت كعب وخرج بجير، فجاء رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام، فأسلم، فبلغ ذَلِكَ كعبًا فَقَالَ [2] :
ألا أبلغا عني بجيرًا رسالة ... عَلَى أي شيء ويب [3] غيرك دلكا
عَلَى خَلَقَ لم تلف أما ولا أبًا ... عَلَيْهِ ولم تدرك عَلَيْهِ أخًا لكا
سقاك أَبُو بَكْر بكأس روية ... وأنهلك المأمور منها وعلكا [4]
فلما بلغت أبياته هَذِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أهدر دمه، وقَالَ: «من لقي كعبًا فليقتله» . فكتب بذلك بجير إِلَى أخيه، وقَالَ لَهُ: «النجاء، وما أراك تفلت!» ثُمَّ كتب إِلَيْه أن رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم
__________
[1] ينظر فيما تقدم: 1/ 366، التعليق رقم: 2.
[2] الأبيات في ديوانه: 3، 4، وسيرة ابن هشام: 2/ 502 مع خلاف غير يسير، والبيتان الأولان في الاستيعاب:
3/ 1314.
[3] ويب غيرك: دعاء عليه بالهلاك.
[4] كذا في المطبوعة: «وأنهلك المأمور» بالراء، وهي رواية أثبتها ابن هشام في السيرة، ورواية ابن إسحاق:
شربت مع المأمون كأسا روية ... فأنهلك المأمون منها وعلكا
ويقول السهيليّ في الروض الأنف 2/ 312: «ويروى المحمود» في غير رواية ابن إسحاق، أراد بالمحمود محمدا صلى الله عليه وسلم، وكذلك المأمون والأمين، كانت قريش تسمى بهما النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل النبوة» .
والنهل- بفتحتين-: أول الشرب، والعلل- بفتحتين- أيضا: الشربة الثانية، أو الشرب بعد الشرب.

(4/175)


لا يأتيه أحد يَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ محمدا رَسُول اللَّه إلا قبل مِنْهُ، وأسقط ما كَانَ قبل ذَلِكَ، فإذا أتاك كتابي هَذَا فأقبل وأسلم: فأقبل كعب، وقَالَ قصيدته التي مدح فيها رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأقبل حتَّى أناخ راحلته بباب المسجد، مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ دخل المسجد ورسول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بين أصحابه، مكان المائدة من القوم، حلقة دون حلقة، يقبل إِلَى هَؤُلَاءِ مرة فيحدثهم، وَإِلى هَؤُلَاءِ مرة فيحدثهم- قَالَ كعب: فدخلت وعرفت رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بالصفة، فتخطيت حتَّى جلست إِلَيْه، فأسلمت وقلت: الأمان يا رَسُول اللَّه! قَالَ: ومن أنت؟ قلت: كعب بن ابن زُهَيْر. قَالَ: أنت الَّذِي تَقُولُ؟ والتفت إِلَى أَبِي بَكْر وقَالَ: كيف يا أبا بَكْر؟ فأنشده أَبُو بَكْر الأبيات، فلما قَالَ:
وأنهلك المأمور منها وعلكا
المأمور: بالراء- قَالَ قلت: يا رَسُول اللَّه، ما هكذا قلت! قَالَ: كيف قلت؟ قَالَ قلت:
وأنهلك المأمون منها وعلكا
المأمون: بالنون- قَالَ: مأمون والله.
وأنشده القصيدة: [1]
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول [2]
إن الرَّسُول لسيف يستضاء بِهِ ... مهند من سيوف اللَّه مسلول
أنبئت أن رَسُول اللَّه أوعدني ... والعفو عند رَسُول اللَّه مأمول
فأشار رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى من معه: أن اسمعوا، حتَّى أنشده القصيدة.
وكان قدومه عَلَى رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بعد انصرافه من الطائف. ومن جيد شعره قولُه: [3]
لو كنت أعجب من شيء لأعجبني ... سعى الفتى وهو مخبوء لَهُ القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها ... والنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود لَهُ أمل ... لا تنتهي العين حتَّى ينتهي الأثر
__________
[1] القصيدة في ديوانه: 6- 25، وسيرة ابن هشام: 2/ 503- 513.
[2] «بانت» : فارقت فراقا بعيدا، و «سعاد» : امرأته وهي بنت عمه، وخصبا بالذكر لطول غيبته عنها، لهروبه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. و «متبول» : سقيم أضناه الحب، و «متيم» : ذليل مستعبد. «لم يفد» : لم يخلص من الأسر. و «مكبول» : مقيد.
[3] ديوانه: 229.

(4/176)


ومما يستحسن ويستجاد لَهُ أيضًا قولُه [1] :
إن كنت لا ترهب ذمي لما ... تعرف من صفحي عَنِ الجاهل
فاخش سكوتي إذ أنا منصت ... فيك لمسموع خنى القائل
فالسامع الذام [2] شريك لَهُ ... ومطعم المأكول كالأكل
مقالة السوء إِلَى أهلها ... أسرع من منحدر سائل
ومن دعا الناس إلى ذمّه ... ذمّوه بالحقّ وبالباطل
وهي أكثر من هَذَا.
وكان رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَدْ أعطاه بردة لَهُ، وهي التي عند الخلفاء إِلَى الآن. وكان أَبُوهُ زُهَيْر قَدْ توفي قبل المبعث بسنة، قاله أَبُو أحمد العسكري.
أخرجه الثلاثة.
4459- كعب بن زيد الأنصاري
(ع س) كعب بْن زَيْد بْن قيس بْن مَالِك بْن كعب بْن حارثة بْن دينار بْن النجار، الْأَنْصَارِيّ النجاري.
شهد بدرًا، قاله ابْن شهاب، وابن إِسْحَاق، [3] وابن الكلبي.
وقَالَ ابْن الكلبي: قتل يَوْم الخندق. وقَالَ الواقدي: قتله ضرار بْن الخطاب يَوْم الخندق.
وقَالَ ابْن إِسْحَاق: أصابه سهم غرب [4] يَوْم الخندق فقتله [5] .
ويذكرون أن الَّذِي أصابه أمية بْن رَبِيعة بْن صخر الدؤلي، وكان قَدْ نجا يَوْم بئر معونة.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم وأبو موسى.
__________
[1] لم نجد هذه الأبيات في الديوان، وهي في الاستيعاب: 3/ 1315.
[2] الذام: العيب.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 706.
[4] سهم غرب: لا يعرف راميه.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 253.

(4/177)


4460- كعب بن زيد بن قيس
(ب د ع) كعب بْن زَيْد بْن قيس الْأَنْصَارِيّ، من بني دينار بْن النجار.
شهد بدرًا، وأسند عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، قاله أَبُو نعيم.
وأمَّا أَبُو عُمَر فَقَالَ: كعب بْن زَيْد، وَيُقَال: زَيْد بْن كعب. روى قصة الغفارية التي وجد رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بها [1] بياضًا، فَقَالَ: شدي ثيابك، والحقي بأهلك. روى عنه جميل ابن زَيْد [2] ، وفيه اضطراب كَثِير.
ولم يرفع أَبُو عُمَر نسبه فوق هَذَا ولو ساق نسبه مثل أَبِي نعيم لعلم أَنَّهُ الأول الَّذِي قبله، أَوْ غيره.
وروى أَبُو نعيم، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق فِي تسمية من شهد بدرا من الأنصار من الخزرج، من بني قيس بْن مَالِك بْن كعب بْن حارثة بْن دينار: «كعب بْن زَيْد بْن قيس بْن مَالِك.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي جَمِيلُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: صَحِبْتُ شَيْخًا مِنَ الأَنْصَارِ، ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، يُقَالُ لَهُ: كَعْبُ بْنُ زَيْدٍ، أَوْ زَيْدُ بْنُ كَعْبٍ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا، وَقَعَدَ عَلَى الْفِرَاشِ، أَبْصَرَ بِكَشْحِهَا بَيَاضًا، فَانْمَازَ [3] عَنِ الْفِرَاشِ، ثُمَّ قَالَ: خُذِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِمَّا آتَاهَا شَيْئًا [4] ورواه نوح بن أبي مريم، عن جميل مثله.
وقَالَ مُحَمَّد بْن فضيل، عَنْ جميل، عَنْ عَبْد اللَّه بْن كعب.
__________
[1] البياض: البرص.
[2] في المطبوعة ومخطوطة الدار: «جميل بن قيس» . وهو خطأ، والصواب عن مسند الإمام أحمد، والاستيعاب، الترجمة 2193: 3/ 1317.
[3] لفظ المسند: «فلما دخل عليها وضع ثوبه، وقعد على الفراش، بصر بكشحها بياضا، فانحاز ... » .
[4] مسند الإمام أحمد: 3/ 493.

(4/178)


وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن زكريا والقاسم بْن غصن، عَنْ جميل، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
قلت: لو لم يرو عَنْ هَذَا حديث الغفارية، لكان هُوَ والَّذِي قبله واحدًا فإن النسب والقبيلة واحد، وشهود بدر لهما، والله أعلم.
4461- كعب بن سليم القرظي
(ب د ع) كعب بْن سليم القرظي ثُمَّ الأوسي، وبنو قريظة حلفاء الأوس كَانَ من سبى قريظة الذين استحيوا إذ وجدوا لم ينبتوا [1] . ولا تعرف لَهُ رواية. وهو والد محمد ابن كعب القرظي. قاله أَبُو عُمَر [2] .
وقَالَ ابْن منده: كعب بْن سليم القرظي، والد مُحَمَّد. روى حديثه حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عبد الرحمن، عن محمد بن كعب، عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ أَبُو نعيم- وذكر كلام ابْن منده: - هَذَا وهم، فإن قولُه «عن أبيه» ليس هُوَ كعب، إنَّما هُوَ عَبْد الرَّحْمَن الخطمي والد مُوسَى، فإن مُوسَى سَمِعَ مُحَمَّد بْن كعب يسأل أباه عَبْد الرَّحْمَن، يعني أبا مُوسَى. وَقَدْ رواه عَلَى الصحة فِي ترجمة عبد الرحمن الخطميّ [3] .
أخرجه الثلاثة.
4462- كعب بن سور الأزدي
(ب د ع) كعب بْن سور بْن بَكْر بْن عَبْد [4] بْن ثعلبة بْن سليم بْن ذهل بْن لقيط بْن الحارث بْن مَالِك بْن فهم بْن غنم بْن دوس بْن عدثان [5] بْن عَبْد اللَّهِ بْن زهران بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن عَبْد اللَّه بْن نصر بْن الأزد الأزدي.
قيل: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. وهو قاضي البصرة، استقضاه عُمَر بْن الخطاب عليها. روى لَهُ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ أحكاما وأخبارا.
__________
[1] أي الذين لم ينبت شعر عانتهم. وكان في المطبوعة: «ينبثوا» . وهو خطأ.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2194: 3/ 1317، 1318.
[3] تقدمت ترجمة عبد الرحمن الخطميّ برقم 3291: 3/ 443.
[4] في الاستيعاب: «عبيد» .
[5] في الاستيعاب: «دوس بن عدنان» ، بنونين. وهو خطأ، ينظر المشتبه للذهبى: 449.

