الإصابة في
تمييز الصحابة حرف الفاء
القسم الأول
الفاء بعدها الألف
6964- فاتك بن عمرو الخطميّ
«1» .
ذكره أبو نعيم، وروى من طريق عمرو بن مالك الراسبي، حدثنا
الفضيل بن سليمان، حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز،
عن الحليس بن عمرو، عن بنت الفارعة، عن جدها فاتك بن عمرو
الخطميّ، قال: عرضت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم رقية العين، فأذن لي فيها، ودعا لي بالبركة، وهي من
كل شيء، بسم اللَّه، وباللَّه، أعيذك باللَّه من شر ما ذر
أو برأ، ومن شر ما اعتريت واعتراك، واللَّه ربّي شفاك،
وأعيذك باللَّه من شر ملقح ومحيل يعني من يولد ومن لا
يولد.
وقال أبو موسى: روى إبراهيم بن محمد، عن عبد العزيز، عن
الحليس، عن أمه، عن جدها حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني-
أنه عرض على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم،
فذكره.
قلت: فضيل أقوى من إبراهيم، ويحتمل التعدد.
6965- فاتك، غير منسوب
«2» .
روى الطبراني، والباوردي، وابن عدي، وغيرهم، من طريق زيد
بن الحريش، عن عبيد اللَّه بن عمر «3» ، عن أيوب، وعن
نافع، عن ابن عمر، قال: أتي النبي صلّى اللَّه عليه
__________
(1) أسد الغابة ت (4194) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 4.
(2) أسد الغابة ت (4196) .
(3) في أسد الغابة: عمرو.
(5/267)
وآله وسلم بسارق، فقطعه، وكان غريبا، في
شدة البرد، فقام رجل يقال له فاتك فضرب عليه خيمة وأوقد له
نويرة، فخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبر
بذلك، فقال: اللَّهمّ اغفر لفاتك كما آوى عبدك هذا المصاب.
6966
- الفاكه بن بشر «1» بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن
زريق الأنصاري الزّرقيّ:
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
6967
- الفاكه بن سعد «2» بن حبتر بن عنان بن عامر بن خطمة
الأنصاري الأوسي الخطميّ:
قال ابن مندة: يكنى أبا عقبة، له صحبة.
روى عنه ابنه عقبة، ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع
علي من الصحابة، وقتل بها، وله حديث في سنن ابن ماجة بسند
ضعيف في الغسل يوم الفطر.
روى عنه ابن ابنه عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه.
والفاكه بكسر الكاف بعدها هاء أصلية.
قال ابن سعد: أنصاري، صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم،
وأخرج البغوي، والباوردي، من طريق أبي جعفر الخطميّ، عن
عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه الأنصاري، عن جده الفاكه بن
سعد، وله صحبة، كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم
يغتسل يوم الجمعة.
ووقع في «الاستيعاب» : روى أبو جعفر الخطميّ، عن عبد
الرحمن بن سعد بن الفاكه ابن سعد، عن أبيه، عن جده ...
فذكر الحديث، وتبع في ذلك ابن أبي حاتم.
وهو وهم في موضعين ... في تسمية والد عبد الرحمن سعدا،
وإنما هو عقبة، وزيادة قوله: عن أبيه في السند، وكذلك
أخرجه الباوردي من وجه آخر، عن أبي جعفر، لكن قال: عن عبد
اللَّه بن عقبة، عن جده، بدل عبد الرحمن، فقال: عبد
اللَّه.
__________
(1) أسد الغابة ت (4197) ، الاستيعاب ت (2091) .
(2) أسد الغابة ت (4198) ، الاستيعاب (2092) ، الثقات 3/
333، الكاشف 2/ 378، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تقريب
التهذيب 2/ 107، الجرح والتعديل 7/ 523، تهذيب التهذيب 8/
255، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 340، الطبقات الكبرى 7/ 77،
الطبقات 83، تجريد أسماء الصحابة 2/ 4، تهذيب الكمال 2/
1091، بقي بن مخلد 943.
(5/268)
وحبتر: بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها
مثناة ثم راء. ووقع في الاستيعاب جبر، بفتح الجيم وموحدة
ساكنة ثم راء، وهو تصحيف.
6968- الفاكه بن السكن:
بن خنساء بن كعب بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة
الأنصاري السلمي» .
قال ابن الكلبيّ: شهد ما بعد بدر من المشاهد، وكان فارس
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ويقال: إن النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سماه المؤمن في قصة جرت له.
6969- الفاكه بن عمرو الداريّ
«2» :
من رهط تميم الداريّ.
قال جعفر المستغفري: له صحبة، وكذا قال ابن حبان، وزاد ابن
عم تميم الداريّ سكن بيت جبرين، من فلسطين وبها مات.
6970- الفاكه
بن النعمان الداريّ «3» ، من رهط تميم الداريّ أيضا.
ذكره المستغفريّ، وروى من طريق ابن إسحاق أنه من جملة
البدريين الذين أوصى بهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم، وذكره أيضا الواقديّ، والطّبريّ، وقال: هو فاكه
بن النعمان بن جبلة بن ضفارة بن ربيعة بن دارع بن عديّ بن
الدار.
وقد تقدّم في ترجمة الطيّب أن اسم هذا رفاعة، واللَّه
أعلم.
6971- فائد بن عمارة:
بن الوليد بن المغيرة المخزومي، ابن أخي خالد بن الوليد.
يأتي ما يدلّ على أن له صحبة في ترجمة أخيه الوليد بن
عمارة.
6972- فائد، مولى بن عبد اللَّه بن سلام.
أخرج له المفيد بن النعمان الرافضيّ في مناقب عليّ حديثا
من طريق إبراهيم بن عمرو، عمن حدثه، عن فائد مولى عبد
اللَّه بن سلام، قال: نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم الجحفة في غزوة الحديبيّة، فلم يجد بها ماء، فبعث سعد
بن مالك، فرجع بالروايا واعتذر، فبعث النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم عليّا فلم يرجع حتى ملأها.
الفاء بعدها التاء
6973- فتح، غلام تميم:
الداريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (4199) .
(2) أسد الغابة ت (4200) ، الثقات 3/ 332، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 4.
(3) أسد الغابة ت (4201) .
(5/269)
رأيته بخط الخطيب بسكون المثناة من تحت
بعدها مهملة، وقد تقدم في سراقة.
الفاء بعدها الجيم
6974- الفجيع:
بجيم مصغرا «1» ، ابن عبد اللَّه بن جندع- بضم الجيم
والدال وسكون النون بينهما وآخره مهملة، ابن البكاء، واسمه
ربيعة بن عمرو «2» بن ربيعة بن عامر بن صعصعة البكائي.
قال البخاريّ، وابن السّكن، وابن حبّان، له صحبة.
وقال ابن أبي حاتم: أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم،
كوفي وذكره ابن سعد في طبقة الفتحيين. وقال البغويّ: سكن
الكوفة.
وله حديث في سنن أبي داود بإسناد لا بأس به في سؤاله ما
يحلّ من الميتة وأخرجه البخاري في التاريخ عنه، والبغوي من
طريقه.
وله حديث آخر رواه ابن أبي عاصم في «الوحدان» من طريق أبي
نعيم، قال: أخرج إلينا عبد الملك بن عطاء البكائي كتابا
فقال: اكتبوه ولم يمله علينا. وزعم أنّ بنت الفجيع حدثته
به، فإذا فيه: هذا كتاب من محمد النبي للفجيع، ومن تبعه،
ومن أسلم وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وأطاع اللَّه ورسوله،
وأعطى من المغنم خمس اللَّه، ونصر نبي اللَّه، وفارق
المشركين فهو آمن بأمان اللَّه عز وجل وأمان محمد.
ورواه ابن شاهين، من طريق عبد الرحيم بن زيد البارقي، عن
عقبة بن وهب البكائي، عن الفجيع نحوه.
وأشار ابن الكلبيّ إلى هذا الحديث، فقال: وفد على النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكتب له كتابا، فهو عندهم.
وقد تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي في القسم
الأول أيضا.
الفاء بعدها الدال
6975 ز- فدفد:
بن خنافة البكري.
__________
(1) أسد الغابة ت (4202) ، الاستيعاب ت (2112) ، الثقات 3/
334، الكاشف 2/ 378، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تقريب
التهذيب 2/ 107، الجرح والتعديل 7/ 522، تهذيب التهذيب 8/
257، تجريد أسماء الصحابة 2/ 5، الطبقات الكبرى 6/ 46،
خلاصة تهذيب الكمال 2/ 340، التاريخ الكبير 7/ 137، تهذيب
الكمال 2/ 1092، بقي بن مخلد 822.
(2) في أسد الغابة: عامر.
