الإصابة في تمييز الصحابة

حرف الغين المعجمة
القسم الأول
الغين بعدها الألف
6917

- غاضرة بن سمرة بن عمرو بن قرط بن جندب «1» بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري «2» :.
تقدم ذكر أبيه في القسم الأول من حرف السين المهملة، وأما هو فقال ابن الكلبي: له صحبة، وبعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على الصدقات، حكاه الرّشاطيّ، وقال: لم يذكره أبو عمر، ولا ابن فتحون.
قلت: بقية كلام ابن الكلبي: وسمرة بن عمرو استخلفه خالد بن الوليد على اليمامة حين انصرف.
وفي تاريخ البخاريّ: غاضرة العنبري سمع عثمان. روى عنه ابن عوف «3» ، وهو هذا، قاله ابن أبي حاتم.
وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ولغاضرة ولد اسمه عبيد، يكنى أبا النجاب، وهو شاعر، ذكره جرير في شعره.

6918- غالب بن أبجر المزني «4» :
__________
(1) في أسد الغابة جناب.
(2) أسد الغابة ت (4168) .
(3) في أ: ابن عون.
(4) أسد الغابة ت (4169) ، الاستيعاب ت (2079) ، الثقات 3/ 327، تقريب التهذيب 2/ 604، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 329، الكاشف 374، تهذيب التهذيب 9/ 241، التاريخ الكبير 7/ 98، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تنقيح المقال 9347، بقي بن مخلد 791.

(5/241)


قال أبو حاتم الرّازي: له صحبة. وهو كوفي، ويقال فيه ابن ديخ، بكسر أوله ومثناة تحتانية بعدها معجمة.
له حديث في سنن أبي داود في الحمر الأهلية، اختلف في إسناده اختلافا كثيرا، قال ابن السكن: مخرج حديثه عن شيخ من أهل الكوفة.
قلت: مداره على عبيد بن الحسن، عن عبد الرحمن «1» بن مغفّل، عن ناس من مزينة، عنه، وفيه شعر ورفعه غيره، وشكّ شعبة فيه، فقال: عن أبحر أو ابن أبجر. وقال شريك بن عبد اللَّه القاضي: غالب بن ديخ، حكاه البغوي، ثم أفرد غالب بن ديخ، وأورد حديثه من طريق شريك بن عبد اللَّه، وكذا أفرده البخاري لكن لم يسق الحديث في ترجمة غالب بن ديخ.
وقال أبو عمر: ديخ كأنه جدّه، وله حديث آخر في تاريخ البخاري.
وقال قتيبة: حدثنا عبد المؤمن أبو الحسن، حدثنا عبد اللَّه بن خالد العبسيّ، عن عبد الرحمن بن مقرن، عن غالب بن أبجر، قال: ذكرت قيس عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: إن قيسا لأسد اللَّه.
ورواه الحسن بن سفيان في مسندة، عن قتيبة، ومن طريقة أبو نعيم، رواه ابن قانع، عن موسى بن هارون، عن قتيبة، وابن مندة من طريق موسى، وفرّق ابن قانع بينهما.

6919 ز- غالب بن ديخ:
ذكر في الّذي قبله.

6920- غالب بن عبد اللَّه الكناني الليثي «2» :.
قال البخاريّ: له صحبة، ونسبه ابن الكلبيّ، فقال: ابن عبد اللَّه «3» بن مسعر»
بن جعفر بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة الكلبي ثم الليثي.
وصحّح أبو عمر بعد أن قال غالب بن عبد اللَّه وهو الأكثر، ويقال ابن عبيد اللَّه الليثي، ويقال الكلبي، وأشار إلى أن الحديث في مسند أحمد بسند حسن.
قال أحمد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: قال أبي: حدثني محمد بن
__________
(1) أسد الغابة عن عبد اللَّه.
(2) أسد الغابة ت (4171) ، الثقات 3/ 327، الطبقات 323، التاريخ الكبير 7/ 98.
(3) في الاستيعاب: غالب بن عبد اللَّه، ويقال ابن عبيد اللَّه، والأكثر يقولون فيه ابن عبد اللَّه الليثي، ويقال الكلبي.
(4) في الإكمال: مسفر.

(5/242)


إسحاق، حدثني يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد اللَّه الجهنيّ، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم غالب بن عبد اللَّه الكلبي- كلب ليث- إلى الملوّح «1» بالكديد، وأمره أن يغير عليهم، فخرج، وكنت في سريته. فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن مالك بن البرصاء الليثي، فأخذناه، فقال: إنما جئت مسلما ... فذكر الحديث.
وكذا أخرجه أبو نعيم، من طريق أحمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد. وأخرجه أبو داود، من طريق عبد الوارث، عن محمد بن إسحاق، لكن قال في روايته: عبد اللَّه بن غالب والأول أثبت.
قال أبو عمر «2» : وكان ذلك عند أهل السير سنة خمس.
ولغالب رواية،
فأخرج البخاري في تاريخه، والبغوي، من طريق عمار بن سعد، عن قطن بن عبد اللَّه الليثي، عن غالب بن عبد اللَّه الليثي، قال: بعثني النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح بين يديه لأسهل له الطريق، ولأكون له عينا، فلقيني على الطريق لقاح بني كنانة، وكانت نحوا من ستة آلاف لقحة، وأن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نزل فحلبت له، فجعل يدعو الناس إلى الشراب، فمن قال إني صائم قال: هؤلاء العاصون.
وذكر ابن إسحاق في «المغازي» ، قال: حدثني شيخ من أسلم، عن رجال من قومه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم غالب بن عبد اللَّه الكلبي إلى أرض بني مرة، فأصاب بها مرداس بن نهيك حليفا لهم من الحرقة، قتله أسامة بن زيد.
وذكر هشام بن الكلبيّ أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه إلى فدك، فاستشهد دون فدك.
قلت: المبعوث إلى فدك غيره، واسمه أيضا غالب، لكن قال ابن فضالة- كما سيأتي ذلك في ترجمته وأما غالب بن عبد اللَّه هذا فله ذكر في فتح القادسية، وهو الّذي قتل هرمز ملك الباب.
وذكره أحمد بن سيار في تاريخ مرو، فقال: إنه قدمها، وكان ولي خراسان زمن معاوية، ولّاه زياد، قال: كان غالب المذكور على مقدمة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الفتح، كأنه يشير بذلك إلى حديث قطن بن عبد اللَّه الليثي عنه.
وكذا ذكره ابن حبّان أنّ زيادا ولّاه بعض خراسان زمن معاوية.
__________
(1) في الإكمال إلى بني الملوح.
(2) في الاستيعاب: قطر.

(5/243)


وقال الحاكم في مقدمة تاريخه: ومنهم، أي من الصحابة، غالب بن عبد اللَّه بن فضالة بن عبد اللَّه أحد بني ليث بن بكر يقال: إنه قدم مرو، وكان ولي خراسان زمن معاوية، ولّاه زياد.
وقال أبو جعفر الطّبريّ في تاريخه: استعمل زياد بن أبي سفيان سنة ثمان وأربعين على خراسان غالب بن فضالة، وكانت له صحبة.
قلت: وسياق نسبه من عند ابن الكلبي أصحّ فإنه أعرف بذلك من غيره، كما أن غيره أعرف منه بالأخبار، وإنما أتى اللّبس من ذكر فضالة في سياق نسبه، وليس هو فيه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

6921 ز- غالب بن عبد اللَّه بن فضالة:
تقدم في الّذي قبله.