(4/179)


روى الشَّعْبِيّ أن كعب بْن سور كَانَ جالسًا عند عُمَر بْن الخطاب، فجاءت امْرَأَة فقالت:
ما رَأَيْت قط رجلًا أفضل من زوجي، إنه ليبيت ليله قائمًا، ويظل نهاره صائمًا فِي اليوم الحار، ما يفطر. فاستغفر لها عُمَر، وأثنى عليها، وقَالَ: مثلك أثنى بالخير وقاله! فاستحيت المرأة وقامت راجعة، فَقَالَ كعب بْن سور: يا أمير المؤمنين، هلا أعديت [1] المرأة على زوجها إذ جاءتك تستعديك؟! قَالَ: أكذلك أرادت؟ قَالَ: نعم. قَالَ: ردوا عليّ المرأة. فردت، فَقَالَ:
لا بأس بالحق أن تقوليه، إن هَذَا يزعم أنك جئت تشتكين أَنَّهُ يجتنب فراشك. قَالَتْ:
أجل، إني امْرَأَة شابة، وَإِني أبتغي ما يبتغي النساء [2] . فأرسل إِلَى زوجها فجاء، فَقَالَ لكعب:
اقض بَيْنَهُما. فَقَالَ: أمير المؤمنين أحق أن يقضي بَيْنَهُما. فَقَالَ: عزمت عليك لتقضين بَيْنَهُما، فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهم. فَقَالَ: إني أرى لها يومًا من أربعة أيام، كأن زوجها لَهُ أربع نسوة، فإذا لم يكن لَهُ غيرها، فإني أقضي لَهُ بثلاثة أيام ولياليهن يتعبد فيهن، ولها يَوْم وليلة. فَقَالَ لَهُ عُمَر: والله ما رأيك الأول بأعجب من رأيك الآخر، اذهب فأنت قاض عَلَى أهل البصرة، وكتب إِلَى أَبِي مُوسَى بذلك، فقضى بين أهلها إِلَى أن قتل عُمَر، ثُمَّ خلافة عثمان، فلم يزل قاضيًا عليها إِلَى أن قتل يَوْم الجمل مَعَ عَائِشَة، خرج بين الصفين معه مصحف، فنشره، وجعل يناشد الناس فِي دمائهم، وقيل: بل دعاهم إِلَى حكم القرآن، فأتاه سهم غرب فقتله. قيل: كَانَ المصحف معه، وبيده خطام الجمل، فأتاه سهم فقتله.
وله فِي قتال الفرس أثر كبير.
أخرجه الثلاثة [3] .
4463- كعب بن عاصم الأشعري
(ب د ع) كعب بْن عاصم الْأَشْعَرِي. كنيته أَبُو مَالِك، وقيل: اسم أَبِي مَالِك عَمْرو.
وعداده فِي أهل الشام، وقيل: سكن مصر. وكان من أصحاب السقيفة [4] .
روى عَنْهُ جَابِر، وأم الدرداء، وعبد الرَّحْمَن بْن غنم، وخالد بْن أَبِي مريم، مخرج حديثه عَنْ أهل المدينة.
__________
[1] أي: أعنتها ونصرتها على زوجها إذ جاءتك تستنصر بك.
[2] في المطبوعة ومخطوطة الدار: «أتتبع ما يتبع النساء» . والمثبت عن الاستيعاب.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2195: 3/ 1318- 1321.
[4] في المطبوعة: «وكان من أصحاب السفينة» . والمثبت عن مسند الإمام أحمد: 5/ 434.

(4/180)


روى ابن جريح، عَنِ ابْنِ شهاب، عَنْ صفوان بْن عَبْد اللَّه بْن صفوان، عَنْ أم الدرداء، عَنْ كعب بْن عاصم الأَشْعَرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم: «ليس من البر الصيام في السفر» [1] . قَالَ أَبُو عُمَر: روت عَنْهُ أم الدرداء، وَيُقَال: هُوَ أَبُو مَالِك الْأَشْعَرِي الَّذِي روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم والشاميون. وقيل: إنهما اثنان [2]- قَالَ: ولا أعلم أنهم يختلفون أن اسم أَبِي مَالِك الْأَشْعَرِي كعب بْن عاصم إلا من شذ فَقَالَ فِيهِ: عَمْرو بن عاصم، وليس بشيء [3] .
أخرجه الثلاثة.
4464- كعب بن عامر السعدي
(س) كعب بْن عَامِر السعدي.
لَهُ صحبة، قاله جعفر.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4465- كعب بن عجرة
(ب د ع) كعب بْن عجرة بْن أمية بْن عدي بْن عُبَيْد بْن الحارث بْن عمرو بْن عوف ابن غنم بْن سواد بْن مري بْن إراشة بْن عامر بْن عبيلة بْن قسميل بْن فران بْن بلي البلوي حليف الأنصار، قيل: هُوَ حليف بني حارثة بْن الحارث بْن الخزرج. وقيل هُوَ حليف لبني عوف بْن الخزرج. وقيل: هُوَ حليف بني سالم من الأنصار.
وقَالَ: الواقدي: ليس بحليف للأنصار، ولكنه من أنفسهم.
قَالَ ابْن سعد: طلبت اسمه فِي نسب الأنصار فلم أجده، يكنى أبا مُحَمَّد وقَالَ ابْن الكلبي- وساق نسبه إِلَى بلي، كما ذكرناه أولًا، ثُمَّ قَالَ-: وانتسب كعب فِي الأنصار فِي بني عَمْرو بْن عوف، وتأخر إسلامه، ثُمَّ أسلم وشهد المشاهد كلها.
روى عنه ابن عمر، وجابر بن عبد الله، وعبد اللَّه بْن عَمْرو بْن العاص، وابن عَبَّاس، وطارق بْن شهاب، وَأَبُو وائل، وزيد بْن وهب، وابن أبى ليلى، وأولاده: إسحاق،
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 5/ 434.
[2] لفظ الاستيعاب: «وقيل: إنهما اثنان. والله أعلم، ولا يختلفون أن اسم أبى مالك الأشعري ... » .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2196: 3/ 1321.

(4/181)


وعبد الملك، ومحمد، والربيع وأولاد كعب وغيرهم. وفيه نزلت: فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ [1] 2: 196. وسكن الكوفة.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَحُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ، وَالْقَمْلُ يَتَهَافَتُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ: أَتُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ هَذِهِ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: احْلِقْ وَأَطْعِمْ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ- وَالْفَرَقُ: ثَلاثَةُ آصُعٍ- أَوْ:
صُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوِ انْسُكْ [2] نَسِيكَةً- قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَوِ اذْبَحْ شَاةً [3] . وتوفي كعب بالمدينة سنة إحدى وخمسين، وقيل: اثنتين. وقيل ثلاث وخمسين، وعمره سبع وسبعون، وقيل: خمس وسبعون سنة.
أخرجه الثلاثة [4] .
4466- كعب بن عدي
(ب د ع) كعب بْن عدي بْن حنظلة بْن عدي بْن عَمْرو بْن ثعلبة بن عدىّ بن ملكان ابن عوف بْن عذرة بْن زَيْد اللات. وهو الَّذِي يُقال لَهُ: «التنوخي» .
وهو من عداد الحيرة لأن بني ملكان بْن عوف حلفاء تنوخ، مخرج حديثه عَنْ أهل مصر.
وكان أحد وفد الحيرة إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأسلم زمن أَبِي بَكْر، وكان شريك عُمَر فِي الجاهلية قدم الإسكندرية سنة خمس عشرة، رسولًا لعمر إِلَى المقوقس، وشهد فتح مصر، وولده بها.
روى يزيد بْن أَبِي حبيب، عَنْ ناعم أَبِي [5] عَبْد اللَّه، عَنْ كعب بْن عدي أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبِي أسقف الحيرة، فلما بعث مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: هَلْ لكم أن يذهب نفر منكم إلى هذا الرجل
__________
[1] سورة البقرة، آية: 196.
[2] أي: اذبح ذبيحة.
[3] أي: أن رواية ابن أبى نجيح «أو اذبح شاة» ، مكان: «أو أنسك نسيكة» .
والحديث رواه الترمذي في أبواب الحج، باب «ما جاء في المحرم يحلق رأسه في إحرامه، ما عليه؟» . ينظر تحفة الأحوذي، الحديث 96: 4/ 25، 26. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم ... » وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي: «وأخرجه الشيخان» .
[4] الاستيعاب، الترجمة 2197: 3/ 132.
[5] في المطبوعة: «ناعم بن عبد الله» . وهو خطأ، والصواب عن مخطوطة الدار، والتهذيب 10/ 403، وهو «ناعم ابن أجيل الهمدانيّ أبو عبد الله» ، وفي الاستيعاب: «ناعم بن أجيل» .

