أسد الغابة في
معرفة الصحابة، ط الفكر [المجلد
الخامس]
[القسم الثاني الكنى]
حرف الهمزة
5657- أبو آمنة الفزاري
(ب د ع) أبو آمنة الفزارىّ.
لَهُ ذكر ورؤية وصحبة، رأى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وسلم يحتجم. روى عَنْهُ أبو جعفر الفرّاء، يعدّ الكوفيين.
أخرجه الثلاثة فِي آمنة بالمد والنون، وهو الصواب. وذكره
أبو عمر فِي أمية أيضا- بضم الْهَمْزَة، وبالياء- وخالفه
غيره مثل ابن ماكولا وسواه، فإنهم ذكروه بالمد والنون.
وَكَانَ أبو عمر يراه بالمد والنون، وبضم الهمزة والياء،
فإنه جعله ترجمتين [1] .
5658- أبو إبراهيم الحجبي
(د ع) أبو إِبْرَاهِيِم الحجبي، من بني شيبة.
روى عنه ابنه إبراهيم. روى الهيثم بن خارجة، عن سعيد بن
ميسرة، عن إبراهيم بن أبي إبراهيم الحجبي، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:
«أوحى الله عَزَّ وَجَلَّ إلى إبراهيم- عَلَيْهِ السلام-
أن ابن لي بيتا» [2] . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5659- أبو إبراهيم مولى أم سلمة
(ع س) أبو إبراهيم، مولى أم سلمة، زوج النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
أورده الحسن بن سفيان في الصحابة.
أخبرنا أبو موسى، فيما أذن لي، قَالَ: أَنْبَأَنَا
الْحَسَن بن أحمد المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الله،
أَنْبَأَنَا أبو عَمْرو بن حمدان، أَنْبَأَنَا الْحَسَن بن
سفيان، أَنْبَأَنَا عَمْرو بن عَليّ، حدّثنا أبو قتيبة
__________
[1] انظر الاستيعاب، الترجمة 2854: 4/ 1602- 1603 والترجمة
2858: 4/ 1603- 1604.
[2] قال الحافظ في الإصابة 4/ 3: «قال الذهبي: في صحبته
نظر. وهو كما قال، فليس في الخبر ما يدل على ذلك، وسعيد
ضعيف.
(5/5)
- يعنى سلم بن قُتَيْبَة- أَنْبَأَنَا يونس
بْن أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أبيه، عَنْ أبي إبراهيم قَالَ:
كنت عبدا لأم سلمة، فكنت أبيت عَلَى فراش رسول الله صلى
الله عَلَيْهِ وسلم، وأتوضأ فِي مخضبه [1] .
أخرجه أبو نعيم، وَأَبُو موسى.
5660- أبو أبى بن أم حرام
(ب د ع) أبو أبىّ بن أم حرام، ربيب عبادة بن الصامت. اسمه
عبد الله، قيل:
عبد الله بن أبي، وقيل: عبد الله بن كعب. وقيل: عَبْد
اللَّه بْن عَمْرو بْن قيس بْن زيد ابن سواد بْن مَالِك
بْن غنم بْن النجار، وأمه أم حرام بنت ملحان، أخت أم
سُلَيْم، فهو ابن خالة أنس بن مالك.
كَانَ قديم الإسلام، ممن صلى إلى القبلتين [2] ، يعد فِي
الشاميين.
روى عَنْهُ إبراهيم بن أبي عبلة أَنَّهُ قَالَ: قَالَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم: عليكم بالسّنا
والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء، إلا السام. قالوا: وما
السام؟ قَالَ: الموت [3] . رواه عَمْرو بن بكر [4] بن تميم
السكسكي، عن إبراهيم بن أبي عبلة قَالَ: السنوت فِي هَذَا
الحديث: العسل، وأما فِي غريب كلام العرب فهو رب عكة [5]
السمن، يخرج خططا سودا على السمن [6] .
أخرجه الثلاثة.
5661- أبو أثيلة بن راشد
(ب) أبو أثيلة بن راشد السلمي.
لَهُ صحبة، يعد فِي أهل الحجاز. وقد تقدم ذكره وذكر ابنته
أثيلة فِي ترجمة «عَامِر ابن مرقّش [7] » .
أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] المخضب- بكسر الميم-: ما يغسل فيه الثياب.
[2] انظر ترجمة عبد الله بن عمرو بن قيس، وقد تقدمت برقم
3092: 3/ 353.
[3] رواه ابن ماجة في كتاب الطب، باب «السنى والسنوت» ،
الحديث 3457: 2/ 1144. وأنظره في تفسير ابن كثير، عند
الآية الثامنة والستين من سورة النحل: 4/ 503.
[4] في المطبوعة والمصورة: «بكير» . والصواب عن ابن ماجة
وكتب الرجال.
[5] العكة- بضم العين-: وعاء من جلود مستدير، يختص بالسمن
والعسل، وهو بالسمن أخص.
[6] وأما «السنى» - بفتح السين والنون- فهو نبات معروف من
الأدوية، له حمل [أي: ثمر] إذا يبس وحركته الريح سمعت له
زجلا، الواحدة: سناة.
[7] انظر الترجمة 2737: 2/ 142- 143.
(5/6)
5662- أبو أحمد بن جحش
(ب د ع) أَبُو أحمد بن جحش، اسمه عبد بن جحش. وقال ابن
معين: اسمه عبد الله ابن جحش. وليس بشيء، وإنما اسم أخيه
عبد الله، وقد تقدم نسبه فِي اسمه [1] واسم أخيه عبد الله.
وهو أسدي من أسد خزيمة، وهم خلفاء بني عبد شمس.
وَكَانَ أبو أحمد شاعرا، وَكَانَ من السابقين إلى الإسلام.
أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن
إسحاق، فيمن هاجر إلى المدينة قَالَ: وَكَانَ أول من قدمها
من المهاجرين بعد أبي سلمة: عَامِر بن ربيعة وعبد الله بن
جحش، احتمل بأهله وأخيه عبد [2] بن جحش، وهو أبو أحمد.
وَكَانَ أبو أحمد رجلا ضرير الْبَصْرِ يطوف مكة أعلاها
وأسفلها بغير قائد، وَكَانَ عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن
حرب، فخلت ديارهم بمكة، قَالَ: فمر بِهَا عتبة بن ربيعة،
والعباس بن عبد المطلب، وَأَبُو جهل بن هِشَام، فنظر إليها
عتبة بن ربيعة تخفق أبوابها لَيْسَ فيها ساكن، فلما رآها
كذلك تنفس الصعداء، ثُمَّ قَالَ:
وكل دار وإن طالت سلامتها ... يوما ستدركها النكباء والحوب
[3]
أصبحت دار بني جحش خلاء من أهلها! فقال أبو جهل: وما تبكي
عليها؟ ثُمَّ قَالَ: ذَلِكَ عمل ابن أخي هَذَا، فرق
جماعتنا، وشتت أمرنا، وقطع بيننا [4] .
ونزل أبو أحمد وأخوه عبد الله بالمدينة عَلَى مبشر بن عبد
المنذر. وتوفي أبو أحمد بعد أخته زينب بنت جحش، زوج
النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم، وَكَانَ وفاتها سنة
عشرين. وقد تقدم من ذكر أبي أحمد فِي عبد بن جحش.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] انظر الترجمة 3433: 4/ 513- 514.
[2] في المطبوعة والمصورة: «وأخيه عبد الله بن جحش» .
والمثبت عن السيرة.
[3] في المطبوعة: «والحرب» . والمثبت عن المصورة والسيرة.
والحوب: الحاجة والإثم. ويقول ابن هشام: «هذا البيت لأبى
داود الإيادي في قصيدة له» .
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 470، 471.
(5/7)
5663- أبو أخزم
(ب) أبو أخزم بْن عتيك بْن النعمان بْن عَمْرو بْن عتيك
بْن عَمْرو بْن مبذول بْن مالك ابن النجار. وهو أخو سهل
[1] بن عتيك، وسهل عقبي بدري.
وشهد أَبُو أخزم أحدا وما بعدها من المشاهد، واستشهد يَوْم
جسر أَبِي عُبَيْد.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر.
5664- أبو الأخنس
(ب) أبو الأخنس بْن حذافة بْن قيس بْن عدي بْن سعد بْن سهم
القرشي السهمي. وأمه وأم أخيه خنيس: ضعيفة بنت حذيم بن سعد
[2] بن رئاب بن سهم، أخو عبد الله وخنيس ابني حذافة.
فِي صحبته نظر، لا يوقف لَهُ عَلَى اسم. وقد مضى ذكر أخويه
فِي موضعهما.
قَالَ الزبير: والعقب فِي ولد أبي الأخنس من ولد حذافة، من
بني قيس بن عدي، لَمْ يبق من ولد قيس بن عدي إلا ولد عبد
الله بن مُحَمَّد بن ذؤيب بن عمامة [3] بن أبي الأخنس بن
حذافة، وقد انقرض من بقي منهم.
أخرجه أبو عمر.
5665- أبو إدريس
(ب) أبو إدريس عائذ [4] الله بن عبد الله بن عَمْرو
الخولاني.
ولد عام حنين، يعد فِي كبار التابعين. كَانَ قاضيا بدمشق
بعد فضالة بن عُبَيْد لمعاوية وابنه يزيد إلى أيام عبد
الملك بن مروان، ومات فِي آخرها قاضيا.
كَانَ مكحول يقول: ما رأيت مثل أبي إدريس.
سمع عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وأبا الدرداء، وعبد
الله بن مسعود. واختلف فِي سماعه من معاذ.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] انظر الترجمة 2299: 3/ 474.
[2] في كتاب نسب قريش 402: «وأمها: بنت حذيم» . فلم يصرح
فيه باسمها. وفي المطبوعة والمصورة: جذيم بن سعيد» ،
بالجيم، وسعيد بالياء. والمثبت عن كتاب نسب قريش.
[3] في المطبوعة: «غمامة» ، بالغين المعجمة. والمثبت عن
المصورة وكتاب نسب قريش: 402.
[4] في المطبوعة: «عابد» . بالموحدة والذال المعجمة.
والصواب من ترجمته في حرف العين، انظر: 3/ 149، وعن
الاستيعاب أيضا: 4/ 1594.
(5/8)
5666- أبو أذينة العبديّ
(ب س) أبو أذينة العبدي. وقيل: الصدفي، وهو أصح.
روى عَنْهُ عَليّ بن رباح [1] أن النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «خير نسائكم الولود الودود، المواتية
المواسية [2] » وحديثه بمصر.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
5667- أبو أرطاة الأحمسي
(ب س) أَبُو أرطاة الأحمسي.
رسول جرير إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. ذكره البخاري فِي الصحيح فِي المغازي [3] .
قيل: اسمه الحصين بن ربيعة، وقيل: ربيعة بن حصين. وقد تقدم
فِي الحصين مطولا [4] . وذكره مسلم من رواية مروان بن
معاوية: «حسين [5] » بالسين.
أخبرنا يحيى وأبو ياسر بإسناديهما عن مسلم: حَدَّثَنَا ابن
أبي عمر، أَنْبَأَنَا مروان عن إِسْمَاعِيل، عن قيس، عن
جرير- وذكر هدم ذي الخلصة [6]- قَالَ فجاء: بشير جرير أبو
أرطاة حسين بن ربيعة يبشر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد ذكرناه فيهما. أخرجه أبو عمر، وَأَبُو موسى.
5668- أبو أروى الدوسيّ
(ب د ع) أَبُو أروى الدوسي. حجازي.
كَانَ ينزل «ذا الحليفة» . روى عَنْهُ أَبُو سلمة بْن عبد
الرحمن، وَأَبُو واقد صالح ابن مُحَمَّد بن زائدة المدني.
روى سُلَيْمَان بن حرب، عن وهيب، عن أبي واقد صالح بن
مُحَمَّد، عن أبي أروى قَالَ:
كنت أصلي العصر مع رسول الله- صلى الله عَلَيْهِ وسلم-
ثُمَّ آتي الشجرة قبل غروب الشمس.
__________
[1] في المطبوعة: «رياح» بالياء المثناة. والصواب
بالموحدة، انظر الخلاصة.
[2] المواتية: الموافقة لزوجها المطيعة له، والمواتاة: حسن
الطاعة والموافقة، وأصله «المؤاتاة» ، بالهمز، ولكن خفف.
ومثله «المواساة» ، أصله بهمز الواو، وخفف أيضا،
والمواساة: المشاركة في المعاش والرزق.
هذا وقد أخرج الحديث ابن السكن. انظر الاصابة: 4/ 5.
[3] البخاري، كتاب المغازي، باب «غزوة ذي الخلصة» : 5/
209.
[4] انظر الترجمة 1183: 2/ 25، 26.
[5] الّذي في مسلم من هذه الرواية: «حصين» ، بالصاد.
[6] ذو الخلصة: بيت لخثعم كان يدعى «الكعبة اليمانية» ،
كان فيه صنم يدعى «الخلصة» .
(5/9)
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
أَبِي عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو رُشَيْدٍ عَبْدُ
الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ منصور ابن مُحَمَّد بن
سعيد، حَدَّثَنَا الحافظ أَبُو مَسْعُودٍ سُلَيْمَانُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سُلَيْمَان، أَنْبَأَنَا
أَبُو بَكْرٍ [أَحْمَدُ [1]] بْنُ مُوسَى بْنِ مردويه،
أَنْبَأَنَا إبراهيم بن مُحَمَّد بن إبراهيم الديبلي،
ودعلج بن أحمد، أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن زيد،
أَنْبَأَنَا بشر بن عبيس [2] بن مرحوم العطار، أَنْبَأَنَا
النضر بن العربي، عن عَاصِم بن سهيل، عن مُحَمَّد بن
إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي أروى الدوسي
قَالَ: كنت جالسا مَعَ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَقْبَلَ أبو بكر وعمر، فقال:
«الحمد للَّه الَّذِي أيدني بكما» . أخرجه الثلاثة.
5669- أبو الأزور الأحمري
(ب د ع) أَبُو الأزور الأحمري.
من وجوه الصحابة، وقصته مشهورة فِي شرب الخمر، كَانَ أبو
الأزور، وَأَبُو جندل، وضرار بن الخطاب قد تأولوا فِي
الخمر، وترد القصة فِي أبي جندل. وروي عن النَّبِيّ- صلى
الله عَلَيْهِ وسلم-:
أَنَّهُ قَالَ: «عمرة فِي رمضان تعدل حجّة» . أخرجه
الثلاثة.
5670- أبو الأزور ضرار بن الخطاب
(ب) أبو الأزور ضرار بن الخطاب. تقدم فِي باب اسمه.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
5671- أبو الأزهر الأنماري
(ب د) أبو الأزهر الأنماري. شامي. وقيل: أبو زهير.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ
الأمين بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ
الأَشْعَثِ. حدّثنا جعفر بن مسافر التنيسي، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بن حسان قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن حَمْزَة،
[عن ثور [3]] عن خالد بن معدان، عن أبي الأزهر الأنماري:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال:
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «أبو بكر محمد بن على بن موسى»
. والمثبت عن ترجمته في العبر للذهبى: 3/ 102. وانظر هذا
السند في ترجمة «عمر بن الخطاب» . 4/ 152. وترجمة «أبى بكر
الصديق 3/ 326.
[2] في المطبوعة: «بشر بن عيسى» . والمثبت عن المصورة
والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 362.
[3] ما بين القوسين عن سنن أبى داود.
(5/10)
«باسم الله وضعت جنبي، اللَّهمّ اغفر لي
ذنبي، واخسأ [1] شيطاني، وفك رهاني، واجعلني فِي الندي
الأعلى» [2] .
رواه كذا أبو مسهر، عن يَحْيَى بن حَمْزَة، عن ثور بْن
يزيد، عن خَالِد بْن معدان، عن أبي الأزهر. ورواه أبو همام
الأهوازي، عن ثور [عن [3]] خالد عن أبي الأزهر الأنماري.
قَالَ أبو عمر: وقال ربيعة بن يزيد الدمشقي، حَدَّثَنِي
واثلة بن الأسقع وَأَبُو الأزهر صاحبا رسول الله- صلى الله
عليه وسلم-: إن رسول الله قَالَ: «من طلب علما فأدركه، كتب
لَهُ كفلان من الأجر. ومن طلب علما فلم يدركه كتب لَهُ كفل
من الأجر» . أخرجه ابن مندة وأبو عمر.
5672- أبو الأزهر
(س) أبو الأزهر، غير منسوب.
قَالَ أبو موسى: قَالَ الحاكم أبو أحمد: أراه غير
الأنماري. وروى أبو موسى بإسناده عن ربيعة بن يزيد، عن
واثلة بن الأسقع وأبي الأزهر: أن رسول الله- صلى الله
عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: من طلب علما فأدركه ... الحديث.
أخرجه أبو موسى.
قلت: أفرد أبو موسى هَذَا عن الأول، فإن الأول أخرجه ابن
منده، إلا أَنَّهُ لَمْ يذكر لَهُ إلا حديث الدعاء عند
النوم، وأما حديث طلب العلم فأخرجه أبو عمر مع حديث الدعاء
فِي ترجمة الأنماري، جعلهما واحدا، ولا أعلم من أين علم
أبو أحمد أَنَّهُ غير الأنماري، وليس لَهُ نسب يخالفه، ولا
أمر يستدل به على ذلك.
5673- أبو إسرائيل الأنصاري
(ب د ع) أبو إسرائيل الأنصاري.
يعد فِي أهل المدينة، لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ الله بإسناده
عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا
__________
[1] يقال: خسأت الكلب أي: طردته وأبعدته.
[2] سنن أبى داود، كتاب الأدب «ما يقال عند النوم» ،
الحديث 5054: 4/ 313.
[3] في المصورة والمطبوعة: «ثور بن خالد» . وهو خطأ،
والصواب عن الاستيعاب 4/ 1596، وانظر ترجمة «ثور بن يزيد»
في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 468.
(5/11)
عبد الرزاق، حَدَّثَنَا ابن جريج، أخبرنا
ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي إسرائيل قَالَ: دخل النَّبِيّ-
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المسجد، وَأَبُو
إسرائيل يصلي، فقيل للنبي: هُوَ ذا يا رسول الله، لا يقعد
ولا يكلم الناس، ولا يستظل، وهو يريد الصيام. فقال النبي:
«ليقعد، وليكلم الناس، وليستظل، وليصم» [1] . أخرجه
الثلاثة.
5674- أبو أسماء الشامي
(د ع) أبو أسماء الشامي.
وفد إِلَى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،
حديثه من طريق أولاده عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: وفدت عَلَى
النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فبايعته،
وصافحني رسول الله فآليت عَلَى نفسي أن لا أصافح أحدا بعد
رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، فلم يكن أَبُو أسماء
يصافح أحدا.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5675- الأسود أبو التميمي
(س) أبو الأسود التميمي.
أورده جَعْفَر. روى عبد الرزاق، عن معمر، عن شيخ من بني
تميم، عن شيخ لَهُم يقال لَهُ، أبو الأسود: أَنَّهُ سمع
النَّبِيّ- صلى الله عَلَيْهِ وسلم- يقول: «اليمين الفاجرة
تعقم الرحم» [2] . أخرجه أبو موسى [3] .
5676- أبو الأسود بن سندر
(ب د ع) أبو الأسود بن سندر الجذامي. وقيل: اسمه سندر.
وقيل: عبد الله بن سندر.
ولا يصح، وإنما الصحيح ابن سندر. لَهُ صحبة، حديثه عند أهل
مصر مرفوعا فِي أسلم وغفار وتجيب، رواه يزيد بْن أَبِي
حبيب، عَنْ أَبِي الخير، عن ابن سندر. وقد تقدم مستقصي فِي
«عبد الله بن سندر [4] » .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 4/ 168.
[2] أي: تقطع الصلة والمعروف بين الناس، ويجوز أن يحمل على
ظاهرة.
[3] قال الحافظ في الإصابة 4/ 19: «وهذا وقع فيه تصحيف،
والصواب «أبو سود» ، بضم المهملة، وسكون الواو وليس في
أوله ألف، وكذا أخرجه أحمد من طريق ابن المبارك، عن معمر»
.
هذا، وانظر مسند الإمام أحمد: 5/ 79.
[4] انظر الترجمة 2991: 3/ 267- 268.
(5/12)
5677- أبو الأسود بن يزيد
أبو الأسود بن يزيد بْن معديكرب بْن سلمة بْن مالك بْن
الحارث بْن معاوية بْن الحارث الأكبر بْن معاوية بن ثور بن
مرتع الكندي.
قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكان شريفا، قاله الطبري. وذكره ابن الكلبي فِي الجمهرة،
وذكره أبو على الغساني على الاستيعاب.
5678- أبو أسيد
(ب د ع) أبو أسيد بن ثابت الأنصاري. وقيل: عَبْد اللَّهِ
بْن ثابت. يعد فِي المدنيين.
روى عَنْهُ عطاء الشامي أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «كلوا الزيت وادهنوا بِهِ، فإنه
من شجرة مباركة» . إسناده مضطرب، ولا يصح. قيل: أبو أسيد
بفتح الْهَمْزَة، وقيل: بضمها. والفتح الصواب، قاله أبو
عمر [1] . وقد تقدم فِي «عبد الله بن ثابت [2] » .
أخرجه الثلاثة.
5679- أبو أسيد بن على
(د ع) أَبُو أسيد بن عَليّ بن مالك الأنصاري.
ذكره مُحَمَّد بن إسحاق السراج فِي الصحابة، وروى عَنْهُ
الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن أَنَّهُ قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إذا
رأيت البناء قد بلغ [3] سلعا فاغز الشام، فإن لم نستطيع
فاسمع وأطع. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
5680- أبو أسيد الساعدي
(ب ع س) أبو أسيد الساعدي، اسمه مالك بن ربيعة. وقيل: هلال
بن ربيعة، ومالك أكثر. وقد تقدم نسبه فِي مالك [4] ، وهو
أنصاري خزرجي من بني ساعدة، شهد بدرا.
__________
[1] الاستيعاب: 4/ 1598.
[2] انظر الترجمة 2844: 3/ 189.
[3] سلع- بفتح فسكون-: عدة أماكن، منها: موضع بقرب
المدينة، وحصن بوادي موسى بقرب بيت المقدس، وسلع- بكسر
السين-: مواضع منسوبة بالبادية. وذو سلع- بفتح السين
واللام-: موضع بين نجد والحجاز.
[4] انظر الترجمة 4587: 5/ 23، 24.
(5/13)
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ
عَنْ يونس، عَنِ ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرا من بني
ساعدة: مالك بن ربيعة بن البدن [1] .
يعد فِي أهل الحجاز، روى عَنْهُ سهل بن سعد أَنَّهُ قَالَ
لَهُ: لو أطلق الله لي بصري- وَكَانَ قد عمى- لأريتك الشعب
الّذي خرجت علينا منه الملائكة [2] .
وتوفي أَبُو أسيد سنة ستين. وقيل: سنة خمس وستين. وقيل:
توفي سنة ثلاثين. قال أبو عمر: وهذا وهم. قيل: إنه آخر من
مات من البدريين، وَكَانَ قصيرا كَثِير الشعر، لا يغير شيب
لحيته، وقيل: كَانَ يصفرها. وَكَانَ عمره ثمانيا وسبعين.
وقد ذكر في مالك ابن ربيعة أتم من هَذَا.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى، إلا أن أبا عمر ذكر
فِي ترجمته قَالَ: «وقد ذكر أبو أحمد الحاكم فِي كتاب
الكنى قَالَ: أبو أسيد بن علي بن مالك الأنصاري، لَهُ
صحبة.
وذكر لَهُ خبرا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ: تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب بنت خزيمة، وبعث أبا أسيد بن
عَليّ بن مالك الأنصاري إلى امرأة من بني عَامِر بن صعصعة،
فخطبها عَلَيْهِ، ولم يكن النَّبِيّ رآها، فأنكحها إياه
أَبُو أسيد قبل أن يراها النبي. فجعل أبا أسيد هَذَا غير
أبي أسيد الساعدي: فأوهم، وأتى بالخطأ، وإنما هُوَ أَبُو
أسيد الساعدي هُوَ الَّذِي خطب عَلَى رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وسلم [3] » . والله أعلم.
5681- أبو أسرة
(ب) أَبُو أسيرة بن الحارث بن علقمة. ذكره الواقدي فيمن
قتل يوم أحد وقال فِيهِ أيضا أبو هبيرة. وقال غيره: أَبُو
أسيرة هُوَ أخو أبي هبيرة، والله أعلم.
أخرجه أبو عمر [4] ، ويرد فِي أبي هبيرة أتم من هذا.
5682- أبو الأشعث
أبو الأشعث. قَالَ ابن الدباغ الأندلسي: ذكره البزار فِي
المقلين من الصحابة.
روى مُحَمَّد بن الأشعث، عَنْ أبيه، عَنْ جده قَالَ: قال
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «الدهن يذهب السوس،
والكسوة تظهر الغنى، والإحسان إلى الخادم يكبت العدوّ.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 696.
[2] الاستيعاب: 4/ 1598.
[3] الاستيعاب: 4/ 1598- 1599.
[4] هذا كله لفظ أبى عمر في الاستيعاب: 4/ 1599.
(5/14)
5683- أبو الأعور الأنصاري
(ب) أبو الأعور بن ظالم بن عبس بْن حرام بْن جندب بْن عامر
بْن غنم بْن عدي بْن النجار الأنصاري الخزرجي.
شهد بدرا وأحدا. قَالَ ابن إسحاق: اسمه كعب بن الحارث.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس عَنِ
ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرا من بنى حرام ابن جندب:
أبو الأعور بن الحارث بن ظالم بن عبس [1] .
ومثله قَالَ ابن الكلبي، وقال ابن عمارة: اسم أبي الأعور
الحارث بن ظالم بن عبس، وإنما كعب عم أبي الأعور، فسماه
بِهِ من لا يعرف النسب، وهو خطأ. قَالَ ابن هِشَام:
ويقال أبو الأعور الحارث بن ظالم. [2] والصواب ما قَالَ
ابن إسحاق، وكذلك قَالَ موسى ابن عقبة: أَبُو الأعور بن
الحارث.
أخرجه أبو عمر.
5684- أبو الأعور الحرمي
(ب د ع) أبو الأعور الجرمي.
يعد في الشاميين. روى عنه جبير بن نفير: أن رجلا من جرم،
يقال لَهُ الأعور، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
السلام عليك يا رَسُول اللَّهِ. فقال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «وعليك السلام ورحمة الله، كيف
أنت يا أبا الأعور» . أخرجه الثلاثة.
5685- أبو الأعور السلمي
(ب) أبو الأعور عَمْرو بن سفيان السلمي. ذكرناه فِي
«عَمْرو بن سفيان [3] » .
يعد فِي الصحابة. قَالَ أبو حاتم الرازي: لا تصح لَهُ صحبة
ولا رواية.
قيل: شهد حنينا كافرا ثُمَّ أسلم بعد هُوَ ومالك بن عوف
النصري، وحدث بقصة هزيمة هوازن
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 705.
[2] هذا كله لفظ أبى عمر في الاستيعاب: 4/ 1599.
[3] انظر الترجمة 3940: 4/ 232.
(5/15)
بحنين، ثُمَّ صار من أصحاب معاوية وخاصته،
وشهد معه صفين، وَكَانَ أشد من عنده عَلَى عَليّ بْن أَبِي
طَالِب- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- وَكَانَ عَليّ يدعو
عَلَيْهِ فِي القنوت.
أخرجه أبو عمر.
5686- أبو أمامة النجاري
(ب) أَبُو أمامة أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي، ثُمَّ من
بني مالك بْن النجار.
شهد العقبتين الأولى والثانية، وهو أحد النقباء، وهو أول
من قدم إلى المدينة بالإسلام هُوَ وذكوان بن عبد قيس فِي
قول الواقدي، ومات فِي شوال عَلَى رأس تسعة أشهر من الهجرة
قبل بدر. وقيل: مات قبل قدوم رَسُول اللَّهِ- صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- المدينة، والأول أصح. وقد ذكرناه
فِي الْهَمْزَة فِي «أسعد [1] » أتم من هَذَا.
أخرجه أبو عمر.
5687- أبو أمامة الأنصاري
(د ع) أبو أمامة الأنصاري. وروى الجريري، عن أبي نضرة، عن
أبي سعيد الخدري قَالَ:
دخل النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
المسجد، فإذا برجل من الأنصار يقال لَهُ «أبو أمامة [2] »
... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم كذا مختصرا.
5688- أبو أمامة الباهلي
(ب) أَبُو أمامة الباهلي، واسمه صدي بن عجلان. تقدم ذكره
فِي اسمه. جعله بعضهم فِي بني سهم من باهلة، وخالفه غيره،
ولم يختلفوا أَنَّهُ من باهلة.
سكن مصر، ثُمَّ انتقل منها فسكن حمص من الشام، ومات بِهَا،
وَكَانَ من المكثرين فِي الرواية، وأكثر حديثه عند
الشاميين. أخبرنا فتيان بن مُحَمَّد بن سودان الموصلي،
أخبرنا الخطيب أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا ابن حبابة، أخبرنا أبو القاسم
البغوي، حَدَّثَنَا طالوت بن عباد، أخبرنا فضال [3] بن
جبيرة قَالَ: سمعت
__________
[1] انظر الترجمة 98: 1/ 86.
[2] أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في الاستعاذة،
الحديث 1555: 2/ 93.
[3] كذا في أسد الغابة، وفي تفسير ابن كثير عند الآية
الثلاثين من سورة النور 6/ 44: «فضل بن جبير» ولم تقع لنا
ترجمته.
(5/16)
أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله-
صلى الله عَلَيْهِ وسلم- يقول: «اكفلوا لي بست أكفل لكم
بالجنة إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وَإِذَا أوتمن فلا يخن،
وَإِذَا وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم، واحفظوا
فروجكم» . وتوفي أَبُو أمامة سنة إحدى وثمانين، وقيل: سنة
ست وثمانين. وهو آخر من مات بالشام، من أصحاب النَّبِيّ-
صلى الله عَلَيْهِ وسلم- فِي قول بعضهم.
أخرجه أبو عمر.
5689- أبو أمامة بن ثعلبة
(ب د ع) أبو أمامة بن ثعلبة الأنصاري الْحَارِثِيّ. قيل:
اسمه إياس [1] وقيل: اسمه ثعلبة. وقد تقدم فِي ثعلبة [2] .
وقيل: سهل. ولا يصح فِيهِ غير إياس بن ثعلبة.
لَهُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثلاثة أحاديث، أحدها: «من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حقه،
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» [3] .
والثاني: «البذاذة من الإيمان» [4] .
والثالث: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
صلى عَلَى أمه بعد ما دفنت، يعني أم أبي أمامة.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن أبي عاصم قال: حدثنا عَمْرو بن
عَليّ، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا عبد الله بن
منيب المدني، عن جده عبد الله بن أبي أمامة، عن أبيه: أن
أبا أمامة بن ثعلبة لِمَا هم رسول الله- صلى الله عَلَيْهِ
وسلم- بالخروج إلى بدر أجمع عَلَى الخروج معه، فقال خاله
أبو بردة بن نيار: أقم عَلَى أمك. قَالَ: بَلْ أنت، فأقم
عَلَى أختك. فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- فأمر أبا أمامة بالمقام، وخرج أبو
بردة، فرجع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم وقد توفيت،
فصلى عليها.
وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى وَأَبُو ياسر بإسنادهما إلى مسلم بن
الحجاج: حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة ابن سعيد، وَعَليّ بن
حجر جميعا، عن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر- قَالَ ابن أيوب:
أخبرنا إِسْمَاعِيل، أخبرنا العلاء مولى الحرقة، عن معبد
بن كعب السلمي، عَنْ أخيه عَبْد اللَّهِ بْن كعب، عَنْ
__________
[1] انظر الترجمة 335: 1/ 181- 182.
[2] انظر الترجمة 603: 1/ 288.
[3] انظر مسند الإمام أحمد: 5/ 260.
[4] سنن أبى داود، كتاب الترجل، الحديث 4161: 4/ 75 وابن
ماجة، كتاب الزهد، باب «من لا يوبه له» ، الحديث 4118: 2/
1379.
(5/17)
أَبِي أمامة: أن رَسُول اللَّهِ- صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: «من اقتطع حق امرئ مسلم
بيمينه، فقد أوجب الله لَهُ النار، وحرم عَلَيْهِ الجنة.
فقال لَهُ رجل: وَإِن كَانَ شيئا يسيرا؟ قَالَ: وَإِن
كَانَ عودا [1] من أراك» [2] . أخرجه الثلاثة.
5690- أبو أمامة بن سهل
(ب د ع) أَبُو أمامة بن سهل بن حنيف. تقدم نسبه عند أبيه
[3] ، وهو أنصاري أوسي، واسمه أسعد، سماه رَسُول اللَّهِ-
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- باسم جده لأمه أسعد
بْن زرارة، وكناه بكنيته، ودعا لَهُ، وبرك عَلَيْهِ وتوفي
أَبُو أمامة بن سهل سنة مائة، وهو ابن نيف وتسعين سَنَةً.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى. وقال أبو عمر: هو من كبار
التابعين.
5691- أبو أميمة الجشمي
(ب ع س) أَبُو أميمة الجشمي.
ذكره بعض من ألف فِي الصحابة، وذكر لَهُ حديثا فِي الصيام
رواه اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
صَالِحٍ، عن عصام بن يَحْيَى، عَنه مرفوعا- مثل حديث
القشيري-: أن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة.
وهو حديث [4] مضطرب الإسناد، لا يعرف أَبُو أميمة هَذَا.
ومنهم من قَالَ فِيهِ أبو تميمة [ولا يصح أيضا، ومنهم من
يقول فِيهِ: أَبُو أمية] [5] ولا يصح شيء من ذَلِكَ من جهة
الإسناد [6] .
أخرجه أبو عمر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو موسى، إلا أن أبا
نعيم وأبا موسى قالا: أَبُو أميمة الجعدي، ورويا لَهُ ما
أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو موسى كتابة، أَخْبَرَنَا الحسن بن
أحمد، حدثنا أحمد ابن عبد الله، أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ
أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عبد
الله بن صالح،
__________
[1] لفظ مسلم: «وإن قضيبا من أراك» . والأراك: شجر السواك.
[2] مسلم، كتاب الإيمان، باب «وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين
فاجرة» : 1/ 85.
[3] انظر 2288: 2/ 470.
[4] انظر الترجمة 100: 1/ 87.
[5] في المطبوعة: «وهو أيضا، ومنهم من يقول أبو أمية ولا
يصح، حديث مضطرب» . والمثبت عن المصورة، والاستيعاب لابن
عبد البر: 4/ 1603.
[6] ما بين القوسين عن المصورة والاستيعاب أيضا.
(5/18)
حدّثنى معاوية بن صالح، أن عصام بن يَحْيَى
حدثه، عن أبي قلابة، عن عُبَيْد الله بن زياد، عن أبي
أميمة قال: كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يتغدى فِي
السفر وأنا قريب مِنْه جالس، فقال:
هلم إلى الغداء. فقلت: إِنِّي صائم. فقال: إن الله وضع عن
المسافر نصف الصلاة والصوم. وقد اختلف فِي اسم هَذَا
الرجل، فقيل: أبو أمية، وقيل: أنس بن مالك الكعبي، وغير
ذَلِكَ. وقيل: عن أبي أميمة أخى بنى جعدة، والله أعلم.
5692- أبو أمية الأزدي
(س) أَبُو أمية الأَزْدِيّ، والد جنادة بن أبي أمية واسمه
كَثِير، كذا قَالَ البخاري وابن أبي حاتم.
وقال خليفة: اسمه مالك. وقال ابن أبي حاتم: جنادة بن أبي
أمية، لأبيه أبي أمية صحبة [1] . روى عَنْهُ ابنه جنادة.
أخرجه أبو موسى، ذكره أبو عمر في ترجمة ابنه جنادة.
5693- أبو أمية التغلبي
(س) أَبُو أمية التغلبي أخبرنا أبو موسى إذنا، أخبرنا
الشيخ الزاهد أبو القاسم الرازي، أخبرنا أبو الفوارس هُوَ
طراد، أخبرنا هلال الحفار، أخبرنا الْحُسَيْن بن يَحْيَى
بن عياش، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن السري، حَدَّثَنَا جرير،
عن عطاء بن السائب، عن جندب بن هلال، عن أبي أمية- رجل من
بني تغلب- أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول:
«لَيْسَ عَلَى المسلمين عشور [2] ، إنما العشور عَلَى
اليهود والنصارى» .
كذا وقع فِي هَذِه الرواية «جندب» ، وصوابه حرب بن هلال
[3] .
ورواه أبو الأحوص، عَنْ عطاء، عَنْ حرب بْن عُبَيْدِ
اللَّهِ، عن جده أبي أمه، عن أبيه [4] ولم يسمه.
__________
[1] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 515.
[2] العشور: جمع عشر، يعنى يفرض ما على التجارات إذا دخلت
البلاد.
[3] وكذا أخرجه الإمام أحمد عن جرير بإسناده، المسند: 5/
410.
[4] في المطبوعة: «عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ،
عَنْ أَبِيهِ، عن جده أبى أمية، عن أمه» . وفي المصورة:
«عن حرب بن عبد الله، عن أبيه، عن جده أبى أمية، عن أبيه»
. والمثبت عن سنن أبى داود، كتاب الخراج والإمارة، باب «في
تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات» ، الحديث 3046: 3/
169، فقد أخرجه أبو داود عن مسدد، عن أبى الأحوص باسناده.
وانظر الإصابة: 4/ 17.
(5/19)
ورواه الثوري، عَنْ عطاء، عَنْ حرب بْن
عُبَيْدِ اللَّهِ عن خاله [1] .
وقيل: حرب بن أبى حرب، ذكرناه في ترجمته [2] .
5694- أبو أمية الجمحيّ
(ب س) أَبُو أمية الجمحي.
قَالَ: سُئِلَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- عن الساعة فقال: «من أشراط الساعة أن يلتمس
العلم عند الأصاغر» . أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى. وقال
أَبُو عمر: لا أعرفه بغير هَذَا، ذكره بعضهم فِي الصحابة
وَفِيه نظر، وَفِي الصحابة من يكنى أبا أمية صفوان بن
أمية، وعمير بن وهب، كلاهما من بني جمح، قاله أبو عمر [3]
.
وأخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم فقالا: أَبُو أمية الجهني،
وقيل: اللخمي. روى ابن لهيعة عن بكر بن سوادة، عن أبي أمية
اللخمي قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من
أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر» . وكلهم قالوا:
روى عَنْهُ بكر بن سوادة.
5695- أبو أمية الشعبانيّ
(س) أَبُو أمية الشعباني [4] .
قَالَ أبو موسى: أورده أبو زكريا، وروى بإسناده عن مطر بن
العلاء الفزاري الدمشقي، عن عبد الملك بن يسار [5] الثقفي،
حَدَّثَنِي أبو أمية الشعباني- وَكَانَ جاهليا، لَمْ يزد
عَلَى هَذَا- قَالَ: وهذا الرجل اسمه يحمد [6] يروي عن أبي
ثعلبة الخشنيّ.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في المسند: 3/ 474.
[2] انظر الترجمة 1126: 1/ 474.
[3] الاستيعاب: 4/ 1603.
[4] في الإصابة 4/ 14: «الشيباني» . وما في الجرح والتعديل
لابن أبى حاتم 4/ 2/ 314، يوافق ما في أسد الغابة.
[5] في المطبوعة والمصورة: «سيار» . والمثبت عن ترجمته في
الجرح والتعديل: 2/ 2/ 375، والإصابة: 4/ 14.
[6] في المطبوعة والمصورة: «اسمه محمد» . والمثبت عن
الإصابة، والجرح والتعديل 4/ 2/ 314، قال ابن أبى حاتم:
«يحمد أبو أمية الشعبانيّ، روى عن معاذ بن جبل وأبى ثعلبة
الخشنيّ. روى عنه عمرو بن جارية» .
(5/20)
5696- أبو أمية الضمريّ
(ب د ع) أَبُو أمية الضمري. وقيل: الجعدي. وقيل: القشيري،
قاله ابن منده وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: أَبُو أمية الضمري.
روى الأوزاعي وأبان العطار، عن يَحْيَى بن أبي كَثِير، عن
أبي قلابة، عن أبي أمية قَالَ: قدمت عَلَى رسول الله- صلى
الله عَلَيْهِ وسلم من سفر، فلما أراد أن ينزل رجعت،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَلا تنتظر الغداء؟ قلت: إني صائم قَالَ: ألا أخبرك عن
المسافر، إن الله وضع عَنْهُ الصوم ونصف الصلاة رواه
الوليد، عن الأوزاعي، عن يَحْيَى، عن أبي قلابة عَنْ
جَعْفَر بْن عَمْرِو بْن أُمَيَّةَ، عَنْ أبيه وقال
خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ بن
مالك الكعبي. قَالَ أبو عمر: المحفوظ في هذا حديث أنس بن
مالك الكعبي [1] ، وهو حديث كَثِير الاضطراب [2] .
أخرجه الثلاثة.
5697- أبو أمية المخزومي
(ب د ع) أَبُو أمية المخزومي، حجازي.
أخبرنا يحيى بن محمود كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هدبة بن خالد،
أخبرنا حماد بن سلمة، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي طلحة، عن أبي المنذر مولى أبي ذر عن أبي أمية
المخزومي: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أتى بسارق اعترف ولم يوجد عنده المتاع، فقال رسول الله صلى
الله عَلَيْهِ وسلم ما أخالك سرقت؟ قَالَ بلى، مرتين أو
ثلاثا، قَالَ: اذهبوا بِهِ فاقطعوا يده، ثُمَّ جيئوا بِهِ.
فقطعوا يده ثُمَّ جاءوا بِهِ، فقال: استغفر الله وتب إليه.
فقال: أستغفر الله وأتوب إليه.
فقال: اللَّهمّ، اغفر له وتب عليه [3] .
__________
[1] وكذا أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي،
والنسائي، وابن ماجة، عن أنس بن مالك الكعبي. انظر المسند:
4/ 347، 5/ 29. وسنن أبى داود، كتاب الصوم، باب «اختيار
الفطر» ، الحديث 2408: 2/ 317. وتحفة الأحوذي، أبواب
الصوم، باب «ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع»
، الحديث 711/ 3: 401، 402.
وسنن النسائي، كتاب الصيام، باب «وضع الصيام عن الحبلى
والمرضع» : 4/ 190، وابن ماجة، كتاب الصيام، باب «ما جاء
في الإفطار للحامل والمرضع» ، الحديث 1667: 1/ 533.
[2] لم نجد هذا القول في ترجمة أبى أمية في كتاب الكنى من
الاستيعاب، انظر: 4/ 1603.
[3] أخرجه الإمام أحمد من طريق حماد بن سلمة باسناده، انظر
المسند: 5/ 293. وأبو داود في كتاب الحدود، باب «في
التلقين في الحد» ، الحديث 380: 4/ 134- 135، والنسائي، في
كتاب قطع السارق، باب «تلقين السارق» :
8/ 67، وابن ماجة في كتاب الحدود، باب «تلقين السارق» ،
الحديث 2597: 2/ 866.
(5/21)
وقد رواه عَمْرو بن عَاصِم، عن همام، عن
إسحاق بن عبد الله فقال: عن أبي أمية- رجل من الأنصار-
عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه
الثلاثة.
5698- أبو أناس
(ب) أبو أناس [1] الكناني الدّئليّ. وهو من رهط أبي الأسود
الديلي، وهو من أشرافهم، وهو ابن أخي سارية بن زنيم،
وَكَانَ شاعرا، وهو القائل لرسول الله [2] :
وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من مُحَمَّد
وله ابن شاعر يقال لَهُ: أنس بن أبي أناس، استخلفه الحكم
بن عَمْرو الغفاري عَلَى خراسان، حين حضرته الوفاة، فعزله
زياد، واستعمل خليد بن عبد الله الحنفي، فقال أنس:
ألا من مبلغ عني زيادا ... مغلغلة يخب بِهَا البريد
أتعزلني وتطعمها خلبدا؟ ... لقد لاقت حنيفة ما تريد
أخرجه أبو عمر [3] .
5699- أبو أنس الأنصاري
(د ع) أبو أنس الأنصاري. مدني، روى عَنْهُ ابنه حَمْزَة.
روى إبراهيم بن أبي يَحْيَى، عن مالك بن حَمْزَة بن أبي
أنس، عن أبيه: عن جده قَالَ: قَالَ لنا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إذا كثبوكم [4]- يعني دنوا
منكم- فارموهم: ولا تسلوا السيوف حَتَّى يغشوكم» كذا
قَالَ، ورواه الناس [5] عن حَمْزَة بن أبي أسيد، عن أبيه،
أخبرنا بِهِ غير واحد، منهم مسمار بن عمر بن العويس،
وَمُحَمَّد بن سرايا بن عَليّ الفقيه قالوا
بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الجعفي [6] ، أخبرنا أبو
أحمد، أخبرنا عبد الرحمن ابن الغسيل، عَنْ حمزة بْن أَبِي
أسيد [7] ، عَنِ أبي أسيد قَالَ: قَالَ لنا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يوم بدر «إذا كثبوكم
فارموهم» [8] .
__________
[1] في المطبوعة: «أبو إياس» بالياء مكان النون. والمثبت
عن المصورة، وترتيب ابن الأثير يقتضيه.
[2] تقدم البيت في ترجمة «أسيد بن أبى أناس» ، وخرجناه
هنالك، انظر: 1/ 109.
[3] الاستيعاب: 4/ 1605.
[4] في المطبوعة: «كتبوكم» ، بالتاء المثناة، والصواب
بالثاء المثلثة.
[5] في المطبوعة والمصورة: «ورواه إلياس» . ولعل الصواب ما
أثبتناه.
[6] في المطبوعة والمصورة: «محمد بن عبد الله الجعفي» .
والصواب عن البخاري، والخلاصة.
[7] في صحيح البخاري: «عن حمزة بن أبى أسيد، والزبير بن
المنذر بن أبى أسيد» . فلعل ابن الأثير قد اختصره.
[8] صحيح البخاري، كتاب المغازي: 5/ 99.
(5/22)
فهذا فِي الصحيح، وَأَبُو أنس يتصحف من أبي
أسيد.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
5700- أبو إهاب
(س) أَبُو إهاب بْن عزيز بْن قيس بْن سويد بن ربيعة بن زيد
بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي، قاله خليفة. وأم أبي
إهاب: فاختة بنيت عَامِر بْن نوفل بْن عَبْد مناف بْن قصي،
وهو حليف لبني نوفل.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه نهى
أن يأكل أحدنا وهو متكئ، قاله جعفر. أخرجه أبو موسى.
5701- أبو أوس الأسلمي
(ب س) أَبُو أوس تميم بن حجر. وقيل: أَبُو تميم أوس بن حجر
الأسلمي.
كَانَ ينزل بناحية العرج. تقدم فِي حرف الْهَمْزَة [1] .
أخرجه أبو عمر، وَأَبُو موسى.
5702- أَبُو أوس الثقفي
أَبُو أوس الثقفي، اسمه حذيفة، وهو والد أوس. تقدم نسبه
عند ابنه [2] .
روى حماد بْن سلمة، عَنْ يعلى بْن عطاء، عَنْ أَوْسِ بْنِ
أَبِي أَوْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ أبي يمسح على عَلَى نعليه،
فأنكرت ذَلِكَ عَلَيْهِ، فقال: رأيت النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح عليهما.
ذكره الأشيريّ مستدركا على أبى عمر.
5703- أبو أوس
(س) أبو أوس، جد عَمْرو بن أوس، اسمه جابر بن عوف، ذكر فِي
الجيم [3] .
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] انظر ترجمة «أوس بن عبد الله» ، وقد تقدمت برقم 311:
1/ 173، 174.
[2] في المطبوعة: «عند أبيه» . والصواب عن المصورة. وانظر
ترجمة «أوس بن حذيفة» ، وقد تقدمت برقم 298:
1/ 167- 169.
[3] انظر الترجمة 651: 1/ 310.
(5/23)
5704- أبو أوفى
(ب) أَبُو أوفى، والد عبد الله وزيد ابني أبي أوفى. قيل:
اسمه علقمة بن خالد بن الحارث ابن أَبِي أسيد بْن رفاعة
بْن ثعلبة بْن هوازن بْن أسلم بْن أفصى بْن حارثة.
لَهُ صحبة، ذكره الواقدي. وهو الَّذِي أتى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقته فقال: «اللَّهمّ
بارك عَلَى آل أبي أوفى» . أخرجه أبو عمر.
5705- أبو إياس
(س) أَبُو إياس، أو ابن إياس. أورده جَعْفَر هكذا.
روى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيِّب أَنَّهُ قَالَ: كنت رديف
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال
لي: قل. قلت:
وما أقول؟ قَالَ: (قُلْ: هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، حَتَّى
ختمها. ثُمَّ قَالَ: (قُلْ أَعُوذ بِرَبِّ الفَلَقِ) و
(قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثُمَّ قَالَ: يا أبا إياس؟
ما قرأ الناس بمثلهن.
وقد ذكره ابن أبي عَاصِم فقال: أَبُو إياس بن سهل من بني
ساعدة. أخبرنا يحيى بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي
عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا
مصعب ابن المقدام، أخبرنا مُحَمَّد بن إبراهيم، عن أبي
حازم: أَنَّهُ جلس إلى أياس بن سهل الأنصاري فقال: أقبل
عَليّ. فأقبلت عَلَيْهِ، فقال: يا أبا حازم، ألا أحدثك عن
أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لأن أصلي الصبح ثُمَّ أجلس فِي مجلس أذكر الله فِيهِ
حَتَّى تطلع الشمس، أحب إلي من شد عَلَى جياد الخيل فِي
سبيل الله، ومن حين أصلى العصر حتى تغرب الشمس» .
أخرجه أبو موسى.
5706- أبو أيمن
(ب س) أَبُو أيمن، مولى عَمْرو بن الجموح. استشهد بأحد.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابن إِسْحَاق، فِي تسمية من قتل يَوْم أحد من بني سلمة،
ثُمَّ من بني حرام بن كعب: وَأَبُو أيمن مولى عَمْرو بن
الجموح [1] .
وقتل معه خلاد بن عَمْرو بن الجموح، رحمهما الله تعالى.
وقيل: إن أبا أيمن هَذَا، أحد بني عَمْرو بن الجموح.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 126.
(5/24)
5707- أبو أيوب الأنصاري
(ب) أبو أيوب الأنصاري، واسمه: خَالِد بْن زيد بْن كليب
بْن ثعلبة بن عبد بن [1] عوف ابن غنم بْن مالك بْن النجار
الأنصاري الخزرجي النجاري.
شهد العقبة، وبدرا، وأحدا والخندق، وسائر المشاهد مَعَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وَكَانَ مع
عَليّ بْن أَبِي طالب، رضي اللَّه عَنْهُ، ومن خاصته.
قَالَ ابن الكلبي، وابن إسحاق وغيرهما: شهد أبو أيوب مع
عَليّ الجمل وصفين، وَكَانَ عَلَى مقدمته يوم النهروان.
وقال شعبة: سألت الحكم: أشهد أَبُو أيوب صفين؟ قَالَ: لا،
ولكن شهد النهروان.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان وَالْحُسَيْنُ بْنُ يوحن
بْنِ أتَوَيْهِ بْنِ النُّعْمَانِ الباورى قالا:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ الْحُسَيْنِ الحمامي [2] النيسابوري، أخبرنا أبو سعيد
مسعود ابن ناصر بن أبي زيد الركاب السجزي، أخبرنا القاضي
أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ،
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله الْحَسَن بن عمران الضراب،
أخبرنا حامد بن يحيى. أخبرنا يَحْيَى بن أيوب العابد،
أخبرنا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، أَخْبَرَنِي سعد بن سعيد
بن قيس الأنصاري، عن عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي، عن
أبي أيوب الأنصاري، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «من صام رمضان
وأتبعه ستا من شوال، كَانَ كصيام الدهر» . ثُمَّ إنه غزا
أيام معاوية أرض الروم مع يزيد بن معاوية، سنة إحدى
وخمسين: فتوفي عند مدينة القسطنطينية. وقيل: سنة خمسين،
فدفن هناك. وأمر يزيد بالخيل فجعلت تقبل وتدبر عَلَى قبره،
حَتَّى عفا أثر القبر. روي هَذَا عن مجاهد.
وقيل: إن الروم قالت للمسلمين فِي صبيحة دفنهم لأبي أيوب:
لقد كَانَ لكم الليلة شأن قالوا: هَذَا رجل من أكابر أصحاب
نبينا وأقدمهم إسلاما. وقد دفناه حَيْثُ رأيتم. وو الله
لئن نبش لا ضرب لكم بناقوس فِي أرض العرب ما كانت لنا
مملكة.
__________
[1] في المطبوعة: «عبد عوف» . والمثبت عن الاستيعاب 4/
1606، وجوامع السيرة لابن حزم: 141، وترجمته وقد تقدمت في
حرف الخاء برقم 1361: 2/ 94- 96. وانظر جمهرة أنساب العرب.
النشرة الثانية: 348، فالصواب أن يثبت في صلب النص: «عبد
بن عوف» .
[2] في المطبوعة: «الحماني» ، بالنون. والمثبت عن المصورة
والعبر للذهبى: 4/ 143.
(5/25)
قَالَ مجاهد: وكانوا إذا أمحلوا كشفوا عن
قبره فمطروا.
وهو الَّذِي نزل عَلَيْهِ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ
وسلم لِمَا قدم المدينة مهاجرا إلى أن بنى مسجده ومساكنه.
أخرجه أبو عمر، وقد تقدم فِي خالد بن زيد.
5708- أبو أيوب التمامى
(س) أَبُو أيوب اليمامي.
ذكروا أَنَّهُ روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم قاله جَعْفَر عن خليفة.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
5709- أبو أيوب
(س) أَبُو أيوب.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: أورده أَبُو بَكْر بْن
أَبِي عَليّ، وقال: أكثر ظني أَنَّهُ الأنصاري.
وروى عن عَليّ بن مسهر، عن الإفريقي، عن أبيه، عن أبي أيوب
قَالَ: سمعت النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم يقول: «إن
للمسلم عَلَى أخيه المسلم ست خصال من المعروف، إن ترك منها
شيئا ترك حقا لأخيه واجبا: أن يجيبه إذا دعاه ... »
الحديث.
أخرجه أبو موسى مختصرا، فإن أراد أبا أيوب خالد بن زيد
الأنصاري، فلم يذكر اسمه ولا ما يعرف بِهِ أَنَّهُ هُوَ،
وإن أراد غيره فقد فاته أَبُو أيوب الأنصاري، والله أعلم.
(5/26)
حرف الباء
5710- أبو بحير
(د) أبو بحير.
روى عَنْهُ ابنه بحير [1] : أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال فِي كلام ذكر فِيهِ القرآن: «وأنه كلام ربى عز وجل» .
أخرجه ابن مندة.
5711- أبو البداح
(ب د ع) أبو البداح بن عَاصِم بْن عدي بْن الجد بْن
العجلان البلوي، حليف بني عَمْرو بن عوف من الأنصار.
تقدم نسبه عند أبيه، واختلف فِي صحبته فقيل: الصحبة لأبيه،
وهو من التابعين، يروي عن أبيه. وقيل: لَهُ صحبة. وهو الذي
توفي عن سبيعة الأسلمية إِذْ خطبها أبو السنابل ابن يعكك،
ذكره ابن جريح وغيره. والأكثر يذكرونه فِي الصحابة، قاله
أبو عمر. وقال:
وَأَبُو البداح قيل: هُوَ لقبه، وكنيته: أبو عَمْرو [2] .
وقال أَبُو نعيم: وهم فِيهِ بعض المتأخرين- يعني ابن منده-
وقال: حديثه عند أبى بكر ابن عبد الرحمن، وإنما هُوَ أبو
بكر بن عَمْرو، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أبي عمر: أبو البداح هُوَ الَّذِي توفي عن سبيعة
الأسلمية وهم مِنْه، فإن سبيعة توفي عنها زوجها سعد بن
خولة [3] ، وقد ذكره أبو عمر [4] وابن منده فِي ترجمة
سبيعة كذلك، وإنما كَانَ أبو البداح زوج جميل بنت يسار،
أخت معقل بن يسار، وَفِيهِا وَفِي زوجها نزلت:
وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا
تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ 2: 232 [5]
الآية، قاله بعض العلماء. عَلَى أن المفسرين يختلفون كثيرا
في مثل هذا.
__________
[1] كذا في المطبوعة والمصورة، وفي الإصابة 4/ 18: «أبو
بجير» ، بالجيم. وفي الجرح والتعديل لابن أبى حاتم 1/ 1/
425: «بجير بن أبى بجير» يروى عن عبد الله بن عمرو، فلعله
ابن المترجم هنا، ويكون الصواب: أبو بجير بالجيم.
[2] الاستيعاب: 4/ 1608.
[3] انظر ترجمة «سعد بن خولة» ، وقد تقدمت برقم 1983: 2/
343- 344.
[4] انظر الاستيعاب: 4/ 1859.
[5] سورة البقرة، آية: 232. وانظر تفسير ابن كثير: 1/ 415-
416 بتحقيقنا.
(5/27)
5712- أبو البراد
(س) أبو البراد- غلام تميم الداري.
روى سعيد بن زياد بن فائد، عَنْ أبيه، عَنْ جده عَنْ أَبِي
هند قَالَ: حمل تميم معه من الشام إلى المدينة قناديل
وزيتا، فلما انتهى إلى المدينة وافق ذَلِكَ ليلة الجمعة،
فأمر غلاما لَهُ يقال لَهُ أبو أبو البراد فعلق القناديل،
وجعل فيها الماء والزيت، فلما غربت الشمس أسرجها، وَخَرَجَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى
المسجد فإذا هُوَ يزهر [1] ، فقال: من فعل هَذَا؟ فقالوا:
تميم فقال: نورت الإسلام نور الله عليك فِي الدُّنْيَا
والآخرة، أما إني لو كانت لي ابنة لزوجتكها. فقال نوفل بن
الحارث بن عبد المطلب: لي ابنة يا رسول الله، تسمى أم
المغيرة، فافعل فيها ما أردت.
فأنكحه إياها عَلَى المكان. أخرجه أبو موسى. زياد: بفتح
الزَّاي، وتشديد الياء تحتها نقطتان.
5713- أبو بردة
(ب) أبو بردة الأنصاري، روى عَنْهُ جابر بْن عَبْد
اللَّهِ.
أخبرنا أبو أحمد بن سكينة قَالَ: أخبرنا أبو غالب الماوردي
مناولة بإسناده عن أبي داود السجستاني: حَدَّثَنَا
قُتَيْبَة بن سعيد، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن
سُلَيْمَان بن يسار، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبي بردة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تجلدوا فوق عشرة
أسواط، إلا فِي حد من حدود اللَّه عَزَّ وَجَلَّ» [2] .
ورواه غيره عن بكير بن عبد الله، عن سُلَيْمَان، عن عَبْد
الرَّحْمَن بْن جَابِر، عن أبيه، عن أبي بردة [3] .
قَالَ أحمد بن زهير: لا أدري أهو الظفري أم غيره؟ وقال
غيره: هَذَا الحديث رواه جابر، عن أبي بردة [4] بن نيار.
وَفِي ابن نيار أخرجه أبو نعيم، والله أعلم.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] أي: يضيء.
[2] سنن أبى داود، كتاب الحدود، باب «في التعزير» ، الحديث
4491: 4/ 167.
[3] وكذلك رواه أبو داود في الكتاب والباب المتقدمين.
[4] أخرجه الإمام أحمد باسناده عن عبد الرحمن بن جابر، عن
أبي بردة بن نيار. انظر المسند: 3/ 466، وأخرجه في موضع
آخر بإسناده عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه، عن أبى بردة
بن نيار. انظر المسند: 4/ 45.
(5/28)
5714- أبو بردة
(د ع) أبو بردة، خال جميع بن عمير. كوفي. وقيل: هُوَ أبو
بردة بن نيار.
روى شريك عن وائل بن داود، عن جميع بن عمير، عن خاله أبي
بردة قَالَ: قَالَ: رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم
«أفضل كسب الرجل ولده» .
ورواه الثوري، عن وائل وقال: سعيد [1] بن عمير، عن خاله
أبي بردة وهو الأشهر.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
5715- أبو بردة الأنصاري
(ب د ع) أبو بردة الأنصاري الظفري، واسم ظفر: كعب بن مالك
بن الأوس روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يعد فِي الكوفيين، قاله أبو نعيم.
وقال ابن منده: مدني، روى عبد الملك- وقيل: عبد الله- بن
مغيث بن أبي بردة، عَنْ أبيه، عَنْ جده قَالَ: سمعت رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «يخرج من الكاهنين رجل
يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده» .
أخرجه الثلاثة. يقال إن الرجل. مُحَمَّد بن كعب القرظي،
والكاهنان: قريظة والنضير [2] .
5716- أبو بردة الأشعري
(ب د ع) أبو بردة بن قيس الأشعري، أخو أبي موسى الأشعري.
تقدم نسبه فِي أخيه عبد الله [3] بن قيس. واسم أبي بردة:
عَامِر. وقد ذكر هناك.
روى أبو أسامة، عن يزيد بْنِ أَبِي بَرْدَةَ، عَنْ أَبِي
مُوسَى قَالَ: خرجنا من اليمن فِي بضع وخمسين رجلا من
قومنا، ونحن ثلاثة إخوة: أَبُو موسى، وَأَبُو رهم، وَأَبُو
بردة، فأخرجتنا سفينتنا إِلَى النجاشي بأرض الحبشة، وعنده
جَعْفَر بن أبي طالب وأصحابه، فأقبلنا جميعا فِي سفينتنا
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين
افتتح خيبر.
__________
[1] في الجرح والتعديل 2/ 1/ 52، في ترجمة سعيد بن عمير،
يقول ابن أبى حاتم: «روى عن أبيه، ويقال: عن عمه أبى بردة
بن نيار» .
[2] في اللسان: «كهن» : «يقال لقريظة والنضير: الكاهنان،
وهما قبيلا اليهود بالمدينة، وهم أهل كتاب وفهم وعلم ... »
وذكر الحديث.
[3] انظر الترجمة 3135: 3/ 367.
(5/29)
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد
الله بن أحمد: حدثني أبي [حَدَّثَنَا عفان [1]] حَدَّثَنَا
عبد الواحد بن زياد، أخبرنا عاصم الأحول، أخبرنا كريب بْن
الحارث بْن أَبِي موسى، عَنْ أبي بردة بن قيس أخي- أبي
موسى الأَشْعَرِيُّ-: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهمّ، اجعل فناء أمتي في
سبيلك بالطعن والطاعون» [2] .
أخرجه الثلاثة.
5717- أبو بردة بن نيار
(ب د ع) أبو بردة هانئ بن نيار. وقال ابن إسحاق: هانئ بن
عَمْرو.
وروى هيثم، عن الأشعث عَنْ [3] عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ
الْبَرَاءِ قَالَ: مر بي خالي- وهو الحارث بن عَمْرو..
قَالَ أبو عمر: والأكثر ينسبونه هانئ بن نيار بْن عَمْرو
بْن عُبَيْد بْن كلاب بْن دهمان بن غنم بن ذبيان بن هميم
بن كاهل بْن ذهل بْن هني بْن بلي بْن عَمْرو بن الحاف بن
قضاعة.
وحلفه فِي بني حارثة من الأنصار، شهد العقبة الثانية مع
السبعين، وشهد بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها مع رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّه بْن السمين بِإِسْنَادِهِ
عَنْ يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد العقبة
الثانية: ومن بني حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بن
مالك بن الأوس:
وَأَبُو بردة بن نيار، واسمه هانئ بن نيار بن عمر بن
عُبَيْد بن عَمْرو بْن كلاب بْن دهمان بْن غنم بْن ذبيان
بن هميم بن كاهل بن ذهل بن هني بن بلي حليف لَهُم [4] .
وبهذا الإسناد فيمن شهد بدرا من بني حارثة بن الحارث، من
حلفائهم من بلىّ: أبو بردة ابن نيار، واسمه: هانئ [5] .
__________
[1] ما بين القوسين عن مسند الإمام أحمد.
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 437، 4/ 238.
[3] في المطبوعة والمصورة: «الأشعث بن عدي» . وهو خطأ،
والصواب ما أثبتناه، وهو: الأشعث بن سوار الكندي، يروى عن
عدي بن ثابت، وعنه هشيم. انظر تهذيب التهذيب: 1/ 352.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 455.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 687.
(5/30)
لا عقب لَهُ، وشهد الفتح، وكانت معه راية
بنى حارثة بن الحارث يوم الفتح، وشهد مع عَليّ بن أبي طالب
حروبه، وتوفي أول خلافة معاوية، قاله الواقدي. وقال أيضا:
لَمْ يكن مع المسلمين يوم أحد غير فرسين، فرس لرسول الله
صلى الله عَلَيْهِ وسلم وفرس لأبي بردة بن نيار.
أخرجه الثلاثة، وقد تقدم في «هانئ [1] » أكثر من هذا.
5718- أبو بردة
(س) أبو بردة، غير منسوب.
أورده أبو داود الطيالسي فِي مسنده، فروى عن سلام، عن سماك
بن حرب، عن القاسم ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بردة-
وليس بابن أبي مُوسَى، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اشربوا ولا تسكروا [2] » .
أخرجه أبو موسى.
5719- أبو برزة الأسلمي
(ب س ع) أبو برزة الأسلمي.
اختلف فِي اسمه واسم أبيه، وأصح ما قيل فِيهِ: نضلة بن
عُبَيْد، قاله أحمد بن حنبل، وابن معين.
وقال غيرهما: نضلة بن عبد الله. ويقال: نضلة بن عابد.
وقال الخطيب أبو بكر، عن الهيثم بن عدي: اسم أبي برزة خالد
بن نضلة.
وقال الواقدي: زعم ولده أن اسمه عبد الله بن نضلة، وهو
نضلة بن عُبَيْد بن الحارث بن حبال [3] بن دعبل بن ربيعة
[4] بْن أنس بْن خزيمة [5] بْن مالك بْن سلامان بْن أسلم،
قاله أبو عمر.
وهكذا نسبه ابن حبيب، وابن الكلبي.
نزل البصرة، وله بِهَا دار، وسار إلى خراسان فنزل مرو،
وعاد إلى البصرة.
