الإستيعاب في
معرفة الأصحاب باب حرف الجيم
باب جابر
(284) جابر بن خالد بن مسعود بن عَبْد الأشهل بن حارث بن
دينار بن النجار الأنصاري.
شهد بدرا. قَالَ ابن عقبة: لا عقب له، وشهد أحدا في قولهم
جميعًا.
(285) جابر بن عَبْد الله بن رياب بن النعمان بن سنان بن
عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.
شهد بدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى
الله عليه وَسَلَّمَ. وهو أول من أسلم من الأنصار قبل
العقبة الأولى، وله حديث عند الكلبي عن أبي صالح عنه في
قوله تعالى [1] : يَمْحُوا الله ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ 13:
39.
لا أعلم له غيره.
(286) جابر بن عَبْد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري
السّلسى،
من بني سلمة.
ينسب [2] جابر بن عَبْد الله [بن عمرو] [3] بن حرام بن
عمرو بن سواد بن سلمة، ويقال: جابر بن عبد الله بن عمرو بن
حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة.
__________
[1] سورة الرعد، آية 39.
[2] في ى: نسب.
[3] من م.
(1/219)
وأمه نسيبة بنت عقبة بن عدي بن سنان بن
نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم.
اختلف في كنيته، فقيل: أبو عَبْد الرحمن، وأصح ما قيل فيه
بو عَبْد الله.
شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صغير، ولم يشهد الأولى،
ذكره بعضهم في البدريين، ولا يصح، لأنه قد روى عنه أنه
قَالَ: لم أشهد بدرًا، ولا أحدًا، منعني أبي. وذكر البخاري
أنه شهد بدرًا، وكان ينقل لأصحابه الماء يومئذ، ثم شهد
بعدها مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمان
عشرة غزوة.
ذكر ذلك أبو أحمد الحاكم.
وقال ابن الكلبي: شهد أحدًا، وشهد صفين مع علي رضي الله
عنه.
وروى أبو الزبير عن جابر قَالَ: غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه إحدى وعشرين غزوة. شهدت
منها [معه] [1] تسع عشرة غزوة وكان من المكثرين الحفاظ
للسنن، وكف بصره في آخر عمره.
وتوفي سنة أربع وسبعين. وقيل سنة ثمان وسبعين. وقيل سنة
سبع وسبعين بالمدينة. وصلى عليه أبان بن عثمان وهو أميرها.
وقيل: توفى وهو ابن أربع وتسعين سنة.
__________
[1] من م.
(1/220)
(287) جابر بن عَبْد الله الراسبي.
من بني راسب. روى عنه أبو شداد.
(288) جابر [بن عَبْد الله] [1] الصدفي.
رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قَالَ: يَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ، وَبَعْدَ الْخُلَفَاءِ
أُمَرَاءُ، وَبَعْدَ الأُمَرَاءِ مُلُوكٌ، وَبَعْدَ
الْمُلُوكِ جَبَابِرَةُ، وَبَعْدَ الْجَبَابِرَةِ يَخْرُجُ
رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلا.
رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ ابْنِهِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ جَابِرِ [بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ] [2] الصَّدَفِيِّ عَنْ [أبيه] [3] عن جده عن
النبي صلى الله عليه وسلم [الحديث بتمامه] [4] .
(289) جابر بن سفيان الأنصاري
الزرقي،
من بني زريق بن عامر، ينسب أبوه سفيان إلى معمر بن حبيب بن
وهب بن حذافة بن جمح، لأنه حالفه وتبناه بمكة.
قَالَ ابن إسحاق: غلب معمر بن حبيب على نسب سفيان وبنيه،
فإليه ينسبون، وهو رجل من الأنصار من بنى زريق بن عامر، ثم
من بني جشم ابن الخزرج، وقد ذكرنا خبر سفيان وابنيه في
بابه من هذا الكتاب، والحمد للَّه.
قَالَ ابن إسحاق: قدم سفيان وابناه جابر وجنادة من أرض
الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ في
السفينتين اللتين قدمتا المدينة من
__________
[1] من م.
[2] من م.
[3] من م.
[4] من م.
(الاستيعاب ج 1- م 8)
(1/221)
أرض الحبشة. قَالَ: وهلك سفيان وابناه جابر
وجنادة في خلافة عمر بن الخطاب رحمه الله وأخو هما لأمهما
شرحبيل بن حسنة، تزوّجها أبو هما سفيان بمكة، ومن خبر هما
في باب شرحبيل بن حسنة، والحمد للَّه.
(290) جابر بن عتيك الأنصاري
المعاوي،
من بني عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس.
ويقال جبر بن عتيك، هكذا قَالَ ابن إسحاق جبر، ونسبه فقال:
جبر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن [قيس بن] [1] هيشة بن
الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو
بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري المعاوي المديني، شهد
بدرا وجميع المشاهد بعدها.
وتوفي سنة إحدى وستين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة، يكنى أبا
عَبْد الله، وكان معه راية بني معاوية عام الفتح.
قال على بن المديني: جابر بن عتيك والحارث بن عتيك أخوان،
لهما صحبة.
(291) جابر بن النعمان [2] بن عمير بن مالك بن قمير بن
مالك بن سواد [2] بن مرى بن إراشة البلوي السوادي،
من بني سواد، فخذ من بلي، له صحبه، وعداده في الأنصار،
ذكره ابن الكلبي وغيره، وهو من رهط كعب ابن عجرة.
__________
[1] من م.
[2] في هامش م: سواد هذا بالضم. وكعب بن عجرة من بنى غنم
بن سواد، وعمرو بن سواد. بالفتح والتشديد لا غير. والمواد
بالكسر والتشديد في حديث عبد الله بن مسعود وغير ذلك سواد-
بالفتح والتخفيف. وزاد عبد الغنى أحمد بن سواد بالتشديد
أيضا (ظهر الاستيعاب ج 1 م 8)
(1/222)
(292) جابر بن عمير الأنصاري المدني، روى
عنه عطاء بن أبي رباح، جمعه مع جابر بن عَبْد الله في حديث
ذكره.
(293) جابر بن أبي صعصعة، أخو قيس بن أبي صعصعة،
وهم أربعة أخوة:
قيس، والحارث، وجابر، وأبو كلاب، من بني مازن بن النجار من
الأنصار، قد ذكرنا كل واحد منهم في بابه من هذا الكتاب،
والحمد للَّه.
وقتل جابر وأبو كلاب يوم مؤته سنة ثمان من الهجرة.
(294) جابر بن ظالم بن حارثة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي
بن تدول ابن بحتر الطائي البحتري.
ذكره الطبري فيمن وفد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ من طىّ، قَالَ: وكتب له رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كتابًا فهو عندهم. وبحتر هو الذي
ينسب إليه البحتري الشاعر، وهو بن عتود بن عنين بن سلامان
بن ثعل بن عمرو ابن [الحارث بن] [1] الغوث بن طيِّئ.
(295) جابر بن حابس،
حديثه عند حصين بن نمير [2] عن أبيه عن جده.
(296) جابر بن عبيد العبدي،
أحد وفد عَبْد القيس، حديثه عن النبي صلى الله عليه
وَسَلَّمَ في الأشربة، لم يرو عنه إلا ابنه عَبْد الله بن
جابر.
وذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فقال فيه: كان يكون بالبحرين.
__________
[1] من م.
[2] في أسد الغابة: حبيب.
(1/223)
روى عنه ابنه عَبْد الله أنه وفد من
البحرين إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
(297) جابر بن أبي سبرة،
أسدي كوفي.
روى عنه سالم بن أبي الجعد أحاديث، منها حديث في الجهاد.
(298) جابر بن أسامة الجهني
روى عنه معاذ بن عبد الله بن خبيب.
(299) جابر بن سمرة [1] بن
عمرو بن جندب [2] بن حجير بن رياب بن حبيب ابن سواءة [3] ،
وقيل جابر بن سمرة بن جنادة [بن جندب بن عمرو] [4] بن جندب
ابن حجير بن رياب السوائي، ومنهم من يسقط حبيبًا من نسبه،
فيقول جابر بن سمرة بن عمرو بن جندب بن حجير بن رياب بن
سواءة السوائي، من بني سواءة بن عامر بن صعصعه حليف بنى
زهرة، يكنى أبا عَبْد الله، وقيل:
أبا خالد، وهو ابن أخت سعد بن أبي وقاص، أمه خالدة بنت أبي
وقاص، نزل جابر بن سمرة الكوفة وابتنى بها دارًا في بني
سواءة، وتوفي في إمرة بشر بن مروان عليها، وقيل: توفي جابر
بن سمرة سنة ست وستين أيام المختار ابن أبي عبيد.
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أحاديث كثيرة،
منها قوله: رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ في
ليلة مقمرة وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر،
فلهو عندي أحسن من القمر. ومنها قوله عليه السلام:
المستشار مؤتمن.
__________
[1] في هامش م: قال ابن دريد: يقولون سمرة مخففا، وبنو
تميم يقولون سمرة مثقلا.
[2] في أسد الغابة: بن جنادة بن جندب.
[3] في القاموس: بنو سوأة- بالضم: حي. وسواءة كخرافة: اسم.
وفي م: سوأة
[4] ليس في م.
(1/224)
(300) جابر الأحمسي.
يقال جابر بن عوف الأحمسي، ويقال جابر بن طارق الأحمسي،
ويقال جابر بن أبي طارق الأحمسي، وهو كوفي.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل عليه وعنده قرع،
فقال:
نكثر به طعامنا. روى عنه ابنه حكيم بن جابر.
(301) جابر بن سليم،
ويقال سليم بن جابر، والأكثر جابر بن سليم، أبو جرى
التميمي الهجيمي من بلهجيم بن عمرو بن تميم التميمي. وقال
البخاري:
أصح شيء عندنا في اسم أبي جري الهجيمي جابر بن سليم. قَالَ
أبو عمر:
روى حديثه في البصريين، روى عنه جماعة منهم مُحَمَّد بن
سيرين، له حديث حسن في وصية رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ إياه، حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ ابْنُ الصُّدَائِيِّ، قَالَ حَدَّثَنَا فَهْدُ
بْنُ حَيَّانَ، قَالَ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ
السَّدُوسِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو تَمِيمَةَ
الْهُجَيْمِيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ الْهُجَيْمِيِّ
(ح) ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ جَرِيرٍ، حدثنا محمد ابن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ
بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَفَّانَ [1] عَنْ أَبِي
تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي جُرَيٍّ
الْهُجَيْمِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلا وَالنَّاسُ
يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِ، فَقُلْتُ: [لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ] [2] ، مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ:
عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رَسُولَ الله. فقال: عليك السلام
تحية الموتى،
__________
[1] في م: أبو غفار.
[2] من م.
(1/225)
وَلَكِنْ قُلْ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ. فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ
أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا دَعَوْتَهُ
أَجَابَكَ، وَإِذَا أَصَابَتْكَ سَنَةٌ دَعَوْتَهُ
فَسَقَاكَ، وَأَنْبَتَ لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ
فَلاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ دَعَوْتَهُ فَرَدَّهَا
عَلَيْكَ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي
مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ.
قَالَ: لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ
أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ،
وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إناء المستسقى،
وإذا غيّرك رَجُلٌ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ فِيكَ فَلا
تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ فِيهِ، فَيَكُونُ وَبَالُ
ذَلِكَ عَلَيْكَ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ
فَإِنَّهَا مَخِيلَةٌ، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ
وَلا تَسُبَّنَّ أَحَدًا.. قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ
[أَحَدًا] [1] بَعِيرًا وَلا شَاةً وَلا إِنْسَانًا
. باب جارية
(302) جارية بن قدامة التميمي
السعدي،
يكنى أبا عمرو، وقيل: أبا أيوب.
وقيل أبا يزيد. نسبه بعضهم فقال: جارية بن قدامة بن مالك
بن زهير، ويقال جارية بن قدامة بن زهير، ويقال جارية بن
قدامة بن زهير بن حصن [2] .
ويقال حصين بن رزاح بن أسعد [3] بن بجير بن [ربيعة بن] [4]
كعب بن سعد ابن زيد مناة [بن تميم] [4] التميمي السعدي،
يعد في البصريين. روى عنه أهل المدينة وأهل البصرة، وكان
من أصحاب على في حروبه، وهو الّذي
__________
[1] من م.
[2] في تهذيب التهذيب: الحصن.
[3] في ى: سعد، والمثبت من م.
[4] من م.
(1/226)
حاصر عَبْد الله بن الحضرمي في دار شبيل
[1] ، ثم حرق عليه، وكان معاوية بعث ابن الحضرمي ليأخذ
البصرة وبها زياد خليفة لا بن عباس، فنزل عَبْد الله بن
الحضرمي في بني تميم، وتحول زياد إلى الأزد، وكتب إلى علي
فوجه إليه أعين بن صبيعة المجاشعي. فقتل فبعث جارية بن
قدامة.
روى عنه الأحنف بن قيس، ويقال: إن جارية بن قدامة عم
الأحنف، وعسى أن يكون عمه لأمه، وإلا فما يجتمعان إلا في
سعد بن زيد مناة.
