عند رسول الله صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ مُكَتَّفِينَ، قِيلَ: إِنَّ مَالِكَ بْنَ
عَوْفٍ حمل على النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
عَلَى فَرَسِهِ، وَاسْمُهُ مَحَاجِ [1] فَلَمْ
يَقْدَمْ بِهِ، ثُمَّ أَرَادَهُ فَلَمْ يَقْدَمْ بِهِ
أَيْضًا، فَقَالَ [1] :
أَقْدِمْ مَحَاجِ [2] إِنَّهُ يَوْمَ نُكرْ ...
مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ يَحْمِي وَيَكِرّ
وَيَطْعَنُ الطَّعْنَةَ تَهْوِي وَتَهِرّ ... لَهَا
مِنَ الْجَوْفِ نَجِيعٌ مُنْهَمِرّ [3]
وَثَعْلَبُ [4] الْعَامِلِ فِيها مُنْكَسِرْ ... إِذَا
احْزَأَلَّتْ زُمَرٌ بَعْدَ زُمَرْ
فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ،
لَحِقَ مَالِكٌ بِالطَّائِفِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: لَوْ أَتَانِي
مَالِكٌ مُسْلِمًا لَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَهْلَهُ
وَمَالَهُ. فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَلَحِقَ بِرَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ
خَرَجَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، فَأَسْلَمَ، فَأَعْطَاهُ
أَهْلَهُ وَمَالَهُ، وَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ
الإِبِلِ كَمَا أَعْطَى سَائِرَ الْمُؤَلَّفَةِ،
وَكَانَ مَعْدُودًا فِيهِمْ ثُمَّ حَسُنَ إِسْلامُهُ،
وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ وَمِنْ
قَبَائِلِ قَيْسِ عَيْلانَ، وَأَمَرَهُ بِمُغَاوَرَةِ
ثَقِيفٍ، فَفَعَلَ وَضَيَّقَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ
حِينَ أَسْلَمَ [5] :
مَا إِنْ رَأَيْتُ وَلا سَمِعْتُ بِمَا أَرَى ... فِي
النَّاسِ كُلِّهِمُ بِمِثْلِ مُحَمَّدِ
أَوْفَى وَأَعْطَى لِلْجَزِيلِ إِذَا اجْتَدَى ...
وَمَتَى تَشَأْ يُخْبِرْكَ عَمَّا فِي غَدِ
ثُمَّ شَهِدَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ فَتْحَ دِمَشْقَ الشَّامِ،
وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ أَيْضًا بِالْعِرَاقِ مَعَ
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4629- مالك بن أبى العيزار
(د ع) مالك بْن أَبِي العيزار.
لَهُ ذكر فِي حديث «عائذ بْن سَعِيد الخيبري» ، وقد
تقدّم.
__________
[1] في المطبوعة: «مجاج» . بجيمين. وهو خطأ. ويقول
الزبيدي في تاج العروس، مادة محج: «ومحاج- ككتاب
وقطام-: اسم فرس معروفة من خيل العرب، وهي فرس مالك بن
عوف النصري» .
[2] الرجز في سيرة ابن هشام: 2/ 447. مع تقديم وتأخير.
[3] رواية السيرة:
وأطعن النجلاء تعوى وتهر ... لها من الجوف رشاش منهمر
وتعوى وتهر: يسمع لخروج الدم منها صوت كالعواء
والهرير. والنجيع: الدم، وقيل: دم الجوف خاصة، وقيل:
الدم المصبوب.
[4] في المطبوعة: «ويقلب العامل» . والصواب عن سيرة
ابن هشام. وثعلب الرمح: ما دخل في جبة السنان منه،
والعامل: صدر الرمح. واحزألت: ارتفعت. والزمر:
الجماعات. وكان في المطبوعة: «اخزألت» ، وهو خطأ.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 491.
(4/267)
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو
نعيم: كذا ذكره بعض المتأخرين- يعني ابْنُ منده- فقال:
«الخيبري» وإنما هو الجسرى [1] ، يعنى بالجيم والسين،
لا الخيبري.
4630- مالك بن قدامة
(ب د ع) مالك بْن قدامة بْن عرفجة بْن كعب بْن النحاط
بْن كعب بْن حارثة بْن غنم بْن السلم بْن امرئ القيس
بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي. كذا نسبه أَبُو
عمر.
وقال ابن الكلبي: مالك بن قدامة بن الحارث ابن مالك
بْن كعب بْن النحاط. فجعل «الحارث» عوض «عرفجة» ، وزاد
«مالك بْن كعب» ، والباقي مثله.
شهد بدرا، قاله موسى بْن عقبة وابن إِسْحَاق والكلبي،
وشهدها أخوه المنذر. وقد انقرض بنو السلم كلهم.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قَالَ: «غنم بْن سالم»
، بألف، وليس بشيء، والصحيح بغير ألف، وبكسر السين.
4631- مالك بن قطبة
(ب) مالك بْن قطبة.
روى عَنْهُ زياد بن علاقة.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4632- مالك بن قهطم
(ب د ع) مالك بْن قهطم، ويقال: قحطم، بحاء. وهو والد
أَبِي العشراء الدارمي.
وقد اختلف فِي اسم أَبِي العشراء. وَفِي اسم أبيه،
فقال البخاري: اسم أَبِي العشراء أسامة، واسم أبيه
مالك بْن قحطم، قاله أحمد بْن حنبل. وقال بعضهم: اسمه
عطارد بْن بلز، قَالَ:
ويقال: يسار بْن بلز بْن مسعود بْن خولي بْن حرملة بْن
قتادة، من بني موله بْن عَبْد اللَّهِ بْن فقيم بْن
دارم. نزل البصرة. هَذَا كله كلام البخاري فِي أَبِي
العشراء.
وقال أَحْمَد بْن حنبل وَيَحْيَى بْن معين: اسم أبى
العشراء أسامة بن مالك.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 2749: 3/ 146، 147.
(4/268)
قَالَ أَبُو عمر: واسم أَبِي العشراء بلز
[1] بْن قهطم، وقيل: عطارد بْن برز- بتحريك الرَّاء
وتسكينها أيضا- وهو من بني دارم بْن مالك بْن زيد مناة
بْن تميم. هَذَا جميعه كلام أَبِي عمر.
وقد نقل عَنِ البخاري وأحمد بْن حنبل غير ذَلِكَ.
وبالجملة الاختلاف فِيهِ كَثِير جدا.
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيُّ، أَنْبَأَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا أَبُو
الْعَشْرَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَكُونُ الذَّكَاةُ [2] إِلا فِي
اللَّبَّةِ وَالْحَلْقِ؟ قَالَ: لَوْ طَعَنْتَهَا فِي
فَخِذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ. قَالَ عَفَّانُ:
وَسَمِعْتُ حَمَّادًا مَرَّةً يَقُولُ: وَأَبِيكَ لَوْ
طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ [3] . لا
يُعْرَفُ لأَبِي الْعَشْرَاءِ عَنْ أَبِيهِ غَيْرُ
هَذَا الْحَدِيثِ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ حَمَّادٌ.
وَرَوَاهُ الأَئِمَّةُ عَنْهُ مِثْلُ سُفْيَانَ
الثَّوْرِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَغَيْرِهِمَا.
أخرجه الثلاثة.
4633- مالك بن قيس بن بجيد
(ب) مالك بْن قيس بْن بجيد بْن رؤاس بْن كلاب بْن
ربيعة بْن عَامِر بْن صعصعة.
وفد عَلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم هُوَ
وابنه عَمْرو بْن مالك، فأسلما.
أخرجه أَبُو عمر، وقال: فِيهِ نظر.
وقال هِشَام بْن الكلبي: عَمْرو بْن مَالِك بْن قيس
بْن بجيد بْن رؤاس، الوافد عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم هُوَ وحميد وجنيد
ابنا [4] عبد الرحمن بْن عوف بْن خَالِد بْن عفيف بْن
بجيد، كانا شريفين بخراسان، وليس بالكوفة من بني بجيد
غير آل حميد، وسائرهم بالشام. فقد جعل هِشَام الصحبة
لولده عَمْرو، والله أعلم.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] في المطبوعة: «بكر بن قهطم» ، وفي مخطوطة الدار،
كتبت اللام أقرب إلى الكاف. والمثبت عن الاستيعاب:
3/ 1357.
[2] في المطبوعة: «الزكاة» ، بالزاي. وهو خطأ. والصواب
بالذال المعجمة، وهي: الذبح.
[3] أخرجه الإمام أحمد عن عفان باسناده: 4/ 3345.
[4] في المطبوعة: «هو وحميد وجنبذ، أنبأنا» . والصواب:
«حميد وجنيد ابنا عبد الرحمن» . وقد تقدمت ترجمتها:
1/ 365، 2/ 60.
(4/269)
4634- مالك بن قيس بن خيثمة
(س) مالك بْن قيس بْن خيثمة.
قَالَ ابن شاهين: أَبُو خيثمة مالك بْن قيس بن ثعلبة
بْن العجلان بْن زَيْد بْن غنم بْن سالم ابن عَمْرو
بْن عوف بْن الخزرج، شهد أحدا والمشاهد كلها مع رَسُول
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وتخلف عَنِ الخزرج
مع رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم إِلَى
تبوك عشرة أيام، ثُمَّ لحقه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ أَبَا خَيْثَمَةَ
أَخَا بَنِي سَالِمٍ رَجَعَ بَعْدَ مسير رسول الله
صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ- يَعْنِي إِلَى
تَبُوكَ- أَيَّامًا إِلَى أَهْلِهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ،
فَوَجَدَ امْرَأَتَيْنِ لَهُ فِي عَرِيشَيْنِ فِي
حَائِطٍ [1] ، قَدْ رَشَّتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا
عَرِيشَهَا وَبَرَّدَتْ لَهُ فِيهِ مَاءً، وَهَيَّأَتْ
لَهُ فِيهِ طَعَامًا. فَلَمَّا دَخَلَ قَامَ عَلَى
بَابِ الْعَرِيشِ فَنَظَرَ إِلَى امْرَأَتَيْهِ وَمَا
صَنَعَتَا لَهُ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي الضِّحِّ [2]
وَالرِّيحِ وَالْحَرِّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ فِي ظِلٍّ
بَارِدٍ، وَمَاءٍ بَارِدٍ، وَطَعَامٍ مَهْنَأٍ [3]
وَامْرَأَةٍ حَسْنَاءَ، فِي مَالِهِ مُقِيمٍ، مَا
هَذَا بِالنَّصَفَةِ [4] ! وَاللَّهِ لا أَدْخُلُ
عَرِيشَ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا حَتَّى أَلْحَقَ
بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ. فَهَيِّئَا لِي زَادًا فَفَعَلَتَا، ثُمَّ
خَرَجَ فِي طَلَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حَتَّى أَدْرَكَهُ بِتَبُوكَ
حِينَ نَزَلَهَا، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا رَاكِبٌ
عَلَى الطَّرِيقِ مُقْبِلٌ. فَقَالَ رسول الله صلّى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ: كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ وَاللَّهِ أَبُو
خَيْثَمَةَ! فَلَمَّا أَنَاخَ أَقْبَلَ فَسَلَّمَ
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ:
أَوْلَى لَكَ [5] يَا أَبَا خَيْثَمَةَ! ثُمَّ
أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وآله وَسَلَّمَ الْخَبَرَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ خَيْرًا
وَدَعَا لَهُ بِخَيْرٍ [6] . وَقِيلَ: إِنَّهُ الَّذِي
تَصَدَّقَ بِالصَّاعِ مِنَ التَّمْرِ فَلَمَزَهُ
الْمُنَافِقُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى:
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ في الصَّدَقاتِ 9: 79 ... [7] الآية.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] الحائط: البستان.
[2] الضح: الشمس.
[3] المهنأ: الهنيء. وفي سيرة ابن هشام: «مهيا» .
[4] النصفة: الإنصاف.
[5] أولى لك: كلمة تهديد، والمعنى: دنوت من الهلكة.
[6] سيرة ابن هشام: 2/ 520، 521.
[7] سورة التوبة: آية 79.
(4/270)
4635- مالك بن قيس أبو صرمة
(ب د ع) مالك بْن قيس، أَبُو صرمة الأنصاري المازني،
مشهور بكنيته، يعد فِي المدنيين.
قَالَ ابن منده: سماه ابن أَبِي خيثمة، عَنْ أحمد بْن
حنبل. حديثه: من ضار ضار اللَّه [1] بِهِ.
ويرد فِي الكنى أكثر من هَذَا إن شاء اللَّه تعالى.
4636- مالك بن كعب الأنصاري
(د ع) مالك بْن كعب الأنصاري، مختلف فِي اسمه.
والصواب: كعب بْن مالك.
روى عبد الوهاب بْن نجدة [2] ، عَنِ الْوَلِيد بْن
مسلم، عَنْ مرزوق بْن أَبِي الهذيل، عَنِ الزُّهْرِيّ،
عَنْ عبد الرحمن بْن كعب، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن كعب،
عَنْ عمه مالك بْن كعب قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم من طلب
الأحزاب، ونزل المدينة، نزع لأمته [3] واستجمر واغتسل.
كذا رواه ابن نجدة [2] ، عَنِ الْوَلِيد فقال: مالك
بْن كعب. والصواب: كعب [4] بْن مالك.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4637- مالك بن مالك الجنى
(س) مالك بْن مالك الجني.
روى مُحَمَّد بْن خليفة الأسدي، عَنِ الْحَسَن بْن
مُحَمَّد، عَنْ أبيه قَالَ: قَالَ عمر بْن الخطاب ذات
يَوْم لابن عباس: حَدَّثَنِي بحديث تعجبني بِهِ. فقال:
حَدَّثَنِي خريم بْن فاتك الأسدي قَالَ: خرجت فِي بغاء
إبل لي، فأصبتها بأبرق العزاف [5] ، فعقلتها وتوسدت
ذراع بكر منها، وَذَلِكَ حدثان [6] خروج النَّبِيّ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم، ثُمَّ قلت: أعوذ بكبير
هَذَا الوادي- وكذلك كانوا يفعلون- فإذا هاتف يهتف بي،
ويقول:
ويحك عذ باللَّه ذي الجلال ... منزل الحرام والحلال
ووحد اللَّه ولا تبالي ... ما هول ذي الجنّ من الأهوال
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن أبى صرمة، المسند: 3/ 453.
[2] في المطبوعة: «بجدة» ، بالباء. والمثبت عن ترجمته
في الجرح لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 73.
[3] اللأمة- بفتح فسكون-: الدرع، والسلاح. والاستجمار:
التمسح بالجمار، وهي الأحجار الصغار.
[4] تقدمت ترجمته برقم 4478: 4/ 487- 489.
[5] أبرق العزاف: ماء لبني أسد بن خزيمة. وهو في طريق
القاصد إلى المدينة من البصرة.
[6] أي: أول خروجه عليه السلام.
(4/271)
وهي أكثر من هَذَا، فقلت:
يا أيها الهاتف ما تخيل ... أرشد عندك [1] أم تضليل
فقال:
هَذَا رَسُول اللَّهِ ذو الخيرات ... جاء بياسين
وحاميمات
وسور بعد مفصّلات ... محرمات ومحللات
يأمر بالصوم وبالصلاة ... ويزجر الناس عَنِ الهنات
قَالَ: قلت: من أنت؟ يرحمك اللَّه! قَالَ: أنا مالك
بْن مالك، بعثني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
عَلَى جن أهل نصيبين نجد. قَالَ قلت: لو كَانَ لي من
يكفيني إبلي هذه، لأتيته حتى أومن به.
قال: أنا أكفيكها حتّى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء
اللَّه تعالى. فاعتقلت بعيرا منها، ثُمَّ أتيت
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم بالمدينة،
فوافقت الناس يَوْم الجمعة وهم فِي الصلاة. فإني أنيخ
راحلتي، إِذ خرج إلي أَبُو ذر فقال لي: يقول لك رسول
الله صلّى الله عليه وآله وسلم: ادخل. فدخلت، فلما
رآني قَالَ: ما فعل الشيخ الَّذِي ضمن أن يؤدي إبلك
إِلَى أهلك؟ أما إنه قد أداها إِلَى أهلك سالمة. فقلت:
رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وسلم: أجل، رَحِمَهُ اللَّه. فأسلم، وحسن إسلامه.
أخرجه أبو موسى.
4638- مالك بن مخلد
(س) مالك بْن مخلد.
لَهُ ذكر فِي كتاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وسلم إِلَى زرعة بْن ذي يزن.
ذكره جعفر، أخرجه أبو موسى مختصرا.
4639- مالك بن مرارة الرهاوي
(ب د ع) مالك بْن مرارة الرهاوي. وقيل: ابن مرة. وقيل:
ابن فزارة. والصحيح: مرارة.
روي حميد بْن عبد الرحمن، عَنِ ابن مسعود قال: أتيت
رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم وعنده
مالك ابن مرارة الرّهاوى.
__________
[1] في المطبوعة: «أرشد عنك» . والصواب عن مخطوطة
الدار والإصابة.
(4/272)
وروي عطاء [1] بْن ميسرة، عَنْ مالك بْن
مرارة الرهاوي أن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم قَالَ: «لا يدخل الجنة أحد فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كبر، ولا يدخل
النار أحد فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ
خَرْدَلٍ مِنْ إيمان» الحديث. أخرجه الثلاثة، وقال
أَبُو عمر: لَيْسَ «مالك بْن مرارة» هَذَا بالمشهور
فِي الصحابة.
وقال عبد الغني بْن سَعِيد: مالك بْن مرارة الرهاوي،
بفتح الرَّاء. لَهُ صحبة، وهو منسوب إِلَى رهاء بْن
يَزِيدَ بْن حرب بْن علة بْن جلد [2] بْن مالك بْن
أدد، قبيلة من مذحج.
وقال ابن الكلبي: وولد عَبْد اللَّهِ بْن رهاء طابخة
وواهباً وسهما، رهط مالك بْن مرارة، بعثه رَسُول
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلّم إلى اليمن.
4640- مالك المري
(د ع) مالك المري والد أَبِي غطفان.
ذكره البخاري فِي الصحابة، وقال: لَهُ حديث ثابت.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرا.
4641- مالك بن مزرد
(س) مالك بْن مزرد الرهاوي. وقال ابن إِسْحَاق: مالك
بْن مرة.
أخرجه أَبُو موسى هكذا، وَالَّذِي أظنه «مالك بْن
مرارة» وقد صحفه بعضهم، والله أعلم.
4642- مالك بن مسعود
(ب د ع) مالك بْن مسعود بْن البدن بْن عَامِر بْن عوف
بْن حارثة بْن عمرو بن الخزرج ابن ساعدة الأنصاري
الخزرجي ثُمَّ الساعدي. وهو ابن عمّ أبى أسيد الساعدي.
شهد بدرا وأحدا، لَمْ يختلفوا فِي ذَلِكَ [3] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الاستيعاب 1/ 1359: «روى عطاء بن ميسرة، عن
الثقة عنده، عن مالك بن مرارة» .
[2] في المطبوعة: «علة بن خالد» . والصواب عن الجمهرة
لابن حزم: 388.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 293.
(4/273)
4643- مالك بن مشوف
مالك بْن مشوف [1] بْن أسد بْن عبد مناة بْن عائذ بْن
سعد العشيرة السعدي العائذي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم.
قاله ابن الكلبي.
4644- مالك بن نضلة
(ب د ع) مالك بْن نضلة. وقيل: مالك بن عوف بن نضلة بن
حديج [2] بن حبيب ابن حديد بن غنم بن كعب بن عصيمة [3]
بْن جشم بْن معاوية بْن بكر بْن هوازن الجشمي.
والد أَبِي الأحوص الجشمي صاحب ابن مسعود.
روى عَنْهُ أَبُو الأحوص- واسمه عوف بْن مالك.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيُّ:
حَدَّثَنَا بندار، وأحمد ابن مَنِيعٍ وَمَحْمُودُ بْنُ
غَيْلانَ قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ
سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي
الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، الرَّجُلُ أَمُرُّ بِهِ فَلا يَقْرِينِي وَلا
يُضَيِّفُنِي، فَيَمُرُّ بِي أَفَأُجَازِيهِ؟ قَالَ:
لا، اقْرِهِ. قَالَ: وَرَآنِي رَثَّ الثِّيَابِ،
فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ مَالٍ؟ قُلْتُ:
مِنْ كُلِّ الْمَالِ قَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ، مِنَ
الإِبِلِ وَالْغَنَمِ. قَالَ: فَلْيُرَ عَلَيْكَ [4] .
رَوَاهُ عَنِ السَّبِيعِيِّ شُعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ،
وَزُهَيْرٌ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ
حَازِمٍ، وغيرهم من الأئمّة. أخرجه الثلاثة.
4645- مالك بن نمط
(ب) مالك بْن نمط الهمداني، ثُمَّ الخارفي، وقيل:
اليامي. وقيل: الأرحبي قَالَ ابن الكلبي: هُوَ نمط بْن
قيس بْن مالك بْن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن
معاوية ابن سفيان بْن أرحب- واسمه مرة بْن دعام بْن
مالك بْن معاوية بْن صعب بْن دومان بن بكيل ابن جشم
بْن خيوان بْن نوف بْن همدان، كنيته أبو ثور.
__________
[1] في المطبوعة: «مالك بن سرف» بالسين والراء وما
أثبتناه عن الإصابة 3/ 335، قال الحافظ: «مشوف، بكسر
الميم، وسكون المعجمة، وفتح الواو، بعدها فاء» . وكذلك
هو في جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 383.
[2] في المطبوعة: «خديج» وفي الاستيعاب: «جريج» وفي
مخطوطة الدار مثل ما في المطبوعة دون نقط.
[3] كذا في المطبوعة وبعض نسخ الاستيعاب. وفي بعضها
الآخر: عصمة.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب البر، باب «ما جاء في الإحسان
والعفو» ، الحديث 2074: 6/ 143- 145. وقال الترمذي:
«هذا حديث حسن صحيح» .
(4/274)
وفد على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم
وكتب لَهُ كتابا فِيهِ إقطاع. ذكر حديثه أهل الغريب
وأهل الأخيار بطوله، لما فيه من العريب. ورواية أهل
الحديث لَهُ مختصرة.
روى أَبُو إِسْحَاقَ الهمداني قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ
هَمْدَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه
وآله وسلّم، منهم: مالك ابن نمط أَبُو ثور، وهو ذو
المشعار، ومالك بْن أيفع، وضمام [1] بْن مالك
السلماني، وعميرة ابن مالك الخارفي، لقوا رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرجعه من تبوك،
وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية، عَلَى
الرواحل المهرية والأرحبية، ومالك بْن نمط يرتجز بين
يدي رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
إليك جاوزن [2] سواد الريف ... فِي هبوات [3] الصيف
والخريف
مخطمات بحبال الليف [4]
وذكر لَهُ كلاما كثيرا فصيحا، فكتب لَهُم رَسُول الله
صلّى الله عليه وآله وسلم كتابا، وأقطعهم فِيهِ ما
سألوه، وأمر عليهم مالك بْن نمط، واستعمله عَلَى من
أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيف: فكان لا يخرج لَهُم
سرح إلا أغار عَلَيْهِ. وَكَانَ ابن نمط شاعرا، فقال
فِي ذَلِكَ:
ذكرت رَسُول اللَّهِ فِي فحمة الدجى ... ونحن بأعلى
رحرحان وصلدد [5]
وهن بنا خوص طلائح تغتلى ... بركبانها فِي لاحب متمدد
[6]
عَلَى كل فتلاء الذراعين جعدة ... تمر بنا مر الهجف
الخفيدد [7]
حلفت برب الراقصات إِلَى منى ... صوادر بالركبان من
هضب قردد [8]
__________
[1] في المطبوعة: «صمام» ، بالصاد المهملة، ومثله في
الاستيعاب: 3/ 1360. ولم يترجم له ترجمة مستقلة في
هذين الكتابين: أسد الغابة، والاستيعاب. على أنه قد
تقدم في باب «الضاد» ترجمة لضمام بن زيد الهمدانيّ: 3/
58. وجاء الحافظ ابن حجر، فترجم لضمام بن زيد، ولضمام
بن مالك السلماني: 3/ 203، ونقل عن الرشاطى أنهما
واحد. وقد ورد «ضمام ابن مالك السلماني» في سيرة ابن
هشام، عند الحديث عن وفد همدان: 2/ 596، 597.
[2] في المطبوعة: «جاوزت» . والمثبت عن سيرة ابن هشام:
2/ 597، والاستيعاب: 3/ 1360.
[3] السواد: القرى. والريف: الأرض القريبة من الأنهار
والمياه الغزيرة. والهبوات: جمع هبوة، وهي الغبرة.
[4] المخطمات: التي لها خطم، وهي الحبال التي تشد في
رءوس الإبل، على آنافها.
[5] الفحمة: السواد. ورحرحان وصلدد: موضعان.
[6] الخوص: جمع خوصاء، وهي غائرة العين. وطلائح:
معيية، يقال: فاقة طليح، وفي حديث إسلام عمر، «فما برج
يقاتلهم حتى طلح» ، أي: أعيا. وتغتلى: تسرع في سيرها.
واللاحب: الطريق البين.
[7] في سيرة ابن هشام مكان «جعدة» : «جسرة» . والجعدة:
الناقة المجتمعة الخلق الشديدة. والجسرة بمعناها.
والهجف:
الذكر الضخم من النعام. والخفيدد بمعناه.
[8] الراقصات: الإبل. والرقص- بفتحتين-: ضرب من السير
فيه حركة. وصوادر: رواجع. والقردد:
ما ارتفع من الأرض.
(4/275)
بأن رَسُول اللَّهِ فينا مصدق ... رسول أتى
من عند ذي العرش مهتد
لِمَا حملت من ناقة فوق رحلها ... أشد عَلَى أعدائه من
مُحَمَّد
وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه ... وأمضى بحد المشرفي
المهند
وقال هِشَام الكلبي: الَّذِي وفد عَلَى رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: نمط، وكتب لَهُ
رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إقطاعا، فهو
فِي أيديهم إِلَى الآن.
أخرجه أبو عمر.
4646- مالك بن نمير
(س) مالك بْن نمير.
أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ، عَنْ أَبِي بكر بْن
المقرئ، عَنْ أَبِي يعلى الموصلي، عَنْ أَبِي الربيع
الزهراني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ، عن عصام
بن قدامة، عن مالك بن نمير النميري قَالَ: كَانَ
رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إذا جلس فِي
الصلاة وضع يده اليمنى عَلَى فخذه، وأشار بإصبعه.
كذا أورده ابن أَبِي عَليّ. ورواه إِبْرَاهِيم بْن
مَنْصُور عَنِ ابن المقرئ بِإِسْنَادِهِ، وقال: عَنْ
مالك بْن نمير، عَنْ أبيه [1] .
أخرجه أَبُو موسى.
4647- مالك بن نميلة
(ب د ع) مالك بْن نميلة، ونميلة أمه. وهو: مالك بْن
ثابت المزني، حليف لبني معاوية ابن عوف بْن عمرو بْن
عوف بْن مالك بْن الأوس.
شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا. قاله إِبْرَاهِيم بْن
سعد، عَنِ ابن إسحاق.
أخرجه الثلاثة.
4648- مالك بن نويرة
مالك بْن نويرة بْن جمرة [2] بْن شداد بْن عُبَيْد بْن
ثعلبة بْن يربوع التميمي اليربوعي.
أخو متمّم بن نويرة.
__________
[1] الحديث أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب
الإشارة في التشهد، من طريق عصام بن قدامة، عن مالك بن
نمير الخزاعي، عن أبيه.
[2] في المطبوعة: «حمزة» . والمثبت عن معجم الشعراء
للمرزباني: 259. وسمط اللآلي: 1/ 87.
(4/276)
قدم على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم
وأسلم، واستعمله رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم عَلَى بعض صدقات بني تميم. فلما توفّى النبيّ
صلّى الله عليه وآله وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح
[1] وادعت النبوة، صالحها إلا أَنَّهُ لَمْ تظهر
عَنْهُ ردة، وأقام بالبطاح [2] . فلما فرغ خَالِد من
بني أسد وغطفان، سار إِلَى مالك وقدم البطاح، فلم يجد
به أحدا، كان مالك قد فرقهم ونهاهم عَنِ الاجتماع.
فلما قدم خَالِد البطاح بث سراياه، فأتى بمالك بْن
نويرة ونفر من قومه. فاختلفت السرية فيهم، وَكَانَ
فيهم أَبُو قتادة، وَكَانَ فيمن شهد أنهم أذنوا
وأقاموا وصلوا. فحبسهم فِي ليلة باردة، وأمر خَالِد
فنادى: أدفئوا أسراكم- وهي فِي لغة كنانة القتل-
فقتلوهم [3] ، فسمع خَالِد الواعية [4] فخرج وقد
قتلوا، فتزوج خَالِد امرأته، فقال عمر لأبي بكر: سيف
خَالِد فِيهِ رهق [5] ! وأكثر عَلَيْهِ، فقال أَبُو
بكر: تأول فأخطأ. ولا أشيم [6] سيفا سله اللَّه عَلَى
المشركين. وودي مالكا، وقدم خَالِد عَلَى أَبِي بكر،
فقال لَهُ عمر: يا عدو اللَّه، قتلت امرأ مسلما، ثُمَّ
نزوت عَلَى امرأته، لأرجمنك.
وقيل: إن المسلمين لِمَا غشوا مالكا وأصحابه ليلا،
أخذوا السلاح، فقالوا: نحن المسلمون. فقال أصحاب مالك:
ونحن المسلمون. فقالوا لَهُم: ضعوا السلاح وصلوا.
وَكَانَ خَالِد يعتذر فِي قتله أن مالكا قَالَ: ما
إخال صاحبكم إلا قَالَ كذا. فقال: أو ما تعده لك
صاحبا؟
فقتله. فقدم متمم عَلَى أَبِي بكر يطلب بدم أخيه، وأن
يرد عليهم سبيهم، فأمر أَبُو بكر برد السبي، وودي
مالكا من بيت المال.
فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل عَلَى
أَنَّهُ لَمْ يرتد. وقد ذكروا فِي الصحابة أبعد من
هَذَا، فتركهم هَذَا عجب. وقد اختلف فِي ردته، وعمر
يقول لخالد: قتلت امرأ مسلما. وَأَبُو قتادة يشهد أنهم
أذنوا وصلوا، وَأَبُو بكر يرد السبي ويعطي دية مالك من
بيت المال.
فهذا جميعه يدل على أنه مسلم.
__________
[1] كانت «سجاح» تميمية من بنى يربوع، وأخوالها من
تغلب بالعراق، وقد تزوجت فيهم وأقامت بيتهم، ثم تنصرت
فيمن تنصر منهم، وكانت تدعى الكهانة، وتعرف كيف تقود
الرجال. فلما ترامى إليها وفاة محمد صلّى الله عليه
وآله وسلّم، ادعت النبوة، وقدمت إلى قومها من تميم،
تريد أن تغزو المدينة، وأن تقاتل أبا بكر.
[2] البطاح- بضم الباء-: ماء في ديار بنى أسد بن
خزيمة.
[3] في كتاب أيام العرب في الإسلام 156: «وكان الحراس
من بنى كنانة» .
[4] الواعية: الصراخ. وفي المطبوعة: الواغية. بالغين،
وهو خطأ.
[5] الرهق: السفه والخفة والظلم.
[6] أشم: أغمد.
(4/277)
ووصف متمم بْن نويرة أخاه مالكا فقال: «كان
يركب الفرس الحرون [1] ، ويقود الجمل الثّفال [2] ،
وهو بين المزادتين [3] النضوحتين فِي الليلة القرة،
وَعَلَيْهِ شملة [4] فلوت، معتقلا رمحا خطيا [5] فيسري
ليلته ثُمَّ يصبح وجهه ضاحكا، كأنه فلقة [6] قمر» رحمه
الله ورضى عنه.
4649- مالك بن هبيرة
(ب د ع) مالك بْن هبيرة بْن خَالِد بْن مسلم الكندي
السكوني، عداده فِي المصريين روى عَنْهُ أَبُو الخير
مرثد بْن عَبْد اللَّهِ اليزني، كَانَ أميرا لمعاوية
عَلَى الجيوش.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ
وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى التِّرْمِذِيِّ:
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ الْمُبَارَكِ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عن محمد
بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله
الْيَزَنِيِّ قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ
إِذَا صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَتَقَالَّ [7]
النَّاسَ، جَزَّأَهُمْ ثَلاثَةَ صُفُوفٍ [8] ، ثُمَّ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلاثَةَ صُفُوفٍ
فَقَدْ أَوْجَبَ [9] .
هَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن سَعْدٍ، عَنِ ابْنُ
إِسْحَاق، وَأَدْخَلَ بَيْنَ مَرْثَدٍ وَمَالِكٍ:
الْحَارِثَ بْنَ مالك بن مخلد الأنصاري [10] . أخرجه
الثلاثة.
__________
[1] الحرون: الصعب الّذي لا ينقاد، إذا اشتد به الجرى
وقف.
[2] في المطبوعة: «الثقال» ، بالقاف. والصواب الثفال،
بالفاء: وهو البطيء الثقيل.
[3] المزادة: التي يحمل فيها الماء. ومزادة نضوح: تنضح
الماء، أي: ترشح. وليلة قرة: باردة.
[4] شملة فلوت- بفتح فضم-: لا ينضم طرفاها لصغرها، فهي
تفلت من يده إذا اشتمل بها.
[5] اعتقال الرمح: أن يجعله الراكب تحت فخذه، ويجر
آخره على الأرض وراءه. والرماح الخطية: نسبة إلى الخط:
مرفأ السفن بالبحرين.
[6] ببعض هذا وصف متمم بن نويرة، أخو مالك، نفسه عند
ما قدم على عمر بن الخطاب، كما في رواية ابن قتيبة
ينظر الشعر والشعراء: 337.
[7] في المطبوعة: «فقام الناس» . والمثبت عن سنن
الترمذي، ولفظها: «فتقال الناس عليها» ، أي: رآهم
قليلا.
[8] لفظ الترمذي: «جزأهم ثلاثة أجزاء» .
[9] أي: استحق الجنة.
هذا والحديث رواه الترمذي في أبواب الجنائز، باب «كيف
الصلاة على الميت والشفاعة له» . ينظر تحفة الأحوذي،
الحديث 1033: 4/ 112- 114. وقال الترمذي: «حديث مالك
بن هبيرة حديث حسن» .
[10] هذا كله لفظ الترمذي، بيد أنه لم يصرح بمن أدخل،
ونصه: «وأدخل بين مرثد ومالك بن هبيرة رجلا» .
ولم نجد «الحارث بن مالك بن مخلد» . ولعله: الحارث بن
مخلد الزرقيّ الأنصاري الّذي يروى عن عمر وأبى هريرة،
ويروى عنه سهيل بن أبى صالح «ينظر الجرح لابن أبى
حاتم: 1/ 2/ 89.
(4/278)
4650- مالك بن هدم
(س) مالك بْن هدم.
روى ابن لهيعة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنْ
ربيعة بْن لقيط، عَنْ مالك بْن هدم قَالَ: غزونا
وعلينا عَمْرو بْن العاص، وفينا عمر بْن الخطاب،
وَأَبُو عبيدة بْن الجراح، فأصابتنا مخمصة شديدة،
فانطلقت ألتمس المعيشة، فألفيت قوما يريدون أن ينحروا
جزورا لَهُم، فقلت: إن شئتم كفتكم نحرها وعملها،
وأعطوني منها. ففعلت، فأعطوني منها شيئا فصنعته، ثُمَّ
أتيت عمر بْن الخطاب فسألني: من أين هُوَ؟ فأخبرته،
فأبى أن يأكله، فأتيت أبا عبيدة فأخبرته، فأبى، فقدمت
على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فقال: صاحب
الجزور! ولم يزدني عَلَى ذلك شيئا. أخرجه أبو موسى.
4651- مالك بن الوليد
(س) مالك بْن الْوَلِيد.
أورده عبدان. روى خَالِد بْن حميد، عَنْ مالك [1] بْن
خير الزبادى: أن مالك بْن الْوَلِيد قَالَ: أوصاني
رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أن لا أخطو
إِلَى إمارة خطوة، ولا أصيب من معاهد إبرة فما فوقها،
ولا أبغي عَلَى إمام بالسوء.
أخرجه أَبُو موسى.
4652- مالك بن وهب الخزاعي
(ع س) مالك بْن وهب الخزاعي.
روى عبد العزيز بْن أَبِي بكر بْن مالك بْن وهب
الخزاعي، عَنْ أبيه، عَنْ جده مالك بْن وهب أن رَسُول
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بعث سليطا وسفيان بْن
عوف الأسلمي طليعة يَوْم الأحزاب، فخرجا حَتَّى إذا
كانا بالبيداء التحقت بهم خيل لأبي سفيان، فقاتلا
فقتلا، فقدم بهما- أو: فعلم بهما- رَسُول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم، فقبرا فِي قبر واحد، وهما
الشهيدان القريبان.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى [2] .
__________
[1] في المطبوعة: «مالك بن جبر الزيادي» . والمثبت عن
الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 208.
[2] أخرجه البزار في مسندة، وقال: «لا نعلم روى مالك
بن وهب إلا هذا الحديث» . وقال الحافظ في الإصابة 3/
338، «وفي سنده من لا يعرف» .
(4/279)
4653- مالك بن وهيب
(س) مالك بْن وهيب بْن عبد مناف بْن زهرة بْن كلاب بْن
مرة بْن كعب بْن لؤي، أَبُو وقاص. والد سعد بْن أَبِي
وقاص.
أورده عبدان فِي الصحابة وقال: هُوَ ممن خرج إِلَى أرض
الحبشة، لا تعلم لَهُ رواية. هُوَ ممن توفي فِي
زَمَانِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وسلم.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: لا أعلم أحدا وافق
عبدان عَلَى ذَلِكَ.
4654- مالك بْن يخامر
مالك بن يخامر- ويقال: أخامر- الألهاني، السكسكي. قيل:
لَهُ صحبة.
روى عَنْ معاذ بْن جبل. روى عَنْهُ معاوية بْن أَبِي
سفيان، وجبير بْن نفير، ومكحول، وغيرهم وهو من أهل
حمص، وتوفي سنة تسع وستين، وقيل: سنة سبعين [1] .
4655- مالك بن يسار
(ب د ع) مالك بْن يسار السكوني، ثُمَّ العوفي.
روى عَنْهُ أَبُو بحرية. يعد فِي الشاميين.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ
الأَصْبَهَانِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ
أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ عَيَّاشٍ،
حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ
شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ
أَبِي بَحْرِيَّةَ السَّكُونِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ
يَسَارٍ السَّكُونِيِّ ثُمَّ الْعَوْفِيِّ: أَنَّ رسول
الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا
سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ،
وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا [2] . أَخْرَجَهُ
الثَّلاثَةُ إِلا أَنَّ ابْنَ مَنْدَهْ قَالَ: رَوَى
عَنْهُ أَبُو بَجْدَةَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: صَحَّفَ
فِيهِ، إِنَّمَا هُوَ أَبُو بَحْرِيَّةَ، وَالصَّوَابُ
مَا قَالَهُ أَبُو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة رمز لهذه الترجمة بالحرف (ب) ، وصرح
في آخرها بقوله: «أخرجه أبو عمر» ولم نجد هذه الترجمة
في الاستيعاب، وخلت من هاتين الإشارتين مخطوطة الدار.
وفي الإصابة 3/ 338، عن أبى نعيم: «ذكر في الصحابة ولا
يثبت، وأرسل عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ... »
.
[2] أخرجه أبو داود في كتاب الوتر، باب في الدعاء، عن
سليمان بن عبد الحميد البهراني، عن إسماعيل بن عياش
بإسناده.
وقد كان في المطبوعة: «شريح بن أبى عبيد» . وهو خطأ.
(4/280)
باب الميم والباء
4656- مبرح بن شهاب
(ب د ع) مبرح بْن شهاب بْن الحارث بْن ربيعة بْن سحيت
بْن شرحبيل اليافعي. قاله ابن منده وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر: مبرح بْن شهاب بْن الحارث بْن سعد
الرعيني، أحد بني رعين الَّذِينَ قدموا عَلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، وَكَانَ عَلَى
ميسرة عَمْرو بْن العاص يَوْم دخل مصر، وخطته بجيزة
الفسطاط قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه الثلاثة.
ويافع: بالياء تحتها نقطتان، بطن من رعين. وسحيت: بضم
السِّين المهملة، وفتح الحاء المهملة. ومبرح: بضم
الميم، وكسر الراء المشدّدة، وآخره حاء مهملة.
4657- مبشر بن أبيرق
(ب س) مبشر بْن أبيرق- واسمه الحارث- بْن عَمْرو بْن
الحارث بْن الهيثم بْن ظفر الأنصاري الأوسي الظفري.
شهد أحدًا مع أخويه بشر وبشير، وذكرنا بشرا ومبشرا ولم
نذكر بشيرا، لأنه ارتد ومات كافرا.
وذكر ابن ماكولا أن مبشرا كانت لَهُ صحبة واستقامة.
ورد ذكرهم فِي حديث قتادة بْن النعمان، أَخْبَرَنَا
بِهِ غير وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى
التِّرْمِذِيِّ:
حَدَّثَنَا الحسن بن أحمد بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ
الْحَرَّانِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ، [أَخْبَرَنَا] [1]
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق، عَنْ عاصم بْن عُمَر بْنِ
قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ ابن
النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَّا
يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو أُبَيْرِقٍ: بِشْرٌ وَبَشِيرٌ
وَمُبَشّرٌ، وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلا مُنَافِقًا،
يَقُولُ الشِّعْرَ وَيَهْجُو بِهِ أَصَحْابَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ
يَنْحَلُهُ بَعْضَ الْعَرَبِ [2] » وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي: لَبِيدِ بْنِ
سَهْلٍ.
أَخْرَجَهُ أبو عمر وأبو موسى.
__________
[1] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، والمثبت عن سنن
الترمذي.
[2] تحفة الأحوذي، تفسير سورة النساء، الحديث 5057: 8/
395- 399. وقال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعلم أحدا
أسنده غير محمد بن سلمة الحراني» . وقد تقدم هذا الأثر
في ترجمة لبيد بن سهل 4/ 517، 518 مرويا عن سيرة ابن
إسحاق.
(4/281)
4658- مبشر بن البراء
مبشر بْن البراء بْن معرور. تقدم نسبه عند ذكر أبيه،
وشهد الحديبية، وبيعة الرضوان قاله ابن الكلبي.
4659- مبشر بن عبد المنذر
(ب د ع) مبشر بْن عبد المنذر بْن زنبر [1] بْن زَيْد
بْن أمية بْن زَيْد بْن أمية بْن زيد بْن مالك ابن عوف
بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
شهد بدرا مع أخويه أَبِي لبابة بْن عبد المنذر، ورفاعة
بْن عبد المنذر، وقتل مبشر ببدر شهيدا. وقيل: إنه قتل
بخيبر.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ
يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابن إِسْحَاق في تسمية من
شهد بَدْرًا، مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْن زَيْد بْن
مَالِك بْن عَوْفٍ: مُبَشِّرُ بْن عَبْدِ الْمُنْذِرِ،
وَرِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. [2] وَقَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ قُتِلَ بِبَدْرٍ مِنَ
الأَنْصَارِ: مُبَشِّرُ بْنُ عبد المنذر، من بني عمرو
بن عوف. وَلا عَقِبَ لَهُ، إِلا أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ
ردّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مِنَ
الطَّرِيقِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَجَعَلَهُ أَمِيرًا
عَلَيْهَا، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ،
فَهُوَ كَمَنْ حَضَرَهَا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
باب الميم والتاء والثاء
4659- متمم بن نويرة
(ب د ع) متمم بْن نويرة التميمي، تقدم نسبه عند ذكر
أخيه مالك. وَكَانَ متمم شاعرا.
قال الطبري: مالك بْن نويره بْن جمرة [3] التميمي،
بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عَلَى صدقة
بني يربوع، وَكَانَ قد أسلم هو وأخوه متمم.
__________
[1] في المطبوعة: «زبير» . والضبط عن الإصابة 3/ 340،
قال الحافظ: «زنبر: بزاى، ونون، وموحدة، وزن جعفر» .
وقد تقدم على الصواب أيضا في ترجمة أخيه «رفاعة بن عبد
المنذر» : 2/ 229.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 707.
[3] في المطبوعة: «حمزة» . وينظر ترجمة أخيه مالك، وقد
تقدمت من قريب.
(4/282)
قَالَ أَبُو عمر: فأما مالك فقتله خَالِد
بْن الْوَلِيد. واختلف كَثِير من الصحابة وغيرهم
فِيهِ:
هَلْ قتل مرتدا أو مسلما؟ وأما متمم فلم يختلف فِي
إسلامه. كَانَ شاعرا محسنا، لم يقل أحد مثل شعره فِي
المراثي التي رثي بِهَا أخاه مالكا [1] ، فمنها قَوْله
[2] :
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتَّى قيل: لن
يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لَمْ نبت
ليلة معا
وله مراث حسان. وَكَانَ أعور، قيل: إنه بكى عَلَى أخيه
حَتَّى دمعت عينه العوراء.
أخرجه الثلاثة.
4660- مثعب السلمي
(ب د ع) مثعب السلمي. ويقال: المحاربي، قاله أَبُو
عمر.
وقال أَبُو نعيم: مثعب، غير منسوب. وقد أورده الحضرمي
والطبراني فِي الصحابة. روى عَنْهُ أشعث بْن أَبِي
الشعثاء أَنَّهُ قَالَ: كنت أغزو مع رَسُول اللَّهِ
صلّى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فيصوم بعضهم ويفطر
بعضهم، لا يعيب الصائم عَلَى المفطر، ولا المفطر عَلَى
الصائم. وَكَانَ اسمه حَمْزَةُ فسماه النَّبِيّ صلى
الله عليه وآله وسلم مثعبا.
أخرجه الثلاثة، وقال الأمير أَبُو نصر: وأما «مثعب»
بكسر الميم وبعدها ثاء معجمة بثلاث وآخره باء معجمة
بواحدة فهو: أَبُو صالح حَمْزَةُ بْن عَمْرو الأسلمي،
اسمه مثعب. وقال أَبُو حاتم الرازي: حَمْزَة اسمه
مثعب، أو يلقب مثعبا.
4661- المثنى بن حارثة
(ب د ع) المثنى بْن حارثة بْن سلمة بْن ضمضم بْن سعد
بْن مرة بْن ذهل بْن شيبان بْن ثعلبة بْن عكابة بْن
صعب بْن عَليّ بْن بَكْر بْن وائل الربعي الشيباني.
وفد عَلَى النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلم سنة
تسع، مع وفد قومه. وسيره أَبُو بكر الصديق رضي اللَّه
عَنْهُ فِي صدر خلافته إِلَى العراق قبل مسير خَالِد
بْن الْوَلِيد. وهو الَّذِي أطمع أبا بكر والمسلمين
فِي الفرس، وهون أمر الفرس عندهم. وكان شهما شجاعا
ميمون النقيبة [3] حسن الرأي، أبلى فِي قتال الفرس
__________
[1] إلى هنا ينتهى قول أبى عمر. الاستيعاب: 4/ 1455،
1456.
[2] البيتان في الشعر والشعراء لابن قتيبة: 338. وانظر
قصة ندمانى جذيمة في عيون الأخبار له: 1/ 274.
[3] أي: منجح الفعال، مظفر المطالب. والنقيبة: النفس.
(4/283)
بلاء لَمْ يبلغه أحد. ولما ولي عمر بْن
الخطاب الخلافة، سير أبا عُبَيْد بْن مسعود الثقفي
والد المختار فِي جيش إِلَى المثنى، فاستقبله المثنى
واجتمعوا، ولقوا الفرس بقس [1] الناطف، واقتتلوا
فاستشهد أَبُو عُبَيْد، وجرح المثنى فمات من جراحته
قبل القادسية.
وهو الَّذِي تزوج سعد بْن أَبِي وقاص امرأته سلمى بنت
جَعْفَر. وهي التي قالت لسعد بالقادسية حين رأت من
المسلمين جولة فقالت: وا مثنّياه، ولا مثنى للمسلمين
اليوم! فلطمها سعد، فقالت: أغيرة وجبنا؟! فذهبت مثلا.
وَكَانَ كَثِير الإغارة عَلَى الفرس، فكانت الأخبار
تأتي أبا بكر، فقال: من هَذَا الَّذِي تأتينا وقائعه
قبل معرفة نسبه؟ فقال قيس بْن عَاصِم: أما إنه غير
خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا
ذليل الغارة، ذَلِكَ المثنى بْن حارثة الشيباني. ثُمَّ
قدم بعد ذَلِكَ عَلَى أَبِي بكر فقال: ابعثني عَلَى
قومي أقاتل بهم أهل فارس، وأكفيك أهل ناحيتي من العدو.
ففعل أَبُو بكر، وأقام المثنى يغير عَلَى السواد.
ثُمَّ أرسل أخاه مسعود بْن حارثة إِلَى أَبِي بكر
يسأله المدد، فأمده بخالد بْن الْوَلِيد. فهو الَّذِي
أطمع فِي الفرس.
ولما عرض رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم
نفسه عَلَى القبائل، أتى شيبان، فلقي معروق بْن
عَمْرو، والمثنى بْن حارثة، فدعاهم. وسنذكر القصة فِي
«معروق» ، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
باب الميم والجيم
4662- مجاشع بن مسعود
(ب د ع) مجاشع بْن مسعود بْن ثعلبة بْن وهب بْن عائذ
بْن ربيعة بْن يربوع بْن سمال بْن عوف بْن امرئ القيس
بْن بهثة بن سليم بن مَنْصُور السلمي.
نزل البصرة. روى عَنْهُ أَبُو عثمان النهدي، وكليب بْن
شهاب، وعبد الملك بْن عمير.
وأسلم قبل أخيه مجالد.
وقتل يَوْم الجمل بالبصرة مع عائشة قبل القتال الأكبر،
وَذَلِكَ أن حكيم بْن جبلة قاتل عَبْد اللَّهِ بْن
الزبير، وَكَانَ مجاشع مع ابن الزبير، فقتل حكيم وقتل
مجاشع. قاله خليفة بن خياط.
__________
[1] موضع قرب الكوفة.
(4/284)
وقال غيره: قتل يَوْم الجمل يَوْم الحرب
التي حضرها عَليّ وطلحة والزبير. وَقَدْ استقصينا
ذَلِكَ فِي «الكامل فِي التاريخ» .
وَكَانَ مجاشع أيام عمر عَلَى جيش يحاصر مدينة توج [1]
ففتحها.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أحمد: حدثني أبي، حدثنا أبو النَّصْرِ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ- يَعْنِي «شَيْبَانَ»
[2] . - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ إسحاق، عن مجاشع ابن مَسْعُودٍ: أَنَّهُ
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ بِابْنِ أَخٍ لَهُ لِيُبَايِعَهُ عَلَى
الْهِجْرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ:
لا، بَلْ نُبَايِعُ عَلَى الإِسْلامِ، فَإِنَّهُ لا
هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَيَكُونُ مِنَ
التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ [3] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
سمال: بتشديد الميم، وآخره لام.
4663- مجاشع بن سليم
(س) مجاشع بْن سُلَيْم.
قَالَ أَبُو موسى: فرق العسكري- يعني عليا- بين مجاشع
بْن مسعود ومجاشع بْن سُلَيْم، وهما واحد، وهو ابن
مسعود، من بني سُلَيْم.
أخرجه أَبُو موسى.
4664- مجاعة بن مرارة
(ب د ع) مجاعة بْن مرارة بْن سلمى- وقيل: ابن سُلَيْم-
بْن زيد بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن يربوع بْن ثعلبة
بْن الدؤل بْن حنيفة بْن لجيم بْن صعب بْن عَلِيِّ
بْنِ بكر بْن وائل الحنفي اليمامي.
وفد هُوَ وأبوه عَلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلّم، فأقطعه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم الغورة
[4] وغرابة والحبل، وكتب لَهُ كتابا.
__________
[1] توج: مدينة بفارس.
[2] في المطبوعة: «حدثنا أبو معاوية، عن شيبان» .
والصواب عن المسند، وشيبان هو أبو معاوية بن عبد
الرحمن التميمي النحويّ البصري، ثم الكوفي، ثم
البغدادي، يروى عن يحيى بن أبى كثير. ينظر التهذيب: 4/
373.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 568.
[4] في المطبوعة: «العودة» و «عوانة» و «الجيل» . وهي
أماكن باليمامة، ينظر معجم البلدان لياقوت.
(4/285)
وَكَانَ من رؤساء بني حنيفة، وله أخبار فِي
الردة مع خَالِد بْن الْوَلِيد، قد أتينا عليها فِي
«الكامل» أيضا. ومن خبره مع خَالِد: أَنَّهُ كَانَ
جالسا معه، فرأى خَالِد أصحاب مسيلمة قد انتضوا [1]
سيوفهم، فقال: مجاعة، فشل [2] قومك. قَالَ: لا، ولكنها
اليمانية، لا تلين متونها حَتَّى تشرق [3] ! قَالَ
خَالِد: لشدّ ما تحب قومك! قَالَ: لأنهم حظي من ولد
آدم.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ
الأَمِينُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ
سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ
عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي
الدَّخِيلُ [4] بْنُ إِيَاسِ بْنِ نُوحِ بْنِ
مُجَّاعَةَ، عَنْ هِلالِ بْنِ سِرَاجِ بْنِ
مُجَّاعَةَ، عَنْ أبيه، عَنْ جَدِّهِ مُجَّاعَةَ:
أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ يَطْلُبُ دِيَةَ أَخِيهِ الَّذِي قَتَلَهُ
بَنُو سَدُوسٍ مِنْ بَنِي ذُهْلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتَ جَاعِلا
لِمُشْرِكٍ دِيَةً لَجَعَلْتُ لأَخِيكَ، وَلَكِنِّي
سَأُعْطِيكَ مِنْه عُقْبَى [5] . فَكَتَبَ لَهُ النبي
صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِمِائَةٍ مِنَ
الإِبِلِ، مِنْ أَوَّلِ خُمُسٍ يَخْرُجُ مِنْ
مُشْرِكِي بَنِي ذُهْلٍ [6] . لَمْ يَرْوِ عَنْهُ
غَيْرُ ابْنِهِ سِرَاجٍ، وَيُقَالُ لَهُ
«السُّلَمِيُّ» نِسْبَةً إِلَى جَدِّهِ سُلَيْمٍ، لا
إِلَى سُلَيْمِ بن منصور.
أخرجه الثلاثة.
4665- مجالد بن ثور
(د ع) مجالد بْن ثور بْن معاوية بْن عبادة بْن البكاء-
واسمه رَبِيعة- بْن عَامِر بْن ربيعة بن عامر بن
صعصعة.
يعد فِي أعراب الكوفة. روى عَنْهُ ابنه كاهل. وفد هُوَ
وابن أخيه «بشر [7] بْن معاوية» على النبي صلّى الله
عليه وآله وسلّم، فعلمهما «يس» و «الحمد للَّه رب
العالمين» و «المعوذات الثلاثة» :
قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ 113: 1، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
114: 1. وعلمهما الابتداء ببسم الله الرّحمن الرّحيم.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] أي: أخرجوها من أغمادها.
[2] الفشل: الفزع والجبن والضعف، يطلب منه أن يدفع
قومه إلى التراخي عن اللقاء، والكسل عن الحرب.
[3] الشرق- بفتحتين-: دخول الماء الحلق حتى يغص به.
والكلام تمثيل، فسيوفهم لا تلين حتى تغرق في الدماء.
[4] في المطبوعة: «الرحيل بن إياس» . وهو خطأ، والصواب
عن سنن أبى داود، والخلاصة. ويصوب ما في ترجمة ابنه
«سراج» : 2/ 328.
[5] العقبي: البدل.
[6] سنن أبى داود، كتاب الامارة، باب «في بيان مواضع
قسم الخمس وسهم ذي القربى» .
[7] تقدمت ترجمته برقم 441: 1/ 225.
(4/286)
4666- مجالد والد أبى عثمة
مجالد والد أَبِي عثمة الهجيمي.
يرد ذكره فِي ترجمة الهجيم، إن شاء اللَّه تعالى.
4667- مجالد بن مسعود
(ب د ع) مجالد بْن مسعود السلمي.
تقدم نسبه عند ذكر أخيه مجاشع. يكنى مجالد أبا معبد.
سكن البصرة، وَكَانَ إسلامه بعد إسلام أخيه مجاشع، بعد
الفتح.
روى أَبُو عثمان النهدي، عَنْ مجاشع بْن مسعود قَالَ:
قلت: يا رَسُول اللَّهِ، هَذَا مجالد ابن مسعود فبايعه
عَلَى الهجرة. قَالَ: لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن
أبايعه عَلَى الإسلام والجهاد.
قَالَ ابن أَبِي حاتم: إن مجالد بْن مسعود قتل يَوْم
الجمل [1] ، ولم يقل فِي مجاشع: إنه قتل يَوْم الجمل،
فوهم، فإن مجاشعا لا شك أَنَّهُ قتل يَوْم الجمل، ولا
تبعد رواية أَبِي عثمان عنهما، فإنهما ممن وفد عَلَى
النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقبراهما
بالبصرة: قبر مجاشع وقبر مجالد.
أخرجه الثلاثة.
4668- مجدي الضمريّ
(ب د ع) مجدي الضمري.
غزا مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلم سبع غزوات.
روى أَبُو المفرج [2] بْن عطى بْن مجدي الضمري، عَنْ
أبيه، عَنْ جده قال: غزونا مع النبي النبي صلّى الله
عليه وآله وسلم غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق،
فأصبنا سبايا، فسألت النبي صلّى الله عليه وآله وسلم
عَنِ العزل فقال: اعزلوا إن شئتم، ما من نسمة كائنة
إِلَى يَوْم القيامة إلا وهي كائنة. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 360، وينظر
ترجمة مجاشع في الجرح أيضا: 4/ 1/ 389.
[2] كذا في المطبوعة، وفي المخطوطة الجيم أقرب إلى
الميم.
(4/287)
قلت: كذا فِي كتاب ابن منده وأبي نعيم:
«غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق» بواو العطف، وهو
وهم، أظنه: «أو غزوة بني المصطلق» ، لأن غزوة المريسيع
هي غزوة بني المصطلق، فيكون الراوي قد شك، هَلْ قَالَ:
المريسيع أو بني المصطلق. والله أعلم.
والمفرج: بميم، وعطي: تصغير عطاء.
4669- مجدي بْن قيس
مجدي بْن قيس الأشعري. تقدم نسبه عند أخيه أَبِي موسى.
ذكره أَبُو عمر فِي اسم أخيه أَبِي رهم. قاله الغساني
مستدركا على أبى عمر.
4670- مجذر بن ذياد
(ب د ع) مجذر بْن ذياد.
تقدم نسبه في أخيه [1] : عبد الله بن ذياد. وهو بلوي
وحلفه فِي الأنصار.
وهو الَّذِي قتل سويد بْن الصامت فِي الجاهلية، فهاج
قتله وقعة بعاث. ثُمَّ أسلم المجذر، وشهد بدرا، وقتل
فيها أبا [2] البختري بْن هِشَام بْن خَالِد بْن أسد
بْن عبد العزي القرشي.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ
يُونُسَ، عَنِ ابن إِسْحَاق قال: حدثني يزيد بْن
رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ- قَالَ:
وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، وَمُحَمَّدُ بْن يَحْيَى
بْن حِبَّانَ، وَعَاصِمُ بْن عُمَرَ بْن قَتَادَةَ،
وَعَبْدُ اللَّه بْن أَبِي بَكْرٍ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ
عُلَمَائِنَا فِي وَقْعَةِ بَدْرٍ: «أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم قال: من لقي
أبا البختري فلا يَقْتُلْهُ» . قَالُوا: وَإِنَّمَا
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِهِ، لأَنَّهُ كَانَ أَكَفَّ
الْقَوْمَ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
وَهُوَ بِمَكَّةَ، كَانَ لا يُؤْذِي رَسُولَ الله صلّى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَلا يَبْلُغُهُ عَنْهُ
شَيْءٌ يَكْرَهُهُ وَكَانَ فِيمَنْ قَامَ [3] فِي
نَقْضِ الصَّحِيفَةِ الَّتِي كَتَبَتْ قُرَيْشٌ عَلى
بَنِي هَاشِمٍ، فَلَقِيَ الْمُجَذَّرُ بْنُ ذِيَادٍ
الْبَلَوِيُّ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ، فَقَالَ لَهُ
الْمُجَذَّرُ: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ نَهَانَا عَنْ قَتْلِكَ- وَمَعَ أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ زَمِيلٌ لَهُ قَدْ خَرَجَ مَعَهُ مِنْ
مَكَّةَ- فَقَالَ: وَزَمِيلِي [4] ؟ فَقَالَ
الْمُجَذَّرُ: لا، وَاللَّهِ مَا نحن
__________
[1] كذا قال: «في ترجمة أخيه عبد الله بن ذياد» .
والمجذر هو عبد الله بن ذياد، ولكن المجذر بن أعرف،
كما سبق أن نبه ابن الأثير على ذلك في ترجمة عبد الله:
2927/ 3/ 227.
[2] في المطبوعة: «وقتل فيها. أخبرنا البحتري» . وهو
خطأ، والصواب عن الاستيعاب: 4/ 1459، وسيرة ابن هشام.
[3] في المطبوعة: «وكان فيمن كان في نقض» . والمثبت عن
مخطوطة دار الكتب.
[4] في سيرة ابن هشام: «وهو جنادة بن مليحة بنت زهير
بن الحارث بن أسد، وجنادة رجل من بنى ليث» .
(4/288)
بِتَارِكِي زَمِيلَكَ فَقَالَ: لا
تَتَحَدَّثُ نِسَاءُ قُرَيْشٍ أَنِّي تَرَكْتُ
زَمِيلِي حِرْصًا عَلَى الْحَيَاةِ. وَقَالَ أَبُو
الْبَخْتَرِيِّ حِينَ نَازَلَهُ الْمُجَذَّرُ [1] :
كُلُّ أَكِيلٍ مَانِعٌ أَكِيلَهُ ... حَتَّى يَمُوتَ
أَوْ يَرَى سَبِيلَهُ
فَاقْتَتَلا، فَقَتَلَهُ الْمُجَذَّرُ. ثُمَّ أَتَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم،
فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ
جَهِدْتُ أَنْ يُسْتَأْسَرَ فَآتِيَكَ بِهِ، فَأَبَى
إِلا الْقِتَالَ، فَقَتَلْتُهُ [2] .
وقتل المجذر يَوْم أحد شهيدا، قتله الحارث بْن سويد
بْن الصامت، وَكَانَ مسلما، فقتله بأبيه ولحق بمكة
كافرا، ثُمَّ أتى مسلما بعد الفتح فقتله رَسُول
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بالمجذر. وَكَانَ
الحارث يطلب غرة المجذر ليقتله، فشهدا جميعا أحدا،
فلما جال الناس ضربه الحارث من خلفه، فقتله غيلة.
فأخبر جبريل النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم
بقتله، وأمره أن يقتل الحارث بِهِ، فقتله لما ظفر به.
[3] أخرجه الثلاثة.
4671- مجزأة بن ثور
(د ع) مجزأة بْن ثور بْن عفير بْن زهير بْن كعب بْن
عَمْرو بْن سدوس السدوسي.
قتل فِي عهد عمر بْن الخطاب. ذكره البخاري فِي الصحابة
ولا يثبت، وروايته عَنْ عبد الرحمن بْن أَبِي بكرة [4]
، وهو أخو منجوف بْن ثور. وله أثر عظيم فِي قتال
الفرس، قتل يَوْم فتح «تستر» مائة من الفرس، فقتله
الهرمزان وقتل معه البراء بْن مالك، فلما أسر الهرمزان
وحمل إِلَى عمر أراد قتله، فقيل: قد أمنته. قَالَ: لا
أؤمن قاتل مجزأة بْن ثور والبراء بْن مالك.
فأسلم الهرمزان، فتركه عمر.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] الرجز كما في سيرة ابن هشام:
لن يسلم ابن حرة زميله ... حتى يموت أو يرى سبيله
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 629، 630.
[3] ينظر سيرة ابن هشام: 2/ 89.
[4] في المطبوعة: «بن أبى بكر» . والمثبت عن الإصابة،
والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 416.
(4/289)
4672- مجزز المدلجي
(ب ع) مجزّز المدلجي القائف. وهو مجزّز بْن الأعور بْن
جعدة بْن مُعَاذ بْن عتوارة بْن عَمْرو بْن مدلج
الكناني المدلجي [1] . وَإِنما قيل لَهُ «مجزز» ، لأنه
كَانَ كلما أسر أسيرا جز ناصيته.
أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ
بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ
قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيَّ مَسْرُورًا تَبْرُقُ
أَسَارِيرُ وَجْهِهِ [2] ، فَقَالَ: أَلَمْ تَرَيْ
أَنَّ مُجَزِّزًا نَظَرَ [3] إِلَى زَيْدِ بْنِ
حَارِثَةَ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: هَذِه
الأَقْدَامُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ.
رواه ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وزاد
فِيهِ: «ألم تري أن مجززا مر عَلَى زيد بْن حارثة
وأسامة بْن زيد، قد غطّيا رءوسهما وبدت أقدامها، فقال:
هَذِه الأقدام بعضها من بعض [4] » . أخرجه أبو عمر،
وأبو نعيم.
4673- مجمع بن جارية
(ب د ع) مجمع بْن جارية بْن عَامِر بْن مجمع بْن
العطاف بْن ضبيعة بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو
بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم من
بني عمرو بن عوف.
يعد فِي أهل المدينة، وَكَانَ أبوه ممن اتخذ مسجد
الضرار.
قَالَ ابن إِسْحَاق: كَانَ مجمع غلاما حدثا، قد جمع
القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه
وآله وسلم، وَكَانَ أبوه من المنافقين ومن أصحاب مسجد
الضرار، وَكَانَ مجمع يصلي بهم فِي مسجد الضرار. ثُمَّ
إن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم حرق مسجد
الضرار، فلما كَانَ فِي خلافة عمر بْن الخطاب، كلم عمر
فِي مجمع ليصلي بقومه، فقال: لا، أوليس كان إمام
المنافقين فِي مسجد الضرار؟! فقال: والله الَّذِي لا
إله إلا هُوَ، ما علمت بشيء من أمرهم. فتركه عمر يصلى
[5] .
__________
[1] كذا نسبه ابن حزم في الجمهرة: 177.
[2] أي: تضيء أسارير وجهه. والأسارير: الخطوط التي
تجتمع في الجبهة وتتكسر.
[3] لفظ الترمذي: «نظر آنفا إلى ... » .
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الولاء، باب «ما جاء في
القافة» ، الحديث 2212: 6/ 327، 328، وقال الترمذي:
«هذا حديث حسن صحيح ... وقد احتج بعض أهل العلم بهذا
الحديث في إقامة أمر القافة» .
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 522، 523.
(4/290)
قيل: إنه كَانَ قد جمع القرآن عَلَى عهد
رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلم إلا سورة
أو سورتين.
أَنْبَأَنَا أَبُو الفرج بْن أَبِي الرجاء،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ
قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَابِرِيُّ [1] ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن المثنى، حدثنا جعفر
بن عون، حدثنا زكريا بن أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ
قَالَ: جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سِتَّةٌ كُلُّهُمْ
مِنَ الأَنْصَارِ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ
ثَابِتٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَبُو
الدَّرْدَاءِ، وَسَعْدُ [2] بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو
زَيْدٍ، وكان بقي على المجمع ابن جَارِيَةَ سُورَةٌ
أَوْ سُورَتَانِ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلّى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ: عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، وَيَعْقُوبُ
بْنُ مُجَمِّعٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ سَلَمَةَ.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ
قَالُوا [بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
قَالَ] [3] : أَنْبَأَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ [4] بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ
بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُجَمِّعِ بْنِ
جَارِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَقْتُلُ ابْنُ
مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ [5] .
كَذَا رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَقِيلٌ، وَابْنُ
عَجْلَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ وَالأَوْزَاعِيُّ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ «عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ» . قَالَ النَّسَائِيُّ: وَحَدِيثُ اللَّيْثِ
وَمَنْ تَابَعَهُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «الجائزى» . والمثبت عن العبر
للذهبى: 2/ 322، والمشتبه للذهبى أيضا: 125.
[2] في المطبوعة: «وأسعد بن عبيد» . والصواب ما
أثبتناه، وقد تقدمت ترجمة «سعد بن عبيد» ، برقم 2017:
2/ 359.
هذا وسيأتي في كتاب الكنى أن «أبا زيد» هو سعد بن
عبيد، ومن العلماء من قال: إن «أبا زيد» إنما هو قيس
بن السكن، وقد تقدمت ترجمة قيس برقم 4349: 4/ 427.
[3] ما بين القوسين زيادة لا بد من إثباتها. وقد سقطت
من المطبوعة ومخطوطة الدار 111 مصطلح، والمصورة.
والحديث رواه الترمذي، وينظر مقدمة ابن الأثير في بيان
سنده إلى سنن الترمذي في أول الكتاب. وقد تقدم هذا
السند مرارا.
[4] في سنن الترمذي: «عبيد الله بن عبد الله» . وفي
التهذيب 7/ 21: «عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة
الأنصاري المدني.
وقيل: عبد الله بن عبيد الله، وقيل غير ذلك، روى عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عن
عمه مجمع في الدجال. وعنه الزهري» .
[5] تحفة الأحوذي، أبواب الفتن، باب «ما جاء في قتل
عيسى بن مريم الدجال» ، الحديث 2345: 6/ 513، 514.
وقال الترمذي: «هذا حديث صحيح» .
(4/291)
4674- مجمع بن يزيد بن جارية
(ب د ع) مجمع بْن يَزِيدَ بْن جارية، هُوَ ابن أخي
الَّذِي قبله، وأخو عبد الرحمن.
قَالَ ابن منده: «أراهما واحدا» . يعني هَذَا ومجمع
بْن جارية.
وقال أَبُو نعيم: أفرده بعض المتأخرين عَنِ الأول،
وهما واحد. روى عنه عكرمة بن سلمة ابن ربيعة: أن
النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وآله وسلم نهى أن يمنع
الرجل جاره أن يغرز خشبا فِي جداره [1] .
وقال أَبُو عمر: «مجمع بْن يَزِيدَ بْن جارية، هُوَ
ابن أخي الأول، أدرك النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وآله وسلم، وروى:
لا يمنع أحدكم أخاه أن يغرز خشبة فِي جداره، مثل حديث
أَبِي هريرة، قيل: إن حديثه هَذَا مرسل، وَإِنما يروى
عَنْ عمر، عَنِ النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
وربما رواه عَنْ أَبِي هريرة» [2] . وقول أَبِي عمر
يدل عَلَى أَنَّهُ رآهما اثنين، وَإِنما الاختلاف فِي
أمر حديثه: متصل أو مرسل؟
والله أعلم. وقد جعل البخاري هَذَا مجمع بْن يَزِيدَ
أخا عبد الرحمن بْن يَزِيدَ بْن جارية، مثل أَبِي عمر.
أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا
مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ:
أَنَّ هِشَامَ بْنَ يَحْيَى أَخْبَرَهُ: أَنَّ
عِكْرِمَةَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ أَخَوَيْنِ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ [3] ،
لَقِيَا مُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ
الأَنْصَارِيَّ فَقَالَ: أَشْهَدُ أن النبيّ صلّى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ لا يَمْنَعَ جَارٌ
جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبًا فِي جِدَارِهِ. فَقَالَ
الْحَالِفُ:
أَيْ أَخِي، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ مَقْضِيٌّ لَكَ،
وَقَدْ حَلَفْتُ، فَاجْعَلْ أُسْطُوَانًا دُونَ
جِدَارِي. فَفَعَلَ الآخَرُ، فَغَرَزَ فِي
الأُسْطُوَانِ خَشَبَةً [4] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد: 3/ 479، 480.
[2] الاستيعاب: 4/ 1363.
[3] كذا في المسند. وفي سنن ابن ماجة، كتاب الأحكام،
باب «الرجل يضع خشبة على جدار جاره» ، الحديث 2336:
2/ 783: «أن أخوين من بني المغيرة أعتق أحدهما أن لا
يغرز خشبا في جداره» . ومعنى «أعتق» : حلف بالعتق على
ألا يغرز الآخر خشبا في جداره.
[4] مضى تخريج الحديث في هذه الترجمة.
(4/292)
(باب الميم والحاء)
4675- محارب بن مزيدة
محارب بْن مزيدة بْن مالك بْن همام بْن معاوية بْن
شبابة بْن عَامِر بْن حطمة بن محارب ابن عَمْرو بْن
وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس العبدي.
وفد هُوَ وأبوه على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم،
فأسلما.
قاله هِشَام بْن الكلبي.
حطمة: بضم الحاء المهملة، وفتح الطَّاء. وَإِلَيْهِ
تنسب الدروع الحطميّة، قاله ابن ماكولا وقال: قال
الدار قطنى: «بفتح الحاء» ، قال: والنسبة تبطله.
4676- محتقر بن أوس
(س) محتفر بْن أوس المزني.