6922- غالب بن فضالة الكناني «1» :.
استدركه أبو موسى، فقال: روي عن ابن عباس في قوله تعالى: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى [الحشر 7] قريظة، والنضير، وفدك، وخيبر، وقرى عرينة، قال:
أما قريظة والنضير فإنّهما بالمدينة، وأما فدك فإنّها على رأس ثلاثة أميال منهم، فبعث إليهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جيشا عليهم رجل يقال له غالب بن فضالة من بني كنانة، فأخذها عنوة. انتهى.
ويحتمل إن ثبت أن يكون الّذي قبله.

الغين بعدها الراء
6923

- غرفة «2» بن الحارث الكندي:
أبو الحارث اليماني، نزيل مصر.
قال أبو حاتم: له صحبة. ويقال إنه قاتل مع عكرمة بن أبي جهل أهل الردة باليمن وقال ابن السّكن: له صحبة، وهو كندي، ويقال: سكن مصر واختط بها دارا.
وقال أبو نعيم: عرفة الكندي. ويقال الأزدي، وكأنه ظن أنه والّذي يأتي بعده واحد، وليس كذلك.
__________
(1) أسد الغابة ت (4172) .
(2) أسد الغابة ت (4174) ، الاستيعاب ت (2086) ، الثقات 3/ 326، 328، الكاشف 374، تهذيب التهذيب 9/ 244، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الإكمال 6/ 179، تبصير المنتبه 3/ 942، بقي بن مخلد 747.

(5/244)


شهد حجة الوداع وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في نحر البدن، وحديثه عند أبي داود.
روى عنه عبد اللَّه بن الحارث الأزدي، وعبد الرحمن بن شماسة المهري، وكعب بن علقمة التّنوخي.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان من أشرف أهلها، وكان يكاتب عمر بن الخطاب.
وذكره ابن قانع في العين المهملة، وهو وهم، وكذا ذكره ابن حبّان، ثم أعاده في المعجمة وهو الصواب، فقال: دعا له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو الّذي قاتل عكرمة بن أبي جهل باليمن، ثم سكن مصر.
قلت: وقد أخرج ابن السكن حديثه في مقاتلته مع عكرمة، من طريق حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة- أن غرفة بن الحارث الكندي مرّ به نصراني فدعاه إلى الإسلام ... فذكر القصة، وفيها. فقال غرفة: معاذ اللَّه أن نعطيهم العهد أن يؤذوننا في نبينا «1» ، وفي آخرها: وكان غرفة له صحبة، وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل في الردة.
وذكر ابن فتحون أن أبا عمر ضبطه بسكون الراء، قال: وضبطه الدار الدّارقطنيّ وغيره بالتحريك.

6924- غرفة الأزدي:
ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: يقال له صحبة، وهو معدود في الكوفيين، ثم روى من طريق الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن غرفة الأزدي، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان من أصحاب الصّفّة، وهو الّذي دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: اللَّهمّ بارك له في صفقته، فذكر أثرا موقوفا يتعلق بمقتل الحسين.
قلت: وإسناده كوفيون غالبهم شيعة.

الغين بعدها الزاي
6925- غزيّة «2» :
بفتح أوله وكسر الزاي بعدها مثناة مشددة، ابن الحارث.
__________
(1) في أ: نفسنا.
(2) أسد الغابة ت (4176) ، الاستيعاب ت (2081) ، تبصير المنتبه 3/ 1044، تصحيفات المحدثين 975، الإكمال 7/ 18، الجرح والتعديل 7/ 330، التاريخ الكبير 7/ 109.

(5/245)


قال البخاريّ، وأبو حاتم الرّازي، وابن حبان: له صحبة. واختلف في نسبه، فقيل أنصاري مازني، قاله البخاري، وابن حبان، وابن السكن، وغيرهم وقيل أسلمي، وقيل خزاعيّ، ولعله من خزاعة حالف الأنصار، وأسلم هو وأخوه خزاعة.
قال البخاريّ: يعدّ في أهل الحجاز. وقال البغوي: سكن الشام وقال ابن يونس: لا نعلم له ذكرا إلا في هذا الحديث، يعني الآتي. وأراه ممّن سكن المغرب من الصحابة.
وقال ابن السّكن: معدود في أهل الحجاز. روي عنه حديث واحد. وقال ابن مندة:
عداده في أهل المدينة، وروى البخاري، والبغوي، وابن السكن، وابن مندة، من طريق الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال.
عن يزيد بن خصيفة «1» ، عن عبد اللَّه بن رافع مولى أم سلمة، عن غزيّة بن الحارث- أنه أخبره أنّ شبانا من قريش عام الفتح أو بعده أرادوا أن يهاجروا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فمنعهم آباؤهم، ثم ذكروا ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: لا هجرة بعد الفتح، وإنما هو الجهاد والنية.
اختصره البخاري.
قال ابن مندة: تابعه عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال.
قلت: وحديث عمرو بن الحارث عند ابن السكن وابن يونس، من طريق ابن وهب عنه، لكن عند ابن يونس عبد الرحمن بن رافع، وعند ابن السكن عبد اللَّه بن رافع، وهو الأصح كما في رواية البغوي وغيره.
وجزم أبو عمر بأنه عبد اللَّه بن رافع مولى أم سلمة، وباعتبار ذلك يعكر على ابن يونس ذكره إياه في المصريين.
وأخرج ابن السّكن وابن مندة أيضا من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن يزيد بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن رافع، عن غزيّة بن الحارث: سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: لا هجرة بعد الفتح إنما هي ثلاث: الجهاد، والسنة، والجنة.

6926- غزيّة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي «2» :.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد [العقبة، وأورده البغوي في الصحابة من طريقه،.
وقال أبو عمر: شهد] «3» أحدا،
وروى ابن سعد من طريق أم عمارة، قالت: كانت الرجال
__________
(1) في أ: خصفة.
(2) أسد الغابة ت (4177) ، الاستيعاب ت (2082) .
(3) سقط في أ.

(5/246)


تصفّف على يمين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ليلة بيعة العقبة، والعباس آخذ بيد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ينادي زوجي غزية بن عمرو يا رسول اللَّه، هاتان امرأتان حضرتا تبايعانك فقال: «إنّي لا أصافح النّساء» .

الغين بعدها السين
6927- غسّان العبديّ «1» :
قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن حبان: أبو يحيى: من عبد القيس له وفادة.
وقال البغويّ: يكنى أبا يحيى، سكن البصرة. وقال ابن السكن: وتفرد برواية حديثه «2» يحيى التيمي.
وروى البخاري، وابن أبي خيثمة، وابن السكن، من طريق يحيى بن عبد اللَّه الجابر، عن يحيى بن غسان، قال: كان أبي في الوفد الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من عبد القيس ... فذكر الحديث في الأشربة.
قال أبو عمر: إسناد حديثه في الأوعية «3» مضطرب.
وقال ابن مندة: رواه جماعة عن عبد العزيز- يعني ابن مسلم، عن يحيى بن غسان، عن ابن الرستم، عن أبيه.
قلت: يجوز أن يكون يحيى بن غسان حدّث به على الوجهين لو كان إسناده صحيحا وقد تقدم حديث عبد الرحمن بن سليمان في حرف الراء معزوّا إلى مسند أحمد وغيره.
وفي كلام ابن أبي حاتم شيء يخالف الروايتين جميعا، فإنه قال: غسان يروي عن ابن الرستم، وكان في الوفد.
روى يحيى بن الجابر، عن يحيى بن حسان، عن أبيه، فظاهر هذا أن ابن الرستم هو الصحابي، وأن الراويّ عنه غسان لا ولده، وليس كذلك لما مرّ من سياق البخاري وغيره.

