الإستيعاب في
معرفة الأصحاب حرف الثاء
باب ثابت
(242) ثابت بن الجذع،
واسم الجذع ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام ابن كعب بن غنم
بن كعب بن سلمة الأنصاري، شهد العقبة [1] وبدرًا والمشاهد
كلها، وقتل يوم الطائف شهيدًا، ذكره موسى بن عقبة في
البدريين، فقال: ثابت بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام،
من بني النبيت [2] ، ثم من بني عَبْد الأشهل. قَالَ:
وثعلبة هو الذي يدعى الجذع.
(243) ثابت بن هزال بن عمرو
الأنصاري،
من بني عمرو بن عوف، شهد بدرًا وسائر المشاهد، وقتل يوم
اليمامة شهيدًا، رحمه الله.
(244) ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم
بن مالك ابن النجار،
شهد بدرا، وقيل يوم أحد شهيدا في قول جميعهم.
قَالَ ذلك موسى بن عقبة وأبو معشر والواقدي، ولم يذكره ابن
إسحاق في البدريين [3] .
(245) ثابت بن خالد [بن عمرو
[4]] بن النعمان بن خنساء،
من بنى مالك ابن النجار، شهد بدرًا وأحدًا، وقتل يوم
اليمامة شهيدًا. وقيل: بل قتل يوم بئر معونة شهيدا رحمه
الله.
__________
[1] في هامش م: هي الثانية، ولم يشهد الأولى.
[2] في ى والإصابة: من بنى كعب.
[3] في هامش م: «بل قد ذكره محمد بن إسحاق في البدريين،
وفيمن قتل يوم أحد، ولم يذكره موسى بن عقبة فيمن قتل يوم
أحد وذكره البدريين» . وهذا الّذي ذكر في هامش م جاء في
أصل ى.
[4] من م.
(1/198)
(246) ثابت بن خنساء بن عمرو بن مالك بن
عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري،
شهد بدرًا في قول الواقدي دون غيره [1] .
(247) ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان البلوي،
ثم الأنصاري، حليف لهم، [يقال إنه حليف لبنى عمرو بن عوف
[2]] ، شهد بدرًا والمشاهد كلها، ثم شهد غزوة مؤنة، فدفعت
الراية إليه بعد قتل عَبْد الله بن رواحة، فدفعها ثابت إلى
خالد بن الوليد، وقال: أنت أعلم بالقتال منى. وقتل ثابت
ابن أقرم سنة إحدى عشرة في الردة.
وقيل: سنة اثنتي عشرة، قتله طليحة بن خويلد الأسدي في
الردة هو وعكاشة بن محصن في يوم واحد، واشترك طليحة وأخوه
في قتلهما جميعا، ثم أسلم طليحة بعد.
(248) ثابت بن صهيب بن كرز بن عَبْد مناة بن عمرو بن غيان
بن ثعلبة ابن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي،
شهد أحدا، ذكره الطبري.
(249) ثابت بن زيد بن مالك بن عبيد بن كعب بن عَبْد الأشهل
الأنصاري الأشهلي،
هو أخو سعد بن زيد، شهد بدرًا.
وقال عباس: سمعت يحيى بن معين يسأل عن أبي زيد الذي يقال
إنه جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من
هو؟ فقال: ثابت بن زيد،
__________
[1] في هامش م: بلى قد ذكره ابن إسحاق وابن عقبة في
البدريين، وقال موسى بن عقبة: لا عقب له.
[2] من م.
(1/199)
وما أعرف هذا لغير يحيى بن معين في أبي زيد
الذي جمع القرآن، وسيأتي الاختلاف فيه في موضعه من هذا
الكتاب في الكنى إن شاء الله تعالى.
وأما ثابت بن زيد فله صحبة، روى عنه عامر بن سعد [بن أبي
وقاص] [1]
(250) ثابت بن قيس بن شماس [بن
ظهير] [2] بن مالك بن امرئ القيس ابن مالك الأغر بن ثعلبة
بن كعب بن الخزرج،
وأمه امرأة من طي.
يكنى أبا مُحَمَّد بابنه مُحَمَّد. وقيل: يكنى أبا عَبْد
الرحمن.
وقتل بنوه مُحَمَّد ويحيى وعبد الله بنو ثابت بن قيس بن
شماس يوم الحرة، وكان ثابت بن قيس خطيب الأنصار، ويقال له
خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يقال الحسّان شاعر
النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ.
شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد. وقتل يوم اليمامة شهيدًا
رحمه الله في خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه.