بايع النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلم. روى عَنْهُ
أولاده، ذكره الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ [1] فِي
تاريخ خراسان.
رواه أَحْمَد بن الحسين النيسابورىّ.
أخرجه أبو موسى.
4677- محجن بن الادرع
(ب د ع) محجن بْن الأدرع الأسلمي، من ولد أسلم بْن
أفصى بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر كَانَ قديم
الإسلام.
قَالَ أَبُو أحمد العسكري: إنه سلمى. وقيل: أسلمي.
وَفِيهِ قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم: «ارموا، وأنا مع ابن الأدرع» . سكن البصرة،
واختط مسجدها، وعمر طويلا. روى عَنْهُ حنظلة بْن
عَليّ، ورجاء بْن أَبِي رجاء.
أَنْبَأَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجَاءٍ
الْبَاهِلِيِّ قَالَ: أَخَذَ مِحْجَنٌ بيدي حتى
انتهينا إِلَى
__________
[1] في المطبوعة: «ذكره الحاكم أبو أحمد العسكري عبد
الله» . وهو خطأ لا شك فيه، وقد شطب على هذه الزيادة،
وهي:
«أحمد العسكري» في مخطوطة الدار. وهي غير ثابتة في
المصورة. والحاكم أبو عبد الله هو: محمد بن عبد الله
بن حمدويه، توفى سنة 405، وهو صاحب تاريخ نيسابور،
ينظر الأعلام: 7/ 101.
(4/293)
مَسْجِدِ الْبَصْرَةَ، فَإِذَا بُرَيْدَةُ
الأَسْلَمِيُّ قَاعِدٌ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ
الْمَسْجِدِ، وَفِي الْمَسْجِدِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ:
سَكَبَةُ [1] يُطِيلُ الصَّلاةَ، وَكَانَ فِي
بُرَيْدَةَ مُزَاحَةٌ [2] ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ: يَا
مِحْجَنُ، أَلا تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سَكَبَةُ؟
فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَخَذَ بِيَدِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ
حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى سُدَّةِ [3] الْمَسْجِدِ،
فَإِذَا رَجُلٌ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ، فَقَالَ لِي:
مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: هَذَا فُلانٌ. وَجَعَلْتُ
أُطْرِيهِ [4] وَأَقُولُ: هَذَا، هَذَا، فَقَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ: لا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ. ثُمَّ
انْطَلَقَ حَتَّى بَلَغَ بَابَ الْحُجْرَةِ، ثُمَّ
أَرْسَلَ يَدِي مِنْ يده. فقال النبي صلّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ: خَيْرُ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ [5] .
ثُمَّ انْتَقَلَ مِحْجَنُ بْنُ الأَدْرَعِ مِنَ
الْبَصْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَتُوُفِّيَ بها آخر
أيام معاوية.
أخرجه الثلاثة.
4678- محجن بن أبى محجن الديليّ
(ب د ع) محجن بْن أَبِي محجن الديلي، من بني الديل بْن
بكر بْن عبد مناة بْن كنانة.
معدود فِي أهل المدينة، يكنى أبا بسر. روى عَنْهُ ابنه
بسر.
واختلف فِي اسم ابنه [6] فقيل: بسر، بضم الباء وبالسين
المهملة، قاله مالك وغيره.
وقيل: بشر، بكسر الباء وبالشين المعجمة، قاله الثوري.
وقال أحمد بن صالح المصري: سألت جماعة من ولده، فما
اختلف عَلَى منهم اثنان أنه بسر، كما قَالَ الثوري،
يعني بالشين المعجمة، هَذَا كلام أَبِي عمر [7] .
وقال ابن ماكولا: «بسر، يعني بضم الباء، والسين
المهملة» : بسر بْن محجن الديلي، عَنْ أبيه.
روى عَنْهُ زيد بْن أسلم، وَكَانَ الثوري يقول عَنْ
زيد: بشر، يعني بالشين المعجمة، ثُمَّ رجع عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا فِتْيَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ الْجَوْهَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سَمْنِيَّةَ
[8] بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ،
__________
[1] ينظر ترجمة «سكبة بن الحارث» : 2/ 412.
[2] أي: دعابة.
[3] أي: باب المسجد.
[4] أي: أمدحه.
[5] أخرجه الإمام أحمد عن مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ،
عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، المسند: 4/ 338، وعن
عفان، عن أبى عوانة باسناده بنحوه، المسند: 5/ 32.
[6] في المطبوعة: «أبيه» . والصواب ما أثبتناه.
[7] الاستيعاب: 3/ 1363.
[8] في المطبوعة: «سمينة» . والصواب عن المشتبه
للذهبى: 369.
(4/294)
عن مالك، عن زيد بْن أسلم، عَنْ بُسْرِ [1]
بْن مِحْجَنٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ
كَانَ فِي مَجْلِسٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُذِّنَ بِالصَّلاةِ
وَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
فَصَلَّى، ثُمَّ رَجَعَ، وَمِحْجَنٌ فِي مَجْلِسِهِ،
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: مَا
مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ، أَلَسْتَ
بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ؟ قَالَ: بَلَى، يَا رَسُولَ
اللَّهِ، وَلَكِنْ كُنْتُ قَدْ صَلَّيْتُ فِي أَهْلِي.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: إِذَا
جِئْتَ فَصَلِّ مَعَ النَّاسِ، وَإِنْ كنت قد صليت [2]
. أخرجه الثلاثة.
4679- محدوج بن زيد
(ع س) محدوج بْن زيد الهذلي.
مختلف فِي صحبته، حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ قال: «إن أول من يدعى يَوْم
القيامة بي» [3] . أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
4680- محرز بن حارثة
(ب) المحرز بْن حارثة بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن عبد
مناف.
استخلفه عتاب بْن أسيد عَلَى مكة فِي سفرة سافرها،
ثُمَّ ولاه عمر بْن الخطاب مكة فِي أول ولايته، ثُمَّ
عزله وولي قنفذ بْن عمير التيمي. وقتل المحرز بْن
حارثة يَوْم الجمل، ويعد فِي المكيين أخرجه أَبُو عمر
[4] .
4681- محرز بن زهير
(ب د ع س) محرز بْن زهير الأسلمي. مدني، يقال: لَهُ
صحبة.
روى حديثه كَثِير [5] بْن زيد، عَنْ أم ولد محرز، عَنْ
محرز: أن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم
قال:
الصمت زين العالم.
__________
[1] قال السيوطي في تنوير الحوالك 1/ 117: «قال ابن
عبد البر: هو بالسين المهملة في رواية مالك وأكثر
الرواة عن زين بن أسلم، وقال فيه الثوري بالمعجمة. قال
أبو نعيم: والصواب كما قال مالك» .
[2] الموطأ، كتاب صلاة الجماعة، باب «إعادة الصلاة مع
الإمام» : 1/ 132.
[3] كذا في مخطوطة الدار، والمصورة. ولفظ الإصابة:
«أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بى» .
[4] الاستيعاب: 4/ 1464.
[5] في المطبوعة: «كبير بن زيد» . ومثله في مخطوطة
الدار، وفي الصورة «كثير» ومثله في الاستيعاب. ولعله
«كثير بن زيد الأسلمي» ، وهو مترجم في التهذيب: 8/
413، 414. والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 2/ 150،
151.
(4/295)
وروت ابنته عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يقول:
اللَّهمّ، إِنِّي أعوذ بك من زمن الكذابين. قلت: وما
زمان الكذابين؟ قَالَ: زمان يظهر فِيهِ الكذب، فيذهب
الرجل لا يريد الكذب فيتحدث معهم، فإذا هُوَ قد دخل
معهم فِي حديثهم.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو موسى وقال: أورده أَبُو
نعيم، وذكر أن ابن منده وهم فِيهِ، فقال: ابن زهير.
قَالَ: وفرق بينهما جَعْفَر، فجعلهما اثنين. وَالَّذِي
ذكره البخاري فِي تاريخه فِي باب «محرز» ، آخره زاي:
محرز بْن زهير.
وقال مُحَمَّد بْن نقطة الحافظ: محرز بْن زهير. وقيل:
ابن زهر. والأول أصح.
وأخرجه أَبُو عمر فقال: زهير. مثل ابن منده، فبان بهذا
أَنَّهُ لَيْسَ بوهم، والله أعلم.
4682- محرز بن عامر
(ب ع س) محرز بْن عَامِر بْن مالك بْن عدي بْن عامر
بْن غنم بْن عدي بْن النجار الأنصاري الخزرجي، ثُمَّ
النجاري.
شهد بدرا، وتوفي صبيحة اليوم الَّذِي غدا فِيهِ رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم إِلَى أحد. فهو
معدود فيمن شهد أحدا لذلك، ولا عقب لَهُ.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى هكذا
بالحاء والزّاى، ومثلهم قال الدار قطنى.
وقال ابن ماكولا: محرّز، براءين مهملتين: محرر بْن
عَامِر، من بني عَمْرو بْن عوف الأنصاري، لَهُ صحبة،
شهد بدرا. كذلك ذكره اصحاب المغازي، موسى بْن عقبة،
وابن إسحاق والواقدي- قال: وقال الدار قطنى: بالزاي.
وهو خطأ.
قلت: هَذَا الَّذِي ذكره ابن ماكولا هُوَ الَّذِي فِي
هَذِه الترجمة، إلا أنه جعله من بنى عمرو ابن عوف. وهو
وهم، فإن أبا جَعْفَر بْن السمين أَخْبَرَنِي
بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي
تسمية من شهد بدرا من الأنصار، من بني عدي بْن النجار:
محرز بْن عَامِر بْن مالك. وكذلك رواه سلمة عَنِ ابن
إِسْحَاق، وعبد الملك بْن هِشَام، عَنِ البكائي، عَنِ
ابن إِسْحَاق [1] . ومثله قَالَ موسى بْن عقبة، وَإِن
كَانَ صحيحا فهو غير هذا، وليس بشيء. والله أعلم.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 704.
(4/296)
4683- محرز بن قتادة
محرز بْن قتادة بْن مسلمة.
كَانَ يوصي بني حنيفة بالتمسك بالإسلام وينهاهم عَنِ
الردة، وله فِي ذَلِكَ كلام متين، وشعر حسن [1] .
4684- محرز القصاب
(ب) محرز القصاب.
أدرك الجاهلية، ذكره البخاري عَنْ موسى بْن
إِسْمَاعِيل، عَنْ إِسْحَاق بْن عثمان، عَنْ جدته أم
موسى، أن أبا موسى الأشعري قَالَ: لا يذبح للمسلمين
إلا من يقرأ أم الكتاب، فلم يقرأ إلا محرز القصاب،
مولى بني عدي أحد بني ملكان، وَكَانَ من سبي الجاهلية،
فذبح وحده.
أخرجه أبو عمر.
4685- محرز بن نضلة
(ب د ع) محرز بْن نضلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مرة بْن
كبير [2] بْن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة الأسدي،
يكنى أبا نضلة، ويعرف بالأخرم الأسدي. حليف بني عبد
شمس، وَكَانَ بنو عبد الأشهل يذكرون أَنَّهُ حليفهم.
قَالَ ابن إِسْحَاق: تتابع المهاجرون إِلَى المدينة
أرسالا [3] ، وَكَانَ بنو غنم بْن دودان أهل إسلام،
قَدْ أوعبوا [4] إِلَى المدينة مع رَسُول الله صلى
الله عليه وآله وسلّم هجرة رجالهم ونساؤهم، منهم: محرز
ابن نضلة [5] .
وشهد بدرا، وأحدا، والخندق. وخرج مع رَسُول اللَّهِ
صلّى الله عليه وآله وسلم يَوْم السرح- وهي غزوة ذي
قرد- سنة ست، فقتله مسعدة بْن حكمة بْن مَالِك بْن
حذيفة بْن بدر، وَكَانَ يَوْم قتل ابن سبع وثلاثين، أو
ثمان وثلاثين سنة.
وقال فِيهِ موسى بْن عقبة: «محرز بْن وهب» . ولم يقل:
محرز بْن نضلة، وذكره فيمن شهد بدرا من حلفاء بنى عبد
شمس.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 463: «ذكره وثيمة في
الردة» .
[2] ينظر فيما تقدم: 4/ 7، التعليق رقم: 4.
[3] أي: جماعة إثر جماعة.
[4] أي: جمعوا ما استطاعوا من جمع.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 472.
(4/297)
أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يُونُسَ بن بكير، عَنِ
ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني
عَبْدِ شَمْسٍ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ:
... وَمُحْرِزِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1]
.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4686- محرز
(د ع) محرز، غير منسوب.
روى إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن ثابت، أخو بني عبد
الدار، عَنْ عكرمة بْن خَالِد قَالَ: جاءني محرز ذات
ليلة عشاء، فدعونا لَهُ بعشاء، فقال محرز: هَلْ عندك
سواك؟ فقلنا: ما تصنع بِهِ هَذِه الساعة؟ قَالَ: إن
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم ما
نام ليلة حَتَّى يستن.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4687- محرش الكعبي
(ب) محرش الكعبي، بضم الميم وفتح الحاء المهملة، وكسر
الرَّاء المشددة، قاله ابن ماكولا.
قال أبو عمر: «ويقال: محرش» ، يعنى بكسر الميم وسكون
الحاء.
وقال عَليّ بْن المديني: زعموا أن مخرشا الصواب،
بالخاء المعجمة.
وروي أَبُو عمر بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِيل بْن
أمية، عَنْ مزاحم، عَنْ عبد العزيز بْن عبد الله ابن
خَالِد بْن أسيد، عَنْ محرش الكعبي قَالَ: خرج رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم من
الجعرانة ليلا ... وذكر الحديث. قَالَ ابن المديني:
مزاحم هَذَا هُوَ مزاحم بْن أَبِي مزاحم. روى عَنه ابن
جريج وغيره، وليس هُوَ مزاحم بْن زفر. قَالَ أَبُو حفص
الفلاس: لقيت شيخا بمكة اسمه سالم، فاكتريت مِنْه
بعيرا إِلَى منى. فسمعني أحدث بهذا الحديث، فقال: هُوَ
جدي، وهو محرش بْن عَبْد اللَّهِ الكعبي، ثُمَّ ذكر
الحديث، وكيف مر بهم النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وآله وسلم، فقلت: ممن سمعته؟ قَالَ: حدثنيه أَبِي
وأهلنا.
قَالَ أَبُو عمر: وأكثر أهل الحديث ينسبونه: محرش بْن
سويد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مرة الخزاعي الكعبي، وهو
معدود فِي أهل مكة. روى عَنْهُ حديث واحد: أن رسول
الله صلّى الله عليه وآله وسلم اعتمر من الجعرانة،
ثُمَّ أصبح بمكة كبائت [2]- قَالَ: ورأيت ظهره كأنه
سبيكة فضة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 679.
[2] أي: كأنه بات فيها ولم يخرج عنها، ولم يذهب منها
إلى مكة.
(4/298)
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ
قَالَ: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُزَاحِمٍ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] ، عَنْ
مُحَرِّشِ الْكَعْبِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ
الْجِعْرَانَةِ لَيْلا مُعْتَمِرًا، فَدَخَلَ مَكَّةَ
لَيْلا فَقَضَى عُمْرَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ
لَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ بِالْجِعْرَانَةِ كَبَائِتٍ،
فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ مِنْ
بَطْنِ سَرِفَ [2] حَتَّى جَاءَ مَعَ الطَّرِيقِ،
طَرِيقِ جَمْعٍ [3] بِبَطْنِ سَرِفَ، فَمِنْ أَجْلِ
ذَلِكَ خَفِيَتْ عُمْرَتُهُ عَلَى النَّاسِ.
أخرجه أبو عمر.
4688- محسن بن على
(س) محسن بْن عَليّ بْن أَبِي طَالِب بْن عَبْد المطلب
القرشي الهاشمي. أمه: فاطمة بنت بنت رَسُول اللَّهِ.
أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
أَبِي مَنْصُورٍ الأَمِينُ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْفَضْلِ مُحَمَّد بْن نَاصِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو
طَاهِرِ بن أَبِي الصَّقْرِ الأَنْبَارِيُّ،
أَنْبَأَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ نَظِيفٍ
الْفَرَّاءُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ ابن رَشِيقٍ،
أَنْبَأَنَا أَبُو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ الله ابن مُوسَى قَالا:
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا
وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. فَجَاءَ
رَسُولُ الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ:
أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْنَا:
حَرْبًا. قَالَ:
بَلْ هُوَ حَسَنٌ. فَلَمَّا وُلِدَ حُسَيْنٌ،
سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرُونِي
ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟
قُلْنَا: حَرْبًا. فَقَالَ: بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ.
فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ، سَمَّيْتُهُ حَرْبًا،
فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله
وَسَلَّمَ فَقَالَ:
أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْنَا:
حَرْبًا. قَالَ: بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ. ثُمَّ قَالَ:
سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ: شَبَّرُ
وَشَبَّيْرُ وَمُشَبِّرُ [4] .
__________
[1] في المطبوعة: «عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ مكحول، عن محرش» . وهذه الزيادة وهي:
«عن مكحون» غير ثابتة في الترمذي. وقد خلا منها صلب
النص في مخطوطة الدار والمصورة، وإنما هي على الهامش
في كل منهما. وفي التهذيب:
10/ 58، 59 أن محرشا يروى عنه: عبد العزيز بن عبد
الله. والحديث رواه الإمام أحمد في المسند: 3/ 426،
427.
وخلا من هذه الزيادة.
[2] سرف- بفتح فكسر-: موضع على ستة أميال من مكة.
[3] جمع: هي المزدلفة. ولفظ مسند الإمام أحمد 3/ 427:
«طريق المدينة بسرف» .
[4] تقدم هذا الحديث في ترجمة الحسين بن على: 2/ 19.
(4/299)
رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ كَذَلِكَ، ورواه سالم بن أَبِي الْجَعْدِ
عَنْ عَلِيٍّ، فَلَمْ يَذْكُرْ مُحَسِّنًا.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو الْخَلِيلِ، عَنْ سَلْمَانَ.
وَتُوُفِّيَ المحسّن صغيرا.
أخرجه أبو موسى.
4689- محصن الأنصاري
(س) محصن الأنصاري. قَالَه جَعْفَر، ورواه
بِإِسْنَادِهِ عَنْ مروان بْن معاوية، عَنْ عبد الرحمن
ابن أَبِي شميلة الأنصاري، من أهل قباء، عَنْ سلمة بْن
محصن الأنصاري، عَنْ أبيه قَالَ:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مَنْ أَصْبَحَ
آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جسده، وعنده طعام
يومه، فكأنما حيزت لَهُ الدُّنْيَا.
كذا رواه جَعْفَر، وترجم لَهُ، وَإِنما هُوَ سلمة بْن
عُبَيْد اللَّه بْن محصن، عَنْ أبيه. كذلك رواه غير
واحد، عَنْ مروان، وقد تقدم فِي عُبَيْد اللَّه [1] .
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ، عَنْ ابن أَبِي عَاصِم: أَنْبَأَنَا
كَثِير بْن عُبَيْد اللَّه الحذاء، حَدَّثَنَا مروان
بْن معاوية، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
شُمَيْلَةَ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ، عن
أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
مثله. أخرجه أَبُو موسى.
4690- محصن بْن وحوح
محصن بْن وحوح الأنصاري الأوسي. وقد ذكرنا نسبه عند
أبيه وحوح.
قتل هُوَ وأخوه حصين [2] بالقادسية، ولا بقية لهما،
قاله ابن الكلبي.
4691- محلم بن جثامة
(ب د ع) محلم بْن جثامة- واسمه يزيد بْن قيس بْن ربيعة
بْن عَبْد اللَّهِ بْن يعمر الشداخ بْن عوف بْن كعب
بْن عامر بْن ليث بْن بكر بْن عبد مناة بن كنانة
الكناني الليثي، أخو الصعب ابن جثّامة.
__________
[1] ينظر ترجمة عبيد الله بن محصن: 3/ 530. فقد خرجنا
الحديث هناك عن الترمذي، وشرحنا غريبه. والحديث أيضا
أخرجه ابن ماجة في كتاب الزهد، باب القناعة، الحديث
4141: 2/ 1387.
[2] تقدمت ترجمة حصين بن وحوح، برقم 1195: 2/ 29.
(4/300)
أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ:
حَدَّثَنِي يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّه بْن قُسَيْطٍ،
عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي حدرد،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى إِضَمٍ، فَخَرَجْتُ
فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ: أَبُو
قَتَادَةَ، وَمُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ، فَخَرَجْنَا
حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَطْنِ إِضَمٍ مَرَّ بِنَا
عَامِرُ بْنُ الأَضْبَطِ الأَشْجَعِيُّ، عَلَى بَعِيرٍ
لَهُ، فَلَمَّا مَرَّ عَلَيْنَا سَلَّمَ عَلَيْنَا
بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ، فَأَمْسَكْنَا عَنْهُ،
وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ
فَقَتَلَهُ، لِشَيْءٍ كَانَ بَيَنْهُ وَبَيْنَهُ،
وَأَخَذَ بَعِيرَهُ وَمَتَاعَهُ. فَلَّما قَدِمْنَا
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلّم
أخبرناه الخبر، فنزل فينا القرآن:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ
أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ: لَسْتَ مُؤْمِناً 4: 94
[1] ... الآيَةَ.
وذكر الطبري أن محلم بْن جثامة توفي فِي حياة
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فدفنوه،
فلفظته الأرض مرة بعد أخرى، فأمر به فألقي بين جبلين
وجعل عَلَيْهِ حجارة، وقال رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم: إن الأرض لتقبل من هُوَ شر مِنْه،
ولكن اللَّه أراد أن يريكم آية فِي قتل المؤمن. قَالَ
أَبُو عمر: وقد [2] قيل: إن هَذَا لَيْسَ محلم بْن
جثامة، فإن محلما نزل حمص بأخرة [3] ، ومات بِهَا فِي
أيام ابن الزبير. والاختلاف فِي المراد بهذه الآية
كثير جدا، قيل: نزلت فِي المقداد، وقيل: فِي أسامة،
وقيل: فِي محلم. وقيل: فِي غالب الليثي. وقيل: نزلت
فِي فِي سرية، ولم يسم قائل هَذَا أحدا. وقيل غيرهم،
وَكَانَ قتله خطأ.
ويرد لمحلم ذكر فِي «مكيتل» إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
4692- محمد بن أبى بن كعب
(ب د ع) مُحَمَّد بْن أَبِي بْن كعب. تقدم نسبه عند
ذكر أَبِيهِ، يكنى أبا معاذ.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وسلم، روى عَنْ أبيه، وعن عمر. وروى عَنْهُ
الحضرمي بْن لاحق، وبسر [4] بْن سَعِيد.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 626، والآية من سورة النساء،
رقم: 94.
[2] الاستيعاب: 4/ 1462.
[3] أي: في آخر عمره، أو: أخيرا.
[4] في المطبوعة: «بشر» ، بالشين المعجمة. ينظر
الخلاصة.
(4/301)
4693- محمد بن أحيحة
(ع س) مُحَمَّد بْن أحيحة بْن الجلاح بْن الحريش بْن
جحجبي بْن عوف بْن كلفة بْن عوف ابن عَمْرو بْن عوف
الأنصاري الأوسي.
ذكر فِي الصحابة. قَالَ عبدان: بلغني أن أول من سمى
«مُحَمَّدا» : مُحَمَّد بْن أحيحة قَالَ: وأظن أَنَّهُ
أحد هؤلاء الَّذِينَ ذكروا فِي حديث مُحَمَّد بْن عدي-
يعني الَّذِينَ سموا فِي الجاهلية، حين سمعوا أَنَّهُ
يبعث نبي من العرب، فسمي جماعة منهم أبناءهم رجاء أن
يكون يكون هُوَ النَّبِيّ المبعوث. وَالَّذِينَ سموا
أبناءهم محمدا نفر، منهم: مُحَمَّد بْن سفيان بْن
مجاشع، ومحمد بن البراء أخو بنى عتوارة من بني ليث،
وَمُحَمَّد بْن أحيحة أخو بنى جحجبى، ومحمد ابن حمران
بْن مالك الجعفي، وَمُحَمَّد بْن خزاعي بْن علقمة بْن
محارب بْن مرة بْن فالج، ومحمد ابن عدي بْن ربيعة بْن
جشم بْن سعد.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
قلت: وهذا فِيهِ نظر، فإن سفيان بْن مجاشع ومن ذكروا
معه، أقدم عهدا من رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله
وسلم بكثير، فأما أحيحة بْن الجلاح أخو بني جحجبي فإنه
كَانَ تزوج أم عبد المطلب، وهي سلمى بنت عَمْرو، فمن
يكون زوج أم عبد المطلب، مع طول عمر عبد المطلب، كيف
يكون ابنه مع النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلم؟!
هَذَا بعيد وقوعه، ثُمَّ إن ابن منده وأبا نعيم وأبا
عمر، قد ذكروا المنذر بْن مُحَمَّد بْن عقبة بْن أحيحة
بْن الجلاح، كَانَ من أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله
عليه وآله وسلم، وشهد بدرا، ولعل الكلام سقط مِنْه
«عقبة» و «المنذر» ، حتى يستقيم. والله أعلم.
4694- محمد بن أسلم
(ب د ع) مُحَمَّد بْن أسلم بْن بجرة الأنصاري، أخو بني
الحارث بْن الخزرج.
رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ولأبيه صحبة
[1] .
روى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بن أبي
بكر بن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، عَنْ مُحَمَّدِ
ابن أسلم بْن بجرة، أخي بني الحارث بْن الخزرج،
وَكَانَ شيخا كبيرا، قَالَ: وَكَانَ يدخل فيقضي حاجته
فِي السوق، ثُمَّ يرجع إِلَى أهله، فإذا وضع رداءه ذكر
أَنَّهُ لَمْ يصل في مسجد مسجد رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلم فيقول: والله ما صليت فِي مسجد النبي
صلّى الله عليه وآله وسلّم ركعتين، فإنه قد كان
__________
[1] تقدمت ترجمة أبيه، برقم 112: 1/ 91.
(4/302)
قَالَ لنا: «من هبط منكم هَذِه القرية، فلا
يرجعن إِلَى أهله حَتَّى يركع فِي هَذَا المسجد
ركعتين» .
ثُمَّ يأخذ رداءه ويرجع إلى المدينة، حتى يركع مسجد
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ركعتين، ثُمَّ
يرجع إِلَى أهله.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا، وأما أَبُو عمر
فقال: «مُحَمَّد بْن أسلم، روى عَنِ النبي، حديثه مرسل
[1] » فلم يذكر الحديث، ولا نسبه حَتَّى يعلم: هَلْ
هُوَ هَذَا أم غيره؟
وأظنه هو. والله أعلم.
4695- محمد بن إسماعيل الأنصاري
(د ع) مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الأنصاري.
روى مُحَمَّد بْن أَبِي حميد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
المنكدر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل الأنصاري،
عَنْ أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلّم: جاءني جبريل فقال: إن الله عَزَّ وَجَلَّ
أرسلني ... وذكر الحديث. قَالَ ابن منده: أراه
إِسْمَاعِيل بْن ثابت بْن قيس بْن شماس.
قَالَ أَبُو نعيم: هَذَا وهم فِيهِ، لأن إِسْمَاعِيل
فِي أولاد ثابت لا يعرف، وإنما يعرف: محمد ابن ثابت،
ومن عقبه: إِسْمَاعِيل ويوسف ابنا مُحَمَّد بْن ثابت.
وروى أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ عَنْ محمد بن أبي حميد،
عن إسماعيل الأنصاري، عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن رجلا
قَالَ: يا رَسُول اللَّهِ، أوصني وأوجز. فقال: عليك
باليأس مما فِي أيدي الناس، وَإِياك والطمع فإنه فقر
حاضر. قَالَ أَبُو نعيم: إِسْمَاعِيل هَذَا قيل: هُوَ
إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن ثابت بْن قيس بْن شماس-
قَالَ: ووهم بعض الرواة فِي هَذَا الحديث، وأدخل بين
مُحَمَّد بْن أَبِي حميد، وبين مُحَمَّد بْن
إِسْمَاعِيل: مُحَمَّد بْن المنكدر- قَالَ: ومن أعجبه
أَنَّهُ- يعني ابن منده- بني الترجمة عَلَى ذكر من
اسمه مُحَمَّد، وأخرج الحديث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيل، عَنْ أبيه، عَنْ جده، فإن كانت الرواية
صحيحة فإسماعيل لا يخرج عَنْهُ فِي ترجمة مُحَمَّد.
ولو قَالَ: إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، عَنْ أبيه- لكان
أشبه بالترجمة وأقرب، والله أعلم.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1365.
(4/303)
4696- محمد بن اسود بن خلف
(د ع) مُحَمَّد بْن أسود بْن خلف بْن أسعد بْن بياضة
بْن سبيع [1] بْن خلف بْن جعثمة بْن سعد بْن مليح بْن
عَمْرو بْن ربيعة الخزاعي. وهو ابن عم طلحة الطلحات
بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف.
نسبه شباب العصفري بْن خياط، وذكر أَنَّهُ روى عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أَنَّهُ
قَالَ: «عَلَى ذروة كل بعير شيطان» [2] . أخرجه ابن
منده، وأبو نعيم.
4697- محمد بن الأشعث
(د ع) مُحَمَّد بْن الأشعث بْن قيس الكندي. تقدم نسبه
عند ذكر [3] أبيه.
قيل: إنه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله
عليه وآله وسلم. وقد روى عَنْ عائشة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مُكَارِمِ بْنِ
سَعْدٍ الْمُؤَدِّبُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي زكريا
بن إِيَاسٍ الأَزْدِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ خَالِدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ قَالَ:
حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ:
ذَكَرَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
الْيَهُودَ فَقَالَ: «هُمْ قَوْمُ حَسَدٍ،
يَحْسُدُونَنَا عَلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي هَدَانَا
اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى الْقِبْلَةِ
الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا.
وروى الزبير بْن بكار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن
قَالَ: المحمدون الَّذِينَ اسمهم مُحَمَّد، وكناهم
أَبُو الْقَاسِم: مُحَمَّد بْن طلحة، وَمُحَمَّد بْن
عَليّ، وَمُحَمَّد بْن الأشعث، وَمُحَمَّد بْن سعد.
واستعمله عَبْد اللَّهِ بْن الزبير عَلَى الموصل.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو نعيم: لا تصح
لَهُ صحبة. والله أعلم.
4698- محمد بن أنسى
(ب د ع) مُحَمَّد بْن أنس بْن فضالة الأنصاري الظفري.
وقيل: مُحَمَّد بْن فضالة بن أنس.
ولأبيه صحبة، ولجدّه أيضا.
__________
[1] تقدم نسبه في ترجمة أبيه 3/ 224، وفيه: «سبيع بن
جعثمة» . وكذلك ورد النسب في الجمهرة: 227، دون هذه
الزيادة.
[2] الحديث أخرجه الإمام أحمد عن أبى لاس الخزاعي: 4/
221، ولفظه: «ما من بعير لنا إلا في ذروته شيطان،
فاذكروا اسم الله عليها إذا ركبتموها كما أمرتكم، ثم
امتهنوها لأنفسكم، فإنما يحمل الله عز وجل» .
[3] تقدمت ترجمة أبيه رقم 185: 1/ 118.
(4/304)
روى إدريس بْن مُحَمَّدِ بْنِ يونس بْن
مُحَمَّدِ بْن أنس بْن فضالة الظفري، عَنْ جده يونس
ابن مُحَمَّد، عَنْ أبيه مُحَمَّد بْن أنس قَالَ: «قدم
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا ابن أسبوعين،
فأتي بي إليه، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وقال: سموه
باسمي، ولا تكنوه بكنيتي» . قَالَ: وحج بي معه عام حجة
الوداع.
وروى عَمْرو بْن أَبِي فروة [1] ، عَنْ مشيخة أهل بيته
قَالَ: قتل أنس بْن فضالة يَوْم أحد، فأتي بمحمد بْن
أنس الظفري إِلَى رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله
وسلم، فتصدق عَلَيْهِ بعذق [2] لا يباع ولا يوهب.
وروي فضيل بْن سُلَيْمَان، عَنْ يونس بْن مُحَمَّد بْن
فضالة: أن رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم
أتاهم.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ، إِلا أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ
جَعَلَ الترجمة لمحمد بْن فضالة، وجعلها ابن منده
وَأَبُو عمر لمحمد بْن أنس بن فضالة، وهما واحد، والله
أعلم.
4699- محمد الأنصاري
(د ع) مُحَمَّد الأنصاري، وقيل: الدوسي.
لَهُ صحبة، وله ذكر فِي حديث أنس.
روى حماد، عَنْ ثابت، عَنْ أنس: أن رجلا قَالَ: يا
رَسُول اللَّهِ، متى تقوم الساعة؟ - وعنده غلام من
الأنصار اسمه مُحَمَّد- فقال: إن يعيش هَذَا الغلام
فعسى أن لا يبلغ الهرم حَتَّى تقوم الساعة [3] .
ورواه حماد بْن زيد، عَنْ معبد بْن هلال، عَنْ أنس،
ولم يسمه [4] .
وقيل: اسم الغلام سعد.
ورواه هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ، ولم يسم الغلام [5] . أخرجه ابن منده،
وَأَبُو نعيم.
__________
[1] لم نجد عمرا هذا. ولعلنا نستدركه فيما بعد.
[2] العذق: النخلة.
[3] أخرجه مسلم في كتاب الفتن، باب «قرب الساعة» : 8/
209 عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ يونس بن
محمد، عن حماد بن سلمة بإسناده.
[4] أخرجه مسلم أيضا في الكتاب والباب المتقدمين: 8/
209.
[5] أخرجه مسلم كذلك في الكتاب والباب المتقدمين: 8/
209، والبخاري في كتاب الرقاق، باب «سكرات الموت» :
8/ 133.
(4/305)
4700- محمد الأنصاري
(د ع س) مُحَمَّد الأنصاري.
روى سلام بْن أَبِي الصهباء، عَنْ ثابت قَالَ: حججت،
فدفعت إِلَى حلقة فيها رجلان أدركا رَسُول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم أخوان، أحسب أن اسم أحدهما
مُحَمَّد، وهما يتذاكران الوسواس.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو موسى
مستدركا عَلَى ابن منده، وقد أخرجه ابن منده كما
ذكرناه، فلا حاجة إِلَى استدراكه عليه.
4701- محمد بن اياس
(د) مُحَمَّد بْن إياس بْن البكير الكناني. تقدم نسبه
عند ذكر أبيه [1] .
قَالَ ابن منده: أدرك رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وآله وسلم، لا تعرف لَهُ رواية، يروي عَنِ
ابن عباس، فلا تصح له صحبة.
4702- محمد بن البراء
(س) مُحَمَّد بْن البراء الكناني الليثي، ثُمَّ من بني
عتوارة. هُوَ ممن سمي محمدا فِي الجاهلية مع مُحَمَّد
بْن سفيان وغيره. وقد تقدم القول فِيه فِي «مُحَمَّد
بْن أحيحة» .
أخرجه أبو موسى.
4703- محمد بن أبى برزة
(س) مُحَمَّد بْن أَبِي برزة.
روى إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
عَامِر، عَنْ رجل يقال لَهُ: مُحَمَّد بْن أَبِي برزة
قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ليس
من البر الصيام في السفر» .
وقد روي أيضا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ عَبْد
اللَّهِ، عَنْ رجل يقال لَهُ: مُحَمَّد بْن أَبِي
برزة.
وكأنه أصح. أخرجه أبو موسى.
4704- محمد بن بشر
(ب د ع) مُحَمَّد بْن بشر الأنصاري.
روى عَنْهُ ابنه يَحْيَى أن رَسُول اللَّهِ صلّى الله
عليه وآله وسلم قَالَ: «إذا أراد اللَّه بعبد هوانا
أنفق ماله في البنيان» [2]
__________
[1] تقدمت ترجمة أبيه برقم 334: 1/ 181.
[2] أخرجه البغوي، وابن شاهين، وابن يونس، وابن مندة.
ينظر الإصابة، الترجمة 7762: 3/ 351.
(4/306)
وهو الَّذِي شهد لخريم بْن أوس الطائي
يَوْم فتح خَالِد بْن الْوَلِيد الحيرة: أن النبي صلّى
الله عليه وآله وسلم وهب لَهُ الشيماء [1] بنت نفيلة،
فأعطيها خريم. وقد تقدمت القصة فِي خريم، وَكَانَ
الشاهدان:
مُحَمَّد بْن مسلمة، وَمُحَمَّد بْن بشر. وقيل: كَانَ
مُحَمَّد بْن مسلمة وعبد اللَّه بن عمر.
أخرجه الثلاثة.
4705- محمد بن ثابت
(ب د ع) مُحَمَّد بْن ثابت بْن قيس بْن شماس. تقدم
نسبه عند ذكر أبيه [2] .
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وسلم، فأتى بِهِ أبوه رَسُول اللَّهِ صلى الله
عليه وآله وسلم فسماه مُحَمَّدا، وحنكه [3] بتمرة.
سكن المدينة، وقتل يَوْم الحرة، أيام يزيد بْن معاوية.
روى إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْنِ ثَابِتِ بْنِ
قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، عَنْ أبيه: أن أباه ثابت بْن
قيس فارق أمه جميلة بنت أَبِي، وهي حامل بمحمد، فلما
ولدت حلفت أن لا تلبنه بلبنها [4] . فجاء بِهِ ثابت
إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فِي خرقه،
وأخبره بالقصة، فقال: أدنه مني. فأدنيته مِنْه، فبزق
فِي فِيهِ، وسماه مُحَمَّدا، وحنكه بتمرة عجوة، وقال:
اذهب بِهِ، فإن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ رازقه. أخرجه
الثلاثة.
4706- محمد بن جابر
(د ع) مُحَمَّد بْن جابر بْن غراب.
شهد فتح مصر: يعد فِي الصحابة، قاله ابْن عَبْد
الأعلى.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
4707- محمد بن جد بن قيس
(س) مُحَمَّد بْن جد بْن قيس: سماه رسول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم مُحَمَّدا، وشهد فتح مكة، قاله
ابن القداح.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4708- محمد بن جعفر بن ابى طالب
(ب د ع) مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب بْن
عَبْد المطلب، وهو ابن ذي الجناحين، القرشي الهاشمي.
وهو ابن أخي عَليّ بْن أَبِي طالب، وأمه أسماء بنت
عميس الخثعمية [5] .
__________
[1] في المطبوعة: «الشماء» . وقد أثبتنا ما تقدم في
ترجمة خريم بن أوس: 2/ 130.
[2] تقدمت ترجمة أبيه برقم 569: 1/ 275.
[3] أي: مضغها وذلك بها حنكه.
[4] أي: تسقيه لبنها.
[5] كتاب نسب قريش: 81.
(4/307)
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وسلم، وكانت ولادته بأرض الحبشة،
وقدم إِلَى المدينة طفلا ولما جاء نعي [1] جَعْفَر
إِلَى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، جاء إِلَى
بيت جَعْفَر وقال: أخرجوا إلي أولاد أخي. فأخرج إليه
عَبْد اللَّهِ، وَمُحَمَّد، وعون، فوضعهم النَّبِيّ
عَلَى فخذه ودعا لَهُم، وقال: أنا وليهم فِي
الدُّنْيَا والآخرة، وقال: أما مُحَمَّد فيشبه عمنا
أبا طالب.
وهو الَّذِي تزوج أم كلثوم بنت عَليّ، بعد عمر بْن
الخطاب.
قَالَ الواقدي: كَانَ مُحَمَّد بْن جَعْفَر يكنى أبا
الْقَاسِم، قيل: إنه استشهد بتستر، قاله أَبُو عمر.
أخرجه الثلاثة.
4709- محمد بن أبى جهم
(ب ع س) مُحَمَّد بْن أَبِي جهم بن حذيفة بن غانم [2]
بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج ابن عدي بْن كعب
بْن لؤي القرشي العدوي.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وسلم، وقتل يَوْم الحرة بالمدينة سنة ثلاث وستين.
قاله أَبُو عمر، وقد ذكره أَبُو نعيم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي
شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا
ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
الْجَهْمِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اسْتَأْجَرَهُ يَرْعَى لَهُ-
أَوْ: فِي بَعْضِ أَعْمَالِهِ- فَأَتَاهُ رَجُلٌ
فَرَآهُ كَاشِفًا عَنْ عَوْرَتِهِ، فقال رسول الله
صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَسْتَحِي
مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْعَلانِيَةِ، لَمْ
يَسْتَحِي مِنْه فِي السِّرِّ. أَعْطُوهُ حَقَّهُ» .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ذَكَرَهُ مُحَمَّد بْن عثمان
بْن أَبِي شَيْبَة في الْمُقِلِّينَ مِنَ
الصَّحَابَةِ، قَالَ: وَلا أَرَاهُ صَحِيحًا.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] النعي- بزنة فعيل-: الناعي.
[2] في الاستيعاب 3/ 1368: «حذيفة بن غنم» . وما في
كتاب نسب قريش لمصعب 369 مثل ما هنا.
(4/308)
4710- محمد بن حاطب
(ب د ع) مُحَمَّد بْن حاطب بْن الحارث بْن معمر بْن
حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي.
ولد بأرض الحبشة [1] ، أمه أم جميل فاطمة بنت المجلل.
وقيل: جويرية. وقيل: أسماء بنت المجلل بْن عَبْد
اللَّهِ بْن [2] أَبِي قيس بْن عبد ود بْن نصر بْن
مالك بْن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، هاجرت
إِلَى أرض الحبشة أيضا مع زوجها حاطب، فولدت لَهُ هناك
مُحَمَّدا والحارث ابني حاطب. كَانَ مُحَمَّد يكنى أبا
الْقَاسِم، وقيل: أَبُو إِبْرَاهِيم. وهو أول من سمي
فِي الإسلام مُحَمَّدا وقيل: إن أباه هاجر بِهِ إِلَى
الحبشة وهو طفل.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ حدثني أبي، أخبرنا إبراهيم بن أَبِي
الْعَبَّاسِ وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّهِ
قَالَتْ: خَرَجْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ،
حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَةٍ
أَوْ لَيْلَتَيْنِ طَبَخْتُ لَكَ طَبِيخًا، فَفَنَى
الْحَطَبُ، فَذَهَبْتُ أَطْلُبُ، فَتَنَاوَلْتُ
الْقِدْرَ، فَانْكَفَأَتْ عَلَى ذِرَاعِكَ، فَقَدِمْتُ
الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ بك رسول الله صلّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ
بِكَ. قَالَتْ: فَتَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي فِيكَ، وَمَسَحَ
عَلَى رَأْسِكَ، وَدَعَا لَكَ، ثُمَّ تَفَلَ عَلَى
يَدِكَ، ثُمَّ قَالَ: أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ
النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلا
شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا. قَالَتْ:
فَمَا قُمْتَ مِنْ عِنْدَهُ حَتَّى بَرِئَتْ يَدُكَ
[3] . قَالَ مُصْعَبٌ: كَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ
عُمَيْسٍ قَدْ أَرْضَعَتْ مُحَمَّدَ بْنَ حَاطِبٍ
الْجُمَحِيَّ مَعَ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَا
يَتَوَاصَلانِ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى مَاتَا.
روى عَنْهُ أَبُو بلج [4] ، وسماك بْن حرب، وَأَبُو
عون الثقفي.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ
بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ محمد بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَلْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ «فَصْلُ مَا بَيْنَ
الْحَلالِ وَالْحَرَامِ الدُّفُّ والصوت [5] » .
__________
[1] كتاب نسب قريش: 396.
[2] كذا في المطبوعة، ومخطوطة دار الكتب. وفي المصورة:
«عبيد الله بن ابى قيس» . وما في المصورة خطأ لا شك
فيه.
والّذي في كتاب نسب قريش: 426 أن المجلل هو ابن عبد بن
قيس.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 418، 6/ 437، 438.
[4] في المطبوعة «أبو بلخ» ، بالخاء. والصواب ما
أثبتناه عن الترمذي، وهو يحيى بن سليم الفزاري. ينظر
الخلاصة.
[5] المقصود من الحديث إعلان النكاح، وذلك بالصوت
والذكر به في الناس.
والحديث في تحفة الأحوذي، أبواب النكاح، باب ما جاء في
إعلان النكاح، الحديث 1094: 4/ 208- 210. وقال
الترمذي: «حديث محمد بن حاطب حديث حسن» .
(4/309)
قَالَ هِشَام بْن الكلبي: شهد مُحَمَّد بْن
حاطب مع عَليّ مشاهده كلها: الجمل، وصفين، والنهروان.
وتوفي مُحَمَّد أيام عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان سنة
أربع وسبعين بمكة، وقيل بالكوفة، قاله أَبُو عمر [1]
وقال أَبُو نعيم: توفي سنة ست وثمانين بالكوفة، أيام
عَبْد الْمَلِكِ بْن مروان- قَالَ: وقيل: إنه مات بمكة
سنة أربع وسبعين.
أخرجه الثلاثة.
4711- محمد بن حبيب المصري
(ب د ع) مُحَمَّد، بْن حبيب الْمصْرِيّ، وقيل: النصري.
والصواب الْمصْرِيّ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ محمود إذنا بإسناده إلى ابن
أبي عاصم قَالَ: أَنْبَأَنَا الْحَوْطِيُّ،
أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَنَا الوليد
بن سليمان بن أَبِي السَّائِبِ، أَنْبَأَنَا بُسْرُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [عن] [2] ابن محيريز، عن عبد
الله بن السَّعْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
قَالَ: لا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا قُوتِلَ الكفار.
وروى حسّان بن الضَّمْرِيِّ، عَنِ ابْنِ السَّعْدِيِّ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ،
نَحْوَهُ [3] . قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: وَهُوَ
الصَّوَابُ، وَلا يُعْرَفُ «مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ»
فِي الشَّامِيِّينَ وَلا الْمِصْرِيِّينَ إِلا
مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ يَرْوِي عَنْ أَبِي رَزِينٍ
الْعُقَيْلِيِّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4712- محمد بن أبى حدرد
(د ع) مُحَمَّد بْن أَبِي حدرد.
قَالَ ابن منده: مختلف فِي حديثه. ولا تصح له صحبة.
وقد تقدّم نسبه عند ذكر أبيه [4] .
وقد روي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل النيسابوري، عَنْ
أبيه، عَنْ عُبَيْد بْن هِشَام، عَنْ عبيد الله ابن
عَمْرو، عَنْ يَحيى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
أَبِي حدرد: أَنَّهُ أتى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وسلّم يستعينه
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1368.
[2] ما بين القوسين زيادة لا بد من إثباتها، فبسر بن
عبيد الله هو الحضرميّ، يروى عن عبد الله بن محيريز،
ينظر التهذيب 6/ 32، وترجمة عبد الله بن السعدي.
[3] تقدم الحديث في ترجمة «عبد الله بن السعدي» : 3/
262، من طرق عطاء الخراساني، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
محيريز، عن عبد الله بن السعدي، وخرجناه هنالك.
[4] هو عبد الله بن أبى حدرد. تقدمت ترجمته برقم 2888:
3/ 210.
(4/310)
فِي نكاح، فقال: كم الصداق؟ قَالَ: مائتا
درهم. قَالَ: لو كنتم تغرفون من بطحان [1] ، ما زدتم.
ورواه الثوري وعبد الوهاب وَأَبُو ضمرة، عَنْ يَحْيَى
فقالوا: مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ أَبِي حدرد
[2] . وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر
بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس، عَنِ ابن إسحاق، قال
جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي
حَدْرَدٍ قَالَ: تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ مِنْ
قَوْمِي، فَأَصْدَقْتُهَا مِائَتَيْ دِرْهَمٍ،
فَأَتَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ أَسْتَعِينُهُ عَلَى نِكَاحِي، قَالَ: كَمْ
أَصْدَقْتَ؟ قلت: مائتي درهم. فَقَالَ رَسُول الله:
سُبْحَانَ اللَّه! لَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَهَا مِنْ
وَادٍ، مَا زِدْتُمْ [3] . ثُمَّ ذَكَرَ غَزْوَةَ
أَبِي حَدْرَدٍ إِلَى الْغَابَةِ.
وهذا هُوَ الصواب، ولا اعتبار برواية من روى: مُحَمَّد
بْن أَبِي حدرد [4] . أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4713- محمد بن أبى حذيفة
(ب د ع) مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة
بْن عبد شمس بْن عبد مناف القرشي العبشمي، كنيته أَبُو
الْقَاسِم.
ولد بأرض الحبشة عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، وأمه سهلة بنت سهيل بْن عَمْرو العامرية.
وهو ابن خال معاوية بْن أَبِي سفيان. ولما قتل أبوه
أَبُو حذيفة، أخذ عثمان بْن عفان مُحَمَّدا إليه فكفله
إِلَى أن كبر ثُمَّ سار إِلَى مصر فصار من أشد الناس
تأليبا عَلَى عثمان.
قَالَ أَبُو نعيم: هُوَ أحد من دخل عَلَى عثمان حين
حوصر فقتل، وأخذ مُحَمَّد بجبل الجليل [5]- جبل لبنان-
فقتل.
قَالَ خليفة: ولاه علي بْن أَبِي طالب عَلَى مصر ثُمَّ
عزله، واستعمل قيس بْن سعد بْن عبادة، ثم عزله.
__________
[1] بطحان- بفتح الباء-: اسم وادي بالمدينة.
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 448.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 629.
[4] قال الحافظ في الإصابة 3/ 485: «وهو خطأ نشأ عن
تصحيف، والصواب: عن محمد، عن ابن آبى حدرد- واسمه: عبد
الله- ومحمد هذا هو ابن إبراهيم التيمي.» .
[5] في المطبوعة: «الخليل» ، بالخاء. والمثبت عن مراصد
الاطلاع: 344.
(4/311)
والصحيح: أن مُحَمَّدا كَانَ بمصر لِمَا
قتل عثمان، وهو الَّذِي ألب أهل مصر عَلَى عثمان
حَتَّى ساروا إليه، فلما ساروا إليه كَانَ عَبْد
اللَّهِ بْن سعد أمير مصر لعثمان قد سار عنها، واستخلف
عليها خليفة لَهُ فثار مُحَمَّد عَلَى الوالي بمصر
لعبد اللَّه، فأخرجه واستولي علي مصر. فلما قتل عثمان
أرسل عَليّ إِلَى مصر قيس بْن سعد أميرا، وعزل
مُحَمَّدا. ولما استولى معاوية عَلَى مصر، أخذ
مُحَمَّدا فِي الرهن وحبسه، فهرب من السجن، فظفر بِهِ
رشدين مولى معاوية، فقتله.
وانقرض ولد أَبِي حذيفة وولد أبيه عتبة إلا من قبل
الْوَلِيد بْن عتبة، فإن منهم طائفة بالشام، قاله
أَبُو عمر.
أخرجه الثلاثة.
4714- محمد بن حزم
(د ع) مُحَمَّد بْن حزم. رجل من الأنصار يحدث عَنْ
رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أَنَّهُ
قَالَ: «نكمل يَوْم القيامة سبعين أمة، نحن أعزها
وخيرها» . قَالَ أَبُو نعيم: ذكره أَبُو العباس الهروي
فِي جملة من اسمه مُحَمَّد.
وقال ابن منده: مُحَمَّد بْن حزم. روى عنه قتادة، وهو
تابعي.
وَالَّذِي يعرف: مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، يأتي
ذكره إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4715- محمد بن حطاب
(ب) مُحَمَّد بْن حطاب بْن الحارث بْن معمر الجمحي.
وهو ابن عم مُحَمَّد بْن حاطب المقدم ذكره.
ولد هَذَا بأرض الحبشة.
قَالَ أَبُو عمر: «هُوَ أسن من ابن عمه مُحَمَّد بْن
حاطب [1] » - فإن كَانَ كذلك فهو أول من سمي
مُحَمَّدا- وقدم بِهِ من أرض الحبشة.
أخرجه أبو عمر.
4716- محمد بن حميد
(س) مُحَمَّد بْن حميد بْن عبد الرحمن الغفاري.
ذكره عَليّ بْن سَعِيد العسكري فِي الصحابة.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1370.
(4/312)
روى ابن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
يَحْيَى بْن حبان، عَنِ الأعرج، عَنْ حميد بْن عبد
الرحمن الغفاري [1] قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم فِي بعض أسفاره،
فقلت: لأرمقن صلاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وسلم فصلى بنا العشاء الآخرة، ثُمّ فرش
برذعة رحله، وشد بعض متاعه، فنام رَسُول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم هويا [2] من الليل، ثُمَّ هب
فتعار [3] ورمى ببصره إِلَى السماء، ثُمَّ تلا هَذِه
الآيات الخمس من آل عمران:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ 3: 190 [4]
، إِلَى آخرهن. ثُمَّ أخرج سواكه فاستن، ثُمَّ قام
إِلَى وضوئه، ثُمَّ قام فركع أربع ركعات، يسوي بينهن
فِي الركوع والسجود والقيام. ثُمَّ جلس فرمى ببصره
إِلَى السماء، ثُمَّ تلا هَذِه الآيات. فعل ثلاث مرات،
ثُمَّ ركع وأوتر مع السحر، وأدبر رَسُول اللَّهِ صلّى
الله عليه وآله وسلم يقول: ينشئ اللَّه تعالى السحاب،
فينطق أحسن منطق، ويضحك أحسن ضحك.
رواه يَحْيَى الحماني، وَمُحَمَّد بْن خَالِد، والهيثم
بْن حميد، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ أبيه قَالَ:
كنت جالسا مع حميد بْن عبد الرحمن إِذْ عرض لنا شيخ
جليل فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وآله وسلم من بني غفار، فحدثنا: يعني حديث السحاب [5]
.
أخرجه أبو موسى.
4717- محمد بن حويطب
(ب) مُحَمَّد بْن حويطب القرشي.
حديثه عند خصيف الجزرىّ [6] .
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4718- محمد بن خثيم
(د ع) مُحَمَّد بْن خثيم، أَبُو يزيد المحاربي.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وسلم، قاله البخاري.
روى عَنْ عمار بْن ياسر، روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن كعب
القرظي.
روى يونس بْن بكير عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّد بْن خثيم المحاربي، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خثيم
بْن يَزِيدَ، عَنْ عمار بن ياسر في فضل على.
__________
[1] كذا، وفي الإصابة 3/ 485: «عن حميد بن عبد الرحمن،
عن الغفاريّ» . ولا ذكر لمحمد بن حميد في هذه الرواية.
وقد كان على ابن الأثير أن يذكر الرواية الأخرى التي
ساقها الحافظ في الإصابة عن العسكري، ففيها صرح بذكر
محمد.
[2] أي: ساعة من الليل.
[3] أي: استيقظ، ولا يكون إلا مع كلام.
[4] سورة آل عمران، آية: 190.
[5] أخرجه الإمام أحمد عن يزيد، عن إبراهيم بن سعد: 5/
435.
[6] في المطبوعة: «الخزري» . بالخاء، وهو خطأ. والصواب
عن الخلاصة. وهو: خصيف بن عبد الرحمن.
(4/313)
ورواه مُحَمَّد بْن سلمة وبكر الإسواري،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
يَزِيدَ بْن خثيم أن مُحَمَّد بْن كعب قَالَ لَهُ:
حَدَّثَنِي أبوك يزيد بْن خثيم.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4719- محمد الدوسيّ
(د) مُحَمَّد الدوسي. وقيل: سعد [1] الدوسي.
روى أنس أن رجلا سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وسلم عَنِ الساعة، وقد ذكر فِي ترجمة محمد
الأنصاري.
أخرجه ابن مندة.
4720- محمد بن رافع
(س) مُحَمَّد بْن رافع.
ذكره عبدان وقال: لا أدري لَهُ صحبة أم لا؟ إلا أني قد
رأيت من أصحاب الحديث من أدخله فِي المسند، وقال:
حديثه حديث إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ إِسْحَاق ابن الحكم، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ رافع قَالَ: بعث رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم رجلا إِلَى قوم يطمس [2] عليهم النخل
... الحديث.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4721- محمد بن ربيعة
(د ع) مُحَمَّد بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب
بن هاشم القرشي الهاشمي، يكنى أبا حَمْزَة وهو أخو عبد
المطلب بْن ربيعة.
قيل: إنه أدرك رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله
وسلم، ولا تذكر عَنْهُ رواية ولا رؤية.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4722- محمد بن ركانة
(د) مُحَمَّد بْن ركانة.
ذكره ابن منيع فِي الصحابة، وهو تابعي.
أخرجه ابن منده.
__________
[1] في المطبوعة: «سعيد» . والصواب ما أثبتناه، ينظر
ترجمة محمد الأنصاري وقد سبقت في 5/ 81، وترجمة «سعد
الدوسيّ» ، وقد تقدمت برقم 1987: 2/ 347. وقد ورد على
الصواب في مخطوطة دار الكتب.
[2] لفظ الإصابة: «بعث رسول الله صلّى الله عليه وآله
وسلّم بعثا إلى قوم، فطمس عليهم النخل» . ومن معاني
الطمس: الإهلاك.
(4/314)
4723- مُحَمَّد مولى رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم
(س) مُحَمَّد، مولى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه
وآله وسلم قيل: كَانَ اسمه ماناهيه، فسماه رَسُول الله
صلّى الله عليه وآله وسلم مُحَمَّدا، ذكره الحاكم
أَبُو عَبْد اللَّهِ فيمن قدم خراسان من الصحابة، قاله
أَبُو موسى.
روى عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن مقاتل بْن
مُحَمَّد بْن موسى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن
مُحَمَّد مولى رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله
وسلم، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أبيه مقاتل بْن
مُحَمَّد بْن موسى، عَنْ أبيه: أن مُحَمَّدا كَانَ
اسمه «ماناهيه» ، وَكَانَ مجوسيا، وَكَانَ تاجرا. فسمع
بذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وخروجه، فخرج
معه بتجارة من «مرو» حَتَّى هاجر إِلَى النَّبِيّ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم بالمدينة، فأسلم عَلَى
يديه، فسماه رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم
مُحَمَّدا، وأنه مولاه ورجع إِلَى منزله بمرو مسلما،
وداره قبالة مسجد الجامع.
أخرجه أبو موسى.
4724- محمد بن زهير
(ع س) مُحَمَّد بْن زهير بْن أَبِي جبل. ذكره الْحَسَن
بْن سفيان فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عبد الله أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حدثني أَبِي،
حدثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، حدثنا شعبة، عن أبي عمران
الجوني، عن محمد بن زهير بن أبى جبل، عن رسول الله
صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ
بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ مَا
يَسْتُرُهُ، فَمَاتَ فَلا ذِمَّةَ لَهُ. وَمَنْ رَكِبَ
الْبَحْرَ حِينَ يَرْتَجُّ فَلا ذِمَّةَ لَهُ» [1] .
قَالَ أَبُو نعيم: لا أراه تصح لَهُ صحبة، وَأَبُو
عمران الجوني أدرك غير واحد من الصحابة، وهو ممن يعد
فِي الخضارمة.
وقال ابن منده: مُحَمَّد بْن زهير مرسل. روى عَنْهُ
وهيب بْن الورد، وروى شعبة، عَنْ أَبِي عمران الجوني،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زهير بْن أَبِي زهير مرسلا.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
__________
[1] الحديث أخرجه الإمام أحمد عن أزهر بن القاسم، عن
محمد بن ثابت، عن أبى عمران الجونى قال: حدثني بعض
أصحاب محمد- وعن أزهر، عن هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ،
عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: كُنَّا بِفَارِسَ،
وَعَلَيْنَا أَمِيرٌ يُقَالُ لَهُ: زُهَيْرُ بْنُ عبد
الله، فقال:
حدثني رجل ... وذكر الحديث، المسند: 5/ 79، ورواه
الإمام أحمد أيضا في موضع آخر عن عبد الصمد، عن أبان،
عن أبى عمران، عن زهير بن عبد الله، عن بعض أصحاب
النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، المسند: 5/ 271.
(4/315)
4725- محمد بن زيد
(ب د ع) مُحَمَّد بْن زيد الأنصاري.
أخرج عَنْهُ أَبُو حاتم الرازي فِي الوحدان.
روى عَمْرو بْن قيس، عَنِ ابن أَبِي ليلى، عَنْ عطاء،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد: أن رسول الله أتى بلحم صيد
فرده، وقال: إنا حرم. أخرجه [1] الثلاثة.
4726- محمد بن سعد
(د ع) مُحَمَّد بْن سعد.
مجهول. روى عَنْهُ خَالِد بْن أَبِي خَالِد، ذكره
القاضي أَبُو أحمد فِي الصحابة، وتكلم عَلَيْهِ فقال:
هُوَ عندي مرسل. روى خَالِد بْن أَبِي خَالِد قَالَ:
بايعت مُحَمَّد بْن سعد بسلعة فقال:
هلم أماسحك فإن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وسلم قَالَ: البركة فِي المماسحة.
وهذا الحديث مشهور بمحمد بْن مسلمة. أخرجه ابن منده
وَأَبُو نعيم.
4727- محمد بن سفيان بن مجاشع
(ع س) مُحَمَّدِ بْنِ سفيان بْن مجاشع بْن دارم
التميمي الدارمي.
لَهُ ذكر فِي حديث مُحَمَّد بْن عدي بْن ربيعة،
وَمُحَمَّد بْن أحيحة بْن الجلاح، وغيرهما ممن سمي
مُحَمَّدا، كما ذكرناه.
قَالَ أَبُو نعيم: حَدَّثَنِي بهذه الأسامي أحمد بْن
إِسْحَاق قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان
الهروي فِي كتاب «الدلائل» أن هؤلاء المحمدين ممن
سماهم آباؤهم قبل بعثة رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه
وآله وسلم، لِمَا أخبرهم الراهب بقرب مبعثه، وهم
مُحَمَّد بْن عدي بْن ربيعة، وَمُحَمَّد بْن أحيحة،
ومحمد ابن حمران بْن مالك الجعفي، وَمُحَمَّد بْن
خزاعي بْن علقمة.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
قلت: قد ذكرت فِي ترجمة مُحَمَّد بْن أحيحة ما فِيه
كفاية ونزيده وضوحا، فإن من عاصر النبي صلّى الله عليه
وآله وسلم من أولاد مُحَمَّد بْن سفيان يعدون إليه
بعدة آباء، منهم: الأقرع بْن حابس،
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 355: «أخرجه أبو داود
والنسائي من طريق حماد بن سلمة، عَنْ قَيْسِ بْنِ
سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابن عباس، عن زيد بن أرقم»
.
(4/316)
كَانَ قد رأس وتقدم فِي قومه قبل أن يسلم
ثُمَّ أسلم. وهو الأقرع بْن حابس بْن عقال بْن
مُحَمَّدِ ابن سفيان، فإن كَانَ مُحَمَّد صحابيا،
فينبغي أن يذكروا من بعده إِلَى الأقرع فِي الصحابة:
عقالا وحابسا، وكذلك أيضا غالب أَبُو الفرزدق، فإنه
كَانَ معاصر النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم،
وهو غالب بْن صعصعة بْن ناجية بْن عقال بْن مُحَمَّد.
وأمثال هَذَا كَثِير لا نطوّل بهم، فذكر «محمد ابن
سفيان» فِي الصحابة ومن عاصره ممن اسمه مُحَمَّد، لا
وجه لَهُ.
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
4728- محمد بن ابى سفيان
(د ع) مُحَمَّد بْن أَبِي سفيان.
لَهُ ذكر فِي حديث سَعِيد بْن زياد، عَنْ آبائه، عَنْ
أَبِي هند فِي قصة إسلامه، وذكر فِيهِ شهادة أَبِي
بكر، وعمر، وَعَليّ، وعثمان، وَمُحَمَّد بْن أَبِي
سفيان.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: ذكره
بعض الواهمين فِي حديث سَعِيد بْن زياد بْن فائد بْن
زياد بْن أَبِي هند الداري، فِي قصة إقطاع رَسُول
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَهُم بأرضهم من بيت
جبرين، وبيت عينون، وبيت إِبْرَاهِيم، وَفِي ذَلِكَ
الكتاب شهادة الخلفاء الراشدين وشهادة معاوية بْن
أَبِي سفيان، فوهم بعض الرواة، فقال: مُحَمَّد بْن
أَبِي سفيان، ولا يعرف فِي الصحابة مُحَمَّد بْن أبى
سفيان.
4729- محمد بن أبى سلمة
(د س) مُحَمَّد بْن أَبِي سلمة بْن عبد الأسد
المخزومي. ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وسلم أخرجه ابن منده مختصرا، وأخرجه
أَبُو موسى أيضا فقال: ذكره ابن شاهين قَالَ: قَالَ
البغوي: رأيت فِي كتاب بعض من ألف، تسمية نفر ممن روى
عَنْ رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، لا أعلم
أحدا منهم سمع رَسُول الله صلّى الله عليه وآله وسلم،
ولا ولد عَلَى عهده، منهم: مُحَمَّد بْن أَبِي سلمة
بْن عبد الأسد.
قلت: هَذَا القول فِي «ابن أَبِي سلمة» غير مستقيم،
فإن أبا سلمة توفي فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم، وتزوّج رسول الله امرأته
أم سلمة، فيكون لأولاده رؤية وَإِدراك، ورسول الله
صلّى الله عليه وآله وسلم رابهم [1] وهم أرباؤه، فمن
أولى بالصحبة منهم. وقد أخرجه ابن منده فلا أعلم لأيّ
معنى استدركه عليه أبو موسى؟!.
__________
[1] الرابّ: زوج أم اليتيم، من ربه يربه: أي تكفل
بأمره.
(4/317)
4730- محمد أبو سليمان
(د ع) مُحَمَّد، أَبُو سُلَيْمَان.
عداده فِي أهل المدينة، ذكره جماعة فِي الصحابة، وهو
وهم.
روى عَاصِم بْن سويد الأنصاري من أهل قباء، عَنْ
سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد الكرماني، عن أبيه، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من توضأ فأحسن
وضوءه، ثُمَّ خرج إِلَى المسجد مسجد قباء، لا يخرجه
إلا الصلاة فِيهِ، انقلب بأجر عمرة» .
وقال القاضي أَبُو أحمد: لا أرى لَهُ صحبة.
وقال أَبُو نعيم وذكره: صوابه مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان
الكرماني، عَنْ أبيه، عَنْ أَبِي أمامة بْن سهم، ابن
حنيف، عَنْ أبيه. رواه قُتَيْبَة، عَنْ مجمع بْن
يَعْقُوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان، وذكره.
ورواه سعد بْن إِسْحَاق بْن كعب بْن عجرة، وحاتم بْن
إِسْمَاعِيل [1] مثل رواية مجمع بْن يَعْقُوب. أخرجه
ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4731- محمد بن سهل
(س) مُحَمَّد بْن سهل.
قَالَ أَبُو موسى: ذكره بعض الحفاظ فِي الصحابة [عَنْ]
[2] عثمان بن عمر، عن شعبة، عن واقد ابن مُحَمَّد،
عَنْ صفوان بْن سُلَيْم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سهل بْن
أَبِي حثمة [3] أو: عَنْ سهل بْن أَبِي حثمة عَنْ
رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وسلم قَالَ:
«إِذَا صلى أحدكم إِلَى شيء فليدن مِنْه، لا يقطع
الشيطان عَلَيْهِ صلاته» .
ورواه معاذ بْن معاذ ويزيد بْن هارون، عَنْ شعبة،
مثله.
ورواه ابن عيينة، عَنْ صفوان، عَنْ نَافِع بْن جبير،
عَنْ سهل، بلا شك [4] . أخرجه أبو موسى.
4732- محمد بن شرحبيل
(د ع) مُحَمَّد بْن شرحبيل الأنصاري، من بني عبد
الدار.
ذكره البخاري فِي الوحدان، ولا تعرف لَهُ صحبة. روايته
عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن إسحاق بن عيسى، عن مجمع بن
يعقوب بإسناده مثله- وعن على بن بحر، عن حاتم بإسناده
مثله أيضا، المسند: 3/ 487.
[2] زيادة لا بد منها ليستقيم النص.
[3] في المطبوعة: «خيثمة» . والصواب عن ترجمة أبيه،
وقد تقدمت برقم 2285: 2/ 468.
[4] وهي رواية الإمام أحمد في المسند: 4/ 2.
(4/318)
روى [عَنْهُ] [1] يزيد بْن قسيط ويزيد بْن
خصيفة، وَمُحَمَّد بْن المنكدر.
قَالَ أَبُو نعيم: والصحيح مَحْمُود بْن شرحبيل. وأخرج
عَنْهُ حديث عَبْد اللَّهِ بْن موسى التميمي- عَنِ
المنكدر بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
شرحبيل- رجل من بني عبد الدار- قَالَ: أخذت قبضة من
تراب قبر سعد بْن معاذ، فوجدت مِنْه ريح المسك.
ورواه مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن علقمة، عَنِ ابن
المنكدر، عَنْ مَحْمُود بْن شرحبيل.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4733- محمد بن الشريد
(د ع) مُحَمَّد بْن الشريد بْن سويد الثقفي.
حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقُطَعِيِّ، عَنْ
زِيَادِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ
عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الشَّرِيدِ جَاءَ بِجَارِيَةٍ
سَوْدَاءَ إِلَى رَسُولِ الله صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أُمِّي جَعَلَتْ عَلَيْهَا
عِتْقَ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ، فَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ
أَعْتِقَ هَذِهِ؟
فقال النبي صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
لِلْجَارِيَةِ: أَيْنَ رَبُّكِ؟ فَرَفَعَتْ يَدَهَا
إِلَى السَّمَاءِ. فَقَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ:
أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: أَعْتِقْهَا
فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ.
كَذَا ذَكَرَهُ بن مَنْدَهْ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ:
إِنَّمَا هُوَ عَمْرُو بن الشريد، وروى بإسناده عن
إبراهيم ابن حَرْبٍ الْعَسْكَرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ يَحْيَى الْقُطَعِيِّ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ: أَنَّ [عَمْرَو] [2] بْنَ الشَّرِيدِ
جَاءَ بِخَادِمٍ سَوْدَاءَ- وَذَكَرَ نَحْوَهُ، قَالَ:
وَلا يُعْرَفُ فِي أَوْلادِ الشَّرِيدِ مُحَمَّدٌ.
وَرَوَى الْحَدِيثَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَة، عَنْ
الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ أَنَّ أُمَّهُ أَوْصَتْ أَنْ
يُعْتِقُوا عَنْهَا رَقَبَةً مُؤْمِنَةً [3]-
وَذَكَرَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
__________
[1] ما بين القوسين عن الإصابة.
[2] في المطبوعة: «أن محمد بن الشريد» . وقد كان في
مخطوطة الدار. «عمرو بن الشريد» ، ولكن الناسخ اضطرب،
فأحال عمرا إلى محمد. والصواب «عمرو» ، وهي كذلك في
الإصابة: 3/ 488.
[3] وكذا أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 322، 388،
389.
(4/319)
4734- محمد بن صفوان الأنصاري
(ب د ع) مُحَمَّد بْن صفوان الأنصاري، مختلف فِي اسمه
فقيل: صفوان بْن مُحَمَّد، وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن
صفوان. وقيل: خَالِد بْن صفوان. وقيل: ابن صفوان.
يعد فِي أهل الكوفة، لَمْ يعرف لَهُ راو غير الشعبي.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ
عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ، أَنَّهُ صَادَ
أَرْنَبَيْنِ، فَذَبَحَهُمَا بِمَرْوَةَ، فَأَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ،
فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهِمَا [1] .
وَسَمَّاهُ أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، عَنْ [مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ [2] .
وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ فَقَالَ] : مُحَمَّد بْن صَفْوَانَ-
أَوْ: صَفْوَانُ بْن مُحَمَّد.
وَرَوَاهُ حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ:
مُحَمَّدُ بْنُ صَيْفِيٍّ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وقال أَبُو عمر: وقيل: إنهما اثنان [3] . يعني هَذَا
وَمُحَمَّد بْن صيفي الأنصاري، الذي يأتي ذكره، إن شاء
اللَّه تعالى، قَالَ: وهو عندي أصح. وروي عَنِ الواقدي
أَنَّهُ قَالَ: أَبُو مرحب مُحَمَّد بْن صفوان، روى
عَنْهُ الشعبي فِي الأرنب، وانقرض عقبه.
أخرجه الثلاثة.
4735- محمد بن صيفي القرشي
(ب س) مُحَمَّد بْن صيفي بْن أمية بن عابد بن عبد الله
بن عمر بْن مخزوم القرشي المخزومي.
وأمه: هند بنت عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بْن
مخزوم، وأمها خديجة بنت خويلد.
لا رواية لَهُ، وَفِي صحبته نظر، قاله أَبُو عمر.
وقال أَبُو موسى: مُحَمَّد بْن صيفي المخزومي، قَالَ
ابن شاهين: وليس بالأنصاري، هَذَا مُحَمَّد بْن صيفي
بْن أمية بْن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، قال:
سمعت عبد الله ابن سُلَيْمَان يقوله فِي ابتداء «كتاب
المصابيح» ، ذكره من نسب القداح.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
عابد: بالباء الموحدة، والدال المهملة [4] .
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 3/ 471.
