أسد الغابة في
معرفة الصحابة، ط الفكر حرف اللام
4510- لاحب بن مالك البلوى
(د) لاحب بْن مَالِك البلوي.
من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، شهد فتح
مصر. لا تعرف لَهُ رواية قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أَخْرَجَهُ ابن مندة.
4511- لاحق بن ضميرة
(س) لاحق بْن ضميرة الباهلي.
روى صالح بْن يَحيى أَبُو عباد، عَنْ عفير، عَنْ سليم
أَبِي عَامِر قَالَ: سَمِعْتُ لاحق بْن ضميرة الباهلي
يَقُولُ: وفدت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فسألته عَنِ الرجل يغزو، ويلتمس
الأجر والذكر، ما لَهُ؟ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ: «لا شيء لَهُ، إن اللَّه تبارك
وتعالى لا يقبل من العمل إلا ما كَانَ خالصًا، وما ابتغى
بِهِ وجهه» . أَخْرَجَهُ أبو موسى.
4512- لاحق بن مالك المليلى
(ب د ع) لاحق بْن مَالِك المليلي، أَبُو عقيل.
روى المسور بْن مخرمة عَنْ أَبِي عقيل لاحق، أحد بني مليل،
عَنِ النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ:
«لا تكذبوا عليّ فإنه من يكذب عليّ يلج النار» .
أَخْرَجَهُ الثلاثة [1] .
4513- لاحق بن معد
(س) لاحق بْن معد بْن ذهل.
رَوَى محمد بن إسماعيل بن القاسم، ابن أَبِي
الْعَتَاهِيَةِ الشَّاعِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ الْحَدَثَانِ يُحَدِّثُ: أَنَّ
الْبَادِيَةَ قَحِطَتْ زمن هشام
__________
[1] لم نجد ترجمة لاحق بن مالك في الاستيعاب.
(4/211)
ابن عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَدِمَتْ وُفُودُ
الْعَرَبِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، وفيهم: درواس [1] بن حبيب
بن درواس ابن لا حق بْنِ مَعْدٍ، يُحَدِّثُ وَلَهُ
أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَأَفْحَمَ الْقَوْمَ
وَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ دِرْوَاسٌ:
أَشْهَدُ باللَّه، لَقَدْ سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ دِرْوَاسِ
بْنِ لاحِقِ بْنِ مَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عن جدّه
لاحق ابن مَعْدِ بْنِ ذُهْلٍ: أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى
النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَسَمِعَهُ
يَقُولُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، وَإِنَّ الْوَالِي مِنَ الرَّعِيَّةِ
كَالرَّوْحِ مِنَ الْجَسَدِ ... » وَذَكَرَ قِصَّةً
طَوِيلَةً. أَخْرَجَهُ أَبُو موسى.
4514- لاشر بن حمير
(د ع) لاشر بْن حمير أَبُو ثعلبة الخشني.
سماه مُسْلِم بْن الحجاج وقيل: جرهم بْن ناشم. وقيل:
جرثوم. تقدم ذكره، ويرد في الكنى أتم من هذا، إن شاء الله
تعالى.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4515- لبدة بن عامر بن خثعمة
لبدة بْن عَامِر بْن خثعمة.
ممن أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ووجهه
أَبُو عبيدة بْن الجراح قائدًا عَلَى خيل بعد وقعة اليرموك
من مرج الصفر إِلَى فحل [2] من أرض فلسطين، ذكره سيف بْن
عُمَر.
أَخْرَجَهُ أَبُو الْقَاسِم بْن عساكر.
4516- لبدة بن كعب
(د ع) لبدة بْن كعب أَبُو تريس [3] .
عداده فِي أهل مصر. رَوَى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ
مُجَمِّعِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي تريس [3] لبدة كَعْبٍ
قَالَ: حَجَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، ثُمَّ حَجَجْتُ
الثَّانِيَةَ، ثُمَّ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْلَى
مِنَ الدَّمِ، أكلته في الجاهلية، وصليت حلف عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ، فَقَرَأَ سُورَةَ الْحَجِّ فَسَجَدَ فِيهَا
سَجْدَتَيْنِ.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة: «درواش» بالشين. والمثبت عن مخطوطة الدار
والإصابة. وقد ذكر الحافظ أيضا في الإصابة أن رآها بخط
شيخه الحافظ العلائى: «درباس» ، بالباء الموحدة من تحت.
[2] في المطبوعة: «قحل» . بالقاف. وهو خطأ. وفحل- بكسر
الفاء وسكون الحاء-: موضع بالشام. «مراصد الاطلاع» .
[3] ضبط في الإصابة بوزن عظيم. وسيأتي عن ابن ماكولا أنه
بضم التاء وفتح الراء مصغرا.
(4/212)
قَالَ ابْن ماكولا: وأمَّا تريس: أوله تاء
مضمومة معجمة باثنتين من فوقها، وبعدها راء، فهو أَبُو
تريس حملة [1] بْن عَامِر، روى عَنْ عُمَر. ذكره أَبُو
عُمَر الكندي فِي تابعي أهل مصر، وأظنه هَذَا، وَإِنما
اختلفوا فِي اسمه، والله أعلم.
4517- لبد ربه
(س) لبد ربّه [2] أبو السّنابل ابن بعكك.
كذا قاله أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي،
وسأل رجل الدار قطنى عَنِ اسم أَبِي السنابل، فَقَالَ
اسمه: لبد ربه.
وَقَدْ اختلفوا فِي اسم أَبِي السنابل، وهو بكنيته أشهر.
ونذكره في الكني إن شاء اللَّه تَعَالى أتم من هَذَا.
أَخْرَجَهُ أبو موسى.