قَالَ أنس بن مالك: لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت لثابت
بن قيس ابن شماس: ألا ترى يا عم، ووجدته قد حسر عن فخذيه
وهو يتحنط، فقال: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صَلَّى
الله عليه وَسَلَّمَ، بئس ما عودتم أقرانكم. وبئس ما عودتم
أنفسكم، اللَّهمّ إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء [3] ، ثم
قاتل حتى قتل رضي الله عنه، ورآه بعض الصحابة في النوم
فأوصاه أن
__________
[1] من م.
[2] ليس في م. وفي ى: بن شماس بن ظهير وفي أسد الغابة: بن
شماس بن زهير.
وفي تهذيب التهذيب: ثابت بن قيس بن شماس بن مالك.
[3] يعنى الكفار. وأبرأ إليك مما يصنع هؤلاء- يعنى
المسلمين (أسد الغابة) .
(1/200)
تؤخذ [1] درعه ممن كانت عنده وتباع ويفرق
ثمنها في المساكين. فقص ذلك الرجل الرؤيا على أبي بكر رضي
الله عنه، فبعث في الرجل فاعترف بالدرع، فأمر بها فبيعت
وأنفذت وصيته من بعد موته، ولا نعلم أحدًا أنفذت له وصيته
بعد موته سواه.
وكان يقال: إنه كان به مسّ من الجنّ.
أنبأنا عبد الوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بْنُ
أَصْبَغَ. قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بن
الفرج، قال حدثنا سعيد بن عفير وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
يَحْيَى الْمَدَنِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ
أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ [بْنِ قَيْسٍ [2]] الأَنْصَارِيِّ
عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: يَا ثَابِتُ، أَمَا تَرْضَى
أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، وَتُقْتَلَ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ
الْجَنَّةَ- فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ. زَادَ عَبْدُ
الْعَزِيزِ فِي حَدِيثِهِ:
قَالَ مَالِكٌ: فَقُتِلَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ يَوْمَ
الْيَمَامَةِ شَهِيدًا.
وَرَوَى هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ
جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الخراساني قال حدثتني
ابنة ثابت بن قيس ابن شماس قالت: لما نزلت [3] «يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ. 49: 2 الآية» دَخَلَ أَبُوهَا
بَيْتَهُ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ، فَفَقَدَهُ النبيّ
صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ
مَا خَبَرُهُ؟ فَقَالَ: أنا رجل شديد الصوت،
__________
[1] في ى: يأخذ.
[2] من م
[3] سورة الحجرات آية 2
(1/201)
أخاف أن يكون قد هبط عَمَلِي. قَالَ:
لَسْتَ مِنْهُمْ، بَل تَعِيشُ بِخَيْرٍ وَتَمُوتُ
بِخَيْرٍ.
قَالَ [1] : ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [2] :
«إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ 31: 18
فَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ وَطَفِقَ يَبْكِي، فَفَقَدَهُ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ
فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي
أُحِبُّ الْجَمَالَ وَأُحِبُّ أَنْ أَسُودَ قَوْمِي.
فَقَالَ:
لَسْتَ مِنْهُمْ، بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتُقْتَلُ
شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ. قالت: فلما كان يوم
اليمامة خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة، فلما التقوا
انكشفوا، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا
نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حفر كل واحد
منهما له حفرة، فثبتا وقاتلا حتى قتلا، وعلى ثابت يومئذ
درع له نفيسة، فمر به رجل من المسلمين فأخذها، فبينا رجل
من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت في منامه فقال له: إني
أوصيك بوصية، فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، إني لما قتلت
أمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي، ومنزله في أقصى
الناس، وعند خبائه فرس يستن [3] في طوله، وقد كفأ على
الدرع برمة، وفوق البرمة رحل، فإيت خالدًا فمره أن يبعث
إلي درعي فيأخذها، وإذا قدمت المدينة على خليفة رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعني أبا بكر
الصديق رضي الله عنه-
__________
[1] في م: وأنزل.
[2] سورة لقمان آية 18
[3] بستن: يعدو لمرحه ونشاطه.
(1/202)
فقل له: إن علي من الدين كذا وكذا، وفلان
من رقيقي عتيق [1] فلان.
فأتى الرجل خالدًا فأخبره، فبعث إلى الدرع، فأتى بها، وحدث
أبا بكر رضي الله عنه برؤياه، فأجاز وصيته بعد موته.
قَالَ: ولا نعلم أحدًا أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن
قيس رضي الله عنه.
(251) ثابت بن الدحداح،
ويقال: ابن الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس، يكنى أبا
الدحداح، كان في بنى أنيف أو في بني العجلان من بلى حليف
[2] بني زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.
قَالَ مُحَمَّد بن عمر الواقدي. حدثني عَبْد الله بن عمار
الخطمي، قَالَ:
أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أحد والمسلمون أوزاع قد سقط في
أيديهم، فجعل يصبح: يا معشر الأنصار، إلي إلي، أنا ثابت بن
الدحداحة إن كان مُحَمَّد قتل فإن الله حي لا يموت.