(5/270)
ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب له،
فقال: قدم فدفد بن خنافة البكري على أبي سفيان بمكة، وكان
فدفد فاتك بني بكر، فاتّفق مع أبي سفيان على قتل النبي صلى
اللَّه عليه وآله وسلم بعشرين ناقة، ودفع إليه خنجرا
مسموما، قال فدفد: خرجت من عند أبي سفيان وأنا نشوان. فلما
صحوت فكّرت في عظيم ما أقدمت عليه، فسرت حتى إذا كنت
بالرّوحاء في ليلة مظلمة ما أرى موضع أخفاف الناقة، فلاح
لي وميض البرق، وإذا بهاتف من جوف الوادي يقول:
رسول أتى من عند ذي العرش صادقا ... على طرق الخيرات
للنّاس واقف
[الطويل] فظننته بعض السيارة، وقصدت الصوت، فلما بلغت
موضعه تسمعت فلا حسّ، فقفّ شعري، وعلمت أنه بعض الجنّ،
فأنشأت أقول:
لك الخير قد أسمعتني قول هاتف ... ونبّهت حوسا قلبه غير
خائف
[الطويل] فأجابني وكأنه تحت ناقتي:
لحا اللَّه أقواما أرادوا محمّدا ... بسوء ولا أسقاهم صوب
ماطر
عكوفا على الأوثان لا يتركونها ... وقد أمّ دين اللَّه أهل
البصائر
[الطويل] فمضيت لوجهي، وفيّ ما سمعت،
فأصبت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بني عبد
الأشهل يتحدّث، وقد أخبرهم عن كل ما اتفق، وقال: سيطلع
عليكم الآن، فلا تهيجوه، وكنت لا أعرفه، فقلت لصبي: أين هو
محمد القرشي الّذي قدم عليكم؟ فنظر إليّ متكرّها، وقال:
ويلك! ثكلتك أمك! لولا أنك غريب جاهل لأمرت بقتلك! ألا
تقول: أين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم؟ هو ذاك
عند النخلة العوجاء عند أصحابه، فائته فإنك إذا رأيته
أكبرته، وشهدت بتصديقه، وعلمت أنك لم تر قبله مثله،
قال: فنزلت عن راحلتي، ثم أتيته، فأخبرني بما اتفق لي مع
أبي سفيان ومع الهاتف، ثم دعاني إلى الإسلام فأسلمت، وهو
القائل:
ألا أبلغا صخر بن حرب رسالة ... بأنّي رأيت الحقّ عند ابن
هاشم
رأيت امرأ يدعو إلى البرّ والتّقي ... عليما بأحكام الهدى
غير ظالم
فأخبرني بالغيب عمّا رأيته ... وأسررته من معشر في مكاتم
[الطويل]
(5/271)
6976 ز- فديك:
حكى السهيليّ أنه كان أمير السرية التي قتل فيها أسامة بن
زيد الرجل الّذي أظهر الإسلام، وقال غيره: اسمه قليب،
وسيأتي.
6977- فديك بن عمرو السلاماني
«1» .
تقدم ذكره وحديثه في ترجمة أبيه حبيب، وقيل: فريك بالراء
بدل الدال، قاله الطبري، وقيل فويك بالواو، قاله البغويّ،
وأبو الفتح الأزدي، وابن شاهين، وجعفر المستغفريّ، وأبو
عمر بن عبد البر وغيرهم. وقال ابن فتحون: رأيته في كتب ابن
أبي حاتم وابن السكن بالواو.
6978- فديك الزبيدي «2»
.
ويقال العقيلي، وهو أشبه، والد بشير بن فديك، وجدّ صالح بن
بشير بن فديك، تقدم ذكره وحديثه في القسم الرابع. وقال
البخاري: فديك صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم
ذكر عن الأوزاعي، وعن الزبيري، كلاهما عن الزهري، عن صالح
بن بشير بن فديك، قال: خرج فديك إلى رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر الحديث في الهجرة وذكر ابن
أبي حاتم نحوه.
وقال البغويّ: سكن المدينة، وذكره ابن حبّان، فقال: حديثه
عند ولده، وقال ابن السكن: يقال إن فديكا وابنه بشيرا
جميعا صحبا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
الفاء بعدها الراء
6979- فرات:
بن ثعلبة البهراني «3» يأتي في الثالث.
6980- فرات بن حيان
بن ثعلبة «4» بن عبد العزى بن حبيب بن حية بن ربيعة بن صعب
بن عجل بن لجيم الربعي اليشكري ثم العجليّ، حليف بني سهم.
ووقع في سياق نسبه عند أبي عمر سعد بدل صعب، وهو وهم.
__________
(1) الجرح والتعديل 506، الثقات 3/ 344، أسد الغابة ت
(4204) .
(2) أسد الغابة ت (4203) ، الاستيعاب ت (2113) .
(3) أسد الغابة ت (4206) ، الاستيعاب ت (2093) .
(4) أسد الغابة ت (4205) ، الاستيعاب ت (2094) ، الثقات 3/
333، تقريب التهذيب 2/ 107، الكاشف 2/ 379، الجرح والتعديل
7/ 449، 450، تهذيب التهذيب 8/ 258، ثقات 2/ 297، خلاصة
تهذيب الكمال 2/ 332، الطبقات 65، 132، الطبقات الكبرى 6/
40، المصباح المضيء 1/ 312، حلية الأولياء 2/ 17، التاريخ
الكبير 7/ 128، تهذيب الكمال 2/ 1092، تجريد أسماء الصحابة
2/ 5، جامع التحصيل 308، الإكمال 2/ 325، دائرة معارف
الأعلمي 23/ 185، بقي بن مخلد 474.
(5/272)
قال البخاريّ، وتبعه أبو حاتم: كان هاجر
إلى النبي صلّى اللَّه تعالى عليه وعلى آله وسلم، زاد أبو
حاتم أنه كوفيّ. وقال البغويّ: سكن الكوفة، وابتنى بها
دارا، وله عقب بالكوفة، وأقطعه أرضا بالبحرين.
وقال ابن السّكن: له صحبة. وذكره ابن سعد في طبقة أهل
الخندق، وقال: نزل الكوفة،
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: إنّ
منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم، منهم فرات بن حيان.
أخرجه أبو داود، والبخاري في التاريخ، وفيه قصة.
وروى عنه حارثة بن مضرّب، وقيس بن زهير، والحسن البصري،
وكان عينا لأبي سفيان في حروبه، ثم أسلم فحسن إسلامه.
وقال المرزبانيّ: كان ممن هجا رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم، ثم مدحه فقبل مدحه «1» .
وقال ابن حبّان: كان من أهدى الناس بالطريق، وأسند ابن
السّكن من طريق صدقة بن أبي عمران، عن أبي إسحاق، عن عدي
بن حاتم- أنّ فرات بن حيان أسلم، وفقه في الدين، وأقطعه
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أرضا باليمامة تغلّ
أربعة آلاف ومائتين.
وذكر سيف في الفتوح من طريق أحمد بن فرات بن حيان، قال:
خرج أبو هريرة، وفرات بن حيان، والرّجّال بن عنفوة من عند
النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «لضرس أحدهم في
النار أعظم من أحد، وإن معه لقفا غادر» .
قال: فبلغنا ذلك، فما آمنّا حتى صنع الرجّال ما صنع، ثم
قتل فخرّ أبو هريرة وفرات بن حيان ساجدين شكرا للَّه عز
وجل.
قلت: وكان الرجّال ارتدّ وافتتن بمسيلمة، وقتل معه كافرا.
وقال أبو العبّاس بن عقدة الحافظ: حدثنا محمد بن عبد
اللَّه بن عتبة، حدثنا موسى بن زياد، حدثنا عبد الرحمن بن
سليمان الأشهل، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن
حارثة بن مضرّب، عن عليّ: أتي النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم بفرات بن حيان يوم الخندق، وكان عينا للمشركين، فأمر
بقتله، فقال: إني مسلم، فقال: إن منكم من أتألّفهم على
الإسلام وأكله إلى إيمانه، منهم فرات بن حيان.
__________
(1) في أ: مديحه.
(5/273)
ومضى له ذكر في ترجمة أويس القرني، وله ذكر
في ترجمة حنظلة بن الربيع.
6981- فراس:
بن حابس التميمي «1» ، أخو الأقرع. وقيل اسم الأقرع أيضا
فراس.
قال ابن إسحاق في «المغازي» : بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم عيينة بن حصن بن حذيفة في سرية إلى بني
العنبر، فأصاب منهم رجالا ونساء، فخرج منهم رجال من بني
تميم حتى قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم «2» [منهم الأقرع، وفراس ابنا حابس ... فذكر القصة]
«3» .
[وقال ابن عبد البرّ، عن أنس: أظنه من بني العنبر قدم على
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد بني تميم]
«4» .
قلت: وليس هو من بني العنبر، بل قدم بسببهم كما ذكر ابن
إسحاق.
6982- فراس:
هو الأقرع التميمي، [من بني تميم] «5» .
جزم بذلك المرزباني، وقبله ابن دريد، وتقدم ذلك في الألف.
6983- فراس بن عمرو الكناني
«6» ،
ثم الليثي.
قال ابن حبّان: له صحبة، وقال غيره: له رؤية، ولأبيه صحبة.
وروى الباوردي، وابن مندة، من طريق أبي «7» يحيى التيمي-
وهو إسماعيل بن يحيى أحد الكذابين، قال: حدثني يوسف «8» بن
هارون، عن أبي الطفيل- أن رجلا من بني ليث يقال له فراس بن
عمرو أصابه صداع شديد، فذهب به أبوه إلى رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم، فشكا إليه الصداع الّذي به، فدعا
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فراسا فأجلسه بين
يديه، وأخذ جلدة ما بين عينيه فمدّها، فنبتت في موضع
أصابعه من جبين فراس شعرة، فذهب عنه الصداع، فلم يصدع، زاد
الباوردي في روايته: قال أبو الطّفيل: فأراد أن
__________
(1) أسد الغابة ت (4207) ، الاستيعاب ت (2114) .
(2) في أ: وسلم في وفد بني تميم.
(3) سقط في أ.
(4) سقط في أ.
(5) سقط في أ.
(6) أسد الغابة ت (4209) ، الثقات 3/ 332، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 5.
(7) في أ: ابن.
(8) في أ: سيف.
(5/274)
يخرج مع الخوارج يوم حروراء فأوثقه أبوه
رباطا، فسقطت الشعرة التي بين عينيه، ففزع لذلك، وأحدث
توبة.
قال أبو الطّفيل: فلما تاب نبتت. قال: ورأيتها قد سقطت، ثم
رأيتها بعد نبتت.