الغين بعدها الضاد والطاء
6928- غضيف:
بالتصغير «4» ، ابن الحارث، ويقال: غطيف بالطاء المهملة بدل
__________
(1) أسد الغابة ت (4179) ، الاستيعاب ت (2087) ، الثقات 3/ 328، المتحف 364، 521.
(2) في أ: حديث.
(3) في أسد الغابة: في الأوعية والأشربة.
(4) أسد الغابة ت (4181) ، الاستيعاب ت (2083) ، طبقات ابن سعد 7/ 429، 443، طبقات خليفة ت (2899) ، الجرح والتعديل 7/ 54، تاريخ ابن عساكر 14/ 766، تهذيب الكمال 1091، تاريخ الإسلام 3/ 201، تذهيب التهذيب 3/ 134، تهذيب التهذيب 8/ 248، خلاصة تذهيب الكمال 261. مسند بقي بن مخلد 112.

(5/247)


الضاد المعجمة والأول أثبت- ابن زنيم السكونيّ، ويقال: الكندي، ويقال: الثّمالي، بالمثلثة واللام، ويقال: اليماني، بالتحتانية، ثم النون، حكاه البخاري عن بقية، أبو أسماء.
حديثه عن الصحابة في السنن ذكره جماعة في التابعين، وذكر السكونيّ في الصحابة البخاري، وابن أبي حاتم، والترمذي، وخليفة، وابن أبي خيثمة، والطبراني وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: أبو أسماء السكونيّ الكندي له صحبة، واختلف في اسمه، فقيل الحارث بن غضيف. وقال أبو زرعة: الصحيح الأول، والّذي يظهر لي أن السكونيّ غير الكندي الّذي أخرجوا له، فإن البخاري قال في ترجمة السكونيّ: قال معن- يعني ابن عيسى، عن معاوية- هو ابن صالح، عن يونس بن سيف، عن غضيف بن الحارث السكونيّ، أو الحارث بن غضيف، قال: ما نسيت من الأشياء لم أنس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واضعا يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة.
وأخرجه البغويّ، من طريق زيد بن الحباب، هكذا، لكن قال: الكندي.
وقال البخاريّ في «التاريخ الأوسط» : حدثنا عبد اللَّه- هو ابن صالح. وقال في الكبير: قال لي أبو صالح: حدثنا معاوية، عن أزهر بن سعيد، قال: سأل عبد الملك بن مروان غضيف بن الحارث الثّمالي، وهو أبو أسماء السكونيّ الشامي، أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وقال الثوري في حديثه غطيف، وهو وهم. هذا لفظه في الأوسط.
وذكر له رواية عن عمر، وعائشة، وعن أبي عبيدة.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه وأبي زرعة: غضيف بن الحارث أبو أسماء الثّمالي له صحبة.
وذكر ابن حبّان نحوه، ولم يقال: له صحبة: لكن قال: من أهل اليمن، رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى، وسكن الشام، وحديثه في أهلها.
ومن قال إنه الحارث بن غضيف فقد وهم.
وقال ابن أبي خيثمة: غضيف بن الحارث، وقيل: الحارث بن غضيف. والصحيح الأول، له صحبة، نزل الشام، وهو بالضاد المعجمة، وأما غطيف الكندي، بالطاء المهملة، فهو غير هذا.

(5/248)


روى عنه ابنه عياض بن غطيف. انتهى.
وقال ابن السّكن: غطيف بن الحارث الكندي له صحبة، حديثه عن أهل الشام.
وقال أبو أحمد الحاكم في «الكنى» أبو أسماء غطيف بن الحارث السكونيّ، ويقال الثّمالي، ويقال الأزدي، شامي، وذكر له حديث وضع اليد اليمنى في الصلاة. انتهى.
وله حديث أخرجه ابن مندة، من طريق العلاء بن زيد الثمالي، قال: حدثني عيسى بن أبي رزين الثمالي، سمعت غضيف بن الحارث يقول: كنت صبيّا أرمي نخل الأنصار، فأتوا بي النبيّ صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم فمسح رأسي، وقال: «كل ممّا سقط ولا ترم نخلهم» .
وله رواية عن بلال، وأبي عبيدة، وعمر، وأبي ذرّ، وأبي الدّرداء، وغيرهم.
روى عنه أيضا عبادة بن نسيّ، وشرحبيل بن مسلم، وسليم بن عامر، وحبيب بن عبيد، وأبو راشد الحبراني وأبو أسماء..
ذكره في التّابعين ابن سعد، والعجليّ، والدّارقطنيّ، وغيرهم.
وقال أحمد في مسندة: حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا صفوان بن عمرو، عن المشيخة أنهم حصروا غضيف بن الحارث حين اشتدّ سوقه، فقال: هل أحد منكم يقرأ يس، قال:
فقرأها صالح بن شريح السكونيّ. فلما بلغ أربعين آية منها قبض قال: فكان المشيخة يقولون: إذا قرئت عند الميت خفف عنه بها، وهو حديث حسن الإسناد.

6929- غطيف بن الحارث الكندي «1» :
والد عياض.
قال أبو نعيم: له صحبة. تقدم كلام ابن أبي خيثمة فيه في ترجمة الّذي قبله.
وأخرج له ابن السّكن، والطّبراني، من طريق إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن سالم الكندي، عن معاوية بن عياض بن غطيف، عن أبيه، عن جده: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه» .
وأخرجه ابن شاهين، وابن أبي خيثمة، من طريق إسماعيل المذكور، قال: حدثني سعيد بن سلم، وأورده ابن شاهين وابن السكن في ترجمة الّذي قبله. والصواب ما قال ابن
__________
(1) أسد الغابة ت (4182) ، الاستيعاب ت (2084) ، الثقات 3/ 326، تقريب التهذيب 2/ 105، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 331، تهذيب التهذيب 9/ 248، سير أعلام النبلاء 3/ 453، التاريخ الكبير 7/ 112، تلقيح فهوم أهل الأثر 375، بقي بن مخلد 368.

(5/249)


أبي خيثمة، وكذا قال الطبراني، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي في الصحابة من أهل حمص واللَّه أعلم.
وقال أبو عمر: وفي الّذي قبله نظر، والاضطراب فيه كثير، وفي «حاشية الاستيعاب» :
هو رجل واحد لا ثلاثة، والأصحّ فيه بالضاد المعجمة.

6930- غطيف «1» :
أو أبو غطيف، ويقال بالضاد المعجمة.
ذكره البغويّ وغيره في الصحابة، وأخرج البغوي، وابن مندة، من طريق مالك بن إسماعيل، وأبو نعيم من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي «2» ، كلاهما عن عبد السلام بن حرب «3» . عن إسحاق، عن «4» عبد اللَّه بن أبي فروة، عن مكحول، عن [....] «5» الخولانيّ، عن غطيف، أو أبي غطيف، صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا في رواية البغوي، وفي رواية الآخر: وله صحبة، ورفعه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: من قال في الإسلام هجاء فاقطعوا لسانه.
لفظ مالك.
وفي رواية سعيد، عن غطيف بن الحارث، أو أبي غطيف. رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وأخرجه الطّبراني من طريق عبدان «6» . فقال أيضا: غضيف، أو أبو غضيف بالضاد المعجمة، وإسحاق متروك. واللَّه المستعان.

الغين بعدها النون
6931

- غنّام بن أوس بن غنّام «7» بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصاري الخزرجي البياضي «8» :
قال الواقديّ وابن الكلبيّ: شهد بدرا. وذكره ابن حبان في الصحابة، وقال: هو والد عبد اللَّه بن غنّام.