روى هشام بن عروة عن الأحنف بن قيس أنه أخبره ابن عم له،
وهو جارية ابن قدامة، أنه قَالَ: يا رسول الله، قل لي قولا
ينفعني وأقلل لعلي أعقله.
قَالَ: لا تغضب، فعاد له مرار يرجع [2] إليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا تغضب.
(303) جارية بن حميل [3] بن
شبة [4] بن قرط الأشجعي،
أسلم وصحب النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ذكره الطبري.
(304) جارية بن ظفر اليمامي،
والد نمران بن جارية، سكن الكوفة. روى عنه ابنه نمران،
ومولاه عقيل بن دينار. ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رشيد، قال:
حدثنا مروان ابن مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَهْثَمُ
بْنُ قُرَّانَ، قَالَ: حدثنا عقيل بن دينار مولى جارية
__________
[1] في أسد الغابة: ابن شبيل.
[2] في ى: فرجع.
[3] في ى: جميل، والصواب من م، والإصابة.
[4] هكذا في ى، والإصابة، وفي م: نشبة.
(1/227)
ابن ظَفَرٍ، عَنْ جَارِيَةَ بْنِ ظُفَرٍ
أَنَّ دَارًا كَانَتْ بَيْنَ أَخَوَيْنِ، فَحَظَرَا فِي
وَسَطِهَا حِظَارًا، ثم هلكا، وترك كُلُّ وَاحِدٍ
مِنْهُمَا عَقِبًا، فَادَّعَى عَقِبَ كُلِّ وَاحِدٍ
مِنْهُمَا أَنَّ الْحِظَارَ لَهُ مِنْ دُونِ صاحبه،
فَاخْتَصَمَ عَقِبَاهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ حُذَيْفَةَ بْنَ
الْيَمَانِ يَقْضِي بَيْنَهُمَا، فَقَضَى بِالْحِظَارِ
لِمَنْ وَجَدَ مَعَاقِدَ الْقُمْطِ [1] تَلِيهِ، ثُمَّ
رَجَعَ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ:
أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ نِمْرَانُ
أَحَادِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
(305) جارية بن زيد،
ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة رضي الله عنهم.
باب جبار
(306) جبار بن صخر الأنصاري.
وهو جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن سنان، ويقال خنيس بن
سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي
الأنصاري، شهد بدرًا، وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة، ثم شهد
أحدا وما بعدها من المشاهد، وكان أحد السبعين ليلة العقبة،
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين المقداد بن
الأسود. نسبه [2] ابن إسحاق كما ذكرنا، وقال ابن هشام: هو
جبار بن صخر بن أمية بن خناس بن سنان،
__________
[1] القمط: جمع قماط، وهي الشرط التي يشد بها الخص ويوثق
به من ليف أو خوص أو غيرهما.
[2] العبارة في م: هكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق، وقال ابْن
هِشَام.
(1/228)
فجعله ابن هشام من ولد خناس، وجعله ابن
إسحاق من ولد خنساء. وقيل خناس وخنيس [1] وخنساء سواء.
وقيل: هما أخوان ابنا سنان بن عبيد بن عدي بن غنم يكنى أبا
عَبْد الله.
توفي بالمدينة سنة ثلاثين، روى عنه شرحبيل بن سعد. قَالَ:
صليت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقمت عن
يساره فأخذني وجعلني عن يمينه.
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ
الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ بُرَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ بِعَسْقَلانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ الْعَسْقَلانِيُّ،
قَالَ حَدَّثَنَيِ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ أَنَّهُ سَمِعَ جَبَّارَ
بْنَ صَخْرٍ يَقُولُ: [سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ:] [2] إِنَّا نُهِينَا أَنْ نَرَى
عَوْرَاتِنَا. وَرَوَى أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ
مُجَاهِدٍ، عَنْ عبادة بن الوليد بن عبادة ابن الصَّامِتِ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُمْتُ عَنْ
يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فأخذني
فجعلني عن يمينه، وجاء جبّار بن صخر، فدفعنا حتى جعلنا
حلفه.
وقال ابن إسحاق: كان جبار بن صخر خارصًا [3] بعد عَبْد
الله بن رواحة.
(307) جبار بن سلمى بن مالك بن
جعفر بن كلاب الكلابي.
__________
[1] في ى: خنس، والمثبت من م.
[2] من م.
[3] خارصا: جائعا مقرورا.
(1/229)
هو الذي قتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة،
ثم أسلم بعد ذلك، ذكره إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق،
وقال: كان جبّار بن سلمى فيمن حضرها يومئذ- يعني بئر
معونة- مع عامر بن الطفيل، ثم أسلم بعد ذلك، فكان يقول: ما
دعاني إلى الإسلام إلا أني طعنت رجلا منهم فسمعته يقول:
فزت والله. قَالَ: فقلت في نفسي: ما فاز، أليس قد قتلته،
حتى سألت بعد ذلك عن قوله. فقالوا: الشهادة فقلت: فاز لعمر
الله.
لم يذكر البخاري جبار بن سلمى ولا جبار بن صخرة.
باب جبر
(308) جبر الأعرابي المحاربي،
روى عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في فضل عثمان رضي
الله عنه، روى عنه الأسود بن هلال.
(309) جبر بن عتيك.
ويقال جابر بن عتيك. قد تقدم ذكره في باب جابر.
ونسبوه [1] جابر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن مالك بن زيد
بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس.
أمه جميلة بنت زيد بن صيفي بن عمرو بن حبيب بن حارثة بن
الحارث، هكذا نسبه خليفة.
وقال: مات سنة إحدى وستين.
__________
[1] من هنا إلى آخر الترجمة ليس في م.
(1/230)
ونسبه غيره فقال: جبر بن عتيك بن الحارث بن
قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك
بن عوف بن عمرو بن عوف.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، حَدِيثُهُ
عِنْدَ ابْنِ أَبِي عُمَيْسٍ مِنْ رِوَايَةِ وَكِيعٍ
وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ عن أبيه عن جده
أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَادَهُ فِي
مَرَضِهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ أهله: إن كنّا لنرجو أَنْ
تَكُونَ وَفَاتُهُ شَهَادَةً لَهُ فِي سَبِيلِ الله. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شهداء أمّتى إذا لقليل،
القتيل في سبيل الله شهيد، المبطون شَهِيدٌ،
وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ
[1] شَهِيدَةٌ، وَالْحَرِقُ [2] شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ [3]
شَهِيدٌ، وَالْمَجْنُوبُ [4] شَهِيدٌ. وَقَالَ أبو عمر:
خالف مالك أبا غميس فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ
فَقَالَ:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ
بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكٍ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، وَخَالَفَهُ فِي بَعْضِ
معانيه.
(310) جبر بن عَبْد الله القبطي،
مولى أبي بصرة الغفاري، هو الذي أتى من عند المقوقس بمارية
القبطية إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مع حاطب ابن
أبى بلتعة.
__________
[1] ماتت بجمع: يريد أنها ماتت بكرا (النهاية) .
[2] الحرق. وفي رواية الحريق: الّذي يقع في حرق النار
فيلتهب (النهاية) .
[3] الغرق- بكسر الراء: الّذي يموت بالغرق. وقيل: هو الّذي
غلبه الماء ولم يغرق، فإذا غرق فهو غريق (النهاية) .
[4] المجنوب: الّذي أخذته ذات الجنب. وقيل أراد بالمجنوب
الّذي يشتكي جنبه مطلقا.
وفي ى: المجنون. وهو تحريف.
(1/231)
باب جبير
(311) جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي
القرشي النوفلي،
يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل أبا عدي، أمه أم جميل بنت سعيد،
من بني عامر ابن لؤي. قَالَ مصعب الزبيري: كان جبير بن
مطعم من حلماء قريش وساداتهم، وكان يؤخذ عنه النسب.
وقال ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة: كان جبير بن مطعم من
أنسب قريش لقريش وللعرب قاطبة، وكان يقول: إنما أخذت النسب
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. وكان أبو بكر من أنسب
العرب.
أسلم جبير بن مطعم فيما يقولون يوم الفتح. وقيل عام خيبر،
وكان [إذ] [1] أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي فداء أسارى بدر كافرًا. روى جماعة من أصحاب
ابن شهاب [عن ابن شهاب] [2] عن محمد بن جبير بن مطعم عن
أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأكلمه في أسارى
بدر، فوافقته وهو يصلي بأصحابه المغرب أو العشاء، فسمعته
وهو يقرأ، وقد خرج صوته من المسجد [3] : إِنَّ عَذَابَ ربك
لواقع ماله من دافع. قال: فكأنما صدع قلبي.
وبعض أصحاب الزهري يقول عنه في هذا الخبر: فسمعته يقرأ [4]
:
__________
[1] من م.
[2] ليس في م.
[3] سورة الطور، آية 7، 8
[4] سورة الطور آية 35، 36
(1/232)
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ
هُمُ الْخالِقُونَ. 52: 35 أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ
وَالْأَرْضَ، بَلْ لا يُوقِنُونَ. 52: 36 فكاد قلبي يطير،
فلما فرغ من صلاته كلمته في أسارى بدر فقال: لو كان الشيخ
أبوك حيًا فأتانا فيهم شفعناه.
وقال بعضهم فيه: لو أن أباك كان حيًا، أو لو أن المطعم بن
عدي كان حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى [1] لأطلقتهم له.
قال: وكانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يد، وكان
من أشراف قريش.
وإنما كان هذا القول من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ في المطعم بن عدي، لأنه الذي كان أجار رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قدم من الطائف من
دعاء ثقيف، وكان أحد الذين قاموا في شأن الصحيفة التي
كتبتها قريش على بني هاشم.
وكانت وفاة المطعم بن عدي في صفر سنة ثنتين من الهجرة قبل
بدر بنحو سبعة أشهر، ومات جبير بن مطعم بالمدينة سنة سبع
وخمسين، وقيل سنة تسع وخمسين في خلافة معاوية، وذكره بعضهم
في المؤلفة قلوبهم، وفيمن حسن إسلامه منهم. ويقال: إن أول
من لبس طيلسانا بالمدينة جبير بن مطعم.
(312) جبير بن إياس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زرق
الأنصاري الزرقيّ.
__________
[1] يعنى أسارى بدر. واحدهم نتن، كزمن وزمنى. وسماهم نتى
لكفرهم، كقوله تعالى: إنما المشركون نجس (النهاية) .
(1/233)
شهد بدرًا وأحدًا، هكذا قَالَ ابن إسحاق
وموسى بن عقبة والواقدي وأبو معشر، وقال عَبْد الله بن
مُحَمَّد بن عمارة: هو جبر بن إياس.
(313) جبير بن بحينة، هو جبير
بن مالك بن القشب،
ويقال جبير [1] بن مالك الأزدي، والأكثر جبير بن بحينة.
أمه بحينة بنت الحارث هو أخو عبد الله بن بحينة، أمهما
بحينة ابنة الحارث بن عَبْد المطلب، وهو حليف لبني المطلب،
وأصله من الأزد [2] ، قتل يوم اليمامة شهيدًا.
(314) جبير بن نفير الحضرمي، جاهلي إسلامي،
يكنى أبا عَبْد الرحمن، أدرك الجاهلية ولم ير النبي صَلَّى
الله عليه وَسَلَّمَ، أسلم في خلافة أبي بكر رضي الله عنه،
وهو معدود في كبار تابعي أهل الشام، ولأبيه نفير صحبة
ورواية، وقد ذكرناه في بابه من هذا الكتاب. قَالَ على بن
المديني: حدّثنا زيد [3] ابن الحباب، عن معاوية بن صالح،
عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، وكان جاهليًا إسلاميًا.
وروينا عن جبير بن نفير أيضا أنه قَالَ: أتانا رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ... في حديث ذكره.
(315) جبير بن الحويرث
روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. روى عنه سعيد بن
عَبْد الرحمن بن يربوع، في صحبته نظر.
__________
[1] في م: جبر.
[2] في م: للأزد.
[3] في ى: يزيد. والمثبت من م، وتهذيب التهذيب.
(1/234)
باب جبلة
(316) جبلة بن حارثة الكلبي،
أخو زيد بن حارثة، يأتي نسبه في باب زيد أخيه إن شاء الله.
روى عنه أبو إسحاق السّبيعى، وأبو عمرو الشيباني، وبعضهم
يدخل بين أبي إسحاق وبين جبلة بن حارثة فروة [1] بن نوفل.
أَخْبَرَنَا عبد الوارث قال: حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بْنُ
زُهَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الأَسَدِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا حُدَيْجُ [2] بْنُ
مُعَاوَيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:
قِيلَ لِجَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ
زَيْدٌ؟ قَالَ: زَيْدٌ خَيْرٌ مِنِّي، وَأَنَا وُلِدْتُ
قَبْلَهُ، وَسَأُخْبِرُكُمْ أَنَّ أُمَّنَا كَانَتْ مِنْ
طيِّئ، فَمَاتَتْ فَبَقَيْنَا فِي حِجْرِ جدّ لي فَأَتَى
عَمَّايَ فَقَالا لِجَدِّنَا: نَحْنُ أَحَقُّ بِابْنَيْ
أَخِينَا فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا خَيْرٌ لَهُمَا
فَأَبَيَا.