فقاتلوا عن دينكم، فإن الله مظهركم وناصركم.
فنهض إليه نفر من الأنصار فجعل يحمل بمن معه من المسلمين.
وقد وقفت له كتيبة خشناء [3] فيها رؤساؤهم: خالد بن
الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل، وضرار بن
الخطاب، فجعلوا يناوشونهم. وحمل عليه خالد بن الوليد
بالرمح فطعنه فأنفذه، فوقع ميتًا، وقتل من كان معه
__________
[1] في م، وأسد الغابة: وفلان.
[2] في ى: حلفاء.
[3] كتيبة خشناء: كثيرة السلاح.
(1/203)
من الأنصار، فيقال: إن هؤلاء آخر من قتل من
المسلمين يومئذ.
قَالَ مُحَمَّد بن عمر الواقدي: وبعض أصحابنا الرواة للعلم
يقولون: إنّ ابن الدّحداحة برأ من جراحاته تلك. ومات على
فراشه من جرح كان قد أصابه، ثم انتقض به مرجع النبي صلى
الله عليه وَسَلَّمَ من الحديبية [سنة ست من الهجرة] [1] .
(252) ثابت بن ربيعة،
من بني عوف بن الخزرج، ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرًا،
وقال: يشك فيه.
(253) ثابت بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر
الأنصاري الظفري،
مذكور في الصحابة.
(254) ثابت بن عامر بن زيد
الأنصاري،
شهد بدرًا، رحمه الله.
(255) ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عَبْد الأشهل
الأنصاري الأشهلي.
قَالَ ابن إسحاق: زعم لي عاصم بن عمر بن قتادة أنه قتل يوم
أحد شهيدًا، وأما ابناه عمرو بن ثابت، وعمر بن ثابت فقتلا
يومئذ شهيدين، رحمهما الله.
(256) ثابت بن عبيد الأنصاري،
شهد بدرًا، وشهد صفين مع علي بن أبي طالب رضى الله عنه،
وقتل بها.
__________
[1] من م. وفي هامش م: ذكر على بن عبد العزيز في نسخته:
حدثنا عمرو بن طلحة- قال: حدثنا أسياط عن سماك عن جابر بن
سمرة قال: لما مات ثابت بن الدحداح تبع النبي صلى الله
عليه وسلم جنازته، فلما دفن وفرغ منه أتى بفرس فركبه فرجع
صلى الله عليه وسلم.
(1/204)
(257) ثابت بن
الضحاك بن أمية بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم بن عمرو
بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي،
هو أخو أبى جبيرة ابن الضحاك.
كان ثابت بن الضحاك رديف رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الخندق ودليله إلى حمراء الأسد،
وكان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، وهو صغير.
(258) ثابت بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن
عَبْد الأشهل.
ولد سنة ثلاث من الهجرة، يكنى أبا يزيد [1] ، سكن الشام،
وانتقل إلى البصرة.
ومات سنة خمس وأربعين. وقد قيل: إنه مات في فتنة ابن
الزبير، روى عنه من أهل البصرة أبو قلابة وعبد الله بن
معقل.
(259) ثابت بن الصامت الأشهلي،
حديثه عند عَبْد الرحمن ابنه عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عليه وَسَلَّمَ أنه صلى في كساء ملتفًا به يضع يديه عليه
يقيه برد الحصى. وقد قيل: إن ثابت بن الصامت توفي في
الجاهلية، والصحبة لابنه عَبْد الرحمن بن ثابت.
(260) ثابت بن وديعة،
ينسب إلى جده، وهو ثابت بن يزيد بن وديعة ابن عمرو بن قيس
بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم وهو الحبلي بن عوف
__________
[1] في ى: زيد. والمثبت من م.
(1/205)
ابن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري.
قَالَ الواقدي: يكنى أبا سعيد [1] ، وأمه أم ثابت بن [2]
عمرو بن جبلة ابن سنان، يعد في الكوفيين.
روى عنه زيد [3] بن وهب وعامر بن سعد، وقد روى عنه البراء
ابن عازب حديثه في الضب. يختلفون فيه اختلافًا كثيرًا،
وأما حديثه في الحمر الأهليه يوم خيبر فصحيح.
(261) ثابت بن قيس بن الخطيم
بن عمرو بن يزيد بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري
وظفر اسمه كعب بن الخزرج مذكور في الصحابة.
مات فيما أحسب في خلافة معاوية، وأبوه قيس بن الخطيم أحد
الشعراء، مات على كفره قبل قدوم النبي صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ المدينة، وشهد ثابت بن قيس بن الخطيم «مع علي
رضي الله عنه صفين والجمل والنهروان، ولثابت بن قيس بن
الخطيم ثلاثة بنين: عمر، ومحمد، ويزيد، قتلوا يوم الحرة،
ولا أعلم لثابت هذا رواية، وابنه عدي بن ثابت من الرواة
الثقات.