[2] كذا وقد تقدم في ترجمة «صفوان بن محمد» : 3/ 29 عن
أبى الأحوص أنه «محمد صيفي» . وما بين القوسين
المعقوفين سقط من مخطوطة الدار.
[3] الاستيعاب، الترجمة 2331: 3/ 1370.
[4] ينظر شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف للعسكريّ:
473. وقد وقع في كتاب نسب قريش لمصعب 334: عائذ.
(4/320)
4736- محمد بن صيفي الأنصاري
(ب د ع) محمّد بن صيفىّ الأنصاري.
يعد فِي الكوفيين، لَمْ يرو عَنْهُ غير الشعبي. حديثه
فِي صوم عاشوراء، لَيْسَ لَهُ غيره، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد
[كاتب] [1] الواقدي، أَنَّهُ قَالَ: مُحَمَّد بْن صيفي
غير مُحَمَّد بْن صفوان [2] ، هُوَ آخر، روى عنهما
الشعبي ونزلا الكوفة.
وقال أَبُو أحمد العسكري: مُحَمَّد بْن صيفي بْن
الحارث بْن عُبَيْد بْن عنان بْن عَامِر بْن خطمة-
قَالَ: وقال بعضهم: هُوَ مُحَمَّد بْن صفوان بْن سهل.
قيل: هما واحد، وفرق أَبُو حاتم بينهما، فذكر أن
مُحَمَّد بْن صيفي مدني، وَمُحَمَّد بْن صفوان كوفي-
قَالَ: وبعضهم يقول:
مُحَمَّد بْن صيفي مخزومي.
وقال ابن أَبِي خيثمة: مُحَمَّد بْن صيفي وَمُحَمَّد
بْن صفوان جميعا من الأنصار.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هبة الله بإسناد
إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي
أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ
أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ،
فَقَالَ: أَصَمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ فَقَالَ
بَعْضُهُمْ: نَعَمْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا. قَالَ:
فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ. وَأَمَرَهُمْ أَنْ
يُؤْذِنُوا أَهْلَ الْعَرُوضِ [3] أَنْ يُتِمُّوا
يَوْمَهُمْ ذَلِكَ [4] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
عَنَانٌ: بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالنُّونِ، وَقِيلَ:
بِكَسْرِ الْعَيْنِ، والأوّل أصح.
4737- محمد بن ضمره
(س) مُحَمَّد بْن ضمرة بْن أسود بْن عبّاد بْن غنم بْن
سواد.
سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم
محمدا. شهد فتح مكة.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] ما بين القوسين زيادة أثبتناها، فمحمد بن سعد هو
كاتب الواقدي.
[2] ترجم لهما محمد بن سعد ترجمتين، ينظر الطبقات: 6/
41.
[3] أراد: من بأكناف مكة والمدينة، يقال لمكة والمدينة
واليمن: العروض.
[4] مسند الإمام أحمد: 4/ 388.
(4/321)
4738- محمد بن طلحة
(ب د ع) مُحَمَّد بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه
الْقُرَشِيّ التيمي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [1] .
حمله أَبُوهُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وسلم فمسح رأسه، وسماه مُحَمَّدا، ونحله
كنيته، فكان يكنى أبا الْقَاسِم. وقيل: أَبُو
سُلَيْمَان، أمه حمنة بنت جحش [2] ، أخت زينب بنت جحش،
زوج رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم.
وقيل: إن رسول الله كناه أبا سُلَيْمَان، فقال طلحة:
يا رَسُول اللَّهِ، اكنه أبا الْقَاسِم. فقال: لا
أجمعهما لَهُ، هُوَ أَبُو سُلَيْمَان. والأول أصح.
وقال أَبُو راشد بْن حَفْص الزُّهْرِيّ: أدركت أربعة
من أبناء أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم، كلهم يسمى محمدا، ويكنى أبا الْقَاسِم: مُحَمَّد
بْن عَليّ، وَمُحَمَّد بْن أَبِي بكر، وَمُحَمَّد بْن
طلحة، وَمُحَمَّد بْن سعد بْن أَبِي وقاص.
وَكَانَ مُحَمَّد بْن طلحة يلقب: السجاد، لكثرة صلاته
وشدة اجتهاده فِي العبادة.
وقتل يَوْم الجمل مع أبيه سنة ست وثلاثين، وَكَانَ
هواه مع عَليّ إلا أَنَّهُ أطاع أباه، فلما رآه عَليّ
قتيلا قَالَ: هَذَا السجاد، قتله بره بأبيه. وَكَانَ
سيد أولاد طلحة، ونهى عَليّ عَنْ قتله ذَلِكَ اليوم،
فقال: إياكم وصاحب البرنس [3] .
قيل: إن أباه أمره بالقتال، وَكَانَ كارها للقتال،
فتقدم ونثل [4] درعه بين رجليه، وقام عليها، وجعل كلما
حمل عَلَيْهِ رجل قَالَ: نشدتك بحاميم. حَتَّى شد
عَلَيْهِ رجل فقتله، وأنشأ يقول [5] :
وأشعث قوام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى الْعَين
مسلم
ضممت أليه بالقناة قميصه ... فخر صريعا لليدين وللفم
عَلَى غير ذنب غير أن لَيْسَ تابعا ... عليا، ومن لا
يتبع الحق يظلم
يذكرني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل
التقدم؟
وَفِي رواية:
خرقت لَهُ بالرمح جيب قميصه ... فخر صريعا لليدين
وللفم
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 2625: 3/ 85.
[2] كتاب نسب قريش: 281.
[3] البرنس- بضم الباء والنون، بينهما راء ساكنة-:
قلنسوة طويلة، كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام.
[4] أي: ألقاها بين رجليه.
[5] الأبيات في الاستيعاب: 3/ 1372، وكتاب نسب قريش:
281.
(4/322)
يقال: قتله كعب بْن مدلج، من بني أسد بْن
خزيمة. وقيل: قتله شداد بْن معاوية العبسي.
وقيل: قتله الأشتر. وقيل: قتله عصام بْن مقشعر النصري،
وهو الأكثر. وقيل غير من ذكرنا.
روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حاطب أَنَّهُ قَالَ: لِمَا
فرغنا من القتال يَوْم الجمل، قام عَليّ بْن أَبِي
طالب والحسن، وعمار بْن ياسر، وصعصعة بْن صوحان،
والأشتر، وَمُحَمَّد بْن أَبِي بكر، يطوفون فِي
القتلى، فأبصر الْحَسَن بْن عَليّ قتيلا مكبوبا عَلَى
وجهه، فرده عَلَى قفاه وقال: إِنَّا للَّه وإنا إليه
راجعون، هَذَا فرع قريش والله! فقال أبوه: من هُوَ يا
بني؟ قَالَ: مُحَمَّد بْن طلحة! قال:
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156،
إن كَانَ ما علمته لشابا صالحا. ثُمَّ قعد كئيبا
حزينا، فقال الْحَسَن: يا أبت، كنت أنهاك عَنْ هَذَا
المسير، فغلبك عَلَى رأيك فلا وفلان! قَالَ: قد كَانَ
ذَلِكَ يا بني، ولوددت أني مت قبل هَذَا بعشرين سنة.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بإسناده
عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلالٍ الوزّان،
عَنْ عبد الرحمن بْن أَبِي ليلى قال: نَظَرَ عُمَر بْن
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِلَى ابْنِ [1]
عَبْدِ الْحَمِيدِ- وَكَانَ اسْمُهُ مُحَمَّدًا-
وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ
يا محمد، ويسبه! فدعاه عمر فقال: يا ابن زَيْدٍ، [2]
أَلا أَرَى مُحَمَّدًا يُسَبُّ بِكَ، وَاللَّهِ [3] لا
تُدْعَى مُحَمَّدًا أَبَدًا مَا دُمْتُ حَيًّا.
فَسَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَرْسَلَ إِلَى
بَنِي طَلْحَةَ وَهُمْ سَبْعَةٌ، وَسَيِّدُهُمْ
وَكَبِيرُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ لِيُغَيِّرَ
أَسْمَاءَهُمْ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: أُذَكِّرُكَ
اللَّهَ يَا أمير المؤمنين، فو الله لمحمّد [4] صلّى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ سَمَّانِي مُحَمَّدًا.
فَقَالَ عُمَرُ: قُومُوا، فَلا سَبِيلَ إِلَى شَيْءٍ
سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم
[5] .
أخرجه [6] الثلاثة.
4739- محمد بن عاصم
(د ع س) مُحَمَّد بْن عَاصِم بْن ثابت بن أبى الأقلح.
تقدم نسبه عند ذكر [7] أبيه، وهو أنصاري.
لَهُ ذكر فِي حديث قتل أبيه عَاصِم فِي غزاة الرجيع
سنة ثلاث، فتكون لَهُ صحبة.
__________
[1] لفظ المسند: «نظر عمر إلى أبى عبد الحميد، أو: ابن
عبد الحميد، شك عوانة» .
[2] لفظ المسند: «يا ابن زيد، ادن منى- قال: ألا أرى
... » .
[3] لفظ المسند: «لا، والله»
[4] لفظ المسند: «فو الله إن سماني محمّدا إلا محمد
صلّى الله عليه وآله وسلّم» .
[5] مسند الإمام أحمد: 4/ 216.
[6] ترجمته في الاستيعاب، برقم 2334: 3/ 1371، 1372.
[7] تقدمت ترجمة أبيه، برقم 2663: 3/ 111، 112.
(4/323)
أخرجه ابن منده، وقد أخرجه أَبُو موسى
وقال: شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها، وَقَدْ
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، فَلا وَجْهَ
لاسْتِدْرَاكِهِ عَلَيْهِ.
4740- محمد بن عبد الله بن أبي بن سلول
(د ع) مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بْن سلول،
أخو عَبْد اللَّهِ.
مجهول، لا تعرف لَهُ صحبة. روى جَعْفَر بْن عَبْد
اللَّهِ السالمي، عَنِ الربيع بْن بدر، عن راشد
الحماني، عَنْ ثابت البناني، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّه بْن أَبِي بْن سلول قَالَ: أتانا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فقال: يا معشر الأنصار، إن اللَّه
تعالى قد أحسن عليكم الثناء فِي الطهور، فكيف تصنعون؟
قلنا: يا رَسُول اللَّهِ، كَانَ فينا أهل الكتاب،
وَكَانَ أحدهم إذا جاء من الخلاء غسل بالماء طرفيه،
هَذَا الحديث هكذا، لا يعرف إلا من حديث جَعْفَر
السالمي، ووهم فِيهِ، والصواب: مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن سلام [1] . أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4741- محمد بن عبد الله بن جحش
(ب د ع) مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحش الأسدي.
ذكرنا نسبه عند أبيه [2] . وهو من حلفاء حرب بْن أمية،
وأمه فاطمة بنت أَبِي حبيش [3] ، يكنى أبا عَبْد
اللَّهِ.
هاجر مع أبيه وعميه إِلَى الحبشة، وعاد هاجر إِلَى
المدينة مع أبيه. لَهُ صحبة ورواية، وقد ذكرنا أباه
وعمه [4] وعماته فِي هَذَا الكتاب.
ولما خرج عَبْد اللَّهِ بْن جحش إِلَى أحد أوصى بابنه
مُحَمَّد إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم،
فاشترى لَهُ مالا بخيبر، وأقطعه دارا بسوق الدقيق
بالمدينة.
وقال الواقدي: كَانَ مولده قبل الهجرة بخمس سنين.
وَكَانَ مُحَمَّد بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه ابن عمة
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ، لأن أم مُحَمَّد بْن طلحة
حمنة بنت جحش.
__________
[1] وكذلك أخرجه الإمام أحمد في مسندة عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن سلام، ينظر المسند: 6/ 6. كما
ينظر تفسير ابن كثير، عند الآية 108 من سورة براءة: 4/
151، 152 بتحقيقنا.
[2] ينظر الترجمة 2856: 3/ 194.
[3] في المطبوعة: «بنت أبى خنيس» . والصواب عن
المصورة، وستأتي ترجمتها.
[4] عمه هو عبد بن محسن. وقد تقدمت ترجمته برقم 3433:
3/ 513، 514. وعمته زينب بنت جحش أم المؤمنين.
(4/324)
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو،
أَخْبَرَنَا أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ:
أَنَّ رَجُلا جاء إلى النبي صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ
قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: الْجَنَّةُ.
قَالَ:
فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: إِلا الدَّيْنَ، سَارَّنِي به
جبريل آنفا. [1] أخرجه الثلاثة [2] .
4742- محمد بن عبد الله بن زيد
(د) مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عبد ربه
الأنصاري.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وسلّم.
أخرجه ابن مندة مختصرا.
4743- محمد بن عبد الله بن سلام
(ب د ع) مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام بْن
الحارث الإسرائيلي. من ولد يوسف بْن يعقوب عليهما
السلام.
وَكَانَ حليف الأنصار، وَكَانَ أبوه عَبْد اللَّهِ بْن
سلام من أحبار اليهود، فأسلم. وقد ذكرناه فِي بابه،
ولمحمد ابنه هَذَا رؤية ورواية محفوظة.
روى مالك بْن مغول، عَنْ سيار أَبِي الحكم، عَنْ شهر
بْن حوشب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن سلام
قَالَ: أتانا رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم فِي بيتنا فقال: إن اللَّه تعالى قد أثنى عليكم
فِي الطهور، أفلا تخبروني؟ قَالُوا: إنا نجده مكتوبا
علينا في التوراة: الاستنجاء بالماء [3] . وقد روي
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن سلام، عَنْ
أبيه.
أخرجه الثلاثة [4] .
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 4/ 350. وقد رواه الإمام أحمد
من هذا الوجه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ جَحْشٍ، عن أبيه، المسند: 4/ 139، وكذلك رواه من
طريق خلف بن الوليد، عن عباد بن عباد، عن محمد بن عمرو
بإسناده، عن محمد، عن أبيه المسند: 4/ 139، 140، 350.
هذا وينظر المسند أيضا: 5/ 289، فقد روى الإمام أحمد
عن عبد الرحمن بن مهدي بإسناده إلى محمد بن عبد الله
بن جحش قال: «كنا جلوسا بفناء المسجد، حيث توضع
الجنائز، ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جالس
بين ظهرانينا، فرفع رسول الله صلّى الله عليه وآله
وسلّم بصره قبل السماء، فنظر ثم طأطأ بصره، ووضع يده
على جبهته، ثم قال: سبحان الله! سبحان الله ماذا نزل
من التشديد؟. قال: فسكتنا يومنا وليلتنا، فلم نرها
خيرا حتى أصبحنا قال محمد: فسألت رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلّم:
ما التشديد الّذي نزل؟ قال: في الدين، والّذي نفس محمد
بيده، لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم عاش، ثم قتل في
سبيل الله ثم عاش، وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى
دينه» .
[2] ترجمته في الاستيعاب برقم 2335: 3/ 1373.
[3] مسند الإمام أحمد: 6/ 6.
[4] الاستيعاب، الترجمة 2336: 3/ 1374.
(4/325)
4744- محمد بن أبى بكر
(ب د ع) مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عثمان- وهو
مُحَمَّد بْن أَبِي بكر الصديق- وأمه أسماء بنت عميس
[1] الخثعمية. تقدم نسبه عند ذكر أبيه [2] .
ولد فِي حجة الوداع بذي الحليفة، لخمس بقين من ذي
القعدة، خرجت أمه حاجة فوضعته، فاستفتى أَبُو بكر رسول
الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فأمرها بالاغتسال
والإهلال، وأن لا تطوف بالبيت حَتَّى تطهر.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَرَمِ مَكِّيُّ بْنُ رَبَّانَ
[3] بْنِ شَبّه النَّحْوِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: أَنَّهَا وَلَدَتْ
مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ بِالْبَيْدَاءِ، فَذَكَرَ
ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ الله صلّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ
وَلْتُهَلِّلْ [4] . وكانت عائشة تكنى مُحَمَّدا أبا
الْقَاسِم، وسمى ولده الْقَاسِم، فكان يكنى بِهِ،
وعائشة تكنيه بِهِ فِي زمان الصحابة فلا يرون بذلك
بأسا [5] .
وتزوج عَليّ بأمه أسماء بنت عميس، بعد وفاة أَبِي بكر،
وَكَانَ أَبُو بكر تزوجها بعد قتل جَعْفَر بْن أَبِي
طالب، وَكَانَ ربيبه فِي حجره، وشهد مع عَليّ الجمل،
وَكَانَ عَلَى الرجالة، وشهد معه صفين، ثُمَّ ولاه مصر
فقتل بِهَا.
وَكَانَ ممن حصر عثمان بْن عفان ودخل عَلَيْهِ ليقتله،
فقال لَهُ عثمان: لو رآك أبوك لساءه فعلك! فتركه وخرج.
ولما ولي مصر، سار إليه عَمْرو بْن العاص فاقتتلوا،
فانهزم مُحَمَّد ودخل خربة، فأخرج منها وقتل، وأحرق
فِي جوف حمار ميت. قيل: قتله معاوية بْن حديج السكوني
[6] . وقيل: قتله عَمْرو بْن العاص صبرا. ولما بلغ
عائشة قتله اشتد عليها وقالت: كنت أعده ولدا وأخا، ومذ
أحرق لَمْ تأكل عائشة لحما مشويا.
__________
[1] كتاب نسب قريش: 277.
[2] ينظر الترجمة 3064: 3/ 309.
[3] في المطبوعة والمصورة: «ريان» والمثبت عن أبى شامة
في المذيل على الروضتين، قال: «وربما يقع تصحيف في اسم
أبيه وجده، فاعلم أن اسم أبيه أوله «راء» ، بعدها
«باء» معجمة بواحدة من تحت، «وشبة» على وزن «حبة»
وينظر ترجمة مكي في العبر للذهبى: 5/ 8.
[4] الموطأ، كتاب الحج، باب «الغسل للإهلال» ، الحديث
1، 2: 1/ 322.
[5] بشير ابن الأثير بذلك إلى ما روى عَنْ رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلّم: «سموا باسمي
ولا تكنوا بكنيتي» .
[6] في المطبوعة: «خديج» بالخاء. والصواب بالحاء
المهملة وستأتي ترجمته.
(4/326)
وَكَانَ لَهُ فضل وعبادة، وَكَانَ عَليّ
يثني عَلَيْهِ، وهو أخو عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر
لأمه، وأخو يحيى ابن عَليّ لأمه.
أخرجه الثلاثة.
4745- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر
الصديق- واسمه عَبْد اللَّهِ بْن عثمان- وهو المعروف
بأبي عتيق القرشي التيمي [1] .
أدرك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هُوَ وأبوه:
عبد الرحمن، وجده أَبُو بكر الصديق، وجد أبيه أَبُو
قحافة لكلهم صحبة، وليست هذه المنقبة لغيرهم [2] .
4746- محمد بن عبد الرحمن مولى رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلّم
(ع س) مُحَمَّد بْن عبد الرحمن. مولى رسول الله.
ذكره مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الحضرمي فِي
المفاريد.
قَالَ أَبُو نعيم: هُوَ عندي غير متصل.
روى صفوان بْن سُلَيْم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
يَزِيدَ مولى الأسود، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن
مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال: قال
رسول الله: «من كشف عورة امرأة فقد وجب عَلَيْهِ
صداقها» .
قَالَ أَبُو موسى: لَيْسَ عَلَى ما قَالَ أَبُو نعيم:
إنه غير متصل، أراه ابن البيلماني [3] ، وقد ترجمه
عبدان بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الْمَرْوَزِيّ فِي كتاب
«معرفة الصحابة» لمحمد بْن ثوبان، وأورد لَهُ هَذَا
الحديث عَنْ قُتَيْبَة، عَنِ اللَّيْث، عَنْ عُبَيْد
اللَّه وقال فِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثوبان. وقال
عبدان:
لا أدري لَهُ رؤية أم لا، إلا أني رأيت بعض أصحابنا
وضعه فِي المسند.
قَالَ أَبُو موسى: وهذا إنما هُوَ مُحَمَّد بْن عبد
الرحمن بْن ثوبان تابعي، من أصحاب أَبِي هريرة، وروي
لَهُ ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو موسى إجازة:
أَنْبَأَنَا القاضي أَبُو سهل بْن عزيزة، أَنْبَأَنَا
عبد الوهاب ابن مُحَمَّد، أَنْبَأَنَا أَبِي،
أَنْبَأَنَا أحمد بْن مُحَمَّد بْن العباس،
أَنْبَأَنَا بشر بْن موسى، أَنْبَأَنَا يحيى
__________
[1] كتاب نسب قريش: 278.
[2] قال ذلك موسى بن عقبة، كما في الإصابة الترجمة
8307: 3/ 453، وقال الحافظ ابن حجر: «وتلقاه عنه
جماعته، واستدرك بعضهم عليه عبد الله بن الزبير، فإنه
هو وأمه أسماء بنت أبى بكر وجدها وأباه (كذا، والصواب:
وأبوها وجدها) أربعة في نسق. وقد يلحق بذلك ابن أسامة
بن زيد بن حارثة، الثلاثة في تراجمهم، واما ابن أسامة
فلم يسم. وذكر الواقدي أن أسامة زوجه النبي صلّى الله
عليه وآله وسلّم وولد له في عهده» .
[3] في المطبوعة: «ابن السلماني» . والصواب عن
المصورة. وينظر ترجمته وترجمة أبيه في الخلاصة.
(4/327)
ابن إِسْحَاق، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ
أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَر،
عَنْ صفوان بْن سُلَيْم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
يَزِيدَ مولى الأسود بْن سفيان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن ثَوْبَانَ مولى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ
النَّبِيّ، مثله. قَالَ أَبُو موسى: وَإِنما أوردنا
هَذَا وأمثاله لئلا يقع إِلَى غمر [1] فيظن أَنَّهُ
صحيح، حَيْثُ أورده الحفاظ فِي جملة الصحابة، وأننا
غفلنا فلم نورده، فيستدركه علينا، كما استدركه أَبُو
زكريا عَلَى جده.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
4747- محمد بن أبى عبس
(د) مُحَمَّد بْن أَبِي عبس بْن جبر الأنصاري.
ذكره ابن منيع فِي الصحابة، والحديث عن أبيه [2] .
أخرجه ابن مندة مختصرا.
4748- محمد بن عدي
(د ع) مُحَمَّد بْن عدي بْن ربيعة بْن سعد بْن سواءة
بْن جشم بْن سعد.
عداده فِي أهل المدينة.
روى عَبْد الْمَلِكِ بْن أَبِي سوية المنقري، عَنْ جد
أبيه خليفة- وَكَانَ [3] خليفة مسلما- قَالَ:
سألت مُحَمَّد بْن عدي بْن ربيعة بْن سعد بْن سواءة
بْن جشم بْن سعد: كيف سماك أبوك مُحَمَّدا؟
فضحك، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عدي بْن ربيعة
[4] قَالَ: خرجت أنا وسفيان بْن مجاشع بْن دارم، ويزيد
بْن ربيعة بْن كابية [5] بْن حرقوص بْن مازن، وأسامة
بْن مالك بْن العنبر- نريد ابن جفنة، فلما قربنا مِنْه
نزلنا إِلَى شجرات وغدير، فأشرف علينا ديراني [6]
فقال: إِنِّي أسمع لغة ليست لغة
__________
[1] الغمر: من لم يجرب الأمور.
[2] ستأتي ترجمة أبيه في الكنى من هذا الكتاب.
[3] تقدمت ترجمته برقم 1480: 2/ 145.
[4] تقدمت ترجمة أبيه برقم 3605: 4/ 10، 11.
[5] في المطبوعة: «كابنه» . وهو خطأ، ووقع في جمهرة
أنساب العرب لابن حزم 200: «كافية» . وهو خطأ أيضا.
والصواب «كابية» ، كما في معجم الشعراء للمرزباني،
ترجمة مالك بن الريب: 265. فمالك ينتسب إلى ربيعة بن
كابية، وسمط اللآلي: 1/ 419، وتاج العروس، مادة: حرقص،
وينظر أيضا ديوان مالك بن الريب: 53، بمجلة معهد
المخطوطات العربية، المجلد: 15، الجزء الأول. وقد ورد
على الصواب أيضا في النشرة الثانية لجمهرة أنساب
العرب: 211.
[6] الديراني: صاحب الدير، نسبة إلى الدير، وهو متعبد
النصارى، ويقال له أيضا: ديار على وزن فعال.
(4/328)
أهل هَذِه البلاد. فقلنا: نعم، نحن قوم من
مضر. قَالَ: أي المضريين؟ قلنا من خندف. قَالَ:
إنه يبعث وشيكا نبي منكم، فخذوا نصيبكم مِنْه تسعدوا.
قلنا: ما اسمه؟ قَالَ: مُحَمَّد. قال:
فأتينا ابن جفنة، فقضينا حاجتنا من عنده، ثُمَّ
انصرفنا، فولد لكل منا ابن، فسماه مُحَمَّدا.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: وهذا أيضا لَمْ يدرك رسول الله صلّى الله عليه
وآله وسلّم، لأنه أقدم من زمان النبي، وقد تقدم القول
فِي مُحَمَّد بْن سفيان، ومحمد بن أحيحة.
4749- محمد بن عطية
(د ع) مُحَمَّد بْن عطية السعدي، أَبُو عروة.
روى عَبْد اللَّهِ بْن الضحاك ورواد بْن الجراح، عَنِ
الأوزاعي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خراشة، عن عروة ابن
مُحَمَّد بْن عطية، عَنْ أبيه قَالَ: قَالَ رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: «ثلاث إذا رأيتهن فعند
ذَلِكَ إخراب العامر وعمارة الخراب: أن يكون المنكر
معروفا، والمعروف منكرا، وأن يتمرس الرجل بالأمانة كما
يتمرس البعير بالشجرة» [1] .
رواه أَبُو المغيرة وغيره، عَنِ الأوزاعي، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ خراشة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عروة، عَنْ
أبيه. فيكون الحديث لعروة. وأخرجه ابن مندة، وأبو
نعيم.
4750- محمد بن علبة القرشي
(د ع) مُحَمَّد بْن علبة القرشي [2] .
لَهُ ذَكر فِي حديث واحد، رواه عمرو بْن الحارث، عن
يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران عن هبيب بن مغفل:
[3] أنه رأى محمد بن علبة القرشي يجر إزاره، فنظر إليه
هبيب فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: «من وطئه خيلاء وطئه فِي النار؟!» أخرجه
ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم- وذكره: حسب
بعض المتأخرين- يعني ابن
__________
[1] أي: يتلعب بدينه ويعبث به، كما يعبث البعير
بالشجرة، ويتحكك بها.
[2] في المطبوعة: «علية» ، بالياء. والمثبت عن
المصورة، فهكذا ضبط فيها بضم العين، وبالباء الموحدة.
وفي الإصابة، الترجمة 7797/ 3/ 360: «ذكره عبد الغنى
به سعيد وقال: له صحبة، وضبط أباه بضم المهملة، وسكون
اللام، بعدها موحدة.
وتبعه ابن ماكولا» .
[3] كذا ضبط في المشتبه للذهبى: 603، والإصابة.
(4/329)
منده- أن ذكر هبيب لَهُ يوجب صحبة! وروى
عَنْ أَبِي بكر بْن مالك، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن
أحمد، عَنْ أبيه، عَنْ هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ- قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ: وَسَمِعْتُهُ أنا من هارون- قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ ابن وهب، أَنْبَأَنَا عَمْرو
بْن الحارث، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب، عن أسلم أبي
عمران، عن هبيب ابن مغفل: أنه رأى محمدا القرشي يجر
إزاره، فنظر إليه هبيب وقال: سمعت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلّم بقول: «من وطئه
خيلاء وطئه فِي النار» [1] .
ورواه ابن لهيعة، عَنْ يزيد. ولم يسم مُحَمَّدا [2] .
وقال: أدخله بعض الرواة فِي جملة الصحابة بحضوره مجلس
هبيب، ولو جاز أن يعد من شاهد بعض الصحابة، أو خاطبه
بعض الصحابة من جملة الصحابة، لكثر هَذَا النوع واتسع!
ولم يذكر أحد من الأئمة المتقدمين مُحَمَّد بْن علبة
فِي الصحابة، ولا عدوه منهم.
قلت: قد بالغ أَبُو نعيم فِي ذم ابن منده، حَيْثُ جعله
بهذه المثابة من الجهل، أَنَّهُ جعل من الصحابة من
رآهم أو خاطبهم، فهذا يؤدي إِلَى أن جميع التابعين
يعدون من الصحابة، ولم يفعله ابن منده ولا غيره،
وَإِنما ابن منده ذكر فِي حديثه قَالَ: «فنظر إليه
هبيب قَالَ:
أما سمعت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم
يقول؟!» وهذا يدل عَلَى الصحبة والسماع، وَإِن كَانَ
قد جاء رواية أخرى لا تقتضي السماع، فلا حجة عَلَيْهِ
فِيهِ، فإنهما وغيرهما ما زالا يفعلان هَذَا وأشباهه،
فلا لوم عَلَى ابن منده. وقد ذكره ابن ماكولا فِي
الصحابة فقال: «مُحَمَّد بْن علبة لَهُ صحبة، عداده
فِي المصريين، حديثه مذكور في حديث هبيب بْن مغفل،
ومسلمة بْن مخلد» . وهذا يؤيد قول ابن مندة.
4751- محمد بن عمرو بن حزم
(ب د ع) مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم الأنصاري. تقدم
نسبه عند ذكر أبيه، كنيته أَبُو الْقَاسِم. وقيل:
أَبُو سُلَيْمَان. وقيل: أَبُو عَبْد الْمَلِكِ.
ولد سنة عشر من الهجرة بنجران، وأبوه عامل رَسُول
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل: ولد قبل وفاة
رَسُول اللَّهِ بسنتين. سماه أبوه محمدا، وكناه أبا
سُلَيْمَان، وكتب إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وآله وسلّم بذلك، فكتب إليه رسول الله: سمّه محمدا،
وكنّه أبا عبد الملك.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 3/ 437، 4/ 237.
[2] تقدمت ترجمته برقم 3899: 4/ 214.
(4/330)
وَكَانَ مُحَمَّد بْن عَمْرو فقيها فاضلا
من فقهاء المسلمين. روى عَنْ أبيه وعن غيره من
الصحابة، روى عَنْهُ جماعة من أهل المدينة، وابنه
أَبُو بكر كَانَ فقيها أيضا، روى عَنْهُ [1]
الزُّهْرِيّ.
وقتل مُحَمَّد يَوْم الحرة سنة ثلاث وستين أيام يزيد
بْن معاوية، قتله أهل الشام.
روى الْمَدَائِنيّ أن بعض أهل الشام رَأَى فِي منامه
أَنَّهُ يقتل رجلا اسمه مُحَمَّد، فيدخل بقتله النار.
فلما سير يزيد الجيش إلي المدينة كتب ذلك الرجل في ذلك
الجيش، وسار معهم إِلَى المدينة، فلم يقاتل خوفا مما
رَأَى، فلما انقضت الحرب مشي بين القتلى، فرأى
مُحَمَّد ابن عَمْرو جريحا، فسبه مُحَمَّد، فقتله
الشامي. ثُمَّ ذكر الرؤيا، فأخذ معه رجلا من أهل
المدينة، ومشيا بين القتلى، فرأى مُحَمَّد بْن عَمْرو،
فحين رآه المدني قتيلا قَالَ: «إِنَّا للَّه وإنا إليه
راجعون، والله لا يدخل قاتل هَذَا الجنة أبدا» ! قَالَ
الشامي: ومن هُوَ؟ قَالَ: هُوَ مُحَمَّد بْن عَمْرو
بْن حزم. فكاد الشامي يموت غيظا.
أخرجه الثلاثة.
4752- محمد بْن عمرو بْن العاص
(ب د ع) مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن العاص القرشي السهمي.
تقدم نسبه عَند ذكر [2] أبيه.
قَالَ العدوي: صحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وسلّم، وتوفّى رسول الله وهو حدث.
قَالَ الواقدي: شهد صفين، وقاتل فيها، ولم يقاتل أخوه
عَبْد اللَّهِ.
وقال الزبير مثله، وقال: لا عقب لمحمد بْن عَمْرو [3]
.
وقال الزُّهْرِيّ: أبلى مُحَمَّد بْن عَمْرو بصفين،
وقال فِي ذَلِكَ شعرا:
ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي ... بصفين يوما، شاب منها
الذوائب [4]
غداة أتى أهل العراق كأنهم ... من البحر لج [5] ، موجه
متراكب
وجئناهم نمشي كأن صفوفنا ... سحائب جون [6] رقّقتها
الجنائب
__________
[1] في المصورة: «روى عن الزهري» . وهو خطأ، ينظر
ترجمة «أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم» في الخلاصة.
[2] ينظر الترجمة 3965: 4/ 244.
[3] ينظر كتاب نسب قريش لمصعب: 411.
[4] الذوائب: جمع ذؤابة، وهي شعر في أعلى الناصية.
[5] اللج- بضم اللام-: معظم الماء.
[6] الجون- بضم الجيم-: السود، جمع جون، بفتحها.
والجنائب: الرياح.
(4/331)
فقالوا لنا: إنا نرى أن تبايعوا ... عليا.
فقلنا: بَلْ نرى أن تضاربوا
فطارت علينا بالرماح كماتهم ... وطرنا إليهم، فِي
الأكف قواضب [1]
إذا ما أقول: استهزموا. عرضت لنا ... كتائب منهم
وارجحنّت كتائب [2]
فلاهم يولّون الظّهور فيدبروا ... ونحن كماهم نلتقي
ونضارب
أخرجه الثلاثة.
4753- محمد بن عمير بن عطارد
(د ع) مُحَمَّد بْن عمير بْن عطارد.
ذكر فِي الصحابة، ولا تعرف لَهُ صحبة ولا رؤية.
وَكَانَ سيد أهل الكوفة فِي زمانه، وَكَانَ عَلَى
أذربيجان، فحمل عَلَى ألف فرس ألف رجل من بكر بْن
وائل، وكانوا فِي بعث.
روى حماد بْن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن
عمير بْن عطارد: أن النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم كَانَ فِي نفر من أصحابه، فجاء جبريل فنكت فِي
ظهره، فذهب إِلَى شجرة فيها مثل وكرى الطائر، فقعد فِي
أحدهما وأقعده فِي الآخر، وغشيهم النور، فوقع جبريل
عَلَيْهِ السلام مغشيا عَلَيْهِ كأنه حلس [3]- قَالَ:
فعرفت فضل خشيته عَلَى خشيتي. فأوحى اللَّه إلي: أنبي
عبد أم نبي ملك؟ وَإِلى الجنة ما أنت؟ فأومأ إلي
جبريل: أن تواضع. فقلت نبي عبد [4] أَبُو عمران الجوني
أدرك غير واحد من الصحابة، ومنهم: أنس وجندب.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4754- محمد بن أبى عميرة
(د ع) مُحَمَّد بْن أَبِي عميرة المزني.
لَهُ صحبة، يعد فِي الشاميين. روى عَنْهُ جبير بن
نفير.
__________
[1] القواضب: السيوف، يقال: سيف قاضب، أي: قاطع.
[2] ارجحنت: ارتفعت وذهبت.
[3] الحلس- بكسر فسكون-: الكساء الّذي يلي ظهر البعير
تحت القتب. والعرب تشبه بالحلس إذا أريد الدلالة على
لزوم الأمر وعدم مفارقته، ومنه قوله عليه السلام:
«كونوا أحلاس بيوتكم» ، أي: ألزموها. وقول أبى بكر:
«كن حلس بيتك» أي: الزمه. وقول بنى فزارة لأبى بكر:
«نحن أحلاس الخيل» ، يريدون ملازمتهم لظهورها.
والمعنى: أن جبريل عليه السلام لزم مكانه، وكان مثله
مثل الكساء الّذي يلي ظهر البعير، فهو ملتصق، لا
يفارقه.
[4] أخرجه البيهقي في الدلائل. ينظر مخطوطة دار الكتب
رقم 701 حديث، الجزء الثاني، ورقة: 111، وذلك بعد أن
رواه عن أبى بكر القاضي، عن أبى جعفر محمد بن على بن
دحيم، عن محمد بن الحسين بن أبى الحنين، عن سعيد بن
منصور، عن الحارث بن عبيد، عن أبى عمران الجونى، عن
أنس بن مالك. ثم قال: «هكذا رواه الحارث بن عبيد.
ورواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن
عمير بن عطارد، وذكره.
هذا وينظر تفسير ابن كثير، عند تفسير الآية الأولى من
سورة الإسراء: 5/ 8، 9 بتحقيقنا.
(4/332)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ
كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ:
حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ أَنْبَأَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ عَنْ ثَوْرِ بْن يَزِيدَ، عَنْ خَالِد بْن
مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ وَكَانَ مِنْ أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَوْ
أَنَّ عَبْدًا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ
وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرَمًا فِي طَاعَةِ
اللَّهِ تَعَالَى، لَحَقَّرَ ذَلِكَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ ازْدَادَ مِمَّا
يَرَى مِنَ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ» [1] .
كَذَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ مَوْقُوفًا.
وَرَوَاهُ بَحِيرُ [2] بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ
مَعْدَانَ فَقَالَ:
عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عبد، عن النبي صلّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ، [3] مِثْلَهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ. عميرة
بفتح العين، وكسر الميم.
4755- محمد بن فضالة
(ع) مُحَمَّد بْن فضالة بْن أنس، وقيل: مُحَمَّد بْن
أنس بْن فضالة.
وقد تقدم إخراجه فِي موضعه من «المحمدين [4] » أخرجه
كذا أبو نعيم.
4756- محمد بن قيس الأشعري
(د ع) مُحَمَّد بْن قيس الأشعري، أخو أَبِي موسى. وقد
تقدم نسبه عند ذكر أَبِي موسى [5] روى طلحة بْن
يَحْيَى، عَنْ أَبِي بردة بْن أَبِي موسى، عَنْ أبيه
قَالَ: خرجنا إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه
وآله وسلم فِي البحر حين جئنا إِلَى مكة: أنا، وأخوك،
ومعي أَبُو بردة بْن قيس، وَأَبُو عَامِر بْن قيس،
وَأَبُو رهم بْن قيس، وَمُحَمَّد بْن قيس، وخمسون من
الأشعريين، وستة من عك، ثُمَّ هاجرنا فِي البحر حَتَّى
أتينا المدينة، فكان رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: للناس هجرة، ولكم هجرتان.
ورواه ابن أَبِي بردة، عَنْ آبائه فقال: خرجت ومعي
إخوتي، ولم يذكر فيهم مُحَمَّدا. أخرجه ابن منده
وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو نعيم: هَذَا وهم فاحش، روى
أَبُو كريب، عَنْ أَبِي أسامة، عَنْ يَزِيدُ، عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قال: خرجنا من
اليمن فِي بضع وخمسين رجلا من قومي، ونحن ثلاثة إخوة
هم: أَبُو موسى، وَأَبُو رهم، وَأَبُو بردة، فأخرجتنا
سفينتنا إِلَى النجاشي بأرض الحبشة، وعنده جَعْفَر
وأصحابه، فأقبلنا جميعا فِي سفينة إلى النبي صلّى الله
عليه وآله وسلّم
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن على بن إسحاق، عن عبد الله
بن المبارك، عن ثور بن يزيد بإسناده، المسند: 4/ 185.
[2] في المطبوعة والمصورة: «يحيى بن سعد» . والصواب عن
المسند، والخلاصة.
[3] مسند الإمام أحمد: 4/ 185.
[4] ينظر الترجمة 4698: 5/ 80.
[5] تقدمت ترجمته برقم 3135: 3/ 18، واسمه: عبد الله
بن قيس.
(4/333)
حين افتتح خيبر، فما قسم رَسُول اللَّهِ
لأحد غاب عن خيبر إلا لجعفر وأصحاب السفينة، وقال:
لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إلي.
ومما دل عَلَى وهمه ذكره فِي الحديث مجيئهم إِلَى مكة،
ولم يختلف أن أبا موسى لَمْ يقدم إلا يَوْم خيبر.
4757- محمد بن قيس بن مخرمة
(د ع) مُحَمَّد بْن قيس بْن مخرمة بْن المطلب بْن عبد
مناف بن قصي.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز [1]
: رأيت فِي كتاب بعض من ألف أسماء الصحابة- يعني ابن
أَبِي داود- وذكر مُحَمَّد بْن قيس بْن مخرمة فِي
الصحابة، قَالَ: ولا أعلم أَنَّهُ سمع عَنْ رَسُول
الله صلّى الله عليه وآله وسلم. روى أحمد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن يونس، عَنِ الثوري، عَنْ عَبْد اللَّهِ
بْن المؤمل، عن محمد ابن عباد بْن جَعْفَر، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ قيس بْن مخرمة، عَنْ رَسُول اللَّهِ
صلى اللَّه عليه وآله وسلم قَالَ: «من مات فِي أحد
الحرمين، بعثه اللَّه يَوْم القيامة آمنا» .
ورواه الفريابي [2] عَنِ الثوري، فقال: عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ قيس بْن مخرمة، عَنْ أبيه. قَالَ ابن منده
وَأَبُو نعيم: هُوَ من التابعين. وهما أخرجاه.
وقال أَبُو أحمد العسكري فِي ترجمة قيس بْن مخرمة: وقد
لحق [3] ابناه مُحَمَّد وعبد اللَّه وهما صغيران. وروى
عَنْ مُحَمَّد الحديث الّذي ذكرناه.
4758- محمد بن كعب بن مالك
(د ع) مُحَمَّد بْن كعب بْن مالك الأنصاري. تقدم نسبه
فِي ترجمة أبيه [4] .
ذكر فِي حديث أَبِي أمامة إياس بْن ثعلبة.
روى عكرمة بْن عمار، عَنْ طارق بْن عبد الرحمن بْن
الْقَاسِم [5] القرشي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن
مالك، عَنْ أَبِي أمامة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ
صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من حلف على مال آخر،
فاقتطعه
__________
[1] عبد الله بن محمد بن عبد العزيز هو أبو القاسم
البغوي، كان محدثا حافظا مجودا مصنفا، عاش مائة وثلاث
سنين، سمع أحمد بن منيع وعمه على بن عبد العزيز. توفى
سنة 311 هـ. ينظر العبر للذهبى: 2/ 170.
[2] في المطبوعة: «الغريانى» . بالغين والنون، وفي
المصورة: «الفرياني» . بالفاء والنون. والصواب ما
أثبتناه، وهو محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبيّ،
مولاهم، أبو عبد الله. ينظر المشتبه للذهبى: 507،
والخلاصة.
[3] تقدم في ترجمة «عبد الله بن قيس» 3/ 370 عن أبى
أحمد العسكري قوله: «وقد أدرك ابناه محمد وعبد الله» .
[4] تقدمت ترجمة كعب بن مالك برقم 4478: 4/ 487.
[5] في المطبوعة والمصورة: «طارق بن القاسم بن عبد
الرحمن» . والمثبت عن ترجمته في الجرح والتعديل: 2/ 1/
468، والتهذيب: 5/ 4.
(4/334)
كاذبا بيمينه، فقد برئت مِنْه الجنة، ووجبت
لَهُ النار» . فقال أخوك مُحَمَّد بْن كعب: يا رَسُول
اللَّهِ، وَإِن كَانَ قليلا. فقلب رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلم عودا من أراك [1] بين أصبعيه وقال:
وَإِن كَانَ عودا من أراك.
ورواه النضر بْن مُحَمَّد الجرشي، عَنْ عكرمة، ولم
يذكر قول محمد. ورواه معبد بن كعب ابن مالك، عَنْ أخيه
عَبْد اللَّهِ بْن كعب، عَنْ أَبِي أمامة بْن ثعلبة
قَالَ: فقال رجل: «وَإِن كَانَ شيئا يسيرا؟ [2] » .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم: ذكر مُحَمَّد فِي هَذَا
الحديث وهم فقد رواه النضر الجرشي، ولم يذكر
مُحَمَّدا، ورواه معبد عَنْ أخيه عَبْد اللَّهِ، عَنْ
أَبِي أمامة، ولم يذكر مُحَمَّدا، قَالَ:
والصحيح من ذكر مُحَمَّد بْن كعب فِي هَذَا الحديث
أَنَّهُ سمع أخاه عَبْد اللَّهِ بْن كعب، عَنْ أَبِي
أمامة، رواه الْوَلِيد بْن كَثِير، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ كعب، عن أخيه، كما ذكرناه، والله أعلم.
4759- محمد بن محمود
(س) مُحَمَّد بْن مَحْمُود.
ذكره عبدان الْمَرْوَزِيّ فِي الصحابة وقال: قد سَمِعَ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وسلم. وروى عَنْ أَبِي سَعِيد الأشج، عَنْ أَبِي
خَالِد، عَنْ يَحيى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
مَحْمُود قَالَ: رَأَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وسلم أعمى يتوضأ، فلما غسل يديه ووجهه،
جعل النَّبِيّ يقول: اغسل باطن قدميك. فجعل يغسل باطن
قدميه.
وقال عبدان أَنْبَأَنَا الْحَسَن بْن أَبِي أمية
وَأَبُو موسى قالا: حَدَّثَنَا ابن نمير، عَنْ
يَحْيَى، نحوه.
وقال ابن أَبِي حاتم: مُحَمَّد بْن مَحْمُود بْن عَبْد
اللَّهِ بْن مسلمة، ابن أخي مُحَمَّد بْن مسلمة، حدث
عن أبيه، روى عَنْهُ ابنه سُلَيْمَان- قَالَ: وروى
يَحْيَى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُود،
أراه هَذَا.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] الأراك: شجرة طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورق
والأغصان، يتخذ منها السواك.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن سليمان بن داود، عن إسماعيل
بن جعفر، عن العلاء، عن معبد، بإسناده مثله، المسند:
5/ 260 وكذا أخرجه مسلم عن يحيى بن أيوب وآخرين
باسناده إلى معبد، مثله. ينظر كتاب الإيمان، باب وعيد
من اقتطع حق مسلم بيمين فاجرة» : 1/ 85.
(4/335)
4760- محمد بن مخلد
(س) مُحَمَّد بْن مخلد بْن سحيم بْن المستورد بْن
عَامِر بْن عدي بْن كعب بْن نضلة.
شهد فتح مكة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
4761- محمد بن مسلمة
(ب د ع) مُحَمَّد بْن مسلمة بْن خَالِد بْن عدي بْن
مجدعة بْن حارثة بْن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بْن
مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي ثُمَّ الْحَارِثِيّ،
حليف بني عبد الأشهل. يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن.
وقيل: أَبُو عَبْد اللَّهِ.
شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلّى
الله عليه وآله وسلم إلا تبوك، ومات بالمدينة، ولم
يستوطن غيرها.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
بِإِسْنَادِهِ عن يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق،
في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، مِنْ بَنِي عَبْدِ
الأَشْهَلِ، قَالَ: «وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: مُحَمَّدُ
بْنُ مَسْلَمَةَ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ
[1] » .
وهو أحد الَّذِينَ قتلوا كعب بْن الأشرف. واستخلفه
رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وآله وسلم عَلَى
المدينة فِي بعض غزواته، قيل: كانت غزوة قرقرة الكدر
[2] . وقيل: غزوة تبوك.
واستعمله عمر بْن الخطاب عَلَى صدقات جهينة، وهو كَانَ
صاحب العمال أيام عمر، كَانَ عمر إذا شكي إليه عامل،
أرسل مُحَمَّدا يكشف الحال. وهو الَّذِي أرسله عمر
إِلَى عماله ليأخذ شطر أموالهم، لثقته بِهِ.
واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان بْن عفان، واتخذ سيفا من
خشب، وقال: بذلك أمرني رَسُول الله.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 686.
[2] الكدر: موضع قرب المدينة على ثمانية برد منها. وفي
مراصد الاطلاع: «ماءة لبني سليم بالحجاز في ديار غطفان
ناحية المعدن» . وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله
وسلّم خرج إلى قرقرة الكدر لجمع من سليم، فوجد الحي
خلوفا (وخلوف- بضمتين- يعنى غاب الرجال وأقام النساء)
، فاستاق النعم، وكانت غيبته فيه خمس عشرة ليلة. ينظر
تاج العروس، مادة: كدر، ومراصد الاطلاع، مادة: كدر،
أيضا. كما ينظر سيرة ابن هشام، في حديث بئر معونة: 2/
186.
(4/336)
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد
الطُّوسِيُّ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ
الْقَارِئُ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
بْنِ شَاهِينَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيٍّ [1] ، أَنْبَأَنَا الحسين
[2] ابن عَلُّوَيْهِ الْقَطَّانُ، أَنْبَأَنَا سَعِيدُ
بْنُ عِيسَى، أَنْبَأَنَا طَاهِرُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ
سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ،
عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ:
أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله
وَسَلَّمَ سَيْفًا، وَقَالَ: «قَاتِلْ بِهِ
الْمُشْرِكِينَ، فَإِذَا اخْتَلَفَ الْمُسْلِمُونَ
بَيْنَهُمْ فَاكْسِرْهُ عَلَى صَخْرَةٍ، ثُمَّ كُنْ
حِلْسًا [3] مِنْ أَحْلاسِ بَيْتِكَ» . ولم يشهد من
حروب الفتنة شيئا. وممن قعد فِي الفتنة: سعد بن أبى
وقاص، وأسامة ابن زيد، وعبد اللَّه بْن عمر بْن
الخطاب، وغيرهم.
وقيل: إنه هُوَ الَّذِي قتل مرحبا اليهودي. والصحيح
الَّذِي عَلَيْهِ أكثر أهل السير والحديث أن عَليّ بْن
أَبِي طالب قتل مرحبا.
وقال حذيفة بْن اليمان: إِنِّي لأعلم رجلا لا تضره
الفتنة: مُحَمَّد بْن مسلمة. قَالَ الراوي:
فأتينا الربذة [4] فإذا فسطاط مضروب، وَإِذَا فِيهِ
مُحَمَّد بْن مسلمة، فسألناه فقال: لا نشتمل عَلَى شيء
من أمصارهم حَتَّى ينجلي الأمر عما انجلى.
وتوفي بالمدينة سنة ست وأربعين، أو سبع وأربعين. وقيل:
غير ذَلِكَ. قيل: كَانَ عمره سبعا وسبعين سنة.
وَكَانَ أسمر شديد السمرة، طويلا أصلع، وخلف من الولد
عشرة ذكور، وست بنات.
أخرجه الثلاثة [5] .
__________
[1] في المطبوعة: «ماشى» وبالشين المعجمة. والمثبت عن
المصورة، والعبر للذهبى: 2/ 351، والمشتبه للذهبى،
تعليق المحقق: 565.
[2] كذا في المطبوعة، ومثله في المصورة بضم الحاء. وفي
العبر للذهبى 2/ 313، 360: «الحسن بن علوية القطان» .
[3] تقدم تفسير «الحلس» في ترجمة محمد بن عمير بن
عطارد.
[4] الرَّبَذَة- بفتح الراء والباء والذال-: من قرى
المدينة، على ثلاثة أميال منها، على طريق الحجار، إذا
رحلت من قيد تريد مكة، بها قبر أبى ذر، خربت في سنة
تسع عشرة وثلاثمائة، بفعل القرامطة.
[5] الاستيعاب، الترجمة 2344: 3/ 1377.
(4/337)
4762- محمد ابو مهند
(ع س) مُحَمَّد أَبُو مهند المزني.
ذكره مطين فِي الوحدان. روى نصر بْن مزاحم، عَنْ عمر
الأعرج المزني، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «قرض
مرتين كصدقة مرة» . قَالَ أَبُو نعيم: لا تصح لَهُ
صحبة.
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
4763- محمد بن نبيط
(س) مُحَمَّد بْن نبيط بْن جابر.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وسلم، وسماه مُحَمَّدا، وحنكه، قاله ابن القداح.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4764- محمد بن نضلة
(د ع) مُحَمَّد بْن نضلة الأسدي. تقدم نسبه عند ذكر
أخيه محرز [1] هاجر هُوَ وأخوه محرز إِلَى رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وعداد نضلة فِي
حلفاء الأنصار.
قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: وممن هاجر إِلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: مُحَمَّد
ومحرز ابنا [2] نضلة.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4765- محمد بن هشام
(د ع) مُحَمَّد بْن هِشَام.
عداده فِي أهل المدينة، مجهول، ذكر فِي الصحابة ولا
يعرف. وذكره القاضي أَبُو أحمد فِي الصحابة، وقال: يعد
فِي المدنيين، مجهول [3] لا يعرف. حديثه عند اللَّيْث،
عَنِ ابن الهاد، عَنْ صفوان بْن نَافِع، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ هِشَام قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: «حديثكم بينكم أمانة، ولا يحل لمؤمن
أن يرفع عَلَى مؤمن قبيحا» . سُئِلَ عَنْهُ عَليّ بْن
المديني فقال: مجهول لا أعرفه.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] ينظر الترجمة 4685: 5/ 73.
[2] لم نجد في سيرة ابن هشام ذكرا لمحمد، وأما محرز
فهو ثابت فيها، ينظر سيرة ابن هشام: 1/ 472.
[3] في المطبوعة: «مخمول لا يعرف» . والصواب عن
المصورة.
(4/338)
4766- محمد بن هلال
(س) مُحَمَّد بْن هلال بْن المعلى. سماه رسول الله
صلّى الله عليه وآله وسلم مُحَمَّدا، وشهد فتح مكة.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
4767- محمد بن يفديدويه
(س) مُحَمَّد بْن يفديدويه [1] الهروي. قيل: كَانَ
اسمه «يفودان» فسماه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عليه
وآله وسلم مُحَمَّدا.
ذكره أَبُو إِسْحَاقَ بْن ياسين فِي تاريخ هراة، فيمن
قدمها من الصحابة.
روى أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيم بْن عَليّ بْن بالويه
الزنجاني بهراة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مردان شاه
الزنجاني- وزعم أَنَّهُ ثقة، وَكَانَ قد أتى عَلَيْهِ
مائة وتسع سنين- عَنْ أحمد بْن عبدة الجرجاني، عَنْ
يفودان بْن يفديدويه الهروي قَالَ: حاربت رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فِي شركي، ثُمَّ
أسلمت عَلَى يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم،
فسماني مُحَمَّدا- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى
الله عليه وآله وسلم: إذا قل الدعاء نزل البلاء،
وَإِذَا جار السلطان احتبس المطر، وَإِذَا خان بعضهم
بعضا صارت الدولة للمشركين، وَإِذَا منعوا الزكاة ماتت
المواشي، وإذا كثر الزنا تزلزلت الأرض، وَإِذَا شهدوا
بالزور نزل الطاعون من السماء. وقال: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: «العلم
خليل المؤمن، والعقل دليله، والعمل قيمه، والرفق أمير
جنوده» .
أخرجه أَبُو موسى.
4768- محمد
(س) مُحَمَّد غير منسوب.
ذكره أَبُو حَفْص بْن شاهين فِي الصحابة. روى سلام بْن
أَبِي الصهباء، عَنْ ثابت قَالَ: حججت فدفعت إِلَى
حلقة فيها رجلان أدركا النَّبِيّ صلى الله عليه وآله
وسلم أخوان، أحسب أن اسم أحدهما مُحَمَّد- قال: وهما
يتذاكران الوسواس، قالا: خرج علينا رَسُول اللَّهِ صلى
الله عليه وآله وسلم فقال: ما تذاكران؟
فقالا: يا رَسُول اللَّهِ، الوسواس، أن يقع أحدنا من
السماء أحب إليه أن يتكلم بما يوسوس إليه.
قَالَ: وقد أصابكم؟ قالوا: نعم. قَالَ: فإن ذَلِكَ محض
الإيمان. قَالَ ثابت: فقلت أنا: يا ليت
__________
[1] ضبطه الحافظ في الإصابة 3/ 365، فقال: «بفتح
التحتانية، أوله، وسكون الفاء، وكسر الدال، بعدها
تحتانية أيضا، ثم دال مهملة» . هذا وهو في المصورة
بذال معجمة ثانية.
(4/339)
اللَّه أراحنا من ذَلِكَ المحض. فانتهراني
وقالا: نحدثك عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وآله وسلم وتقول: يا ليت اللَّه أراحنا [1] ! أخرجه
أبو موسى.
4769- محمود بن الربيع
(ب د ع) مَحْمُود بْن الربيع بْن سراقة الأنصاري
الخزرجي. قيل: إنه من بني الحارث ابن الخزرج. وقيل: من
بني سالم بْن عوف. وقد قيل: إنه من بني عبد الأشهل،
فعلى هَذَا القول يكون من الأوس، يكنى أبا نعيم، وقيل:
أَبُو مُحَمَّد.
يعد فِي أهل المدينة. عقل مجة مجها رَسُول اللَّهِ
صلّى الله عليه وآله وسلم من دلو فِي بئرهم [2] . وحفظ
ذَلِكَ وله أربع سنين، وقيل: خمس سنين.
روى عَنْهُ أنس بْن مالك، والزُّهْرِيّ، ورجاء بْن
حيوة.
وتوفي سنة تسع وتسعين، وقيل: سنة ست وتسعين.
أخرجه الثلاثة.
4770- محمود بن ربيعة
(ب) مَحْمُود بْن ربيعة. رجل من الأنصار.
مخرج حديثه عَنْ أهل مصر وأهل خراسان، فِي كالئ
المرأة، والدين الَّذِي لا يؤدي.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4771- محمود بن عمرو بن سعد
(س) مَحْمُود بْن عَمْرو بْن سعد.
كذا ترجمه عبدان، وقال: حديثه عَنْ رَسُول اللَّهِ
صلّى الله عليه وآله وسلم أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ
وعدني فِي ثلاثمائة ألف من أمتي، فقال أَبُو بكر: زدنا
يا رسول الله.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 366: «قال البغوي: لا
أعلم بهذا الإسناد غيره. وهو غريب» .
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 5/ 429 عن محمود بن
لبيد.
(4/340)
وقد اختلف فِي إسناده، فقال سَعِيد بْن
بشير، عَنْ قتادة، عَنْ أَبِي بكر بْن أنس، عَنْ
مَحْمُود بْن عمير: وقال معمر: عَنْ قتادة، عَنْ أنس-
أو عَنِ النضر بْن أنس- عَنْ أنس.
وقال معاذ بْن هِشَام: عَنْ أبيه، عَنْ قتادة، عَنْ
أَبِي بكر بْن عمير، عَنْ أبيه. وقال ثابت:
عَنْ أَبِي يزيد، عَنْ عمر، أو: عَامِر بن عمير. أخرجه
أبو موسى.
4772- محمود بن عمير بن سعد
(د ع) مَحْمُود بْن عمير بْن سعد الأنصاري.
حديثه عَند أَبِي بكر بْن أنس. روى سعيد بن بشير، عن
قتادة، عن أَبِي بكر بْن أنس، عَنْ مَحْمُود بْن عمير
قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم: إن اللَّه تعالى وعدني فِي ثلاثمائة ألف من
أهلي. فقال أَبُو بكر: زدنا يا رَسُول اللَّهِ. فقال
هكذا [1] ، وحثى بيده. فقال أَبُو بكر: يا رَسُول
اللَّهِ، زدنا.
فقال بكفيه هكذا، وحثى بهما. فقال أَبُو بكر: زدنا يا
رَسُول اللَّهِ! فقال عمر: حسبك يا أبا بكر: فإن
اللَّه تعالى لو شاء أن يدخل الجنة فِي حفنة واحدة
لفعل. فقال رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
صدق عمر [2] : أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم. وهذا
الاسم هُوَ الَّذِي أخرجه أَبُو موسى فِي الترجمة التي
قبل هَذِه، وقال: مَحْمُود بْن عَمْرو. وتقدم الاختلاف
في إسناده، فلا نعيده.
4773- محمود بن لبيد
(ب د ع) مَحْمُود بْن لبيد بْن رافع بْن امرئ القيس
بْن زيد بْن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي، ثُمَّ
الأشهلي.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم، وأقام بالمدينة، وحدث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، منها ما رواه
عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ،
عَنْ مَحْمُود بْن لبيد قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ
صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ
اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا، كما يظل أحدكم
يحمى سقيمه» [3] .
__________
[1] أي: أشار هكذا.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن بهز، عن أبى هلال، عن قتادة،
عن أنس بن مالك، ينظر المسند: 3/ 193.
[3] أخرجه الترمذي عن محمد بن يحيى بإسناده إلى عمارة،
عن عاصم، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ
بْنِ النعمان، وقال: «هذا، حديث غريب. وقد روى هذا
الحديث عن محمود بْن لبيد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرسلا. وقال الحافظ أبو العلى:
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، والحاكم، وقال: صحيح.
ينظر تحفة الأحوذي، أبواب الطب، الحديث 2107: 6/ 189.
(4/341)
قَالَ أحمد بْن حنبل، وابن أَبِي خيثمة،
وَإِبْرَاهِيم بْن المنذر، وَيَحْيَى بْن عَبْد
اللَّهِ بْن بكير:
إنه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم. وذكره البخاري بعد مَحْمُود بْن
الربيع، فِي أول باب مَحْمُود.
وذكر ابن أَبِي حاتم أن البخاري قَالَ: لَهُ صحبة.
قَالَ: وقال أَبِي: لا تعرف لَهُ صحبة [1] .
قَالَ أَبُو عمر: «قول البخاري أولى، والأحاديث التي
رواها تشهد لَهُ، وهو أولى أن يذكر فِي الصحابة من
مَحْمُود بْن الربيع، فإنه أسن مِنْه. وذكره مسلم فِي
التابعين، فِي الطبقة الثانية منهم، فلم يصنع شيئا،
ولا علم مِنْه ما علم غيره. وَكَانَ مَحْمُود بْن لبيد
من العلماء. روى عَنِ ابن عباس، ومات سنة ست وتسعين
[2] .
أخرجه الثلاثة.
4774- محمود بن مسلمة
(ب د ع) مَحْمُود بْن مسلمة الأنصاري. تقدم نسبه عند
ذكر أخيه مُحَمَّد.
شهد مَحْمُود أحدا، والخندق، وخيبر، وقتل بخيبر.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بْن السمين بِإِسْنَادِهِ
إِلَى يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ
أَوَّلَ مَا فُتِحَ مِنْ حُصُونِ خَيْبَرَ حِصْنُ
نَاعمٍ، وَعِنْدَهُ قتل محمود بن مسلمة، ألقيت عليه
رحى مِنْهُ فَقَتَلَتْهُ [3] .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيِّ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي
قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَخَذَ
اللِّوَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَرَجَعَ وَلَمْ يُفْتَحْ
لَهُ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَخَذَهُ عُمَرُ،
فَرَجَعَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ. وَقُتِلَ مَحْمُودُ
بْنُ مَسْلَمَةَ، وَقِيلَ: إِنَّ مَحْمُودًا لَمَّا
أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ الرَّحَا سَقَطَتْ جِلْدَةُ
جَبِينِهِ عَلَى وَجْهِهِ، فَمَكَثَ ثَلاثَةَ
أَيَّامٍ، وَمَاتَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ شَهِيدًا،
وَذَلِكَ سَنَّةَ سِتٍّ فَقُبِرَ هُوَ وَعَامِرُ بْنُ
الأَكْوَعِ بِالرَّجِيعِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ.
قاله أبو نعيم.
أخرجه الثلاثة.
4775- محمول
(س) محمول [4] . آخره لام. وهو أنصارى.
__________
[1] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 289، 290.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2347: 3/ 1379.
[3] سيرة ابن هشام، ذكر المسير إلى خيبر: 2/ 330، 331.
[4] أورده الحافظ في الإصابة 3/ 493، وقال: «محمول»
بالخاء المعجمة.
(4/342)
أخرجه أَبُو موسى وقال: أورده جَعْفَر. روى
صفوان بْن سُلَيْم، عَنْ محمول الأنصاري قَالَ: قال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «من حلف
بالشرك وأثم، فقد أشرك. ومن حلف بالكفر وأثم، فقد
أشرك» .
4776- محمية بن جزء
(ب د ع) محمية بْن جزء بْن عبد يعوث بْن عويج [1] بْن
عَمْرو بْن زبيد الأصغر الزبيدي.
قَالَ الكلبي: هُوَ حليف بني جمح، وقيل: حليف بني سهم.
قَالَ أَبُو نعيم: هُوَ عم عَبْد اللَّهِ بْن الحارث
بْن جزء الزبيدي. وَكَانَ قديم الإسلام، وهو من مهاجرة
الحبشة، وتأخر عوده منها، وأول مشاهده «المريسيع» .
واستعمله النَّبِيّ عَلَى الأخماس.
روى عبد المطلب بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب
قَالَ: اجتمع ربيعة بْن الحارث، والعباس بْن عبد
المطلب، وأنا مع أَبِي، والفضل مع أبيه، فقال أحدهما
لصاحبه: ما يمنعنا أن أن نبعث هذين إِلَى النَّبِيّ
ليستأمنهما عَلَى هَذِه الأعمال من الصدقات ... وذكر
الحديث، فقال النبي: ادعوا لي محمية بْن جزء، وَكَانَ
عَلَى الصدقات، فأمره أن يصدق [2] عنهما مهور نسائهما
[3] .
أخرجه الثلاثة.
4777- محيصة بن مسعود
(ب د ع) محيصة [4] بْن مسعود بْن كعب بْن عَامِر بْن
عدي بْن مجدعة بن حارثة ابن الحارث بْن الخزرج بْن
عمرو بْن مَالِك بْن الأوس الْأَنْصَارِيّ الأوسي
ثُمَّ الْحَارِثِيّ، يكنى أبا سعد.
__________
[1] كذا في المطبوعة، ومثله في المصورة، وينظر ترجمة
«عبد الله بن الحارث بن جزء» ، وقد تقدمت رقم 2871:
3/ 204.
[2] أي: أد عن كل منهما صداق زوجته، أمره أن يعطى
عنهما مهور نسائهما.
[3] أخرجه مسلم في كتاب الزكاة، باب «ترك استعمال آل
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
الصدقة» : 3/ 118. وابو داود في كتاب الخراج والإمارة،
باب «في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذوى القربى» ،
الحديث 2985: 3/ 147 والإمام أحمد في مسندة: 4/ 166.
[4] كذا ضبط في القاموس، بفتح المشددة، وفي سنن
الترمذي وابن ماجة بكسرها.
(4/343)
يعد فِي أهل المدينة. بعثه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أهل فدك
يدعوهم إِلَى الإسلام، وشهد أحدا والخندق وما بعدهما
من المشاهد كلها، وهو أخو حويصة بْن مسعود، وهو
الأصغر. أسلم قبل أخيه حويصة، فإن إسلامه كَانَ قبل
الهجرة، وَعَلَى يده أسلم أخوه حويصة. وَكَانَ محيصة
أفضل مِنْه، ولما أمر النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلّم بقتل اليهود، وثب محيصة على ابن سنينة [1]
اليهودي، وكان يلابسهم ويبايعهم، فقتله، وَكَانَ حويصة
حينئذ لَمْ يسلم، فلما قتله جعل حويصة يضرب أخاه
محيصة، ويقول: أي عدو اللَّه، قتلته! أما والله لرب
شحم فِي بطنك من ماله! فقال لَهُ محيصة: أما والله لقد
أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك. فقال:
والله إن دينا بلغ بك هَذَا لعجب. فأسلم حويصة [2] .
أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن سكينة بِإِسْنَادِهِ عَنْ
أَبِي دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَعْنَبِيِّ،
عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ابْنِ محيّصة،
عن أبيه: أنه استأذن النبي فِي إِجَارَةِ [3]
الْحَجَّامِ.
فَنَهَاهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ
وَيَسْتَأْذِنُهُ [4] حَتَّى أَمَرَهُ: أَنِ اعْلِفْهُ
[5] نَاضِحَكَ وَرَقِيقَكَ [6] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
باب الميم والخاء
4778- مخارق بن عبد الله البجلي
مخارق بْن عَبْد اللَّهِ البجلي. هُوَ جد المغيرة بْن
زياد بْن المخارق الموصلي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور بْن مكارم بْن أحمد
الموصلي المؤدب بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي زكريا يزيد
بْن إياس قَالَ: أَخْبَرَنَا المغيرة بْن الخضر [7]
بْن زياد بْن المغيرة بْن زياد البجلي، عَنْ أبيه، عن
__________
[1] في المطبوعة: «سبينة» ، والمثبت عن المصورة، وينظر
ترجمة حويصة: 2/ 75، التعليق رقم: 1.
[2] ينظر هذا الخبر في ترجمة أخيه حويصة، وقد خرجناه
هنالك: 2/ 75.
[3] كذا في سنن أبى داود، ومثله في الترمذي. وفي
الموطأ: «أجرة الحجام» : وفي اللسان: «الإجارة: هو ما
أعطيت من أجر في عمل» .
[4] أي: في أن يرخص له في أكلها، فإن أكثر الصحابة
كانت لهم أرقاء كثيرون، وأنهم كانوا يأكلون من خراجهم،
ويعدون ذلك من أطيب المكاسب. فلما سمع محيصة نهيه عن
ذلك وشق ذلك عليه، لاحتياجه إلى أكل أجرة الحجام، كرر
في أن يرخص له في ذلك.
[5] أي: أطعمه. والناضح: الجمل الّذي يسقى به الماء.
[6] أخرجه أبو داود في كتاب البيوع، باب «في كسب
الحجام» ، الحديث 3422: 3/ 266، وينظر تحفة الأحوذي،
أبواب البيوع، باب «ما جاء في كسب الحجام» ، الحديث
1295: 4/ 297- 298، وقال الترمذي: «حديث محيصة حديث
حسن. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم. وقال أحمد: إن
سألني حجام نهيته، وأخذ بهذا الحديث» . وابن ماجة،
كتاب التجارات، باب «كسب الحجام» ، الحديث 2166: 2/
732. ومسند الإمام أحمد: 5/ 435، 436.
[7] كذا في المطبوعة. وفي الاستيعاب والمصورة: «الحضر»
، بالحاء. ولم نجد له ترجمة.
(4/344)
أشياخه: أن المخارق بْن عَبْد اللَّهِ، جد
المغيرة بْن زياد، شهد مع جرير بْن عَبْد اللَّهِ
البجلي فتح ذي الخلصة- قَالَ أَبُو زكريا:
وَحَدَّثَنَا المغيرة بْن الخضر [1] بْن زياد، عَنْ
أشياخه:
أنهم قدموا من الكوفة إِلَى الموصل مع من قدم من
بجيلة.
4779- مخارق بن عبد الله الشيباني
(ب د ع) مخارق بْن عَبْد اللَّهِ الشيباني. قاله أَبُو
أحمد العسكري، وهو والد قابوس.
يعد فِي الكوفيين، لَمْ يرو عَنْهُ غير أبيه.
روى سماك [2] بْن حرب، عَنْ قابوس بْن المخارق، عَنْ
أبيه: أن أم الفضل جاءت بالحسين إِلَى النَّبِيّ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فبال عَلَى ثوبه، فأرادت غسله،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يغسل بول
الجارية، وينضح بول الغلام.
وقد اختلف فِيهِ، فمنهم من رواه هكذا، ومنهم من رواه
عَنْ قابوس، عَنْ أم الفضل، ولا يذكر مخارقا [3] . وقد
اختلف فِيهِ عَلَى سماك اختلافا كثيرا، لا يثبت معه.
وله أحاديث بهذا الإسناد مضطربة أيضا، ومن حديثه، عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أَنَّهُ أتاه
فقال: يا رَسُول اللَّهِ، أرأيت إن أتاني رجل يريد أخذ
مالي ... الحديث [4] أخرجه الثلاثة.
4780- مخارق الهلالي
(س) مخارق الهلالي.
أورده العسكري. روى حرب بْن قبيصة بْن مخارق الهلالي،
عَنْ أبيه، عَنْ جده: أن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه
وسلم مر بِهِ وهو كاشف عَنْ فخذه، فقال: وار فخذك،
فإنها عورة. أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] كذا في المطبوعة. وفي الاستيعاب والمصورة: «الحضر»
، بالحاء. ولم نجد له ترجمة.
[2] في المطبوعة: «سمال بن حرب» ، باللام. وهو خطأ
واضح. ينظر ترجمة سماك في الخلاصة. ومسند الإمام أحمد:
5/ 294، 6/ 339.
[3] مسند الإمام أحمد: 6/ 339. وأخرجه أبو داود في
كتاب الطهارة، باب «بول الصبى يصيب الثوب» ، الحديث
375: 1/ 102، من طريق سماك، عن قابوس، عن لبابة بنت
الحارث.
[4] مسند الإمام أحمد: 5/ 294.
(4/345)
4781- مخاشن الحميري
(ب) مخاشن الحميري، حليف الأنصار.
قتل يَوْم اليمامة شهيدًا.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا [1] .
4782- مخبر بن معاوية
(س) مخبر [2] بْن معاوية.
أورده جَعْفَر. روى هِشَام بْن عمار، عَنْ إِسْمَاعِيل
بْن عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْن جابر الحضرمي، [عَنْ
حكيم بْن معاوية [3]] عَنْ عمه مخبر بْن معاوية قال:
سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يقول: «لا شؤم، وقد يكون اليمن فِي الفرس
والمرأة والدار» .
رواه عَليّ بْن حجر والحسن بْن عرفة، عَنْ إِسْمَاعِيل
... فقالا: عن عمه [4] حكيم بن معاوية النميري. أخرجه
أبو موسى.