__________
[1] انظر الترجمة 5332: 5/ 382- 383.
[2] منحة المعبود، كتاب الأشربة، باب «الأوعية المنهي عن
الانتباذ فيها» : 1/ 336.
[3] في المطبوعة: «جيال» . والمثبت عن المصورة، وترجمة
«الحارث بن حبال» ، وقد تقدمت برقم 868: 1/ 386، وترجمة
«نضلة بن عبيد» ، وقد تقدمت برقم 5219: 5/ 321.
[4] كذا، ومثله في الاستيعاب. وقد تقدم في ترجمة «الحارث
بن حبال» ، وترجمة «نضلة بن عبيد» ، «حبال بن ربيعة بن
دعبل» .
[5] في المطبوعة والمصورة: «جذيمة» . انظر 5/ 321، التعليق
رقم: 6.
(5/31)
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن
عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، أخبرنا يزيد ابن هارون،
أخبرنا سُلَيْمَان التميمي، عن سيار أبي المنهال، عن أبي
برزة أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم كَانَ يقرأ فِي
صلاة الغداة بالستين إلى المائة [1] .
ومات بالبصرة سنة ستين قبل موت معاوية، وقيل: مات سنة أربع
وستين. أخرجه أبو نعيم، وَأَبُو عمر، وأبو موسى.
5720- أبو برقان
(س) أبو برقان من بني سعد بن بكر بن هوازن، وهو عم رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من الرضاعة أورده
جَعْفَر فِي الصحابة.
وروى الْمَدَائِنيّ، عن عيسى بن يزيد قَالَ: دخل أبو برقان
عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
بني سعد بن بكر فقال: لقد جئت يا مُحَمَّد وما فتى من قومك
بأحب إليهم ولا أحسن فيهم ثناء منك قَالَ: ثُمَّ رأيتهم
يتغمغمون. قال: يا ابن برقان، هَلْ تعرف الحيرة؟ قَالَ
قلت: لا. قَالَ:
إن طالت بك حياة لتسمعنها يردها الوارد من غير حفير ولا
مزاد [2] . قَالَ: قلت: ما أدري ما تَقُولُ؟ ما جئتك من
ثنية كذا وكذا إلا بخفير! فقال رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وسلم: لآخذن بيدك يوم القيامة، ولأذكرنك. فكان
عثمان يقول: يا أبا برقان، مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يأخذ بيدك إلا وأنت رجل
صالح. قَالَ أبو برقان: فقدمت الحيرة فرأيتها عَلَى ما وصف
لي. أخرجه أبو موسى وقال: الغمغمة: الرّطانة [3] .
5721- أبو بزة
(س) أبو بزة، مولى عبد الله بن السّائب، جدّ المقرءين
المكيين المشهورين. مختلف فِي اسمه.
روى أبو الْحَسَن أحمد بن مُحَمَّد بن القاسم بن أبى بزّة،
عن أبيه مُحَمَّد. عن أبيه القاسم عن أبيه أبي بزة قَالَ:
دخلت مع مولاي عبد الله بن السائب عَلَى رسول الله، صلى
الله عَلَيْهِ وسلم فقمت إلى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ
وسلم فقبلت يده ورأسه ورجله.
رواه أبو بكر بن المقرئ عن أبى الشيخ.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 4/ 419.
[2] المزاد: جمع مزادة، وهي التي يحمل فيها الماء.
[3] الرطانة- بفتح الراء وكسرها-: كلام لا يفهمه الجمهور،
وإنما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة.
(5/32)
5722- أبو البشر
أبو البشر [1] بن الحارث، من بني عبد الدار، هُوَ الشاب
الَّذِي خطب سبيعة الأسلمية، فحطت [2] إليه. قاله أبو عبد
الله بن وضاح.
رواه ابن الدباغ، عن أبي مُحَمَّد بن عتاب.
5723- أبو بشر السلمي
(س) أبو بشر السلمي.
أورده أبو بكر بن أبي عَليّ، وَأَبُو مسعود.
روى هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن
أبي بشر السلمي قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
«من أحب أن يفرج الله كربته، ويعطيه سؤله، فلينظر معسرا أو
ليدع» [3] . كذا قَالَ ولعله أبو اليسر الأنصاري السلمي،
بفتح السِّين واللام، لأن هَذَا المتن مشهور عنه،.
أخرجه أبو موسى.
5724- أبو بشير الأنصاري
(ب د ع) أبو بشير الأنصاري الْحَارِثِيّ. وقيل: الأنصاري
الساعدي. وقيل الأنصاري المازني.
لا يوقف لَهُ عَلَى اسم صحيح، وقد قيل: اسمه قيس بن
عُبَيْد بن الحرير بن عَمْرو [4] بن الجعد، من بني مازن بن
النجار، ولا يصح.
شهد بيعة الرضوان، روى عَنْهُ أولاده، وعباد بن تميم،
وَمُحَمَّد بن فضالة، وعمارة بن غزية.
أخبرنا أبو الحرم مكي بن ربان [5] النَّحْوِيُّ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ
بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بكر، عن عباد
بن تميم، عن أبي بشير الأنصاري أخبره أَنَّهُ كَانَ مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
__________
[1] كذا ضبطه الحافظ في الإصابة بفتحتين، انظر: 4/ 20.
[2] في المطبوعة: «فحطبت إليه» . والمصورة: «فخطت بالخاء
المعجمة» . والصواب «فحطت» ، بالحاء المهملة. - وقد
أثبتناه عن الإصابة- والمعنى: فمالت إليه.
[3] انظر مسند الإمام أحمد: 3/ 427.
[4] تقدم في ترجمته 4/ 437: «الحرير بن عبيد بن الجعد» .
[5] في المطبوعة: «ريان» . بالياء المثناة. والصواب
بالموحدة، انظر العبر للذهبى: 5/ 8.
(5/33)
فِي بعض أسفاره، فأرسل رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وسلم رسولا- قال عبد الله بن أبي بكر: أحسبه
قَالَ:
والناس فِي مقبلهم- وقال: لا يبقين فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ
قِلادَةً مِنْ وَتَرٍ إِلا قطعت.
قَالَ يَحْيَى: سمعت مالكا يقول: أرى ذَلِكَ من الْعَين
[1] .
وروى سعيد [2] عَنْهُ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن صلاة عند طلوع الشمس حَتَّى
ترتفع. [3] وروى عَنْهُ عمارة بن غزية أن رسول الله صلى
الله عَلَيْهِ وسلم حرم ما بين لابتيها [4] .
ومن حديثه: «الحمى من فيح جهنم» [5] . أخرجه الثلاثة. وقال
أبو عمر: كل هَذِه عندي لرجل واحد، ومنهم من يجعلها
لرجلين، ومنهم من يجعلها لثلاثة. والصحيح لرجل واحد [6] .
وقال خليفة: مات أبو بشير بعد الحرة، وَكَانَ قد عمر
طويلا. وقيل: مات سنة أربعين والأول أصح، لأنه أدرك الحرة
قَالَ: ولا أعلم فيهم من يكنى أبا بشير إلا الحارث بن خزمة
بن عدي الأنصاري.
الحرير: بضم الحاء المهملة، وفتح الرَّاء، وبعدها ياء
تحتها نقطتان، وآخره راء ثانية.
قاله الأمير أبو نصر.
5725- أبو البشير
(س) أبو البشير، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
5726- أبو بصرة الغفاريّ
(ب د ع) أبو بصرة الغفاري اختلف فِي اسمه فقيل: حميل، بضم
الحاء. وقيل: جميل.
وقيل غير ذَلِكَ، وقد تقدم ذكره [7] . وهو حميل بْن بصرة
بْن وقاص بْن حبيب بن غفار، لقيه أبو هريرة وروى عنه.
__________
[1] الموطأ، كتاب صفة النبي، باب «ما جاء في نزع المعاليق
والجرس من العنق» ، الحديث 39: 2/ 937. وأخرجه الإمام أحمد
في مسندة من طريق مالك: 5/ 216. وأبو داود في كتاب الجهاد،
باب «في تقليد الخيل بالأوتار» ، الحديث:
2552: 3/ 24.
[2] سعيد هو ابن نافع.
[3] مسند الإمام أحمد: 5/ 216.
[4] اللابة: الحرة وهي الأرض ذات الحجارة السود. والمدينة
بين حرتين عظيمتين.
[5] مسند الإمام أحمد: 5/ 216. وفيح- بفتح فسكون-: سطوع
الحر وفورانه.
[6] الاستيعاب: 4/ 1611.
[7] انظر: 1/ 350، 2/ 61.
(5/34)
أخبرنا الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ
الطَّبَرِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يعلى: حَدَّثَنَا
عَمْرو الناقد، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني
يزيد بن أبي حبيب، عن جبير بن نعيم الحضرمي، عن عبد الله
بن هبيرة السبائي- وَكَانَ ثقة- عن أبي تميم الجيشاني [1]
عن أبي بصرة الغفاري قَالَ: صلى لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة العصر، فلما قضى صلاته-
وقال يَعْقُوب مرة أخرى: فلما انصرف من صلاته- قَالَ: إن
هَذِه الصلاة عرضت عَلَى من كَانَ قبلكم فتوانوا فيها
وتركوها، فمن صلاها منكم ضوعف لَهُ فِي أجرها ضعفين، ولا
صلاة بعدها حَتَّى يرى الشاهد، والشاهد: النجم. وقد تقدم
ذكره فِي مواضعه من أسمائه، وَكَانَ يسكن الحجاز ثُمَّ
تحول إلى مصر، ويقال:
إن عزة التي يشبب بِهَا كَثِير عزة هي بنت ابنه، ومن قَالَ
ذَلِكَ جعل «وقاص بن حاجب بن غفار» ليصح قول كَثِير فِي
شعره: الحاجبية.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
قلت: قول من قَالَ: «إنه جد عزة» ، عندي غير صحيح لأن
نسبها المشهور وليس لأبى بصرة فيه ذكر، والله أعلم.
5727- أبو بصير
(ب) أبو بصير، واسمه عتبة بْن أسيد بْن جارية بْن أسيد بْن
عَبْد اللَّه بْن سَلَمة [2] بْن عَبْد اللَّهِ بْن غيرة
بْن عوف بْن ثقيف، قاله أبو معشر [3] .
وقال ابن إسحاق: اسمه عتبة بن أسيد بن جارية. وقيل:
عُبَيْد بن أسيد بن جارية، وهو وهو حليف بني زهرة.
قَالَ الطبري: أم أبي بصير سالمة بنت عبد بن يزيد بن هاشم
بن المطلب.
وهو الَّذِي جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم بعد صلح الحديبية.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد
بإسناده عن يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنِ الزُّهْرِيّ،
عَنْ عروة، عن المسور: ومروان قالا: فلما أمن الناس
وتفاوضوا لَمْ يكلم أحد في الإسلام إلا دخل
__________
[1] في المطبوعة: «الحبشانى» . وهو خطأ، والصواب بالجيم
والياء المثناة. انظر المشتبه للذهبى: 198.
[2] في المطبوعة: «عبد الله بن أبى سلمة» . والمثبت عن
المصورة والاستيعاب: 4/ 1612.
[3] في المطبوعة: «أبو مسعود» . والمثبت عن الاستيعاب، وفي
المصورة: «أبو مسعر» .
(5/35)
فِيهِ، فلقد دخل فِي تِلْكَ السنتين أكثر
مما كَانَ دخل فِيهِ قبل ذَلِكَ، وَكَانَ صلح الحديبية
فتحا عظيما. ولما قدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم المدينة واطمأن بِهَا، أقبل إليه أبو بصير
عتبة بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، حَلِيفِ
بَنِي زهرة، فكتب إلى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم
الأخنس بن شريق الثقفي، والأزهر ابن عبد عوف، وبعثا
بكتابهما مع مولى لهما ورجل من بني عَامِر بن لؤي،
استأجراه ليرد عليهم صاحبهم أبا بصير، فقدما عَلَى رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم ودفعا إليه كتابهما، فدعا
رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم أبا بصير فقال لَهُ: يا
أبا بصير، إن هؤلاء القوم قد صالحونا عَلَى ما قد علمت،
وإنا لا نغدر، فالحق بقومك. فقال: يا رسول الله، تردني إلى
المشركين يفتنوني فِي ديني؟! فقال رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وسلم: اصبر يا أبا بصير واحتسب، فإن الله جاعل لك
ولمن معك من المستضعفين من الْمُؤْمِنِين فرجا ومخرجا.
قال: فخرج أبو بصير وخرجا حَتَّى إذا كانوا بذي الحليفة،
جلسوا إلى سور جدار فقال أبو بصير للعامري: أصارم سيفك؟
قَالَ: نعم. قَالَ: أنظر إليه؟ قَالَ: إن شئت فاستله. فضرب
بِهِ عنقه، وخرج المولى يشتد [1] وطلع عَلَى رسول الله صلى
الله عَلَيْهِ وسلم وهو جالس فِي المسجد، فلما رآه قَالَ:
هَذَا رجل قد رأى فزعا. فلما انتهى إليه قَالَ: قتل صاحبكم
صاحبي. فما برح حَتَّى طلع أبو بصير متوشح السيف، فوقف
عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال:
يا رسول الله وفت ذمتك، وقد امتنعت بنفسي. فقال رسول الله
صلى الله عَلَيْهِ وسلم. ويل أمه! محش [2] حرب، لو كَانَ
معه رجال!.
فخرج أبو بصير حَتَّى نزل بالعيص، وَكَانَ طريق أهل مكة
إلى الشام، فسمع بِهِ من كَانَ بمكة من المسلمين، فلحقوا
بِهِ حَتَّى كَانَ فِي عصبة من المسلمين قريب من ستين أو
سبعين، وكانوا لا يظفرون برجل من قريش إلا قتلوه، ولم يمر
بهم عير إلا اقتطعوها، حَتَّى كتبت فيهم قريش إلى رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم يسألونه بأرحامهم لِمَا
آواهم، فلا حاجة لنا بهم، ففعل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقدموا عَلَيْهِ المدينة [3] .
وقيل إن أبا جندل بن سهيل بن عَمْرو كَانَ ممن لحق بأبي
بصير، وَكَانَ عنده. فلما أرسلت قريش إِلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أمرهم كتب إلى أبي
بصير وأبي جندل ليقدما عَلَيْهِ فيمن معهما فقرأ أبو جندل
كتاب رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم وَأَبُو بصير مريض،
فمات، فدفنه أَبُو جندل وصلى عَلَيْهِ، وبنى عَلَي قبره
مسجدا.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] أي: يسرع.
[2] أي: موقد حرب ومهيجها.
[3] انظر سيرة ابن هشام: 2/ 322- 324.
(5/36)
5728- أبو بصيرة
(ب) أبو بصيرة.
قَالَ أبو عمر: ذكر سيف بن عمر أن أبا بصيرة الأنصاري شهد
قتال اليمامة، وذكر لَهُ هناك خبرا.
أخرجه أبو عمر.
5729- أبو بكر
(س) أَبُو بكر.
ذكره الحافظ، أبو مسعود فِي الصحابة. وروى عن حجاج بن
المنهال، عن حماد، عن عَليّ [عن] ؟ [1] أبي العالية، عن
أبي بكر بن حَفْص: أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم
دخل عَلَى عبد الله بن رواحة يعوده، فقال القوم: يا رسول
الله، ما ظنناه يموت حَتَّى يقتل فِي سبيل اللَّهِ! فقال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: هَلْ تدرون
من شهداء أمتى؟ فسكت القوم، فقال عبد الله بن رواحة:
أجيبوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فقالوا: من عقر جواده وأهريق دمه. فقال: إن شهداء أمتي إذا
لقليل، المقتول شهيد، والغريق شهيد، والمبطون شهيد،
والمطعون شهيد، والنفساء شهيدة.
روى هَذَا الحديث شعبة، عن أبي مصبح [2] أَو ابن مصبح، عن
عبادة بن الصامت. أخرجه أبو موسى، وقال: أبو بكر هَذَا
أظنه ابن حفص بن عمر بن سعد بن أبى وقاص.
5730- أبو بكر الصديق
(ب) أبو بكر الصديق، رضي الله عَنْهُ، واسمه: عبد الله بن
عثمان. وقد تقدم ذكره ونسبه ومناقبه فِي ترجمة اسمه، وقد
ذكرنا هناك الاختلاف فِي اسمه [3] . وأمه سلمى بِنْت صخر
بْن عَامِر بْن كعب [4] ، وهي ابنة عم أبيه.
روى حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم
أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ لأبي بكر: من
أكبر، أنا أو أنت؟ قَالَ: أنت أكبر، وأكرم وخير مني، وأنا
أسن منك. وهذا لا يعرف إلا بهذا الإسناد، وَالَّذِي
عَلَيْهِ أهل العلم أن سن أبي بكر يكمل مع مدة خلافته
بمقدار سن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «عن على بن أبى العالية» .
والمثبت عن الإصابة، قال الحافظ 4/ 26: «عن على- كأنه ابن
زيد بن جدعان- عن أبى العالية» .
[2] في الإصابة 4/ 26: «ورواه شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن
أبى مصبح» .
[3] انظر الترجمة 3064: 3/ 309- 335.
[4] في المطبوعة والمصورة: «عامر بن عمر بن كعب» . والمثبت
عن ترجمته، وكتاب نسب قريش: 375.
(5/37)
5731- أبو بكر الثقفي
(ب) أبو بكرة، واسمه: نفيع بْن الحارث بْن كلدة بْن عَمْرو
بْن علاج بْن أَبِي سَلَمة بْن عَبْد العزي بْن غيرة بْن
عوف بْن ثقيف الثقفي، واسم ثقيف: قسي. وقيل: هُوَ ابن
مسروح، مولى الحارث بن كلدة. وقد ذكرنا فِي نفيع ما فِيهِ
كفاية. وأمه: سمية، جارية الحارث بن كلدة أيضا، وهو أخو
زياد بن أبيه لأمه.
وهو ممن نزل يوم الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
من حصن الطائف فِي «بكرة [1] » فأسلم، وكني أبا بكرة
وأعتقه رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، وهو معدود فِي
مواليه، وَكَانَ أبو بكرة يقول. أنا من إخوانكم فِي الدين،
وأنا مولى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، وإن أبى
الناس إلا أن ينسبوني، فأنا نفيع بن مسروح.
وَكَانَ أبو بكرة من فضلاء أصحاب رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وسلم وصالحيهم، وهو الَّذِي شهد عَلَى المغيرة بن
شعبة فبت [2] الشهادة، وجلده عمر حد القذف، وأبطل شهادته.
ثُمَّ قَالَ لَهُ: تب لتقبل شهادتك. فقال: إنما أتوب لتقبل
شهادتي؟! قَالَ: نعم. قَالَ: لا جرم، لا أشهد بين اثنين
أبدا. وإنما جلده لأنه شهد هُوَ واثنان معه فبتوا الشهادة،
وَكَانَ الرابع زيادا فقال: رأيت استا تنبو، ونفسا يعلو،
وساقين كأنهما أذنا حمار، ولا أعلم ما وراء ذَلِكَ. فجلد
عمر الثلاثة، وتاب منهم اثنان فقبل شهادتهما.
وَكَانَ أبو بكرة كَثِير العبادة حَتَّى مات، وَكَانَ
أولاده أشرافا فِي البصرة، بكثرة المال والعلم والولايات.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
مُحَمَّد، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ
أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الحسن بن شاذان، أخبرنا عثمان بن
أحمد السماك، أخبرنا حنبل بن إسحاق، أخبرنا الخليل ابن عمر
بن إبراهيم العبدي، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا قتادة، عن
الْحَسَن، عن أبي بكرة قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «إذا التقى المسلمان، فقتل أحدهما صاحبه، فالقاتل
والمقتول فِي النار» .
قلت: يا أبة، هَذَا القاتل فكيف المقتول؟ فقال: سألت قتادة
عما سألتني فقال: كل واحد منهما يريد قتل صاحبه.
__________
[1] البكر- بفتح فسكون-: الفتى من الإبل، والأنثى، بكرة.
[2] أي: قطع وجزم بحدوث الزنا.
(5/38)
كذا روى هَذَا الحديث عمر بن إبراهيم فقال:
«عن الْحَسَن، عن أبي بكرة» ولم يسمعه الْحَسَن مِنْه،
إنما سمعه من الأحنف عن أبي بكرة [1] وتوفي أبو بكرة
بالبصرة سنة إحدى، وقيل:
اثنتين وخمسين. وأوصى أن يصلي عَلَيْهِ أَبُو برزة
الأسلمي.
قَالَ الْحَسَن: لَمْ ينزل البصرة من الصحابة، ممن
سَكَّنها، أفضل من عمران بن حصين، وأبي بكرة.
أخرجه أبو عمر.
5732- أبو بهيسة الفزاري
(د ع س) أبو بهيسة الفزاري.
روت عَنْهُ ابنته بهيسة: أَنَّهُ استأذن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأدخل يده فِي قميصه فمس
الخاتم، ثُمَّ قَالَ: يا رَسُول اللَّه، ما الشيء الَّذِي
لا يحل منعه قال: «الماء والملح» [2] . أخرجه ابن منده
وَأَبُو نعيم، وأخرجه أَبُو موسى أيضا وقال: أخرجوه فيمن
لا يعرف من الصحابة. وقد أخرجه ابن منده فِي الكنى، فما
للاستدراك عَلَيْهِ سبيل.
5733- أبو بهية
(س) أبو بهية [3] .
روت عَنْهُ ابنته بهية أَنَّهُ قَالَ: سألت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي الأعمال أفضل؟
قَالَ:
«إسباغ الوضوء، والصلاة لوقتها، والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وإن استطعت أن تلقى الله- عَزَّ وَجَلَّ- ولسانك
رطب من ذكره، فافعل» [4] . أخرجه أبو موسى وقال: ذكر
الحافظ أبو عبد الله: البكري، قدمت مع أبيها. وذكره أبو
عبد الله: «البكري» فِي «المعرفة» أيضا، ولم يسند عنه.
__________
[1] وكذلك هو في مسند الإمام أحمد عن الحسن، عن الأحنف، عن
أبى بكرة. انظر: 5/ 43، 51.
[2] انظر مسند الإمام أحمد: 3/ 481. وسنن أبى داود، كتاب
الزكاة، باب «ما لا يجوز منعه» ، الحديث 1669:
2/ 127، وكتاب البيوع، باب «في منع الماء» ، الحديث 3476:
3/ 277. وانظر فيما تقدم ترجمة عمير أبى بهيسة، وهي برقم
4054: 4/ 286- 287.
[3] كذا قال الحافظ في الإصابة 4/ 24: «أبو بهية- بفتح
أوله» .
[4] انظر: «ترجمة عبد الله بن حريث» ، وقد تقدمت برقم
2893: 3/ 114.
(5/39)
حرف التاء
5734- أبو تحيى
(د ع) أبو تحيى [1] الأنصاري، لَهُ ذكر فِي حديث سمرة.
روى ثعلبة بن عباد قَالَ: سمعت سمرة بن جندب يخطب فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم يقول: «لا تقوم
الساعة حَتَّى يخرج ثلاثون كذابا، آخرهم الدجال الأعور،
وهو ممسوح الْعَين اليسرى، كأنها عين أبي تحيى» - شيخ بينه
وبين حجرة عائشة.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
5735- أبو تمام الثقفي
(س) أبو تمام الثقفي.
أخبرنا أبو موسى كتابة، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عبد الله، أخبرنا
سُلَيْمَان بن أحمد- يعني فِي المعجم الأوسط- حَدَّثَنَا
أحمد بن خليد. أخبرنا عبد الله ابن جَعْفَر الرقي، أخبرنا
عُبَيْد [2] اللَّهِ بْن عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْن أبي
أنيسة، عن أبي بكر بن حفص، عن عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر
بْن ربيعة، عَنْ أبيه: أن رجلا من ثقيف يكنى أبا تمام أهدى
إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راوية
خمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها حرمت يا أبا
تمام؟ فقال: يا رسول الله، استنفق ثمنها. فقال لَهُ
النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: إن الَّذِي حرم شربها
حرم ثمنها. أخرجه أبو موسى [3] .
5736- أبو تميم الجيشانيّ
أبو تميم الجيشاني.
روى ابن لهيعة، عن أبي هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني،
قَالَ: تعلّمت القرآن من معاذ ابن جبل حين قدم اليمن.
ذكره الدولابي فِي الكنى من الصحابة [4] .
__________
[1] كذا ضبطه الحافظ في الإصابة 4/ 27: «بكسر المثناة،
وسكون المهملة، وفتح التحتانية الأولى» .
[2] في المطبوعة: «عبد الله» . والصواب عن المصورة،
وترجمته في الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 2/ 2/ 328.
[3] قال الحافظ في الإصابة 4/ 27: «ذكره أبو موسى، وهو خطأ
نشأ عن تغيير، وإنما هو أبو عمر الثقفي» .
وانظر الإصابة أيضا: 4/ 124.
[4] هذه الترجمة في الاستيعاب: 4/ 1616. ويبدو أنها مما
استدرك فالحق بكتاب أبى عمر.
(5/40)
5737- أبو تميمة الهجيمي
(ب د ع) أبو تميمة الهجيمي.
نسبه أبو نعيم كذا، وأما ابن منده وَأَبُو عمر فقالا: أبو
تميمة. ولم ينسباه.
قيل: اسمه طريف. روى عَنْهُ أبو إسحاق السبيعي أَنَّهُ قال
للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إلام تدعو؟
قَالَ: «أدعو إلى الله الَّذِي إن أصابك ضر فدعوته كشف
عنك، وإن أجدبت أرضك فدعوته أنبت لك، وإن ضلت لك ضالة فِي
فلاة فدعوته رد عليك» . أخرجه الثلاثة.
قَالَ أبو عمر: لا يعرف فِي الصحابة أبو تميمة، وروى أَبُو
عمر بإسناده عن بكر بن عبد الله المزني قَالَ: قالوا لأبي
تميمة: كيف أنت يا أبا تميمة؟ قَالَ: بين نعمتين: ذنب
مستور، وثناء من الناس.
قَالَ: وهذا أبو تميمة هُوَ طريف بن مجالد الهجيمي، وهو
تابعي بصري، يروي عن أبي هريرة وغيره. قَالَ: وذكره بعض من
ألف فِي الصحابة وغلط [1] .
وروى أبو نعيم بإسناده عن الْحَسَن قَالَ: سمعت أبا تميمة،
وَكَانَ ممن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
وقال أبو أحمد العسكري: أبو تميمة الهجيمي، تابعي لَمْ
يلحق. وقد روى آخر يقال لَهُ أبو تميمة عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْهُ أبو إسحاق
السبيعي أَنَّهُ قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم فقلت:
يا رسول الله، إلام تدعو؟ وذكر الحديث.
فقد جعل أبو أحمد العسكري هَذَا الحديث لأبي تميمة آخر غير
الهجيمي، والله أعلم.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إبراهيم، أخبرنا سعيد الْجَرِيرِيِّ،
عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الهجيمي-
وقال إسماعيل مرة: عن أبي تميمة الهجيمي، عن رجل من قومه-
قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي بعض طرق
المدينة، فقلت: عليك السلام يا رسول الله. فقال: إن عليك
السلام تحية الميت، سلام عليكم، مرتين أو ثلاثا، فسألته عن
الإزار فقلت: أين أتزر؟ فأقنع [2] ظهره بعظم ساقه وقال:
هاهنا اتّزر، فإن أبيت فهاهنا أسفل من ذلك، فإن أبيت
فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال
فخور [3] .
__________
[1] الاستيعاب: 4/ 1616.
[2] في المطبوعة والمصورة: «وأخذ بعظم ساقه» . والمثبت عن
المسند. ومعنى: أقنع: رفع.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 482.
(5/41)
حرف الثاء
5738- أبو ثابت الأنصاري
(ب) أبو ثابت بْن [1] عبد عَمْرو بْن قيظي بْن عَمْرو بْن
زيد بْن جشم بْن حارثة الأنصاري الْحَارِثِيّ.
شهد أحدا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أبو عمر، وقال: يقولون: هُوَ جد عدي بن ثابت، وفيه
نظر.
5739- أبو ثابت القرشي
(د ع) أَبُو ثابت القرشي.
جار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه
أبو راشد الحبراني.
روى شرحبيل بن الحكم، عن حكيم بن عمير، عن أبي راشد قَالَ:
حَدَّثَنِي شيخ من قريش كَانَ يدعى: جار الوحي، بيته عند
بيت النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم الَّذِي كَانَ يوحى
إليه فِيهِ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم صلاة العتمة [2] قَالَ:
فناداه جبريل كما حَدَّثَنَا النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وسلم فقال: هلم.
فقال النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: إن شئت أتيتك، وإن
شئت جئتني. فقال جبريل عَلَيْهِ السلام: بَلْ آتيك:
فانصدع لَهُ الجدار حَتَّى دخل، فأخذ بيد النَّبِيّ صلى
الله عَلَيْهِ وسلم فانطلق بِهِ، حَتَّى حمله عَلَى دابة
كالبغلة. قَالَ:
فمررنا عَلَى ثلاثة يذكرون الله فِي البيت المقدس، ثُمَّ
عَلَى أربعة يذكرون الله، ثُمَّ عَلَى خمسة يذكرون الله
عَزَّ وَجَلَّ ... وذكر الحديث. أخرجه ابن منده وَأَبُو
نعيم.
5740- أبو ثروان
(ب د ع) أبو ثروان التميمي الراعي. رأى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَبْدُ الملك بن هارون بن عنترة [3] عن أبيه، عن أبي
ثروان قَالَ: كنت أرعى لبني عَمْرو بن تميم فِي إبلهم،
فهرب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
قريش، فجاءني فدخل فِي إبلي، فنفرت الإبل، فإذا رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقلت: من أنت، فقد نفرت إبلي منك؟
فقال: أردت أستأنس
__________
[1] كذا في المطبوعة والمصورة، وفي الاستيعاب 4/ 1617،
والإصابة 4/ 28: «عبد بن عمرو» .
[2] أي: صلاة العشاء.
[3] في المطبوعة: «هارون بن غيرة» . وفي المصورة دون فقط.
والصواب ما أثبتناه، انظر ترجمته في الجرح والتعديل لابن
أبى حاتم: 4/ 2/ 92.
(5/42)
إليك. فقلت: من أنت؟ قَالَ: ما يضرك أن لا
تسألني. قلت: أراك الرجل الَّذِي خرج نبيا؟
فقال: أجل، أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا اللَّه، وأن
محمدا عبده ورسوله. فقلت: اخرج من إبلي فلا يبارك الله فِي
إبل أنت فيها. فقال: اللَّهمّ، أطل شقاءه وبقاءه. فبقي
شيخا كبيرا يتمنى الموت. فقال لَهُ القوم: ما نراك يا أبا
ثروان إلا هالكا، دعا عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: كلا إِنِّي أتيته فأسلمت، فدعا لي واستغفر، ولكن
دعوته الأولى سبقت [1] .
أخرجه الثلاثة.
5741- أبو ثعلبة الأشجعي
أبو ثعلبة الأشجعي.
لَهُ صحبة، قاله البخاري. يعد فِي أهل الحجاز.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ
إِذْنًا بإسناده عن ابن أَبِي عَاصِمٍ: أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا حماد بن سعدة، عن ابن
جريح، عن أبي الزبير، عن عمر بن نبهان، عن أبي ثعلبة
الأشجعي قَالَ: قلت: يا رسول الله، مات لي ولدان فِي
الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات لَهُ
ولدان فِي الإسلام أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهما [2]
. قَالَ أبو عيسى الترمذي: أبو ثعلبة الأشجعي لَهُ حديث
واحد، هُوَ هَذَا الحديث، وليس هُوَ بالخشني.
5742- أبو ثعلبة الأنصاري
(ب د ع) أبو ثعلبة الأنصاري. لَهُ صحبة.
روى حماد بْن سلمة، عَنْ ابن إسحاق، عن مالك بن أبي ثعلبة،
عن أبيه: أن رسول الله قضى فِي وادي مهزور [3] أن الماء
يحبس إلى الكعبين، ثُمَّ يرسل، لا يمنع الأعلى الأسفل.
أخرجه الثلاثة [4] .
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 4/ 29: «عبد الملك متروك» .
[2] أخرجه الإمام أحمد في المسند 6/ 391، عن حماد بن مسعدة
بإسناده مثله.
[3] في المطبوعة: «مهروز» براء قبل الواو بعدها زاي.
والصواب بالزاي قبل الواو، وبعد الواو زاي. وانظر فيما
تقدم ترجمة «ثعلبة بن أبى مالك» ، وهي برقم 613: 1/ 292.
[4] قال الحافظ في الإصابة 4/ 31: «وهذا خطأ، وهو من مقلوب
الأسماء، والصواب: ثعلبة بن أبى مالك، كما مضى في الأسماء
... وهو قرظى من حنفاء الأنصار، ولم يسمعه من النبي صلّى
الله عليه وسلّم، بينما رجل لم يسم، وهو عند أبى داود على
الصواب» .
هذا وانظر سنن أبى داود، كتاب الأقضية، باب «أبواب من
القضاء» ، الحديث 3638: 3/ 316.
(5/43)
5743- أبو ثعلبة الثقفي
(ب د ع) أبو ثعلبة الثقفي، وهو ابن عم كردم [1] : لَهُ ذكر
فِي حديث كردم.
روى جَعْفَر بن عَمْرو بن أمية، عن إبراهيم بن عمر [2] ،
قَالَ: سمعت كردم بن قيس يقول: خرجت مع ابن عم لي- يقال
لَهُ: أبو ثعلبة- فِي يوم حار، وَعَليّ حذاء ولا حذاء
عَلَيْهِ، فقال: أعطني نعليك. فقلت: لا، إلا أن تزوجني
ابنتك. فقال: أعطني فقد زوجتكها! فلما انصرف بعث إلي
بالنعلين وقال: لا زوجة لك عندنا. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأبطله،
وقال: دعها، لا خير لك فيها. أخرجه الثلاثة.
5744- أبو ثعلبة الخشنيّ
(ب ع س) أبو ثعلبة الخشني. اختلف فِي اسمه واسم أَبِيهِ
اختلافا كثيرا، فقيل: اسمه جرهم. وقيل: جرثوم بْن ناشب.
وقيل: ابن ناشم. وقيل: ابن ناشر. وقيل: عَمْرو ابن جرثوم.
وقيل: اسمه لاشر بن جرهم. وقيل: الأسود بن جرهم. وقيل: ابن
جرثومة.
ولم يختلفوا فِي صحبته ولا فِي نسبته إلى خشين [3] ،
واسمه: وائل بن النمر بن وبرة بن ثعلب ابن حلوان، والنمر
أخو كلب بن وبرة من بني قضاعة.
غلبت عَلَيْهِ كنيته، وَكَانَ ممن بايع تحت الشجرة بيعة
الرضوان، ثُمَّ نزل الشام ومات أيام معاوية، وقيل: توفي
سنة خمس وسبعين أيام عَبْد الملك بن مروان.
قَالَ ابن الكلبي: أبو ثعلبة لاشر بن جرهم، بايع رسول الله
صلى الله عَلَيْهِ وسلم بيعة الرضوان، وضرب لَهُ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بسهم يوم خيبر.
وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إلى قومه فأسلموا، وأسلم أخوه عَمْرو بن جرهم عَلَى عهد
رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُور مسلم بْن عَلِيِّ بن مُحَمَّد
الشاهد، أَنْبَأَنَا أبو البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابن
خميس، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
الْبَاقِي بْنِ طوق، أخبرنا أبو القاسم أَحْمَدَ بْنِ
الْخَلِيلِ الْمَرْجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أحمد
بن عَليّ، أخبرنا المقدمي، أخبرنا زهير بن إسحاق،
حَدَّثَنَا داود بن أبي هند، عن مكحول، عن أبي ثعلبة
الخشني، عن النَّبِيّ- صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله
__________
[1] انظر الترجمة 4437: 4/ 465.
[2] كذا «عمر» . ومثله في الاستيعاب 4/ 1617، وقد تقدم في
ترجمة كردم بن قيس: «عمرو» .
[3] في المطبوعة والمصورة: «خشينة» . والصواب عن
الاستيعاب: 4/ 1618، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم: 455
(5/44)
عَزَّ وَجَلَّ فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد
حدودا فلا تعتدوها، وحرم حرمات فلا تنتهكوها، وسكت عن
أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها» . أخرجه أبو نعيم،
وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى. وقد تقدم فِي غير موضع.
5745- أبو ثور الفهميّ
(ب د ع) أَبُو ثور الفهمي، من فهم بن عَمْرو بن قيس بن
عيلان. لَهُ صحبة، لا يعرف اسمه ولا اسم أبيه، حديثه عند
أهل مصر.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن
أحمد: حدثني أبي، حدثنا أبو زكريا يَحْيَى بن إسحاق من
كتابه [1] قَالَ: أخبرنا ابن لهيعة (ح) قَالَ أبي:
وَحَدَّثَنَا إسحاق ابن عيسى، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن
عمرو المعافريّ، عن أبى ثور الفهمي قَالَ: كُنَّا عِنْدَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأتى بثوب من
ثياب معافر، فقال أبو سفيان: لعن الله هَذَا الثوب، ولعن
من عمله [2] ! فقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: لا
تلعنهم، فإنّهم منى وأنا منهم. [3] أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «إسحاق بن كنانة» . والمثبت عن المصورة،
ومسند الإمام أحمد.
[2] في المسند: «ومن يعمل له» .
[3] بعده في المسند: «وقال إسحاق: ولعن الله من يعمله» .
انظر المسند: 4/ 305.
(5/45)
حرف الجيم
5746- أبو جابر
(ع س) أبو جابر. الصدفي.
ذكره الطبراني فِي الصحابة. روى الأعمش، عَنْ قيس بْن جابر
الصدفي، عَنْ أبيه، عن جده. أن رسول الله- صلى الله عليه
وسلم- قال: «سيكون بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن
بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة. ثُمَّ يخرج رجل
من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ثُمَّ يؤمّر
القحطانى، فو الّذي بعثني بالحق ما هُوَ دونه» . أخرجه أبو
نعيم وأبو موسى.
5747- أبو جارية
(د) أبو جارية الْأَنْصَارِيّ روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «القرآن كله
صواب» روى حديثه حرب بن ثابت، عن إسحاق بن جارية، عَنْ
أبيه، عَنْ جده. أخرجه ابن منده.
5748- أبو جبير الحضرميّ
(ب د ع) أبو جبير [1] الحضرمي، قاله ابن منده، وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: الكندي، شامي. روى حديثه عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبيه: أن أبا جبير قدم
عَلَى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع
ابنته التي كَانَ تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا رسول الله بوضوء فغسل يديه
فأنقاهما [2] ، ثُمَّ مضمض فاه واستنشق بماء، ثُمَّ غسل
وجهه ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثُمَّ مسح رأسه ورجليه.
وروى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ،
عَنْ أبيه: أَنَّهُ [3] الرجل الَّذِي أهدى إِلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم الكندية [4] التي
استعاذت مِنْه فدعا بوضوء ... وذكر الحديث.
قَالَ أبو زرعة: هَذَا الرجل أبو جبير الكندي.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] الّذي في الاستيعاب 4/ 1619: «أبو جبيرة» ، بهاء.
[2] أي: نظفهما.
[3] في المطبوعة والمصورة: «أن الرجل» ، فأثبتنا «أنه» ،
ليستقيم السياق.
[4] انظر خبرها في البخاري، كتاب الطلاق، باب «من طلق، وهل
يواجه الرجل امرأته بالطلاق» : 7/ 53.
(5/46)
5749- أبو جبيرة بن الحصين
(ب) أبو جبيرة، بزيادة هاء، هُوَ ابن الحصين بْن النعمان
بْن سنان بْن عبد بْن كعب ابن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي
الأشهلي. مذكور فِي الصحابة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرًا.
5750- أبو جبيرة بن الضحاك
(ب د ع) أبو جبيرة بْن الضحاك بْن خليفة بْن ثعلبة بْن عدي
بْن كعب بْن عبد الأشهل الأنصاري اِلأشهلي. أخو ثابت بن
الضحاك.
ولد بعد الهجرة. قَالَ بعضهم: لَهُ صحبة: وقال بعضهم: لا
صحبة لَهُ. وهو كوفي، روى عَنْهُ قيس بن أبي حازم،
والشعبي، وابنه مُحَمَّد بن جبيرة.
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَقِيهُ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إسحاق
الجوهري، حَدَّثَنَا أبو زيد صاحب الهروي، عن شعبة، عَنْ
داود بْن أَبِي هند، عَنِ الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك
قَالَ: كَانَ الرجل منا يكون لَهُ الاسمان والثلاثة، فيدعى
ببعضها، فعسى أن يكره، فنزلت: وَلا تَنابَزُوا
بِالْأَلْقابِ 49: 11 [1] .
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم لَمْ ينسباه إلى
قبيلة، ونسبه أبو عمر وهشام ابن الكلبي إلى بني عبد
الأشهل، وقد نسبه غيرهما إلى بني سلمة.
أخبرنا أبو أحمد بن سكينة بإسناده عن أبي داود: أخبرنا
موسى بن إسماعيل، أخبرنا وهيب، عن داود، عن عامر قال:
حدثني أَبُو جبيرة بْن الضحاك قَالَ: فينا نزلت هَذِه
الآية فِي بني سلمة وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ 49: 11
[2] ، وذكر نحو ما تقدّم.
5751- أبو جحش الليثي
(س) أبو جحش الليثي.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ المقرئ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بن حيان، أخبرنا الوليد بن
أبان، أخبرنا عَليّ بن الْحَسَن الهسنجاني، أخبرنا إسحاق
الفروي [3] ، أخبرنا عبد الملك بن قدامة، عَنْ عبد الرحمن
بْن عَبْد اللَّهِ بْن دينار، عن أبيه،
__________
[1] تحفة الأحوذي، تفسير سورة الحجرات، الحديث 3321: 9/
153، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح»
[2] سنن أبى داود، كتاب الأدب، باب «في الألقاب» ، الحديث
4962: 4/ 290- 291.
[3] في المطبوعة: «القروي» ، بالقاف، والصواب بالفاء. انظر
المشتبه للذهبى: 507.
(5/47)
عن ابن عمر: أن عمر جاء والصلاة قائمة،
ونفر ثلاثة جلوس، أحدهم أَبُو جحش الليثي، فقال: قوموا
فصلوا مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، فقام اثنان
وأبي أَبُو جحش أن يقوم معه، فأتى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره، فقال: اجلس أخبرك بغنى
الرب- تبارك وتعالى- عن صلاة أبي جحش، إن للَّه عَزَّ
وَجَلَّ ملائكة فِي سمائه خشوعا، لا يرفعون رءوسهم حَتَّى
تقوم الساعة [1] . أخرجه أبو موسى وقال: أورده أبو نعيم
وَأَبُو زكريا. ولم أجده فيما عندنا من كتاب أبي نعيم فِي
معرفة الصحابة، والله أعلم.
5752- أبو جحيفة وهب بن عبد الله
(ب ع س) أبو جحيفة وهب بن عبد الله. ويقال: وهب بن وهب.
وهو وهب الخير السوائي. وهو من ولد حرثان بن سواءة بن
عَامِر بن صعصعة، قاله أبو عمر [2] . وقد ذكرنا نسبه فِي
وهب إلى «حبيب بن سواءة [3] » .
نزل أبو جحيفة السوائي الكوفة، وَكَانَ من صغار الصحابة،
ذكروا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- توفي وَأَبُو
جحيفة لَمْ يبلغ الحلم، ولكنه سَمِعَ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وروى عنه. وجعله
على ابن أبي طالب عَلَى بيت المال بالكوفة، وشهد معه
مشاهده كلها، وَكَانَ يحبه ويثق إليه، ويسميه وهب الخير،
ووهب الله أيضا.
أخبرنا أبو الفرج بن مَحْمُود، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا
حَاضِرٌ أَسْمَعُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا
جَعْفَر بن عون، أخبرنا أبو عميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن
أبيه قَالَ: نزل رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- بالأبطح [4] ، فجاء بلال فآذنه بالصلاة، قَالَ:
فتوضأ، وجعل الناس يأتون، فصلى ركعتين والظعن [5] يمررن
بين يديه، والمرأة والحمار.
وروى عَنْهُ ابنه عون أَنَّهُ أكل ثريدة بلحم، وأتى رَسُول
اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يتجشأ
[6] فقال: اكفف عليك جشاءك أبا جحيفة، فإن أكثرهم شبعا فِي
الدُّنْيَا أكثرهم جوعا يوم القيامة.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 4/ 32: «أخرج حديثه أبو الشيخ
في كتاب العظمة، والحاكم في المستدرك ... وليس في سنده إلا
عبد الملك بن قدامة الجمحيّ وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين
والعجليّ، وضعفه أبو حاتم والنسائي» .
[2] الاستيعاب: 4/ 1619.
[3] انظر الترجمة 5486: 5/ 460.
[4] الأبطح: موضع بين مكة ومنى.
[5] الظعن: جمع ظعينة، وهي المرأة في الهودج، وفي المصورة
والمطبوعة: «يمرون» .
[6] التجشؤ: تنفس المعدة من الامتلاء.
(5/48)
قَالَ: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حَتَّى
فارق الدُّنْيَا، كَانَ إذا تعشى لا يتغدى، وإذا تغذى لا
يتعشى.
وتوفي فِي إمارة بشر بن مروان بالبصرة سنة اثنتين وسبعين.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
5753- أبو الجدعاء
(س) أبو الجدعاء. أورده أبو بكر بن أبي عَليّ. روى خَالِد
الحذاء، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، عن أبي الجدعاء:
أَنَّهُ حدث قوما أنا رابعهم قَالَ: سمعت رسول الله- صلى
الله عَلَيْهِ وسلم- يقول: يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي
أكثر [1] من تميم. قلنا: سواك يا رسول الله؟ قَالَ: سواي.
أخرجه أبو موسى وقال: هكذا أورده، وإنما المشهور عبد الله
بن أبي الجدعاء.
5754- أبو الجراح الأشجعي
(س) أبو الجراح الأِشجعي. وقيل: الجراح، من بني أشجع بن
ريث بن غطفان.
قاله خليفة، أورده فِي الجيم من الأسماء وأخرجه أبو موسى
في الكنى مختصرا [2] .
5755- أبو جرول الجشمي
(س) أبو جرول الجشمي، اسمه: زهير بن صرد.
أوردوه فِي الزَّاي. وأخرجه أبو موسى مختصرا. [3]
5756- أبو جرى الهجيمي
(ب ع س) أبو جري الهجيمي، وهو منسوب إلى الهجيم بن عَمْرو
بن تميم. اختلف فِي اسمه فقيل: جابر بن سُلَيْم، وقيل:
سُلَيْم بن جابر [4] . عداده فِي أهل البصرة.
روى سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ،
عن أبي جري الهجيمي قَالَ: قَالَ رجل:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ البادية،
فعلمنا شيئا عسى الله أن ينفعنا بِهِ. فَقَالَ: «لا
تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تفرغ
من دلوك فِي إناء صاحبك- أو: أخيك- وأن تلقى أخاك بوجه
__________
[1] تقدم الحديث في ترجمة عبد الله بن أبى الجدعاء: 3/
196، وخرجناه هنالك.
[2] انظر الترجمة 714: 1/ 328- 329.
[3] انظر الترجمة 1769: 2/ 262.
[4] انظر الترجمة 637: 1/ 303، 2213: 2/ 444- 445.
(5/49)
ناضر، ولا تسبل، فإن الإسبال من التخايل،
وَإِذَا سبك أخوك بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ، فَلا تَسُبَّهُ
بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ» [1] . أخبرنا عبد الوهاب بْنِ
عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،
أَخْبَرَنَا أبو خالد الأحمر، عن أبي غفار، عن أبي تميمة
الهجيمي، عن أبي جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيُّ قَالَ: أَتَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام
يا رسول الله؟ فقال: لا تقل «عليك السلام» ، فإن «عليك
السلام» تحية الموتى [2] .
وقد ذكرناه فِي الجيم. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو
موسى.
5757- أبو جرير
(د ع) أبو جرير.
روى عَنْهُ أبو وائل، وَأَبُو ليلى. روى عثمان بن المغيرة
الثقفي، عن أبي ليلى الكندي قَالَ:
سمعت رب هذه الدار: جريرا، أو أبو جرير. قَالَ: انتهيت
إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وهو يخطب بمنى، فوضعت يدي عَلَى رحله، فإذا [3] مسك ضائنه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: ذكر في الصحابة
ولا يثبت [4] .
5758- أبو جسرة
(س) أبو جسرة [5] أورده أبو بكر بن أبي عَليّ.
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عيسى الزجاج، أخبرنا يَحْيَى بن
راشد صاحب السابري، أخبرنا مُحَمَّد بن حمران، أخبرنا داود
بن مساور، أخبرنا معقل بن همام [عن أبى [6] جسرة] أَنَّهُ
قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم- فنهانا عن الدباء والنقير والحنتم [7] .
جعله ابن أبي عَاصِم من عبد القيس أخرجه أبو موسى [8] .
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 5/ 63 عن يزيد بن هارون،
عن سلام باسناده.
[2] سنن أبى داود، كتاب الأدب، باب «كراهية أن يقول: عليك
السلام» ، الحديث 5209: 4/ 3543.
[3] في ترجمة «حريز» : «فإذا مثيرته جلد ضأن» . والمثيرة:
فراش صغير يحشى بقطن أو صوف، يجعله الراكب تحته على الرحال
فوق الجمال. والمسك- بفتح فسكون-: الجلد. وكان في
المطبوعة: «على رجله» بالجيم، وهو خطأ.
[4] انظر فيما تقدم ترجمة «حريز- أو: أبو حريز» ، وهي برقم
1144: 1/ 479.
[5] في المطبوعة: «أبو جبيرة» . وترتيب ابن الأثير يقضى
بخطئه. وفي المصورة: «أبو جره» والترتيب أيضا يقضى بخطئه.
والمثبت عن الإصابة 4/ 38.
[6] زيادة لا بدّ من إثباتها، وفي الإصابة: «عن معقل بن
همام، سمعت أبا جسرة يقول ... » .
[7] انظر تفسير هذه المفردات في: 4/ 450.
[8] قال الحافظ في الإصابة 4/ 38: وهو خطأ نشأ عن تصحيف،
وإنما هو «أبو خبر» بخاء معجمة، ثم تحتانية، وهو الصباحي
من عبد القيس» .
(5/50)
5759- أبو الجعد أفلح
(ب ع س) أبو الجعد أفلح أخو أبي القعيس، عم عائشة زوج
النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الرضاعة
أمر النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم عائشة أن تأذن لأبي
الجعد أن يدخل إليها.
أخبرنا يعيش بن عَليّ بن صدقة بإسناده عن أبي عبد الرحمن
النسائي: أَنْبَأَنَا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد
الرزاق، أَنْبَأَنَا ابن جريج، أَخْبَرَنِي عطاء، عن عروة،
عن عائشة قالت: جاء عمي أبو الجعد من الرضاعة [فرددته [1]]
وقال هِشَام: هُوَ أبو القعيس- فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فقال رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: ائذني [2] لَهُ. أخرجه أبو
نعيم، وأبو عمر [3] ، وأبو موسى.
5760- أبو الجعد بن جنادة
(ب د ع) أبو الجعد بن جنادة بن ضمرة الضمري، من بني ضمرة
بْن بَكْر بْن عبد مناة ابن كنانة الكناني الضمري. قيل:
اسمه الأدرع. وقيل: جنادة. وقيل: عَمْرو بن بكر، قاله أبو
عمر.
لَهُ صحبة، وله دار فِي بني ضمرة بالمدينة. روى عَنْهُ
عبيدة بن سفيان الحضرمي.
أَخْبَرَنَا غير وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ أَبِي
عِيسَى التِّرْمِذِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَليّ بن خشرم،
أخبرنا عيسى بن يونس، عن مُحَمَّد بن عَمْرو، عن عبيدة بن
سفيان، عن أبي الجعد- يعني الضمري، وكانت لَهُ صحبة، فيما
زعم مُحَمَّد بن عَمْرو- أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «من ترك الجمعة ثلاث
مرات تهاونا بِهَا، طبع الله عَلَى قلبه» [4] . أخرجه
الثلاثة، وقال البخاري: لا أعرف اسمه، ولا أعرف لَهُ إلا
هذا الحديث [5] .
5761- أبو الجعد الغطفانيّ
(ب ع س) أبو الجعد الغطفاني الأشجعي، من أشجع بْن ريث بْن
غطفان. وهو والد سالم بن أبي الجعد، اسمه رافع مولى لأشجع،
كوفى.
__________
[1] ما بين القوسين عن النسائي.
[2] سنن النسائي، كتاب النكاح، باب «لبن الفحل» : 6/ 103.
[3] لم نجد هذه الترجمة في الكنى من كتاب أبى عمر.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الجمعة، باب «ما جاء في ترك
الجمعة من غير عذر» ، الحديث 498: 3/ 13- 14، وقال
الترمذي: «حديث أبى الجعد حديث حسن» .
[5] قال الترمذي عند هذا الحديث: «وسألت محمدا- يعنى
البخاري- عن اسم أبى الجعد الضمريّ، فلم يعرف اسمه، وقال:
لا أعرف لَهُ عَنِ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- إلا هذا الحديث» .
(5/51)
يقال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم، ذكره البغوي، قاله أبو عمر. عظم [1] روايته
عن عَليّ وابن مسعود، روى عَنْهُ ابنه سالم أَنَّهُ قَالَ:
قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «البر
لا يبلى، والإثم لا ينسى، والذنب لا يفنى» . أخرجه أبو
نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
5762- أبو الجعيجعة
(د ع) أبو الجعيجعة صاحب الرقيق.
حديثه عَند الْحَسَن. روى عبد الله بن عون، عن الْحَسَن أن
رجلا كَانَ عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ- صلى الله عَلَيْهِ
وسلم- يبيع الرقيق، يقال لَهُ: أبو الجعيجعة ... وذكر
الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرا.
5763- أبو جمعة
(ب ع س) أبو جمعة الأنصاري. وقيل: السباعي. فرق بينهما
بعضهم، وهما واحد، قاله أَبُو مُوسَى.
وقَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ أنصاري، وقيل: كناني، اختلف فِي
اسمه، فقيل: حبيب بن سباع، وقيل: جنيد [2] بن سباع. وقيل:
حبيب بن وهب.
يعد فِي الشاميين، أدرك النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم
عام الأحزاب، ومن حديثه ما أخبرنا بِهِ أَبُو الْفَضْلِ
الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْفَقِيهُ
بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي يعلى: حَدَّثَنَا عبد الغفار
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عطارد الْبَصْرِيّ، عن الأوزاعي، أخبرنا أسيد بن عبد
الرحمن، عن صالح بن مُحَمَّد، عن أبي جمعة قَالَ: تغديت مع
رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم ومعه أبو عبيدة بن
الجراح، فقال لَهُ أبو عبيدة:
يا رسول الله، هَلْ أحد خير منا، أسلمنا معك، وجاهدنا معك؟
قَالَ: «نعم، قوم يجيئون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني»
[3] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا أبو يعلى، أخبرنا مُحَمَّد بن
عياد، أخبرنا أبو سعيد- مولى بني هاشم- عن أَبِي خلف، عَنْ
عَبْد اللَّهِ بْن عوف قَالَ: سمعت أبا جمعة جنبذ [4] بن
سبع يقول: قاتلت
__________
[1] عظم الشيء- بضم فسكون-: معظمه.
[2] انظر الترجمة 815: 1/ 365.
[3] انظر تفسير ابن كثير: 1/ 63- 64، بتحقيقنا.
[4] في المطبوعة والمصورة: «حميد بن سبع» . والمثبت عن
الترجمة 799: 1/ 356، 357. والإصابة: 4/ 33.
(5/52)
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أول النهار كافرا، وقاتلت معه آخر النهار مسلما،
وكنا ثلاثة رجال وسبع نسوة، وفينا أنزلت: وَلَوْلا رِجالٌ
مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ 48: 25 [1] ، الآية.
أخرجه أبو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
5764- أبو الجمل
(ب) أبو الجمل.
قَالَ عباس الدوري: سمعت يَحْيَى بن معين يقول: أبو الجمل
صاحب رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم اسمه: هلال بن
الحارث، وَكَانَ يكون بحمص. قَالَ يَحْيَى: وقد رأيت بِهَا
غلاما من ولده.
أخرجه أبو عمر كذا مختصرا.
قلت: وهم أبو عمر فِي هَذِه الكنية، إنما هُوَ «أبو
الحمراء» ، بالحاء والراء، لا بالجيم واللام، لا خلاف
فِيهِ بين العلماء. وَالَّذِي رواه عباس، عن ابن معين:
إنما هُوَ الحمراء.
وَالَّذِي قاله أبو عمر فِي «أبي الجمل» هُوَ الَّذِي قاله
عباس، عن ابن معين، وكذلك نقله الدولابي وابن الأعرابي
ورواه مُحَمَّد بن مخلد العطار، وغيره، عن عباس الدوري.
ولعل النسخة التي نقل منها أبو عمر كَانَ الناسخ قد غلط
فيها، ولم يمعن أبو عمر النظر، وإلا فمثل أبي عمر فِي حفظه
وإتقانه لا يخفى عَلَيْهِ هَذَا! وذكره البخاري فقال:
«أَبُو الحمراء» ، والله أعلم، وقد ذكره أبو عمر أيضا فِي
«أبي الحمراء» على الصواب.
5765- أبو جميلة السلمي
(ب) أبو جميلة سنين السلمي، من أنفسهم.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وخرج معه
عام الفتح، يعد فِي أهل الحجاز.
أخبرنا مُحَمَّد بن سرايا وَأَبُو الفرج الواسطي وغيرهما
بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل:
حدثنا إبراهيم بن موسى، أَنْبَأَنَا هِشَام، حَدَّثَنَا
معمر، عن الزهري، عن سنين أبي جميلة- ونحن مع ابن
المسيِّب- قَالَ: وزعم أبو جميلة إنه أدرك النبي صلى الله
عليه وسلم، وخرج معه عام الفتح.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] سورة الفتح، آية: 25.
(5/53)
5766- أبو جندب العتقيّ
(د ع) أبو جندب العتقي.
لَهُ صحبة، شهد فتح مصر، وليس لَهُ حديث. قاله أَبُو
سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
5767- أبو جندب الفزاري
(ع س) أبو جندب الفزاري. ذكره مطين فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْد اللَّه، حَدَّثَنَا [1] مُحَمَّد بن
عبد الله الحضرمي أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا النضر-
هُوَ ابن منصور- أخبرنا سهل الفزاري، عن جندب الفزاري، عن
أبيه قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا لقي
أصحابه لَمْ يصافحهم حَتَّى يسلم عليهم.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
5768- أبو جندل بن سهيل
(ب د ع) أبو جندل بن سهيل بن عَمْرو العامري. تقدم نسبه
فِي ترجمة أبيه [2] ، وهو من بني عامر بن لؤي.
قَالَ الزبير: اسم أبي جندل بن سهيل: العاصي. أسلم بمكة
فسجنه أبوه وقيده، فلما كَانَ يوم الحديبية هرب أبو جندل
إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو جعفر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، حدثني الزهري، عن عروة ابن
الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ والْمِسْوَرِ
بْنِ مَخْرَمَةَ فِي صلح الحديبية قَالَ: فإن الصحيفة-
يعني صحيفة الصلح- لتكتب، إِذْ طلع أبو جندل بن سهيل يرسف
فِي الحديد، وَكَانَ أبوه حبسه، فأفلت. فلما رآه أبوه سهيل
قام إليه فضرب وجهه، وأخذ بتلبيبه [3] يتله، وقال: يا
مُحَمَّد، قد لجت [4] القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك
هَذَا! قَالَ: صدقت.
__________
[1] في المطبوعة: «أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ محمد، حدثنا محمد بن عبد الله
الحضرميّ. وكان في المصورة وقد ضرب الناسخ على «محمد بن»
وهو الصواب. ومحمد بن عبد الله الحضرميّ هذا هو مطين،
الّذي ذكر «أبا جندب» في الصحابة.
انظر ترجمته في العبر للذهبى: 2/ 108.
[2] انظر الترجمة 2325: 2/ 480، 481.
[3] يقال: أخذ بتلبيب فلان، إذا جمع عليه ثوبه الّذي هو
لابسه عند صدره، وقبض عليه يجره. ويتله: يصرعه.
[4] في المطبوعة والمصورة: «قد ولجت» . والمثبت عن سيرة
ابن هشام. وفي النهاية قال ابن الأثير: «قد لحت القضية
بيني وبينك، أي: وجبت. هكذا جاء مشروحا، ولا أعرف أصله» .
(5/54)
فصاح أبو جندل بأعلى صوته: يا معشر
المسلمين، أرد إلى المشركين يفتنوني فِي ديني؟! وقد كانوا
خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكون فِي
الفتح، فلما صنع أبو جندل ما صنع، وقد كَانَ دخل- لِمَا
رأوا رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم حمل عَلَى نفسه فِي
الصلح ورجعته- أمر عظيم، فلما صنع أبو جندل ما صنع، زاد
الناس شرا عَلَى ما بهم، فقال رسول الله لأبى جندل: أبا
جندل، اصبر واحتسب، فإنه الله جاعل لك ولمن معك من
المستضعفين فرجا ومخرجا. وإنا صالحنا القوم، وإنا لا نغدر.
فقام عمر بن الخطاب يمشي إلى جنب أبى جندل وأبوه بتلّه،
وهو يقول:
أبا جندل، اصبر فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب.
وجعل عمر يدني مِنْه قائم السيف، فقال عمر: رجوت أن يأخذه
فيضرب بِهِ أباه، فضن بأبيه [1] .
وقد ذكرنا فِي ترجمة أبي بصير حال أبي جندل، فإن أبا جندل
لِمَا أخذه أبوه هرب ثانية من أبيه، ولحق بأبي بصير.
قَالَ أبو عمر: وقد غلطت طائفة ألفت فِي الصحابة فِي أبي
جندل، أن اسمه عبد الله، وأنه الَّذِي أتى مع أبيه سهيل
إلى بدر، فانحاز من المشركين إلى المسلمين، وشهد بدرا مع
رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- وهذا غلط
فاحش، وعبد الله ليس بأبي جندل، ولكنه أخوه، واستشهد عبد
الله باليمامة مع خالد فِي خلافة أبي بكر الصديق، وأبو
جندل لَمْ يشهد بدرا ولا شيئا من المشاهد قبل الفتح، لأن
أباه كَانَ قد منعه، كما ذكرناه، قَالَ موسى بن عقبة: لَمْ
يزل أبو جندل ابن سهيل وأبوه مجاهدين بالشام حَتَّى ماتا،
يعني فِي خلافة عمر.
وذكر عبد الرزاق، عن ابن جريح قَالَ: أخبرت أن أبا عبيدة
بالشام وجد أبا جندل ابن سهيل، وضرار بن الخطاب، وأبا
الأزور، وهم من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- قد شربوا
الخمر، فقال أبو جندل: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا
اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ 5: 93 [2]
... الآيات كلها، فكتب أبو عبيدة إلى عمر: إن أبا جندل
خصمني بهذه الآية. فكتب إليه عمر: الَّذِي زين لأبي جندل
الخطيئة زين لَهُ الخصومة، فاحددهم. فقال أبو الأزور:
أتحدوننا؟ قَالَ أبو عبيدة: نعم. قَالَ أبو الأزور:
__________
[1] انظر سيرة ابن هشام: 2/ 318- 319.
[2] سورة المائدة، آية: 93.
(5/55)
فدعونا نلقى العدو غدا، فإن قتلنا فذاك،
وإن رجعنا إليكم فحدونا. فلقي أبو الأزور، وضرار، وَأَبُو
جندل العدو فاستشهد أبو الأزور، وحدّ الآخران [1] .
أخرجه الثلاثة.
5769- أبو جنيدة بن جندع
(د ع) أبو جنيدة بن جندع، وهو [من بني] [2] عَمْرو بن مازن
المازني.
قدم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم حنين.
روى الزهري، عن سعيد بن [3] خباب، عن أبي عنفوان البارقي،
عن أبي جنيدة بن جندع [من بني] [2] عَمْرو بن مازن قَالَ:
قدمت عَلَى رسول الله- صلى الله عَلَيْهِ وسلم- يوم حنين-
غزوة هوازن- وقد انكشف أصحابه، ولهم ضجة كاضطراب اللجة،
فقلت: أي قوم، ما أنتم؟ قالوا: أصحاب النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر الحديث بطوله.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
5770- أبو جنيدة الفهري
(ع س) أبو جنيدة الفهري.
أورده الطبراني فِي الصحابة.
أخبرنا أبو موسى، أَنْبَأَنَا أبو غالب الكوشيدي، أنبأنا
أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ (ح) قَالَ أَبُو مُوسَى:
وأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ
قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أحمد، أَنْبَأَنَا
أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، حَدَّثَنَا عَليّ بن عياش،
أَنْبَأَنَا أبو غسان محمد بن مطرف، عن إسحاق ابن عبد الله
بن أبي فروة، عن ابن أبي جنيدة الفهري، عَنْ أبيه، عَنْ
جده [4] قال: قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من سقى
عطشان فأرواه فتح الله لَهُ بابا من الجنة، فقيل لَهُ:
ادخل مِنْه.
ومن أطعم جائعا فأشبعه وسقى عطشان فأرواه، فتحت لَهُ أبواب
الجنة كلها، وقيل لَهُ: ادخل من أيها شئت» . [5] أخرجه أبو
نعيم، وأبو موسى.
__________
[1] الاستيعاب: 4/ 1622، 1623.
[2] في المطبوعة والمصورة: «وهو ابن عمرو» . والمثبت عن
الإصابة: 4/ 34. وانظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 374.
[3] كذا في المصورة والمطبوعة. ولم نقع لنا ترجمته.
[4] في المطبوعة «بجدة» بالموحدة. والمثبت عن الجرح
والتعديل لابن أبى حاتم: 3/ 1/ 73.
[5] إذا كان السند هكذا فالصحبة ليست لأبى جنيدة، وإنما
لأبيه.
(5/56)
5771- أبو الجودان
(س) أبو الجودان. أخرجه أبو موسى وقال: أورده أبو زكريا
فِي الصحابة، ولم يزد عليه.
5772- أبو جهاد
(د ع) أبو جهاد. لَهُ صحبة، وهو من الأنصار، ثُمَّ من بني
سلمة.