(262) ثابت بن رفيع.
ويقال بن رويفع الأنصاري سكن البصرة ثم سكن مصر، حدث عنه
الحسن البصري وأهل الشام.
(263) ثابت بن مسعود،
قاله صفوان بن محرز، قَالَ: كان جاري رجل من
__________
[1] في ى، وأسد الغابة: سعد، والمثبت من م.
[2] في ى: بنت.
[3] في ى: يزيد، والمثبت من م، وأسد الغابة.
(1/206)
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسبه
ثابت بن مسعود، فما رأيت رجلا أحسن جوارًا منه، وذكر
الخبر.
(264) ثابت بن واثلة،
قتل يوم خيبر شهيدًا، رحمه الله.
(265) ثابت بن النعمان بن الحارث بن عَبْد رزاح بن ظفر
الأنصاري الظفري،
مذكور في الصحابة رضي الله عنهم.
(266) ثابت بن الحارث الأنصاري
[1] ، روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه نهى عن
قتل رجل شهد بدرًا. وقال: وما يدريك، لعل الله اطلع على
أهل بدر ... الحديث. روى عنه الحارث بن يزيد المصري
. باب ثعلبة
(267) ثعلبة بن عنمة [2] بن
عدي بن نابي [3] بن عمرو بن سواد بن غنم ابن كعب بن سلمة
الأنصاري،
شهد العقبة في السبعين، وشهد بدرًا، وهو أحد الذين كسروا
آلهة بني سلمة.
وقتل يوم الخندق شهيدًا، قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي.
وقيل:
إن ثعلبة بن غنمة قتل يوم خيبر شهيدا، قاله إبراهيم بن
المنذر عن عبد الله
__________
[1] في ى: «ثابت بن وائلة في كتاب ابْن إِسْحَاق فيمن قتل
بخيبر من بني عمرو بن عوف بن الحارث الأنصاري» وهو خلط من
الناسخ. والصواب من م. وسبب هذا الخلط أن في هامش م: «ثابت
بن أثلة: مذكور في كتاب ابْن إِسْحَاق فيمن قتل بخيبر من
بني عمرو بن عوف» . فنقل الناسخ هذه العبارة وأضافها كما
رأيت.
[2] في ى، وأسد الغابة: غنمة.
[3] في ى: هانئ.
(1/207)
ابن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام بن عروة
عن أبيه ولأول قول ابن إسحاق، والذين كسروا آلهة بني سلمة
معاذ بن جبل، وعبد الله بن أنيس، وثعلبة بن غنمة هذا، رحمه
الله.
(268) ثعلبة بن سعد بن مالك بن
خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج ابن ساعدة
الأنصاري الساعدي،
قتل يوم أحد شهيدا، وهو عم أبي حميد الساعدي، وعم سهل بن
سعد [الساعدىّ] [1] .
(269) ثعلبة بن عمرو [بن
عامرة] [2] بن عبيد بن محصن [3] بن عمرو بن عتيك [ابن
عمرو] [4] بن مبذول،
وهو [عامر] الذي يقال له سدن بن مالك بن النجار، شهد بدرا
وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
واختلف فِي وقت وفاته، فقال الواقدي: توفي في خلافة عثمان
رضي الله عنه بالمدينة.
وقال عَبْد الله بن مُحَمَّد الأنصاري: لم يدرك ثعلبة بن
عمرو عثمان بن عفان ولكنه قتل يوم جسر أبى عبيد في خلافة
عمر رضي الله عنه.
روى عنه ابنه عبد الرحمن، حَدِيثُهُ عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ
أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أبيه عَبْد الرحمن عنه أن رجلا سرق
حملا لبني فلان، فقطع رسول الله صَلَّى الله
__________
[1] من م.
[2] ليس في م.
[3] في هامش م: ثعلبة بن عمرو بن محصن ذكره ابن إسحاق وابن
عقبة وذكر ابن إسحاق نسبه كما في الكمال.
[4] من م.
(1/208)
عليه وَسَلَّمَ يده. قَالَ ثعلبة: فكأني
أنظر [1] إليه حين قطعت يده. يقال: إنه أبو عمرة [2]
الأنصاري والد عَبْد الرحمن بن أبي عمرة، وفي ذلك نظر.
وسنذكر أبا عمرة الأنصاري، والاختلاف في اسمه في بابه من
كتاب الكنى إن شاء الله تعالى.