ورواه بزيادة محمد بن قدامة المروزي في كتاب أخبار الخوارج
له من هذا الطريق.
6984- فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد
مناف بن عبد الدار بن قصيّ العبدري، يكنى أبا الحارث «1» .
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، وقتل يوم اليرموك
شهيدا، وأما أبوه فقتل يوم بدر كافرا.
6985- فراس الخزاعي.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: هو حجازي
مخضرم، يعني أدرك الجاهلية والإسلام، وأنشد له شعرا يدلّ
على أن له صحبة، وهو قوله:
إذا ما رسول اللَّه فينا رأيتنا ... كلجّة بحر عام فيها
سريرها
وإن جوزيت كعب فإنّ محمّدا ... لها ناصر عزّت وعزّ نصيرها
[الطويل] وذكر الواقديّ عن حزام بن هشام الخزاعي، عن أبيه-
أن خالد بن الوليد كان يتمثّل بهذه الأبيات يوم فتح مكة،
لكن الواقدي عزاها لخارجة بن خويلد الكعبي، وتبعه ابن سعد
على ذلك.
6986 ز- فراس:
له صحبة،
قاله البخاري، ثم روى عن أبي صالح، قال: حدثني الليث،
حدثني جعفر، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي أنه قال:
أخبرني ابن الفراس أن الفراسي قال للنّبيّ صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم: أأسأل يا نبي اللَّه؟ قال: إن كنت لا بد
سائلا فاسأل الصالحين.
هكذا رأيته في نسخة قديمة من تاريخ البخاري في حرف الفاء،
وكذا ذكر ابن السكن أنّ البخاري سماه فراسا. قال: وقال
غيره: الفراسي من بني فراس بن مالك بن كنانة، ولا يوقف على
اسمه، ومخرج حديثه عن أهل مصر، وذكره البغويّ وابن حبّان
بلفظ النسب كما هو المشهور، لكن صنيعه يقتضي أنه اسم بلفظ
النسب. والمعروف أنه نسبه، وأن اسمه لا يعرف. والمعروف في
الحديث عن ابن الفراسي، عن أبيه. وقيل:
__________
(1) أسد الغابة ت (4210) ، الاستيعاب ت (2115) .
(5/275)
عن ابن الفراسي فقط وهو مرسل، وهو كذلك في
سنن ابن ماجة، وسيذكر في الأنساب بأتمّ من هذا إن شاء
اللَّه تعالى.
6987 ز- فراس، غير منسوب
«1» .
روى أبو موسى في الذيل من طريق محمد بن معمر النجراني،
حدثنا أبو عامر، حدّثنا يحيى بن ثابت، حدثتني صفية بنت
بحرة «2» ، قالت: استوهب عمّي فراس من النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم قصعة رآه يأكل فيها. فأعطاه إياها، قال:
وكان عمر إذا جاءنا قال أخرجوا إليّ قصعة رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم، فنخرجها إليه فيملؤها من ماء زمزم
فيشرب منها وينضحه على وجهه.
قلت: وقد أخرجه ابن مندة فيمن اسمه خداش، بالخاء المعجمة
والدال والشين المعجمة، وذكرت هناك عن ابن السكن أن بعضهم
قال فيه: فراس كالذي هنا.
6988- الفرافصة الحنفي.
ذكره البغوي في الصحابة، وقال: له صحبة، وهو ختن عثمان بن
عفان.
حدث أبو كامل الجحدري، عن يزيد بن أبي خالد، عن عثمان بن
عبد الملك، قال:
رأيت على الفرافصة وعلى سنين بن واقد صاحبي النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم نعلين لهما قبالان، ورأيتهما يخضبان
رءوسهما بالحناء. قال البغوي: لا أعلم لهذا الإسناد غير
هذا.
وأخرج البغويّ، والباوردي، وابن قانع، من طريق فرات بن
تمام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن فرافصة، قال: أمر رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ببناء المساجد في
الدور، وأن تنظف وتطيّب.
قال البغويّ: هذا وهم، وقد رواه زائدة وغيره عن هشام، عن
أبيه، عن عائشة.
وقال الدّار الدّارقطنيّ في «العلل» : الصواب عن هشام، عن
أبيه مرسل، ليس فيه عائشة ولا غيرها.
قلت: وللفرافصة قصة في تزويج عثمان ابنته نائلة بنت
الفرافصة بن عمير الحنفي اليمامي. روى عنه القاسم بن محمد
بن أبي بكر الصديق وغيره، ووثّقه ابن حبان، فما أدري هو ذا
أو غيره.
__________
(1) أسد الغابة ت (4208) .
(2) في أ: نجرة.
(5/276)
6989- فرقد العجليّ:
ويقال التميمي العنبري «1» .
ذكره ابن أبي حاتم، قال ابن جرو العنبري: قال: قال ذهبت بي
أمي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فمسح يده عليّ،
وبارك علي.
روى عنه ولده، وتبعه أبو عمر بن عبد البر، وأخرج ابن مندة
من طريق محمد بن محمد بن مرزوق: حدثتنا دهمان بنت شهد «2»
بنت ملاس بن فرقد، عن أبيها، عن جدها- أنّ النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم أتي به فمسح يده عليه وسيأتي فيمن
اسمها أمامة من النساء أن اسم أمه أمامة.
6990- فرقد «3» :
صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره البخاريّ وغيره، وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم، وكذا قال ابن أبي حاتم، ويذكر أنه رأى النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وطعم على مائدته.
قال البخاريّ: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثني الحسين بن
مهران الكرماني، قال: رأيت فرقدا صاحب النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم قال: رأيت محمدا صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم وطعمت معه على مائدته طعاما.
وقال ابن مندة: روى عنه حديثه محمد بن سلام، فذكره. وقال
في الترجمة: فرقد أكل على مائدة رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم وتعقّبه أبو نعيم بأنّ الحسن هو الّذي أكل
على مائدة فرقد.
قلت: وهو تعقّب مردود، فقد أخرجه ابن السكن من وجه آخر عن
محمد بن سلام، عن الحسن، قال: وكان بيكند «4» عن رجل من
الصحابة، قال: أكلت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم، ورأيت عليه قلنسوة بيضاء في وسط رأسه، قال: وكان قد
أتى على فرقد مائة وخمس سنين.
قال ابن السّكن: لم يروه عن محمد بن سلام. انتهى.
وكذا أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، فالواهم فيه
أبو نعيم.
وأخرج ابن السّكن من وجه آخر عن محمد بن سلام، عن الحسن بن
مهران، قال
__________
(1) أسد الغابة ت (4213) ، الاستيعاب ت (2095) .
(2) في أسد الغابة: دهماء بنت سهل، وفي ب: سهل بن.
(3) أسد الغابة ت (4214) ، الاستيعاب ت (2096) .
(4) في أ: ببليتكنه.
(5/277)
رأيت فرقدا وعليه جماعة عظيمة وهو يحدّث،
فرأيت يده وقد رفعها فإذا جلد عضده قد استرخى من كبره حتى
كأنه منديل خلق.
وقال ابن حبّان: يقال إنّ في أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم رجلا يقال فرقد، وليس بشيء. انتهى.
وما أدري هل عنى هذا أو الّذي قبله؟
6991- فروة بن خراش الأزدي
«1» .
ذكره الإسماعيليّ في الصحابة،
وأخرج من طريق علي بن قرين أحد المتروكين، قال:
حدثنا عبد اللَّه بن جبير الجهضمي، سمعت أبا لبيد يحدث عن
فروة بن خراش الأزدي، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم يقول: «أهل اليمن أرقّ أفئدة، وهم أنصار دين
اللَّه، وهم الذين يحبهم اللَّه ويحبونه» «2» .
6992- فروة بن عامر:
ويقال ابن عمرو، ويقال في اسم أبيه غير ذلك يأتي في القسم
الثالث.
6993- فروة بن عمرو:
بن ودقة «3» بن عبيد بن غانم «4» بن بياضة الأنصاري
البياضي.
قال ابن حبّان: شهد بدرا والعقبة، ذكره ابن إسحاق وغيره
فيمن شهد العقبة وبدرا وقال أبو عمر: آخى النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم بينه وبين عبد اللَّه بن مخرمة
العامري، وروى عبد الرزاق في الركاز من مصنّفه عن معمر، عن
حرام بن عثمان، عن ابني جابر- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم كان يبعث رجلا من الأنصار من بني بياضة يقال له
فروة بن عمرو فيخرص ثمر أهل المدينة.
ومن طريق سليمان بن شبل، عن رافع بن خديج- أن النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم كان يبعث فروة بن عمرو يخرص النخل،
فإذا دخل الحائط حسب ما فيه من الأقناء، ثم
__________
(1) أسد الغابة ت (4217) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 6.
(2) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 172، وابن جرير
الطبري في تفسيره 27/ 127، وابن كثير في تفسيره 8/ 38.
(3) أسد الغابة ت (4219) ، الاستيعاب ت (2098) ، الثقات 3/
332، الاستبصار 177، أصحاب بدر 211، التحفة اللطيفة 3/
394، الطبقات الكبرى 3/ 599، تجريد أسماء الصحابة 2/ 6.
(4) في أسد الغابة: عامر.
(5/278)
ضرب بعضها على بعض على ما يرى فيها فلا
يخطئ.
أخرجه عن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن أبي فروة.
وذكر وثيمة في «كتاب الردة» أن فروة كان ممّن قاد مع رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرسين في سبيل اللَّه،
وكان يتصدق في كل عام من نخله بألف وسق، وكان من أصحاب علي
يوم الجمل، وأنشد له شعرا قاله يوم السقيفة.