روى ابن وهب، عن سعيد بن عبد الرحمن قَالَ: حَدَّثَنِي رجل
من الأنصار من بني سلمة، عن أبيه، عن جده أبي جهاد- وكان
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- فقال لأبيه: أبشر يا
أبتاه، فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته، فو
الله لو رأيته لفعلت وفعلت. فقال: يا بني اتّق الله وسدّد،
فو الله لقد رأيتنا معه ليلة الخندق وهو يقول: «من يذهب
إلى القوم يأتيني بخبرهم، جعله الله رفيقي فِي الجنة» فما
قام أحد، ثُمَّ قالها الثانية فما قام أحد، ثُمَّ قالها
الثالثة فما قام أحد، مما بنا من الجوع والقر، حَتَّى نادى
حذيفة باسمه فقال: يا رسول الله، وَالَّذِي نفسي بيده ما
منعني أن أقوم إلا خشية أن لا آتيك بخبرهم فقال: «اذهب»
ودعا له رسول الله بخير. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5773- أبو جهم بن حذيفة
(ب د ع) أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن
عبيد بن عويج بن عدي ابن كعب القرشي العدوي. قيل: اسمه
عَامِر [1] . وقيل: عُبَيْد بن حذيفة وأمه يسيرة بنت عبد
الله بْن أذاة بْن رياح بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن
رزاح بْن عدي بْن كعب [2] .
أسلم عام الفتح. وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَكَانَ معظما فِي قريش مقدما فيهم. وَكَانَ
فِيهِ وَفِي بنيه شدة وعرامة [3] .
قَالَ الزبير: كَانَ أبو جهم بن حذيفة من مشيخة قريش،
عالما بالنسب، وَكَانَ من المعمرين من قريش، شهد بنيان
الكعبة مرتين، مرة فِي الجاهلية حين بنتها قريش، ومرة حين
بناها ابن الزبير.
__________
[1] انظر الترجمة 2689: 3/ 120، 121. والترجمة 3484: 3/
536.
[2] انظر كتاب نسب قريش: 369.
[3] في المطبوعة والاستيعاب 4/ 1623: «وعزامة» ، بالزاي.
ولم نجده، وفي اللسان: «وعرم: بالراء المهملة- يعرم عرامة
وعراما- بضم العين-: اشتد.
(5/57)
وقيل: توفي أيام معاوية، وهو أحد الَّذِينَ
دفنوا عثمان رضي الله عَنْهُ وهم [1] : حكيم بن حزام،
وجبير بن مطعم، ونيار بن مكرم، وَأَبُو جهم بن حذيفة [2] .
وهذا أبو جهم هُوَ الَّذِي كَانَ أهدى إِلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم خميصة [3] لَها علم
فشغلته فِي الصلاة.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر،
أَنْبَأَنَا أبو مُحَمَّد القارئ أَنْبَأَنَا الْحَسَن بن
شاذان، أَنْبَأَنَا عثمان بن أحمد الدقاق، أَنْبَأَنَا
الْحَسَن بن مكرم، أَنْبَأَنَا عثمان بن عمر، حَدَّثَنِي
يونس، عن الزهري، عن عروة، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: انطلقوا بهذه
الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة، وأتوني بالأنبجانية، فإنها
ألهتني آنفا عن صلاتي. وقد اختلفوا فِي هَذِه الخميصة،
فمنهم من قَالَ: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم أتى بخميصتين سوداوين، فلبس إحداهما وبعث
بالأخرى إلى أبي جهم، فلما ألهته فِي الصلاة بعثها إلى أبي
جهم، وطلب التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها لبسات. روى
ذَلِكَ سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد ابن زيد بن
الخطاب، عن أبيه، عن جده.
وقال مالك ما أخبرنا بِهِ أبو الحرم مكي بن ربان
بِإِسْنَادِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ،
عن علقمة بن أبي علقمة: أَنَّ عَائِشَةَ [4] زَوْجَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قالت: أهدى أبو
جهم بن حذيفة لرسول الله خميصة شامية لَهَا علم، فشهد فيها
الصلاة، فلما انصرف قَالَ: «ردي هَذِه الخميصة إلى أبى
جهم» [5] .
5774- أبو جهمة
(س) أبو جهمة بن عبد الله بن جهمة.
روى سفيان، عن منصور، عن فضيل الفقيمي، عن أبي العالية: أن
رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم كَانَ يقول فِي مجلسه
بآخرة: «سبحانك اللَّهمّ، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك
وأتوب إليك» .
__________
[1] في المطبوعة: «وهو» . والمثبت عن المصورة والاستيعاب:
4/ 1623.
[2] انظر كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 369.
[3] الخميصة: كساء أسود مربع.
[4] في الموطأ: «عن علقمة بن علقمة، عن أمه، أن عائشة»
ويقول السيوطي في تنوير الحوالك 1/ 90: «قال ابن عبد البر:
رواه جماعة الرواة عن مالك في الموطأ «عن علقمة، عن أمه،
عن عائشة» ، وسقط ليحيى «عن أمه» ، وهو مما عد عليه ولم
يتابعه على ذلك أحد من الرواة» .
[5] الموطأ، كتاب الصلاة، باب «النظر في الصلاة إلى ما
يشغلك عنها» .
(5/58)
ورواه الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن
أبي بن كعب. ورواه جرير، عن فضيل بن عَمْرو، عن زياد بن
حصين، عن معاوية [1] . أخرجه أبو موسى.
5775- أبو الجهيم بن الحارث
(ب د ع) أبو الجهيم، وقيل: أبو الجهم بن الحارث بن الصمة
الأنصاري.
كَانَ أَبُوه من كبار الصحابة، وقد نسب فِي ترجمته [2] .
وهو أنصاري من بني مالك بن النجار.
روى عن أبي جهيم هَذَا عمير- مولى ابن عباس- فِي التيمم
فِي الحضر عَلَى الجدار.
أخبرنا أبو عبد الله الْحُسَيْن بن فناخسرو، وَأَبُو بكر
مسمار وغير واحد بإسنادهم عن محمد ابن إسماعيل،
أَنْبَأَنَا يَحْيَى بن بكير، أَنْبَأَنَا الليث، عن
جَعْفَر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عمير-
مولى ابن عباس- قَالَ: أقبلت أنا وعبد الله بن يسار- مولى
ميمونة- حَتَّى دخلنا عَلَى أبي جهيم بن الحارث بن الصمة
الأنصاري [3]- فقال لنا: أقبل رسول الله صلى الله عَلَيْهِ
وسلم من نحو بئر جمل [4] ، فلقيه رجل فسلم عَلَيْهِ، فلم
يرد عَلَيْهِ [النَّبِيّ [5] صلى الله عَلَيْهِ وسلم]
حَتَّى أقبل عَلَى الجدار فمسح بوجهه ويديه، ثُمَّ رد
عَلَيْهِ السلام. [6] قاله أبو عمر وقال: لا أعلم روى
عَنْهُ [غير [7]] عمير مولى ابن عباس.
وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: أبو الجهم، وقيل: أبو جهيم بن
الحارث بن الصمة الأنصاري.
روى عَنْهُ عمير وبسر [8] بن سعيد الحضرمي، قَالَ مسلم:
اسمه عبد الله بن جهيم. ورويا لَهُ ما أخبرنا بِهِ يَحْيَى
بن محمود وأبو ياسر بإسنادهما عَنْ مُسْلِمِ بْنِ
الْحَجَّاجِ قَالَ: [حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يَحْيَى قَالَ]
: [9] قرأت عَلَى مالك، عن أبي النضر، عن بسر [8] بن سعيد:
أن زيد بن خالد الجهني أرسله إلى أبي جهيم يسأله: ماذا
سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
يقول [10] في المارّ بين يدي
__________
[1] انظر الإصابة: 4/ 39.
[2] انظر الترجمة 903: 1/ 398.
[3] بعده في المطبوعة: «كَانَ أَبُوه من كبار الصحابة، وقد
نسب في ترجمته» . وهو تكرار لعبارة سبقت في أول الترجمة،
وهذا غير ثابت في المصورة، ولا في صحيح البخاري.
[4] أي: من جانب الموضع الّذي يعرف بهذا الاسم.
[5] في المطبوعة: «فلم يرد عليه شيئا» . وفي المصورة مكان
«شيئا» : «سيا» . والمثبت عن البخاري، ويبدو أنه صحفت كلمة
«النبي» بكلمة «شيئا» . هذا وانظر صحيح مسلم، كتاب التيمم:
1/ 194، ومسند الإمام أحمد: 4/ 169.
[6] البخاري، كتاب التيمم، باب «التيمم» في الحضر إذا لم
يجد الماء، وخاف فوت الصلاة» 1/ 92.
[7] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 4/ 1624.
[8] في المطبوعة والمصورة: «بشر» ، بالشين المعجمة،
والصواب عن الخلاصة، ومسلم، ومسند الإمام أحمد.
[9] ما بين القوسين سقط من المصورة والمطبوعة، وقد أثبتناه
عن صحيح مسلم.
[10] «يقول» غير ثابتة في صحيح مسلم.
(5/59)
المصلي؟ فقال أبو جهيم: قَالَ رسول الله
صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «لو يعلم المار بين يدي المصلي
ماذا عَلَيْهِ، لكان أن يقف أربعين خيرا لَهُ من أن يمر
بين يديه» . قال أبو النضر: لا أدري أربعين يوما، أو شهرا
أو سنة [1] . ورويا لَهُ حديث التيمم.
أخرجه الثلاثة، والكلام عَلَيْهِ يرد فِي الترجمة التي
بعدها، إن شاء الله تعالى.
5776- أبو جهيم عبد الله
(ب) أبو جهيم عبد الله بن جهيم الأنصاري.
روى عَنْهُ بسر بن سعيد مولى الحضرميين، عن النَّبِيّ صلى
الله عَلَيْهِ وسلم فِي المار بين يدي المصلي. رواه مالك
عن أبي النضر، عن بسر بن سعيد، عن أبي جهيم عبد الله بن
جهيم فسماه [2] . وذكره وكيع، عن سفيان الثوري، عن أبي
النضر، عن بسر، عن عبد الله بن جهيم قَالَ: قَالَ رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «لو يعلم أحدكم ما عَلَيْهِ
فِي المرور بين يدي أخيه وهو يصلي من الإثم، لوقف أربعين»
. فلم يذكر كنيته، وهو أشهر بكنيته. يقال: أبو جهيم هذا هو
ابن أخت أبىّ ابن كعب- قَالَ أبو عمر: ولست أقف عَلَى نسبه
فِي الأنصار [3] .
أخرجه أبو عمر وحده.
قلت: جعل ابن منده وأبو نعيم هذا وَالَّذِي قبله واحدا،
قالا: اسم أبي جهيم بن الحارث بن الصمة: عبد الله بن جهيم،
ورويا ذَلِكَ عن مسلم بن الحجاج، ورويا عَنْهُ حديث
التيمم، وحديث المرور بين يدي المصلي، عَلَى ما ذكرناه فِي
الترجمة الأولى عن عمير، وعن بسر، عن أبي جهيم.
وجعلهما أبو عمر اثنين، وقال: روى عن أبى جهيم بن الحارث
عمير حديث التيمم، وروى عن عبد الله بن جهيم بسر بن سعيد
حديث المرور بين يدي المصلى. والّذي أظنه أن الحق مع
__________
[1] مسلم، كتاب الصلاة، باب «منع المار بين يدي المصلى» :
2/ 58.
[2] كذا، ولفظ أبى عمر في الاستيعاب 4/ 1625: «عن أبى جهيم
الأنصاري، ولم يسمه» . وهو الصواب، فالحديث رواه الإمام
مالك في الموطأ، كتاب «قصر الصلاة في السفر» ، باب
«التشديد في أن يمر أحد بين يدي المصلى» بالإسناد المتقدم،
والصحابي فيه مكنى غير مسمى. انظر: 1/ 154، 155.
[3] هذا كله لفظ أبى عمر في الاستيعاب: 4/ 1625.
(5/60)
أبي عمر، لأن الجميع نسبوه فقالوا: أبو
جهيم بن الحارث بن الصمة. وقد ذكروا كلهم نسبه فِي ترجمة
أبيه الحارث إلى مالك بن النجار، ونسبه ابن حبيب وابن
الكلبي فقالا:
الحارث بْن الصمة بْن عَمْرو بْن عتيك بْن عمرو بْن مبذول
بْن مالك بْن النجار. فليس فِي سياق نسبه جهيم، ثُمَّ إن
أبا عمر قد نسب أباه الحارث مثلهما إلى مالك بن النجار،
فقد عرف نسبه وقال فِي هَذَا: لا أعرف نسبه، فكل الَّذِي
ذكرت يدل عَلَى أنهما اثنان، والله أعلم. ويمكن أن يكون قد
اختلف العلماء فِي أبيه، فمنهم من قَالَ: الحارث. ومنهم من
قَالَ: جهيم. وقول مسلم فِي اسمه حجة لهما، وَعَلَيْهِ
عولا.
5777- أبو جهيمة
(س) أبو جهيمة، كَانَ عَلَى سياقة غنم خيبر حين افتتحها
رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، وأورد لَهُ جَعْفَر
المستغفري ما رواه بإسناده عن موسى بن عقبة، عن الأعرج، عن
أبي جهيمة قَالَ: أقبل رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم
من بئر جمل ... الحديث.
أخرجه أبو موسى وقال: هَذَا الحديث لأبي جهيم بن الحارث،
لا لأبي جهيمة. وقوله حق، وأمثال هَذَا أغلاط، من الناسخ
أو من غيره، وأوهام، كَانَ تركها أحسن من ذكرها.
(5/61)
حرف الحاء
5778- أبو حاتم
(ب د ع) أبو حاتم المزني.
لَهُ صحبة، يعد فِي أهل المدينة. روى عَنْهُ مُحَمَّد
وسعيد ابنا عُبَيْد.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عيسى: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن عمرو.
أنبأنا حاتم ابن إسماعيل، عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم
بْن هرمز، عن مُحَمَّد وسعيد ابني عُبَيْد، عن أبي حاتم
المزني أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه
فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة فِي الأرض وفساد» [1] .
قَالَ الترمذي: أبو حاتم المزني لَهُ صحبة، ولا يعرف لَهُ
عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير هذا
الحديث [2] .
أخرجه الثلاثة.
5779- أبو الحارث الأزدي
(س) أبو الحارث الأَزْدِيّ.
أخبرنا يَحْيَى بن محمود إذنا بإسناده إلى أحمد بن عمرو بن
أبي عَاصِم: أَنْبَأَنَا عَمْرو بن عيسى ابن راشد، أنبأنا
أبو بحر عبد الله بن عثمان، أَنْبَأَنَا سُلَيْمَان بن
عُبَيْد، عن القاسم بن بخيت [3] عن أبي الحارث الأَزْدِيّ
فِي هَذِه الآية: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى 53: 13،
قالوا: يا رسول الله، وما رأيت؟
قال: «رأيت فراشا من ذهب كهيئة الضباب» . أخرجه أبو موسى.
5780- أبو الحارث الأنصاريّ
(ب) أبو الحارث الأنصاري.
ذكره موسى بْن عقبة فِي البدريين ونسبه فقال: أبو الحارث
بْن قيس بْن خلدة بْن مخلد الأنصاري الزرقيّ أخرجه أبو عمر
مختصرا.
__________
[1] في المطبوعة: «وفساد كبير» . وكلمة «كبير» غير ثابتة
في المصورة والترمذي.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب النكاح، باب «ما جاء فيمن ترضون
دينه فزوجوه» ، الحديث 1091: 4/ 205.
[3] لم تقع لنا ترجمة القاسم هذا، ولا ندري ضبط «بخيت» ،
فلعله «نجيب» ، بالنون والجيم والباء.
(5/62)
5781- أبو حازم الأنصاري
(ع س) أبو حازم الأنصاري، مولى بني بياضة أَخْبَرَنَا
أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أحمد،
حدثنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا أبو عمرو ابن حمدان،
أخبرنا الْحَسَن بن سفيان، أخبرنا أحمد بن عبدة، أخبرنا
الْحَسَن بن صالح، عن أبي الأسود، حَدَّثَني عمي منصور بن
أبي الأسود، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن أَبِي حَازِمٍ
قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم
يوم بدر فِي الظل، وأصحابه يقاتلون فِي الشمس، فأتاه
جبريل- عَلَيْهِ السلام- فقال: أنت فِي الظل وأصحابك
يقاتلون فِي الشمس؟! فتحول إلى الشمس.
أخرجه أبو نعيم، وَأَبُو موسى.
5782- أبو حازم صخر
أبو حازم صخر بن العيلة، وقد تقدم نسبه فِي صخر [1] ، وهو
بجلي أحمسي.
وله صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم. روى عَنْهُ حفيده عثمان بن أبي حازم، وقد تقدم ذكره
فِي صخر أكثر من هذا.
5783- أبو حازم والد قيس
(ب ع س) أَبُو حازم والد قيس بْن أَبِي حازم البجلي
الأحمسي. قيل: اسمه عوف بن الحارث. وقيل: «عوف بن عبد
الحارث. وقيل: عوف بْن عُبَيْد بْن الحارث بْن عوف بْن
حشيش [2] بْن هلال بْن الحارث بْن رزاح بْن كلب [3] بْن
عَمْرو بْن لؤي بْن رهم [4] بْن معاوية ابن أسلم بْن أحمس
بْن الغوث بْن أنمار.
وقيل: حصين، وقيل: صخر، وهو قليل. ذكر فِي الأسماء [5] .
أخرجه أبو موسى، وَأَبُو نعيم، وأبو عمر.
__________
[1] انظر: 3/ 12، 13.
[2] في المطبوعة «حسيس» ، بسينين مهملتين. والمثبت عن
ترجمة عوف بن الحارث: 4/ 309، فقد ضبطه ابن الأثير هناك
فقال: «حشيش. بفتح الحاء المهملة، وكسر الشين المعجمة،
وبالياء تحتها نقتطان، وبعدها شين ثانية» ... هذا وفي
المصورة «خنيس» ، مثل ما في الاستيعاب: 4/ 1626. وفي جمهرة
أنساب العرب لابن حزم 389 مثل ما أثبتنا.
[3] كذا في المطبوعة والمصورة: «كلب» . وفي الاستيعاب:
«كليب» . وقد تقدم في عوف بن الحارث: «كلفة» .
[4] كذا في المطبوعة والمصورة والاستيعاب وجمهرة أنساب
العرب. وقد تقدم في ترجمة «عوف بن الحارث» : «دهن» .
هذا ويبدو أن ما في هذا النسب من خلاف مع ما تقدم في ترجمة
«عوف» يرجع إلى اختلاف أهل النسب. فقد قال أبو عمر في
ترجمة «أبى حازم» : «هكذا نسبه خليفة وابن السكن، وخالفا
الواقدي في بعض الأسماء» ..
[5] انظر الترجمة 1186: 2/ 27. والترجمة 2483: 3/ 10.
(5/63)
5784- أبو حازم والد كريم
(ع س) أبو حازم والد كريم.
أورده الْحَسَن بن سفيان وابن أبي شيبة فِي الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ
بْنُ أحمد، حدثنا أحمد بن عبد الله، أخبرنا محمد ابن
أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ بن أبي شيبة، أخبرنا جنادة بن مغلس، أخبرنا قيس
بن الربيع، عن أبان بن عبد الله البجلي، عن كريم [1] بن
أبي حازم، عن أبيه، قَالَ:
اخْتَصَمَ رَجُلاِن إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم فِي ولد، فقضى بِهِ لأحدهما.
أخرجه أبو نعيم، وَأَبُو موسى.
5785- أبو حاضر
(د ع) أبو حاضر، ذكر فِي الصحابة.
روى خالد الحذاء، عن أبي هنيدة، عن أبي حاضر أَنَّهُ صلى
عَلَى جنازة فقال: «ألا أخبركم كيف كَانَ رسول الله صلى
الله عَلَيْهِ وسلم يصلي عَلَى الجنازة؟ قَالَ: كَانَ
يقول: «اللَّهمّ أنت خلقتها ونحن عبادك، ربنا وإليك
معادنا» . قَالَ: ثُمَّ يدعو لَهُ. أخرجه ابن مندة، وأبو
نعيم.
5786- أبو حاطب
(ب س) أبو حاطب بْن [2] عَمْرو بْن عبد شمس بْن عبد ود بْن
نصر بْن مالك بْن حسل ابن عَامِر بن لؤي القرشي العامري،
أخو سهيل بن عَمْرو.
هاجر إلى أرض الحبشة. يقال: هُوَ أول من قدمها. ذكره أبو
عمر وَأَبُو موسى هكذا، وروياه عن [ابن] [3] إسحاق.
وَالَّذِي فِي رواية يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق:
حاطب، اسم. وقد تقدم فِي الأسماء [4] ، وكذلك سماه الزبير
بن [5] بكار، وهشام بن الكلبي. ورواه ابْنُ هِشَام [6] .
عَنِ البكائي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق: أبو حاطب. ومثله رواه
سلمة، عن ابن إسحاق أخرجه هاهنا أبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] في الاصابة: «عن كريمة بنت أبى حازم» .
[2] في الاستيعاب 4/ 1637: «أبو حاطب عمرو» . وهو خطأ
بدليل قوله بعد «أخو سهيل بن عمرو» .
[3] ما بين القوسين سقط من المطبوعة والمصورة.
[4] انظر الترجمة 1014: 1/ 434.
[5] انظر كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 419.
[6] سيرة ابن هشام: 1/ 323، لكن في 1/ 329: «أبو حاطب» .
(5/64)
5787- أبو حامد
(س) أبو حامد، وقيل: أبو حماد. يجيء ذكره فِي موضعه إن شاء
اللَّه تَعَالى.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
5788- أبو حبة الأنصاري
(ب د ع) أبو حبة الأنصاري الأوسي البدري، ويقال: أبو حية
بالياء تحتها نقطتان، وَأَبُو حنة بالنون، قاله أبو عمر،
وقال: صوابه حبة- يعني بالباء الموحدة-.
قيل: اسمه عَامِر. وقيل: مالك. قَالَ أبو عمر: ذكره
الواقدي فِي موضعين من كتابه، فقال فِي تسمية من شهد بدرا
مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، من الأنصار،
من بني ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف:
أَبُو حنة. وقال فِي موضع أخر: أبو حنة بن عَمْرو بن ثابت،
اسمه مالك. هكذا قَالَ فِي الموضعين بالنون- يعني حنة-
وقال غيره: اسمه ثابت بن النعمان. وقال الواقدي: لَيْسَ
فيمن شهد بدرا أحد اسمه أبو حبة- يعني بالباء- وإنما هُوَ
أبو حنة، واسمه: مالك بن عَمْرو بْن [ثابت بْن [1]] كلفة
بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف.
قَالَ أبو عمر: وذكر إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابن
إِسْحَاق: [قَالَ: أبو [1]] حبة، يعني بالباء.
[من بني [2]] ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف، شهد بدرا، وقتل
يَوْم أحد، وهو أخو سعد بن خيثمة لأمه، وكذلك قَالَ يونس
بْن بكير، عَنِ [ابن] [2] إِسْحَاق [أبو حبة [2]] بالباء
شهد بدرا.
وقال ابن نمير: أبو حبة البدري عَامِر بْن عبد عَمْرو،
ويقال: عَامِر بْن عمير بن ثابت بن كلفة ابن ثعلبة بن
عَمْرو بن عوف الأكبر بن مالك بن الأوس.
وأمّه هند بنت أوس بْن عدي بْن أمية بن عَامِر بن خطمة.
وذكر موسى بْن عقبة، عَنِ ابن شهاب قَالَ: وشهد بدرا مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَبُو حنة بن
عَمْرو بن ثابت، كذا قَالَ بالنون، ونسبه ابن هِشَام فقال:
هُوَ أخو أبي الضياح بن ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن
امرئ القيس بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف، إلا أَنَّهُ
قَالَ: أبو حنة بالنون، ومرة: أبو حبة بالباء، وكل ذَلِكَ
عن ابن إسحاق فِي البدريين، وذكره فيمن استشهد يوم أحد
وقال فيه: أبو حبة، ونسبه [3] .
__________
[1] ما بين القوسين عن الاستيعاب، وانظر ترجمة مالك بن
عمرو، وقد تقدمت برقم 4617: 5/ 36.
[2] ما بين القوسين عن الاستيعاب، أيضا.
[3] أغلب ما في هذه الترجمة لفظ أبى عمر في الاستيعاب. هذا
وانظر سيرة ابن هشام: 1/ 689.
(5/65)
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد: حَدَّثَنِي أبي، أخبرنا أبو
سعيد- مولى بني هاشم- عَنْ حماد بْن سلمة، عَنْ عَليّ بْن
زيد، عن عمار بن أبي عَمار، عن أبي حبة البدري قَالَ:
لِمَا نزلت: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا 98: 1، قَالَ
جبريل: يا مُحَمَّد، إن ربك يأمرك أن تقرئ هَذِه السورة
أبي بن كعب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبي،
إن ربي أمرني أن أقرئك هَذِه السورة. فبكى وقال: يا رسول
الله، وقد ذكرت ثمّة؟ قال: نعم [1] . أخرجه الثلاثة.
5789- أبو حبة بن غزية
(ب د) أبو حبة بن غزية بْن عَمْرو بْن عطية بْن خنساء بْن
مبذول بن عمرو بن غنم ابن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي
النجاري.
قَالَ الطبري: اسمه زيد بن غزية. ونسبه كما ذكرناه، وقال:
شهد أحدا، وقتل يوم اليمامة شهيدا. ذكره موسى بن عقبة فيمن
استشهد باليمامة من بني مالك بن النجار. كذا قَالَ «مالك
بن النجار» ، وهو أخو مازن بن النجار.
وقال أبو معشر: وممن قتل يوم اليمامة من بني مازن بن
النجار: أبو حبة بن غزية. ومثله قَالَ سيف.
قَالَ أبو عمر: هَذَا من الخزرج، لَمْ يشهد بدرا،
وَالَّذِي قبله من الأوس بدري، ولأبى حبة ابن غزية أخوان:
ضمرة وتميم ابنا غزية، وابنه سعيد بن أبي حبة قتل يوم
الحرة، وهو والد ضمرة بن سعيد شيخ مالك.
قَالَ أبو عمر: وقيل أيضا فِي هَذَا: أبو حنة بالنون، وليس
بشيء، وإنما هُوَ حبة بالباء وليس بالبدري.
وقال ابن منده فِي «هَذَا أبو حبة بن غزية» : إنه أخو سعد
[2] بن خيثمة لأمه. وقد تقدم فِي الترجمة التي قبلها
أَنَّهُ أخو سعد بن أبى حبة لأمه.
__________
[1] مسند الإمام أحمد: 3/ 489.
[2] في المطبوعة والمصورة: «سعيد» . ولم تتقدم لسعيد
ترجمة، انظر ترجمة «سعد بن خيثمة» في: 2/ 1986.
(5/66)
أخبرنا أَبُو جَعْفَر بْن أَحْمَد
بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من
قتل باليمامة من الأنصار، من بني مازن بن النجار: وَأَبُو
حبة بن غزية بن عمرو.
أخرجه ابن مندة، وأبو عمر [1] .
5790- أبو حبيب بن زيد
(ب) أبو حبيب بن زيد بن الحباب بن أنس بن زيد بن عُبَيْد،
يجتمع هُوَ وأبي بن كعب فِي عُبَيْد، وهو بدري.
أخرجه أبو عمر عن ابن الكلبي، وقال: هُوَ مذكور فِي
الصحابة، ولا أعرفه.
5791- أبو حبيب العنبري
(س) أبو حبيب العنبري.
أورده الْحَسَن السمرقندي فِي الصحابة، وقال: روى عَنْهُ
ابنه حبيب، ولم يورد لَهُ شيئا.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى مختصرا [2] .
5792- أبو حبيب بن الأزعر
(س) أبو حبيب بن الأزعر بْن زيد بْن العطاف بْن ضبيعة بْن
زيد بن مالك بن عوف ابْنُ عَمْرو بْن عوف بْن مَالِك بْن
الأوس الأنصاري الأوسي الضبعي. وهو أخو أبي مليل [3] بن
الأزعر.
شهد أحدا، وقيل: شهد بدرا والمشاهد كلها.
أخرجه أبو موسى.
5793- أبو حبيش الغفاريّ
(ع س) أبو حبيش الغفاري.
أورده أبو نعيم، وأبو زكريا بن منده، وَأَبُو بكر بن أبي
عَليّ فِي باب الحاء المهملة. وأورده أَبُو عَبْد اللَّهِ
بْن منده فِي باب الخاء المعجمة، والنون، والسين المهملة.
أخرجه أبو موسى.
__________
[1] انظر الاستيعاب: 4/ 1627.
[2] قال الحافظ في الإصابة 4/ 41: «وسماه إسحاق بن راهويه:
ثعلبة» . هذا وانظر ترجمة «ثعلبة بن زبيب العنبري» ، وقد
تقدمت برقم 594: 1/ 286.
[3] في المطبوعة: «بنى مليل» . والصواب عن المصورة. وانظر
فيما يأتى في الكنى ترجمة «أبى مليل» .
(5/67)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ
إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن أبي عَاصِم: حَدَّثَنَا
أسيد بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن رجاء،
أخبرنا سعيد بن سلمة [1] ، أخبرنا أبو بكر [2] ، عن
إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن أبي ربيعة: أَنَّهُ
سمع أبا حبيش الغفاري يقول: خَرَجْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في غزوة تهامة، حَتَّى إذا
كنا بعسفان جاء أصحابه فقالوا: يا رسول الله، جهدنا [3]
الجوع فائذن لنا فِي الظهر [4] ... وذكر الحديث.
قلت: ذكره الأمير أبو نصر بالخاء المعجمة والنون، والسين
المهملة. مثل ابن مندة.
5794- أبو حثمة بن حذيفة
(ب س) أبو حثمة بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي. والد
سُلَيْمَان بن أبي حثمة. تقدم نسبه عند ابنه [5]
سُلَيْمَان وغيره. وهو زوج الشفاء بنت عبد الله العدوية
[6] ، وأخو أبى جهم ابن حذيفة، ولهما أخوان أيضا مورق [7]
ونبيه ابنا حذيفة بن غانم، كلهم لَهُم رؤية، ولا تعرف
لَهُم رواية.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
5795- أبو حثمة والد سهل
(ب د ع) أَبُو حثمة، والد سهل بْن أَبِي حثمة، واسمه: عبد
الله: وقيل [8] : عَامِر بن ساعدة بْن عدي بْن مجدعة بْن
حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بْن عمرو بْن مالك بْن الأوس
الأنصاري الأوسي الْحَارِثِيّ.
شهد أحدا مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، وَكَانَ
دليله إلى أحد. وشهد معه خيبر، وأعطاه بخيبر سهمه وسهم
فرسه، وشهد المشاهد بعد خيبر. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وعمر وعثمان
يبعثونه خارصا [9] .
وتوفي أول خلافة معاوية.
أخرجه الثلاثة، وقد ذكرناه فِي عبد الله، وعامر.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «سعيد بن مسلمة والصواب عن
التهذيب: 5/ 209.
[2] هو أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن، مترجم في التهذيب:
12/ 33.
[3] أي أجهدنا وأتعبنا.
[4] الظهر: الإبل التي يحمل عليها، وتركب.
[5] في المطبوعة والمصورة: «أبيه» . وهو خطأ، انظر الترجمة
2228: 2/ 448.
[6] كتاب نسب قريش: 374.
[7] لم تتقدم لمورق ترجمة. وانظر ترجمة «نبيه» في 5/ 312.
[8] انظر الترجمة 2959: 3/ 253. والترجمة 2693: 3/ 123.
[9] الخرص: هو تقدير الثمر.
(5/68)
5796- أبو الحجاج
(ب د ع) أبو الحجاج الثمالي. قيل: اسمه عبد بن عبد. وقيل:
عَبْد اللَّه بْن عَبْد. وهو بكنيته أشهر. وقد ذكرنا اسمه
فِي عبد الله، وعبد [1] .
أخبرنا المنصور بن أبي الْحَسَن الفقيه الطبري بإٍسناده
إلى أحمد بن عَليّ: حَدَّثَنَا أبو الربيع سُلَيْمَان بن
داود البغدادي- وليس بالزهراني- حَدَّثَنَا بقية بْن
الْوَلِيد، عَنْ أَبِي بكر بْن عبد الله ابن أبي مريم، عن
الهيثم بْن مَالِك الطائي، عن عَبْد الرحمن بن عائذ
الأَزْدِيّ، عن أبي الحجاج الثمالي قَالَ: قَالَ رسول الله
صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «يقول القبر للميت حين يوضع
فِيهِ: ويحك ابن آدم، ما غرك بي؟ ألم تكن تعلم أني بيت
الفتنة وبيت الظلمة، ما غرك بي إذ كنت تمر بي فدادا؟
قَالَ:
فإن كَانَ مصلحا أجاب عَنْهُ مجيب القبر، يقول: أرأيت إن
كَانَ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟
فيقول القبر: إِنِّي أعود عَلَيْهِ إذا خضرا [2] ، ويعود
جسده عَلَيْهِ نورا، ويصعد روحه إلى رب العالمين. قَالَ
ابن عائذ: فقلت: يا أبا الحجاج، ما الفداد؟ قَالَ: الَّذِي
يقدم رجلا ويؤخر أخرى [3] ، كمشيتك يا ابن أخي أحيانا، وهو
يومئذ يلبس ويتهيأ.
أخرجه الثلاثة.
5797- أبو حدرد الأسلمي
(ب د ع) أبو حدرد الأسلمي. قيل: اسمه سلامة بْن عمير [4]
بْن أَبِي سلامة بْن سعد بن مساب [5] ابن الحارث بْن عبس
بْن هوازن بْن أسلم. كذا قَالَ خليفة، وإبراهيم بن المنذر،
ونسبه ابن ماكولا مثله إلا أَنَّهُ قَالَ «سنان» عوض
«مساب» .
وقال أحمد بن حنبل: حدثت عن ابن إسحاق أن اسمه عبد [6] .
وقال عَليّ بن المديني: اسمه عتبة [7] ، لَهُ صحبة. وهو
والد أم الدرداء: خيرة، زوجة أبي الدرداء [8] .
__________
[1] انظر الترجمة 3053: 3/ 303، والترجمة 3438: 3/ 516.
[2] في النهاية: «ومنه حديث القبر: «يملأ عليه خضرا» ، أي:
نعما غضة
[3] الّذي في النهاية: «ذا أمل كثير، وخيلاء، وسعى دائم» .
[4] في المطبوعة: «عمر» وفي المصورة: «عمرو» . والمثبت عن
ترجمته فيما تقدم: 2/ 413.
[5] كذا في المصورة والمطبوعة، ومثله في الاستيعاب 4/
1630، وقد تقدم في ترجمة سلامه: «سنان» . وفي جمهرة أنساب
العرب 241: «مساب» ، وقال السيد المحقق: إن في أحدى النسخ:
«سنان» .
[6] انظر الترجمة 3435: 3/ 514.
[7] كذا في المطبوعة، وفي الاستيعاب 4/ 1631: عبيد. وفي
المصورة لم نتبين قراءتها أهي عتبة، أم عبيد؟.
[8] انظر جمهرة أنساب العرب: 241، 242.
(5/69)
يعد فِي أهل الحجاز. روى عَنْهُ ابنه عبد
الله بن أبي حدرد، وَمُحَمَّد بن إبراهيم بن الحارث
التميمي، وَأَبُو يَحْيَى الأسلمي.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
أَخْبَرَنَا وكيع، عن سفيان الثوري، عَنْ يَحيى بْن
سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم التيمي، عن أبي حدرد
الأسلمي أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم
يستعينه [1] فِي مهر امرأة، قَالَ: كم أمهرتها؟ قَالَ
مائتي درهم. قَالَ:
لو كنتم تغرفون من بطحان [2] ما زدتم [3] أخرجه الثلاثة،
وقال ابن منده: أبو حدرد الأسلمي، وقيل: عبد الله بن أبي
حدرد.
قلت: كلام ابن منده لا فائدة فِيهِ، فإنه قَالَ أبو حدرد
الأسلمي، وقيل: عبد الله بن أبي حدرد، فقد جعل عبد الله
فِي أول كلامه اسم أبي حدرد، وَفِي آخره ابنه، وليس بشيء
فإنه ابنه، وقد ذكره هُوَ فِي عبد الله، ووافقه غيره،
والله أعلم.
5798- أبو حدرد
(ب) أبو حدرد، قَالَ أبو عمر: هُوَ آخر، لَهُ صحبة فِي قول
بعضهم، اسمه الحكم بن حزن، ويقال: البراء، والله أعلم.
أخرجه أبو عمر.
5799- أبو حديدة الجهنيّ
(د ع) أبو حديدة، الجهني. وقيل ابن حديدة.
صاحب النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ: بعثني عمي
بالزوراء.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصرا، لَمْ يزيدا عَلَى هَذَا،
وقالا: الصواب ابن حديدة
5800- أبو حذيفة بن عتبة
(ب د ع) أبو حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بن عبد
مناف القرشي العبشمي.
أمه: فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث.
وهو من السابقين إِلَى الإسلام، وهاجر إِلَى أرض الحبشة،
وإلى المدينة.
__________
[1] في المسند: «يستفتيه» .
[2] بطحان- بضم الباء وسكون الطاء عند المحدثين، وعند أهل
اللغة، بفتح أوله وكسر ثانيه-: واد بالمدينة.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 448.
(5/70)
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ،
عَنْ يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق، فيمن هاجر إِلَى أرض
الحبشة: أبو حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس [1] قتل
يوم اليمامة شهيدا، وكانت معه امرأته بأرض الحبشة سهلة بنت
سهيل بن عمرو، أخي بني عامر بن لؤي، ولدت له بأرض الحبشة:
محمد بن أبي حذيفة، لا عقب لَهُ، وبهذا الإسناد عَنِ ابْنِ
إِسْحَاق في تسمية من شهد بدرا: وَأَبُو حذيفة بن عتبة بن
ربيعة.
وَكَانَ من فضلاء الصحابة، جمع الله لَهُ الشرف. والفضل.
وَكَانَ إسلامه قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم دار الأرقم. ولما هاجر إلى الحبشة عاد منها
إلى مكة، فأقام مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم
حَتَّى هاجر إِلَى المدينة، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بينه وبين عباد بن بشر الأنصاري،
وشهد المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم اليمامة شهيدا، وهو ابن
ثلاث- أَو: أربع- وخمسين سنة.
يقال: اسمه مهشم، وقيل: هشيم. وقيل: هاشم.
وَكَانَ طويلا، حسن الوجه، أحول أثعل- والأثعل: الَّذِي
لَهُ سن زائدة- وَفِيهِ تَقُولُ أخته هند بنت عتبة، حين
دعي إلى البراز يوم بدر- فمنعه النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم من ذَلِكَ:
فما شكرت أبا رباك من صغر ... حَتَّى شببت شبابا غير محجون
الأحول الأثعل المشئوم طائره ... أبو حذيفة شر الناس فِي
الدين
كذبت! بَلْ كَانَ من خير الناس فِي الدين، رضي الله
عَنْهُ.
وهو مولى سالم الَّذِي أرضعته زوجته سهلة كبيرا [2] ،
وَكَانَ سالم أيضا من سادات المسلمين.
أخبرنا أبو جَعْفَر بإسناده عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رومان، عن عروة بن الزبير، عن
عائشة قالت: لِمَا ألقوا- يعني قتلى المشركين- يوم بدر،
وقف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عليهم وقال:
يا عتبة، ويا شيبة، ويا أمية بن خلف، ويا أبا جهل- يعدد كل
من فِي القليب [3]- هَلْ وجدتم ما وعدكم ربكم حقا، فقد
وجدت ما وعدني ربي حقا؟ قَالَ ابن إسحاق: فبلغني أن رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم نظر عند مقالته هَذِه فِي وجه
أبي حذيفة بن عتبة فرآه كئيبا قد تغير، فقال رسول الله صلى
الله عَلَيْهِ وسلم:
لعلك دخلك من شأن أبيك شيء؟ قَالَ: لا، والله ما شككت فِي
أبي ولا في مصرعه، ولكنى كنت
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 322، 324، 365.
[2] انظر ترجمة «سالم مولى أبى حذيفة» : 2/ 308.
[3] القليب: البئر.
(5/71)
أعرف من أبي رأيا وحلما وفضلا، فكنت أرجو
أن يقربه ذَلِكَ إلى الإسلام، فلما رأيت ما أصابه ذكرت ما
مات عَلَيْهِ من الكفر بعد الَّذِي كنت أرجو لَهُ، حزنني
ذَلِكَ. فدعا رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم لأبي حذيفة
بخير، وقاله [1] لَهُ أخرجه الثلاثة.
5801- أبو حذيفة الثقفي
أبو حذيفة الثقفي، من ولد عتاب [2] بن مالك.
شهد بيعة الرضوان، قاله الْمَدَائِنيّ.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي، مستدركا عَلَى أَبِي عمر.
5802- أبو حريرة
(س) أبو حريرة، أو أبو الحرير [3] .
قَالَ جَعْفَر: لَهُ صحبة. روى هشيم عن أبي إسحاق
الْكُوفِيّ، عن أبي حريرة قَالَ: قَالَ عبد الله ابن سلام:
يا رسول الله، إنا نجدك فِي الكتب قائما عند العرش محمرة
وجنتاك مما أحدثت أمتك بعدك.
ورواه أحمد بن عبد الله الخزاعي، عن هشيم فقال: أبو حرير
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك أخرجه الحاكم
فقال: أبو حرير، ولم يقل: أبو حريرة.
أخرجه أبو موسى.
5803- أبو حريز
أبو حريز، لَهُ صحبة، قاله ابن ماكولا، وقال: روى قيس بن
الربيع، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي ليلى، عَنْهُ: انتهى
كلامه.
حريز: بغير هاء، وبفتح الحاء المهملة.
5804- أبو حزامة
(ع س) أبو حزامة، أحد بني سعد بن بكر. مختلف فِي اسمه
وَفِي إسناده.
أورده أبو نعيم هاهنا، وفي الخاء المعجمة. وأورده ابن منده
فِي الخاء المعجمة، وهو أصح.
وأخرجه أبو موسى هاهنا.
__________
[1] انظر سيرة ابن هشام: 1/ 639- 164.
[2] كذا في المصورة والمطبوعة. وفي الإصابة 4/ 43: «غياث»
.
[3] كذا في المصورة والمطبوعة براءين. وفي الإصابة 4/ 43:
أبو حريزة، براء وزاي في آخره.
(5/72)
5805- أبو حسّان البصريّ
(د) أبو حسان الْبَصْرِيّ.
لَهُ صحبة، ذكر أَنَّهُ خرج عليهم النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... روى حديثه مخلد [1] ، عن
صالح بن حسان، عَنْ أبيه، عَنْ جده أخرجه ابن منده
5806- أبو حسن الأنصاري
(ب د ع) أبو حسن الأنصاري المازني. قيل: اسمه كنيته، وقيل:
اسمه تميم بن عبد عَمْرو [2] وهو جد يَحْيَى بن عمارة،
والد عَمْرو بن يَحْيَى شيخ مالك بن أنس.
مدني، لَهُ صحبة. يقال: إنه شهد العقبة وبدرا.
روى عمرو بْن يَحْيَى المازني، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم أَنَّهُ قَالَ:
«الرجل أحق بمجلسه إذا قام، ثُمَّ انصرف إليه» . وهذا أبو
حَسَن هُوَ الَّذِي قَالَ لزيد بن ثابت حين قَالَ يوم
الدار: يا معشر الأنصار، انصروا الله، مرتين، فقال أبو
حسن: لا، والله لا نطيعك فنكون كما قَالَ الله تعالى:
إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا
السَّبِيلَا 33: 67 [3] .
وقيل: قَالَ لَهُ ذَلِكَ النعمان الزرقي.
وروى عَمْرو بن يَحْيَى أيضا، عن أبيه، عن جده: أَنَّهُ
قَالَ: كنا عند النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-
فقام رجل ونسي نعله، فأخذها رجل ووضعها تحته، فجاء الرجل
فقال: من رآهما؟ فقال الرجل: أنا أخذتهما. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فكيف روعة المؤمن [4] ؟! قَالَ:
وَالَّذِي بعثك بالحق ما أخذتهما إلا وأنا ألعب! قَالَ:
فكيف بروعة المؤمن؟!. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في الإصابة: مجالد.
[2] انظر الترجمة 526: 1/ 260.
[3] سورة الأحزاب، آية: 67.
[4] الروعة: المرة الواحدة من الروع، وهو الفزع.
(5/73)
5807- أبو حسين مولى بنى نوفل
(د ع) أبو حسين، وقيل: أبو حسان، مولى بني نوفل، ذكر فِي
الصحابة ولا يصح.
روى عباس الدوري، عن يعقوب بن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ،
عَنْ صَالِحِ [1] بْنِ كَيْسَانَ، عن مُحَمَّد بن المنكدر،
عن أبي حسين- مولى بني نوفل- أن رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وسلم- قَالَ: «أنا سيد الناس يوم القيامة ولا
فخر» .
رواه عبد بن حميد، عن يَعْقُوب فقال: حسان. أخرجه ابن مندة
وأبو نعيم.
5808- أبو حصيرة
(س) أبو حصيرة.
قسم لَهُ النَّبِيّ- صلى الله عَلَيْهِ وسلم- من وادي
القرى خطرا [2] .
أخرجه أبو موسى، وقال: ذكره جَعْفَر، عن ابن إسحاق.
5809- أبو الحصين الأنصاري
أبو الحصين الأنصاري.
كَانَ لَهُ ابنان، فقدم تجار من الشام فتنصرا، ولحقا معهم
بالشام، فأتى أبو الحصين النَّبِيّ- صلى الله عَلَيْهِ
وسلم- وسأله الإرسال إليهما. فقال: لا إكراه فِي الدين.
وَكَانَ لَمْ يؤمر بالقتال، فوجد أَبُو الحصين فِي نفسه
لذلك، فنزلت: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى
يُحَكِّمُوكَ 4: 65 [3] الآية ذكره أبو داود فِي الناسخ
والمنسوخ. أخرجه ابن الدباغ.
5810- أبو الحصين السدوسي
(د ع) أبو الحصين السدوسي.
روى حديثه نعيم، عن أبيه، عن عمه.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم كذا مختصرًا.
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «عن أبى صالح» . والصواب عن
الإصابة: 4/ 44.
[2] الخطر: الخط والنصيب.
[3] سورة النساء، آية: 65.
(5/74)
5811- أبو الحصين السلمي
(ب) [1] أبو الحصين السلمي.
قدم عَلَى النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
بذهب من معدنه.
ذكره الطبري، أخرجه أبو عمر.
5812- أبو حصين بن لقمان
(س) أبو حصين بن لقمان.
ذكرناه فِي ترجمة سباع [2] ، ويقال: «حصن» بغير ياء.
وَالَّذِي أعرفه: حصين بزيادة ياء، وهو أَبُو حصين لقمان
بن شبة بن معيط بْن مخزوم بْن مالك بْن غالب بْن قطيعة بْن
عبس العبسي.
أخرجه أَبُو موسى.
5813- أبو حفص بن المغيرة
(س) أبو حَفْص بن المغيرة. ويقال: أبو عمر بْن حَفْص بْن
المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بن عمر ابن محزوم القرشي
المخزومي. زوج فاطمة بنت قيس.
أخرجه أبو موسى مختصرا وقال: أوردوه فِي الأسامي.
5814- أبو حفصة
(ع س) أبو حفصة- أو ابن أبي حفصة.
أورده جَعْفَر فِي الحاء. وروى وهب بن جرير، عن شعبة، عَنِ
المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ الجعفي قَالَ: جلست إلى أبي
حفصة- أو ابن حفصة- فأقبل شيخ ضخم أسود، فجعلت أكلم أبا
حفصة وهو ينظر إلى الرجل، فعاتبته فقال: إنك تكلمني، وأنا
أفكر فِي حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ
وسلم يقول: «هَلْ تدرون من الرقوب؟ قلنا: الَّذِي لا يولد
لَهُ.
قَالَ: الرقوب: الرجل الَّذِي لَهُ الولد لَمْ يقدم منهم
شيئا. قَالَ: هَلْ تدرون من الصعلوك؟ قلنا:
الَّذِي لا مال لَهُ: قَالَ: الصعلوك كل الصعلوك الَّذِي
لَهُ المال ولم يقدم مِنْه شيئا. قال: هل تدرون
__________
[1] رمز لهذه الترجمة في المصورة والمطبوعة بالرمز «س» .
والصواب «ب» . فقد نقلها ابن الأثير عن الاستيعاب:
4/ 1632.
[2] انظر الترجمة 1929: 2/ 322- 323.
(5/75)
من الصرعة؟ قَلنا: الرجل الصريع. قَالَ:
الصرعة كل الصرعة الرجل يغضب فيشتد غضبه، ثُمَّ يصرع [1]
الغضب [2] . وقد روي: أبو خصفة، بالخاء المعجمة والصاد،
وَيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
5815- أبو الحكم بن حبيب
(س) أبو الحكم بن حبيب بْن ربيعة بْن عَمْرو بْن عمير
الثقفي.
أورده الْحَسَن السمرقندي فِي الصحابة. روى منصور، عن
مجاهد، عن أبي الحكم الثقفي.
أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم توضأ فأخذ حثيتين من
ماء، فنضحهما عَلَى فرجه [3] .
وقيل فِيهِ: الحكم بن سفيان. وهو الصحيح [4] ، وقد ذكرناه
فِي موضعه، وقتل يوم جسر أبي عُبَيْد [5] ، وهو يوم قس
الناطف، قاله الْمَدَائِنيّ، قَالَ: وأصيب يومئذ ثلاثمائة
فيهم ثمانون خاضبا، وإنما كثر القتل فِي ثقيف لأن أميرهم
أبا عُبَيْد كَانَ ثقفيا فقاتلوا عَنْهُ، فكثر القتل فيهم،
وقتل هُوَ أيضا، وهو والد المختار بن أبى عبيد.
أخرجه أبو موسى.
5816- أبو حكيم الأنصاري
(ب) أبو حكيم الأنصاري واسمه: عَمْرو بْن ثعلبة بْن وهب
بْن عدي بن مالك بن عدي ابن عامر بْن غنم بْن عدي بْن
النجار. شهد بدرا.
أخبرنا عُبَيْد الله بن عَليّ بإسناده عن يونس بن بكير،
عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من
بني عدي بن النجار: وعمرو بن ثعلبة، وهو أبو حكيم [6] .
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] في المطبوعة: «ثم يصرع للغضب» . والصواب عن المصورة.
[2] أخرجه الإمام أحمد في مسندة من طريق شعبة، عن عروة بن
عبد الله الجعفي، عن ابن حصبة-: أو أبى حصبة- عن رجل شهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر المسند: 5/ 367،
وتفسير الحافظ ابن كثير عند الآية 134 من سورة آل عمران:
2/ 100- 101. بتحقيقنا
[3] مسند الإمام أحمد 3/ 410، 4/ 179، 212، 5/ 408، 409.
[4] انظر الترجمة 1214: 2/ 35- 36.
[5] في المطبوعة: «عبيدة» . وقد نبهنا على هذا الخطأ
مرارا.
[6] سيرة ابن هشام: 1/ 704.
(5/76)
5817- أبو حكيم
(د ع) أبو حكيم. مختلف فِيهِ، فقيل: يزيد بن أبي حكيم، عن
أبيه. وقيل: يزيد ابن حكيم، عن أبيه. وقيل: حكيم بن يزيد:
وقيل: أبو حكيم بن يزيد، عن أبيه، عن جده اختلف فِيهِ
عَلَى عطاء بن السائب. روى: «إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح
له» [1] .
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5818- أبو حكيم بن مقرن
(س) أبو حكيم بن مقرن بن عائذ المزني، أخو سويد والنعمان.
لا تعرف لَهُ رواية، قاله أبو العباس السراج.
أخرجه أبو موسى.
5819- أبو حماد الأنصاري
(س) أبو حماد الأنصاري وقيل: أبو حامد.
روى ابن لهيعة، عن وهب بن عبد الله، عن عقبة بن عَامِر [2]
أبي حماد الأنصاري- وَفِي نسخة أبي حامد الأنصاري- صاحب
[3] رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: من وجد مؤمنا عَلَى خطيئة فسترها، كانت لَهُ
كموءودة أحياها [4] . أخرجه أبو موسى.
5820- أبو الحمراء مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ب د ع) أبو الحمراء مولى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ
وسلم، قيل: اسمه هلال بن الحارث. ويقال:
هلال بن ظفر [5]
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد من طريق عطاء بن السائب، عن حكيم بن
أبي زيد، عن أبيه. المسند 30/ 418- 419. أخرجه في موضع
آخر، من طريق عطاء أيضا، عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه،
عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- المسند: 5/ 259.
[2] في المطبوعة والمصورة: «عقبة بن عامر وأبى» ونحسبه
تصرفا من الناسخ، وإلا فعقبة بن عامر هو أبو حماد. انظر
ترجمة عقبة: 4/ 53.
[3] في المطبوعة: «صاحبي» انظر تعليقنا السابق.
[4] أخرجه الإمام في مسندة من طريق ابن لهيعة. عَنْ كعب
بْن علقمة، عَنْ أبى كثير عن عقبة انظر المسند: 4/ 147.
[5] انظر الترجمة: 5382: 5/ 407.
(5/77)
روى عَنْهُ أَبُو داود: أن النَّبِيّ صلى
الله عَلَيْهِ وسلم كَانَ إذا طلع الفجر يمر ببيت عليّ
وفاطمة عليهما السلام فيقول: السلام عليكم أهل البيت،
الصلاة الصلاة، إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً 33: 33 [1] . أخرجه الثلاثة، وهذا أبو الحمراء
هُوَ الَّذِي ذكره أبو عمر فِي الجيم، فقال: أبو الجمل،
ووهم فِيهِ.
5821- أبو الحمراء مولى آل عفراء
(ب) أبو الحمراء مولى آل عفراء. ويقال: مولى الحارث بن
رفاعة.
أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده عن يونس عَنِ ابْنِ
إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد بدرا من الأنصار: وَأَبُو
الحمراء، مولى الحارث بن عفراء [2] وشهد أحدا.
أخرجه أبو عمر.
5822- أبو حميد الساعدي
(ب د ع) أبو حميد الساعدي. اختلف فِي اسمه فقيل: عبد
الرحمن [3] بن عَمْرو بن سعد. وقيل: المنذر بْن سعد بْن
مالك بْن خَالِد بْن ثعلبة بْن حارثة بْن عَمْرو بْن
الخزرج بن ساعدة. وأمه أمامة بنت ثعلبة بن جبل بن أمية بن
عَمْرو بن حارثة بن عَمْرو بن الخزرج.
يعد فِي أهل المدينة، توفي آخر خلافة معاوية.
روى عَنْهُ من الصحابة: جابر بن عبد الله، ومن التابعين:
عروة بن الزبير، وعباس بن سهل، وَمُحَمَّد بِن عَمْرو بن
عطاء، وخارجة بن زيد بن ثابت، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ
الْفَقِيهُ وغيره بإسنادهم عن أبي عيسى: حَدَّثَنَا محمد
ابن بشار [4] وَمُحَمَّد بن المثنى قالا: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بن سعيد القطان، أخبرنا عبد الحميد بن جَعْفَر،
أخبرنا مُحَمَّد بن عَمْرو بن عطاء قَالَ: حَدَّثَنِي أبو
حميد الساعدي، فِي عشرة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم، أحدهم: أَبُو قتادة بن ربعي يقول: أنا
أعلمكم بصلاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. فقالوا:
ما كنت أكثرنا [5] لَهُ صحبة، ولا أكثرنا إتيانا لَهُ!
قَالَ: بلى. قالوا: فاعرض [6] . فقال:
__________
[1] سورة الأحزاب: آية 33 هذا وانظر الترجمة 5383 5/ 407.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 752.
[3] تقدم في ترجمة عبد الرحمن بن سعد: 3/ 453 أن اسمه
عَبْد الرَّحْمَن بْن سعد بْن عَبْد الرَّحْمَن، والصواب:
عبد الرحمن بن سعد بن المنذر، وقيل عبد الرحمن بن عمرو بن
سعد بن المنذر ... » .
[4] في المطبوعة: محمد بن يسار والصواب ما أثبتناه عن
المصورة والترمذي.
[5] في سنن الترمذي: «ما كنت أقدمنا» .
[6] أي: إذا كنت أعلم فاعرض وبين. يقال: عرضت عليه أمر
كذا، أو عرضت له الشيء: أظهرته وأبرزته إليه.
(5/78)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام
إلى الصلاة اعتدل قائما، ورفع يديه حَتَّى يحاذي بهما
منكبيه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حَتَّى يحاذي بهما
منكبيه، ثُمَّ قَالَ: الله أكبر، وركع ثُمَّ اعتدل، فلم
يصوب رأسه ولم يقنع [1] ، ووضع يديه عَلَى ركبتيه ... وذكر
الحديث [2] . أخرجه الثلاثة.
5823- أبو حميضة المزني
(س) أبو حميضة المزني.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ أحمد، حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَمْرو بن إسحاق
بن العلاء، أخبرنا أَبُو علقمة نصر بْن خزيمة بْن جنادة أن
أباه حدثه عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن
ابن عائذ، عن غضيف بن الحارث:
حَدَّثَنِي أَبُو حميضة المزني قَالَ: حضرنا طعاما مع
النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم، فشغل النَّبِيّ صلى
الله عَلَيْهِ وسلم بحديث رجل وامرأة، وجعلنا نأكل، ونحن
نقصر فِي الأكل- أو كما قَالَ- فأقبل إلينا النَّبِيّ صلى
الله عَلَيْهِ وسلم فأكل معنا، ثُمَّ قال: كلوا كما يأكل
المؤمنون. قلنا: كيف يأكل المؤمنون؟ فأخذ لقمة عظيمة،
فقال: هكذا لقمات خمسا أو ستا. ثُمَّ إن كَانَ مع ذَلِكَ
شيء إلا شرب وقام. أخرجه أبو موسى.
5824- أبو حميضة الأنصاري
(ب) أبو حميضة معبد بن عباد الأنصاري السالمي: من بني سالم
بن عوف بن قشعر [3] ابن المقدم بن سالم بن غنم.
شهد بدرا، كذا قَالَ فِيهِ إبراهيم بن سعد، وَيَحْيَى بن
سعيد الأموي، عن ابن إسحاق «حميضة» ، يعني بالحاء المهملة
والضاد المعجمة، وغيره يقول: «خميصة» ، بالخاء المعجمة،
والصاد المهملة. وهي رواية يونس بْن بكير، عَنِ ابن
إِسْحَاق [4] . ومثله قَالَ الواقدي، ونذكره فِي موضعه، إن
شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] لم يصوب رأسه: لم يحطه حطا بليغا. بل يعتدل. ولم يقنع:
أي لا يرفع رأسه حتى يكون أعلى من ظهره.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب الصلاة، باب «ما جاء في وصف
الصلاة» ، الحديث 303: 2/ 211- 213. وقال الترمذي: «هذا
حديث حسن صحيح» .
[3] كذا في المطبوعة والمصورة، وجمهرة أنساب العرب لابن
حزم: 355. هذا وانظر ترجمة «معبد بن عباد» ، وقد تقدمت
برقم 4996: 5/ 220.
[4] انظر سيرة ابن هشام: 1/ 693.
(5/79)
5825- أبو حيوة الصنابحي
(س) أبو حيوة الصنابحي.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى وقَالَ: أورده أَبُو بَكْر بن أبي
عَليّ هكذا، وصحف فِي الاسم والنسبة، وإنما هُوَ أبو خيرة
الصباحي [1] . ويرد فِي الخاء المعجمة، إن شاء الله تعالى.
5826- أبو حيوة الكندي
(د ع) أبو حيوة الكندي، جد رجاء بن حيوة، مولى لكندة، لا
تعرف لَهُ رواية ولا صحبة.
روى الليث بن سعد، عن خارجة بن مصعب، عن رجاء بْن حيوة،
عَنْ أبيه، عَنْ جده. أن جارية من حنين مرت بالنبي- صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهي مجح [2] ، فقَالَ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لمن هَذِه؟
قالوا: لفلان. قَالَ: أيطؤها؟ قيل: نعم. قَالَ: وكيف يصنع
بولدها، وليس لَهُ بولد؟! لقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه
فِي قبر. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم [3] .
__________
[1] في المطبوعة: «الصنابحي» . والصواب عن المصورة،
وترجمته فيما يأتي.
[2] المجح- بتقديم الجيم على الحاء-: الحامل التي دنا
ولادها.
[3] أخرجه الإمام أحمد عن أبى الدرداء: 5/ 195، 6/ 446.
(5/80)
(حرف الخاء)
5827- أبو خارجة عمرو بن قيس
أبو خارجة عَمْرو بْن قيس بْن مَالِك بْن عدي بْن عَامِر،
من بني عدي بن النجار. وهو أنصاري خزرجي نجاري.
شهد بدرا، واستشهد يوم أحد.
تقدّم ذكره في عمرو، قاله ابن الكلبي.
5828- أبو خالد الحارث بن قيس
(ب) أبو خالد الحارث بن قيس بن خالد. وقيل: ابن خلدة بن
مخلد بن عَامِر بن زريق الأنصاري الزرقي.
شهد العقبة، وبدرا، وأحدا، وسائر المشاهد مَعَ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد بِإِسْنَادِهِ
عَنْ يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، فِي تسمية من شهد العقبة
من الأنصار، ثُمَّ من بني زريق: الحارث بن قيس بن خالد بن
مخلد، وهو أَبُو خالد [1] .
وَبِهَذا الإسناد عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدرا: أبو خالد،
وهو الحارث بن قيس بن خالد ابن مخلد [2] .
ثُمَّ إن أبا خالد شهد اليمامة مع خالد بن الوليد، فأصابه
يومئذ جرح فاندمل، ثُمَّ انتقض فِي خلافة عمر بن الخطاب
فمات، وهو يعد من شهداء اليمامة.
أخرجه أبو عمر.
5829- أبو خالد الحارثي
(س) أبو خالد الْحَارِثِيّ، من بني الحارث بن سعد.
روى إبراهيم بن بكير البلوي، عن بثير بن أبي قسيمة
السلامي، عن أبي خالد الْحَارِثِيّ- من بني الحارث بن سعد-
قَالَ: قدمت عَلَى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم
مهاجرا فوجدته يتجهز إلى تبوك، فخرجنا معه حَتَّى نزل
الحجر من أرض ثمود، فنهانا أن ندخل بيوتهم أو ننتفع بشيء
من مياههم،
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 461.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 700.
(5/81)
ثم راح في الجبال فبدت له حافتاها [1]
بسحابة، فقال: ما هَذَا الجبل؟ قالوا: هَذِه أجأ.
قَالَ: بؤسي لأجأ! لقد حصنها [2] الله عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ إبراهيم: فما زلت أعرف البؤس عليها.
ثُمَّ أتى تبوك فوجد بِهَا مسلحة من الروم [3] ، فهربوا،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
وَالَّذِي بعثني بالحق لا تقوم الساعة حَتَّى تصير هَذِه
مسلحة للروم. وخرج أصحابه إلى موضع بركة تبوك وهو حسي [4]
ضنون، وَكَانَ يقال لَهَا الأيكة، فصلى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظهر مهجّرا [5] ،
وراح إلينا فوجدنا عَلَى تِلْكَ الحال عَلَى الحسي، قَالَ:
فما زلتم تبوئِ [6] فسميت تبوك. ثُمَّ استخرج مشقصا [7] من
كنانته، ثُمَّ قَالَ: انزل فاغرزه فِي الماء، وسم الله
تعالى. فنزل فغرز فجاش [8] الماء. أخرجه أبو موسى.
بثير: بضم الباء الموحدة، وفتح الثاء المثلثة، وبعدها ياء
تحتها نقطتان، وآخر راء.
5830- أبو خالد السلمي
(د ع) أبو خالد السلمي لَهُ صحبة، سكن الجزيرة. حديثه عند
أولاده.
روى أبو المليح، عن مُحَمَّد بن خالد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قال:
سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سبقت
للعبد من الله تعالى منزلة لَمْ ينلها، ابتلاه الله إما
بنفسه أو بماله أَو بولده، ثُمَّ يصبره عليها حَتَّى يبلغ
بِهِ المنزلة التي سبقت لَهُ» . أخرجه ابن مندة، وأبو
نعيم.
5831- أبو خالد الكندي
(س) أبو خالد الكندي جد خالد بن معدان.
ذكره الْحَسَن السمرقندي فِي الصحابة، ولم يورد لَهُ شيئا.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرا.
__________
[1] في المطبوعة: «حافتاه» . والمثبت عن المصورة.
[2] في المطبوعة: «حصبها» . والمثبت عن المصورة.
[3] المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو.
[4] الحسي- بكسر فسكون-: حفيرة قريبة القعر. وضنون: قليلة
الماء.
[5] التهجير: التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه، أراد
المبادرة إلى أول وقت صلاة الظهر.
[6] البوك: تثوير الماء بعود أو نحوه ليخرج من الأرض.
[7] المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض.
[8] أي: فار.
(5/82)
5832- أبو خالد الكندي
(س) أبو خالد الكندي.
ذكره أبو بكر بن أبي عَليّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ الْقَبَّابُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِم،
حَدَّثَنَا أبو مسعود الرازي [1] ، أخبرنا مُحَمَّد بن
عيسى، أخبرنا يَحْيَى بن سعيد العطار- وَكَانَ ثقة- عن أبي
فروة قَالَ: سمعت أبا مريم يقول: سمعت أبا خالد الكندي
يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا رأيتم
الرجل قد أعطي زهادة فِي الدُّنْيَا وقلة منطق، فاقتربوا
منه، فإنه يلقى الحكمة. أخبرنا أبو الفرج الثَّقَفِيُّ
كِتَابَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا أبو مسعود بإسناده المذكور، مثله سواء.
أخرجه أبو موسى وقال: كذا أورده ابن أبي عَاصِم، وإنما
المشهور، أبو خلاد [2] ، وَيَحْيَى هُوَ ابن سعيد بن أبان
[غير [3]] العطار.
5833- أبو خالد المخزومي
(ب) أبو خالد المخزومي، والد خالد بن أبي خالد القرشي
المخزومي.