فَقَالَ: خُذَا جَبَلَةَ، وَدَعَا زَيْدًا. فَأَخَذَانِي
فَانْطَلَقَا بِي، وَجَاءَتْ خَيْلٌ مِنْ تِهَامَةَ
فَأَصَابَتْ زَيْدًا، فَتَرَامَتْ بِهِ الأُمُورُ حَتَّى
وَقَعَ إِلَى خَدِيجَةَ فوهبته للنّبيّ صلى الله عليه
وسلم.
(317) جبلة بن عمرو الأنصاري
الساعدي.
ويقال هو أخو أبي مسعود الأنصاري. وفي ذلك نظر.
يعد في أهل المدينة، روى عنه سليمان بن يسار، وثابت بن
عبيد. قال
__________
[1] في م: أبو فروة، وثراه تحريفا، كما في تهذيب التهذيب.
[2] في ى: جريج، وهو تحريف، صوابه من تهذيب التهذيب.
(1/235)
سليمان بن يسار: كان جبلة بن عمرو فاضلا من
فقهاء الصحابة، وشهد جبلة بن عمرو صفين مع علي رضي الله
عنه، وسكن مصر.
(318) جبلة بن أزرق الكندي.
روى عنه راشد بن سعد، يعد في أهل الشام.
(319) جبلة رجل من الصحابة غير
منسوب.
روى عنه مُحَمَّد بن سيرين أنه جمع بين امرأة رجل وابنته
من غيرها.
(320) جبلة بن مالك الداري،
من رهط تميم الداري. قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منصرفه من تبوك في رهط من قومه.
(321) جبلة [بن مالك] [1]
الأشعر الخزاعي الكعبي [2] ،
واختلف في اسم أبيه. قال الواقدي: قتل مع كرز بن جابر
بطريق مكة عام الفتح.
باب جرير
(322) جرير بن عَبْد الله بن جابر،
وهو الشّلبل [3] بن مالك بن نصر بن ثعلبة ابن جشم بن عويف
[4] بن خزيمة [بن حرب] بن على [5] بن مالك بن سعد ابن نذير
بن قسر، وهو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن
الغوث البجلي.
__________
[1] ليس في م، ولا في أسد الغابة.
[2] في ى: الكلبي. والمثبت من م، وأسد الغابة.
[3] بالمعجمة كما صرح به القاموس. والزبيدي، وكما في ى، م.
وفي تهذيب التهذيب:
السليل. وقال في هامشه: ذكر في المغنى: السليل- بفتح سين
مهملة.
[4] في ى: عوق. والمثبت من م، والتهذيب التهذيب.
[5] في م: بن عدي. وفي هامشه: المعروف على. كذا حكاه ابن
حبيب وغيره.
(1/236)
يكنى أبا عمرو. وقيل: أبا عبد الله، واختلف
في بجيلة [1] فقيل ما ذكرنا، وقيل: إنهم من ولد أنمار بن
نزار على ما ذكرناه في (كتاب القبائل) ، ولم يختلفوا أنّ
بجيلة أمهم نسبوا إليها، وهي بجيلة بنت صعب بن على بن سعد
[2] العشيرة. قال ابن إسحاق: جرير بن عَبْد الله البجلي
سيد قبيلته، يعني بجيلة. قَالَ: وبجيلة هو ابن أنمار بن
نزار بن معد بن عدنان. وقال مصعب: أنمار بن نزار بن معد بن
عدنان، منهم بجيلة.
قَالَ أبو عمر رحمه الله: كان إسلامه في العام الذي توفي
فيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وقال جرير:
أسلمت قبل موت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بأربعين
يومًا. وَرَوَى شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ عَنْ إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس بن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ
وَلا رَآنِي قَطُّ إِلا ضَحِكَ وَتَبَسَّمَ وَقَالَ فِيهِ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ حِينَ
أَقْبَلَ وَافِدًا عَلَيْهِ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ خَيْرُ
ذِي يَمَنٍ، كَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ مِسْحَةَ مَلَكٍ،
فَطَلَعَ جَرِيرٌ وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله
عليه وَسَلَّمَ إِلَى ذِي كُلاعٍ وَذِي رُعَيْنٍ
بِالْيَمَنِ. وفيه فيما روى قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ.
وَرَوَى أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ فِي صَفْوَانَ بْنِ
أُمَيَّةَ الْجُمَحِيِّ. وفي جرير قال الشاعر:
__________
[1] في هامش م: قال الزبير: بجيلة امرأة، وهي ابنة صعب بن
سعد العشيرة ولدت الأنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث.
[2] في هامش م: الصواب صعب بن سعد العشيرة. وهذا وهم.
(1/237)
لَوْلا جَرِيرٌ هَلَكَتْ بَجِيلَهْ ...
نِعْمَ الْفَتَى وَبِئْسَتِ الْقَبِيلَهْ
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا مَدَحَ من هجى قومه،
وكان عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: جَرِيرُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ يُوسُفُ هَذِهِ الأُمَّةِ، يَعْنِي فِي
حُسْنِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لِعُمَرَ حِينَ وَجَدَ فِي
مَجْلِسِهِ رَائِحَةً مِنْ بَعْضِ جُلَسَائِهِ. فَقَالَ
عُمَرُ: عَزَمْتُ عَلَى صَاحِبِ هَذِهِ الرَّائِحَةِ إِلا
قَامَ فَتَوَضَّأَ، فَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ:
عَلَيْنَا كُلِّنِا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاعْزِمْ.
قَالَ: عَلَيْكُمْ كُلُّكُمْ عَزَمْتُ. ثُمَّ قَالَ: يَا
جَرِيرُ، مَا زِلْتَ سَيِّدًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ
وَالإِسْلامِ.
ونزل جرير الكوفة وسكنها، وكان له بها دار، ثم تحول إلى
قرقيسياء، ومات بها سنة أربع وخمسين.
وقد قيل: إن جريرًا توفي سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات
بالسراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة لمعاوية.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا
حَمْزَةُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ
إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَلا
تَكْفِينِي ذَا الْخَلَصَةِ [1] ؟ فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ لا أَثْبُتُ عَلَى
الْخَيْلِ، فَصَكَّ فِي صَدْرِي، فَقَالَ:
اللَّهمّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا،
فَخَرَجْتُ فِي خَمْسِينَ مِنْ قومي فأتيناها فأحرقناها.
__________
[1] ذو الخصلة- محرك وبضمتين: بيت كان يدعى الكعبة
اليمانية لخثعم، كان فيه صنم اسمه الخلصة.
(1/238)
وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى ذِي
الْكُلاعِ [1] وَذِي ظُلَيْمٍ بِالْيَمَنِ، وَقَدِمَ
جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ مِنْ عِنْدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ سَعْدًا فِي وِلايَتِهِ؟
فَقَالَ: تَرَكْتُهُ أَكْرَمَ الناس مقدرة، وأحسنهم معذرة،
هو لهم كَالأُمِّ الْبَرَّةِ، يَجْمَعُ لَهُمْ كَمَا
تُجْمَعُ الذَّرَّةُ [2] ، مَعَ أَنَّهُ مَيْمُونُ
الأَثَرِ، مَرْزُوقُ الظَّفْرِ، أَشَدُّ النَّاسِ عِنْدَ
الْبَأْسِ، وَأَحَبُّ قُرَيْشٍ إِلَى النَّاسِ.
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ حَالِ النَّاسِ. قَالَ: هَمْ
كَسِهَامِ الْجَعْبَةِ، مِنْهَا الْقَائِمُ الرَّائِشُ [3]
، وَمِنْهَا الْعَضِلُ [4] الطَّائِشُ، وَابْنُ أَبِي
وَقَّاصٍ ثَقَافُهَا يَغْمِزُ عَضِلَهَا، وَيُقِيمُ
مَيْلَهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالسَّرَائِرِ يَا عُمَرُ.
قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ إِسْلامِهِمْ. قَالَ: يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ لأَوْقَاتِهَا، وَيُؤْتُونَ الطَّاعَةَ
لِوُلاتِهَا.
فَقَالَ عُمَرُ: الْحَمْدُ للَّه إِذَا كَانَتِ الصَّلاةُ
أُوتِيَتِ الزَّكَاةُ، وَإِذَا كَانَتِ الطَّاعَةُ كَانَتِ
الْجَمَاعَةُ.
وَجِريرٌ الْقَائِلُ: الْخَرَسُ خَيْرٌ مِنَ الْخِلابَةِ
[5] وَالْبَكْمُ خَيْرٌ مِنَ الْبَذَاءِ.
وَكَانَ جَرِيرُ رَسُولَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
إلى معاوية، فحبسه مدة طويلة،
__________
[1] ذو الكلاع: من أدواء اليمن.
[2] الذر: صغار النمل، واحدته ذرة.
[3] الرائش: ذو الريش، إشارة إلى كماله واستقامته
(النهاية) .
[4] في هامش م: العضل- بكسر الضاد- من السهام: المعوج، وفي
اللسان: العصل- بالصاد. وأتى بهذا الجزء من حديث عمر
وجرير. وفي النهاية بالصاد أيضا.
[5] في هامش م: أراد الخلابة بالقول.
(1/239)
ثُمَّ رَدَّهُ بِرَقٍّ مَطْبُوعٍ غَيْرِ
مَكْتُوبٍ، وَبَعَثَ مَعَهُ مَنْ يُخْبِرُهُ [1]
بِمُنَابَذَتِهِ [لَهُ] [2] فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ مَشْهُورٍ.
رَوَى عَنْهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي
حَازِمٍ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَالشَّعْبِيُّ
وَبَنُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ وَالْمُنْذِرُ وَإِبْرَاهِيمُ.
(323) جرير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي.
ويقال فيه خريم بن أوس، وأظنه أخاه.
هاجر إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فورد عليه منصرفه من تبوك فأسلم، وروى شعر عباس بن عَبْد
المطلب الذي مدح به النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ، هو
ابن عم [3] عروة بن مضرس الطائي، وهو الذي قَالَ له
معاوية:
من سيدكم اليوم؟ فقال: من أعطى سائلنا، وأغضى عن جاهلنا،
واغتفر زلتنا. فقال له معاوية: أحسنت يا جرير.
قَالَ أبو عمر: خريم وجرير قدما على النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معًا، ورويا شعر العباس والله أعلم.
باب جعدة
(224) جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران
بن مخزوم القرشي المخزومي،
أمه أم هانئ بنت أبي طالب. ولاه خاله علي بن أبي طالب على
خراسان.
__________
[1] في ى: يحشر.
[2] من م.
[3] في هامش م. الصواب إسقاط (ابن) ، وهو في أسد الغابة من
غيراين) أيضا.
(1/240)
قالوا: كان فقيهًا. قَالَ أبو عبيدة: ولدت
أم هانئ بنت أبي طالب من هبيرة ثلاثة بنين: أحدهم يسمى
جعدة، والثاني هانئًا، والثالث يوسف.
وقال الزبير والعدوي: ولدت أم هانئ لهبيرة أربعة بنين:
جعدة وعمرًا وهانئًا ويوسف، وهذا أصح إن شاء الله تعالى.
قَالَ الزبير: وجعدة بن هبيرة هو الذي يقول:
أبي من بني مخزوم إن كنت سائلا ... ومن هاشم أمي لخير قبيل
فمن ذا الذي يباهي علي بخاله ... كخالي علي ذي النّدى
وعقيل
روى عنه مجاهد بن جبر.
(325) جعدة بن هبيرة الأشجعي،
كوفي، روى عنه يزيد الأودي، عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: خير الناس قرني. حديث عند إدريس وداود ابني يزيد
الأودي عن أبيهما عنه.
(326) جعدة الجشمي، هو جعدة بن
خالد بن الصمة الجشمي.
حديثه في البصريين عند شعبة عن أبي إسرائيل الجشمي، مولى
لهم، واسم أبي إسرائيل هذا شعيب قَالَ سُنَيْدٌ:
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي
إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَعْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول لرجل سمين يومى
بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ
هَذَا كَانَ خَيْرًا لَكَ. [يعني لو كان هذا السمن في
إيمانك كان خيرًا لك] [1]
__________
[1] ليس في م.
(1/241)
باب جعفر
(327) جعفر بن أبي طالب، يكنى أبا عَبْد الله [بابنه عَبْد
الله] [1] ، واسم أبي طالب عَبْد مناف بن عَبْد المطلب بن
هاشم [بن عَبْد مناف] [2] .
كان جعفر أشبه الناس خلقًا وخلقًا برسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان جعفر أكبر من علي رضي
الله عنهما بعشر سنين، وكان عقيل أكبر من جعفر بعشر سنين،
وكان طالب أكبر من عقيل بعشر سنين. وكان جعفر من المهاجرين
الأولين، هاجر إلى أرض الحبشة، وقدم منها على رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين فتح خيبر، فتلقاه
النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وأعتنقه وقال: ما أدري
بأيهما أنا أشد فرحًا، أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟ وكان
قدوم جعفر وأصحابه من أرض الحبشة في السنة السابعة من
الهجرة، واختط له رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب
المسجد، ثم غزا غزوة مؤتة، وذلك سنة ثمان من الهجرة، فقتل
فيها رضي الله عنه.