وجزم أبو عمر بأنه البياضي الّذي أخرج مالك حديثه في
الموطأ، من طريق أبي حازم عنه في النهي عن أن يجهر بعض على
بعض بالقراءة، قال: وكان ابن سيرين وابن وضّاح يقولان:
إنما سكت مالك عن اسمه، لأنه كان ممن أعان على عثمان.
قال أبو عمر: هذا لا يثبت، ولا وجه لما قالاه من ذلك، ولم
يكن قائل هذا علم بما كان من الأنصار يوم الدار. انتهى.
وودقة ضبطه الداني في كتاب أطراف الموطأ له بفتح الواو
وسكون الدال المهملة بعدها قاف، قال: وهي الروضة.
6994- فروة بن قيس «1»
:
أبو مخارق.
ذكره أبو موسى في «الذيل» ،
وأخرج من طريق أبي القاسم بن مندة في كتاب المعمّرين له،
من رواية جعفر بن الزبير، أحد المتروكين، عن القاسم، عن
أبي أمامة، عن فروة بن قيس أبي مخارق: سمعت رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يكتب على ابن آدم
ذنب أربعين سنة إذا كان مسلما، ثم تلا: حَتَّى إِذا بَلَغَ
أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» «2» .
قال أبو موسى: هذا لا يثبت، والآية ليس فيها دليل على ما
ذكره.
6995 ز- فروة بن قيس:
آخر، يأتي في الرابع.
6996 أ- فروة بن مالك: الأشجعي
«3» .
روى عنه أبو إسحاق السّبيعي حديثا مضطربا لا يثبت، وقد قيل
فيه: فروة بن نوفل.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 6، أسد الغابة ت (4220) .
(2) أورده ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 126.
(3) تقريب التهذيب 2/ 109، الجرح والتعديل 7/ 469، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 6، أسد الغابة ت (4222) ، الاستيعاب ت
(2099) .
(5/279)
وهو من الخوارج، خرج على المغيرة بن شعبة
في صدر خلافة معاوية مع المستورد، فبعث إليهم المغيرة خيلا
فقتلوا سنة خمس وأربعين، وقتل فروة بن معقل الأشجعي، وهو
من الخوارج أيضا إلا أنه اعتزلهم بالنهروان، فإن كان فروة
بن نوفل فلا صحبة له، ولا لقاء، ولا رؤية.
وكان يروي عن أبيه، عن عائشة.
روى عنه أبو إسحاق، وهلال بن يساف، وشريك بن طارق هكذا عند
ابن عبد البر، ونقله ابن الأثير، كما هو، وزاد فساق بسنده
إلى أبي يعلى من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن أبي إسحاق،
عن فروة بن نوفل، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم فقال لي: ما جاء بك؟ قلت: جئت لتعلمني كلمات إذا أخذت
مضجعي أقولهنّ. قال: اقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ،
فإنّها براءة من الشّرك» .
وقد ذكر أبو موسى هذا من مسند أبي يعلى في ترجمة فروة بن
نوفل، واستدركه علي بن مندة، قال: ورواه الثوري، عن أبي
إسحاق، عن فروة، عن أبيه.
قلت: وهو عند أحمد أيضا، وبقيّة كلام أبي موسى: وقيل عن
شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن فروة. عن النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم والمشهور الأول. انتهى.
ومن الاختلاف فيه أنّ غندرا رواه عن شعبة عن فروة بن نوفل،
أو عن نوفل، والرواية التي ذكرها أبو موسى أخرجها الترمذي
من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة.
وقد أخرجه أبو داود، والنسائي، وأحمد، من رواية زهير بن
معاوية، والترمذي، وأحمد، والنسائي أيضا، من رواية
إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، عن فروة، كما قال عبد
العزيز.
وقيل: عنه، عن أبي إسحاق- كرواية الثوري، فقيل فيه: عن أبي
إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي، عن ظئر رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجهما النسائي.
وخالف الجميع شريك بن عبد اللَّه القاضي، فقال: عن أبي
إسحاق، عن جبلة بن حارثة، أخرجه النسائي من رواية سعيد بن
سليمان عنه.
ورواه أبو صالح الحرّاني، عن شريك، فزاد فيه رجلا، قال-
بعد جبلة: عن أخيه زيد بن حارثة، ولم أر في شيء من طريق
فروة بن مالك، ولا ابن معقل، ولا أفرد أبو عمر أحدا منهما
بترجمة. فاللَّه أعلم.
وقد قال ابن أبي حاتم، في فروة بن نوفل: لا صحبة له وقال
ابن حبان: قيل: له
(5/280)
صحبة، وساق الحديث المذكور من رواية عبد
العزيز بن مسلم، ثم قال: وهم فيه عبد العزيز، وكان يخطئ
كثيرا.
6996 (م) - فروة بن مسيك
بالتصغير،
ويقال مسيكة»
، والأول أشهر- ابن الحارث بن سلمة بن الحارث بن ذويد بن
مالك بن منبه بن غطيف بن عبد اللَّه بن ناجية بن مراد
المرادي الغطيفي، أبو عمر.
قال البخاريّ: له صحبة. روى عنه أبو سبرة. يعد في
الكوفيين، وأصله من اليمن.
وقال البغويّ: سكن الكوفة. وقال ابن حبان: أصله من اليمن،
يكنى أبا سبرة.
وقال أبو عمرو الشّيبانيّ: وفد فروة على النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم، فاستعمله على مراد ومذحج كلّها، وبعث معه
خالد بن سعيد بن العاص، فكان معه في بلاده حتى توفي النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فارتدّ عمرو بن معديكرب فيمن
ارتد، وقال في فروة أبياتا منها:
رأينا ملك فروة شرّ ملك
وذكر البخاري أوله عن ابن واقد، وأن ذلك سنة عشر.
قال أبو عمرو الشّيبانيّ: وفد فروة مع مذحج فأسلموا،
واستعمل فروة على صدقات من أسلم، وقال له: ادع الناس
وتألّفهم، فإذا رأيت الغفلة فاغتنمها واغز، قال: وكان سبب
مفارقة فروة ملوك كندة الوقعة التي كانت في مراد وهمدان،
فأصابوا من مراد حتى أثخنوا فيهم، وكان قائد همدان الأجدع
والد مسروق، فلما رحل فروة قال في طريقه:
لمّا رأيت ملوك كندة أعرضت «2» ... كالرّجل خان الرّجل عرق
«3» نسائها
يمّمت راحلتي أمام محمّد ... أرجو فواضلها وحسن ثرائها «4»
[الكامل]
__________
(1) أسد الغابة ت (4224) ، الاستيعاب ت (2101) ، الثقات 3/
331، تقريب التهذيب 2/ 108، الجرح والتعديل 7/ 466، تهذيب
التهذيب 8/ 265، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 333، الكاشف 2/
380، الطبقات الكبرى 5/ 524، التاريخ الكبير 7/ 126، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 7، الأعلام 5/ 143، طبقات فقهاء اليمن
14/ 25، 35، تهذيب الكمال 2/ 1094، المشتبه 533، البداية
والنهاية 5/ 70، تبصير المنتبه 3/ 1173، بقي بن مخلد 399.
(2) في أسد الغابة: أعرضوا.
(3) في ب: عرف.
(4) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4224) .
(5/281)
قال: فبلغنا أنّ النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم قال له: هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم؟ فقال:
يا رسول اللَّه، من ذا الّذي يصيب قومه مثل الّذي أصابهم
ولا يسوءه؟ فقال: أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا
خيرا، واستعمله على مراد ومذحج وزبيد كلها.
وذكر غيره أنّ وفادته كانت سنة تسع أو عشر.
وقد روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه
هانئ بن عروة، والشعبي، وأبو سبرة النخعي، وغيرهم.
وذكره أبو إسحاق الفزاري في كتاب «السير» ، وأنشد له شعرا
حسنا.
وقال ابن سعد: استعمله عمر على صدقات مذحج، ثم سكن الكوفة،
وكان من وجوه قومه، وله أحاديث، منها: ما روى أبو سبرة
النخعي عنه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ألا أقاتل من أدبر
من قومي؟ الحديث.
وعنه أنه أوصاه بالدعاء إلى الإسلام، وسأله عن سبإ. أخرجه
ابن سعد، وأبو داود، والترمذي، وابن السكن مطوّلا ومختصرا.
6997 ز- فروة بن معقل:
في ابن مالك. تقدم.
6998 ز- فروة بن نباتة:
ويقال ابن نعامة، يأتي في الثالث.
6999 ز- فروة بن نفاثة
السلولي:
يأتي في قردة، بالقاف والدال.
7000- فروة بن النعمان
«1» :
ويقال عمرو بن الحارث بن النعمان بن حسان الأنصاري الخزرجي
«2» .
شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم اليمامة شهيدا. ذكره ابن
إسحاق.
7001 ز- فروة بن نوفل:
الأشجعي. يأتي في القسم الرابع.
7002- فروة، أبو تميم الأسلمي
«3» :
جدّ بريدة بن سفيان.
يأتي ذكره في ترجمة مسعود الأسلمي، وأنّ مولاه أرسله مع
النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دليلا لما هاجر إلى
المدينة، وتقدم في ترجمة أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي
أنّه أرسل مولاه، فيحتمل التعدّد.
__________
(1) في أ: فروة.
(2) أسد الغابة ت (4226) ، الاستيعاب ت (2102) .
(3) أسد الغابة ت (4215) .
(5/282)
7003- فروة السامي:
ويقال الجهنيّ.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وكذا قال البخاري،
لكنه لم يقل السامي، وقال غيرهما: الجهنيّ، وسيأتي كلام
أبي عمر فيه في القسم الأخير.