روى عَنْهُ ابنه خَالِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطاعون مثل حديث أسامة وغيره،
سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك.
أخرجه أبو عمر.
5834- أبو خالد
(ب س) أبو خالد، آخر.
ذكره البخاري فِي الكنى وقال: قَالَ وكيع، عن الأعمش، عَنْ
مالك بْن الحارث، عَنْ أَبِي خَالِد- وكانت لَهُ صحبة-
قَالَ: وفدنا إلى عمر ففضل أهل الشام.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
__________
[1] في المصورة: الغزاري.
[2] وكذا أورده ابن ماجة في كتاب الزهد، باب «الزهد في
الدنيا» ، الحديث 4101، من طريق يحيى بن سعيد، عن أبى
فروة، عن أبى خلاد. انظر: 2/ 1373.
[3] ما بين القوسين زيادة يستقيم بها السياق، وانظر فيما
يأتى ترجمة «أبى خلاد» . ويحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن
العاص الأموي، غير يحيى بن سعيد العطار.
(5/83)
5835- أبو خداش
(ب د ع) أبو خداش.
لَهُ صحبة. روى عَنْهُ أبو عثمان أَنَّهُ قَالَ: كنا فِي
غزوة، فنزل الناس منزلا، فقطعوا الطريق ومدوا الحبال عَلَى
الكلأ، فلما رأى ما صنعوا قَالَ: سبحان الله! لقد غَزَوْتُ
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
غزوات، فسمعته يقول: «المسلمون شركاء فِي ثلاث: فِي الماء،
والكلا، والنار» . أَبُو عثمان قيل: هُوَ حريز [1] بن
عثمان.
وروى هَذَا الحديث أبو اليمان عن حريز [1] بن عثمان، عن
حبان- يكنى أبا خداش- أن شيخا من شرعب نزل بأرض الروم ...
وذكر الحديث نحوه، وهو الصواب.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قَالَ: أبو خداش الشرعبي
حبان بن زيد، شامي، لا تصح صحبته ذكره بعضهم فِي الصحابة
لحديث [2] رواه عن ابن محيريز، عن أبي خداش السلمي- رجل من
أصحاب النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم. وذكر حديث:
«الناس شركاء فِي ثلاث» ، قَالَ: وهذا الحديث رواه معاذ بن
معاذ العنبري ويزيد بن هارون، وثور بن يزيد، عن حريز بن
عثمان، عن أبي خداش. وسماه بعضهم ابن زيد [3] الشرعبي،
عَنْ رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم،
قَالَ: غزوت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فسمعته يَقُولُ: المسلمون شركاء فِي ثلاث ...
وذكره، قَالَ: وهذا هُوَ الصحيح، لا قول من قَالَ: أبو
خداش عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وقد روى أبو خداش
هَذَا عن عَمْرو بن العاص. وروى مثله عن يَحْيَى بن سعيد
[4] ، وقد روى معاذ بن معاذ عن حريز. فقال:
عن حبان بن زيد الشرعبي، عن رجل قَالَ: غزوت مع النَّبِيّ
صلى الله عليه وسلّم [5] ... وذكره.
__________
[1] في المطبوعة: «جرير» بجيم وراءين، وهو خطأ. انظر
الخلاصة.
[2] في المطبوعة والمصورة: «الحديث» . والمثبت عن
الاستيعاب.
[3] في الاستيعاب: «وسماه بعضهم حبان بن زيد» .
[4] في المطبوعة والمصورة «يحيى بن معين» . والمثبت عن
الاستيعاب.
[5] الاستيعاب: 4/ 1634- 1635. هذا وانظر الحديث في مسند
الإمام أحمد: 5/ 364. وهو من طريق ثور، عن حريز، عن أبى
خداش [في المسند: خراش] عَنْ رجل، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم.
(5/84)
5836- أبو خداش
(د ع) أبو خداش اللخمي.
لَهُ صحبة، عداده فِي أهل الشام. روى عَنْهُ عَبْد الله بن
محيريز قَوْله. أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرا.
قلت: أخرج ابن منده وأبو نعيم هَذَا بعد الَّذِي قبله، ظنا
منهما أنهما اثنان، وهما واحد.
والعجب منهما أنهما رويا فِي الأول فقالا: «إن شيخا من
شرعب» ثم قالا ها هنا: أبو خداش اللخمي! فلو علما أن شرعبا
من لخم لَمْ يجعلا هَذِه الترجمة، ولفعلا كما فعل أبو عمر،
أخرج الأول حسب، وجعل ابن محيريز راويا عَنْهُ. وابن منده
وَأَبُو نعيم جعلا الراوي عن الأول حريز ابن عثمان، وعن
الثاني ابن محيريز، وأما شرعب فهو ابن مالك بن ذعر بن حجر
بن جزيلة [1] ابن لخم، بطن من لخم، فبان بهذا أنهما واحد،
وأن من جعلهما اثنين فقد وهم، والله أعلم.
حبان: بكسر الحاء، وآخره نون.
5837- أبو خراش السلمي
(ب د ع) أبو خراش [2] السلمي وقيل الأسلمي، واسمه: حدرد،
قاله أبو نعيم، ورواه أبو عمر عن مسلم.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بإسناده عن أبي داود
قَالَ: حَدَّثَنَا ابن السرح، حَدَّثَنَا ابن وهب، عن
حيوة، عن أبي عثمان الوليد بن الْوَلِيد، عَنْ عمران بْن
أَبِي أنس، عَنْ أبي خراش السلمي أَنَّهُ سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: «من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه
[3] » .
روى هَذَا الحديث يَحْيَى بن يعلى، عن سعيد بن مقلاص- وهو
ابن أبي أيوب- عن الوليد، عن عمران، عن حدرد السلمي. وقد
تقدم فِي حدرد. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «جديلة» بالدال المهملة. والصواب عن
المصورة، ومستدرك تاج العروس، وجمهرة أنساب العرب لابن
حزم: 424.
[2] في المطبوعة والمصورة: «خداش» ، بالدال. والصواب عن
ترجمة حدرد: 1/ 464. والاستيعاب: 4/ 1636.
[3] سنن أبى داود، كتاب الأدب، باب «فيمن يهجر أخاه
المسلم» .
(5/85)
5838- أبو خراش الرعينيّ
(د ع) أبو خراش الرّعينىّ، وهو المدني.
روى إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي فَرْوَةَ، عن
أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن أبي خراش الرعيني قَالَ:
أسلمت وعندي أختان، فأتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم فذكرت ذلك له، فقال: طلق أيتهما شئت. ولم
يقل إحداهما [1] . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5839- أبو خراش الهذلي
(ب) أبو خراش الهذلي الشاعر، واسمه: خويلد بن مرة، من بني
قرد بن عَمْرو بن معاوية ابن تميم بن سعد بن هذيل.
وَكَانَ ممن يعدو عَلَى قدميه فيسبق الخيل، وَكَانَ فِي
الجاهلية من فتاك العرب، ثُمَّ أسلم فحسن إسلامه، وَكَانَ
جميل بن معمر الجمحي قد قتل أخاه زهير المعروف بالعجوة يوم
فتح مكة مسلما، وَكَانَ جميل كافرا، وقيل: كَانَ زهيرا بن
عمه. وذكر ابن هِشَام أن زهيرا أسر يوم حنين وكتف، فرآه
جميل بن معمر، وَكَانَ مسلما، فقال: أنت الماشي لنا
بالمعايب! فضرب عنقه، فقال أبو خراش يرثيه. كذا قَالَ أبو
عبيدة [2] ، والأول قول مُحَمَّد بن يزيد [3] ، ولذلك
قَالَ أبو خراش [4] :
فجع [5] أضيافي جميل بن معمر ... بذي فجر [6] تأوي إليه
الأرامل
طويل نجاد السيف لَيْسَ بجيدر [7] ... إذا اهتزّ واسترخت
عليه الحمائل
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 4/ 57، 58: «وقع في السند نقص
وتحريف، فقد أخرجه ابن أبى شيبة، عن عبد السلام ابن حرب
على الصواب فقال: عن إسحاق، عن أبى وهب، عن أبى خراش، عن
الديليّ، وهو فيروز، هذا وانظر سنن ابن ماجة، كتاب النكاح،
باب «الرجل يسلم وعنده أختان» ، الحديث 1950: 627. كما
ينظر تفسير الحافظ ابن كثير عند الآية الثالثة والعشرين من
سورة النساء: 2/ 221- 222.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 472.
[3] الكامل للمبرد: 1/ 394.
[4] انظر الشعر في المرجعين السابقين، وديوان الهذليين: 2/
148- 150.
[5] في المطبوعة والمصورة: «فجمع» . والمثبت عن الديوان.
[6] في المطبوعة والمصورة: «فخر» ، بالخاء. والمثبت عن
ديوان الهذليين وسيرة ابن هشام. وفي الديوان: بذي فجر:
«موضع معروف» .
[7] الجيدر: القصير.
(5/86)
إلى بيته يأوي الغريب إذا شتا ... ومهتلك
بالي الدريسين عائل [1]
تكاد يداه تسلمان رداءه ... من الجود لِمَا استقبلته
الشمائل [2]
فأقسم لو لاقيته غير موثق ... لآبك بالجزع الضباع النواهل
[3]
وإنك لو واجهته ولقيته ... ونازلته، أو كنت ممن ينازل
لكنت جميل [4] أسوأ الناس صرعة ... ولكن أقران الظهور
مقاتل
وهي أطول من هَذَا. وقد قيل: إن هَذَا الشعر يرثي بِهِ
أخاه عروة بن مرة. ومن جيد قَوْله فِي أخيه [5] :
تَقُولُ: أراه بعد عروة لاهيا ... وَذَلِكَ رزء- ما علمت-
جليل
فلا تحسبي أني تناسيت عهده ... ولكن صبري يا أميم جميل
ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلا صفاء: مالك وعقيل
[6]
قَالَ أبو عمر [7] : ولأبي خراش أيضا فِي المراثي أشعار
حسان، فمن شعر لَهُ:
حمدت إلهي بعد عروة إِذْ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من
بعض
عَلَى أنها تدمي [8] الكلوم، وإنما ... توكّل بالأدنى وإن
جلّ ما يمضى [9]
فو الله لا أنسى قتيلا رزئته ... بجانب قوسي [10] ما مشيت
عَلَى الأرض
ولم أدر من ألقى عَلَيْهِ رداءه ... عَلَى أَنَّهُ قد سل
من ماجد محض [11]
قَالَ أبو عمر: لَمْ يبق عربي بعد حنين والطائف إلا أسلم،
منهم من قدم، ومنهم من لَمْ يقدم، وقنع بما أتاه بِهِ وافد
قومه من الدين عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
__________
[1] الدريسان: الثوبان الباليان. وعائل: فقير.
[2] أي: يداه لا تحبسان شيئا من ماله، فهو يعطى إذا هاجت
الشمال في الشتاء. وهذا كناية عن الجدب.
[3] النواهل: المشتهيات للأكل، كما تشتهي الإبل الماء.
والجزع: منعطف الوادي.
[4] في المطبوعة والاستيعاب 4/ 1637: «جميلا» . والمثبت عن
المصورة. ورواية الديوان.
لظل جميل أسوأ القوم تلة ولكن قرن الظهر للمرء قاتل يريد
بقرن الظهر: القرن الّذي جاءه من وراء ظهره.
[5] ديوان الهذليين: 2/ 116.
[6] هما نديما جذيمة الأبرش، وإليهما يشير متمم بن نويرة:
وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتَّى قيل: لن يتصدعا
انظر قصة ندمانى جذيمة في عيون الأخبار: 1/ 274.
[7] الاستيعاب: 4/ 1638، وانظر ديوان الهذليين: 2/ 157-
158.
[8] في ديوان الهذليين: «بلى، إنها تعفو الكلوم» .
[9] يقول: إنما نحن نحزن على الأقرب فالأقرب، ومن مضى
ننساه وإن عظم.
[10] قوسى: موضع ببلاد السراة من الحجاز.
[11] يقول: لما صرع ألقى رجل ثيابه على خراش فواراه،
وشغلوا بقتل عروة، فنجا خراش.
(5/87)
وأسلم أبو خراش فحسن إسلامه، وتوفي أيام
عمر بن الخطاب. وَكَانَ سبب موته أَنَّهُ أتاه نفر من أهل
اليمن قدموا حجاجا، فمشي إلى الماء ليأتيهم بماء يسقيهم
ويطبخ لَهُم، فنهشته حية، فأقبل مسرعا وأعطاهم الماء وشاة
وقدرا، وقال: «اطبخوا وكلوا» ، ولم يعلمهم ما أصابه،
فباتوا ليلتهم حَتَّى أصبحوا، فأصبح أبو خراش وهو فِي
الموتى، فلم يبرحوا حَتَّى دفنوه.
أخرجه أبو عمر، ولم يذكر لَهُ وفادة، وإنما ذكره فِي
الصحابة، لأن أبا خراش أسلم فِي حياة رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ولهذا ذكر إسلام العرب بعد
حنين والطائف.
قَالَ بعض العلماء: قرد بن معاوية الَّذِي فِي نسب أبي
خراش هُوَ الَّذِي يضرب بِهِ المثل فيقال: أزنى من قرد [1]
.
5840- أبو الخريف بن ساعدة
أبو الخريف [2] بْن ساعدة بْن عبد الأشهل بْن مالك بْن
لوذان بْن عَمْرو بْن عوف الأنصاري الأوسي.
جرح فِي بعض مغازي رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فتوفي بالكديد، فكفنه رسول الله- صلى الله
عَلَيْهِ وسلم- فِي قميصه. وبنو لوذان يقال لَهُم: بنو
السميعة، لأنهم كانوا يقال لَهُم فِي الجاهلية:
بنو الصماء، فقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: أنتم
بنو السميعة، فبقي عليهم.
قاله هشام بن الكلبي.
5841- أبو خزمة العذري
(ب) أبو خزامة، اسمه رفاعة بن عرابة- وقيل: ابن عرادة-
العذري، من بني عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم
بن الحاف بن قضاعة، ويقال: الجهني، وهو بالجهني أشهر،
وجهينة بن زيد هُوَ عم عذرة بن سعد بن زيد.
كَانَ يسكن الجناب [3] وهي أرض عذرة، لَهُ صحبة، عداده في
أهل الحجاز.
__________
[1] مجمع الأمثال للميداني، المثل 1756: 1/ 326.
[2] ذكر ذلك ابن حزم في الجمهرة: 337، عند صيفي بن ساعدة،
ولم يكنه. وقد تقدم في ترجمة صيفي بن ساعدة 3/ 40:
أنه أبو الحارث، ولكن الحافظ في الإصابة 2/ 189 في ترجمة
«صيفي» قد كناه بأبي الخريف، ويبدو أنه الصواب والله أعلم.
[3] في المطبوعة والمصورة: «الخباب» ، بالخاء والباء وفي
الاستيعاب «الحباب» ، بالحاء المهملة والباء، وفي إحدى نسخ
الاستيعاب: «الجناب» ، بالجيم والنون. وهو الصواب، وجناب-
بكسر الجيم-: منازل فزارة بين المدينة وفيد. انظر معجم
البلدان لياقوت.
(5/88)
روى عَنْهُ عطاء بن يسار، وقد ذكرناه فِي
رفاعة بن عرابة.
أخرجه أبو عمر وقال: وقد ذكر بعضهم فِي الصحابة آخر: أبو
خزامة، بحديث أخطأ فِيهِ، رواية عن ابن شهاب، والصواب ما
رواه يونس، وابن عيينة، وعبد الرحمن بن إسحاق، عَنِ
الزُّهْرِيّ، عَنْ أَبِي خزامة- أحد بني الحارث بْن سعد-
عَنْ أبيه أَنَّهُ قَالَ: «يا رسول الله، أرأيت رقى
نسترقيها ... » الحديث. قَالَ: وَأَبُو خزامة هَذَا من
التابعين، عَلَى أن حديثه مختلف فِيهِ جدا [1] .
5842- أبو خزامة أحد بني الحارث بن سعد
(د ع) أبو خزامة، أحد بني الحارث بن سعد، فِي إسناد حديثه
اختلاف.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بن أحمد: حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزهري، عن أبى خزامة، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ- وقال سفيان مرة:
سألت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم- أرأيت دواء نتداوى
بِهِ، ورقى نسترقيها، وتقاة نتقها، أيرد ذَلِكَ من قدر
الله؟ قَالَ: إنها من قدر الله [2] . أخرجه ابن منده، وأبو
نعيم
5843- أبو خزيمة بن أوس
(ب س) أبو خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم بْن ثعلبة بْن غنم
بْن مالك بْن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري.
شهد بدرا وما بعدها من المشاهد.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عَنِ ابْنِ
إِسْحَاق، فِي تسمية من قتل يوم بدر: «وَأَبُو خزيمة بن
أوس بن أصرم، من بني زيد بن ثعلبة» . والنسب الأول ساقه
أبو عمر، وأما ابن إسحاق فقد جعل زيدا هُوَ ابن ثعلبة،
والله أعلم. والّذي ساقه عبد الملك ابن هِشَام فقال: «أبو
خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة [3] » . فعلى
هَذَا يكون أبو عمر قد أسقط «زيدا» الثاني.
__________
[1] الاستيعاب: 4/ 1640.
[2] مسند الإمام أحمد: 3/ 421.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 702.
(5/89)
وتوفي أبو خزيمة فِي خلافة عثمان، رضي الله
عَنْهُ. وهو أخو مسعود بن أوس أبي مُحَمَّد.
قَالَ ابن شهاب، عَنْ عُبَيْد بْن السباق [1] ، عن زيد بن
ثابت: وجدت آخر «التوبة» [2] مع أَبِي خزيمة الأنصاري [3]
، وهو هَذَا، لَيْسَ بينه وبين الحارث بن خزمة أبي [3]
خزيمة نسب إلا اجتماعهما فِي الأنصار، أحدهما أوسي، والآخر
خزرجي.
أخرجه أبو عمر، وهذا كلامه. وأخرجه أبو موسى.
قلت: هَذَا كلام أبي عمر، وجعل الحارث بن خزمة أوسيا، وقد
ساق هُوَ نسبه فِي «الحارث» [4] إلى الخزرج، فلا شك
أَنَّهُ قد رأى فِي اسمه- عن موسى بْن عقبة- فيمن شهد بدرا
من الأنصار من بني النبيت، ثُمَّ من بني عبد الأشهل:
«الحارث بن خزمة» ، فظنه أوسيا لهذا، وليس كذلك، فإنه هُوَ
أيضا نقل فِي «الحارث» : أَنَّهُ حليف بنى عبد الأشهل، فلا
أدرى من أين قَالَ: «إنه أوسي» ، إلا أن يكون أراد بِهِ
الحلف، وهذا لا يخالف النسب، والله أعلم.
5844- أبو خزيمة يربوع
أبو خزيمة يربوع بن عَمْرو بن كعب بن عبس بْن حرام بْن
جندب بْن عامر بْن غنم ابن عدي بن النجار الأنصاري.
شهد أحدا وما بعدها. قاله أبو على عن العدوىّ.
5845- أبو خصفة
(ع س) أبو خصفة، وقيل: أبو حفصة. وقد تقدم فِي الحاء، فروي
عن مغيرة الجعفي قَالَ: جلست إلى أبي حفصة- وروى عَنْهُ
أبو خصفة- فقال: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل
تدرون من الصعلوك ... ؟» الحديث. وروى أبو نعيم فِي هَذِه
الترجمة عن الطبراني، عن أبي نصر الصائغ، عن مُحَمَّد بن
إسحاق المسيبي، عَنْ يَحْيَى بْن يَزِيدَ بْن عَبْد
الْمَلِكِ، عن أبيه، عن يزيد بن خصيفة، عَنْ أبيه، عَنْ
جده: أن النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ:
«التمسوا الخير عند حسان الوجوه» .
__________
[1] في المصورة: «عبيد الله» . وهو خطأ، انظر الخلاصة.
[2] البخاري، تفسير سورة براءة: 6/ 89- 90. وانظر تفسير
ابن كثير: 4/ 180، بتحقيقنا.
[3] في المطبوعة: «إلى خزيمة» . والمثبت عن المصورة
والاستيعاب: 4/ 1640.
[4] الاستيعاب: 4/ 287.
(5/90)
وقد ذكر أبو موسى هَذَا الحديث فِي الترجمة
التي نذكرها بعد هَذِه، فأبو نعيم أخرج هذين الحديثين فِي
هَذِه الترجمة، جعلهما واحدا، وأخرج أبو موسى الحديث
الأول: «أتدرون من الصعلوك؟» فِي هَذِه الترجمة، وأخرج
حديث «التمسوا الخير» فِي الترجمة التي نذكرها بعد هذه،
وجعلهما اثنين.
5846- أبو خصيفة
(س) أبو خصيفة، مصغر.
أخرجه أبو موسى وقال: أورده الطبراني وغيره.
أخبرنا أبو موسى، أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس، أنبأنا
أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ (ح) قَالَ أَبُو مُوسَى:
وأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أبو نعيم قالا:
أَنْبَأَنَا سُلَيْمَان بن أحمد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن
نصر الصائغ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق المسيّبي، حدثنا
يحيى بن يزيد ابن عبد الملك، عن أبيه، عن يزيد بن خصيفة،
عن أبيه، عن جده: أن رسول الله- صلى الله عَلَيْهِ وسلم-
قَالَ: «التمسوا الخير عند حسان الوجوه» . وبهذا الإسناد
أيضا عن يزيد بن خصيفة، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله-
صلى الله عليه وسلم- كَانَ يقول: إذا خرج أحدكم من بيته
فليقل: «لا حول ولا قوة إلا باللَّه، ما شاء الله، توكلت
عَلَى الله، حسبي الله ونعم الوكيل» . أخرجه أبو موسى
وقال: جمع أبو نعيم بينه وبين أبي خصفة، وهما اثنان، والله
أعلم.
5847- أبو الخطاب
(ب د ع) أبو الخطاب. لَهُ صحبة، لا يوقف لَهُ عَلَى اسم،
روى عَنْهُ ثوير بن أبي فاختة، ويعد فِي الكوفيين.
روى أبو أحمد الزبيري، عن إسرائيل، عن ثوير [1] ، عن رجل
من أصحاب رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-
يقال لَهُ، أبو الخطاب: أَنَّهُ سأل النَّبِيّ- صلى الله
عَلَيْهِ وسلم- عن الوتر، فقال: «أحب أن أوتر نصف الليل،
إن الله يهبط إلى سماء الدُّنْيَا فيقول: هَلْ من تائب؟
هَلْ من مستغفر؟
هَلْ من داع؟ حَتَّى إذا طلع الفجر ارتفع» أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «ثور» . والصواب: «ثوير» . وقد
تقدم أول الترجمة.
(5/91)
5848- أبو خلاد الرعينيّ
(ب د ع) أبو خلاد الرعيني. لَهُ صحبة، لا يوقف لَهُ عَلَى
اسم ولا نسب.
أخبرنا يَحْيَى الثقفي إذنا بإسناده عن ابن أبي عاصم:
حدثنا هشام بن عمار، عن الحكم بن هِشَام الثقفي، عن
يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أبي
فروة، عن أبي خلاد- رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم- أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «إذا رأيتم
الرجل المؤمن قد أعطي زهدا فِي الدُّنْيَا وقلة منطق،
فاقتربوا منه، فإنه يلقى الحكمة [1] » .
كذا رواه هِشَام بن عمار، عن الحكم، عن يَحْيَى. وذكره
البخاري عن أحمد الدورقي، عن يَحْيَى بن سعيد بن أبان بن
سعيد بن العاص، سمع أبا فروة الجزري [2] ، عن أبي مريم، عن
أبي خلاد عن النبي، مثله. وهذا أصح [3] . أخرجه الثلاثة.
5849- أبو خليدة
(س) أبو خليدة الفهري.
روى يزيد بْن هارون، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مطرف، عن إسحاق
بن أبي فروة، عن أبي خليدة الفهري، عَنْ أبيه، عَنْ جده،
قال: قال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «من سقى
عطشان فأرواه، فتح الله لَهُ بابا إلى الجنة. ومن أطعم
جائعا فأشبعه وسقاه فأرواه، فتح الله لَهُ تِلْكَ الأبواب
كلها، ثُمَّ قيل لَهُ: ادخل من أيها شئت» .
رواه رواد بن الجراح، عن مُحَمَّد بن مطرف فقال: «ابن
خليد» بغير هاء. ورواه أبو الشيخ بإسناده لَهُ فقال: «ابن
خليدة عن أبيه» ، وَكَانَ الأول أصح. أخرجه أبو موسى [4] .
5850- أبو خميصة
(ب) أبو خميصة، اسمه: معبد بن عباد [5] . من كبار الأنصار.
شهد بدرا، تقدم ذكره فِي «أبي حميصة» بالحاء المهملة، أتم
من هذا.
__________
[1] أخرجه ابن ماجة في الزهد، باب «الزهد في الدنيا» ،
الحديث 4101: 2/ 1373 من طريق هشام بن عمار بإسناده مثله.
[2] في المطبوعة: «الخزري» . والصواب عن التهذيب، انظر:
12/ 202.
[3] هذا كله لفظ أبى عمر في الاستيعاب: 4/ 1640- 1641.
[4] انظر ترجمة «أبى جنيدة الفهري» ، وقد تقدمت برقم 7570:
6/ 56.
[5] انظر ترجمة «معبد» وقد تقدمت برقم 4996: 5/ 220.
(5/92)
قَالَ أبو عمر: قَالَ أبو معشر فِيهِ: أبو
عصيمة» ، بالعين، فلم يصب فِيهِ [1] .
أخرجه أبو عمر فِي هَذَا الحرف ترجمتين بلفظ واحد وهما
واحد، والله أعلم.
5851- أبو خنيس
(ب د ع) أبو خنيس الغفاري.
قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم- فِي غزاة تهامة، حَتَّى إذا كنا بعسفان جاء أصحابه
فقالوا: يا رسول الله، جهدنا الجوع فأذن لنا فِي الظهر أن
نأكله. فقال لَهُ عمر: لو دعوت فِي أزوادهم بالبركة؟ فذكر
حديثا حسنا فِي أعلام النبوة. حديثه هَذَا عند أبي بكر بن
عمر بْن عبد الرحمن بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر شيخ مالك،
عن إِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن [2] بْن عَبْد اللَّهِ بن
أبي ربيعة أَنَّهُ سمع أبا خنيس ... فذكر الحديث.
أخرجه الثلاثة.
5852- أبو خثيمة الأنصاري
(ب د ع) أبو خثيمة الأنصاري السالمي، اسمه عبد الله بن
خيثمة.
وقال ابن الكلبي: هُوَ أبو خيثمة مالك بن قيس بن ثعلبة بْن
العجلان بْن زَيْد بْن غنم بْن سالم بْن عوف بْن عَمْرو بن
عوف بن الخزرج الأكبر. وهو الَّذِي لحق النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم وهو بتبوك فقال: كن أبا خيثمة. أَخْبَرَنَا
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس،
عن إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري. عن الزهري: أن قائد «كعب
بن مالك» الَّذِي كَانَ يقوده حين عمي حدثه قَالَ:
حَدَّثَنِي كعب- وذكر حديث تخلفه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم في غزوة تبوك- قَالَ: فبينما رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوما بتبوك فِي ساعة
هاجرة [3] إِذْ نظر إلى راكب يطيش فِي السراب، فَجَعَلَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
كن أبا خيثمة- لرجل من الأنصار من بني عوف- حَتَّى قيل:
هُوَ والله أبو خيثمة. فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فجعل يسأله عن المدينة. قَالَ أبو نعيم: هُوَ
الّذي لمزه المنافقون لما تصدّق بالصاع.
__________
[1] الاستيعاب 4/ 1641.
[2] في المطبوعة والمصورة: «عن إبراهيم بن عبد الله، عن
عبد الرحمن» . والصواب عن الاستيعاب: 4/ 1641، وانظر فيما
تقدم ترجمة «أبى حبس» : 6/ 68.
[3] الهاجرة: اشتداد الحر وسط النهار.
(5/93)
وقال أبو عمر: أبو خيثمة الأنصاري السالمي
اسمه عبد الله بن خيثمة، وقيل: مالك بن قيس، أحد بني سالم
من الخزرج. شهد أحدا مع النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم- وبقي إلى أيام يزيد بن معاوية. قال: ولا أعلم فِي
الصحابة من يكنى: أبا خيثمة غيره إلا عبد الرحمن بن أبي
سبرة الجعفي، والد خيثمة بن عبد الرحمن، صاحب ابن مسعود،
فإنه يكنى بابنه خيثمة، وقد ذكرناه فِي بابه [1] .
وذكر الواقدي قَالَ: قَالَ هلال بن أمية الواقفي حين تخلف
عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فِي
غزوة تبوك: كَانَ أبو خيثمة تخلف معنا، وَكَانَ يسمى عبد
الله بن خيثمة.
أخرجه الثلاثة.
5853- أبو خيرة الصباحي
(ب د ع) أبو خيرة الصباحي العبدي، من ولد صباح بْن لكيز
بْن أفصى بْن عبد القيس.
ذكره خليفة فقال: من عبد القيس أبو خيرة الصباحي، كَانَ
فِي وفد عبد القيس.
روى داود بن المساور، عن مقاتل بن همام، عن أبي خيرة
الصباحي قَالَ: كنت فِي الوفد الَّذِينَ أتوا رَسُول الله
صلى الله عليه وسلم، وكنا أربعين راكبا، قَالَ: فنهانا
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدباء
والحنتم والنقير والمزفت. قَالَ: ثُمَّ أمر لنا بأراك [2]
فقال: استاكوا. قَالَ: قلنا: يا رسول الله، إن عندنا
العشب، ونحن نجتزئ بِهِ؟ قَالَ: فرفع يديه وقال: «اللَّهمّ
اغفر لعبد القيس» . أخرجه الثلاثة.
قَالَ الأمير أبو نصر: لَمْ يرو عن رسول الله من هذه
القبيلة سواه.
الصّباحي: بضم الصاد المهملة، وتخفيف الباء الموحدة.
5854- أبو خيرة
أبو خيرة.
ذكره الأشيري مستدركا عَلَى أبي عمر وقال: «أبو خيرة، آخر،
ذكره صاحب كتاب الوحدان فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن
مرزوق بإسناده عن عُبَيْد الله بن يزيد بن أبى خيرة، عن
أبيه
__________
[1] الاستيعاب: 4/ 1641- 1642.
[2] الأراك: شجر يستاك به.
(5/94)
[عن] [1] أبي خيرة قَالَ: كانت لي إبل أحمل
عليها، فأتيت المدينة، وشهدت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر- أو قَالَ: حنينا- وكنا نحمل
لَهُم الماء عَلَى إبلنا، وكان لي بالمدينة تجارة، فدعا لي
بالبركة.
حرف الدال
5855- أبو داود الأنصاري
(ب د ع) أبو داود الأنصاري، ثُمَّ المازني. اختلف فِي اسمه
فقيل: عَمْرو. وقيل:
عمير بْن عَامِر بْن مَالِك بْن خنساء بْن مبذول بْن عمرو
بْن غنم بْن مازن بْن النجار الْأَنْصَارِيّ الخزرجي. شهد
بدرا وأحدا.
أخبرنا عُبَيْد [2] الله بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق فِي تسمية من شهد بدرا من بنى مازن ابن
النجار: أَبُو دَاوُد عمير بْن عَامِر بْن مالك، وهو
الَّذِي قتل أبا البختري القرشي يوم بدر، وَكَانَ رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: من لقي أبا البختري فلا
يقتله، لأنه الَّذِي قام فِي نقض الصحيفة، وَكَانَ كافا عن
رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم والمسلمين بمكة. وقيل:
إن الّذي قتله المجذّر بن ذياد [3] البلوي. وقيل: قتله أبو
اليسر [4] .
روى عن هَذَا أبو داود أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لأتبع رجلا
من المشركين يَوْم بدر لأضربه، إِذ وقع رأسه قبل أن يصل
إليه سيفي، فعرفت أن غيري قتله. ذكره ابن إسحاق، عن أبيه
إسحاق ابن يسار، عن رجل من بني مازن بن النجار، عن أبي
داود المازني [5] .
أخرجه الثلاثة.
5856- أبو دجانة سماك بن خرشة
(ب ع س) أبو دجانة سماك بْن خرشة. وقيل: سماك بْن أوس بن
خرشة بن لوذان ابن عبد ود بْن زيد بْن ثعلبة بْن طريف بْن
الخزرج بْن ساعدة بْن كعب بن الخزرج الأكبر الأنصاري
الخزرجي الساعدي، من رهط سعد بن عبادة، يجتمعان فِي طريف
[6] .
__________
[1] ما بين القوسين عن المصورة.
[2] في المطبوعة «عبد الله» . وهو خطأ، والصواب عن
المصورة، وانظر: 1/ 17.
[3] في المطبوعة: «زياد» ، بالزاي. والصواب عن المصورة
وانظر: 5/ 64.
[4] هو كعب بن عمرو، تقدمت ترجمته: 4/ 484، ويرد له ذكر في
الكنى، في حرف الياء.
[5] هذا كله عن أبى عمر في الاستيعاب: 4/ 1643- 1644.
[6] انظر: 2/ 2012.
(5/95)
شهد بدرا مع النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم- وَكَانَ من الأبطال الشجعان، ودافع عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد.
أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن
إسحاق: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن مسلم الزهري، وَعَاصِم بن
عمر بن قتادة، ومحمد بن يحيى بن حبان، والحصين بن عبد
الرحمن ابن عمرو بن سعد بن معاذ، وغيرهم من علمائنا قالوا:
وظاهر رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم بين درعين [1] ،
وقال: من يأخذ هَذَا السيف بحقه؟ فقام إليه رجال فأمسكه
عنهم، حَتَّى قام أبو دجانة سماك بن خرشة- أخو بني ساعدة-
فقال: وما حقه؟ قَالَ: أن تضرب بِهِ فِي العدو حَتَّى
ينحني. قَالَ أبو دجانة: أنا آخذه بحقه. فأعطاه إياه-
وَكَانَ أبو دجانة رجلا شجاعا خيالا عند الحرب إذا كانت،
وَكَانَ إذا أعلم بعصابة حمراء عصبها عَلَى رأسه علم الناس
أَنَّهُ سيقاتل- فلما أخذ السيف من يد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، أخرج عصابته تِلْكَ فعصبها
برأسه، فجعل يتبختر بين الصفين- قَالَ ابن إسحاق: فحدثني
جَعْفَر بن عبد الله بن أسلم، مولى عمر بن الخطاب، عن
معاوية بن معبد بن كعب بْن مالك: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ حين رأى أبا دجانة يتبختر:
«إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن» [2] .
وشهد أبو دجانة اليمامة، وهو ممن شرك فِي قتل مسيلمة مع
عبد الله بن زيد بن عَاصِم ووحشي، وَكَانَ أبو دجانة أخا
عتبة بن غزوان آخى بينهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم، وقد ذكرنا من خبره فِي «سماك» [3] أكثر من
هَذَا.
أخرجه أبو عمر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
5857- أبو الدحداح
(ب د ع) أبو الدحداح، وقيل: أَبُو الدحداحة بن الدحداحة
الأنصاري، مذكور فِي الصحابة قَالَ أَبُو عمر: لا أقف
عَلَى اسمه ولا نسبه أكثر من أَنَّهُ من الأنصار، حليف
لَهُم، ذكر ابن إدريس وغيره، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى بن حبان، عن عمه واسع
ابن حبان قَالَ: هلك أبو الدحداح وَكَانَ أتيا [4] فيهم،
فدعا النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم عاصم بن عدي فقال:
__________
[1] أي: لبس إحداهما فوق الأخرى.
[2] انظر سيرة ابن هشام: 2/ 66- 67.
[3] انظر: 2/ 451- 452.
[4] أي: غريبا.
(5/96)
هَلْ كَانَ لَهُ فيكم نسب؟ قَالَ: لا.
فأعطى ميراثه ابن أخته أبا لبابة بن عبد المنذر. وقيل:
اسمه ثابت، وقد ذكرناه فيمن اسمه ثابت [1] .
قَالَ ابن مسعود: لِمَا نزلت: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ
اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ 2: 245 [2]
قَالَ أبو الدحداح: يا رسول الله، والله يريد منا القرض؟
قَالَ: نعم. وذكر حديث صدقته [3] . وقال أبو نعيم بإسناد
لَهُ عن فضيل بن عياض، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ
أَبِي جُحَيْفَةَ، عن أبيه أن أبا الدحداح قَالَ لمعاوية:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كانت
الدُّنْيَا نهمته حرم الله عَلَيْهِ جواري. فإني بعثت
بخراب الدُّنْيَا ولم أبعث بعمارتها [4] . والأوّل أصح،
أخرجه الثلاثة.
5858- أبو الدرداء
(ب) أبو الدرداء، اسمه عويمر بن [عَامِر بن [5]] مالك بن
زيد بن قيس بن أمية بن عَامِر بْن عدي بْن كعب بْن الخزرج
بْن الحارث بن الخزرج، وقيل: اسمه عَامِر بن مالك، وعويمر
لقب. وقد ذكرناه فِي عويمر أتم من هَذَا. وأمه محبة بنت
واقد بن عَمْرو بن الإطنابة، تأخر إسلامه قليلا، كَانَ آخر
أهل داره إسلاما، وحسن إسلامه. وَكَانَ فقيها عاقلا حكيما،
آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بينه وبين سُلَْمَان الفارسي، وقال النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم: عويمر حكيم أمتي. شهد ما بعد أحد من
المشاهد، واختلف فِي شهوده أحدا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ،
أَخْبَرَنَا جَعْفَر بن أحمد أبو مُحَمَّد القاري، أخبرنا
أبو القاسم عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد
الرحيم، أخبرنا مُحَمَّد بن الْحَسَن بن عبدان، حَدَّثَنَا
عبد الله بن بنت منيع، حَدَّثَنَا هدبة، حَدَّثَنَا أبان
العطار، حدّثنا قتادة، عن سالم ابن أبي الجعد، عن معدان،
عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: نحن أعجز
من ذَلِكَ وأضعف. قَالَ: فإن الله عَزَّ وَجَلَّ جزأ
القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1
جزءا من أجزاء [6] القرآن.
__________
[1] هذا كله لفظ أبى عمر في الاستيعاب: 4/ 1645، وانظر
ترجمة ثابت بن الدحداح: 1/ 267.
[2] سورة البقرة، آية: 245.
[3] أخرجه ابن أبى حاتم بإسناده إلى عبد الله بن مسعود،
انظر تفسير ابن كثير عند هذه الآية من سورة البقرة: 1/
441- 442
[4] قال الحافظ في الإصابة 4/ 60: «ولا يصح سنده إلى فضيل،
فقد أخرجه الطبراني أتم من هذا عن جبرون بن عيسى، عن يحيى
بن سليمان، عن فضيل، وجبرون واهي الحديث» .
[5] عن الاستيعاب: 4/ 1646. وانظر ترجمة عويمر بن عامر: 4/
318.
[6] أخرجه الإمام أحمد من طريق قتادة، انظر المسند 6/ 443،
447.
(5/97)
وروى جبير بن نفير، عن عوف بن مالك أَنَّهُ
رأى فِي المنام قبة من أدم فِي مرج أخضر، وحول القبة غنم
ربوض تجتر [1] وتبعر العجوة، قَالَ: قلت: لمن هَذِه القبة؟
قيل: هَذِه لعبد الرحمن بن عوف. فانتظرناه حَتَّى خرج
فقال: يا ابن عوف، هَذَا الَّذِي أعطى الله عَزَّ وَجَلَّ
بالقرآن، ولو أشرفت عَلَى هَذِه الثنية [2] لرأيت بِهَا ما
لَمْ تر عينك، ولم تسمع أذنك، ولم يخطر عَلَى قلبك مثله،
أعده الله لأبي الدرداء إنه كَانَ يدفع الدُّنْيَا
بالراحتين والصدر.
ولي أبو الدرداء قضاء دمشق فِي خلافة عثمان، وتوفي قبل أن
يقتل عثمان بسنتين. وقد ذكرناه فِي عويمر.
أخرجه أبو عمر.
5859- أبو درة البلوى
(ب د ع) أبو درة البلوي. لَهُ صحبة.
ذكره أبو سعيد بن يونس فيمن شهد فتح مصر من الصحابة. قَالَ
عَليّ بن الْحَسَن بن قديد: رأيت عَلَى باب داره «هَذِه
دار أبي درة البلوي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
5860- أبو الدنيا
(د ع) أبو الدُّنْيَا، عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وسلم إن كَانَ محفوظا.
روى الوليد بن مسلم، عن عمر [3] بن قيس، عن عطاء، عن أبي
الدُّنْيَا [4] : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ
مُحْتَلِمٍ» . أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] ربوض: جمع رابض، وهو الجالس المقيم. واجتر البعير:
أخرج ما في بطنه ليمضغه.
[2] الثنية: أعلى المسيل في رأس الجبل.
[3] في المطبوعة والمصورة: «عمرو بن قيس» ، والمثبت عن
الإصابة: 4/ 61. ولعله عمر بن قيس المكيّ المترجم في
التهذيب: 7/ 490.
[4] في الإصابة 4/ 61: «قال الأبار: رأيته في حديث أهل
حمص: عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبى الدرداء، وأظنه التزق
في كتابه فصار «عن أبى الدنيا» ، أي: التزقت الراء في
الدال» .
(5/98)
حرف الذال
5861- أبو ذباب السعدي
(ب س) أبو ذباب السعدي، من سعد العشيرة. والد عبد الله بن
أبي ذباب.
روى عَاصِم بن عمر بن قتادة، عن عبد الله بن أبي ذباب، عن
أبيه قَالَ: كنت امرأ مولعا بالصيد ... وذكر القصة إلى أن
قَالَ: وفدت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
فأتيته يوم جمعة، فكنت أسفل منبره، فصعد يخطب فقال بعد أن
حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن أسفل منبري هَذَا رجل من
«سعد العشيرة» قدم يريد الإسلام، لَمْ أره قط، ولم يرني،
إلا فِي ساعتي هَذِه، ولم أكلمه ولم يكلمني، وسيخبركم بعد
أن يصلي عجبا. قَالَ: فصلى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وسلم وقد ملئت مِنْه عجبا، فلما صلى قَالَ لي: ادنه يا أخا
سعد العشيرة، وَحَدَّثَنَا خبرك وخبر حياض وقراط [1]- يعني
كلبه وصنمه- ما رأيت وما سمعت؟ قَالَ: فقمت فحدثته
والمسلمين، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه
للسرور مدهنة [2] ، فدعاني إلى الإسلام، وتلى عَلي القرآن،
فأسلمت ... وذكر ما فِي الحديث.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
5862- أبو ذر الغفاريّ
(ب) أبو ذر الغفاري. اختلف فِي اسمه اختلافا كثيرا، فقيل:
جندب بن جنادة، وهو أكثر وأصح ما قيل فِيهِ. وقيل: برير بن
عبد الله، وبرير بن جنادة، وبريرة بن عشرقة، وقيل: جندب بن
عبد الله، وقيل: جندب بن سكن. والمشهور جندب بن جنادة بن
قيس ابن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار. وقيل: جندب
بن جنادة بن سفيان [3] ابن عُبَيْد بْن حرام بْن غفار بْن
مليل بْن ضمرة بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بن كنانة بن خزيمة
ابن مدركة الغفاري. وأمه رملة [4] بنت الوقيعة، من بنى
غفار أيضا.
__________
[1] في المطبوعة: «وقراض» ، بالضاد. والمثبت عن المصورة
والإصابة: 4/ 63. وفي الإصابة أيضا: «وخبر صافى وقراط» .
[2] المدهنة- بضم الميم والنون-: تأنيث المدهن وهو: نقرة
في الجبل يجتمع فيها المطر، شبه وجهه لإشراق السرور عليه
بصفاء الماء المجتمع في الحجر. والمدهن أيضا والمدهنة: ما
يجعل فيه الدهن، فيكون قد شبهه بصفاء الدهن.
[3] في الاستيعاب 4/ 1652: «جندب بن سفيان بن جنادة» .
والصواب ما في أسد الغابة، انظر الإصابة: 4/ 63.
[4] انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 186.
(5/99)
وَكَانَ أبو ذر من كبار الصحابة وفضلائهم،
قديم الإسلام. يقال: أسلم بعد أربعة وَكَانَ خامسا، ثُمَّ
انصرف إِلَى بلاد قومه وأقام بِهَا، حتَّى قدم عَلَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم المدينة.
أخبرنا غير وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثَنَا عَمْرو بن عباس، أَنْبَأَنَا عبد
الرحمن بن مهدي، حَدَّثَنَا المثنى، عن أبي جمرة [1] ، عن
ابن عباس قَالَ: لِمَا بلغ أبا ذر مبعث النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم قَالَ لأخيه: اركب إلى هَذَا الوادي فاعلم
لي علم هَذَا الرجل الَّذِي يزعم أَنَّهُ نبي يأتيه الخبر
من السماء، واسمع من قَوْله ثُمَّ ائتني. فانطلق الأخ
حَتَّى قدم وسمع من قَوْله، ثُمَّ رجع إلى أبي ذر فقال
لَهُ: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاما ما هُوَ بالشعر.
فقال:
ما شفيتني مما أردت. فتزود وحمل شنة [2] لَهُ فيها ماء،
حَتَّى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم وهو لا يعرفه، وكره أن يسأل عَنْهُ حَتَّى
أدركه بعض الليل، اضطجع [3] فرآه عَليّ، فعرف أَنَّهُ
غريب، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء
حَتَّى أصبح، ثُمَّ احتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظل
ذَلِكَ اليوم ولا يراه النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم
حَتَّى أمسى، فعاد إلى مضجعه فمر بِهِ عَليّ فقال: ما آن
[4] للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه [5] فذهب بِهِ معه، لا
يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حَتَّى [إذا] [6] كَانَ
اليوم الثالث فعل مثل ذَلِكَ فأقامه [عَليّ معه [7]] ثُمَّ
قَالَ: ألا تحدثني ما الَّذِي أقدمك؟ قَالَ: إن أعطيتني
عهدا وميثاقا لترشدني فعلت. ففعل، فأخبره قَالَ: إنه حق،
وإنه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَإِذَا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك قمت
كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حَتَّى تدخل مدخلي.
ففعل، فانطلق يقفوه حَتَّى دخل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودخل معه، فسمع من قَوْله،
وأسلم مكانه.
فقال لَهُ النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: ارجع إلى
قومك فأخبرهم حَتَّى يأتيك أمري. قَالَ: وَالَّذِي نفسي
بيده لأصرخن بِهَا بين ظهرانيهم. فخرج حَتَّى أتى المسجد
فنادى بأعلى صوته.: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأن
مُحَمَّدا عبده ورسوله. فقام القوم إليه فضربوه حَتَّى
أضجعوه، وأتى العباس فأكب عليه
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «حمزة» . والصواب عن الصحيح،
وهو نصر بن عمران، انظر الخلاصة.
[2] الشنة: قربة خلق، وهو أشد تبريدا للماء من الجديدة.
[3] كذا في المطبوعة والمصورة وإحدى نسخ الصحيح. وفي نسخ
أخرى: «فاضطجع» .
[4] في الصحيح: «أما نال» .، أي: حان ودنا. وما في مسلم
يوافق ما في المصورة.
[5] أي: أما حان أن يكون له منزل معين يسكنه؟ أو: أراد
دعوته إلى منزله.
[6] ما بين القوسين عن الصحيح. ولفظ البخاري: «حتى إذا كان
اليوم الثالث فعاد على مثل ذلك» ، وما في مسلم يوافق ما في
أسد الغابة.
[7] ما بين القوسين عن مسلم.
(5/100)
وقال: ويلكم! ألستم تعلمون أَنَّهُ من
غفار، وأنه طريق تجاركم إلى الشام؟ فأنقذه منهم ثُمَّ عاد
من الغد لمثلها، فضربوه وثاروا إليه، فأكب العباس عَلَيْهِ
[1] .
وروينا فِي إسلامه الحديث الطويل المشهور، وتركناه خوف
التطويل.
وتوفي أَبُو ذر بالربذة سنة إحدى وثلاثين، أو اثنتين
وثلاثين. وصلى عليه عبد الله ابن مسعود، ثُمَّ مات بعده
فِي ذَلِكَ العام.
وقال النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «أبو ذر فِي أمتي
عَلَى زهد عيسى ابن مريم» . وقال عَليّ: وعى أبو ذر علما
عجز الناس عَنْهُ، ثُمَّ أوكي [2] عَلَيْهِ فلم يخرج مِنْه
شيئا. أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس،
عَنِ ابن إسحاق قال: حدثني بريدة بن سفيان، عن مُحَمَّد بن
كعب القرظي، عن ابن مسعود قَالَ: لِمَا سار رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى تبوك جعل لا يزال
يتخلف الرجل، فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان. فيقول:
دعوه، إن يكن فِيهِ خير فسيلحقه الله بكم، وإن يكن غير
ذَلِكَ فقد أراحكم الله مِنْه. حَتَّى قيل: يا رسول الله،
تخلف أبو ذر. فقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم ما
كَانَ يقوله، فتلوم [3] أبو ذر عَلَى بعيره، فلما أبطأ
عَلَيْهِ أخذ متاعه فجعله عَلَى ظهره، ثُمَّ خرج يَتْبَعُ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ماشيا،
ونظر ناظر من المسلمين فقال: إن هَذَا الرجل يمشي عَلَى
الطريق، فقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: كن أبا
ذر.
فلما تأمله القوم قالوا: يا رسول الله، هُوَ والله أبو ذر.
فقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «يرحم الله أبا
ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويحشر وحده» [4] . فضرب الدهر
من ضربه.
وسير أبو ذر إلى الرَّبَذَة. وَفِي ذكر موته، وصلاة عبد
الله بن مسعود عَلَيْهِ، ومن كَانَ معه فِي موته، ومقامه
بالربذة، أحاديث لا نطول بذكرها. وَكَانَ أبو ذر طويلا
عظيما.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] البخاري، كتاب فضائل الأنصار، باب «إسلام أبى ذر» : 5/
59- 60 ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبى ذر
رضى الله عنه» : 7/ 155- 156.
[2] في المطبوعة: «أوكأ» . والصواب عن المصورة يقال: أوكى
السقاء: إذا شد رأسه بالوكاء- وهو الخيط الّذي تشد به
الصرة والكيس- لئلا يدخله حيوان، أو يسقط فيه شيء.
[3] أي تمكث وتمهل.
[4] سيرة ابن هشام: 2/ 523- 524.
(5/101)
5863- أبو ذرة الأنصاري
(ب) أبو ذرة الحارث بن معاذ بن زرارة الأنصاري الظفري، أخو
أبي نملة الأنصاري.
شهد هُوَ وأخوه أبو نملة الأنصاري مع أبيهما معاذ أحدا.
ذكره الطبري. أخرجه أبو عمر.
5864- أبو ذرة الحرمازي
أبو ذرة الحرمازي، يعد فِي الصحابة.
ذكره أبو بشر الدولابي فِي كتاب الأسماء والكنى، قاله ابن
ماكولا، وَأَبُو سعد السمعاني [1] .
والحرمازي: منسوب إلى الحرماز بن مالك بن عَمْرو بن تميم
[2] .
5865- أبو ذؤيب الهذلي
(ب د ع) أبو ذؤيب الهذليّ الشاعر.
كَانَ مسلما عَلَى عهد رَسُول اللَّه صَلَّى الله عَلَيْهِ
وسلم، ولم يره. ولا خلاف أَنَّهُ جاهلي إسلامي. قيل:
اسمه خويلد بْن خَالِد بْن المحرث بْن زبيد بْن مخزوم بْن
صاهلة بْن كاهل بْن الحارث بن تميم ابن سعد بن هذيل.
وقال ابن إسحاق: قَالَ أبو ذؤيب الشاعر: بلغنا أن رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم مريض، فاستشعرت حزنا، وبت
بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها [3] ، ولا يطلع نورها، فظللت
أقاسي طولها، حَتَّى إذا كَانَ قريب السحر أغفيت، فهتف بي
هاتف يقول:
خطب أجل أناخ بالإسلام ... بين النخيل ومعقد الآطام
قبض النَّبِيّ مُحَمَّد فعيوننا ... تذري الدموع عَلَيْهِ
بالتسجام
قَالَ أبو ذؤيب: فوثبت من نومي فزعا، فنظرت إلى السماء فلم
أر إلا سعد الذابح [4] ، فتفاءلت ذبحا يقع فِي العرب.
فعلمت أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قد قبض، أو
هُوَ ميت من علته، فركبت ناقتي وسرت، فلما أصبحت طلبت شيئا
أزجر بِهِ، [5] فعن لي شيهم- يعنى القنفذ
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 4/ 66: «اسمه نضلة بن طريف. وقد
تقدمت ترجمة «نضلة» برقم 5218: 5/ 321.
[2] جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 211.
[3] الديجور: الظلام.
[4] «سعد الذابح: منزل من منازل القمر، أحد السعود، وهما
كوكبان نيران بينهما مقدار ذراع، وفي نحر أحدهما نجم صغير،
لقربه منه كأنه يذبحه، فسمى لذلك ذابحا. والعرب تقول: إذا
طلع الذابح انجحر النابح» انظر تاج العروس، مادة ذبح.
[5] الزجر: نوع من الكهانة، فإذا رأى الزاجر ما يظن أنه
يتشاءم به، زجر بالنهى عن المضي في تلك الحاجة برفع صوت
والمقصود من الزجر في المثال الّذي معنا هو استنباء
الأحداث مما يشاهده أمامه.
(5/102)
- وقد قبض عَلَى صَلَّ- وهي الحية- فهي
تلتوي عَلَيْهِ، والشيهم يعضها حَتَّى أكلها، فزجرت ذَلِكَ
فقلت: الشيهم شيء مهم، والتواء الصل التواء الناس عن الحق
عَلَى القائم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أولت
أكل الشيهم إياها غلبة القائم بعده على الأمر. فحثثت ناقتي
حتى إذا كنت بالغابة زجرت [1] الطائر، فأخبرني بوفاته.
ونعب غراب سانح فنطق بمثل ذَلِكَ، فتعوذت باللَّه من شر ما
عن لي فِي طريقي. وقدمت المدينة وَلَهَا ضجيج بالبكاء
كضجيج الحاج إذا أهلوا بالإحرام، فقلت: مه؟ فقالوا: قبض
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. فجئت المسجد
فوجدته خاليا، وأتيت بيت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم
فأصبت بابه مرتجا، وقيل: هُوَ مسجى، وقد خلا بِهِ أهله.
فقلت: أين الناس؟ فقالوا: فِي سقيفة بني ساعدة، صاروا إلى
الأنصار. فجئت إلى السقيفة فوجدت أبا بكر، وعمر، وأبا
عبيدة بن الجراح، وسالما، وجماعة من قريش.
ورأيت الأنصار فيهم: سعد بن عبادة، وفيهم شعراؤهم: كعب بن
مالك، وحسان بن ثابت، وملأ منهم. فآويت إلى قريش وتكلمت
الأنصار فأطالوا الخطاب، وأكثروا الصواب. وتكلم أبو بكر
فلله دره من رجل لا يطيل الكلام، يعلم مواضع فصل الخصام!
والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد لَهُ، ومال
إليه. ثُمَّ تكلم عمر بعده بدون كلامه، ثُمَّ مد يده
فبايعه وبايعوه. ورجع أبو بكر فرجعت معه. قَالَ أبو ذؤيب:
فشهدت الصلاة عَلَى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وسلم وشهدت
دفنه. ثُمَّ أنشد أبو ذؤيب يبكي النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم [2] :
لِمَا رأيت الناس فِي عسلانهم [3] ... ما بين ملحود لَهُ
ومضرح [4]
متبادرين لشرجع [5] بأكفهم ... نص الرقاب، لفقد أبيض أروح
[6]
فهناك صرت إلى الهموم، ومن يبت ... جار الهموم يبيت غير
مروّح
__________
[1] الزجر للطير: هو التيمن والتشاؤم بها، فكانوا يتيمنون
بسنوحها، والسانح: ما أتاك عن يمينك من ظبى أو طائر،
ويتشاءمون ببروحها، والبارح: ما أتاك عن يسارك.
[2] الأبيات في الاستيعاب: 4/ 1650. ولم نجدها في ديوان
الهذليين.
[3] في المطبوعة والاستيعاب: «عسلاتهم» ، بالتاء. وفي
المصورة دون نقط، ولعل الصواب ما أثبتناه، مأخوذ من عسلان
الذئب في سرعته واضطرابه في عدوه، يقال: عسل الثعلب والذئب
يعسل عسلا- بفتحتين- وعسلانا: مضى مسرعا، واضطرب في عدوه،
وهز رأسه. وقد استعار الشاعر ذلك للإنسان فقال:
والله لولا وجع في العرقوب لكنت أبقى عسلا من الذيب
[4] ملحود له: مدفون. والمضرح: الّذي وضع في الضريح. وهو
القبر.
[5] الشرجع: النعش يحمل عليه الميت.
[6] نص كل شيء: غايته ومنتهاه، يريد أنهم حملوه على
رقابهم.
وأما أروح فلعله طيب الريح، من راح يراح روحا: إذا طاب. أو
في معنى الأريحى، وهو الّذي يهتز للندى.
(5/103)
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها وتضعضعت آطام
بطن الأبطح [1]
وتزعزعت أجبال يثرب كلها ... ونخيلها لحلول خطب مفدح
ولقد زجرت الطير قبل وفاته ... بمصابه وزجرت سعد الأذبح
وزجرت أن نعب المشحّج [2] سانحا ... متفائلا فِيهِ بفأل
أقبح
ورجع أبو ذؤيب إلى باديته فأقام بِهَا، وتوفي فِي خلافة
عثمان، رضي الله عَنْهُ، بطريق مكة، فدفنه ابن الزبير.
وقيل: إنه مات بمصر منصرفا من غزوة إفريقية، وَكَانَ غزاها
مع عبد الله ابن الزبير ومدحه، فلما عاد ابن الزبير من
إفريقية عاد معه، فمات، فدفنه ابن الزبير.
وقيل: إنه مات غازيا بأرض الروم، ودفن هناك.
وَكَانَ عمر بن الخطاب ندبه إلى الجهاد، فلم يزل مجاهدا
حَتَّى مات بأرض الروم، فدفنه ابنه أبو عُبَيْد، فقال لَهُ
عند موته:
أبا عُبَيْد، رفع الكتاب ... واقترب الموعد والحساب
فِي أبيات، قَالَ مُحَمَّد بن سلام: قَالَ أبو عَمْرو:
سُئِلَ حسان بن ثابت: من أشعر الناس؟
فقال: حيا أم رجلا؟ قالوا: حيا. قَالَ: هذيل أشعر الناس
حيا. قَالَ ابن سلام: وأقول:
إن أشعر هذيل: أبو ذؤيب.
قَالَ عمر بن شبة: تقدم أبو ذؤيب عَلَى سائر شعراء هذيل
بقصيدته العينية التي يقول فيها بنيه [3] .
وقال الأصمعي: أبرع بيت قالته العرب بيت أبي ذؤيب:
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
وهذا البيت من شعره المفضل، الَّذِي يرثي فِيهِ بنيه،
وكانوا خمسة أصيبوا فِي عام واحد، وَفِيهِ حكم وشواهد،
وأوّلها [4] :
__________
[1] الآطام: الأبنية المرتفعة كالحصون. والأبطح: المسيل
الواسع.
[2] الشحيج: صوت الغراب والبغل والحمار.
[3] في المطبوعة: «بيته» . وفي المصورة دون نقط. ولفظ
الاستيعاب 45/ 1651: «التي يرثى فيها بنيه» .
[4] ديوان الهذليين: 1/ 1- 4.
(5/104)
أمن المنون وريبها تتوجع ... والدهر لَيْسَ
بمعتب من يجزع
قالت أمامة [1] : ما لجسمك شاحبا ... منذ ابتذلت ومثل مالك
ينفع [2] ؟
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعا ... إلا أقض عليك ذاك المضجع
[3] ؟
فأجبتها: أن ما لجسمي [4] أَنَّهُ ... أودي بني من البلاد
فودعوا [5]
أودي بني فأعقبوني حسرة ... بعد الرقاد وعبرة لا تقلع
فالعين بعدهم كأن حداقها ... كحلت بشوك فهي عور [6] تدمع
سبقوا هويّ [7] وأعنقوا لهواهم ... فتخرموا ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب ... وإخال أني لاحق مستتبع [8]
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم ... فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وَإِذَا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
حَتَّى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشقر كل يوم تقرع [9]
والدهر لا يبقى عَلَى حدثانه ... جون السحاب لَهُ جدائد
أربع [10]
أخرجه أبو عمر مطولا، ولحسن هَذِه الأبيات أوردناها
جميعها، والله أعلم.
__________
[1] في الديوان: «أميمة» .
[2] ابتذلت: امتهنت نفسك في الأعمال، لموت من كان يكفيه
أمره. ويروى الفعل بالبناء للمجهول أيضا. تدعوه أمامه إلى
أن يشترى من العبيد من يكفيه أمره.
[3] أي: صار تحته مثل القضض، وهو الحصى.
[4] في المطبوعة، «بجسمي» . والمثبت عن المصورة، والديوان.
[5] يقول: الّذي أنحل جسمي وأهزله هلاك أبنائى.
[6] في المطبوعة والاستيعاب: «عورى» . والمثبت عن المصورة
والديوان. وعور: جمع عوراء، من العوار- بضم أوله وتشديد
ثانيه- وهو: ما يصيب العين من رمد أو قذى.
[7] هوى: هواي. وأعنقوا: أسرعوا.
[8] غبرت: بقيت. ناصب: ذي نصب- بفتحتين- وهو: الجهد
والتعب. ومستتبع: مستلحق، يقول: أنا مذهوب بى، وصائر إلى
ما صاروا إليه.
[9] المروة: حجر أبيض براق تقتدح منه النار، ويقال لمن
كثرت مصائبه قرعت مروته. والمشقر: سوق بالطائف.
وفي الديوان: «بصفا المشرق» ، والمشرق: مسجد الخيف بمنى.
[10] في الديوان: «جون السراة» ، وقيل في شرحه: يريه به
حمار الوحش، والجون: الأسود. والسراة: أعلى الظهر.
والجدائد: أتنه.
اعتبر الشاعر في حدثان الدهر بحمار الوحش، لما ذكروا أنه
يعمر مائتي سنة وأكثر من ذلك.
(5/105)
حرف الراء
5866- أبو راشد الأزدي
(ب د ع) أبو راشد الأَزْدِيّ.
لَهُ صحبة. قيل: اسمه عبد الرحمن. عداده فِي أهل فلسطين من
الشام، حديثه: أَنَّهُ قدم على النبي- صلى الله عليه وسلم-
فَقَالَ: ما اسمك؟ قَالَ: عَبْد العزى. قَالَ: أَبُو من
أنت؟
قَالَ: أبو مغوية. قَالَ: أنت أبو راشد عبد الرحمن. وقد
تقدم فِي عبد الرحمن [1] .
أخرجه الثلاثة.
5867- أَبُو رافع مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم
(ب د ع) أبو رافع مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. اختلف فِي اسمه. فقيل: أسلم. وقيل:
إبراهيم. وقيل: صالح. وقد ذكرناه فِي الجميع [2] .
روى عكرمة مولى ابن عباس قَالَ: قَالَ أبو رافع: كنت مولى
للعباس بن عبد المطلب، وَكَانَ الإسلام قد دخل أهل البيت،
فأسلم العباس، وأسلمت أم الفضل، وأسلمت أنا. وَكَانَ
العباس يهاب قومه ويكره خلافهم، وَكَانَ يكتم إسلامه،
وَكَانَ ذا مال كَثِير متفرق فِي قومه.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن موسى،
أخبرنا عبد الرزاق، أَنْبَأَنَا ابن جريج، عن عمران بن
موسى، عن سعيد بن أبي سعيد [عن أبيه [3]] ، عن أبي رافع
أَنَّهُ مر بالحسن بن عَليّ- رضي الله عَنْهُما- وهو يصلي،
وقد عقص ضفرته [4] فِي قفاه، فحلها فالتفت إليه الْحَسَن
مغضبا. قَالَ: أقبل عَلَى صلاتك إِنِّي سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: ذلك كفل [5] الشيطان [6] .
__________
[1] انظر ترجمة «عبد الرحمن بن عبد» : 3/ 371.
[2] انظر: 1/ 52، 93، أما التراجم المسماة بصالح فلم يذكر
في واحدة منها أن صاحبها يكنى أبا رافع. ولم يذكر أبو عمر
في الاستيعاب 4/ 1656 أن من أسمائه صالحا، فذكر: إبراهيم،
وأسلم، وهرمز، وثابتا. وكذلك قال ابن الأثير في ترجمة
إبراهيم: 1/ 52.
[3] ما بين القوسين المعقوفين عن الترمذي. وسنن أبى داود،
كتاب الصلاة، باب «الرجل يصلى عاقصا شعره» ، الحديث 646:
1/ 174.
[4] في المطبوعة: «ضفيرته» . والمثبت عن المصورة والترمذي.
والعقص: جمع الشعر وسط الرأس، أو لفظ الذوائب على الرأس
كفعل النساء. وفي سنن أبى داود: «وقد غرز ضفرة: في قفاه» ،
أي: لوى شعره وأدخل أطرافه في أصوله.
[5] أي: موضع قعود الشيطان. وفي المطبوعة: «ذلك كفل من
الشيطان» . و «من» غير ثابتة في الترمذي.
[6] تحفة الأحوذي، أبواب الصلاة، باب «ما جاء في كراهية كف
الشعر في الصلاة» ، الحديث 382: 2/ 389- 390، وقال
الترمذي: «حديث حسن» . هذا وقد أخرج ابن ماجة حديث أبى
رافع من وجه آخر، انظر سنن ابن ماجة، كتاب الإقامة، باب
«كف الشعر والثوب في الصلاة» ، الحديث 1042: 1/ 331.
(5/106)
وتوفي أَبُو رافع فِي خلافة عثمان، وقيل
فِي خلافة عَليّ. وهو الصواب.
أخرجه الثلاثة.
5868- أبو رافع الصائغ
(ب) أبو رافع الصائغ، اسمه نفيع.
قَالَ أبو [عمر [1]] : لا أعرف لمن ولاؤه، ولا أقف عَلَى
نسبه، وهو مشهور من علماء التابعين. أدرك الجاهلية، روى
عَنْهُ ثابت البناني، وقتادة، وخلاس بن عَمْرو الهجري.