4518- لبدة بن قيس
لبدة بْن قيس بْن النعمان بْن سنان بْن عُبَيْد
الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، شهد بدرًا.
قاله ابن الكلبي.
4519- لبى بن لبا
(ب د ع) لبي بْن لبا [3] الأسدي. لَهُ صحبة.
روى أَبُو بلج [4] جارية بْن بلج قَالَ: رَأَيْت لبي بْن
لبا، رجلًا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وَسَلَّمَ عَلَيْهِ مطرف خز [5] أحمر، وَقَدْ سبق فرس
لَهُ، فجلله برداء لَهُ عدني.
أَخْرَجَهُ الثلاثة [6] .
قَالَ ابْن ماكولا: ذكره ابْن قانع فِي باب الألف من معجم
الصحابة، وظن أن اسمه «أَبِي» ووهم فِي ذَلِكَ وَإِنما
هُوَ لبي بضم اللام، وبعدها باء موحدة.
__________
[1] كذا في المطبوعة ومخطوطة الدار، وفي تاج العروس، مادة
«ترس» : «جملة» ، بالجيم.
[2] في المطبوعة: «لبدريه» . وفي الإصابة 4/ 96: «لبيد ربه
بالإضافة» . وقد أثبتنا ما في المخطوطة، ويقتضيه الترتيب.
[3] في المطبوعة: «لبى بن لبى» ، والمثبت عن الإصابة، قال
الحافظ في الترجمة 7542/ 3/ 307: «لبى بن لبا، الأول
بموحدة مصغرا، وأبوه بموحدة خفيفة، وزن عصا» .
[4] في المطبوعة: «أبو بلخ» ، و «جارية بن بلخ» . بالخاء.
والمثبت عن الجرح والتعديل لابن أبى حاتم 1/ 1/ 521
[5] المطرف- بكسر الميم وضمها: رداء من خز مربع.
[6] الاستيعاب، الترجمة 2240: 3/ 3/ 1340.
(4/213)
4520- لبيبة الأنصاري
(د ع) لبيبة الْأَنْصَارِيّ، أَبُو عَبْد الرَّحْمَن.
روى ابْن أَبِي فديك، عَنْ يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن
عَنْ لبيبة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده أن النَّبِيّ صَلَّى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَرَأَ: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا
مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ 4: 41 [1] ... الآية،
فَقَالَ: شهدت عَلَى من أَنَا بين أظهرهم، فكيف لمن لم
أره. ومن حديثه: أهدى إلى النبي صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ شاة مسمومة» وقولُه: «من أطاق الصيام فليصم» .
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4521- لبيد بن ربيعة
(ب د ع) لبيد بْن رَبِيعة بْن عَامِر بْن مَالِك بْن
جَعْفَر بْن كلاب بْن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري،
ثُمَّ الجعفري.
كَانَ شاعرًا من فحول الشعراء، وفد عَلَى رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة وفد قومه بنو
جَعْفَر، فأسلم وحسن إسلامه.
أنشدت لَهُ عَائِشَة رَضِي اللَّه عَنْهَا قولُه:
ذهب الَّذِينَ يعاش فِي أكنافهم ... وبقيت فِي خلف كجلد
الأجرب
فقالت: رحم اللَّه لبيدًا، كيف لو أدرك زماننا هَذَا! [2]
وهو حديث مسلسل، لولا التطويل لذكرناه.
وروى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: أصدق كلمة قالها شاعر كلمة
لبيد:
ألا كل شيء ما خلا اللَّه باطل
ولما أسلم لبيد ترك قول الشعر، فلم يقل غير بيت واحد، وهو
قولُه:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه القرين
الصالح
وقيل: بل قَالَ:
الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتَّى اكتسيت من الإسلام
سربالا [3]
__________
[1] سورة النساء، آية: 41.
[2] الاستيعاب: 3/ 1337.
[3] الشعر والشعراء لابن قتيبة: 1/ 275.
(4/214)
وقيل: إن هَذَا البيت لغيره، وَقَدْ
ذكرناه. وقيل: بل قَالَ:
وكل امرئ يومًا سيعلم سعيه ... إِذَا كشفت عند الإله
المحاصد
وقَالَ أكثر أهل الأخبار: لم يقل شعرًا منذ أسلم.
وكان شريفًا فِي الجاهلية والإسلام، وكان قَدْ نذر أن لا
تهب الصبا [1] إلا نحر وأطعم. ثُمَّ إنه نزل الكوفة، وكان
المغيرة بْن شُعْبَة إِذَا هبت الصبا يَقُولُ: أعينوا أبا
عقيل عَلَى مروءته: قيل:
هبت الصبا يومًا، وهو بالكوفة، ولبيد مقتر مملق، فعلم بذلك
الْوَلِيد بْن عقبة بْن أَبِي معيط وكان أميرًا عليها،
فخطب النَّاس وقَالَ: إنكم قَدْ عرفتم نذر أَبِي عقيل، وما
وكد عَلَى نفسه، فأعينوا أخاكم. ثُمَّ نزل، فبعث إِلَيْه
بمائة ناقة، وبعث النَّاس إِلَيْه فقضى نذره، وكتب إِلَيْه
الْوَلِيد:
أرى الجزار يشحذ شفرتيه ... إِذَا هبت رياح أَبِي عقيل
أغر الوجه أبيض عامري ... طويل الباع كالسيف الصقيل
وفي ابْن الجعفري بحلفتيه ... عَلَى العلات [2] والمال
القليل
بنحر الكوم إذ سحبت عَلَيْه ... ذيول صبًا تجاوب بالأصيل
[3]
فلما أتاه الشعر قال لابنته: أجيبيه، فقد رأيتينى وما أعيا
بجواب شاعر. فقالت:
إِذَا هبت رياح أَبِي عقيل ... دعونا عند هبتها الوليدا
أشم الأنف أصيد عبشميًا ... أعان عَلَى مروءته لبيدا [4]
بأمثال الهضاب كأن ركبًا ... عليها من بني حام قعودًا
أبا وهب جزاك اللَّه خيرًا ... نحرناها وأطعمنا الثريدا
فعد إن الكريم له معاد ... وظنّى يا ابن أروى أن تعودا
ثُمَّ عرضت الشعر عَلَى أبيها، فَقَالَ: قَدْ أحسنت، لولا
إنك استزدتيه! فقالت: والله ما استزدته إلا أَنَّهُ ملك،
ولو كان سوقة لم أفعل. [5]
__________
[1] الصبا: ريح تهب من مطلع الشمس إذا استوى الليل
والنهار.