(4/182)


فتسمعوا مِنْهُ شيئًا من قولُه، لا يموت فتقولون: لو أَنَا سمعنا من قولُه؟! فاختاروا أربعة فبعثوهم، فقلت لأبي: أَنَا أنطلق معهم. قَالَ: ما تصنع؟ قلت: أنظر. فقدمنا عَلَى رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فكنا نجلس إِلَيْه إِذَا صلى الصبح، فنسمع كلامه والقرآن، فلا ينكرنا أحد. فلم يلبث رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إلا يسيرًا حتَّى مات. فَقَالَ الأربعة: لو كَانَ أمره حقًا لم يمت، انطلقوا. فقلت لهم:
كما أنتم حتَّى تعلموا من يقوم مقامه، فينقطع هَذَا الأمر أَوْ يتم. فذهبوا ومكثت أَنَا لا مسلمًا ولا نصرانيًا، فلما بعث أَبُو بَكْر جيشًا إِلَى اليمامة ذهبت معهم، فلما فرغوا من مسيلمة مررت براهب فرقيت [1] إِلَيْه فدارسته، فَقَالَ لي: أنصراني أنت؟ قلت: لا. قَالَ فيهودي؟ قلت لا.
فذكرت محمدًا فَقَالَ: نعم، هُوَ مكتوب. قلت: فأرنيه. فأخرج سفرًا ثُمَّ قَالَ: ما اسمك؟
قلت: كعب ففتح فقرأت، فعرفت صفة مُحَمَّد ونعته، فوقع فِي قلبي الْإِيمَان، فآمنت حينئذ وأسلمت، ومررت عَلَى الحيرة فعيروني، ثُمَّ توفي أَبُو بَكْر فقدمت عَلَى عُمَر، فأرسلني إِلَى المقوقس.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا أن أبا عُمَر اختصره.
4467- كعب بن عمرو بن خديج
(ب) كعب بْن عَمْرو بْن خديج [2] أَبُو زعنة الشاعر.
ذكره الطبري فيمن شهد بدرًا، ونذكره فِي الكنى، إن شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
4468- كعب بن عمرو الخزاعي
(ب س) كعب بْن عَمْرو، أَبُو شريح الخزاعي.
اختلف فِي اسمه فقيل: خويلد. وقيل: كعب بْن عُمَر- وقَالَ يَحيى بْن يونس، وَأَبُو حاتم البستي، وأحمد بْن زُهَيْر: اسم أَبِي شريح الخزاعي: كعب بْن عَمْرو. وأورده ابْن شاهين وجعفر المستغفري فِي كعب، وهو بكنيته أشهر، ونذكره في الكني، إن شاء اللَّه تَعَالى، أتم من هَذَا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وَأَبُو موسى [3] .
__________
[1] أي: صعدت إليه.
[2] في الاستيعاب، الترجمة 2967/ 4/ 1662: «حديج» . بالحاء. والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم:
342، وسيأتي: «خديج» أيضا في كتاب للكنى. وورد في الاستيعاب أيضا: «أبو زعبة» بالماء. ويقول ابن الأثير في كتاب الكنى: «زعنة: بالزاي والعين المهملة والنون، قاله ابْنُ ماكولا والذي ضبطه أَبُو عُمَر بخطه بالباء الموحدة، وقول ابن ماكولا أصح» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2199: 3/ 1322.

(4/183)


4469- كعب بن عمرو الخزرجي، أبو اليسر
(ب د ع) كعب بْن عَمْرو بْن عباد بْن عمرو بْن سواد بْن غنم بْن كعب بن سلمة بن سعد ابن عَلِيِّ بْنِ أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ الخزرجي السلمي، أَبُو اليسر.
شهد العقبة، وشهد بدرًا وهو ابْن عشرين سنة، وقيل: إنه قتل منبه بْن الحجاج السهمي.
وهو الَّذِي أسر الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب يَوْم بدر.
وكان قصيرًا، وهو آخر من مات بالمدينة ممن شهد بدرًا، مات سنة خمس وخمسين، روى عَنْهُ ابنه عمار، وموسى بْن طلحة.
أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ أبو المحاسن محمد بن عبد الخالق الجوهري إجازة، أنبأنا أبو الفتح أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو الأحوص، عَنْ غَانِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عبد الله بن عتبة قال: كان لأبي اليسر على رجل دين، فأتاه يتقاضاه في أهله، فقال للجارية: قولي: ليس ها هنا! فسمع صوته فقال: اخرج، فقد سمعت صوتك. فخرج إليه فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: العسرة! قال: آلله؟ قال الله.: قال: اذهب، فلك ما عليك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من أنظر معسرا أو وضع له، كان في ظل الله يوم القيامة- أَو: فِي كَنَفِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [1] » . ويرد ذكره فِي الكنى، إن شاء اللَّه تعالى، فهو مشهور بكنيته.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [2] .
4470- كعب بْن عمرو النجاري
كعب بْن عَمْرو بْن عُبَيْد بْن الحارث بْن كعب بْن معاوية بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن النجار الْأَنْصَارِيّ النجاري.
شهد أحدًا والمشاهد بعدها، واستشهد يَوْم اليمامة.
قاله الغساني عن العدوي.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد من غير وجه عن أبى اليسر، المسند: 3/ 427. وينظر تفسير ابن كثير عند الآية 270 من سورة البقرة: 1/ 491- 494 بتحقيقنا.
[2] الاستيعاب، الترجمة 3221: 4/ 1776.

(4/184)


4471- كعب بن عمرو الهمدانيّ
(ب د ع) كعب بْن عَمْرو الهمداني اليامي- ويام بطن من همدان وقيل: «كعب بْن عَمْر» :
والأول أشهر، وهو: كعب بْن عَمْرو بْن جحدب بْن معاوية بْن سعد بْن الحارث بْن ذهل بْن دؤل [1] بْن جشم بْن حاشد بْن جشم بْن خيوان بْن نوف بْن همدان.
وهو جد طلحة بْن مصرف سكن الكوفة وله صحبة، ومن حديثه ما روى طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قال: رأيت رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يتوضأ، فأمر يده عَلَى سالفته.
أَخْرَجَهُ الثلاثة، قَالَ أَبُو عُمَر: وَقَدْ اختلف فِيهِ، وهذا أصح ما قبل فيه.
4472- كعب بن عمير
(ب س) كعب بْن عمير الغفاري.
من كبار الصحابة، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرة بعد مرة أميرًا عَلَى السرايا، وهو الَّذِي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى «ذات أطلاح [2] » من أرض الشام فأصيبت أصحابه، ونجا هو جريحا، قتلتهم قضاعة، وذلك فِي السنة الثامنة. قاله الدولابي وغيره.
وقَالَ ابْن إِسْحَاق: أصيب بها هُوَ وأصحابه [3] .
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
4473- كعب بن عياض الأشعري
(ب د ع) كعب بْن عياض الْأَشْعَرِي. معدود فِي الشاميين.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ الْحَسَن بْن سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْن سَعْدٍ، عَنْ معاوية بن صالح، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ [4] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة، وقَالَ أَبُو عُمَر: روى عَنْهُ جَابِر بْن عَبْد اللَّه، وقيل: روت عنه أم الدرداء.
__________
[1] في الاستيعاب، الترجمة 2202/ 3/ 1322: «ذهل بن سلفة بن دؤل بن جشم بن يام بن همدان» .
[2] في مراصد الاطلاع 1/ 92: «ذات أطلاح: موضع وراء ذات القرى، أغزاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كعب بن عمير الغفاريّ، فأصيب بها هو وأصحابه» .
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 621.
[4] مسند الإمام أحمد: 4/ 160.

(4/185)


4474- كعب بن عياض المازني
(س) كعب بْن عياض الْمَازِنِي.
قَالَ أَبُو مُوسَى: أفرده جَعْفَر عَنِ «الْأَشْعَرِيّ» . روى يَحيى بْن يونس، عَنْ زَيْد بْن الحريش، عَنْ يعقوب بْن مُحَمَّد، عَنْ كرامة بِنْت الْحُسَيْن، عَنِ الحارث بْن عَبْد اللَّه بْن كعب الْمَازِنِي، يذكر عَنْ أَبِي عياش، عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه، عَنْ كعب بْن عياض قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يخطب أوسط أيام الأضحى عند الجمرة.
أَنْبَأَنَا بِهِ إِسْمَاعِيل بْن عليّ وغيره بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن منيع، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن سوار، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، حدثه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كعب بْن عياض، مثله سواء.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، ولم يذكر عَنْ جَابِر أَنَّهُ مازني. وَقَدْ قَالَ أَبُو عُمَر: إن الْأَشْعَرِي روى عَنْهُ جَابِر، فربما كانا واحدًا ومما يقوي أنهما [1] واحد أن الإسناد فِي الْأَشْعَرِي هُوَ هَذَا الإسناد سواء من غير اختلاف، والله أعلم.
4475- كعب بن عيينة
(س) كعب بْن عيينة بْن عَائِشَة التميمي [2] .
لَهُ صحبة. ورد نَيْسابُور مَعَ عَبْد اللَّه بْن عَامِر، أورده يَحيى- يعني ابْن منده- وقَالَ: قاله سلمويه والحاكم أَبُو عَبْد اللَّه.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4476- كعب بن قطبة
(د ع س) كعب بْن قطبة.
لَهُ ذكر فِي حديث أَبِي رزين العقيلي.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم كذا مختصرًا. وأخرجه أَبُو مُوسَى وقَالَ: أورده الطبراني، وَأَبُو عَبْد اللَّه، وَأَبُو نعيم، ولم يذكر واحد منهم حديثه وَقَالَ: أَنْبَأَنَا بِحَدِيثِهِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ،
__________
[1] قال الحافظ في ترجمة كعب بن عياض المازني 3/ 7523: «قلت: فيه خطأ في موضعين، أحدهما: قوله «المازني» ، وليس كعب مازنيا، وكأنه لما رأى في اسم جد «الحارث» راوي الحديث «كعبا» ، وهو مازني، ظنه صاحب الترجمة.
ثانيهما قوله «ابن عياض» ، وإنما هو «ابن عاصم» ، أورده البغوي وابن السكن في ترجمة «كعب بن عاصم» .
[2] تقدمت ترجمة أبيه برقم 4161: 4/ 332.

(4/186)


أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابَ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ- يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ- عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ قُطْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ كَذِبٌ عَلَيَّ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدِكُمْ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ من النار» .
4477- كعب بن ماتع
(د ع) كعب بن ماتع [1] ، وهو كعب الأحبار، يكنى أبا إِسْحَاق.
أدرك عهد النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ولم يره، كَانَ إسلامه في خلافة عُمَر بْن الخطاب رَضِي اللَّه تَعَالى عَنْهُ.
روى أَبُو إدريس الخولاني، عَنْ أَبِي مُسْلِم الجليلي [2] معلم كعب الحبر- وكان يلومه عَلَى إبطائه عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- قَالَ كعب: خرجت حتَّى أتيت ذا قرنات، فَقَالَ لي: أَيْنَ تأخذ يا كعب؟ قلت: أريد هَذَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. فَقَالَ: والله لئن كَانَ نبيًا إنه الآن لتحت التراب. فخرجت فإذا أَنَا براكب فقلت: ما الخبر؟ فَقَالَ: مات مُحَمَّد، وارتدت العرب ...
وذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4478- كعب بن مالك الخزرجي
(ب د ع) كعب بْن مَالِك بْن أَبِي كعب، واسم أَبِي كعب: عَمْرو بْن القين بن سواد ابن غنم بْن كعب بْن سلمة بْن سعد بْن عليّ الأنصاري الخزرجي السلمي، يكنى أبا عَبْد اللَّه.
وقيل: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن. أمه ليلى بِنْت زَيْد بْن ثعلبة، من بني سَلَمة أيضًا.
شهد العقبة فِي قول الجميع [3] ، واختلف فِي شهوده بدرًا، والصحيح أَنَّهُ لم يشهدها.
ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المدينة، آخى بينه وبين طلحة بْن عُبَيْد [4] اللَّه حين آخى بين المهاجرين والأنصار. ولم يتخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إلا فِي غزوة بدر وتبوك، أما بدر فلم
__________
[1] في المطبوعة: «مانع» ، بالنون. والمثبت عن الإصابة، قال الحافظ 3/ 297: «ماتع: بكسر المثناة من فوق» .
وينظر ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد: 7/ 2/ 156.
[2] في المطبوعة: «عن أبى مسلم الحلبي، عن كعب الخير» . والمثبت عن مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث، وعلى هامشها عن أبى أحمد العسكري: «الحبر- بكسر الحاء وفتحها أكثر» .
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 462.
[4] تقدم في ترجمة طلحة بن عبيد الله 3/ 86: أن الرسول آخى بينه وبين أبى أيوب الأنصاري.