يعد فِي البصريين، أكثر روايته عن عمر، وأبي هريرة. وَفِي
رواية ثابت البناني، عَنْهُ:
أَنَّهُ قَالَ أطيب شيء أكلته فِي الجاهلية ... فذكر عضوا
من سبع.
أخرجه [2] أبو عمر.
5869- أبو رائطة
(د ع) أبو رائطة، واسمه: عبد الله بن كرامة المذحجي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديثه
عَند الشعبي.
روى عبد الله بن أحمد اليحصبي، عن عَليّ بن أبي عَليّ، عن
الشعبي، عن أبي رائطة ابن كرامة المذحجي قَالَ: كنا جلوسا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
5870- أبو الربيع
(س) أبو الربيع.
أورده جَعْفَر المستغفري، وقال: رواه عبد الملك بن جابر بن
عتيك، عن عمه قال:
اشتكى أبو الربيع فعاده النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم،
وأعطاه خميصة [3] .. قال: قاله لي أبو على البرذعي.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «قال أبو رافع: لا أعرف..» .
وهو خطأ لا شك فيه. وقائل ذلك هو أبو عمر في الاستيعاب: 4/
1656، والترجمة عنه.
[2] لأبى رافع الصائغ هذا ترجمة في طبقات ابن سعد: 7/ 1/
88. وذلك في الطبقة الأولى من الفقهاء والمحدثين والتابعين
من أهل البصرة، من أصحاب عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه.
وقال الحافظ في الإصابة 4/ 75: «أكثر عن أبى هريرة، ويروى
عن الخلفاء الأربعة وابن مسعود ... » . وعلى ذلك فليس
صحابيا.
[3] انظر سنن أبى داود، كتاب الجنائز، باب «فضل من مات في
الطاعون» ، الحديث 3111، 3/ 188. وسنن النسائي كتاب
الجنائز، باب «النهى عن البكاء» : 4/ 13. كما تنظر ترجمة
جابر بن عتيك، وقد تقدمت: 1/ 309، وترجمة «عبد الله بن
ثابت» : 3/ 189.
(5/107)
قَالَ: وروى جرير بن عبد الحميد، عن عبد
الملك بن عمير، عن ربيع الأنصاري قَالَ:
عاد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم ابن أخي ... وذكر
الحديث.
أخرجه أبو موسى مختصرا.
5871- أبو ربيعة
(س) أبو ربيعة.
أخرجه أبو موسى وقال: أورده أبو زكريا فِي الصحابة، لَمْ
يزد على هذا.
5872- أبو رجاء العطاردي
(ب) أبو رجاء العطاردي، بصري، اسمه عمران. واختلف فِي اسم
أبيه، فقيل:
عمران بن تيم [1] وقيل: عمران بن عبد الله.
أدرك الجاهلية، وكان مسلما على عهد رسول الله- صلى الله
عَلَيْهِ وسلم- أسلم بعد الفتح، وعمر طويلا. وقال الفرزدق
حين مات أبو رجاء [2] :
ألم تر أن النَّاس مات كبيرهم ... وَقَدْ كَانَ قبل البعث
بعث مُحَمَّد
وقد ذكرناه في عمران.
أخرجه أبو عمر.
5873- أبو رحيمة
(د ع) أبو رحيمة، وقيل: أبو رخيمة [3] .
أتى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم وحجمه.
روى عطاء بن نَافِع، عن الْحَسَن بن أبي الْحَسَن، عن أبي
رحيمة قَالَ: حجمت النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم
فأعطاني درهما.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «تميم» . والمثبت عن ترجمة
عمران، انظر: 4/ 279. وطبقات ابن سعد: 7/ 1/ 100.
[2] طبقات ابن سعد: 7/ 1/ 102، والاستيعاب: 4/ 1657.
[3] في المطبوعة: «رحمة» ، وفي المصورة: «رحيمة» دون نقط.
وما أثبتناه من الإصابة، قال الحافظ 4/ 69:
«أبو رحيمة، غير منسوب، بالحاء المهملة أو المعجمة» .
(5/108)
5874- أبو الرداد الليثي
(ب د ع) أبو الرداد الليثي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى
عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ذكره الواقدي فِي الصحابة.
كَانَ يسكن المدينة.
روى سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة قَالَ: اشتكى
أبو الرداد الليثي، فدخل عَلَيْهِ عبد الرحمن بن عوف فقال:
خيرهم وأوصلهم. ثم قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: قَالَ الله: أنا الرحمن، خلقت
الرحم، وشققت لَهَا من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها
بتته.
ورواه معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن ردادا حدثه. وروى
بشر بن شعيب بن أبي حَمْزَة، عن أبيه، عن الزهري، عن أبي
سلمة: أن أبا الرداد أخبره أَنَّهُ كَانَ من الصحابة [1]
وروى أبو اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة أن أبا
مالك حدّثه.
أخرجه الثلاثة.
5875- أبو الرديني
(د ع) أبو الرديني الشامي، غير منسوب، ذكر فِي الصحابة.
روى إسماعيل بن عياش عن عبد الحميد بن عبد الرحمن. عن أبي
الرديني قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم:
«ما من قوم يجتمعون يتلون كتاب الله يتعاطونه بينهم، إلا
كانوا أضياف الله وإلا حفت بِهِم الملائكة حَتَّى يقوموا
أو يخوضوا فِي غيره» [2] . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5876- أبو رزين الأسدي
(س) أبو رزين الأسدي.
أورده ابن شاهين فِي الصحابة، وروى بإسناده عن سفيان عن
إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين الأسدي أَنَّهُ قَالَ: قَالَ
رجل: يا رسول الله، قول الله تبارك وتعالى: الطَّلاقُ
مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ
بِإِحْسانٍ 2: 229 أين الثالثة؟ قَالَ: التسريح بإحسان هي
الثالثة [3] .
__________
[1] أخرج الإمام أحمد الحديث المتقدم عن بشر بن أبى شعيب
باسناده إلى أبى سلمة أن أبا الرداد الليثي أخبره، عن عبد
الرحمن ابن عوف أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم،
وذكره. انظر المسند: 1/ 194.
[2] أخرجه الحارث بن أبى أسامة، والطبراني. انظر الإصابة:
4/ 70.
[3] أخرجه ابن أبى حاتم، انظر تفسير ابن كثير عند الآية
229 من سورة البقرة: 1/ 400 بتحقيقنا.
(5/109)
أخرجه أبو موسى وقال: أبو رزين هَذَا من
التابعين، ولم يذكره فِي الصحابة غير ابن شاهين.
5877- أبو رزين والد عبد الله
(ب) أبو رزين، والد عبد الله بن أبي رزين.
لَمْ يرو عَنْه غير ابنه، وهما مجهولان، حديثهما فِي الصيد
يتوارى.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
5878- أبو رزين العقيلي
(ب ع س) أبو رزين العقيلي، اسمه: لقيط بن عامر بْن صبرة
بْن عَبْد اللَّهِ بْن المنتفق ابن عَامِر بن عقيل، من أهل
الطائف. روى عَنْهُ وكيع بن عدس، وقيل: حدس.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِم الْمُؤَدِّبُ
بِإِسْنَادِهِ، عن المعافى بن عمران، عن ابن لهيعة، عَنْ
عمرو بْن شعيب، عَنْ أبيه، عَنْ جده عبد الله بن عَمْرو:
أن أبا رزين قَالَ: ما الإيمان يا رسول الله؟ قَالَ: لا
يكون شيء أحب إليك من الله ومن رسوله، ولأن تؤخذ فتحرق
بالنار أحب إليك من أن تشرك باللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وتحب
غير ذي نسب، لا تحبه إلا للَّه. وقد ذكرناه فِي لقيط.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
5879- أبو رزين
أبو رزين، غير منسوب، وهو من أهل الصفة.
روى أبو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،
عَنِ أبيه: أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ
لرجل من أهل الصفة يكنى أبا رزين: يا أبا رزين، إذا خلوت
فحرك لسانك بذكر الله عَزَّ وَجَلَّ، فإنك لا تزال فِي
صلاة ما ذكرت ربك، إن كنت فِي علانية فكصلاة العلانية، وإن
كنت خاليا فكصلاة الخلوة.
ذكره ابن الدباغ عن الغساني عَلَى أبي عمر.
5880- أبو رفاعة
(ب ع س) أبو رفاعة العدوي، من بني عدي بْن عبد مناة بْن أد
بْن طابخة، وهو عدي
(5/110)
الرباب. نسبه خليفة فقال: أبو رفاعة اسمه:
عبد الله بن الحارث بن أسد بن عدىّ بن جندل ابن عَامِر بْن
مالك بْن تميم بْن الدؤل بْن جل [1] بْن عدي بْن عبد مناة
بْن أد.
وَكَانَ من فضلاء الصحابة، وقد اختلف فِي اسمه فقيل: تميم
بْن أسيد. وقيل: ابن أسد يعد فِي أهل البصرة، قتل بكابل
سنة أربع وأربعين. روى عَنْهُ صلة بن أشيم، وحميد ابن
هلال.
أخبرنا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ عَنْ
أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عمرو قال: حدثنا شيبان ابن
فروخ، أخبرنا سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عن أبي رفاعة قَالَ: أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت: يا رسول الله، رجل غريب
جاهل لا يعلم ما أمر دينه؟
قَالَ: فترك رسول الله الناس ونزل وقعد عَلَى كرسي خلب [2]
، قوائمه من حديد، فعلمني ديني، ثُمَّ رجع إلى خطبته ففرغ
مما بقي عَلَيْهِ من الخطبة [3] .
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: أسيد بالفتح، وقال غيره بالضم،
وقد ذكرناه فِي تميم، وَفِي عبد الله.
5881- أبو رمثة البلوى
(ب) أبو رمثة البلوي.
لَهُ صحبة، وسكن مصر ومات بإفريقية، وأمرهم إذا دفنوه أن
يسووا قبره. وحديثه عند أهل مصر.
أخرجه أبو عمر.
5882- أبو رمثة التيمي
(ب ع س) أبو رمثة التيمي، من تيم بن عبد مناة بن أد، وهم
تيم الرباب. ويقال:
التميمي، من ولد امرئ القيس بْن زيد مناة بْن تميم.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي
منصور بإسناده عن أبي داود: أخبرنا ابن بشار،
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «جبل» . وقد تقدم في ترجمة «عبد
الله بن الحارث» 3/ 202: «حل» . والمثبت عن النشرة الثانية
لجمهرة أنساب العرب: 200.
[2] في المطبوعة: «خلت» . وفي المصورة: «جلب» ، بضم الجيم
والباء. والمثبت عن ترجمة «تميم بن أسيد» ، وقد تقدمت برقم
514: 1/ 255. وانظر تعليقنا هناك.
[3] أخرجه مسلم في كتاب الجمعة، باب «حديث التعليم في
الخطبة» عن شيبان بن فروخ باسناده نحوه، انظر: 3/ 15.
(5/111)
أخبرنا عبد الرحمن، أخبرنا سفيان، عن إياد
[1] بن لقيط، عن أبي رمثة قَالَ: أتيت النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم أنا وأبي، فقال لرجل- أو: لابنه-: من هَذَا؟
قَالَ: ابني. قَالَ: «لا تجني عَلَيْهِ ولا يجني عَلَيْك
[2] » . وكان قد لطخ لحيته بالحناء [3] . وقد اختلف فِي
اسم أبي رمثة كثيرا، فقيل: حبيب بن حيان. وقيل: حيان بن
وهب.
وقيل: رفاعة بن يثربي، وقيل: عمارة بن يثربي بن عوف. وقيل:
خشخاش. قاله أبو عمر.
وقال الترمذي: أبو رمثة التيمي اسمه حبيب بن وهب، وقيل:
رفاعة بن يثربي.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى.
5883- أبو الرمداء
(ب د ع) أبو الرمداء. وقيل: أبو الربداء البلوي، مولى
لَهُم.
وأكثر أهل الحديث يقولونه بالميم، وأهل مصر يقولونه
بالباء.
ذكر ابن عفير أبا الربداء فقال: أبو الربداء البلوي، مولى
امراة من بلي، يقال لَهَا:
الربداء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلوي، ذكر أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بِهِ وهو
يرعى غنما لمولاته، وله فيها شاتان، فاستسقاه، فحلب لَهُ
شاتيه، ثُمَّ راح وقد حفلتا حلبا، فذكر ذَلِكَ لمولاته
فقالت: أنت حَر. فاكتنى بأبي الربداء.
وروى حديثه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبى هبيرة، عن أبى
سليمان- مولى ام سلمة أم الْمُؤْمِنِين- عن أبي الرمداء
البلوي: أن رجلا منهم شرب الخمر. فأتوا بِهِ النَّبِيّ صلى
الله عَلَيْهِ وسلم فحده، ثُمَّ أتوا بِهِ الثانية فحده،
ثُمَّ أتوا بِهِ الثالثة- أو: الرابعة- فأمر بِهِ فحمل
عَلَى العجل [4] ، وقال أبو حاتم: العجل: يعنى الأنطاع [5]
.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «زياد بن لقيط» . والصواب عن المصورة
وسنن أبى داود.
[2] قوله: «ولا يجنى عليك» ليست في سنن أبى داود.
[3] انظر سنن أبى داود، كتاب الترجل، باب «في الخضاب» ،
الحديث 4208: 4/ 86.
[4] العجل- بكسر ففتح- جمع عجلة، وهي قربة الماء. وأما
الأنطاع فجمع قطع، وهو بساط من الأديم.
[5] لفظ الاستيعاب 4/ 1659: «إنما هو العجل يعنى به
الأنطاع» .
(5/112)
5884- أبو روح الكلاعي
أبو روح الكلاعي. ذكره ابن قانع.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ
بِإِسْنَادِهِ عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، أخبرنا
إسحاق بن يوسف، عن شريك، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْن عمير،
عَنْ أبي روح الكلاعي قَالَ: صلى بنا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم صلاة، فقرأ فيها سورة الروم،
فلبس بعضها [1] ، فقال: إنما لبس عَليّ الشيطان القراءة من
أجل أقوام أتوا [2] الصلاة بغير وضوء، فأحسنوا الوضوء [3]
.
5885- أبو الروم
(ب) أبو الروم بن عمير بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن عَبْد
الدار بن قصي، أخو مصعب ابن عمير القرشي العبدري. أمه أم
ولد رومية.
وَكَانَ ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع أخيه مصعب بن عمير..
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر إِلَى أرض الحبشة من بني
عبد الدار.: أبو الروم بن عمير بْن هاشم بْن عَبْد مناف
بْن عَبْد الدار ابن قصي [4] .
وقال الواقدي: كَانَ أبو الروم قديم الإسلام بمكة، وهاجر
إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وشهد أحدا.
وقال أبو الزناد: لَيْسَ أبو الروم من مهاجرة الحبشة، ولو
كَانَ منهم لشهد بدرا مع من شهدها ممن رجع من أرض الحبشة
قبل بدر، ولكنه قد شهد أحدا.
قَالَ أبو عمر: قد هاجر أبو الروم إلى أرض الحبشة، وقدم
المدينة وهو ممن هاجر إلى أرض الحبشة وممن أسلم قبل بدر
ولم يقدر لَهُ شهودها، وممن لَمْ يقدر لَهُ شهودها جماعة.
قتل أبو الروم يوم اليرموك [5] .
__________
[1] أي: خلط بعضها ببعض.
[2] كلمة «أتوا» غير ثابتة في المطبوعة. ولفظ المسند:
«يأتون الصلاة» .
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 471.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 325.
[5] الاستيعاب: 4/ 1660.
(5/113)
5886- أبو رومي
(د ع) أبو رومي، لَهُ ذكر فِي حديث ابن عباس.
روى أبو الجوزاء، عن ابن عباس قَالَ: كَانَ أبو رومي من شر
أهل زمانه، وَكَانَ لا يدع شيئا من الحرام إلا ارتكبه،
وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يقول: إن رأيت أبا رومي فِي بعض أزقة المدينة لأضربن عنقه.
فلما أصبح غدا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ من بعيد قَالَ: مرحبا بأبي رومي.
وأخذ يوسع لَهُ المكان، قَالَ: فجعل أصحاب النَّبِيّ صلى
الله عَلَيْهِ وسلم ينظر بعضهم إلى بعض ويقولون: بالأمس
يقول: «إن رأيت أبا رومي لأضربن عنقه» . فبينما هم كذلك
قَالَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: يا أبا رومي، ما
عملت البارحة؟ قَالَ: ما عسى أن أعمل يا رسول الله! أنا شر
أهل الأرض. فقال: أبشر، إن الله عَزَّ وَجَلَّ حول مكنتك
[1] إلى الجنة، فإن الله عَزَّ وجل يقول: يَمْحُوا اللَّهُ
مَا يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ 13: 39
[2] . أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم.
5887- أبو رويحة الخثعميّ
(س) أبو رويحة، عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي، أخو بلال
بن رباح، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بينهما.
لَهُ صحبة، نزل الشام، ولست أقف عَلَى اسمه ونسبه، قاله
أبو موسى عن الحاكم أبي أحمد.
قَالَ أبو موسى: وقد ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ- يعني ابْنُ
منده- وقَالَ: هُوَ أخو بلال، لَهُ صحبة.
أخبرنا مُحَمَّد بن أبي الفتح بن الْحَسَن الواسطي النقاش،
أخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري، أخبرنا زاهر الشحامي،
أخبرنا أبو سعد، أخبرنا الحاكم أبو أحمد، أخبرنا أبو
الْحَسَن مُحَمَّد بن العميص الغساني، أَنْبَأَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَان بن
بلال، عن أم الدرداء، عَنْ أَبِي الدرداء قَالَ: لِمَا رحل
عمر بن الخطاب من فتح بيت المقدس فصار إِلَى الجابية [3] ،
سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذَلِكَ. قَالَ: وأخي أبو
رويحة، آخى بيني وبينه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] ؟ فنزل داريّا فِي خولان [5] ،
فأقبل هُوَ وأخوه إلى حي من خولان فقالا لهم:
__________
[1] أي: مكانك.
[2] سورة الرعد، آية: 39.
[3] الجابية: قرية من أعمال دمشق.
[4] بعده في ترجمة بلال 1/ 244: «قال: وأخوك» .
[5] داريا: قرية كبيرة من قرى دمشق بالغوطة. وخولان: قبيلة
عربية نزلت مصر والشام.
(5/114)
أتيناكم خاطبين، قد كنا كافرين فهدانا الله
عَزَّ وَجَلَّ، ومملوكين فأعتقنا الله عَزَّ وَجَلَّ،
وفقيرين فأغنانا الله عَزَّ وَجَلَّ، فإن تزوجونا فالحمد
الله، وَإِن تردونا فلا حول ولا قوة إلا باللَّه.
فزوجوهما.
أخرجه أَبُو موسى، وقال: «أورده أَبُو عَبْد الله فِي كتاب
الكنى» ، وليس فيما عندنا من نسخ كتاب أبي عبد الله فِي
الصحابة فِي الكنى ترجمة لأبي رويحة، فإن كَانَ أبو عبد
الله صنف كتابا في الكنى ولم نره فيمكن.
5888- أبو رويحة الفزعيّ
(ب س) أبو رويحة الفزعي [1] من خثعم.
قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يواخي بين
الناس، قاله أبو موسى عن جَعْفَر المستغفري.
وقال أبو عمر: أبو رويحة الخثعمي، آخى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين بلال بن رباح
مولى أبي بكر الصديق. وَكَانَ بلال يقول: أَبُو رويحة أخي،
قَالَ لي رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: أنت أخوه، وهو
أخوك. وروي عن أبي رويحة أَنَّهُ قال: أتيت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فعقد لي لواء وقال: اخرج فناد:
من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن. يقال: اسم أبي رويحة:
عبد الله بن عبد الرحمن [2] عداده فِي الشاميين، قاله أبو
عمر [3] . وأخرجه هُوَ وَأَبُو موسى.
قلت: قد أخرج أبو موسى هَذِه الترجمة بعد الأولى التي فيها
«أبو رويحة أخو بلال» ، ولم ينسبه، فلا شك أَنَّهُ ظنهما
اثنين، حَيْثُ رأى فِي تِلْكَ «أخو بلال» ولم ينسب إلى
قبيلة وفيها أنهما قالا بخولان: «كنا عبدين فأعتقنا الله
عَزَّ وَجَلَّ» . ورأى فِي هَذِه نسبا إلى قبيلة وهي
«خثعم» ، ولم ير فيها أَنَّهُ أخو بلال، فظنهما اثنين،
وهما واحد. ويكون منسوبا إلى خثعم بالولاء، وقد روى أبو
موسى فِي ترجمة أبي رويحة، أخي بلال: أن بلالا لِمَا أذن
لَهُ عمر أن يقيم بالشام قَالَ: وأخي أَبُو رويحة الَّذِي
آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بيني وبينه؟ فدل بهذا أَنَّهُ لَيْسَ أخا فِي النسب. وقوله
فِي هَذِه الترجمة: أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم
آخى بينه وبين بلال، فدل هَذَا عَلَى أنهما واحد. وقوله:
الفزعي، من خثعم، فإن الفزع بطن من خثعم، وهو الفزع بن
شهران بن عفرس بن حلف بن أقيل [4] وهو خثعم.
حلف: بالحاء المهملة المفتوحة، وباللام الساكنة، وآخره
فاء.
__________
[1] في المطبوعة: «الفرعى» بالراء، وكذلك ورد في أثناء
الترجمة «الفرع» . والصواب عن جمهرة أنساب العرب لابن حزم:
390، والمشتبه للذهبى: 508.
[2] انظر الترجمة 3046: 3/ 300.
[3] الاستيعاب: 4/ 1660- 1661.
[4] في المطبوعة: «أقبل» ، بالموحدة. والصواب عن جمهرة
أنساب العرب لابن حزم: 390.
(5/115)
5889- أبو رهم الأنماري
(س) أبو رهم الأنماري.
أورده أَبُو بَكْر بْن أَبِي عَليّ، ونسبه إلى ابن أبي
عَاصِم. روى عَنْهُ خالد بن معدان أَنَّهُ قَالَ: كَانَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إذا أخذ مضجعه
قَالَ: بسم الله وضعت جنبي، اللَّهمّ اغفر لي ذنبي، واخسأ
[1] شيطاني، وفك رهاني، وثقل موازيني، واجعلني فِي الرفيق
الأعلى. أخرجه أبو موسى [2] .
5890- أبو رهم السماعي
(ب د ع) أبو رهم السماعي، وقيل: السمعي.
ذكره ابن أبي خيثمة فِي الصحابة. وقال مُحَمَّد بن إسماعيل
البخاري: هُوَ تابعي، واسمه أحزاب بن أسيد.
وقال أبو عمر: لا يصح ذكره فِي الصحابة، لأنه لَمْ يدرك
النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم، ولكنه من كبار
التابعين. روى عَنْهُ خالد بن معدان، واسمه أحزاب بن أسيد
الظهري [3] .
روى عمر بن سعيد اللخمي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي رهم
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من عصى إمامه ذهب
أجره. أخرجه الثلاثة.
5891- أبو رهم الظهرى
(س) أبو رهم الظهري.
أورده أبو بكر بن أبي عَليّ أيضا. روى عتبة [4] بن المنذر
قَالَ: كَانَ أبو رهم فِي مائتين من العطاء وابنه فِي
تسعين، وَكَانَ أبو أمامة فِي مائتين من العطاء، قَالَ:
ورأيتهم إذا التقوا شكا
__________
[1] انظر: 6/ 11. التعليق رقم: 1.
[2] قال الحافظ في الإصابة 4/ 75: «استدركه أبو موسى وهو
خطأ نشأ عن تحريف وتصحيف، وإنما هو زهير الأنماري، كذا
أخرجه ابن أبى عاصم وهو على الصواب في كتاب الدعاء له،
وكذا أخرجه الطبراني» .
هذا وقد تقدم الحديث في ترجمة أبى الأزهر الأنماري،
وخرجناه هناك عن سنن أبى داود، انظر: 6/ 10- 11.
[3] انظر الترجمة 41: 1/ 65.
[4] في المطبوعة: «عقبة» . ولعل الصواب ما أثبتناه، فلم
نجد عقبة هذا، والحديث في الإصابة من رواية يحيى بن سعيد
العطار وهو يروى عن عتبة.
(5/116)
بعضهم إلى بعض، قَالَ: ورأيت أبا رهم
الظّهرى شيخا كبيرا يخضب بالصّفرة وَكَانَ لَهُ ابن يقال
لَهُ: عمارة أصيب يوم يزيد بن المهلب.
أخرجه أبو موسى.
5892- أبو رهم الغفاريّ
(ب د ع) أبو رهم الغفاري، اسمه كلثوم بن الحصين وقيل: ابن
حصن [1] بن عُبَيْد وقيل: ابن عتبة- بن خلف بن بدر بن
أحيمس بن غفار.
أسلم بَعْدَ قُدُومِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى المدينة، وشهد أحدا فرمي بسهم فِي نحره،
فسمي المنحور، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبصق عَلَيْهِ فبرأ. واستخلفه
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
المدينة مرتين، مرة فِي عمرة القضاء، ومرة عام الفتح، فلم
يزل عليها حَتَّى انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطائف. وشهد بيعة الرضوان،
وبايع تحت الشجرة.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد:
حَدَّثَنِي أبي، أخبرنا عبد الرزاق، حَدَّثَنَا معمر، عن
الزهري، عن ابن أخي أبي رهم: أَنَّهُ سمع أبا رهم الغفاري
وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الَّذِينَ بايعوا
تحت الشجرة- يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم غزوة تبوك فلما قفل [2] سرى
ليلة، فسرت قريبا مِنْه، وألقي عَليّ النعاس، فطفقت أستيقظ
وقد دنت راحلتي من راحلته، فيفزعني دنوها خشية أن أصيب
رجله ... الحديث [3] .
وروى عَنْهُ مولاه أبو حازم أَنَّهُ قال: حضرت خيبر أنا
وأخي ومعنا فرسان، فأسهم لنا النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وسلم: أربعة أسهم لي، ولأخي سهمين، فبعنا سهمنا من خيبر
ببكرين [4] .
أخرجه الثلاثة.
5893- أبو رهم بن قيس
(ب د ع) أبو رهم بن قيس الأشعري. تقدم نسبه عند أخيه أبي
موسى عبد الله بن قيس [5] .
هاجر أبو رهم إلى المدينة مع أخويه أبي موسى وأبي بردة من
الحبشة مع جَعْفَر بن أبي طالب، حين افتتح رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، فأسهم لَهُم
منها. وقد ذكرنا خبرهم فِي أبي موسى، وأبي بردة، وقال
لَهُم رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: لكم هجرتان،
هاجرتم إلي، وهاجرتم إلى النجاشي.
__________
[1] في المطبوعة: «ابن حصين» . والمثبت عن المصورة
والاستيعاب: 4/ 1659.
[2] في المسند: «فلما فصل» .
[3] مسند الإمام أحمد: 4/ 349.
[4] البكر- بفتح فسكون-: الفتى من الإبل.
[5] انظر الترجمة 3135: 3/ 367.
(5/117)
وقال الْحَسَن الْبَصْرِيّ: كَانَ لأبي
موسى أخ يتسرع فِي الفتن، يقال لَهُ: أبو رهم، وكان أبو
موسى ينهاه.
أخرجه الثلاثة.
5894- أبو رهم بن مطعم
(ب) أبو رهم بن مطعم الأرحبي، وأرحب بطن من همدان.
وَكَانَ شاعرا هاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن مائة وخمسين سنة وقال:
وقبلك ما فارقت فِي الجوف أرحبا
فِي أبيات، ذكره ابن الكلبي.
أخرجه أبو عمر.
5895- أبو رهمة
(س) أبو رهمة- بزيادة هاء- وقيل: أبو رهيمة السجاعي.
قَالَ: أتيت النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم بتبر، فدعا
لنا فِيهِ، وكتب لنا كتابا: من وجد شيئا فهو له. أخرجه أبو
موسى وقال: قَالَ جَعْفَر، ذكره لي البرذعي بسمرقند، وهذا
هُوَ الأول- يعني أبا رهم السماعي- ولكن هكذا أورده، ولعله
أراد أن يقول السماعي، فقال السجاعي. والله أعلم.
5896- أبو رهيمة
(س) أبو رهيمة- بزيادة ياء وهاء- هُوَ أبو رهيمة السمعي،
إن لَمْ يكن أبا رهم فهو غيره.
أخبرنا أبو موسى إذنا، أخبرنا مُحَمَّد بن أبي نصر التاجر،
أخبرنا أبو منصور وَأَبُو زيد ابنا أبي الْحَسَن الصوفي
قالا: أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن إسحاق، أَنْبَأَنَا أحمد بن
مُحَمَّد، أخبرنا أبو حاتم الرازي، أخبرنا سُلَيْمَان بن
داود المكي من أهل تبالة [1]- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن
عثمان بن عُبَيْد الله ابن مقلاص الطائفي الثقفي،
حَدَّثَنِي عبد الله بن عقيل بن يزيد بن راشد، عن أبيه
قال: خرجنا إلى المسلم بن حذيفة العامري، فأخبرنا أن أبا
رهيمة السمعي وأبا نخيلة اللهبي قالا:
أتينا رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم بتبر، فكتب لنا
كتابا، وقال فيه: من وجد شيئا فهو له، والخمس في الركاز،
والزكاة: في كل أربعين دينارا دينار- قَالَ سُلَيْمَان: من
وجد شيئا من المعادن فليس فِيهِ زكاة حَتَّى يبلغ أربعين
دينارا.
__________
[1] تبالة- بفتح التاء-: موضع ببلاد اليمن.
(5/118)
أخرجه أبو موسى. قلت: هَذَا أبو رهيمة
وَأَبُو رهمة وَأَبُو رهم السماعي أو السمعي واحد، وإنما
اختلفت ألفاظ الرواة فِي اسمه، والأول أصح. وهذا المتن
هُوَ الَّذِي ذكره فِي الترجمة التي قبلها، والله أعلم.
5897- أبو ريحانة الأزدي
(ب ع س) أبو ريحانة الأَزْدِيّ. وقيل: الدوسي. وقيل:
الأنصاري. ويقال: مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. واختلف فِي اسمه فقيل: عبد الله بن مطر. وقد
تقدم فِي «عبد الله» [1] وَفِي «شمعون» وهو أكثر.
أَخْبَرَنَا يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنُ عَلِيٍّ
الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إلى أبي عبد الرحمن النسائي:
أخبرنا عصمة بن الفضل [قَالَ: حَدَّثَنَا زيد بن حباب] [2]
عن عبد الرحمن بن شريح قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن شمير
الرعيني قَالَ: سمعت أبا عَليّ التجيبي: أَنَّهُ سمع أبا
ريحانة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
حرمت النار عَلَى عين سهرت فِي سبيل الله [3] شريح: بالشين
المعجمة والحاء المهملة. وشمير: بالشين المعجمة- وقيل:
بالسين المهملة.
أخرجه أبو عمر، وَأَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
5898- أبو ريحانة القرشي
أبو ريحانة القرشي.
ذكره ابن قانع فِي حديث أن لَهُ صحبة.
روى ابن قانع في حديث «عقبة بن مالك الجهني» : أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ما من
رجل يموت وَفِي قلبه حبة خردل من كبر، فتحل لَهُ الجنة.
فقال أبو ريحانة القرشي: إِنِّي أحب الجمال.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الكبر ذاك. لم
يخرجوه.
5899- أبو ريطة
(ع س) أبو ريطة.
لَهُ صحبة. روت عَنْهُ ابنته ريطة أَنَّهُ قَالَ: قَالَ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لأن ألطع
[4] قصعة أحبّ إليّ من أن أتصدق بمثلها طعاما. أخرجه أبو
نعيم وأبو موسى.
__________
[1] انظر الترجمة 3181: 3/ 391.
[2] ما بين القوسين سقط من المطبوعة والمصورة، وقد أثبتناه
عن سنن النسائي. وانظر مسند الإمام أحمد: 4/ 134.
وانظر ترجمة عصمة في التهذيب: 7/ 117.
[3] سنن النسائي، كتاب الجهاد، باب «ثواب عين سهرت في سبيل
الله عز وجل» : 6/ 15.
[4] اللطع: اللحس.
(5/119)
5900- أبو ريطة المذحجي
(س) أبو ريطة المذحجي.
روى عَنه الشعبي أنه قَالَ: بينا النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم جالسا ذات ليلة بين المغرب والعشاء، إِذْ
مرت بِهِ رفقة تسير سيرا حثيثا، وسائق يسوق بِهَا وهو يقرأ
القرآن، فنظر إِلَيْهِمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم أطرق، فلم يلبث أن قام وسعى خلفهم
... وذكر الحديث بطوله.
أخرجه أبو موسى كذا مختصرا.
قلت: هَذَا أبو ريطة هُوَ أبو رائطة المذكور أول الرَّاء،
وقد أخرجه ابن منده وأبو نعيم، فلا حاجة إلى استدراكه، فإن
كَانَ ظنه غيره فربما، ولهذا أفردناه عن تلك، والله أعلم.
5901- أبو ريمة
(د ع) أبو ريمة.
روى عَنْهُ عبد الله بن رباح. لَهُ صحبة، وعداده فِي أهل
البصرة.
روى أحمد بن هارون المصيصي، عن أشعث [1] بن شعبة، عن
المنهال بن خليفة، عن الأزرق بن قيس قَالَ: صلى بنا إمام
يكنى ابا ريمة فسلم عن يمينه وعن يساره، حَتَّى رئي بياض
خده، ثُمَّ قَالَ: صليت بكم كما رأيت رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وسلم يصلي.
رواه عثمان بن عمر، عن أشعث نحوه. ورواه مشعبة، عن الأزرق،
عَنْ عبد الله بن رباح الأنصاري يحدث عَنْ رجل من أصحاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: أن النبي صلى الله
عَلَيْهِ وسلم صلى العصر، فقام رجل يصلي بعدها، فأخذ عمر
بثوبه فقال: اجلس، فإنما أهلك أهل الكتاب قبلكم أَنَّهُ
لَمْ يكن لصلاتهم فصل. فقال النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وسلم: صدق ابن الخطاب. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة: «أشعب» . والمثبت عن الخلاصة.
(5/120)
حرف الزاى
5902- أبو زرارة الأنصاريّ
(ب س) أبو زرارة الأنصاري.
مدني، روى عَنْهُ مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن ثَوْبَانَ:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
من سمع النداء- يعني فِي الجمعة- فلم يجب، كتب من
المنافقين. أخرجه أبو عمرو، وَأَبُو موسى، وقال أبو عمر:
فِيهِ نظر [1] .
5903- أبو زرارة النخعي
أبو زرارة النخعي.
وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذكره ابن الدباغ عن ابن الكلبي. وَالَّذِي رأيته فِي جمهرة
ابن الكلبي:
زرارة اسم، وليس بكنية. وقد تقدم [2] .
5904- أبو زرعة الفزعيّ
(س) أبو زرعة الفزعي الرمالي [3] .
أخرجه ابن طرخان فِي وحدان الصحابة. روى يَحْيَى بن الأصبع
بن مهران الفزعي من خثعم، حَدَّثَنِي حرام بن عبد الرحمن،
عن أبي زرعة الفزعي ثُمَّ الرمالي: أن النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم عقد لَهُ راية رقعة بيضاء ذراعا في ذراع.
أخرجه أبو موسى.
5905- أبو زرعة مولى المقداد
(ب) أبو زرعة، مولى المقداد بن الأسود. اسمه عبد الرحمن،
لا تصح لَهُ صحبة ولا رواية، حديثه مرسل. وقال البخاري:
حديثه منقطع.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] الّذي في الاستيعاب هو: «أبو زبيب الأنصاري» . وقد علق
محقق الاستيعاب بقوله: «هكذا بالأصول» . انظر: 4/ 1166
[2] انظر: 2/ 255.
[3] كذا في المخطوطة والمصورة: «ولعله الثمالي» . وانظر
ترجمة «أبى رويحة الخثعميّ» وقد تقدمت من قريب. والإصابة،
ترجمة أبى زرعة الفزعيّ: 4/ 82.
(5/121)
5906- أبو الزعراء
(ب د ع) أبو الزعراء.
لَهُ صحبة، عداده فِي أهل مصر. روى حديثه عبد بن الله وهب،
عن عبد الله بن عياش القتباني، عن عبد الله بن جنادة
المعافري. عن أبى عبد الرحمن الحبلى [1] عن أبى الزهراء
قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم فِي سفر، فسمعته يقول: غير الدجال أخوف
عَلَى أمتي من الدجال، أئمة مضلين. أخرجه الثلاثة.
5907- أبو زعنة
(ب) أبو زعنة الشاعر.
ذكره الطبري فيمن شهد أحدا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم. قَالَ: واسمه عَامِر بن كعب بن عمرو ابن
حديج بْن عَامِر بْن جشم بْن الحارث بْن الخزرج الأنصاري
الخزرجي.
وقال ابن إسحاق [2] : قَالَ أبو زعنة بن عبد الله بن
عَمْرو بن عتبة، أخو جشم بن الخزرج يوم أحد:
أنا أبو زعنة يعدو بي الهزم [3] ... لَمْ يمنع المخزاة إلا
بالألم
يحمي الديار خزرجي من جشم
أخرجه أبو عمر.
زعنة: بالزاي، والعين المهملة، والنون. قاله ابْنُ ماكولا،
وَالَّذِي ضبطه أَبُو عُمَر بخطه:
زعبة بالباء الموحدة. وقول ابن ماكولا أصح.
5908- أبو زمعة البلوى
(ب د ع) أبو زمعة البلوي، اسمه عُبَيْد بن أرقم.
كَانَ من أصحاب الشجرة، بايع بيعة الرضوان، سكن مصر وسار
إلى إفريقية في غزوة
__________
[1] في المطبوعة: «الجبليّ» . وهو خطأ، انظر المشتبه.
واللباب في تهذيب الأنساب.
[2] في المطبوعة: «وقال ابن شهاب: قال أبو زعنة ... » وفي
المصورة: «وقال ابن إسحاق» وعلى كلمة إسحاق إشارة إلى
الهامش، وكتب «شهاب» . وما أثبتناه عن سيرة ابن هشام: 2/
165.
[3] في المطبوعة: «يعدوني الهرم» . وفي المصورة «الهزم»
بالزاي، وهو الصواب. والهزم- بضم ففتح: اسم فرس ويروى:
الهزم- بفتح الهاء وكسر الزاى- وهو: الكثير الجرى.
(5/122)
معاوية بن حديج فتوفي بِهَا، فأمرهم أن
يسووا عَلَيْهِ قبره، فدفنوه بالموضع المعروف بالبلوية
اليوم بالقيروان.
روى ابن لهيعة، عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن المغيرة، عن أبي
قيس- مولى بنى جمح- قال: سمعت أبا زمعة البلوى- وَكَانَ من
أصحاب الشجرة- أَنَّهُ قَالَ وقد بلغه عَنْ عَبْد اللَّهِ
بْن عَمْرو بْن العاص بعض التشديد، فقال: لا تشددوا عَلَى
الناس، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قتل
رجل من بني إسرائيل تسعة وتسعين نفسا، ثُمَّ أتى إلى راهب
فقال: إني قتلت تسعة وتسعين نفسا فهل لي من توبة؟ فقال:
لا، فقتل الراهب. ثُمَّ أتى إلى راهب آخر فقص عَلَيْهِ
قصته، فقال: إن الله غفور رحيم فتب إليه. فتاب ولزمه، وصار
من عظماء بنى إسرائيل [1] . أخرجه الثلاثة.
5909- أبو الزوائد اليماني
(ع س) أبو الزوائد اليماني. روى سُلَيْم بن مطير، عن أبيه،
عَنْهُ قَالَ: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي
حجة الوداع، فسمعته يقول: خذوا العطاء ما كَانَ عطاء، فإذا
تجاحفت قريش الملك فيما بينها وصار العطاء رشوة عَلَى
دينكم، فلا تأخذوه [2] . وروى معمر بن بكار، عَنْ
إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنْ أبيه، عَنِ أَبِي أُمَامَةَ بْن
سَهْلِ بْن حُنَيْفٍ قَالَ: أول من صلى الضحى رجل من أصحاب
النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم كَانَ يكنى بأبي
الزوائد.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو موسى.
قلت: قد تقدم فِي الذَّال من الأسماء «ذو الزوائد» . وهو
الصحيح، أخرجه هناك الثلاثة، وقالوا: «الجهنيّ» . وجعله
أبو نعيم وأبو موسى هاهنا يمانيّا، فإن أراد أنه كان يسكن
بلاد اليمن فليس كذلك، إنما كَانَ يسكن المدينة، وإن أراد
أَنَّهُ من قبائل اليمن فهو يستقيم عَلَى قول من يجعل
قضاعة من حمير، وجهينة من قضاعة. وقول أبي أمامة «إنه أول
من صلى الضحى» ففيه نظر، فإنه قد صح عن أم هانئ بنت أَبِي
طَالِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
صلى الضحى بمكة يوم الفتح، ولعله لم يصل إليه.
__________
[1] أخرجه البغوي في معجمه، انظر الإصابة: 4/ 77.
[2] أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الخراج والإمارة، باب
«في كراهية الاقتراض في آخر الزمان» ، الحديث 2959: 3/
138، عن هشام بن عمار، عن سليم، عن أبيه، عن رجل سمعه من
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5/123)
5910- أبو الزهراء البلوى
(د ع) أبو الزهراء البلوي صحابي، شهد فتح مصر، ولا تعرف
لَهُ رواية، قاله ابْنُ يونس.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وأبو نعيم مختصرا [1] .
5911- أبو زهير بن أسيد
(ب د ع) أبو زهير بن أسيد بْن جعونة بْن الحارث بْن نمير
بْن عَامِر بن صعصعة النميري.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع
قرة بن دعموص النميري. يعد فِي أعراب البصرة.
روى عائذ بن ربيعة، عن قرة بن دعموص النميري أنهم وفدوا
إلى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: قرة، وقيس بن
عَاصِم بن أسيد، وَأَبُو زهير بن أسيد، ويزيد بن عَمْرو،
فقالوا: يا رسول الله، ما تعهد إلينا؟ قَالَ: أعهد إليكم
أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتصوموا رمضان، فإن فِيهِ
ليلة خير من ألف شهر [2] . أخرجه الثلاثة.
5912- أبو زهير الأنماري
(ب د ع) أبو زهير الأنماري. وقيل: النميري. وقيل: التميمي.
حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي الدعاء، وَفِيهِ: إذا دعا أحدكم فليختم بآمين، فإن
«آمين» فِي الدعاء مثل الطابع عَلَى الصحيفة. لَيْسَ إسناد
حديثه بالقائم.
وروى ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عُبَيْد الحضرمي، عن أبي
زهير النميري- وَكَانَت لَهُ صحبة- قَالَ: قَالَ رَسُول
اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: لا تقتلوا الجراد، فإنه
جند الله الأعظم [3] . يقال: اسمه فلان ابن شرحبيل.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 4/ 77: «وأظنه تصحيفا، وإنما هو
أبو الزعراء فليس في تاريخ مصر لابن يونس غير أبى الزعراء.
وكذا وقع في الصحابة الذين دخلوا مصر لابن الربيع الجيزى»
.
[2] انظر ترجمة «يزيد بن عمرو» : 5/ 502.
[3] أخرجه أبو بكر بن أبى داود. انظر تفسير الحافظ ابن
كثير عند الآية 133 من سورة الأعراف: 3/ 459 بتحقيقنا.
(5/124)
5913- أبو زهير الثقفي
(ب) أبو زهير الثقفي.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بن أحمد: حدثني أبي، حَدَّثَنَا عبد الملك بن
عَمْرو وسريج [1] المعنى قالا: حَدَّثَنَا نَافِع بن عمر،
عن أمية بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهير قَالَ عبد الله:
قَالَ أبي: كلاهما عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي- عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم بالنباءة، أو بالنباوة [2] من الطائف وهو
يقول: أيها الناس، إنكم توشكون أن تعرفوا أهل الجنة من أهل
النار- أو قَالَ: خياركم من شراركم. قَالَ: فقال رجل من
الناس: بم يا رسول الله؟ قال: بالثناء السيّئ والثناء
الْحَسَن، وأنتم شهداء الله بعضكم عَلَى بعض [3] .
5914- أبو زهير بن معاذ
(ب د ع) أبو زهير بن معاذ بن رباح الثقفي.
قَالَ أبو عمر: ذكره جماعة فِي الصحابة، وجعلوه غير الأول،
يعني والد أبي بكر، وقال البخاري: قَالَ عبد العظيم: سمعت
أبي، عَنْ عمته سارة بنت مقسم، عَنْ ميمونة بنت كردم-
وكانت تحت أبي زهير بن معاذ بن رباح الثقفي، وكان بين أبى
زهير وبين طلحة بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ صَاحِبَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قرابة من قبل النساء. قاله
أبو عمر، وقال: أظنه الَّذِي قبله- يعنى أبا زهير- الثقفي
الّذي ذكر أَنَّهُ والد أبي بكر. قَالَ: ومن حديث هَذَا:
إذا سميتم فعبدوا [4] وقال ابن منده وَأَبُو نعيم: زهير
بْن معاذ بن رباح الثقفي- روى عَنْهُ ابنه أبو بكر زوج
ميمونة بنت كردم، وهو حجازي. روى أمية بن صفوان، عن أبي
بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه عن أبي زهير قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته بالنباوة [5]
من الطائف يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار، بالثناء
الحسن.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «وشريح» . والمثبت عن المسند،
وهو سريج بن النعمان، مترجم في التهذيب: 3/ 457، والجرح:
2/ 1/ 304.
[2] في المطبوعة والمصورة: بالثناءة أو بالثناوة» .
والمثبت عن المسند. وقد ذكر ياقوت في معجم البلدان:
«النباء» دون هاء، والنباوة.
[3] مسند الإمام أحمد: 3/ 416، 6/ 466.
[4] الاستيعاب: 4/ 1662- 1663.
[5] في المطبوعة: «بالثناوة» . انظر ترجمة أبى زهير
الثقفي.
(5/125)
قالا: وروى الحميدي، عن أبي سعيد- مولى بني
هاشم- عن أبي أمية بن يعلى، عَنْ أَبِي بَكْرِ ابْنِ أَبِي
زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وسلم قَالَ: إذا سميتم فعبدوا أخرجه الثلاثة.
قلت: جعله ابن منده وأبو نعيم وَالَّذِي انفرد بِهِ أبو
عمر فقال «أبو زهير الثقفي» ، واحدا، وجعلهما أبو عمر
ترجمتين، لأن أبا عمر قد قَالَ: أظنه الَّذِي قبله. فلو
لَمْ أذكره لاختل الكلام، ولئلا أهمل ترجمة قد شك فيها.
5915- أبو زهير النميري
(ب) أبو زهير النميري.
لَهُ صحبة، عداده فِي أهل الشام. قيل: اسمه يَحْيَى بن
نفير [1] ؟ روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لا تقتلوا الجراد، فإنه جند الله الأعظم» .
أخرجه أبو عمر، وجعله غير أبي زهير الأنماري الَّذِي قبل
هَذَا بأربع تراجم، وأما ابن منده وأبو نعيم فجعلاهما
واحدا، وذكرا حديث الجراد «وآمين» فِيهِ، ولا أعلم من أين
فرق أَبُو عمر بين هَذَا وبين أبي زهير الأنماري الَّذِي
قيل فِيهِ إنه نميري؟! ولا أعلم أيضا من أين فرقوا كلهم
بين هَذَا وبين أبي زهير بن أسيد النميري؟! وكم كَانَ وفد
بني نمير حَتَّى يكون فِيهِ عَلَى قول أبي عمر، ثلاثة يكنى
كل واحد منهم بأبي زهير، وَعَلَى قول ابن منده وأبي نعيم
رجلان يكنى كل واحد منهما بأبي زهير، فإن كَانَ لتعداد
الأحاديث فقد يكون للشخص الواحد عدة أحاديث.
وجماعة يروون عَنْهُ، ولعلهم قد علموا منهم ما لَمْ أعلمه،
فالقوم هم العلماء. وقد وافق أبو بكر ابن أبي عَاصِم أبا
عبد الله بن منده وَأَبا نعيم، فجعل حديث آمين والجراد فِي
ترجمة واحدة، وقد ذكره أبو أحمد العسكري فِي النمر بن
قاسط، فقال: أبو زهير النميري. والله أعلم.
5916- أبو زياد الأنصاري
(د ع) أبو زياد الأنصاري.
روى عَنْهُ ابنه زياد: أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم يقرأ: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ
وَسُعُرٍ 54: 47 [2] .
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصرا.
__________
[1] انظر الترجمة 5510: 5/ 473.
[2] سورة القمر، آية: 47.
(5/126)
5917- أبو زيد الأنصاري
(ب) أبو زيد الأنصاري، جد أبي زيد صاحب الغريب [1] ، وهو
من بنى الحارث ابن الخزرج. لَهُ صحبة.
قَالَ ابن نمير وغيره: أبو زيد ثلاثة: أَبُو زيد الَّذِي
جمع القرآن، وأبو زيد جدّ عزرة ابن ثابت، وَأَبُو زيد جد
أبي زيد صاحب النحو.
قَالَ أبو عمر: هم ستة [2] ، وذكرهم عَلَى ما فِي الكتاب.
أخرجه أبو عمر.
5918- أبو زيد أوس
(ب) أبو زيد أوس. وقيل: معاذ، فِيهِ نظر. قيل: إنه الَّذِي
جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ عَليّ بن المديني: أبو زيد الَّذِي جمع القرآن اسمه
أوس.
أخرجه أبو عمر.
5919- أبو زيد ثابت بن زيد
(ب) أبو زيد ثابت بن زيد الأنصاري.
قَالَ عباس هُوَ الدوري: سمعت يَحْيَى بن معين وسئل عن أبي
زيد الَّذِي يقال إنه جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم: من هُوَ؟ قَالَ: ثابت بن زيد.
قَالَ أبو عمر: لا أعلم غيره قاله.
أخرجه أبو عمر.
5920- أبو زيد الجرمي
(ب ع س) أبو زيد الجرمي.
روى عَنْهُ مجاهد أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يدخل الجنة عاق ولا منان
ولا مدمن خمر [3] . أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
__________
[1] هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، انظر ترجمته في
أنباء الرواة: 2/ 30.
[2] انظر الاستيعاب: 4/ 1665.
[3] أخرجه البغوي والطبراني، انظر الإصابة: 4/ 79.
(5/127)
5921- أبو زيد سعد بن عبيد
(ب) أبو زيد سعد بْن عُبَيْد بْن النعمان بْن قيس بْن
عَمْرو بْن زَيْد بْن أمية بْن ضبيعة بْن زيد بْن مالك بْن
عوف بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بْن الأوس الأنصاري الأوسي.
يقال: إنه أحد الَّذِين جمعوا القرآن عَلَى عهد رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قالته [1] طائفة،
منهم مُحَمَّد بن نمير. وقد يجوز أن يكونا جمعا القرآن.
وروى قتادة عن أنس قَالَ: افتخر الحيان: الأوس والخزرج،
فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة: حنظلة بن أبي عَامِر،
ومنا الَّذِي حمته الدبر: عَاصِم بْن ثابت، ومنا الَّذِي
اهتز لموته العرش سعد بْن معاذ، ومنا من أجيزت شهادته
بشهادة رجلين: خزيمة بن ثابت. فقالت الخزرج: منا أربعة
جمعوا القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت،
وأبو زيد.
وروى الثوري، عَنْ قيس بْن مسلم، عَنْ عبد الرحمن بْن
أَبِي ليلى قال: خطبنا رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله
عَلَيْهِ وسلم يقال لَهُ سعد بن عُبَيْد، فقال: إنا لاقو
العدو غدا، وَإِنا مستشهدون، فلا تغسلن عنا دما ولا نكفن
إلا فِي ثوب كَانَ علينا.
قَالَ الواقدي: سعد بن عُبَيْد بن النعمان هُوَ أبو زيد،
الَّذِي يقال لَهُ سعد القارئ، يكنى أبا عمير، بابنه عمير
بن سعد، وابنه عمير هُوَ الَّذِي كَانَ واليا لعمر عَلَى
بعض الشام.
قَالَ: وقتل أبو زيد سعد بن عُبَيْد يوم القادسية مع سعد
بن أبي وقاص، وهو ابن أربع وستين سنة.
هَذَا كله قول الواقدي. وغيره يصحح أنهما- يعني هَذَا وقيس
بن السكن- جميعا جمعا القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر.
5922- أبو زيد عمرو بن أخطب
(ب د ع س) أبو زيد عَمْرو بن أخطب الأنصاري. قيل: إنه من
ولد عدىّ بن حارثة ابن ثعلبة بن عَمْرو بن عَامِر. أخوه
الأوس والخزرج، ومن قَالَ هَذَا نسبه فقال: عَمْرو ابن
أخطب بن رفاعة بن مَحْمُود بن بشر بن عبد الله بن الضيف بن
أحمر بن عدي ابن ثعلبة بن حارثة بن عَمْرو بن عَامِر
الأنصاري. وإنما قيل لَهُ «أنصاري» وليس من الأوس
__________
[1] في المصورة والمطبوعة: «قالت» . والمثبت عن الاستيعاب:
4/ 1663.
(5/128)
والخزرج، لأنه من ولد أخيهما عدي بن حارثة
بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء، فإن الأوس
والخزرج هما ولدا حارثة بن ثعلبة، وكثيرا ما تفعل العرب
هَذَا، تنسب ولد الأخ إلى عمهم لشهرته.
وقيل: بَلْ هُوَ من بني الحارث بن الخزرج.
لَهُ صحبة ورواية، وهو جد عزرة بن ثابت المحدث، وَكَانَ
عزرة يقول: جدي هُوَ أحد الذين جمعوا القرآن عَلَى عهد
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. ولا يصح
ذَلِكَ.
وعمرو بن أخطب غزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم، ومسح عَلَى رأسه ودعا لَهُ.
أخبرنا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُمَا
بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى قال: حدثنا محمد
ابن بشار، أخبرنا أبو عَاصِم، أخبرنا عزرة بن ثابت،
حَدَّثَنَا علباء بن أحمر، أخبرنا أبو زيد ابن أخطب قَالَ:
مسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَدَهُ عَلَى وجهي، ودعا لي.
قَالَ عزرة: إنه عاش مائة وعشرين سنة، وليس فِي رأسه إلا
شعرات بيض.
وروى عزرة أيضا، عن علباء بن أحمر، عن أبي زيد الأنصاري
قَالَ: رأيت خاتم النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم جمعا
[1] كأن فِيهِ خيلانا سودا. [2] أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو
موسى أيضا فقال: أبو زيد الأنصاري، اشتهر بالكنية، اسمه
عَمْرو بن أخطب أخرجوه فِي الأسامي.
قلت: قد أخرجه ابن منده فِي الكنى مختصرا، فقال: أبو زيد
سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى
عَنْهُ الْحَسَن بن أبي الْحَسَن الْبَصْرِيّ، يقال: إنه
عَمْرو بن أخطب، فقد ذكره بأكثر مما ذكره أبو موسى، فلا
وجه لاستدراكه عليه.
5923- أبو زيد الغافقي
(د ع) أبو زيد الغافقي.
عداده فِي أهل مصر، روى عَنْهُ عَمْرو بن شراحيل المعافري
أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلّم:
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «مجمع» . والمثبت عما روى في
صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب «إثبات خاتم النبوة: 7/ 87،
ومسند الإمام أحمد: 5/ 82، من رواية عبد الله بن سرجس.
وأراد بجمع- بضم فسكون-: مثل جمع الكف، وهو أن تجمع
الأصابع وتضمها.
[2] الخيلان: جمع خال، وهو الشامة في الجسد.
(5/129)
الأسوكة ثلاثة: أراك، فإن لَمْ يكن أراك
فعنم، أو بطم [1] . قَالَ أبو وهب: العنم: الزيتون.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
5924- أبو زيد قيس بن السكن
(ب) أبو زيد قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بْن حرام بْن
جندب بْن عامر بْن غنم ابن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي
النجاري، مشهور بكنيته. شهد بدرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرا من بني عدي بن النجار،
ثُمَّ من بني حرام بن جندب: أَبُو زيد قيس بن السكن [2]
ونسبه الكلبي مثله، إلا أَنَّهُ جعل عوض «زعوراء» «زيدا» ،
والأول قاله ابن إسحاق، وَأَبُو عمر.
قَالَ الواقدي، وابن الكلبي: هُوَ أحد من جمع القرآن عَلَى
عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم، ودليله قول
أنس بن مالك، لأنه قال: «أحد عمومتي» ، وكلاهما من عدي بن
النجار، ويجتمعان فِي زيد بن حرام.
وقال موسى بن عقبة: قتل أبو زيد قيس بن السكن يوم جسر أبي
عُبَيْد سنة خمس عشرة.
أخرجه أبو عمر.
5925- أبو زيد قيس بن عمرو الهمدانيّ
أبو زيد قيس بن عَمْرو الهمداني، الَّذِي حالف الحصين
الْحَارِثِيّ عَلَى قتال مراد ثُمَّ أدرك الإسلام فأسلم،
وكتب إِلَيْه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
قاله هشام الكلبي.
5926- أبو زينب بن عوف
(س) أبو زينب بن عوف الأنصاري.
روى الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: نَشَدَ عَلِيٌّ
النَّاسَ: من سمع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم يقول
يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ [3] مَا قَالَ إِلا قَامَ. فقام بضعة
عشر فيهم أبو أيوب الأنصاري، وأبو زينب، فقالوا:
__________
[1] كذا في المطبوعة، وفي الإصابة 4/ 180: «فان لم يكن عنم
فبطم» . وفي المصورة: «فعنم أو يطيم» . والبطم- بضم
وبضمتين-: الحبة الخضراء أو شجرها، وفي القاموس: «ثمرة
مسخن مدر باهى نافع للسعال» .
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 704- 705.
[3] غدير خم: موضع بين مكة والمدينة.
(5/130)
نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وأخذ بيدك يوم غدير خم
فرفعها، فقال: ألستم تشهدون أني قد بلغت ونصحت؟ قالوا:
نشهد أنك قد بلغت ونصحت. قال: أَلا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ وَلِيِّي، وَأَنَا ولي الْمُؤْمِنِين، فمن كنت
مولاه فهذا عَليّ مولاه. اللَّهمّ وال من والاه، وعاد من
عاداه، وأحب من أحبه، وأعن من أعانه، وأبغض من أبغضه.
أخرجه أبو موسى.
5927- أبو زينب
(ب) أبو زينب الَّذِي شهد عَلَى الوليد بن عقبة، هُوَ:
زهير بن الحارث بن عوف ابن كاسر الحجر.
قَالَ أبو عمر: من أخرجه فِي الصحابة فقد أخطأ، لَيْسَ
لَهُ شيء يدل على ذلك.
أخرجه أبو عمر.
5928- أبو زيد بن الصلت
(د ع) أبو زييد بن الصلت، أخو كثير بن الصّلت.
روى الصلت بن زييد، عن أبيه، عن جدّه أبى زييد: أن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمله
عَلَى الخرص [1] أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
__________
[1] خرص النخلة والكرمة: إذا حزر ما عليها من الرطب تمرا،
ومن العنب زبيبا، وهو من الخرص: الظن، لأن الخرص تقدير
بظن.
(5/131)
حرف السين
5929- أبو سالم الحنفي
(د ع) أبو سالم الحنفي، جد عَبْد اللَّهِ بْن بدر.
روى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن بدر، عَنْ أم سالم عَنْهُ،
تقدم ذكره.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
5930- أبو السائب مولى غيلان
أبو السائب، مولى غيلان بْن سلمة الثقفي.
روى يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن سلمة: أن أبا السائب
كَانَ عبدا لغيلان، ففر إلى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ
وسلم فأسلم قبل أن يسلم غيلان مولاه، فأعتقه رسول الله صلى
الله عَلَيْهِ وسلم، ثُمَّ أسلم غيلان فرد رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولاءه إلى غيلان.
ذكره أبو على.
5931- أبو السّائب
(ب د ع) أبو السائب. لَهُ صحبة عداده فِي أهل المدينة.
روى عياش بن عباس، عن بكير بن الأشج، عن عَليّ بن يَحْيَى،
عن أبي السائب- رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم-
قال: صلى رجل والنبي صلى الله عَلَيْهِ وسلم ينظر إليه،
فلما قضى صلاته قَالَ: ارجع فصل- ثلاث مرات- ثُمَّ ذكر
الحديث. قاله ابن منده وأبو نعيم. وهذا الحديث وهم من بعض
النقلة، فإن يَحْيَى بن عَليّ بن يَحْيَى، وداود بن قيس،
وإسحاق بن أبي طلحة، وسعيد بن هلال، وابن عجلان [1] ،
ومحمد بن إسحاق، ومحمد ابن عمر- رووه كلهم- عن عَليّ بن
يَحْيَى، عن أبيه يَحْيَى بن خلاد بن رافع، عن عمه رفاعة
بن رافع، وَكَانَ بدريا.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: أبو السائب، مذكور فِي
الصحابة، لا أعرفه [2] .
__________
[1] رواية ابن عجلان في المسند: 4/ 340.
[2] الاستيعاب: 4/ 1666.
(5/132)
5932- أبو السائب والد كردم
(س) أبو السائب، والد كردم. ذكر فِي ترجمة ابنه [1] ، وليس
فِيهِ ذكر إسلامه.
أخرجه أبو موسى كذا مختصرا، ولا فائدة فِيهِ، إذ لم يذكر
إسلامه.
5933- أبو سبرة الجعفي
(ب ع س) أبو سبرة الجعفي، اسمه يزيد بْن مَالِك بْن عَبْد
اللَّه بْن ذؤيب بن سلمة ابن عمرو بْن ذهل بْن مران بْن
جعفي بن سعد العشيرة، والد سبرة بن أبي سبرة، وعبد الرحمن
ابن أبي سبرة [2] ، لَهُ صحبة. سكن الكوفة.
أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ
الدِّمَشْقِيُّ، حدثنا أبو العشائر محمد بن الخليل ابن
فارس، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ ابن أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا
أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّد بن أبي ثابت،
أخبرنا هلال بن العلاء، أخبرنا أبي، أخبرنا عَبَّادُ بْنُ
الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عن عمير بن
سعيد، عن سبرة ابن أبي سبرة الجعفي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فقال لي:
ما ولدك؟ فقلت:
فلان، وفلان، وعبد العزى. فقال: بَلْ هُوَ عبد الرحمن، إن
من خيار أسمائكم إن سميتم:
عبد الله، وعبد الرحمن، والحارث. ودعا لَهُ النَّبِيّ صلى
الله عَلَيْهِ وسلم. روى عَنْهُ ابناه فِي القراءة فِي
الوتر وَفِي الأسماء حديثا مرفوعا. وهو جد خيثمة بْن عَبْد
الرَّحْمَن.
أَخْرَجَهُ أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر. وأخرجه أبو موسى أيضا
فقال: أبو سبرة الجعفي، جد خيثمة ابن عبد الرحمن، والد
سبرة. أورده يَحْيَى مستدركا عَلَى جده يعني ابن منده، وقد
أورده جده مختلطا بترجمة أبي سبرة بن أبي رهم، وكذلك خلط
بذكره فِي كتاب الكنى، وذكر الحديث الَّذِي قدمنا ذكره.
قلت: لَمْ يخرج ابن منده أبا سبرة الجعفي لا مختلطا بأبي
سبرة بن رهم ولا بغيره، إنما ذكر ترجمة أبي سبرة النخعي،
جد خيثمة بن عبد الرحمن، عداده فِي أهل الكوفة، تقدم ذكره.
هَذَا جميع ما ذكره ابن منده، ولعمري لقد غلط في أن جعله
نخعيا، وهو جعفي لا شبهة فِيهِ، لكنه غلط فِيهِ، وَأَبُو
موسى فلم يذكر أغلاطه، إنما استدرك عليه.
__________
[1] انظر الترجمة 4436: 4/ 464.
[2] انظر فيما تقدم ترجمة يزيد بن مالك: 5/ 506.
(5/133)
5934- أبو سبرة الجهنيّ
(د ع) أبو سبرة الجهني.
يعد فِي أهل المدينة، حديثه عند أولاده. روى عيسى بن سبرة
بن أبي سبرة، عن أبيه، عن جده قَالَ: صعد رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوما المنبر، فحمد
اللَّه وأثنى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ألا لا صلاة، ألا لا
صوم، ألا لا وضوء لمن لَمْ يذكر اسم الله، ألا ولا يؤمن
باللَّه ولا يؤمن بي من لَمْ يعرف حق الأنصار. أخرجه ابن
منده، وأبو نعيم.
5935- أبو سبرة بن أبى رهم
(ب د ع) أبو سبرة بن أبي رهم بْن عبد العزى بْن أَبِي قيس
بْن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي
القرشي العامري.
قديم الإسلام، هاجر الهجرتين جميعا.
أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده عن ابن إِسْحَاق، في
تسمية من هاجر إِلَى الحبشة من بني عَامِر بن لؤي: أبو
سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى. [1] وقيل: لَمْ يهاجر إلى
الحبشة. والأول أصح.
وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وسلم وَبِهذا الإسناد عَنِ ابْنِ
إِسْحَاق، فيمن شهد بدرا من بني عَامِر بْن لؤي، ثُمَّ من
بني مالك ابن حسل: أبو سبرة بن أبي رهم [2] .
وَأَبُو سبرة أخو أبي سلمة بن عبد الأسد لأمه، أمهما برة
بنت عبد المطلب [3] ، قاله أبو نعيم وابن منده.
وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بينه وبين سلامة بن وقش، ولم يختلفوا فِي شهوده بدرا
والمشاهد كلها، وإنما اختلفوا فِي هجرته إلى الحبشة.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 322- 323.
[2] المرجع السابق: 1/ 685.
[3] كتاب نسب قريش: 428.
(5/134)
قَالَ الزبير بن بكار: لا نعلم أحدا من أهل
بدر رجع إلى مكة فنزلها غير أبي سبرة، فإنه رجع إليها
وَسَكَّنها بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنزلها. وولده ينكرون ذَلِكَ، وتوفي
أبو سبرة في خلافة عثمان.
أخرجه الثلاثة.