6932 ز- غنّام:،
صحابي من مسلمة الفتح.
__________
(1) أسد الغابة ت (4184) ، تقريب التهذيب 2/ 106، تهذيب التهذيب 9/ 51.
(2) في أ: الأشجعي.
(3) في ب: حارث.
(4) في ب وأسد الغابة: ابن.
(5) بياض في ب: نحو كلمتين.
(6) بياض نحو كلمتين.
(7) في أسد الغابة: ابن غنام بن أوس بن عمرو.
(8) أسد الغابة ت (4186) ، الثقات 3/ 327، أصحاب بدر 245.

(5/250)


قرأت بخط الخطيب في المؤتلف، ومن طريق أبي عاصم، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، حدّثني عبد اللَّه بن غنّام، عن أبيه، قال: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في اثني عشر ألفا، وقتل من أهل الطائف يوم حنين مثلي ما قتل من قريش يوم بدر، قال: وأخذ كفّا من حصى «1» فرمى به في وجوهنا فانهزمنا.
قلت: فهو والد عبد اللَّه بن غنام الأنصاري.

6933- غنام، والد عبد الرحمن «2» :
ذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه في الصحابة،
وقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديثه: من صام ستة أيام من شوال رواه حاتم بن إسماعيل، عن إسماعيل المؤذن، مولى عبد الرحمن بن غنام، عن عبد الرحمن بن غنّام، عن أبيه.
قلت: ووصله ابن مندة من رواية حاتم، ولفظه: من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام السنة.
وأخرجه أبو نعيم بنحوه ووقع عند البغوي غنام الأنصاري سكن المدينة. وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديث لم يزد على هذا، ولا ذكر الحديث.
وقد تقدّم أنّ بعضهم صحفه، فقال: عنان، بكسر المهملة وتخفيف النون وبعد الألف نون أخرى.

6934 ز- غنام «3» :
ذكر أبو عمر عقب ترجمته ما نصّه: رجل من الصحابة مذكور في أهل بدر، كذا حكاه ابن الأثير ولم يفرده بترجمة، وأظنّه الّذي روى حديثه ...

6935 ز- غنيم بن زهير:
أخو عياض المتقدم.
ذكره الأمويّ في «مغازيه» ، عن عبد اللَّه بن زياد، عن ابن إسحاق، فيمن هاجر إلى الحبشة هو وأخوه عياض واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم ذكر ولده عياض في القسم الأول.

6936- غنيم بن سعد:
والد عبد الرحمن بن غنم الأشعري.
قال ابن سعد: له صحبة، وهو ممن قدم مع أبي موسى الأشعري.
__________
(1) في أ: حصباء.
(2) أسد الغابة ت (4187) ، تصحيفات المحدثين 728) .
(3) الاستيعاب ت (2088) .

(5/251)


6937- غنيم بن عثمان:
ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، وله راية «1» . حدث عنه عبد الرحمن بن أبي عوف.
6938

- غني «2» بن قطيب «3» :
ذكره ابن مندة، وقال: شهد فتح مصر، وذكر في الرواية: ولا تعرف له رواية، قاله لي أبو سعيد بن يونس.

الغين بعدها الواو
6939- غورث بن الحارث:
الّذي قال: من يمنعك مني؟ قال: اللَّه. فوضع السيف من يده وأسلم.
قاله البخاريّ من حديث جابر، هكذا استدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه.
ونقلته من خطه، وليس في البخاري تعرّض لإسلامه.
قال البخاريّ: من حديث جابر، هكذا استدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه.
ونقلته من خطه، وليس في البخاري تعرّض لإسلامه.
قال البخاريّ: أخرجه من ثلاث طرق: إحداها موصولة. والأخرى معلقة، والأخرى مختصرة جدا، أما الموصولة
فمن طريق الزهري، عن سنان بن أبي سنان، عن جابر- أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل نجد ... فذكر الحديث، وفيه: ثم إذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يدعونا، فجئناه، فإذا عنده أعرابيّ جالس، فقال: إن هذا اخترط سيفي «4» ، وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده مصلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟
قلت: اللَّه، فها هو ذا جالس.
ثم لم يعاقبه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يسمّ في هذه الرواية.
وأما المعلقة فقال البخاري عقب هذه: قال أبان: حدثنا يحيى بن أبي سلمة، عن جابر، قال: كنّا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بذات الرقاع ... فذكر الحديث بمعناه، وفيه أن أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تهدّدوه، وليس فيه تسميته. أيضا.
وأما المختصرة فقال: فقال مسدّد، عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحارث، ولم يبيّن البخاري ما في مسند أبي بشر.
وقد رويناه في المسند الكبير لمسدد بتمامه، وفيه ما يصرح بعدم إسلام غورث،
__________
(1) في أ: رواية.
(2) أسد الغابة ت (4188) .
(3) في أ: قطب.
(4) اخترط السّيف: سلّه من غمده. اللسان 2/ 1135.

(5/252)


وذلك
أنه رواه عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن جابر بطوله، وزاد فيه: إنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال للأعرابي- بعد أن سقط السيف من يده: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ قال: لا، أو تسلم. قال: لا، قال: لا، أو تسلم. قال:
لا، ولكن أعاهدك ألّا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك.
فخلّى سبيله، فجاء إلى أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس.
وكذا أخرجه أحمد في مسندة، من طريق أبي عوانة، ذكره الثعلبي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس ... فذكر نحو رواية العسكري عن جابر فيما يتعلق بقدم إسلامه ولكن ساق في القصة أشياء مغايرة لما تقدم من الطريق الصحيحة.
فهذه الطرق ليس فيها أنه أسلم، وكأنّ الذهبي لما رأى ما في ترجمة دعثور بن الحارث الّذي سبق في حرف الدال أنّ الواقدي ذكر له شبها بهذه القصة، وأنه ذكر أنه أسلم، فجمع بين الروايتين، فأثبت إسلام غورث، فإن كان كذلك ففيما صنعه نظر من حيث إنه عزاه للبخاريّ، وليس فيه أنه أسلم، ومن حيث إنه يلزم منه الجزم بكون القصتين واحدة مع احتمال كونهما واقعتين إن كان الواقدي أتقن ما نقل.
وفي الجملة هو على الاحتمال، وقد يتمسك من يثبت إسلامه بقوله: جئتكم من عند خير الناس.

الغين بعدها الياء
6940

- غيلان بن سلمة بن معتّب «1» بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.
وسمى أبو عمر «2» جده شرحبيل.
قال البغويّ: سكن الطائف، وقال غيره: وأسلم بعد فتح الطائف، وكان أحد وجوه ثقيف، وأسلم وأولاده: عامر، وعمار، ونافع، وبادية، وقيل: إنه أحد من نزل فيه: عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ، وقد روى عنه ابن عباس شيئا من شعره، قال أبو عمر: هو ممن وفد على كسرى، وله معه خبر ظريف.
قال أبو الفرج الأصبهاني: أخبرني عمي. حدثنا محمد بن سعيد الكراني، حدثنا
__________
(1) أسد الغابة ت (4190) ، الجرح والتعديل 7/ 143، البداية والنهاية 7/ 143، العقد الثمين 716، الأعلمي 23/ 162، التاريخ الصغير 1/ 297.
(2) في الاستيعاب: غيلان بن سلمة بن شرحبيل.