[2] على العلات: على كل حال، في عسره ويسره.
[3] الكوم: جمع أكوم أو كوماء، والأكوم: البعير الضخم
السنام. تجاوب: تتجاوب.
[4] عبشمى: أي من بنى عبد شمس بن عبد مناف.
[5] ينظر الخبر والأبيات في الشعر والشعراء: 1/ 276، 277،
والكامل للمبرد: 2/ 781- 783، والاستيعاب:
3/ 1335، 1336.
(4/215)
وكان لبيد بْن رَبِيعة وعلقمة بْن علاثة
العامريان من المؤلفة قلوبهم وحسن إسلامهما.
ومما يستجاد من شعره قولُه من قصيدة يرثي أخاه أربد [1] :
أعاذل، ما يدريك إلا تظنيًا [2] ... إِذَا رحل السفار: من
هُوَ راجع
أتجزع مما أحدث الدهر للفتى ... وأي كريم لم تصبه القوارع
لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما
اللَّه صانع
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه ... يحور رمادًا بعد ما هُوَ
ساطع
وما البر إلا مضمرات من التقى ... وما المال إلا معمرات
ودائع
وقَالَ عُمَر بْن الخطاب يومًا للبيد بْن رَبِيعة أنشدني
شيئًا من شعرك. فَقَالَ: ما كنت لأقول شعرًا بعد أن علمني
اللَّه «البقرة» «وآل عمران» ، فزاده عُمَر فِي عطائه
خمسمائة، وكان ألفين. فلما كَانَ في زمن معاوية قَالَ لَهُ
معاوية: هذان الفودان [3] ، فما بال العلاوة؟ يعني
بالفودين الألفين، وبالعلاوة الخمسمائة، وأراد أن يحطه
إياها فَقَالَ: أموت الآن وتبقى لَكَ العلاوة والفودان!
فرق لَهُ وترك عطاءه عَلَى حاله، فمات بعد ذَلِكَ بيسير.
وقيل: إنه لم يدرك خلافة معاوية، وَإِنما مات بالكوفة فِي
إمارة الْوَلِيد بْن عقبة عليها فِي خلافة عثمان. وهو أصح.
ولما مات بعث الْوَلِيد إِلَى منزله عشرين جزورًا، فنحرت
عَنْهُ.
روى أن الشَّعْبِيّ قَالَ لعبد الملك بْن مروان تعيش ما
عاش لبيد بْن رَبِيعة. وذلك أَنَّهُ لما بلغ سبعًا وسبعين
سنة أنشأ يَقُولُ [4] :
باتت تشكي إليَّ النفس مجهشة ... وَقَدْ حملتك سبعا بعد
سبعينا
فإن تزادي ثلاثًا تبلغي أملا ... وفي الثلاث وفاء
للثمانينا
عاش حتَّى بلغ تسعين، فَقَالَ:
كأني وَقَدْ جاوزت تسعين حجة ... خلعت بها عَنْ منكبي
ردائيا
__________
[1] الشعر والشعراء: 1/ 278، 279، والاستيعاب: 3/ 1337.
[2] تظنيا: أصله «تظننا» ، قال أبو عبيدة: «تظنيت من ظننت،
وأصله: تظننت، فكثرت النونات، فقلبت إحداها ياء، كما
قالوا: قصيت أظفارى، والأصل: قصصت» .
[3] الفودان: العدلان، مثنى عدل، بكسر فسكون، وهو المثيل
والنظير.
[4] الاستيعاب: 3/ 1338.
(4/216)
ثُمَّ عاش حتَّى بلغ مائة وعشرًا فَقَالَ:
أليس فِي مائة قَدْ عاشها رَجُل ... وفي تكامل عشر بعدها
عُمَر
ثُمَّ عاش حتَّى بلغ مائة وعشرين، فَقَالَ:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هَذَا النَّاس كيف
لبيد؟
وقَالَ مَالِك بْن أنس: بلغني أن لبيد بْن رَبِيعة عاش
مائة وأربعين سنة.
وقيل: مات وهو ابْن مائة وسبع وخمسين سنة. وقيل: مات سنة
إحدى وأربعين.
ثُمَّ دخل معاوية الكوفة، وتسلم الأمر ونزل بالنخيلة [1]
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4522- لبيد بن سهل
(ب د ع) لبيد بْن سهل الْأَنْصَارِيّ.