5936- أبو سبرة النخعي
(د) أبو سبرة النخعي، جد خيثمة بن عبد الرحمن عداده فِي
أهل الكوفة، تقدم ذكره.
أخرجه ابن منده.
قلت: قول ابن منده: النخعي، وهم مِنْه، وإنما هُوَ الجعفي
وهو جد خيثمة، لا النخعي.
وقد تقدم ذكره، ولعله اشتبه عَلَيْهِ، فإن النخعي والجعفي
يشتبهان في الخط، والله أعلم.
5937- أبو سبرة
(د ع) أبو سبرة، غير منسوب. لَهُ صحبة. روى عَنْهُ قزعة.
روى الأوزاعي عن قزعة قَالَ: قدم أبو سبرة صاحب رسول الله
صلى الله عَلَيْهِ وسلم فقلت لَهُ: حَدَّثَنِي حديثا
سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من
صلى الصبح فهو في ذمة الله عز وجل، فاتقوا الله إن يطلبكم
بشيء من ذمته. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
5938- أبو السبع الزرقيّ
(ب) أبو السبع الزرقي، أنصاري.
لَهُ صحبة، قتل يوم أحد شهيدا. اسمه ذَكْوَان بن عبد قيس.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابن إسحاق فيمن قتل يوم أحد من بنى زريق ابن عَامِر:
ذَكْوَان بن عبد قيس [1] . وقد تقدم ذكره في ذكوان.
أخرجه أَبُو عمر.
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 126.
(5/135)
5939- أبو سروعة عقبة بن الحارث
(ب) أبو سروعة عقبة بن الحارث بْن نوفل بْن عَبْد مناف بْن
قصي القرشي النوفلي، حجازي له صحبة.
روى عنه عبيد بن أبي مريم، وابن أبي مليكة. ذكرناه فِي
«عقبة [1] » عَلَى ما ذكره أهل الحديث. وأما أهل النسب،
الزبير وعمه مصعب والعدوي، فإنّهم يقولون: أبو سروعة ابن
الحارث، هُوَ أخو عقبة بن الحارث، وذكروا أَنَّهُ أسلم عام
الفتح وله صحبة.
أخرجه أبو عمر.
5940- أبو سريحة
(ب ع س) أبو سريحة الغفاري، اسمه حذيفة بن أسيد بن خالد بن
الأغوس بن الوقيعة ابن حرام بن غفار بن مليل، قاله خليفة.
وقال ابن الكلبي: حذيفة بن أسيد بن الأغوز بن واقعة ابن
حرام بن غفار، فقال خليفة [2] : الأغوس بالغين المعجمة
والسين، وقال الكلبي مثله إلا أَنَّهُ جعل عوض السِّين
زايا، وقال عوض وقيعة: واقعة.
وَكَانَ ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، يعد فِي
الكوفيين، روى عَنْهُ الأسود بْن يزيد قصته مع سبيعة
الأسلمية.
أخبرنا إبراهيم وَإِسْمَاعِيِل وغيرهما بإسنادهم عن أَبِي
عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ سلمة بن كهيل قَالَ: سمعت أبا الطفيل يحدث
عن أبي سريحة- أو: زيد بن أرقم، شك شعبة- عن النَّبِيّ صلى
الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ
مَوْلاهُ [3] . أَخْرَجَهُ أَبُو عمر، وَأَبُو نعيم،
وَأَبُو موسى.
5941- أبو سعاد الجهنيّ
(ب) أبو سعاد الجهني. قيل: إنه عقبة بن عَامِر الجهني.
وَفِيهِ نظر.
روى عَنْهُ مُعَاذُ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب، ومعاوية
بن عبد الله بن بدر. ولعقبة بن عَامِر كنى كثيرة.
قَالَ أبو عمر: لَيْسَ هُوَ عندي بأبي سعاد. وهذا أخرجه
أبو عمر.
__________
[1] انظر الترجمة 3698: 4/ 50.
[2] في المطبوعة والمصورة: «فقال حذيفة» . والصواب عن
الاستيعاب: 4/ 1667.
[3] تحفة الأحوذي، أبواب المناقب، الحديث 3797: 10/ 214-
215.
(5/136)
5942- أبو سعاد
(ب ع س) أبو سعاد، نزل حمص.
روى حريز [1] بن عثمان، عن ابن أبي عوف قَالَ: مر أبو
الدرداء بأبي سعاد- من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم- وَأَبُو سعاد يقول: «سبحان الله! لا نبيع شيئا ولا
نشتري» ، فقال أبو الدرداء: «أخرق، فِي دنياه ضيع فِي
آخرته [2] » .
قَالَ ابن ماكولا: أَبُو سعاد هُوَ: جابر بن أسامة الجهني.
أخرجه أبو نعيم، وَأَبُو عمر، وأبو موسى.
5943- أبو سعد الأنصاري
(ب د ع) أبو سعد الأنصاري. قيل: ابن أبي وهب، وقيل: ابن
وهب روى حديثه يَحْيَى بن أبي خالد، عن ابن أبي سعد
الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم قَالَ: الندم توبة، والتائب من
الذنب كمن لا ذنب له [3] . قَالَ أبو عمر: أبو سعد
الأنصاري الزرقي، وذكر لَهُ: «الندم توبة» . قَالَ: وقد
قيل:
إنه الَّذِي روى عَنْهُ عبد الله بن مرة. وروى عَنْهُ يونس
بن ميسرة فِي الضحايا، فِي الكبش الأدغم [4] . وقد قيل فِي
ذَلِكَ أبو سعيد- يعني بالياء- وأما هذا فأبو سعد.
وذكر ابن منده بعد «الندم توبة» حديث سيل مهزور [5] : أن
يحبس الأعلى ... » .
أخرجه الثلاثة.
5944- أبو سعد الخير
(ب د ع) أبو سعد الخير الأنماري. وقيل: أبو سعيد، اسمه
عَامِر بن سعد. شامي وقيل: عَمْرو بن سعد، قاله أبو عمر.
روى عَنْهُ عبادة بن نسي، وقيس بن حجر الكندي، وفراس
الشعباني.
أخبرنا يَحْيَى بن محمود إذنا بإسناده عن ابن أبي عَاصِم:
أخبرنا مُحَمَّد بن سهل بن عسكر، حَدَّثَنَا الربيع بن
نَافِع، عن معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن أبى
سلام، عن
__________
[1] في المطبوعة: «جرير» . والصواب عن الجرح 1/ 2/ 288.
[2] أخرجه أبو زرعة في كتاب الزهد، انظر الإصابة: 4/ 85.
[3] أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، انظر الإصابة:
4/ 88.
[4] الكبش الأدغم: هو الّذي يكون فيه أدنى سواد، وخصوصا في
أرنبته وتحت حنكه.
[5] مهزور: وادي بنى قريظة بالحجاز.
(5/137)
عبد الله بن عَامِر: أن قيس بن حجر الكندي
حدث الوليد بن عبد الملك: أن أبا سعد الخير الأنماري
حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم قال: إن ربى وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا
بغير حساب، ويشفع كل ألف لسبعين ألفا، ثُمَّ يحثي لي ثلاث
حثيات. قَالَ قيس: فأخذت بتلبيب [1] أبي سعد فجذبته جذبة
فقلت: أسمعت هَذَا مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم؟ قال: نعم، بأذني ووعاه قلبي. قَالَ أبو
سعد: فحسب ذَلِكَ عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم أربعمائة ألف ألف وتسعين ألف ألف. قال: فقال
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إن ذَلِكَ
يستوعب إن شاء الله مهاجري أمتي، ويوفيه الله بشيء من
أعرابنا. ومن حديثه: الوضوء مما مست النار.
سماه البخاري سعد الخير. وقال أبو زرعة: إنما هو أبو سعد.
أخرجه الثلاثة.
5945- أبو سعد الزرقيّ
(ب د ع) أبو سعد الزرقي. وقيل: أبو سعيد.
قَالَ أبو عمر: أبو سعد أشبه. وقال: ذكره خليفة بن خياط،
فيمن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من
الصحابة، بعد أن ذكر أبا سعيد بن المعلى. وقال: لا يوقف
لَهُ عَلَى اسم ولا نسبه بأكثر مما ترى. وقال: روى عَنِ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم [2] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
الْخَطِيبُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيِّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عن أبي الفيض،
قَالَ: سمعت عبد الله بن مرة يحدث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الزُّرَقِيِّ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أشجع سأل النَّبِيّ- صلى
الله عليه وسلم- عن الْعَزْلِ؟ فَقَالَ: مَا يُقَدَّرُ فِي
الرَّحِمِ يَكُنْ. [3] . قَالَ أبو عمر: وقال غير خليفة:
أبو سعيد الزرقي، مشهور بكنيته، واختلف فِي اسمه فقيل: سعد
بْن عمارة. وقيل: عمارة بْن سعد. روى عَنْهُ عبد الله بن
مرة. وقيل فِي أبي سعيد الزرقي: عَامِر بن مسعود. وقال:
وليس بشيء [4] .
__________
[1] يقال: أخذت بتلبيب فلان: إذا جمعت عليه ثوبه الّذي هو
لابسه، وقبضت عليه تجره. والتلبيب: مجمع ما في موضع للبب
من ثياب الرجل.
[2] الاستيعاب: 4/ 1672.
[3] منحة المعبود، أبواب الأنكحة، باب «ثواب الرجل في
إتيان زوجته، وما يقال عند إرادة الجماع، وما جاء في
العزل» : 1/ 312.
[4] الاستيعاب: 4/ 1672- 1673.
(5/138)
وروى فِي هَذِه الترجمة ابن منده وَأَبُو
عمر حديث يونس بن ميسرة بن حلبس:
أخبرنا بِهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ بِإِسْنَادِهِ
عَنْ أَبِي بَكْرِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ وقال: حَدَّثَنَا
دحيم، أخبرنا مُحَمَّد بن شعيب، أخبرنا سعيد بن عبد
العزيز، أخبرنا يونس بن حلبس قَالَ:
خرجت مع أبي سعيد الزرقي صاحب رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى شراء ضحايا، فأشار إلى كبش أدغم لَيْسَ بالرفيع
ولا الوضيع، فقال: اشتر لي هَذَا. كأنه شبهه بكبش رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم [1] .
الأدغم: الأسود الرأس.
وهذا الحديث أشار إليه أبو عمر فِي الترجمة الأولى التي
قَالَ فيها: «ابن أبي وهب» . وأعاد ذكره فِي هَذِه
الترجمة، وكأنهما عنده واحد، والله أعلم.
وقد ذكر أبو أحمد العسكري أبا سعد هذا فقال: أبو سعد
الزرقي، هُوَ زوج أسماء بنت يزيد. فذكر حديث الضحايا.
أخرجه الثلاثة.
5946- أبو سعد الساعدي
(س) أبو سعد الساعدي.
أورده أبو حَفْص بن شاهين. روى الأوزاعي عَنْ يَحْيَى بْن
أَبِي كَثِير، عَنْ قرة بن أبي قرة قَالَ: رأى أبو سعد
الساعدي رجلا يصلي بعد صلاة العصر، فقال: لا تصل، فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يصلي بعد صلاة
العصر. أخرجه أبو موسى [2] .
5947- أبو سعد بن أبى فضالة
(ب د ع) أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري الْحَارِثِيّ.
لَهُ صحبة، يعد فِي أهل المدينة.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى: حَدَّثَنَا ابن بشار وغير واحد،
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بكر البرساني، عَنْ عَبْدِ
الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن زياد بن
ميناء، عن أبى
__________
[1] أخرجه ابن ماجة من هذه الطريق، انظر كتاب الأضاحي، باب
«ما يستحب من الأضاحي» ، الحديث 3129:
2/ 1046.
[2] قال الحافظ في الإصابة 4/ 87: «صوب الدارقطنيّ في
العلل أنه أبو أسيد الساعدي» .
(5/139)
سعد [1] بن أبي فضالة الأنصاري- وَكَانَ من
الصحابة- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللَّه صَلَّى الله عليه
وسلم يقول: «إذا جمع الله الناس ليوم القيامة ليوم لا ريب
فِيهِ، نادى مناد: من كَانَ أشرك فِي [عمل] [2] عمله للَّه
أحدا فليطلب ثوابه [3] عنده فإن الله عَزَّ وَجَلَّ أغنى
الشركاء عن الشرك [4] . أخرجه الثلاثة.
5948- أبو سعد بن وهب
(ب) أبو سعد بن وهب القرظي نسب إلى قريظة، ويقال لَهُ:
النضيري أيضا، نسبة إلى النضير.
نزل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَوْم قريظة فأسلم، ذكره مُحَمَّد بن سعد، عن الواقدي.
وروى الواقدي أيضا عن بكر بن عبد الله النضري، عن حسين بن
عبد الله النضري عن أسامة بن أبي سعد بن وهب النضري، عن
أبيه قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يقضى فِي سيل مهزور: أن يحبس الأعلى عَلَى
الأسفل حَتَّى يبلغ الماء إلى الكعبين، ثُمَّ يرسل.
أخرجه أبو عمر، وقد ذكر ابن منده هَذَا المتن فِي الترجمة
الأولى التي هي «أبو سعد الأنصاري» ، الَّذِي قبل ابن أبي
وهب. وهذا عندي هُوَ أبو سعد بن أبي وهب الأنصاري الَّذِي
أخرجه الثلاثة، وإنما اشتبه عَلَى أبي عمر حيث رآه هناك
أنصاريا، ورآه ها هنا قرظيا، أو نضريا، فظنهما اثنين،
وإنما نسبه فِي الأنصار بالحلف، لأن قريظة والنضير حلفاء
الأنصار، كَانَ النضير حلفاء الخزرج، وقريظة حلفاء الأوس.
5949- أبو السعدان
(ب) أبو السعدان، غير منسوب ولا مسمى.
روى عَنْهُ مكحول الدمشقي حديثا أخرجه أبو عمر.
5950- أبو سعيد الإسكندري
(س) أبو سعيد- بزيادة ياء- الإسكندري [5] .
أورده يَحْيَى بن منده وقال: قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: لا
أراه صحابيا.
__________
[1] في تحفة الأحوذي: «عن أبى سعيد» .
[2] ما بين القوسين عن تحفة الأحوذي.
[3] في تحفة الأحوذي: «ثوابه من عند غير الله» .
[4] تحفة الأحوذي، تفسير سورة الكهف، الحديث 5161: 8/ 599،
وقال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد
بن بكر» .
[5] هذه الترجمة غير ثابتة في المصورة. ولم نجدها في
الإصابة.
(5/140)
وقد أورده أبو نعيم فيمن روى حديث السحور
من الصحابة، وروى بإسناده عن داود بن المحبر، عن بحر بن
كنيز [1] السقاء، عن عمران القصير، عن أبي سعيد الإسكندري
قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن فِي السحور
بركة» . أخرجه أبو موسى.
5951- أبو سعيد مولى أبى أسيد
(د ع) أبو سعيد مولى أبي أسيد. روى عَنْهُ أبو نضرة مقتل
عثمان بطوله.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
5952- أبو سعيد الأنصاري
(د ع) أبو سعيد الأنصاري، زوج أسماء بنت يزيد بن السكن.
قَالَ أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وهو عندي أبو سعيد بن
المثنى.
روى مهاجر بن دينار: أن أبا سعيد الأنصاري مر بمروان وهو
صريع- يعني يوم الدار- فقال أبو سعيد: لو أعلم يا ابن
الزرقاء أنك حي لأجهزت عليك! فحقدها عَلَيْهِ عبد الملك بن
مروان، فلما استخلف عبد الملك أتى بِهِ، فقال أبو سعيد:
احفظ لي وصية رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم.
قَالَ عبد الملك: وما ذاك؟ قَالَ: «اقبلوا من محسنهم،
وتجاوزوا عن مسيئهم. فتركه» .
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
5953- أبو سعيد بن زيد
(ع س) أبو سعيد بن زيد.
أورده عَبْد اللَّهِ بْن أحمد بْن حنبل فِي مسند الشاميين،
وَفِي مسند الكوفيين أيضا.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بن أحمد: حَدَّثَنِي أبي، أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بن
جَعْفَر، عن شعبة، عن جابر، عن الشعبي قَالَ: أشهد عَليّ
أبي سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وسلم مرت بِهِ جنازة، فقام [2] . أخرجه أبو
نعيم. وأخرجه أبو موسى وقال: كذا وقع فِي رواية القطيعي،
وروى الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده مثله،
إلا أَنَّهُ قَالَ: «أشهد عَلى أبي سعيد الخدري» .
وكأنه أصح.
__________
[1] في المطبوعة: «كثير» . والصواب عن «الخلاصة» .
[2] مسند الإمام أحمد: 4/ 164، 346.
(5/141)
5954- أبو سعيد سعد بن مالك
(ب ع س) أبو سعيد سعد بن مالك بْن سنان بْن ثعلبة بْن
عُبَيْد بْن الأبجر- وهو خدرة- بْن عوف بْن الحارث بْن
الخزرج الأنصاري الخدري. وخدرة وخدارة أخوان بطنان من
الأنصار، فأبو سعيد من خدرة، وَأَبُو مسعود من خدارة.
وَأَبُو سعيد أخو قتادة بن النعمان لأمه.
وَكَانَ من الحفاظ لحديث رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المكثرين، ومن العلماء الفضلاء
العقلاء.
روى عن أبي سعيد قَالَ: عرضت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يوم الخندق، وأنا ابن ثلاث عشرة،
فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول: يا رسول الله، إنه عبل [1]
العظام. فردني.
وقال: وخرجت مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فِي غزوة
بني المصطلق- قَالَ الواقدي: وهو ابن خمس عشرة سنة، ومات
سنة أربع وسبعين. وقد ذكرنا فِي «سعد بن مالك» من أخباره
أكثر من هَذَا.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وأبو موسى.
5955- أبو سعيد بن المعلى
(ب ع س) أبو سعيد بن المعلى. قيل: اسمه رافع بن المعلى.
وقيل: الحارث بن المعلى.
قَالَ أبو عمر: ومن قَالَ «رافع» فقد أخطأ، لأن رافع بن
المعلى قتل ببدر، قَالَ: وأصح ما قيل فِي اسمه: الحارث بْن
نفيع بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة
بْن عدىّ ابن مَالِك بْن زَيْد مناة بْن حبيب بْن عبد
حارثة بن مالك بن غضب الأنصاري الزرقي [2] .
وأمه أميمة بنت قرط بن خنساء، من بني سلمة. نسبه كما
ذكرناه جماعة.
وحبيب بن عبد حارثة هُوَ أخو زريق. وقيل: لأبي سعيد:
«زرقي» ، لأن العرب كثيرا ما تنسب ولد الأخ إلى أخيه
المشهور. وقد تقدم لهذا نظائر كثيرة.
وله صحبة، يعد فِي أهل الحجاز. روى عَنْهُ حَفْص بن
عَاصِم، وعبيد بن حنين.
قَالَ أبو عمر: لا يعرف إلا بحديثين، أحدهما: كنت أصلي
فدعاني رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
والثاني قَالَ: كنا نغدو إلى السوق ...
__________
[1] أي: ضخم العظام، يقول أبوه: إن جسمه أكبر من سنه.
[2] انظر «جمهرة أنساب العرب» لابن حزم: 356.
(5/142)
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن سويدة التكريتي بإسناده إلى عَليّ
بن أحمد المفسر قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إبراهيم المهرجاني، حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بن مُحَمَّد
الزاهد، أَنْبَأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد العزيز،
أَنْبَأَنَا عَليّ بن مسلم، أَنْبَأَنَا حرمي [1] بن
عمارة، حَدَّثَنِي شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حَفْص
بْن عَاصِم، عَنْ أَبِي سَعِيد بْن المعلى قَالَ: كنت أصلي
فمر بي النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم فناداني، فلم آته
حَتَّى فرغت من صلاتي، فقال: ما منعك أن تأتيني إِذْ
دعوتك؟ قلت: كنت أصلي. قَالَ: ألم يقل الله عَزَّ وَجَلَّ:
اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ 8: 24؟
أتحب أن أعلمك أعظم سورة فِي القرآن قبل أن تخرج من
المسجد؟ قَالَ: فذهب يخرج، فذكرته، فقال: الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 1: 2 [2] . أخرجه أبو نعيم،
وأبو عمر، وأبو موسى.
5956- أبو سعيد المقبري
(ب) أبو سعيد المقبري، اسمه كيسان مولى ليث.
ذكره الواقدي فيمن كَانَ مسلما عَلَى عهد رَسُول اللَّه
صَلَّى الله عليه وسلم، وَكَانَ منزله عند المقابر، فقيل:
«المقبري» لذلك، توفي بالمدينة أيام الْوَلِيد بْن عَبْد
الْمَلِكِ. وقد روى عن عمر، وأكثر رواياته عن أبى هريرة.
أخرجه أبو عمر.
5957- أبو سعيد
(ب د ع) أبو سعيد.
لَهُ صحبة، وهو رجل من أهل الشام. روى عَنْهُ الحارث بن
يمجد الأشعري، حديثه فِي الشاميين.
أخبرنا الحكيم أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَلِيِّ بن هبل، أَنْبَأَنَا أبو القاسم بن السمرقندي،
أَنْبَأَنَا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أَنْبَأَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
أبي نصر، وتمام بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو
نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن هارون الغساني المعروف بابن
الجندي
__________
[1] في المطبوعة: «جرمي» . بالجيم، والصواب عن «الخلاصة» .
[2] أخرجه الإمام أحمد والبخاري من طريق شعبة. انظر
«المسند» 2/ 450، والبخاري، تفسير سورة الأنفال: 6/ 77.
وانظر أيضا «تفسير الحافظ ابن كثير» : 1/ 22- 23، 3/ 574-
575 بتحقيقنا.
(5/143)
وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَن بْنِ أَبِي الْعَقِبِ،
وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن ابن يَحْيَى
الْقَطَّانُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوب بن أبي العقب، أَنْبَأَنَا أبو زرعة
الدمشقي النضري، أَنْبَأَنَا أبو مسهر، حَدَّثَنِي صدقة بن
خالد، عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر قَالَ: حَدَّثَنَا
الحارث بن يمجد الأشعري، عن رجل يكنى أبا سعيد، من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قدمت من العالية إلى
المدينة، فما بلغت حَتَّى أصابني جهد، فبينا أنا أسير فِي
سوق من أسواق المدينة، سمعت رجلا يقول لصاحبه: «أن رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم قرى [1] الليلة.
قَالَ: فلما سمعت ذكر القرى وبي جهد أتيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، بلغني أنك قريت
الليلة؟ قَالَ: أجل: قلت: وما ذاك؟ قَالَ: طعام فِي مسخنة
[2] . قلت: فما فعل فضله؟
قَالَ: رفع. قَالَ قلت: يا رسول الله، أفي أول أمتك يكون-
يعني موتا- أم فِي آخرها؟ قَالَ:
فِي أولها، ثُمَّ تلحقون بي أفنادا [3] يلي بعضكم بعضا» .
ورواه بشر بن بكر، عن ابن جابر، عن الحارث بن يمجد، عَمن
حدثه، عن رجل يكنى أبا سعيد. أخرجه الثلاثة.
5958- أبو سعيد
(ب) أبو سعيد، وقيل: أبو سعد.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حديثين، أحدهما أنه قال: «البر والصلة وحسن [4] الجوار
عمارة الديار، وزيادة فِي الأعمار» . روى عَنْهُ أبو
مليكة.
أخرجه أبو عمر وقال: هو أنصاري، وَفِيهِ وَفِي الَّذِي
قبله نظر- يعني الّذي يروى عنه الحارث ابن يمجد.
5959- أبو سفيان بن الحارث القرشي
(ب ع س) أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عَبْد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ أخا النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، أرضعتهما حليمة
بنت أبى دؤيب السعدية. وأمه غزية [5] بنت قيس بن طريف، من
ولد فهر بن مالك.
__________
[1] قرى الضيف: أضافه. والقرى- بكسر ففتح: ما يقدم للضيف.
[2] المسخنة- بكسر الميم-: قدر يسخن فيها الطعام.
[3] أفناد جمع فند- بكسر فسكون- وهو الطائفة. أي: يصيرون
فرقا مختلفين.
[4] في المطبوعة: «أكثروا الصلة» . والمثبت عن المصورة
والاستيعاب 4/ 1673.
[5] في المطبوعة: «غزنة» . والمثبت عن المصورة،
والاستيعاب: 4/ 1673.
(5/144)
قَالَ قوم- هم إبراهيم بن المنذر، وهشام بن
الكلبي، والزبير بن بكار-: اسمه المغيرة [1] .
وقال آخرون: اسمه كنيته، والمغيرة [2] أخوه.
يقال: إن الذين كانوا يشبهون رسول الله جَعْفَر بن أبي
طالب، والحسن بن عَليّ، وقثم ابن العباس، وَأَبُو سفيان بن
الحارث.
وَكَانَ أبو سفيان من الشعراء المطبوعين، وَكَانَ سبق لَهُ
هجاء فِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله [3] :
ألا أبلغ أبا سفيان عني ... مغلغلة فقد برح الخفاء [4]
هجوت محمّدا فأجبت عنه ... وعند الله فِي ذاك الجزاء
ثُمَّ أسلم فحسن إسلامه.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابن إسحاق قال: حدثني الزهري، عن عبيد الله ابن عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عام الفتح-
وذكره- قَالَ:
وَكَانَ أَبُو سفيان بْن الحارث وعبد الله بن أبي أمية بن
المغيرة قد لقيا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم بثنية العقاب [5]- بين مكة والمدينة- فالتمسا الدخول
عَلَيْهِ، فكلمته أم سلمة فيهما وقالت: يا رَسُول اللَّهِ،
ابن عمك وابن عمتك وصهرك! فقال: لا حاجة لي بهما، أما ابن
عمي فهتك عرضي، وأما ابن عمتي وصهري فهو الَّذِي قَالَ
بمكة ما قَالَ. فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان
ابن لَهُ، فقال: والله ليأذنن لنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو لآخذن بيد ابني هَذَا،
ثُمَّ لنذهبن فِي الأرض حَتَّى نموت عطشا وجوعا. فلما بلغ
ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رق لهما، فدخلا عَلَيْهِ، فأنشده أبو سفيان قَوْله فِي
إسلامه، واعتذاره مما كَانَ مضى، فقال:
لعمرك إِنِّي يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات [6] خيل
مُحَمَّد
لكالمظلم الحيران أظلم ليله ... فهذا أواني حين أهدى
فأهتدى
__________
[1] انظر كتاب نسب قريش: 85.
[2] انظر الترجمة 5060، 5061: 5/ 246- 247.
[3] ديوانه، ط بيروت: 9.
[4] المغلغلة الرسالة. ورواية الشطر الثاني في الديوان:
فأنت مجوف نخب هواء
[5] في سيرة ابن هشام: «بنيق العقاب» .
[6] أحمل راية: يريد أقود الناس. اللات: صنم من أصنام
العرب.
(5/145)
هداني هاد غير نفسي ودلني ... عَلَى الله
من طردت [1] كل مطرد
أصد وأنأى جاهدا عن مُحَمَّد ... وأدعى- وإن لَمْ أنتسب-
من مُحَمَّد [2]
وهي أطول من هَذَا.
وحضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح. وشهد معه
حنينا فأبلى فيها بلاء حسنا.
وبهذا الإسناد، عن يونس، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن
جابر، عن أبيه جابر بن عبد الله الأنصاري قَالَ: فخرج مالك
بن عوف النصري بمن معه إلى حنين، فسبق رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه، فأعدوا وتهيئوا
فِي مضايق الوادي وأحنائه، وأقبل رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه وانحط بهم الوادي فِي
عماية [3] الصبح، فلما انحط الناس ثارت فِي وجوههم الخيل،
فشدت عليهم، فانكفأ الناس منهزمين، وركبت الإبل بعضها
بعضا، فلما رأى رسول الله أمر الناس، ومعه رهط من أهل بيته
ورهط من المهاجرين، والعباس آخذ بحكمة [4] البغلة البيضاء
وقد شجرها [5] . وثبت معه من أهل بيته: عَليّ بن أبي طالب،
وَأَبُو سفيان بن الحارث، والفضل بن العباس، وربيعة بن
الحارث بن عبد المطلب، وغيرهم. وثبت معه من المهاجرين: أبو
بكر، وعمر. فثبتوا حَتَّى عاد الناس [6] .
ثُمَّ أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم أحب أبا سفيان،
وشهد لَهُ بالجنة، وقال: أرجو أن تكون خلفا من حَمْزَة.
وهو معدود فِي فضلاء الصحابة، روي أَنَّهُ لِمَا حضرته
الوفاة قَالَ: لا تبكوا عَليّ فإني لَمْ أتنطف [7] بخطيئة
منذ أسلمت.
وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق، قَالَ: وقال أبو سفيان يبكي
رسول الله صلى الله عليه وسلم [8] :
__________
[1] في المطبوعة: «طردته» . والمثبت عن المصورة.
[2] سيرة ابن هشام: 399- 401.
[3] عماية الصبح: ظلامة قبل أن يتبين.
[4] أي: بلجامها.
[5] في سيرة ابن هشام والنهاية مادة شجر، حكاية عن العباس:
«وشجرتها بها» ، وقال ابن الأثير: «أي ضربتها بلجامها
أكفها حتى فتحت فاها. وفي رواية: والعباس يشجرها- أو:
يشتجرها بلجامها. والشجر: مفتح الفم، وقيل:
هو الذقن» .
[6] انظر سيرة ابن هشام: 2/ 437- 445.
[7] كذا، ولعله من قولهم: تنطفت آذان الماشية، أي: ابتلت
بالماء فقطرت. يريد: لم أصب من الخطيئة شيئا.
[8] الاستيعاب: 4/ 1675- 1676.
(5/146)
أرقت فبات ليلى لا يزول ... وليل أخي
المصيبة فِيهِ طول
وأسعدني البكاء، وذاك فيما ... أصيب المسلمون بِهِ قليل
فقد عظمت مصيبته [1] وجلت ... عشية قيل: قد قبض الرسول
وتصبح [2] أرضنا مما عراها ... تكاد بنا جوانبها تميل
فقدنا الوحي والتنزيل فينا ... يروح بِهِ ويغدو جبرئيل
وذاك أحق ما سالت عَلَيْهِ ... نفوس الناس أو كادت تسيل
نبي كَانَ يجلو الشك عنا ... بما يوحى إليه وما يقول
ويهدينا فلا نخشى ضلالا ... علينا، والرسول لنا دليل
فلم نر مثله فِي الناس حيا ... وليس لَهُ من الموتى عديل
[3]
أفاطم، إن جزعت فذاك عذر ... وإن لَمْ تجزعي فهو السّبيل
فعوذي بالعزاء، فإن فِيهِ ... ثواب الله والفضل الجزيل [3]
وقولي فِي أبيك ولا تملي ... وهل يجزي بفعل أبيك قيل [3]
فقبر أبيك سيد كل قبر ... وفيه سيّد النّاس الرّسول
وتوفى أبو سفيان سنة عشرين. وكان سبب موته أنه حج فحلق
رأسه، فقطع الحجام ثؤلولا [4] كَانَ فِي رأسه فمرض مِنْه
حَتَّى مات بعد مقدمه من الحج بالمدينة، وصلى عَلَيْهِ عمر
بن الخطاب. وقيل: مات بالمدينة بعد أخيه نوفل بن الحارث
بأربعة أشهر إلا ثلاث عشرة ليلة.
وهو الَّذِي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام،
وَذَلِكَ سنة خمس عشرة، والله أعلم.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وأبو موسى.
5960- أبو سفيان الأنصاري
(د ب س) [5] أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بْن ضبيعة
بْن زيد بْن مالك بْن عوف بْن عمرو بْن عوف الأنصاري
الأوسي.
قتل يوم أحد شهيدا، وقيل: بل قتل يوم خيبر.
__________
[1] في الاستيعاب: «مصيبتنا» .
[2] في الاستيعاب: «وأضحت» .
[3] هذا البيت غير ثابت في الاستيعاب.
[4] الثؤلول: الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة فما دونها.
[5] لم يرمز لهذه الترجمة في المطبوعة. والمثبت عن
المصورة. وهذه الترجمة في الاستيعاب: 4/ 1677.
(5/147)
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ
عَنْ يونس، عَنِ ابن إسحاق: حَدَّثَنِي عمران بن سعد بن
سهل ابن حنيف، عن رجال من قومه من بني عَمْرو بن عوف
قالوا: لِمَا وجه [1] رسول الله صلى الله عليه وسلم أني
أحد وجه معه أبو سفيان بن الحارث ورجل آخر من أصحاب رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فقال ذَلِكَ الرجل:
اللَّهمّ، لا تردني إلى أهلي وارزقني الشهادة مع رسولك.
وقال أبو سفيان: اللَّهمّ ارزقني الجهاد مع رسولك،
والمناصحة لَهُ، وردني إلى عيالي وصبيتي حَتَّى تكفيهم بي
فقتل أبو سفيان بن الحارث، ورجع الآخر. فذكر أمرهما لرسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وسلم: «كَانَ أبو سفيان أصدق الرجلين نية» . كذا
قَالَ ابن إسحاق فِي غزوة أحد، وعاد ذكره فيمن قتل من
المسلمين يوم خيبر.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاق، فيمن قتل يَوْم خيبر من بني عمرو ابن عوف:
وأبو سفيان بن الحارث. والله أعلم.
5961- أبو سفيان صخر بن حرب
(ب ع س) أبو سفيان صخر بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس بْن
عبد مناف القرشي الأموي، وهو والد يزيد ومعاوية وغيرهما.
ولد قبل الفيل بعشر سنين، وَكَانَ من أشراف قريش، وَكَانَ
تاجرا يجهز التجار بماله وأموال قريش إلى الشام وغيرها من
أرض العجم، وَكَانَ يخرج أحيانا بنفسه وكانت إليه راية
الرؤساء التي تسمى العقاب، وَإِذَا حميت الحرب اجتمعت قريش
فوضعتها بيد الرئيس.
وقيل: كَانَ أفضل قريش رأيا فِي الجاهلية ثلاثة: عتبة،
وَأَبُو جهل، وَأَبُو سفيان. فلما أتى الله بالإسلام
أدبروا فِي الرأي.
وهو الَّذِي قاد قريشا كلها يوم أحد، ولم يقدمها قبل
ذَلِكَ رجل واحد إلا يوم ذات نكيف [2] قادها المطلب. قاله
أبو أحمد العسكري.
وَكَانَ أبو سفيان صديق العباس، وأسلم ليلة الفتح. وقد
ذكرنا إسلامه فِي اسمه. وشهد حنينا، وأعطاه رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غنائمها مائة بعير
وأربعين أوقية، وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية، كل واحد مثله.
وشهد الطائف مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم، ففقئت عينه يومئذ، وفقئت
__________
[1] أي: توجه.
[2] يوم نكيف: كان به وقعة بين قريش وبنى كنانة، فهزمت
قريش بنى كنانة. (تاج العروس) .
(5/148)
الأخرى يوم اليرموك. وشهد اليرموك تحت راية
ابنه يزيد يقاتل، ويقول: «يا نصر الله، اقترب» . وَكَانَ
يقف عَلَى الكراديس [1] يقص ويقول: الله الله، إنكم ذادة
[2] العرب، وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة الروم وأنصار
المشركين. اللَّهمّ، هَذَا يوم من أيامك، اللَّهمّ، أنزل
نصرك عَلَى عبادك وروى أَنَّهُ لَما أسلم ورأى المسلمين
وكثرتهم قَالَ للعباس: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما.
قَالَ: إنها النبوة! قَالَ: فنعم، إذا.
وروى ابن الزبير أَنَّهُ رأى أبا سفيان يوم اليرموك
وَكَانَ يقول: إذا ظهرت الروم: إيه بني الأصفر! وَإِذَا
كشفهم المسلمون يقول:
وبنو الأصفر الملوك ملوك الروم لَمْ يبق منهم مذكور ونقل
عَنْهُ من هَذَا الجنس أشياء كثيرة لا تثبت، لأنه فقئت
عَينه يوم اليرموك، ولو لَمْ يكن قريبا من العدو ويقاتل
لِمَا فقئت عينه.
وَكَانَ من المؤلفة، وحسن إسلامه، وتوفي فِي خلافة عثمان
سنة اثنتين وثلاثين. وقيل:
ثلاث وثلاثين. وقيل: إحدى وثلاثين. وقيل: أربع وثلاثين.
وصلى عَلَيْهِ عثمان. وقيل:
صلى عَلَيْهِ ابنه معاوية، وَكَانَ عمره ثمانيا وثمانين
سنة. وقيل: ثلاث وتسعون سنة. وقيل غير ذَلِكَ.
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
5962- أبو سفيان والد عبد الله
(ب) أبو سفيان، والد عبد الله بن أبي سفيان.
حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«عمرة فِي رمضان تعدل حجة» . إسناده مدني.
أخرجه أبو عمر، وقال: أخشى أن يكون مرسلا.
5963- أبو سفيان بن محصن
(د ع) أبو سفيان بن محصن.
حج مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم روى
عنه عدىّ مولى أم قيس.
__________
[1] أي: الكتائب، والكردوسة: القطعة العظيمة من الخيل.
[2] في المطبوعة والمصورة: «دارة» . والمثبت من الاستيعاب:
4/ 1678، وأيام العرب في الإسلام: 210.
(5/149)
روى أحمد بن خازم، عن صالح مولى التوأمة،
عن عدي مولى أم قيس، عن أبي سفيان بن محصن قَالَ: رمينا مع
رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم جمرة العقبة يوم النحر،
ثُمَّ لبسنا القمص.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، قَالَ أَبُو نعيم: ذكره
المتأخر- يعني ابن منده- فقال:
«أبو سفيان» وهو وهم، إنما هُوَ أبو سنان [1] ، ورواه
بإسناده عن إبراهيم بن مُحَمَّد الأسلمي، عن صالح، عن عدي،
عن أبي سنان قَالَ: رمينا مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ
وسلم الحديث، وذكره.
5964- أبو سفيان مدلوك
(ب) أبو سفيان مدلوك.
ذهب بِهِ مولاه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فأسلم معه، ومسح النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وسلم برأسه، ودعا لَهُ بالبركة، فكان مقدم رأسه ما مس رسول
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم مِنْه أسود، وسائره أبيض.
أخرجه أبو عمر [2] .
5965- أبو سفيان بن وهب
(س) أبو سفيان بن وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن
كثير بن غنم بن دودان ابن أسد بن خزيمة الأسدي.
شهد بدرا، قاله جَعْفَر المستغفري.
أَخْرَجَهُ أَبُو موسى مختصرًا.
5966- أبو سكينة
(ب د ع) أبو [3] سكينة. شامي نزل حمص.
قَالَ أبو عمر: لا أعرف لَهُ نسبا ولا اسما.
وقيل: اسمه محلم. ولا يثبت، روى عَنْهُ بلال بن سعد
الواعظ، ذكروه فِي الصحابة ولا دليل عَلَى ذَلِكَ. ومن
حديث أبي السكينة ما أَخْبَرَنَا بِهِ يَحْيَى بْنُ
مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أبى بكر بن
عَاصِم قَالَ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إدريس، أخبرنا أبو توبة، أخبرنا
يزيد بن ربيعة، عن بلال بن سعد قَالَ:
سمعت أبا سكينة يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إذا ملك أحدكم شيئا
فِيهِ ثمن رقبة فليعتقها فإن الله يعتق بكل عضو منها عضوا
منه من النار» .
__________
[1] قال الحافظ في الإصابة 4/ 92: «وفيه نظر، لأن أبا سنان
قيل: إنه مات في حصار قريظة، وذلك قبل حجة الوداع بمدة
طويلة، فالظاهر أن الأول أولى، فكأنه عمه، ولا مانع أن
يرويا جميعا قصة واحدة» .
[2] الاستيعاب: 4/ 1680. وانظر الترجمة 4809: 5/ 133.
[3] قال الحافظ في الإصابة 4/ 92: «أبو سكينة- مصغرا-
وقيل: بفتح أوله» .
(5/150)
وقيل: إن حديثه هَذَا مرسل، ولا صحبة له
أخرجه الثلاثة.
5967- أبو سلالة الأسلمي
(ب د ع) أبو سلالة الأسلمي، وقيل: أبو سلالة السلمي. وقيل:
أبو سلام السلمي. وَأَبُو سلالة أكثر.
ذكر فِي الصحابة. روى عَاصِم بن عُبَيْد [1] اللَّه، عَنْ
عَبْد اللَّهِ بْن [عَبْد الرَّحْمَن [2]] ، عَنْ أبي
سلالة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنه سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم، وإنهم يحدثونكم
فيكذبونكم، ويعملون فيسيئون، ولا يرضون منكم حَتَّى تحسنوا
قبيحهم، وتصدقوا كذبهم، فأعطوهم الحق ما رضوا بِهِ، فإذا
تجوروا فقاتلوهم، فمن قتل عَلَى ذَلِكَ فإنه مني وأنا منه»
. أخرجه الثلاثة.
5968- أبو سلام الهاشمي
(ب د ع) أبو سلام الهاشمي، مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم. ذكره خليفة فِي الصحابة من موالي بني هاشم بن عبد
مناف.
روى شعبة، عن أبي عقيل هِشَام بن بلال، عَنْ سابق بْن
ناجية، عَنْ أَبِي سلام قَالَ: سمعت النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم يقول: «ما من مسلم أو عبد يقول حين يمسي وحين
يصبح: رضيت باللَّه ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا-
ثلاث مرات- إلا كَانَ حقا عَلَى اللَّه أن يرضيه يَوْم
القيامة» [3] . أخرجه الثلاثة.
5969- أبو سلامة الثقفي
(ب) أبو سلامة الثقفي.
ذكر فِي الصحابة، قيل: اسمه عروة.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «عبد الله» . والمثبت عن
الاستيعاب: 4/ 1681، والإصابة: 4/ 93. والجرح والتعديل
لابن أبى حاتم: 4/ 2/ 387.
[2] ما بين القوسين عن الاستيعاب والجرح، ومكانه في
المصورة والمطبوعة: «عبيد الله» .
[3] أخرجه أبو داود، في كتاب الأدب، باب «ما يقول إذا
أصبح» ، عن حفص بن عمر، عن شعبة باسناده. وكذا أخرجه
الإمام أحمد، وقال: «عن أبى سلام البراء، رجل من أهل دمشق»
. انظر المسند: 5/ 367.
(5/151)
5970- أبو سلامة السلامي
(ب ع س) أبو سلامة السلامي، وَأَبُو سلامة الحنيني.
قَالَ أبو عمر: هما عندي واحد. واسمه: خداش أبو سلامة
السلامي، وقيل: السلمي.
لا يوجد ذكره إلا فِي حديث واحد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: «أوصى امرأ بأمّه- ثلاث
مرات- أوصى امرأ بأبيه ... » الحديث [1] . وقد ذكرنا فِي
«خداش» أكثر من هَذَا.
أخرجه أَبُو نعيم، وَأَبُو عمر، وَأَبُو موسى.
«الحنيني» ، بنونين، وقيل: هُوَ نسبة إلى «حبيب» بباءين،
وهو السلمي والد أبي عبد الرحمن السلمي، وهو وهم.
5971- أبو سلمة بن عبد الأسد
(ب) أبو سلمة بن عبد الأسد هلال بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر
بْن مخزوم القرشي المخزومي. اسمه:
عبد الله بن عبد الأسد، أمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف، فهو ابن عمة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم. كَانَ قديم الإسلام.
أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن إسحاق
قَالَ: وانطلق أبو عبيدة بن الحارث، وَأَبُو سلمة بن عبد
الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، وعثمان بن مظعون حتَّى أتوا
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض
عَلَيْهِم الْإِسْلَام، وقرأ عليهم القرآن، فأسلموا وشهدوا
أَنَّهُ عَلَى هدى ونور- قَالَ: ثُمَّ أسلم ناس من العرب،
منهم سعيد بن زيد، وذكر جماعة [2] .
وهاجر إلى أرض الحبشة معه امرأته أم سلمة، ثُمَّ عاد وهاجر
إلى المدينة. وشهد بدرا، وجرح بأحد جرحا اندمل ثُمَّ
انتقض، فمات مِنْه فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة،
قاله أبو عمر.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد:
حدثني أبي، أخبرنا روح، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت،
حَدَّثَنِي ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة:
أن أبا سلمة حدثهم أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم
قَالَ: «إذا أصابت أحدكم مصيبة فليقل: إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156، اللَّهمّ عندك احتسب
مصيبتي، فأجرني فيها، وأبدلني خيرا منها» . فلما مات أبو
سلمة قلتها، فأخلفنى [3] خيرا منه [4] .
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد: 4/ 311، وابن ماجة في كتاب الأدب،
باب «بر الوالدين» ، الحديث 3657: 2/ 1206.
[2] انظر سيرة ابن هشام: 1/ 252- 254.
[3] لفظ المسند: «فلما قبض أبو سلمة خلفنى ... » .
[4] مسند الإمام أحمد: 4/ 27.
(5/152)
5972- أبو سلمة جد عبد الحميد بن سلمة
(ع س) أبو سلمة جد عبد الحميد بن سلمة الأنصاري.
خيره النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم بين أبويه لِمَا
أسلم أحدهما. اسمه: رافع [1] .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
5973- أبو سلمة
(ب س) أبو سلمة رجل من الصحابة، غير منسوب ذكره الحاكم أبو
أحمد فِي كتاب الكنى، وأورده الحاكم أبو عبد الله أيضا فِي
الصحابة.
روى موسى بن إسماعيل، عن حماد بن يزيد بن مسلم المنقري [2]
، عن معاوية بن قرة قَالَ:
قَالَ كهمس الهلالي: ألا أحدثك ما سمعت من عمر؟ قلت: بلى.
قَالَ: بينما أنا عند عمر إِذْ جاءته امرأة تشكو زوجها،
تَقُولُ: إنه قد قل خيره، وكثر شره. قَالَ: ومن زوجك؟
قَالَ:
أحسبها قالت: أبو سلمة. قَالَ: ذَلِكَ رجل صدق، وإن لَهُ
صُحْبَةٌ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
5974- أَبُو سلمى راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(ب د ع) أَبُو سلمى، راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل: اسمه حريث.
كوفي، وقيل: شامي. روى عَنْهُ أبو سلام الأسود، وَأَبُو
معمر عباد بن عبد الصمد.
أخبرنا فتيان بن مُحَمَّد بْنِ سَوْدَانَ، أَخْبَرَنَا
أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بن عبد القاهر الطوسي
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ،
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم عيسى بن عَليّ بن الجراح، أخبرنا
أبو القاسم البغوي، أخبرنا أبو كامل الجحدري، أخبرنا عباد
بن عبد الصمد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سلمى راعي رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من لقي الله عز وجل،
يَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ محمدا
رسول الله، وآمن بالبعث والحساب، دخل الجنة» قلت: أَنْتَ
سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وسلم؟ فأدخل إصبعيه فِي أذنيه وقال: سمعت هَذَا مِنْه غير
مرة ولا مرتين ولا ثلاث، ولا أربع.
__________
[1] انظر ترجمة «رافع بن سنان» : 2/ 192- 193.
[2] كذا في أسد الغابة. وفي الجرح والتعديل لابن أبى حاتم
1/ 2/ 151: «المقرئ» . هذا ويصوب ما في ترجمة «كهمس» .
فقد أثبتنا هناك: «حماد بن زيد» ، وصوابه: «حماد بن يزيد»
. كما في الجرح.
(5/153)
وروى الفضل بن الْحُسَيْن، عن عباد بن عبد
الصمد قَالَ: بينا أنا بالكوفة، إِذْ قيل: هَذَا رجل من
أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،
وَكَانَ خادما لرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فناداه
رجل يكنى أبا مسعر، فقال: يا عبد الله، كنت خادما
لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: نعم، كنت أرعى لَهُ. فقال: ألا تحدثنا ما سمعته
مِنْه؟ قَالَ: بلى، حَدَّثَنِي رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وسلم أَنَّهُ قَالَ: بخ بخ [1] لخمس، ما أثقلهن
في الميزان! سبحان الله، والحمد للَّه، ولا إله إلا الله،
والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه. ورواه أبو سلام،
عن أبي سلمى أيضا. واختلف عَلَيْهِ فِيهِ، فروى عَنْهُ، عن
رجل خدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد
روي عن أبي سلام، عن ثوبان.
أخرجه الثلاثة.
سلمى: ضبطه ابن الفرضيّ بالضم، وهو الصحيح.
5975- أبو سلمى
(ب) أبو سلمى، آخر.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم
يحفظ عَنْهُ إلا شيئا واحدا قَالَ: سمعت رسول الله صلى
الله عَلَيْهِ وسلم يقرأ فِي صلاة الغداة: إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ 81: 1. روى عَنْهُ السري بن يَحْيَى.
قَالَ ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: قلت لحسان بن عبد
الله: لقي السري بن يَحْيَى هَذَا الشيخ؟ قَالَ: نعم [2]
أخرجه أبو عمر.
سلمى: ضبطه ابن الدباغ والأشيريّ بضم السين، وصححوا عليه.
5976- أبو سلمى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ب) أبو سلمى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عمر: لا أدري أهو راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المقدم ذكره أم غيره.؟
أخرجه أبو عمر مختصرا
__________
[1] بخ بخ: كلمة تقال عند المدح والرضى بالشيء.
[2] الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 4/ 2/ 386.
(5/154)
5977- أبو سليط الأنصاري
(ب د ع) أبو سليط [1] الأنصاري. مدني، اسمه: أسيرة بْن
عَمْرو بْن قيس بْن مالك بْن عدىّ ابن عامر بْن غنم بْن
عدي بْن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري، وأمه: آمنة بنت
عجرة- أخت كعب بن عجرة- وقيل: اسمه سبرة [2] ، قاله
الكلبي. وقد ذكر فيهما.
شهد بدرا وما بعدها من المشاهد. قَالَ أبو نعيم: أبو سليط
اسمه أسيرة بن عَمْرو. وقيل:
ابن مالك بْن عدي بْن عَامِر بْن غنم بن عدي.
أخبرنا يَحْيَى بن مُحَمَّود إِذْنًا بِإِسْنَادِهِ إِلَى
أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة، أخبرنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد
اللَّهِ بْن عَمْرو بن ضمرة الفزاري، عن عبد الله بن أبي
سليط، عن أبيه- وَكَانَ بدريا- قَالَ: لقد نهى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أكل لحوم
الحمر، وإن القدور لتفور بها، فكفأناها عَلَى وجوهها [3] .
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزُدَ
وغَيْرُهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم هِبَةُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد البزاز، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أخبرنا
محمد ابن يونس القرشي، أخبرنا عبد العزيز بن يَحْيَى- مولى
العباس بن عبد المطلب- أخبرنا مُحَمَّد ابن سُلَيْمَان بن
سليط الأنصاري، حَدَّثَنِي أبي، عن أبيه، عن جده أبي سليط-
وَكَانَ بدريا- قَالَ: لِمَا خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الهجرة، ومعه أَبُو بكر
الصديق وَعَامِر بْن فهيرة مولى أَبِي بكر، وابن أريقط
يدلهم عَلَى الطريق، مروا بأم معبد الخزاعية، وهي لا
تعرفه، فقال لَهَا:
يا أم معبد، هَلْ عندك من لبن؟ قالت: لا، والله وإن الغنم
لعازبة [4] . قَالَ: فما هَذِه الشاة التي أرى؟ لشاة رآها
فِي كفاء [5] البيت، قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ
عَنِ الْغَنَمِ. قَالَ: أتأذنين فِي حلابها؟ قالت: لا،
والله ما ضربها فحل قط، فشأنك بِهَا. فمسح ظهرها وضرعها،
ثُمَّ دعا بإناء يربض [6] الرهط، فحلب فِيهِ فملأه، فسقى
أصحابه عللا [7] بعد نهل، ثُمَّ حلب فِيهِ آخر، فغادره
عندها وارتحلوا، وذكر الحديث. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] انظر الترجمة 179: 1/ 116.
[2] انظر الترجمة 1932: 2/ 323.
[3] أخرجه الإمام أحمد بنحوه من هذه الطريق، انظر المسند:
3/ 419.
[4] أي: بعيدة المرعى، لا تأوى إلى المنزل في الليل.
[5] كفاء البيت- بكسر الكاف-: هو شقة أو شقتان، تخاط
إحداهما بالأخرى، ثم تجعل في مؤخر البيت.
[6] أي: يثبته في مكانه من ثقله.
[7] العلل: الشرب بعد الشرب. والنهل: أول الشرب.
(5/155)
5978- أَبُو السمح مولى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(ب د ع) أَبُو السمح، مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلّم. ويقال: خادم النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وسلم. قيل: اسمه زياد.
حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي بول الجارية والغلام.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي
منصور بإسناده عن أبي داود قَالَ: حَدَّثَنَا مجاهد بن
موسى، وعباس بن عبد العظيم قالا: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن
مهدي، حَدَّثَنِي يَحْيَى بن الوليد، عن محل بن خليفة، عن
أبي السمح قَالَ: كنت أخدم النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ
وسلم، وَكَانَ إذا أراد أن يغتسل قَالَ: ولني. فأوليه
قفاي، وأستره [1] . قَالَ: وجيء بالحسن أو الحسين، فبال
عَلَى صدره، فجئت أغسله، فقال: يغسل من بول الجارية، ويرش
من بول الغلام [2] . أخرجه الثلاثة.
5979- أبو السنابل بن بعكك
(ب د ع) أبو السّنابل بن بعكك بن الحجاج بن الحارث بن
السباق بن عبد الدار.
كذا نسبه أبو عمر، وابن الكلبي. وقال ابن إسحاق: هُوَ أبو
السنابل بن بعكك بن الحارث ابن عميلة بن السباق [3] ، كذا
نسبه عَنْهُ أبو نعيم.
واسمه عَمْرو. وقيل: حبة [4] . وأمه عمرة بنت أوس العذرية،
من عذرة بن سعد هذيم.
أسلم فِي الفتح، وهو من المؤلفة قلوبهم، وَكَانَ شاعرا
وسكن الكوفة.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن
أحمد: حَدَّثَنِي أبي، أخبرنا حسين ابن مُحَمَّد، أخبرنا
شيبان، عن منصور (ح) - قَالَ أحمد: وَحَدَّثَنَا عفان، عن
شعبة قَالَ:
حَدَّثَنَا منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن أبي السنابل
قَالَ: وضعت سبيعة بنت الحارث بعد وفاة زوجها بثلاث
وعشرين- أو: خمس وعشرين- ليلة، فلما تعلت [5] من نفاسها
تشوفت النكاح [6] ، فأنكر ذاك عَلَيْهِا، وذكر ذَلِكَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
إن تفعل فقد حل أجلها. وقال عفان: فقد خلا أجلها [7] .
__________
[1] في سنن أبى داود: «فأستره به. فأتى بحسن أو حسين» .
[2] سنن أبى داود، كتاب الطهارة، باب «بول الصبى يصيب
الثوب» ، الحديث 376: 1/ 102- 103.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 495.
[4] انظر الترجمة 1030: 1/ 439، 3868: 4/ 199.
[5] أي: طهرت: ويروى: تعالت.
[6] في المسند: «للنكاح» .
[7] مسند الإمام أحمد: 4/ 305.
(5/156)
قَالَ أبو أحمد العسكري: وَفِي قريش آخر
يكنى: أبا السنابل، وهو: «عبد الله بن عَامِر بن كريز [1]
» ، وربما أشكل بهذا.
حبة: بالباء الموحدة، وقيل: بالنون، قاله ابن ماكولا.
5980- أبو سنان الأسدي
(ب د ع) أبو سنان الأسدي، اسمه: وهب بْن عَبْد اللَّهِ.
وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن وهب. ويقال: عَامِر.
ولا يصح. ويقال: اسمه وهب بن محصن بن حرثان بن قيس [مرة بن
كَثِير [2]] بْن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة فإن يكن
وهب بن محصن بن [3] حرثان» فهو أخو «عكاشة بن محصن» . وهو
أصح ما قيل فِيهِ، وابنه سنان بن أبي سنان. وهم حلفاء بني
عبد شمس، وشهد أبو سنان بدرا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرا: «أبو سنان ابن محصن، أخو
عكاشة بن محصن» [4] ، فابن إسحاق قد جعله أخاه. قيل: إنه
أسن من أخيه عكاشة بن محصن- قَالَ الواقدي: بنحو عشرين [5]
سنة- وقال: توفي وهو ابن أربعين سنة، فِي سنة خمس من
الهجرة. وقيل: توفي والنبي صلى الله عَلَيْهِ وسلم محاصر
قريظة، وَذَلِكَ سنة خمس، قاله أبو عمر.
وقال الشعبي، وزِر بن حبيش: أول من بايع تحت الشجرة بيعة
الرضوان: أبو سنان ابن وهب الأسدي، فقال لَهُ النَّبِيّ
صلى الله عَلَيْهِ وسلم: علام تبايع؟ قَالَ: عَلَى ما فِي
نفسك. وقال الواقدي: أول من بايع سنان بن أبي سنان، بايعه
قبل أبيه.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى أيضا وقال: «أبو سنان بن
محصن حج مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
روى عنه عدي مولى أم قيس، أورده أبو عبد الله فِي «أبي
سفيان بن محصن» . وقال أبو نعيم: «إنما هُوَ أبو سنان» .
وقال جَعْفَر: «أبو سنان ابن أخي عكاشة. شهد هُوَ وابنه
سنان بدرا، يقال: اسمه وهب بن عبد الله بن محصن، ويقال:
عبد الله بن وهب» . انتهى كلامه.
__________
[1] تقدمت ترجمته برقم 3031: 3/ 288- 289.
[2] ما بين القوسين عن الاستيعاب 4/ 1684، وترجمة عكاشة بن
محصن: 4/ 67. ومكانه في المصورة: «ليه» ، بالياء. وفي
المطبوعة: «لبة» ، بالباء. وانظر جمهرة أنساب العرب لابن
حزم: 191.
[3] في المطبوعة والمصورة: «محصن حرثان» ، دون «ابن» . وقد
أثبتناها عن المراجع المتقدمة.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 679.
[5] الّذي في طبقات ابن سعد 3/ 1/ 65: «وكان أسن من عكاشة
بسنتين» . وما هنا عن الاستيعاب: 4/ 1684.
ولعل الصواب ما أثبت في ترجمة «سنان بن أبى سنان» من أن
بينه وبين أبيه عشرين سنة. انظر الطبقات: 4/ 1/ 66.
(5/157)
قلت، وقد تقدم فِي «أبو سفيان بن محصن» قول
أبي نعيم، ولكن ابن منده قد عاد ذكره «أبو سنان» ، فقال:
«أبو سنان بن وهب الأسدي، أول من بايع تحت الشجرة» ، وروى
ذَلِكَ عن زر بن حبيش. فهذا أبو سنان هُوَ ابن محصن فِي
بعض الأقوال، وإن لَمْ يذكره ابن منده، فهو المراد، وغاية
ما عمل إنه ما استقصى الأقوال فِي نسبه، وهذا لا يقتضي أن
يستدرك عَلَيْهِ، عَلَى أن عادة ابن منده إهمال الأنساب
وترك الاستقصاء فيها.
وقول أبي موسى فِيهِ: «قيل: اسمه وهب بن عبد الله بن محصن،
وهو بعض ما ذكرناه من الأقوال فِي اسمه ونسبه والله أعلم»
. ولو بين الوهم من ابن منده فِي الترجمتين لكان أحسن،
فإنه ذكر أبا سفيان بن محصن، وذكر ترجمة أخرى: أبو سفيان
بن وهب، فجعل الواحد اثنين، وأخطأ فِي أحدهما، فجعل أبا
سفيان بن محصن، فغلط فِي الكنية، وأما الثاني فإنه جعل أبا
سفيان ابن وهب. وهو قول بعضهم، وإنما الأكثر أن اسمه وهب،
والأولى حَيْثُ اختصر أن يذكر الأشهر. وقد ذكر عن الواقدي
أن أبا سنان توفي سنة خمس، ونقل بعد ذَلِكَ أنه أول من
بايع بيعة الرضوان، فربما يظن متناقضا، وليس كذلك، فإن
الواقدي ذكر أن الَّذِي بايع أولا ابنه سنان، وأما من يجعل
أبا سنان أول من بايع فلا يقول: إنه توفي سنة خمس. والله
أعلم.
5981- أبو سنان الأشجعي
(ب د ع) أبو سنان الأشجعي.
شهد قضاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي بروع بنت واشق. قيل: اسمه معقل بن سنان.
أخبرنا الخطيب عبد الله بن أحمد بإسناده عن أبي داود
الطيالسي: حدثنا هِشَام، عن قتادة، عن خلاس [1] بن عَمْرو،
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: أَتَى عَبْدُ
الله بن مسعود فِي امرأة توفي عنها زوجها ولم يدخل بِهَا
ولم يفرض لها، فأبى أن يقول فيها شيئا، فأتى فيها بعد شهر
فقال:
اللَّهمّ، إن كَانَ صوابا فمنك، وإن كَانَ خطأ فمني، لَهَا
صَدَقَةُ إِحْدَى نِسَائِهَا، وَلَهَا الْمِيرَاثُ
وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ
فَقَالَ: قَضَى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم فينا
بذلك فِي بروع بنت واشق.
فقال: هلم شاهدا [2] لك. فشهد أبو سنان والجراح الأشجعي،
رجلان من أشجع [3] .
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] في المطبوعة: «جلاس» ، بالجيم، والصواب عن منحة
المعبود، والجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 1/ 2/ 403.
[2] في منحة المعبود: «هلم شاهدين على هذا» .
[3] منحة المعبود، أبواب الصداق، باب «من تزوج ولم يسم
صداقا، ثم توفى قبل الدخول» : 1/ 307- 308.
(5/158)
5982- أبو سنان بن صيفي
(س) أبو سنان بْن صيفي بْن صخر بْن خنساء بْن سنان بْن
عُبَيْد بْن عدي بْن غنم بْن كعب ابن سلمة.
شهد بدرا، وقتل يوم الخندق شهيدا، قاله جَعْفَر عن ابن
إسحاق [1] .
وذكره ابن الكلبي فقال: «سنان بن صيفي» ، ونسبه كذلك.
والّذي عندنا من طرق مغازي ابن إسحاق: «سنان» . لَمْ يجعله
كنية. وكذلك ذكره أبو عمر، وأبو موسى أيضا فِي الأسماء،
ولم يجعلاه كنية، والله أعلم.
5983- أبو سود التميمي
(ب د ع) أبو سود التميمي.
قَالَ ابن قانع: هُوَ حسان بْن قيس بْن أَبِي سود بْن كلب
بن عدي بن مالك بن غدانة ابن يربوع بن حنظلة بن مالك
التميمي الحنظلي.
وهو والد وكيع بن أبي سود. وقيل: جد وكيع بن حسان بن أبي
سود، ونسب إلى جده.
ووكيع صاحب الفتنة بخراسان، وهو الَّذِي قتل قُتَيْبَة بن
مسلم أمير خراسان صاحب الفتوح، وَكَانَ وكيع يحمق، وولي
خراسان بعد قتل قُتَيْبَة أول خلافة سُلَيْمَان بن عبد
الملك، ثُمَّ عزل عنها. وقد ذكرنا جميع أحواله فِي «الكامل
فِي التاريخ [2] » .
روى أبو سود عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم.
أخبرنا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بن أحمد: حدثني أبي، أخبرنا يَحْيَى بن آدم،
أخبرنا عَبْد اللَّهِ بْن المبارك، عَنْ معمر، عَنْ شيخ من
بني تميم، عن أبي سود قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: «اليمين الفاجرة التي يقتطع بِهَا الرجل مال
المسلم، تعقم [3] الرحم» [4] .
وكذلك رواه عبد الرزاق، عن معمر. وقال ابن دريد: كَانَ أبو
سود جد وكيع مجوسيا فأسلم. وهذا غير بعيد، لأن ديار تميم
كانت تجاور بلاد الفرس وهم تحت أيديهم، والمجوسية فِي
الفرس، على أن العرب قبل الإسلام
__________
[1] انظر سيرة ابن هشام، في خبر من شهد العقبة: 1/ 467،
وفي خبر من شهد بدرا من الأنصار: 1/ 697.
وانظر أيضا ترجمته في حرف السين من الأسماء: 2/ 461.
[2] الكامل لابن الأثير: 4/ 138، وما بعدها.
[3] يريد أنها تقطع الصلة والمعروف بين الناس.
[4] مسند الإمام أحمد: 5/ 79.
(5/159)
كَانَ كَثِير منهم قد تنصر كتغلب وبعض
شيبان وغسان، وَكَانَ منهم من صار مجوسيا وهم قليل، وأما
اليهودية فكانت باليمن.
أخرجه الثلاثة.
5984- أبو سويد الأنصاري
(ب د ع) أبو سويد. وقيل: أبو سوية الأنصاري. ويقال:
الجهني.
وهو رجل من الصحابة، روى عَنْهُ عبادة بن نسي أن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على المتسحرين.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: أبو سوية الْأَنْصَارِيّ، روى
عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن
قَالَ «أبو سويد» فقد صحف.
وقال ابن ماكولا: سوية: بفتح السِّين، وكسر الواو، وتشديد
الياء، وآخره هاء، فهو أبو سوية. لَهُ صحبة.
أخبرنا يَحْيَى إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي
عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن ميمون [1] ،
حَدَّثَنَا حصن بن مُحَمَّد، أخبرنا عَليّ بن ثابت، عَنْ
حاتم بْن أَبِي نصر، عَنْ عبادة بن نسي، عن أبي سويد- وكان
من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: «اللَّهمّ
صلّ على المتسحرين» . أخرجه الثلاثة.
5985- أبو سهل
(ب) أبو سهل.
أخرجه أبو عمر، وقال: لا أعرفه. هذا القدر الّذي أخرجه.
5986- أبو سهلة
(س) أبو سهلة، اسمه السائب بن خلاد. ذكر فِي الأسماء [2] .
أخرجه أبو موسى مختصرا
__________
[1] في المطبوعة: «بن أبى ميمون» . انظر ترجمة «محمد بن
على بن ميمون» في الجرح: 4/ 1/ 28. والتهذيب:
9/ 356.
[2] انظر الترجمة 1909: 2/ 314.
(5/160)
5987- أبو سيارة
(ب د ع) أبو سيارة المتعي ثُمَّ القيسي. شامي. قيل: اسمه
عميرة بن الأعلم [1] . وقيل:
عَامِر بْن هلال، من بني عبس بْن حبيب من خارجة عدوان بن
عَمْرو بن قيس عيلان بن مضر [2] .