(5/253)


العمري، عن العتبي، عن أبيه، قال: كان غيلان بن سلمة وفد على كسرى، فقال له ذات يوم: أيّ ولدك أحبّ إليك؟ قال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم»
، فاستحسن ذلك من قوله، ثم قال له: ما غذاؤك في بلدك؟ قال: خبز البر. قال:
عجبت لك هذا العقل.
قال الكرانيّ، عن العمري: وقد روى الهيثم بن عدي هذه القصة أبين من هذه، وساقه بطوله، وفيها: كان أبو سفيان في نفر من قريش ومن ثقيف فوجّهوا بتجارة إلى العراق، فقال لهم أبو سفيان: إنا نقدم على ملك جبّار لم يأذن لنا في دخول بلاده، فأعدّوا له جوابا. فقال غيلان: أنا أكفيكم على أن يكون نصف الربح لي. قالوا: نعم، فتقدم إلى كسرى، وكان جميلا، فقال له الترجمان: يقول لك الملك: كيف قدمتم بلادي بغير إذني؟ فقال: لسنا من أهل عداوتك، ولا تجسّسنا عليك، وإنما جئنا بتجارة، فإن صلحت لك فخذها وإلا فائذن لنا في بيعها، وإن شئت رجعنا بها قال: وسمعت صوت الملك فسجدت، فقيل له: لم سجدت؟ قال: سمعت صوت الملك حيث لا ينبغي أن ترفع الأصوات.
فأعجب كسرى، وأمر أن توضع تحته مرفقة، فرأى عليها صورة كسرى، فوضعها على رأسه، فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال: رأيت عليها صورة الملك فأجللتها أن أجلس عليها، فاستحسن ذلك أيضا، ثم قال له: ألك ولد؟ قال: نعم. قال: فأيّهم أحبّ إليك؟ قال:
الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. قال: أنت حكيم من قوم لا حكمة فيهم، وأحسن إليه.
وذكرها أبو هلال العسكريّ في «كتاب الأوائل» بغير إسناد أطول مما هنا، فقال:
خرج أبو سفيان بن حرب في جمع من قريش وثقيف يريدون بلاد كسرى بتجارة لهم، فلما ساروا ثلاثا جمعهم أبو سفيان، فقال: إنا في سيرنا «2» هذا لعلى خطر ما قدومنا على ملك لم يأذن لنا بالقدوم عليه؟ وليست بلاده لنا بمتجر، فأيكم يذهب بالعير. فنحن برآء من دمه إن أصيب، وإن يغنم فله نصف الربح. فقال غيلان بن سلمة: أنا أمضي بالعير، وأنشده:
فلو رآني أبو غيلان إذ حسرت ... عنّي الأمور بأمر ما له طبق
لقال رغب ورهب أنت بينهما ... حبّ الحياة وهول النّفس والشّفق
إمّا مشفّ على مجد ومكرمة ... أو أسوة لك فيمن يهلك الورق «3»
[البسيط]
__________
(1) في الاستيعاب: حتى يئوب.
(2) في أ: مسيرنا.
(3) انظر الأبيات في تاريخ الطبري 6/ 107.

(5/254)


فخرج بالعير، وكان أبيض طويلا جعدا، فتخلّق ولبس ثوبين أصفرين، وشهر نفسه، وقعد بباب كسرى، حتى أذن له، فدخل عليه وشبّاك بينه وبينه، فقال الترجمان: يقول لك:
ما أدخلك بلادي بغير إذني؟ فقال: لست من أهل عداوة لك، ولم أكن جاسوسا، وإنما حملت تجارة، فإن أردتها فهي لك، وإن كرهتها رددتها، قال: فإنه ليتكلم إذ سمع صوت كسرى، فخرّ ساجدا، فقال له الترجمان: يقول لك: ما أسجدك؟ قال: سمعت صوتا مرتفعا حيث لا ترتفع الأصوات، فظننته صوت الملك، فسجدت قال: فشكر له ذلك، وأمر بمرفقة فوضعت تحته، فرأى فيها صورة الملك فوضعها على رأسه، فقال له الحاجب: إنما بعثنا بها إليك لتقعد عليها، فقال: قد علمت، ولكني رأيت عليها صورة الملك فوضعتها على أكرم أعضائي. فقال: ما طعامك في بلادك؟ قال: الخبز. قال: هذا عقل الخبز، ثم اشترى منه التجارة بأضعاف أثمانها، وبعث معه من بنى له أظما بالطائف، فكان أول أطم بني بالطائف.
وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وقال إسحاق بن راهويه في مسندة:
أنبأنا عيسى بن يونس، وإسماعيل، قالا: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه- أنّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، اختر منهن أربعا.
ورواه الترمذي عن هناد، عن عبيدة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن معمر، ثم قال:
هكذا رواه معمر.
وسمعت محمدا يقول: هذا غير محفوظ، والصحيح ما رواه شعيب عن الزهري، قال: حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أنّ غيلان ... فذكره.
قلت: رواه جماعة من أهل البصرة عن معمر، وأخرجه أحمد، عن محمد بن جعفر غندر، وعبد الأعلى، وإسماعيل بن عليّة، عنه ورواه ابن حبان في صحيحه، عن أبي يعلى، عن أبي خيثمة، عن ابن عليّة.
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق كثير، عن معمر، ويقال: إنّ معمرا حدّث بالبصرة بأحاديث وهم فيها، لكن تابعهم عبد الرزاق.
ورويناه في المعرفة لابن مندة عاليا، قال: أنبأنا محمد بن الحسين، أنبأنا أحمد بن يوسف، حدثنا عبد الرزاق، به، لكن استنكر أبو نعيم ذلك، وقال: إن الأثبات رووه عن عبد الرزاق مرسلا، ثم أخرجه من طريق إسحاق بن راهويه، عن عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري- أنّ غيلان بن سلمة. فذكره.
وروى عن يحيى بن أبي كثير، وهو من شيوخ معمر، عن معمر، أخرجه أبو نعيم من طريقه.

(5/255)


ورواه يحيى بن سلام الإفريقي، عن مالك ويحيى بن أبي كثير، عن الزهري أيضا.
والإفريقي ضعيف.
ورواه يحيى بن أبي كثير السقاء، عن الزهري موصولا أيضا، أخرجه أبو نعيم من طريقه ويحيى ضعيف.
وقد كشف مسلم في كتاب «التمييز» عن علّته، وبيّنها بيانا شافيا، فقال: إنه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان: أحدهما مرفوع، والآخر موقوف، قال: فأدرج معمر المرفوع على إسناد الموقوف، فأما المرفوع فرواه عقيل عن الزهري، قال: بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد- أن غيلان أسلم وتحته عشر نسوة ... الحديث. وأما الموقوف فرواه الزهري، عن سالم، عن أبيه- أنّ غيلان طلّق نساءه في عهد عمر، وقسّم ميراثه بين بنيه ... الحديث.
قلت: وقد أوردت طرق هذين الحديثين في كتابي الّذي في معرفة المدرج. وللَّه الحمد.
وقد أورده ابن إسحاق في مسندة، عن عيسى بن يونس، وابن عليّة، كما أوردناه، وقال بعد قوله أربعا متصلا به، فلما كان في عهد عمر طلّق نساءه، وقسّم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر، فقال: واللَّه إني لأظنّ الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك فقذفه في نفسك، ولا أراك تمكث إلا قليلا، وايم اللَّه لترجعنّ في مالك، وليرجعن نساؤك أو لأورثهنّ منك، ولآمرنّ بقبرك فيرجم كما يرجم قبر أبي رغال.
قلت: ولهذا المدرج طريق أخرى من
رواية سيف بن عبد اللَّه الجرمي، عن سرّار بن مجشّر عن أيوب عن سالم ونافع، عن ابن عمر، قال: أسلم غيلان بن سلمة وعنده عشر نسوة، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يمسك منهن أربعا، فلما كان زمن عمر طلقهنّ ... الحديث بتمامه.
وفي إسناده مقال.
وله حديثان آخران غير هذا من رواية بشر بن عاصم،
فأخرج ابن قانع، وأبو نعيم، من طريق معلى بن منصور، أخبرني شبيب بن شيبة، حدثني بشر بن عاصم، عن غيلان بن سلمة الثقفي، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بعض أسفاره، فقال: لو كنت آمرا أحدا من هذه الأمة بالسجود لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لبعلها.
وبهذا الإسناد قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سفر، فمررنا