(4/187)


يعاتب رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فيها أحدًا تخلف، للسرعة- وأمَّا تبوك فتخلف عَنْهَا لشدة الحر.
وهو أحد الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا، حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ، أَنْفُسُهُمْ 9: 118، وهم: كعب بْن مَالِك، ومرارة بْن رَبِيعة، وهلال بْن أمية، فأنزل اللَّه عزَّ وجلَّ فيهم: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ 9: 118 [1] .. الآيات، فتاب عليهم. والقصة مشهورة، ولبس كعب يَوْم أحد لأمه [2] النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وكانت صفراء، ولبس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ لأمته، فجرح كعب يَوْم أحد إحدى عشرة جراحة.
وكان من شعراء رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، قَالَ ابْن سِيرِينَ: كَانَ شعراء النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: حسان بْن ثابت، وكعب بْن مَالِك، وعبد اللَّه بْن رواحة. فكان كعب بْن مَالِك يخوفهم الحرب، وكان حسان يقبل عَلَى الأنساب، وكان عَبْد اللَّهِ بْن رواحة يعيرهم بالكفر- قَالَ ابْن سِيرِينَ: فبلغني أن دوسًا إنَّما أسلمت فرقًا من قول كعب بْن مَالِك [3] .
قضينا من تهامة كل وتر ... وخيبر ثُمَّ أغمدنا السيوفا [4]
نخيرها [5] ، ولو نطقت لقالت ... قواطعهن: دوسا أو ثقيفا
فقالت دوس: انطلقوا فخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم ما نزل بثقيف.
روى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عليّ، وعمر بْن الحكم بْن ثوبان، وغيرهما.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حدثنا عَبْدُ بْن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمْ أتخلف عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا حَتَّى كَانَتْ تَبُوكُ إِلا بَدْرًا، وَلَمْ يُعَاتِبِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، إِنَّمَا خَرَجَ يُرِيدُ الْعِيرَ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مُغْوِثِينَ [6] لِعِيرِهِمْ، فَالْتَقَوْا عَنْ غَيْرِ مَوْعِدٍ. وَلَعَمْرِي إِنَّ أَشْهَرَ مَشَاهِدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في النَّاسِ لَبَدْرٌ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي كُنْتُ شَهِدْتُهَا مكان
__________
[1] سورة التوبة، آية: 118.
[2] الأمة: الدرع.
[3] القصيدة في سيرة ابن هشام: 2/ 479، 480.
[4] رواية البيت في السيرة:
قضينا من تهامة كل ريب ... وخيبر ثم أجممنا السيوفا
وأجممنا: أرحنا.
[5] في المخطوطة: «تخبرنا» . والمثبت عن السيرة. والمعنى: أننا نخيرها، ولو نطقت السيوف لاختارت أن تحارب دوسا أو ثقيفا.
[6] لفظ الترمذي: «مغيثين» . وما في أسد الغابة موافق للفظ مسند الإمام أحمد: 6/ 387.
وقال في النهاية: «وفي حديث توبة كعب: فخرجت قريش مغوثين لعيرهم: أي مغيثن فجاء بد على الأصل ولم يعله كاستحوذ واستنوق، ولو روى: «مغوثين» بالتشديد من غوث- بمعنى أغاث- لكان وجها» .

(4/188)


بَيْعَتِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حَيْثُ تَوَافَقْنَا [1] عَلَى الإِسْلَامِ [2] ، ثُمَّ لَمْ أَتَخَلَّفْ بَعْدُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَهِيَ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، وآذن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ النَّاسَ بِالرَّحِيلِ ... » فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ- قَالَ: «فانطلقت إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَحَوْلَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَهُوَ يَسْتَنِيرُ كَاسْتِنَارَةِ الْقَمَرِ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ يَوْمَ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَمِنْ عِنْدَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِكَ؟
قَالَ: بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، ثُمَّ تَلا هَؤُلاءِ الآيَاتِ: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ، إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ 9: 117 ... الحديث [3] . أخرجه الثلاثة [4] .
4479- كعب بن مرة
(ب د ع) كعب بْن مرة، وقيل مرة بْن كعب السلمي البهزي. والأول أكثر.
وقَالَ أَبُو عُمَر: كعب بْن مرة أصح. وقَالَ ابْن أَبِي خيثمة: هما اثنان.
سكن الأردن من الشام. روى عَنْهُ شرحبيل بْن السمط [5] ، وَأَبُو الأشعث الصنعاني، وَأَبُو صالح الخولاني، وسالم بْن أَبِي الجعد.
رَوَى عَمْرُو بْن مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْن أَبِي الْجَعْدِ: أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ قَالَ: يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ [قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ] [6] عَلَى مُضَرَ.
قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ نَصَرَكَ اللَّهُ وَأَعْطَاكَ، وَاسْتَجَابَ لَكَ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ. فَقَالَ: «اللَّهمّ، اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا طَبَقًا غَدَقًا، عَاجِلا غَيْرَ رَائِثٍ [7] نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ [8] .
__________
[1] لفظ الترمذي: «تواثقنا» . وما في أسد الغابة موافق للفظ المسند.
[2] والمعنى: أنه يعتز ببيعة العقبة، لأنها كانت أول الإسلام.
[3] تحفة الأحوذي، تفسير سورة التوبة، الحديث 5100: 8/ 506- 511.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2206: 3/ 1326، ولفظ أبى عمر: «والأكثر يقولون: كعب بن مرة» .
[5] في المطبوعة: «الشمط» ، بالشين، وهو خطأ. ينظر الخلاصة.
[6] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، أثبتناه عن مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث.
[7] يقال: «غيث طبق» - بفتحتين- أي عام واسع، و «اسقنا غيثا طبقا» : مالئا للأرض مغطيا لهما. و «الغدق» - بفتحتين أيضا-: المطر الكبار القطر. و «رائث» : بطيء متأخر.
[8] أخرجه الإمام أحمد في المسند: 4/ 235، 236. وابن ماجة في كتاب الإقامة، باب «ما جاء في الدعاء في الاستسقاء» ، الحديث 1269: 1/ 404.

(4/189)


ولكعب أحاديث مخرجها عَنْ أهل الكوفة، يروونها عَنْ شرحبيل بْن السمط، عَنْ كعب.
وأهل الشام يروون تلك الأحاديث بأعيانها عَنْ شرحبيل، عَنْ عَمْرو بْن عبسة، والله أعلم، قاله أَبُو عُمَر- قَالَ: وقيل: إن كعب بْن مرة مات بالشأم سنة تسع وخمسين.
أَنْبَأَنَا يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَش، عَنْ عَمْرو بْن مرة، عَنْ سالم بْن أَبِي الجعد: أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ قَالَ: يَا كَعْبُ بْن مُرَّةَ، حَدَّثَنَا عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَاحْذَرْ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4480- كعب بن يسار
(ب د ع) كعب بْن يسار بْن ضنة [2] بْن رَبِيعة بْن قزعة بْن عَبْد اللَّه بْن مخزوم بْن غالب بْن قطيعة [3] بْن عبس بْن بغيض بْن ريث بْن غطفان العبسي، ثُمَّ المخزومي.
شهد فتح مصر، واختط بها، وولى القضاء.
قَالَ سَعِيد بْن عفير: هو أوّل فاض استقضى بمصر فِي الْإِسْلَام، وكان قاضيًا فِي الجاهلية.
وقَالَ سَعِيد بْن أَبِي مريم: هُوَ ابْن بِنْت خَالِد بْن سنان العبسي الَّذِي قال النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِيهِ: «نبي ضيعه قومه» . وقَالَ حيوة بْن شريح، عَنِ الضحاك بْن شرحبيل الغافقي، عَنْ عمار بْن سعد التجيبي أن عُمَر كتب إِلَى عَمْرو بْن العاص أن يجعل كعب بْن ضنة عَلَى القضاء، فأرسل إِلَيْه عَمْرو فأقرأه كتاب عُمَر، فَقَالَ كعب: لا، والله لا ينجيه اللَّه من الجاهلية وما كَانَ فِيهِ من الهلكة، ثُمَّ يعود فيها أبدًا بعد إِذ نجاه اللَّه مِنْها،. قَالَ: فتركه عمرو.
__________
[1] النسائي، كتاب الجهاد، باب «ثواب من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل» : 6/ 27. وأخرجه الترمذي في أبواب فضائل الجهاد، باب «من شاب شيبة في سبيل الله» ، الحديث 1684: 5/ 261، 262 عن هناد، عن أبى معاوية بإسناده وقال الترمذي: «حديث كعب بن مرة حديث حسن» . وأخرجه الإمام أحمد عن أبى معاوية: 4/ 235، 236.
[2] في المطبوعة والاستيعاب 3/ 1326: «ضبة» . بالباء الموحدة. والمثبت عن الإصابة، قال الحافظ 3/ 286:
«ضنة: بمعجمة ونون ثقيلة» ، وعن المشتبه للذهبى: 414.
[3] في المطبوعة: «فظيعة» . وهو خطأ، والمثبت عن الإصابة، والقاموس المحيط، مادة قطع، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 239.