قَالَ أَبُو عُمَر: لا أدري من أنفسهم أَوْ حليف لهم. لَهُ
ذكر فِي قصة بني أبيرق.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بإسناده عن
يونس بن بكير عَنِ [ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ] [2] عَاصِمِ
بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
قَتَادَةَ بْن النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَ بنو أبيرق- رهط
مِنْ بَنِي ظَفَرَ- وَكَانُوا ثَلاثَةً: بَشِيرَ، وَبِشْرَ
وَمُبَشِّرَ، وَكَانَ بَشِيرُ يُكْنَى أَبَا طُعْمَةَ،
وَكَانَ شَاعِرًا مُنَافِقًا، وَكَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ
يَهْجُو بِهِ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم،
ثم تمول: قَالَهُ فُلانٌ. فَإِذَا بَلَغَهُمْ ذَلِكَ
قَالُوا: كَذَبَ وَاللَّهِ عَدُوُّ اللَّهِ، مَا قَالَهُ،
إِلا هُوَ. وَكَانَ عَمُّهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ رَجُلا
مُوسِرًا، أَدْرَكَهُ الإِسْلامُ، وَقَدْ عَسَا [3] ،
وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ لَهُ يَسَار فَقَدِمَتْ
عَلَيْهِ هَذِهِ الضَّافِطَةِ [4] مِنَ الشَّامِ تَحْمِلُ
الدَّرْمَكَ، ابْتَاعَ لِنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْعِيَالُ
فَإِنَّمَا كَانَ يُقِيتُهُمُ الشَّعِيرَ. فَقَدِمَتْ
ضَافِطَةٌ- وَهُمُ الأَنْبَاطُ- تَحْمِلُ دَرْمَكًا،
فَابْتَاعَ رِفَاعَةُ لِنَفْسِهِ مِنْهَا حِمْلَيْنِ،
فَجَعَلَهُمَا، فِي عِلِّيَّةٍ [5] لَهُ، وَكَانَ فِي
عِلِّيَّتِهِ دِرْعَانِ وَمَا يُصْلِحُهُمَا مِنْ
آلَتِهِمَا، فَتَطَرَّقَهُ بَشِيرٌ مِنَ اللَّيْلِ،
فَأَخَذَ الطَّعَامَ وَالسِّلاحَ.
فَلَمَّا أَصْبَحَ عَمِّي [6] بَعَثَ إِلَيَّ
فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: أُغِيرَ عَلَيْنَا هَذِهِ
اللَّيْلَةَ، فَذَهَبَ بِطَعَامِنَا وَسِلاحِنَا!
__________
[1] في المطبوعة: «النجيلة» . بالجيم، والمثبت عن
الاستيعاب، والنجيلة: موضع قرب الكوفة، على سمت الشام.
«مراصد الاطلاع» .
[2] ما بين القوسين زيادة لا بد من إثباتها، فيونس يروى
هذا عن ابن إسحاق، الّذي يروى عن عاصم بن عمر، كما في
تفسير الطبري: 9/ 177، وتحفة الأحوذي، تفسير سورة النساء:
8/ 395- 399. وينظر أيضا رفاعة ترجمة بن زيد، وقد تقدمت
برقم 1688: 2/ 227.
[3] عسا: كبر وأسن.
[4] الضافطة: قوم من الأنباط، كانوا يحملون إلى المدينة
الدقيق والزيت وغيرهما. والدرمك: الدقيق النقي الأبيض.
[5] العلية- بكسر العين، والضم لغة، وتشديد اللام مكسورة،
وآخره ياء مشددة-: الغرفة.
[6] في المطبوعة: «فلما أصبح عمر» . وهو خطأ. والمتحدث هو
قتادة بن النعمان، ابن أخى رفاعة بن زيد، وينظر ترجمة
رفاعة: 2/ 227. وقد ورد «عمى» في مخطوطة دار الكتب على
الصواب.
(4/217)
فَقَالَ بَشِيرٌ وَإِخْوَتُهُ: وَاللَّهِ
مَا صَاحِبُ مَتَاعِكُمْ إِلا لَبِيدُ بْنُ سَهْلٍ- رَجُلٌ
مِنَّا، كَانَ ذَا حَسَبٍ وَصَلاحٍ- فَلَمَّا بَلَغَهُ مَا
قَالُوهُ: أَصْلَتَ [1] السَّيْفَ، ثُمَّ أَتَى بَنِي
أُبَيْرِقٍ فَقَالَ: أنا أسرق؟ فو الله لَيُخَالِطَنَّكُمْ
هَذَا السَّيْفُ أَوْ لَيُبَيِّنَنَّ مَنْ صَاحِبُ هذه
السرقة. فقالوا: انصرف عنا، فو الله إِنَّكَ مِنْهَا
لَبَرِيءٌ.. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ- وَقَدْ تَقَدَّمَ
ذِكْرُهُ [2]- وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الآيَاتِ:
إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ
لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ 4: 105 [3] ، إِلَى قولُه
تَعَالَى: وَمن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ
يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً
وَإِثْماً مُبِيناً 4: 112، قولهم لِلَبِيدٍ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: قَدْ ذكر ابْن الكلبي نسب لبيد فَقَالَ: هُوَ ابْن
سهل بْن الحارث بْن عروة [4] بْن عَبْد رزاح بْن ظفر، وهو
الَّذِي اتهم بالدرع، وعجب لأبي عُمَر، كيف يَقُولُ: «لا
أدري أهو من أنفسهم أَوْ حليف» ، مَعَ علمه بالنسب؟!
4523- لبيد بن عطارد
(ب) لبيد بْن عطارد التميمي.
أحد الوفد القادمين عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من بني تميم، وهو أحد وجوههم.
أسلم سنة تسع.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر، وقَالَ: لا أعلم لَهُ خبرًا غير
ذكره فِي ذلك الوفد [5] .
4524- لبيد بن عقبة التجيبي
(د) لبيد بْن عقبة التجيبي.
عداده فِي الصحابة. شهد فتح مصر، ولا تعرف لَهُ رواية.
قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن مندة.