(5/256)


بشجرتين، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا غيلان، ائت هاتين الشّجرتين فمر إحداهما تنضمّ إلى الأخرى حتّى أستتر بهما. فانقلعت إحداهما تخذّ الأرض حتّى انضمّت إلى الأخرى» .
وله ذكر في ترجمة نافع مولاه.
ومن أخبار غيلان في الجاهلية ما حكاه أبو سعيد السكري في ديوان شعره- أنّ بني عامر أغاروا على ثقيف بالطائف، فاستنجدت ثقيف ببني نصر بن معاوية، وكانوا حلفاءهم فلم ينجدوهم، فخرجت ثقيف إلى بني عامر، وعليهم يومئذ غيلان بن سلمة، فقاتلوهم حتى هزموا بني عامر، وفي ذلك يقول غيلان- فذكر شعرا يذكر فيه الوقعة.
مات غيلان في آخر خلافة عمر.
قال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : غيلان شريف شاعر أحد حكّام قيس في الجاهلية، وأنشد له:
لم ينتقص منّي المشيب قلامة ... الآن حين بدا ألبّ وأكيس
والشّيب إن يحلل فإنّ وراءه ... عمرا يكون خلاله متنفّس
[الكامل] أخبرني أحمد بن الحسين الزينبي، أنبأنا محمد بن أحمد بن خالد، أنبأنا محمد بن إبراهيم المقدسي، أنبأنا عبد السلام الزهري، أنبأنا أبو القاسم العكبريّ، أنبأنا أبو القاسم بن اليسري، أنبأنا أبو طاهر المخلص. حدثنا أحمد بن نصر بن بجير، حدثنا علي بن عثمان النّفيلي، حدثنا المعافى، حدثنا القاسم بن معن، عن الأجلح، عن عكرمة، قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر: 4]- قال: لا تلبس على معصية، ولا على غدرة، ثم قال ابن عبّاس: سمعت غيلان بن سلمة يقول:
إنّي بحمد اللَّه لا ثوب فاجر ... لبست ولا من غدرة أتقنّع
[الطويل]

6941- غيلان بن عمرو «1» :
له ذكر في حديث رواه عمر بن شبّة في الصحابة له، وابن مندة، من طريق علي بن عراب «2» ، عن عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن أبيه، قال: هذا ما كتب رسول
__________
(1) أسد الغابة ت (4191) .
(2) في أ: غراب.

(5/257)


اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لوفد نجران ... فذكر الكتاب، قال: وشهد أبو سفيان بن حرب، وغيلان بن عمرو.
وذكره أيضا الأموي في المغازي ليونس بن بكير، عن سلمة بن عبد يسوع، عن أبيه، عن جده ... فذكر قصة أسقف نجران، وإرسالهم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومصالحتهم له، وكتابه لهم بذلك، وفي آخره: شهد أبو سفيان بن حرب، وغيلان بن عمرو، ومالك بن عوف من بني نصر، والأقرع بن حابس، والمغيرة، وليث.

6942- غيلان الثقفي:
ما أدري هو ابن سلمة أو غيره؟
ذكر عبد الحق في الأحكام، عن إسرائيل، عن عمر بن عبد اللَّه بن يعلى، عن حكيمة عن أبيها، عن غيلان الثقفي- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من التقط لقطة درهما أو حبلا فليعرّفه ثلاثة أيام ... » الحديث.
6943

- غيلان «1» ، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم:
ذكره ابن السّكن، وقال: روي عنه حديث واحد مخرجه عند أهل الرّقة،
ثم روي من طريق عياض بن محمد حدثنا جعفر بن برقان، عن داود بن عراد من بني عبادة بن عبيد، عن غيلان مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: يخرج الدجّال فيدعو الناس إلى العدل وإلى الحق فيما يرون، فلا يبقى مؤمن ولا كافر إلا اتبعه، وهم لا يعرفونه، فبينما المؤمنون في همّ من ذلك إذ خسفت عينه، وظهر بين عينيه «كافر» يقرؤه كلّ مؤمن، فعند ذلك فارقه المؤمنون، واتّبعه الكافرون.

القسم الثاني
الغين بعدها النون
6944 ز- غنيم بن قيس المازني «2» :
قال ابن ماكولا، تبعا لعبد الغني بن سعيد: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ورآه.
__________
(1) أسد الغابة ت (4192) .
(2) أسد الغابة ت (4189) ، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 123- الطبقات لخليفة 193- التاريخ لخليفة 292- التاريخ الكبير 7/ 110- التاريخ لابن معين 2/ 469- الجرح والتعديل 7/ 58- الكنى والأسماء 2/ 46- كتاب المراسيل 165- الكاشف 2/ 323- تهذيب التهذيب 8/ 251- تقريب التهذيب 2/ 106- جامع التحصيل 308- تاريخ الإسلام 3/ 451.

(5/258)


وروى عن سعد بن أبي وقاص وغيره، وكذا ذكره ابن فتحون. وقال ابن مندة: روى عنه جناح «1» ، ولا تصحّ له صحبة ولا رؤية.
قلت: حديثه عن الصحابة في مسلم وغيره، ويقال له أيضا الكعبي، وكنيته أبو العنبر، وله رواية أيضا عن أبيه، وله صحبة، وعن أبي موسى الأشعري، وابن عمر.
روى عنه سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وخالد الحذّاء، وأبو السليل وآخرون.
ووثّقه ابن سعد، والنّسائيّ، وابن حبّان، وقال: مات سنة تسعين من الهجرة.
وفي الجعديات عن شعبة، عن سعيد الجريريّ، سمعت غنيم بن قيس، قال: كنا نتواعظ في أول الإسلام: ابن آدم اعمل في فراغك قبل شغلك، وفي شبابك لكبرك، وفي صحتك لمرضك، وفي دنياك لآخرتك، وفي حياتك لموتك.
وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن الوضاح، عن عاصم الأحول، قال: قال غنيم بن قيس أشرف علينا راكب فنعى لنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فنهضنا من الاحوية، فقلنا: بأبينا وأمّنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقلت:
ألا لي الويل على محمّد ... قد كنت في حياته بمقعد
وفي أمان من عدوّ معتدي «2»
[الرجز] وأخرج أبو بكر بن أبي على هذه القصة من طريق صدقة بن عبد اللَّه المازني، عن جناح بن غنيم بن قيس، عن أبيه، قال: أذكر موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: أشرف علينا رجل، فقال ... فذكر الشعر.
ورواه شعبة، عن عاصم الأحول، عن غنيم بن قيس، قال: أحفظ من أبي كلمات قالهن لما مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجه أبو نعيم.

القسم الثالث
العين بعدها الألف
6945 ز- غاضرة:
سمع عمر. تقدم في الأول.
__________
(1) في أسد الغابة: ابنه جناح.
(2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4189) .

(5/259)


6946- غالب بن بشر الأسدي «1» .
أحد من انحاز عن طليحة بن خويلد حال الردة. من حكماء بني أسد وأشرافهم.
ذكره وثيمة في «كتاب الردة» ، واستدركه ابن فتحون.