الفاء بعدها الضاد
7004- فضالة بن حارثة بن سعيد
بن عبد اللَّه، أخو أسماء وهند الأسلميين- تقدم في ترجمة
أسماء.
7005 ز- فضالة
بن سعد العبديّ ثم المحاربي:
ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى فيمن وفد على النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم من عبد القيس، قال: وكان من
أشرافهم.
ذكره الرّشاطيّ، وقال: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.
7006 ز- فضالة
بن عبد اللَّه يأتي في فضالة الليثي.
7007- فضالة بن عبيد
«1»
بن نافذ بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف
بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، أبو
محمد.
قال ابن السّكن: أمه عقبة بنت محمد بن عقبة بن الجلاح
الأنصارية.
أسلم قديما، ولم يشهد بدرا، وشهد أحدا فما بعدها، وشهد فتح
مصر والشام قبلها، ثم سكن الشام، وولي الغزو، وولاه معاوية
قضاء دمشق بعد أبي الدرداء، قاله خالد بن يزيد بن أبي
مالك، عن أبيه، قال: وكان ذلك بمشورة من أبي الدرداء.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عمر، وأبي
الدرداء.
روى عنه ثمامة بن شفي، وحبيش بن عبد اللَّه الصنعاني،
وعليّ بن رباح، وأبو علي الجنبي، ومحمد بن كعب القرظي
وغيرهم.
قال مكحول، عن ابن محيريز: كان ممن بايع تحت الشجرة.
وقال ابن حبّان: مات في خلافة معاوية، وكان معاوية ممن حمل
سريره، وكان
__________
(1) أسد الغابة ت (4232) ، الاستيعاب ت (2104) ، طبقات ابن
سعد 7/ 401، طبقات خليفة ت (546،) المحبر 294، التاريخ
الكبير 7/ 124، التاريخ الصغير 1/ 119، المعرفة والتاريخ
1/ 341، أخبار القضاة 3/ 200، الجرح والتعديل 7/ 77،
المستدرك 3/ 473، الحلية 2/ 17، تاريخ ابن عساكر 14/ 111،
العبر 1/ 58.
(5/283)
معاوية استخلفه على دمشق في سفرة سافرها.
وأرّخ المدائني وفاته سنة ثلاث وخمسين، وكذا قال ابن
السكن، وقال: مات بدمشق، لأنّ معاوية كان جعله قاضيا
عليها، وبنى له بها دارا.
وقيل مات بعد ذلك.
وقال هارون الحمّال، وابن أبي حاتم: مات وسط إمرة معاوية.
وقال أبو عمر «1» : قيل مات سنة تسع وستين. والأول أصح.
وذكر ابن الكلبيّ أن أباه كان شاعرا، وله ذكر في حرب الأوس
والخزرج، وكان يسبق الخيل، ويضرب الحجر بالحجر بالرحلة
فيوري النار.
7008 ز- فضالة بن عدي
«2» :
الأنصاري الظفري، جد محمد بن أنس بن فضالة.
ذكر ابن مندة في ترجمة محمد هذا أنّ لأنس ولفضالة صحبة،
وأغفل ذكره هنا.
واستدركه أبو موسى.
وقد روى البغويّ حديثا من طريق يونس بن محمد بن فضالة، عن
أبيه، قال: وكان أبوه وجده ممّن صحب النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم.
قلت: ووقع له فيه وهم، فإنه أخرج في ترجمته عن ابن أبي
سبرة «3» ، عن يعقوب بن محمد الزّهري، عن إدريس بن محمد بن
أنس بن فضالة، حدثني جدي، عن أبيه، قال:
قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا ابن أسبوعين..
الحديث.
وهذا خطأ نشأ عن سقط في النسب، وإنما هو إدريس بن محمد بن
يونس بن محمد بن أنس بن فضالة. حدثني جدي، وهو يونس، عن
أبيه وهو محمد بن أنس كما سيأتي في ترجمته على الصواب. وقد
ساقه البغوي على الصواب في ترجمة محمد عن هارون الحمال، عن
يعقوب واللَّه الموفق.
7009- فضالة «4» :
بن عمير بن الملوّح الليثي.
__________
(1) في الاستيعاب: وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين وقيل توفي
في آخر خلافة معاوية وقيل مات سنة تسع وستين.
(2) أسد الغابة ت (4228) ، التاريخ الصغير 1/ 69، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 7.
(3) في ب: مرة.
(4) أسد الغابة ت (4233) ، الثقات 3/ 330.
(5/284)
ذكر ابن عبد البرّ في كتاب «الدرر» في
السير له أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ به يوم
الفتح وهو عازم على الفتك به، فقال له: ما كنت تحدّث به
نفسك؟ قال: لا شيء، كنت أذكر اللَّه تعالى فضحك رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال: «أستغفر اللَّه
لك» .
ثم وضع يده على صدره،
قال: فكان فضالة يقول: واللَّه ما رفع يده عن صدري حتى ما
أجد على ظهر الأرض أحبّ إليّ منه. انتهى.
ولم يذكره في الاستيعاب، وهو على شرطه.
وذكره عياض في الشفاء بنحوه، وأنشد الفاكهي في أخبار مكة
لفضالة هذا يوم فتح مكة شعرا أنشده لما كسرت الأصنام في
فتح مكة، وهو:
لو ما رأيت محمّدا وجنوده ... في الفتح يوم تكسّر الأصنام
لرأيت نور اللَّه أصبح بيّنا ... والشّرك يغشى وجهه
الإظلام «1»
[الكامل] وذكر غيره بلفظ شهدت بدل رأيت الأولى، وقبيله بدل
وجنوده، وساطعا بدل بيّنا، والباقي سواء.
وذكر في ترجمة فضالة الليثي والد عبد اللَّه أنه قيل فيه
فضالة بن عمير بن الملوّح، فهما عنده واحد. والظاهر خلاف
ذلك.
وقال ابن أبي حاتم في فضالة والد عبد اللَّه: أدرك
الجاهلية، روى عنه ابنه المذكور.
7010- فضالة بن النعمان
بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية.
قال أبو جعفر الطّبريّ: شهد هو وأخوه سمّاك بن النعمان
أحدا.
7011- فضالة بن هلال
«2» :
المزني.
ذكره الدّار الدّارقطنيّ فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم وسمع منه، قاله ابن عبد البر. وسيأتي ذكره
في ترجمة يسار مولاه.
7012- فضالة بن هند الأسلمي
«3» :
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4233) ، وسيرة
ابن هشام/ 2/ 417، مع خلاف يسير.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 8، أسد الغابة ت (4234) ،
الاستيعاب ت (2105) .
(3) أسد الغابة ت (4235) ، الاستيعاب ت (2106) ، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 8.
(5/285)
يعدّ في أهل المدينة، هكذا أورده ابن عبد
البرّ «1» ، وابن مندة، وزاد: له صحبة. وأما البغوي فقال:
أحسب له صحبة،
ثم أورد من طريق أبي نعيم عن عبد اللَّه بن عامر، عن عبد
الرحمن بن حرملة، عن فضالة بن هند، قال: أرسل رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فضالة بن حارثة إلى قومه أسلم،
فقال: مرهم بصيام هذا اليوم يوم عاشوراء.
قال أبو نعيم:
أخطأ عبد اللَّه بن عامر في سنده، والصواب ما روى حاتم بن
إسماعيل وغيره عن عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند بن
حارثة. وقال ابن شاهين: ذكره ابن أبي خيثمة، وأخرج حديثه
عن أبي نعيم، وهو وهم، ولولا أني رأيته في كتابه ما
أخرجته.
قلت: قد ذكره غيره كما ترى.
7013 ز- فضالة:
بن وهب، هو الليثي الزهراني. يأتي بعد واحد.
7014- فضالة «2» :
مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: من أهل
اليمن.
نقل جعفر المستغفريّ أنه نزل الشام، وأنّ أبا بكر بن محمد
بن حزم ذكره في موالي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم. وقال أبو عمر نحو ذلك، وذكره محمد بن سعد عن
الواقدي، وقال: نزل الشام فولده بها.
7015- فضالة الليثي «3»
:
قال البغويّ: وقيل هو ابن عبد اللَّه، وقيل بن وهب بن بجرة
بن بجير بن مالك بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة.
وقال أبو نعيم: يعرف بالزهراني، وهو والد عبد اللَّه.
وفرّق ابن عبد البر بين الليثي والزهراني، فنسب هذا كذا،
وقال: من قال فيه الزهراني فقد أخطأ، فضالة الزهراني
تابعي.
قلت: وكأنه عنى البغوي، فإنه قال الزهراني وهو الليثي،
وأما ابن السكن فقال:
فضالة بن عبد اللَّه الليثي، ويقال الزهراني، له صحبة
ورواية، وحديثه في البصريين لم يروه غير داود بن أبي هند.
ووقع «الزّهراني» في الحديث الّذي رواه الليثي كما قال أبو
نعيم، نعم فضالة الزهراني آخر تابعي. وسمّى البخاري أباه
عميرا، وكأنه عنى به ابن الملوّح. وحديث الليثي في
المحافظة على العصرين أخرجه أبو داود في سننه من رواية عبد
اللَّه بن فضالة، عن أبيه. وفي إسناد حديثه اختلاف.
__________
(1) أسد الغابة ت (4231) .
(2) أسد الغابة ت (4231) .
(3) أسد الغابة ت (4233) ، الاستيعاب ت (2107) .
(5/286)
7016 ز- فضالة
الزهراني:
في الّذي قبله.
7017- الفضل «1»
بن ظالم بن خزيمة السّنبسيّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم، كذا ذكره الرشاطي، وذكره ابن فتحون في القاف
وسيأتي.