(4/190)


قَالَ أَبُو نعيم: استقضاء عُمَر لَهُ لا يوجب لَهُ صحبة، وليس فِي هَذَا الحديث دليل عَلَى الصحبة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وليس كل من أدرك الجاهلية صحب النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قَالَ ابْنُ منده وَأَبُو نعيم: إنه ولي القضاء، وهو أول قاض بمصر، وذكرا فِي الحديث أَنَّهُ لم يل القضاء، وأمَّا أَبُو عمر فإنه قَالَ: أراد عَمْرو بْن العاص أن يستعمله عَلَى القضاء، فإن عُمَر كتب إِلَيْه فِي ذَلِكَ فأبى، فلا تناقض في كلامه.
4481- كعب
(ب د ع) كعب، لَهُ صحبة. قطعت يده يَوْم اليمامة.
رَوَى عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْن يَحْيَى، عَنِ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرو بْن الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْن سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ كَعْبٍ: أَنَّ صَلاةَ الْخَوْفِ لِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةٌ وَسَجْدَتَانِ.
قاله ابْن منده.
وقَالَ أَبُو نعيم: كذا حدث بِهِ- يعني ابْن منده- عَنْ عبد الكريم. وصوابه ما حدث الحسن ابن قُتَيْبَةَ، عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ: أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ صَلَّى صَلاةَ الْخَوْفِ يَوْمَ مُحَارِبَ وَثَعْلَبَةَ، لكل طائفة ركعة وسجدتين. أخرجه الثلاثة [1] .
4482- كعب
(د ع) كعب: غير منسوب.
روى عَنْهُ علقمة بْن نضلة: أن رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: ما من أمير عشرة إلا يؤتى بِهِ يَوْم القيامة مغلولًا، حتَّى يكون اللَّه عزَّ وجلَّ يرحمه، أَوْ يقضي فِيهِ بغير ذلك.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2208: 3/ 1326. وقال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7438: 3/ 287: «أظن في إسناده انقطاعا، فقد علقه البخاري من طريق زياد بن نافع، عن أبى موسى الغافقي، عن جابر بن عبد الله. وقال البخاري في التاريخ:
كعب، قطعت يده يوم اليمامة،. له صحبة. روى عنه زياد بن نافع» .
أما ما علقه البخاري فهو في الصحيح، كتاب المغازي، باب غزوة ذات الرقاع- وهي غزوة محارب خصفة، من بنى ثعلبة، من غطفان-: 5/ 148.

(4/191)


أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: وَقَدْ يروى بعض هَذَا الكلام عَنْ «كعب ابن عجر» .
باب الكاف واللام
4483- كلاب بن أمية
(س) كلاب بْن أمية.
قَالَ عبدان: هُوَ أمية بْن الأشكر.
وقَالَ ابْن الكلبي: أمية بْن حرثان بْن الأشكر بْن عَبْد اللَّه بْن زهرة بْن جندع بْن ليث الكناني الليثي.
قيل: أسلم هُوَ وأبوه [1] ، وأبوه هُوَ الَّذِي يَقُولُ [2] أتاه مهاجران فولجاه وقَالَ أَبُو جَعْفَر: لقى كلاب بْن أمية عثمان بْن أَبِي العاص، فَقَالَ لَهُ: ما جاء بك؟ قَالَ:
استعملت عَلَى عشور الأبلة. فذكر لَهُ كلاب حديثًا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي ذم العشار.
روى خليد بْن دعلج، عَنْ سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْهُ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: هُوَ أَبُو هارون، سَمِعَ النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وذكر الحديث والقصة.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4484- كلاب بن عبد الله
(س) كلاب بْن عَبْد اللَّه.
ذكره الحافظ أَبُو مَسْعُود [3] ، وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زَيْدٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ شُرَحْبِيلَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ كِلابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَنَعَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ طَعَامًا، فَدَعَا رسول الله
__________
[1] تقدمت ترجمة أبيه، وهي برقم 227: 1/ 138. وقد ذكرنا فيها ما وقع من خلاف في ضبط «الأشكر» .
[2] القصيدة في ذيل الأمالي، لأبى على القالي: 3/ 108، 109. ورواية البيت فيه:
فإن مهاجرين تكنفاه ... ليترك شيخه خطئا وخابا
ويعنى بالمهاجرين اللذين دلاه على الجهاد: طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضى الله عنهما، كما في الأغاني 18/ 157 ط 1 بولاق.
[3] كذا، ولعله يعنى أبا مسعود الدمشقيّ، وهو إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ، مؤلف أطراف الصحيحين. ينظر العبر للذهبى: 3/ 72.

(4/192)


صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَكُنَّا مَعَهُ، فَلَمَّا أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا قَالَ: أَثِيبُوا أَخَاكُمْ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَيِّ شَيْءٍ نَثِيبُهُ؟ قَالَ: ادْعُوا اللَّهَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَكَلَ طَعَامَهُ وَشَرِبَ شَرَابَهُ ثُمَّ دُعِيَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ، فَذَلِكَ ثَوَابُهُ [1] . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
4485- كلثوم بن الحصين
(ب د ع) كلثوم بْن الحصين بْن عُبَيْد بْن خلف بْن بدر بْن أحيمس بن غفار بن مليل ابن ضمرة بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بْن كنانة، أَبُو رهم الغفاري. وهو مشهور [2] بكنيته.
أسلم بعد قدوم النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ المدينة، ولم يشهد بدرًا، وشهد أحدًا. وكان ممن بايع تحت الشجرة. وكان قَدْ رمي يَوْم أحد بسهم فِي نحره، فجاء إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فبصق فِيهِ، فبرأ.
وكان أَبُو رهم يسمى المنحور.
واستخلفه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم على المدينة مرتين، مرة في عمرة القضاء ومرة عام الفتح لما سار إِلَى مكَّة والطائف وحنين. وكان يسكن المدينة، وسيذكر فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى.
أخرجه الثلاثة.
قلت: وَقَدْ نسبه ابْن منده وَأَبُو نعيم فقالا [3] : غفار بْن مقبل، بالقاف. وهو تصحيف، وَإِنما هُوَ مليل، بضم الميم، وبلامين، والله أعلم. وليس غلطًا من الناسخ، فإني رأيته في عدّة نسخ كذلك.
4486- كلثوم بن علقمة الخزاعي
(ب د ع) كلثوم بْن علقمة بْن ناجية الخزاعي المصطلقي.
روى ابنه الحضرمي، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ فِي وفد بني المصطلق حين قدموا على رسول الله فِي أمر الْوَلِيد بْن عقبة بْن أَبِي معيط، فقال: انصرفوا غير محبوسين.
__________
[1] ذكر الحافظ في الإصابة، الترجمة 7527/ 3/ 304: أن هذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد، من طريق عمارة بن غزية عن شرحبيل، عن جابر بن عبد الله، وأن ابن حبان أخرجه من طريق أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن شرحبيل، عن جابر، وكذلك أخرجه أبو داود من رواية عمارة بن غزية، عن رجل من قومه، عن جابر كذلك. ثم قال الحافظ: «فالغالب على الظن أن قوله «كلاب» تغيير من بعض رواته، وإنما هو جابر» .
[2] وقع خلاف في نسب أبى رهم، ينظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 176، والإصابة، كتاب الكنى، الترجمة 416: 4/ 71. والاستيعاب، الترجمة 2209: 3/ 1327.
[3] في المطبوعة: «فقال» . والمثبت عن مخطوطة الدار.

(4/193)


قال أبو نعيم وأبو عمر: لا تصح لَهُ صحبة، وأحاديثه مرسلة، وسمع ابْن مَسْعُود.
روى عَنْهُ ابنه الحضرمي. وقَالَ أَبُو عُمَر: روى عَنْهُ ابنه الحضرمي وجامع بْن شداد [1] . وقَالَ أَبُو نعيم: الصحبة لأبيه علقمة بْن ناجية. رَوَاهُ يعقوب بْن حميد ويعقوب الزُّهْرِيّ، عَنِ الحضرمي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدّه. ورواه ابْن منده أيضًا هكذا بالوجهين معًا، من طريق جعل الصحبة لكلثوم، ومن طريق أخرى جعل الصحبة لعلقمة. وهو الصحيح.
أخرجه الثلاثة، والله أعلم.
4487- كلثوم الخزاعي
(د ع) كلثوم الخزاعي.
ذكر فِي الصحابة، ولا يصح. عداده فِي أهل الكوفة، روى عَنْهُ جامع بْن شداد، والزبير بْن عدي. ومثله قَالَ أَبُو نعيم، وروى أَبُو نعيم لَهُ ما أَنْبَأَنَا بِهِ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي زكريا قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ كُلْثُومٍ الْخُزَاعِيِّ قال: أتى النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لِي إِذَا أَحْسَنْتُ أَنْ أَعْلَمَ أَنِّي أَحْسَنْتُ. وَإِذَا أَسَأْتُ أَنْ أَعْلَمَ أَنِّي أَسَأْتُ؟ فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ: إِنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذا قَالَ جِيرَانُكَ إِنَّكَ قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْتَ» . قلت: أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم وجعلا هَذَا والذي قبله ترجمتين، وقالا: روى عَنِ الأول ابنه الحضرمي، وعن هَذَا جامع بْن شداد. وجعلهما أَبُو عُمَر واحدًا، وهو كلثوم بْن علقمة، وقَالَ: روى عَنْهُ ابنه الحضرمي وجامع، فلا أعلم من أَيْنَ علم ابْن منده وَأَبُو نعيم الفرق بَيْنَهُما، حتَّى جعلاهما ترجمتين؟! وليس لهذا نسب ولا ما يستدل بِهِ عَلَى الفرق، وكونهما معًا خزاعيين يدل عَلَى أنهما واحد، والله أعلم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2210: 3/ 1327.