6947 ز- غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال التميمي الداريّ:،
والد الفرزدق الشاعر.
لأبيه صحبة، ولغالب إدراك، لأن الفرزدق ولد أيام عمر، وقال الشعر الجيد في أيام علي، وسيأتي ذلك مع مزيد عليه في ترجمته إن شاء اللَّه تعالى في القسم الأخير من حرف الفاء.
وفي التاريخ المظفري، عمّر غالب بن صعصعة، ولقي عليا بالبصرة، وأدخل عليه الفرزدق وكان مشهورا بالجود، فيقال: إن نفرا من بني كلب تراهنوا على أن يقصدوا نفرا سمّوهم، فمن أعطى ولم يسأل سائله من هو فهو أكرمهم، فاختاروا عمرو بن السّليل الشيبانيّ، وطلبة بن قيس بن عاصم، وغالب بن صعصعة، فأتوا عمرا وطلبة، فقالا: من أنتم؟ ثم أتوا غالبا فأعطاهم ولم يسألهم، فأخذ صاحب غالب الرهن. وقد مضى له ذكر في ترجمة سحيم بن وثيل اليربوعي في قصة مفاخرته له في نحر الإبل في خلافة عثمان.
وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده، وفي ترجمة هنيدة بنت صعصعة أخته.

الغين بعدها الراء والزاي
6948 ز- غرقدة:
غير منسوب.
له إدراك، ذكر الطبري في «تاريخه» أنّ المسلمين حين عبروا دجلة سلموا عن آخرهم إلّا رجلا من بارق يدعى غرقدة زال عن ظهر فرس له شقراء فرمى القعقاع بن عمرو إليه عنان فرسه فأخذ بيده حتى عبره.

6949- غزال الهمدانيّ.
أنشد له سيف في الردة شعرا يهجو به الأسود العنسيّ الكذاب، ويمدح الذين قتلوه منه:
يا ليت شعري، والتّلهّف حسرة ... أن لا أكون وليته برجالي
[الكامل]
__________
(1) أسد الغابة ت (4170) .

(5/260)


6950- الغرور بن النعمان بن المنذر اللخمي:
كان أبوه ملك الحيرة، وهو مشهور، وأسلم الغرور، ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام.
قال وثيمة في كتاب «الردة» كان اسمه المنذر ولقبه الغرور، ويقال: هو اسمه، وكان يقول بعد أن أسلم: لست الغرور، ولكني المغرور.
وقال سيف في «الفتوح» : خرج الحطيم في بني قيس بن ثعلبة، فجمع من ارتد وأرسل إلى الغرور بن سويد بن المنذر ابن أخي النعمان، فقال له: إن غلبت ملّكتك البحرين حتى تكون كالنعمان بالحيرة.

الغين بعدها السين
6951- غسان بن حبيش:
أو حبش الأسدي «1» ، هكذا أورده ابن الأثير، وعزاه لابن الدباغ.
وقد ذكره وثيمة في «كتاب الردة» فيمن انحاز عن طليحة مع غالب بن بشر المذكور هو وأخوه عبد الرحمن ووالدهما حبيش، وقد مضى خبر حبيش في ترجمته. واستدركه ابن فتحون.

الغين بعدها الطاء
6952- غطيف بن حارثة
بن حسل بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن عامر بن كنانة بن حسل اليشكري:، أبو كاهل، والد سويد بن أبي كاهل.
ذكره المرزباني في «المعجم» ، وقال: مخضرم وأنشد له شعرا.

القسم الرابع
الغين بعدها الراء
6953

- عرفة «2» بن مالك الأزدي:،
أخو عبد الرحمن «3» .
صحفه بعض من صنّف في الصحابة من المتأخرين، فذكره بالغين المعجمة، وإنما هو
__________
(1) أسد الغابة ت (4178) .
(2) في أ: غرفة.
(3) أسد الغابة ت (4173) .

(5/261)


بالعين المهملة والراء ثم الواو. وقد تقدم في عروة بن مالك على الصواب.

6954- عرقدة، والد شبيب «1» .
ذكر في الصحابة ولا يصحّ، هكذا قال ابن مندة.
وقال أبو موسى في الذيل: لم يورد أبو عبد اللَّه حديثه،
وأورده أبو بكر بن أبي علي، من طريق زكريا بن عدي، عن سلام، عن شبيب بن غرقدة، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يجني جان إلّا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا ولد على والده» «2» .
قلت: وهذا غلط نشأ عن إسقاط، وذلك أن شبيب بن غرقدة إمّا «3» رواه عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه، فسقط سليمان من هذه الرواية، فصار الضمير في قوله: «عن أبيه» يعود على شبيب، وليس كذلك.
وقد رواه ابن ماجة، من طريق زياد بن علاقة، عن شبيب على الصواب، وذكر المتن بهذه الألفاظ، وكذا رواه الترمذي في حديث طويل، وأورد أبو داود والنسائي بعض الحديث مفرقا من طريق أبي الأحوص، عن زياد، وأبو الأحوص المذكور هو سلام بن سليم المذكور في رواية زكريا بن عدي.
وذكره ابن قانع في الصّحابة أيضا في أول حرف الغين المعجمة، وأتى بغلط آخر أفحش من الأول، قال: حدثنا علي بن محمد، حدثنا مسدّد، حدثنا ابن عيينة، عن شبيب بن غرقدة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أعطاه دينارا ليشتري به أضحية، أو قال: شاة، فاشترى شاتين ... الحديث.
قال ابن قانع: كذا قال، وهو تصحيف، وإنما هو عن عروة، لا عن غرقدة.
قلت: وهذا الحديث في صحيح البخاري من حديث سفيان بن عيينة، لكنه عن عروة بن الجعد. والحديث مشهور من حديثه.
وقد بينت في شرح البخاري السبب في إخراج البخاري له مع أنه عن الحي ولا يعرف أحوالهم. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (4175) .
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 499، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص بلفظة، والطبراني في الكبير 17/ 32، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40106.
(3) في أ: إنما.

(5/262)


الغين بعدها الزاي
6955 ز- غزيّة بن الحارث.
ذكره أبو صالح المؤذّن في الصحابة، وقال: له صحبة. سكن مصر.
روى عنه كعب بن علقمة حديثا طويلا، كذا ذكره في كتاب من لم يرو عنه إلا واحد، وأخطأ فيه من وجهين: أحدهما أنه صحّف اسمه، وإنما هو عرفة، بالراء والفاء المفتوحتين، لا غزيّة، بكسر الزاي وتشديد «1» التحتانية. ثانيهما في ادّعائه أنّ كعب بن علقمة تفرّد بالرواية عنه، وليس كذلك، فقد روى عنه أيضا عبد اللَّه بن الحارث الأزدي حديثه عنه في سنن أبي داود. وأما حديث كعب بن علقمة عنه فقد رواه البخاري في تاريخه، عن نعيم بن حماد، عن عبد اللَّه بن المبارك، عن حرملة بن عمران، حدثني كعب بن علقمة- أن عرفة بن الحارث الكندي، وكانت له صحبة، مرّ به نصراني فدعاه إلى الإسلام، فذكر النصراني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتناوله فضربه عرفة فدقّ أنفه، فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص، فأرسل إليه: إنا قد أعطيناهم العهد، فقال: معاذ اللَّه أن نعطيهم العهد على أن يظهروا شتم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال عمرو: صدقت.
وإسناده صحيح، وهو معروف، رواه عبد اللَّه بن صالح، عن حرملة بن عمران أيضا.
أخرجه الطبراني عن مطلب عنه.

6956 ز- غزيّة بن سواد.
مذكور في حاشية «الاستيعاب» في باب غزيّة، قال: هو الّذي أقاده النبيّ صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم من نفسه في كتاب الليث عن ابن الهاد، ذكره عبد الغني بن سعيد في المؤتلف في باب سواد، وفي باب غزيّة.
قلت: وهو مقلوب، وإنما هو سواد بن غزية، وقد مرّ الحديث في ترجمته في حرف السين المهملة مخرجا من سيرة ابن إسحاق، وكتب صاحب الحاشية قصته قبالة ترجمته من الاستيعاب منسوبا إلى تخريج ابن إسحاق على الصواب.