قَالَ الزبير: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى
مؤنة في جمادى الأولى من سنة ثمان من الهجرة، فأصيب بها
جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وقاتل فيها جعفر حتى قطعت
يداه جميعًا ثم قتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله عز وجل أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث
شاء، فمن هنا قيل له جعفر ذو الجناحين.
__________
[1] من م.
[2] من م.
(1/242)
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ
يَحْيَى بْنِ آدَمَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ،
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: أُرِيَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ
جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ذَا جَنَاحَيْنِ مُضَرَّجًا
بِالدَّمِ.
وروينا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قَالَ: وجدنا ما بين
صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة ما
بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح.
وقد روى أربع وخمسون جراحة، والأول أثبت، ولما أتى النبيّ
صلى الله عليه وَسَلَّمَ نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت
عميس فعزاها في زوجها جعفر، ودخلت فاطمة رضى الله عنها وهي
تبكى وتقول: وا عمّاه، فقال رسول الله صلى الله عليه: على
مثل جعفر فلتبك البواكي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث، حدثنا
قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ
التَّيْمِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
لِجَعْفَرٍ: أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي يَا جَعْفَرُ
... فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ.
وأخبرنا عَبْد الوارث قَالَ: حَدَّثَنَا قاسم، قَالَ:
حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا خلف بن
الوليد، قَالَ: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ [بن
هانئ] [1] عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثله. حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أحمد
قال: حدثنا محمد بن أيوب،
__________
[1] من م.
(1/243)
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو البزار،
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المثنى، حَدَّثَنَا عبيد الله
الحنفي، حَدَّثَنَا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن
عكرمة عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: دخلت البارحة
الجنة فإذا فيها جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة مع
أصحابه. وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ
عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ:
مُثِّلَ لِي جَعْفَرٌ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرٍّ، كُلُّ
وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى سَرِيرٍ، فَرَأَيْتُ زَيْدًا
وَابْنَ رَوَاحَةَ فِي أَعْنَاقِهِمَا صُدُودٌ، وَرَأَيْتُ
جَعْفَرًا مُسْتَقِيمًا لَيْسَ فِيهِ صُدُودٌ، قَالَ:
فَسَأَلْتُ أَوْ قِيلَ لِي: إِنَّهُمَا حِينَ غَشَيِهُمَا
الْمَوْتُ أَعْرَضَا، أَوْ كَأَنَّهُمَا صَدَّا
بِوَجْهِهِمَا، وَأَمَّا جَعْفَرُ فَإِنَّهُ لَمْ
يَفْعَلْ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا
ابْنُ الْوَرْدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يُحَدِّثُ عَنْ مُجِالِدٍ عَنِ
الشَّعْبِيِّ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ: كُنْتُ
إِذَا سَأَلْتُ عَلِيًّا شَيْئًا فَمَنَعَنِي فَقُلْتُ
لَهُ:
بِحَقِّ جَعْفَرٍ أَعْطَانِي.
حَدَّثَنَا خلف بن القاسم، حَدَّثَنَا ابن شعبان
حَدَّثَنَا أحمد بن شعيب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بشار،
حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، حَدَّثَنَا خالد عن عكرمة عن أبي
هريرة قَالَ: ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ
التراب بعد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أفضل من
جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه،
(1/244)
وجعفر أول من عرقب فرسا في سيل الله، نزل
يوم مؤتة إذ رأى الغلبة، فعرقب فرسه، وقاتل حتى قتل. قَالَ
الزبير بن بكار: كانت سن جعفر بن أبي طالب يوم قتل إحدى
وأربعين سنة.
(328) جعفر بن أبي سفيان بن الحارث بن عَبْد المطلب بن
هاشم.
ذكر أهل بيته أنه شهد حنينًا مع رسول الله صَلَّى الله
عليه وسلم، وذكر ذلك ابن هشام وغيره، ولم يزل مع أبيه
ملازما لرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حتى قبض، وتوفي جعفر في خلافة معاوية.
باب جعيل
(329) جعيل بن سراقة الغفاري.
ويقال الضمري.
أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووكله إلى
إيمانه، وذلك أنه أعطى أبا سفيان مائة من الإبل، وأعطى
الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مائة من
الإبل، وأعطى سهيل بن عمرو مائة، فقالوا: يا رسول الله،
أتعطي هؤلاء وتدع جعيلا؟ وكان جعيل من بني غفار فقال رسول
الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: جعيل خير من طلاع الأرض مثل
هؤلاء، ولكن أعطي هؤلاء أتألفهم، وأكل جعيلا إلى ما جعل
الله عنده من الإيمان.
ذكره حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم
[بن الحارث] [1]
__________
[1] ليس في م.
(1/245)
التيمي كما ذكرنا أبا سفيان وسهيل بن عمرو،
والأقرع بن حابس، وعيينة. وَقَالَ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
سَعْدٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: جُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ
الضَّمْرِيُّ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، أَنّ قَائِلا
قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ عُيَيْنَةَ
وَالأَقْرَعَ مِائَةً مِائَةً، وَتَرَكْتَ جُعَيْلَ بْنَ
سُرَاقَةَ الضَّمْرِيَّ؟ فَقَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ لَجُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ خَيْرٌ مِنْ طِلاعِ
الأَرْضِ كُلُّهُمْ مِثْلُ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ،
وَلَكِنِّي تَأَلَّفْتُهُمَا، وَوَكَّلْتُ [1] جُعَيْلَ
بْنَ سُرَاقَةَ إِلَى إِيمَانِهِ. قَالَ أبو عمر: غير ابن
إسحاق يقول فيه جعال بالألف، وقد ذكرناه في الأفراد.
(330) جعيل الأشجعي،
كوفي، روى عنه عَبْد الله بن أبي الجعد حديثًا حسنًا في
أعلام النبوة قَالَ: كنت مع رسول الله صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ في بعض غزواته على فرس لي ضعيفة عجفاء في أخريات
الناس، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: سر.
فقلت: إنها عجفاء ضعيفة، فضربها بمخفقة كانت معه، وقال:
بارك الله لك فيها. فلقد رأيتني أول الناس ما أملك رأسها،
وبعت من بطنها باثني عشر ألفًا.
باب جميل
(331) جميل بن عامر بن حذيم بن
سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح،
أخو سعيد بن عامر، لا أعلم له رواية، وهو جد نافع بن عمر
بن عَبْد الله بن جميل الجمحي المحدث المكيّ.
__________
[1] في ى: ووكلنا.
(1/246)
(332) جميل بن معمر
بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي.
هو أخو سفيان بن معمر، وعم حاطب وحطاب ابني الحارث بن
معمر، وكانا من مهاجرة الحبشة.
قَالَ الزبير: ليس لجميل وسفيان ابني معمر عقب، والعقب
لأخيهما الحارث بن معمر، ولجميل بن معمر خبر في إسلام عمر
وإخباره قريشًا بذلك معروف في المغازي، وكان يسمى ذا
القلبين فيما ذكره الزبير عن عمه مصعب، قَالَ: وفيه نزلت
[1] : مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ من قَلْبَيْنِ في
جَوْفِهِ. 33: 4 وذكر زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب قال: ذو
القلبين من بنى الحارث بن فهر.
أسلم جميل عام الفتح، وكان مسنًا، وشهد مع رسول الله صلى
الله عليه وَسَلَّمَ. حنينًا، فقتل زهير بن الأبجر الهذلي
مأسورًا، فلذلك قَالَ أبو خراش الهذلي يخاطب جميل بن معمر
[2] :
فأقسم [3] لو لاقيته غير موثق ... لآبك [4] بالجزع الضباع
النواهل [5]
وكنت جميل أسوأ الناس صرعة [6] ... ولكن أقران الظهور
مقاتل
فليس كعهد الدار يا أم مالك ... ولكن أحاطت بالرقاب
السلاسل
وقد ذكرنا هذا الخبر بتمامة في باب أبي خراش الهذلي من
كتابنا هذا في الكنى.
__________
[1] سورة الأحزاب آية 4.
[2] ديوان الهدليين: 2- 150.
[3] في الديوان: فو الله.
[4] في ى: لبكتك.
[5] النواهل: المشتهيات للأكل كما تشتهي الإبل الماء.
والجزع: منعطف الوادي.
[6] الرواية في الديوان:
لظل جميل أسوأ القوم تلة ... ولكن قرن الظهر للمرء شاغل.
(1/247)
وذكر الزبير بن بكار قال: جاء عمر بن
الخطاب إلى عَبْد الرحمن بن عوف، فسمعه قبل أن يدخل عليه
يتغنى بالنصب:
وكيف ثوائى بالمدينة بعد ما ... قضى وطرًا منها جميل بن
معمر [1]
فلما دخل عليه قال: ما هذا أبا مُحَمَّد؟ قَالَ: إنا إذا
خلونا في منازلنا قلنا ما يقول الناس.
وذكر مُحَمَّد بن يزيد هذا الخبر، فقلبه وجعل المتغني عمر،
والجائي إليه عَبْد الرحمن. والزبير أعلم بهذا الشأن.
باب جنادة
(333) جنادة بن سفيان
الأنصاري،
ويقال الجمحي، لأن أباه سفيان ينسب إلى معمر بن حبيب بن
حذافة بن جمح، لأن معمرا تبناه بمكة، وقد ذكرنا خبره في
باب سفيان، وهو من الأنصار أحد بنى زريق بن عمرو من بني
جشم بن الخزرج، إلا أنه غلب عليه معمر بن حبيب الجمحي، فهو
وبنوه ينسبون إليه.
وقدم جنادة وأخوه جابر بن سفيان وأبوهما سفيان من أرض
الحبشة، وهلكوا ثلاثتهم في خلافة عمر بن الخطاب. فيما ذكر
ابن إسحاق. وجنادة وجابر ابنا سفيان هما أخوا شرحبيل بن
حسنة لأمّه، لأنّ سفيان أبا هما تزوج حسنة أم شرحبيل بمكة
فولدتهما له.
__________
[1] في ى: عامر، والمثبت من م، وأسد الغابة.
(1/248)
(334) جنادة بن مالك
الأزدي،
كوفي، حديثه عند القاسم بن الوليد، عن مصعب بن عَبْد الله
بن جنادة الأزدي، عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه
وسلم قَالَ: من أمر الجاهلية النياحة على الميت.
(335) جنادة الأزدي،
ذكره ابن أبي حاتم بعد ذكره جنادة بن مالك الأزدي، جعله
آخر، فقال: جنادة الأزدي له صحبة، بصري.
روى الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير، عن حذيفة
الأزدي، عن جنادة الأزدي. وقد وهم ابن أبي حاتم فيه وفي
جنادة بن أبي أمية.
(336) جنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني،
من بني زهران، واسم أبي أمية مالك، كذا قَالَ خليفة وغيره.
قَالَ أبو عمر: كان من صغار الصحابة، وقد سمع من النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ،
وَرَوَى أيضا عن أصحابه عنه، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه:
جنادة بن أبي أمية الدوسي، واسم أبي أمية كبير [1] . لأبيه
أبي أمية صحبة، وهو شامي. قَالَ: وروى جنادة بن أبي أمية
عن معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت وابن عمر. روى عنه
مجاهد، وعلى بن رباح، وعمير ابن هانئ، وبسر بن سعيد، وعمرو
بن الأسود، وأبو الخير، وعبادة بن نسي، وابنه سليمان بن
جنادة وقال البخاري: جنادة بن أبي أمية، واسم أبي أمية
كبير. قَالَ مُحَمَّد ابن سعد كاتب الواقدي: جنادة بن أبي
أمية غير جنادة بن مالك يعنى المتقدم
__________
[1] في ى، وتهذيب التهذيب: كثير، والمثبت من م، والإصابة.
(1/249)
ذكره، وهو كما قال محمد بن سعد: هما اثنان
عند أهل العلم بهذا الشأن، وكان جنادة بن أبي أمية على غزو
الروم في البحر لمعاوية من زمن عثمان إلى أيام يزيد. إلا
ما كان من زمن الفتنة، وشتا في البحر سنة تسع وخمسين، هكذا
ذكر الليث بن سعد، والوليد بن مسلم.
مخرج حديثه عن أهل مصر، روى عنه من أهل المدينة بسر بن
سعيد، وروى عنه من المصريين أبو الخير مرثد بن عَبْد الله
اليزني، وأبو قبيل المعافري، وشييم بن بيتان، ويزيد بن
صبيح [1] الأصبحي، والحارث ابن يزيد الحضرمي.