7018- الفضل بن العباس
«2»
بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، ابن عم سيدنا رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كان أكبر الإخوة، وبه كان
يكنى أبوه وأمه، واسمها لبابة بنت الحارث الهلالية. قال
البغويّ: كان أسنّ ولد العباس، وغزا مع النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم مكّة، وحنينا، وثبت معه يومئذ، وشهد معه
حجة الوداع، وكان يكنى أبا العباس، وأبا عبد اللَّه،
ويقال: كنيته أبو محمد، وبه جزم ابن السكن.
ثبت في الصحيح أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أردفه
في حجة الوداع. وفي صحيح مسلم أنّ النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم زوّجه وأمهر عنه وسمّى البغوي امرأته صفية بنت
محمية بن جزء الزبيدي، وفي بعض حديثه في حجة الوداع: لما
حجب وجهه عن الخثعمية رأيت شابّا وشابة فلم آمن عليهما
الشيطان، وحضر غسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم. وله أحاديث.
روى عنه أخواه: عبد اللَّه، وقثم، وابن عمه ربيعة بن
الحارث بن عبد المطلب، وأبو هريرة، وابن أخيه عباس بن عبيد
اللَّه بن العباس، وعمير مولى أم الفضل، وسليمان بن يسار،
والشعبي وغيرهم.
وأخرج ابن شاهين في ترجمته من رواية العباس والده عنه
حديثا. وأخرج البغوي من طريق يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط،
عن عطاء، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل، قال: جاءني رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: خذ بيدي، وقد
عصب رأسه، فأخذت بيده،
__________
(1) أسد الغابة ت (4236) .
(2) الثقات 3/ 330، تقريب التهذيب 2/ 110، تهذيب التهذيب
8/ 280، تلقيح فهوم أهل الأثر 137، 367، خلاصة تهذيب
الكمال 2/ 335، التاريخ الصغير 1/ 36، 52، الطبقات الكبرى
4/ 54، 7/ 399، الطبقات 4/ 297، سير أعلام النبلاء 3/ 444،
الكاشف 2/ 382، التاريخ الكبير 7/ 114، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 8، التحفة اللطيفة 2/ 394، شذرات الذهب 1/ 28،
الرياض المستطابة 240، تهذيب الكمال 2/ 1095 أسد الغابة ت
(4237) ، الاستيعاب ت (2117) ، مقاتل الطالبيين 20،
الأعلام 5/ 355، 149، الطبقات الكبرى 4/ 37، علوم الحديث
لابن الصلاح 81، 303، التمهيد/ 161، بقي بن مخلد 110.
(5/287)
فأقبل حتى جلس على المنبر، فقال: ناد في
الناس فصحت فيهم، فاجتمعوا له ... فذكر الحديث.
وقال الواقديّ: مات في طاعون عمواس، وتبعه الزبير، وابن
أبي حاتم: وقال ابن السكن: قتل يوم أجنادين في خلافة أبي
بكر، وقيل: ب «اليرموك» .
وذكر ابن فتحون أنه وقع في «الاستيعاب» قتل الفضل يوم
اليمامة سنة خمس عشرة، وتعقّبه بأن قال: لا خلاف بين اثنين
أنّ اليمامة كانت أيام أبي بكر سنة إحدى أو اثنتي عشرة.
وقال ابن سعد: مات بناحية الأردن في خلافة عمر. والأول هو
المعتمد، وبمقتضاه جزم البخاري، فقال: مات في خلافة أبي
بكر- رضي اللَّه عنه.
7019- فضيل «1» :
بالتصغير، ابن عائذ، والد الحسحاس.
قال أبو إسحاق بن ياسر في تاريخ هراة: له ولأخيه صحبة. وقد
تقدم حديث الحسحاس في ترجمته.
7020- فضيل «2»
بن النعمان الأنصاري السلمي.
قتل يوم خيبر. ذكره ابن إسحاق في المغازي في رواية يونس بن
بكير، وسلمة بن الفضيل، وغيرهما عنه.
وقال محمّد بن سعد: كذا وجدناه في غزوة خيبر، وطلبناه في
نسب بني سلمة فلم نجده، ولا أحسبه إلا وهما، وإنما أراد
الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان. انتهى.
قلت: والطفيل ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد خيبر.
الفاء بعدها اللام
7021- الفلتان «3» :
بفتحتين، ومثناة فوقانية، ابن عاصم الجرمي، خال كليب.
يعدّ في الكوفيين. قال البخاريّ: قال عاصم بن كليب: له
صحبة، وكذا قال ابن
__________
(1) أسد الغابة ت (4240) .
(2) أسد الغابة ت (4241) ، الاستيعاب ت (2118) .
(3) أسد الغابة ت (4242) ، الاستيعاب ت (2119) ، الثقات 3/
333، الطبقات الكبرى 6/ 60، الطبقات 119، 139، التاريخ
الكبير 7/ 137، تجريد أسماء الصحابة 2/ 8، تبصير المنتبه
3/ 1083، الإكمال 2/ 452، بقي بن مخلد 265.
(5/288)
السّكن، وابن أبي حاتم، وابن حبان- له
صحبة، وقال البغوي: سكن المدينة. وقال ابن حبان: عداده في
الكوفيين.
وقال أبو عمر: يقال المنقري، والجرمي أصح.
وروى الحسن بن سفيان في مسندة عن عبد الجبار بن العلاء،
حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم بن كليب، حدثني أبي،
عن الفلتان بن عاصم، قال: كنّا قعودا مع النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم في المسجد، فشخص بصره إلى رجل يمشي في
المسجد، فقال: «يا فلان» . قال:
لبيك يا رسول اللَّه. قال: «أتشهد أنّي رسول اللَّه؟ قال:
لا. قال: تقرأ التّوراة؟ قال: نعم.
قال: والإنجيل؟ قال: نعم، فناشده: هل تجدني في التّوراة
والإنجيل؟ قال: أجد نعتك، تخرج من مخرجك، كنّا نظنّ أنّه
فينا، فلمّا خرجت نظرنا فإذا أنت لست فيه. قال: من أين
تجد؟ قال: من أمّته سبعين ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب،
وأنتم قليل. قال: فأهلّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم
وكبّر، وقال: والّذي نفسي بيده، إنّي لأنا هو، وإنّ أمّتي
أكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا وسبعين ألفا» .
وله حديث آخر بهذا الإسناد، قال: كنّا عند النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم، وكان إذا نزل عليه رام بصره وقرع
سمعه وقلبه مفتوحة عيناه.. الحديث في نزول قوله تعالى: لا
يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ... الآية،
[سورة النساء آية 95] رواهما ابن أبي شيبة، وأبو يعلى في
مسنديهما، وابن حبان في صحيحه.
وروى ابن مندة الأول، من طريق صالح بن عمر، عن عاصم بن
كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان نحوه، قال: ورواه سعد بن
سلمة الأموي، عن عاصم، فقال: عن أبيه، عن جده الفلتان،
فوهم.
وله حديث ثالث أخرجه البغوي، وابن السكن، وابن شاهين، من
طريق عاصم بن كليب أيضا، عن أبيه، عن خاله الفلتان بن
عاصم، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيمن
أتاه من الأعراب، فجلسنا ننتظره، فخرج وفي وجهه الغضب،
فجلس طويلا لا يتكلم، ثم قال: «إنّي خرجت إليكم وقد بيّنت
لي ليلة القدر ومسيح الضّلالة، فخرجت لأبيّنهما لكم،
وأبشّركم بهما، فلقيت بسدّة المسجد رجلين متلاحيين معهما
الشّيطان، فحجزت بينهما، فأنسيتها، واختلست منّي، وسأشدو
لكم منها شدوا، أمّا ليلة القدر فالتمسوها في العشر
الأواخر وترا، وأمّا مسيح الضّلالة فإنّه رجل أجلى الجبهة،
ممسوح العين، عريض المنخر، فيه جفاء كأنّه فلان بن عبد
العزّى» .
وأورد له ابن قانع حديثين آخرين غير هذا.
(5/289)
7022 ز- فليت:
بصيغة التصغير، وآخره مثناة.
ذكره ابن فتحون هكذا. وسيأتي في القاف وآخره موحدة.
الفاء بعدها الواو والياء
7023 ز- فويك «1» :
تقدم في فديك
7024 ز- فيروز الثقفي:
ذكره ابن قانع، وأخرج عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل:
حدثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج
بن أرطاة، عن عبد الملك، عن سعيد بن فيروز، عن أبيه- أنّ
وفد ثقيف قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم قالوا: فرأيناه يصلّي وعليه نعلان لهما قبالان.
قلت: وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده، وأن قول ابن قانع
إنه ثقفي خطأ منه.
7025- فيروز الديلميّ
«2» :
ويقال ابن الديلميّ، يكنى أبا الضحاك، ويقال أبا عبد
الرحمن، يماني كناني.
من أبناء الأساورة. من فارس الّذي كان كسرى بعثهم إلى قتال
الحبشة.
وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ويقال له
الحميري لنزوله بحمير ومحالفته إياهم.
وروى عنه أحاديث، ثم رجع إلى اليمن، فأعان على قتل الأسود
العنسيّ.
وروى عنه أولاده الثلاثة: الضحاك، وعبد اللَّه، وسعيد،
وأبو الخير اليزني، وأبو خراش الرّعيني، وغيرهم.
قال ابن حبّان: يكنى أبا عبد الرحمن، كان من أبناء فارس،
وقتل الأسود الكذاب، وسكن مصر، ومات ببيت المقدس.
__________
(1) أسد الغابة ت (4244) ، الاستيعاب ت (2120) .