الغين بعدها الشين
6957- غشمير بن خرشة القارئ «2» .
__________
(1) في أ: وتشديد المثناة التحتانية.
(2) أسد الغابة ت (4180) ، الاستيعاب ت (2089) .

(5/263)


ذكر ابن دريد في كتاب الاشتقاق أن له صحبة، قال: وهو قاتل عصماء بنت مروان اليهودية التي كانت تهجو النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. واستدركه ابن الأمين.
قال ابن دريد: وغشمير: فعليل من الغشمرة، وهو أخذك الشيء بالغلبة.
قلت: صحّفه أبو بكر، ثم تكلف تفسيره، وإنما هو عمير لا شك فيه ولا ريب، وهو عمير بن خرشة بن عدي القارئ، بالهمزة، كما تقدم على الصواب في ترجمته.

الغين بعدها الضاد
6958- غضيف بن الحارث الكندي «1» :.
تابعي معروف. حدث عن الصحابة في السنن، وقد تقدم التنبيه عليه في القسم الأول.
وفرّق ابن عبد البرّ بين غضيف بن الحارث الكندي هذا، وبين غضيف بن الحارث الأول، فأجاد، لكن لم يحك خلافا في كون هذا صحابيّا أم لا، فلم يعمل في ذلك شيئا.

الغين بعدها الطاء
6959- غطيف بن أبي سفيان «2» .
ذكره البغويّ في الصحابة. وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يصح عداده في التابعين،
ثم روى هو والبغوي، من طريق بقية، حدثنا معاوية بن يحيى، عن سعيد بن السائب، وفي رواية البغوي سليمان بن سعيد بن السائب: سمعت غطيف بن أبي سفيان يذكر أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: سيكون بعدي أئمة يسألونكم غير الحق، فأعطوهم ما يسألونكم، واللَّه الموعد.
وذكره ابن الجوزيّ في «الضّعفاء» فيمن اختلف في صحبته.
وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل» : سألت أبي وأبا زرعة عنه، فقالا: هو تابعي.
قلت: ذكر ابن حبان في التابعين أنه مات سنة ثمان وأربعين ومائة، فبهذا لا تصحّ له صحبة ولا إدراك.
وله حديث آخر مرسل رواه الحسن بن سفيان في مسندة، عن الفضل بن موسى، عن ابن المبارك، عن الحكم بن هشام، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
__________
(1) أسد الغابة ت (4182) ، الاستيعاب ت (2085) .
(2) أسد الغابة ت (4185) .

(5/264)


وآله وسلم: «أيّما امرأة ماتت جمعا «1» لم تطمث دخلت الجنّة» .
هكذا أورده أبو نعيم في ترجمة هذا، وفرّق البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم بين غطيف بن أبي غطيف بن «2» أبي سفيان، شيخ سعيد بن السائب، وبين راوي هذا الحديث، فقال: غطيف بن سفيان روى عنه الحكم بن هشام لم يزد على ذلك.

الغين بعدها الميم والنون
6960

ز- غنيم «3» بن كليب الجمحيّ.
ذكره خلف بن القاسم شيخ ابن عبد البر، واستدركه على أبي علي بن السكن،
وكتب بخطه حاشية على كتابه، قال: أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بمكة، حدثنا أبي، حدثنا المفضل بن محمد الجندي، حدثنا ثابت بن معاذ، حدثنا عبد المجيد: قال: ذكر ابن جريج عن أبي دعثم، واسمه غثيم بن كليب الجمحيّ، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حجته، ودفع من عرفة إلى جمع، والنار توقد بالمزدلفة، وهو يرميها «4» حتى نزل قريبا [منها] «5» .
قلت: وهو غلط من أوجه: الأول أنه عثيم بالعين المهملة والثاء المثلثة لا بالغين المعجمة والنون «6» ، كذلك ضبطه البخاري، والدار الدّارقطنيّ، وعبد الغني وغيرهم. الثاني أنه جهمي لا جمحي، الثالث أنه غنيم بن كثير بن كليب، نسب في هذه الرواية إلى جده. الرابع أنه من أتباع التابعين لا من الصحابة ولا من التابعين، وإنما روى عن أبيه عن جده هذا الحديث وغيره. الخامس أن ابن جريج ما سمع من غنيم هذا، وإنما روى عنه بواسطة، ففي سنن أبي داود، من طريق ابن جريج، أخبرت عن غنيم بن كثير بن كليب ... فذكر حديثا.
ووقع لنا ذلك الحديث، من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن غنيم، فكأنه شيخ ابن جريج فيه. ويجوز أن يكون ابن جريج لقي غنما وحدّث عن واحد عنه.
الغين بعدها الميم

6961- غمر الجمحيّ.
ذكره ابن شاهين في آخر حرف الغين المعجمة من كتاب الصحابة، ورأيته مضبوطا
__________
(1) أي تموت بكرا. النهاية 1/ 296.
(2) سقط في أ.
(3) في المغازي: سماه عييم بن جبير بن كليب.
(4) في المغازي: وهو يؤمها.
(5) سقط في أ.
(6) ولا تصغير فيه كذلك.

(5/265)


بخط من كتب عنه بفتح الغين وسكون الميم.
وأخرج من طريق بقية عن بحير بن سعد، عن خالد بن سعدان، عن جبير بن نفير، عن عمرو الجمحيّ- أنه حدثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إذا أراد اللَّه بعبد خيرا استعمله ... » «1» الحديث.
قال ابن شاهين: وقال آخرون: غمر بضم الغين المهملة وفتح الميم.
قلت: وهو غلط على غلط، والصواب عمرو بن الحمق، كما بيّنته فيما مضى.

6962 ز- غنمة بن عدي بن عبد مناف بن كنانة بن جهمة بن عدي بن الربعة:.
استدركه ابن الدباغ على ابن عبد البر، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو عنمة، بالمهملة، كذلك قيده الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف والمختلف، وذكر أنّ له حديثا في المسح على الخفين، نبّه على ذلك ابن فتحون. وذكر الرشاطي في الأنساب أنّ ابن فتحون ذكره بالغين المعجمة، وتعقبه بكلام الدار الدّارقطنيّ، ويحتاج هذا إلى تحرير. والصواب بالعين المهملة.
واللَّه أعلم.

الغين بعدها الياء
6963 ز- غيلان بن جامع.
ذكر أبو حاتم في ترجمة غيلان بن جامع بن راشد المحاربي الكوفي القاضي المشهور- أنّ بعضهم روى من طريقه حديثا مرسلا. وفرّق بينهما، كأنه ظنه صحابيا آخر لكونه من رواية إسماعيل بن أبي خالد، وهو تابعي، وهو أكبر من المحاربي، قال أبو حاتم: وهو عندي واحد.
قلت: وغيلان جلّ روايته عن أوساط التابعين، كأبي إسحاق السّبيعي، ولم يدرك أحدا من الصحابة، وأكبر شيخ له أبو وائل بن سلمة أحد المخضرمين، ثم راجعت تاريخ البخاري فعرفت أنه المراد بقول أبي حاتم بعضهم، لكن لم يقل البخاري غيلان بن جامع، وإنما قال: غيلان روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، ذكره بغير ترجمة غيلان بن جامع وغيره ممّن اسمه غيلان، فهو عنده آخر غير معروف.
__________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 3/ 393 في كتاب القدر باب 8. حديث رقم 2142، وقال هذا حديث حسن صحيح. وأحمد في المسند 4/ 135، الحاكم في المستدرك 1/ 340 والهيثمي في الزوائد 7/ 214، 215. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30764، 430766، 30795.

(5/266)