وثعلبة هذا هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ
أنه قطع يد عمرو بن سمرة [3] في السرقة، وذكر قوله في يده،
والحمد للَّه الذي طهرني منك. ومن حديثه أيضًا: للفارس
ثلاثة أسهم، وللفرس سهمان.
وقد قيل: إن ثعلبة الأنصاري والد عَبْد الرحمن بن ثعلبة هو
الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا أتاه فقال:
إني سرقت جملا لبني فلان، فأرسل إليهم فحضروا فأمر فقطعت
يده.
قَالَ ثعلبة: فأنا أنظر إليه حين قطعت يده، فيما رواه ابن
لهيعة. عن يزيد ابن أبي حبيب عن عَبْد الرحمن بن ثعلبة
الأنصاري عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه
وَسَلَّمَ فذكره، هكذا ذكره ابن أبي حاتم.
(270) ثعلبة بن حاطب بن عمرو
بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف ابن عمرو بن عوف،
__________
[1] في هامش م: ثعلبة هو أخو أبى عمرة، قاله العدوي. قال:
وإنما الأخوان:
أبو عبيدة بن عمرو وحبيب بن عمرو. ولجميعهم صحبه.
[2] في ى: أبو أبى عمرة. والمثبت من م. وفي الإصابة:
ويقال: إنه اسم أبى عمرة الأنصاري.
[3] في هامش م صحيح هذا بأنه عمرو بن سبرة.
(1/209)
آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين ثعلبة بن حاطب هذا وبين معتب بن
عوف بن الحمراء.
شهد بدرًا وأحدا، وهو مانع الصدقة فيما قال قتادة وسعيد بن
جبير، وفيه نزلت [1] : وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ
لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ ... 9: 75
الآيات إلى آخر القصة.
توفي في خلافة عمر رضي الله عنه، وقيل في خلافة عثمان رضي
الله عنه.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شُعَيْبٍ.
شَابُورٌ، قَالَ حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ [2] ،
عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ
الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
الْبَاهِلِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ
حَاطِبٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ
اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: قَلِيلٌ تُؤَدِّي شُكْرَهُ
يَا ثَعْلَبَةَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لا تُطِيقُهُ ... فِي
حَدِيثٍ طَوِيلٍ ذَكَرَهُ. وذكر سنيد عن الوليد بن مسلم عن
معان بن رفاعة بإسناده سواء.
(271) ثعلبة بن سلام،
أخو عَبْد الله بن سلام، فيه وفي أخيه عَبْد الله بن سلام
وفي ثعلبة بن سعية ومبشر وأسد بني كعب نزلت [3] : من
أَهْلِ الْكِتابِ 3: 113
__________
[1] سورة التوبة، آية 75
[2] في ى: معاذ، والصواب من م، وتهذيب التهذيب.
[3] سورة آل عمران، آية 113.
(1/210)
أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ
آناءَ اللَّيْلِ ... 3: 113 الآية، ذكره ابن جريج.
(272) ثعلبة بن سعية،
قد تقدم ذكره في الثلاثة الذين أسلموا يوم قريظة، فأحرزوا
[1] دماءهم وأموالهم. لهم خبر في السير يخرج في أعلام نبوة
مُحَمَّد صَلَّى الله عليه وسلم وقال البخاري: وفي ثعلبة
بن سعية وأسيد بن سعية في حياة النبي صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ.
وذكر الطبري أن ابن إسحاق قَالَ في ثعلبة بن سعية [وأسيد
بن سعية] [2] ، وأسد بن عبيد: هم من بني الهذيل ليسوا من
بني قريظة [3] ، ولا النضير، نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم
القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة على حكم
سعد بن معاذ.
(273) ثعلبة بن سهيل،
أبو أمامة الحارثي هو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، فقيل:
إياس بن ثعلبة، وقيل: ثعلبة بن سهيل [4] ، والأول أشهر [5]
، وسيأتي ذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
(274) ثعلبة بن زهدم الحنظلي،
له صحبة، روى عنه الأسود بن هلال، بصرى.
__________
[1] في م: فمنعوا رحالهم.
[2] من م.
[3] في ى: قريظ.
[4] في ى: سهل.
[5] في أسد الغابة: ثعلبة بن عبد الله، وقيل: ثعلبة بن
إياس.
(1/211)
(275) ثعلبة بن
الحكم الليثي،
نزل البصرة، ثم تحول إلى الكوفة رَوَى عَنْهُ سِمَاكُ بْنُ
حَرْبٍ، رَوَى شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ
ثَعْلَبَةَ قَالَ:
كُنْتُ غُلامًا عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأصابوا غنما فانتهبوها، فبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ،
فَإِنَّ النُّهْبَةَ لا تَصْلُحُ
(276) ثعلبة بن صعير،
ويقال ابن أبي صعير بن عمرو بن زيد بن سنان بن المهتجن بن
سلامان بن عدي بن صعير بن حزاز [1] بن كامل بن عمرة
الحزّازى العذري، وعذرة في قضاعة حليف بن زهرة.