4783- مختار بن حارثة
(س) مختار بْن حارثة.
أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ، وقال: ذكر فِي مغازي
ابن إِسْحَاق.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا.
4784- مختار بن أبى عبيد
(ب) مختار بْن أَبِي عُبَيْد [بْن مسعود [5]] بْن عمرو
بْن عمير بْن عوف بْن عقدة بن غيرة ابن عوف بن ثقيف
الثقفي، أبو إسحاق.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2527: 4/ 1465. وفي الإصابة 3/
7831: «جزم ابن فتحون بأنه: مخشى بن قمير ... » وقال
الحافظ: «وعندي أنه يحتمل أن يكون غيره» .
[2] كذا في أسد الغابة، والحديث أخرجه ابن ماجة في
كتاب النكاح، باب «ما يكون فيه اليمن والشؤم» ، الحديث
1993:
1/ 642 عن هشام بن عمار بإسناده عَنْ حكيم بْن معاوية،
عَنْ عمه «مخمر بن معاوية» ، بالميم. وكذا ترجم له أبو
عمر في الاستيعاب الترجمة 2533: 4/ 1467 وروى له هذا
الحديث. ومن العجيب أن ابن الأثير في ترجمة «مخمر بن
معاوية» لم يشر كعادته إلى هذه الترجمة، ولم يقل
كعادته: إن هاتين الترجمتين لواحد.
[3] ما بين القوسين عن سنن ابن ماجة، وهو سقط من
المطبوعة والمصورة. وينظر التهذيب: 2/ 451.
[4] الحديث رواه الترمذي في أبواب الأدب، باب «ما جاء
في الشؤم» عن على بن حجر، عن إسماعيل بن عياش، عن
سليمان ابن سليم، عن يحيى بن جابر، عن معاوية بن حكيم،
عن عمه حكيم بن معاوية. ينظر تحفة الأحوذي، الحديث
2981: 8/ 114.
[5] ما بين القوسين عن ترجمة أبيه في الكنى من هذا
الكتاب. وينظر العبر للذهبى: 1/ 17.
(4/346)
كَانَ أبوه من جلة الصحابة. وولد المختار
عام الهجرة، وليست لَهُ صحبة ولا رواية، وأخباره غير
حسنة، رواها عَنْهُ الشعبي وغيره، إلا أَنَّهُ كَانَ
بينهما ما يوجب أن لا يسمع كلام أحدهما فِي الآخر.
وَكَانَ المختار قد خرج يطلب بثأر الْحُسَيْن بْن
عَليّ رضي اللَّه عَنْهُما، واجتمع عَلَيْهِ كَثِير من
الشيعة بالكوفة، فغلب عليها، وطلب قتلة الحسين فقتلهم،
قتل: شمر بْن ذي الجوشن الضبابي، وخولي بْن زيد
الأصبحي، وهو الَّذِي أخذ رأس الْحُسَيْن ثُمَّ حمله
إِلَى الكوفة، وقتل عمر بْن سعد بْن أَبِي وقاص، وهو
كَانَ أمير الجيش الَّذِين قتلوا الْحُسَيْن، وقتل
ابنه حفصا، وقتل عُبَيْد اللَّه بْن زياد، وَكَانَ ابن
زياد بالشام، فأقبل فِي جيش إِلَى العراق، فسيّر إليه
المختار إِبْرَاهِيم بْن الأشتر فِي جيش، فلقيه فِي
أعمال الموصل، فقتل ابن زياد وغيره، فلذلك أحبه كَثِير
من المسلمين، وأبلى فِي ذَلِكَ بلاء حسنا. وقد أتينا
عَلَى ذكر ذَلِكَ مفصلا فِي «الكامل فِي التاريخ» .
وَكَانَ يرسل المال إِلَى ابن عمر، وابن عباس، وابن
الحنفية وغيرهم، فيقبلونه مِنْه.
وَكَانَ ابن عمر زوج أخت المختار، وهي صفية بنت أَبِي
عبيد، ثُمَّ سار إليه مصعب بْن الزبير من البصرة فِي
جمع كَثِير من أهل الكوفة وأهل البصرة، فقتل المختار
بالكوفة سنة سبع وستين، وَكَانَ إمارته عَلَى الكوفة
سنة ونصف سنة، وَكَانَ عمره سبعا وستين سنة.
أخرجه أَبُو عمر
4785- المختار بْن قيس
المختار بْن قيس.
شهد فِي العهد الَّذِي كتبه رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعلاء بْن الحضرمي حين
بعثه إِلَى البحرين.
4786- مخربة بن عدي
(س) مخربة. قَالَ ابن ماكولا: مخربة بْن عدىّ الجذامي
الضبيبى [1] .
روى جَعْفَر بْن كميل بْن وبرة بْن حارثة بْن أمية بْن
ضبيب قَالَ: سمعت عصمة بْن كهيل، عَنْ آبائه، عَنْ
حارثة بْن عدي قَالَ: كنت فِي الوفد أنا وأخى مخربة بن
عدىّ الذين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم، وَكَانَ جيشه الَّذِي وقع بنا. فشكونا
إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم ما أصابنا،
قَالَ:
اذهبوا، فإن أول ما يلقاكم من مالكم، فانحروا وسموا
اللَّه عَزَّ وَجَلَّ باسم اللَّه، فمن أكل فأطلقوه..
وذكر الحديث.
__________
[1] في المطبوعة: «الضبيبى» ، بالباء. والمثبت عن
المشتبه: 413. قال الذهبي: «وبمعجمة ثم موحدة: ضبينة
بطن من جذام» . هذا وينظر ترجمة رفاعة بن زيد: 2/ 228.
(4/347)
أخرجه أَبُو موسى، وضبطه بالخاء والزاي،
وقال: كذا قاله عبدان، ونقل كلام ابن ماكولا الَّذِي
ذكرناه. ولا شك أن قول عبدان تصحيف، وضبطه ابن ماكولا
فقال: مخرمة، مثل ما قبله [1] ، إلا أَنَّهُ بخاء
معجمة فهو مخرمة [2] بْن عدي. وَالَّذِي قبله: مجربة،
بفتح الميم، وسكون الجيم، وفتح الرَّاء، والباء
المعجمة بواحدة، والله أعلم.
4787- مخرش الخزاعي
مخرش الخزاعي الكعبي. تقدم فِي محرش [3] ، بالحاء
المهملة.
4788- مخرفة العبديّ
(ب د ع) مخرفة العبدي. رَأَى النَّبِيّ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم.
روى سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ
قَالَ: جلبت أنا ومخرفة العبدي بزا من هجر، فبعت من
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم سراويل، وثم وزان
يزن بالأجر، فقال رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم: «زن وأرجح» .
روى أيوب بن جابر، عَنْ سماك، عَنْ مخرفة العبدي. وهو
وهم، والصواب ما رواه الثوري، وَإِسرائيل وغيرهما،
عَنْ سماك، عَنْ سويد قَالَ: «جلبت ... » . أخرجه
الثلاثة.
مخرفة: بالفاء وقد تقدم فِي: سويد بن قيس.
4789- مخرمة بن شريح
(ب د ع) مخرمة. - بالميم- هو ابن شريح الحضرمي، حليف
لبني عبد شمس.
روى ابن وهب، عَنْ يونس، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنِ
السائب بْن يَزِيدَ: أن مخرمة بْن شريح ذكر عَند
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال:
«ذاك رجل لا يتوسد القرآن» [4] . واستشهد يَوْم
اليمامة.
أخرجه الثلاثة.
شريح: بالشين المعجمة.
__________
[1] يعنى في كتاب ابن ماكولا.
[2] في المطبوعة: «مخزمة» ، بالزاي. والصواب عن
المصورة، والإصابة: 3/ 370. والسياق يقتضي أنه بالراء
المهملة.
[3] ينظر الترجمة 4687: 5/ 74.
[4] أخرجه الإمام أحمد عن يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ
ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يونس بإسناده. المسند: 3/
449.
وفي النهاية لابن الأثير: «ذلك رجل لا يتوسد القرآن» :
يحتمل أن يكون مدحا وذما، فالمدح معناه: أنه لا ينام
الليل عن القرآن ولم يتهجد به، فيكون القرآن متوسدا
معه، بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها. والذم معناه:
لا يحفظ من القرآن شيئا ولا يديم قراءته، فإذا نام لم
يتوسد معه القرآن، وأراد بالتوسد النوم.
(4/348)
4790- مخرمة بن القاسم
مخرمة بْن الْقَاسِم بْن مخرمة.
قسم لَهُ النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر أربعين
وسقا، قاله ابن إِسْحَاق، إلا أَنَّهُ لَمْ يسمه،
وَإِنما قَالَ: أعطي ابن الْقَاسِم بْن مخرمة ثلاثين
وسقا [1] . وسماه غير ابن إِسْحَاق، وقال الزبير: أطعم
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مخرمة بْن الْقَاسِم بْن مخرمة بْن المطلب بخيبر
أربعين وسقا، وليس له عقب.
4791- مخرمة بن نوفل
(ب د ع) مخرمة بْن نوفل بْن أهيب بْن عبد مناف بْن
زهرة بْن كلاب بْن مرة القرشي الزُّهْرِيّ. أمه رقيقة
[2] بنت بن أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف. كنيته:
أَبُو صفوان، وقيل: أَبُو المسور. وقيل: أَبُو الأسود.
والأول أكثر. وهو والد المسور بْن مخرمة، وهو ابن عم
سعد بْن أَبِي وقاص بْن أهيب.
وَكَانَ من مسلمة الفتح، ومن المؤلفة قلوبهم. وحسن
إسلامه، وَكَانَ لَهُ سن [3] ، وعلم بأيام الناس،
وبقريش خاصة، وَكَانَ يؤخذ عَنْهُ النسب.
وشهد حنينا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم، وأعطاه رَسُول الله خمسين بعيرا. وهو أحد من
أقام أنصاب [4] الحرم فِي خلافة عمر بْن الخطاب، أرسله
عمر وأرسل معه أزهر بْن عبد عوف، وسعيد بْن يربوع،
وحويطب بْن عبد العزى فحددوها.
وتوفي بالمدينة سنة أربع وخمسين، وعمره مائة سنة وخمس
عشرة سنة، وعمي فِي آخر عمره. وَكَانَ فِي لسانه
فظاظة، وَكَانَ النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
يتقي لسانه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ
أَنْبَأَنَا جَعْفَرٌ السَّرَّاجُ الْقَارِئُ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ ابن الْحُسَيْنِ
الْجَازِرِيُّ، أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ
زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيُّ [5] ، أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ
الأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ
زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، أخبرنا حاتم بن
وردان، عن أيوب،
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 351، على أن فيها: «لأبى القاسم
بن مخرمة» .
[2] كذا في أسد الغابة، والاستيعاب: 3/ 1380. وفي كتاب
نسب قريش 262: رقية. وستأتي لها ترجمة في الكنى: رقيقة
[3] كذا في أسد الغابة والاستيعاب. وفي كتاب نسب قريش:
«وكان له سر» .
[4] أي: علاماته التي يحدد بها
[5] في المطبوعة: «الحريري» بالحاء، والصواب عن
المصورة، والمشتبه للذهبى: 150، والعبر للذهبى: 3/ 48.
(4/349)
عن عبد الله بن أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ
الْمِسْوَرِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبِيَةٌ [1] ، فَقَالَ
أَبِي مَخْرَمَةُ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَلَّهُ
يُعْطِينَا مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ: فَجَاءَ أَبِي
إِلَى الْبَابِ، قَالَ: فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلامَ أَبِي، فَخَرَجَ
إِلَيْنَا وَفِي يَدِهِ قِبَاءٌ يُرِي أَبِي
مَحَاسِنَهُ، وَيَقُولُ:
«خَبَّأْتُ هَذَا لَكَ» . وروى النضر بْن شميل قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِر الخزاز، عَنْ أَبِي يزيد
المدني، عَنْ عائشة قالت: جاء مخرمة بْن نوفل، فلما
سمع النبي صوته قَالَ: بئس «أخو العشيرة» فلما جاء
أدناه، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، قلت لَهُ ما قلت،
ثُمَّ ألنت لَهُ القول! فقال: «يا عائشة إن من شر
الناس من تركه الناس اتقاء فحشه» [2] . أخرجه الثلاثة.
4792- مخشى بن حمير
(ب س) مخشي بْن حمير الأِشجعي. حليف لبني سلمة من
الأنصار.
وَكَانَ من المنافقين، ومن أصحاب مسجد الضرار، وسار مع
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
تبوك، وأرجفوا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم
وأصحابه، ثُمَّ تاب وحسنت توبته، وسأل النَّبِيّ أن
يغير اسمه، فسماه عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن [3] ،
وسأل اللَّه تعالى أن يقتل شهيدا لا يعلم مكانه، فقتل
يَوْم اليمامة شهيدا، ولم يوجد لَهُ أثر.
أخرجه أَبُو عمر، وأبو موسى.
حميّر: يضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وتشديد الياء
تحتها نقطتان. قاله ابن ماكولا.
4793- مخشى بن وبرة
(ب) مخشي بْن وبرة [ويقال: وبرة [4]] بْن مخشي. ويقال:
وبرة بْن يحنس [5] .
وهو الأولى والصواب.
__________
[1] الأقبية: جمع قباء- بكسر القاف- وهو: نوع من
الثياب.
[2] أخرجه الإمام أحمد من وجه آخر عن عائشة، به نحوه،
ولم يسم في هذه الرواية من قدم على رسول الله. المسند:
6/ 158، 159.
[3] في الاستيعاب 3/ 1381: «وسمى عبد الرحمن» ، وفي
الاصابة 3/ 372 أنه قال: «يا رسول الله، غير اسمى واسم
أبى. فسماه: عبد الله بن عبد الرحمن» .
[4] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 3/ 1381. ولعله سقط
نظر وقع في أسد الغابة.
[5] في المطبوعة: «تحبس» ، بالتاء والباء، وفي المصورة
دون نقط. والمثبت عن الاستيعاب، ومستدرك تاج العروس،
مادة: حنس.
(4/350)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه
إِلَى الأبناء باليمن.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
4794- مخلّد الغفاريّ
(ب ع س) مخلد الغفاري.
أورده ابن أَبِي عَاصِم فِي الصحابة. قَالَ البخاري:
لَهُ صحبة. وقال أَبُو حاتم: لا صحبة لَهُ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ كِتَابَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْن حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ
عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْن دِينَارٍ، عَنْ
الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَخْلَدٍ
الْغِفَارِيِّ: أَنَّ ثَلاثَةَ أَعْبُدٍ لِبَنِي
غِفَارٍ شَهِدُوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بَدْرًا، فَكَانَ عُمَرُ يُعْطِيهِمْ كُلَّ سَنَةٍ،
لِكُلِّ رَجُلٍ ثَلاثَةَ آلافٍ. قَالَ عَمْرُو بْنُ
دِينَارٍ: وَقَدْ رَأَيْتُ مَخْلَدًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو عمر، وأبو موسى.
4795- مخمر بن معاوية
(ب د ع) مخمر بْن معاوية. وقيل: حكيم بْن معاوية.
روى العلاء بْن الحارث، عَنْ حزام بْن حكيم، عَنْ عمه
مخمر: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عَنِ الماء
بعد الماء. فقال رَسُول اللَّهِ: أما الماء بعد الماء
فهو مذي، وكل فحل يمذي، فإذا وجد أحدكم ذَلِكَ فليغسل
ذكره، وليتوضأ وضوءه للصلاة. كذا قَالَ: «مخمر» ،
وصوابه «حكيم بْن معاوية» .
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قَالَ: «مخمر بْن
معاوية البهزي. سمع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم يقول:
«لا شؤم» [1] . وذكره أَبُو أحمد العسكري فقال: قد روى
عَنْ مخمر بْن [حيدة حكيم بْن] [2] معاوية [بْن] حيدة
القشيري. وروى بإسناده عَنْ سُلَيْمَان بْن سُلَيْم
الكناني، عَنْ حكيم بْن معاوية، عَنْ عمه مخمر بْن
حيدة قَالَ: سمعت النَّبِيّ صلى اللَّه عليه وسلم
يقول: «لا شؤم، وقد يكون اليمن فِي ثلاث:
فِي المرأة، والفرس، والدار» . وقول أَبِي عمر: «إنه
بهزي» ، لا أعلم وجهه. والله أعلم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2533: 4/ 1467.
[2] في المطبوعة والمصورة: «فقد روى عن مخمر بن معاوية
حيدة القشيري» وقد زدنا ما بين الأقواس ليستقيم السند.
(4/351)
4796- مخنف البكري
(د ع) مخنف البكري [1] . يعد فِي البصريين.
روت عَنْهُ ابنته سنينة [2] أن رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «يا مخنف، صِلْ رحمك يطل
عمرك، وافعل الخير يكثر خير بيتك، واذكر اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ عند كل حجر ومدر يشهد لك يَوْم القيامة» .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
4797- مخنف بن سليم
(ب د ع) مخنف بْن سُلَيْم بْن الحارث بْن عوف بْن
ثعلبة بْن عَامِر بن ذهل بن مازن ابن ذبيان بْن ثعلبة
بْن الدؤل بْن سعد مناة بْن غامد الأَزْدِيّ الغامدي.
لَهُ صحبة. روى عَنْهُ أَبُو رملة، واسمه عَامِر. يعد
فِي الكوفيين، وَكَانَ نقيب الأزد بالكوفة.
وقيل: إنه بصري.
واستعمله عَليّ بْن أَبِي طالب كرم اللَّه وجهه عَلَى
مدينة أصفهان، وشهد معه صفين، وَكَانَ معه راية الأزد،
ومن ولد مخنف بْن سُلَيْم: أَبُو مخنف لوط بْن يَحْيَى
بْن سَعِيد بْن مخنف بْن سُلَيْم صاحب الأخبار والسير.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي رَمْلَةَ،
عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ:
كُنَّا وُقُوفًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ، فسمعته يقول: «يا
أيها النَّاسُ، إِنَّ عَلَى كُلِّ بَيْتٍ فِي كُلِّ
عَامٍ أُضْحِيَةً وَعَتِيرَةً [3] ، هَلْ تَدْرُونَ
مَا الْعَتِيرَةُ؟ هي التي يسمونها الرّجبيّة [4] .
أخرجه الثلاثة.
4798- مخول بن يزيد
(د ع ب) مخول بْن يَزِيدَ بْن أَبِي يزيد السلمي
البهزي. روى عَنْهُ ابنه الْقَاسِم، أحاديثه تدور
عَلَى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بن مسمول [5] المكيّ.
__________
[1] كذا في المصورة والمطبوعة: «البكري» بالباء. وينظر
فيما يأتى ترجمة ابنته سنينة.
[2] في المطبوعة: «سبينة» بالباء بعد السين. والصواب
عن المصورة، وقال ابن الأثير في ترجمتها: «سنينة: بضم
السين، وفتح النون، وسكون الياء تحتها نقطتان، ثم نون»
.
[3] العتيرة: شاة تذبح في رجب.
[4] أخرجه الترمذي في أبواب الأضاحي، ينظر تحفة
الأحوذي، الحديث 1555: 5/ 110، وقال الترمذي: «هذا
حديث حسن غريب، لا نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه،
من حديث ابن عون» .
[5] في المطبوعة: «سليمان بن شمول» . والصواب عن
المصورة، والاستيعاب، وميزان الاعتدال للذهبى: 3/ 569.
(4/352)
أخبرنا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ
أَبِي الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بن محمد بن خميس، أخبرنا
أبي، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طُوقٍ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمَرْجِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو
يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْبَرَكَاتِ الْقَاسِمِ بْنِ
مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيِّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ
يَقُولُ: نَصَبْتُ حَبَائِلَ لِي بِالأَبْوَاءِ،
فَوَقَعَ فِي حَبْلٍ مِنْهَا ظَبْيٌ، فَأَفْلَتَ
مِنِّي، فَانْطَلَقْتُ فِي أَثَرِهِ، فَوَجَدْتُ
رَجُلا قَدْ أَخَذَهُ، فَتَنَازَعْنَا فِيهِ إِلَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَوَجَدْنَاهُ نَازِلا بِالأَبْوَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ،
فَاخْتَصَمْنَا إِلَيْهِ، فَقَضَى بَيْنَنَا
نِصْفَيْنِ، وَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقِمِ الصَّلاةَ،
وَأَدِّ الزَّكَاةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ
وَاعْتَمِرْ، وَزُلْ [1] مَعَ الْحَقِّ حَيْثُ زَالَ
... » الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
4799- مخيس بن حكيم
مخيس بْن حكيم العذري.
روى عَنْهُ أَبُو هلال مبين بْن قطبة بْن أَبِي عمرة
أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم.... وذكر قصة دومة الجندل، وَفِي آخرها:
فدعا رسول الله بالبركة فِي نجعتي.
ذكره أَبُو عَليّ الغساني [2] .
4800- مخيس أبو غنيم
(ع س) مخيس أَبُو غنم قَالَ أَبُو موسى: وجدته فِي
النسخة بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة. ولعل
الصواب ما ذكرته إن لَمْ يكن «قيسا أبا غنيم [3] » ،
فإن هَذَا الَّذِي نذكره يعرف بغنيم بْن قيس، عَنْ
أبيه. أورده جَعْفَر فِي باب الميم.
روى إِبْرَاهِيم بْن عرعرة الشامي، حَدَّثَنَا سهل بْن
يوسف الأنماطي السّلمى، عن صالح ابن أَبِي الأخضر،
عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ مخيس بْن غنم، قَالَ: سمعت
المساحي بالليل، ورسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم يدفن.
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو موسى.
__________
[1] أي: اذهب مع الحق حيث ذهب.
[2] قال الحافظ في الإصابة 3/ 374: «ذكره» أبو على
الجيانى وابن فتحون في ذيل الاستيعاب، عن كتاب مسانيد
المقلين لأبى الطاهر الذهلي» ثم قال: «وفي سنده من لا
يعرف» . هذا ولمخيس ترجمة في الاستيعاب: 4/ 1468.
ويبدو أنها مما استدرك على أبى عمر وألحق بكتابه.
[3] تقدمت ترجمته برقم 4381: 4/ 439.
(4/353)
باب الميم والدال
4801- مدرك بن الحارث
(س ب د ع) مدرك بْن الحارث الأَزْدِيّ الغامدي.
لَهُ صحبة، عداده فِي الشاميين.
روى عَنْهُ الْوَلِيد بْن عبد الرحمن الجرشي.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: أَخْبَرَنَا
هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، عن الوليد ابن مُسْلِمٍ، عَنْ
عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْجُرَشِيِّ، عَنْ مُدْرَكِ بْنِ الْحَارِثِ
الْغَامِدِيِّ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِي، حَتَّى
إِذَا كُنَّا بِمِنًى إِذَا جَمَاعَةٌ عَلَى رَجُلٍ،
فَقُلْتُ:
يَا أَبَةِ، مَا هَذِه الْجَمَاعَةُ؟ فَقَالَ: هَذَا
الصَّابِئُ الَّذِي تَرَكَ دِينَ قَوْمِهِ. ثُمَّ
ذَهَبَ أَبِي حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ عَلَى
نَاقَتِهِ، وَذَهَبْتُ حَتَّى وَقَفْتُ عَلَيْهِمْ
عَلَى نَاقَتِي، فَإِذَا بِهِ يُحَدِّثُهُمْ وَهُمْ
يَزَرُونَ [1] عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ مَوْقِفُ أَبِي
حَتَّى تَفَرَّقُوا عَنْ مَلالٍ وَارْتِفَاعٍ مِنَ
النَّهاِر. وَأَقْبَلَتْ جَارِيَةٌ وَفِي يَدِهَا
قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، وَنَحْرُهَا مَكْشُوفٌ،
فَقَالُوا: هَذِهِ زَيْنَبُ ابْنَتُهُ فَنَاوَلَتْهُ
وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا: «خَمِّرِي عَلَيْكِ
نَحْرَكِ، وَلَنْ تَخَافِي عَلَى أَبِيكِ غَلَبَةً
وَلا ذُلًّا» .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَاسْتَدْرَكَهُ أَبُو مُوسَى، وقد أخرجه ابن منده إلا
أَنَّهُ اختصره، فلا استدراك عليه.
4802- مدرك بن زياد
مدرك بْن زياد الفزاري.
لَهُ صحبة، وهو الذي قبره بقرية «زاوية» بينها وبين
«حجيرا» من غوطة دمشق [2] .
روى أَبُو عمير عدي بْن أحمد بْن عبد الباقي الأدمي،
عَنْ أَبِي عطية عبد الرحيم بْن محرز بْن عَبْد
اللَّهِ بْن محرز بْن سَعِيد بْن حبان بْن مدرك بْن
زياد الفزاري: «ومدرك بْن زياد صاحب رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قدم مع أَبِي عبيدة
فتوفي بدمشق بقرية يقال لَهَا «زاوية» ، وَكَانَ أول
مسلم دفن بِهَا.
أخرجه الحافظ أَبُو الْقَاسِم الدمشقي، وقال: لَمْ أجد
ذكر «مدرك» من غير هذا الوجه.
__________
[1] في المطبوعة: «يذرون» . بالذال. والصواب عن
المصورة، يقال: زريت عليه زراية: إذا عبته.
[2] كذا في المطبوعة والمصورة. ولم يحدد ابن الأثير ما
بينها وبين «حجيرا» . وكان في المطبوعة في هذا الموضع
والّذي يليه: «راوية» ، وبالراء. والمثبت عن المصورة.
(4/354)
4803- مدرك أبو الطفيل
(ب د ع) مدرك، أَبُو الطفيل الغفاري. حديثه عند
أولاده.
أخبرنا يحيى بن أَبِي الْفَرَجِ فِيمَا أُذِنَ لِي
بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ
عَمْرِو: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ابن حُمَيْدٍ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ: أَنَّ كَثِيرَ
بْنَ زَيْدٍ حَدَّثَهُمْ، عَنْ خَالِدِ بْنِ
الطُّفَيْلِ بْنِ مُدْرَكٍ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ
إِلَى ابْنَتِهِ يَأْتِي بِهَا مِنْ مَكَّةَ.
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ
وَرَفَعَ. قَالَ: «اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ
مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ
عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أَبْلُغُ
ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أثنيت على نفسك» .
أخرجه الثلاثة.
4804- مدرك بن عمارة
(ب) مدرك بْن عمارة.
أتى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم ليبايعه، فقبض
يده عَنْهُ، لخلوق [1] رآه عليه، فلما عسله بايعه.
وَفِي حديثه هَذَا اضطراب، وَفِي صحبته نظر، فإن كَانَ
هَذَا «مدرك بْن عمارة بْن عقبة بْن أَبِي معيط» ، فلا
تصح لَهُ صحبة ولا لقاء ولا رؤية، وحديثه هَذَا لا أصل
لَهُ، وَإِنما روي ذَلِك فِي أبيه عمارة بْن عقبة، ولا
يصح ذَلِكَ أيضا. وقد أوضحت ذَلِكَ فِي الْوَلِيد بْن
عقبة [2] . قاله أَبُو عمر، وهو أخرجه.
4805- مدرك بن عوف
(ب س) مدرك بْن عوف البجلي الأحمسي.
لَهُ صحبة، ذكره جَعْفَر هَكذا، قاله أَبُو موسى.
وقال أَبُو عمر: يختلف فِي صحبته واتصال حديثه، روى
عَنْهُ قيس بْن أَبِي حازم، وقيس يروي عَنْ كبار
الصحابة، ويروي مدرك هذا عن عمر بن الخطاب.
4806- مدعم
(ب) مدعم العبد الأسود.
أهداه رفاعة بْن زيد الجذامي لرسول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعتقه رَسُول اللَّهِ.
وقيل: لَمْ يعتقه. وهو الَّذِي غل الشملة فِي غزوة
خيبر وقتل، فقال رسول الله: «إن الشملة لتشتعل عليه
نارا» .
__________
[1] الخلوق- بفتح فضم-: طيب مركب، يتخذ من الزعفران
وغيره، وتغلب عليه الحمرة والصفرة، وقد نهى عنه.
[2] الاستيعاب، الترجمة 2353: 3/ 1381.
(4/355)
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد
بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال:
حدثني ثور ابن زَيْدٍ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
انْصَرَفْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من
خَيْبَرَ إِلَى وَادِي الْقُرَى، وَمَعَهُ غُلامٌ
لَهُ، أَهْدَاهُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ
الْجُذَامِيُّ. فَبَيْنَا هو يضع رحل رسول الله مع
مغيرب الشَّمِس، أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، مَا يَدْرِي
بِهِ، فَقَتَلَهُ. وَهُوَ: السَّهْمُ [1] الَّذِي لا
يُدْرَى مَنْ رَمَاهُ، فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَهُ
الْجَنَّةُ. فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلا، وَالَّذِي نَفْسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الآنَ
لَتَحْتَرِقُ عَلَيْهِ فِي النَّارِ، غَلَّهَا مِنْ
فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ يوم خيبر» [2] . أخرجه أبو عمر.
4807- مدلج الأنصاري
(د ع) مدلج الأنصاري.
روى أَبُو صالح، عَنِ ابن عباس قَالَ: لِمَا أنزل
اللَّه تعالى ذكر العورات الثلاث [3] ، وَذَلِكَ أَنَّ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعث
غلاما لَهُ يقال لَهُ: مدلج، من الأنصار إِلَى عمر بْن
الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ ليدعوه، فانطلق إليه فوجده
نائما، فدفع الباب وسلم. فاستيقظ عمر، وانكشف مِنْه
شيء، ورآه الغلام وعرف عمر أَنَّهُ رآه، فقال عمر:
وددت أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ نهى أبناءنا ونساءنا
وخدمنا أن يدخلوا هَذَه الساعات، فنزلت هَذِه الآية،
فلما نزلت حمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ، ودعا النَّبِيّ
صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم للغلام.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4808- مدلج بن عمرو
(ب د ع) مدلج بْن عَمْرو السلمي، أحد حلفاء بني عبد
شمس، ويقال: مدلاج بْن عَمْرو.
شهد بدرا هُوَ وأخواه: ثقف ومالك ابنا عمرو، وشهد
مدلاج سائر المشاهد مع رَسُول اللَّهِ، وتوفي سنة
خمسين.
وقال ابن الكلبي: مالك وثقف وصفوان بنو عَمْرو، من بني
حجر بْن عياذ [4] بْن يشكر بْن عدوان، شهدوا بدرا، وهم
من عدوان، حلفاء بني غنم بْن دودان بن أسد» ولهذه
العلة جعلوه
__________
[1] أي: السهم الغرب.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 338، 339.
[3] وذلك في سورة النور، آية: 58.
[4] في المطبوعة: «حجر بن عباد» . بالباء والدال.
والمثبت عن المصورة. وينظر ترجمة أخيه مالك: 5/ 37.
(4/356)
وَإِخوته حلفاء بني عبد شمس، فان بني غنم
بْن دودان كانوا حلفاء بني عبد شمس، وهؤلاء معهم فِي
الحلف، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر وابن منده جعلاهم
سلميين، أو أسلميين، أو أسديين.
4809- مدلوك
(ب د ع) مدلوك أَبُو سفيان الفزاري، مولاهم.
أسلم مع مواليه حين قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ومسح النبي رأسه.
روى مطر بْن العلاء الفزاري، عَنْ عمته آمنة بنت أَبِي
الشعثاء، عَنْ أَبِي سفيان مدلوك أَنَّهُ قَالَ: قدمت
عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم مع
موالي، فمسح عَلَى رأسي، ودعا لي بالبركة، فكان مقدم
رأس أَبِي سفيان أسود، موضع يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وسائر رأسه أبيض.
أخرجه الثلاثة.
باب الميم والذال والراء
4810- مذعور بن عدي
مذعور بْن عدي العجلي.
من أهل العراق، يقال: لَهُ صحبة. شهد مع خَالِد بْن
الْوَلِيد حصار دمشق ووقعة اليرموك، وله آثار في حرب
الفرس.
ذكره أبو القاسم الدمشقيّ.
4811- مذكور العذري
مذكور العذري لَهُ صحبة، شهد مع النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة دومة الجندل، وَكَانَ
دليله إليها. لَهُ ذكر.
أخرجه أَبُو الْقَاسِم أيضا فِي تاريخه. والنبي لَمْ
يسر إِلَى دومة الجندل، إنما أرسل إليها جيشا مع
خَالِد بْن الْوَلِيد رضي اللَّه عَنْهُ، فربما كان
دليل ذلك الجيش.
4812- مذكور القبطي
(س) مذكور القبطي. أورده جَعْفَر، وروى بِإِسْنَادِهِ
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ
عطاء، عَنْ جابر قَالَ: أعتق رجل من الأنصار غلاما
لَهُ عَنْ دبر [1] ، يسمى مذكورا، قبطيا، وكان
__________
[1] دبر- بضمتين- أي: بعد موته. يقال: دبرت العبد-
بتشديد الباء-: إذا علقت عتقه بموتك، وهو التدبير:
أي إنه يعتق بعد ما يدبره سيده ويموت.
(4/357)
محتاجا، وَكَانَ عَلَيْهِ دين، فباعه
رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بثمانمائة
درهم، وأعطاه، فقال: «اقض دينك، وأنفق عَلَى عيالك» .
رواه أَبُو الزبير عَنْ جابر، وقال: اسم الغلام
يَعْقُوب. وَالَّذِي أعتقه يكنى أبا مذكور، وكأنه
الأصح. أخرجه أبو موسى.
4813- مرار بن مالك
(س) مرار [1] بْن مالك، أخو عبد الرحمن الداريان، من
رهط تميم الداري.
أوصى لَهُم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم من خيبر.
ذكره جَعْفَر المستغفري بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ
إِسْحَاق.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
4814- مرارة بن الربيع
(ب د ع) مرارة- بزيادة هاء- هُوَ: مرارة بْن الربيع،
وقيل: ابن ربيعة الأنصاري العمري، من بني عَمْرو بْن
عوف، قاله أَبُو عُمَر.
وقَالَ هِشَام بْن الكلبي: هُوَ مرارة بْن ربعي بْن
عدي بْن زيد بْن عمرو بْن زيد بْن جشم بْن حارثة بْن
الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس.
شهد بدرا، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عَنْ رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي غزوة تبوك، فنزل
القرآن فِي شأنهم: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ
خُلِّفُوا 9: 118 [2] ... الآية.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدَةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي
الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيِّ قَالَ:
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحِيرِيُّ،
أَنْبَأَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ،
عَنْ جَابِرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَعَلَى
الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا 9: 118 قَالَ: هُمْ
كَعْبُ بْن مَالِكٍ، وَمِرَارَةُ بْن الرَّبِيعِ،
وَهِلالُ بْن أُمَيَّةَ، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ
[3] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] على هامش المصورة: «مران» ، بالنون. وتنظر ترجمة
«مروان بن مالك» فيما يأتى.
[2] سورة التوبة، آية: 118.
[3] أخرجه الطبري عن ابن وكيع، عن أبى معاوية،
بإسناده. ينظر تفسيره، الأثر 17433: 14/ 544.
(4/358)
4815- مرارة بن سلمى
(د ع) مرارة بْن سلمى اليمامي الحنفي.
تقدم نسبه عند ذكر ابنه [1] . «مجاعة» .
روى عَنْهُ ابنه مجاعة. ولابنه مجاعة وفادة عَلَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى يحيى بْن راشد صاحب السابري، عَنِ الحارث بْن مرة،
عَنْ سراج بْن مجاعة بْن مرارة، عَنْ أبيه، عَنْ جده
قال: أتيت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
فأقطعني الغورة وغرابة والحبل [2] وكتب لي كتابا.
ثُمَّ أتيت أبا بكر بعد وفاة رسول الله فأقطعني
الخضرمة [3] ثُمَّ أتيت بعده عمر فأقطعني نجران، ثُمَّ
أتيت عثمان بْن عفان بعد عمر فأقطعني. قَالَ: فوفدت
عَلَى عمر بْن عبد العزير، فأخرجت هَذَا الكتاب فقبله،
ووضعه عَلَى عينيه، وقال: هَلْ بقي من كهول ولد مجاعة
أحد؟
قلت: نعم، وشكير كَثِير. فضحك وقال: كلمة عربية! فقال
لَهُ أصحابه: يا أمير الْمُؤْمِنِين، ما الشكير؟
قَالَ: أما رأيت الزرع إذا فرخ وحسن، فذا كم الشكير.
ورواه زياد بْن أيوب، عَنْ أَبِي مرة الحارث بْن مرة،
عَنْ غير واحد من أهل بيته: أن مجاعة وفد عَلَى رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأقطعه.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4816- مرارة بن مربع
(ب) مرارة بْن مربع بْن قيظي، وهو أخو زيد بْن مربع،
وأخو عَبْد اللَّهِ وعبد الرحمن ابني مربع بْن قيظي،
لَهُم صحبة. وكان أبو هم مربع بْن قيظي أحد المنافقين،
وهو الأعمى الَّذِي قَالَ لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا اجتاز بحائطه إِلَى أحد: لو
كنت نبيا لِمَا دخلت حائطي بغير إذني.
أخرجه أبو عمر.
4817- مرثد بن جابر
(س) مرثد بْن جابر الكندي.
قَالَ جَعْفَر: قَالَ ابن منيع: ذكره شيخ كَانَ ببغداد
فِي الجانب الشرقي يقال لَهُ: «عَليّ بْن قرين» كَانَ
ضعيف الحديث جدا، وهو عندي حديث لا أصل لَهُ.
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 4664: 5/ 61.
[2] في المطبوعة: «وعوانة والجبل» . ينظر: 5/ 61،
التعليق رقم: 4.
[3] الخضرمة- بكسر أوله، وسكون ثانيه، وكسر رائه: بلد
بأرض اليمامة.
(4/359)
4818- مرثد بن ربيعة العبديّ
(ع س) مرثد بْن ربيعة العبدي.
أورده يَحْيَى بْن يونس، والبغوي، وغيرهما. قَالَ
البغوي: بلغني أن سُلَيْمَان بْن داود الشاذكوني، روى
عَنْ أَبِي قُتَيْبَة، عَنِ المعلى بْن يَزِيدَ [1] ،
عَنْ بكر بْن مرثد بْن ربيعة قَالَ: سمعت مرثد بْن
ربيعة يقول: سألت رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم عَنِ الخيل، فيها شيء؟ قَالَ: لا، إلا ما كَانَ
منها للتجارة. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
4819- مرتد بن الصلت
(ب ع س) مرثد بْن الصلت الجعفي.
أورده البغوي وغيره فِي الصحابة.
روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ قَالَ: وفدت
عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،
فسألته عن مس الذكر.
فقال: إنما هُوَ بضعة منك. وسكن البصرة، ومخرج حديثه
عن أهلها.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى.
4820- مرتد بن ظبيان
(د ع) مرثد بْن ظبيان السدوسي. نسبه العسكري.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
وشهد معه حنينا، وكتب معه كتابا إِلَى بعض بني بكر بْن
وائل.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن
أحمد: حدثني أبي، أَنْبَأَنَا يُونُسُ وَحُسَيْنٌ
قَالا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ [2] ، عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ الْعجلِيِّ [3] قَالَ:
حَدَّث مَرْثَدُ بْنُ ظَبْيَانَ قَالَ: جَاءَنَا
كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَمَا وَجَدْنَا مَنْ يَقْرَأُ، حَتَّى
قَرَأَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ: «مِنْ
مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ،
أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا [4] » . وَإِنَّهُمْ
لَيُسَمُّونَ بنى الكاتب.
__________
[1] في المصورة: «عن قتيبة، عن العجليّ بن يزيد» وفي
الإصابة مثل ما في المطبوعة. ولعل أبا قتيبة هو سلم بن
قتيبة، ينظر التهذيب: 4/ 133.
[2] في المطبوعة والمصورة: «حدثنا سفيان عن قتادة» .
والمثبت عن المسند. وشيبان هو ابن عبد الرحمن التميمي
النحويّ يروى عن قتادة بن دعامة، وعنه حسين بن محمد.
ينظر التهذيب: 4/ 373، 8/ 351.
[3] في المسند: «عن قتادة قال: حدث مرثد» ، بإسقاط
«مضارب بن حزن» . ولا بد من إثباته. ينظر ترجمة مضارب
في التهذيب: 10/ 166.
[4] مسند الإمام أحمد: 5/ 68.
(4/360)
وَرَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ قُرَّةَ
بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ: أَنَّ
مَرْثَدَ بْنَ ظَبْيَانَ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ.
4821- مرثد بن عامر
(س) مرثد بْن عَامِر التغلبي [1] .
قَالَ جَعْفَر: قَالَ ابن منيع: رواه شيخ ببغداد يقال
لَهُ «عَليّ بْن [2] قرين» ، كَانَ ضعيف الحديث جدا،
وهو عندي حديث لا أصل لَهُ.
أخرجه أبو موسى.
4822- مرثد بن عدي
(س) مرثد بْن عدي الكندي. وقيل: الطائي ذكره ابن منيع،
وقال فِيهِ مثل قَوْله فِي «مرثد بْن عَامِر» وحديثه:
أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «خير أهل المشرق عبد القيس» . أخرجه أَبُو
موسى.
4823- مرثد بن عياض
مرثد بْن عياض، أو: عياض بْن مرثد [3]
4824- مرثد بن ابى مرثد
(ب د ع) مرثد بْن أَبِي مرثد، واسم أَبِي مرثد: كناز
[4] الغنوي. وقد تقدم نسبه فِي الكاف، وهو من غني بْن
أعصر بْن سعد بْن قيس بْن عيلان.
شهد هُوَ وأبوه أَبُو مرثد بدرا أَخْبَرَنَا أَبُو
جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن ابن
إسحاق، في تسمية من شَهِدَ بَدْرًا:
أَبُو مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَابْنُهُ
مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ، حُلَفاَءُ حَمْزَةَ بن
عبد المطلب [5] .
__________
[1] كذا في المطبوعة والإصابة: 3/ 378، وفي المصورة:
«الثعلبي» .
[2] لعلى بن قرين ترجمة في الجرج لابن أبى حاتم: 3/ 1/
201.
[3] تقدمت ترجمة «عياض بن مرثد» برقم 4157: 4/ 330.
[4] تقدمت ترجمة «كناز» برقم 4498: 4/ 500.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 678.
(4/361)
واستشهد مرثد فِي غزوة الرجيع مع عَاصِم
بْن ثابت، سنة ثلاث. ولما هاجر آخى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه وبين أوس بْن
الصامت، وَكَانَ يحمل الأسارى من مكة إِلَى المدينة،
لشدته وقوته.
وَكَانَ بمكة بغي يقال لَهَا «عناق» ، وكانت صديقة
لَهُ فِي الجاهلية، وَكَانَ قد وعد رجلا أن يحمله من
أهل مكة، قَالَ: فجئت حَتَّى انتهيت إِلَى حائط من
حيطان مكة فِي ليلة قمراء، قَالَ: فجاءت عناق فأبصرت
سوادي، فلما رأتني عرفتني، فقالت: مرثد؟ قلت: مرثد.
قالت: مرحبا وأهلا، تعال فبت عندنا الليلة. قَالَ:
فقلت: يا عناق، إن اللَّه حرم الزنا! قالت: يا أهل
مكة، إن هَذَا يحمل الأسرى من مكة! قَالَ: فتبعني
ثمانية رجال، وسلكت الخندمة [1] ، فانتهيت إِلَى كهف
فدخلته، وجاءوا حَتَّى قاموا عَلَى رأسي، وعماهم
اللَّه عني، ثُمَّ رجعوا، ورجعت إِلَى صاحبي فحملته،
وَكَانَ رجلا ثقيلا حَتَّى انتهيت إِلَى الإذخر [2] ،
ففككت عَلَيْهِ كبله [3] ، ثُمَّ قدمت المدينة فأتيت
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، أنكح عناق؟ فأمسك رَسُول
اللَّهِ حَتَّى نزلت هَذِه الآية: الزَّانِي لا
يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً 24: 3 [4]
... الآية.
قَالَ ابن إِسْحَاق: كَانَ مرثد بْن أَبِي مرثد أمير
السرية التي أرسلها رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم إِلَى الرجيع، وَذَلِكَ فِي صفر سنة
ثلاث من الهجرة [5] .
وقال غيره: كَانَ الأمير عليها عَاصِم بْن ثابت.
وتقدمت القصة فِي خبيب بْن عدي [6] وَعَاصِم [7] وروى
مرثد عَنِ النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أَنَّهُ
قَالَ: «إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم، فإنهم
وفدكم» [8] . قَالَ الْقَاسِم أَبُو عبد الرحمن
الشامي: حَدَّثَنِي مرثد.
قَالَ أَبُو عمر: هكذا الحديث، وهو عندي وهم وغلط، لأن
من قتل فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم لَمْ يدركه الْقَاسِم، ولا يجوز أن يقول
فِيهِ: «حَدَّثَنِي» ، لأنه منقطع، أرسله الْقَاسِم،
والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الخندمة- بفتح الخاء-: جبل بمكة.
[2] كذا في المطبوعة والمصورة. وفي اللسان، مادة ذخر:
«ثنية الأذاخر: هي موضع بين مكة والمدينة، وكأنها
مسماة بجمع الإذخر» .
[3] الكبل: القيد.
[4] سورة النور، آية: 3. وينظر تفسير الطبري ط
الأميرية: 18/ 56.
[5] سيرة ابن هشام: 2/ 171.
[6] تنظر الترجمة 1417: 2/ 120/ 122.
[7] تنظر الترجمة 2663: 3/ 111، 112.
[8] تكملته كما في الاستيعاب 3/ 1384: «فإنّهم وفدكم
فيما بينكم وبين ربكم» .
(4/362)
4825- مرثد بن نجبة
مرثد بْن نجبة، أخو المسيب بْن نجبة بْن ربيعة بْن
رياح بْن ربيعة بْن عوف بْن هلال بْن شمخ [1] بْن
فزارة بْن ذبيان الفزاري.
كَانَ من أصحاب خَالِد بْن الْوَلِيد، وشهد معه
الحيرة، وفتح دمشق، وقتل عَلَى سورها فِي قول. وهو ممن
أدرك عصر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وقيل: إنه شهد اليرموك أيضا.
ذكره الحافظ. أبو القاسم بن عساكر الدمشقيّ [2] .
4826- مرثد بن وداعة
(ب د ع) مرثد بْن وداعة، أَبُو قتيلة [3] الحمصي
الكندي، وقيل: الجعفي، وقيل: المعنيّ [4] من طيِّئ.
قَالَ البخاري: لَهُ صحبة. وقال أَبُو حاتم: لا صحبة
لَهُ، وَإِنما يروي عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حوالة.
قَالَ البخاري: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد
الجعفي، حَدَّثَنَا شبابة، حَدَّثَنَا حريز [5] ، سمع
خمير بْن يَزِيدَ الرحبي قَالَ: رأيت أبا قتيلة صاحب
رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يصلي، وربما
قتل البرغوث فِي الصلاة [6] .
وذكره مسلم فِي التابعين، وروى عنه خالد بن معذان: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس في حجة
الوداع: «لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم» أخرجه الثلاثة.
خمير: بضم الخاء المعجمة.
4827- مرحب
(ب) مرحب- أو: أَبُو مرحب. يعد فِي الكوفيين من
الصحابة.
روى زهير، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنِ
الشعبي- هكذا عَلَى الشك- قال: حدثني
__________
[1] في المطبوعة: «سمح» ، بالسين والحاء. والصواب عن
المصورة، والمشتبه للذهبى 399.
[2] في المطبوعة: «بن الدمشقيّ» و «بن» غير ثابتة في
المصورة.
[3] في المطبوعة: «قبيلة» ، بالباء. والصواب عن
الاستيعاب 3/ 1386، وقال الحافظ في الإصابة 3/ 379:
«أبو قتيلة: بقاف ومثناة مصغرا» .
[4] المعنى- بفتح الميم وسكون العين-: نسبة إلى «معن
بن عتود» من طيِّئ. ينظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم:
377
[5] في المطبوعة: «جرير» . وهو حريز بن عثمان الرحبيّ،
ينظر الإصابة: 3/ 379. والتهذيب، ترجمة حريز:
2- 237.
[6] الحديث أورده أبو عمر في الاستيعاب: 3/ 1386.
(4/363)
مرحب- أو: أَبُو مرحب- قَالَ: كأني أنظر
إليهم فِي قَبْرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم أربعة: عَليّ، والفضل وعبد الرحمن بْن
عوف- أو: العباس- وأسامة [1] .
ورواه الثوري وابن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيل، عَنِ
الشعبي، عَنْ أَبِي مرحب. ولم يشك.
قَالَ أَبُو عمر: واختلفوا عَنِ الشعبي كما ترى، وليس
يوجد [2] أن عبد الرحمن كَانَ معهم إلا من هَذَا
الوجه. وأما ابن شهاب فروي عَنِ ابن المسيب قَالَ:
إنما دفنه [3] الَّذِينَ غسلوه، وكانوا أربعة: عَليّ،
والفضل، والعباس، وصالح شقران- قَالَ: ولحدوا لَهُ،
ونصبوا اللبن نصبا- قَالَ: وقد نزل معهم فِي القبر
خولي بْن أوس الأنصاري.
أخرجه أبو عمر.
4828- مرداس بن عروة
(ب د ع) مرداس بْن عروة.
لَهُ صحبة. روى عَنْهُ زياد بْن علاقة [4] : أن رجلا
رمي رجلا بحجر، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقاد مِنْه.
رواه هكذا مُحَمَّد بْن جابر، والْوَلِيد بْن أَبِي
ثور، عَنْ زياد. ورواه الثوري، عَنْ زياد، عَنْ رجل
ولم يسمه.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب «كم يدخل
القبر» ، الحديث 3209، 3210: 3/ 312 عن أحمد ابن يونس،
عن زهير عن إسماعيل، عن عامر الشعبي قال: غسل رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: على،
والفضل، وأسامة بن زيد، وهم أدخلوه قبره- قال: وحدثني
مرحب- أو: ابن أبى مرحب- أنهم أدخلوا معهم عبد الرحمن
بن عوف، فلما فرغ على قال: إنما يلي الرجل أهله» .
وروى أبو داود أيضا: «حدثنا محمد بن الصباح، أنا
سفيان، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبى مرحب أن
عبد الرحمن ابن عوف نزل في قبر النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، قال: كأنى انظر إليهم أربعة»
.
ومن هذين الحديثين يتبين أنهم قالوا في هذا الصحابي:
مرحب، وابن أبى مرحب، وأبو مرحب. وقد ترجم ابن الأثير
في الكنى لابن أبى مرحب.
هذا ولفظ الحديث في الاستيعاب 4/ 1469: «كأني أنظر
إليهم فِي قَبْرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم أربعة: عَليّ، والفضل، وعبد الرحمن بن
عوف، وأسامة بن زيد، أو عباس» .
[2] في المطبوعة: «وليس يؤخذ» . والمثبت عن المصورة
والاستيعاب.
[3] في المطبوعة: «دفنوه» . والمثبت عن المصورة
والاستيعاب.
[4] في الاستيعاب 3/ 1386: «روى عنه زياد بن علقمة»
والصواب ما في أسد الغابة، ينظر التهذيب: 3/ 380.
(4/364)
4829- مرداس بن عمرو
(ب د ع) مرداس بْن عَمْرو الفدكي. وقال الكلبي: مرداس
بْن نهيك. وهكذا أخرجه أَبُو عمر، وقال: إنه فزاري،
نزل فِيهِ: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ
السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً 4: 94 [1] .
روى أَبُو سَعِيد الخدري قَالَ: بعث رَسُول اللَّهِ
صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم سرية فيها أسامة بْن زيد
إِلَى بني ضمرة، فقتله أسامة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى
يُونُسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي
شَيْخٌ مِنْ أَسْلَمَ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ
قَالُوا: بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالِبَ بْن عَبْد اللَّهِ
الْكَلْبِيَّ، كَلْبَ لَيْثٍ، إِلَى أَرْضِ بَنِي
مُرَّةَ، وَبِهَا مِرْدَاسُ بْنُ نَهِيكٍ، حَلِيفٌ
لَهُمْ مِنْ بَنِي الْحُرَقَةِ، فَقَتَلَهُ أُسَامَةُ
[2] .
قَالَ عَنِ ابن إِسْحَاق: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن
أسامة [بْن مُحَمَّد بْن أسامة] [3] ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدِّهِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ:
أَدْرَكْتُهُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ،
فَلَمَّا شَهَرْنَا عَلَيْهِ السِّلاحَ قَالَ:
أَشْهَدُ أَنَّ لا إله إلا اللَّه» . فلم ننزع عَنْهُ
حَتَّى قَتَلْنَاهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْبَرَنَاُه خَبَرَهُ، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ، مَنْ
لَكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟! فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذًا مِنَ
الْقَتْلِ.
فَقَالَ: مَنْ لَكَ يا أسامة بلا اله إلا الله؟! فو
الّذي بعثه بالحق نبيا ما زال يرددها عَليّ حَتَّى
لوددت أَنَّ مَا مَضَى مِنْ إِسْلامِي لَمْ يَكُنْ،
وأني أسلمت يومئذ ولم أقتله [4] .
وقيل، إن الَّذِي قتله محلم بْن جثامة. وقيل: غيرهما،
والصحيح أن أسامة قتل الَّذِي قَالَ فِي الحرب «لا إله
إلا اللَّه» لأنه اشتدت نكايته فِي المسلمين،
وَالَّذِي قتله محلم غيره، وقد ذكرناه فِي «محلم» [5]
، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
4830- مرداس بن قيس
(س) مرداس بْن قيس الدوسي.
روى حديثه صالح بْن كيسان، عمن حدثه، عَنْ مرداس بْن
قيس الدوسي قَالَ: حضرت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم، وذكرت عنده الكهانة، وما كان من
تغيّرها عند مخرجه، فقلت: يا رسول الله،
__________
[1] سورة النساء، آية: 94.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 622.
[3] ما بين القوسين ساقط من المصورة. والمثبت عن
المطبوعة. ومحمد هذا مترجم في التهذيب: 9/ 35.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 623.
[5] ينظر الترجمة 4691: 5/ 76، 77.
(4/365)
عندنا من ذَلِكَ شيء، أخبرك أن جارية منا،
لَمْ نعلم عليها إلا خيرا إِذْ، جاءتنا فقالت: يا معشر
دوس، العجب العجب لِمَا أصابني، هَلْ علمتم إلا خيرا؟
قلنا: وما ذاك؟ قالت: إِنِّي لفي غنمي إِذْ غشيتني
ظلمة، ووجدت كحس الرجل مع المرأة، وَإِني خشيت أن أكون
قد خبلت ... وذكر الحديث فِي الكهانة بطوله.
أخرجه [1] أَبُو موسى.
4831- مرداس بن مالك الأسلمي
(ب د ع) مرداس بْن مالك الأسلمي.
عداده فِي أهل الكوفة، كَانَ ممن بايع تحت الشجرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفرج بْن محمود إذنا بِإِسْنَادِهِ
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا
وَهْبَانُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خالد بن عبد
الله، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ،
عَنْ مِرْدَاسٍ الأَسْلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: يَذْهَبُ
الصَّالِحُونَ أَسْلافًا، وَيُقْبَضُ الصَّالِحُونَ
أَسْلافًا، الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، حَتَّى تَبْقَى
حُثَالَةٌ كَحُثَالَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ، لا
يُبَالِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمْ شَيْئًا [2] .
أخرجه الثلاثة.
4832- مرداس بن مالك الغنوي
(س) مرداس بْن مالك الغنوي.
أورده ابن شاهين. حديثه عند أولاده: أَنَّهُ قدم عَلَى
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم وافدا، فمسح وجهه،
ودعا لَهُ بخير، وكتب لَهُ كتابا، وولاه صدقة قومه.
هكذا ذكره أَبُو موسى.
وقال ابن الكلبي: مرداس بْن مويلك، بالواو، ونسبه
فقال: مرداس بْن مويلك بْن وافد بْن رياح بْن ثعلبة
بْن سعد بْن عوف بْن كعب بْن جلان بْن غنم بْن غنى بْن
أعصر الغنوي- قَالَ:
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وأهدى له فرسا وصحبه.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 379: «ذكره أبو موسى في
الذيل، وأورد من طريق ابن الخرائطى في، كتاب الهواتف
من طريق عيسى بن يزيد، عن صالح بن كيسان..» وذكر
الحافظ بعضا من هذا الحديث، ثم قال: «وعيسى أظنه ابن
داب، وهو كذاب، وفي السند «عبد الله بن محمد البلوى
أيضا» .
[2] أخرجه الإمام أحمد عن محمد بن عبيد، ويحيى بن
سعيد، ويعلى، عن إسماعيل، عن قيس، المسند: 4/ 193.
(4/366)
4833- مرداس
(د ع س) مرداس- أو: ابن مرداس- من أهل الشجرة.
لَهُ ذكر فِي حديث راشد [1] بْن سيار، مولى عَبْد
اللَّهِ بْن أَبِي أوفى أَنَّهُ قَالَ: أشهد عَلَى
خمسة ممن بايع تحت الشجرة، منهم: مرداس- أو: ابن
مرداس- أنهم كانوا يصلون قبل المغرب.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وأبو موسى. وَقَدْ
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ، فَلا وَجْهَ
لاسْتِدْرَاكِهِ عليه.
4834- مرداس بن أبى مرداس
(ب) مرداس بْن أَبِي مرداس، وهو مرداس بْن عقفان
التميمي العنبري.
لَهُ صحبة، قَالَ: أتيت النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم فدعا لي بالبركة.
روى عَنْهُ ابنه بكر بْن مرداس.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
4835- مرداس بْن مروان
مرداس بْن مروان بْن الجذع بْن زيد [2] .
أسلم هُوَ وأبوه، وشهد الحديبية، وَكَانَ أمين
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم عَلَى سهمان خيبر.
ذكره الغساني عَنِ ابن الكلبي، والعدوي.
4836- مرداس بن نهيك
(ب) مرداس بْن نهيك.
تقدم فِي مرداس بْن عَمْرو الفدكي.
أخرجه هكذا أَبُو عمر.
4837- مرزبان بن النعمان
مرزبان بْن النعمان بْن امرئ القيس بْن عمرو، المقصور،
ابن حجر، آكل المرار، ابن عَمْرو بْن معاوية بْن
الحارث الأكبر الكندي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مع
الأشعث بْن قيس الكندي.
قاله ابن الكلبي.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 381: «راشد: ذكره ابن
حبان في ثقات التابعين» .
[2] في المطبوعة: «بن يزيد» . والمثبت عن المصورة
والإصابة: 3/ 380، وترجمة أبيه، وستأتي قريبا.
(4/367)
4838- مرزوق الصيقل
(ب د ع) مرزوق الصيقل.
شامي، سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَهُوَ مولى الأنصار.
روى أَبُو الحكم الصيقل الحمصي، عَنْ مرزوق أَنَّهُ
صقل سيف رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذَا الفقار، وكانت لَهُ قبيعة [1] من فضة،
وحلق من فضة، وبكرة [2] من فضة فِي وسطه أخرجه
الثلاثة.
4839- مركبود
مركبود. من أبناء الفرس بصنعاء.
أسلم فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم. وقد ذكره بعض النقلة «من كيود» وأظنه صحفه بعض
النقلة، وَالَّذِي ذكرناه هُوَ الصواب.
4840- مروان بن الجدع
مروان بْن الجذع بْن زيد بْن الحارث بْن حرام بْن كعب
بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.
أسلم وهو شيخ كبير، وابنه مرداس بْن مروان، شهد
الحديبية وبايع تحت الشجرة، وَكَانَ أمين رسول الله
صلى الله عليه وسلم على سهمان خيبر.
ذكر ذَلِكَ ابن الكلبي.
4841- مروان بن الحكم
مروان بْن الحكم بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد
شمس بْن عبد مناف القرشي الأموي، يكنى أبا عَبْد
الْمَلِكِ، بابنه عَبْد الْمَلِكِ. وهو ابن عم عثمان
بْن عفان بْن أَبِي العاص.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم، قيل: ولد سنة اثنتين من الهجرة. قَالَ مالك: ولد
يَوْم أحد. وقيل: ولد يَوْم الخندق. وقيل: ولد بمكة.
وقيل: بالطائف.
ولم ير النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
لأنه خرج إِلَى الطائف طفلا لا يعقل لِمَا نفي
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم أباه الحكم، لِمَا
ذكرناه فِي ترجمة [3] أبيه. وَكَانَ مع أبيه بالطائف
حَتَّى استخلف عثمان، فردهما، واستكتب
__________
[1] القبيعة: هي التي تكون على رأس قائم السيف.
[2] البكرة: الحلقة التي في حلية السيف، تشبه الخاتم.
[3] تقدمت ترجمته برقم 1217: 2/ 37، 38.
(4/368)
عثمان مروان، وضمه إليه، ونظر إليه عَليّ
يوما فقال: ويلك، وويل أمة مُحَمَّد منك ومن بنيك!
وَكَانَ يقال لمروان: «خيط [1] باطل» ، وضرب يَوْم
الدار عَلَى قفاه، فقطع أحد علباويه [2] فعاش بعد
ذَلِكَ أوقص، والأوقص الَّذِي قصرت عنقه.
ولما بويع مروان بالخلافة بالشام قَالَ أخوه عبد
الرحمن بْن الحكم- وَكَانَ ماجنا حسن الشعر، لا يرى
رأي مروان:
فو الله ما أدري وَإِني لسائل ... حليلة مضروب القفا:
كيف تصنع؟
لحا اللَّه قوما أمروا خيط باطل ... عَلَى الناس، يعطي
ما يشاء ويمنع
وقيل: إنما قَالَ عبد الرحمن هَذَا حين استعمل معاوية
مروان عَلَى المدينة.
واستعمله معاوية عَلَى المدينة، ومكة، والطائف. ثُمَّ
عزله عَنِ المدينة سنة ثمان وأربعين، واستعمل عليها
سَعِيد بْن أَبِي العاص، وبقي عليها أميرا إِلَى سنة
أربع وخمسين، ثُمَّ عزله واستعمل الْوَلِيد بْن عتبة
[3] بْن أَبِي سفيان، فلم يزل عليها إِلَى أن مات
معاوية. ولما مات معاوية بْن يَزِيدَ بْن معاوية، ولم
يعهد إِلَى أحد، بايع بعض الناس بالشام مروان بْن
الحكم بالخلافة، وبايع الضحاك بْن قيس الفهري بالشام
أيضا لعبد اللَّه بْن الزبير، فالتقيا واقتتلا بمرج
راهط عند دمشق، فقتل الضحاك، واستقام الأمر بالشام
ومصر لمروان. وتزوج مروان أم خَالِد بْن يَزِيدَ ليضع
من خَالِد، وقال يوما لخالد: يا ابن الرطبة الاست!
فقال لَهُ خَالِد: «أنت مؤتمن خائن» وشكى خَالِد
ذَلِكَ يوما إِلَى أمه، فقالت: لا تعلمه أنك ذكرته لي.
فلما دخل إليها مروان قامت إليه مع جواريها، فغمته
حَتَّى مات [4] .
وكانت مدة ولايته تسعة أشهر، وقيل: عشرة أشهر، ومات.
وهو معدود فيمن قتله النساء.
__________
[1] قال الثعالبي في «ثمار القلوب في المضاف والمنسوب»
76: «وكان مروان بن الحكم يقال له: «خيط باطل» ، لأنه
كان طويلا مضطربا» .
[2] في المطبوعة: «علياوية» بالياء. وهو خطأ.
وعلباويه: مثنى علباء- بكسر العين وسكون اللام، وهما:
«العصبتان الصفراوان الممتدتان في طول العنق إلى
الكاهل، بينهما النقرة» . ينظر كتاب خلق الإنسان
لثابت: 202.
[3] في المصورة: «عقبة بن أبى سفيان» . والصواب ما في
المطبوعة. وينظر كتاب نسب قريش: 132.
[4] قال ابن قتيبة في المعارف 354: «ويقال: إنه قال
لخالد بن يزيد بن معاوية: يا ابن الرطبة- وكانت تحته-
وبلغها، فقعدت على وجهه فقتله» . وذكر المسعودي ذلك في
مروج الذهب 2/ 69، وقال: «فمنهم من رأى أنها وضعت على
نفسه وسادة، وقعدت فوقها مع جواريها حتى مات، ومنهم من
رأى أنها أعدت له لبنا مسموما ... » . وينظر أيضا
«كتاب أسماء المغتالين من الأشراف» لمحمد بن حبيب:
174.
(4/369)
روى عَنْهُ عَليّ بْن الْحُسَيْن، وعروة
بْن الزبير. وقال فِيهِ أخوه عبد الرحمن:
ألا من مبلغ مروان عني ... رسولا، والرسول من البيان
بأنك لن ترى طردا لحر ... كإلصاق بِهِ بعض الهوان
وهل حدثت قبلي عَنْ كريم ... معين فِي الحوادث أو معان
يقيم بدار مضيعة إذا لَمْ ... يكن حيران أو خفق الجنان
فلا تقذف بي الرجوين [1] إِنِّي ... أقل القوم من يغني
مكاني
سأكفيك الَّذِي استكفيت مني ... بأمر لا تخالجه [2]
اليدان
ولو أنا بمنزلة جميعا ... جريت، وأنت مضطرب العنان
ولولا أنّ أمّ أبيك أمّى ... وأن من قد هجاك فقد هجاني
لقد جاهرت بالبغضاء، إنّي ... إلى أمر الجهارة والعلان
4842- مروان بن قيس
(ب د ع) مروان بْن قيس الأسدي. وقيل: السلمي.
ذكره البخاري فِي الصحابة.
روى عَنْهُ ابنه خثيم بْن مروان: أن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر برجل سكران، يقال لَهُ:
«نعيمان» ، فأمر بِهِ فضرب، ثُمَّ أتى بِهِ مرة أخرى
سكران فأمر بِهِ فضرب، ثُمَّ أتى بِهِ الثالثة، ثُمَّ
أتي بِهِ الرابعة، وعمر حاضر، فقال عمر: ما تنتظر بِهِ
يا نبي اللَّه؟ هي الرابعة، اضرب عنقه! فقال رجل عند
ذَلِكَ: لقد رأيته يَوْم بدر يقاتل قتالا شديدا، فقال
آخر: لقد رأيت لَهُ يَوْم بدر موقفا حسنا. فَقَالَ نبي
اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف، وقد
شهد بدرا. وروى عمران بْن يحيى، عَنْ عمه مروان بْن
قيس الأسدي قَالَ: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: إن أَبِي توفي، وقد جعل عَلَيْهِ أن
يمشي إِلَى مكة، وأن ينحر بدنة، ولم يترك مالا، فهل
نقضي
__________
[1] الرجوان: مثنى رجا، والرجا: الناحية. يقال: رمى به
الرجوان: استهين به، فكأنه رمى به هنالك. أرادوا أنه
طرح في المهالك. وهذا البيت في اللسان غير منسوب،
وروايته فيه:
فلا يرمى بى الرجوان إني ... أقل القوم من يغنى مكاني
[2] أي: لا تناله ولا تبلغه.
(4/370)
عَنْهُ: أن نمشي عَنْهُ وأن ننحر عَنْهُ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، تقضي عَنْهُ،
أرأيت لو كَانَ عَلَى أبيك دين لرجل فقضيت عَنْهُ من
مالك، أليس يرجع الرجل راضيا؟ فاللَّه أحق أن يرضى»
[1] أخرجه الثلاثة.
4843- مروان بن مالك
مروان بْن مالك الداري.
قَالَ عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام فِي تسمية النفر
الداريين الَّذِين أوصى لَهُم رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم من خيبر، قَالَ: وعرفة [2] بْن
مالك، وأخوه مرار [3] بْن مالك- قَالَ ابن هِشَام:
«مروان ابن مالك» وقد تقدم فِي مرار. والله أعلم.
4844- مرة بن الحباب
(ب) مرة بْن الحباب بْن عدي بْن الجد بْن عجلان بْن
حارثة بْن ضبيعة بْن حرام بْن جعل ابن عَمْرو بْن جشم
البلوي، حليف بني عَمْرو بْن عوف. نسبه ابن الكلبي.
وقال الطبري [4] : مرة بْن الحباب بْن عدي بْن
العجلان، شهد أحدا.
وقال الكلبي وغيره: إنه شهد بدرا.
أخرجه أبو عمر.
4845- مرة بن سراقة
(ب) مرة بْن سراقة.
أحد النفر الَّذِينَ قتلوا بحنين من المسلمين شهداء.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 384: «قال البخاري: له
صحبته، روى عنه ابنه. وأخرج هو والبغوي والطبراني من
طريق يحيى بن سعيد الأموي: حدثنا عمران بن يحيى الأسدي
... » وقال البغوي: «لا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا» .
[2] لم تتقدم ترجمة لعرفة هذا، والّذي سبق في ترجمة
عبد الرحمن بن مالك 3/ 491 أنه كان اسمه «عروة» وقد
ترجم ابن الأثير لعروة بن مالك: 4/ 31. ولكن هكذا ثبت
في سيرة ابن هشام 2/ 354: «عرفة بن مالك» . وقال ابن
هشام مستدركا على ابن إسحاق: «ويقال: عزة بن مالك» .
[3] في المصورة والمطبوعة: «مروان بن مالك» . والّذي
في سيرة ابن هشام: «وأخوه مران بن مالك» بالنون، ثم
استدرك عليه ابن هشام فقال: «مروان بن مالك،. ولم
تتقدم لمران بالنون ترجمة، وإنما الّذي تقدم: «مرار»
براء في آخره، ويبدو أن هذا هو ما ثبت في نسخة ابن
الأثير من سيرة ابن هشام. على أننا نضيف أنه ثبت على
هامش المخطوطة بجانب «مرار بن مالك» :
«مران» ، بالنون. ولكن ترتيبه يحتم أنه مرار بالراء،
بدليل قوله في الترجمة التي بعده: «مرارة» بزيادة هاء.
فأثبتنا هنا «مرارا» اعتمادا على هذا.
[4] في الاستيعاب 3/ 1382: «وقال الطبري: مرة بن
الحباب بن العجلان، شهد أحدا ... وقال ابن الكلبي: مرة
بن الحباب بن عدي بن العجلان» . فهل وقع سقط من أسد
الغابة؟.
(4/371)
قلت: لَمْ يذكر ابن إِسْحَاق «مرة بْن
سراقة» فيمن قتل بحنين ولا بخيبر، وقد ذكر «عروة ابن
مرة بْن سراقة [1] » . وقد ذكره أَبُو عمر في «عروة» .
4846- مرة العامري
(ب د ع) مرة العامري. والد يعلى بْن مرة.
كوفي، لَهُ ولابنه يعلى بْن مرة صحبة ورواية، وهو مرة
بْن وهيب بْن جابر، قاله أَبُو عمر.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: مرة بْن أَبِي مرة
الثقفي، والد يعلى بْن مرة. روى عَنْهُ ابنه يعلى بْن
مرة.
روى يونس بْن بكير، عَنِ الأعمش، عَنِ المنهال بْن
عَمْرو، وعن يعلى بْن مرة، عَنْ أبيه قَالَ: سافرت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا، فرأيت مِنْه عجبا،
أتته امرأة بابن لَهَا، بِهِ لمم، فقال لَهُ رَسُول
الله اخرج عدو اللَّه، أنا رَسُول اللَّهِ. فبرأ.
ورواه يَحْيَى بْن عِيسَى وغيره، عَنِ الأعمش، مثله.
ورواه وكيع، عَنِ الأعمش عَنِ المنهال، عَنْ يعلى بْن
مرة قَالَ: لقد رأيت من رَسُول اللَّهِ عجبا [2] ،
وذكر نحوه.
4847- مرة بن صابى
مرة بْن صابئ اليشكري.
كَانَ أبوه سيد بني يشكر. وعظ مسيلمة بكلام حسن فصيح،
وشعر جيد. ذكره ابن إِسْحَاق.
قاله الغساني.
4848- مرة بن عمرو القرشي
(ب ع س) مرة بْن عَمْرو بْن حبيب بْن وائلة بْن عَمْرو
بْن شيبان بْن محارب بْن فهر القرشي الفهري. من مسلمة
الفتح.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي
عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
سُلَيْمٍ، عَنْ أُنَيْسَةَ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ
مُرَّةَ: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا
وَكَافِلُ الْيَتِيمِ، لَهُ [3] أَوْ لِغَيْرِهِ، فِي
الْجَنَّةِ كهاتين» .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 344.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن وكيع بإسناده إلى مرة. وقال
الإمام أحمد: «وقال وكيع مرة: عن أبيه» . المسند:
/ 172..
[3] أراد بقوله «له» بأن يكون يتيما لبعض قرابته،
وبقوله: «لغيره» : ان يكون يتيما لأجنبى.
والحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد، والبغوي من
رواية ابن عيينة. ينظر الإصابة: 3/ 382.
(4/372)
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو
مُوسَى، وَأَبُو عُمَر.
وائلة: بالياء تحتها نقطتان.
4849- مرة بْن عَمْرو العقيلي
مرة بْن عَمْرو العقيلي.