(4/194)


4488- كلثوم بن هدم الأوسي
(ب ع س) كلثوم بْن هدم [1] بْن امرئ القيس بْن الحارث بْن زيد بْن عبيد بْن زيد بن مالك ابن عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، قاله أبو عمرو ابن الكلبي.
وقَالَ أَبُو نعيم، وَأَبُو مُوسَى: كلثوم بْن هدم، أخو بني عَمْرو بْن عوف. وقيل: كَانَ أحد بني زَيْد بْن مَالِك، وقيل: أحد بنى عبيد. كان يسكن قباء، ويعرف بصاحب رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وكان شيخًا كبيرًا أسلم قبل وصول رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى المدينة. وهو الَّذِي نزل عَلَيْهِ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بقباء، اتفق عَلَيْهِ مُوسَى بْن عقبة وابن إِسْحَاق [2] ، والواقدي. وأقام عنده أربعة أيام، ثُمَّ خرج إِلَى أَبِي أيوب الْأَنْصَارِيّ، فنزل عَلَيْهِ حتَّى بنى مساكنه وانتقل إليها. ولما نزل رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى كلثوم، صاح كلثوم بغلام لَهُ: يا نجيح. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ لأبي بَكْر: أنجحت يا أبا بَكْر. وقيل: بل نزل عَلَى سعد بْن خيثمة، فِي بني عَمْرو بْن عوف.
قَالَ الواقدي: كَانَ نزول رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلَى كلثوم بْن الهدم وكان يتحدث فِي منزل سعد.
وكان يسمى منزل العزاب [3] ، فلذلك قيل. نزل عَلَى سعد بْن خيثمة.
وأقام رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي بني عَمْرو بْن عوف بقباء الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، وخرج من عندهم فأدركته الجمعة فِي بني سالم بْن عوف، فصلاها فِي بطن الوادي، ثُمَّ نزل عَلَى أَبِي أيوب، وتوفي كلثوم بْن الهدم قبل بدر بيسير، وقيل: إنه أول من مات من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بعد قدومه المدينة، ولم يدرك شيئًا من مشاهده ذكره الطبري وقَالَ:
ثُمَّ توفي بعده أسعد بْن زرارة.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
قلت: قول أبي نعيم وأبي مُوسَى «كلثوم بْنُ هدم أحد بني عَمْرو بْن عوف، وقيل: أحد بني زَيْد بْن مَالِك، وقيل أحد بني عُبَيْد» ، إِذَا رآه من لا معرفة لَهُ بالنسب لظنه اختلافا، وليس
__________
[1] في المطبوعة وردت: «هرم» ، بالراء. والمثبت عن مخطوطة الدار، وسيرة ابن هشام: 1/ 493. والاستيعاب، الترجمة 2221: 3/ 1327. والإصابة، الترجمة 7446: 3/ 288، قال الحافظ: «الهدم: بكسر الهاء، وسكون الدال» . وقد مضى على الصواب في ترجمة سعد بن خيثمة: 2/ 346.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 493.
[3] في المطبوعة: «الغراب» . ينظر ترجمة سعد بن خيثمة 3/ 346. وفي سيرة ابن هشام: «بيت الأعزاب» .

(4/195)


كذلك. ولو ساقا نسبه لعلما أَنَّهُ واحد، فإن عُبَيْد بْن زَيْد بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن عوف، فمنهم [1] من نسبه إِلَى عُبَيْد بْن زَيْد، ومنهم من نسبه إِلَى أَبِيهِ زَيْد بْن مَالِك، ومنهم من نسبه إلى عمرو ابن عوف، وهو والد مَالِك، فلا اختلاف فِيهِ، والله أعلم.
4489- كلدة بن الحنبل
(ب د ع) كلدة بْن الحنبل. وَيُقَال: كلدة بْن عَبْد اللَّه بْن الحنبل والصواب. كلدة بْن الحنبل بْن مليل.
وَقَدْ اختلف فِي نسبه إِلَى قبيلته، فقيل: غساني. وقيل: أسلمي. وقيل غير ذَلِكَ.
وأمه: أنيسة بِنْت معمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح. وقيل: صفية.
وهو حليف بني جمح، وهو أخو صفوان بْنُ أمية بْن خلف الجمحي لأمه، قاله ابْن إِسْحَاق، والواقدي، ومصعب [2] .
وقَالَ الكلبي، والهيثم بْن عدي: كلدة بْن الحنبل، ابْن أخي صفوان بْن أمية لأمه، وقالا:
كان الحنبل مولى لمعمر بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بن جمح وشهد كلدة مَعَ صفوان يَوْم حنين، فلما انهزم المسلمون قَالَ كلدة: بطل سحر ابْن أَبِي كبشة اليوم! فَقَالَ صفوان: فض اللَّه فاك! لأن يربني رَجُل من قريش، أحب إليَّ من أن يربني رَجُل من هوازن [3] » .
وهو الَّذِي بعثه صفوان بْن أمية إلى النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْم الفتح بهدايا فيها لبن وجدايا وضغابيس [4] .
وهو أخو عبد الرحمن [5] بن الجنبل لأب وأم، وكانا ممن سقط من اليمن إِلَى مكَّة، قاله مصعب وغيره.
وقَالَ غيرهم: كلدة بْن الحنبل، أسود من سودان مكَّة، كَانَ متصلًا بصفوان بْن أمية يخدمه لا يفارقه فِي سفر ولا حضر، ثُمَّ أسلم بإسلام صفوان، ولم يزل مقيمًا بمكة إِلَى أن توفى بها.
__________
[1] في المطبوعة: «منهم» . والمثبت عن مخطوطة الدار.
[2] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 388.
[3] مضى هذا الأثر في ترجمة صفوان بن أمية: 3/ 24. وشرحنا غريبه هنالك.
[4] «الجدايا» : جمع جداية، بفتح الجيم، وهي: من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة، ذكرا كان أو أنثى، بمنزلة الجدي من المعز. و «الضغابيس» : جمع ضغبوس، بضم فسكون، وهي: صغار القثاء.
[5] تقدم ذلك في ترجمة عبد الرحمن، وهي برقم 3286: 3/ 439.

(4/196)


أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ [أَبِي] [1] سُفْيَانَ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ كِلْدَةَ بْنَ الْحَنْبَلِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بَعَثَهُ بِلَبَنٍ وَلِبَإٍ [2] وَضَغَابِيسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وَالنَّبِيُّ بِأَعْلَى الْوَادِي- قَالَ: فَدَخَلْتُ وَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: ارْجِعْ فَقُلِ:
السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ؟ وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ. قَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي بِهَذَا الْخَبَرِ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ وَلَمْ يَقُلْ: سمعته من كلدة [3] . أخرجه الثلاثة.
4490- كليب بن إساف
(س) كليب بْن إساف.
ذكرناه فِي ترجمة أخيه خَالِد بْن إساف [4] .
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4491- كليب بن تميم
(ب س) كليب بْن تميم بْن بشر. وقيل فِيهِ: كليب بْن بشر بْن تميم. حليف لبني الحارث بْن الخزرج.
شهد أحدًا وما بعدها، وقتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وَأَبُو مُوسَى.
بشر: رَأَيْته فِي نسخ لا تعد بالاستيعاب لأبي عُمَر صحاح: بشر، بالباء والشين المعجمة.
والذي ذكره الأمير فَقَالَ فِي نسر بالنون والسين المهملة: كليب بْن تميم بْن نسر، أحد بني الحارث ابن الخزرج. قَالَ الواقدي: هُوَ حليف لهم، واستشهد باليمامة، ومثله قال ابن إسحاق.
__________
[1] ما بين القوسين المعقوفين عن الترمذي، وينظر ترجمة عمرو بن أبى سفيان في التهذيب: 8/ 41.
[2] اللبأ- بوزن عنب-: أول ما يحلب عند الولادة.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب الاستئذان، باب «التسليم قبل الاستئذان» ، الحديث 2853: 7/ 490، 491. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
هذا وقد أخرجه الإمام أحمد أيضا عن روح بإسناده: 3/ 414.
[4] تقدمت ترجمة خالد بن إساف برقم 1342: 2/ 89.

(4/197)


4492- كليب بن جزى العقيلي
(د ع) كليب بْن جزي بْن معاوية بْن خفاجة بْن عَمْرو بْن عقيل العقيلي.
وقيل: كليب بْن حزن. كذا أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وفي بعض نسخ كتابه: كليب بْن جرز، بالجيم والراء [1] والزاي.
روى أَبُو عُمَر أَنَّهُ قَالَ: أخذ منا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ من المائة جذعتين.
وهو هَذَا: وروى عَنْهُ يعلى بْن الأشدق. أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اطلبوا الجنة جهدكم، واهربوا من النار جهدكم، فإن الجنة لا ينام طالبها، والنار لا ينام هاربها، ألا إن الآخرة اليوم محففة بالمكاره، ألا وَإِن النار محففة بالشهوات» . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4493- كليب بن شهاب
(ب د ع) كليب بْن شهاب الجرمي، أَبُو عاصم. ذكر فِي الصحابة.
روى سُفْيَان الثوري، عَنْ عاصم بْن كليب، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ خرج مَعَ جنازة شهدها رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: وأنا غلام أفهم وأعقل- فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «إن اللَّه يحب من العامل إِذَا عمل شيئًا أن يحسن [2] » . أَخْرَجَهُ الثلاثة، قَالَ أَبُو عُمَر: لَهُ- يعني لكليب- ولأبيه شهاب صحبة [3] .
4494- كليب أبو كثير الجهنيّ
(ب د ع) كليب أَبُو كَثِير الجهني.
حديثه عند أولاده. روى عثيم بْن كَثِير بْن كليب الجهني عَنْ أبيه، عَنْ جده: أَنَّهُ رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ دفع من عرفة بعد ما غربت الشمس.
وبه قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ. فبايعته عَلَى الإِسْلامِ، فأسلمت، فَقَالَ: «احلق عنك شعر الكفر» . فحلقته.
__________
[1] وهو كذلك في النسخة المطبوعة من الاستيعاب، الترجمة 2213: 3/ 1329. وقال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7455/ 3/ 289، 290: «وهو تصحيف، وعند ابن حبان: كليب بن حزم» ونقل الحافظ عن ابن شاهين أنه قال:
والصواب عندي: ابن جزى، يعنى بفتح الجيم، وكسر الزاى، بعدها ياء آخر الحروف» .
[2] في الاستيعاب: «يحسنه» .
[3] الاستيعاب، الترجمة 2214: 3/ 1329.