__________
[1] في المطبوعة: «صلت» . ولم نجد منه فعلا ثلاثيا. وأصلت
السيف: جرده من غمده.
[2] يعنى في ترجمة رفاعة بن زيد.
[3] سورة النساء، الآيات: 106- 111. وينظر الآثار
والأحاديث في ذلك في تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير:
2/ 358- 364، بتحقيقنا.
[4] كذا، وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم 323: «عذرة» .
[5] الاستيعاب، الترجمة 2235: 3/ 1339. هذا وقد أخرج
إبراهيم الحربي في غريب الحديث أثرا في حديث دار بين لبيد
بن عطارد وعمر رضى الله عنه. ينظر الإصابة، الترجمة 7545:
3/ 309.
(4/218)
4525- لبيد بن عقبة بن رافع
(ب) لبيد بْن عقبة بْن رافع بْن امرئ القيس- وقيل: لبيد
بْن رافع بْن امرئ القيس ابن يَزِيدَ بْن عَبْد الأشهل
الْأَنْصَارِيّ الأشهلي. وهو والد محمود بْن لبيد.
لَهُ صحبة ولابنه محمود أيضا صحبة.
أخرجه أبو عمر.
4526- لبيد
(س) لبيد من أصحاب النبي.
روى يَحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن لبيد، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدّه لبيد قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ! «إِذَا صام الغلام ثلاثة أيام وقوي عليها
أمر بصوم رمضان» أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى، وقَالَ: هُوَ
لبيبة، وَقَدْ أخرجوه، وَإِنما كذا ذكره عبدان.
4527- اللجلاج بن حكيم
(د ع) اللجلاج بْن حكيم، أخو الجحاف بْن حكيم السلمي. يعد
فِي أهل الجزيرة.
روى أبو المليح، عن محمد بن خالد السلمي، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدِّهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: سَمِعْتُ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «إن العبد إِذَا سبقت لَهُ من اللَّه منزلة لم
يبلغها بعمله، ابتلاه اللَّه فِي جسده، أَوْ فِي ماله،
أَوْ فِي ولده، ثُمَّ صبره عَلَى ذَلِكَ، حتَّى يبلغه
منزلته التي سبقت لَهُ من اللَّه عز وجل» . أخرجه ابن منده
وَأَبُو نعيم.
قلت: إن كَانَ اللجلاج أخا الجحاف، فهو ابْن حكيم بْن عاصم
بْن سباع بْن خزاعي بن محارب ابن مرة بْن هلال بْن فالج
بْن ذكوان بْن ثعلبة بْن بهثة بْن سليم بْن مَنْصُور
السلمي ثُمَّ الذكواني.
وللجحاف أخبار كثيرة فِي قتال تغلب [1] ، وهو الَّذِي
يَقُولُ فِيهِ الأخطل: [2]
لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إِلَى الله منها المشتكى
والمعوّل
__________
[1] في المطبوعة: «ثعلب» بالثاء والعين. والصواب ما
أثبتناه عن معجم البلدان لياقوت مادة: «بشر» . وجمهرة
أنساب العرب لابن حزم: 252.
[2] تقدم البيت في ترجمة الجحاف: 1/ 326. والبشر: اسم جبل
يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام، من جهة البادية. وقد
ذكر ياقوت البيت في معجم البلدان، وذكر قصة هذه الوقعة.
(4/219)
4528- اللجلاج ابو العلاء العامري
(ب د ع) اللجلاج، أَبُو العلاء العامري بْن عَامِر بْن
صعصعة.
لَهُ صحبة. سكن دمشق. روى عَنْهُ ابناه: العلاء، وخالد.
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج، عَنْ أَبِي همام [1] ،
عَنْ مبشر [2] بْن إِسْمَاعِيل الحلبي، عَنْ عَبْد
الرَّحْمَن بْن العلاء بْن اللجلاج، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدّه قَالَ: أسلمت مَعَ رَسُول اللَّه صلّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ، وأنا ابْن سبعين [3] سنة. ومات اللجلاج
وهو ابْن عشرين ومائة سنة، وقَالَ: ما ملأت بطني من طعام
منذ أسلمت مَعَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ،
آكل حسبي، وأشرب حسبي.
قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج: كتب عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ هَذَا الحديث، وأدخله فِي
تاريخه.
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ سُكَيْنَةَ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أبو غالب الماوردي، مناولة، بإسناده عن أبي
دَاوُدَ:
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ
دَاوُدَ بْنِ صُبَيْحٍ- قَالَ عَبْدَةُ: أَنْبَأَنَا
جَرْمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
عُمَرَ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلاجِ حَدَّثَهُ أَنَّ
أَبَاهُ اللَّجْلاجَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا
فِي السُّوقِ يَعْتَمِلُ [4] فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ تَحْمِلُ
صَبِيًّا، فَثَارَ النَّاسُ مَعَهَا وَثرْتُ فِيمَنْ
ثَارَ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى النبي صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ أَبُو هَذَا مَعَكَ؟
فَسَكَتَتْ، فَقَالَ شَابٌّ: أَنَا أَبُوهُ يَا رَسُولَ
الله. فنظر رسول الله رسول صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
إِلَى بَعْضِ مَنْ حَوْلَهُ، فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ.
فَقَالُوا: مَا عَلِمْنَا إِلا خَيْرًا. فَقَالَ لَهُ
النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: هَلْ أَحْصَنْتَ؟
قَالَ. نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ.
قَالَ: فَرَمَيْنَاهُ بِالْحِجَارَةِ حتَّى هَدَأَ،
فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ عَنِ الْمَرْجُومِ،
فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى النبي صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: هَذَا يَسْأَلُ عَنِ الْخَبِيثِ.
فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: هُوَ
عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ
فَإِذَا هُوَ أَبُوهُ، فَأَعَنَّاهُ عَلَى غُسْلِهِ
وَتَكْفِينِهِ وَدَفْنِهِ، وَمَا أَدْرِي قَالَ:
«وَالصَّلاةِ عَلَيْهِ» أَمْ لا. أَخْرَجَهُ الثلاثة، إلا
أن أبا عُمَر جعله عامريًا، ووافقه الْبُخَارِيّ، وأمَّا
ابْن منده وَأَبُو نعيم فلم ينسباه، وجعله ابن أبى عاصم
أسلميا، والله أعلم.
__________
[1] في الاستيعاب: «عن همام» . والصواب «عن أبى همام» ،
وهو الوليد بن شجاع. ينظر ترجمته في التهذيب: 11/ 135.
[2] في الاستيعاب: «بشر بن إسماعيل» . وهو خطأ أيضا، ينظر
ترجمة مبشر في التهذيب: 10/ 31.
[3] في الاستيعاب: «ابن خمسين سنة» .
[4] اعتمل الرجل: عمل بنفسه.
(4/220)
4529- لصيت بن جشم
(د ع) لصيت بْن جشم [1] بْن حرملة.
لَهُ ذكر فِي الصحابة. شهد فتح مصر، لا تعرف لَهُ رواية،
قاله [2] ابْن يونس.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4530- لقس بن سلمان
(د ع) لقس بْن سلمان. مَوْلَى كعب بْن عجرة.
أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وروى عَنْ كعب
[3] . روى حديثه أَبُو ضمرة، عن سعد بن إسحاق بن كعب، عَنْ
أبيه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكره
المتأخر- يعني ابن منده- ولم يزد عَلَى ما ذكرناه، ولم
يتابعه أحد من أهل المسانيد ولا التواريخ.
4531- لقمان بن شبه
(ب) لقمان بْن شبة بْن معيط، أَبُو حصين العبسي.
قَالَ أَبُو جَعْفَر الطبري: هُوَ أحد التسعة الذين وفدوا
عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلّم
وأسلموا.
أخرجه أبو عمر.
4532- لقيط بن أرطاة
(ب د ع) لقيط بْن أرطاة السكوني. يعد فِي الشاميين.
روى مسلمة بْن عليّ الخشني، عَنْ نصر بْن علقمة، عَنْ أخيه
محفوظ، عَنْ عبد الرحمن ابن عائذ، عَنْ لَقِيطِ بْنِ
أَرْطَاةَ السَّكُونِيُّ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: إن
لنا جارًا يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَيَأْتِي الْقَبِيحَ،
فَارْفَعْ أَمْرَهُ إِلَى السلطان؟ قَالَ: لقد قتلت تسعة
وتسعين من الْمُشْرِكِينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، ما أُحِبُّ أَنِّي قَتَلْتُ
مِثْلَهُمْ، وَأَنِّي كَشَفْتُ قِنَاعَ مُسْلِم.
وروى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ أيضًا أَنَّهُ
قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله
وَسَلَّمَ ورجلاي معوجتان لا يمسان الأرض، فدعا لي، فمشيت
على الأرض.
__________
[1] في المطبوعة: «خيثم» ، مكان: «جشم» . والمثبت عن
مخطوطة الدار، والإصابة.
[2] في المطبوعة: «قال ابن يونس» . والصواب ما أثبتناه.
وفي الإصابة: «نقله ابن مندة عن ابن يونس» .
[3] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 7573/ 3/ 314: «وحديثه
عنه في معجم الطبراني» .
(4/221)
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الحديث فِي ترجمة
أرطاة بْن المنذر، وتقدم الكلام عَلَيْهِ هناك، فلا نطوّل
بذكره [1] .
أخرجه الثلاثة.
4533- لقيط بن الربيع
(ب د ع) لقيط بْن الربيع بْن عَبْد العزى بْن عَبْد شمس بن
عبد مناف أَبُو العاص الْقُرَشِيّ العبشمي. صهر رَسُول
الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى ابنته زينب،
وأمه [2] هالة بِنْت خويلد، أخت خديجة بِنْت خويلد زوج
النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. وقيل: اسمه
الْقَاسِم. وهذا أصح ما قيل فِيهِ، قاله أَبُو عُمَر [3] .
وقيل فِي اسمه غير ذَلِكَ.
وهو الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ: «حَدَّثَنِي فصدقني، ووعدني فوفى [4] لي»
. ونذكر هَذَا فِي زينب بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ورضي عَنْهَا.
وهو والد أمامة بِنْت أَبِي العاص التي حملها النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فِي الصلاة، وكانت
زينب قَدْ هاجرت بعد وقعة بدر، ثُمَّ أسلم بعد ذَلِكَ،
فأعادها إليه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ بنكاح جديد ومهر جديد، قاله عَبْد اللَّه بْن
عَمْرو بْن العاص. وقَالَ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس:
أعادها إِلَيْه رَسُول اللَّه صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ بالنكاح الأول، والله أعلم.
وتوفي سنة اثنتي عشرة.
أخرجه الثلاثة.
4534- لقيط بن صبرة
(د ع) لقيط بْن صبرة، أَبُو عاصم.
عداده فِي أهل الحجاز. روى عَنْهُ ابنه عاصم.
روى إِسْمَاعِيل بْن كَثِير، عَنْ عاصم بن لقيط بن صبرة،
عن أبيه قال: كنت وافد بنى
__________
[1] ينظر: 1/ 73، 74.
[2] كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 157، 158.
[3] الاستيعاب: 3/ 1339، 1340.