(2) أسد الغابة ت (4246) ، الاستيعاب ت (2109) ، تقريب
التهذيب 2/ 114، بقي بن مخلد 332، تلقيح فهوم أهل الأثر
373، الجرح والتعديل 7/ 251، تهذيب التهذيب 8/ 305،
الطبقات الكبرى 5/ 533، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 341،
الطبقات 7/ 286، التاريخ الكبير 7/ 136، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 9، العبر 1/ 59، شذرات الذهب 1/ 59، طبقات
فقهاء اليمن 26، 49، الكاشف 2/ 387، تهذيب الكمال 2/ 1106،
الطبقات الكبرى 5/ 537.
(5/290)
وقال ابن مندة: يقال: إنه ابن أخت النجاشي.
ذكره أبو عمر فتناقض فيه، فقال في أول الترجمة: إن حديثه
عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الأشربة حديث
صحيح، وكان ممن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وقال في آخرها: الّذي عندي أنه لا يصح، وحديثه مرسل،
وروايته عن رجل من الصحابة، وعن يعلى بن أمية أيضا.
وقال الجوزجانيّ: اختلف الناس فيه، فالأكثر أنه إنما قدم
بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وتعقّب بأن
حديثه في نسائه يدلّ على أنه قدم قبل ذلك.
أخرجه أبو داود والترمذي، من طريق ابن فيروز الديلميّ، عن
أبيه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني أسلمت وتحتي أختان.
قال: «طلّق أيّتهما شئت» .
وفي سنده مقال، فإنه من رواية ابن لهيعة، عن أبي وهب
الجيشانيّ، عن الضحاك بن فيروز الديلميّ- أنه سمعه يخبر عن
أبيه أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم،
فقال: يا رسول اللَّه، إني أسلمت وتحتي أختان ... الحديث.
وأخرجه البغوي من وجه آخر، عن عبد اللَّه بن الديلميّ. عن
أبيه فيروز، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنّا أصحاب أعناب ...
الحديث. وفي آخره: فقلت: فمن وليّنا؟ قال: «اللَّه ورسوله»
.
وهذا هو حديثه في الأشربة الّذي أشار إليه أبو عمر أولا.
وأظنّ الجوزجاني إنما أشار إلى حديثه في أنه أتى النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برأس الأسود، وأخرجه من طريق
ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ، عن أبيه، عن عبد
اللَّه بن الديلميّ، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم برأس الأسود العنسيّ الكذاب، فإن
ضمرة لم يتابع عليه.
وأخرج سيف في «الفتوح» من طريق ابن عمر أنّ النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم بشّرهم بقتل الأسود العنسيّ قبل أن
يموت، وقال لهم: قتله فيروز الديلميّ.
وعند أبي داود أيضا والنسائي: قدمت على رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنا أصحاب
كروم ... الحديث بطوله.
وقال النّعمان بن الزّبير، عن أبي صالح الأحمسي، عن مر
المؤدب: قال: خرجت فيروز إلى عمر، فقال: هذا فيروز قاتل
الكذاب.
قال ابن سعد وأبو حاتم وغيرهما مات في خلافة عثمان، وقيل
في خلافة معاوية باليمن سنة ثلاث وخمسين.
(5/291)
7026 ز- الفيل:
روى الطبراني في الأوسط من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي
إسحاق السّبيعي، عن أبيه، عن جده، عن الفيل، قال: رأيت
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ضرب بيمينه على شماله
في الصلاة،
ثم قال: لم يروه عن أبي إسحاق إلا يوسف، ولا عن يوسف إلا
إبراهيم. تفرّد به شريح بن سلمة، ثم أعاد الحديث بهذا
السند، لكن قال بدل قوله: عن الفيل- عن شداد بن شرحبيل،
فلعل الفيل لقبه.
وفي «تاريخ البخاري» : قيل مولى زياد بن سمية، ثم أورده من
طريق ابن الزبير الحنظليّ، عن فيل مولى زياد، قال: ملك
زياد العراق خمس سنين، ثم مات سنة ثلاث وخمسين، وما أظنّه
إلا آخر غير هذا.
القسم الثاني
لم يذكر فيه أحد من الرجال.
القسم الثالث
الفاء بعدها الألف
7027
- فاتك بن زيد «1» بن واهب العبسيّ،
بالموحدة.
أسلم على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال
وثيمة في كتاب «الرّدة» :
كان قومه طردوه بسبب هجائه لهم، فحالف مالك بن نويرة
التميمي، فلما ارتدّ مالك أتاه في ناديه، فقال: يا مالك،
إن كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مات فإنّ اللَّه
حيّ لا يموت في كلام كثير، فقام إليه مالك بالسيف فحيل
بينه وبينه، فارتحل مالك إلى الزبرقان بن بدر، وقال فاتك
في ذلك شعرا منه:
قلت يا مال إنّ ربّك حيّ ... فاعبدنه ودن بدين الرّسول
إنّها ردّة تقود إلى النّار ... فلا تولعن بقال وقيل
[الخفيف] واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.
الفاء بعدها الراء
7028 ز- فرات بن زيد الليثي:
__________
(1) أسد الغابة ت (4194) .
(5/292)
له إدراك قال الزّبير بن بكّار في
«الموفقيات» : حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي، حدثني عبد
اللَّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال: دخل
فرات بن زيد الليثي على عمر بن الخطاب، وكان ذا مال كثير،
وكان يبخّل، وكان من ألبّاء العرب وذوي العلم والرأي، فوجد
عمر يعطي المهاجرين والأنصار، فقال له فرات: من الّذي
يقول:
الفقر يزري بالفتى في قومه ... والعين يغضيها الكريم على
القذى
والمال يبسط للّئيم لسانه ... حتّى يصير كأنّه شيء يرى
والمال جد بفضوله ولتعلمن ... أنّ البخيل يصير يوما للثّرى
[الكامل] قال: لا أدري يا أمير المؤمنين، غير أنى عرفت أن
أخا بني ضبيعة أشعر الناس حيث يقول:
وإصلاح القليل يزيد فيه ... ولا يبقى الكثير مع الفساد
[الوافر] فقال عمر: قول اللَّه عز وجل: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9] أفضل،
قال: يا أمير المؤمنين، إن اللَّه تعالى يقول: إِنَّ
الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ [الإسراء:
27] قال عمر: فبين ذلك قواما يا فرات، اتّق اللَّه، وإنما
لك من مالك ما أنفقت، يا فرات، أطعم السائل، وكن سريعا إلى
داعي اللَّه، إن اللَّه جواد يحبّ الجود وأهله، وإن البخل
بئس شعار المسلم، يا فرات، أتدري من الّذي يقول:
سأبذل مالي للعفاة فإنّني ... رأيت الغنى والفقر سيّان في
القبر
يموت أخو الفقر القليل متاعه ... ولا تترك الأيّام من كان
ذا وفر
وليس الّذي جمّعت عندي بنافع ... إذا حلّ بي يوما جليل من
الأمر
[الطويل] قال: لا أدري يا أمير المؤمنين قال هذا شعر أخيك
قسامة بن زيد قال: ما علمته قال:
بل، هو أنشدنيه، وعنه أخذته، وإن لك فيه لعبرة قال: يا
أمير المؤمنين، وفقك اللَّه وسدّدك، أمرت بخير، وحضضت
عليه، وترك فرات كثيرا مما كان عليه.
7029- فرات بن ثعلبة البهراني
«1» :
قال أبو عمر: شامي أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم، ولا تصح له رؤية، ثم
__________
(1) أسد الغابة ت (4206) .
(5/293)
قال: قال بعضهم: له صحبة، وقال بعضهم:
حديثه مرسل.
روى عنه ضمرة، والمهاجر ابنا حبيب، وسليم بن عامر. وقال
ابن أبي حاتم: أخرجه أبي في مسند الوحدان، وأخرجه أبو زرعة
في مسند الشاميين، ولم يذكر فيما يروى عن النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم لقيا ولا سماعا.
وقال البغويّ: فرات البهراني لم ينسب، ولا أدري له صحبة أم
لا. وقال ابن مندة:
فرات النجراني- أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم،
ولا تصح له رواية، ثم أخرج من طريق محمد بن صدقة، عن محمد
بن حرب، عن الزبيدي، عن سليم بن عامر، عن فرات النجراني-
أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، من أهل النّار؟ الحديث.
قال: ورواه عبد اللَّه بن عبد الجبار، عن محمد بن حرب،
فزاد بعد فرات عن أبي عامر الأشعري: أخرجه أبو نعيم من
طريق جعفر الفريابي، عن عبد اللَّه بن عبد الجبار كذلك
وقال: لا يصح، وإنما هو تابعي، وقال: قول ابن مندة
النجراني تصحيف، وإنما هو البهراني.
قلت: وكذا أخرجه البخاري من رواية الحاكم بن المبارك، عن
محمد بن حرب.
تنبيه: النجراني وقع في النسخ المعتمدة من كتاب ابن مندة
بنون وجيم، والصواب بموحدة ثم مهملة، فوقع فيه تصحيفان:
خطي، وسمعي، أما الخطي فهذا، وأما السمعي فإنه بالهاء لا
بالحاء، كذا نقل «1» .
7030 ز- فرعان بن الأعرف:
أبو المنازل السعدي. من رهط الأحنف.
ذكره المرزبانيّ، فقال: مخضرم، له مع عمر بن الخطاب حديث
في عقوق ولده منازل، وأنشد له في ذلك شعرا يقول فيه:
وما كنت أخشى أن يكون منازل ... عدوّي وأدنى شانئ أنا
راهبه
حملت على ظهري وقرّبت شخصه ... صغيرا إلى أن أمكن الطّرّ
شاربه
وأطعمته حتّى إذا صار شيظما ... يكاد يساوي غارب الفحل
غاربه
تخوّن مالي ظالما ولوى يدي ... لوى يده اللَّه الّذي هو
غالبة
[الطويل] وأنشد أبو عبيدة البيت الأخير بلفظ: تظلمني مالي،
كذا ولوى يدي، وزاد قال:
فأصبح ملتوية يده.