وَذَكَرَ ابْنُ يُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى
بْنِ حَمَّادٍ التُّجِيبِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اللَّيْثِ
بْنِ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي
الْخَيْرِ أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَهُ
أَنَّ رِجِالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ
اخْتَلَفُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ
انْقَطَعَتْ قَالَ جُنَادَةُ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّهِ، إِنَّ
نَاسًا يَقُولُونَ إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: لا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا كَانَ
الْجِهَادُ وذكر حديثا آخر عن أبي الخير عن جنادة بن أبي
أمية أيضًا. قَالَ ابن يونس: وجنادة بن أبي أمية ممن شهد
فتح مصر، قدم مع عبادة بن الصامت، وكان عبادة يومئذ أميرًا
على ربع المدد.
وَذَكَرَ ابْنُ عُفَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بكير ابن
الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بن
أبى أمية، أنّ عبادة بن
__________
[1] في م: الأمنحى.
(1/250)
وتوفي حسان بن ثابت رحمه الله قبل الأربعين
في خلافة علي رضي الله عنه وقيل: بل مات حسان سنة خمسين.
[وهو ابن مائة عشر بن سنة] [1] وقيل إن حسان بن ثابت توفي
سنة أربع وخمسين، ولم يختلفوا [2] أنه عاش مائة، وعشرين
سنة، منها ستون في الجاهلية وستون في الإسلام، وأدرك
النابغة الذبياني، وأنشده من شعره، وأنشد الأعشى وكلاهما
قَالَ له: إنك شاعر.
(508) حسان بن جابر،
ويقال: ابن أبي جابر السلمي، شهد مع رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الطائف، وروي عنه حديث واحد مسند
بإسناد مجهول من رواية بقية بن الوليد.
(509) حسان بن خوط الذهلي ثم
البكري،
كان شريفًا في قومه، وكان وافد بكر بن وائل إلى النبي
صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وله بنون جماعة، منهم
الحارث وبشر، شهد الجمل مع علي رضي الله عنه، وبشر هو
القائل يومئذ:
أنا ابن حسان بن خوط وأبي ... رسول بكر كلها إلى النبي
باب حسيل
(510) حسيل بن جابر العبسي
القطعي.
ويقال حسل، وهو المعروف باليمان، والد حذيفة بن اليمان،
وإنما قيل له اليمان، لأنه نسب إلى جده اليمان بن الحارث
بن قطيعة بن عبس بن بغيض، واسم اليمان جروة بن الحارث
__________
[1] من أ، ت.
[2] في هامش ت: كيف يصح هذا مع تقديمه القول بأنه مات قبل
الأربعين.
(1/251)
باب جندب
(339) جندب [1] بن جنادة،
أبو ذر الغفاري، على أنه قد اختلف في اسمه، فقيل ما ذكرنا.
وقيل برير [2] بن جندب، ويقال برير بن عشرقة، وبرير [3] بن
جنادة. ويقال برير بن جنادة، كذا قَالَ ابن إسحاق. وقيل
برير بن جندب [4] أيضا عن ابن إسحاق، ويقال جندب بن عَبْد
الله. ويقال جندب بن السكن، والمشهور المحفوظ جندب بن
جنادة، واختلف فيما بعد جنادة أيضًا، فقيل:
جنادة بن قيس بن عمرو بن صعير بن [عبيد بن] [5] حرام بن
غفار.
وقيل جندب بن جنادة بن صعير بن عبيد بن حرام بن غفار.
وقيل: جندب ابن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار.
وأمه رملة بنت الوقيعة [6] من بني غفار أيضًا.
كان إسلام أبي ذر قديمًا، فيقال: بعد ثلاثة، ويقال بعد
أربعة، وقد روى عنه أنه قَالَ: أنا ربع [7] الإسلام. وقيل
كان خامسًا، ثم رجع إلى بلاد قومه بعد ما أسلم فأقام بها
حتى مضت بدر وأحد والخندق، ثم قدم على النبي صَلَّى
اللَّهُ عليه وسلم المدينة فصحبه إلى أن مات، ثم خرج بعد
وفاة أبى بكر
__________
[1] في التقريب: بضم أوله والدال تفتح وتضم.
[2] بموحدة مصغرا ومكبرا كما في التقريب.
[3] في ى: يزيد
[4] في م: ابن جنادة.
[5] من م.
[6] في ى: ربيعة والمثبت من م، وتهذيب التهذيب.
[7] ريع الإسلام، أي رابع أهل الإسلام. يريد تقدمتنى ثلاثة
وكشت رابعهم وفي ى:
رابع. والمثبت من م، والنهاية.
(1/252)
رضي الله عنه إلى الشام، فلم يزل بها حتى
ولي عثمان رضي الله عنه. ثم استقدمه عثمان لشكوى معاوية به
وأسكنه الربذة [1] ، فمات بها وصلى عليه عَبْد الله بن
مسعود، صادفه وهو مقبل من الكوفة، مع نفر فضلاء من أصحابه
[2] ، منهم: حجر بن الأدبر، ومالك بن الحارث الأشتر، وفتى
من الأنصار، دعتهم امرأته إليه فشهدوا موته، وغمضوا عينيه،
وغسلوه وكفّنوه في ثياب الأنصاري في خبر عجيب حسن فيه طول.
وفي خبر غيره أن ابن مسعود لما دعي إليه وذكر له بكى بكاء
طويلا.
وقد قيل: إن ابن مسعود كان يومئذ مقبلا من المدينة إلى
الكوفة فدعى إلى الصلاة عليه، فقال ابن مسعود: من هذا؟
قيل: أبو ذر. فبكى بكاء طويلا. وقال: أخي وخليلي، عاش
وحده، ومات وحده، ويبعث وحده، طوبى له.
وكانت وفاته بالرّبذة سنة ثنتين وثلاثين، وصلى عليه ابن
مسعود رضي الله عنهما.
وَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنَا
يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَثْيَمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ
ذرّ زوجة أبى ذَرٍّ، قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ
الْوَفَاةُ بكيت. فقال لي: ما يبكيك؟
فقلت: وما لي لا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلاةٍ مِنَ
الأَرْضِ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا لِي
وَلا لك؟ ولا يد لي للقيام [3] يجهازك. قال: فابشرى
__________
[1] الرَّبَذَة: من قرى المدينة.
[2] في ى: الصحابة.
[3] في ى: بالقيام.
(الاستيعاب ج 1 م 9)
(1/253)
وَلا تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لا يَمُوتُ
بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ
فَيَصْبِرَانِ وَيَحْتَسِبَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ
أَبَدًا، وَقَدْ مَاتَ لَنَا ثَلاثَةُ مِنَ الْوَلَدِ.
وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ:
لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ،
تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المؤمنين، وليس من أولئك الفر
أَحَدٌ إِلا وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ،
فَأَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ [1]
وَلا كذبت فأبصرى الطريق.
قلت: وَأَنَّى [2] وَقَدْ ذَهَبَ الْحَاجُّ، وَتَقَطَّعَتِ
الطَّرِيقُ؟ قَالَ اذْهَبِي فَتَبَصَّرِي.
قَالَتْ: فَكُنْتُ أَشْتَدُّ [3] إِلَى الْكَثِيبِ فأنظر
ثم أرجع إليه فأمرضه، فبينا هُوَ وَأَنَا كَذَلِكَ، إِذْ
أَنَا بِرِجَالٍ عَلَى رِحَالِهِمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ
تَحُثُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ، فَأَسْرَعَوُا إِلَيَّ
حَتَّى وَقَفُوا عَلَيَّ فَقَالُوا: يَا أَمَةَ الله،
مالك؟ قُلْتُ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ،
تُكَفِّنُونَهُ؟ قَالُوا: ومن هو؟ قلت: أَبُو ذَرٍّ.
قَالُوا:
صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ؟
قُلْتُ: نَعَمْ. [قَالَتْ] [4] : فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ
وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ حَتَّى دَخَلُوا
عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ. أَبْشِرُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ
لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ: لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ
بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ. وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ
إِلا وَقَدْ هَلَكَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ، وَاللَّهِ
مَا كَذَبْتُ، [وَلا كَذَبْتُ] [5] ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي
ثَوْبٌ يسعني كفنا لي أو لامرأتى
__________
[1] في ى: ما كذب، والثبت من م.
[2] في م: أنى.
[3] أشتد: أعدو.
[4] من م.
[5] من م.
(ظهر الاستيعاب ج 1 م 9)
(1/254)
لم أكفّن إلا في ثوب هو لي أو لها، وإني
أنشدكم للَّه ألا يكفني [1] رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ
أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا أَوْ نَقِيبًا،
وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ
قَارَفَ بَعْضَ مَا قَالَ، إلّا فتى من الأنصار، فقال: أنا
أَنَا أُكَفِّنُكَ يَا عَمِّ فِي رِدَائِي هَذَا، وفي
ثوبين في غيبتي من غزل أمى. قال: أنت تكفني [يَا بُنَيَّ]
[2] .
قَالَ: فَكَفَّنَهُ الأَنْصَارِيُّ وَغَسَّلَهُ فِي
النَّفَرِ الَّذِينَ حَضَرُوهُ، وَقَامُوا عَلَيْهِ
وَدَفَنُوهُ فِي نَفَرٍ كُلِّهِمْ يَمَانٌ. وروى عنه جماعة
من الصحابة، وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع
والقول بالحق، سئل علي رضي الله عنه عن أبي ذر فقال: ذلك
رجل وعى علما عجز عنه الناس، ثم أوكأ عليه، ولم يخرج شيئًا
منه. وروى عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ:
أبو ذر في أمتي شبيه عيسى ابن مريم في زهده. وبعضهم يرويه
من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم، فلينظر إلى أبي
ذر. ومن حديث ورقاء وغيره، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن
أبي هريرة قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما
أظلّت الخضراء ولا أفلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي
ذر، [ومن سره أن ينظر إلى تواضع عيسى فلينظر إلى أبى ذرّ]
[3] .
__________
[1] في م: أن يكفني.
[2] من م.
[3] من م.
(1/255)
وروى عنه صلى الله عليه وَسَلَّمَ من حديث
أبي الدرداء وغيره أنه قال: ما أظلت الخضراء، ولا أقلت
الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر. وقد ذكرنا إسناد حديث
أبي الدرداء في باب اسمه من الكنى من كتابنا هذا إن شاء
الله عز وجل.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ قُوتِي عَلَى عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم صاعا من تمر، فَلَسْتُ بِزَائِدٍ عَلَيْهِ
حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى.
وفي بابه في الكنى من خبره ما لم يذكر هنا.
رَوَى الأَعْمَشُ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ شهر بن
حوشب عن عبد الرحمن ابن غَنْمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي
الدَّرْدَاءِ إِذْ دخل عليه رجل من أهل المدينة فَسَأَلَهُ
فَقَالَ: أَيْنَ تَرَكْتَ أَبَا ذَرٍّ؟ قَالَ:
بِالرَّبْذَةِ. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّا
لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 لَوْ أَنَّ
أَبَا ذَرٍّ قَطَعَ مِنِّي عُضْوًا لَمَا هِجْتُهُ، لِمَا
سَمِعْتُ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه.
(340) جندب بن عَبْد الله بن سفيان البجلي العلقي [1] .
والعلق: بطن من بجيلة، وهو علقة بن عبقر [2] بن أنمار بن
إراش بن عمرو بن الغوث، أخو الأزد بن الغوث، له صحبة [3]
ليست بالقديمة، يكنى أبا عَبْد الله، كان بالكوفة ثم صار
إلى البصرة.
__________
[1] في هامش تهذيب التهذيب: في هامش الخلاصة. في نسخة من
التهذيب العلقميّ، وعلقمة: حي بن مجيلة.
[2] في ى: عبقري. والمثبت من م، وأسد الغابة.
[3] في م: صحبته ليست بالقديمة.
(1/256)
روى عنه من أهل البصرة الحسن بن أبى الحسن،
ومحمد بن سيرين، أنس بن سيرين، وأبو السوار العدوي، وبكر
بن عبد الله المزني، ويونس ابن جبير الباهلي، وصفوان بن
محرز المازني، وأبو عمران الجوني.
وروى عنه من أهل الكوفة عَبْد الملك بن عمير، والأسود بن
قيس، وسلمة بن كهيل.
ومنهم من يقول: جندب بن سفيان، ينسبونه إلى جده. ومنهم من
يقول: جندب بن عَبْد الله، وهو جندب بن عَبْد الله بن
سفيان، وله رواية عن أبي بن كعب وحذيفة بن اليمان.
(341) جندب بن مكيث الجهني.
أخو رافع بن مكيث، يعد في أهل المدينة، روى عنه مسلم بن
عبد الله ابن حبيب، له ولأخيه صحبة ورواية.
(342) جندب بن ضمرة الجندعي.
لما نزلت [1] : أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله واسِعَةً
فَتُهاجِرُوا فِيها 4: 97. قَالَ: اللَّهمّ قد أبلغت في
المعذرة والحجة، ولا معذرة لي ولا حجة، ثم خرج وهو شيخ
كبير. فمات في بعض الطريق، فقال بعض أصحاب رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مات قبل أن يهاجر، فلا
يدرى أعلى ولاية هو أم لا؟ فنزلت [2] :
وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ
أَجْرُهُ عَلَى الله ... 4: 100 الآية.
__________
[1] سورة النساء، آية 97.
[2] سورة النساء آية، 100.