وقيل: الحارث بن مسلم.
ذكره جماعة فِي الصحابة، ورووا حديثه.
وَأَخْبَرَنَا أبو منصور بن مكارم بإسناده عن المعافى بن
عمران: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز الدمشقي، عن سُلَيْمَان
بن موسى، عن أبي سيارة المتعي أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُول اللَّهِ، إِنَّ لِي نحلا وعسلا؟ قَالَ: أد العشر.
قلت: يا رسول الله، احم لي جبلها [3] . قَالَ أبو عمر:
«هُوَ حديث مرسل لا يصح أن يحتج بِهِ إلا من قَالَ
بالمراسيل، لأن سُلَيْمَان يقول: لم يدرك أحدا من الصحابة
[4] » .
أخرجه الثلاثة.
5988- أبو سيف القين
(ع س) أبو سيف القين زوج أم سيف، ظئر إِبْرَاهِيم بْن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وُلِدَ لِي
اللَّيْلَةَ غلام فسميته باسم أبي إبراهيم صلى الله
عَلَيْهِ وسلم، فدفعته إلى أم سيف- امرأة قين يقال لَهُ:
أبو سيف- فانطلق يأتيه [5] ، فانتهينا إلى أبي سيف وهو
ينفخ بكيره، وقد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت فقلت: يا أبا
سيف، أمسك فقد جَاءَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأمسك [6] . أخرجه أبو نعيم وأبو
موسى.
__________
[1] كذا، وقد تقدم في 4/ 302: «عميرة بن الأعزل» .
[2] انظر الترجمة 2744: 3/ 145.
[3] أخرجه الإمام أحمد عَنْ وكيع عَنْ سَعِيدِ بْنِ عبد
العزيز بإسناده، انظر المسند: 4/ 236. وكذا أخرجه ابن ماجة
في كتاب الزكاة، باب «زكاة العسل» ، الحديث 1823: 1/ 584
عَنْ أَبِي بكر بْن أَبِي شيبة، عَنِ وكيع بإسناده.
[4] الاستيعاب: 4/ 1687.
[5] في المصورة والمطبوعة: «فأتاه» . والمثبت عن مسلم
ومسند أحمد.
[6] أخرجه مسلم- وهذا لفظه- بإسناده عن ثابت البناني، انظر
كتاب الفضائل، باب «رحمته صلّى الله عليه وسلّم على
الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك» : 7/ 76. وكذلك أخرجه
الإمام أحمد من هذه الطريق: 3/ 194. وأخرجه البخاري بغير
هذا اللفظ في كتاب الجنائز، باب «قول النبي صلّى الله عليه
وسلّم: إنا بك لمحزونون» : 2/ 105.
(5/161)
حرف الشين
5989- أبو شاه
(د ع) أبو شاه.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بن أحمد: حدثني أبي، أخبرنا الوليد، حدثنا
الأوزاعي أخبرنا يحيى بْن أَبِي كثير، عَنْ أَبِي سلمة، عن
أبى هريرة- (ح) قال أبي: وأبو داود، حدثنا حرب، عن يحيى،
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة المعنى- قال: لما فتح [الله
على] [1] رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، قام رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم، فحمد
الله عز وجل وأثنى عليه، ثم قال: إن الله حبس عن مكة
الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنما أحلت لي ساعة من
نهار، ثم هي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد [2] شجرها ولا
ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل
فهو بخير النظرين [3] : إما أن يفدى، وإما أن يقتل. فقام
رجل من أهل اليمن يقال له «أبو شاه» فقال: يا رسول الله،
اكتبوا لي. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم: اكتبوا لأبي شاه. فقال عباس: يا رسول الله، إلا
الإذخر [4] ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا
الإذخر. فقلت للأوزاعي:
ما قوله: «اكتبوا لأبي شاه» ؟ قال: يقول: اكتبوا له خطبته
التي سمعها [5] . أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
5990- أبو شباث
أبو شباث، اسمه خديج بن سلامة. تقدم ذكره في خديج [6] .
شباث: بضم الشين، وبالباء الموحدة، وآخره ثاء مثلثة.
5991- أبو شجرة
(س) أبو شجرة.
أورده جعفر وقال: لا أدري له صحبة أم لا؟ وأخرجه ابن أبي
خيثمة في الصحابة. وأورده غيره أيضا.
__________
[1] ما بين القوسين عن المسند.
[2] أي: لا يقطع. والمنشد: هو الّذي يعرف باللقطة.
[3] أي الأمرين، أي: إن ولى الدم يخير بين أخذ الدية وبين
القصاص.
[4] الإذخر: حشيشة طيبة الرائحة، تسقف بها البيوت فوق
الخشب.
[5] مسند الإمام أحمد: 2/ 238. وأخرجه البخاري في كتاب
اللقطة، باب «كيف تعرف لقطة أهل مكة؟» عن يحيى بن موسى، عن
الوليد بن مسلم بإسناده. انظر: 3/ 164- 165. وكذا أخرجه
مسلم في كتاب الحج، باب «تحريم مكة وصيدها ... » عن زهير
بن حرب، عن الوليد، بإسناده. انظر: 4/ 110- 111.
[6] انظر الترجمة 1426: 2/ 124.
(5/162)
روى قتيبة بن سعيد، عن اللَّيْثُ بْنُ
سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عن أبي الزاهرية،
عن أبي شجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقيموا
الصفوف، فإنما تصفون بصفوف الملائكة، حاذوا بين المناكب
وسدوا الخلل، ولا تذروا فرجات الشيطان، ومن وصل صفا وصله
الله عز وجل» . روى عنه أبو الزاهرية حديثا في فضل السلام.
أخرجه أبو موسى وقال: «أبو شجرة هذا يروي عن ابن عمر، أرسل
هذين الحديثين» .
5992- أبو شجرة الكندي
أبو شجرة، واسمه: معاوية بن محصن بن علس [1] بن الأسود بن
وهب بن شجرة بْن ربيعة بْن معاوية الأكرمين الكندي.
وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وكان شجاعا.
ذكره هشام بن الكلبي.
5993- أبو شداد الذمارى
(ب د ع) أبو شداد الذماري العماني.
سكن عمان. وذكر أنهم أتاهم كتاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم في قطعة أدم: «من محمد رسول الله إلى أهل عمان:
سلام عليكم، أما بعد، فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله
وأني رسول الله، وأدوا الزكاة، وخطوا المساجد كذا وكذا،
وإلا غزوتكم» . قيل لأبي شداد: فمن كان عامل عمان؟ قال:
إسوار [2] من أساورة كسرى.
روى موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن زياد الحبطي، عن
أبي شداد، بهذا. أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا قاله أبو عمر: «الذماري» . والذي يقوله غيره من
أهل العلم: «دمائي» ، بالدال المهملة، والميم، وبعد الألف
ياء تحتها نقطتان، نسبة إلى «دما [3] » وهي من عمان.
وقاله ابن منده وأبو نعيم: العماني، وأما «ذمار [4] » فمن
اليمن، من نواحي صنعاء.
__________
[1] انظر الترجمة 4984: 5/ 214.
[2] الإسوار- بكسر الهمزة وضمها: قائد الفرس.
[3] دما- بفتح أوله وتخفيف ثانيه-: بلدة من نواحي عمان.
انظر: «معجم البلدان» لياقوت.
[4] ذمار- بكسر أوله وفتحه، ويبنى على الكسر-: قرية باليمن
على مرحلتين من صنعاء: «معجم البلدان» لياقوت.
(5/163)
5994- أبو شداد
(ب د) أبو شداد.
عقل وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ولم يره ولم يسمع منه، قاله معن بْن عِيسَى،
عَنْ معاوية بْن صالح، عن أبي شداد، قاله أبو عمر [1] .
وقال ابن منده: أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم، وشهد [2] وفاته.
أخرجه ابن مندة، وأبو عمر.
5995- أبو شراك
(د ع) أبو شراك القرشي الفهري.
شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وهو
ابْن اثنتين وثلاثين سنة، ومات سنة ست وثلاثين.
وقيل: اسمه عمرو بن أبي عمرو، قاله الواقدي [3] .
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
5996- أبو شريح الأنصاري
(ب) أبو شريح الأنصاري.
له صحبة، ذكروه في الصحابة. قال أَبُو عمر: لا أعرفه بغير
كنيته، وذكر هذا.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
5997- أبو شريح الخزاعي
(ب ع س) أبو شريح الخزاعي الكعبي.
اختلفوا في اسمه فقيل: خويلد بْن عمرو. وقيل: عمرو بْن
خويلد. وقيل: كعب بن عمرو. وقيل: هانئ بن عمرو.
وأسلم قبل فتح مكة، وكان يحمل أحد ألوية بني كعب بن خزاعة
يوم الفتح، وقد ذكرناه في الخاء [4] .
وكان من عقلاء الرجال، وكان يقول: إذا رأيتموني أبلغ من
أنكحته أو نكحت إليه إلى
__________
[1] الاستيعاب: 4/ 1688.
[2] انظر فيما تقدم ترجمة «سالم بن أبى سالم أبى شداد» :
2/ 309.
[3] انظر طبقات ابن سعد: 3/ 1/ 304.
[4] انظر الترجمة 1500: 2/ 152.
(5/164)
السلطان، فاعلموا أني مجنون [1] ومن وجد
لأبي شريح سمنا أو لبنا أو جداية [2] ، فهو له حل، فليأكله
وليشربه.
أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي
عِيسَى التِّرْمِذِيِّ: حَدَّثَنَا قتيبة، أخبرنا الليث بن
سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح العدوي أنه قال
لعمرو بن سعيد- وهو يبعث البعوث إلى مكة [3] : ائذن لي
أيها الأمير أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه
وسلم الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته
عيناي حين تكلم به، حمد [4] الله وأثنى عليه ثم قال: إن
مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، وَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ
يُؤْمِنُ باللَّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ أن يسفك بها دما، أو
يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص بقتال [5] رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، فقولوا له: إن
الله أذن لرسوله ولم يأذن لك، وإنما أذن لي فيها ساعة من
النهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ
الشاهد الغائب. فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو بن سعيد؟
قال: أنا أعلم منك بذلك، إن الحرم لا يعيذ عاصيا، ولا فارا
بدم، ولا فارا بخربة [6] .
وتوفي أبو شريح سنة ثمان وستين.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
يعضد شجرة أي يقطعها. ولا فارا بخربة [7] .
5998- أبو شريح الحارثي
(ب) أبو شريح هانئ بن يزيد الحارثي.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد الْبَغْدَادِيُّ بِإِسْنَادِهِ
عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ قيس بن الربيع، عن
__________
[1] بعده في الاستيعاب 4/ 1689: «وإذا رأيتموني أمنع جاري
أن يضع خشبته في حائطي، فاعلموا أنى مجنون، فاكوونى» .
ونخشى أن يكون قد سقط من أسد الغابة.
[2] الجداية- بفتح الجيم-: ما بلغ ستة أو سبعة أشهر من
الظباء، بمنزلة الجدي من المعز.
[3] أي: لقتال عبد الله بن الزبير.
[4] في تحفة الأحوذي: «إنه حمد» .
[5] في تحفة الأحوذي: «لقتال» .
[6] في المطبوعة: «بجزية» . وهو خطأ. وخربة- بفتح الخاء
المعجمة، وإسكان الراء-: السرقة، والجناية.
وقال الترمذي بعد هذا الحديث: «ويروى: بخزية» ، أي بشيء
يخزي منه ويستحيى.
هذا وفي تحفة الأحوذي: «وقد تصرف عمرو في الجواب، وأتى
بكلام ظاهره حق لكن أراد به الباطل، فإن الصحابي أنكر عليه
نصب الحرب على مكة، فأجابه بأنها لا تمنع من إقامة القصاص.
وهو صحيح، إلا أن ابن الزبير لم يرتكب أمرا يجب عليه فيه
شيء من ذلك» .
[7] كذا، ولعل ابن الأثير أراد أن يشرح «خربة» ، فغفل عن
ذلك.
(5/165)
الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ،
عَنْ أَبِيهِ قال: قدم هانئ على رسول الله صلى الله عليه
وسلم في وفد بني الحارث ابن كعب، وكان يكنى أبا الحكم،
فدعاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقال: «إن الله هو الحكم وإليه لحكم، فلم تكنى بأبي الحكم»
؟ فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء حكمت بينهم، فرضي كلا
الفريقين بحكمي، فكنوني أبا الحكم. فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: أي ولدك أكبر؟ فقلت:
شريح. فقال: «أنت أبو شريح» . قيل: إن النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا له ولولده. وهو والد شريح
بن هانئ صاحب علي بن أبي طالب، يعد في أهل الكوفة.
أخرجه أبو عمر.
5999- أبو شريح
(س) أبو شريح، رجل.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أعتى الناس على الله عز وجل ... » الحديث [1] . قال جعفر:
قال لي البرذعي: قالوا: هو الخزاعي. وقالوا غيره.
أخرجه أبو موسى.
6000- أبو شريك
(س) أبو شريك.
قسم له عمر بن الخطاب رضي الله عنه حظيرا مع عبد الرحمن بن
ثابت أخرجه أبو موسى كذا مختصرا.
6001- أبو شعيب
(ب د ع) أبو شعيب الأنصاري.
روى عنه أبو مسعود، وجابر.
أخبرنا يحيى بن محمود وأبو ياسر بإسنادهم إلى مسلم بن
الحجاج قال: حدثنا قتيبة وعثمان ابن أبي شيبة- وتقاربا في
اللفظ- قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي
مسعود الأنصاري قال: كان رجل من الأنصار يقال له: أبو
شعيب- وكان له غلام لحّام [2]-
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن أبى شريح الخزاعي، انظر المسند:
4/ 32، وتمامه: «ثلاثة: رجل قتل فيها [أي: في مكة] ورجل
قتل غير قاتله، ورجل طلب بذحل في الجاهلية» .
[2] أي: يبيع اللحم، ويكتسب بصنعة الجزارة.
(5/166)
فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف
في وجهه الجوع، فقال لغلامه: ويحك! اصنع لنا طعاما لخمسة
نفر، فإني أريد أن أدعو النبي صلى الله عليه وسلم خامس
خمسة. قال: فصنع، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعاه خامس خمسة، فاتبعهم رجل، فلما
بلغ الباب قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إن هذا اتبعنا، فإن شئت أن تأذن له، وإن شئت
رجع. قال: بل آذن له» [1] .
ورواه شعبة وأبو معاوية وابن نمير: كلهم عن الأعمش. أخرجه
الثلاثة.
6002- أبو شقرة
(ب د ع) أبو شقرة التميمي.
روى عنه مخلد بن عقبة أَنَّهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «إذا رأيتم الفيء على رءوسهن
مثل أسنمة البخت، فأعلموهن أنهن لا تقبل لهن صلاة» . قال:
والفيء: الفرع [2] .
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: فيه نظر.
6003- أبو الشموس
(ب د ع) أبو الشموس البلوي.
شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم غزوة
تبوك.
أخبرنا أبو الفرج الثقفي بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي
عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بكر بن عبد الوهاب أبو محمد
العثماني، حدثنا زياد بن نصر، عن سليم بن مطير، عن أبيه،
عن أبي الشموس البلوي قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في غزوة تبوك، فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد نزلنا على بئر ثمود، فعجنا واستقينا، فأمرنا رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن نهريق
الماء، وأن نطرح العجين وننفر [3] ، وكنت حسيت حسية لي،
فقلت: يا رسول الله، ألقمها راحلتي؟ قال: ألقمها إياها.
فهرقنا الماء، وطرحنا العجين، ونفرنا حتى نزلنا على بئر
صالح عليه السلام. أخرجه الثلاثة.
__________
[1] مسلم، كتاب الأشربة، باب «ما يفعل الضيف إذا تبعه غير
من دعاه» : 6/ 115- 116.
[2] الفرع- بفتح فسكون-: الشعر التام. والبخت: جمال طوال
الأعناق. ويقول ابن الأثير في النهاية: «شبه رءوسهن بأسنمة
البخت، لكثرة ما وصلن به شعورهن حتى صار عليها من ذلك ما
يفيئها، أي: يحركها خيلاء وعجبا» .
[3] أي: نمضي من هذا المكان.
(5/167)
6004- أبو شميلة
(س) أبو شميلة الشنئي [1] .
روى عكرمة، عن ابن عباس قال: كان أبو شميلة رجلا قد غلب
عليه الخمر، فأتي به سكران إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فلما جلس بين يديه أخذ حفنة من تراب، فرمى بها وجهه،
ثم قال: اضربوه فضربوه بالثياب والنعال وبأيديهم والمتيخ
[2] . قال: والمتيخ العصا الخفيفة. وقيل: الجريدة الرطبة.
أخرجه أبو موسى.
6005- أبو شهم
(ب د ع) أبو شهم. قيل: اسمه يزيد [3] بن أبي شيبة.
له صحبة، كان رجلا بطالا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
ليبايعه، فتاب ثم بايعه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الرُّبَيِّعِ سُلَيْمَانُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ محمد بن خميس، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو
نَصْرِ بْنُ طَوْقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ
المرجي، حدثنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا بشر بن الوليد
الكندي، حدثنا يزيد بن [4] عطاء عن بيان بن بشر، عن قيس بن
أبي حازم، عن أبي شهم- وكان رجلا بطالا- قال: مررت على
جارية في بعض طرق المدينة، فأهويت بيدي إلى خاصرتها، فلما
كان الغد أتى الناس النبي صلى الله عليه وسلم يبايعونه،
فأتيته فبسطت يدي إليه لأبايعه، فقبض يده وقال:
أنت صاحب الجبذة؟ فقلت: يا رسول الله، بايعني ولا أعود.
قال: نعم إذا. أخرجه الثلاثة.
6006- أبو شيبة الخدريّ
(ب د ع) أبو شيبة الخدري. وقيل فيه: الخضري، لأنه كان يبيع
الخضر [5] .
صحابي من أهل الحجاز، وقيل: هو أخو أبي سعيد الخدريّ،
والله أعلم.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «الشنوى» . والمثبت عن الإصابة،
قال الحافظ 4/ 104: «بفتح المعجمة والنون بعدها همزة بغير
مد.
[2] في المطبوعة: «والمتيح» ، بالحاء المهملة. والصواب
بالخاء المعجمة، يقول ابن الأثير في النهاية: «هذه اللفظة
قد اختلف في ضبطها، فقيل: هي بكسر الميم وتشديد التاء.
وبفتح الميم مع التشديد. وبكسر الميم وسكون التاء قبل
الياء. وبكسر الميم وتقديم الياء على التاء، قال الأزهري:
وهذه كلها أسماء جرائد النخل، أصل العرجون، وقيل: هي اسم
للعصا» .
[3] كذا، ولم تتقدم له ترجمة في الياء، على أنه قد ترجم في
حرف الزاى 2/ 290: زيد بن أبى شيبة. وقد ذكر الحافظ في
الإصابة عن ابن السكن أن اسمه زيد أو يزيد. انظر الإصابة:
4/ 104.
[4] في المطبوعة: «يزيد، عن عطاء» . والصواب عن المصورة.
والتهذيب: 11/ 350.
[5] كذا، وفي تاج العروس: «وبنو الخضر- بالضم- بطن من قيس
عيلان.. يقال لهم: خضر محارب، سموا بذلك لخضرة ألوانهم..
منهم أبو شيبة الخضرى» .
(5/168)
أخبرنا يحيى بن محمود إذنا بإسناده عن
ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ،
أخبرنا أبو عاصم، أخبرنا يونس بن الحارث الثقفي قال: سمعت
مشرسا يحدث عن أبيه، عن أبي شيبة الخدري قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال «لا إله إلا الله»
مخلصا بها قلبه، دخل الجنة» . قال يونس بن الحارث سمعت
مشرسا يحدث عن أبيه قال: توفي أبو شيبة الخدري صاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن على حصار القسطنطينية،
فدفناه مكانه.
وقيل: مات غازيا أيام يزيد بن معاوية، ودفن ببلاد الروم.
سئل أبو زرعة عن أبي شيبة الخضري، فقال: له صحبة، لا يعرف
اسمه.
أخرجه الثلاثة.
6007- أبو شيخ
(ب) أبو شيخ بن أَبِي [بْن] [1] ثابت بْن المنذر بْن حرام
بْن عمرو بْن زيد مناة بْن عدي ابن عمرو بْن مالك بْن
النجار.
شهد بدرا، وقتل يوم بئر معونة شهيدا.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بْن النجار،
ثم من بني عدي بن عمرو بن مالك: «وأبو شيخ بن أبي ثابت بن
المنذر بن حرام [2] » .
كذا قال ابن إسحاق: «أبو شيخ بن أبي [بن [2]] ثابت» وقال
ابن هشام: «أبو شيخ اسمه أبي بن ثابت» فعلى قول ابن إسحاق
هو ابن أخي حسان بن ثابت، وعلى قول [ابن] [1] هشام هو أخو
حسان، والله أعلم أخرجه أبو عمر، وقال: لا عقب له.
__________
[1] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 4/ 1690.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 704. والنص فيها خطأ، ولا فرق فيها
بين قول ابن إسحاق وابن هشام، ولا بدّ من تصويبه من
الاستيعاب وأسد الغابة، ففي السيرة عن ابن إسحاق: «وأبو
شيخ أبى بن ثابت. قال ابن هشام: أبو الشيخ أبى بن ثابت» .
(5/169)
6008- أبو شيخ المحاربي
(ب د ع) أبو شيخ المحاربي.
له حديث واحد عند أهل الكوفة، ليس إسناده بشيء ولا يصح.
قاله أَبُو عمر.
وروى ابن منده وَأَبُو نعيم من حديث قيس بن الربيع، عن
امرئ القيس المحاربي، عن عاصم بن بجير المحاربي، عن ابن
أبي شيخ- وقال مرة: عن أبي شيخ- قال: جاءنا رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: «يا معشر محارب، لا
تسقوني حلب امرأة» . أخرجه الثلاثة.
حرف الصاد
6009- أبو صالح
(ع س) أبو صالح مولى أم هانئ.
أورده الحسن بن سفيان في الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ
بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله بن
أحمد، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ،
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن سفيان، أخبرنا سعيد بن ذؤيب،
أخبرنا عبد الصمد، أخبرنا [زربي [1]] أخبرنا ثابت، عن أبي
صالح- مولى أم هانئ- أنه أعتقته أم هانئ بنت أبي طالب.
قال: وكنت أدخل عليها في كل شهر أو شهرين دخلة، فدخلت
عليها يوما، فبينا أنا عندها إذ دخل النبي صلى الله عليه
وسلم فقالت: يا ابن عم، كبرت وثقلت وضعف عملي، فهل لي من
مخرج؟ فقال: أبشري [2] ، أبواب الخير كثيرة، [احمدي الله
[3]] مائة مرة يكون عدل مائة رقبة، وكبري مائة مرة يكون
عدل مائة فرس مسرجة ملجمة في سبيل الله عز وجل، وسبحي مائة
مرة يكون عدل بدنة مقلدة متقبلة، وهللي مائة مرة لا يلحقك
ذنب إلا الشرك. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى [4] .
__________
[1] في المطبوعة: «أخبرنا رزين» . والصواب عن المصورة،
وترجمة زربى بن عبد الله في التهذيب: 3/ 325.
[2] في الإصابة 4/ 110: «أبشرى يا بوان، خير كثير» .
[3] في المطبوعة والمصورة: «الحمد للَّه» . والمثبت عن
الإصابة.
[4] قال الحافظ في الإصابة: «والصواب: إذ دخل عليها على
فقالت: يا ابن أم. وأبو صالح مولى أم هانئ مشهور في
التابعين، لا يخفى ذلك على من له أدنى معرفة» .
(5/170)
6010- أبو الأنصاري
(ب س) أبو الصباح الأنصاري الأكبر.
يقولون فيه بالضاد المعجمة [1] ، وقد شذ بعضهم فذكره
بالصاد المهملة، قال أبو موسى:
أورده جعفر في هذا الباب، ونذكره في الضاد المعجمة إن شاء
اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر، وأبو موسى.
6011- أبو العقيلي
(ب د ع) أبو صخر العقيلي، من ساكني البصرة.
ذكره مسلم بن الحجاج في الصحابة. قيل: اسمه عبد الله بن
قدامة. قاله أبو عمر.
روى عنه عبد الله بن شقيق حديثا حسنا في «أعلام النبوة» .
روى سالم بن نوح، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق،
عن أبي صخر [2]- رجل من بني عقيل- قال: قدمت المدينة على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بجلوبة [3] ، فلما بعتها
قلت: لو ألممت نحو رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟ فأقبلت نحوه، فتلقاني في بعض طرق المدينة، وهو
بين أبي بكر وعمر، قال: فجئت حتى كنت خلفهم، قال: فمر رجل
يهودي ناشر التوراة يقرؤها، يعزي نفسه على ابن له في
الموت، قال: فمال إليه وملت، فقال: يا يهودي، أنشدك بالذي
أنزل التوراة على موسى، وأنشدك بالذي فلق البحر لبني
إسرائيل- قال: فغلظ عليه-:
هل تجد نعتي وصفتي ومخرجي في كتابك؟ فقال [4] برأسه، أي:
لا. فقال ابنه- وهو في الموت-: إي والّذي أنزل التوراة على
موسى، إنه ليجد نعتك وصفتك ومخرجك في كتابه هذا، وأنا أشهد
أن لا إله إلا اللَّه، وأنك رسول الله. قال: فأقيموا
اليهودي عن أخيكم. قال: فقضى الفتى، فولي رسول الله صلى
الله عليه وسلم حنوطه وكفنه، وصلى عليه رواه عبد الوهاب بن
عطاء، عن الجريري، عن عبد الله بن قدامة، عن رجل أعرابي-
ولم يسمه.
أخرجه الثلاثة.
__________
[1] أي: أبو الضياح.
[2] أخرجه الإمام أحمد باسناده إلى أبى صخر العقيلي، عَنْ
رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، انظر
المسند: 5/ 411.
[3] في المطبوعة والمصورة: «بحلوبة» ، بالحاء. والمثبت عن
المسند، ولفظه: «جلبت جلوبة» .
[4] أي: أشار.
(5/171)
6012- أبو صرمة
(ب د ع) أبو صرمة بن قيس الْأَنْصَارِيّ الْمَازِنِي، من
بني مازن بْن النجار. وقيل: بل هو من بني عدي بن النجار.
والأول أكثر، قاله أبو عمر.
وقال أبو نعيم: أبو صرمة بن أبي قيس الأنصاري، قيل: اسمه
مالك بن قيس [1] . شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المشاهد.
قال أبو عمر: قيل: اسمه مالك بن قيس. وقيل: لبابة بن قيس.
وقيل: قيس بن مالك بن أبي أنس. وقيل: مالك بن أسعد. وهو
مشهور بكنيته، ولم يختلفوا في شهوده بدرا، وما بعدها من
المشاهد.
روى عنه محمد بن كعب القرظي، ومحمد بن قيس، وابن محيريز،
ولؤلؤة.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ وَغَيْرُهُمَا
بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عيسى: حدثنا قتيبة، أخبرنا
الليث، عَنْ يَحيى بْن سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى
بن حبان، عن لؤلؤة، عن أبي صرمة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: «من ضار ضار الله به، ومن شاق شاق الله
عليه» [2] . وروى الضحاك بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن
حبان عن ابن محيريز: أن أبا سعيد الخدري وأبا صرمة أخبراه.
أنهم أصابوا سبايا في غزوة بني المصطلق، وكان منا من يريد
أن يتخذ أهلا، ومنا من يريد أن يستمتع ويبيع فتراجعنا في
العزل، فقال بعضنا: لجائر [3] ، فذكرنا ذلك لرسول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: «لا عليكم أن لا
تعزلوا، فإن الله عز وجل قدر ما هو خالق إلى يوم القيامة»
. وكان أبو صرمة شاعرا محسنا، وهو القائل:
لنا صرم يدول [4] الحق فيها ... وأخلاق يسود بها الفقير
__________
[1] انظر الترجمة 4635: 5/ 47.
[2] تحفة الأحوذي، أبواب البر، باب «ما جاء في الخيانة
والغش» ، الحديث 2005: 6/ 71. وقال الترمذي:
«هذا حديث حسن غريب» . وقال الحافظ أبو العلى- صاحب تحفة
الأحوذي-: «وأخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة»
.
[3] كذا في المطبوعة. وفي المصورة «بحابر» دون نقط.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسندة: 3/ 63، ولفظه:
«فتراجعنا في العزل، فذكرنا» .
[4] كذا في المطبوعة، والمصورة، والاستيعاب «صرم» ولم نهتد
فيها إلى معنى، ولعله يعنى أن عندهم جلادة في القتال، ففي
اللغة: وتصرم بمعنى تجلد. وفي المصورة والمطبوعة: «يزول
الحق» . والمثبت عن الاستيعاب. ومعنى يدال: ينصر وتكون له
الغلبة.
(5/172)
ونصح [1] للعشيرة حيث كانت ... إذا ملئت من
الغش الصدور
وحلم لا يسوغ الجهل فيه ... وإطعام إذا قحط الصبير [2]
بذات يد على من [3] كان فيها ... نجود به قليل أو كثير
أخرجه الثلاثة.
6013- أبو صعير
(ب د ع) أبو صعير، والد ثعلبة [4] بن أبي صعير بْن زيد بْن
سنان بْن المهتجن بْن سلامان بْن عدي بْن صعير بْن حزاز
بْن كاهل بْن عذرة بْن سعد بْن هذيم العذري.
حديثه عند ابنه ثعلبة.
روى خالد بن خداش [5] ، عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ
النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عن الزهري، عَنْ ثَعْلَبَةَ
بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «أدوا زكاة الفطر، صاعا من قمح، أو صاعا
من تمر، عن الصغير والكبير، والحر والمملوك، والذكر
والأنثى» .
رواه محمد بن المتوكل، عن مؤمل، عن حماد، عن النعمان، عن
الزهري، عن ثعلبة بن أبى مالك، عن أبيه.
ورواه بن جريج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ ثَعْلَبَةَ، مرسلا.
ورواه همام، عن بكر الكوفي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بن صعير، عن أبيه [6] .
ورواه عمر [7] بن صهبان، عن الزهري، عن مالك بن الأوس بن
الحدثان، عن أبيه.
ورواه معمر، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة.
ورواه سفيان بن حسين، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن
الزهري، عن ابن المسيب مرسلا، وهو الصواب، قاله أبو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة: «ويصبح» والمثبت عن المصورة والاستيعاب.
[2] الصبير: السحاب الأبيض الّذي لا يكاد يمطر.
[3] في الاستيعاب «على ما كان فيها» .
[4] تقدمت ترجمة «ثعلبة» في: 1/ 288- 289.
[5] في المطبوعة والمصورة: «خالد بن أبى خداش» . والصواب
عن الجرح لابن أبى حاتم: 1/ 2/ 327.
[6] تقدم هذا في ترجمة «ثعلبة» بن صعير» ، وأخرجه ابن أبى
عاصم، انظر: 1/ 288.
[7] تقدم في ترجمة «أوس بن الحدثان» 1/ 167: «محمد بن عمر
بن صهبان» . والصواب: عمر بن صهبان، أو:
عمر بن محمد بن صهبان. انظر التهذيب: 7/ 464.
(5/173)
وقال ابن منده: حديث حماد بن زيد، عن
النعمان، لم يتابع عليه.
والصواب ما رواه ابن جريج مرسلا، وكذلك حديث أبي هريرة:
الصواب ما رواه عبد الرحمن ابن خالد، عن الزهري مرسلا.
أخرجه الثلاثة.
6014- أبو صفرة
(ب د ع) أبو صفرة، واسمه: ظالم بن سرّاق- ويقال: سارق- ابن
صبح [1] بن كندىّ ابن عمرو بْن عدي بْن وائل بْن الحارث بن
العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر [2] ماء
السماء بْن حارثة بْن امرئ القيس بْن ثعلبة بن مازن بن
الأزد الأزدي ثم العتكي:
وهو والد مهلب بن أبي صفرة.
سكن البصرة، وكان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولم يفد عليه، ووفد على عمر بن الخطاب في عشرة من
ولده، المهلب أصغرهم، فجعل عمر ينظر إليهم ويتوسم [3] ، ثم
قال لأبي صفرة هذا سيد ولدك.
وقيل: إن أبا صفرة أدى زكاة ماله إِلَى النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره وقيل: إنه وفد على أبي
بكر مع بنيه.
أخرجه الثلاثة، وقد تقدم ذكره.
6015- أبو صفوان مالك بن عميرة
(ب د ع) أبو صفوان، مالك بن عميرة [4] . وقيل: مالك بن
عمير. وقيل: سويد بن قيس [5] السلمي. وقيل: إنه من ربيعة
بن نزار. وجعله أبو أحمد العسكري من بني أسد بن خزيمة،
فقال: أبو صفوان مالك بن عمير الأسدي.
__________
[1] في المطبوعة: «صبيح» . والمثبت عن المصورة وترجمة
«ظالم بن سارق» ، وقد تقدمت في: 3/ 103.
[2] في المطبوعة: «عامر بن ماء السماء» . و «بن» مضروب
عليها في المصورة. وعامر هو ماء السماء. انظر جمهرة أنساب
العرب لابن حزم: 331، 367.
[3] أي: يتفرس.
[4] انظر ترجمته في: 5/ 40.
[5] الّذي تقدم في ترجمته 2/ 493: أنه سويد بن قيس
العبديّ.
(5/174)
روى عمرو بن مرزوق، عَنْ شُعْبَة، عَنْ
سماك بْن حرب، عَنْ أبي صفوان أنه قال: بعت من رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم رجل سراويل [1] بثلاثة
دراهم، فوزن لي وأرجح.
ورواه أبو قطن عمرو بن الهيثم، عَنْ شعبة، عَنْ سماك، عَنْ
أَبِي صفوان مالك بن عمير، مثله.
ورواه الثوري، عن سماك، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ:
جَلَبْتُ أَنَا ومخرقة الهجري بزا من هجر، فَأَتَانَا
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاشترى
مني رجل سراويل فقال لوزان يزن بالأجر: زن وأرجح [2] ،
أخرجه الثلاثة.
6016- أبو صفية
(ب د ع) أبو صفية، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان
من المهاجرين.
روى عبد الواحد بن زياد، عن يونس بن عبيد، عن أمه قالت:
رأيت رجلا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم من المهاجرين، يكنى أبا صفية، وكان جارنا هاهنا، وكان
إذا أصبح يسبح بالحصى.
أخرجه الثلاثة.
6017- أبو صميمة
(س) أبو صميمة [3] .
أخرجه أبو موسى وقال: كذا أورده في «الصاد» وأورده الحافظ،
أبو عبد الله ابن منده في «الضاد المعجمة» ونذكره هناك إن
شاء اللَّه تعالى.
__________
[1] تقدم تفسير غريب هذا الحديث في ترجمة سويد بن قيس: 2/
493.
[2] انظر ترجمة سويد بن قيس، وترجمة مخرقة العبديّ: 5/
124.
[3] في المطبوعة: «صمصمة» . والمثبت عن المصورة والإصابة:
4/ 110.
(5/175)
حرف الضاد
6018- أبو ضبيس
(د ع) أبو ضبيس.
له صحبة، وشهد بيعة الرضوان وفتح مكة، ومات آخر خلافة
معاوية.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
6019- أبو الضحاك
(ع س) أبو الضحاك، غير منسوب.
حديثه عند الكوفيين، أورده الحسن بن سفيان في الصحابة.
أخبرنا أبو موسى، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أَبُو
نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سفيان، أخبرنا جبارة- هو ابن
المغلس- أخبرنا مندل- هو ابن عَلِيٍّ- عَنْ إِسْمَاعِيل
بْن زياد، عَنْ إِبْرَاهِيم بن قيس بن أوس الأنصاري، عن
أبي الضحاك الأنصاري قال: «لما سار رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خيبر، جعل عليا عَلَى
مقدمته، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لعلي: إن جبريل زعم أنه يحبك. فقال: وقد بلغت [إلى] [1] أن
يحبني جبريل؟ قال: نعم، ومن هو خير من جبريل، الله عز وجل
يحبك» . أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى
6020- أبو ضمرة
(ب س) أبو ضمرة بن العيص، من قريش.
كان من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، قال: ذكرنا
مع النساء والولدان! فتجهز يريد النبي صلى الله عليه وسلم،
فأدركه الموت بالتنعيم [2] ، فنزلت: وَمن يَخْرُجْ مِنْ
بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ
يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى الله
4: 100 [3] .
__________
[1] ما بين القوسين عن الإصابة: 4/ 111.
[2] التنعيم، موضع بمكة خارج الحرم، هو أدنى الحل إليها،
على طريق المدينة، منه يحرم المكيون بالعمرة.
[3] أخرجه ابن أبى حاتم بإسناده إلى سعيد بن جبير، عن أبى
ضمرة. انظر تفسير الحافظ ابن كثير عند تفسير الآية المائة
من سورة النساء: 2/ 346، بتحقيقنا.
(5/176)
قال سعيد بن جبير: اختلف في اسم الذي نزلت
فيه، فقيل: أبو ضمرة، وغيره. وذكر في الكنى المجردة فيمن
لا يعرف له اسم كما ذكرناه هنا، وقد ذكرناه في ضمرة [1] بن
العيص- عن غيره- في الأسماء، لا أبو ضمرة، ولا ابن العيص.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
6021- أبو ضمضم
(ب) أبو ضمضم، غير منسوب.
روى عنه الحسن بن أبي الحسن وقتادة أنه قال: اللَّهمّ، إني
تصدقت بعرضي على عبادك.
روى ابن عيينة، عَنْ عمرو بْن دينار، عَنْ أبى صالح، عن
أبى هريرة أن رجلا من المسلمين قال: اللَّهمّ، إنه ليس لي
مال أتصدق به، وإني قد جعلت عرضي صدقة للَّه، من أصاب منه
شيئا من المسلمين.
قال: فأوجب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد غفر له، أظنه
أبا ضمضم.
وروى من حديث ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُول اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وسلم قال: ألا تحبون أن تكونوا كأبي
ضمضم؟ قالوا: يا رسول الله، ومن أبو ضمضم؟ قال: إن أبا
ضمضم كان إذا أصبح قال:
اللَّهمّ إني قد تصدقت بعرضي على من ظلمني. أخرجه أبو عمر.
6022- أبو ضميرة مولى رسول الله
(ب د ع) أبو ضميرة، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم.
كان من العرب من حمير، قيل: اسمه سعد، قاله البخاري، من آل
ذي يزن. وكذلك قال أبو حاتم، إلا أنه قال: سعيد الحميري.
وقيل: اسمه: روح بن سندر، وقيل: روح ابن شيرزاد، والأول
أصح، قاله أبو عمر.
كتب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأهل
بيته كتابا، أوصى المسلمين بهم خيرا.
وهو جد حسين بْن عَبْد اللَّهِ بْن ضميرة بن أبي ضميرة،
حديثه عند أولاده، وهو إسناد لا يقوم به حجة.
__________
[1] انظر ترجمة ضمرة بن عمرو الخزاعي، وترجمة ضمرة بن أبى
العيص: 3/ 61- 62.
(5/177)
وقدم حسين بن عبد الله على المهدي أمير
المؤمنين بهذا الكتاب، فأخذه المهدي ووضعه على عينيه
وقبله، وأعطى حسينا ثلاثمائة دينار.
أخرجه الثلاثة.
6023- أبو ضميمة
(د ع) أبو ضميمة، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
روى عنه الحسن البصري أنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أبواب القسط، قال:
«إنصاف الناس من نفسك، وبذل السلام للعالم» . أخرجه ابن
مندة وأبو نعيم.
6024- أبو الضياح بن ثابت
(ب د ع) أبو الضياح، قيل: اسمه النعمان- وقيل عمير- ابن
ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن امرئ القيس- وهو البرك- ابن
ثعلبة بْن عمرو بْن عوف بْن مالك بن الأوس. وقيل: النعمان
ابن ثابت بن النعمان بن ثابت بن امرئ القيس [1] . وهو
مشهور بكنيته، وهو أبو الضياح.
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وقتل يَوْم خيبر
شهيدا.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن السمين بِإِسْنَادِهِ عَنِ
ابْنِ بكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاق، في تسمية من شهد بدرا من
بني ثعلبة بْن عمرو بن عوف: «وأبو الضياح بن ثابت [2] » .
وبهذا الإسناد فيمن استشهد يوم خيبر من الأنصار، من بني
عمرو بْن عوف: «أبو الضّياح ابن ثابت بن النعمان بن ثابت
بن امرئ القيس [3] » .
قيل: إنه ضربه رجل من يهود بالسيف فأطن [4] قحف رأسه.
أخرجه الثلاثة.
الضياح: بالضاد المعجمة المفتوحة، وتشديد الياء تحتها
نقطتان، وبعد الألف حاء مهملة.
وقال المستغفري: هو بتخفيف الياء.
__________
[1] انظر الترجمة 5233: 5/ 329.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 689.
[3] سيرة ابن هشام: 2/ 344.
[4] أي: جعله يطن من صوت القطع، وأصله من الطنين، وهو صوت
الشيء الصلب.
(5/178)
حرف الطاء
6025- أبو طخفة الغفاريّ
(ع س) أبو طخفة الغفاري. وقيل: ابن طخفة، تقدم ذكره في
القاف في قيس بن طخفة [1] .
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
6026- أبو طرفة الكندي
(س) أبو طرفة الكندي.
أورده جعفر وقال: لا أدري له صحبة أم لا؟ روى بقية، عن
الوليد بن كامل، عن أبي طرفة الكندي قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «من غلبت صحته مرضه فلا يتداوى» .
أخرجه أبو موسى.
6027- أبو طريف الهذلي
(ب د ع) أبو طريف الهذلي قيل: اسمه سنان [2] بن سلمة وقيل:
ابن نبيشة الخير، يكنى أبا طريف. وذكره أبو حاتم فيمن لا
يعرف اسمه.
شهد النبي صلى الله عليه وسلم يحاصر الطائف.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إلى ابن أبي عاصم قال: ذكر أبو بشر بن طريف،
عن أزهر بن القاسم، عن زكريا بن إسحاق، عن الوليد بن عبد
الله بن أبي سميرة، عن أبي طريف أنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين حاصر أهل
الطائف، وكان يصلي بنا صلاة المغرب، ولو أن إنسانا رمى
بنبله لأبصر مواقع نبله.
أخرجه الثلاثة.
6028- أبو الطفيل عامر بن واثلة
(ب ع س) أبو الطفيل عامر بن واثلة وقيل: عمرو بن واثلة،
قاله معمر، والأول أصح. وقد تقدم نسبه فيمن اسمه [3] عامر،
وهو كنانى ليثى.
__________
[1] انظر الترجمة 4360: 4/ 431.
[2] في المطبوعة والمصورة: «سيار» . والمثبت عن الاستيعاب:
4/ 1696، والإصابة: 4/ 113.
[3] انظر الترجمة 2745: 3/ 145.
(5/179)
ولد عام أحد، أدرك من حياة رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثماني سنين، نزل
الكوفة.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ
بْنُ أبي حبة بإسنادهما عن مسلم قال: حدثنا محمد ابن رافع،
أخبرنا يحيى بن آدم، أخبرنا زهير، عن عبد الملك بن سعيد بن
الأبجر عن أبي الطفيل قال: قلت لابن عباس: إني قد رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فصفه لي. قلت: رأيته
عند المروة على ناقة وقد كثر الناس عليه- قال: فقال ابن
عباس: ذاك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، إنهم كانوا لا يدعون عنه [1] .
ثم إن أبا الطفيل صحب علي بن أبي طالب، وشهد معه مشاهده
كلّها، فلما توفى علي بن أبي طالب رضي الله عنه عاد إلى
مكة فأقام بها حتى مات. وقيل: إنه أقام بالكوفة فتوفي بها.
والأول أصح.
وهو آخر من مات ممن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
روى حماد بن زيد، عن الجريري، عن أبي الطفيل قال: ما على
وجه الأرض اليوم أحد رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيري.
وكان شاعرا محسنا، وهو القائل [2] :
أيدعونني شيخا، وقد عشت حقبة ... وهنّ من الأزواج نحوي
نوازع
وما شاب رأسي من سنين تتابعت ... علي، ولكن شيبتني الوقائع
وكان فاضلا عاقلا، حاضر الجواب فصيحا، وكان من شيعة علي،
ويثني على أبي بكر وعمر وعثمان.
قيل إنه قدم على معاوية، فقال له: كيف وجدك على خليلك أبي
الحسن؟ قال: كوجد أم موسى على موسى. وأشكو التقصير. فقال
له معاوية: كنت فيمن حضر قتل عثمان؟ قال:
لا، ولكني فيمن حصره. قال: فما منعك من نصره؟ قال: وأنت
فما منعك من نصره إذ [3] تربصت به ريب المنون، وكنت في أهل
الشام وكلهم تابع لك فيما تريد! قال معاوية: أو ما ترى
طلبي بدمه؟ قال: بلى، ولكنك كما قال أخو جعفيّ [4] .
__________
[1] تمامه: «ولا يكهرون» . والدعّ: الدفع الشديد. والكهر:
الانتهار.
والحديث أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب «استحباب الرمل في
الطواف والعمرة وفي الطواف الأول في الحج» : 4/ 65.
[2] الاستيعاب: 4/ 1697.
[3] في المطبوعة: «أو تربصت» . والمثبت عن المصورة
والاستيعاب: 4/ 1697.
[4] البيت لعبيد بن الأبرص، انظر ديوانه، ط بيروت: 63.
والشعر والشعراء لابن قتيبة: 269.
(5/180)
لا ألفينك [1] بعد الموت تندبني ... وفي
حياتي ما زودتني زادي!
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
6029- أبو طلحة الأنصاري
(ب ع س) أبو طلحة الأنصاري، اسمه زيد بن سهيل الأنصاري
النجاري. تقدم نسبه فيمن اسمه زيد [2] .
وهو عقبي بدري نقيب.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابن إسحاق، فيمن شهد [العقبة [3]] من الخزرج، ثم من بني
مالك بْن النجار: «أبو طلحة، وهو: زيد بْن سهل بْن الأسود
بْن حرام، وشهد بدرا [4] » .
وبالإسناد عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدرا «وأبو طلحة، وهو
زيد بن سهل بن أسود بن حرام [5] » .
ولما هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ والمسلمون إِلَى المدينة. آخى رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أبي عبيدة
ابن الجراح، وشهد المشاهد كلها مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى
الله عليه وسلم.
وكان من الرماة المذكورين من الصحابة، وهو من الشجعان
المذكورين، وله يوم أحد مقام مشهود، كان يقي رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه، ويرمي بين يديه،
ويتطاول بصدره ليقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول:
«نحري دون نحرك، ونفسي دون نفسك. وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: «صوت أَبِي طلحة في الجيش خير من مائة
رجل» . وقتل يوم حنين عشرين رجلا، وأخذ أسلابهم.
أخبرنا أبو القاسم بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو
القسم بن السمرقندي، أخبرنا علي بن أحمد بن محمد البشري،
وأحمد بن محمد بن أحمد البزاز قالا: حدثنا المخلص، أخبرنا
عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثني صالح بن محمد، عن صالح
المري، عن ثابت، عن أنس قال:
__________
[1] في الديوان والشعر والشعراء: «لا أعرفنك» .
[2] انظر الترجمة 1843: 2/ 289- 290.
[3] في المطبوعة والمصورة: «فيمن شهد بدرا» ، وقد أثبتنا
«العقبة» لقول ابن الأثير بعد: «وبالإسناد عن ابن إسحاق،
فيمن شهد بدرا» فدل ذلك على أنه يعنى شهوده العقبة.
[4] سيرة ابن هشام: 1/ 457- 458.
[5] سيرة ابن هشام: 1/ 704.
(5/181)
حدثني أبو طلحة قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فرأيت من بشره
وطلاقته ما لم أره على مثل تلك الحال، قلت: يا رسول الله،
ما رأيتك على مثل هذه الحال أبداً؟ قال: وما يمنعني يا أبا
طلحة، وقد خرج جبريل من عندي آنفا، وأتاني ببشارة من ربي
عز وجل: إن الله بعثني إليك مبشرا أنه ليس أحد من أمتك
يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عز وجل وملائكته عليه عشرا
[1] . أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَنْصُورُ بْنُ
أَبِي الْحَسَنِ الفقيه بإسناده عن أبي يعلى: حدثنا عبد
الرحمن ابن سلام الجمحي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن
أنس: أن أبا طلحة قرأ سورة براءة، فأتى على هذه الآية:
انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا 9: 41 قال: أرى ربي يستنفرني
شابا وشيخا، جهزوني. فقال له بنوه: قد غَزَوْتُ مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حتى قبض،
ومع أبي بكر ومع عمر، فنحن نغزو عنك. فقال: جهزوني.
فجهزوه، فركب البحر فمات، فلم يجدوا جزيرة يدفنونه فيها
إلا بعد سبعة أيام، فلم يتغير [2] .
وكان زوج أم سليم أم أنس بن مالك.
وقيل: إنه توفي بالمدينة سنة إحدى وثلاثين. وقيل: سنة أربع
وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة. وصلى عليه عثمان بن عفان.
وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن أبا طلحة سرد الصوم
بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أربعين
سنة.
وقال المدائني: مات أبو طلحة سنة إحدى وخمسين. وهذا يشهد
لقول أنس أنه صام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين
سنة.
وكان لا يخضب، وكان آدم مربوعا.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
6030- أبو طليق الأشجعي
(ب د ع) أبو طليق. وقيل: أبو طلق. والأول أكثر. وهو أشجعي،
له صحبة.
روى المختار بن فلفل، عن طلق بن حبيب، عن أبي طليق قال:
طلبت مني أم طليق
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد عن أبى كامل، عن حماد بن سلمة، عن
ثابت، عن سليمان مولى الحسن بن على، عن عبد الله بن أبى
طلحة، عن أبيه، انظر المسند: 4/ 30. وانظر أيضا: 4/ 29
وانظر أيضا، تفسير الحافظ ابن كثير، عند تفسير الآية
السادسة والخمسين من سورة الأحزاب: 6/ 457 بتحقيقنا.
[2] انظر تفسير ابن كثير، عند الآية الحادية والأربعين من
سورة براءة: 4/ 97 بتحقيقنا.
(5/182)
جملا تحج عليه، فقلت: قد جعلته في سبيل
الله. فقالت: لو أعطيتنيه لكان في سبيل الله.
فسألت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: صدقت، لو أعطيتها لكان في
سبيل الله، وإن العمرة في رمضان تعدل حجة [1] أخرجه
الثلاثة.
6031- أبو طويل شطب الممدود
(ب ع س) أبو طويل شطب الممدود.
حديثه بالشام، ذكرناه في الشين [2] .
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
6032- أبو طيبة
(ب د ع) أبو طيبة الحجام، مولى بني حارثة من الأنصار ثم
مولى محيصة بن مسعود.
كان يحجم النبي صلى الله عليه وسلم، قيل: اسمه دينار.
وقيل: نافع. وقيل: ميسرة. وقد تقدم ذكره [3] روى عنه ابن
عباس، وجابر، وأنس.
روى يحيى بن أبي أنيسة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله، عن ابن عباس قال:
لقيت أبا طيبة لسبع عشرة من رمضان، فسألته من أين جئت؟
قال: حجمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
فأعطاني الأجر [4] .
وأخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الطبري بإسناده عن أحمد بن
علي: حدثنا شيبان، أخبرنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن
سليمان بن قيس، عن جابر قال: دعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا طيبة فحجمه، فسأله عن
ضريبته، فقال: ثلاثة آصع. قال: فوضع عنه صاعا [5] . أخرجه
الثلاثة.
__________
[1] أخرجه البغوي وابن السكن، انظر الإصابة: 4/ 114.
[2] انظر الترجمة 2439: 2/ 524- 525.
[3] انظر ترجمة «ميسرة» في: 5/ 284- 285، و «نافع» في: 5/
303.
[4] انظر مسند الإمام أحمد: 5/ 435، والإصابة: 4/ 115.
[5] أخرجه الإمام أحمد عن عفان، عن أبى عوانه، بإسناده
مثله. انظر المسند: 3/ 353.
(5/183)
حرف الظاء
6033- أبو ظبيان
أبو ظبيان.
قال الطبري: وأبو ظبيان الأعرج، واسمه عبد شمس بْن الحارث
بْن كثير بْن جشم بْن سبيع بْن مالك بْن ذهل بْن مازن بن
ذبيان بن ثعلبة بن الدول بْن سعد مناة بْن غامد الأزدي
الغامدي. وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وهم أشراف بالسراة.
وذكره الكلبي مثله، وقال: كتب له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا، وهو صاحب رايتهم يوم القادسية
[1] .
6034- أبو ظبية
(ب د ع) أبو ظبية، صاحب منحة رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عبد الرحمن بْن يَزِيدَ بْن جابر، عَنْ أبي سلام، عن
أبي ظبية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بخ بخ! خمس ما
أثقلهن في الميزان: سبحان الله، والحمد للَّه، ولا إله إلا
الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه، والمؤمن
يموت له الولد الصالح. اختلف في إسناده على أبي سلام
الحبشي، فمنهم من قال عنه: عن أبي ظبية صاحب منحة رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومنهم من
يرويه عنه، عن أَبِي سلمى راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] .
أخرجه الثلاثة
__________
[1] انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 378.
[2] انظر ترجمة «أبى سلمى» ، وقد تقدمت في حرف السين من
الكنى من قريب.
(5/184)
حرف العين
6035- أبو العاص
(ب د ع) أبو العاص بْن الربيع بْن عَبْد العزى بْن عبد شمس
بْن عبد مناف بْن قصي القرشي العبشمي. صهر رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته زينب أكبر
بناته، وأمه هالة بنت خويلد، أخت خديجة لأبيها وأمها، قاله
أبو عمر [1] .
وقال ابن منده وأبو نعيم اسمها هند. فهو ابن خالة أولاد
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من
خديجة.
واختلف في اسمه فقيل: لقيط. وقيل: هشيم. وقيل: مهشم.
والأكثر لقيط، [2] .
وكان أبو العاص ممن شهد بدرا مع الكفار، وأسره عبد الله بن
جبير بن النعمان الأنصاري، فلما بعث أهل مكة في فداء
أسراهم، قدم في فدائه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب
بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
من ذلك قلادة لها كانت خديجة قد أدخلتها بها على أبي
العاص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رأيتم أن
تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها، فافعلوا.
فقالوا: نعم. وكان أبو العاص مصاحبا لرسول الله صلى الله
عليه وسلم مصافيا، وكان قد أبى أن يطلق زينب بِنْت رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أمره
المشركون أن يطلقها، فشكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذلك. ولما أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسر
شرط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة، فعاد إلى مكة وأرسلها
إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فلهذا قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم عنه: «حدثني فصدقني، ووعدني فوفى
لي [3] » . وأقام أبو العاص بمكة على شركه، حتى كان قبيل
الفتح خرج بتجارة إلى الشام، ومعه أموال من أموال قريش،
ومعه جماعة منهم، فلما عاد لقيته سرية لرسول الله صلى الله
عليه وسلم أميرهم زيد بن حارثة، فأخذ المسلمون ما في تلك
العير من الأموال، وأسروا أناسا، وهرب أبو العاص ابن
الربيع ثم أتى المدينة ليلا، فدخل على زينب فاستجار بها،
فأجارته. فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح
صاحت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع.
فلما سلم رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أقبل على الناس، وقال: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم. قال:
أما والذي نفسي بيده ما علمت بذلك حتى سمعته كما سمعتم؟
وقال: «يجير على المسلمين أدناهم» .
__________
[1] الإستيعاب: 4/ 1701.
[2] انظر الترجمة 4533: 4/ 552.
[3] انظر تفسير الحافظ ابن كثير عند الآية الرابعة
والخمسين من سورة مريم، فقد خرجنا هذا الحديث هناك: 5/
234.
(5/185)
ثم دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته فقال: «أكرمي مثواه، ولا
يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له» . قالت: إنه قد جاء في طلب
ماله. فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك السرية،
وقال:
إن هذا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما
أفاءه الله عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا عليه الذي
له، فإن أبيتم فانتم أحق به. فقالوا: بل نرده عليه. فردوا
عليه ماله أجمع، فعاد إلى مكة وأدى إلى الناس أموالهم. ثم
قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله،
والله ما منعني من الإسلام إلا خوفا أن تظنوا بي [1] أكل
أموالكم. ثم قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وسلم مسلما، وحسن إسلامه، ورد عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ابنته زينب بنكاح جديد، وقيل: بالنكاح الأول..
وقال ابن منده: رد النبي صلى الله عليه وسلم ابنته على أبي
العاص بعد سنتين بنكاحها الأول.
وولد له من زينب علي بن أبي العاص- وقد ذكرناه-[2] وأمامة
بنت أبي العاص، ويرد ذكرها في الكنى إن شاء الله تعالى.
ولما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب
إلى اليمن، سار معه. وكان مع علي أيضا لما بويع أبو بكر،
وتوفيت زينب وهي عند أبي العاص، وتوفي أبو العاص سنة اثنتي
عشرة.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده: «فإن النبي صلى الله عليه وسلم رد زينب
بعد سنتين» . ليس بشيء، فإن أبا العاص أرسلها بعد بدر،
وكانت بدر في السنة الثانية، وأسلم أبو العاص قبيل الفتح
أول السنة الثامنة، فيكون نحو ست سنين، فقوله «سنتين» ،
ليس بشيء.
6036- أبو عامر الأشعري
(ب س) أبو عامر الأشعري عم أبي موسى. اسمه: عبيد بن سليم
بن حضار [3] . وقد تقدم عند ترجمة أَبِي مُوسَى عَبْد
اللَّه بْن قيس [4] .
وقال ابن المديني: «اسمه عبيد بن وهب [5] » ، فلم يصنع
شيئا.
وكان أبو عامر من كبار الصحابة، قتل يوم حنين.
__________
[1] في الاستيعاب 4/ 1703: «إلا تخوف أن» .
[2] انظر الترجمة 3785: 4/ 125- 126.
[3] انظر ترجمة «عبيد بن سليم» في: 3/ 541.
[4] انظر ترجمته في: 3/ 367- 369.
[5] انظر ترجمته في 3/ 549- 550.
(5/186)
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
السَّمِينِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس، عن ابن إسحاق قال:
وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في
آثار من توجه إلى أوطاس أبا عامر الأشعري، فأدرك من الناس
بعض من انهزم فناوشوه القتال، فرمي بسهم فقتل، فأخذ الراية
أبو موسى الأشعري فقاتلهم، ففتح عليه فهزمهم، فزعموا أن
سلمة بن دريد بن الصمة هو الذي قتل أبا عامر رماه بسهم،
فأصاب ركبته فقتله [1] .
وقيل: إن دريداً هو الذي قتل أبا عامر، وقتله أبو موسى،
وذلك غلط، فإن دريداً إنما حضر الحرب شيخا كبيرا، ولم
يباشر الحرب لكبره.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ
بْنُ أبي حبة بإسنادهما عن مسلم: حدّثنا عبد الله ابن براد
وأبو كريب- واللفظ لابن براد- قالا: أخبرنا أبو أسامة، عن
بريد [2] ، عن أبي بردة، عن أبيه قال: لما فرغ رسول الله
صلى الله عليه وسلم من حنين. بعث أبا عامر على جيش إلى
أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد، وهزم أصحابه، [فقال
أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، قال [3]] : فرمي أبو عامر
في ركبته، رماه رجل من بني جشم [بسهم [3]] فأثبته في [4]
ركبته. [فانتهيت إليه [3]] : فقلت: يا عم، من رماك؟ فأشار
أن ذاك قاتلي. قال أبو موسى: فقصدت له [فاعتمدته [3]]
فلحقته [فلما رآني ولى عني ذاهبا، فاتبعته وجعلت أقول له:
ألا تستحي؟! ألست عربيا؟! فكف، فالتقيت أنا وهو [3]]
فاختلفنا [أنا وهو [3]] ضربتين [فضربته بالسيف [3]]
فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر [5] فنزعت السهم، فقال: يا
ابن أخي، انطلق إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم فأقره [6] مني السلام، وقل له: يقول لك:
استغفر لي. ومكث يسيرا فمات، فلما رجعت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم
__________
[1] سيرة ابن هشام: 2/ 454- 455.
[2] في المطبوعة: «عن يزيد» . والصواب عن مسلم، وكتب
الرجال.
[3] ما بين القوسين عن مسلم.
[4] أي: إن الجراحة أثبتته في مكانه فلم يبرحه.
[5] بعده في مسلم: «فقلت: إن الله قد قتل صاحبك. فقال:
فانزع هذا السهم فنزعته، فنزا منه الماء» .
[6] أي: أقرئه.
(5/187)
فأخبرته بخبر أبي عامر، وقلت له: قال:
استغفر لي. فرفع يديه: وقال: اللَّهمّ، اغفر لعبيد أبي
عامر. ثم قال: اللَّهمّ، اجعله يوم القيامة فوق كثير من
خلقك [1] .
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
6037- أبو عامر الأشعري
(ب) أبو عامر الأشعري، أخو أبي موسى.
اختلف في اسمه فقيل: هانئ بن قيس. وقيل: عبد الرحمن بن
قيس. وقيل: عبيد بن قيس. وقيل: عباد بن قيس.
ذكر إسلامه مع إخوته.
أخرجه أبو عمر [2] .
6038- أبو عامر
(ب ع) أبو عامر آخر، ليس بعم أبي موسى، قاله أبو عمر.
وقال أبو نعيم: أبو عامر الأشعري، اختلف في اسمه، فقيل:
عبيد بن وهب، ذكره الحضرمي. وقيل: عبد الله بْن وهب. وقيل:
عَبْد اللَّه بْن هانئ. وقيل: عبد الله بن عمار.
وهو والد عامر بن أبي عامر الأشعري، له صحبة، يعد في أهل
الشام. من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «نعم الحي الأزد والأشعرون، لا يفرون في القتال
ولا يغلون، هم مني وأنا منهم» . وقال خليفة بن خياط، فِي
تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم، من قبائل اليمن: أبو عامر الأشعري، اسمه عبد الله بن
هانئ. ويقال: عبيد بن وهب، توفي في خلافة عَبْد الْمَلِكِ
بْن مروان.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر.
6039- أبو عامر الأنصاري
(د ع) أبو عامر الأنصاري.
سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل النار. روى عنه فرات
البهراني.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم. وقال أَبُو نعيم: ذكره
المتأخر- يعني ابن مندة- وقال:
__________
[1] مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبى موسى وأبى
عامر الأشعريين رضى الله عنهما: 7/ 170- 171. ويبدو أن ابن
الأثير قد اختصر متنه.
[2] الاستيعاب: 4/ 1705.
(5/188)
«هو أبو عامر الأنصاري» ، وهو الأشعري ليس
بالأنصاري. وروى بإسناد له عن سليم بن عامر الخبائري [1]
عن فرات البهراني، عن أبي عامر الأشعري: أن رجلا سَأَلَ
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عن أهل النار،
فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لقد
سأل عن عظيم، كل شديد قبعثري. قال: وما القبعثري؟ قال:
الشديد على الصاحب.
6040- أبو عامر الثقفي
(س د ع) أبو عامر الثقفي.
روى عنه محمد بن قيس، فقال في حديثه، عَنْ رجل من أصحاب
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يكنى أبا عامر: أنه
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الخضرة [2] الجنة،
والسفينة نجاة، والمرأة خير، والحمل حزن، واللبن الفطرة،
والقيد ثبات في الدين، وأكره الغلّ. أخرجه ابن مندة، وأبو
نعيم.
6041- أبو عامر والد حنظلة
(س) أبو عامر، والد حنظلة غسيل الملائكة.
أخبرنا أبو موسى كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عمر بن هارون الفقير الضرير، عن
كتاب أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا البرقاني- هو
أبو بكر أحمد بن محمد ابن غالب- أخبرنا علي- هو ابن عمر
[3] الدارقطني، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، أخبرنا عبيد
بن حمدون الرؤاسي، أخبرنا ابن ظريف بن ناصح، حدثني أبي عن
عبد الرحمن بن ناصح الجعفي، عن الأجلح، عن الشعبي، عن ابن
عباس قال: بعثت الأوس أبا قيس بن الأسلت وأبا عامر أبا
غسيل الملائكة، وبعثت الخزرج معاذ بن عفراء وأسعد بن
زرارة، فدخلوا الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يصلي، فكانوا أول من لقي رسول الله
صلى الله عليه وسلم- قال الشعبي: وقال جابر بن عبد الله:
شهد بي خالي بَيَّعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكنت أصغر القوم.
قال الدارقطني: تفرد به ابن ناصح، عن الأجلح. وظريف:
بالظاء المعجمة.
أخرجه أبو موسى قلت: لا أدري كيف ذكر أبو موسى أبا عامر
هذا في الصحابة، فإن كان ظنه مسلما حيث رأى في هذا الحديث
الذي ذكره قدومه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فليس فيه ذكر إسلام، وقول جابر:
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «الجنائزيّ» . والصواب عن
الخلاصة.
[2] في الإصابة 4/ 146: «الخضرة في النوم الجنة» .
[3] في المطبوعة: «هو ابن عم» . والصواب عن المصورة.
(5/189)
«شهد بي خالي بَيَّعَةِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، فهو لم يذكر أن أبا
عامر بايع في هذه المرة، وكفر أبي عامر ظاهر، وفارق
المدينة إلى مكة مباعداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
وحضر مع المشركين وقعة أحد، ومات مشركا، وَأَمَرَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن يسمى
الفاسق. والله أعلم.
6042- أبو عامر
(د ع) أبو عامر- أو: أبو مالك.
عداده في أهل الشام، نزل حمص.
روى عَنْهُ شهر بن حوشب أنه قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا مع أصحابه، جاءه
جبريل في غير صورته يحسبه رجلا من المسلمين، فسلم فرد
النبي صلى الله عليه وسلم السلام، فقال: ما الإسلام ...
الحديث.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
6043- أبو عامر
(ع س) أبو عامر.
عداده في الكوفيين، ذكره مطين والطبراني.