روى عنه عَبْد الرحمن بن كعب بن مالك وابنه عبد الله بن
ثعلبة.
قال الدار قطنى: لثعلبة هذا ولابنه عَبْد الله بن ثعلبة
صحبة، روى عنهما جميعًا الزهري.
[277) ثعلبة بن أبي مالك القرظي،
ولد على عهد النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ.
واسم أبي مالك عَبْد الله يكنى أبا يحيى من كندة، وقدم
أبوه أبو مالك من اليمن على دين اليهود، ونزل في بني قريظة
فنسب إليهم، ولم يكن منهم فأسلم يروى عن عمر وعثمان رضي
الله عنهما [2]] .
__________
[1] في ى: خراز، والصواب من م، واللباب.
[2] من م.
(1/212)
باب ثمامة
(277) ثمامة بن عدي القرشي،
لا أدري من أي قريش هو؟ كان أميرًا لعثمان رضي الله عنه
على صنعاء.
روى عنه أبو الأشعث الصنعاني في التوجع على عثمان رضي الله
عنه والتلهف والبكاء عليه.
وَذَكَرَ أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ،
عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ:
لَمَّا بَلَغَ ثُمَامَةَ بْنَ عَدِيٍّ- وَكَانَ مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَتْلُ
عُثْمَانَ، وَكَانَ عَلَى صَنْعَاءَ أَمِيرًا قَامَ
خَطِيبًا فَذَكَرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
فَبَكَى وَطَالَ بُكَاؤُهُ ثُمَّ قَالَ: هَذَا حِينَ
انْتُزِعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ
صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وَصَارَتْ مُلْكًا
وَجَبْرِيَّةً، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ.
هكذا ذكره أسد بن موسى عن حماد عن أيوب، لم يجاوز به أبا
قلابة.
ورواه عفان عن وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث
الصنعاني أن رجلا من قريش كان على صنعاء، فذكر مثله سواء.
(278) ثمامة بن أثال الحنفي،
سيد أهل اليمامة، روى حديثه أبو هريرة.
ذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ
اللَّهِ ابني عمر عَن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ أَنَّ ثُمَامَةَ الْحَنَفِيَّ أُسِرَ، فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟
فَقَالَ: إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ
تَمْنُنْ تَمْنُنْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تُرِدِ
(1/213)
الْمَالَ تُعْطَ مَا شِئْتَ. قَالَ:
فَغَدَا عَلَيْهِ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ
فَأَسْلَمَ، فَأَمَرَهُ النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ
أَنْ يَغْتَسِلَ. وَرَوَى عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ
الْحَنَفِيُّ مُعْتَمِرًا فَظَفَرَتْ بِهِ خَيْلٌ
لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ بِنَجْدٍ،
فَجَاءُوا بِهِ، فَأَصْبَحَ مَرْبُوطًا بِأُسْطُوَانَةٍ
عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَرَآهُ فَعَرَفَهُ فَقَالَ مَا تَقُولُ يَا
ثُمَامُ؟ فَقَالَ: إِنْ تَسْأَلْ مَالا تُعْطَهُ، وَإِن
تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ
عَلَى شَاكِرٍ.
فَمَضَى عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّ أَكْلَةً
مِنْ لَحْمِ جَزُورٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَمِ ثُمَامَةَ،
ثُمَّ كَرَّرَ [1] عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا
ثَمُامَةُ؟ قَالَ: إِنْ تَسْأَلْ مالا تعطه.
وإن تقتل تقتل ذا دم، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى
شَاكِرٍ. قَالَ: اللَّهمّ إِنَّ أَكْلَةً مِنْ لَحْمِ
جَزُورٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَمِ ثُمَامَةَ. ثُمَّ
أَمَرَ بِهِ فَأُطْلِقَ.
فَذَهَبَ ثُمَامَةُ إِلَى الْمَصَانِعِ [2] ، فَغَسَلَ
ثِيَابَهُ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَشَهِدَ بِشَهَادَةِ
الْحَقِّ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ خَيْلَكَ
أَخَذَتْنِي، وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمُرْ مَنْ
يُسَيِّرْنِي إِلَى الطَّرِيقِ، فَأَمَرَ مَنْ
يُسَيِّرُهُ، فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَلَمَّا
سَمِعَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ جاءُوهُ فَقَالُوا: يَا
ثُمَامَةُ، صَبَوْتَ وَتَرَكْتَ دِينَ آبَائِكَ، قَالَ: لا
أَدْرِي مَا نقولون، إِلا أَنِّي أَقْسَمْتُ بِرَبِّ
هَذِهِ الْبِنْيَةِ [3] لا يَصِلْ إِلَيْكُمْ مِنَ
الْيَمَامَةِ شَيْءٌ مِمَّا تَنْتفِعُونَ به حتى تتبعوا
محمدا عن آخركم.