(1/257)
(343) جندب [بن عَبْد الله] [1] بن كعب
العبدي، ويقال الأزدي،
ويقال الغامدي.
وهو عند أكثرهم قاتل الساحر بين يدي الوليد بن عقبة،
حَدَّثَنَا عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الْمُؤْمِنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ
بْنِ ثَابِتٍ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي قَالَ:
قَالَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: جُنْدُبُ بْنُ
كَعْبٍ الْغَامِدِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ.
رَوَى عَنْهُ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَحَارِثَةُ
بْنُ مُضَرَّبٍ، وَهُو الَّذِي قَتَلَ السَّاحِرَ بَيْنَ
يَدَيِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَنْ
جُنْدُبِ بْنِ كَعْبٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وَسَلَّمَ قَالَ: حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةُ
بِالسَّيْفِ. فقيل: إنه جندب ابن، كعب وقيل إنه جندب بن
زهير.
وقد اختلف في صحبة [2] جندب بن زهير، وقيل حديثه هذا مرسل،
وتكلموا فيه من أجل السري بن إسماعيل. وذكر حماد بن سلمة
عن علي بن زيد عن، الحسن أن جندب بن كعب كان مع علي رضي
الله عنه بصفّين.
وممن قَالَ: إن قاتل الساحر جندب بن زهير الزبير بن بكار
في خبر ذكره في قتله الساحر بين يدي الوليد، والصحيح عندنا
أنه جندب ابن كعب.
__________
[1] من م. وفي أسد الغابة والإصابة: جندب بن كعب بن عبد
الله. وفي تهذيب التهذيب:
يكنى أبا عبد الله يقال إنه جندب بن زهير. ويقال جندب بن
عَبْد الله. ويقال جندب بن كعب ابن عبد الله.
[2] في ى: في صحبته، والمثبت من م.
(1/258)
وذكر علي بن المديني: حَدَّثَنَا المغيرة
بن سلمة عن عَبْد الواحد بن زياد عن عاصم عن أبي عثمان،
قَالَ: رأيت الذي يلعب بين يدي الوليد بن عقبة فيرى أنه
يقطع رأس رجل ثم يعيده، فقام إليه جندب بن كعب فضرب وسطه
بالسيف وقال: قولوا له فليحي نفسه الآن. قَالَ: فحبس
الوليد جندبا، وكتب إلى عثمان رضي الله عنه، فكتب عثمان أن
خل سبيله، فتركه.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ
الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ سَاحِرٌ
يَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيِ الْوَلِيدِ يُرِيهِمْ أَنَّهُ
يَدْخُلُ فِي فَمِ الْحِمَارِ وَيَخْرُجُ مِنْ ذَنَبِهِ
أَوْ مِنْ دُبُرِهِ، وَيَدْخُلُ فِي اسْتِ الْحِمَارِ
وَيَخْرُجُ مِنْ فِيهِ، وَيُرِيهِمْ أَنَّهُ يَضْرِبُ
رَأْسَ نَفْسِهِ فَيَرْمِي بِهِ، ثُمَّ يَشْتَدُّ
فَيَأْخُذُهُ ثُمَّ يُعِيدُهُ مَكَانَهُ، فَانْطَلَقَ
جُنْدَبٌ إِلَى الصَّيْقَلِ، وَسَيْفُهُ عِنْدَهُ،
فَقَالَ: وَجَبَ أَجْرُكَ، فَهَاتِهِ. قَالَ: فَأَخَذَهُ
فَاشْتَمَلَ عَلَيْهِ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى السَّاحِرِ مَعَ
أَصْحَابِهِ وَهُوَ فِي بَعْضِ مَا كَانَ يَصْنَعُ،
فَضَرَبَ عُنُقَهُ، فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُ الْوَلِيدِ،
وَدَخَلَ هُوَ الْبَيْتُ، وَأُخِذَ جُنْدُبٌ وَأَصْحَابُهُ
فَسُجِنُوا. فَقَالَ لِصَاحِبِ السِّجْنِ: قَدْ عَرَفْتَ
السَّبَبَ الَّذِي سُجِنَّا فِيهِ: فَخَلِّ سَبِيلَ
أَحَدِنَا حَتَّى يَأْتِيَ عُثْمَانَ، فَخَلَّى سَبِيلَ
أَحَدِهِمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْوَلِيدَ، فَأَخَذَ صَاحِبَ
السِّجْنِ فَصَلَبَهُ. قَالَ: وَجَاءَ كِتَابُ عُثْمَانَ
أَنْ خَلِّ سَبِيلَهُمْ وَلا تَعْرِضْ لَهُمْ، وَوَافَى
كِتَابُ عُثْمَانَ قَبْلَ قَتْلِ الْمَصْلُوبِ فَخَلَّى
سَبِيلَهُ.
وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ محمد، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا إسحاق بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ:
أَخْبَرَنَا ابن جريج عن عمرو
(1/259)
ابن دينار قال: سمعت بحالة التَّمِيمِيَّ،
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ: اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ
وَسَاحِرَةٍ. قَالَ: وَأَمَّا شَأْنُ أَبِي بُسْتَانٍ [1]
فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ
لِجُنْدُبٍ: جُنْدُبٌ، وَمَا جُنْدُبٌ! يَضْرِبُ ضَرْبَةً
يُفَرِّقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، فَإِذَا
أَبُو بُسْتَانٍ يَلْعَبُ فِي أَسْفَلِ الْحِصْنِ عِنْدَ
الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ،
وَالنَّاسُ يَحْسَبُونَ أَنَّهُ عَلَى سُورِ الْقَصْرِ،
يَعْنِي وَسَطَ الْقَصْرِ، فَقَالَ جُنْدُبٌ: وَيْلَكُمْ
أَيُّهَا النَّاسُ، أَمَا إِنَّهُ يَلْعَبُ بِكُمْ،
وَاللَّهِ إِنَّهُ لَفِي أَسْفَلِ الْقَصْرِ، ثُمَّ
انْطَلَقَ فَاشْتَمَلَ عَلَى السَّيْفِ ثُمَّ ضَرَبَهُ
بِهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَتَلَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ
يَقُولُ لَمْ يَقْتُلْهُ، وَذَهَبَ عَنْهُ السِّحْرُ،
فَقَالَ أَبُو بُسْتَانٍ: قَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ عَزَّ
وجلّ بضربتك، وسجن الوليد جنديا فَانْقَضَّ ابْنُ أَخِيهِ-
وَكَانَ فَارِسَ الْعَرَبِ- حَتَّى حَمَلَ عَلَى صَاحِبِ
السِّجْنِ فَقَتَلَهُ وَأَخْرَجَهُ، فَذَلِكَ قوله:
أَفِي مُضَرَّبٍ السَّحَّارِ يُسْجَنُ جُنْدُبُ ...
وَيُقْتَلُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ الأَوَائِلُ
فَإِنْ يَكُ ظَنِّي بِابْنِ سَلْمَى وَرَهْطِهِ ... هُوَ
الْحَقُّ يُطْلَقُ جُنْدُبٌ أَوْ يُقَاتِلُ
وَنَالَ مِنْ عُثْمَانَ فِي قَصِيدَتِهِ هَذِهِ،
وَانْطَلَقَ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ، فَلَمْ يَزَلْ
يُقَاتِلُ بِهَا أَهْلَ الشِّرْكِ حَتَّى مَاتَ لِعَشْرِ
سَنَوَاتٍ مَضَيْنَ من خلافة معاوية.
__________
[1] في الإصابة: قال ابن الكلبي: اسم الساحر المذكور
بستاني، وفي الاستيعاب أبو بستان.
قال صاحب اللغوي في الفصوص: اسمه يطرونا.
(1/260)
باب جهم
(344) جهم بن قيس بن عَبْد بن شرحبيل بْن هاشم بْن عبد
مناف بْن عبد الدار،
أبو خزيمة، هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته أم حرملة بنت
عَبْد [بن] [1] الأسود الخزاعية، ويقال حريملة بنت عَبْد
بن الأسود، وتوفيت بأرض الحبشة، وهاجر معه ابناه عمرو
وخزيمة ابنا جهم بن قيس، ويقال فيه جهيم.
(345) جهم البلوي،
روى عنه ابنه علي بن الجهم أنه وافى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحديبية.
باب جهيم
(346) جهيم بن الصلت بْن مخرمة بْن المطلب بْن عبد مناف
القرشي الملبى،
أسلم عام خيبر، وأعطاه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقًا، وجهيم هذا هو الذي رأى
الرؤيا بالجحفة حين نفرت قريش، لتمنع عن عيرها، ونزلوا
بالجحفة ليتزودوا من الماء ليلا، فغلبت جهيمًا عينه، فرأى
فارسًا وقف عليه، فنعى إليه أشرافًا من أشراف قريش.
(347) جهيم بن قيس،
ويقال جهم وقد تقدم ذكره في باب جهم، كان ممن هاجر إلى أرض
الحبشة مع امرأته خولة بنت الأسود بن حذافة.
__________
[1] زيادة من م، وأسد الغابة.
(1/261)
باب الأفراد في
الجيم
(344) جرول بن العباس بن عامر
بن ثابت.
أو ثابت [1] . اختلف في ذلك ابن إسحاق وأبو معشر فيما ذكر
خليفة بن خياط، واتفقا على أنه قتل يوم اليمامة شهيدًا،
وهو من الأوس من الأنصار.
(345) الجارود العبدي [2] ، هو
الجارود بن المعلى بن العلاء.
وقيل هو الجارود ابن عمرو بن العلاء، يكنى أبا غياث، وقيل
أبا عتاب، ذكره أبو أحمد الحاكم، وأخشى أن يكون تصحيفًا،
ولكنه ذكر له الكنيتين أبو عتاب وأبو غياث.
قَالَ أبو عمر: وقد قيل يكنى أبا المنذر، ويقال الجارود بن
المعلى بن حنش، من بني جذيمة، وكان سيدًا في بني عَبْد
القيس رئيسًا، وقال ابن إسحاق: قدم على رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعنى في سنة عشر الجارود ابن عمرو بن حنش بن
المعلى [3] ، أخو عَبْد القيس في وفد عَبْد القيس، وكان
نصرانيا فأسلم وحسن إسلامه.
__________
[1] هكذا في ى. وفي م، وأسد الغابة: أو ثابت. وفي الإصابة:
قلت: وفي كتاب ابن ماكولا: جرو- بضم الجيم بعدها راء- ابن
عياش بتحتانية وشين معجمة، من بنى مالك بن أوس. هذه رواية
العطاردي. وفي رواية إبراهيم بن سعد عنه: جرو بن عباس-
بفتح أوله وبموحدة وسين مهملة. وعند موسى بن عقبة بفتح
الجيم وسكون الزاى بعد هما همزة ووافق على الموحدة
والمهملة. والله أعلم. وذكره شرح القاموس قال: منهم جرو بن
عباس من بنى مالك، قتل يوم اليمامة، يقال فيه بالضم
والفتح.
[2] في هامش م: قال ابن هشام: الجارود بن بشر المعلى. أما
ابن الكلبي فقال: الجارود اسمه بشر بن عمرو بن حنش بن
المعلى. وفي اللسان: اسمه بشر بن عمرو.
[3] في ى: يعلى. والمثبت من م.
(1/262)
ويقال: إن اسم الجارود بشر بن عمرو، وإنما
قيل له الجارود، لأنه أغار [1] في الجاهلية على بكر بن
وائل، فأصابهم فجردهم، وقد ذكر ذلك المفضل العبدي في شعره
فقال:
ودسناهم بالخيل من كل جانب ... كما جرد الجارود بكر بن
وائل
فغلب عليه الجارود، وعرف به.
قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في سنة تسع فأسلم
[2] ، وكان قدومه مع المنذر بن ساوى في جماعة من عَبْد
القيس، ومن قوله لما حسن إسلامه:
شهدت بأن الله حق وسامحت ... بنات فؤادي بالشهادة والنهض
فأبلغ رسول الله عني رسالة ... بأني حنيف [3] حيث كنت من
الأرض
ثم إن الجارود سكن البصرة، وقتل بأرض فارس.
وقيل: إنه قتل بنهاوند مع النعمان بن مقرّن. وقيل: إنّ
عثمان بن أبى العاصي بعث الجارود في بعث نحو ساحل فارس،
فقتل بموضع يعرف بعقبة الجارود، وكان قبل ذلك يعرف بعقبة
الطين [4] ، فلما قتل الجارود فيه عرف بعقبة الجارود، وذلك
سنة إحدى وعشرين، وقد كان سكن البحرين ولكنه يعد في
البصريين.
__________
[1] في هامش م، وفي اللسان: سمى الجارود لأنه فر بإبله إلى
أخواله من بنى شيبان وإبله داء ففشا ذلك الداء في إبل
أخواله فأهلكها. وفي شرح القاموس: الجارود لقب بشر بن عمرو
بن حنش بن المعلى.
[2] هكذا في الأصول. وقد مر أنه قدم في سنة عشر.
[3] الحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام والثابت عليه.
[4] في ى: الطى، والمثبت من م.
(1/263)
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث
منها: ضالة المؤمن حرق [1] النار. روى عنه مطرف بن الشخير.