أورده أَبُو بكر الإسماعيلي، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ المطلب، عَنْ عَليّ بْن قرين، عَنْ
خشرم بْن الْحُسَيْن العقيلي [عَنْ عقيل بْن طريف
العقيلي [1]] عَنْ مرة بْن عَمْرو قَالَ: صليت خلف
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقرأ ب:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 1: 2. أخرجه
أَبُو موسى. وقد تقدم ذكر «عَليّ بْن قرين» فِي غير
موضع أَنَّهُ ضعيف.
4850- مرة بن كعب
مرة بْن كعب. وقيل: كعب بْن مرة السلمي البهزي، من بهز
بْن الحارث بْن سليم ابن مَنْصُور.
نزل البصرة، ثُمَّ نزل الشام.
قَالَ أَبُو عمر: والصحيح: مرة بْن كعب- قَالَ: وقيل:
«إنهما اثنان. وليس بشيء [2] » .
وقد ذكرناه فِي كعب [3] .
وتوفي سنة سبع وخمسين بالأردن. روى عَنْهُ عَبْد
اللَّهِ بْن شقيق، وجبير بْن نفير، وأسامة بْن خريم.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ
أَبِي عِيسَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ،
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي
الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ: أَنَّ خُطَبَاءَ قَامَتْ
بِالشَّامِ، وَفِيهِمْ رِجَالٌ من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وَسَلَّمَ، فَقَامَ آخِرُهُمْ- رَجُلٌ
يُقَالُ لَهُ: مُرَّةُ بْنُ كَعْبٍ- فَقَالَ: لَوْلا
حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ مَا قُمْتُ،
سَمِعْتُهُ يَقُولُ [4]- وَذَكَرَ الْفِتَنَ
فَقَرَّبَهَا [5] ، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي
ثَوْبٍ، فَقَالَ: هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى.
فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ
عَفَّانَ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ،
فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ [6] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
__________
[1] ما بين القوسين سقط من المصورة. والمثبت عن
الإصابة، والمطبوعة، وقد كان في المطبوعة: «عن عقيل
طريف» فزدنا «بن» عن الإصابة.
[2] الاستيعاب: 3/ 1382.
[3] تنظر ترجمته: 4/ 489.
[4] لفظ الترمذي- كما في تحفة الأحوذي-: «ما قمت، وذكر
الفتن» دون: «سمعته يقول» .
[5] أي: قرب وقوعها.
[6] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب «مناقب عثمان بن
عفان رضى الله عنه» ، الحديث 3788: 10/ 198، 199، وقال
الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
(4/373)
باب الميم والزاى
4851- مزرد بن ضرار
(ب) مزرد بْن ضرار بْن ثعلبة بْن حرملة بْن صيفي بْن
أصرم بْن إياس بْن عبد غنم بْن جحاش بْن بجالة بْن
مالك بْن ثعلبة بْن سعد بْن ذبيان [1] .
قيل: ضرار بْن سنان بْن أمية بْن عَمْرو بْن جحاش بْن
بجالة الغطفاني الذبياني الثعلبي.
وهو أخو الشماخ، واسم مزرد: يزيد، ولكنه اشتهر بمزرد.
وَإِنما قيل لَهُ «مزرد» لقوله:
فقلت تزردها عُبَيْد، فإنني ... لدرد [2] الموالي فِي
السنين مزرد [3]
وقدم «مزرد» عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم، وأنشده:
تعلم رَسُول اللَّهِ أنا كأننا ... أفأنا بأنمار ثعالب
ذي غسل [4]
تعلم رَسُول اللَّهِ لَمْ أر مثلهم ... أجر [5] عَلَى
الأدنى وأحرم للفضل
«وأنمار» رهطه، وَكَانَ يهجوهم، وزعموا أَنَّهُ كَانَ
يهجو أضيافه.
أخرجه أبو عمر.
4852- مزيدة بن جابر
(ب د ع) مزيدة بْن جابر العبدي الْعصْرِيّ. عداده فِي
أعراب البصرة.
كذا نسبه ابن منده وَأَبُو نعيم.
وقال أَبُو عمر. مزيدة العبدي» . ولم ينسبه.
وقال ابن الكلبي: «مزيدة بْن مالك بْن همام بْن معاوية
بْن شبابة بْن عامر بن حطمة [6] بن محارب ابن عَمْرو
بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى بْن عبد القيس» .
فلم يجعله الكلبي عصريا، وجعله ابن منده وَأَبُو نعيم
عصريا وقالوا: هُوَ جدّ هود بن عبد الله ابن سعد بْن
مزيدة. روى هود بْن عَبْد اللَّهِ العصري، عَنْ جده
مزيدة- وَكَانَ فِي الوفد إِلَى رَسُول اللَّهِ-
قَالَ: فَنَزَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وقبلت يده.
__________
[1] ينظر ترجمته في: سمط اللآلي: 58، 83، ومعجم
الشعراء للمرزباني: 483، والشعر والشعراء لابن قتيبة:
315.
[2] في المطبوعة: «لزرد» وفي المصورة: «لررد» . و
«درد» جمع «أدرد» ، وهو الّذي ليس في فمه سن. يريد أنه
يلقم الذين سقطت أسنانهم من الكبر. وازدرد الشيء
ابتلعه.
[3] البيت في اللآلي: 83، والشعر والشعراء: 315.
[4] تعلم: اعلم. ذو غسل- بكسر الغين وسكون السين: موضع
يدعى «ذات غسل» .
[5] في المطبوعة: «أحن» . والصواب عن المصورة، ديوان
أخيه الشماخ: 454، والشعر والشعراء: 315.
[6] في المطبوعة: خطمه. ينظر المشتبه، تعليق: 267.
(4/374)
أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا
بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عمرو
قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، حَدَّثَنَا
طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا هُودٌ
الْعَصَرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ
أَصْحَابَهُ، إِذْ قَالَ لَهُمْ: سَيَطْلُعُ
عَلَيْكُمْ من هذا الوجه ركب فيهم خَيْرُ أَهْلِ
الْمَشْرِقِ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
فَتَوَجَّهَ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ، فَلَقِيَ ثَلاثَةَ
عَشَرَ رَاكِبًا، فَرَحَّبَ وَقَرَّبَ، وَقَالَ:
مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: نَفَرٌ مِنْ عَبْدِ
الْقَيْسِ. قَالَ: وَمَا أَقْدَمَكُمْ هَذهِ
الْبِلادَ؟ التِّجَارَةُ؟ أَتَبِيعُونَ سُيُوفَكُمْ
قَالُوا: لا. قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ إِنَّمَا
قَدِمْتُمْ فِي طَلَبِ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَمَشَى
مَعَهُمْ يُحَدِّثُهُمْ حَتَّى إِذَا نَظَرُوا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم قال: هَذَا صَاحِبُكُمُ
الَّذِي تَطْلُبُونَ. فَرَمَى الْقَوْمُ
بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رِحَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْعَى، وَمِنْهُمْ مَنْ يُهَرْوِلُ، وَمِنْهُمْ مَنْ
يَمْشِي، حَتَّى أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذُوا بِيَدِهِ
فَقَبَّلُوهَا وَقَعَدُوا إِلَيْهِ، وَبَقِيَ
الأَشَجُّ- وَهُوَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ- فَأَنَاخَ
الإِبِلَ وَعَقَلَهَا، وَجَمِيعَ مَتَاعِ الْقَوْمِ،
ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى تُؤَدَةٍ حَتَّى أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَبَّلَهَا، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: إن فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا
اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَمَا هُمَا يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: الأَنَاةُ وَالتُّؤَدَةُ. قَالَ: يَا
نَبِيَّ اللَّهِ، أَجَبَلًا [1] جُبِلْتُ عَلَيْهِ
أَمْ تَخَلُّقًا. قَالَ: لا، بَلْ، جُبِلْتَ عَلَيْهِ.
قال: الحمد للَّه الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ [2] . وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي
عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن
صُدْرَانَ أَبُو جَعْفَر الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا
طَالِبُ بْنُ جُحَيْرٍ، عَنْ هُودِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ مَزْيَدَةَ قَالَ: دَخَلَ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ
يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَى سَيْفِهِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ
[3] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
قلت: جعلوا «مزيدة» هاهنا رجلا، وعاد أَبُو نعيم ذكره
فِي النساء، فقال: «مزيدة العصرية» فجعلها امرأة، وهو
وهم، والصواب، أنه رجل.
__________
[1] جبل الله الخلق يجبلهم: خلقهم، وجبله على الشيء:
طبعه.
[2] أخرجه ابن ماجة بنحوه عن أبى سعيد الخدريّ، انظر
كتاب الزهد، باب الحلم، الحديث 4187، 4188:
2/ 1401.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب الجهاد، باب «ما جاء في
السيوف وحليها» ، الحديث 1741: 5/ 337، 338، وقال
الترمذي: «هذا حديث غريب» .
(4/375)
باب الميم والسين
4853- مساحق أبو نوفل
(س) مساحق أَبُو نوفل.
روى نصر بْن عَليّ، عَنْ سُفْيَان، عَنْ عَمْرو بْن
دينار، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ
مُسَاحِقٍ، عَنِ أبيه، عن جده قال: كان رسول اللَّهِ
صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم إذا بعث سرية قَالَ: «إن
رَأَيْتُمْ مَسْجِدًا، أَوْ سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا،
فَلا تَقْتُلُوا أحدا ... » وذكر الحديث.
رواه إلياس، عَنْ سفيان، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ نفسه،
لَيْسَ بينهما عَمْرو، عَنِ ابن عصام المزني، عن أبيه
[1] . أخرجه أبو موسى.
4854- مسافع الديليّ
(د ع) مسافع الديلي، أَبُو عبيدة.
سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكره الْبُخَارِيّ فِي الصحابة.
روى مالك بْن عبيدة [2] بْن مسافع الديلي، عَنْ أبيه،
عَنْ جده قَالَ: قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
«لولا عباد ركع، وصبية رضع، وبهائم رتع، لصب عليكم
العذاب صبا» [3] . أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4855- مسافع بن عياض
(ب) مسافع بْن عياض بْن صخر بْن عامر بْن كعب بْن سعد
بْن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي القرشي التيمي. وهو
ابن خال أَبِي بكر الصديق.
قَالَ أَبُو عمر: لَهُ صحبة، ولا أحفظ لَهُ رواية.
قَالَ الزبير والعدوي جميعا، يزيد بعضهما عَلَى بعض
فِي الشعر: كَانَ مسافع بْن عياض شاعرا [4] ، فتعرض
لهجاء حسان بْن ثابت، ففيه يقول حسان [5] .
__________
[1] تقدم الحديث بهذا السند في ترجمة عصام المزني،
وخرجناه هنالك، تنظر الترجمة 3661: 4/ 36.
[2] عبيدة: بفتح العين وكسر الباء. كذا ضبطه ابن
ماكولا والخطيب. ينظر الإصابة: 3/ 386. وستأتي في
الكنى ترجمة لأبى عبيدة الديليّ.
[3] أخرجه الطبراني وابن مندة وابن عدي. ينظر الإصابة
أيضا. وأخرجه ابن أبى عاصم، كما سيأتي في الكنى.
[4] في الاستيعاب: «شاعرا محسنا» .
[5] ديوانه ط بيروت: 74، 75. والاستيعاب: 4/ 1471.
والبيت الأول في كتاب نسب قريش: 294.
(4/376)
يا آل تيم ألا تنهون جاهلكم ... قبل القذاف
بصم كالجلاميد [1]
فنهنهوه فإني غير تارككم ... إن عاد، ما اهتز ماء فِي
ثرى عود [2]
لو كنت من هاشم، أو من بني أسد، ... أو عبد شمس، أو
أصحاب اللّوا صيد [3]
أو من بني نوفل، أو ولد مطلب، ... للَّه درك لَمْ تهمم
بتهديدي [4]
أو من بني زهرة الأبطال قد عرفوا ... أو من بني جمح
الخضر الجلاعيد [5]
أو فِي الذؤابة من تيم إذا انتسبوا ... أو من بني
الحارث البيض الأماجيد [6]
لولا الرسول، وأني لست عاصيه، ... حَتَّى يغيبني فِي
الرمس ملحودي [7]
وصاحب الغار، إِنِّي سوف أحفظه، ... وطلحة بْن عُبَيْد
الله ذو الجود [8]
أخرجه أبو عمر.
4856- مستطيل بن حصين
(س) مستطيل [9] بْن حصين.
قيل: أدرك الجاهلية. وهو تابعي.
أخرجه أبو موسى.
4857- المستنير بن صعصعة
(س) المستنير [10] بْن صعصعة الخزاعي.
ذكر فِي الشهود عَلَى كتاب «العلاء بْن الحضرمي» .
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في ديوانه: «ألا ينهى سفيهكم» ، «بقول كالجلاميد»
. و «القذاف» : التشاتم بالأشعار و. «الجلاميد» :
الصخور، الواحد: جلمود.
[2] هذا البيت غير ثابت في الديوان.
[3] أصحاب اللوا: بنو عبد الدار بن قصي. وكان عبد
الدار يعقد لواء الحرب لقريش بيده.
[4] في الديوان: «أو رهط مطلب» .
[5] في الديوان: «زهرة الأخيار قد علموا» . «جمح البيض
المناجيد» . و «الخضر» : السود الجلود، أي: إنهم عرب
خلص. و «الجلاعيد» : الشداد الصلاب.
[6] في الديوان:
أو في الذؤابة من تيم رضيت بهم ... أو من بنى خلف
الحضر الجلاعيد
والبيض: الأنقياء من الدنس والعيوب.
[7] في الديوان والاستيعاب: «فإنّي لست عاصيه» . و
«الرمس» : القبر. الملحود: اللحد، وهو شق يكون في
القبر.
[8] صاحب الغار: أبو بكر الصديق. وطلحة هو الفياض.
[9] في المطبوعة: «مستظل» . والمثبت عن المصورة،
والإصابة: 3/ 468. وفي الإصابة: «بن حصن» .
[10] في الإصابة 3/ 387: «المستنير بن هند بن صعصعة» .
(4/377)
4858- المستورد بن جيلان
(س) المستورد بْن جيلان العبدي.
روى الأوزاعي، عَنْ سُلَيْمَان بْن حبيب قَالَ: سمعت
أبا أمامة يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سيكون بينكم وبين الروم أربع
هدن، يَوْم الرابعة عَلَى يد رجل من آل هرقل. فقال رجل
من عبد القيس، يقال لَهُ المستورد بْن جيلان: يا
رَسُول اللَّهِ، من إمام الناس يومئذ؟ قَالَ: من ولدي،
ابن أربعين سنة» . أخرجه أَبُو موسى.
4859- المستورد بن شداد
(ب د ع) المستورد بْن شداد بْن عَمْرو بْن حسل بْن
الأحب [1] بْن حبيب بْن عمرو بْن شيبان بْن محارب بْن
فهر القرشي الفهري. وأمه دعد بنت جابر بْن حسل بْن
الأحب [1] ، أخت كرز بْن جابر.
ولما قبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ غلاما. قاله الواقدي.
وقال غيره: إنه سمع من النَّبِيّ سماعا وأتقنه. وسكن
الكوفة، ثُمَّ سكن مصر. روى عَنْهُ أهل الكوفة وأهل
مصر، فمن أهل الكوفة: قيس بْن أَبِي حازم، والشعبي،
وربعي بْن حراش [2] ومن المصريين أبو عبد الرحمن
الحبلى [3] ، وعبد الرحمن بْن جبير، وَعَليّ بْن رباح
[4] .
حدث إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ قيس، عَنْ
مستورد بْن شداد، أخي بني فهر، عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قَالَ: «ما الدُّنْيَا فِي الآخرة إلا كما
يضع أحدكم إصبعه فِي اليم، فلينظر بم يرجع» [5] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمَ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ
يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ
الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ النبي
صلى الله عليه وسلم
__________
[1] في المطبوعة: «الأجب» . والمثبت عن المصورة، وكتاب
نسب قريش: 448. وتنظر ترجمة كرز بن جابر:
4/ 468.
[2] في المطبوعة: «خراش» . بالخاء المعجمة، والصواب عن
المصورة والخلاصة.
[3] في المطبوعة: «الجيلي» . والصواب عن المصورة،
والمشتبه للذهبى: 136.
[4] في المطبوعة: «رياح» . والصواب عن المصورة،
والخلاصة.
[5] أخرجه الإمام أحمد عن وكيع ويحيى بن سعيد كلاهما
عن إسماعيل بإسناده. المسند: 4/ 228، 229 وانفرد
بإخراجه مسلم في كتاب الجنة، باب «فناء الدنيا وبيان
الحشر يوم القيامة» : 8/ 156. وينظر تفسير ابن كثير،
الآية 38 من سورة براءة: 4/ 94 بتحقيقنا.
(4/378)
يَقُولُ: «مَنْ كَانَ لَنَا عَامِلا،
فَلْيَكْتَسِبْ زَوْجَةً، فَإِنْ لَمْ يَكْنُ لَهُ
خَادِمٌ فَلْيَكْتَسِبْ خَادِمًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ
لَهُ مَسْكَنٌ فَلْيَكْتَسِبْ مَسْكَنًا» [1] . أخرجه
الثلاثة.
4860- المستورد بن منهال
المستورد بْن منهال بْن قنفذ بْن عصية بن هصيص بن حنىّ
[2] بن وائل بن جشم بن مالك ابن كعب بْن القين بْن جسر
[3] بْن شيع [4] اللَّه بْن وبرة بْن تغلب بْن حلوان
بْن عمران بن الحاف ابن قضاعة.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قاله الطبري.
4861- مسرع بن ياسر
مسرع بْن ياسر الجهني.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرِ بْن أَبِي
عِيسَى، حَدَّثَنَا الكُوشيدِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ
رِيذَةَ [5] ، حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود بن دلهاث بن إسماعيل بن عبد
الله بن مسرع بن ياسر بن سويد، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ
أَبِيهِ دِلْهَاثٍ، عَنْ أَبِيهِ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّ
أَبَاهُ عَبْدَ اللَّهِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ
مُسْرِعٍ قَالَ: ذَكَرَ يَاسِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وجهه في خَيْلٍ،
وَامْرَأَتُهُ حَامِلٌ، فَوُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ،
فَحَمَلْتُهُ أُمُّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: قَدْ وُلِدَ
لِي هَذَا وَأَبُوهُ فِي الْخَيْلِ، فَسَمِّهِ.
فَأَخَذَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَمَّرَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَدَعَا لَهُمْ،
وَقَالَ: سَمِّيهِ مُسْرِعًا، فَقَدْ أَسْرَعَ فِي
الإسلام، فهو مسرع بن ياسر.
4862- مسروح أبو بكرة
(د ع) مسروح أَبُو بكرة. مولى الحارث بْن كلدة الثقفي.
أسلم يَوْم الطائف، وكناه النَّبِيّ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم أبا بكرة، لنزوله من الطائف فِي بكرة
[6] ، وقيل:
اسمه نفيع بْن الحارث. ويرد فِي الكنى إن شاء اللَّه
تعالى.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن موسى بن داود، عن الحارث بن
يزيد، بإسناده مثله. المسند: 4/ 229.
[2] في المطبوعة: «حيي» . والمثبت عن المصورة. وفي
التغلبيين: «عمرو بن حنى، فارس شاعر» . ينظر المشتبه،
تعليق: 261. على أنه ورد في جمهرة أنساب العرب لابن
حزم 454: «حيي» .
[3] في المصورة: «جشر» ، وما في الجمهرة يوافق ما في
المطبوعة.
[4] في المطبوعة: «سبع الله» . والصواب عن المصورة،
وجمهرة أنساب العرب.
[5] في المطبوعة: «ريدة» بالدال المهملة. وقد نبهنا
على الصواب كثيرا.
[6] البكر: الفتى من الإبل. والأنثى: بكرة.
(4/379)
4863- مسروق بن الأجدع
(س) مسروق بْن الأجدع الهمداني.
أدرك الجاهلية، كنيته: أَبُو عائشة. وهو تابعي، روي
عَنْ على، وابن مسعود.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4864- مسروق بن وائل
(ب) مسروق بْن وائل الحضرمي [1] .
قدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد
حضرموت، فأسلم.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
4865- مسطح بن أثاثة
(ب د ع) مسطح بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب بْن عبد
مناف بْن قصي القرشي المطلبي، يكنى أبا عباد. وقيل:
أَبُو عَبْد اللَّه. وأمه أم مسطح بنت أَبِي رهم بْن
المطلب بْن عبد مناف، وأمها ريطة [2] بنت صخر بْن
عَامِر بْن كعب، خالة أَبِي بكر الصديق.
شهد مسطح بدرا، وَكَانَ ممن خاض فِي الإفك عَلَى عائشة
رضي اللَّه عَنْهُا، فجلده النَّبِيّ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم فيمن جلد فِي ذَلِكَ، وَكَانَ أَبُو بكر
ينفق عَلَيْهِ، فأقسم أن لا ينفق عَلَيْهِ، فأنزل
اللَّه تَعَالى:
وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ
24: 22 [3] ... الآية، فعاد أَبُو بكر ينفق عَلَيْهِ.
وقيل: إن مسطحا لقب، واسمه عوف وله أخت اسمها هند،
توفي سنة أربع وثلاثين، وهو ابن ست وخمسين سنة. وقيل:
شهد صفين مع عَليّ، ومات سنة سبع وثلاثين. وقد ذكرناه
فيمن اسمه عوف.
أخرجه الثلاثة.
4866- مسعود بن الأسود
(ب د ع) مسعود بْن الأسود بْن حارثة بْن نضلة بْن عوف
بْن عُبَيْد بْن عويج بْن عدي بن كعب القرشي العدوي.
كان من السبعين الذين هاجروا من بني عدي هُوَ وأخوه
مطيع بْن الأسود. أمهما العجماء بنت عَامِر بْن الفضل
بْن عفيف بْن كليب بْن حبشية بْن سلول، وبها يعرف،
فيقال: «ابن العجماء»
__________
[1] في المطبوعة: «الحضري» . والصواب عن المصورة
والاستيعاب: 4/ 1472.
[2] في المطبوعة والمصورة: «رائطة» . والمثبت عن ترجمة
عوف بن أثاثة: 4/ 309. وكتاب نسب قريش: 95.
[3] سورة النور، آية: 22.
(4/380)
كَانَ من أصحاب الشجرة، واستشهد يَوْم
مؤته.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده خالف فِي نسبه، فقال:
مسعود بْن الأسود بْن عبد الأسد بْن هلال بْن عمر،
وهذا النسب فِي بني مخزوم. وهو وهم، ثُمَّ إنه روي فِي
هَذِه الترجمة أيضا بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابن إِسْحَاق.
أَنَّهُ قَالَ: «استشهد يَوْم مؤته من بني عدي بن كعب:
«مسعود بْن الأسود» . فخالف ما قاله أولا، وهو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ
يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فِي
تَسْمِيَتِهِ مَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ مُؤْتَةَ مِنْ
بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ: مَسْعُودُ بْنُ الأَسْوَدِ
بْنِ حَارِثَةَ بن نضلة [1] .
4867- مسعود بن الأسود البلوى
(ب) مسعود بْن الأسود البلوي، من بلي بْن الحاف بْن
قضاعة. وقيل: مسعود بْن المسور شهد الحديبية، وبايع
تحت الشجرة. يعد فِي أهل مصر، واستأذن عمر فِي غزو
إفريقية فقال عمر: إفريقية غادرة ومغدور بِهَا.
روى عَنْهُ عَليّ بْن رباح وغيره من المصريين، وحديثه
عند ابن لهيعة، عَنِ الحارث بْن يَزِيدَ، عَنْ عَليّ
بْن رباح، عَنْ مسعود بْن المسور صاحب النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قد بايع
تحت الشجرة.
أخرجه أبو عمر.
4868- مسعود بن أوس
(ب د ع) مسعود بْن أوس بْن أصرم بْن زَيْد بْن ثعلبة
بْن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي
النجاري. قاله ابن منده، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو عمر،
وابن إِسْحَاق، وَأَبُو معشر.
وقال أَبُو عمر أيضا: «مسعود بْن أوس بْن زيد بْن
أصرم» فزاد «زيدا» ومثله قَالَ الواقدي وابن الكلبي،
وابن عمارة الأنصاري.
يكنى أبا مُحَمَّد، شهد بدرا.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا،
مِنْ بَنِي زَيْدِ بن ثعلبة: مسعود بن أوس [2] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 388.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 702.
(4/381)
وشهد فتح مصر. وهو الَّذِي زعم أن الوتر
واجب فقيل لعبادة بْن الصامت ذَلِكَ، فقال:
كذب أَبُو مُحَمَّد وشهد ما بعد بدر من المشاهد مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وتوفي في خلافة عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُما.
وقال ابن الكلبي: عاش بعد ذَلِكَ، وشهد صفين مَعَ
عَليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وقد ذكرناه فِي الكنى.
أخرجه الثلاثة، وقد استدركه يَحْيَى بْن منده عَلى
جده، فقال: «مسعود بْن أوس» . ولم يذكر شهوده بدرا.
وقال أَبُو موسى: وقد أخرجه جده، وساق نسبه كما
ذكرناه.
4869- مسعود بن أوس
(ع) مسعود بْن أوس بْن زيد بْن أصرم.
شهد بدرا. أخرجه أَبُو نعيم وحده، بعد أن أخرج الترجمة
التي قبل هَذِه، وروي بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْن
عقبة، عَنِ ابن شهاب، في تسمية من شهد بدرا من
الأنصار، من الخزرج، من بني زيد بْن ثعلبة بْن غنم:
مسعود بْن أوس بْن زيد بْن أصرم.
وروي أيضا بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد،
عَنِ ابن إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا، من بنى زيد ابن
ثعلبة: مسعود بْن أوس.
قلت: هَذَا كلام أَبِي نعيم، وهو وهم، فإن هَذَا مسعود
بْن أوس بْن زيد بْن أصرم، هُوَ المقدم ذكره فِي
الترجمة التي قبل هَذِه، وَإِنما اشتبه عَلَيْهِ، لأنه
أخرج تِلْكَ الترجمة عَلَى ما نسبه ابن إِسْحَاق
وَأَبُو معشر، وأخرجه هاهنا عَلَى قول الكلبي والواقدي
وابن عمارة. وأما الرواية التي ذكر فِي هَذِه الترجمة
عَنِ ابن إِسْحَاق، فلم يرفع نسبه حَتَّى يظهر لَهُ،
إنما قَالَ مسعود بْن أوس حسب، والله أعلم.
4870- مسعود الثقفي
(س) مسعود الثقفي.
أدرك الجاهلية، وهو معدود في التابعين.
أخرجه أبو موسى.
4871- مسعود بن حراش
(ب د ع) مسعود بْن حراش، أخو ربعي بْن حراش.
قَالَ البخاري: لَهُ صحبة. وقال أَبُو حاتم الرازي: لا
صحبة لَهُ.
(4/382)
روى عَنْ عمر، وطلحة بْن عُبَيْد اللَّه
روى عَنْهُ أخوه ربعي، وَأَبُو بردة.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: أدرك الجاهلية، ولا صحبة
له.
أخرجه الثلاثة.
4872- مسعود بن الحكم
(ب) مسعود بْن الحكم بْن الربيع بْن عَامِر بْن خَالِد
بْن عَامِر بْن زريق الأنصاري الزرقي. أمه:
حبيبة بنت شريق بْن أَبِي [1] حثمة، امرأة من هذيل.
يكنى أبا هارون.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم، وَكَانَ جليل القدر، سريا بالمدينة، ويعد فِي
جلة التابعين وكبارهم. روى عَنْ عمر، وعثمان، وَعَليّ
رضي اللَّه عَنْهُم. وهو الَّذِي يروي عَنْ عَلِيٍّ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَامَ فِي الجنازة ثُمَّ قعد.
روى عَنْهُ نَافِع بْن جبير بْن مطعم، وَمُحَمَّد بْن
المنكدر، وأبو الزناد.
أخرجه أبو عمر.
4873- مسعود بن خالد الخزاعي
(د ع) مسعود بْن خَالِد الخزاعي.
روى الْوَلِيد بْن مسعود بْن خَالِد الخزاعي، عَنْ
أبيه قَالَ: ابتعت للنبي صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
شاة، وذهبت فِي حاجة، فرد إليهم النَّبِيّ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم شطرها، فرجعت إِلَى زوجتي وَإِذَا عندها
لحم، فقلت:
ما هَذَا اللحم؟ قالت، هَذَا رده إلينا النَّبِيّ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم من الشاة التي بعثت بها إليه.
فقلت: مالك لا تطعميه عيالك، قالت: كلهم قد أطمعت،
وكانوا يذبحون الشاتين والثلاثة فلا تجزئ عنهم [2] .
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
4874- مسعود بن خالد الزرقيّ
(ب ع) مسعود بْن خَالِد الزرقي. وقيل: مسعود بْن سعد
بْن خَالِد.
روى موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب فيمن شهد بدرا من
الأنصار، من الخزرج، من بني زريق: مسعود بْن خَالِد
بْن عَامِر بْن مخلّد بن زريق.
__________
[1] في الاستيعاب: «بن أبى خثيمة» . وما في المطبوعة
مثل المصورة.
[2] أخرجه الطبراني. ينظر الإصابة: 3/ 389، 390.
(4/383)
وَأَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن
السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا مِنْ بَنِي زُرَيْقِ بْنِ
عَامِرٍ: مَسْعُودُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ
مَخْلَدٍ. وَمِثْلَهُمَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ،
وَشَهِدَ أُحُدًا أَيْضًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وأبو نعيم، إلا أن أبا عمر
قال [1] : «مَسْعُودُ بْنُ خَلْدَةَ» . وَسَاقَ
نَسَبَهُ كَمَا تَقَدَّمَ.
وقال أَبُو موسى: ذكر جَعْفَر [2] مسعود بْن خلدة بْن
عَامِر، وساق نسبه كذلك، وقال:
حديثه عند ابنه عَامِر. ثُمَّ ذكر مسعود بْن مالك بْن
عَامِر، وساق نسبه مثله. وقال: شهد بدرا، وأسندهما
إِلَى مُحَمَّد بْن إسحاق.
4875- مسعود بن ربيعة
(ب د ع) مسعود بْن ربيعة وقيل: ابن الربيع بْن عَمْرو
بْن سعد بْن عبد العزى بْن حمالة بْن غالب بْن عائذة
بن يشيع [3] بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة.
كذا نسبه أَبُو عُمَر. وأمَّا ابْنُ منده وَأَبُو نعيم
فقالا: مسعود بْن ربيعة بْن عَمْرو القاريّ وأما ابن
الكلبي فقال: مسعود بْن عَامِر بْن ربيعة بْن عمير بْن
سعد بْن عبد العزى بن محلّم بن غالب ابن عائذة بن يشيع
بْن مليح بْن الهون بْن خزيمة.
والقارة لقب ولد الهون بْن خزيمة، وقيل: ولد الديش [4]
بْن محلم هم الَّذِينَ يقال لَهُم:
القارة.
ومسعود حليف بني زهرة، ويقال لأهله بالمدينة بنو
القاري، أسلم قديما بمكة، قبل دخول رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم دار الأرقم. وهاجر إِلَى
المدينة، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم بينه وبين عبيد بن التّيّهان، وشهد بدرا.
أخبرنا أبو جعفر بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ إِلَى
يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا قال:
وَمِنْ بَنِي كِلابٍ وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ ... :
وَمَسْعُودُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ
بْنِ عَبْدِ العزّى، من القارة [5] . لا عقب له.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1392، ومثله في سيرة ابن هشام: 1/
700.
[2] في المطبوعة والمصورة: «ذكر جعفر بن مسعود» ،
بزيادة «بن» . وهو خطأ، وجعفر هو ابن محمد بن المعتز
المستغفري.
[3] في المطبوعة: نثيع. والمثبت عن المصورة، وجمهرة
أنساب العرب لابن حزم، النشرة الثانية: 190.
[4] في المطبوعة: «الديس» بالسين. والمثبت عن المصورة
والجمهرة.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 681.
(4/384)
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو مَعْشَرٍ،
وَالطَّبَرِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ، وَقَدْ
زَادَ عُمْرُهُ عَلَى سِتِّينَ سَنَةً أخرجه الثلاثة.
4876- مسعود بن رخيلة
(ب) مسعود بْن رخيلة بْن عائذ بْن مالك بْن حبيب بْن
نبيح بْن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بْن سبيع بْن بَكْر
بْن أشجع الأشجعي.
كَانَ قائد أشجع يَوْم الأحزاب مع المشركين، أسلم فحسن
إسلامه، ذكر ذَلِكَ أَبُو جَعْفَر الطبري.
أخرجه أَبُو عمر.
4877- مسعود بن زرارة
مسعود بْن زرارة، أخو أَبِي أمامة أسعد بْن زرارة [1]
، وهو الأصغر.
شهد أحدا والمشاهد بعدها. قاله العدوي.
4878- مسعود بن زيد
(س) مسعود بْن زيد بْن سبيع. اسم أَبِي مُحَمَّد
الأنصاري، الَّذِي كَانَ يقول: الوتر واجب، فقال عبادة
أخطأ أَبُو مُحَمَّد. قاله جَعْفَر.
روى موسى بْن عقبة، عَنِ الزُّهْرِيّ، فيمن شهد بدرا:
أظنه قَالَ: مسعود بْن زيد.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى.
قلت: قد تقدم فِي ترجمة «مسعود بْن أوس بْن أصرم بْن
زيد» أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يكنى أبا مُحَمَّد، وقد
أخرجه ابن منده، وقد استدرك أَبُو موسى هَذَا
عَلَيْهِ، وأظنه هُوَ الأول، وقد سقط من نسبه أوس بْن
أصرم، ودليله أن موسى بْن عقبة ذكر ذَلِكَ، وأنه شهد
بدرا، والله أعلم.
4879- مسعود بن سعد
(ب ع س) مسعود بْن سعد. قاله ابن إِسْحَاق.
وقَالَ مُوسَى بْن عقبة، وَأَبُو معشر، وعبد اللَّه
بْن مُحَمَّد بْن عمارة الأنصاري: مسعود بْن عبد سعد.
وقال الواقدي: مسعود بن عبد مسعود.
__________
[1] تقدمت ترجمته في: 1/ 86.
(4/385)
وكلهم نسبوه فِي الأوس، وهو مسعود بْن سعد
بْن عامر بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن حارثة بْن
الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس
الأنصاري الأوسي، ثم الْحَارِثِيّ.
شهد بدرا، وقتل يَوْم خيبر شهيدا.
أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
4880- مسعود بن سعد بن قيس
(ب ع س) مسعود بْن سعد بْن قيس بْن خلدة بْن عَامِر
بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي.
شهد بدرا وأحدا، وقتل يَوْم بئر معونة. قاله أَبُو
عمر، عَنِ الواقدي.
قَالَ: وقال عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة:
قتل يَوْم خيبر. وجعله أَبُو عمر ترجمتين سواء، إلا
أَنَّهُ قَالَ فِي إحداهما قول الواقدي أَنَّهُ قتل
بخيبر، وَفِي الأخرى أنه قتل يوم بئر معونة.
وقال أَبُو نعيم: استشهد بخيبر.
أخرجه أَبُو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى.
4881- مسعود بن سنان الأسلمي
(ب د ع) مسعود بْن سنان الأسلمي.
لَهُ ذكر فِي حديث الزُّهْرِيّ، عَنْ عبد الرحمن بْن
كعب بْن مالك قَالَ: استأذنت الخزرج رَسُول اللَّهِ
صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي قتل أَبِي رافع بْن
أَبِي الحقيق. فأذن لهم فِي قتله، فخرج إليه رهط،
منهم:
عَبْد اللَّهِ بْن عتيك، وَكَانَ أمير القوم، وعبد
اللَّه بْن أنيس، ومسعود بْن سنان، وَأَبُو قتادة،
وخزاعي بْن أسود من أسلم، حليف لَهُم، فخرجوا حَتَّى
جاءوا خيبر، فقتلوه. قاله أَبُو نعيم وابن منده.
وقال أَبُو عمر: مسعود بْن سنان بْن الأسود، حليف لبني
غنم من بني سلمة من الأنصار. شهد أحدا، وقتل يَوْم
اليمامة شهيدا.
4882- مسعود بن سنان الأنصاري
مسعود بْن سنان الأنصاري السلمي.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس،
عَنِ ابن إسحاق، فِي تَسْمِيَتِهِ مَنْ قُتِلَ يَوْمَ
الْيَمَامَةِ مِنَ الأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي سَلَمَةَ،
وَمِنْ بَنِي حَرَامٍ: ومسعود بن سنان
.
(4/386)
4883- مسعود بن سويد
(ب) مسعود بْن سويد بْن حارثة بْن نضلة بْن عوف بْن
عبيد بن عويج بْن عدي بْن كعب القرشي العدوي.
كَانَ من السبعين الذين هاجروا من بني عدي واستشهد
يَوْم مؤتة، فيما زعم ابن الكلبي، والزبير.
وقال الزبير: لَيْسَ لَهُ عقب. وهو ابن عم مسعود بْن
الأسود بْن حارثة الّذي تقدّم ذكر أخرجه أبو عمر.
4884- مسعود بن الضحاك
(ب د ع) مسعود بْن الضحاك بْن عدي بْن جابر اللخمي.
روى حديثه عبد السلام بْن المستنير بْن المطاع بْن
زائدة بْن مسعود بْن الضحاك، عَنْ أبيه عَنْ جده
مسعود: أن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم سماه
مطاعا، وقال لَهُ: أنت مطاع فِي قومك، وحمله عَلَى فرس
أبلق [1] أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر وابن منده
جعلا الترجمة: مسعود بْن عدي. وأخرجه أَبُو موسى فقال:
مسعود بْن الضحاك، وذكر لَهُ نحو ما ذكرناه، وَحَيْثُ
أخرجه ابن منده فقال: مسعود بْن عدي، ظنه أَبُو موسى
غير مسعود بْن الضحاك، فلهذا استدركه عَلَيْهِ، ثُمَّ
عاد ابن منده ذكر لَهُ حديث المستنير بْن المطاع بْن
زائدة بْن مسعود بْن الضحاك بْن عدي بْن جابر، عَنْ
أبيه عَنْ جده.
فبان بهَذَا الَّذِي ذكره ابن منده فِي الإسناد
أَنَّهُ هُوَ، والله أعلم.
4885- مسعود بن عبد سعد
(ب) مسعود بْن عبد سعد.
قد تقدم الكلام عَلَيْهِ فِي «مسعود بْن سعد» ، فإن
أبا عمر أخرجه هكذا ترجمة مفردة، وأورد لَهُ ما ذكرناه
فِي «مسعود بْن سعد» .
4886- مسعود بن عبدة
(ب) مسعود بْن عبدة بْن مظهر.
قَالَ الطبري: شهد أحدا هُوَ وابنه نيار بْن مسعود مع
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو عمر.
مظهر: بضم الميم، وبالظاء المعجمة، وبالهاء المشدّدة
المكسورة.
__________
[1] البلق- بفتحتين-: سواد وبياض.
(4/387)
4887- مسعود بن عروة
(ب) مسعود بْن عروة. لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بِإِسْنَادِهِ عن
يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَغَزْوَةُ أَبِي
سَلَمَةَ بن عَبْدِ الأَسَدِ قَطَنًا: مَاءٌ مِنْ
مِيَاهِ بَنِي أَسَدٍ، مِنْ نَاحِيَةِ نَجْدٍ، لَقَوا
فِيهَا، فَقُتِلَ فِيهَا مَسْعُودُ بْنُ عُرْوَةَ [1]
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ.
4888- مسعود بن عمرو الثقفي
(ب د ع) مسعود بْن عَمْرو الثقفي.
سكن المدينة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم فِي كراهية السؤال. روى عَنْهُ سَعِيد
بْن يَزِيدَ، وَالَّذِي انفرد بحديثه مُحَمَّد بْن
جامع العطار، وهو متروك الحديث.
أخرجه الثلاثة، وله حديث آخر: أن النَّبِيّ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم نهى عَنْ قتل الجنان [2] . رواه عنه
الحسن.
4889- مسعود بن عمرو القاري
(ب) مسعود بْن عَمْرو القاري، من القارة.
كَانَ عَلَى المغانم يَوْم حنين، وأمره رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يحبس السبايا
والأموال بالجعرانة.
وَكَانَ قديم الإسلام.
أخرجه أبو عمر.
4890- مسعود
(ب د ع) مسعود، غلام فروة الأسلمي. وقيل: مسعود بْن
هنيدة.
شهد المريسيع مع النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم.
وفروة هُوَ جد بريدة بْن سُفْيَان بْن فروة. ويقال:
مسعود هَذَا مولى أَبِي تميم بْن حجير الأسلمي.
وذكره مُحَمَّد بْن سعد فقال: مسعود مولى تميم [3] بْن
حجر أَبِي أوس الأسلمي. وهو كَانَ دليل النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد حفظ عَنِ
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي المريسيع فِي
الخمس. روى ذلك عن الواقدي.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 612.
[2] الجنان: هي الحيات التي تكون في البيوت، واحدها:
جان.
[3] كذا في المطبوعة والمصورة. وقد تقدمت ترجمة لتميم
هذا: 1/ 257. وفيها أنه قاله محمد بن سعد. ونقل ابن
الأثير عن ابن مندة أن ابن سعد قد وهم، وأن الصواب:
أوس بن عبيد الله بن حجر. وأحال على ترجمة أوس: 1/
193، وفيها يكنى أبا تميم. والّذي أمامنا في الطبقات
في ترجمة «مسعود بن هنيدة» 4/ 2/ 42 أنه مولى أوس بن
حجر أبى تميم الأسلمي.
(4/388)
ولما هاجر النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم أعيا بعض ظهرهم، فأعطاهم مولاه جملا، وأرسل معهم
غلامه مسعودا إِلَى المدينة. روى هَذَا أفلح بْن
سَعِيد، عَنْ بريدة بْن سفيان بْن فروة، عَنْ غلام
لجده يقال لَهُ:
مسعود. وقيل: إن اسمه «سعد» بدل «مسعود» . وقد تقدم.
والقصة فِي سعد، قاله أَبُو أحمد العسكري.
وقال عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام: الَّذِي حمل رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ من
أسلم، اسمه أوس بْن حجر، وبعث معه غلاما لَهُ يقال
لَهُ: «مسعود بْن هنيدة» إلى المدينة، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
4891- مسعود بن قيس
(ب) مسعود بْن قيس بْن خلدة بْن مخلد بْن عامر بن زريق
الأنصاري الزرقي.
نسبه ابن الكلبي وقال: شهد بدرا. وأخرجه أَبُو عمر
فقال: «مسعود بْن قيس» . فيه نظر:.
4892- مسعود بن وائل
(د ع) مسعود بْن وائل.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وكتب لَهُ كتابا إِلَى قومه يدعوهم إِلَى
الإسلام، وأسلم وحسن إسلامه وقال: يا رَسُول اللَّهِ،
إِنِّي أحب أن تبعث إِلَى قومي رجلا يدعوهم إِلَى
الإسلام. فكتب لَهُ كتابا يدعوهم إِلَى الإسلام.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4893- مسعود بن يزيد
(ب س) مسعود بْن يَزِيدَ بْن سبيع بْن سنان بْن عبيد
بْن عدي بْن كعب بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري
السلمي. شهد العقبة.
أَخْبَرَنَا ابْنُ السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن
ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد العقبة مِنْ بَنِي
سَلَمَةَ ... : وَمَسْعُودُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ
سُبَيْعِ بْنِ خَنْسَاءَ.
(4/389)
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن
أَبَا مُوسَى قَالَ: مَسْعُودُ بْنُ زَيْدِ بْنِ
سُبَيْعٍ، اسْمُ أَبِي مُحَمَّدٍ الَّذِي قَالَ:
الْوِتْرُ وَاجِبٌ.
قلت: هَذَا القول فِي الوتر، قد ذكره ابن منده فِي
ترجمة «مسعود بْن أوس بْن أصرم» .
وقد قيل فِيهِ: مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم.
4894- مسلم بن بحرة
(س) مسلم بْن بحرة الأنصاري.
أورده ابن أَبِي عَليّ.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن أبي عاصم قال: حدثنا هِشَامُ
بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ
بَحْرَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ
مُسْلِمِ بْنِ بَحْرَةَ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَهُ عَلَى أُسَارَى
بَنِي قُرَيْظَةَ، يَنْظُرُ إِلَى فَرْجِ الْغُلامِ،
فَإِذَا رَآهُ قَدْ أَنْبَتَ ضَرَبَ عُنُقَهُ، وَمَنْ
لَمْ يُنْبِتْ جَعَلَهُ فِي غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وَقَالَ: «رَوَى إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَحْرَةَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ» .
هَكَذَا فِيمَا عِنْدَنَا مِنْ نُسَخِ كِتَابِهِ،
فَعَلَى هَذَا يَكُونُ «بَحْرَةُ» الصَّحَابِيُّ.
مُحَمَّدٌ [1] وَهُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ.
وَالصَّحِيحُ هُوَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ، وَاللَّهُ
أَعْلَمُ.
4895- مسلم بن الحارث التميمي
(ب د ع) مسلم بْن الحارث بْن بدل التميمي.
روى عَنْهُ ابنه الحارث بْن مسلم قَالَ: بعثنا رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فِي سرية، فلما
هجمنا عَلَى القوم تقدمت أصحابي عَلَى فرس، فاستقبلنا
النساء والصبيان، يضجون، فقلت لَهُم:
تريدون أن تحرزوا؟ قالوا: نعم. قلت: قولوا: أشهد أن لا
إله إلا اللَّه، وأن محمدا عبده ورسوله. فقالوها،
فلامني أصحابي وقالوا: أشرفنا عَلَى الغنيمة فمنعتنا!
ثُمَّ انصرفنا إِلَى النَّبِيّ، فأخبروه فقال: لقد كتب
لَهُ من الأجر من كل إنسان كذا وكذا. ثُمَّ قَالَ لي:
إذا صليت المغرب فقل: اللَّهمّ أَجِرْنِي مِنَ
النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكَ إذا قلت ذَلِكَ
ثُمَّ مت من ليلتك، كتب لك جوار منها، وَإِذَا صليت
الصبح فقل مثل ذَلِكَ، فإنك إن مت من يومك كتب لك جوار
منها.
__________
[1]- كذا في المصور والمطبوعة. ولعل صواب العبارة:
«فعلى هذا يكون «بحرة» الصحابي. [فقد سقط] «محمد» وهو
«ابن مسلم» .
(4/390)
أَخْبَرَنَا ببعضه من قَوْله: «إذا صليت
المغرب» إِلَى آخره مثله سواء أَبُو أحمد عبد الوهاب
ابن علي بإسناده عن أبي داود قال: حدثنا إِسْحَاق بْن
إِبْرَاهِيم أَبُو النضر الدمشقي، حَدَّثَنَا محمد ابن
شعيب، أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيد الفلسطيني، عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ الْحَارُثِ بْنِ مسلم
أَنَّهُ أخبره، عَنْ أبيه، عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم [1] . أخرجه الثلاثة.
4896- مسلم بن الحارث
(ب د ع) مسلم بْن الحارث الخزاعي، ثُمَّ المصطلقي.
روى يزيد بْن عَمْرو بْن مسلم الخزاعي، أَخْبَرَنِي
أَبِي، عَنْ أبيه قَالَ: كنت عند رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم ومنشد ينشد قول سويد بْن عَامِر
المصطلقي [2] :
لا تأمنن وَإِن أمسيت فِي حرم ... إن المنايا بجنبي كل
إنسان [3]
واسلك طريقك تمشي غير مختشع ... حَتَّى تلاقي ما يمنى
لك الماني [4]
وكل ذي صاحب يوما مفارقه ... وكل زاد وَإِن أبقيته فان
والخير والشر مقرونان فِي قرن ... بكل ذَلِكَ يأتيك
الجديدان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أدرك هَذَا
الإسلام لأسلم. فبكى أَبِي، فقلت: يا أبت، أتبكي لمشرك
مات فِي الجاهلية؟! فقال: يا بني، والله ما رأيت مشركا
خيرا من سويد بْن عَامِر.
وقال الزبير بْن بكار: هَذَا الشعر لأبي قلابة الشاعر
الهذلي قَالَ هُوَ أول من قَالَ الشعر من هذيل قَالَ
واسم أَبِي قلابة: الحارث بْن صعصعة بْن كعب بْن طابخة
بْن لحيان بْن هذيل [5] .
قَالَ أَبُو عمر: ورواية يزيد بْن عَمْرو أثبت من قول
الزبير.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سنن أبى داود، كتاب الأدب، باب «ما يقول إذا أصبح»
، الحديث 5079: 4/ 320.
[2] الأبيات في الاستيعاب، وديوان الهذليين 3/ 39
منسوبة إلى قلابة مع خلاف غير يسير، واللسان، مادة:
«منى» .
[3] يقول: لا تأمنن أن تأتيك منيتك، وإن كنت بالحرم،
حيث تأمن الطير.
[4] في اللسان: «واسلك طريقك فيها غير محتشم» .
والاحتشام» : الانقباض والاستحياء. و «يمنى لك المانى»
:
يقدر لك المقدر.
[5] جمهرة أنساب العرب، النشرة الثانية: 197.
(4/391)
4897- مسلم بن خيشنة
(د ع) مسلم بْن خيشنة [1] أخو أَبِي قرصافة جندرة بْن
خيشنة.
روى زياد بْن سيار، عَنْ عزة [2] بنت عياض بْن أَبِي
قرصافة، عَنْ جدها أَبِي قرصافة قَالَ: قَالَ رسول
الله صلى الله عليه وسلم: هل لَك عقب؟ فقلت: لي أخ.
فقال لي: جيء بِهِ، فرفقت بأخي مسلم، وَكَانَ غلاما
صغيرا، حَتَّى جاء معي، فأسلم وبايعه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ اسمه
«ميسما» فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم: ما اسمه؟ فقلت: اسمه ميسم. فقال: بَلْ
اسمه مسلم. فقلت: مسلم يا رَسُول اللَّهِ. أخرجه ابن
منده وَأَبُو نعيم.
4898- مسلم أبو رائطة
(ب د ع) مسلم، أَبُو رائطة بنت مسلم. سكن مكة.
قَالَ أَبُو عمر: هُوَ قرشي، ولا أدري من أي قريش
هُوَ؟ روت عَنْهُ ابنته رائطة أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم
حنين، فقال لي: ما اسمك؟ قلت: غراب. قَالَ: أنت مسلم.
أخرجه الثلاثة.
4899- مسلم بن رياح
(ب د ع) مسلم بْن رياح الثقفي.
روى عَنْهُ عون بْن أَبِي جحيفة أَنَّهُ قَالَ: كَانَ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فِي سفر، فسمع
رجلا ينادي: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر. فقال: شهادة
الحق. فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه. فقال: بريء من
الشرك.
فقال: أشهد أن مُحَمَّدا رَسُول اللَّهِ. فقال: هَذِه
الجنة من النار. ثُمَّ قَالَ: انظروا فإنكم ستجدونه
صاحب معزى حضرته الصلاة، فرأى للَّه عَزَّ وَجَلَّ
عَلَيْهِ من الحق أن يتوضا بالماء، فإن لَمْ يجد الماء
تيمم، وأذن وأقام. فطلبوه، فوجدوه صاحب مغزى [3] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «مسلم بن حبشية» . وقد تقدم ضبط ابن
الأثير لهذا الاسم في ترجمة أخيه جندرة: 1/ 364، وقد
كان في المطبوعة أيضا: «أخو أبى قرصافة حيدرة بن
حبشية» ، وهو خطأ.
[2] في المطبوعة: «عن عروة بن عياض» . والصواب عن
الإصابة: 3/ 395 والمصورة. والجرح لابن أبى حاتم 1/ 2/
534.
[3] أخرجه ابن خزيمة، ينظر الإصابة: 3/ 395. وأخرج
مسلم الحديث في كتاب الصلاة، باب «الإمساك عن الإغارة
على قوم في دار الكفر إذا سمع الأذان» 2/ 3، 4 عن أنس
بن مالك.
(4/392)
قَالَ ابن الفرضي هُوَ «رياح» بالياء تحتها
نقطتان.
4900- مسلم بن السائب
(ب) مسلم بْن السائب بْن خباب.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مرسلا، وذكره بعضهم فِي الصحابة، روى عَنْهُ ابنه
مُحَمَّد بْن مسلم.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
4901- مسلم أبو عباد
(د ع) مسلم أَبُو عباد [1] .
روى ابن أَبِي ليلى [2] ، عَنْ عباد بْن مسلم عَنْ
أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأبيه وقد لزم
رجلا فِي المسجد ... ثُمَّ ذكر الحديث.
أَخْرَجَهُ ابْن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
4902- مسلم بن عبد الله الأزدي
(د ع) مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الأَزْدِيّ.
كَانَ اسمه شهابا فسماه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم مسلما. تقدم ذكره فِي الشين [3] .
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4903- مسلم بن عبد الله الأزدي
(ب س) مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الأَزْدِيّ أيضا.
قَالَ أَبُو موسى: أورده عَليّ بْن سَعِيد العسكري فِي
الأفراد، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِيل بْن
عَيَّاشٍ، عَنْ بكر بْن زرعة الخولاني، عَنْ مسلم بْن
عَبْد اللَّهِ الأَزْدِيّ قَالَ: جاء عَبْد اللَّهِ
بْن قرط حين أسلم إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم، فقال: ما اسمك؟ قَالَ: شيطان قَالَ: أنت عَبْد
اللَّه بْن قرط. أخرجه أَبُو عُمَر، وَأَبُو موسى، ولو
لَمْ يعلم أَبُو موسى أَنَّهُ غير الَّذِي قبله مع
اتفاق النسب، لِمَا استدركه عَلَى ابن منده، ولا أعلم
هل هما واحد أم اثنان؟
__________
[1] لم نجد هذه الترجمة في المصورة.
[2] كذا في أسد الغابة، وفي الإصابة: «عن أبى ليلى، عن
عباد» .
[3] تنظر الترجمة 2452: 2/ 531.
(4/393)
4904- مسلم بن عبد الرحمن
(ب د ع) مسلم بْن عبد الرحمن. لَهُ صحبة.
روت عَنْهُ شميسة بنت نبهان، وهو مولاها، أَنَّهُ
قَالَ: رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم وهو يبايع النساء عام الفتح، فجاءت امرأة كأن
يدها يد الرجل، فأبى أن يبايعها حَتَّى ذهبت، فغيرت
يدها بصفرة. وأتاه رجل فِي يده خاتم من حديد، فقال: ما
طهر اللَّه كفا فيه خاتم من حديد.
أخرجه الثلاثة.
4905- مسلم بن عبيد الله
(ب د ع) مسلم بْن عُبَيْد اللَّه القرشي. وقيل:
عُبَيْد اللَّه بْن مسلم [1] .
قَالَ أَبُو عمر: وليس بوالد رائطة، قَالَ: ولا أدري
أيضا من أي قريش هُوَ؟ ومن قَالَ:
عُبَيْد اللَّه أحفظ لَهُ [2] أَخْبَرَنَا أَبُو أحمد
بإسناده عن أبي داود: حدثنا محمد بْن عثمان العجلي،
عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن موسى، عن هارون بن سلمان،
عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مسلم، عَنْ أبيه قَالَ: سألت-
أو: سُئِلَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
[3] . وقد تقدم ذكره فِي عُبَيْد اللَّه بْن مسلم أتم
من هَذَا.
أخرجه الثلاثة.
4906- مسلم بن عقرب
(ب) مسلم بْن عقرب الأَزْدِيّ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه
قال: من حلف عَلَى مملوكه ليضربنه، فإن كفارته أن
يدعه، وله مع الكفارة خير.
روى عَنْهُ بكر بْن وائل بْن داود الْكُوفِيّ، وهو
ثقة.
أخرجه أبو عمر [4] .
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «مسلم أبو عبد الله القرشي.
وقيل: عبيد الله أبو مسلم» . والمثبت عن الاستيعاب: 3/
1396، وترجمة «عبيد الله بن مسلم» وقد تقدمت برقم
3472: 3/ 530، 531. والإصابة 3/ 396.
[2] لفظ الاستيعاب: «ومن قال: عبيد الله عندي أحفظ. له
حديث واحد ... » .
[3] سنن أبى داود، كتاب الصوم، باب «في صوم شوال» ،
الحديث 2432: 2/ 324.
[4] قال الحافظ في الإصابة 3/ 396: «وقال أبو أحمد
العسكري: حديثه مرسل، ولم يلق النبي صلّى الله عليه
وسلّم، وذكره البخاري في التابعين» .
(4/394)
4907- مسلم بن العلاء
(د ع) مسلم بْن العلاء بْن الحضرمي.
كان اسمه العاص، مسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسلما.
روى زكريا بْن طلحة بْن مسلم بْن العلاء بْن الحضرمي،
عَنْ أبيه، عَنْ جده قَالَ: كَانَ اسم مسلم العاصي،
فسماه رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم مسلما.
تقدم نسبه فِي ترجمة العلاء بْن الحضرمي [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى الأَصْفَهَانِيُّ كِتَابَةً،
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [2] ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن
الحسن بن ما بهرام الإِيدَجِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ طَلْحَةَ
بْنِ مُسْلِمِ بْنِ الْعَلاءِ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مُسْلِمٍ قَالَ: شَهِدْتُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِيمَا عَهِدَ إِلَى العلاء بن الْحَضْرَمِيِّ، حَيْثُ
وَجَّهَهُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، فَقَالَ:
«وَلا يَحِلُّ لأَحَدٍ جَهِلَ الْفَرْضَ وَالسُّنَنَ
... وَيَحِلُّ لَهُ مَا سِوَى ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ
أَبُو نُعَيْمٍ، وَابْنُ مندة.
4908- مسلم بن عمرو
(د ع) مسلم بْن عَمْرو، أَبُو عقرب [3] . روى عَنْهُ
ابنه أَبُو نوفل.
قَالَ أحمد بْن حنبل، وَيَحْيَى بْن معين: أَبُو نوفل
اسمه معاوية بْن مسلم بْن عَمْرو، وهو ابن أَبِي عقرب
[4] .
روى العباس بْن الفضل الأزرق، عَنِ الأسود بْن شيبان،
عَنْ أَبِي نوفل بْن أَبِي عقرب، عَنْ أبيه قَالَ:
كَانَ لهب بْن أَبِي لهب يسب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلّم: «اللَّهمّ، سلطه عَلَيْهِ كلبا من كلابك» .
فخرج يريد الشام فِي قافلة مع أصحابه، فنزلوا منزلا،
فقال: والله إني
__________
[1] تنظر الترجمة 3739: 4/ 74.
[2] في المطبوعة: «حدثنا سليمان بن أحمد بن الحسن» .
والصواب عن المصورة. وسليمان هو ابن أحمد الطبراني،
ويروى عن أحمد بن الحسن بن ما بهرام. على أن في المعجم
الصغير: 1/ 32 أنه: أحمد بن الحسين.
[3] الّذي في الإصابة 3/ 396: «مسلم بن عمرو بن أبى
عقرب خويلد بن خالد» .
[4] تنظر ترجمة «معاوية بن مسلم» في الجرح والتعديل
لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 379.
(4/395)
لأخاف دعوة مُحَمَّد! قَالَ: فحوطوا المتاع
حوله، وقعدوا يحرسونه، فجاء السبع فانتزعه، فذهب بِهِ.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
قلت: كذا قَالَ «لهب بْن أَبِي لهب» ، وهذه القصة
لعتيبة بْن أَبِي لهب، ذكر ذَلِكَ ابن إِسْحَاق، وابن
الكلبي، والزبير، وغيرهم. والله أعلم.
4909- مسلم بن عمير الثقفي
(ب ع س) مسلم بْن عمير الثقفي.
روى عَنْهُ مزاحم بْن عبد العزيز أَنَّهُ قَالَ: أهديت
إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم جرة
خضراء فيها كافور، فقسمه بين المهاجرين والأنصار،
وقال: يا أم سُلَيْم [1] ، انتبذي لنا فيها. أخرجه
أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وأبو موسى.
4910- مسلم أبو عوسجة
(ع س) مسلم أَبُو عوسجة.
روى أَبُو [الأحوص] عَنْ [2] سُلَيْمَان بْن قرم، عَنْ
عوسجة بْن مسلم، عَنْ أبيه قال: رأيت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بال، ثُمَّ توضأ ومسح
عَلَى خفيه. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو موسى.
4911- مسلم أبو الغادية
(ع س) مسلم أَبُو الغادية الجهني. وقد اختلف فِي اسمه،
وهو مشهور بكنيته. يرد ذكره فِي الكنى أتم من هَذَا إن
شاء اللَّه تَعَالى.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
4912- مسلم بن هانئ
(د ع) مسلم بْن هانئ بْن يَزِيدَ، أخو شريح بْن هانئ،
وعبد اللَّه. تقدم ذكره فِي ترجمة شريح [3] .
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] كذا في المصورة والمطبوعة. وفي الإصابة 3/ 397:
«يا أم مسلم» . وفي الصحابيات كما سيأتي في كنى
النساء: أم سليم، وأم مسلم خادم صفية.
[2] ما بين القوسين عن الإصابة. وتنظر ترجمة «سليمان
بن قرم الضبيّ» في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/
1/ 136.
[3] تقدمت ترجمته برقم 2427: 2/ 519.
(4/396)
4913- مسلمة بن أسلم
(ب) مسلمة، بزيادة هاء فِي آخره، هُوَ: مسلمة بْن أسلم
بْن حريش بْن عدي بْن مجدعة ابن حارثة الأنصاري.
قتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا.
4914- مسلمة بن شيبان
(س) مسلمة بْن شيبان بْن محارب بْن فهر بْن مالك، والد
حبيب بْن مسلمة.
أخرجه أَبُو موسى بهذا النسب، وقال بِإِسْنَادِهِ عَنِ
ابن جريج، عَنِ ابن أَبِي مليكة عَنْ [1] حبيب ابن
مسلمة الفهري: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم بالمدينة، فأدركه أبوه، فقال: يا نبي
اللَّهِ، ابني يدي ورجلي! فقال: ارجع معه، فإنه يوشك
أن يهلك. قَالَ: فهلك فِي تِلْكَ السنة. قلت: كذا
أخرجه أَبُو موسى، ونسبه كما ذكرناه، وهو وهم. وقد
أسقط من نسبه شيئا، والصواب ما نذكره فِي مسلمة بْن
مالك بعد هَذِه الترجمة إن شاء اللَّه تعالى، وَإِنما
ذكرناه ترجمة منفردة لئلا يظن أننا أهملناه.
4915- مسلمة بن قيس
(د ع) مسلمة بْن قيس الأنصاري. عداده في المدنيين.
روى حبيب بْن أَبِي حبيب، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن
الحصين، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنْ مسلمة ابن قيس
الأنصاري: أن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
قَالَ: «استشرت جبريل فِي اليمين مع الشاهد، فأمرني
بِهَا» . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
4916- مسلمة بن مالك
(ب د ع س) مسلمة بْن مالك الأكبر بْن وهب بْن ثعلبة
بْن وائلة بن عمرو بن شيبان ابن محارب بْن فهر بْن
مالك، والد حبيب بن مسلمة.
روى عنه ابنه حبيب.
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «عن ابن أبى مليكة بن حبيب»
. وتنظر الإصابة: 3/ 398. وترجمة «عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مليكة» في التهذيب: 5/
306.
(4/397)
أخرجه أَبُو عمر هكذا، وكذلك نسبه ابن
منده، وَأَبُو نعيم، وابن الكلبي، وغيرهم.
وأخرجه أَبُو موسى فقال: «مسلمة بْن شيبان بْن محارب
بْن فهر» . فأسقط ما بين مسلمة وشيبان.
4917- مسلمة بن مخلد
(ب د ع) مسلمة بْن مخلد بْن الصامت بْن نيار بْن لوذان
بْن عبد ود بْن زيد بن ثعلبة ابن الخزرج بْن ساعدة بْن
كعب بْن الخزرج الأنصاري الخزرجي الساعدي. قاله أَبُو
عمر، وابن الكلبي [1] .
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: «مسلمة بْن مخلد الزرقي»
. وعاد أَبُو نعيم نقض كلامه، فإنه قَالَ أول الترجمة:
«مسلمة بْن مخلد الزرقي، وهو مسلمة بْن مخلد بْن
الصامت بْن لوذان» .
وساق النسب كما ذكرناه أولا، وهذا غير ما صدر بِهِ
الترجمة، عَلَى أَنَّهُ قد قيل فِيهِ النسبان كلاهما.
وَكَانَ مولده حين قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرا، وقيل: كَانَ لَهُ
لما قدم النبي المدينة أربع سنين.
وشهد بعد النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فتح مصر،
وَسَكَّنها، ثُمَّ تحول إِلَى المدينة، وَكَانَ من
أصحاب معاوية، وشهد معه صفين، وقيل: لَمْ يشهدها.
وَكَانَ فيمن شهد قتل مُحَمَّد بْن أَبِي بكر.
واستعمله معاوية عَلَى مصر والمغرب، وهو أول من جمعا
لَهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ،
عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ
مَسْلَمَةَ بْن مَخْلَدٍ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ سَتَرَ
مُسْلِمًا فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. وَمَنْ نَجَّى
مَكْرُوبًا، فَكَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ
كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَمَنْ
كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ عز وجل في
حاجته [2] .
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1397، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم،
النشرة الثانية: 366.
[2] مسند الإمام احمد: 4/ 104.
(4/398)
وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم أَنَّهُ قَالَ: اغروا النساء يلزمن
الحجال. وقال مجاهد: كنت أرى أني أحفظ الناس للقرآن،
حَتَّى صليت خلف مسلمة بْن مخلد الصبح، فقرأ سورة
البقرة، فما أخطأ فيها وَاوًا ولا ألفا.
وتوفي سنة اثنتين وستين بالمدينة. وقيل: توفي آخر
خلافة معاوية. وقيل: مات بمصر.
أخرجه الثلاثة.
4918- المسور أبو عبد الله
(د ع) المسور أَبُو عَبْد اللَّهِ.
روى ابن محيريز، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مسور، عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: وجب
عليكم الأمر بالمعروف والنهي عَنِ المنكر، ما لَمْ
تخافوا أن يؤتى عليكم مثل الَّذِي نهيتم عَنْهُ، فإن
خفتم ذَلِكَ فقد حل لكم السكوت. أخرجه ابن مندة، وأبو
نعيم.
4919- المسور بن مخرمة
(ب د ع) المسور بْن مخرمة بْن نوفل بْن أهيب بْن عَبْد
مناف بْن زهرة الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ، أَبُو عبد
الرحمن. لَهُ صحبة. وأمه عاتكة بنت عوف، أخت عبد
الرحمن بْن عوف. وقيل:
اسمها الشفاء.
ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين، وَكَانَ فقيها من أهل
العلم والدين، ولم يزل مع خاله عبد الرحمن فِي أمر
الشورى، وَكَانَ هواه فيها مع عَليّ. وأقام بالمدينة
إِلَى أن قتل عثمان، ثُمَّ سار إِلَى مكة فلم يزل
بِهَا حَتَّى توفي معاوية، وكره بيعة يزيد، وأقام مع
ابن الزبير بمكة، حَتَّى قدم الحصين ابن نمير إِلَى
مكة فِي جيش من الشام لقتال ابن الزبير بعد وقعة
الحرة، فقتل المسور، أصابه حجر منجنيق وهو يصلي فِي
الحجر، فقتله مستهل ربيع الأول من سنة أربع وستين،
وصلى عَلَيْهِ ابن الزبير، [1] وَكَانَ عمره اثنتين
وستين سنة.
__________
[1] ينظر النسب ووفاة المسور في كتاب نسب قريش لمصعب:
262، 263.
(4/399)
روى عَنْهُ عَليّ بْن الْحُسَيْن، وعروة
بْن الزبير، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا السَّيِّدُ أَبُو الْقَاسِمِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ
السُّهْرَوَرْدِيُّ الأَسَدِيُّ بِتِرْمِذَ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ كَامكَانُ بْنُ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بْنِ
عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْفَهَانِيُّ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْن أَحْمَدَ بْن أَيُّوبَ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ (ح) قَالَ أَبُو صَالِحٍ: وَأَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ
بِبَغْدَادَ فِي آخَرِينَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ أحمد بن جعفر ابن حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي،
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ،
حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ،
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ [1] بْنُ عَمْرِو بْنِ
حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيُّ: أَنَّ ابْنَ أَبِي شِهَابٍ
حَدَّثَهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ
حَدَّثَهُمْ، أَنَّهُمْ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ
مِنْ عِنْدِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ مَقْتَلَ
الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،
لَقِيَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، فَقَالَ: هَلْ
لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِي بِهَا؟
فَقُلْتُ: لا. فَقَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بن أبي طالب خطب
ابنة أبي جهل عَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،
فَسَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب
النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، وَأَنَا
يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ، فَقَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ
بَضْعَةً مِنِّي، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ
فِي دِينِهَا. فَقَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ
مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي
مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ فَأَحْسَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَّى لِي، وَإِنِّي
لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلالا، وَلا أُحَلِّلُ حَرَامًا،
وَلَكِنْ وَاللَّهِ لا تَجْتَمِعُ بِنْت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنَةُ
عَدُوِّ اللَّهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا [2] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
مسور: بكسر الميم، وسكون السين.
4920- المسور بن يزيد
(ب د ع) المسور بْن يَزِيدَ الأسدي ثُمَّ المالكي.
يعد فِي الكوفيين. لَهُ صحبة، شهد النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي.
__________
[1] فِي المسند: «حدثني محمد بن عمرو، حدثني ابن
حلحلة» . وهو خطأ، والصواب ما في أسد الغابة، وتنظر
ترجمة «محمد بن عمرو» هذا في التهذيب: 9/ 371.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 326، وفي متنه
زيادة.
(4/400)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا
دُحَيْمٌ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
كَثِيرٍ الْكَاهِلِيِّ، حَدَّثَنَا مُسَوَّرُ بْنُ
يَزِيدَ الْمَالِكِيُّ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي
الصَّلاةِ، فَتَرَكَ آيَةً، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا! قَالَ: فَهَلا
ذَكَّرْتَنِيهَا! فَقَالَ: أَرَاهَا نُسِخَتْ. فقال
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لم
تُنْسَخْ [1] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
الْمُسَوَّرُ: بِضَمِّ الْمِيمِ، وَفَتْحِ السِّينِ
الْمُهْمَلَةِ، وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا،
قَالَهُ ابْنُ ماكولا.
4921- المسيب بن حزن
(ب د ع) المسيب بْن حزن بْن أَبِي وهب بْن عَمْرو بْن
عائذ بْن عمران [2] بْن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي،
يكنى أبا سَعِيد، وهو والد سَعِيد بْن المسيب الفقيه
المشهور.
هاجر المسيب إِلَى المدينة مع أبيه حزن، وَكَانَ
المسيب ممن بايع تحت الشجرة فِي قول.
وقال مصعب: الذي لا يختلف أصحابنا فيه أن المسيب وأباه
من مسلمة الفتح.
وقال أَبُو أحمد العسكري: «أحسبه وهم، لأنه حضر بيعة
الرضوان» . وروى بإسناد لَهُ عَنْ طارق بْن عبد الرحمن
البجلي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب: أَنَّهُ ذكرت عنده
الشجرة التي بايع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم تحتها بيعة الرضوان، فقال: حَدَّثَنِي
أَبِي- وَكَانَ حضرها- أنهم طلبوها فِي العام المقبل،
فلم يعرفوا مكانها.
وشهد اليرموك بالشام، روى عَنْهُ ابنه سَعِيد بْن
المسيب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ [3] بْنُ سَرَايَا بْنُ عَلِيٍّ
وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرزاق، حدثنا معمر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عن ابن
الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ
لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، دَخَلَ عَلَيْهِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: أَيْ عمّ، قل: «لا
إله إلا الله
__________
[1] أخرجه أبو داود، في كتاب الصلاة، باب «الفتح على
الإمام في الصلاة» عن محمد بن العلاء وسليمان بن عبد
الرحمن الدمشقيّ، عن مروان بن معاوية بإسناده. ينظر
الحديث 907: 1/ 238.
[2] في المطبوعة: «عابد بن عمر بن مخزوم» . والصواب عن
المصورة، وكتاب نسب قريش: 345، وجمهرة أنساب العرب
لابن حزم، النشرة الثانية: 141.
[3] كذا، وقد تقدم في أول الكتاب عند بيان ابن الأثير
لسنده في رواية صحيح البخاري، أنه: محمد بن محمد ابن
سرايا.
(4/401)
كَلِمَةٌ أُحَاجُ لَكَ بِهَا عِنْدَ
اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ
مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَلَمْ يَزَالا
يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ [1] آخِرَ كُلِّ شَيْءٍ
كَلَّمَهُمْ بِهِ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ
عَنْهُ. [2] أَخْرَجَهُ الثلاثة.
4922- المسيب بن أبى السائب
(ب) المسيب بْن أَبِي السائب بْن عابد بن عبد الله [3]
بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. واسم أَبِي السائب:
صيفي. والمسيب هَذَا هُوَ أخو السائب بْن أَبِي
السائب.
قَالَ أَبُو معشر: هاجر المسيب بْن أَبِي السائب مرجع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
خيبر.
أخرجه أَبُو عمر.
عابد: بالباء الموحدة.