(4/198)


وبه: أن النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «الكبير من الأخوة بمنزلة الأب» . أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عثيم: بضم العين المهملة، وفتح الثاء المثلثة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وآخره ميم.
4495- كليب أبو منفعة
(ب د ع) كليب أَبُو منفعة.
روى عَنْهُ ابنه منفعة. روى يَحيى الحماني، عَنِ الحارث بْن مرة الحنفي، عَنْ كليب بْن منفعة بْن كليب الحنفي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّه، من أبر! قال:
«أمك وأباك، وأختك وأخاك ومولاك الَّذِي يلي ذَلِكَ، حقًا واجبًا ورحمة موصولة» .
رَوَاهُ عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث عَنِ الحارث بْن مرة وضمضم بْن عَمْرو. قالا: حدثنا كليب ابن منفعة، عَنْ جَدّه أَنَّهُ قَالَ للنبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: من أبر. نحوه.
ورواه ضمضم بْن عَمْرو، عَنْ كليب قَالَ: قَالَ جدي للنبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ... نحوه مرسلًا.
وروى أَحْمَد بْن مُسْلِم، عَنِ الحارث، عَنْ كليب بْن منفعة، عَنْ سراج بْن مجاعة قَالَ:
أتى جدي النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فذكر نحوه. أخرجه الثلاثة [1] .
4496- كليب
(س) كليب.
قاله أَبُو مُوسَى، أورده أَبُو بكر بْن أَبِي علي في الصحابة، وروى لَهُ عَنْ صخر بْن عكرمة، عَنْ كليب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «لولا أن الذنب خير للمؤمن من العجب، ما خلى اللَّه عزَّ وجلَّ بين المؤمن وبين الذنب أبدًا» . أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4497- كليب
(ب) كليب.
لَهُ صحبة. قتله أَبُو لؤلؤة يَوْم قتل عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ رَضِي اللَّه عَنْهُ.
قَالَ الزُّهْرِيّ: طعن أَبُو لؤلؤة اثني عشر رجلًا، مات منهم ستة، منهم: عُمَر، وكليب.
وعاش منهم ستة، ثُمَّ نحر نفسه بخنجره.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 3190: 4/ 1762.

(4/199)


وكليب، هُوَ الَّذِي قيل لعمر: إن امْرَأَة ماتت بالبيداء، فلم يدفنها أحد ممن مر عليها، ودفنها كليب. فَقَالَ: إني لأرجو لكليب بها خيرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، والله أعلم.
باب الكاف والنون
4498- كناز بن حصين
(ب د ع) كناز بْن حصين بْن يربوع [بن عمرو بن يربوع [1]] بن خرشة بن سعد بن طريف ابن جلان بن غنم بْن غنى بْن يعصر بْن سعد بْن قيس بْن غيلان، قاله ابْن إِسْحَاق.
وقَالَ ابْن الكلبي: هُوَ كناز بْن الحصين بْن يربوع بْن طريف بْن خرشة بْن عبيد بْن سعد بْن عوف بْن كعب بْن جلان بْن غنم بْن غنى أَبُو مرثد الغنوي.
حليت حمزة بْن عَبْد المطلب، وهو من كبار الصحابة وفضلائهم، شهد بدرًا هُوَ وابنه مرثد ابن أَبِي مرثد، روى عَنْهُ واثلة بْن الأسقع أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم يقول: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها» [2] . قيل: توفي أَبُو مرثد فِي خلافة أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، سنة إحدى عشرة، وهو ابْن ست وستين سنة، ونذكره فِي الكنى إن شاء اللَّه تَعَالى أكثر من هذا.
أخرجه الثلاثة.
4499- كنانة بن عبد ياليل الثقفي
(ب) كنانة بْن عَبْد ياليل الثقفي.
كَانَ من أشراف ثقيف الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بعد عوده عَنْ حصر الطائف، وبعد قتلهم عروة بْن مَسْعُود، فأسلموا وفيهم عثمان بْن أَبِي العاص.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
قلت: ذكر أَبُو عمر فِي حرف العين: «عَبْد ياليل» ، أَنَّهُ قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وفي حاشية الكتاب أَنَّهُ نقله عَنِ ابْنِ إِسْحَاق. والصحيح: كنانة بْن عَبْد ياليل، ذكره موسى بن عقبة،
__________
[1] ما بين القوسين المعقوفين عن سيرة ابن هشام: 1/ 678، والاستيعاب، الترجمة 2231: 3/ 1333.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 135.

(4/200)


وقَالَ المدائني: قدم كنانة بْن عَبْد ياليل على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي النفر الوفد من ثقيف، فأسلموا غير كنانة، فإنه قَالَ: لا يربني [1] رَجُل من قريش.
وخرج إِلَى نجران ثُمَّ إِلَى الروم فمات بأرض الروم كافرًا، والله أعلم.
4500- كنانة بن عدي العبشمي
(ب) كنانة بْن عدي بْن رَبِيعة بْن عَبْد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي.
هُوَ الَّذِي خرج بزينب بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لما سيرها زوجها أَبُو العاص بْن الربيع بْن عَبْد العزى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بالمدينة، وهو ابْن أخي أَبِي العاص [2] .
أخرجه أبو عمر.
4501- كندير بن سعيد
(د ع) كندير بْن سَعِيد بْن حيدة بْن قشير القشيري، وقيل: المزني.
كذا نسبه ابن منده وَأَبُو نعيم، مختلف فِي صحبته، قيل: له رؤية، ولأبيه صحبة.
روى خَالِد بْن عَبْد اللَّه، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند، عَنِ الْعَبَّاس بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ كندير بْن سَعِيد- وقَالَ مرة: عَنْ أَبِيهِ- قَالَ: حججت مرة فِي الجاهلية، فإذا أَنَا برجل يطوف بالبيت وهو يرتجز:
يا رب رد راكبي محمدًا ... رده إليَّ واصطنع عندي يدا [3]
وذكر الحديث [4] . والصحيح «عَنْ أَبِيهِ» . وَقَدْ تقدّم.
__________
[1] في المطبوعة: «يرثني» . وفي مخطوطة دار الكتب دون فقط. وقد رجحنا أنه «يربني» . والمعنى: لا يسود ويكون أميرا على رجل من قريش.
[2] كذا، والّذي يبدو من ظاهر النسب أنه ابن ابن عمه، فكنانة هو ابن عدي بن ربيعة بن عبد العزى. وأبو العاص هو ابن الربيع بن عبد العزى. وبعد أن كتبنا هذا وجدنا الحافظ في الإصابة، الترجمة 7466/ 3/ 291 يقول: «قلت: هو ابن هم أبى العاص ... » .
[3] تقدم البيت في ترجمة أبيه سعيد بن حيدة، الترجمة 2067: 2/ 385.
[4] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة، باب «بيان شفقة عبد المطلب بن هاشم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» : 1/ 366، 367 من طريق خالد بن عبد الله. وأخرج حديث حيدة بن معاوية، من طريق خارجة، عن بهز بن حكيم 1/ 367، 368، وفيه: «قالوا: من هذا؟ قالوا: سيد قريش وابن سيدها، هذا عبد المطلب بن هاشم. قلت: فما محمد هذا منه؟ قالوا، هذا ابن ابن له، وهو أحب الناس إليه، وله إبل كثيرة، فإذا ضل منها بعث فيها بنيه يطلبونها، وإذا أعيا بنوه بعث ابن ابنه، وقد بعثه في ضالة أعيا عنها بنوه، وقد احتبس عنه. فو الله ما برحت البلد حتى جاء محمد وجاء بالإبل» .

(4/201)


ورواه مسلمة بْن علقمة، عَنْ دَاوُد، عَنْ بهز بْن حكيم، عَنْ جَدّه حيدة بْن معاوية: أن حيدة خرج فِي الجاهلية معتمرًا وذكر الحديث، والأبيات، قَالَ: فقلت: من هَذَا؟
قَالَوا: سيد قريش عَبْد المطلب.
أَخْرَجَهُ ابْن منده [1] وَأَبُو نعيم، والله تَعَالى أعلم.
باب الكاف والهاء والواو
4502- كهمس الهلالي
(د ع) كهمس الهلالي.
لَهُ صحبة. روى عَنْهُ معاوية بْن قُرَّة. سكن البصرة.
رَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ [2] بْنِ مُسْلِمٍ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلالِيِّ قَالَ: «أَسْلَمْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِإِسْلامِي، ثُمَّ غِبْتُ حَوْلا، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ ضَمُرَ بَطْنِي وَنَحِلَ جِسْمِي، فَخَفَضَ فِي الطَّرْفِ ثُمَّ رَفَعَهُ، فَقُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ أَنَا كَهْمَسٌ الْهِلالِيُّ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ أَوَّلٍ. قَالَ: فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ قَالَ قُلْتُ: مَا نِمْتُ بَعْدَكَ لَيْلا، وَلا أَفْطَرْتُ نَهَارًا! قَالَ: وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمَيْنِ. قُلْتُ:
زِدْنِي، فَإِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. قَالَ: صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شهر» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4503- كهيل الأزدي
(س) كهيل الْأَزْدِيّ.
أَنْبَأَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أنبأنا أَبُو عَمْرِو ابْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ- وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: أَبُو الزَّرْقَاءِ- عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ الله القرشي، عن القاسم ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ كُهَيْلٍ الْأَزْدِيِّ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: أُصِيبَ النَّاسُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَثُرَ فِيهِمُ الْجِرَاحَاتُ، فَأَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ كَثُرَ فِيهِمُ الجراحات؟ قال:
__________
[1] أخرجه أيضا ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل: 3/ 2/ 127.
[2] في المطبوعة: «حماد بن يزيد» . ولم نجده، وقد أثبتنا ما في مخطوطة دار الكتب 111 مصطلح حديث.