__________
[1] في م: كر.
[2] في ى: الصائغ، وهو تحريف.
[3] في ى: البيت.
(1/214)
قَالَ: وَكَانَتْ مِيرَةُ قُرَيْش
وَمَنَافِعُهُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ، ثُمَّ خَرَجَ فَحَبَسَ
عَنْهُمْ مَا كَانَ يَأْتِيهِمْ مِنْهَا مِنْ مِيرَتِهِمْ
وَمَنَافِعِهِمْ، فَلَمَّا أَضَرَّ بِهِمْ كَتَبُوا إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ
عَهِدْنَا بِكَ وَأَنْتَ تَأْمُرُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ،
وَتَحُضُّ عَلَيْهَا، وَإِنَّ ثُمَامَةَ قَدْ قَطَعَ
عَنَّا مِيرَتَنَا وَأَضَرَّ بِنَا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ
تَكْتُبَ إِلَيْهِ أَنْ يُخَلِّي بَيْنَنَا وَبَيْنَ
مِيرَتِنَا فَافْعَلْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَنْ خَلِّ بَيْنَ قَوْمِي
وَبَيْنَ مِيرَتِهِمْ. وَكَانَ ثُمَامَةُ حِينَ أَسْلَمَ
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ قَدِمْتُ
عَلَيْكَ وَمَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضُ
إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، وَلا دِينٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ
دِينِكَ، وَلا بَلَدٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ،
وَمَا أَصْبَحَ على وجه الأرض وجه أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ
وَجْهِكَ، وَلا دِينٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، وَلا
بَلَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: ارْتَدَّ أَهْلُ
الْيَمَامَةِ عَنِ الإِسْلامِ غَيْرَ ثُمَامَةَ بْنِ
أُثَالٍ.
وَمَنِ اتَّبَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ، فَكَانَ مُقِيمًا
بِالْيَمَامَةِ يَنْهَاهُمْ عَنِ اتِّبَاعِ مُسَيْلِمَةَ
وَتَصْدِيقِهِ، وَيَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَأَمْرًا مُظْلِمًا
لا نُورَ فِيهِ، وَإِنَّهُ لَشَقَاءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَنْ أَخَذَ بِهِ مِنْكُمْ، وَبَلاءٌ
عَلَى مَنْ لَمْ يَأْخُذْ بِهِ مِنْكُمْ يَا بَنِي
حَنِيفَةَ.
فَلَمَّا عَصَوْهُ وَرَأَى أَنَّهُمْ قَدْ أَصْفَقُوا [1]
عَلَى اتِّبَاعِ مُسَيْلَمَةَ عَزَمَ عَلى
مُفَارَقَتِهِمْ، وَمَرَّ الْعَلاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ
وَمَنْ تَبِعَهُ [2] عَلَى جَانِبِ الْيَمَامَةِ، فَلَمَّا
بَلَغَهُ ذَلِكَ قَالَ لأَصْحَابِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ:
إِنِّي وَاللَّه مَا أَرَى أَنْ أُقِيمَ مَعَ هَؤُلاءِ
مَعَ مَا قَدْ أَحْدَثُوا، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
لَضَارِبُهُمْ بِبَلِيَّةٍ لا يَقُومُونَ بِهَا وَلا
يَقْعُدُونَ،
__________
[1] في أسد الغابة: أنفقوا
[2] في ى: ومن معه.
(1/215)
وَمَا نَرَى أَنْ نَتَخَلَّفَ عَنْ
هَؤُلاءِ وَهُمْ مُسْلِمُونَ، وَقَدْ عَرَفْنَا الَّذِي
يُرِيدُونَ، وَقَدْ مَرُّوا قَرِيبًا، وَلا أَرَى إِلا
الْخُرُوجَ إِلَيْهِمْ، فَمَنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ
مِنْكُمْ فَلْيَخْرُجْ. [فَخَرَجَ] [1] مُمِدًّا
لِلْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَ ذَلِكَ قَدْ فَتَّ فِي
أَعْضَادِ عَدُوِّهِمْ [2] حِينَ بَلَغَهُمْ مَدَدُ بَنِي
حَنِيفَةَ.
وَقَالَ ثُمَامَةُ بْنُ أثال في ذلك:
دَعَانَا إِلَى تَرْكِ الدِّيَانَةِ وَالْهُدَى ...
مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ إِذْ جَاءَ يَسْجَعُ
فَيَا عَجَبًا مِنْ مَعْشَرٍ قد تتايعوا [3] ... لَهُ فِي
سَبِيلِ الْغَيِّ وَالْغَيُّ أَشْنَعُ
فِي أَبْيَاتٍ كَثِيرَةٍ ذَكَرَهَا ابْنُ إِسْحَاقَ فِي
الرِّدَّةِ وفي آخرها:
وَفِي الْبُعْدِ عَنْ دَارٍ وَقَدْ ضَلَّ أَهْلُهَا ...
هُدًى وَاجْتِمَاعُ كُلِّ ذَلِكَ مَهْيَعُ
وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ
سَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَ
حَدِيثِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، وَلَمْ يَذْكُرِ
الشِّعْرَ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرات بْن حيان إِلَى ثُمَامَةَ بْنِ
أُثَالٍ فِي قِتَالِ مُسَيْلِمَةَ وقتله
(279) ثمامة بن بحاد،
رجل من عبد القيس. له صحبة، كوفى. روى عنه العيزار ابن
حريث وأبو إسحاق السّبيعى ذكره ابن أبى حاتم عن أبيه.
__________
[1] من م.
[2] في ى: أعدادهم.
[3] في ى: تبايعوا. وتتايعوا: أسرعوا وعجلوا.
(1/216)
باب الأفراد في
الثاء
(280) ثقب بن فروة بن البدن
[1] الأنصاري الساعدي،
هكذا قَالَ الواقدي: ثقب.
وقال عَبْد الله بن مُحَمَّد: هو ثقيب بن فروة، وهو الذي
يقال له الأخرس، وكذلك قَالَ إبراهيم بن سعد [2] عن أبي
إسحاق ثقيب بن فروة بن البدن.
وفي بعض نسخ السير: ثقيف بالفاء، والصحيح إن شاء الله
تعالى ثقب أو ثقيب بالياء كما قَالَ ابن القداح وهو عَبْد
الله بن مُحَمَّد بن عمارة الأنصاري النسابة، وهو أعلم
الناس بأنساب الأنصار.
قَالَ أبو عمر: ثقب هذا هو ابن عم أبي أسيد الساعدي، قتل
يوم أحد شهيدًا. وقد ذكرنا في باب أسيد من قال في البدن
البدىّ.
(281) ثقف بن عمرو الأسلمي،
ويقال الأسدي، حليف بني عَبْد شمس، ويكنى أبا مالك، ويقال
ثقاف.
شهد هو وأخواه: مدلاج بن عمرو، ومالك بن عمرو [3] بدرا،
وقتل ثقف بن عمرو يوم أحد شهيدا.
وقال موسى بن عقبة: قتل يوم خيبر [4] شهيدًا، قتله أسير
اليهودي.
__________
[1] في هامش م: وجدت في أصل طاهر بن عبد العزيز في
المغازي: ثقف بفتحتين بن فروة بن اليدن- بالياء باثنتين.
[2] في ى: مسعود، وهو تحريف.
[3] في ى: وأخوه مدلاج بن عمرو بن مالك بن عمرو، وهو تحريف
صوابه من م.
[4] في ى: حنين، والصواب من هامش م.
(1/217)
(282) ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أبو عَبْد الله. وقيل:
أبو عَبْد الرحمن، وأبو عَبْد الله أصح، وهو ثوبان بن
بجدد، من أهل السراة، والسراة موضع بين مكة واليمن. وقيل:
إنه من حمير. وقيل إنه حكمي من حكم بن سعد العشيرة، أصابه
سباء فاشتراه رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ
فأعتقه، ولم يزل يكون معه في السفر والحضر إلى أن توفي
رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فخرج إلى الشام فنزل
الرملة، ثم انتقل إلى حمص فابتنى بهادارا.
وتوفي بها سنة أربع وخمسين.
كان ثوبان ممن حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ،
وأدى ما وعى، وروى عنه جماعة من التابعين، منهم جبير بن
نفير الحضرمي، وأبو إدريس الخولاني، وأبو سلام الحبشي،
وأبو أسماء الرحبي، ومعدان بن أبي طلحة، وراشد بن سعد،
وعبد الله بن أبي الجعد.
(283) ثروان [1] بن فزارة بن عَبْد يغوث بن زهير [الأكبر]
الصّتم،
وهو التام- بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن
صعصعه، وفد على النبيّ صلى الله عليه وسلم، وله شعر [2]
رواه هشام الكلبي، قاله الدار قطنى، ولم يذكره أبو عمر.
__________
[1] هذه الترجمة وردت في هامش م. وليست بالأصل، ولهذا جاءت
العبارة الأخيرة فيها كما يأتى: وله شعر رواه هشام الكلبي،
قاله الدارقطنيّ، ولم يذكره أبو عمر.
[2] منه في أسد الغابة:
إليك رسول الله خبت مطبتى ... مسافة أرباع تروح وتغتدي
(1/218)
|