4923- المسيب بن عمرو
(س) المسيب بْن عَمْرو.
ذكر مقاتل بْن سليمان في تفسير سورة (والعاديات) : إن
النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية إِلَى حي من كنانة،
وأمر عليهم المسيب بْن عَمْرو، أحد النقباء، فغابت ولم
يأته خبرها، فقال المنافقون: قتلوا جميعا. فأخبر
اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْهاُ. فقال: وَالْعادِياتِ
ضَبْحاً 100: 1.
أخرجه أبو موسى، والله أعلم.
__________
[1] لفظ الصحيح: «حتى قال آخر شيء» .
[2] صحيح البخاري، باب قصة أبى طالب: 5/ 65، 66.
[3] في المصورة والمطبوعة: «والمسيب بن أبى السائب بن
عبد الله بن عابد بن عمر» . والمثبت عن كتاب نسب قريش
334، والاستيعاب: 3/ 1401، على أن في مخطوطة كتاب نسب
قريش «عابد» بالباء، والدال، وأثبت السيد المحقق:
«عائذ» ، وقال: «هو الصواب» . وكذلك أثبت في
الاستيعاب، وفي الاستيعاب خطأ ثان وهو: «عمرو بن
مخزوم» ، وصوابه: «عمر» . هذا وتنظر ترجمة أخيه
«السائب» وقد تقدمت برقم 1911: 2/ 315، ويصوب «عائذ»
فيها،: «عابد» .
(4/402)
باب الميم والشين
4924- مشرح الأشعري
(ب د ع) مشرح الأشعري، والد ميل.
لَهُ صحبة، رَأَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم،
لَمْ يرو عَنْهُ غير ابنته.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِجَازَةً،
بِإِسْنَادِهِ إلى أبي بكر أحمد بن عمرو قال: حدثنا
الحسن ابن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
[بْنِ] [1] الْمَسْمُولِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن
سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ [2] ، عَنْ مِيلِ بِنْتِ
مِشْرَحٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ أَبِي قَصَّ أَظْفَارَهُ،
ثُمَّ دَفَنَهَا، فَقَالَ أَبِي: هَكَذَا رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يفعل.
أخرجه الثلاثة.
4925- مشمرج بن خالد
(د ع) مشمرج [3] بْن خَالِد السعدي.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم. روى إياس بْن مقاتل بْن مشمرج: أن جده المشمرج
بْن خَالِد قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم مع وفد عبد القيس، فقال لَهُم النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أفيكم غيركم؟
فقالوا:
غير ابن أختنا. قَالَ: ابن أخت القوم منهم. فكساه
بردا، وأقطعه ركنا بالبادية، وكتب لَهُ كتابا.
أَخْرَجَهُ ابْن منده، وَأَبُو نعيم.
باب الميم والصاد
4926- مصعب الأسلمي
(ع س) مصعب الأسلمي.
ذكره المنيعي والطبراني فِي الوحدان، وقالوا: إنه
أَبُو مصعب الأسلمي.
__________
[1] ما بين القوسين عن ترجمته في الجرح والتعديل لابن
أبى حاتم: 2/ 2/ 267.
[2] الّذي في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم في ترجمة
«مشرح الأشعري» : 4/ 1/ 427 أن عبيد الله بن سلمة بن
وهرام يروى هذا الحديث، عن أبيه، عن ميل بنت مشرح.
[3] في المطبوعة: «مشمرخ» بالخاء. والضبط عن الإصابة:
3/ 401، وتنظر ترجمة «عمرو بن البداح» ، وقد تقدمت
برقم 3867: 4/ 199.
(4/403)
روى شيبان، عَنْ جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مصعب الأسلمي قَالَ:
انطلق غلام لنا فأتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أسألك أن تجعلني ممن تشفع
لَهُ يَوْم القيامة؟ فقال: من علمك- أو: أمرك، أو:
ذلك؟ فقال: ما أمرني إلا نفسي. قَالَ: إِنِّي أشفع لك.
ثُمَّ رده. فقال:
أعني عَلَى نفسك بكثرة السجود.
رواه وهب بْن جرير، عَنْ أبيه فقال: عَنْ أَبِي مصعب.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
4927- مصعب بن أم الجلاس
(د ع) مصعب بْن أم الجلاس.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو
ابن امرأة الجلاس بْن سويد.
روى أَبُو معاوية الضرير، عَنْ هِشَام بْن عروة، عَنْ
أبيه قَالَ: نزلت هَذِه الآية يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ
مَا قالُوا 9: 74 [1] فِي الجلاس بْن سويد بْن الصامت،
أقبل هُوَ وابن امرأته مصعب، فقال:
لئن كَانَ ما جاء به مُحَمَّد حقا لنحن شر من حميرنا
هَذِه! فقال لَهُ مصعب: أي عدو اللَّه، لأخبرن رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَتَاهُ
فأخبره، فأتى الجلاس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر الحديث، وقال فِيهِ: أتوب
إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فقبل رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم توبته [2] .
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم هكذا، فإنهما قالا أول
الترجمة: «مصعب ابن أم الجلاس» .
وذكرا فِي متن الحديث: «ابن امرأة الجلاس» .
4928- مصعب بن شيبة
(ع س) مصعب بْن شيبة بْن عثمان الحجبي العبدري. مختلف
فِي صحبته.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ أحمد، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ ابن حبان،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّاسِبِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو غسان صفوان بن المغلس، حدّثنا يحيى
ابن بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ
شَيْبَةَ- خَازِنِ الْبَيْتِ-
__________
[1] سورة التوبة، آية: 74.
[2] تنظر سيرة ابن هشام: 1/ 519، 520، وتفسير الطبري ط
دار المعارف، الأثر 16968: 14/ 362، والأثر الّذي
يليه. كما ينظر تفسير ابن كثير عند هذه الآية من سورة
التوبة: 4/ 120، 121 بتحقيقنا. وقد تقدمت ترجمة الجلاس
برقم 769: 1/ 346، 347، وتنظر كذلك ترجمة عمير بن سعد،
وقد تقدمت برقم 4070: 4/ 292، 293.
(4/404)
قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَخَذَ الْقَوْمُ
مَقَاعِدَهُمْ، فَإِنْ دَعَا رَجُلٌ أَخَاهُ
وَأَوْسَعَ لَهُ فِي مَجْلِسِهِ، فَلْيَأْتِ
فَلْيَجْلِسْ، فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ أَكْرَمَهُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا، فَإِنْ لَمْ يُوسِعْ
لَهُ فَلْيَنْظُرْ أَوْسَعَ الْبُقْعَةِ مَكَانًا.
وَرَوَى مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
عَنْ أبيه، عَنْ شيبة الحجبي، عَنِ النَّبِيّ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم قَالَ: ثلاث يصفين لك ود أخيك،
فمنها أن يوسع لَهُ فِي المجلس. وذكر الحديث. أخرجه
أبو نعيم، وأبو موسى.
4929- مصعب بن عمير
(ب د ع) مصعب بْن عمير بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن
عَبْد الدار بْن قصي بْن كلاب بْن مرة القرشي العبدري،
يكنى أبا عَبْد اللَّهِ. [1] .
كَانَ من فضلاء الصحابة وخيارهم، ومن السابقين إِلَى
الإسلام. أسلم ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه
وقومه، وَكَانَ يختلف إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم سرا، فبصر بِهِ عثمان بْن طلحة العبدري
يصلي، فأعلم أهله وأمه، فأخذوه فحبسوه، فلم يزل محبوسا
إِلَى أن هاجر إِلَى أرض الحبشة [2] ، وعاد من الحبشة
إِلَى مكة، ثُمَّ هاجر إِلَى المدينة بعد العقبة
الأولى ليعلم الناس القرآن، ويصلي بهم [3] .
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ
إِلَى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن يزيد ابن أَبِي
حَبِيبٍ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ الْقَوْمُ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
يَعْنِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ الأُولَى- بَعَثَ
مَعَهُمْ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ
عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ
كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّ الأَوْسَ
وَالْخَزْرَجَ كَرِهَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَؤُمَّهُ
بَعْضٌ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ قَالا: بَعَثَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ مَعَ النَّفَرِ الاثني عشر
الَّذِينَ بَايَعُوهُ فِي الْعَقَبَةِ الأُولَى،
يُفَقِّهُ أَهْلَهَا وَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ، فكان
منزله عَلَى أسعد بْن زرارة، وكان إنما يسمى بالمدينة
__________
[1] كتاب نسب قريش: 254.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 325، 365.
[3] المرجع السابق: 1/ 434، 436، وما بعدها.
(4/405)
المقرئ، يقال: إنه أول من جمع الجمعة
بالمدينة، وأسلم عَلَى يده أسيد بْن حضير وسعد ابن
معاذ. وكفى بذلك فخرا وأثرا فِي الإسلام.
قَالَ البراء بْن عازب: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَخُو
بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، ثُمَّ أتانا بعده عَمْرو بْن
أم مكتوم، ثُمَّ أتانا بعده عمار بْن ياسر، وسعد بْن
أَبِي وقاص، وعبد اللَّه بْن مسعود، وبلال، ثُمَّ
أتانا عمر بْن الخطاب.
وشهد مصعب بدرا [1] مع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم، وشهد أحدا ومعه لواء رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل بأحد شهيدا،
قتله ابن قمئة الليثي فِي قول ابن إِسْحَاق.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس،
عَنِ ابن إسحاق، فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ: مُصْعَبُ
بْنُ عُمَيْرِ بْنِ هَاشِمٍ، قَتَلَهُ ابْنُ قَمِئَةَ
اللَّيْثِيُّ [2] .
قيل: كَانَ عمره يَوْم قتل أربعين سنة، أو أكثر قليلا.
ويقال: فِيهِ نزلت وَفِي أصحابه مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:
رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ 33: 23
[3] ... الآية.
وروى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ صالح بْن كيسان،
عَنْ بعض آل سعد، عَنْ سعد بْن أَبِي وقاص قَالَ: كنا
قوما يصيبنا ظلف [4] العيش بمكة مع رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فلما أصابنا البلاء اعترفنا،
ومررنا عَلَيْهِ فصبرنا، وَكَانَ مصعب بْن عمير أنعم
غلام بمكة، وأجوده حلة مع أبويه، ثُمَّ لقد رأيته جهد
فِي الإسلام جهدا شديدا، حَتَّى لقد رأيت جلده يتحشف
[5] كما يتحشف جلد الحية.
وقال الواقدي: كَانَ مصعب بْن عمير فتى مكة شبابا
وجمالا وسبيبا [6] ، وَكَانَ أبواه يحبانه، وكانت أمه
تكسوه أحسن ما يكون من الثياب، وَكَانَ أعطر أهل مكة،
وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
يذكره ويقول: ما رأيت بمكة أحسن لمة [7] ، ولا أنعم
نعمة من مصعب بن عمير.
__________
[1] المرجع نفسه: 1/ 680.
[2] المرجع نفسه: 2/ 73، 122.
[3] سورة الأحزاب، آية: 23.
[4] ظلف العيش: خشونته وشدته.
[5] أي: يتقبض ويتقلص.
[6] في المصورة والمطبوعة: «سيبا» والمثبت عن الطبقات
الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 82. وفي اللسان: «والسبيبة:
الثوب الرقيق» . وفي الاستيعاب 4/ 1474: «جمالا وتيها»
.
[7] اللمة: من شعر الرأس دون الجمة، سميت بذلك لأنها
ألمت بالمنكبين، فإذا زادت فهي الجمة.
(4/406)
أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ
وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ابن
بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي
يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
الْقُرَظِيِّ قَالَ:
حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّا لَجُلُوسٌ مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ إِذْ
طَلَعَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمَا
عَلَيْهِ إِلا بُرْدَةٌ لَهُ مَرْقُوعَةٌ بِفَرْوٍ،
فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى لِلَّذِي كَانَ فِيهِ مِنَ
النِّعْمَةِ، وَالَّذِي هُوَ فِيهِ الْيَوْمَ. ثُمَّ
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:
كيف بِكُمْ إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ
وَرَاحَ فِي حُلَّةٍ، وَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ
صَحْفَةٌ، وَرُفِعَتْ أُخْرَى، وَسَتَرْتُمْ
بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟! قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مِنَّا
الْيَوْمَ، نَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ، وَنُكْفَى
الْمُؤْنَةَ [1] ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتُمُ [2] الْيَوْمَ
خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ [3] . قَالَ:
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ،
حَدَّثَنَا [4] سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: هَاجَرْنَا [5]
مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فابتغى وَجْهَ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى
الله، فمنّا من مات لم يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ [6]
شَيْئًا، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ
فَهُوَ يَهْدِبُهَا [7] وَإِنَّ مُصْعَبَ بْنَ
عُمَيْرٍ مَاتَ وَلَمْ يَتْرُكْ إِلا ثَوْبًا، كَانَ
إِذَا غَطُّوا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا
غَطُّوا بِهِ رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسِهِ. فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
غَطُّوا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا على رجليه الإذخر [8] .
أخبرنا أبو محمد بن أَبِي الْقَاسِمِ الْحَافِظُ
كِتَابَةً [9] ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أحمد بن
الحسن، حدّثنا أبو الحسين بن أَبِي مُوسَى، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
مَطَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: وَقَفَ
__________
[1] أي: ندفع عنا تحصيل القوت، لحصوله بأسباب مهيأة
لنا، فنتفرغ للعبادة.
[2] لفظ الترمذي: «لا، أنتم اليوم ... » .
[3] تحفة الأحوذي، أبواب صفة القيامة، الحديث 2594: 7/
176، 177، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
[4] في المطبوعة: «حدثنا أبو سفيان» . والصواب عن
الترمذي، والبخاري، كتاب الرقاق، باب «فضل الفقر» :
8/ 119. وأبو أحمد هذا هو محمد بن عبد الله الزبيري،
يروى عن سفيان الثوري. ينظر التهذيب: 9/ 254.
[5] أي: بأمر رسول الله.
[6] يعنى الغنائم التي تناولها من أدرك زمن الفتوح،
وكأن المراد بالأجر ثمرته، فليس مقصورا على أجر
الآخرة.
[7] في المطبوعة: «فهو يهدينا» ، بالياء المثناة، وهو
خطأ والصواب عن الترمذي. وفي النهاية لابن الأثير:
«ومنه حديث خباب» : «وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ
ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا.، أي: يجنيها» . هذا
وتكسر الدال وتضم.
[8] الإذخر- بكسر الهمزة-: حشيش معروف طيب الرائحة.
والحديث أخرجه الترمذي في أبواب المناقب. تنظر تحفة
الأحوذي، باب مناقب مصعب بن عمير، الحديث 3943:
10/ 353- 355، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
[9] في المطبوعة: «القاسم بن الحافظ» . و «بن» غير
ثابتة في المصورة. وتنظر ترجمتنا لأبى محمد في 3/ 311.
(4/407)
رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى
مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ مُنْجَعِفٌ عَلَى
وَجْهِهِ [1] يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَكَانَ صَاحِبَ
لِوَاءِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ
صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ
مَنْ قَضى نَحْبَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ، وَما
بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 33: 23 [2] ، إِنَّ رَسُولَ
اللَّهِ يَشْهَدُ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ شُهَدَاءُ
عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ثُمَّ أَقْبَلَ
عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ،
ائْتُوهُمْ فَزُورُوهُمْ، وَسَلِّمُوا عليهم، فو الّذي
نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلا رَدُّوا عَلَيْهِ
السَّلامَ. وَلَمْ يُعْقَبْ مُصْعَبٌ إِلا مِنَ
ابْنَتِهِ زَيْنَبَ.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
باب الميم مع الضاد
4930- مضارب العجليّ
(س) مضارب العجلي.
أورده يَحْيَى بْن يونس وقال: لا أدري: له صحبة أم لا.
قَالَ جَعْفَر: وهو من بكر بْن وائل، لا صحبة لَهُ،
وحديثه مرسل، رواه قرة، عَنْ قتادة، عَنْهُ فِي ترجمة
مرثد [3] بْن ظبيان.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4931- مضرح بن جدالة
(د ع) مضرح بْن جدالة.
أتى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فقال: كيف فضل
أمتك عَلَى سائر الأمم.
روى حديثه عَاصِم بْن عَبْد اللَّهِ الْمَرْوَزِيّ،
عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي زياد، عَنْ ليث، عَنِ
الضحاك، عَنِ ابن عباس.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
__________
[1] أي: مصروع.
[2] سورة الأحزاب، آية: 23.
[3] تقدمت ترجمة «مرثد بن ظبيان» برقم 4820: 5/ 136.
(4/408)
4932- مضطجع بن أثاثة
(د ع) مضطجع بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب بْن عبد
مناف، أخو مسطح [1] بن أثاثة.
شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم، قاله مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْنِ شهاب.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4933- مضرس بن سفيان
مضرس بْن سفيان بْن خفاجة بْن النابغة بْن عنز بْن
حبيب بْن واثلة [2] بْن دهمان بن نصر ابن معاوية بْن
بكر بْن هوازن.
شهد حنينا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
قاله هِشَام بْن الكلبي، وهو نصري، من بني نصر بْن
معاوية.
باب الميم والطاء
4934- مطاع
مطاع، سماه النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم مطاعا،
وَكَانَ اسمه مسعودا.
من ولده أَبُو مسعود عبد الرحمن بْن المثنى بْن المطاع
بْن عِيسَى بْن المطاع اللخمي، روى عَنْ أبيه المثنى،
روى عَنْهُ الطبراني [3] ، قاله أَبُو سعد السمعاني،
وَأَبُو أحمد العسكري.
وقال أَبُو أحمد: قَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنت مطاع فِي قومك، امض إليهم،
فمن دخل تحت رايتي هَذِه فقد أمن العذاب» . فأتاهم
فأخبرهم، فأقبلوا معه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروي عَنْ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نهى عن خصاء
الخيل.
4935- مطر بن عكامس
(ب د ع) مطر بْن عكامس السلمي، من بني سُلَيْم بْن
مَنْصُور.
يعد فِي الكوفيين. روى عنه أبو إسحاق السّبيعى.
__________
[1] تقدمت ترجمة «مسطح بن أثاثة» برقم 4865: 5/ 156.
[2] كذا «واثلة» ، بالثاء المثلثة في المصورة
والمطبوعة، وقد تقدم مثله في ترجمة «مالك بن عوف
النصري» : 5/ 43 وقال الحافظ في ترجمة مالك هذا في
الإصابة 3/ 331: «وواثلة في نسبه ضبطت بالمثلثة عند
أبى عمر، لكنها بالمثناة التحتانية عند ابن سعد» .
[3] أخرجه الطبراني في المعجم الصغير عن عبد الرحمن بن
المثنى، وقال: «لا يروى هذا الحديث عن مسعود إلا بهذا
الإسناد، تفرد به عنه ولده» . ينظر: 1/ 242.
(4/409)
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ،
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ أَنَّهُ
قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم: إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض، جعل له إليها
حاجة» [1] . أخرجه الثلاثة.
4936- مطر الليثي
(س) مطر الليثي.
روى هدبة بْن خَالِد، عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق قَالَ: سمعت أبا جَعْفَر
يقول: سمعت زياد بْن سعد الضمري، يحدث عروة بْن
الزبير، عَنْ أبيه، عَنْ جده قَالَ- وَكَانَ قد شهد
حنينا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم- قَالَ: صلى رَسُول اللَّهِ الظهر، وقام إليه
عيينة بْن حصن [بْن حذيفة [2]] بْن بدر يطلب بدم
عَامِر بْن الأضبط، وهو سيد قيس، فجاء الأقرع بْن حابس
يرد عَنْ محلم بْن جثامة، وهو سيد خندف، فقال عيينة:
لا أدعه حَتَّى أذيق نساءه من الحزن [3] ما أذاق
نسائي. فقام رجل من بني ليث، يقال له «مطر» ، نصف من
الرجال، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، ما أجد لهذا القتيل
مثلا فِي غرة [4] الإسلام إلا الغنم، وردت فرميت
أولاها، فنفرت أخراها، اسنن [5] اليوم وغير غدا ...
وذكر الحديث.
وقد رواه مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر بْن الزبير، عَنْ
زياد بْن ضميرة، عَنْ أبيه، وسمى هَذَا الرجل:
مكيتلا [6] .
أخرجه أَبُو موسى.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب القدر، باب «ما جاء أن النفس
تموت حيث ما كتب لها» ، الحديث 2235: 6/ 359، وقال
الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، ولا نعرف لمطر بن عكامس،
عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
غير هذا الحديث» .
[2] ما بين القوسين المعقوفين عن ترجمة عيينة بن حصن»
. وقد تقدمت برقم 4160: 4/ 331، وعن سيرة ابن هشام 2/
627.
[3] كذا في المصورة والمطبوعة. وفي سيرة ابن هشام: «من
الحرقة» .
[4] في المطبوعة والمصورة: «في عزة» . بالعين والزاى،
والمثبت عن سيرة ابن هشام. وفي النهاية- وقد ذكر
الحديث- «غرة الإسلام: أوله، وغرة كل شيء أوله» .
[5] في النهاية لابن الأثير: «وفي حديث محلم بن جثامة:
(اسنن اليوم وغير غدا) أي: اعمل بسنتك التي سننتها في
القصاص ثم بعد ذلك إذا شئت أن تغير فغير، أي: تغير ما
سننت. وقيل: تغير، من أخذ الغير- بكسر ففتح- وهي:
الدية» .
[6] وكذا ورد السند في سيرة ابن هشام: 2/ 627.
(4/410)
4937- مطر بن هلال
(د ع) مطر بْن هلال، من بني صباح بْن لكيز بْن أفصى
بْن عبد القيس. وصباح أخو نكرة [1] .
روى أَبُو سلمة المنقري، عَنْ مطر بْن عبد الرحمن
قَالَ: حدثتني امرأة من عبد القيس يقال لَهَا: أم أبان
بنت [الوازع بْن [2]] الزارع، عَنْ جدها الزارع بْن
عَامِر: أَنَّهُ خرج وَافِدًا إِلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأخرج معه أخاه لأمه
مطر بْن هلال، حتَّى قدموا عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
وروى أَبُو داود الطيالسي، عَنْ مطر، عَنْ أم أبان،
عَنْ جدها الزارع قالت: خرج جدي الزارع وَافِدًا إِلَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ومعه
ابن لَهُ مجنون، ليدعو لَهُ النَّبِيّ صلى اللَّه عليه
وسلّم، ليذهب ما به.
4938- مطرح بن جندلة
(س) مطرح بْن جندلة السلمي.
روى زيد القمي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عَنِ ابن
عباس: أن رجلا من الأعراب من بني سُلَيْم، اسمه: مطرح
بْن جندلة، سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رسول اللَّهِ، ما فضل أمتك
عَلَى أمة نوح وأمة هود وصالح وموسى وعيسى؟ فقال
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «إن فضل أمتي عَلَى
هَذِه الأمم كفضل اللَّه تعالى عَلَى جميع الخلائق» .
أخرجه أَبُو موسى، وقد تقدم هَذَا الحديث فِي «مضرح
بْن جدالة» وأحدهما مصحف من الآخر، والله أعلم.
4939- مطرف بن بهصل
(ب د ع) مطرف بْن بهصل بْن كعب بْن قشع بْن دلف بْن
أهضم بْن عَبْد اللَّهِ بْن حرماز، واسمه: الحارث بْن
مالك بْن عَمْرو بْن تميم. قاله ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «أخو بكرة» . بالباء،
والمثبت عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم، النشرة
الثانية: 295.
وفي تاج العروس، مادة نكر: «ونكرة بْن لكيز بْن أفصى
بْن عبد القيس، بالضم، أبو قبيلة» .
[2] ما بين القوسين عن ترجمة «الزارع بن عامر» ، وقد
تقدمت برقم 1722: 2/ 245. وتنظر ترجمة «أم أبان» في
التهذيب: 12/ 458.
(4/411)
وقال أَبُو عمر: «مطرف بْن بهصل المازني،
من بني مازن بْن عَمْرو بْن تميم. خبره مذكور فِي قصة
الأعشى المازني، لَهُ صحبة، ولا تعرف لَهُ رواية [1] »
.
أخرجه الثلاثة.
4940- مطرف بن خالد
مطرف بْن خَالِد بْن نضلة الباهلي، من بني فراص [2]
بْن معن.
أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكتب
لَهُ كتابا.
قاله أبو أحمد العسكري مختصرا.
4941- مطرف بن مالك
(ب) مطرف بْن مالك، أَبُو الريان القشيري [3] .
لا أعلم لَهُ رواية، شهد فتح تستر مع أَبِي موسى. روى
عَنْهُ زرارة بْن أوفى، خبره فِي شهود فتح تستر.
أخرجه أبو عمر.
4942- مطعم بن عبيدة
(د ع) مطعم بْن عبيدة البلوي.
عداده فِي أهل مصر، لَهُ صحبة.
روى عَنْهُ ربيعة بْن لقيط أَنَّهُ قَالَ: خرجت إِلَى
ابن عمر فِي الفتنة، فلقيت عَلَى بابه مطعم ابن عبيدة
البلوي، فقال: أين تريد؟ قلت: أردت هَذَا الرجل من
أصحاب مُحَمَّد، لأقوم معه حَتَّى يجمع اللَّه أمر
الناس. فقال: وفقك اللَّه. ثُمَّ قَالَ: عَهِدَ
إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
أن أسمع وأطيع، وَإِن كَانَ عَلَي أسود مجدع.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2409: 3/ 1401.
[2] في المصورة «فراض» ، وفي المطبوعة: «قراض» ،
والصواب «فراص» عن المعارف لابن قتيبة: 81، وجمهرة
أنساب العرب لابن حزم: 245، والقاموس: (فرص) .
[3] في المصورة والمطبوعة: «أبو الريان القشر» .
والمثبت عن الاستيعاب: 3/ 1401.
(4/412)
4943- مطلب بن أزهر
(ب س) مطلب بْن أزهر بْن عَبْد عوف بْن عَبْد بْن
الحارث بن زهرة القرشي، أخو عبد الرحمن وطليب ابني
أزهر. وهو ابْنُ عم عَبْد الرَّحْمَن بْن عوف بْن عبد
عوف الزُّهْرِيّ.
وهو أخو طليب من السابقين إِلَى الإسلام، ومن مهاجرة
الحبشة، وَبِهَا ماتا جميعا، وهاجر مع المطلب امرأته:
رملة بِنْت أَبِي عوف بْن صبيرة السهمية، ولدت لَهُ
بأرض الحبشة ابنه عَبْد اللَّهِ، وَكَانَ يقال: إنه
أول من ورث أباه فِي الإسلام. قاله ابن إِسْحَاق [1] .
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
4944- مطلب بن حنطب
(ب س) مطلب بْن حنطب بْن الحارث بْن عُبَيْد بْن عمر
بْن مخزوم المخزومي القرشي. أمه حفصة بِنْت المغيرة
بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أنه قال: «أَبُو بكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر من
الرأس» . وليس إسناده بالقوي، وقد روى هَذَا الحديث
لأبيه حنطب، وهو مذكور هناك [2] .
ومن حديثه أن رجلا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم عَنِ الغيبة، فقال: تذكر من الرجل ما
يكره أن يسمع.
قَالَ: وَإِن كَانَ حقا؟ قَالَ: إذا كَانَ باطلا فهو
البهتان. ومن ولد المطلب هَذَا: الحكم بْن المطلب بْن
عَبْد اللَّهِ بْن المطلب بْن حنطب [3] ، كَانَ أكرم
أهل زمانه، ثُمَّ تزهد فِي آخر عمره، ومات بمنبج [4]
فقيل فِيهِ [5] :
سالوا [6] عَنِ الجود والمعروف: ما فعلا؟ ... فقلت:
إنهما ماتا مع الحكم
ماتا مع الرجل الموفى بذمته ... قبل السؤال، إذا لَمْ
يوف بالذمم
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
4945- مطلب بن ربيعة
(ب د ع) مطلب بْن ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن
هاشم القرشي الهاشمي. وقيل:
عبد المطلب. وقد ذكرناه [7] .
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 258، 325.
[2] ينظر: 2/ 62، 63.
[3] تنظر أخبار الحكم في كتاب نسب قريش لمصعب: 339-
341. وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 142.
[4] منبج- بالفتح، ثم السكون، وباء موحدة، وجيم: بلد
قديم كبير واسع، بينه وبين الفرات ثلاثة فراسخ، وإلى
حلب عشرة فراسخ.
[5] الاستيعاب: 3/ 1402.
[6] «سالوا» : أصل «سألوا» ، فخففت الهمزة.
[7] تقدمت ترجمته برقم 3422: 3/ 508.
(4/413)
وَكَانَ غلاما عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. وقال الزبير: كَانَ
رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن دمشق،
وقيل: قدم مصر غاديا إِلَى إفريقية سنة تسع وعشرين.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ
بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أَبِي،
حدثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر، حدثنا شعبة، عن عبد
رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أنس، عن
عبد الله ابن نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ: أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
الصَّلاةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهُّدٌ فِي كُلِّ
رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَاؤُسٌ وَتَمَسْكُنٌ، وَتُقْنِعُ
يَدَيْكَ [1] فَتَقُولُ: «يَا رَبِّ، يَا رَبِّ» ،
فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ [2] . وقد
جعل أَبُو بكر بْن أَبِي عَاصِم فِي كتاب «الآحاد
والمثاني» في أسماء، الصحابة: عبد المطلب ابن ربيعة،
وذكر المطلب بْن ربيعة ترجمة أخرى، كأنه جعلهما اثنين،
إلا أَنَّهُ ذكر فِي كل واحدة من الترجمتين حديث
استعماله عَلَى الصدقة، فهذا يدل عَلَى أنهما واحد،
والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
4946- مطلب بن أبى وداعة
(ب د ع) مطلب بْن أَبِي وداعة. واسم أَبِي وداعة:
الحارث بْن صبيرة [3] بْن سعيد بن سعد ابن سهم بْن
عَمْرو بْن هصيص القرشي السهمي. وأمه أروى بنت الحارث
بْن عبد المطلب ابن هاشم.
أسلم يَوْم الفتح، ثُمَّ نزل الكوفة. ثُمَّ تحول إِلَى
المدينة. وَكَانَ أبوه أَبُو وداعة، قد أسر يَوْم بدر،
فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«تمسكوا بِهِ، فإن لَهُ ابنا كيسا» . فخرج المطلب بْن
أَبِي وداعة سرا، حَتَّى فدى أباه بأربعة آلاف درهم،
وهو أول أسير فدي من بدر، ولامته قريش فِي بداره ودفعه
الفداء، فقال: «ما كنت لأدع أَبِي أسيرا [4] » . فسار
الناس بعده إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
ففدوا أسراهم.
__________
[1] أي: ترفعهما.
[2] الخداج: النقصان. والكلام على حذف مضاف والتقدير:
ذات خداج.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 4/ 167.
[3] هكذا في أسد الغابة: «صبيرة» ، بالصاد مصغرا، وهذا
ما أثبته السهيليّ في الروض الأنف: 2/ 79، ثم قال:
«وقد ذكر الخطابي عن العنبري أنه يقال فيه: ضبيرة،
بالضاد المعجمة» . وينظر كتاب نسب قريش: 406.
[4] كتاب نسب: قريش 496.
(4/414)
روى عَنْهُ ابناه: كَثِير وجعفر، والمطلب
بْن السائب بْن أَبِي وداعة، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو الفضل بن الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ
بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ
نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ
وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَعْيَانِ بَنِي الْمُطَّلِبِ،
عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ [أَبِي] [1] وَدَاعَةَ قَالَ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ سَبْعَةٍ [2] ، حَاجَى
[3] بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّقِيفَةِ، فَيُصَلِّي
رَكْعَتَيْنِ فِي حَاشِيَةِ الْمَطَافِ، لَيْسَ
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطواف أحد [4] .
أخرجه الثلاثة.
4947- مطيع بن الأسود
(ب د ع) مطيع بْن الأسود بْن حارثة بْن نضلة بْن عوف
بْن عُبَيْد بْن عويج بْن عدىّ ابن كعب القرشي العدوي.
كَانَ اسمه العاصي، فسماه رسول الله صلى الله عليه
وسلم مطيعا [5] ، وقال لعمر بْن الخطاب: إن ابن عمك
العاصي لَيْسَ بعاص، ولكنه والله مطيع. وأمه العجماء
بنت عَامِر بْن الفضل بْن كليب بن حبشيّة ابن سلول
الخزاعية.
روى عَنْهُ ابنه عَبْد الْمَلِكِ بْن مطيع: أن
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم جلس عَلَى المنبر،
وقال للناس: اجلسوا.
فدخل العاصي بْن الأسود، فسمع قَوْله «اجلسوا» فجلس.
فلما نزل النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم جاء
العاصي، فقال لَهُ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم: يا عاصي، ما لي لَمْ أرك فِي الصلاة؟! فقال:
بأبي وأمى أنت يا رَسُول اللَّهِ، دخلت فسمعتك
تَقُولُ: «اجلسوا» ، فجلست حَيْثُ انتهى إلي السمع.
فقال: «لست بالعاصي، ولكنك مطيع» ، فسمي مطيعا من
يومئذ. وهو من المؤلفة قلوبهم. وحسن إسلامه، ولم يدرك
من عصاة قريش الإسلام فأسلم غيره.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن
أحمد قال: حدثني أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ،
حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [6] ،
حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ
الله بن أبى السّفر، عن
__________
[1] ما بين القوسين ليس في المطبوعة والمصورة، ولا بد
من إثباته.
[2] في المطبوعة: «سعيه» . والمثبت عن المصورة، وفي
المسند للإمام أحمد: «فرغ من أسبوعه» . وفي اللسان عن
الليث:
«الأسبوع من الطواف ونحوه: سبعة أطواف» .
[3] كذا في المطبوعة. وفي المصورة: «حاجتي» . وعلى
هامشها: «حاجي» مثل المطبوعة.
[4] أخرجه الإمام أحمد بنحوه من طريق ابن جريج.
المسند: 6/ 399.
[5] كتاب نسب قريش: 383.
[6] في المسند: «عن أبى إسحاق» .
(4/415)
عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ، أَحَدِ بَنِي عَدِيِّ
بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ مُطِيعٍ وَكَانَ اسْمُهُ
الْعَاصِي، فَسَمَّاهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
مطيعا- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
[1] : «لا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ
أَبَدًا، وَلا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ بَعْدَ هَذَا
الْيَوْمِ صَبْرًا أَبَدًا» [2] . وقال العدوي: هُوَ
أحد السبعين الذين هاجروا من بني عدي.
وتوفي بمكة، وقيل: بالمدينة فِي خلافة عثمان، وَكَانَ
ابنه عَبْد اللَّهِ بْن مطيع عَلَى الناس يَوْم الحرة
[3] أمره أهل المدينة عَلَى أنفسهم. وقيل: كَانَ أميرا
عَلَى قريش. ولمطيع ابن آخر اسمه:
سُلَيْمَان، قتل مع عائشة يَوْم الجمل.
أخرجه الثلاثة.
4948- مطيع بن عامر
مطيع بْن عَامِر بْن عوف بْن كعب بْن أبي بكر بن كلاب
بن ربيعة، وهو أخو ذي اللحية الكلابي.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم. كان اسمه العاصي فسماه رسول الله صلى الله عليه
وسلم مطيعا [4] .
ذكره الدار قطنى.
باب الميم والظاء
4949- مظهر بن رافع
(ب س) مظهر بْن رافع بْن عدي بْن زيد بن جشم بْن حارثة
بْن الحارث بْن الخزرج ابن عَمْرو بْن عَامِر بْن
الأوس الأنصاري الأوسي ثم الحارثي. وهو أخو ظهير بْن
رافع لأبيه وأمه.
وشهد مظهر أحدا وما بعدها مع رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم. وأدرك خلافة عمر بْن الخطاب.
قَالَ الواقدي: أقبل مظهر بْن رافع الْحَارِثِيّ
بأعلاج [5] من الشام ليعملوا لَهُ فِي أرضه، فلما نزل
خيبر أقام بِهَا ثلاثا، فحرضت يهود الأعلاج عَلَى
قتله. فلما خرج من خيبر وثبوا
__________
[1] لفظ المسند: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول» .
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 412، 4/ 213.
[3] كانت وقعة الحرة سنة 63 هـ، وذلك أن أهل المدينة
خرجوا على يزيد لقلة دينه. فجهز لحربهم جيشا عليهم
مسلم بن عقبة.
فالتقوا بظاهر المدينة لثلاث بقين من ذي الحجة، فقتل
فيها عدد من الصحابة، ومن أولاد المهاجرين والأنصار
306 أنفس.
العبر للذهبى: 1/ 67، 68.
[4] جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 283.
[5] الأعلاج: جمع علج، وهو: الرجل من كفار العجم.
(4/416)
عَلَيْهِ فقتلوه، ثُمَّ رجعوا إِلَى خيبر،
فزودتهم يهود حَتَّى لحقوا بالشام. وبلغ عمر بْن
الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ الخبر، فأجلى يهود من خيبر
[1] .
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
مظهر: بضم الميم، وفتح الظاء، وتشديد الْهَاء وكسرها.
باب الميم والعين
4950- معاذ بن أنس
(ب ع س) معاذ بْن أنس الجهني، والد سهل.
سكن مصر، روى عنه ابنه سهل، وله نسخة كبيرة عند ابنه
سهل، أورد مِنْها أَحْمَد بْن حنبل فِي مسنده، وَأَبُو
داود، والنسائي، وَأَبُو عِيسَى، وابن ماجة، والأئمة
بعدهم فِي كتبهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا:
بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حدثنا سعيد
بن أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدِ
الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ
بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ تَوَاضُعًا،
وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ، حَتَّى
يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإِيمَانِ شَاءَ
يَلْبَسُهَا» [2] . أَخْرَجَهُ أبو نعيم، وأبو عمر،
وأبو موسى.
4951- معاذ أبو بشر
(س) معاذ، أَبُو بشر الأسدي.
ذكرناه فِي ترجمة ابنه «بشر [3] بْن معاذ» .
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
__________
[1] المرجع السابق: 340.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب القيامة، الحديث 2598: 7/
183، 184. وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة الأحوذي:
«وحديث معاذ بن أنس هذا ذكره المنذري في الترغيب وقال:
رواه الترمذي وقال: حديث حسن، والحاكم في موضعين من
المستدرك، وقال في أحدهما: صحيح الإسناد» ثم قال
الحافظ أبو العلى: «ليس في النسخ الموجودة عندنا قول
الترمذي: «حديث حسن» .
[3] تقدمت ترجمته برقم 440: 1/ 225.
(4/417)
4952- معاذ التميمي
معاذ التميمي.
روى السائب بْن يَزِيدَ، عَنْ رجل من بني تميم اسمه
معاذ:، أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم وقد ظاهر [1] بين درعين.
قاله أَبُو عَليّ الغساني.
4953- معاذ بن جبل
(ب د ع) معاذ بْن جبل بْن عَمْرو بْن أوس بْن عائذ بْن
عدي بن كعب بن عمرو بن أدىّ ابن سعد بْن عَلِيِّ بْنِ
أسد بْن ساردة بْن تزيد بْن جشم بْن الخزرج
الْأَنْصَارِيّ الخزرجي، ثُمَّ الجشمي وأدى الَّذِي
ينسب إليه هُوَ: أخو سلمة بْن سعد، القبيلة التي ينسب
إليها من الأنصار.
وقد نسبه بعضهم فِي بني سلمة، وقال ابن إِسْحَاق: إنما
ادعته بنو سلمة، لأنه كَانَ أخا سهل ابن مُحَمَّد بْن
الجد بْن قيس لأمه، وسهل من بني سلمة.
وقال الكلبي: هُوَ من بني أدي، كما نسبناه أولا،
قَالَ: ولم يبق من بني أدي أحد، وعدادهم فِي بني سلمة،
وآخر من بقي منهم عبد الرحمن بْن معاذ [2] ، مات فِي
طاعون عمواس [3] بالشام. وقيل: إنه مات قبل أبيه معاذ،
فعلى هَذَا يكون معاذ آخرهم، وهو الصحيح.
وَكَانَ معاذ يكنى أبا عبد الرحمن، وهو أحد السبعين
الَّذِينَ شهدوا العقبة من الأنصار، وشهد بدرا وأحدا
والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عَبْد اللَّهِ
بْن مسعود. وَكَانَ عمره لِمَا أسلم ثماني عشرة سنة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بإسناده
عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنُ
عَمْرٍو قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ
ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بن كعب، ومعاذ ابن جَبَلٍ،
وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ [4] . أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
وَكِيعٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ دَاوُدَ الْعَطَّارِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
__________
[1] أي جمع ولبس إحداهما فوق الأخرى.
[2] جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 358.
[3] عمواس- بفتح أوله وثانيه-: كورة من فلسطين قرب بيت
المقدس، وكانت عمواس قصبتها قديما، وهي ضيعة جليلة على
ستة أميال من بيت المقدس، منها كان ابتداء الطاعون
المنسوب إليها في زمن عمر، قيل: مات فيه خمسة وعشرون
ألفا.
[4] مسند الإمام أحمد: 2/ 190.
(4/418)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ» وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ، وَقَالَ: «وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ
وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ [1] » . أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْخَطِيبُ قَالَ:
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ،
حَدَّثَنَا على ابن الْمُحَسِّنِ، حَدَّثَنَا أَبُو
سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
السِّمْسَارُ [2] ، حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ
الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْبَابْلُتِّيُّ [3] ، حَدَّثَنَا سلمة بن
وردان قال: سمعت أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: أَتَانِي
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ مِنْ عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فَقَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا
إِلَهَ إِلا اللَّه مُخْلِصًا بِهَا قَلْبُهُ، دَخَلَ
الْجَنَّةَ. فَذَهَبْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدَّثَنِي
مُعَاذٌ أَنَّكَ قُلْتَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ
إِلا اللَّه، مخلصا بها قلبه، دخل الجنة» . قال:
صَدَقَ مُعَاذٌ.
صَدَقَ مُعَاذٌ. صَدَقَ مُعَاذٌ. وروى سهل بْن أَبِي
حثمة [4] ، عَنْ أبيه قَالَ: كان الذين يفتون عَلى عهد
رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم من
المهاجرين: عمر، وعثمان، وَعَليّ. وثلاثة من الأنصار:
أَبِي بْن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد ابن ثابت.
وقال جابر بْن عَبْد اللَّهِ: كَانَ معاذ بْن جبل من
أحسن الناس وجها، وأحسنه خلقا، وأسمحه كفا، فادان دينا
كثيرا، فلزمه غرماؤه حَتَّى تغيب عنهم أياما فِي بيته،
فطلب غرماؤه من رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم أن يحضره، فأرسل إليه، فحضر ومعه غرماؤه، فقالوا:
يا رَسُول اللَّهِ، خذلنا حقنا! فقال رَسُول اللَّهِ
صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: رحم اللَّه من تصدق
عَلَيْهِ. فتصدق عَلَيْهِ ناس، وأبى آخرون، فخلعه [5]
رَسُول الله من ماله، فاقتسموه بينهم، فأصابهم خمسة
أسباع حقوقهم.
فَقَالَ لَهُمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم: لَيْسَ لكم إلا ذَلِكَ. فأرسله رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن،
وقال:
لعل اللَّه يجبرك، ويؤدي عنك دينك. فلم يزل باليمن
حَتَّى توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب «مناقب معاذ بن
جبل» ، الحديث 3879: 10/ 293، 294. وقال الترمذي: «هذا
حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه.
وقد رواه أبو قلابة عن أنس، عن النبي صلى الله عليه
وسلم، نحوه» . وقال الحافظ أبو العلى: «قال الحافظ في
الفتح بعد ذكر هذا الحديث: «رجاله ثقات» ، انتهى.
وأخرجه أيضا أحمد في مسندة، وابن حبان في صحيحه،
وأخرجه أبو يعلى عن عبد الله بن عمر» .
[2] لأبى سعيد السمسار ترجمه في العبر: 2/ 1، وفيها:
«جعفر بن الوضاح» . وفي المصورة: «جعفر بن محمد بن
السمسار» .
[3] في المطبوعة: «البابلي» . والمثبت عن المصورة،
والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 2/ 164، واللباب
لابن الأثير:
1/ 81.
[4] في المطبوعة: «خيثمة» . والصواب عن المصورة،
والخلاصة.
[5] أي: أعطاهم ماله كله. وفي الحديث: «إن من توبتي أن
أنخلع من مالي صدقة» ، أي: أخرج عنه جميعه، وأتصدق به،
وأعرى منه كما يعرى الإنسان إذا خلع ثوبه.
(4/419)
وروى ثور بْن يَزِيدَ قَالَ: كَانَ معاذ
إذا تهجد من الليل قَالَ: اللَّهمّ، نامت العيون،
وغارت النجوم، وأنت حي قيوم. اللَّهمّ، طلبي الجنة
بطيء، وهربي من النار ضعيف. اللَّهمّ، اجعل لي عندك
هدي ترده إلي يَوْم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
ولما وقع الطاعون بالشام قَالَ معاذ: اللَّهمّ، أدخل
عَلَى آل معاذ نصيبهم من هَذَا. فطعنت [1] لَهُ
امرأتان، فماتتا، ثُمَّ طعن ابنه عبد الرحمن فمات. تم
طعن معاذ بْن جبل، فجعل يغشى عَلَيْهِ، فإذا أفاق قال:
اللَّهمّ، غمّنى غمّك، فو عزّتك إنك لتعلم أني أحبك.
ثُمَّ يغشى عَلَيْهِ.
فإذا أفاق قَالَ مثل ذَلِكَ.
وقال عَمْرو بْن قيس: إن معاذ بْن جبل لِمَا حضره
الموت قَالَ: انظروا، أصبحنا؟ فقيل:
لَمْ نصبح. حَتَّى أتي فقيل: أصبحنا. فقال: أعوذ
باللَّه من ليلة صباحها إِلَى النار! مرحبا بالموت،
مرحبا زائر حبيب جاء عَلَى فاقة! اللَّهمّ، تعلم أني
كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، إِنِّي لَمْ أكن أحب
الدُّنْيَا وطول البقاء فيها لكرى [2] الأنهار، ولا
لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات،
ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
وقال الْحَسَن: لِمَا حضر معاذا الموت جعل يبكي، فقيل
لَهُ: أتبكي وأنت صاحب رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم، وأنت، وأنت؟ فقال: ما أبكي جزعا من
الموت، إن حل بي، ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هي
القبضتان، فلا أدري من أي القبضتين أنا.
قيل: كَانَ معاذ ممن يكسر أصنام بني سلمة.
وقال النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: معاذ أمام
العلماء يَوْم القيامة برتوة [3] أو رتوتين. وقال فروة
الأشجعي، عَنِ ابن مسعود: «إن معاذ بْن جبل كَانَ
أُمَّةً قَانِتًا للَّه حنيفا، ولم يك من المشركين» .
فقلت لَهُ: إنما قَالَ اللَّه: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ
أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ 16: 120 [4] . فأعاد قَوْله:
«إن معاذا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للَّه، الآية، وقال:
ما الأمة؟ وما القانت؟ قلت: الله
__________
[1] يقال: طعن الرجل- بالبناء للمجهول فهو طعين، إذا
أصابه الطاعون.
[2] أي: حفر الأنهار، يقال كريت النهر كريا: إذا
حفرته.
[3] الرتوة: رمية سهم، وقيل: ميل. وقيل: مدى البصر.
[4] سورة النحل، آية: 120.
(4/420)
ورسوله أعلم. قَالَ: الأمة الَّذِي يعلم
الخير ويؤتمّ به، والقانت المطيع للَّه عز وجل، وكذلك
كَانَ معاذ معلما للخير، مطيعا للَّه عَزَّ وَجَلَّ
ولرسوله [1] .
روى عَنْهُ من الصحابة عمر، وابنه عَبْد اللَّهِ،
وَأَبُو قتادة، وعبد اللَّه بْن عُمَر، وأنس بْن
مَالِك، وَأَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو ليلى
الأنصاري، وغيرهم. ومن التابعين: جنادة بْن أَبِي
أمية، وعبد الرحمن بْن غنم، وَأَبُو إدريس الخولاني
وَأَبُو مسلم الخولاني، وجبير بْن نفير، ومالك بْن
يخامر، وغيرهم.
وتوفي فِي طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقيل: سبع
عشرة. والأول أصح، وَكَانَ عمره ثمانيا وثلاثين سنة،
وقيل: ثلاث، وقيل: أربع وثلاثون، وقيل: ثمان وعشرون
سنة. وهذا بعيد، فإن من شهد العقبة، وهي قبل الهجرة،
ومقام النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم بالمدينة
عشر سنين، وبعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمان سنين، فيكون من الهجرة إِلَى
وفاته ثماني عشرة سنة، فعلى هَذَا يكون لَهُ وقت
العقبة عشر سنين، وهو بعيد جدا، والله أعلم.
4954- معاذ بن الحارث الأنصاري
(ب د ع) معاذ بْن الحارث الأنصاري، من الخزرج، ثُمَّ
من بني النجار، يكنى أبا حليمة.
وقال الطبري: يكنى أبا الحارث. ويعرف بالقارئ.
وشهد غزوة الخندق، وقيل: إنه لَمْ يدرك من حياة رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ست
سنين.
روى عَنْهُ عمران بْن أَبِي أنس، وَنَافِع مولى ابن
عمر، والمقبري. وهو ممن أقامهم عمر ابن الخطاب يصلون
بالناس التراويح، وشهد يَوْم الجسر مع أَبِي عُبَيْد
الثقفي، فعاد منهزما، فقال عمر بْن الخطاب: إنا فئة
[2] لَهُم. ويعد فِي أهل المدينة. ومن حديثه عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَنَّهُ
قَالَ: منبري عَلَى ترعة من ترع الجنة [3] . وتوفي قبل
زيد بْن ثابت، قاله ابن منده وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو
عمر: قتل يَوْم الحرة سنة ثلاث وستين، والله أعلم.
4955- معاذ بن الحارث بن رفاعة
(ب د ع) معاذ بْن الحارث بْن رفاعة بْن الحارث بْن
سواد بْن مَالِك بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار. [4]
ويعرف بابن عفراء، وهي أمه، وهي: عفراء بِنْت عُبَيْد
بْن ثعلبة، من بني غنم بْن مالك بْن النجار.
__________
[1] أخرجه الطبري من غير وجه عن ابن مسعود، ينظر
تفسيره عند هذه الآية: 14/ 128، 129، كما ينظر تفسير
الحافظ ابن كثير: 4/ 530 بتحقيقنا.
[2] الفئة: الفرقة والجماعة من الناس في الأصل
والطائفة التي تقيم وراء الجيش، فان كان عليهم خوف أو
هزيمة التجئوا إليهم
[3] أخرجه البزار وابن مندة. تنظر الاصابة 3/ 407.
[4] جمهرة أنساب العرب لابن حزم 349.
(4/421)
وقال ابن هِشَام: معاذ بْن الحارث بْن
[رفاعة] [1] بْن الحارث بْن سواد. وقال ابن إِسْحَاق:
معاذ بْن الحارث بْن رفاعة بْن سواد. والأول أكثر
وأصح.
وهو أنصاري خزرجي نجاري. شهد بدرا هُوَ وأخواه عوف
ومعوذ ابنا عفراء، وقتل عوف ومعوذ ببدر، وسلم معاذ
فشهد أحدا، والخندق، والمشاهد كلها مَعَ رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم.
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ
يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية
من شهد بَدْرًا مِنَ الأَنْصَارِ، مِنْ بَنِي سَوَادِ
بْنِ مَالِكٍ: عَوْفٌ وَمُعَاذٌ وَمُعَوَّذٌ
وَرِفَاعَةُ بَنُو الْحَارِثِ بن رفاعة ابن سَوَادٍ،
وَهُمْ بَنُو عَفْرَاءَ [2] .
وقيل: إن معاذا بقي إِلَى زمن عثمان. وقيل: إنه جرح
ببدر، وعاد إِلَى المدينة فتوفي بِهَا.
وقال خليفة: عاش معاذ إِلَى زمن عَليّ.
وَكَانَ الواقدي يروي أن معاذ بْن الحارث ورافع بْن
مالك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة، وجعل هَذَا
معاذا من النفر الثمانية الَّذِين أسلموا أول من أسلم
من الأنصار بمكة. [قَالَ] [3] الواقدي: أمر الستة
النفر الَّذِينَ هم أول من لقي رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم فأسلموا، أثبت الأقاويل عندنا.
قَالَ: وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بين معاذ بْن الحارث وبين معمر بْن الحارث.
وقال الواقدي:
توفي معاذ أيام حرب عَلَي ومعاوية بصفين [4] .
وهو الَّذِي شارك فِي قتل أَبِي جهل.
روى ابن أَبِي خيثمة، عَنْ يوسف بْن بهلول، عَنِ ابن
إدريس، عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد الله ابن أَبِي
بكر ورجل آخر، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، عَنْ معاذ
بْن عفراء قَالَ: سمعت القوم وهم فِي مثل الحرجة [5] ،
وَأَبُو جهل فيهم، وهم يقولون: أَبُو الحكم، يعني أَبا
جهل، لا يخلص إليه. فلما سمعتها جعلته من شأني، فقصدت
نحوه، فلما أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «معاذ بن الحارث بن عفراء
بن الحارث» . وهو خطأ. والصواب عن سيرة ابن هشام، عند
الحديث عن أسماء من شهد العقبة: 1/ 457. والاستيعاب
لابن عبد البر: 3/ 1409.
[2] سيرة ابن هشام 1/ 702.
[3] في المصورة والمطبوعة: «وجعل الواقدي» . فاستبدلنا
ب «جعل» : «قال» ، ليستقيم السياق. فعبارة الواقدي كما
في طبقات ابن سعد: «قال محمد بن عمر: وأمر الستة أثبت
الأقاويل عندنا» .
[4] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 55، 56.
[5] الحرجة- بفتح الحاء والراء-: مجتمع شجر ملتف
كالغيضة.
(4/422)
عظيمة، فطنت [1] قدمه بنصف ساقه، وضربني
ابنه عكرمة عَلَى عاتقي فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من
جنبي، وأجهضني [2] القتال عَنْهُ. ولقد قاتلت عامة
يومي وَإِني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت قدمي عليها
وتمطيت حَتَّى طرحتها. ثُمَّ عاش حتى كان زمن عثمان.
قَالَ أَبُو عمر: هكذا روي ابن أَبِي خيثمة، عَنِ ابن
إِسْحَاق.
وذكره عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام، عَنْ زياد، عَنِ
ابن إِسْحَاق لمعاذ بْن عَمْرو بْن الجموح [3] .
وأصح من هَذَا كله ما أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو
الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي العزّ، والحسين ابن أبى صالح بن فنّا خسرو،
وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْمَاعِيلَ قال: حدّثنا يعقوب ابن إِبْرَاهِيمَ
الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْم بَدْرٍ: مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ
أَبُو جَهْلٍ؟ فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ
قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى برد، فقال:
أأنت أَبَا [4] جَهْلٍ [قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: قَالَ
سُلَيْمَانُ: هَكَذَا قَالَهَا أَنَسٌ، قَالَ: أَنْتَ
أَبَا جَهْلٍ!] [5] قال: وهل فوق رجل قتلتموه؟ قَالَ
سُلَيْمَانُ: أَوْ قَالَ: قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ قَالَ:
وَقَالَ ابْنُ مِجْلَزٍ:
قَالَ أَبُو جَهْلٍ: فَلَوْ غير أكّار قتلني. [6]
أنبأنا يحيى بن أبي الرجاء الثقفي بِإِسْنَادِهِ عَنِ
ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي
شيبة، حدثنا غندر، عن شعبة، عن سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ جَدِّهِ مُعَاذٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّهُ طَافَ
مَعَ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ بَعْدَ الْعَصْرِ
وَبَعْدَ الصُّبْحِ، فَلَمْ يُصَلِّ، فَسَأَلَهُ
فَقَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لا صَلاةَ بَعْدَ صَلاتَيْنِ: بَعْدَ
الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ
الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ [7] . وقال ابن
منده: معاذ بْن الحارث بْن رفاعة بْن الحارث الزرقي،
وعفراء أمه. وَكَانَ هُوَ ورافع بْن مالك أول أنصاريين
أسلما من الخزرج، قتل يَوْم بدر. ثُمَّ روي
بِإِسْنَادِهِ عَنِ
__________
[1] أي: قطعت قدمه. وفي اللسان: وأطن ذراعه بالسيف
فطنت: ضربها به فأسرع قطعها. ولفظ النهاية: «وضربته
ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه. وقال ابن الأثير: «أطننتها:
قطعتها، استعارة من الطنين: صوت القطع» . ولفظ سيرة
ابن هشام 1/ 634، والاستيعاب 3/ 1410: «أطنت» .
[2] أي: اشتد على وغلبني.
[3] الاستيعاب: 3/ 1409.
[4] في المصورة والمطبوعة: «أنت أبو جهل» . والمثبت عن
صحيح البخاري.
[5] ما بين القوسين عن صحيح البخاري. ونحسب أنه سقط
نظر وقع في أسد الغابة.
[6] الأكار: الزراع، أراد به احتقاره وانتقاصه، كيف
مثله يقتل مثله؟! والحديث أخرجه البخاري في كتاب
المغازي: 5/ 109.
[7] أخرجه الإمام أحمد عن محمد بن جعفر- غندر- بإسناده
مثله: 4/ 219.
(4/423)
ابن إِسْحَاق فقال: معاذ ومعوذ وعوف بنو
الحارث بْن رفاعة بْن الحارث بْن سواد بن غنم ابن مالك
بْن النجار. وأمهم عفراء بنت عُبَيْد، قتلوا يَوْم
بدر. ثُمَّ روي بِإِسْنَادِهِ فِي هَذِه الترجمة أيضا
عَنِ الربيع بنت معوذ: أن عمها معاذ بْن عفراء بعث
معها بقناع [1] من رطب، فوهبها النَّبِيّ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم حلية أهداها لَهُ صاحب البحرين.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده «إنه زرقي» وهم مِنْه، وما تقدم من
نسبه يرد هَذَا القول، وما رواه هُوَ أيضا فِي هَذِه
الترجمة عَنِ ابن إِسْحَاق ينقض عَلَيْهِ قَوْله إنه
زرقي. وقوله: «إنه قتل يوم بدر» وهم ثان، وهو وقد رد
عَلَى نفسه بما رواه عَنِ الربيع بنت معوذ أن عمها
معاذا أهدى معها للنبي، فوهبها حلية جاءته من صاحب
البحرين، وَإِنما أهدى لَهُ صاحب البحرين وغيره من
الملوك لِمَا اتسع الإسلام وكاتب الملوك، وأهدى لَهُم،
فكاتبوه وأهدوا إليه. وهذا إنما كَانَ بعد بدر بعدة
سنين. والله أعلم.
4956- معاذ بن رباح
(ب د ع) معاذ بْن رباح أَبُو زهير الثقفي. روى عَنْهُ
ابنه أَبُو بكر، سماه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل
البخاري، ومسلم بْن الحجاج.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى الثَّقَفِيُّ إِذْنًا
بِإِسْنَادِهِ عَنْ أبى بكر: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ
هَارُونَ، أَنْبَأَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ
الْجُمَحِيُّ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ ابْنِ أَبِي
زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول في خطبته
بِالنَّبَاوَةِ مِنَ الطَّائِفِ: تُوشِكُونَ أَنْ
تَعْلَمُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ-
أَوْ: خِيَارَكُمْ مِنْ شِرَارَكُمْ- فَقَالَ رَجُلٌ:
بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: بالثناء الحسن والسيئ،
أَنْتُمْ شُهَدَاءُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ [2] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
4957- معاذ بن زرارة
(ب) معاذ بْن زرارة بْن عَمْرو بْن عدي بْن الحارث بْن
مر بْن ظفر، الأنصاري الأوسيّ الظفري.
__________
[1] القناع- بكسر القاف-: الطبق الّذي يؤكل عليه،
ويقال له: القنع، بكسر القاف وضمها. وقيل: القناع جمع
قنع
[2] أخرجه الإمام أحمد عن عبد الملك بن عمرو وسريج
المغنى، عن نافع، بإسناده مثله: 4/ 416، 6/ 466.
وأخرجه ابن ماجة في كتاب الزهد، باب «الثناء الحسن» ،
الحديث 4221: 2/ 1411، عن أبى بكر بن أبى شيبة،
بإسناده مثله.
(4/424)
شهد أحدا وابناه: أَبُو نملة وَأَبُو ذرة.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
4958- معاذ أبو زهرة
(س) معاذ، أَبُو زهرة [1] .
حديثه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إذا صام قَالَ: «اللَّهمّ، لك صمت» . أورده
يَحْيَى بْن يونس فِي الصحابة. روى عَنْهُ حصين بْن
عبد الرحمن.
قَالَ جَعْفَر: هُوَ من التابعين، ومن قَالَ: إن لَهُ
صحبة فقد غلط.
أخرجه أبو موسى.
4959- معاذ بن سعد
(د ع) معاذ بْن سعد، أو: سعد بْن معاذ. كذا رواه مالك
فِي «الموطأ» ، عَلَى الشك، عَنْ نَافِع، عَنْ رجل من
الأنصار، عَنْ معاذ بْن سعد، أو: سعد بْن معاذ:
أَنَّهُ أَخْبَرَه: أن جارية لكعب بْن مالك كانت ترعى
غنما لَهُ بسلع، فأصيبت شاة منها، فأدركتها فذكتها [2]
بحجر، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذَلِكَ،
فقال: كلوها. أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4960- معاذ بن الصمة
معاذ بْن الصمة بْن عَمْرو بْن الجموح.
شهد أحدا وما بعدها، وقتل يَوْم الحرة. وهو ابن أخي
معاذ بْن عَمْرو بْن الجموح الَّذِي يأتي ذكره، إن شاء
اللَّه تعالى.
4961- معاذ بن عثمان
(ب د ع) معاذ بْن عثمان-[أو: عثمان [3]] بْن معاذ
القرشي التيمي.
روى مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التيمي، عَنْ رجل من
قومه يقال لَهُ: «معاذ بْن عثمان» : أَنَّهُ سمع
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم يعلم الناس
مناسكهم، فكان فيما قَالَ لَهُم: «وارموا الجمرة بمثل
حصى الخذف [4] .
__________
[1] في المصورة: «أبو زهير» . والمثبت عن المطبوعة،
والتاريخ الكبير للبخاريّ: 4/ 1/ 364، والجرح والتعديل
لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 248.
[2] الموطأ، كتاب الذبائح، باب «ما يجوز من الذكاة في
حال الضرورة» : 2/ 489. والتذكية: الذبح. وسلع بفتح
فسكون-: جبل بالمدينة.
[3] ما بين القوسين عن الإصابة: 3/ 409، وتنظر ترجمة
عثمان بن معاذ، وقد تقدمت برقم 3589: 3/ 601، ونحسب
أنه سقط نظر.
[4] أي: صغيرة.
(4/425)
رواه ابن عيينة: فقال: معاذ بْن عثمان- أو:
عثمان بن معاذ [1] . أخرجه الثلاثة.
4962- معاذ بن عمرو بن الجموح
(ب د ع) معاذ بْن عَمْرو بْن الجموح بْن زَيْد بْن
حرام بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري
الخزرجي السلمي.
شهد العقبة [2] ، وبدرا هُوَ وأبوه عَمْرو بْن الجموح،
عَلَى اختلاف فِي أبيه. وقتل أبوه عَمْرو بْن الجموح
بأحد، وأما معاذ بْن عَمْرو فقد ذكر عَبْد الْمَلِكِ
بْن هِشَام، عَنْ زياد البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق:
أَنَّهُ الَّذِي قطع رجل أَبِي جهل وصرعه، وضربه عكرمة
بْن أَبِي جهل فقطع يده، وبقيت متعلقة بالجلدة، ثُمَّ
ضرب معوذ بْن عفراء أبا جهل حَتَّى أثبته، [3] ثُمَّ
تركه وبه رمق، فذفف [4] عَلَيْهِ ابن مسعود.
وروى البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق قَالَ: حَدَّثَنِي
ثور بْن يَزِيدَ، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس، وعبد
اللَّه بْن أَبِي بكر أيضا قد حَدَّثَنِي بذلك، قالا:
قَالَ معاذ بْن عَمْرو بْن الجموح أخو بني سلمة: سمعت
القوم وَأَبُو جهل فِي مثل الحرجة [5] يقولون: أَبُو
الحكم، لا يخلص إليه. قَالَ:
فجعلته من شأني، فصمدت نحوه، فحملت عَلَيْهِ، فضربته
ضربة فأطنت قدمه [6] .
وقد تقدم فِي معاذ بْن الحارث بْن عفراء الكلام
عَلَيْهِ، فقد روي البكائي، عَنِ ابن إِسْحَاق:
أن هَذَا معاذ بْن عَمْرو، قتل أبا جهل، ورواه إدريس،
عَنِ ابن إِسْحَاق لمعاذ بْن عفراء.
وأخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يُونُسَ بْنِ
بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي السَّرِيِّ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: كُنَّا مُوَاقِفِي
الْعَدُوَّ يَوْمَ بَدْرٍ، وَابْنَا عَفْرَاءَ
الأَنْصَارِيَّانِ مُكْتَنِفَايَ، وَلَيْسَ قُرْبِي
أَحَدٌ غيرهما، فقلت في نفسي: ما يوقفنى هاهنا؟!
فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ لأَجْلَى [7] هَذَانِ
الْغُلامَانِ عَنِّي، وَتَرَكَانِي. فَبَيْنَا أَنَا
أُحَدِّثُ نَفْسِي أَنْ أَنْصَرِفَ إذ التفت إليّ
أحدهما فقال: أي
__________
[1] رواه الحميدي في مسندة عن ابن عيينة كذا على الشك.
ينظر الإصابة: 3/ 409.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 463.
[3] أي: لا يستطيع أن يبرح مكانه.
[4] أي: أجهز عليه.
[5] الحرجة: الشجر الملتف.
[6] سيرة ابن هشام: 1/ 634، 635.
[7] أي: لفارقانى، يقال: جلا الرجل عن مكانه وأجلى:
إذا غادره.
(4/426)
عَمِّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟
فَقُلْتُ: نَعَمْ، وما تريد منه يا ابن أَخِي؟
فَقَالَ: أَرِنِيهِ، فَإِنِّي أَعْطَيْتُ اللَّهَ
عَهْدًا إِنْ عَايَنْتُهُ أَنْ أَضْرِبَهُ بِسَيْفِي
حَتَّى أَقْتُلَهُ أو يحال بيني وَبَيْنَهُ.
فَالْتَفَتَ إِلَيَّ الآخَرُ فَسَأَلَنِي عَنْ مِثْلِ
مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَخُوهُ، وَقَالَ مِثْلَ
مَقَالَتِهِ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ بَرَزَ
أَبُو جَهْلٍ عَلَى فَرَسٍ ذَنُوبٍ [1] يُقَوِّمُ
الصَّفَّ. فَقُلْتُ: هَذَا أَبُو جَهْلٍ. فَضَرَبَ
أَحَدُهُمَا فَرَسَهُ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ لَهُ
حَمَلَهُ عَلَيْهِ، فَضَرَبَهُ بِسَيْفِهِ فَأَنْدَرَ
[2] فَخْذَهُ، وَوَقَعَ أَبُو جَهْلٍ، وَتَحَمَّلَ
عُضْرُوطٌ [3] كَانَ مَعَ أَبِي جَهْلٍ- عَلَى ابْنِ
عَفْرَاءَ فَقَتَلَهُ، فَحَمَلَ ابْنُ عَفْرَاءَ
الآخَرُ عَلَى الَّذِي قَتَلَ أَخَاهُ فَقَتَلَهُ.
وَكَانَتْ هَزِيمَةُ الْمُشْرِكِينَ.
فهذه الأحاديث مع ما تقدم فِي «معاذ بْن عفراء» تدل
عَلَى أن معاذ بْن عفراء هُوَ الَّذِي قتله.
أخرجه الثلاثة.
4963- معاذ بْن عَمْرو النجاري
معاذ بْن عَمْرو بْن قيس بْن عبد العزى بْن غزية بْن
عَمْرو بْن عدي بْن عوف بْن مالك بْن النجار الأنصاري
الخزرجي.
شهد أحدا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم اليمامة
شهيدا.
قاله الغساني، عَنِ ابن القداح.
4964- معاذ بن ماعص
(ب د ع س) معاذ بْن ماعص [4]- وقيل: ناعص، وقيل: معاص-
بن قيس بن خلدة ابن عَامِر بْن زريق الأنصاري الخزرجي،
ثُمَّ الزرقي.
شهد بدرا وأحدا، وقتل يَوْم بئر معونة. قاله الواقدي
[5] وقال غيره: إنه جرح ببدر، ومات من جراحته تِلْكَ
بالمدينة.
وقال ابن منده، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي
[6] ، عَنْ محمد بن طلحة: أن معاذ بن
__________
[1] أي: وافر شعر الذنب.
[2] أي: قطعه فأسقطه.
[3] العضروط- كعصفور-: الخادم على طعام بطنه،
والصعلوك، والأجير.
[4] في المطبوعة: «ماغض، ناغض، معاض» . بالضاد
المعجمة. والمثبت عن المصوّرة. وتنظر ترجمة أخيه «عائد
ابن ماعص» . وقد تقدمت برقم 2754: 3/ 148. كما تنظر
جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 358، وطبقات ابن سعد:
3/ 2/ 129.
[5] الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 129.
[6] في المطبوعة: «الخزامي» . بالخاء المعجمة. والصواب
عن المصورة. وتنظر ترجمته في الخلاصة.
(4/427)
ماعص خرج مع أَبِي قتادة وأبي عياش الزرقي،
وظهير بْن رافع، وعباد بْن بشر، وسعد بْن زيد الأشهلي،
والمقداد بْن الأسود، فِي طلب لقاح [1] رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا أغار عليها
عيينة بْن حصن ...
وذكر الحديث.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو موسى فقال: استدركه يحيى
على جده، وقد أورده جدّه.
4965- معاذ بن معدان
(ب) معاذ بْن معدان.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: أن قطبة بْن جرير [2] أَتَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ،
وبايعه.
روى عَنْهُ عمران بْن حدير [3] . وقيل: إن حديثه مرسل.
أخرجه أبو عمر [4] .
4966- معاذ بن يزيد بن السكن
معاذ بْن يَزِيدَ بْن السكن، وهو أخو حواء بنت يزيد
بْن السكن، أم ثابت بن قيس ابن الخطم.
4967- معاذ بن يزيد
معاذ بْن يَزِيدَ.
قام خطيبا فِي بني عَامِر يحثهم عَلَى التمسك بالإسلام
فِي الردة.
ذكره ابن إسحاق.
4968- معاز بن عمرو
(س) معاز بْن عَمْرو النهراني الكندي.
أورده أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيّ فِي الأسماء
المفردة. هَذَا الاسم لا أتحققه، وكذا كَانَ فِي الأصل
الَّذِي نقلت مِنْه، فلا أعلم آخره نون أم زاي؟
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] اللقاح: جمع لقحة بفتح اللام، وهي الناقة الحلوب
الغزيرة اللبن.
[2] تقدمت ترجمة «قطبة» برقم 4301: 4/ 405، وقيل فيه:
«قطبة بن جزى» .
[3] في المطبوعة: «عمران بن جرير» . والصواب ما
أثبتناه، وينظر: 4/ 405، التعليق: 1.
[4] قال الحافظ في الإصابة 3/ 497 معقبا على أبى عمر:
«أخذ تسميته «يعنى تسمية الصحابي» من ابن أبى حاتم،
وإنما هو: «مقاتل بن معدان» ، وقد سماء على الصواب في
ترجمة «قطبة» في موضعين، ومقاتل تابعي باتفاق» . هذا
وقد تقدم في ترجمة «قطبة أن عمران بن حدير يروى عن
مقاتل بن معدان، عن قطبة بن جزى.
(4/428)
4969- المعافى بن زيد
(د ع) المعافى بْن زيد الجرشي.
لَهُ ذكر فِي حديث مُحَمَّد بْن تمام بْن عَيَّاشٍ،
عَنْ [1] عبد العزيز بْن قيس، عَنْ حميد، عَنْ أنس
قَالَ: لقي رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
رجل من تهامة، يقال لَهُ: المعافى بْن زيد الجرشي،
فقال لَهُ: ما تَقُولُ فِي النبيذ؟ وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
4970- معاوية بن ثعلبة
(س) معاوية بْن ثعلبة.
أورده أَبُو بكر الإسماعيلي وقال: لا أدري لَهُ صحبة
أم لا؟ روى أَبُو الجحاف داود بْن أَبِي عوف، عَنْ
معاوية بْن ثعلبة الحماني قَالَ: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «يا عَليّ، من أحبك فقد أحبني، ومن
أبغضك فقد أبغضنى» . أخرجه أبو موسى [2]
4971- معاوية بن ثور
(ب د ع) معاوية بْن ثور بْن عبادة البكائي، والد بشر.
وفد هُوَ وابنه بشر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو شيخ كبير. ذكره العقيلي، بكسر
[3] الْعَين، عن هشام ابن الكلبي. وقد تقدم نسبه [4]
عَند ابنه بشر، فمسح النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم رأس ابنه بشر، وأعطاه أعنزا سبعا. وقد تقدم أتم
من هذا.