[4] أخرجه البخاري في كتاب الشروط معلقا، باب «الشروط في
المهر عند النكاح» : 3/ 249، وفي كتاب النكاح، باب «الشروط
في النكاح» : 7/ 26. وكتاب فضائل أصحاب النبي، باب «ذكر
أصهار النبي صلى الله عليه وآله وسلّم» : 5/ 28، 29.
وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب «فضائل فاطمة بنت
النبي عليه الصلاة والسلام» : 7/ 141، 142.
(4/222)
المنتفق إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فلم نجده، فأطعمتنا
عَائِشَة تمرًا، وعصدت [1] لنا عصيدة، إذ جاء رَسُول
اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلْ
طعمتم من شيء؟ قَلناَ: نعم. فبينا نَحْنُ عَلَى ذلك دفع
الراعي الغنم إِلَى المراح وعلى يده سخلة [2] ، فقال: هَلْ
ولدت؟ قال: نعم. قَالَ: فاذبح شاة. ثُمَّ أقبل علينا بوجهه
فَقَالَ: لا تحسبن أنا ذبحنا الشاة لأجلكم، لنا غنم مائة
لا نريد أن تزيد عليها، إذا ولدت بهمة ذبحنا شاة ... وذكر
الحديث فِي الوضوء. رَوَاهُ الثوري [3] ، وقرة بْن خَالِد،
ويحيى بْن سليم، وابن جريج، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن كَثِير.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ
الزَّرْزَارِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ،
وَالْحُسَيْنُ بْنُ يُوحن ابن أَتوَيْهِ بْنِ النُّعْمَانِ
الْبَاورِيُّ إِجَازَةً قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَمامِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ،
أَنْبَأَنَا الأَدِيبُ أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ [بْنِ محمد] [4] بن الْحُسَيْنِ مهرير [5]
النَّحْوِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ زَاذَانَ، أَنْبَأَنَا
مأمون بن هارون ابن طُوسِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بن حمدان البسطامي الطائي، حدثنا
الفضل ابن دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي
هَاشِمٍ، عَنْ عاصم بن لقيط بن صبرة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ
فَقَالَ: «أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَخَلِّلِ الأَصَابِعَ،
وَإِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَبَالِغْ، إِلا أَنْ تَكُونَ
صَائِمًا» [6] .
قَالَ: وأَنْبَأَنَا الطائي، حَدَّثَنَا أَبُو عاصم النبيل
وعثمان بْن عُمَر قالا: حَدَّثَنَا روح، عَنْ إِسْمَاعِيل
بْن كَثِير، عَنْ عاصم بْن لقيط بْن صبرة، عن أبيه وافد
بنى المنتفق، نحوه. أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4535- لقيط بن عامر
(ب د ع) لقيط بْن عَامِر بْن المُنْتَفِق بْن عَامِر بْن
عقيل بْن كَعْب بْن عَامِر بْن صعصعة أَبُو رزين العقيلي.
__________
[1] العصيدة: دقيق يلت بالسمن ويطبخ.
[2] السخلة- بفتح فسكون-: تطلق على الذكر والأنثى من أولاد
الضأن والمعز ساعة تولد.
[3] رواية الثوري في مسند الإمام أحمد: 4/ 33. ورواية ابن
جريج في المسند أيضا: 4/ 211.
[4] ما بين القوسين عن مخطوطة دار الكتب.
[5] كذا في المطبوعة ومخطوطة الدار. وفي العبر للذهبى 4/
143: «مهربزد» .
[6] أخرجه الإمام أحمد عن وكيع، عن سفيان، المسند: 4/ 32،
33.
(4/223)
لَهُ صحبة ووفادة عَلَى رَسُول اللَّه
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَيُقَال: لقيط بْن
صبرة، قاله ابْن منده.
وقَالَ أَبُو عُمَر: لقيط بْن عَامِر العقيلي، أَبُو رزين،
وهو أيضًا ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته، وَيُقَال:
لقيط بْن صبرة، نسبة إِلَى جَدّه، وهو: لقيط بْن عَامِر
بْن صبرة بْن عَبْد اللَّهِ بْن المنتفق. وَيُقَال:
لقيط بْن المنتفق. فمن قَالَ: «لقيط بْن صبرة» ، نسبة إلى
جده، وهو لقيط بن عامر ابن صبرة بن عبد الله بن المنتفق بن
عليّ بْن عقيل بْن كَعْب بْن رَبِيعة بْن عَامِر بْن
صعصعة، وهو وافد بني المنتفق إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. وَقَدْ قيل: إن لقيط بْن
عَامِر غير لقيط بْن صبرة، وليس بشيء، روى عَنْهُ وكيع بْن
عدس، وابنه عاصم بْن لقيط، وعمرو بْن أوس وغيرهم.
قَالَ أَبُو عِيسَى فِي كتاب العلل: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن
إِسْمَاعِيل يَقُولُ: أَبُو رزين العقيلي هُوَ:
لقيط بْن عَامِر، وهو عندي لقيط بْن صبرة- قَالَ قلت:
أَبُو رزين العقيلي هُوَ لقيط بْن صبرة؟ قَالَ:
نعم. قلت: فحديث أَبِي هاشم عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عَنْ
أَبِيهِ هُوَ عَنْ أَبِي رزين العقيلي؟
قَالَ: نعم.