أخبرنا أبو موسى كتابة. أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس،
أخبرنا أبو بكر بن ريدة (ح) قَالَ أَبُو مُوسَى:
وأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أخبرنا أحمد بن عبد الله-
قالا: حدثنا سليمان بن أحمد، أخبرنا أحمد بن داود المكي،
حدثنا مسلم بْن إبراهيم، أخبرنا مالك بن مغول، عن علي بن
مدرك، عن أبي عامر: أنه كان فيهم شيء فاحتبس عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما حبسك؟
قال: قرأت هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا
اهْتَدَيْتُمْ 5: 105 [1] ، فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم: لا يضركم من ضل من الكفار إذا اهتديتم [2] . قال
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
محمد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْحَضْرَمِيُّ، أَخْبَرَنَا محمد بن موسى، أخبرنا مسلم بن
إبراهيم، بهذا.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
__________
[1] سورة المائدة، آية: 105.
[2] أخرجه السيوطي في الدر المنثور عن الإمام أحمد، وابن
أبى حاتم، والطبراني، وابن مردويه.
(5/190)
6044- أبو عامر السكونيّ
(د ع) أبو عامر السكوني. يعد في أهل الشام.
روى عنه عبد الرحمن بن غنم أنه قال: قلت: يا رسول الله، ما
تمام البر؟ قال: «أن تعمل في السر عمل العلانية» . روى عنه
ابن غنم، عن أبي عامر في إسباغ الوضوء.
قال حبيب بن صالح: أراه هذا أبا عامر السّكونى.
أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
6045- أبو عامر
(د ع) أبو عامر.
بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
الشام، روى عنه أبو اليسر أنه قال: بعثني رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِلَى الشام ... وذكر
الحديث.
أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم مختصرا.
6046- أبو عامر
(س) أبو عامر.
قال أبو موسى: هو آخر. روى أبو حنيفة، عن محمد بن قيس: أن
رجلا يكنى أبا عامر كان يهدي لرسول الله صلى الله عليه
وسلم كل عام، فأهدى ذلك العام الذي حرمت فيه الخمر رواية
من خمر، كما كان يهدي له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«يا أبا عامر، إن الله عز وجل قد حرم الخمر» .
فقال: بعها يا رسول الله، واستعن بثمنها على حاجتك. فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا عامر، إن الله عز
وجل قد حرم شربها، وحرم بيعها، وأكل ثمنها» . قال أبو
موسى: قد تقدم الحديث عن أبي تمام [1] ، وقد يصحف أحدهما
بالآخر إذا لم يجود كتبه. [2] وقد أورد الحافظ، أَبُو
عَبْد اللَّهِ بْن منده أبا عامر الثقفي، روى عَنْهُ محمد
بن قيس حديثا آخر، فلعله هذا.
قلت: قد تكررت هذه التراجم «أبو عامر» ، وليس فيها ما
يستدل به على أنها متعددة أو متداخلة، وقد أوردناها كما
أوردها، والله الموفق للصواب.
__________
[1] انظر الترجمة 5735: 6/ 40.
[2] في المصورة: «كنيته» وقد أثبتناها من المطبوعة.
(5/191)
6047- أبو عائشة
(ع س) أبو عائشة.
ذكره ابن أبي عاصم، والحسن بن سفيان في الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ
بْنُ أحمد، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ سفيان، أخبرنا إسحاق بن بهلول بن حسان
أخبرنا أبو داود الحفري، أخبرنا بدر بن عثمان، عن عبد الله
بن ثروان [1] ، حدثني أبو عائشة- وكان رجل صدق- قال: خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة، فقال: رأيت
قبل الغداة كأنما أعطيت المقاليد- وأما الموازين فهذه التي
تزنون بها- فوضعت في إحدى الكفتين، ووضعت أمتي في الأخرى،
فوزنت فرجحتهم، ثم جيء بأبي بكر فوزن فوزنهم، ثم جيء بعمر
فوزن فوزنهم، ثم جيء بعثمان فوزن فوزنهم، ثم استيقظت
ورفعت.
ورواه شريك، عن الأشعث، عن الأسود بن هلال، عن أعرابي من
محارب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى بحير [2] بن
سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي عائشة: أن نفرا من اليهود
أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: حدثنا عن تفسير
أبواب من التوراة لا يعلمها إلا نبي. فذكروا ذلك، فأخبرهم.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى. وقال أبو موسى: جمع أبو نعيم
بين الحديثين في ترجمة، ويحتمل أن يكون أحد الرجلين غير
الآخر.
6048- أبو عبادة الأنصاري
(ب) أبو عبادة الأنصاري، اسمه: سعد بْن عثمان بْن خلدة بْن
مخلد بْن عَامِر بْن زريق الْأَنْصَارِيّ الزرقي.
شهد بدراً وأحداً.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
6049- أبو عبد الله الأسلمي
(س) أبو عبد الله الأسلمي. قيل: هو أبو حدرد.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو سهل غانم بن أحمد
الحداد وأنا حاضر، وأبو الفضل
__________
[1] كذا في المصورة. وفي المطبوعة: «بروان» ، بالياء. وفي
الإصابة: «مروان» .. ولم يتهيأ لنا ضبط هذا الاسم.
[2] في المطبوعة: «بجير» ، بالجيم. والصواب: «بحير» ،
بالحاء المهملة، انظر الجرح لابن أبى حاتم: 1/ 1/ 412.
(5/192)
جعفر بن عبد الواحد بقراءتي عليه قَالا:
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن عبد
الرحيم، أنبأنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ، حدثنا إبراهيم
بن محمد بن الحارث، حدّثنا عبيد ابن عبيدة، أنبأنا معتمر-
هو ابن سليمان- عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن قسيط،
عن القعقاع ابن عبيد [1] اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْد
اللَّهِ قال: بعثنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم في سريّة، فمر بنا عامر ابن الأضبط ... وذكر
قصة قوله تعالى إِذا ضَرَبْتُمْ [في سَبِيلِ الله] [2]
فَتَبَيَّنُوا 4: 94.
كذا روي من هذا الطريق. ورواه محمد بن بشار، عن القعقاع،
عن عَبْد اللَّه بْن أَبِي حدرد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
بَعَثَنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. وفي
الإسناد اختلاف غير هذا.
قال الطبراني: أبو عبد الله الذي يروي عنه القعقاع هو أبو
حدرد، وله كنيتان.
أخرجه أبو موسى.
6050- أبو عبد الله الخطميّ
(د ع) أبو عبد الله الخطمي. حجازي من الأنصار.
روى حديثه ابن أبي فديك، عن عمر بن محمد، عن مليح [3] بْن
عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه، عَنْ جده- يعني أبا عبد الله
الأنصاري الخطمي-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والسواك،
والتعطر» . أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم [4] .
6051- أبو عبد الله الصنابحي
(ب د ع) أبو عبد الله الصنابحي. اسمه عبد الرحمن بن عسيلة
[5] .
له صحبة، هاجر إلى المدينة، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم
قد توفي قبله بليال.
روى رجاء بن حيوة، عن محمود بن الربيع قال: كنا عند عبادة
بن الصامت فاشتكى، فأقبل الصنابحي فقال عبادة: من سره أن
ينظر إلى رجل كأنما رقي به فوق سبع سماوات [6] ،
__________
[1] كذا، وقد مر في ترجمة محلم بن جثامة 5/ 76- 77، «عَنِ
الْقَعْقَاعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حدرد، عن
أبيه» .
وانظر مسند الإمام أحمد: 6/ 11. وقد وقع خلاف في هذا
السند، سيشير ابن الأثير إليه.
[2] في المطبوعة والمصورة: «إذا ضربتم في الأرض» . وصواب
الآية ما أثبتناه، وهي من سورة النساء، رقم: 94.
[3] في المطبوعة والمصورة: «فليح» . والصواب عن ترجمته في
الجرح لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 367، وعن ترجمة «الحصين أبى
عبد الله» ، وقد تقدمت في: 2/ 26.
[4] قال الحافظ في الإصابة 4/ 125 «يقال: اسمه حصين» . هذا
وانظر ترجمة «حصين» في: 2/ 26.
[5] انظر الترجمة 3354: 3/ 475.
[6] بعده في الاستيعاب 4/ 1706: «فعمل ما عمل على ما رأى»
.
(5/193)
فلينظر إلى هذا. فلما انتهى الصنابحي إليه
قال عبادة: لئن سئلت لأشهدن [لك [1]] ولئن شفعت لأشفعن لك،
ولئن قدرت لأنفعنك.
أخرجه الثلاثة، وقد ذكرناه في اسمه.
6052- أبو عبد الله القيني
(ب د ع) أبو عبد الله القيني.
له صحبة، سكن مصر. روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي [2] قصة
«سرق [3] » وبيعه في الدين الذي استهلكه، ليس حديثه
بالقوى. وقيل فيه: «أبو عبد الرحمن» ويرد في موضعه إن شاء
الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
6053- أبو عبد الله المخزومي
(د ع) أبو عبد الله المخزومي.
له صحبة، سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. روى عنه يزيد بن أبي مالك أنه قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تغبر قدما عبد في سبيل
الله إلا حرمه الله على النار» . أخرجه ابن مندة: وأبو
نعيم.
6054- أبو عبد الله
(د ع) أبو عبد الله، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم. روى عنه عرفجة.
روى حماد، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة قال: كنت عند عتبة
بن فرقد، فدخل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،
فأمسك عتبة عن الحديث، فقال عتبة: يا أبا عبد الله، حدثنا
عن شهر رمضان، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «إن شهر رمضان شهر مبارك، تفتح فيه أبواب الجنة،
وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتصفد فيه الشياطين، وينادي مناد:
يا باغي الخير، هلم، ويا باغي الشر، اقصر» . أخرجه ابن
منده، وأبو نعيم.
__________
[1] ما بين القوسين عن الاستيعاب.
[2] في المطبوعة: «الجيلي» . والصواب عن المصورة
والاستيعاب: 4/ 1706.
[3] انظر قصة «سرق بن أسعد» في ترجمته: 2/ 333- 334.
(5/194)
ورواه أبو نعيم من طريق إبراهيم بن طهمان،
عن عطاء قال: فقال عتبة،: يا فلان.
ورواه ابن عيينة وجعله من حديث فرقد.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ مَكَارِمَ بِإِسْنَادِهِ
عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا يَزِيدَ بْنِ إِيَاسٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، أنبأنا
سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة قال: كنا عند عتبة بن
فرقد، فتذاكروا رمضان، قال: ما تذكرون؟ قلنا رمضان، فقال
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا كان رمضان، فتحت أبواب
الجنة ... » وذكره.
6055- أبو عبد الله
(د ع) أبو عبد الله.
له صحبة. روى عنه أبو قلابة الجرمي، وأبو نضرة.
روى حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة قال: مرض
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه أصحابه
يعودونه، فبكي، فقالوا: يا أبا عبد الله، ما يبكيك؟
ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ من شاربك، ثم
اصبر حتى تلقاني؟ فقال: بلى، ولكني سمعت رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «إن الله قبض قبضة
بيمينه، فقال: هؤلاء للجنة ولا أبالي.
وقبض قبضة أخرى وقال: هؤلاء للنار ولا أبالي [1] » . وروى
عنه أبو قلابة: «بئس مطية المؤمن زعموا [2] » . أخرجه ابن
مندة، وأبو نعيم.
6056- أبو عبد الله
(د ع) أبو عبد الله.
صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه
أبو مصبح المقرئي.
روى الأوزاعي، عن ابن يسار، عن مصبح بن أبي مصبح أن أباه
أبا مصبح قال لأبي عبد الله- رجل من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم- وهو يقود فرسا له: ألا تركب يا أبا عبد الله
__________
[1] أخرجه الإمام أحمد، عن عبد الصمد وعفان، عن حماد. انظر
المسند: 4/ 176، 5/ 68، وزاد في آخره:
«فلا أدرى في أي القبضتين أنا؟» .
هذا وقد ورد في الحديث الأمر بقص الشارب. انظر الترمذي،
كتاب الاستئذان والآداب، باب «ما جاء في قص الشارب» ،
الحديث 2909، 2910: 8/ 41- 43 من تحفة الأحوذي.
[2] رواه الإمام أحمد عَنِ الأوزاعي، عَنْ يحيى بْن أَبِي
كثير، عن أبي قلابة قال: «قال عبد الله لأبى مسعود» - أو
قال أبو مسعود لأبى عبد الله- يعنى حذيفة: مَا سَمِعْتَ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول في
زعموا؟ قال: سمعته يقول:
«بئس مطية الرجل» المسند: 5/ 401.
(5/195)
قال: لا، فإني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: «مَا أُغْبِرَتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ إلا حرمها الله على النار يوم القيامة» ،
وأصلح دابتي، وأستغني عن عشيرتي، فما رئي بأكثر نازلا [1]
منه. أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
6057- أبو عبد الله
(ب د ع) أبو عبد الله، آخر.
روى عنه يحيى البكائي، روى حجاج بن منهال، عن حماد بن
سلمة، عن يحيى البكائي، عن أبي عبد الله- رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم- وكان ابن عمر يقول: خذوا عنه.
أخرجه الثلاثة.
قلت: هذه الكنى التي هي «أبو عبد الله» ، لها أسماء، ولعل
أكثرها قد تقدم ذكرها عند أسمائها، ولعلها أيضا متداخلة،
ودليلة أن أبا عبد الله الذي يروي حديث: «من اغبرت قدماه
في سبيل الله» هو جابر بن عبد الله الأنصاري. وقد روى حصين
بن حرملة، عن أبي مصبح قال: مر مالك بن عبد الله بجابر بن
عبد الله ونحن بأرض الروم، وهو يقود بغلا له، فقال: له:
اركب أبا عبد الله. فذكره، ولعل الجميع إلا القليل هكذا،
ولكنا اتبعناهم، فذكرنا الجميع.
6058- أبو عبد الرحمن الأشعري
(د ع) أبو عبد الرحمن الأشعري- وقيل: الأشجعي.
روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الطهور شطر [2] الإيمان» روى يحيى بن ميمون العبدي، عن
يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام الأسود، عن أبي عبد الرحمن
الأشعري.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: الصواب أبو
مالك. رواه أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، فقال: عن
أبى مالك الأشعريّ.
__________
[1] هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد عن الوليد بن مسلم، عن
ابن جابر أن أبا المصبح الأوزاعي حدثهم قال: «بينما تسير
في درب قلعته، إذ نادى الأمير مالك بن عبد الله الخثعميّ
رجل يقود فرسه في عراض الجبل: يا أبا عبد الله، ألا تركب»
...
وذكر نحوه، انظر المسند: 5/ 225. وانظر أيضا ترجمة مالك بن
عبد الله الخثعميّ. وقد تقدمت في: 5/ 31- 33.
[2] في المصورة والمطبوعة: «شرط الإيمان» . والصواب عن
مسند الإمام أحمد، فقد أخرجه عن يحيى بن إسحاق وعفان، عن
أبان بن يزيد باسناده مثله، انظر: المسند: 5/ 342، 343.
(5/196)
6059- أبو عبد الرحمن الأنصاري
(ب) أبو عبد الرحمن الأنصاري، هو يزيد بْن ثعلبة بْن خزمة
بْن أصرم بْن عمرو ابن عمارة البلوي [1] ، حليف بني سالم
من الأنصار.
شهد بدراً، وأحداً.
أخرجه أَبُو عمر مختصرا.
6060- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيُّ
(ب د ع) أبو عبد الرحمن الجهني.
له صحبة، وهو يعد في أهل مصر. روى عنه مرثد بن عبد الله
اليزني حديثين.
قال ابن منده: سمعت أبا سعيد بن يونس يقول: أبو عبد الرحمن
الجهني يقال له «القيني» ، صحابي من أهل مصر.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ عن ابن أبي عاصم: حدثنا أبو بكر، أنبأنا
محمد بن عبيد، أنبأنا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، عَنْ أَبِي الخير مرثد ابن عبد
الله اليزني، عن أبي عبد الرحمن الجهني قَالَ: بَيْنَا
نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إذ
طلع راكبان، فلما رآهما قال: كنديان مذحجيان. فلما رآهما
فإذا رجلان من مذحج، فقال أحدهما حين أخذ بيده ليبايعه: يا
رسول الله، أرأيت من رآك وآمن بك وصدقك، ماذا لَهُ.؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:
طوبي له، ثم طوبي له! فماسحه ثم انصرف. فأقبل الآخر فقال:
يا رسول الله، أرأيت من لم يرك وصدقك وشهد أن ما جئت به هو
الحق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوبي له، ثم
طوبي له! فماسحه ثم انصرف. والحديث الثاني أخبرنا به أبو
الفضل بن أبي الحسن المخزومي الفقيه، بِإِسْنَادِهِ عَنْ
أَبِي يَعْلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ: أنبأنا أبو خيثمة
أنبأنا ابن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد ابن أبي حبيب،
عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي عبد الرحمن الجهني
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني راكب
غداً إلى يهود، فلا تبدءوهم بسلام، وإذا سلموا عليكم
فقولوا: وعليكم. [2] أخرجه الثلاثة.
__________
[1] انظر ترجمته وقد تقدمت في: 5/ 480- 481.
[2] أخرجه الإمام أحمد عن يزيد بْن هارون، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاق باسناده مثله. المسند: 4/ 233. وأخرجه ابن
ماجة عن أبى بكر، عن ابن نمير، باسناده مثله، انظر كتاب
الأدب، باب «رد السلام على أهل الذمة» ، الحديث 3699:
2/ 1219.
(5/197)
6061- أبو عبد الرحمن حاضن عائشة
(ع س) أبو عبد الرحمن حاضن عائشة.
أخبرنا أبو موسى إذنا، أنبأنا أبو غالب أحمد بن العباس،
أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد (ح) - قَالَ أَبُو
مُوسَى: وأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أنبأنا أحمد بن عبد
الله، أنبأنا محمد بن محمد المقرئ- قالا: حدثنا محمد بن
عبد الله الحضرمي، أنبأنا ضرار بن صرد، أنبأنا علي بن
هاشم، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله ابن عبد
الله الرازي، عن يحيي بن أبي محمد، عن أبي عبد الرحمن حاضن
عائشة قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة في ثوب واحد،
نصفه على النبي صلى الله عليه وسلم، ونصفه على عائشة.
هذا لفظ رواية الطبراني، وليس في روايته ذكر «عبد الله بن
عبد الله» ، ولفظ الآخر محتمل.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
6062- أبو عبد الرحمن الخطميّ
(ع س) أبو عبد الرحمن الخطمي، ذكره الطبراني في الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أبو غالب
الكوشيدي، أنبأنا ابن ريذة (ح) - قال أبو موسى وأنبأنا
الحسن بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الله- قالا: حدثنا
سليمان بن أحمد، أنبأنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة، أنبأنا
سنجاب بن الحارث وسعيد بن عمرو الأشعثي قالا: حدثنا حاتم
بن إسماعيل، حدثنا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَطْمِيِّ أَنَّهُ
سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كعب القرظي وهو يسأل أباه عبد
الرحمن: أخبرني ما سمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم في شأن الميسر؟ فقال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من لعب بالميسر ثُمَّ
قَامَ يُصَلِّي، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَتَوَضَّأُ
بالقيح ودم الخنزير، فيقول الله عز وجل: لا تقبل له صلاة»
.
قال أبو نعيم: هكذا حدثناه سليمان، وغيره لم يذكر فيه
أباه. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
(5/198)
6063- أبو عبد الرحمن الصنابحي
(د ع) أبو عبد الرحمن الصنابحي.
روى عنه الحارث بن وهب، ويقال: إنه الذي روى عنه عطاء بن
يسار، وأبو عبد الله الصنابحي [1] آخر لم يدرك النبي صلى
الله عليه وسلم. والصنابح بن الأعسر- وقيل: الصنابحي- آخر
[2] .
روى الصلت بن بهرام، عن الحارث بن وهب، عن أبي عبد الرحمن
الصنابحي قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «لا تزال هذه
الأمة في مسكة [3] من دينها ما لم يضلوا بثلاث: ينتظروا
بصلاة المغرب اشتباك النجوم، وما لم يؤخروا صلاة الفجر
مضاهاة لليهودية والنصرانية، وما لم يكلوا الجنائز إلى
أهلها» . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
6064- أبو عبد الرحمن الفهري
(ب د ع) أبو عبد الرحمن الفهري. قاله ابن منده، وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: أبو عبد الرحمن القرشي الفهري، من بني فهر
بْن مالك بْن النضر بْن كنانة، له صحبة ورواية. قال
الواقدي: اسمه عبد. وقال غيره: اسمه يزيد بن أنيس [4] .
وقيل:
اسمه كرز بن ثعلبة، شهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينا، ووصف الحرب يومئذ، وفي حديثه:
«فولَّوا يومئذ مدبرين» ، كما قال الله تعالى. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: يا عباد الله أنا عبد الله
ورسوله، ثم قال: يا معشر المهاجرين، أنا عبد الله ورسوله
[5] وأخذ كفا من تراب- قال أبو عبد الرحمن: فحدثني من كان
أقرب إليه مني أنه ضرب به وجوههم، وقال: «شاهت الوجوه» .
فهزمهم اللَّه. رواه حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن
أبي همام عبد الله ابن يسار، عن أبي عبد الرحمن الفهري-
قال يعلى: فحدثني أبناؤهم [6] عن آبائهم، قال فما بقي أحد
منا إلا امتلأت عيناه وفوه ترابا- قال: وسمعنا صلصلة بين
السماء والأرض [7] .
__________
[1] انظر ترجمة عبد الله الصنابحي، وقد تقدمت برقم 3020:
3/ 281- 282. والإصابة، ترجمة أبى عبد الرحمن الصنابحي: 4/
148- 149.
[2] انظر ترجمة الصنابح في: 3/ 35.
[3] المسكة- بضم فسكون-: ما يتمسك به.
[4] في الاستيعاب: «أنس» .
[5] في الاستيعاب: «أنا عبد الله ورسوله، وانقحم عن فرسه،
وأخذ ... » .
[6] في المطبوعة: «فحدثني ألباؤهم» . والمثبت عن
الاستيعاب، ومسند الإمام أحمد: 5/ 286.
[7] بعده في الاستيعاب والمسند: «كإمرار الحديد على طست
الحديد» .
(5/199)
وهو الذي قال له ابن عباس: يا أبا عبد
الرحمن، هل تحفظ الموضع الذي كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقوم فيه للصلاة؟ قال: نعم، عند الشقة الثالثة تجاه
الكعبة، مما يلي باب بني شيبة [1] .
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بِإِسْنَادِهِ عَنْ
أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قال:
حدثنا موسى بن إسماعيل، أنبأنا حماد، أنبأنا يعلى بن عطاء،
عن أبي همام عبد الله بن يسار أن أبا عبد الرحمن الفهري
قَالَ: شهدت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
حنينا فسرنا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ،
فَنَزَلْنَا تَحْتَ ظل الشجر، فلما زالت الشمس لبست لأمتي
[2] وركبت فرسي، فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في ظل فسطاطه، فقلت: السلام عليك-
يا رَسُول اللَّهِ- ورحمة اللَّه وبركاته، قد حان الرواح.
فقال: أجل. ثم قال: يا بلال [3] ، أسرج لي الفرس. فأخرج
سرجا دفتاه من ليف، ليس فيهما أشر ولا بطر، فركب وركبنا
... وساق الحديث. أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن مندة اختصره.
6065- أبو عبد الرحمن القرشي
(د ع) أبو عبد الرحمن القرشي، عم محمد بن عبد الرحمن بن
السائب.
ذكر في الصحابة ولا يثبت. روى عنه ابن عبد الرحمن بن
السائب: أن ابن عباس سأل أبا عبد الرحمن عن الموضع الذي
كان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينزل فيه
للصلاة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: جعل ابن منده وأبو نعيم هذا القرشي والفهري ترجمتين،
وجعلهما أبو عمر واحدا، لأن أبا عمر روى في الفهري أن ابن
عباس سأله، فلهذا قال فيه: «القرشي» الفهري، ولم يذكراه
فيه، ورأيا أبا عبد الرحمن القرشي وسأله ابن عباس، فظناه
غير الفهري، وما أقرب أن يكون الصواب قول أبي عمر، والله
أعلم.
__________
[1] الاستيعاب: 4/ 1707- 1708.
[2] اللأمة: الدرع، والسلاح.
[3] بعده في سنن أبى داود: «قم، فثار من تحت سمرة كأن ظله
ظل طائر، فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك، فقال:
«أسرج ... » . انظر سنن أبى داود، كتاب الأدب، باب «في
الرجل ينادى الرجل فيقول: لبيك» ، الحديث 5233:
4/ 359.
(5/200)
6066- أبو عبد الرحمن القيني
(ع س) أبو عبد الرحمن القيني. ذكره الطبراني في الصحابة.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أنبأنا أبو غالب، أنبأنا أبو بكر
(ح) - قال أبو موسى:
وأخبرنا الحسن بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الله- قالا:
حدثنا سليمان، أنبأنا بكر ابن سهل، أنبأنا عبد الله بن
يوسف، أنبأنا ابن لهيعة، أنبأنا بكر بن سوادة، عن أبي عبد
الرحمن الحبلي [1] ، عن أبي عبد الرحمن القيني: أن «سرق»
اشترى من رجل قد قرأ سورة البقرة بزا قدم به فتجازاه [2]
فتغيب عنه، ثم ظفر به، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: بع سرق. قال: فانطلقت به، فساومني به أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام، ثم بدا لي فأعتقته.
ليس في رواية أحمد «ثلاثة أيام» ، وقد ذكره ابن منده فقال:
«أبو عبد الله القيني» .
وقد تقدم، ولم يسند عنه.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
6067- أبو عبد الرحمن المخزومي
(ع س) أبو عبد الرحمن المخزومي. ذكره الطبراني أيضا في
الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أبو غالب،
أخبرنا أبو بكر (ح) - قال أبو موسى:
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ الله- قالا: حدثنا سليمان، [حدثنا [3]] محمد
بن عبدوس بن كامل السراج، أَخْبَرَنَا أَبُو كُرَيْبٍ،
أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عن عثمان بن عبد
الرحمن المخزومي، عن أبيه، عن جده: أن سعدا سأل النبي صلى
الله عليه وسلم عن الوصية، فقال: الربع. أخرجه أبو نعيم،
وأبو موسى.
__________
[1] في المطبوعة: «الجيلي» . وقد نبهنا على هذا الخطأ
مرارا، وانظر ترجمة «أبى عبد الله القيني» ، وقد تقدمت من
قريب.
[2] في المطبوعة والمصورة: «فتجاراه» ، بالراء المهملة.
والصواب بالزاي المعجمة. وفي اللسان: «وتجازيت ديني على
فلان: إذا تقاضيته. والمتجازى: المتقاضى» . ورواية الحافظ
في ترجمة أبى عبد الله القيني 4/ 125: «فتقاضاه» .
[3] في المطبوعة: «سليمان بن محمد» . وكان في المخطوطة:
«سليمان، نا محمد» . ولكن الناسخ أشار في الهامش إلى أن
الصواب «بن» مكان «نا» . وهو خطأ. وسليمان هو ابن أحمد
الطبراني يروى عنه أحمد بن عبد الله أبو نعيم، وأبو بكر
ابن ريذة. وأما محمد بن عبدوس فهو أحد شيوخ الطبراني، انظر
المعجم الصغير: 2/ 10.
(5/201)
6068- أبو عبد الرحمن المذحجي
(د ع) أبو عبد الرحمن المذحجي روى حديثه عياض بْن عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. مختلف في اسمه،
تقدم ذكره.
أَخْرَجَهُ ابْنُ منده، وَأَبُو نعيم.
6069- أبو عبد العزيز الأنصاري
(ع س) أبو عبد العزيز الأنصاري.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِذْنًا، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ
بْنُ أحمد، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن محمد- فيما يغلب على ظني- قالا:
حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ- هُوَ الْقَبَّابُ-
أَخْبَرَنَا أبو بكر ابن أَبِي عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا
كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا بقية، عن عبد الغفور
الأنصاري [1] ، عن عبد العزيز، عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَتْ
لَهُ صُحْبَةٌ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
قال: من حمد نفسه على عمل صالح فقد قل شكره، وحبط عمله.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
6070- أبو عبس بن جبر
(ب س) أبو عبس بن جبر- وقيل: ابن جابر- بْن عمرو بْن زيد
بْن جشم بْن مجدعة ابن حارثة بْن الحارث بْن الخزرج بن
عمرو بن مالك بن الأوس.
كذا نسبه أبو عمر، ونسبه ابن الكلبي مثله، إلا أنه أسقط
«مجدعة» ، وقال: «جشم ابن حارثة» - الأنصاري الأوسي
الحارثي، اسمه عبد الرحمن [2] .
شهد بدرا، والمشاهد كلها.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بْن الخزرج
بْن عمرو بْن مالك بن الأوس: «وأبو عبس بن جبر بن عمرو»
[3] .
وهو ممن قتل كعب بن الأشرف.
__________
[1] كذا في المصورة والمطبوعة. وفي الإصابة 4/ 129: «بقية
بن عبد الغفور» . ونحسبه خطأ، ففي الجرح والتعديل لابن أبى
حاتم 3/ 1/ 55: «عبد الغفور بن عبد العزيز أبو الصباح
الواسطي، روى عنه بقية» ، وإذا كان كذلك فلعل صواب السند:
«عبد الغفور بن عبد العزيز» ، لا عن عبد العزيز، والله
أعلم.
[2] انظر الترجمة 3276: 3/ 431.
[3] سيرة ابن هشام: 1/ 687.
(5/202)
وبهذا الإسناد عن محمد بن إسحاق قال:
فاجتمع في قتل كعب بن الأشرف: محمد ابن مسلمة، وسلكان بن
سلامة [1] أبو نائلة، وعباد بن بشر، وأبو عبس بن جبر- أحد
بني حارثة- وذكر الحديث [2] .
وهو معدود في كبار الصحابة.
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ إِجَازَةً
بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابن أبي عاصم: حدثنا عبد الوهاب بن
نجدة [3] ، أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا يزيد بن أبي
مريم قال: أدركني عباية بن رفاعة بن رافع ابن خديج، وأنا
أمشي إلى الجمعة، فقال: سمعت أبا عبس بن جبر يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: «من اغبرت قدماه
فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُمَا اللَّهُ عَلَى النَّارِ»
[4] . ومات سنة أربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، وصلى
عليه عثمان، ودفن بالبقيع، ونزل فِي قبره أَبُو بردة بْن
نيار، وقتادة بن النعمان، ومحمد بن مسلمة، وسلمة بن سلّامة
ابن وقش.
وقيل: إنه كان يكتب بالعربية قبل الإسلام.
أخرجه أَبُو عمر، وَأَبُو موسى- وقال أَبُو موسى: اسمه عبد
الرحمن. وقد ذكرناه في عبد الرحمن.
6071- أبو عبس بن عامر
أبو عبس بن عامر بن عدي بْن سواد بْن عدي بْن غنم بْن كعب
بْن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.
شهد بدرا، قاله ابن الكلبي. وهذا غير الذي قبله، فإن الأول
أوسي، وهذا خزرجي.
وقد ذكرهما ابن الكلبي، فذكر الأول في الأوس، وذكر هذا في
الخزرج، فلا تظن أنه اختلاف في النسب.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «سلام» . والمثبت عن سيرة ابن
هشام. وعن ترجمة سلكان، وقد تقدمت في 2/ 414.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 55.
[3] في المطبوعة: «بجدة» ، بالباء. والصواب عن المصورة
والخلاصة.
[4] أخرجه الإمام أحمد عن الوليد بن مسلم، بإسناده. انظر
المسند: 3/ 479.
(5/203)
6072- أبو عبيد الله
(ب) أبو عبيد الله جد حرب بن عبيد الله [1] .
أخرجه أبو عمر مختصرا، وقال: له صحبة ولا أحفظ له خبرا [2]
.
6073- أبو عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ب د ع) أبو عبيد، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان يطبخ للنبي صلى الله عليه وسلم، له رواية.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، أخبرنا عفان، أخبرنا
أبان العطار، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ،
عَنْ أبي عبيد: أنه طبخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قدرا فيه لحم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ناولني
الذراع. فناولته، فقال: ناولني الذراع. فناولته، فقال:
ناولني الذراع. فقلت: يا رسول الله، كم للشاة من ذراع؟
فقال:
والذي نفسي بيده، لو سكت لأعطتك ذراعا ما دعوت به [3] .
أخرجه الثلاثة.
6074- أبو عبيد مولى رفاعة
(د ع) أبو عبيد، مولى رفاعة بن رافع الزرقي.
ذكر في الصحابة، ولا يثبت.
روى عبد الله بن الأسود، عن أبي معقل، عن أبي عبيد- مولى
رفاعة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ملعون من
سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله» أخرجه
ابن منده وَأَبُو نعيم، إلا أن ابن منده روى عن أبي معقل
[بن] [4] أبي مسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم وأسقط
«أبا عبيد» .
6075- أبو عبيد الزرقيّ
(د ع) أبو عبيد الزرقي.
حديثه عند ابنه. روى حديثه عبد ربه بن عطاء الله.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «عبد الله» . والصواب عن
الإصابة: 4/ 130.
[2] انظر الاستيعاب، الترجمة 3075: 4/ 1709.
[3] مسند الإمام أحمد: 4/ 484- 485.
[4] كذا في المطبوعة، وفي المصورة: «عن أبى مسلم» ،
وأثبتنا ما في المطبوعة لأن من الرواة من يدعى «أبو معقل
بن أبى مسلم» ، انظر الجرح والتعديل لابن أبى حاتم، ترجمة
«أبى عبيد مولى رفاعة» : 4/ 2/ 405.
(5/204)
6076- أبو عبيد بن مسعود
(ب) أبو عبيد بن مسعود بْن عمرو بْن عمير بْن عوف بْن عقدة
بن غيرة بن عوف ابن ثقيف الثقفي. والد المختار بن أبي
عبيد، ووالد صفية امرأة عبد الله بن عمر.
أسلم في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،
ثم إن عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه استعمله سنة ثلاث
عشرة، وسيره إلى العراق في جيش كثيف، فيهم جماعة من أهل
بدر، وإليه ينسب الجسر المعروف بجسر أبي عبيد، وإنما نسب
إليه لأنه كان أمير الجيش في الوقعة التي كانت عند الجسر،
فقتل أبو عبيد ذلك اليوم شهيدا. وكانت الوقعة بين الحيرة
والقادسية، وتعرف الوقعة أيضا بيوم قس الناطف، ويوم
المروحة. وكان أمير الفرس مردان شاه بن بهمن، وكانوا جمعا
كثيرا، فاقتتلوا وضرب أبو عبيد ململمة [1] فيل كان مع
الفرس، وقتل أبو عبيد، واستشهد معه من الناس ألف
وثمانمائة. وقيل: بل كان المسلمون بين قتيل وغريق أربعة
آلاف، وكان المسلمون قد قطعوا جسرا هناك، فلما انهزم
المسلمون رأوا الجسر مقطوعا، فألقوا أنفسهم في الماء فغرق
كثير منهم، وحمى المثنى بن حارثة الشيباني الناس حتى نصب
الجسر، فعبر من سلم عليه.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ
الدِّمَشْقِيُّ إذنا، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو غالب بن أبي
علي الفقيه، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، أخبرنا إبراهيم
بن محمد بن الفتح، أخبرنا محمد بن سفيان، أنبأنا سعيد بن
أحمد بن نعيم، أخبرنا ابن المبارك، عن عبد الله ابن عون،
عن محمد بن سيرين قال: بلغ عمر بن الخطاب خبر أبي عبيد،
فقال:
إن كنت له لفئة [2] لو انحاز إلي [3] .
أخرجه أبو عمر.
6077- أبو عبيدة بن الجراح
(ب ع س) أبو عبيدة- بزيادة هاء- هو: أبو عبيدة بن الجراح.
قيل: اسمه عامر ابن عبد الله بن الجراح. وقيل: عبد الله بن
عامر. والأول أصح، وهو: عامر بن عبد الله
__________
[1] ململمة الفيل: خرطومه.
[2] الفئة: الجماعة التي ينحاز إليها المقاتل، فيفيئون به،
أي: يرجعون به لقتال الأعداء.
[3] أخرجه ابن جرير من طريق محمد بن عون. انظر تفسير
الطبري، الأثر 15812: 13/ 439. وتفسير ابن كثير عند الآية
الخامسة عشرة من سورة الأنفال: 3/ 567- 568.
(5/205)
ابن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بْن
الحارث بْن فهر بْن مالك بْن النضر القرشي الفهري.
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وشهد بدرا، وأحدا، وسائر
المشاهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم،
وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية.
أَخْبَرَنَا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بِإِسْنَادِهِ
إِلَى يونس بْن بكير، عَنِ ابن إِسْحَاق، في تسمية من هاجر
إِلَى أرض الحبشة من بني الحارث بْن فهر: «أَبُو عبيدة،
وهو: عامر بن عبد الله ابن الجراح [1] » .
وبالإسناد عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا: «أَبُو عبيدة، وهو
عامر بْن عَبْد اللَّهِ ابن الجراح [2] » .
ولما دخل عمر بن الخطاب الشام، ورأى عيش أبي عبيدة، وما هو
عليه من شدة العيش، قال له: كلنا غيرته الدنيا غيرك يا أبا
عبيدة.
وقد ذكرناه في «عامر بن عبد الله» ، وتوفي في طاعون عمواس
سنة ثماني عشرة، وصلى عليه معاذ بن جبل.
قال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان: مات في طاعون عمواس خمسة
وعشرون ألفا.
وقيل: مات من آل صخر عشرون فتى، ومن آل المغيرة عشرون فتى.
وقيل: بل من ولد خالد بن الوليد [3] .
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
6078- أبو عبيدة الديليّ
(ب د ع) أبو عبيدة الديلي.
له صحبة، يعد في أهل الحجاز، حديثه عند أولاده.
أخبرنا يحيى بن محمود بإذنه لي بإسناده إلى ابن أبي عاصم:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرحمن بن سعد المؤذن، أخبرنا مالك بن
عبيدة الديلي، عن أبيه،
__________
[1] سيرة ابن هشام: 1/ 329.
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 685.
[3] الاستيعاب: 4/ 1711.
(5/206)
عَنْ جده قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى
الله عليه وسلّم: لولا عباد للَّه ركع وصبية رضع، وبهائم
رتع، لصب عليكم العذاب صبا، ثم لرص رصا [1] . أخرجه
الثلاثة [2] .
6079- أبو عبيدة بن عمارة
أبو عبيدة بن عمارة بْن الْوَلِيد بْن المغيرة بْن عَبْد
اللَّهِ بن عمر بن مخزوم الْقُرَشِيّ المخزومي.
أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، واستشهد يوم
أجنادين مع خالد بن الوليد [3] ، وهو عمه، وأبوه عمارة هو
الذي أرسله المشركون مع عمرو بْن العاص إِلَى النجاشي في
أرض الحبشة في أمر المهاجرين المسلمين مع جعفر بن أبي
طالب، فهلك بالحبشة. وهذا يقتضي أن يكون ابنه لما توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرا، لأن خروج أبيه إلى
الحبشة كان أوّل الإسلام، والله أعلم.
6080- أبو عبيدة بن عمرو بن محصن
(ب) أبو عبيدة بن عمرو بْن محصن بْن عتيك بْن عمرو بْن
مبذول بْن عمرو بن غنم ابن مالك بن النجار.
قتل يوم بئر معونة شهيدا.
أخرجه أبو عمر مختصرا.
6081- أبو عبيدة
(ب) أبو عبيدة، اسمه عبد القيوم، قدم على رسول الله صلى
الله عليه وسلم مع مولاه- رجل من الأزد- فقال له: ما اسمه؟
فقال: قيوم. قال: هو عبد القيوم أبو عبيدة. وكان اسم مولاه
عبد العزى أبو مغوية، فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنت عبد الرحمن، أبو راشد [4] . أخرجه أبو عمر.
6082- أبو عتاب الأشجعي
(د ع) أبو عتاب الأشجعي.
روى عنه ابنه عتاب في قراءة: قُلْ يا أَيُّهَا
الْكافِرُونَ 109: 1.
__________
[1] في المطبوعة: «لرض رضا» ، بالضاد المعجمة، وفي المصورة
بالصاد المهملة. وقد ذكر ابن الأثير رواية المعجمة وقال:
الصواب بالمهملة. والرص: الإلصاق.
[2] تقدم الحديث في ترجمة «مسافع الديليّ أبى عبيدة» .
وذكرنا تخريجه هنالك. انظر: 5/ 152.
[3] كتاب نسب قريش: 330.
[4] انظر الترجمة 3421: 3/ 508.
(5/207)
رواه أبو مالك الأشجعي، عن عبد الرحمن بن
نوفل، عن أبيه، [و [1]] عن عتاب الأشجعي عَنْ أبيه.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم، وقال أبو نعيم: أخرجه
المتأخر، ولم يزد عليه، وصحيحه ما رواه أبو إسحاق، عن فروة
بن نوفل الأشجعي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، علمني شيئا أقوله إِذَا أَوَيْتُ إِلَى فِرَاشِي.
قَالَ: «اقْرَأْ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1
فإنها براءة من الشرك» [2] . قلت: لا مطعن على ابن منده في
إخراجه هذه الترجمة، فإنه قد أخرج الصواب في «نوفل» ،
وأخرج هاهنا هذه الرواية وإن لم تكن صحيحة، فإنك إذا
اعتبرت أبا نعيم وغيره يخرجون أمثال هذا، فلو تركه ابن
منده لاستدركوه عليه، وقالوا: قد أهمله ولم يخرجه، وإذا
أنصفت علمت أن كثيراً مما استدركه عليه حافده أبو زكريا
وأبو موسى هكذا يكون قد تركه، لأنه غير صحيح، وقد شذ به
بعض الرواة فيستدركونه عليه.
6083- أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن
(ب) أبو عتيق مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي
بَكْر الصديق بن أبي قحافة القرشي التيمي.
رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو وأبوه
وجده، وجد أبيه أبو قحافة، ولا يعلم أربعة رأوا النبي صلى
الله عليه وسلم على هذه الصفة غيرهم [3] . وهو والد عبد
الله بن أبي عتيق الذي غلبت عليه الدعابة [4] أخبرنا غير
واحد عن أبي عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أبو بكر بن الجعابي [5]
قال أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان، وابنه عبد الرحمن،
وابنه محمد ولد في حجة الوداع، وأتي به إِلَى رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وقال موسى بن عقبة:
لا نعلم أربعة رأوا النبي صلى الله عليه وسلم هم وأبناؤهم
إلا أبو قحافة، وذكره.
أخرجه أبو عمر.
__________
[1] أثبتنا هذه الواو عن الإصابة: 4/ 131.
[2] تقدم الحديث في ترجمة «نوفل بن فروة» وخرجناه هنالك.
انظر: 5/ 370.
[3] تقدمت ترجمة محمد بن عبد الرحمن في: 5/ 103.
[4] كتاب نسب قريش: 278.
[5] هو الحافظ أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي
البغدادي، سمع يوسف بن يعقوب القاضي، ومحمد بن الحسن بن
سماعة، وصنف الكتب. توفى في رجب سنة 355 عن 72 سنة. انظر
العبر للذهبى: 2/ 302.
(5/208)
6084- أبو عثمان الأصبحي
(د ع) أبو عثمان الأصبحي.
اعتمر في الجاهلية. روى عنه أبو قبيل المعافري. يعد في
المصريين، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم.
6085- أبو عثمان الأنصاري
(ع س) أبو عثمان الأنصاري.
ذكره الطبراني.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً. أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ (حَ) قال أبو مُوسَى: وأخبرنا أبو غالب،
أخبرنا أبو بكرة قالا: حدثنا سليمان بن أحمد، أخبرنا علّان
[1] بن عبد الصّمد الطيالستى، حدثنا عمر بن محمد بن الحسن،
أخبرنا أبي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
الزِّنَادِ، عَنْ أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي عثمان
الأنصاري قال: دق على رسول الله صلى الله عليه وسلم الباب
وقد ألممت بالمرأة، فكرهت أن أخرج إليه حتى أغتسل، فأبطأت
عليه، فلحقته فأخبرته، فقال لي: أكنت أنزلت؟ قلت: لا. قال:
أما إنه ليس عليك إلا الوضوء. أخرجه أَبُو نعيم وَأَبُو
موسى، قال أَبُو موسى: اختلف في اسمه فقيل: عتبان، وعبد
الله ابن عتبان، وصالح، وقد تقدّم [2] .
6086- أبو عثمان بن سنة
(ب د ع) أبو عثمان بن سنة الخزاعي حدث عَنِ النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فتح الطائف.
روى الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن
أبي عثمان بن سنة الخزاعي، عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنه نهى أن يستنجى بعظم أو روث.
__________
[1] في المطبوعة: «غيلان» . وكان في المخطوطة دون ياء، ثم
نقطت العين، وأشير في الهامش إلى أن الصواب غيلان.
وهو على بن عبد الصمد، يلقب «علان» . انظر المعجم الصغير:
1/ 204. والعبر للذهبى: 2/ 83.
[2] انظر تراجمهم في: 3/ 5، 304- 305، 558- 559.
(5/209)
ورواه حرملة، عن ابن وهب، عن يونس، عن
الزهري، عن ابن سنة، عن ابن مسعود، وهو المشهور، ورواه
كذلك الليث وغيره، عن يونس. ورواه الشعبي، عن علقمة، عن
ابن مسعود أيضا [1] .
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: قال قوم: له صحبة. وأبي ذلك
آخرون، وفيه نظر [2] .
وقال أبو نعيم: روى له الزهري في الاستنجاء مرسلا.
6087- أبو عثمان النهدي
(ب) أبو عثمان النهدي، اسمه عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن
عدي بن وهب [3] بن سعد بن خزيمة بْن رفاعة بْن مَالِك بْن
نهد بْن زيد القضاعي النهدي.
أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم،
وأدى إليه صدقات ماله، ولم يره. وغزا في عهد عمر جلولاء
والقادسية. وهو معدود في كبار التابعين، روى عن عمر، وابن
مسعود. وقد تقدم ذكره في «عبد الرحمن» .
أخرجه أبو عمر.
6088- أبو عذرة
(ب د ع) أبو عذرة، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. روى عنه عبد الله بن شداد.
روى يزيد بن هارون، وعبد الرحمن بن مهدي، والحجاج بن
منهال، عن حماد بن سلمة، عن عبد الله بن شداد، عن أبي
عذرة- وكان قد أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا غير واحد بإسنادهم عَنْ أَبِي عِيسَى قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرحمن، عن حماد بن سلمة، عن عبد الله بن شداد، عن أبي
عذرة- وكان قد أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أنه نهى الرجال والنساء عن
الحمامات، ثم رخص للرجال مع المآزر [4] أخرجه الثلاثة،
وقال أبو نعيم: ذكره المتأخر- يعني ابن منده- من حديث
حجاج، وإنما روى عن عائشة، في النهى عن الحمامات.
__________
[1] انظر تحفة الأحوذي، أبواب الطهارة، باب «ما جاء في
كراهية ما يستنجى» ، الحديث 18، 19: 89- 92.
[2] الاستيعاب: 4/ 1712.
[3] تقدم في ترجمة «عبد الرحمن بن مل» 3/ 497: أنه «وهب بن
ربيعة بن سعد» . وانظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 447.
[4] تحفة الأحوذي، أبواب الأدب، باب «ما جاء في دخول
الحمام» ، الحديث 2954: 8/ 85- 87، وقال الترمذي: «هذا
حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة، وإسناده ليس بذاك
القائم» . وقال الحافظ أبو العلى، - صاحب تحفة الأحوذي-:
وأخرجه أبو داود وابن ماجة» .
(5/210)
6089- أبو عرس
(ب) أبو عرس [روى] [1] عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من كانت له ابنتان فأطعمهما ... »
الحديث من وجه مجهول ضعيف.
أخرجه أبو عمر.
6090- أبو عرفجة
(س) أبو عرفجة [2] ، من حلفاء الأوس.
شهد بدرا، قاله بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاق.
أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى كذا مختصرا.
6091- أبو العريان
(ب د ع) أبو العريان المحاربي: وقيل: السلمي.
أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد العزيز (ح) قال أَبُو موسى:
وأَخْبَرَنَا الحسن، أَخْبَرَنَا أحمد، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا
الحسن بن الحسن الحربي- قالا: أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا أبو
خلدة [3] قال: سألت ابن سيرين قلت: أصلي وما أدري ركعتين
أو أربعا؟ فقال: حدثني أبو العريان. أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى يوما ودخل البيت،
وكان في القوم رجل طويل اليدين، وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يسميه ذا اليدين، فقال ذو اليدين: يا رسول الله،
أقصرت الصلاة أو نسيت؟ قال: لم تقصر ولم أنس! قال: بل
نسيت. فتقدم فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم كبر، وسجد مثل سجوده
أو أطول، ثم كبر ورفع رأسه، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو
أطول، ثم كبر ورفع رأسه ولم يحفظ «محمد» سلم بعد أم لا؟
قال أبو عمر: قيل: إنه أبو هريرة، وأبو العريان غلط، ولم
يقله إلا أبو خلدة وحده وقيل: إنه أبو العريان الهيثم بن
الأسود النخعي، الذي روى عنه طارق بن شهاب الأحمسي، وعبد
الملك بن عمير، يعد في الكوفيين. ومنهم من جعله في
البصريين. روى سفيان بن عيينة
__________
[1] ما بين القوسين عن الاستيعاب: 4/ 1713.
[2] كذا في المطبوعة والمصورة، ولم نجد لأبى عرفجة هذا
ترجمة في الإصابة. ويبدو أن في النص سقطا.
[3] هو خالد بن دينار التميمي السعدي وانظر ترجمته في
التهذيب: 3/ 88.
(5/211)
عن عبد الملك بن عمير قال: عاد عمرو بن
حريث أبا العريان فقال: كيف تجدك يا أبا العريان؟
قال: أجدني قد أبيض مني ما كنت أحب أن يسود، وأسود مني ما
كنت أحب أن يبيض، وأشتد مني ما كنت أحب أن يلين [1] :
اسمع أنبئك بآيات الكبر ... تقارب الخطو وسوء في البصر
وقلة الطعم إذا الزاد حضر ... وكثرة النسيان فيما يدكر
وقلة النوم إذا الليل اعتكر ... نوم العشاء وسعال في السحر
وتركي الحسناء في قيل [2] الظهر ... والناس يبلون كما تبلى
الشّجر
أخرجه الثلاثة.
6092- أبو عريض
(ب) أبو عريض.
ذكره أبو حاتم الرازي، عن محمد بن دينار الخراساني، عن عبد
الله بن المطلب، عن محمد ابن جابر الحنفي، عن أبي مالك
الأشجعي، عن أبي عريض- وكان دليل رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم من أهل خيبر- قَالَ: أَعْطَانِي
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة
راحلة ... فذكر حديثا منكرا.
أخرجه أبو عمر.
6093- أبو عزة الهذلي
(ب س) أبو عزة الهذلي، اسمه: يسار بن عبد الله. وقيل: يسار
بن عبد. وقيل: يسار بن عمرو [3] .
وقال أبو أحمد العسكري: أبو عزة الهذلي يسار بن عبد الله
بن عامر بن تميم بن نفاثة بن ملاص بن خزيمة بن دهمان بن
سعد بن مالك بن ثور بن طابخة بن لحيان بن هذيل.
سكن البصرة، له صحبة. وقيل: هو مطر بن عكامس، لأن حديثهما
واحد. وقيل. هو غيره. وهو الأكثر.
روى عنه أبو المليح.
__________
[1] الأبيات في الاستيعاب: 4/ 1713- 1714.
[2] في المطبوعة: «قبل» ، بالباء. والمثبت عن الاستيعاب.
والقيل- بفتح فسكون-: النوم في وسط النهار، يقال:
قال يقيل قيلا وقيلولة.
[3] انظر الترجمة 5624: 5/ 517.
(5/212)
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ
وَغَيْرُهُ قَالُوا بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى: حدثنا أحمد بْن منيع وعلي بْن حجر- المعنى واحد-
قالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ أبي المليح، عن أبي عزة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض، جعل
له إليها حاجة» قال الترمذي: أبو عزة له صحبة واسمه يسار
بن عبد، وأبو المليح بن أسامة اسمه عامر ابن أسامة بن عمير
الهذلي [1] .
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
6094- أبو عزيز أبيض
(س) أبو عزيز، اسمه أبيض. ذكرناه في الهمزة [2] .
أخرجه أبو موسى مختصرا.
6095- أبو عزيز بن جندب
(ب) أبو عزيز بن جندب بن النعمان، مذكور فِي الصحابة.
أَخْرَجَهُ أَبُو عُمَر مختصرا، وقال: لا أعرفه [3] .
6096- أبو عزيز بن عمير
(ب د ع) أبو عزيز، بن عمير بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن
عَبْد الدار بن قصي القرشي العبدري، أخو مصعب بن عمير،
وأخو أبي الروم بن عمير، وأمه وأم مصعب: أم خناس بنت مالك
من بني عامر بن لؤي. واسم أبي عزيز هذا زرارة [4] .
له صحبة وسماع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. روى عنه نبيه بن وهب. وكان ممن شهد بدرا كافرا،
وأسر يومئذ.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ عَنْ يونس، عَنِ
ابن إسحاق قال: حدثني نبيه بن وهب، أخو بني عبد الدار قال:
لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسارى بدر، فرقهم
على المسلمين، وقال:
__________
[1] تحفة الأحوذي، أبواب القدر، باب «ما جاء أن النفس تموت
حيث كتب لها» ، الحديث 2235: 6/ 359. وانظر ترجمة «مطر
عكامس» ، وقد تقدمت في: 5/ 185- 186. وانظر أيضا تفسير ابن
كثير عند الآية الرابعة والثلاثين من سورة لقمان: 6/ 358
بتحقيقنا.
[2] انظر الترجمة 24: 1/ 58.
[3] الاستيعاب: 4/ 1714.
[4] كتاب نسب قريش: 254.
(5/213)
استوصوا بالأسارى خيرا- قال نبيه: فسمعت من
يذكر عن أبي عزيز قال: كنت في الأسارى يوم بدر، فسمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: «استوصوا بالأسارى خيرا»
فإن كان ليقدم إليهم الطعام، فما يقع بيد أحدهم كسرة إلا
رمى بها إلي، ويأكلون التمر يؤثروني، فكنت أستحيي، فآخذ
الكسرة فأرمي بها إليه، فيرمي بها إلي [1] .
وذكره خليفة بن خياط في الصحابة، من بني عبد الدار.
وقال ابن الكلبي والزبير: قتل أبو عزيز يوم أحد كافرا.
قال أبو عمر: وذلك غلط، ولعل المقتول بأحد كافراً أخ لهم
قتل كافرا، وأما مصعب ابن عمير فقتل بأحد مسلما. قال أبو
نعيم: ذكره المتأخر- يعني ابن منده- ولا أعرف له إسلاما،
وهو كان صاحب لواء المشركين يوم أحد.
وقال ابن ماكولا: قتل أبو عزيز يوم أحد كافراً.
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَر بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن
بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من قتل من المشركين يوم أحد
... فذكر من عبد الدار أحد عشر رجلا، ليس فيهم أبو عزيز،
إنما ذكر فيهم أخاه أبا يزيد بن عمير [2] والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
6097- أبو عسيب مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم
(ب د ع) أبو عسيب مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم.
له صحبة ورواية، قيل: اسمه أحمر [3] . روى عنه أبو نصيرة،
وحازم بن القاسم. له حديثان:
أحدهما: «أتانى جبريل بالحمى والطاعون، فأمسكت الحمي
بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام، والطاعون شهادة
لأمتي» [4] . رواه عنه مسلم بن [عبيد] [5] أبو نصيرة.
والحديث الثاني رواه أبو نصيرة أيضا، عنه: أن النَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم خرج ليلا، فدعاني فخرجت
إليه، ثم مر بأبي بكر فدعاه، ثم مر بعمر فدعاه. وأنطلق حتى
أتى حائطا لبعض الأنصار،
__________
[1] انظر سيرة ابن هشام: 1/ 645- 646.
[2] سيرة ابن هشام: 2/ 128.
[3] انظر الترجمة 47: 1/ 67.
[4] أخرجه الإمام أحمد: 5/ 81.
[5] في المصورة والمطبوعة: «مسلم بن عبد الله» . وما
أثبتناه عن ترجمة أحمر، ومسند الإمام أحمد، والتهذيب: 12/
256.
(5/214)
فقال لصاحب الحائط: أطعمنا بسرا، فجاء بعذق
فوضعه فأكلوا، ثم دعا بماء فشربوا، ثم قال: لتسألن عن هذا
النعيم. وهذا يشبه حديث أبي الهيثم بن التيهان [1] .
أخرجه الثلاثة.
6098- أبو عسيم
(ب ع س) أبو- عسيم بالميم- قيل: هو أبو عسيب. وقيل غيره.
وقد فرق الحاكم أبو أحمد وغيره بينهما.
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ
عَبْدِ الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا بهز وأبو كامل
قالا:
حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن أبي عسيب-
أو: أبي عسيم- قال بهز:
[أنه [2]] شهد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقالوا: كيف نصلي عليه؟ قال: ادخلوا فصلوا عليه أرسالًا
[3]- يعني يصلون ويخرجون- فكانوا يدخلون من هذا الباب
فيصلون ويخرجون من الباب الآخر. قال: فلما وضع صلى الله
عليه وسلم في لحده قال المغيرة: قد بقي من رجليه شيء لم
تصلحوه. قالوا: فادخل فأصلحه. فدخل وأدخل يده فمس قدميه،
فقال:
أهيلوا علي التراب، فأهالوا عليه حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم
خرج، فكان يقول: أنا أحدثكم عهدا برسول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] .
أخرجه أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
6099- أبو العشراء
أبو العشراء الدارمي. اختلف في اسمه فقيل: أسامة بن مالك
من قهطم. وقيل: اسمه بلز. وقيل: مالك بن أسامة. وقيل:
عطارد بن برز.
ذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح، والحديث لأبيه: «لو طعنت
في فخذها لأجزأ عنك» .
وقد ذكرناه في أسامة [5] ، والصحبة لأبيه، وقد ذكرناه في
مالك بن قهطم [6]
__________
[1] انظر ترجمة مالك بن التيهان أبى الهيثم، وقد تقدمت
برقم 4566: 5/ 14- 16، فقد سبق الحديث فيها، وخرجناه
هنالك.
[2] ما بين القوسين عن المسند.
[3] أي: جماعات.
[4] مسند الإمام أحمد: 5/ 81.
[5] انظر الترجمة 87: 1/ 82- 83، 497: 1/ 246، 3678: 4/
42.
[6] انظر الترجمة 4632: 5/ 44- 45.
(5/215)
6100- أبو عطية البكري
(د ع) أبو عطية البكري، من بكر بن وائل.
قال: انطلق بي أهلي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا
غلام.
روى عنه مسكين [1] بن عبد الله أبو فاطمة الأزدي أنه قال:
انطلق بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأنا غلام شاب. قال: فرأيت أبا عطية يجمع [2]
بالمدينة- مدينة سجستان- وكان ينزل خارجا من المدينة على
نحو من ميل، ورأيت أبا عطية أبيض الرأس واللحية، ورأيته
يعتم بعمامة بيضاء.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
6101- أبو عطية المزني
(د ع) أبو عطية المزني.
روى حديثه بكر بن سوادة، عن عبد الرحمن بن عطية، عن أبيه،
عن جده. عداده في المصريين، قاله أَبُو سَعِيد بْن يونس.
أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم مختصرا.
6102- أبو عطية الوادعي
(ب ع س) أبو عطية الوادعي.
مذكور في الصحابة الشاميين، وقد اختلف في صحبته، ذكره
الطبراني ومطين في الصحابة.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو
غالب الكوشيدي، أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن ريذة
أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم الطبراني قال: حدثنا إبراهيم بن
محمد بن عرق [3] الحمصي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بحير [4] بْن سعد،
عَنْ خالد بن معدان قال: قال أبو عطية: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم جلس يحدث أن رجلا توفي، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: هل رآه أحد منكم على عمل من أعمال الخير؟
فقال رجل: حرست معه ليلة في سبيل الله. فقام رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ معه،
فصلى عليه، فلما أدخل القبر حثا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ من التراب بيده، ثم
قال:
__________
[1] في الإصابة: «سكين» . وما في أسد الغابة هو الصواب، و
«مسكين بن عبد الله أبو فاطمة» مترجم في الجرح والتعديل
لابن أبى حاتم: 4/ 1/ 329.
[2] أي: يصلى الجمعة.
[3] في المطبوعة: «عوف الحمصي» . وفي المصورة: «عوق» ،
بالواو. والصواب عن الجامع الصغير للطبراني:
78، والمشتبه للذهبى: 454.
[4] في المطبوعة: «بجير» ، بالجيم. والصواب بالحاء. انظر
الخلاصة.
(5/216)
إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار، وأنا
اشهد أنك من أهل الجنة. ثم قال رسول الله لعمر بن الخطاب
رضي الله عنه: لا تسأل عن أعمال الناس، ولكن سل عن الفطرة.
ويروى هذا المعنى عن «أبي المنذر» أيضا.
وقال أحمد بن حنبل: أبو عطية الهمداني والوادعي واحد،
واسمه: مالك بن أبي حمزة، وهو [1] مالك بن عامر [2] .
وقيل: يروي عن عائشة.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
6103- أبو عقبة
(ب د ع) أبو عقبة، وقيل: عقبة، مولى الأنصار وهو فارسي،
ذكره خليفة في موالي بني هاشم من الصحابة.
وقال إبراهيم بن عبد الله الخزاعي: هو مولى جبر [3] بن
عتيك.
روى محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن
أبي عقبة، عن أبيه- وكان مولى من أهل فارس- قَالَ: شهدت
مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يوم أحد،
فضربت رجلا من المشركين، وقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي.
فبلغت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
أَلا قُلْتَ: «وأنا الغلام الأنصاري» ؟! هكذا ذكره ابن
منده، والذي عندنا من طرق مغازي ابن إسحاق «عقبة» اسم وليس
بكنية، وقد تقدم.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: اسمه رشيد [4] .
6104- أبو عقرب
(ب د ع) أبو عقرب البكري. وقيل: الكناني. ويقال: من بني
ليث بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة، قاله أبو عمر [5] .
وقال ابن منده وأبو نعيم: أبو عقرب الكناني.
__________
[1] كذا في المصورة والمطبوعة، ولعله مالك بن حمرة- بضم
الحاء، وبالراء المهملة- وقد تقدمت ترجمته برقم 4579:
5/ 20.
[2] تقدمت ترجمة مالك بن عامر برقم 4600: 5/ 29.
[3] في المطبوعة: «جبير» . وكان في المخطوطة «جبر» ، ولكن
الناسخ أحالها إلى «جبير» ، وهي كذلك في الاستيعاب 4/
1716: «جبير» ، والمثبت عن ترجمة «عقبة أبى عبد الرحمن،
وقد تقدمت برقم 3708: 4/ 56، وتقدمت ترجمة «جبر بن عتيك»
في: 1/ 317. وانظر جمهرة أنساب العرب: 335.
[4] انظر ترجمة «رشيد الهجريّ» ، وقد تقدمت برقم 1678: 2/
222.
[5] الاستيعاب: 4/ 1716.
(5/217)
قال أبو [عمر] [1] : وهو والد أبي نوفل بن
أبي عقرب، اختلف في اسمه، فقال خليفة:
اسمه خالد بن [بكير] [2] . ويقال عويج بن خويلد بن [بجير
بن عمرو. وقيل: خويلد بن خالد.
ويقال: [ابن] [3] خالد بن عمرو بن حماس بن عويج.
وقيل: اسم أبي عقرب: معاوية بن خويلد بن خالد بن بجير بن
عمرو بن حماس بن عويج بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، كذا
قال الأزدي الموصلي، وما أظنه صنع شيئا، وإنما معاوية اسم
ابنه أبي نوفل، قال خليفة: عداده في أهل البصرة. وقال
الواقدي: هو من أهل مكة، روى عنه ابنه أبو نوفل [4] .
ونسبه ابن ماكولا مثل الأزدي، إلا أنه لم يسم أبا عقرب
معاوية، وقال: عريج، بالراء بدل الواو.
أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
محمد بإسناده عن أبي داود الطيالسي [5] ، حدثنا أبو بحر،
أخبرنا محمد بن شاذان، أخبرنا عمرو بن حكام، أخبرنا الأسود
بن شيبان، حدثنا أبو نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه: أنه سأل
النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم، فقال:
صم يوما في الشهر. قال: يا رسول الله، زدني. فلم يزل
يستزيده حتى قال: ثلاثة أيام من الشهر [6] . أخرجه
الثلاثة.
قلت: قول أبي عمر «بكري، وقيل: كناني» ، ليس بينهما تناقض،
فإنه من بكر ابن عبد مناة بن كنانة، فهو ليثي وبكري
وكناني، وليس من بكر بن وائل، وجميع ما ضبطه في كتابه
«عويج» ، بفتح العين، وكسر الواو. والصحيح أنه «عريج» بضم
العين، وفتح الراء، وكانت النسخ التي نقلت منها في غاية
الصحة، وكلها هكذا، وقد كتب في بعضها على الحاشية: «كذا في
أصل أبي عمر» . والصواب: عريج يعني بضم العين، وفتح الراء.
وقد سماه في بعض ما نقل «عويج» بالواو، وإنما عريج بالراء
اسم بعض أجداده،
__________
[1] في المطبوعة والمصورة: «قال أبو نوفل: وهو ... » .
والنص التالي كله عن أبى عمر في الاستيعاب.
[2] في المطبوعة والمصورة: «خالد بن بجير» . وفي
الاستيعاب: «خويلد بن بجير» . والمثبت عن ترجمة «خالد بن
البكير» ، وقد تقدمت برقم 1348: 2/ 91.
[3] ما بين القوسين عن الاستيعاب.
[4] هذا كله لفظ أبى عمر: 4/ 1717.
[5] في منحة المعبود: «حدثنا أبو داود، حدثنا الأسود بن
شيبان» . فقد سقط ما بينهما من السند.
[6] منحة المعبود، أبواب الصيام، باب «ما جاء في صيام
ثلاثة أيام من كل شهر» : 1/ 195.
(5/218)
قال الأمير أبو نصر: «وأما عريج، بضم العين
وفتح الراء، فهو عريج بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة، منهم
أبو نوفل بن أبي عقرب العريجي» . |