أخرجه الثلاثة.
4972- معاوية بن جاهمة
(ب د ع) معاوية بْن جاهمة السلمي.
عداده فِي أهل الحجاز، مختلف فِيهِ. روى عَنْهُ
طَلْحَةَ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وقيل:
روى عَنْهُ طلحة بْن يَزِيدَ بْن ركانة. وقيل:
مُحَمَّد بْن يَزِيدَ بْن ركانة.
__________
[1] في المطبوعة: «محمد بن تمام بن عياش بن عبد العزيز
... » . فأثبتنا: «مُحَمَّد بْن تمام بْن عَيَّاشٍ،
عَنْ عبد العزيز» .
قال الحافظ في الإصابة 3/ 410: «ذكره ابن مندة، من
طريق عبد العزيز بن قيس، عن حميد» وقال في التهذيب: 6/
352:
«عبد العزيز بن قيس بن عبد الرحمن، روى عن حميد، وعنه
محمد بن تمام» .
[2] قال الحافظ في الإصابة 3/ 497: «ذكر البخاري هذا
الحديث من هذا الوجه، من رواية معاوية بن ثعلبة، عن
أبى ذر. وكذا ذكره أبو حاتم وغيرهما» .
[3] أي عين «عبادة» .
[4] تقدمت ترجمة بشر بن معاوية، برقم 441: 1/ 225.
(4/429)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ
إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ
السُّلَمِيِّ قَالَ: جِئْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ:
جِئْتُ أُرِيدُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَطْلُبُ وَجْهَ
اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ. قَالَ: أَحَيَّةٌ
وَالِدَتِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاذْهَبْ
فَبِرَّهَا. قَالَ:
فَقُلْتُ: مَا أَرَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِمَ. فَأَتَيْتُهُ مِنْ
نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ،
فَقَالَ:
وَيْحَكَ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَاذْهَبْ، فَاقْعُدْ عِنْدَ رِجْلِهَا. وقد
روى، عَنْ معاوية بْن جاهمة، عَنْ أبيه جاهمة [1] .
وقد تقدم ذكره، وقد نسبه بعضهم فقال: مُعَاوِيَةَ بْنِ
جَاهِمَةَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السلمي،
قاله أَبُو عمر [2] .
أخرجه الثلاثة.
4973- معاوية بن حديج
(ب د ع) معاوية بْن حديج [3] بْن جفنة السكوني، وقيل:
الخولاني. وقيل: هُوَ من تجيب، قَالَ هَذَا أَبُو
نعيم.
وقال ابن منده: معاوية بْن حديج الخولاني.
وقال أَبُو عمر: معاوية بْن حديج بْن جفنة بْن قتيرة
[4] بْن حارثة بْن عبد شمس بْن معاوية ابن جَعْفَر بْن
أسامة بْن سعد بْن أشرس بْن شبيب بْن السكون بْن أشرس
بْن ثور- وهو كندة- السكوني. وقيل: الكندي، وقيل:
الخولاني. وقيل: التجيبي. والصواب إن شاء اللَّه:
السكوني [5] .
ومثله نسبه ابن الكلبي.
يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أَبُو نعيم. يعد فِي أهل
مصر، وحديثه عندهم. قيل: هُوَ الَّذِي قتل مُحَمَّد
بْن أَبِي بكر بأمر عَمْرو بن العاص.
__________
[1] كذا أخرجه الإمام أحمد بإسناده إلى معاوية بن
جاهمة، عن أبيه. المسند: 3/ 429. وينظر تفسير ابن
كثير، عند الآية 23 من سورة الإسراء: 5/ 63 بتحقيقنا.
[2] الاستيعاب: 3/ 1413.
[3] في المطبوعة: «خديج» ، بالخاء المعجمة. والصواب عن
المصورة، والاستيعاب: 3/ 1413، وجمهرة أنساب العرب:
429.
[4] في المطبوعة: «قنبرة» . بقاف فنون، وفي المصورة
دون نقط. والصواب عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم:
429. وتاج العروس، مادة: قتر.
[5] الاستيعاب لابن عبد البر: 3/ 1413، 1414.
(4/430)
وغزا إفريقية ثلاث مرات، فأصيبت عينه فِي
إحداها، وقيل: غزا الحبشة مع ابن أَبِي سرح، فأصيبت
عينه هناك.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ
بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى ابن إِسْحَاقَ،
حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
حَبِيبٍ- أَوْ: عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ- عن معاوية
ابن حُدَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «: غُدْوَةٌ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» [1] . وروى عَبْد اللَّهِ
بْن شماسة [2] المهري قَالَ: دخلنا عَلَى عائشة،
فسألتنا: كيف كَانَ أميركم فِي غزاتكم؟ تعني معاوية
بْن حديج، فقالوا: ما نقمنا عَلَيْهِ شيئا. وأثنوا
عَلَيْهِ خيرا، قَالُوا: إن هلك بعير أخلف بعيرا،
وَإِن هلك فرس أخلف فرسا، وَإِن أبق خادم أخلف خادما.
فقالت:
أستغفر اللَّه، إن كنت لأبغضه من أَنَّهُ قتل أخي،
وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم يقول: اللَّهمّ، من رفق بأمتي فارفق
بِهِ، ومن شق عليهم فاشقق عَلَيْهِ [3] . وتوفي معاوية
قبل ابن عمر بيسير، وَكَانَ محله بمصر عظيما.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده وغيره: «إنه خولاني» ، لَيْسَ بشيء.
والصحيح أَنَّهُ سكوني، فأما قولهم «إنه سكوني، وقيل:
تجيبي، وقيل: كندي» ، فمن يرى هَذَا يظنه متناقضا، فإن
السكون من كندة كما ذكرناه أول الترجمة، وولد السكون
شبيبا، فولد شبيب أشرس، فولد أشرس عديا وسعدا، أمهما
تجيب، بِهَا يعرف أولادهما، فكل تجيبي سكوني، وكل
سكوني كندي [4] .
4974- معاوية بن الحكم
(ب د ع) معاوية بْن الحكم السلمي. سكن المدينة.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أحمد بن محمد بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ:
حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ وَأَبَانُ بْنُ
يَزِيدَ [5] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
هِلَالِ بن
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 6/ 401.
[2] في الاستيعاب 3/ 1414: «ثمامة» بالثاء مكان الشين.
وهو خطأ، وعبد الرحمن هذا مترجم في كتب الرجال.
[3] هذا الأثر في الاستيعاب: 3/ 1414.
[4] تنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 429.
[5] في «منحة المعبود في ترتيب مسند أبى داود» : «أبان
بن زيد» . والصواب ما في أسد الغابة. وتنظر الخلاصة.
(4/431)
أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ
السَّلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي خَلْفَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَطَسَ
رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ [1] ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ
اللَّهُ! فحدّقنى الناس بأبصارهم، فقلت: وا ثكل
أُمِّيَاهْ، مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ [2] ؟!
قَالَ: فَضَرَبَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى
أَفْخَاذِهِمْ، يُصْمِتُونِي، فَسَكَتُّ. فَلَمَّا قضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ، دَعَانِي [3]
، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا
قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ، أَحْسَنَ [4] تَعْلِيمًا
مِنْهُ، مَا كَهَرَنِي [5] وَلا ضَرَبَنِي وَلا
سَبَّنِي، وَلَكِنَّهُ قَالَ: إِنَّ صَلاتَنَا هَذِه
لا يَصْلُحُ فِيهَا [شَيْءٌ] [6] مِنْ كَلامِ
النَّاسِ، إِنَّمَا الصَّلاةُ التَّسْبِيحُ
وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ
[7] . وَلِمُعَاوِيَةَ أَحَادِيثُ غَيْرُ هَذَا.
وَرَوَى مَالِكٌ، عَنْ هِلالِ بْنِ أُسَامَةَ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ «عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ» [8] .
وَهُوَ وَهْمٌ.
أخرجه الثلاثة.
4975- معاوية بن حيدة
(ب د ع) معاوية بْن حيدة بْن معاوية بْن قشير بْن كعب
بْن ربيعة بْن عَامِر بْن صعصعة القشيري.
من أهل البصرة، غزا خراسان ومات بِهَا. وهو جد بهز بْن
حكيم بْن معاوية.
روى عَنْهُ ابنه حكيم بْن معاوية. وسئل يَحْيَى بْن
معين عَنْ: «بهز بْن حكيم، عَنْ أبيه، عَنْ جده» .
فقال: إسناد صحيح إذا كَانَ من دون «بهز» ثقة.
روى شعبة، عَنْ أَبِي قزعة، عَنْ حكيم بْن معاوية،
عَنْ أبيه: أن رجلا سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلّم: ما حق المرأة على الزوج؟ قَالَ:
«يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى. ولا يضرب الوجه
ولا يقبح، ولا تهجر في البيت» [9] .
__________
[1] لفظ منحة المعبود: «فعطس رجل إلى جنبي» .
[2] لفظ المنحة: «ما لي أراكم تنظرون إلى وأنا أصلى؟،
فجعلوا يضربون» .
[3] لفظ المنحة: «فلما قضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلاته، فبأبى» .
[4] لفظ المنحة: «أحدا أحسن» .
[5] الكهر: الانتهار والاستقبال بوجه عبوس.
[6] ما بين القوسين عن منحة المعبود.
[7] منحة المعبود، ما يبطل الصلاة: 1/ 107.
[8] تنظر ترجمة «عمر بن الحكم السلمي» . وقد تقدمت
برقم 3823: 4/ 145. ومسند الإمام أحمد: 5/ 448.
[9] أخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح، باب «حق المرأة
على الزوج» ، الحديث 1850: 1/ 593، 594، من طريق شعبة.
وأخرجه أبو داود في كتاب النكاح، باب «في حق المرأة
على زوجها» ، الحديث: 2141: 2/ 244 من طريق حماد، عن
أبى قزعة، والإمام أحمد من طريق شعبة: 4/ 447، ومن
طريق حماد بن سلمة عن أبى قزعة: 4/ 447، 5/ 3.
(4/432)
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن
عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ
عَلِيِّ بْنِ الطَّرَّاحِ، حدثنا أبو الحسين بن
الْمُهْتَدِي باللَّه، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْحَرْبِيُّ
السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْحُلْوَانِيُّ،
حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا الْجَارُودُ بْنُ
يَزِيدَ، عَنْ بَهْزِ بْن حَكِيمٍ، عَنْ أبيه، عَنْ
جده: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: أَتَرْعَوُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ مَتَى
يَعْرِفُهُ النَّاسُ؟! اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ
يَعْرِفُهُ الناس» . أخرجه الثلاثة.
4976- معاوية بن سويد
(ع س) معاوية بْن سويد بْن مقرن.
أورده الْحَسَن بْن سفيان والمنيعي فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، حَدَّثَنَا أَبُو
عَلِيٍّ، حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو
عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
سفيان، عن عثمان بن أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْثَرٍ،
عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
سُوَيْدٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من قَالَ لأَخِيهِ: «يَا كَافِرُ» فَقَدْ بَاءَ بِهِ
أحدهما [1] . أخرجه أبو موسى وأبو نعيم.
4977- معاوية بن صخر بن أبى سفيان
(ب د ع) معاوية بْن صخر بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس
بن عبد مناف القرشي الأموي.
وهو معاوية بْن أَبِي سفيان، وأمه هند بنت عتبة بْن
ربيعة بْن عبد شمس، يجتمع أبوه وأمه فِي: عبد شمس.
وكنيته أَبُو عبد الرحمن.
أسلم هُوَ وأبوه وأخوه يزيد وأمه هند، فِي الفتح.
وَكَانَ معاوية يقول: إنه أسلم عام القضية، وَإِنه لقي
رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم مسلما وكتم
إسلامه من أبيه وأمه.
وشهد مع رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
حنينا، وأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير، وأربعين
أوقية.
وَكَانَ هُوَ وأبوه من المؤلفة قلوبهم، وحسن إسلامهما،
وكتب لرسول اللَّه صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم.
ولما سير أَبُو بكر رضي اللَّه عَنْهُ الجيوش إِلَى
الشام سار معاوية مع أخيه يزيد بْن أَبِي سفيان، فلما
مات يزيد استخلفه عَلَى عمله بالشام، وهو دمشق. فلما
بلغ خبر وفاة يزيد إِلَى عمر، قَالَ لأبي سفيان: أحسن
اللَّه عزاءك فِي يزيد، رَحِمَهُ اللَّه! فقال لَهُ
أَبُو سفيان: من وليت مكانه؟
قَالَ: أخاه معاوية قَالَ: وصلتك رحم يا أمير
المؤمنين.
__________
[1] أخرجه البخاري ومسلم عن أبى هريرة. ينظر البخاري،
كتاب الأدب، باب «من كفر أخاه بغير تأويل» : 8/ 32،
ومسلم، كتاب الإيمان، باب «بيان حال إيمان من قال
لأخيه المسلم: يا كافر» : 1/ 56، 57. ومعنى: «باء به
أحدهما» أي: رجع بالكفر.
(4/433)
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى:
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحيى، حَدَّثَنَا أَبُو
مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْد الْعَزِيزِ، عَنْ
رَبِيعة بْن يَزِيدَ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي
عُمَيْرَةَ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ
لِمُعَاوِيَةَ: اللَّهمّ، اجْعَلْهُ هَادِيًا
مَهْدِيًّا، وَاهْدِ بِهِ-[1] قَالَ: وَأَخْبَرَنَا
أَبُو عِيسَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ- وَهُوَ ابْنُ
الْمُبَارَكِ- أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ [2] : أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ خَطَبَ
بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: أَيْنَ علماؤكم يا أهل
الْمَدِينَةِ؟! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ هَذِهِ
الْقِصَّةِ [3] وَيَقُولُ:
«إِنَّمَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ حِينَ
اتَّخَذَهَا نِسَاؤُهُمْ» [4] . وقال ابن عباس: معاوية
فقيه.
وقال ابن عمر: ما رأيت أحدا بعد رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم أسود [5] من معاوية. فقيل لَهُ:
أَبُو بكر، وعمر، وعثمان، وَعَليّ؟ فقال: كانوا-
والله- خيرا من معاوية وأفضل، ومعاوية أسود.
ولما دخل عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عَنْهُ الشام،
ورأى معاوية، قَالَ: هَذَا كسرى العرب.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ وَغَيْرُهُ
بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مثنى، ومحمد ابن بَشَّارٍ- وَاللَّفْظُ
لابْنِ مُثَنَّى- حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْن خَالِد،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ
الْقَصَّابِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ
أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَارَيْتُ
خَلْفَ بَابٍ، قَالَ: فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً
[6] ، وَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةُ.
قَالَ: فَجِئْتُ فَقُلْتُ:
هُوَ يَأْكُلُ. ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ، فَادْعُ لِي
مُعَاوِيَةُ. قَالَ: فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ
يَأْكُلُ. فَقَالَ:
لا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ. أَخْرَجَ مُسْلِمٌ
هَذَا الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ لِمُعَاوِيَةَ،
وَأَتْبَعَهُ بِقَوْلِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي اشترطت على
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب «مناقب معاوية
بن أبى سفيان» ، الحديث 3931: 10/ 340، 341، وقال
الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» .
[2] في المطبوعة: «عبيد بن عبد الرحمن» . وهو خطأ،
والصواب عن المصورة، والترمذي.
[3] القصة- بضم القاف، وتشديد الصاد المهملة-: الخصلة
من الشعر. وقال الحافظ في الفتح: «هذا الحديث حجة
الجمهور في منع وصل الشعر بشيء آخر، سواء كان شعرا أم
لا» .
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الاستئذان والآداب، باب «ما
جاء في كراهية اتخاذ القصة» ، الحديث 2931: 8/ 95- 97.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وقد روى من غير وجه
عن معاوية» . وقال الحافظ أبو العلى صاحب تحفة
الأحوذي:
«وأخرجه الشيخان، وأبو داود، والنسائي» .
[5] أي: أسخى وأعطى المال. وقيل: أحلم منه. والسيد
يطلق على الرب والمالك، والشريف، والفاضل، والكريم،
والحليم، ومتحمل أذى قومه، والزوج، والرئيس.
[6] أي: دفعه يكفه بين كتفيه.
(4/434)
رَبِّي فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ،
أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ، وَأَغْضَبُ كَمَا
يَغْضَبُ الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا أَحَدٍ دَعَوْتُ
عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِي بِدَعْوَةٍ أَنْ يَجْعَلَهَا
لَهُ طَهُورًا وَزَكَاةً وَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] » . ولم يزل واليا عَلَى ما
كَانَ أخوه يتولاه بالشام خلافة عمر، فلما استخلف
عثمان جمع لَهُ الشام جميعه. ولم يزل كذلك إِلَى أن
قتل عثمان، فانفرد بالشام، ولم يبايع عَلَيْا، وأظهر
الطلب بدم عثمان، فكان وقعة صفين بينه وبين عَليّ، وهي
مشهورة. وقد استقصينا ذَلِكَ فِي كتابنا «الكامل فِي
التاريخ» .
ثُمَّ لِمَا قتل عَليّ واستخلف الْحَسَن بْن عَليّ،
سار معاوية إِلَى العراق، وسار إليه الْحَسَن بْن
عَليّ، فلما رَأَى الْحَسَن الفتنة وأن الأمر عظيم
تراق فِيهِ الدماء، ورأى اختلاف أهل العراق، سلم الأمر
إِلَى معاوية، وعاد إِلَى المدينة، وتسلم معاوية
العراق، وأتى الكوفة فبايعه الناس، واجتمعوا عَلَيْهِ،
فسمي عام الجماعة. فبقي خليفة عشرين سنة، وأميرا عشرين
سنة، لأنه ولي دمشق أربع سنين من خلافة عمر، واثنتي
عشرة سنة خلافة عثمان مع ما أضاف إليه من باقي الشام،
وأربع سنين تقريبا أيام خلافة عَليّ، وستة أشهر خلافة
الْحَسَن. وسلم إليه الْحَسَن الخلافة سنة إحدى
وأربعين، وقيل: سنة أربعين، والأول أصح. وتوفي معاوية
النصف من رجب سنة ستين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة،
وقيل: ابن ست وثمانين سنة. وقيل: توفي يَوْم الخميس
لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين، وهو ابن اثنتين
وثمانين سنة. والأصح فِي وفاته أنها سنة ستين.
ولما مرض كَانَ ابنه يزيد غائبا، ولما حضره الموت أوصى
أن يكفن فِي قميص كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم قد كساه إياه، وأن يجعل مما يلي جسده.
وَكَانَ عنده قلامة [2] أظفار رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فأوصى أن تسحق وتجعل فِي عينيه
وفمه، وقال: افعلوا ذَلِكَ، وخلوا بيني وبين أرحم
الراحمين» .
ولما نزل بِهِ الموت قَالَ: «ليتني كنت رجلا من قريش
بذي طوى، وأني [3] لَمْ أل من هَذَا الأمر شيئا» .
ولما مات أخذ الضحاك بْن قيس أكفانه، وصعد المنبر وخطب
الناس وقال: إن أمير المؤمنين
__________
[1] مسلم، كتاب البر، باب «من لعنه النبي صلّى الله
عليه وسلّم ... » : 8/ 26، 27.
[2] القلامة: ما قطع من الظفر.
[3] ذو طوى: واد بمكة.
(4/435)
معاوية كَانَ حد العرب، وعود [1] العرب،
قطع اللَّه بِهِ الفتنة، وملكه عَلَى العباد، وسير
جنوده فِي البر والبحر، وَكَانَ عبدا من عُبَيْد
اللَّه، دعاه فأجابه، وقد قضى نحبه، وهذه أكفانه فنحن
مدرجوه ومدخلوه قبره، ومخلوه وعمله فيما بينه وبين
ربه، إن شاء رحمه، وَإِن شاء عذبه.
وصلى عَلَيْهِ الضحاك، وَكَانَ يزيد غائبا بحوارين [2]
، فلما ثقل [3] معاوية أرسل إليه الضحاك، فقدم وقد مات
معاوية، فقال: [4] .
جاء البريد بقرطاس يحثّ بِهِ ... فأوجس القلب من
قرطاسه فزعا
قلنا: لك الويل! ماذا فِي صحيفتكم؟ ... قالوا: الخليفة
أمسى مثبتا وجعا
وهي أكثر من هَذَا.
وَكَانَ معاوية أبيض جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته
العليا، وَكَانَ يخضب.
روى عَنْهُ جماعة من الصحابة: ابن عباس، والخدري،
وَأَبُو الدرداء، وجرير، والنعمان ابن بشير، وابن عمر،
وابن الزبير، وغيرهم. ومن التابعين: أَبُو سلمة وحميد،
ابنا عبد الرحمن، وعروة، وسالم، وعلقمة بْن وقاص، وابن
سيرين، والقاسم بْن مُحَمَّد، وغيرهم.
روي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: ما زلت أطمع فِي الخلافة مذ
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن وليت فأحسن»
وروي عبد الرحمن بْن أبزى، عَنْ عمر أَنَّهُ قَالَ:
هَذَا الأمر فِي أهل بدر ما بقي منهم أحد، ثُمَّ فِي
أهل أحد ما بقي منهم أحد، ثُمَّ فِي كذا وكذا، وليس
فيها لطليق، ولا لولد طليق، ولا لمسلمة الفتح شيء» .
أخرجه الثلاثة.
4978- معاوية بن صعصعة
(ب) معاوية بن صعصعة التّميميّ.
أحد وفد بني تميم، وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سنة تسع، وهو أحد المنادين من
وراء الحجرات.
أخرجه أَبُو عمر مختصرًا، وقال: لا أعلم له رواية [5]
.
__________
[1] العود بفتح فسكون- في الأصل: الجمل المسن وفيه
بقية، وفي المثل: زاحم بعود أودع، أي: استعن على حربك
بأهل السن والمعرفة، فإن رأى الشيخ خير من مشهد
الغلام. يصف معاوية بأنه حكيم العرب.
[2] حوارين- بضم الحاء، وتشديد الواو، وكسر الراء،
ومنهم من يفتحها-: من قرى حلب. وحوارين أيضا: حصن من
ناحية حمص، واسم لقريتين بين تدمر وحمص.
[3] في المطبوعة: «فلما نقل» . والصواب عن الاستيعاب.
[4] الاستيعاب: 3/ 1419.
[5] الاستيعاب: 3/ 1423.
(4/436)
4979- معاوية بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي
أحمد
(س) معاوية بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أحمد.
أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ في الصحابة: روى عاصم
بن عبيد الله قال: سمعت معاوية ابن عَبْد اللَّهِ بْن
أَبِي أحمد يقول: رأيت حمنة رضي اللَّه عَنْهُا يَوْم
أحد تسقي العطشى، وتداوى الجرحى.
أخرجه أبو موسى [1] .
4980- معاوية بن عبد الله
(س) معاوية بْن عَبْد اللَّهِ، آخر.
قاله أَبُو موسى وقال: أورده الإسماعيلي. روى حيوة بْن
شريح، عَنْ جَعْفَر بْن ربيعة:
أن معاوية بْن عَبْد اللَّهِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قرأ في
صلاة المغرب: (حم) التي فيها الدخان.
أخرجه أَبُو موسى بعد الّذي قبله، وقال: هو آخر.
4981- معاوية بن عياض
(س) معاوية بْن عياض الكندي.
قَالَ جَعْفَر: يقال: إن لَهُ صحبة، حديثه عند أهل
الشام.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
4982- معاوية بن قرمل
(ب د ع) معاوية بْن قرمل [2] المحاربي.
مذكور فِي الصحابة، روى عَنْهُ مودع بْن حبان أَنَّهُ
قَالَ: كنت مع خَالِد بْن الْوَلِيد حين غزا الشام
فرفع لنا دير فدخلنا، فقلنا: السلام عليكم. فخرج إلينا
قس فقال: من أصحاب هَذِه الكلمة الطيبة؟ قَالَ:
وَكَانَ معاوية يزعم أصحابه أن لَهُ صحبة.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 3/ 497، 498: «وهو وهم نشأ
عن حذف ... إنما رواه معاوية بهذا عن أنس. كذا ذكره
البخاري وأبو حاتم وغيرهما ... » .
[2] في المصورة والمطبوعة: «قزمل» . بالزاي. والمثبت
عن الاستيعاب، والإصابة، قال الحافظ 3/ 415: «بفتح
القاف والميم، بينهما راء ساكنة، وقيل: بكسر أوله
وثالثه» .
(4/437)
4983- معاوية الليثي
(ب د ع) معاوية الليثي. سكن البصرة.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ وَيُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو داود، حدّثنا عمران
الْقَطَّانِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ
عَاصِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يُصْبِحُ النَّاسُ مُجْدِبِينَ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ
بِرِزْقٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَتُصْبِحُ طَائِفَةٌ بِهَا
كَافِرِينَ يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا،
وَبِنَوْءِ كَذَا [1] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
وقال أَبُو عمر: «جعل البخاري معاوية بْن حيدة ومعاوية
الليثي واحدا، وقال أَبُو حاتم الليثي أن معاوية
الليثي غير معاوية بْن حيدة، وحديثه: مطرنا بنوء كذا،
يضطرب فِي إسناده [2] » قلت: والحق مع أَبِي حاتم، فإن
ابن حيدة قشيري، من قيس بْن عيلان، ومعاوية الليثي من
كنانة، فكيف اشتبه عَلَى البخاري؟! والله أعلم.
4984- معاوية بن محصن
معاوية بن محصن بن علس الكندي، أَبُو شجرة.
يذكر فِي الكنى إن شاء الله، قاله الكلبي.
4985- معاوية بن معاوية
(ب د ع) معاوية بْن معاوية المزني، ويقال: الليثي.
ويقال: معاوية بْن مقرن المزني.
قَالَ أَبُو عمر: «وهو أولى بالصواب» [3] .
توفي في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم.
روى حديثه محبوب بْن هلال المزني، عَنِ ابن أَبِي
ميمونة، عَنْ أنس بْن مالك قال: نزل جبريل على النبيّ
عليهما السلام وهو بتبوك، فقال: يا مُحَمَّد، مات
معاوية بْن معاوية المزني بالمدينة، فيجب أن نصلي
عَلَيْهِ: قَالَ: نعم، فضرب بجناحه الأرض، فلم تبق
شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت، ورفع لَهُ سريره حَتَّى نظر
إليه، فصلى عَلَيْهِ وخلفه صفان من الملائكة، فِي كل
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن أبى داود باسناده نحوه،
المسند: 3/ 429. والنوء: النجم.
[2] الاستيعاب: 3/ 1425.
[3] لم نجد هذا القول في ترجمته في الاستيعاب، ينظر:
3/ 1423- 1425.
(4/438)
صف ألف ملك، فقال النَّبِيّ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم لجبريل عَلَيْهِ السلام: يا جبريل، بم
نال هَذِه المنزلة؟
قَالَ بحبه قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1، وقراءته
إياها جائيا وذاهبا، وقائما وقاعدا، وَعَلَى كل حال.
وقد روى: «فِي كل صف ستون ألف ملك» .
ورواه يزيد بْن هارون، عَنِ العلاء أَبِي مُحَمَّد
الثقفي، عَنْ أنس بْن مالك، فقال: معاوية ابن معاوية
الليثي [1] .
ورواه بقية بْن الْوَلِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زياد،
عَنْ أَبِي أمامة الباهلي، نحوه. وقال: معاوية ابن
مقرن المزني. قَالَ أَبُو عمر: أسانيد هَذِه الأحاديث
ليست بالقوية. قَالَ: ومعاوية بْن مقرن المزني
وَإِخوته:
النعمان، وسويد، ومعقل- وكانوا سبعة- معروفون فِي
الصحابة مشهورون، قَالَ: وأما معاوية ابن معاوية فلا
أعرفه بعير ما ذكرت، وفضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
112: 1 لا ينكر.
أخرجه الثلاثة.
4986- معاوية بن نفيع
(د ع) معاوية بْن نفيع لَهُ صحبة، حديثه موقوف، رواه
الصلت البكري، عَنْ معاوية بْن نفيع- وكانت له صحبة-
قَالَ: اجتمعنا إليه يَوْم عيد فِي السواد، فصلى بنا.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
4987- معاوية بن نوفل
(ع س) معاوية أَبُو نوفل [2] الديلي.
أورده الطبراني فِي الصحابة. روى عبد الرزاق، عَنِ ابن
أَبِي سبرة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ
نوفل بْن معاوية، عَنْ أبيه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «لأن يوتر [3] أحدكم أهله وماله، خير
لَهُ من أن يفوته وقت صلاة العصر» . أخرجه أبو نعيم،
وأبو موسى.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1423- 1425.
[2] في المطبوعة: «معاوية بن نوفل» . وهو خطأ، والصواب
عن المصورة، وفي الإصابة 3/ 418: «معاوية واله نوفل» .
والسند يحتم ما أثبتناه.
[3] أي: ينقص.
(4/439)
4988- معاوية الهذلي
(ب د ع) معاوية الهذلي. غير منسوب، يعد فِي الشاميين،
نزل حمص.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي نَصْرُ اللَّهِ بْنُ
سَلامَةَ الْهِيتِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأُرْمَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو
جعفر بن الْمُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ
الْمُنْتَصِرِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
حَدَّثَنَا حَرِيزُ [1] بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمِ
بْنِ عَامِرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ الْهُذَلِيِّ صَاحِبِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أَرَاهُ رَفَعَهُ فَقَالَ: «إِنَّ الْمُنَافِقَ
لَيُصَلِّي فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ،
وَيَصُومُ فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ،
وَيُجَاهِدُ فَيُكَذِّبُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ،
وَيُقَاتِلُ فَيُقْتَلُ، فَيَجْعَلُهُ اللَّهُ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ» .
أخرجه الثلاثة.
4989- معبد بن أكثم
(د ع) معبد بْن أكثم الخزاعي الكعبي. تقدم نسبه عند
أكثم بْن أَبِي الجون.
لَهُ ذكر فِي حديث جابر. روى عَبْد اللَّهِ بْن
مُحَمَّدِ بْنِ عقيل، عن جابر بْن عَبْد اللَّهِ
قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: «عرضت
عَليّ النار، وأكثر من رأيت فيها النساء، اللاتي إن
اؤتمن أفشين وَإِن سألن ألحفن، وَإِن أعطين لَمْ
يشكرن. ورأيت فيها عَمْرو بْن لحي يجرّ قصبه، [2]
وأشبه من رأيت بِهِ معبد بْن أكثم الكعبي. فقال: يا
رَسُول اللَّهِ، أيخشى عَليّ من شبهه، فإنه والد؟
قَالَ: لا، أنت مُؤْمِنٌ وَهُوَ كَافِرٌ، إِنَّهُ
كَانَ أَوَّلَ مَنْ حمل العرب عَلَى الأصنام» [3] .
وقد روي نحو هذا عن الطّفيل بن أبىّ بن كعب [4] ، وعن
أَبِي هريرة. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
4990- معبد الجذامي
(س) معبد الجذامي.
أورده الطبراني فِي الصحابة.
__________
[1] في المطبوعة: «جرير» . وينظر ترجمة «حريز بن
عثمان» في الخلاصة.
[2] أي: أمعاءه.
[3] أخرجه الإمام أحمد عن زكريا باسناده إلى عبد الله
بن محمد بن عقيل: 3/ 352، 353.
[4] أخرجه الإمام أحمد: 5/ 138.
(4/440)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا،
حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بْن يزداذ التَّوَّزِيُّ [1] ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْبَجَلِيُّ- سَجَّادَةُ-
حدّثنا يحيى ابن سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ رُومَانَ، عَنْ
بَعْجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عن عمير ابن مَعْبَدٍ
الْجُذَامِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَفَدَ رِفَاعَةُ
بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَتَبَ لَهُ
كِتَابًا، فِيهِ: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب
من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لِرِفَاعَةَ بْن زَيْدٍ،
إِنِّي بَعَثْتُهُ إِلَى قَوْمِهِ عَامَّةً، وَمَنْ
دَخَلَ فِيهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ وَإِلى رَسُولِهِ، فَمَنْ آمَنَ فَفِي حِزْبِ
اللَّه، وَمَنْ أَدْبَرَ فله أمان شهرين» . أخرجه أبو
موسى.
4991- معبد بن خالد
(ب س) معبد بْن خَالِد الجهني، يكنى أبا روعة.
ذكره الواقدي فِي الصحابة، وقال: أسلم قديما، وَكَانَ
أحد الأربعة الَّذِينَ حملوا ألوية جهينة يَوْم الفتح،
ومات سنة ثنتين وسبعين، وهو ابن بضع وثمانين سنة،
وَكَانَ يلزم البادية [2] .
وقال أَبُو أحمد الحاكم فِي الكنى، فِي الرَّاء: أَبُو
روعة معبد بْن خَالِد الجهني، لَهُ صحبة، وَكَانَ ألزم
جهني للبادية، وقال: توفي سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن
ثمانين سنة. وكذلك قَالَ ابن أَبِي حاتم سواء فِي
الكنية، والسن، والوفاة، وقال: روى عَنْ أَبِي بكر،
وعمر، وقال:
هُوَ غير معبد بْن خَالِد الَّذِي هُوَ عندكم أول من
تكلم بالبصرة بالقدر، وقال: لا يعرف معبد الجهني ابن
مِنْ هُوَ؟ وليس ابن خَالِد. وقال غيره: هُوَ نفسه [3]
.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
4992- معبد الخزاعي
(ب) معبد الخزاعي، الَّذِي رد أبا سفيان يَوْم أحد
عَنِ الرجوع إِلَى المدينة.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن أحمد بإسناده عن يونس بن
بكير، عن ابن إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَبِي بكر بن محمد بْنِ عَمْرِو بْنِ
حَزْمٍ: أَنَّ مَعْبَدًا الْخُزَاعِيَّ مَرَّ
بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وهو
__________
[1] في المطبوعة: «الثوري» . والصواب عن المعجم
الصغير: 2/ 29.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد: 4/ 2/ 69.
[3] هذا كله لفظ أبى عمر في الاستيعاب: 3/ 1426 وينظر
الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 279.
(4/441)
بِحَمْرَاءِ الأَسَدِ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ
مُسْلِمُهُمْ وَمُشْرِكُهْمُ عَيْبَةَ [1] رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة،
صَغْوُهُمْ مَعَهُ [2] ، لا يُخْفُونَ عَلَيْهِ
شَيْئًا كَانَ بِهَا. فَقَالَ مَعْبَدٌ، وَهُوَ
يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ: يَا مُحَمَّدُ، أَمَا وَاللَّهِ
لَقَدْ عَزَّ عَلَيْنَا مَا أَصَابَكَ فِي
أَصْحَابِكَ، لَوَدِدْنَا أَنَّ اللَّهَ أَعْفَاكَ
فِيهِمْ. ثُمَّ خَرَجَ وَرَسُولُ اللَّهِ بِحَمْرَاءِ
الأَسَدِ حَتَّى لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ،
وَمَنْ مَعَهُ بِالرَّوْحَاءِ، وَقَدْ أَجْمَعُوا
بِالرَّجْعَةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، وَقَالُوا:
«أَصَبْنَا حَدَّ أَصْحَابِهِمْ وَقَادَتِهِمْ، ثُمَّ
رَجَعْنَا قَبْلَ أَنْ نَسْتَأْصِلَهُمْ! لِنَكُرَّنَّ
عَلَى بَقِيَّتِهِمْ فَلَنَفْرُغَنَّ مِنْهُمْ» .
فَلَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَانَ مَعْبَدًا قَالَ: مَا
وَرَاءَكَ يَا مَعْبَدُ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قَدْ خَرَجَ
فِي أَصْحَابِهِ يَطْلُبُكُمْ فِي جَمْعٍ لَمْ أَرَ
مِثْلَهُمْ، يَتَحَرَّقُونَ عَلَيْكُمْ تَحَرُّقًا،
قَدْ أَجْمَعَ [3] مَعَهُ مَنْ كَانَ تَخَلَّفَ
عَنْهُ، وَنَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا، فَلَهُمْ مِنَ
الْحَنَقِ عَلْيَكْمُ شَيْءٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ
قَطُّ! قَالَ: وَيْلُكَ! مَا تَقُولُ؟
فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ تَرْتَحِلَ حَتَّى
ترى نواصي الخيل. قال: فو الله لَقَدْ أَجْمَعْنَا
عَلَى الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لِنَسْتَأْصِلَ
بَقِيَّتَهُمْ. قال: فإنّي أنهاك عن ذلك، فو الله
لَقَدْ حَمَلَنِي مَا رَأَيْتُ عَلَى أَنْ قُلْتُ
فِيهِ أَبْيَاتًا مِنْ شِعْرٍ. فَقَالَ أَبُو
سُفْيَانَ: مَاذَا قُلْتَ؟ قَالَ مَعْبَدٌ: قُلْتُ:
كَادَتْ تُهَدُّ مِنَ الأَصْوَاتِ رَاحِلَتِي ... إِذْ
سَالَتِ الأَرْضُ بِالْجُرْدِ الأَبَابِيلِ [4]
تَرْدِي بِأُسْدٍ كِرَامٍ لا تَنَابِلَةٍ ... عِنْدَ
اللِّقَاءِ، وَلا خُرْقٍ مَعَازِيلِ [5]
وَهِيَ أَطْوَلُ مِنْ هَذَا [6] فَثَنَى ذَلِكَ أَبَا
سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ.
أخرجه أبو عمر.
4993- معبد بن زهير
(ب) معبد بْن زهير بْن أَبِي أمية بْن المغيرة
المخزومي. وهو ابن أخي أم سلمة.
قتل يَوْم الجمل، لَهُ رؤية وَإِدراك، ولا صحبة له.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] أي: موضع سره، ولفظ ابن هشام: «عيبة نصح لرسول
الله صلّى الله عليه وسلّم» .
[2] أي: ميلهم معه. ولفظ السيرة: «صفقتهم معه» ، أي
اتفاقهم معه.
[3] يقال: جمع الشيء يجمعه جمعا، وجمعه- بالتشديد-
وأجمعه، كله بمعنى.
[4] كادت تهد: كادت تسقط لهول ما رأت من أصوات الجيش
وكثرته. والجرد: الخيل العتاق. والأبابيل: الجماعات.
[5] تردى: تسرع. والتنابلة: القصار. والخرق: جمع أخرق،
وهو الّذي لا يحسن التصرف في الأمور. وفي السيرة:
«ولا ميل معازيل» . وميل: جمع أميل، وهو الّذي لا رمح
معه، والمعازيل: الذين لا سلاح معهم.
[6] الأثر في سيرة ابن هشام: 2/ 102، 103. وأنظره في
تفسير الحافظ ابن كثير في سورة آل عمران، عند تفسير
الآيات 171- 175: 2/ 145، 146، بتحقيقنا.
(4/442)
4994- معبد أبو زهير
(ب) معبد أَبُو زهير النميري.
روى عَنْهُ شريح بْن عُبَيْد.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
شريح: بالشين المعجمة، والحاء المهملة.
4995- معبد بن صبيح
(ب د ع س) معبد بْن صبيح. بصري. روى عَنْهُ الْحَسَن
الْبَصْرِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا
أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلَّانَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الله بن أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ،
حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ
زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مَعْبَدٍ: أن النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ فِي
صَلاتِهِ، إِذْ أَقْبَلَ أَعْمَى فَوَقَع فِي زُبْيَةٍ
[1] ، فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ حَتَّى قَهْقَهَ.
فلمّا سلّم النبي قَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ
قَهْقَهَ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ وَالصَّلاةَ» .
رواه أسد بْن عَمْرو، عَنْ أَبِي حنيفة، فقال: عَنْ
معبد بْن صبيح. وقال مكي، عَنْ أَبِي حنيفة، عَنْ معبد
بْن أَبِي معبد. أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى. وقد
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم فقالا: معبد بْن أَبِي
معبد الخزاعي، ورويا لَهُ هَذَا الحديث. وقالا: رَأَى
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير
لِمَا هاجر، ورويا لَهُ أيضا حديث جابر أَنَّهُ قَالَ:
لِمَا هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر رضي اللَّه عَنْهُ، مرا بخباء
أم معبد، فبعث النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
معبدا، وَكَانَ صغيرا فقال: ادع هَذِه الشاة، ثُمَّ
قَالَ: يا غلام، هات فرقا [2] ، فأرسلت أن لا لبن
فيها. فقال النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: هات،
فمسح ظهرها، فاجترت ودرت، ثُمَّ حلب فشرب، وسقى أبا
بكر وعامرا، ومعبد بْن أَبِي معبد، ثُمَّ رد الشاة.
وقال أَبُو نعيم عقيب حديث الضحك فِي الصلاة: رواه أسد
بْن عَمْرو، عَنْ أَبِي حنيفة فقال: معبد بْن صبيح.
أخرجه الثلاثة وأبو موسى.
__________
[1] الزبية- بضم الزاى-: حفيرة.
[2] الفرق: إناء يسع ستة عشر مدا.
(4/443)
قلت: قد أخرج ابن منده «معبد بْن أَبِي
معبد» ، وذكر لَهُ حديث الضحك فِي الصلاة، وقال أَبُو
نعيم: هُوَ معبد بْن صبيح، فبان بهذا أنهما واحد،
وأنهما أخرجاه، فليس لإخراج أَبِي موسى إياه وجه،
والله أعلم.
4996- معبد بن عباد
(ب د ع) معبد بْن عباد بْن قشير.
كذا نسبه الثلاثة، وقال ابن الكلبي: معبد بن عبادة بْن
فلان- لَمْ يعرف الكلبي اسمه- ابن الفدم بْن سالم بْن
مالك بْن سالم الحبلي بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج
أَبُو حميضة [1] .
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن
شهد بدرا، من الأنصار من بني جزء بْن عدي بْن مالك:
«وَأَبُو حميضة معبد بْن عباد بْن قشير» [2] .
أخرجه الثلاثة.
خميصة: ضبطه أَبُو عمر، أعني بفتح الخاء المعجمة، وكسر
الميم، وبالصاد المهملة. وقال:
قَالَ ابن إِسْحَاق: حميضة، يعني بضم الحاء المهملة،
وبالضاد المعجمة. وقال الأمير: أَبُو حميضة معبد بْن
عباد بْن قشير بْن الفدم بْن سالم بْن غنم، أنصاري،
شهد بدرا. ذكره ابن إِسْحَاق فِي رواية إِبْرَاهِيم
بْن سعد، عَنْهُ. وكذلك قَالَ يَحْيَى بْن سَعِيد
الأموي، عَنِ ابن إِسْحَاق. وكذا كناه ابن القداح،
وخالف فِي نسبه فقال: «معبد بْن عمارة» . فجعل بدل
«عباد» :
«عمارة» ، وهو وهم، قَالَ: وقال الواقدي فِي نسبه كما
تقدم [3] ، ولكنه كناه أبا خميصة بخاء معجمة، وصاد
مهملة، والله أعلم.
4997- معبد بن العباس
(ب) معبد بْن الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب بْن هاشم
القرشي الهاشمي، ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم.
يكنى أبا عَبَّاس.
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم، ولم يحفظ عَنْهُ، وأمه أم الفضل بنت الحارث. قتل
__________
[1] تنظر جمهرة أنساب العرب، النشرة الثانية: 355.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 693.
[3] تنظر الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 2/ 92.
(4/444)
بإفريقية شهيدا سنة خمس وثلاثين، زمن عثمان
بْن عفان رضي اللَّه عَنْهُما، وَكَانَ غزاها مع
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ.
أخرجه أبو عمر [1] .
4998- معبد بن عبد سعد
(ب) معبد بْن عبد سعد بْن عَامِر بْن عدي بْن مجدعة
بْن حارثة بْن الحارث الأنصاري الْحَارِثِيّ.
شهد أحدا، وشهدها معه ابنه تميم بْن معبد [2] .
أخرجه أَبُو عمر.
4999- معبد القرشي
(ع س) معبد القرشي.
ذكره الطبراني فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَنْبَأَنَا
الْحَسَنُ بن أحمد، أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ (حَ) قَالَ أَبُو موسى: وأخبرنا أبو غالب
الْكُوشِيدِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
رِيذَةَ قَالا: أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ
إِسْرَائِيلَ- يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ- عَنْ سِمَاكِ
بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِقُدَيْدٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ
«النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَطَعِمْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا؟ لِيَوْمِ عَاشُورَاءَ،
فَقَالَ: لا، إِلا أَنِّي شَرِبْتُ مَاءً. قَالَ:
فَلا تَطْعَمْ شَيْئًا حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ،
وَأْمُرْ مَنْ وَرَاءَكَ أَنْ يَصُومُوا هَذَا
الْيَوْمَ» . أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو
موسى.
5000- معبد بن قيس
(ب د ع) معبد بْن قيس بْن صخر. وقيل: معبد بْن وهب بْن
قيس بْن صخر. وقيل:
معبد بْن قيس بْن صيفي بْن صخر بْن حرام بْن رَبِيعة
بْن عدي بْن غنم بْن كعب بْن سلمة الأنصاري السّلميّ.
شهد بدرا.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1427، وكتاب نسب قريش لمصعب: 27،
وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 18.
[2] تقدمت ترجمة «تميم بن معبد» برقم 529: 1/ 260.
(4/445)
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس،
عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شَهِدَ بَدْرًا:
«وَمَعْبَدُ بْن قَيْسِ بْن صَخْرِ بْن حرام بْن
رَبِيعة بْن عدي بْن غَنْمِ بْن كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ
[1] » وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ: شَهِدَ
أَيْضًا أُحُدًا.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
5001- معبد بن مخرمة
(ب) معبد بْن مخرمة بْن قلع بْن حريش بْن عبد الأشهل.
شهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
5002- معبد بن مسعود
(ب د ع) معبد بْن مسعود السلمي البهزي، أخو مجالد
ومجاشع ابني مسعود.
حديثه نحو حديث مجالد. قَالَ البخاري: لَهُ صحبة، روى
أَبُو عثمان النهدي، عَنْ مجاشع قَالَ: أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بأخي معبد بْن مسعود بعد الفتح،
فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، جئتك بأخي معبد لتبايعه
عَلَى الهجرة. فقال: ذهب أهل الهجرة بما فيها. فقلت:
عَلَى أي شيء تبايعه يا رَسُول اللَّهِ؟ فقال: عَلَى
الإسلام- أو: الإيمان- والجهاد. فلقيت معبدا فسألته،
وَكَانَ أكبرهما فقال: صدق [2] .
وقد روي عَنْ مجاشع أَنَّهُ قَالَ: أتيت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بأخي مجالد. وروي
عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:
بأخي أَبِي معبد، وهي كنية مجالد، ولعله أتي بهما
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد
الفتح، فقال لَهُ ذَلِكَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يقول ذَلِكَ لكل من
جاءه بعد الفتح، ليبايعه عَلَى الهجرة.
أخرجه الثلاثة.
5003- معبد بن ميسرة
(ب) معبد بْن ميسرة السلمي. فِيهِ نظر.
أخرجه أبو عمر كذا مختصرا.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 698.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 3/ 469.
(4/446)
5004- معبد بن نباته
(د ع) معبد بْن نباتة، من بني غنم بْن دودان.
هاجر إِلَى المدينة، لا تعرف لَهُ رواية. وروى عَنِ
ابن إِسْحَاق أن بني غنم بْن دودان أهل إسلام، قَدْ
أوعبوا [1] إِلَى المدينة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم هجرة، منهم: معبد بْن نباتة.
ذكره أَبُو نعيم، وقال: قَالَ بعض المتأخرين- يعني ابن
منده- معبدا، وَإِنما هُوَ منقذ بْن نباتة.
وروى أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنُ إِسْحَاق،
فقال: منقذ بْن نباتة [2] .
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5005- معبد بن وهب
(ب د ع) معبد بْن وهب العبدي، من عبد القيس.
شهد بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،
وتزوج هريرة بنت زمعة، أخت سودة بنت زمعة أم
الْمُؤْمِنِين.
يقال: إنه قاتل يَوْم بدر بسيفين، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «يا لهف نفسي عَلَى فتيان عبد القيس!
أما إنهم أسد اللَّه فِي أرضه!» . حدث بذلك طالب بْن
حجير، عَنْ هود العصري عَنْ معبد. أخرجه الثلاثة.
5006- معبد بن هوذة
(ب د ع) معبد بْن هوذة الأنصاري.
أخبرنا أبو أحمد بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ
سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ: قَالَ: حَدَّثَنَا
النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ
مَعْبَدِ بْنِ هَوْذَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده معبد
ابن هَوْذَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِالإِثْمِدِ [3]
الْمُرَوَّحِ عِنْدَ النَّوْمِ، وَقَالَ: لِيَتَّقِهِ
الصَّائِمُ [4] . أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
5007- معتب بْن عَمْرو
معتب بْن عَمْرو الأسلمي، أَبُو مروان. قاله الطبري
بسكون الْعَين، وكسر التاء فوقها نقطتان، وقاله
الواقدي بفتح العين، وتشديد التاء.
__________
[1] أي: جمعوا كل ما يمكن من جمع.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 472.
[3] الإثمد: نوع من الكحل والمروح: المطيب بالمسك.
[4] سنن أبى داود، كتاب الصوم، باب «في الكحل عند
النوم للصائم» ، الحديث 2377: 3102.
(4/447)
روى عَنْهُ ابنه عطاء أَنَّهُ قَالَ: كنت
عند النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فجاءه
ماعز ... الحديث.
قاله الأمير، وقال: الأشبه معتب قول الواقدي.
5008- معتب بن الحمراء
(ب د ع) معتب بْن الحمراء، وهو: معتب بْن عوف بْن
عَامِر بْن الفضل بن عفيف ابن كليب بْن حبشية بْن سلول
بْن كعب بْن عَمْرو بْن الخزاعي السلولي، حليف بني
مخزوم، ويعرف بابن الحمراء.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ، عَنْ يونس،
عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إِلَى الحبشة من
حلفاء بني مخزوم: معتب بْن عوف بْن عَامِر بْن الفضل
بْن عفيف، وهو الَّذِي يدعى عيهامة [1] ابن كليب بْن
سلول بْن كعب من خزاعة.
وبهذا الإسناد عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا، من
بني مخزوم بْن يقظة [2] : «ومعتب ابن عوف بْن عَامِر،
حليف لَهُم من خزاعة» .
لا عقب لَهُ، وهاجر إِلَى المدينة أيضا وآخى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين
ثعلبة بْن حاطب الأنصاري. قيل: إنه توفي سنة سبع
وخمسين، فقيل: كَانَ عمره ثمانيا وسبعين سنة، وقال
الطبري: كان عمره ثمانيا وخمسين سنة. وهذا فِيهِ نظر،
لأن من شهد بدرا وهي فِي السنة الثانية من الهجرة لا
يجوز أن يكون عمره ثلاث سنين، والأول أصح عندي.
أخرجه الثلاثة.
معتّب: بتشديد التاء.
5009- معتب بن عبيد
(ب د ع) معتب بْن عُبَيْد بْن إياس البلوي. حليف بني
ظفر من الأنصار.
ذكره ابن إِسْحَاق وابن عقبة فيمن شهد بدرا من حلفاء
بني ظفر [3] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 327.
[2] في المطبوعة: «نقطة» . والصواب عن المصورة، وجمهرة
أنساب العرب: 141.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 687. والنص مضطرب فيها.
(4/448)
معتب: بضم الميم، وفتح الْعَين المهملة،
وتشديد التاء فوقها نقطتان، وقاله مُحَمَّد بْن سعد.
مغيث [1] ، بالغين المعجمة، وبالياء تحتها نقطتان،
وآخره ثاء مثلثة. ويرد هناك إن شاء اللَّه تعالى.
5010- معتب بن قشير
(ب د ع) معتب بْن قشير. وقيل: معتب بْن بشير بْن مليل
بْن زيد بن العطّاف ابن ضبيعة بْن زيد بْن مالك بْن
عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري
الأوسي.
شهد العقبة، وبدرا، وأحدا.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا مِنَ الأَنْصَارِ.
مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدٍ: «وَمُعَتَّبُ بْنُ
فُلانِ بْنِ مُلَيْلٍ، لا عَقِبَ لَهُ» .
كَذَا فِي رِوَايَةِ يُونُسَ، لَمْ يُسَمِّ أَبَاهُ.
وَرَوَاهُ الْبَكَّائِيُّ وَسَلَمَةُ، عَنِ ابْن
إِسْحَاقَ فقالا: «معتب ابن قُشَيْرٍ [2] » .
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ
قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَسْمَعُ قَوْلَ
مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ وَإِنَّ النُّعَاسَ
لَيَغْشَانِي، مَا أَسْمَعُهَا مِنْهُ إِلا
كَالْحُلْمِ، وَهُوَ يَقُولُ: (لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ
الأمر شيء ما قتلنا هاهنا [3] ) .
أخرجه الثلاثة.
معتب: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد التاء
فوقها نقطتان.
5011- معتب بن أبى لهب
(ب س) معتب بْن أَبِي لهب بْن عبد المطلب بن هاشم
القرشي الهاشمي، ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله
عليه وَسَلَّمَ، وأمه أم جميل بِنْت حرب بْن أمية،
حمالة الحطب، أخت أَبِي سفيان بْن حرب.
روى عَبْد اللَّهِ بْن عباس، عَنْ أبيه العباس بْن عبد
المطلب قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم مكة فِي الفتح قَالَ لي: يا عباس،
أين ابنا أخيك عتبة ومعتب، لا أراهما؟ قَالَ قلت: يا
رسول
__________
[1] الّذي في الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 2/ 28: «معتب
بن عبيد» .
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 688.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 522، 526. وتفسير ابن كثير، عند
الآية 154 من سورة آل عمران: 2/ 126. بتحقيقنا.
(4/449)
اللَّهِ، تنحيا فيمن تنحى من مشركي قريش.
فقال: اذهب إليهما فائتني بهما. فقال العباس:
فركبت إليهما بعرفة، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يدعوكما. فركبا معي
فقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاهما
إِلَى الإسلام فأسلما، وبايعا. قاله أَبُو موسى. وقال
أَبُو عمر: شهد معتب وعتبة حنينا مَعَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وفقئت عين معتب بحنين،
وَكَانَ فيمن ثبت. ومن ولده الْقَاسِم بْن العباس بن
محمد بن معتّب، روى عَنْهُ ابن أَبِي ذئب، وقتل ابنه
عباس بْن الْقَاسِم يَوْم قديد [1] .
أخرجه أَبُو عمر، وأبو موسى.
5012- معتمر بن أبو حنش
(ع س) معتمر أَبُو حنش. ذكره الطبراني في الصحابة.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أنبأنا الْحَسَنُ، أَنْبَأَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (حَ) قَالَ أَبُو
مُوسَى:
وَأَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو
بَكْرٍ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ
الْقَرَاطِيسِيُّ، حَدَّثَنَا نَجَاحُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ
عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَنَشِ
بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي عَلَى جِنَازَةٍ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ
بِمِجْمَرٍ [2] تُرِيدُ الْجِنَازَةَ، فَصَاحَ بِهَا
حَتَّى دَخَلَتْ فِي آجَامِ [3] الْمَدِينَةِ.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وأبو موسى.
5013- معد بن ذهل
(س) معد بْن ذهل.
وفد عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم. روى عنه ابنه لاحق بْن معد.
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرا.
5014- معدان أبو الخير
(د ع) معدان أَبُو الخير، اسمه جفشيش. تقدم ذكره في
«الجيم» و «الحاء» و «الخاء» .
أخرجه هاهنا ابن مندة وأبو نعيم، كذا مختصرا.
__________
[1] الاستيعاب: 3/ 1430.
[2] المجمر: هو الّذي يوضع فيه النار للبخور.
[3] آجام المدينة: حصونها.
(4/450)
5015- معبد أبو خالد
(ع س) معدان أَبُو خَالِد.
أورده الطبراني وقال: يقال: لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إجازة، أنبأنا أبو غالب،
أنبأنا أبو بكر (ح) ، قَالَ أَبُو مُوسَى:
وَأَنْبَأَنَا الْحَسَنُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ قَالا:
أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ
الرَّجَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ
الْبَحْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ،
حَدَّثَنَا جُرَيْجٌ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ خالد ابن
مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ،
وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ.
فَإِذَا رَكِبْتُمْ هَذِه الدَّوَابَّ الْعُجْمَ
فَنَزِّلُوهَا مَنَازِلَهَا، فَإِنْ أَجْدَبَتِ
الأَرْضُ فَانْجُوا عَلَيْهَا، فَإِنَّ الأَرْضَ
تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لا تُطْوَى بِالنَّهَارِ [1]
، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ بِالطَّرِيقِ،
فَإِنَّهُ طَرِيقُ الدَّوَابِّ، وَمَأْوَى الْحَيَّاتِ
[2] » . أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو موسى.
5016- معديكرب بن الحارث
معديكرب بْن الحارث بْن لحي بْن شرحبيل بْن الحارث
الكندي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. قاله هشام بن الكلبي.
5017- معديكرب بن رفاعة
(س) معديكرب بْن رفاعة أَبُو رمثة.
ذكره يَحْيَى بْن منده، عَنْ أَبِي العباس أحمد بْن
الْحَسَن النصيري، عَنِ الحاكم أَبِي عَبْد اللَّهِ
بهذا، وقاله غيره أيضا.
أخرجه أَبُو موسى.
5018- معديكرب بن شراحيل
معديكرب بْن شراحيل بْن الشيطان بْن خديج بن أمري
القيس بْن الحارث بْن معاوية الكندي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. قاله ابن الكلبي.
__________
[1] أي: تقطع مسافتها، لأن الإنسان في الليل أنشط منه
في النهار، واقدر على المشي والسير، لعدم اخر وغيرة.
والتعريس: الإقامة.
[2] أخرجه الإمام أحمد بنحوه، عن جابر بن عبد الله: 3/
305، 382.
(4/451)
5019- معديكرب بن قيس
(س) معديكرب بْن قيس. يعرف بالأشعث الكندي، وقد تقدم
ذكره فِي الأشعث مستوفى، [1] وَفِي ذكر أخيه: سيف [2]
.
أخرجه أَبُو موسى.
5020- معديكرب الهمدانيّ
معديكرب الهمداني.
ذكره أَبُو أحمد العسكري، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنِ
الفضل بْن العلاء الْكُوفِيّ، عَنْ ثور بْن يزيد، عن
خَالِد بْن معدان، عَنْ معديكرب، وَكَانَ من أصحاب
رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم قَالَ: شكا
رجل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وحشة يجدها إذا دخل منزله، فأمره أن يتخذ
زوجا من حمام، ففعل، فذهبت الوحشة.
5021- معديكرب
(س) معديكرب.
أخرجه أَبُو موسى وقال: أورده العسكري- يعني عَليّ بْن
سَعِيد- وجعفر المستغفري. روى عمر بْن موسى، عَنْ
خَالِد بْن معدان، عَنْ معديكرب قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: «من أعتق أو طلق
ثُمَّ استثنى، فله ثنياه [3] .
أورده العسكري عَنْ يَحْيَى بْن عبد الأعظم. وقال
أَبُو موسى: أظنه المقدام بْن معديكرب، لا أعلم أهو
وَالَّذِي قبله واحد أم اثنان؟ والله أعلم.
5022- معرض بن علاط
(ب) معرض بْن علاط السلمي، أخو الحجاج بْن علاط. تقدم
نسبه عند ذكر أخيه، أمه أم شيبة [4] بنت طلحة، قتل
يَوْم الجمل.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 185: 1/ 118، 119.
[2] تقدمت ترجمته برقم 2368: 2/ 497.
[3] الثنيا- بضم فسكون-: الاستثناء.
[4] في الاستيعاب 4/ 1478: «بنت أبى طلحة» .
(4/452)
قَالَ أَبُو عمر: هكذا ذكره أهل السير
والأخبار، وكذلك ذكره ابن المبارك قَالَ: قتل معرّض
ابن علاط يَوْم الجمل، فقال أخوه الحجاج [1] :
ولم أر يوما كَانَ أكثر ساعيا ... بكف شمال فارقتها
يمينها
أخرجه أَبُو عمر. وللحجاج بْن علاط أشعار منها ما يمدح
بِهِ عَليّ بْن أَبِي طالب، كرم اللَّه وجهه.
معرض: بضم الميم، وفتح الْعَين، وكسر الرَّاء
وتشديدها. قاله الأمير.
5023- معرض بن معيقيب
(د ع) معرض بْن معيقيب اليمامي.
روى حديثه شاصويه بْن عُبَيْد أَبُو مُحَمَّد اليمامي.
قَالَ شاصويه [2] : حَدَّثَنَا معرض بْن عَبْد اللَّهِ
ابن معرض بْن معيقيب، عَنْ أبيه عَنْ جده قال: حججت
حجة الوداع، فدخلت دارا بمكة، فرأيت فيها رسول الله
صلى الله عليه وسلم، كأن وجهه دارة القمر، ورأيت مِنْه
عجبا، أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يَوْم ولد، قد
لفه بخرقة فقال: يا غلام، من أنا؟ فقال: أنت رَسُول
اللَّهِ. قَالَ:
صدقت، بارك اللَّه فيك. ثُمَّ إن الغلام لَمْ يتكلم
بعدها حَتَّى شب، فكنا نسميه «مبارك اليمامة» . أخرجه
ابن منده، وَأَبُو نعيم.
5024- معضد بن يزيد
(س) معضد بْن يَزِيدَ، أَبُو يزيد.
من أهل الكوفة قيل: أدرك الجاهلية، وقتل بأذربيجان زمن
عثمان رضي اللَّه عَنْهُ.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
5025- معقل بن خليد
(د ع) معقل بْن خليد، وقيل: معقل بْن خويلد.
لَهُ صحبة، عداده فِي أهل الحجاز. روى ابن أَبِي ذئب،
عَنْ عَبْد الله بن يزيد الهذلي قال:
__________
[1] الاستيعاب: 4/ 1478.
[2] في المطبوعة: «قال حدثنا شاصويه» . والمثبت عن
المصورة.
(4/453)
كَانَ بين أَبِي سفيان وبين معقل بْن خويلد
خصومة يَوْم حنين فِي سلب [1] رجل، فقال رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: يا معقل، اجتنب
مخاصمة قريش.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم [2] .
5026- معقل بن سنان بن مظهر
(ب د ع) معقل بْن سنان بْن مظهر [3] بْن عركي بْن
فتيان بْن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث ابن غطفان
الأشجعي، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن. وقيل: أَبُو
مُحَمَّد، وَأَبُو زيد، وَأَبُو سنان.
شهد فتح مكة، ثُمَّ أتى المدينة فأقام بِهَا. وَكَانَ
فاضلا تقيا، وهو الَّذِي روى حديث بروع بنت واشق.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ
وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ،
حَدَّثَنَا زَيْدُ [4] بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ
سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
عَلْقَمَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ سُئِلَ
عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، وَلَمْ يَفْرِضْ
لَهَا صَدَاقًا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَهَا مِثْلُ مَهْرِ
نِسَائِهَا، لا وَكْسَ [5] وَلا شَطَطَ، وَعَلَيْهَا
الْعِدَّةُ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، فَقَامَ مَعْقِلُ
بْنُ سِنَانٍ الأَشْجَعِيُّ فَقَالَ: قَضَى رَسُولُ
الله صلى الله عليه وسلم في بروع بِنْتِ وَاشِقٍ
امْرَأَةٍ مِنَّا مِثْلَ مَا قَضَيْتَ. فَفَرِحَ ابْنُ
مَسْعُودٍ [6] .
وَكَانَ معقل ممن خلع يزيد بْن معاوية مع أهل المدينة،
فقتله مسلم بْن عقبة المري لِمَا ظفر بأهل المدينة
يَوْم الحرة صبرا، وممن قتل يَوْم الحرة صبرا: الفضل
بْن العباس بْن ربيعة بن ابن الحارث بْن عبد المطلب
[7] ، وَأَبُو بكر بْن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب،
وأبو بكر ابن عَبْد [8] اللَّهِ بْن عمر بْن الخطاب،
وَيَعْقُوب بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه [9] ، وعبد
اللَّه بن زيد
__________
[1] السلب: ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه.
مما يكون معه وعليه من سلاح ودابة وغيرها.
[2] معقل بن خويلد هذا ترجم له المرزباني في معجم
الشعراء، 276. وانظر شعره في ديوان الهذليين: 1/ 161،
3/ 66.
[3] في جمهرة أنساب العرب 249: «مظاهر» . وسيأتي ضبط
ابن الأثير في نهاية الترجمة لهذا الاسم.
[4] في تحفة الأحوذي: «حدثنا يزيد بن الحباب» . وزيد
بن الحباب مترجم في كتاب الرجال.
[5] أي: لا نقص، ولا شطط: ولا زيادة.
[6] تحفة الأحوذي، أبواب النكاح، باب «ما جاء في الرجل
يتزوج المرأة، فيموت عنها قبل أن يفرض لها» ، الحديث
1154: 4/ 299، 300. وقال الترمذي: «حديث ابن مسعود
حديث حسن صحيح، وقد روى عنه من غير وجه، والعمل على
هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم، وغيرهم. وبه يقول الثوري وأحمد وإسحاق» .
[7] جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 70، 71. وكتاب نسب
قريش لمصعب: 88.
[8] في المطبوعة: «وأبو بكر بن عبيد الله» . ومثله في
الاستيعاب: 30/ 1431. والمثبت عن المصورة. وينظر كتاب
نسب قريش: 357، وجمهرة أنساب العرب: 152.
[9] كتاب نسب قريش: 282.
(4/454)
ابن عاصم [1] ، وغيرهم. ولقب أهل المدينة
مسلم بْن عقبة بعد الحرة مسرفا، لِمَا أسرف فِي القتل
[2] .
وَكَانَ معقل عَلَى المهاجرين، فمما قيل فِيهِ [3] :
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بْن
سنان
روى عَنْ معقل من أهل الكوفة: علقمة، ومسروق، والشعبي.
وروى عَنْهُ من غيرهم:
الْحَسَن الْبَصْرِيّ، وطائفة من المدنيين.
أخرجه الثلاثة.
مظهر: بضم الميم، وفتح الظاء المعجمة. وفتيان: بالفاء،
والتاء فوقها نقطتان، وبعدها ياء تحتها نقطتان..
5027- معقل بْن سنان بْن نبيشة
معقل بْن سنان بْن نبيشة [4] بْن سلمة بْن سلامان بْن
النعمان بْن صبح بْن مازن بن خلاوة ابن ثعلبة بْن ثور
بْن هذمة بْن لاطم بْن عمان المزني.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي وفد مزينة، وصحب النَّبِيّ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم، وأقطعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطيعة، ذكر هذا هشام بن الكلبي.
5028- معقل بن مقرن
(ب د ع) معقل بْن مقرن المزني. تقدم نسبه عند أخيه
سويد.
وهو أخو النعمان بْن مقرن، وكانوا سبعة إخوة. كلهم
هاجر وصحب النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، وليس
ذَلِكَ لأحد من العرب، قاله الواقدي، وابن نمير.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا نقل [5] أَبُو عمر عَنِ الواقدي وابن نمير.
وقد ذكر أَبُو عمر أيضا أن بني حارثة بن
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 2956: 3/ 250، 251.
[2] كتاب نسب قريش: 373.
[3] الاستيعاب: 3/ 1431.
[4] كذا في أسد الغابة. وفي جمهرة أنساب العرب لابن
حزم 201: «نهشة» .
[5] الاستيعاب: 3/ 1432.
(4/455)
هند الأسلميين كانوا ثمانية، أسلموا كلهم
وشهدوا بيعة الرضوان، ذكر ذَلِكَ فِي هند بْن حارثة
[1] .
أخرجه الثلاثة.
5029- معقل بن المنذر
(ب د ع) معقل بْن المنذر بْن سرح بْن خناس بْن سنان
بْن عُبَيْد بْن عدىّ بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري
السلمي.
شهد العقبة وبدرا، قَالَ ابن إسحاق، فيمن شهدا بدرا من
الأنصار، من بني عُبَيْد بْن عدي ابن غنم بْن كعب:
«ومعقل [2] بْن المنذر بْن سرح» .
أخرجه الثلاثة.
خناس: بضم الخاء المعجمة، وبالنون الخفيفة.
5030- معقل بن أبى الهيثم
(ب د ع) معقل بْن أَبِي الهيثم الأسدي، ويقال: معقل
بْن أَبِي معقل، ومعقل ابن أم معقل. وكله واحد.
يعد فِي أهل المدينة، روى عَنْهُ أَبُو سلمة، وَأَبُو
زيد مولاه، وأم معقل.
روى عَمْرو بْن أَبِي عمر، وعن أَبِي زيد، عَنْ معقل
بْن أَبِي الهيثم الأسدي حليف لَهُم، قد صحب النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ
تُسْتَقْبَلَ القبلة بغائط أو بول. ومن حديثه: «عمرة
فِي رمضان تعدل حجة» . وتوفي فِي أيام معاوية.
أخرجه الثلاثة.
5031- معقل بن يسار
(ب د ع) معقل بْن يسار بْن عَبْد اللَّهِ بْن معبر [3]
بْن حراق بْن لأى بن كعب ابن عبد بْن ثور بْن هذمة بْن
لاطم بْن عثمان بْن عَمْرو بْن أد بْن إلياس بْن مضر
المزني. يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أَبُو يسار،
وَأَبُو عَليّ. ويقال لولد عثمان وأوس ابني عَمْرو:
مزينة نسبوا إِلَى أمهم مزينة بنت كلب بْن وبرة.
__________
[1] المصدر نفسه: 4/ 1544.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 698.
[3] كذا في أسد الغابة. وفي جمهرة أنساب العرب لابن
حزم 502: «معبد» . وسيأتي ضبط ابن الأثير له.
(4/456)
صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد بيعة الرضوان. روي عَنْهُ
أَنَّهُ قَالَ: بايعناه عَلَى أن لا نفر سكن البصرة،
وَإِلَيْهِ ينسب نهر معقل الَّذِي بالبصرة، وتوفي
بِهَا آخر خلافة معاوية. وقد قيل: إنه توفي أيام يزيد
بْن معاوية.
روى عَنْهُ عَمْرو بْن ميمون الأَودي، وَأَبُو عثمان
النهدي، والحسن الْبَصْرِيّ. وله أحاديث.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ
الْقَاهِرِ الْخَطِيبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئُ أَخْبَرَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مَاسِيٍّ [1] ، أَخْبَرَنَا محمد ابن عَبْدُوسٍ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو
الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: عَادَ عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي
مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ
مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَوْ عَلِمْتُ
لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً
يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ، إِلا
حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» [2] .
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
معبر: بضم الميم، وفتح الْعَين، وكسر الباء الموحدة
المشددة. وقيل: معير، بكسر الميم، وتسكين الْعَين،
وفتح الياء تحتها نقطتان، وآخره راء، والله أعلم.
وقيل: «حسان» بدل «حراق» .
5032- المعلى بْن لوذان
المعلى بْن لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة بْن عدي
بْن مَالِك بْن زَيْد مناة بْن [حبيب] [3] ابن عبد
حارثة بْن مالك بْن غضب بْن مالك بْن جشم بْن الخزرج
الأنصاري الخزرجي.
قاله ابن الكلبي.
__________
[1] في المطبوعة: «ماشى» . بالشين والمثبت عن المصورة،
والمشتبه للذهبى، تعليق: 565.
[2] أخرجه الإمام أحمد بنحوه، عن هوذة بن خليفة، عن
عوف، عن الحسن، المسند: 5/ 27.
[3] ما بين القوسين عن الجمهرة: 356، وترجمة ابنه أوس
وقد تقدمت برقم 323: 1/ 177. وابنه عبيد، وقد تقدمت
ترجمته برقم 3515: 3/ 548. وكان مكانها في المطبوعة:
«تميم» . وأما المصورة فكان في صلب النص كلمة غير
واضحة، فضرب عليها الناسخ، وأثبت على الهامش «تميم» .
(4/457)
5033- معمر الأنصاري
(س) معمر الأنصاري.
روى عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن، عَنْ معمر
الأنصاري: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من
تعلم مما ينفع اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِهِ فِي الآخرة،
لا يتعلمه إلا للدنيا، حرم اللَّه عَلَيْهِ أن يجد عرف
الجنة [1] » أخرجه أَبُو موسى وقال: كذا أورده ابن
شاهين، قَالَ: وأظنه «عَبْد اللَّهِ بْن عبد الرحمن
ابن معمر [2] » ، فيكون الحديث مرسلا.
5034- معمر بن الحارث بن قيس
(ب س) معمر بْن الحارث بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن
سهم القرشي السهمي.
كَانَ من مهاجرة الحبشة.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس،
عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة
من بني سهم بْن عَمْرو بْن هصيص: «ومعمر بْن الحارث
بْن قيس» [3] .
وقد ذكرت إخوته فِي «تميم» وغيره من مواضع أسمائهم [4]
. وَكَانَ الكلبي يقول فيهم معبد بْن الحارث.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
5035- معمر بن الحارث بن معمر
(ب د ع) معمر بْن الحارث بْن معمر بْن حبيب بْن وهب
بْن حذافة بْن جمح، أخو حاطب وحطاب. أمهم قتيلة بنت
مظعون، أخت عثمان بْن مظعون.