وابن سيرين، وأبو مسلم الجذمى [2] ، وزيد ابن علي أبو
القموص، وروى عنه من الصحابة عَبْد الله بن عمرو بن العاص،
وروى عنه جماعة من كبار التابعين.
كان الجارود هذا سيد عَبْد القيس، وأمه دريمكة [3] بنت
رويم من بني شيبان.
(346) الجلاس بن سويد بن
الصامت الأنصاري،
كان متهما. النفاق، وهو ربيب [4] عمير بن سعد زوج أمه،
وقصته معه مشهورة في التفاسير عند قوله تعالى [5] :
يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قالُوا، وَلَقَدْ قالُوا
كَلِمَةَ الْكُفْرِ. 9: 74 فتحالفا، وقال الله عز وجل:
فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ. 9: 74 فتاب الجلاس،
وحسنت توبته وراجع الحق، وكان قد آلى ألا يحسن إلى عمير،
وكان من توبته أنه لم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير.
قَالَ ابن سيرين: لم ير بعد ذلك من الجلاس شيء يكره.
وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ
الْحَمِيدِ بن جعفر عن أبيه، قال: كان
__________
[1] حرق النار: لهبها، أي إن ضالة المؤمن إذا أخذها إنسان
ليتملكها أدته إلى النار.
[2] في هامش م: هكذا وقع عندي، وهو وهم، وصوابه الجرمي.
وفي هوامش الاستيعاب: الجذمى. منسوب إلى جزيمة.
[3] في ى: دويمكة. والمثبت من م وأسد الغابة.
[4] ريب: أي زوج الأم.
[5] سورة التوبة، آية 74.
(1/264)
الْجُلاسُ بْنُ سُوَيْدٍ مِمَّنْ تَخَلَّفَ
مِنَ الْمُنَافِقِينَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَ
يُثَبِّطُ النَّاسَ عَنِ الْخُرُوجِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ
لَئِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقًا لَنَحْنُ شَرُّ مِنَ
الْحُمُرِ [1] .
وَكَانَتْ أُمُّ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ تَحْتَهُ، وَكَانَ
عُمَيْرٌ يَتِيمًا فِي حِجْرِهِ لا مَالَ لَهُ، فَكَانَ
يَكْفُلُهُ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِ، فَسَمِعَهُ عُمَيْرٌ
يَقُولُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ، فَقَالَ عُمَيْرٌ: يَا
جُلاسُ، وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ أَحَبَّ النَّاسِ
إِلَيَّ، وَأَحْسَنَهُمْ عِنْدِي يَدًا، وَأَعَزَّهُمْ
عَلَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ، وَلَقَدْ
قُلْتَ مَقَالَةً لَئِنْ ذَكَرْتُهَا لأَفْضَحَنَّكَ،
وَلَئِنْ كَتَمْتُهَا لأَهْلَكَنَّ وَلإِحْدَاهُمَا
أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنَ الأُخْرَى.
فَذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ مَقَالَةَ
الْجُلاسِ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ إِلَى الْجُلاسِ، فَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَ
عُمَيْرٌ. فَحَلَفَ باللَّه مَا تَكَلَّمَ بِهِ قَطُّ،
وَإِنَّ عمير الكاذب، وَعُمَيْرٌ حَاضِرٌ. فَقَامَ
عُمَيْرٌ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ،
وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ أَنْزِلْ عَلَى رَسُولِكَ
بَيَانَ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَعَالَى على رسوله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يَحْلِفُونَ
باللَّه مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كلمة الكفر ...
الآيَةَ. فَتَابَ بَعْدَ ذَلِكَ الْجُلاسُ، وَاعْتَرَفَ
بِذَنْبِهِ، وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهُ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ،
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ الجُلاسُ.
أَسْمَعُ اللَّهَ وَقَدْ عَرَضَ [2] عَلَيَّ التَّوْبَةَ،
وَاللَّهِ لَقَدْ قُلْتُهُ وَصَدَقَ عُمَيْرٌ، فَتَابَ
وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهُ، وَلَمْ يَنْزَعْ عَنْ خَيْرٍ كَانَ
يَصْنَعُهُ إِلَى عُمَيْرٍ، فَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا
عُرِفَتْ بِهِ تَوْبَتُهُ.
__________
[1] في ى: الحمير.
[2] في م: عزم.
(1/265)
وفي باب عمير بن سعد من هذا ذكر أتم من
هذا، والحمد للَّه.
(247) الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي
[بن تميم] [1] بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي،
يكنى أبا عَبْد الله، كان ممن [2] يغمص عليه النفاق من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عن ابن عباس أنه قَالَ: في الجد بن قيس نزلت [3] :
ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي. 9: 49 وذلك أن رسول الله صلى
الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ لهم في غزوة تبوك: اغزوا الروم
تنالوا بنات الأصفر. فقال الجد بن قيس: قد علمت الأنصار
أنى إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن، ولكن أعينك بمالي.
فنزلت: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا
تَفْتِنِّي أَلا في الْفِتْنَةِ سَقَطُوا. 9: 49 وكان قد
ساد في الجاهلية جميع بني سلمة، فانتزع رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سودده وسود فيهم عمرو بن
الجموح على ما ذكرنا من خبره في باب عمرو بن الجموح.
ويقال: إنه مات في خلافة عثمان. وفي حديث الأعمش عن أبى
سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى
أَلا نَفِرَّ كُلُّنَا إِلا الْجَدَّ بْنَ قَيْسٍ
اخْتَبَأَ تَحْتَ بَطْنِ ناقته. وفي حديث أبى قتادة
__________
[1] ليس في م.
[2] في أسد الغابة: كان ممن يظن فيه النفاق وفي م مثل ى.
ويقال: هو مغموص عليه، بالنفاق، أي مطعون في دينه متهم
بالنفاق.
[3] سورة التوبة، آية 49.
(1/266)
عنه ما هو أسمج من هذا في الحديبية، وقال
له: يا عَبْد الله [1] ، لا تقل هذا.
وقد قيل: إنه تاب، فحسنت توبته، والله أعلم.
(348) جاهمة السلمي،
والد معاوية بن جاهمة، ويقال هو جاهمة بن العباس ابن مرداس
السلمي، حجازي.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سفيان، حدثنا قاسم بن
أصبغ، حدثنا أحمد بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
حَبِيبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
طَلْحَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ
أَسْتَشِيرُهُ فِي الْجِهَادِ. قَالَ: أَلَكَ وَالِدَةٌ؟
قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اذْهَبْ فَأَكْرِمْهَا فَإِنَّ
الْجَنَّةَ تحت رجليها.
(349) الجراح الأشجعي،
مذكور في حديث ابن مسعود في قصة بروع [2] بنت واشق، حدث به
الجراح هذا، وأبو سنان الأشجعي جميعًا عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال لها صداق المرأة من نسائها، ولها
الميراث، وعليها العدة، في الذي مات عنها قبل أن يدخل بها
ولم يكن فرض لها.
(350) جنيد [3] بن سباع،
أبو جمعة. ويقال حبيب بن سباع، وحبيب بن وهب، وهو مشهور
بكنيته، وسنذكره في باب الكنى إن شاء الله تعالى.
__________
[1] في م: يا أبا عبد الله.
[2] في هامش م: بروع- بفتح الباء. قال ابن دريد: وقوم
يقولون بروع- بكسرها، وهو خطأ ليس في كلامهم.
[3] في أسد الغابة: ذكروه هنا بالياء المثناة من تحتها بعد
النون. وقد تقدم حديثه في جنبذ- بالباء الموحدة بعد النون.
(1/267)
(351) جدار الأسلمي،
روى عنه يزيد بن شجرة حديثًا مرفوعًا في فضل الجهاد، ليس
إسناده القويّ.
(352) جهجاه الغفاري،
مدني، وهو جهجاه بن مسعود، ويقال ابن سعيد بن سعد بن حرام
بن غفار. يقال: إنه شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة [1] ،
وكان قد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ غزوة
المريسيع، وكان يومئذ أجيرًا لعمر بن الخطاب، ووقع بينه
وبين سنان بن وبرة الجهني في تلك الغزاة شر [2] ، فنادى
جهجاه الغفاري: يا للمهاجرين! ونادى سنان يا للأنصار! وكان
حليفًا لبني عوف بن الخزرج، فكان ذلك سبب قول عَبْد الله
بن أبى بن سلول في تلك الغزوة: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى
المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل.
وقد ذكرنا الخبر بذلك في موضعه.
مات بعد عثمان رضي الله عنه بيسير.
روى عنه عطاء بن يسار عن النبي صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ: المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة
أمعاء. وهو كان المراد بهذا الحديث في حين كفره، ثم في حين
إسلامه، لأنه شرب حلاب سبع شباه قبل أن يسلم، ثم أسلم فلم
يستتم يومًا آخر حلاب شاة واحدة [3] ، فعليه خاصة كان مخرج
ذلك الحديث، وحديثه بذلك معروف عند ابن أبى شيبة وغيره.
__________
[1] في م: بيعة الشجرة.
[2] في ى: شيء، والمثبت من م، وأسد الغابة.
[3] العبارة في أسد الغابة: وأسلم فلم يستتم حلاب شاة
واحدة.
(1/268)
وروى أن جهجاه هذا هو الذي تناول العصا من
يد عثمان وهو يخطب فكسرها يومئذ، فأخذته [1] الأكلة في
ركبته، وكانت عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عنه عطاء، وسليمان بن يسار، ونافع مولى بن عمر.
(353) جزء بن مالك بن عامر من بني جحجبي،
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة من
الأنصار، وذكر الطبري الجزء ابن مالك من بني جحجبي فيمن
شهد أحدًا، وفيهما نظر، وربما كانا واحدًا والله أعلم.
وذكر الدار قطنى جزء بن مالك والجزء بن مالك، كما ذكرنا عن
موسى ابن عقبة وعن الطبري، ثم ذكر جزء بن عباس من رواية
يونس ابن بكير عن ابن إسحاق قَالَ: فيمن قتل يوم اليمامة
شهيدًا جزء بن عباس- بضم الجيم. وذكر من رواية إبراهيم بن
سعد عن ابن إسحاق فيمن قتل يوم اليمامة جزء بن العباس من
بني العجلان بفتح الجيم، وعن موسى بن عقبة مثل ذلك بفتح
الجيم فيمن استشهد يوم اليمامة جزء بن العباس، قَالَ:
قَالَ الطبري، جزء بن عباس حليف بني جحجبي بن كلفة، قتل
يوم اليمامة شهيدا.
(354) جرثوم بن لاشر [2] بن
النضر،
أبو ثعلبة الخشني، كذا قَالَ ابن البرقي، ونسبه في خشين
إلى الحاف بن قضاعه بن مالك بن حمير.
__________
[1] في م: ثم أخذنه.
[2] في م: بن الأشتر. وفي هامشه وهوامش الاستيعاب: لا شر
هو الصواب، ووقع عنده ابن الأشتر ومو وحم له.
(1/269)
وقال أحمد بن زهير: سمعت أحمد بن حنبل
ويحيى بن معين يقولان:
أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشر.
قَالَ أحمد بن حنبل: وبلغني عن أبي مسهر عن سعيد بن عَبْد
العزيز أنه قَالَ: أبو ثعلبة الخشني جرثوم. قَالَ أحمد بن
زهير: كذا قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في أبي ثعلبة
أنه ابن ناشر. قَالَ: وبغنى أنه ابن ناشم وابن ناشب.
قَالَ أبو عمر: اختلفوا في اسمه واسم أبيه كما ترى، وهو
مشهور بكنيته، كان ممن بايع تحت الشجرة وضرب له بسهمه يوم
خيبر، وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إلى قومه فأسلموا.
نزل الشام ومات في أول إمرة معاوية. وقيل: مات في إمرة
يزيد.
وقيل: إنه توفي في سنة خمس وسبعين في إمرة عَبْد الملك
والأول أكثر.
روى عنه أبو إدريس الخولاني وجبير بن نفير.
(355) جرهد الأسلمي،
قيل جرهد بن خويلد. هكذا قَالَ الزهري. وقال غيره: جرهد بن
رزاح [1] بن عدي بن سهم الأسلمي. وقال غيره: جرهد ابن
خويلد بن بحرة [2] بن عبد يا ليل بن زرعة بن رزاح من أسلم
بن أفصى [3] ابن حارثة بن عمر بن عامر، يكنى جرهد هذا أبا
عَبْد الرحمن، يعد في أهل المدينة، وداره بها في زقاق ابن
حنين، وجعل ابن أبي حاتم جرهد
__________
[1] في ى: بن دراج.
[2] هكذا في ى، وفي م: شجرة.
[3] في ى: قصي. والمثبت من.
(1/270)
بن خويلد هذا غير جرهد بن دراج، [هكذا
قَالَ دراج] [1] الأسلمي وقال:
يكنى أبا عَبْد الرحمن، وكان من أهل الصفة، ذكر ذلك عن
أبيه، وهذا غلط، وهو رجل واحد من أسلم لا تكاد تثبت له
صحبة.
روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: الفخذ عورة. وقد
رواه جماعة غيره، وحديثه ذلك مضطرب. ومات جرهد الأسلمي سنة
إحدى وستين.
(356) جبيب بن الحارث،
مذكور في حديث عائشة من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة، حدث به عيسى بن إبراهيم البركي [2] ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ
أَهْلِ السَّاحِلِ، قَالَ أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ
ذَكْوَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ جُبَيْبُ بْنُ الْحَارِثِ إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِنِّي مِقْرَافٌ لِلذُّنُوبِ. قَالَ: فَتُبْ
إِلَى اللَّهِ يَا جُبَيْبُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، إِنِّي أَتُوبُ ثُمَّ أَعُودُ.
قَالَ: فَكُلَّمَا أَذْنَبْتَ فَتُبْ. فَقَالَ: إِذَنْ
تَكْثُرُ ذُنُوبِي. قَالَ: عَفْوُ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ
ذُنُوبِكَ يا جبيب بن الحارث. هكذا ذكر الدار قطنى جبيب
بالجيم.
(357) جبل بن جوال الثعلبي،
ذكره ابن إسحاق، قَالَ: وقال جبل بن جوّال الثعلبي يوم
قريظة:
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه ... ولكنه من يحذل الله يخذل
وقال الدار قطنى: جبل بن جوال الثعلبي له صحبة.
(358) جليبيب،
روى حديثه أبو برزة الأسلمي في إنكاح رسول الله
__________
[1] الزيادة من م.
[2] في هامش م: وقع في أصل النسخ وبخطه: التركي- بالتاء.
وصوابه البركي- بباء معجمة موحدة من تحتها.
(1/271)
صلى الله عليه وَسَلَّمَ إياه إلى رجل من
الأنصار، وكانت فيه دمامة وقصر، فكأن الأنصاري وامرأته
كرها ذلك، فسمعت ابنتهما بما أراد رسول الله صلى الله عليه
وَسَلَّمَ من ذلك فتلت [1] : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا
مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ، وَرَسُولُهُ أَمْرًا أن
يكون لهم الخيرة من أمرهم. وقالت: رضيت وسلمت لما يرضي لي
به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ اصبب
عليها الخير صبًا ولا تجعل عيشها كدًا، ثم قتل عنها
جليبيب، فلم يكن في الأنصار أيم أنفق منها [2] ، وذلك أنه
غزا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بعض غزواته،
ففقده رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وأمر به يطلب،
فوجده قد قتل سبعة من المشركين ثم قتل، وهم حوله مصرعين
فدعا له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وقال:
هذا مني وأنا منه، ودفنه ولم يصل عليه. ومن حديث أنس بن
مالك قَالَ: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقال له جليبيب، وكان في وجهه دمامة، فعرض عليه رسول
الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ التزويج فقال: إذن تجدني يا
رسول الله كاسدًا، فقال:
إنك عند الله لست بكاسد. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ حَدَّثَنِي
أَبِي قَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ كِنَانَةَ
بْنِ نُعَيْمٍ، عن أبى برزة
__________
[1] سورة الأحزاب، آية 36.
[2] العبارة في أسد الغابة: فكانت من أكثر الأنصار نفقة
ومالا
(1/272)
الأَسْلَمِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَغْزَاةٍ فَأَفَاءَ
اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: هَلْ تَفْقِدُونَ
أَحَدًا. قَالُوا: نَعَمْ فُلانًا وَفُلانًا، ثُمَّ قَالَ:
هَلْ تَفْقِدُونَ أَحَدًا، قَالُوا: نَعَمْ فُلانًا
وَفُلانًا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَفْقِدُونَ أَحَدًا،
قَالُوا: لا.
قَالَ: لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ فِي
الْمَعْرَكَةِ. قَالَ: فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ
قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قُتِلَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، هُوَ ذَا قَدْ قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قُتِلَ.
فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ
فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قُتِلَ،
هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ- ثَلاثَ مِرَارٍ. ثم احتمله
النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَلَى سَاعِدَيْهِ، مَا
لَهُ سَرِيرٌ غَيْرُ ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم حَفَرُوا لَهُ فَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ قَالَ حماد: ولم
يذكر غسلا. قَالَ أبو عمر: هذا حديث صحيح في أن الشهيد لا
يغسل، وقد تقدم أنه لم يصل عليه.
(356) جري،
ويقال جزي بالزاي، حديثه عن النبي صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ في الضب والسبع والثعلب وخشاش الأرض، ليس إسناده
بقائم، لأنه يدور على عَبْد الكريم بن أبى أميّة.
(357) جزي [1] السلمي،
ويقال الأسلمي، والد حيان [2] بن جزي، أسلم وكساه رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بردين في حديث فيه
طول، ليس إسناده أيضا بالقائم.
__________
[1] قال في أسد الغابة: قال الدار قطنى: أصحاب الحديث
يقولون بكسر الجيم. وأصحاب العربية يقولون بعد الجيم
المفتوحة زاي وهمزة. وقال عباد الغنى: جزى بفتح الجيم
وسكون الزاى، وبالجملة فهذه الأسماء كلها قد اختلف العلماء
فيها اختلافا كثيرا.
[2] في هامش م: هكذا. وصوابه: وأخوه خزيمة بن جزى قاله عبد
الغنى. وقال الدار قطنى: جزى- بكسر الجيم.
(1/273)
(358) جزي بن معاوية،
عم الأحنف بن قيس، لا تصح له صحبة، كان عاملا لعمر بن
الخطاب على الأهواز، وقد ذكرنا نسبه عند ذكر أخيه صعصعة
ابن معاوية.
(359) جرموز الهجيمي،
من بلهجيم بن عمرو بن تميم. ويقال له جرموز القريعي
التميمي، له حديث واحد، مخرجه عن أهل البصرة.
رَوَى حَدِيثَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَوْذَةَ
الْقُرَيْعِيُّ عَنْ أَبِي تَيْمَةَ الْجُهَنِيِّ عَنْ
جُرْمُوزٍ الْقُرَيْعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَوْصِنِي. قَالَ: أُوصِيكَ أَلا تَكُونَ
لَعَّانًا. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ بن
جرموز.
(360) جعال.
ويقال جميل بن سراقة الضمري. ويقال الثعلبي. ويقال إنه في
عداد بني سواد من بني سلمة، كان من فقراء المسلمين، وكان
رجلا صالحًا قبيحًا دميمًا وأسلم قديمًا، وشهد مع رسول
الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أحدًا. ويقال: إنه الذي تصور
إبليس في صورته يوم أحد من روايته عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه سمعه يقول: أو ليس الدهر كله غدًا.
(361) جندرة بن خيشنة،
أبو قرصافة، هو مشهور بكنية معدود في الشاميين. له أحاديث،
مخرجها عن أهل الشام. وقد قيل: إن اسم أبي قرصافة قيس،
والأول أكثر، وقد ذكرناه في الكنى، والحمد للَّه.
(362) جفينة النهدي.
كتب إليه رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فوقع
بكتابه الدلو، ثم أتاه بعد مسلما.
(1/274)
حديثه عند أبي بكر الدهري [1] عن الثوري،
لم يرو عنه غيره، ولا يحتج به لضعف الدهري.
(363) جمرة بن النعمان بن هوذة
العذري،
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني عذرة، ولا
أعرفه بغير هذا.
(364) جيفر بن الجلندي [2]
اليماني،
كان رئيس أهل عمان هو أخوه عيد بن الجلندي، أسلما على يد
عمرو بن العاص حين بعثه النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ
إلى ناحيته عمان، ولم يقدما على النبي صلى الله عليه
وَسَلَّمَ ولم يرياه، وكان إسلامهما بعد خيبر.
(365) جودان،
لا أعرف له نسبًا، ولا علم لي به أكثر من روايته عن النبي
صلى الله عليه وَسَلَّمَ فيمن لا يقبل معذرة أخيه، كان
عليه خطيئة صاحب مكس.
(366) جزاء [3] بن عمرو
العذري،
ويقال جرو. قدم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فكتب له
كتابا.
(367) جزء [4] السدوسي،
ثم اليماني. قالت: أتيت النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ
بتمر من تمر اليمامة. روى عنه رجل من بنى حفص بن المعارك.
__________
[1] في م: الزاهريّ. والمثبت في ى، والباب.
[2] هكذا في م، في القاموس: جلنداء، أوله وفتح ثانيه
ممدودة. وبضم ثانية مقصورة:
اسم ملك عمان. وفي الإصابة: بضم أوله وفتح اللام وسكون
النون وفتح الدال: ملك عمان.
[3] في ى، وأسد الغابة جزء، والمثبت من م. وفي أسد الغابة:
جزء بن عمره ويقال: جرو.
[4] هكذا في ى، وأسد الغابة، وقال فيه: وقيل: جرو بالجيم
والراء والواو آخره، وفي م أيضا: جرو.
(1/275)
(368) جناب الكلبي،
أسلم يوم الفتح. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه
يقول لرجل ربعة: إنّ جبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري
والملائكة قد أظلت عسكري، فخذ في بعض هناتك: فأطرق الرجل
شيئا، ثم طفق يقول:
يا ركن معتمد وعصمة لائذ ... وملاذ منتجع وجار مجاور
يا من تخيره الإله لخلقه ... فحباه بالخلق الزكي الطاهر
أنت النبي وخير عصبة آدم ... يا من تجود كفيض بحر زاخر
ميكال معك وجبرئيل كلاهما ... مدد لنصرك من عزيز قاهر [1]
قَالَ: فقلت من هذا الشاعر؟ فقيل: حسان بن ثابت الأنصاري،
فرأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يدعو له
ويقول له خيرًا.
(369) الجفشيش الكندي.
ويقال الحضرمي. يقال فيه بالجيم وبالحاء وبالخاء، يكنى أبا
الخير. يقال اسمه جرير بن معدان، قدم على النبي صَلَّى
اللَّهُ وَسَلَّمَ في وفد كندة، وخاصمه إليه رجل في أرض
سماه ابن عون في حديثه عن الشعبي عن جرير بن معدان قَالَ:
وكان يلقب الجفشيش، هكذا قَالَ بالجيم: أنه خاصم رجلا في
أرض إلى النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فجعل اليمين
على أحدهما، فقال: يا رسول الله إن حلف دفعت إليه أرضي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإنه إن حلف
باللَّه كاذبًا لم يغفر الله له.
__________
[1] في ى: قادر. والمثبت من م.
(1/276)
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ
أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ
الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: كَانَ بَيْنَ رَجُلٍ مِنَّا
وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْحَضْرَمِيِّينَ، يُقَالُ لَهُ
الْجَفْشِيشُ خُصُومَةٌ فِي أرض، فقال له رسول الله صلى
الله عليه وَسَلَّمَ: شُهُودَكَ وَإِلا حَلَفَ لَكَ.
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وقال عمران بن موسى بن طلحة: لما قدم وفد كندة على النبي
صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ له أبو الخير- واسمه
الجفشيش- هكذا قَالَ بالجيم وضمها:
يا رسول الله، أنتم منا يا بني هاشم. قَالَ: كذبتم، نحن
بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا.
(370) جليحة بن عَبْد الله بن الحارث،
في قول ابن إسحاق، وقال الواقدي:
ابن محارب [1] بن ناشب [2] بن سعد بن ليث الليثي، شهد
حنينًا والطائف مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وقتل يوم الطائف شهيدًا.
(371) جعشم الخير بن خليبة الصدفي،
من ولد حريم [3] بن الصدف، بايع رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت الشجرة، وكساه النبي صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قميصه ونعليه. وأعطاه من شعره،
فتزوج جعشم الخير آمنة بنت طليق بن سفيان بن أمية بن عَبْد
شمس.
قتله الشريد بن مالك في الردة بعد قتل عكاشة بن محصن.
__________
[1] في م: ابن الضبي بن ناشب.
[2] في أسد الغابة: ابن ناشب بن غيرة بن سعد.
[3] حريم: بطن من حضر موت منهم جعشم بن خليبة بن موهب،
ويقال حريم- بكسر الراء. وفي م: من ولد حريم الصدفي.
(1/277)
(372) جندلة بن نضلة
بن عمرو بن بهدلة.
حديثه في أعلام النبوة حديث حسن.
(373) جويرية العصري،
من عَبْد القيس. جرى ذكره في حديث وفد عَبْد القيس، لا
أعلم له خبرا.
(374) جعفي،
ذكره ابن أبي حاتم فقال: جعفي بن سعد العشيرة، وهو من
مذحج، كان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد حجف
[1] في الأيام التي توفي النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ
فيها، كذا قَالَ عن أبيه [2] .
(375) جندع الأوسي،
روى عنه حارث بن نوفل.
(376) جبارة بن زرارة البلوي،
له صحبة، وليست له رواية، شهد فتح مصر. هكذا قَالَ علي بن
عمر الدار قطنى جبارة- بكسر الجيم.
__________
[1] في ى: حجفة، والمثبت من م، وأسد الغابة.
[2] في أسد الغابة: قلت: وهذا من أغرب ما يقوله عالم، فإن
جعفي بن سعد العشيرة مات قبل النبي بدهر طويل.
(1/278)
|