(4/202)


انْطَلِقْ فَقُمْ عَلَى الطَّرِيقِ، فَلا يَمُرُّ بِكَ جَرِيحٌ إِلا قُلْتَ: «بِسْمِ اللَّهِ» ، ثُمَّ تَفَلْتَ فِي جُرْحِهِ وَقُلْتَ:
بِاسْمِ رَبِّنَا الْحَيِّ الْحَمِيدِ، مِنْ كُلِّ حَدٍّ وَحَدِيدٍ، وَحَجَرٍ تَلِيدٍ، اللَّهمّ اشْفِ لا شَافِيَ إِلا أَنْتَ» .
قَالَ كهيل: فإنه لا يقيح ولا يرم. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
4504- كوز بن علقمة
(س) كوز بْن علقمة- بالواو- وأورده الخطيب مَعَ كرز بْن علقمة. وكذلك قاله ابْن ماكولا وهو من بني بَكْر بْنِ وَائِلٍ.
قَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وهو نصراني مَعَ وفد نجران، ثُمَّ أسلم بعد ذَلِكَ.
روى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سُفْيَان، عَنِ ابْنِ السلماني، عَنْ كوز بْن علقمة قال: قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وفد نصارى نجران، ستون راكبًا، منهم أربعة وعشرون [1] رجلًا من أشرافهم، والأربعة والعشرون منهم ثلاثة يئول أمرهم إليهم: العاقب أمير القوم، وذو رأيهم، وصاحب مشورتهم، والذي يصدرون عَنْ رأيه وأمره، واسمه عَبْد المسيح.
والسيد ثمالهم [2] ، وصاحب رحلهم، واسمه النهيم [3] ، وَأَبُو حارثة بن علقمة، أحد بكر ابن وائل، أسقفهم وحبرهم، وإمامهم وصاحب مدراسهم [4] .
فلما وجهوا [5] إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ من نجران، جلس أَبُو حارثة عَلَى بغلة لَهُ، وَإِلى جنبه أخ يُقال لَهُ: كوز [6] بْن علقمة يسايره، إِذ عثرت بغلة أَبِي حارثة، فَقَالَ كوز: تعس الأبعد- يريد رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ- فَقَالَ أَبُو حارثة: بل أنت تعست! قال: ولم يا أخي؟ قَالَ: والله إنه النَّبِيّ الَّذِي كُنَّا ننتظر. فَقَالَ لَهُ كوز: فما يمنعك مِنْهُ وأنت تعلم هَذَا؟ قَالَ: ما صنع بنا
__________
[1] لفظ سيرة ابن هشام: «فيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، في الأربعة عشر، منهم ثلاثة نفر ... » .
[2] الثمال- بكسر الثاء-: الغياث، الّذي يقوم بأمر قومه.
[3] كذا، ومثله في مخطوط الدار. وفي سيرة ابن هشام: «الأيهم» .
[4] المدراس- بكسر الميم: متعبد اليهود والنصارى.
[5] أي: توجهوا.
[6] هنا قال ابن هشام في السيرة: «ويقال: كرز» .

(4/203)


هَؤُلَاءِ القوم شرفونا ومولونا وأكرمونا، وَقَدْ أَبُوا إلا خلافه، ولو فعلت لنزعوا منا ما ترى! فأضمر عَلَيْهِ مِنْهُ أخوه كوز بْن علقمة حتَّى أسلم بعد ذَلِكَ [1] .
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى هاهنا، وأمَّا الَّذِي سمعناه من رواية يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فهو «كور» بالراء، وَقَدْ تقدم أتم من هَذَا، والله أعلم.
باب الكاف والياء
4505- كيسان مولى الأنصار
(ب د ع) كيسان، مَوْلَى الأنصار.
قتل يوم أحد [2] ، قيل: إنه مَوْلَى بني عدي بْن النجار. وقيل: مَوْلَى بني مازن بْن النجار.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4506- كيسان مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم
(ب د ع) كيسان مَوْلَى رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وقيل: اسمه مهران، وقيل: طهمان، وقيل:
هرمز.
حديثه عند عطاء بْن السائب، عَنْ أم كلثوم بِنْت عليّ، عَنْهُ فِي تحريم الصدقة عَلَى آل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم [3] .
أخرجه الثلاثة.
4507- كيسان بن عبد الله
(ب د ع) كيسان بْن عَبْد اللَّه بْن طارق. وقيل: ابْن بشر، أَبُو عَبْد الرحمن. مولى خالد ابن أسيد.
عداده فِي أهل الحجاز، روى عَنْهُ ابناه عَبْد الرَّحْمَن، ونافع.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد، حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بن كثير الملكي، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَيْسَانَ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، قَالَ قُلْتُ:
أَلا تُحَدِّثُنِي عَنْ أَبِيكَ؟ [فَقَالَ: مَا سَأَلْتَنِي] [4] ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 573، 574.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 125. والاستيعاب: 3/ 1331.
[3] ينظر ترجمة طهمان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم. وقد تقدمت برقم 2645: 3/ 99.
[4] ما بين القوسين عن مسند الإمام أحمد.

(4/204)


خَرَجَ مِنَ الْمَطَابِخِ [1] ، حَتَّى أَتَى الْبَلَدَ، وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِإِزَارٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ، فَرَأَى عِنْدَ الْبِئْرِ عَبِيدًا يُصَلُّونَ، فَحَلَّ الإِزَارَ وَتَوَشَّحَ بِهِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا أَدْرِي الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرِ [2] .
وَرَوَى ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ فِي الْخَمْرِ زَمَنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَلَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ نَهَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ [3] .
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم، إلا أن ابْن منده جعل كيسان هَذَا هُوَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَأَبُو نافع، وفرق بَيْنَهُما أَبُو نعيم فجعلهما اثنين، أحدهما هَذَا، وجعل ترجمته: كيسان أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، والثاني: كيسان والد نافع، عَلَى ما نذكره. وأمَّا أَبُو عُمَر فَقَالَ: كيسان أَبُو عَبْد الرحمن ابن كيسان، يُقال: هُوَ مولى خَالِد بْن أسيد، سكن مكَّة والمدينة، روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن حديثه: رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يصلي فِي ثوب واحد [4] ، إلا أَنَّهُ لم ينسبه، وجعل كيسان بْن عَبْد اللَّه ابن طارق والد نافع، فوافق أبا نعيم فِي أنهما اثنان، وخالفه فِي أَنَّهُ جعل كيسان بْن عَبْد اللَّه أبا نافع، وجعله أَبُو نعيم أبا عَبْد الرَّحْمَن، والله أعلم.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4508- كيسان بن عبد
(ب ع س) كيسان بْن عَبْد. والد نافع بْن كيسان، يُقال: هُوَ كيسان بْن عَبْد اللَّه بْن طارق.
روى عَنِ النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي تحريم الخمر وثمنها. روى عَنْهُ ابنه نافع، وله حديث آخر قَالَ:
سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: ينزل عِيسَى ابْن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، قاله أَبُو عُمَر. وقَالَ أَبُو نعيم: كيسان والد نافع بْن كيسان، يكنى أبا نافع. أفرده سُلَيْمَان بْن أَحْمَد عَنْ كيسان أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، وقَالَ: «كيسان أَبُو نافع، غير المتقدم» جعلهما اثنين، وجعلهما بعض النَّاس- يعني ابْن منده- واحدًا، وروى لَهُ حديث تحريم الخمر وثمنها، وروى لَهُ أَبُو نعيم أيضًا حديث نزول عِيسَى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
__________
[1] المطابخ: موضع بمكة «مراصد الاطلاع» .
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 417.
[3] أخرجه الإمام أحمد في المسند عن قتيبة، عن ابن لهيعة: 4/ 335.
[4] الاستيعاب: 3/ 1330.

(4/205)


فأمَّا تحريم الخمر فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن سلمان بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ كَيْسَانَ:
أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ يَتَّجِرُ فِي الْخَمْرِ فِي زَمَنِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَأَنَّهُ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ وَمَعَهُ خَمْرٌ فِي الزِّقَاقِ، يُرِيدُ بِهَا التِّجَارَةَ. فَأَتَى رَسُولَ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي جِئْتُكَ بِشَرَابٍ جَيِّدٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: يَا كَيْسَانُ إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ [بَعْدَكَ. قَالَ: فَأَبِيعُهَا يَا رَسُول اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ] [1] وَحُرِّمَ ثَمَنُهَا، فَانْطَلَقَ كَيْسَانُ إِلَى الزِّقَاقِ فَأَخَذَ بِأَرْجُلِهَا، ثُمَّ أَهْرَاقَهَا. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. وقَالَ أَبُو مُوسَى: كَيْسَانُ أَبُو نَافِعٍ أَفْرَدَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ شَاهِينَ وَجَعْفَرٌ وَغَيْرُهُمْ، عَنْ كَيْسَانَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجَمَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بَيْنَهُمَا، وَكَأَنَّهُمَا اثْنَانِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قلت: قَدْ اتفق أَبُو نعيم وَأَبُو عُمَر عَلَى أن أبا نافع غير أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، إلا أن أبا عُمَر جعل كيسان أبا عَبْد الرَّحْمَن غير كيسان بْن عَبْد اللَّه بْن طارق، وجعل كيسان بْن عَبْد اللَّه بْن طارق هُوَ أَبُو نافع، وهو مولى خَالِد بْن أسيد، وجعل أَبُو نعيم وابن منده كيسان بْن عَبْد اللَّه هُوَ والد عَبْد الرَّحْمَن ولم ينسب أَبُو نعيم كيسان أبا نافع، والله أعلم.
وقَالَ أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر الدمشقي وَقَدْ ذكر هَذَا كيسان أبا نافع، وروى لَهُ حديث تحريم الخمر، وقَالَ: ولكيسان هَذَا حديث آخر في نزول عِيسَى ابْن مريم عَلَيْهِ السَّلام. قَالَ:
وَقَدْ أخطأ ابْن منده فِي كتابه خطأ فاحشًا، فقال كيسان بْن عَبْد اللَّه بْن طارق، وقيل: ابْن بشر عداده في أهل الحجاز، روى عَنْهُ ابناه عَبْد الرَّحْمَن ونافع، وساق فِي الترجمة هَذَا الحديث، وحديث عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ أبيه: رأيت النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ صلى فِي ثوب واحد- قَالَ: وهما اثنان، أحدهما مدني، والآخر دمشقي. وَقَدْ فرق بَيْنَهُما الْبُخَارِيّ فِي تاريخه، وابن أَبِي حاتم فِي كتابه، والبغوي فِي معجمة، إلا أن ابْن أَبِي حاتم قَالَ فِي نسب أَبِي نافع: كيسان بْن عَبْد اللَّه [2] . وحكى ذَلِكَ عَنِ ابْنِ لهيعة. وما قالوه أولى بالصواب، وجعل ابْن أَبِي عاصم كيسان أبا نافع، هُوَ الَّذِي يروي تحريم الخمر ونزول عِيسَى ابن مريم، والله أعلم.
__________
[1] ما بين القوسين المعقوفين سقط من المطبوعة، وقد أثبتناه عن مسند الإمام أحمد: 4/ 335، 336.
[2] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 165.

(4/206)


4509- كيسان مولى عتاب
(د ع) كيسان، مَوْلَى عتاب بْن أسيد. أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
روى عَمْرو بْن أَبِي عقرب، عَنْ عتاب بْن أسيد أَنَّهُ قَالَ: ما أصبت مما ولانى رسول الله إلا ثوبين معقدين، كسوتهما مولاي كيسان [1] .
أَخْرَجَهُ ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ليس فِي هَذَا دليل عَلَى أَنَّهُ من الصحابة، لأن كثيرًا من الصحابة لهم موال، وليس كلهم أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، والله تعالى أعلم.
__________
[1] تقدم هذا الحديث في ترجمة عتاب بن أسيد: 3/ 556، وشرحنا غريبة هنالك.

(4/207)


باب اللام

(4/209)