أسلم معمر قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم دار الأرقم، وهاجر إِلَى المدينة، وآخى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه
وبين معاذ بْن عفراء. وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها
مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس،
عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من بني
جمح: «والمعمر بن الحارث [5] » .
__________
[1] أي: رائحتها.
[2] عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، مترجم في كتاب
الرجال، يروى عن أنس، ينظر التهذيب: 5/ 297.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 328.
[4] تقدمت ترجمة قيم برقم 518: 1/ 257.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 684.
(4/458)
وتوفي فِي خلافة عمر بْن الخطاب رضي اللَّه
عَنْهُما.
أخرجه الثلاثة.
5036- معمر بْن حبيب
معمر بْن حبيب بْن عُبَيْد بْن الحارث الأنصاري.
شهد بدرا. قاله الغساني، عَنِ الواقدي.
5037- معمر بن حزم
(ع س) معمر بْن حزم بْن زَيْد [1] بْن لوذان بْن
عَمْرو بْن عَبْد بْن عوف بْن غنم بْن مَالِك بْن
النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي النجاري، جد أَبِي
طوالة. وهو أخو عمرو بن حزم، قاله محمد ابن سعد كاتب
الواقدي.
شهد بيعة الرضوان وما بعدها، وهو أحد العشرة الَّذِينَ
بعثهم عمر بْن الخطاب مع أَبِي موسى إِلَى البصرة.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
5038- معمر والد أبى خزامة
(س) معمر والد أَبِي خزامة السعدي، وقيل: يعمر.
قَالَ يَعْقُوب بْن سفيان فِي تاريخه: أَبُو خزامة بْن
معمر السعدي سعد هذيم، قضاعي. وَقَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ
يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي خُزَامَةَ،
عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أَرَأَيْتَ رُقًى
نَسْتَرْقِيهَا، وَدَوَاءً نَتَدَاوَى بِهِ،
وَاتِّقَاءً نَتَّقِيهِ: هَلْ يَرُدُّ مِنْ قَدَرِ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ
مِنْ قَدَرِ اللَّهِ عز وجل» [2] أخرجه أبو موسى.
5039- معمر بن أبى سرح
(ب س) معمر بْن أَبِي سرح بْن رَبِيعة بْن هلال بْن
أهيب بْن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.
__________
[1] في المطبوعة: «يزيد» . والصواب عن المصورة، وترجمة
أخيه عمرو بن حزم، وقد تقدمت برقم 3899: 4/ 214،
وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 348.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن ابن أبى خزامة عن أبيه،
المسند: 3/ 421، ثم أخرجه من غير وجه عن أبى خزامة، عن
أبيه. قال عبد الله بن الإمام أحمد قال أبى: وهو
الصواب. وقد أخرجه ابن ماجة في كتاب الطب. باب «ما
أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» ، الحديث 3437: 2/
1137، عن ابن أبى خزامة، عن أبيه.
(4/459)
شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم، ومات سنة ثلاثين. قاله الواقدي، وكناه
أبا سَعِيد. وكذلك قَالَ أَبُو معشر، وسماه «معمر بْن
أَبِي سرح» . وسماه موسى بْن عقبة، وابن إِسْحَاق،
وابن الكلبي: «عَمْرو بْن أَبِي سرح» ، إلا أن ابن
الكلبي قَالَ فِي نسبه: «هلال بْن مالك بْن ضبة» .
فجعل «مالكا» عوض «أهيب» . وقد ذكرناه في عمرو [1] .
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
5040- معمر بن عبد الله بن نضلة
(ب د ع) معمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن نضلة بْن عبد
العزى بْنُ حرثان بْن عوف بْن عُبَيْد بْن عويج بْن
عدي بْن كعب القرشي العدوي.
وقال ابن المديني: هُوَ معمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن
نَافِع بْن نضلة.
وهو معمر بْن أَبِي معمر: أسلم قديما وهاجر إِلَى
الحبشة الهجرة الثانية، وتأخرت هجرته إِلَى المدينة،
وقدمها مع أصحاب السفينتين من الحبشة [2] عاش عمرا
طويلا. يعد في أهل المدينة. هو الَّذِي حلق شعر رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجة
الوداع.
روى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب، وبسر بْن سَعِيد [3] .
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدٍ قَالا بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى أَبِي عِيسَى
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
حَدَّثَنَا ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ نَضْلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَحْتَكِرُ
إِلا خَاطِئٌ» [4] . قُلْتُ لِسَعِيدٍ إِنَّكَ
تَحْتَكِرُ قَالَ: ومعمر كان يحتكر [5] . أخرجه
الثلاثة.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 3929: 4/ 228، 229.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 328، 25/ 361، والطبقات الكبرى
لابن سعد: 4/ 1/ 102، 103.
[3] في المطبوعة: «وبشر بن سعيد» . والصواب «بسر بن
سعيد» . ينظر التهذيب: 1/ 400.
[4] أي: الاعاص آثم. والاحتكار: إمساك الطعام عن البيع
وانتظار الغلاء مع الاستغناء عنه وحاجة الناس إليه.
[5] تحفة الأحوذي، أبواب البيوع، باب ما جاء في
الاحتكار، الحديث 1285: 4/ 484- 486. وقال الترمذي،
«وإنما روى عن سعيد بن المسيب أنه كان يحتكر الزيت،
والخبط [أي: علف الدواب] ونحو هذا. وفي الباب عن عمر،
وعلى، وأبى أمامة، وابن عمر. حديث معمر حديث حسن صحيح،
والعمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا احتكار الطعام،
ورخص بعضهم في الاحتكار في غير الطعام» .
(4/460)
5041- معمر بن عثمان
(ب) معمر بْن عثمان بْن عَمْرو، بْن كعب بْن سعد بن
تيم بن مرة القرشي التميمي.
كَانَ ممن أسلم يَوْم الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وابنه عُبَيْد اللَّه بْن معمر
[1] لَهُ أيضا صحبة أخرجه أبو عمر.
5042- معمر بن كلاب
معمر [2] بْن كلاب الزماني.
كَانَ ممن وعظ مسيلمة ونهاه عما أتاه.
قَالَه الغساني مستدركا على أبى عمر.
5043- معمر
(س) معمر.
أورده ابن شاهين، وروى [عَنْ] [3] مُحَمَّدِ بْنِ جحش
قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى معمر وفخذاه مكشوفتان، فقال: يا معمر،
غط فخذك، فإن الفخذ عورة. قَالَ ابن شاهين: المعروف
حديث «جرهد» [4] .
أخرجه أبو موسى.
5044- معن بن حاجر
(ب) معن بْن حاجر [5] .
كَانَ هُوَ وأخوه طريفة بْن حاجر مع خَالِد بْن
الْوَلِيد مسلمين فِي الردة. وقد تقدم ذكر أخيه طريفة.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] في الاستيعاب 3/ 1434: «عبد الله بن معمر» . وهو
خطأ. وقد تقدمت ترجمة «عبيد الله» برقم 3474: 3/ 531،
533.
[2] قال الحافظ في الإصابة 3/ 475: «وهو بتشديد الميم»
.
[3] ما بين القوسين سقط من المطبوعة، أثبتناه عن
المصورة.
[4] تقدمت ترجمة «جرهد بن خويلد» برقم 725: 1/ 331،
332.
[5] في المطبوعة والمصورة: «معمر بن حاجر» . ويبدو أنه
خطأ من الناسخ. والصواب عن الاستيعاب: 4/ 1441، وترجمة
أخيه طريفة بن حاجر، وقد تقدمت برقم 2603: 3/ 75.
(4/461)
5045- معن بن عدي
(ب د ع) معن بْن عدي بْن الجد بْن العجلان بْن ضبيعة
بْن حارثة بن ضبيعة بن حرام ابن جعل بْن عَمْرو بْن
جشم بْن ودم [1] بْن ذبيان بْن هميم بْن ذهل بْن هني
بْن بلي البلوي، حليف بني عَمْرو بْن عوف، أخو عَاصِم
بْن عدي.
شهد العقبة، وبدرا، وأحدا، والخندق، وسائر المشاهد
كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بِإِسْنَادِهِ فِيمَنْ
شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ:
«وَمَعْنُ بْنُ عدي بن الجد بن العجلان بن ضبيعة،
حَلِيفٌ لَهُمْ [2] » .
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، في تسمية
من شهد بدرا، من بني عُبَيْدِ بْن زَيْدِ بْن مَالِكٍ
وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: معن بن عدي [بن الجد] بن
العجلان بن ضبيعة [3] » .
لا عقب لَهُ. وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم قد آخى بينه وبين زيد بْن الخطاب، فقتلا
جميعا يَوْم اليمامة، فِي خلافة أَبِي بكر.
روى مالك بْن أنس، عَنِ ابن شهاب، عَنْ سالم، عَنْ
أبيه قَالَ: بكى الناس عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين مات، وقالوا: والله لوددنا
أنا متنا قبله، نخشى أن نفتن بعده. فقال معن بْن عدي:
لكني والله ما أحب أن أموت قبله، لأصدقه ميتا كما
صدقته حيا [4] .
أخرجه الثلاثة.
5046- معن بْن فضالة
معن بْن فضالة بْن عُبَيْد بْن ناقد [5] بْن صهيبة [6]
بْن أصرم بْن جحجبي بْن كلفة بن عوف ابْنُ عَمْرو بْن
عوف بْن مَالِك بْن الأوس الأنصاري.
لَهُ صحبة، وولي اليمن لمعاوية.
قاله ابن الكلبي.
__________
[1] في المطبوعة: «ردم» بالراء والصواب عن المصورة،
والقاموس.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 456.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 689.
[4] الاستيعاب: 4/ 1441، 1442.
[5] كذا في أسد الغابة، ومر مثله في ترجمة أبيه «فضالة
بن عبيد» : 4/ 363. وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم
336: «نافذ» ، بالفاء والذال.
[6] كذا في أسد الغابة، ومثله في جمهرة أنساب العرب:
336. وقد تقدم في ترجمة أبيه: «صهيب» .
(4/462)
5047- معن بن يزيد السلمي
(ب د ع) معن بْن يَزِيدَ بْن الأخنس بن حبيب [1] بن
جرة [2] بن زعب [3] بن مالك ابن خفاف بْن امرئ القيس
بْن بهثة بْن سُلَيْم السلمي.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ
وأبوه وجده، يكنى أبا يزيد.
قَالَ يزيد بْن أَبِي حبيب: إنه شهد بدرا مع أبيه
وجده، ولا يعرف أحد شهد بدرا هُوَ وأبوه وجده غيره.
قَالَ أَبُو عمر: لا يعرف «معن» فِي البدريين، ولا
يصح. وَإِنما الصحيح حديث أَبُو الجويرية عنه.
أخبرنا به أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ
الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي
يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
سَلامٍ وَعِدَّةٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، عَنْ مَعْنِ
بْنِ يَزِيدَ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَبِي وَجَدِّي،
وَخَاصَمْتُ إِلَيْهِ فَأَفْلَجَنِي، وَخَطَبْتُ
إِلَيْهِ فَأَنْكَحَنِي [4] .
وَشَهِدَ مَعْنٌ فَتْحَ دِمَشْقَ، وَلَهُ بِهَا دَارٌ،
وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ.
أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
جرة: بضم الجيم، يعنى وآخره هاء. قاله الأمير.
5048- معن بن يزيد الخفاجي
(ع س) معن بْن يَزِيدَ الخفاجي. وخفاجة هُوَ ابن
عَمْرو بْن عقيل بْن كعب بْن عَامِر بْن صعصعة.
روى عَنْ عقبة بْن نَافِع الأنصاري قَالَ: غزوت مع عمر
الصائفة، ومعنا معن بْن يَزِيدَ الخفاجي، من أصحاب
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فنزل منزلا حين
أشفينا [5] عَلَى أرض العدو، فقام
__________
[1] كذا في أسد الغابة، ومثله في الجمهرة: 260. وفي
الاستيعاب 4/ 144: «الأخنس بن خباب» .
[2] في الجمهرة: «حبيب بن جزء» . وسيأتي ضبط ابن
الأثير «جرة» .
[3] في المطبوعة: «رغب» ، بالراء والغين. وفي الجمهرة
لابن حزم: «زغب» بالزاي والعين. وأما مصورة أسد الغابة
فقد وردت الكلمة فيها دون نقط، والمثبت عن القاموس
المحيط، مادة (زعب) ، قال الفيروزآبادي: «كجلد [يعنى
بكسر فسكون] : أبو قبيلة منها: معن بن يزيد بن زعب،
ولمعن ولأبيه صحبة» .
[4] أخرجه الإمام أحمد من طريق أبى عوانة، المسند: 3/
470، 4/ 259.
[5] أي: أشرفنا وكنا قريبين من أرض العدو.
(4/463)
فِي الناس فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ،
ثُمَّ قَالَ: أيها الناس، إنا لا نريد أن نقسم الغنم
ولا الطعام والعلف وأشباه ذَلِكَ، فخذوا مِنْه ما
أحببتم، فقد أحللناه لكم.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
5049- معوذ بن عفراء
(ب) معوذ بْن عفراء، وهي أمه، وهو: معوذ بْن الحارث
بْن رفاعة، أخو معاذ بْن عفراء.
تقدم نسبه عند أخيه معاذ شهد العقبة، وبدرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عن ابن إسحاق، فيمن شهد
بدرا:
«وشهدها من الخزرج بن حَارِثَةَ ... وَعَوْفٌ،
وَمُعَاذٌ، وَمُعَوَّذٌ بَنُو الْحَارِثِ، وَهُمْ
بَنُو عَفْرَاءَ» [1] .
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فيمن شهد
بدرا: «عوف، ومعاذ، ومعوّذ بنو عَفْرَاءَ» [2]
وَمُعَوَّذٌ هُوَ الَّذِي قَتَلَ [3] أَبَا جَهْلٍ
يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ
يَوْمَئِذٍ بِبَدْرٍ شَهِيدًا.
وَلَمْ يُعْقَبْ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ.
5050- معوذ بن عمرو
(ب) معوّذ بْن عَمْرو بْن الجموح بْن زَيْد بْن حرام
الأنصاري السلمي.
شهد بدرا مع أخيه معاذ. هكذا قَالَ موسى بْن عقبة،
وَأَبُو معشر، والواقدي. ولم يذكره ابن إِسْحَاق فِي
أكثر الروايات عَنْهُ فيمن شهد بدرا. وشهد أحدا [4] .
أخرجه أبو عمر.
5051- معيقيب بن أبى فاطمة
(ب د ع) معيقيب بْن أَبِي فاطمة الدوسي، حليف لآل
سَعِيد بْن العاص بْن أمية.
وقال موسى بْن عقبة: إنه مولى سَعِيد بْن العاص. أسلم
قديما بمكة، وهاجر إِلَى الحبشة الهجرة الثانية، ثُمَّ
هاجر إِلَى المدينة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 456، 457.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 702.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 710.
[4] هذا لفظ محمد بن سعد في الطبقات: 3/ 2/ 108، وفي
الاستيعاب 4/ 1442: «أو شهد أحدا» .
(4/464)
أخبرنا عبيد الله بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس،
عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة، من
بنى أمية ومن حلفائهم: «ومعيقيب بن أَبِي فَاطِمَةَ،
وَهُوَ آلُ [1] سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ» .
وله عقب، فقيل قدم المدينة فِي السفينتين والنبي صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم بخيبر، وقيل: قدمها قبل ذَلِكَ.
وقال ابن منده: إنه شهد بدرا، وَكَانَ عَلَى خاتم
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، واستعمله عمر بْن
الخطاب خازنا عَلَى بيت المال، وأصابه الجذام، وأحضر
لَهُ عمر رضي اللَّه عَنْهُ الأطباء، فعالجوه، فوقف
المرض.
وهو الَّذِي سقط من يده خاتم النَّبِيّ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم أيام عثمان رضي اللَّه عَنْهُ فِي بئر
أريس [2] فلم يوجد، ومذ سقط الخاتم اختلفت الكلمة،
وَكَانَ من أمر عثمان ما هُوَ مذكور فِي التواريخ، وتم
الاختلاف إِلَى الآن، والناس يعجبون من خاتم سليمان بن
داود عليهما السلام، وَكَانَت المعجزة بِهَا فِي الشام
حسب. وهذه الخاتم مذ عدمت اختلفت الكلمة، وزال الاتفاق
فِي جميع بلاد الإسلام، من أقصى خراسان إِلَى آخر بلاد
المغرب.
وروى معيقيب عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ وَإِبْرَاهِيمُ
وَغَيْرُهُمَا بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عِيسَى
التِّرْمِذِيُّ: حدّثنا الحسن ابن حُرَيْثٍ،
حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يحيى بْن أَبِي كثير قال:
حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ مُعَيْقِيبٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَسْحِ
الْحَصَى فِي الصَّلاةِ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ لا
بُدَّ فَاعِلا فَمَرَّةً وَاحِدَةً [3] . وروى عَنْهُ
ابنه مُحَمَّد أن النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
قَالَ: هَلْ تدرون عَلَى من تحرم النار؟ قَالُوا:
اللَّه ورسوله أعلم. قَالَ: عَلَى الهين اللين القريب
السهل. وتوفي معيقيب آخر خلافة عثمان رضي اللَّه
عَنْهُ، وقيل: بَلْ توفي سنة أربعين فِي خلافة عَليّ
رضي اللَّه عنه، وله عقب.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] كذا في المصورة. وفي المطبوعة: «وهو آل» . وفي
سيرة ابن هشام 1/ 434: «وهؤلاء آل سعيد» .
[2] أريس- بفتح الهمزة، وكسر الراء، وسكون الياء،
والسين المهملة-: بئر بالمدينة.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب المواقيت، باب «ما جاء في
كراهية مسح الحصى في الصلاة» ، الحديث 378/ 2/ 383،
384.
وقال الترمذي: «هذا حديث صحيح» .
(4/465)
5052- معيقيب بن معرض
(د ع) معيقيب بْن معرض اليمامي، أَبُو عَبْد اللَّهِ.
روى شاصويه بْن عُبَيْد، عَنْ معرض بْن عَبْد اللَّهِ
بْن معيقيب بْن معرض اليمامي، عَنْ أبيه، عَنْ جده
قَالَ: حججت حجة الوداع، فدخلت دارا، فرأيت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووجهه كأنه
دارة قمر. قاله ابن منده.
وقال أَبُو نعيم: معيقب بْن معرض اليمامي، أَبُو عَبْد
اللَّهِ ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- من حديث
شاصويه بْن عُبَيْد. وهو وهم فِيهِ إنما هو «معرّض بن
معيقيب» لا «معيقيب ابن معرض» .
وقد ذكره عَلى الصحة فِي معرض بْن معيقيب، فلينظر من
هناك.
وقد أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بْن هبة اللَّه
أَخْبَرَنَا أبو غالب بن البناء، أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
بْن مَالِكٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ
الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا شَاصُوَيْهِ بْنُ عُبَيْدٍ
أبو محمد اليمامي، حَدَّثَنَا معرض بْن عَبْد اللَّهِ
بْن معرض بن مُعَيْقِيبٌ الْيَمَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدِّهِ مُعَرِّضِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ قَالَ:
حَجَجْتُ حِجَّةَ الْوَدَاعِ، فَدَخَلْتُ دارا بمكة،
فرأيت فيها رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَأَنَّ وَجْهَهُ دَارَةُ قَمَرٍ، وَسَمِعْتُ مِنْه
عَجَبًا، جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ
بِصَبِيٍّ يَوْمَ وُلِدَ، قَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: يَا غُلامُ، مَنْ أَنَا؟ قَالَ: أَنْتَ
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: صَدَقْتَ، بَارَكَ
اللَّهُ فِيكَ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْغُلامَ لَمْ
يَتَكَلَّمْ بَعْدَهَا حَتَّى شَبَّ، قَالَ: فَكُنَّا
نُسَمِّيهِ مُبَارَكَ الْيَمَامَةِ.
وَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ أبى نعيم.
باب الميم والغين
5053- مغفل بن عبد غنم
(ب) مغفل بْن عبد غنم- وقيل: ابن عبد نهم بْن عفيف بْن
سحيم [1] بْن ربيعة بْن عدي، وقيل: عداء [2] بْن ثعلبة
المزني.
__________
[1] كذا «سحيم» . وقد تقدم مثله في ترجمة «خزاعيّ بن
عبد نهم» : 2/ 131. وأما في ترجمة ابنه «عبد الله بن
مغفل» :
3/ 398 فقد تقدم فيه: «عفيف بن أسحم» . ويبدو أنه قيل
فيه «سحيم» و «أسحم» . تنظر جمهرة أنساب العرب لابن
حزم:
202.
[2] في المطبوعة: «وقيل: عبد بن ثعلبة» . وفي هامش
المصورة: «عدان» . والمثبت عن ترجمة ابنه «عبد الله
ابن مغفل» . ينظر التعليق رقم: 3.
(4/466)
تقدم نسبه عند ذكر ابنه عبد الله. ومغفل
هَذَا هُوَ أخو ذي البجادين المزني. وتوفي مغفل بطريق
مكة قبل أن يدخلها سنة ثمان عام الفتح، قبل الفتح. ذكر
ذلك الطبري.
أخرجه أبو عمر.
5054- مغلس البكري
(د ع) مغلس البكري، والد ركينة بنت مغلس.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. روت زينب بنت سَعِيد بْن سويد بْن يَزِيدَ
العقيلية، عَنْ ركينة بنت مغلس، عَنْ أبيها: أَنَّهُ
وفد عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا.
5055- مغيث مولى أبى أحمد
(ب د ع) مغيث، مولى أَبِي أحمد بْن جحش، وهو زوج
بريرة، قاله ابن منده، وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: هو مولى بني مطيع.
وروى عبد الرحمن بْن الْقَاسِم، عَنْ أبيه، عَنْ
عائشة: أنها اشترت بريرة من ناس من الأنصار.
وقيل: كَانَ مولى بني المغيرة بْن مخزوم. وَأَبُو أحمد
أسدي، من أسد بْن خزيمة، وبنو مطيع من عدي قريش.
ولما اشترتها عائشة كَانَ زوجها مغيث حرا. وقيل: كَانَ
عبدا.
أَخْبَرَنَا يحيى بن محمود الأصبهاني وَأَبُو يَاسِرِ
بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادَيْهِمَا إِلَى مُسْلِمِ
بْنِ الْحَجَّاجِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيُّ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
دَخَلْتُ عَلَى بَرِيرَةَ فَقَالَتْ: إِنَّ أَهْلِي
كَاتَبُونِي [1] عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ فِي تِسْعِ
سِنِينَ، كَلَّ سَنَةٍ أُوقِيَّةٌ، فَأَعِينِينِي.
فَقُلْتُ [2] لَهَا: إِنْ شَاءَ أَهْلُكَ أَنْ
أَعُدَّهَا لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً [3] وَأُعْتِقَكِ
وَيَكُونَ الْوَلاءُ عَلَيَّ فَعَلْتُ. فَذَكَرَتْ
ذَلِكَ لأَهْلِهَا، فَأَبَوْا إِلا أَنْ يَكُونَ
الْوَلاءُ لَهُمْ. فَأَتَتْنِي فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِي،
فَانْتَهَرْتُهَا قَالَتْ: فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَنِي،
فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اشْتَرِيهَا وَأَعْتِقِيهَا،
وَاشْتَرِطِي لَهُمُ الْوَلاءَ، فَإِنَّ الْوَلاءَ
لِمَنْ أَعْتَقَ. فَفَعَلْتُ، ثُمَّ خَطَبَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةً،
فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ
شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ. مَا كَانَ من شرط
ليس
__________
[1] الكتابة: أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه إليه
منجما، فإذا أداه صار حرا.
[2] في أسد الغابة: «فقالت لها» . والمثبت عن صحيح
مسلم.
[3] أي: أعطيها لهم جملة حاضرة.
(4/467)
فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ،
وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ [1] ! مَا بَالُ رِجَالٍ
مِنْكُمْ يَقُولُ أَحَدُهُمْ: «أَعْتِقْ فُلانًا
وَالْوَلاءُ لِي» ، إِنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ
أَعْتَقَ [2] . أَخْبَرَنَا مِسْمَارٌ، وَأَبُو
الْفَرَجِ، وَالْحُسَيْنُ، وَغَيْرُهُمْ
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ
قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ [أَخْبَرَنَا [3]] عَبْدُ
الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ زَوْجَ بريرة كان عبدا
يُقَالُ لَهُ «مُغِيثٌ» ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ
يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي، وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى
لِحْيَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا تَعْجَبُونَ [4] مِنْ حُبِّ
مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ
مُغِيثًا؟! فَقَالَ النَّبِيُّ: لَوْ رَاجَعْتِهِ؟
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْمُرُنِي؟ قَالَ:
إِنَّمَا أَشْفَعُ. قَالَتْ:
لا حاجة لي فيه [5] . أخرجه الثلاثة.
5056- مغيث بن عبيد البلوى
(ب) مغيث بْن عُبَيْد بْن إياس البلوي. حليف الأنصار.
قتل بمر الظهران [6] يَوْم الرجيع شهيدا. وهو أخو
عَبْد اللَّهِ [7] بْن طارق لأمه.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عمارة: واسمه
«مغيث» ، بالغين المعجمة.
وقال الواقدي، وابن إِسْحَاق: اسمه معتب بْن عُبَيْد
[8] حليف لبني ظفر وقد تقدم فِي «معتب» .
أخرجه أبو عمر.
5057- مغيث بن عمرو
(ب) مغيث بْن عَمْرو أَبُو مروان [9] الأسلمي.
__________
[1] بعده في مسلم: «كتاب الله أحق، وشرط الله أوثق» .
[2] مسلم، كتاب العتق، باب «إنما الولاء لمن أعتق» .
4/ 214.
[3] في المصورة والمطبوعة «حدثنا محمد بن عبد الوهاب»
. والصواب عن صحيح البخاري. ومحمد هو ابن سلام بن فرج
السلمي. وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد بن الصلت
الثقفي. ينظر فتح الباري: 9/ 325، والتهذيب 6/ 449، 9/
212.
[4] لفظ الصحيح: «فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم
لعباس: يا عباس، ألا تعجب ... » .
[5] البخاري، كتاب الطلاق، باب «شفاعة النبي صلّى الله
عليه وسلّم في زوج بريرة» . 7/ 61، 62.
[6] مر الظهران: موضع على مرحلة من مكة.
[7] تقدمت ترجمته برقم 3024: 3/ 284.
[8] في المصورة والمطبوعة: «اسمه مغيث بن عبيدة» .
والمثبت عن ترجمة «عبيد بن معتب» ، وقد تقدمت برقم
5009: 5/ 224، 225.
[9] في المصورة والمطبوعة: «أبو ثروان» . وقد تقدم في
«معتب» أنه أبو مروان، وهو الصواب، بدليل السند فيما
يأتى.
(4/468)
قاله مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بالغين
المعجمة، وآخره ثاء مثلثة. وقيل: معتب وقد تقدم ذكره
والاختلاف فِيهِ.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: أَنَّهُ لِمَا أشرف عَلَى خيبر قَالَ
لأصحابه وأنا فيهم: اللَّهمّ، رب السموات وما أظللن
... الحديث.
روى هَذَا الحديث سَعِيد [1] بْن عطاء بْن أَبِي مروان
عَنْ أبيه، عَنْ جده أَبِي مروان قَالَ: واسمه مغيث
بْن عَمْرو. وقال الطبري فِيهِ: معتب، ساكن الْعَين
المهملة. وقال غيره: معتب بفتح الْعَين.
أخرجه أبو عمر.
5058- مغيث الغنوي
(ب د ع) مغيث الغنوي.
لَهُ صحبة، وله حديث مع أَبِي هريرة فِي حلب الناقة
[2] ، قاله أَبُو عمر مختصرا.
وقال ابن منده، وَأَبُو نعيم: مغيث- وقيل: معتب- بعثه
النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم فِي بعض البعوث.
روى حديثه مُحَمَّد بْن يَزِيدَ بْن البراء الغنوي،
عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنِ الحارث بْن عُبَيْد، عَنْ
أبيه عَنْ جده بهذا الحديث.
أخرجه الثلاثة.
5059- المغيرة بن الأخنس
(ب) المغيرة بْن الأخنس بْن شريق الثقفي.
تقدم نسبه عند ذكر أبيه. وهو حليف بني زهرة. وقتل
يَوْم الدار مع عثمان بْن عفان رضي اللَّه عَنْهُما،
وأبلى يومئذ بلاء حسنا، وقاتل قتالا شديدا لِمَا
أحرقوا باب عثمان، وقال [3] :
لِمَا تهدمت الأبواب واحترقت ... يمّمت منهنّ بابا غير
محترق [4]
__________
[1] الاستيعاب، الترجمة 2477: 4/ 1443. في الإصابة:
«سعد بن عطاء» ولم نجد سعيدا ولا سعدا، وأبوه عطاء
مترجم في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 337.
[2] أخرجه ابن السكن، انظر الحديث في الإصابة، الترجمة
8173: 3/ 431.
[3] الأبيات في الاستيعاب: 4/ 1444.
[4] يريد باب ابن الزبير، كذا ثبت على هوامش
الاستيعاب.
(4/469)
حقا أقول لعبد اللَّه آمره: ... إن لَمْ
تقاتل لدى عثمان فانطلق
والله أتركه [1] ما دام بي رمق ... حَتَّى يزايل بين
الرأس والعنق
هُوَ الإمام، فلست اليوم خاذله ... إن الفرار عَليّ
اليوم كالسرق
وقاتل حَتَّى قتل.
قَالَ خليفة بْن خياط [2] : بلغني أن الَّذِي قتل
المغيرة بْن الأخنس تقطع جذاما [3] بالمدينة.
وقيل [4] : إن الَّذِي قتله رَأَى فِي المنام كأن
قائلا يقول لَهُ: «بشر قاتل المغيرة بن الأخنس بالنار»
. وهو لا يعرفه، فلما كَانَ يَوْم الدار، خرج المغيرة
يقاتل، فقتل ثلاثة، فحذفه [5] ذَلِكَ الرجل بالسيف،
فأصاب رجله فقطعها، ثُمَّ ضربه فقتله، ثُمَّ قَالَ: من
هَذَا؟ قيل:
المغيرة بْن الأخنس. فقال: ما أراني إلا المبشر
بالنار. فلم يزل بشر حتى هلك.
أخرجه أبو عمر.
5060- المغيرة بن الحارث القرشي
(ب د ع) المغيرة بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم
القرشي الهاشمي، بن عم النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم [6] . كنيته أَبُو سفيان، وَبِهَا اشتهر. وقيل
كنيته أَبُو عَبْد الْمَلِكِ.
أسلم فِي الفتح، وشهد حنينا هُوَ وابنه. ويرد فِي
الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
5061- المغيرة بن الحارث القرشي
(ب) المغيرة بْن الحارث بْن عَبْد المطلب الْقُرَشِيّ
الهاشمي ابن عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، أخو أَبِي سفيان المقدم ذكره.
لَهُ صحبة. وقد قيل: إن أبا سفيان بْن الحارث اسمه
المغيرة. ولا يصح، والصحيح أنه أخوه. هذا كلام أبى
عمر.
__________
[1] أي لا أتركه.
[2] الخبر في الاستيعاب من طريق على بن مجاهد، عن فطر
بن خليفة.
[3] أي: تقطع بالجذام. والمجذوم: من تهافتت اطرافه من
داء الجذام.
[4] هذا القول رواه قتادة، ينظر الاستيعاب: 4/ 1444.
[5] أي: ضربه بالسيف عن جانب.
[6] كتاب نسب قريش: 85.
(4/470)
قلت: وقد ذكره ابن الكلبي والزبير بْن بكار
وغيرهما فقالوا: اسم أَبِي سفيان المغيرة، وهو الشاعر
[1] . وهذا يؤيد ما قاله ابن منده وَأَبُو نعيم من أن
المغيرة اسم أَبِي سفيان، لا اسم أخ لَهُ. وجعله أَبُو
عمر ترجمتين، عَلَى ظنه أنهما اثنان، وسماهما فِي
الترجمتين المغيرة. وقال ما ذكرناه عَنْهُ، والله
أعلم.
أخرج هَذِه الترجمة أَبُو عمر.
5062- المغيرة بن الحارث بن هشام
(ع س) المغيرة بْن الحارث بْن هِشَام.
أورده الحضرمي فِي الصحابة، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ
معاوية بْن يحيى بْن المغيرة، عَنْ يحيى ابن المغيرة،
عَنْ أبيه، عَنْ جده المغيرة بْن الحارث بْن هِشَام
قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم: يكفي المؤمن الوقعة فِي الشهر. أخرجه أَبُو
نعيم، وَأَبُو موسى. [2]
5063- المغيرة بن سلمان
(س) المغيرة بْن سلمان الخزاعي.
أورده ابن شاهين فِي الصحابة، روى بِإِسْنَادِهِ عَنْ
حماد بن سلمة، عن حميد، عن المغيرة ابن سلمان الخزاعي:
أن رجلين اختصما فِي شيء إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقال: هَلْ لكما فِي الشطر؟
وأومأ بيده. أخرجه أبو موسى [3] .
5064- المغيرة بن شعبة
(ب د ع) المغيرة بْن شُعْبَة بْن أَبِي عَامِر بْن
مَسْعُود بْن معتب بْن مالك بن كعب بن عمرو ابن سعد
بْن عوف بْن قيس، وهو ثقيف- الثقفي [4] . يكنى أبا
عَبْد اللَّهِ. وقيل: أَبُو عِيسَى.
وأمه أمامة بنت الأفقم أَبِي عمر [5] ، ومن بنى نصر بن
معاوية.
__________
[1] ترجم له المرزباني في معجم الشعراء: 271.
[2] ينظر الإصابة، الترجمة 8607: 3/ 500.
[3] في الإصابة 3/ 500: «وقد ذكر ابن أبى حاتم المغيرة
المذكور في التابعين، وقال: «روى عن ابن عمر. وكذا
ذكره ابن حبان في الثقات، ورواية عن ابن عمر عن
النسائي» وتنظر ترجمة المغيرة بن سلمان في الجرح
والتعديل لابن أبى حاتم:
4/ 1/ 223.
[4] تنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 267.
[5] في المطبوعة: «الأفقم بن أبى عمر» . وقد أثبتنا ما
في المصورة.
(4/471)
أسلم عام الخندق، وشهد الحديبية، وله فِي
صلحها كلام مع عروة بْن مسعود، وقد ذكر فِي السير [1]
.
وَكَانَ يذكر أن رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم كناه أبا عِيسَى، وكناه عمر بْن الخطاب أبا عَبْد
اللَّهِ.
وَكَانَ موصوفا بالدهاء، قَالَ الشعبي: «دهاة العرب
أربعة: معاوية بْن أَبِي سفيان، وعمرو ابن العاص،
والمغيرة بْن شعبة، وزياد، فأما معاوية بْن أَبِي
سفيان فللأناة والحلم، وأما عَمْرو ابن العاص
فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير
والكبير. وكان [2] قيس ابن سعد بْن عبادة من الدهاة
المشهورين، وَكَانَ أعظمهم كرما وفضلا.
قيل: إن المغيرة أحصن ثلاثمائة امرأة فِي الإسلام،
وقيل: ألف امرأة.
وولاه عمر بْن الخطاب البصرة، ولم يزل عليها حَتَّى
شهد عَلَيْهِ بالزنا، فعزله. ثُمَّ ولاه الكوفة فلم
يزل عَلَيْها حَتَّى قتل عمر، فأقره عثمان عليها.
ثُمَّ عزله، وشهد اليمامة، وفتوح الشام، وذهبت عينه
باليرموك، وشهد القادسية، وشهد فتح نهاوند. وَكَانَ
عَلَى ميسرة النعمان بْن مقرن، وشهد فتح همدان وغيرها.
واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان، وشهد الحكمين، ولما سلم
الْحَسَن الأمر إِلَى معاوية، استعمل عَبْد اللَّهِ
بْن عَمْرو بْن العاص عَلَى الكوفة، فقال المغيرة
لمعاوية: تجعل عمرا عَلَى مصر والمغرب، وابنه عَلَى
الكوفة، فتكون بين فكي أسد! فعزل عَبْد اللَّهِ عَنِ
الكوفة، واستعمل عليها المغيرة، فلم يزل عليها إِلَى
أن مات سنة خمسين.
روى عنه من الصحابة: أَبُو أمامة الباهلي، والمسور بْن
مخرمة، وقرة المزني. ومن التابعين أولاده: عروة،
وَحَمْزَة، وعقار [3] . وروى عَنْهُ مولاه وراد،
ومسروق، وقيس بْن أَبِي حازم، وَأَبُو وائل، وغيرهم.
وهو أول من وضع ديوان البصرة، وأول من رشا فِي
الإسلام، أعطى يرفأ [4] حاجب عمر شيئا حتى أدخله إلى
دار عمر.
__________
[1] تنظر سيرة ابن هشام: 1/ 313.
[2] قوله: «وكان قيس ... » من كلام أبى عمر في
الاستيعاب: 4/ 1446.
[3] في المطبوعة: «وعفار» . بالفاء، والصواب عن
المصورة، والخلاصة، وفيها: «عقار- بفتح أوله، والقاف
المشددة ابن المغيرة بن شعبة الثقفي» . وفي جمهرة
أنساب العرب، والنشرة الثانية 267، في ذكر أولاده: ...
وعمار» . وهو خطا.
[4] في المطبوعة: «أعطى برقا» . وهو خطأ، والصواب
«يرفأ» - بفتح الياء وسكون الراء، وفتح الفاء- وهو
كذلك في المصورة، وتاج العروس (رفا) والخبر في المعارف
لابن قتيبة: 558.
(4/472)
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَقِيهُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ
قَالَ: أَخْبَرَنِي سُورُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ رَجَاءِ
بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ. وَهُوَ
وَرَّادٌ- عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ
أَعْلَى الْخُفِّ وَأَسْفَلَهُ [1] . وتوفي بالكوفة
سنة خمسين، ولما توفي وقف مصقلة بْن هبيرة الشيباني
[2] عَلَى قبره فقال [3] :
إن تحت الأحجار حزما وجودا ... وخصيما ألد ذا معلاق
[4]
حية فِي الوجار أربد، لا ينفع ... مِنْه السليم نفث
الراقي [5]
ثُمَّ قَالَ: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن
عاديت، شديد الأخوة لمن آخيت.
أخرجه الثلاثة.
5065- المغيرة بن نوفل القرشي
(ب س) المغيرة بْن نوفل بْن الحارث بْن عبد المطلب بن
هاشم القرشي الهاشمي [6] .
ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم بمكة قبل الهجرة، وقيل: لَمْ يدرك من حياة رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ست
سنين. يكنى أبا يَحْيَى، بابنه يَحْيَى، وأم يَحْيَى
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بِنْت
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكانت أمامة قد تزوجها عَليّ بْن أَبِي طالب، فلما جرح
عَليّ أوصى أن يتزوجها المغيرة بْن نوفل [7] ، فتزوجها
بعد قتل عَليّ. وقيل: كَانَ يكنى أبا حليمة.
وهو الَّذِي ألقى القطيفة عَلَى ابن ملجم لِمَا ضرب
عليا، فإن الناس لِمَا هموا بأخذ ابن ملجم، حمل عليهم
بسيفه، فأفرجوا لَهُ، فتلقاه المغيرة، فألقى عَلَيْهِ
قطيفة كانت معه، واحتمله وضرب بِهِ الأرض، وأخذ سيفه.
وَكَانَ شديد القوة، وحبسه حَتَّى مات عَليّ كرم
اللَّه وجهه، فقتل ابن ملجم.
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب الطهارة، باب «ما جاء في
المسح على الخفين، أعلاه وأسفله» ، الحديث 97/ 1/ 321-
323، وقال الترمذي: «وهذا قول غير واحد من أصحاب
النبي. صلى الله عليه وسلم، والتابعين ومن بعدهم من
الفقهاء، وبه يقول مالك والشافعيّ وإسحاق. وهذا حديث
معلول، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم» .
[2] لمصقلة ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني: 447.
[3] البيتان في الاستيعاب: 4/ 1446. والأول في لسان
العرب (علق) منسوبا إلى المهلهل.
[4] المعلاق: اللسان البليغ.
[5] الوجار- بكسر الواو وفتحها- جحر الضبع والأسد
والذئب والثعلب ونحو ذلك. والربدة: الغبرة، والسليم:
الملدوغ.
[6] كتاب نسب قريش: 86.
[7] المعارف لابن قتيبة: 127، 142، وكتاب نسب قريش:
86.
(4/473)
وشهد المغيرة مع عَليّ صفين، وَكَانَ قاضيا
فِي خلافة عثمان.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حديثا واحدا، رواه عَبْد الْمَلِكِ بْن نوفل، عَنْ
أبيه، عَنْ جده، عَنِ المغيرة بْن نوفل قَالَ: قَالَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: من لم يحمد
عدلا، ولم يذم جورا، فقد بارز اللَّه تعالى بالمحاربة
[1] . وقيل: إن حديثه مرسل. وقد روى عَنْ أَبِي بْن
كعب، وعن كعب الأحبار.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى، وقال أَبُو موسى: ذكره
ابن شاهين فِي الصحابة:
5066- المغيرة بن هشام
(ب) المغيرة بن هشام، وكنية هِشَام أَبُو ذئب، يعرف
بِهَا، وهو ابن شعبة بن عبد الله ابن قيس بْن عبد ود
بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي بْن غالب،
جد مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن المغيرة، المعروف بابن
أَبِي ذئب، الفقيه المدني.
ولد عام الفتح، وروى عَنْ عمر بْن الخطاب. روى عَنْهُ
ابن أَبِي ذئب:
أخرجه أَبُو عمر [2] ، وساق نسبه كما ذكرناه. وقال
غيره فِي نسبه: عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي قيس، والله
أعلم.
باب الميم والفاء والقاف
5067- مفروق بن عمرو
(د ع) مفروق بْن عَمْرو الأصم بْن قيس بْن مسعود بْن
عَامِر بْن عَمْرو بن أبى ربيعة بن ذهل ابن شيبان بْن
ثعلبة بْن عكابة بْن صعب بْن عَليّ بْن بَكْر بْن وائل
الشيباني. واسم مفروق النعمان، وهو بمفروق أشهر.
روى أبان بْن تغلب [3] ، عَنْ عكرمة، عَنِ ابن عباس،
عَنْ عَليّ بْن أَبِي طالب كرم اللَّه وجهه قَالَ:
تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ
رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ 6: 151 [4] الآية على بنى شيبان،
__________
[1] وقال الحافظ في الإصابة 3/ 433: «قال ابن شاهين:
غريب، ولا أعلم المغيرة غيرة، وجزم أبو أحمد العسكري
بأن هذا الحديث مرسل وذكر ابن حبان المغيرة هذا في
ثقات التابعين. والراجح ما قاله أبو عمر، والحديث ليس
بثابت..»
[2] الاستيعاب: 4/ 1445.
[3] في المطبوعة والمصورة: «ثعلب» ، بالفاء والعين وهو
خطأ، والصواب عن الخلاصة.
[4] سورة الأنعام، آية: 151.
(4/474)
وفيهم المثني بْن حارثة، ومفروق بْن
عَمْرو، وهانئ بْن قبيصة، والنعمان بْن شريك، فالتفت
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أَبِي بكر فقال:
بأبي أنت! ما وراء هؤلاء عون من قومهم، هؤلاء غرر
الناس.
فقال مفروق بْن عَمْرو، وقد غلبهم لسانا وجمالا: والله
ما هَذَا من كلام أهل الأرض، ولو كَانَ من كلامهم
لعرفناه. وقال المثنى كلاما نحو معناه، فتلا رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي
الْقُرْبى 16: 90 [1] ... الآية، فقال مفروق: دعوت
والله يا قرشي إِلَى مكارم الأخلاق، وَإِلى محاسن
الأفعال، وقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك. وقال
المثنى: قد سمعت مقالتك، واستحسنت قولك، وأعجبني ما
تكلمت بِهِ، ولكن علينا عهد، من كسرى لا نحدث حدثا،
ولا نؤوى محدثا [2] ولعل هَذَا الأمر الَّذِي تدعونا
إليه مما يكرهه الملوك. فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما
يلي بلاد العرب فعلنا. فقال النَّبِيّ صلى اللَّه
عَلَيْهِ وسلم: ما أسأتم إِذْ أفصحتم بالصدق، إنه لا
يقوم بدين اللَّه إلا من حاطه بجميع جوانبه. ثُمَّ نهض
رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم عَلَى يد
أَبِي بكر. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أَبُو
نعيم: لا أعرف لمفروق إسلاما.
5068- المقترب
المقترب كَانَ اسمه الأسود، فسماه رَسُول اللَّهِ صلى
اللَّه عَلَيْهِ وسلم المقترب. وقد تقدم ذكره في
الأسود [3]
5069- المقداد بن عمرو
(ب د ع) المقداد بْن عَمْرو بْن ثعلبة بْن مالك بْن
ربيعة بْن ثمامة بن مطرود بن عمرو ابن سعد [4] بْن
دهير بْن لؤي بْن ثعلبة بْن مالك بْن الشريد بْن أَبِي
أهون بن قاس بن دريم ابن القين بْن أهود [5] بْن بهراء
بْن عَمْرو بن الجاف بن قضاعة البهراوى، المعروف
بالمقداد ابن الأسود. وهذا الأسود الَّذِي ينسب إليه
هُوَ الأسود بْن عبد يغوث الزُّهْرِيّ، وَإِنما نسب
إليه لأن المقداد حالفه، فتبناه الأسود. فنسب إليه.
ويقال لَهُ أيضا: المقداد الكندي. وَإِنما قيل لَهُ
ذَلِكَ، لأنه أصاب دما فِي بهراء، فهرب منهم إِلَى
كنده فحالفهم، ثُمَّ أصاب فيهم دما فهرب إِلَى مكة
فحالف الأسود بن عبد يغوث.
__________
[1] سورة النحل، آية: 90.
[2] الحدث: الأمر المنكر الّذي ليس بمعتاد ولا معروف
في السنة والمحدث- بكسر الدال: فاعله.
[3] تنظر الترجمة 142: 1/ 102. 103.
[4] في جمهرة أنساب العرب 441: «عمرو بن سعيد» . وفي
سيرة ابن هشام: 1/ 325 مثل ما هنا.
[5] في المطبوعة والمصورة: «أهون» ، بالنون. والصواب
عن الجمهرة. وسيرة ابن هشام: 1/ 326.
(4/475)
وقال أحمد بْن صالح الْمصْرِيّ [1] ! هُوَ
حضرمي، وحالف أبوه كنده فنسب إليها، وحالف هُوَ الأسود
بْن عبد يغوث فنسب إليه.
والصحيح أَنَّهُ بهراوي، كنيته أَبُو معبد، وقيل:
أَبُو الأسود.
وهو قديم الإسلام من السابقين، وهاجر إِلَى أرض
الحبشة، ثُمَّ عاد إِلَى مكة، فلم يقدر عَلَى الهجرة
إِلَى المدينة لِمَا هاجر إِلَيْهَا رَسُول اللَّهِ
صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فبقي إِلَى أن بعث رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم عبيدة ابن الحارث فِي
سرية، فلقوا جمعا من المشركين عليهم عكرمة بْن أَبِي
جهل، وَكَانَ المقداد وعتبة بْن غزوان قد خرجا مع
المشركين ليتوصلا إِلَى المسلمين، فتواقفت الطائفتان،
ولم يكن قتال، فانحاز المقداد وعتبة إِلَى المسلمين
[2] .
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق،
في تسمية مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ مِنْ بَنِي
زُهْرَةَ، «ومن بهراء المقداد بن عمرو، وكان يقال له،
المقداد ابن الأسود بْن عَبْد يغوث بْن وهب بْن عَبْدِ
مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ
تَبَنَّاهُ وَحَالَفَهُ [3] .
وَشَهِدَ بَدْرًا أَيْضًا، وَلَهُ فِيهَا مَقَامٌ
مَشْهُورٌ. وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ قال: أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سَارَ إِلَى بَدْرٍ
الْخَبَرُ عَنْ قُرَيْشٍ بِمَسِيرِهِمْ لِيَمْنَعُوا
عِيرَهُمْ، فَاسْتَشَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، فَقَالَ أَبُو
بَكْرٍ فَأَحْسَنَ، وَقَالَ عُمَرُ فَأَحْسَنَ، ثُمَّ
قَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ فَنَحْنُ مَعَكَ،
وَاللَّهِ لا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو
إِسْرَائِيلَ لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ
فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ 5: 24 [4] ،
وَلَكِنِ: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا
مَعَكُمَا مقاتلون، فو الّذي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ
نَبِيًّا لَوْ سِرْتَ بِنَا إِلَى بِرَكِ الْغِمَادِ
[5] لَجَالَدْنَا مَعَكَ مَنْ دُونَهُ، حَتَّى
تَبْلُغَهُ.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلّم خيرا، ودعا له [6] .
__________
[1] هو الإمام أبو جعفر أحمد بن صالح الطبري المصري
الحافظ، سمع من ابن عيينة وابن وهب وخلق. قال عنه محمد
بن عبد الله بن نمير: «إذا جاوزت الفرات، فليس أحد مثل
أحمد بن صالح» . وقال ابن وارة الحافظ: «أحمد بن حنبل
ببغداد وأحمد بن صالح بمصر، وابن نمير بالكوفة،
والنفيل بحران، هؤلاء أركان الدين» . توفى سنة 248.
ينظر العبر للذهبى. 1/ 450.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 591، 592، 593، وتنظر ترجمة
عبيدة بن الحارث، 3/ 553، وترجمة عتبة ابن غزوان: 3/
565.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 325، 326.
[4] سورة المائدة، آية: 24.
[5] برك الغماد- بكسر الباء، وضم الغين وكسرها: موضع
وراء مكة بخمس ليال، وقيل بلد باليمن (ياقوت) .
[6] سيرة ابن هشام: 1/ 614، 615. وأنظره في الطبقات
الكبرى لابن سعد: 3/ 1/ 114، 115.
(4/476)
قِيلَ: لَمْ يَكُنْ بِبَدْرٍ صَاحِبَ
فَرَسٍ غَيْرُ الْمِقْدَادِ، وَقِيلَ غَيْرَهُ،
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَكَانَ المقداد من أول من أظهر الإسلام بمكة، قَالَ
ابن مسعود: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة منهم:
المقداد.
وشهد أحدا أيضا والمشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ومناقبه كثيرة:
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ
أَبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ- ابْنُ بِنْتِ
السُّدِّيِّ- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي
رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل
أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ
يُحِبُّهُمْ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سِمِّهِمْ
لَنَا. قَالَ: عَلِيٌّ مِنْهُمْ- يَقُولُ ذَلِكَ
ثَلاثًا وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَسَلْمَانُ
[1] وروي عَليّ بْن أَبِي طالب عَنِ النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: لَمْ يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباء
وزراء ورفقاء، وَإِني أعطيت أربعة عشر: حَمْزَة،
وجعفر، وَأَبُو بكر، وعمر، وَعَليّ، والحسن والحسين،
وابن مسعود، وسلمان، وعمار، وحذيفة، وَأَبُو ذر [2] ،
والمقداد، وبلال. وشهد المقداد فتح مصر. روى عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وروى عَنْهُ من
الصحابة: عَليّ، وابن عباس، والمستورد بْن شداد، وطارق
بْن شهاب، وغيرهم. ومن التابعين، عبد الرحمن بْن أَبِي
ليلى، وميمون بْن أَبِي شبيب، وعبيد اللَّه بْن عدي
بْن الخيار، وجبير بْن نفير، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْفَقِيهُ
وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى قال: حدثنا سويد ابن نَصْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ
الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ
عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْمِقْدَادُ صَاحِبُ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان يَوْمُ الْقِيَامَةِ
أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ، حَتَّى تَكُونَ
قَيْدَ [3] مِيْلٍ أَوِ اثْنَيْنِ- قَالَ سُلَيْمٌ: لا
أَدْرِي أَيَّ الْمَيْلَيْنِ عَنَى، أَمَسَافَةَ
الأَرْضِ أَمِ الْمَيْلِ الَّذِي يُكَحَّلُ بِهِ
الْعَيْنُ قَالَ: فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ،
فَيَكُونُونَ فِي الْعَرَقِ بِقَدْرِ [4]
أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى
عَقِبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يأخذه إلى ركبتيه،
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، باب «مناقب على رضى
الله عنه» ، الحديث 3802: 10/ 220، وقال:
هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك» . وقال
الحافظ أبو العلى: «وأخرجه ابن ماجة والحاكم» .
[2] أخرجه الترمذي في أبواب المناقب، باب مناقب أهل
البيت، الحديث 3877: 10/ 291، وقال الترمذي: «هذا حديث
حسن غريب من هذا الوجه. وقد روى هذا الحديث عن على
موقوفا» . هذا وفي رواية الترمذي (مصعب بن عمير» بدل
«أبى ذر» .
[3] أي: قدر ميل.
[4] في المصورة والمطبوعة: «كقدر» . والمثبت عن
الترمذي.
(4/477)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى
حِقْوَيْهِ [1] ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ
إِلْجَامًا- فَرَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ،
أَيْ: يُلْجِمُهُ إِلْجَامًا [2] . أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الْقَاهِرِ الْخَطِيبُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو محمد
جعفر ابن أَحْمَدَ السَّرَّاجُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ
بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ، حدثنا أبو عمر بن
حَيُّوَيْهِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْمُغِيرَةِ،
حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ
هَارُونَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ
يَعْقُوبَ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا: أَنَّ
الْمِقْدَادَ فَتَقَ بَطْنُهُ فَخَرَّجَ مِنْهُ
الشَّحْمَ [3] .
وكانت وفاته بالمدينة فِي خلافة عثمان، ومات بأرض لَهُ
بالجرف، وحمل إِلَى المدينة، وأوصى إِلَى الزبير بْن
العوام. وَكَانَ عمره سبعين سنة، وَكَانَ رجلا ضخما،
قاله مَنْصُور، عَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ همام بْن
الحارث.
أخرجه الثلاثة.
5070- المقدام بن معديكرب
(ب د ع) المقدام بْن معديكرب بْن عَمْرو بْن يَزِيدَ
بْن معديكرب [4] بن سيّار بن عبد الله ابن وهب بْن
ربيعة بْن الحارث بْن معاوية بْن ثور بْن عفير الكندي،
أَبُو كريمة، وقيل:
أَبُو يَحْيَى. كذا نسبه أَبُو عمر.
وقال ابن الكلبي: هو المقدام بْن معديكرب بْن عَمْرو
بْن يَزِيدَ بْن معديكرب بن سيّار ابن عَبْد اللَّهِ
بْن وهب بْن الحارث الأكبر بْن معاوية الكندي.
وهو أحد الوفد الَّذِينَ وفدوا عَلَى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وسلم من كنده. يعد فِي أهل الشام،
وبالشام مات سنة سبع وثمانين، وهو بن إحدى وتسعين سنة.
روى عَنْهُ سُلَيْم بْن عَامِر الخبائري، وخالد بْن
معدان، والشعبي، وَأَبُو عامر الهوزني، وغيرهم.
__________
[1] الحقو- بفتح الحاء: الخصر.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب القيامة، الحديث 2536: 7/
104- 106، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» .
[3] لم نجد هذا الخبر في طبقات ابن سعد، ينظر ترجمته
فيها: 3/ 1/ 114- 116.
[4] في الاستيعاب 4/ 1482: «معديكرب بن عبد الله» ،
فلم يذكر فيها: «بن سيار» وفي المصورة: «بن سنان» ،
فأثبتنا ما في المطبوعة. حيث لم يتبين لنا وجه الصواب،
خاصة وأنه في المصورة في سياق ابن الكلبي: «بن سيار» .
وقد خلا نسب «كندة» في الجمهرة من ذكر المقدام، ينظر:
425- 429.
(4/478)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي
الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، [1]
أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الْمُجْتَبَى الْعَلَوِيَّةُ
إِذْنًا، أَنْبَأَنَا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو
بكر بن المقري [2] ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا
داود ابن رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ (ح) ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَأَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن الحسن بن
إبراهيم، حدثنا أبو الفرج بن بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ،
أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بن الحسين ابن
مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ [اللَّهِ [3]] الذُّهْلِيُّ
الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ
هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى وَيَحْيَى
بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ [4] بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ
الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ، عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خِصَالٌ،
يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ [5] مِنْ دَمِهِ،
وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُحَلَّى
حِلْيَةَ [6] الإِيمَانِ، وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ
الْعِينِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ،
وَيَأْمَنُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ
عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، الْيَاقُوتَةُ
مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا،
وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ
الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إنسانا
من أهل بيته [7]- اللفظ للذهلى. أخرجه الثلاثة.
5071- مقسم زوج بريرة
(س) مقسم زوج بريرة.
أورده جَعْفَر المستغفري، وروى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عجلان، عَنْ يَحْيَى بْن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْرِ
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: كَانَ فِي بريرة ثلاث
سنن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: «الولاء-
لمن أعتق» .
وَكَانَ زوجها عبدا يقال لها «مقسم» ، فلما عتقت قلت
لَهَا: ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
[1] تقدم في 4/ 177 أن أبا محمد إنما يروى عن أبيه، عن
أم المجتبى.
[2] هو أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَلِيِّ الأصبهاني الحافظ، لقي أبا يعلى وعبدان
وطبقتهما، قال عنه أبو نعيم: محدث كبير ثقة صاحب
مسانيد. توفى سنة 381 عن 96 سنة. هذا وقد تقدم في
ترجمة عمر بن الخطاب 4/ 177 في هذا السند:
«أخبرنا أبو محمد بن المقرئ» . وصوابه: «أخبرنا أبو
بكر محمد ... » .
[3] ما بين القوسين عن ترجمة الذهلي في العبر: 2/ 344.
[4] في المطبوعة،: «يحيى بن سعيد» . وقد تردد الناسخ
في المخطوطة بين يحيى وبحير. والصواب ما أثبتناه-
وتنظر الخلاصة وسنن ابن ماجة.
[5] الدفعة- بضم الدال-: ما دفع من سقاء أو إناء،
فانصب بمرة.
[6] في سنن ابن ماجة: «ويحلى حلة» .
[7] أخرجه ابن ماجة بنحوه في كتاب الجهاد، باب فضل
الشهادة في سبيل الله» ، الحديث 2799: 2/ 935، 936 من
طريق إسماعيل بن عياش.
(4/479)
قَالَ: إنك أملك بأمرك ما لَمْ يطأك، وما
أحب أن تفعلي. قالت: لا حاجة لي بِهِ. والأخرى شأن
الصدقة حين قَالَ: بلغت محلها [1] . كذا سماه فِي
هَذَا الحديث، والمشهور فِي اسمه أَنَّهُ «مغيث» [2] .
والله أعلم:
أخرجه أبو موسى.
5072- مقعد
(س) مقعد:
أورده أَبُو جَعْفَر، وروى بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَزِيدَ
بْنِ نمران قَالَ: رأيت بتبوك رجلا مقعدا فقال:
مررت بين يدي رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم
وأنا عَلَى حمار، وهو يصلي، فقال: اللَّهمّ، اقطع
أثره. فما مشيت عليها [3] : أخرجه أبو موسى [4] :
5073- مقوقس
(د ع) مقوقس صاحب الإسكندرية.
أهدى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
ذكره ابن منده وَأَبُو نعيم، ولا مدخل لَهُ فِي
الصحابة، فإنه لَمْ يسلم، ولم يزل نصرانيا، ومنه فتح
المسلمون مصر فِي خلافة عمر رضي اللَّه عَنْهُ، ولهما
[5] أمثال هَذَا، ولا وجه لذكره.
قَالَ ابن ماكولا: اسم المقوقس جريج. يعنى بجيمين،
أوّلهما مضمومة.
__________
[1] ينظر الحديث من غير هذه الطريق في البخاري، كتاب
الطلاق، باب «لا يكون بيع الأمة طلاقا» : 7/ 61.
ومسلم، كتاب العتق، باب «إنما الولاء لمن أعتق» : 4/
214، 215، ومسند الإمام أحمد: 6/ 178.
[2] ينظر ترجمة «مغيث مولى أبى أحمد بن جحش» .
[3] في المطبوعة: «عليهما» . والمثبت عن المصورة.
والحديث رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب «ما يقطع
الصلاة» ، الحديث 705: 1/ 188.
[4] قال الحافظ في الإصابة، الترجمة 8614/ 3/ 502:
«وهو وهم، وإنما هي صفة، ومحله أن يذكر في المبهمات،
[5] أي: لابن مندة وأبى نعيم.
(4/480)
باب الميم والكاف
5074- مكحول
(س) مكحول، مولى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم.
أورده جَعْفَر فِي الصحابة، وروى بإسناده عَنْ سلمة،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ أَبِي وجزة يزيد
بْن عُبَيْد السعدي قَالَ: لِمَا انتهى بالشيماء إِلَى
رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، وهي بنت
الحارث بْن عبد العزى، من بني سعد بْن بكر قالت: يا
رَسُول اللَّهِ، إِنِّي لأختك من الرضاعة ... وذكر
الحديث قَالَ: فخيرها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم،
وقال: إن أحببت فعندي محبة مكرمة، وَإِن أحببت أن
أمتعك [1] وترجعي إِلَى قومك [2] ؟ فقالت [3] بَلْ
تمتعني وتردّنى إلى قومي. فمنعها وردها إِلَى قومها
فزعم بنو سعد أَنَّهُ أعطاها غلاما يقال لَهُ «مكحول»
وجارية، فزوجت إحداهما بالآخر فلم يزل فيهم من نسلهم
بقية [4] .
أخرجه أبو موسى.
5075- مكرم الغفاريّ
(د ع) مكرم الغفاري.
روى نضلة بْن عَمْرو الغفاري أن رجلا من بني غفار أتى
إِلَى النَّبِيّ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فقال: ما
اسمك؟
قَالَ: مهران، قَالَ: بَلْ أنت مكرم- وقيل: كَانَ اسمه
مهان [5] ، فقال: بَلْ أنت مكرم: أخرجه ابن منده،
وَأَبُو نعيم.
5076- مكلبة بن ملكان
(س) مكلبة بْن ملكان.
أورده جَعْفَر وغيره في الصحابة:
__________
[1] أي: أعطيك ما يكون به الإمتاع والانتفاع.
[2] لفظ السيرة: «وترجعى إلى قومك، فعلت» .
[3] في المطبوعة: «فقال: بل ... » . وهو خطأ، والصواب
عن المصورة والسيرة.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 458.
[5] في المصورة والمطبوعة: «وقيل: كان اسمه نبهان» ،
بالنون والباء، والمثبت عن الإصابة، الترجمة 8196:
3/ 436، ولعل الصواب ما أثبتناه، بدليل أن الرسول قد
استبدل به مكرما.
(4/481)
روى المظفر بْن عَاصِم بْن الأغر العجلي
[1] سنة إحدى عشرة وثلاثمائة قَالَ: حَدَّثَنَا مكلبة
ابن ملكان فِي مدينة خوارزم- وذكر أَنَّهُ غزا مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أربعا
وعشرين غزوة ومع سراياه- قَالَ: بينما نَحْنُ مَعَ
رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه وسلم إِذْ أقبل شيخ
يقال لَهُ «ابن فلان» قد سقط حاجباه عَلَى عينيه من
الكبر، فسلم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ
وسلم، فرد وقال: يا ابن فلان، ألا أبشرك فِي شيبك
هَذَا؟ وذكر حديثا طويلا فِي فضل الشيب. أخرجه أَبُو
موسى، ولو تركه لكان أصلح!
5077- مكنف الحارثي
(ب ع س) مكنف الْحَارِثِيّ.
ذكره الْحَسَن بْن سفيان فِي الوحدان.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى، كِتَابَةً، أَنْبَأَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ [2] وَعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مُكْنِفٍ الْحَارِثِيِّ
قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ مُحَيِّصَةَ بْنَ
مَسْعُودٍ ثَلاثِينَ وَسْقًا شَعِيرًا، وَثَلاثِينَ
وَسْقًا تَمْرًا.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو عُمَرَ، وَأَبُو
موسى.
5078- مكنف بن زيد الخيل
(س) مكنف بْن زيد الخيل الطائي [3] . تقدم نسبه عند
ذكر أبيه، وَكَانَ أكبر أولاد زيد الخيل، وبه كَانَ
يكنى.
وشهد قتال أهل الردة هُوَ وأخوه حريث بْن زيد الخيل مع
خَالِد بْن الْوَلِيد. وقد ذكره أَبُو عمر فِي ترجمة
أبيه زيد الخيل [4] .
وحماد الرواية مولى مكنف، قاله القتيبي فِي «المعارف
[5] » .
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في الإصابة 3/ 405: «المظفر بن أبى الأغر» . ولم
نجده.
[2] في المصورة والمطبوعة: «محمد بن مسلمة» . ولعل
الصواب ما أثبتناه وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله
الزهري.
ينظر التهذيب: 9/ 39، 445.
[3] هو زيد بن مهلهل، وقد تقدمت ترجمته برقم 1877: 2/
301.
[4] ينظر الاستيعاب، الترجمة 862: 2/ 559.
[5] المعارف لابن قتيبة: 333.
(4/482)
5079- مكيتل الليثي
(د ع) مكيتل الليثي.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس،
عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ جعفر ابن الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ
زِيَادَ بْنَ سَعْدِ بْنِ ضُمَيْرَةَ [1] السُّلَمِيَّ
يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ
أَبَاهُ وَجَدَّهُ شَهِدَا حُنَيْنًا مَعَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالا:
صَلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ،
ثُمَّ عَمَدَ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ
الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ
يَخْتَصِمَانِ فِي دَمِ عَامِرِ بْنِ الأَضْبَطِ،
الأَشْجَعِيِّ، وَكَانَ قَتَلَهُ مُحَلِّمُ بْنُ
جَثَّامَةَ، فَعُيَيْنَةُ يَطْلُبُ بِدَمِ
الأَشْجَعِيِّ عَامِرِ بْنِ الأَضْبَطِ لأَنَّهُ مِنْ
قَيْسٍ، وَالأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ يَدْفَعُ عَنْ
محلّم لأَنَّهُ مِنْ خِنْدِفٍ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ
بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ «مُكَيْتِلٌ» ، مَجْمُوعٌ
قَصِيرٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا وَجَدْتُ
لِهَذَا الْقَتِيلِ فِي غُرَّةِ الإِسْلامِ شَبِيهًا
إِلا كَغَنَمٍ وَرَدَتْ فرميت أولاها فنفرت أخراها،
اسنن اليوم وغير غَدًا ... وَذَكَرَ الْقِصَّةَ [2] .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نعيم.
5080- مكيث
(س) مكيث.
أورده أَبُو بكر بْن أَبِي عَليّ فِي باب «الميم» ،
وروى أحمد بْن الفرات، عَنْ عبد الرزاق عَنْ معمر،
عَنْ عثمان بْن زفر، عَنْ رافع بْن مكيث، عن أبيه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البر زيادة في
العمر» .
ورواه الدبري، عَنْ عبد الرزاق، عَنْ معمر، عن بعض بنى
رافع، عن رافع [3] . وهو الصحيح. أخرجه أبو موسى.
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «زياد بن ضميرة بن سعد» .
والصواب ما أثبتناه عن الخلاصة.
[2] تقدم الأثر في ترجمة مطر الليثي، وخرجناه هناك
وشرحنا غريبه. ينظر: 5/ 186.
[3] وكذا أخرجه الإمام أحمد في مسندة، ينظر: 3/ 502.
(4/483)
باب الميم واللام
5081- ملحان بن زياد
ملحان بْن زياد بْن غطيف [1] وقيل: ملحان بْن غطيف بْن
[1] حارثة بْن سعد بْن الحشرج بْن امرئ القيس بْن عدي
بْن أخزم [2] الطائي أخو عدي بْن حاتم لأمه.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مسلما، وسمع أبا بكر الصديق وسار إِلَى الشام مجاهدا،
وشهد فتح دمشق، وسيره أَبُو عبيدة منها بين يديه إِلَى
حمص مع خَالِد بْن الْوَلِيد.
ذكره البلاذري.
وشهد صفين مع معاوية، وَكَانَ أخوه عدي بْن حاتم مع
عَليّ.
5082- ملحان بن شبل
(ب س) ملحان بْن شبل البكري، وقيل: القيسي.
وهو والد عَبْد الْمَلِكِ بْن ملحان، ويقال: إنه والد
قتادة بْن ملحان القيسي. يختلفون فِيهِ، وله حديث واحد
أَخْبَرَنَا بِهِ أبو أحمد بن سكينة بإسناده عن أبي
داود:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنْبَأَنَا
هَمَّامٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ
مِلْحَانَ الْقَيْسِيِّ، عن أبيه قال: كان رسول الله
صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِصَوْمِ
الْبِيضِ: ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ،
وَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَيَقُولُ: هُوَ كَصِيَامِ
الدَّهْرِ [3] . اخْتَلَفَ فِيهِ عَلَى شُعْبَةَ
وَعَلَى أنس بن سِيرِينَ أَيْضًا فَقَالَ أَبُو
الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُسْلِمُ بن إبراهيم،
وسليمان بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ: «عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ مِلْحَانَ، عَنْ أَبِيهِ» ، إِلا أَنَّ
أَبَا الْوَلِيدِ قَالَ:
«عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِلْحَانَ» . وَهُوَ غَلَطٌ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ
أَنَسٍ: «عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مِنْهَالٍ، عَنْ
أَبِيهِ» .
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَهُوَ خَطَأٌ، والصواب. «عبد
الملك بن ملحان [4] » .
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «عطيف» . بالعين المهملة.
والصواب عن الجمهرة لابن حزم: 402، وتاج العروس (غطف)
.
[2] في المصورة والمطبوعة: «سعد بن الخزرج» . والصواب
عن الجمهرة، وتاج العروس (غطف) . وكان في المطبوعة
(أخرم) ، بالراء. والصواب عن الجمهرة: 174.
[3] سنن أبى داود، كتاب الصوم، باب «في صوم الثلاث من
كل شهر» ، الحديث 2449: 2/ 328، ولفظ أبى داود: «هن
كهيئة الدهر» .
[4] في الاستيعاب 4/ 1483: «عبد الملك بن ملحان، عن
أبيه» .
(4/484)
وَرَوَاهُ هَمَّامٌ، عَنْ أَنَسٍ: «عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَتَادَةَ الْقَيْسِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ» مِثْلَ حَدِيثِ شُعْبَةَ.
وَهُوَ خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ رِوَايَةُ شُعْبَةَ،
فَإِنَّ هَمَّامًا لَيْسَ مِمَّا يُعَارَضُ بِهِ
شُعْبَةُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَرَ، وَأَبُو مُوسَى.
5083- ملفع بن الحصين
(ب) ملفع بْن الحصين التميمي السعدي، ويقال: منقع [1]
بْن الحصين بْن يَزِيدَ بْن شبيل [2] .
لَهُ حديث واحد لَيْسَ إسناده بالقوي. شهد القادسية،
ثُمَّ قدم البصرة، واختط بِهَا.
أخرجه أبو عمر.
5084- ملكو بن عبدة
(س) ملكو بْن عبدة.
أورده جَعْفَر فِي الصحابة وقال: قسم لَهُ رَسُول
اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وسلم من خيبر ثلاثين
وسقا، قاله محمد ابن إسحاق [3] .
أخرجه أبو موسى.
5085- مليل بن عبد الكريم
(د س) مليل بْن عبد الكريم بْن خَالِد بْن العجلان.
قاله جَعْفَر، عَنِ ابن إِسْحَاق.
وقال ابن منده: مليل بْن وبرة بْن عبد الكريم.
أخرجه أَبُو موسى. وهذا قد أخرجه ابن منده وغيره
فقالوا مليل بْن وبرة بْن عبد الكريم ولعل أبا موسى قد
نقل من نسخة فيها غلط، وقد أسقط الناسخ «وبرة» ، فظنه
غيره، وهو هو.
5086- مليل بن وبرة
(ب د ع) مليل بْن وبرة بْن عبد الكريم بْن خَالِد بْن
العجلان. قاله أبو نعيم، عن ابن إسحاق.
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «منفع» ، بالفاء. والصواب
عن الاستيعاب 4/ 1484، والإصابة،: 3/ 443.
[2] في المصورة والمطبوعة: «سبيل» ، بالسين المهملة.
والمثبت عن الاستيعاب. ولم نجد في الأعلام «سبيل» .
وفي الإصابة: «شبل» .
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 352.
(4/485)
وقال ابن منده: مليل بْن وبرة بْن عبد الكريم بْن
العجلان.
وقال أَبُو عمر: مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان [1]
، من بني عوف بْن الخزرج.
وقال الكلبي: مليل بْن وبرة بْن خَالِد بْن العجلان
بْن زيد بْن غنم بْن سالم، من بنى عوف ابن الخزرج [2]
الأكبر، ومثله نسبه ابن ماكولا، عَنِ الواقدي [3] ،
وقالوا كلهم: أَنَّهُ شهد بدرا وأحدا.
أخرجه الثلاثة.