قَالَ أَبُو عِيسَى: وأمَّا أكثر أهل الحديث فقالوا: لقيط
بْن صبرة هُوَ لقيط بْن عَامِر- قَالَ: وسألت عَبْد اللَّه
بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ هَذَا، فأنكر أن يكون لقيط بن
صبرة هو لقيط ابن عَامِر. وأمَّا مُسْلِم بْن الحجاج
فجعلهما فِي كتاب الطبقات اثنين، والله أعلم.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ صَدَقَةَ الْفَقِيهُ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
النَّسَائِيِّ: حدثنا عمرو ابن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى
بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ أَبِي
رَزِينِ بْنِ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ قال: قلت: يا رسول
الله، إنا كنا نَذْبَحُ ذَبَائِحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي
رَجَبٍ، فَنَأْكُلُ وَنُطْعِمُ مَنْ جَاءَنَا؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: لا
بَأْسَ بِهِ- قَالَ وَكِيعُ بْنُ عُدُسٍ: فَلا أَدَعُهُ-
قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ الإِيمَانِ: فَقَالَ: أَنْ
تُؤْمِنَ باللَّه وَرَسُولِهِ، وَلا يَكُونَ شَيْءٌ
أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرُسُلِهِ،
وَلأَنْ تُؤْخَذَ فَتُحْرَقَ بِالنَّارِ أَحَبُّ إِلَيْكَ
مِنْ أَنْ تُشْرِكَ باللَّه وَأَنْتَ تَعْلَمُ. وَأَنْ
تُحِبَّ غَيْرَ ذِي نَسَبٍ لا تُحِبُّهُ إِلا الله.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَعْلَمُ أَنِّي
مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: إِذَا عَمِلْتَ حَسَنَةً عَلِمْتَ
أَنَّهَا حَسَنَةً، وَأَنَّكَ تُجَازَى بِهَا، وَإِذَا
عَمِلْتَ سَيِّئَةً عَلِمْتَ أَنَّهَا سَيِّئَةً،
وَأَنَّهُ لا يَغْفِرُهَا إِلا هو.
(4/224)
ومن حديثه: الرؤيا جزء من ستة وأربعين
جزءًا من النبوة، وغير ذَلِكَ من الحديث.
أخرجه الثلاثة.
4536- لقيط بن عباد السامي
لقيط بْن عباد بْن نجيد بْن بَكْر بْن عَمْرو بْن سواءة
بْن سعد بْن عبيدة بن الحارث بن سامة ابن لؤي.
ذكر أَبُو فراس السامي أَنَّهُ وفد على النبي صلى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: أنت مني، وأنا منك.
ذكره الأمير أَبُو نصر وقَالَ: ذكره شبل فِي نسب بنى سامة
بن لؤيّ.
4537- لقيط بن عدي
(د ع) لقيط بْن عدي، جد سويد بْن حبان.
لَهُ ذكر فِي الصحابة، روى عَنْهُ سويد، ولا يعرف لَهُ
مسند، عداده فِي أهل مصر، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4538- لقيط بن عصر البلوى
لقيط بْن عصر البلوي.
شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ. وقيل: اسمه نعمان بْن عصر. وهو أصح،
وَقَدْ استقصينا ذكره هناك، وفيه قَالَ: لقيط.
4539- لميس بن سلمى
(د ع) لميس بْن سلمي.
عداده فِي أعراب البصرة. روى حديثه عَمْرو بْن جبلة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا
.
(4/225)
4540- لهب بن الخندف
(س) لهب بْن الخندف [1] أدرك الجاهلية.
أورده عبدان، وروى بِإِسْنَادِهِ لَهُ عَنِ العوام بْن
حوشب، عَنْ لهب بْن الخندف- رَجُل منهم كَانَ جاهليًا-
قَالَ: قَالَ عوف بْن مَالِك، لأن أموت عطشًا أحب إليَّ من
أن أموت مخلافا للوعد.
أخرجه أبو موسى.
4541- لهيب بن مالك
(ب د ع) لهيب بْن مَالِك اللهيبي [2] وَيُقَال: لهب.
روى خبرًا عجيبًا فِي الكهانة، وأعلام النبوة، ورواه عَبْد
اللَّه بْن مُحَمَّد العدوي بإسناد لا يثبت.
أخرجه الثلاثة.
4542- لهيعة الحضرميّ
(س) لهيعة الحضرمي.
قيل: أورده أَبُو زرعة الرازي فِي الصحابة، روى مُحَمَّد
بْن عَبْد اللَّه التيمي، عَنْ لهيعة الحضرمي: أن
النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ نام يومًا وعنده
بعض نسائه، فرأت وجهه يتلوّن، ثم إنه، أسفر.
فلما استيقظ قَالَتْ: يا رَسُول اللَّه، لقد رَأَيْت ما
نالك اليوم ما لم أكن أرى! قَالَ: إن الَّذِي رَأَيْت مني
أني رَأَيْت الصراط، فمر أَبُو بَكْر فما كاد يخلص حتَّى
ظننت لا يخلص، ثُمَّ خلص، فلذلك أسفر وجهي.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] كذا في المطبوعة ومخطوطة دار الكتب. وفي الإصابة،
والجرح والتعديل لابن أبى حاتم 3/ 2/ 183: «الخندق» ،
بالقاف.
[2] في المطبوعة: «لهنب بن مالك اللهنبى» . والمثبت عن
الإصابة، الترجمة 7564/ 3/ 312، قال الحافظ: «لهيب
بالتصغير بن مالك اللهبي» . وكذلك هو في الاستيعاب،
الترجمة 2243: 3/ 1348، ومستدرك تاج العروس، مادة: لهب.
(4/226)
4543- ليشرح بن يحيى
(د ع) ليشرخ [1] بْن يَحيى [2] بْن مُحَمَّد الرعيني، يكنى
أبا مُحَمَّد.
لَهُ ذكر فِي الصحابة، شهد فتح مصر ولا تعرف له رواية،
قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
[انتهى حرف اللام] |