__________
(1) في أ: كما تقدم.
(5/294)
7031 ز- فرقد، مولى
عمر:
سمع عمر، قاله البخاري.
7032 ز- الفرزدق «1» :
يأتي في القسم الرابع «2» .
7033 ز- فروخ:
مولى عمر. روى عن عمر، وروى عنه ابنه عبد الرحمن، ذكره
البخاري.
7034 ز- الفزع البرجمي:
شيخ له إدراك، يروى عن المقنع السلمي حديثا، رواه سيف بن
سليمان البرجمي، عن عصمة بن يسير عنه، قال سيف بن عمر شهد
الفزع الفتوح بالقادسية.
7035 ز- فروة بن عامر الجذامي
«3» :
أو ابن عمرو، وهو أشهر.
أسلم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وبعث إليه
بإسلامه، ولم ينقل أنه اجتمع به، وسمّى أبو عمر جده
الناقدة «4» . قال ابن إسحاق: وبعث فروة بن عمرو بن
الناقدة البناني الجذامي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم رسولا بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، وكان فروة عاملا
للروم على من يليهم من العرب، وكان منزله معان وما حولها
من أرض الشام، فبلغ الروم إسلامه، فطلبوه فحبسوه ثم قتلوه،
فقال في ذلك أبياتا منها قوله:
أبلغ سراة المسلمين بأنّني ... سلم لربّي أعظمي وبناني»
[الكامل] وأخرج ابن شاهين وابن مندة قصته من طريق الزهري،
عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس بسند ضعيف إلى
الزهري.
7036- فروة بن قيس الكندي
«6» :
أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يره.
أخرج ابن مندة، من طريق عدي بن عدي الكندي، عن جده فروة بن
قيس، قال:
__________
(1) أسد الغابة ت (4212) .
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (4218) .
(4) في أ: الناقرة.
(5) ينظر البيت في سيرة ابن هشام: 12/ 591، 592.
(6) أسد الغابة ت (4218) .
(5/295)
زوجت غلاما لي جارية في الجاهلية، فولدت
غلاما، فخاصمه إلى عمر، فقال أبو الغلام:
تزوجت أمه رشدة حتى إذا بلغ ادّعى إلى سيدي، فقال عمر:
الولد للفراش.
قال أبو نعيم: ليس في محاكمته إلى عمر ما يوجب له صحبة.
قلت: بل تحقق إدراكه، فيبقى في الاحتمال.
7037- فروة بن نفاثة:
ويقال ابن نباتة، ويقال ابن نعامة وهو ابن عامر الجذامي
المذكور قبل.
الفاء بعدها الزاي
7038 ز- الفزر بن مهزم:
بن الجون بن مخاشن بن الضيق بن مالك بن مرة بن عامر بن
الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبد
القيس العبديّ.
له إدراك، فإن ولده المهزم بن الفزر كان رئيس عبد القيس
بالبصرة أربعين سنة، وكان من أخطب الناس، وقد مدحه العجاج
بقوله:
حملت كلّ سؤدد وفخر ... تحمل المهزم بن الفزر
[الرجز] حكاه الرّشاطيّ.
الفاء بعدها الضاد
7039 ز- فضالة بن أمية:
له إدراك، قال البخاريّ: روى عن أبي بكر، وعمر. روى شريك
عن أبي هاشم عنه، وهو والد المبارك بن فضالة، قال فضالة:
كاتبني عمر.
7040- فضالة بن دينار الخزاعي
«1» :
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أورده جعفر
المستغفري، عن البردعي، وأن البخاري ذكره.
7041- فضالة بن زيد العدوانيّ:
ذكره أبو حاتم السجستاني في «المعمّرين» فقال: زعم العمري،
عن عطاء بن مصعب، حدثني «2» عتبة بن أبان النميري، قال:
قدم فضالة بن زيد العدوانيّ على معاوية،
__________
(1) أسد الغابة ت (4230) .
(2) في المعمرين: عبيد.
(5/296)
فقال له معاوية: كيف أنت والنساء يا فضالة؟
فقال يا أمير المؤمنين:
لاباه «1» لي إلّا المنى، وأخو المنى ... جدير بأن يلحى
ابن حرب ويشتما
وفيم تصابى الشّيخ والدّهر دائب ... بمبراته يلحو عروقا
وأعظما
[الطويل] فقال له معاوية: كم أتت لك من سنة يا فضالة؟ قال:
عشرون ومائة سنة. قال: فأي الأشياء مرّ بك منذ كنت بها
أسرّ؟ وأي الأشياء كنت بوقوعه أشد اكتئابا؟ فقال: يا أمير
المؤمنين، لم يقطع الظّهر قطع الولد شيء، ولا دفع البلايا
والمصائب مثل إفادة المال.
7042- فضالة بن شريك:
بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر الأسدي.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام،
وابنه عبد اللَّه بن فضالة هو الّذي وفد على عبد اللَّه بن
الزبير، وله معه قصة، وهو الّذي قال: لعن اللَّه ناقة
حملتني إليك. فقال له ابن الزّبير: إن وراكبها. وقد قيل:
إن الوافد على ابن الزبير فضالة نفسه، وقيل: إن القصة كانت
بين معن بن أوس وابن الزبير، وإن ابن الزبير لما أن حرمه
أرسل إليه عبد الملك برفد فوجدوه قد مات، وأورد له هجاء في
عبد اللَّه بن مطيع، وأنشد له أشعارا وأهاجي في ناس من بني
سليم، قال: وكان لفضالة ولد يقال له فاتك، وكان جوادا
ممدحا، وله يقول الأشتر:
وفد الوفود فكنت أفضل وافد ... يا فاتك بن فضالة بن شريك
[الكامل]
الفاء بعدها النون
7043- فنج «2» :
بفتح أوله وتشديد النون بعدها جيم، ابن دحرج، ويقال يدجج
بجيمين، التميمي.
أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يره.
ذكره جعفر المستغفريّ وغيره في الصحابة. وقال أبو عمر: لا
تصح له صحبة، وحديثه مرسل، وروايته عن رجل من الصحابة.
وروى أحمد، عن عبد الرزاق، عن داود بن قيس، عن عبد اللَّه
بن وهب بن منبه، عن
__________
(1) في المعمرين: ولا قمط لي، تجريد أسماء الصحابة 2/ 9.
(2) في الاستيعاب: وقد ذكره- بالفاء والتاء والحاء. هكذا
ذكره قوم بالتاء والحاء غير المعجمة.
(5/297)
أبيه، حدثني فنّج، قال: كنت أعمل في
الدينباذ «1» وأعالج فيه، فقدم يعلى بن أمية أميرا على
اليمن، ومعه رجال، فجاءني رجل ممن قدم معه، وأنا في الزرع
أصرف الماء فيه وفي كمه جوز، فجلس على ساقيه وهو يكسر من
ذلك الجوز ويأكل، ثم أشار إليّ فأتيته، فقال:
يا فارسي، هلم، فدنوت إليه، فقال لي: أتأذن لي أن أغرس من
هذا الجوز على الماء؟
فقلت: ما ينفعك ذلك. فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم يقول: من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام
عليها حتى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند
اللَّه.
انتهى.
ويعلى ولي اليمن في عهد عمر. وقد ذكره في الصحابة أيضا علي
بن سعيد العسكري، وكذا يحيى بن يونس الشيرازي في كتابه
المصابيح في الصحابة، ونبّه جعفر المستغفري على أنه صحفه،
فقال فتح، بسكون المثناة الفوقانية بعدها حاء مهملة، وإنما
هو بتشديد النون بعدها جيم، وعداده في التابعين.
وقال أبو عمر: ذكره قوم ممن ألّف في الصحابة بالمثناة
والمهملة. وذكره عبد الغني بن سعيد بالنون والجيم.
قلت: هو الّذي توارد عليه أصحاب المؤتلف.
الفاء بعدها الهاء
7044 ز- فهد الحميري:
ذكره المدائني فيمن كتب إليه النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم من أقيال أهل اليمن ممن أسلم، وفيه يقول الشاعر من
أبيات:
ألا إنّ خير النّاس كلّهم فهد
[الطويل] وفهد المذكور ذكره ابن الكلبي، فقال: فهد بن عريب
بن ليشرح من بني مدل بن ذي رعين الّذي قال فيه الشاعر «2»
:
ألا إنّ خير النّاس كلّهم فهد ... وعبد كلال خير سائرهم
بعد
[الطويل] قال: وهو الّذي قال فيه عمرو بن معديكرب:
ألا عتبت عليّ اليوم أروى ... لآتيها كما زعمت بفهد
__________
(1) في أسد الغابة: الرشاد، وفي الإكمال دينباذ، وفي ب:
الدنباد. (2) سقط في ب.
(5/298)
وما الإخلاف ما يعني إليه ... ولا وأبيك لا
آتيه وحدي «1»
[الوافر] ثم قال: ومنهم عريب، والحارث ابنا عبد كلال بن
«2» ليشرح.
الفاء بعدها الياء
7045- فيروز الوادعي
«3» :
مولى عمر بن عبد اللَّه الهمدانيّ الوادعي.
أدرك الجاهلية والإسلام، وهو جدّ زكريا بن أبي زائدة بن
ميمون بن فيروز، وأبو زائدة اسمه كنيته، ذكره أبو عمر.
قلت: ذكر ابن أبي حاتم أن اسم أبي زائدة خالد بن ميمون،
وكذا قال عبّاس الدّوري، عن ابن ميمون: وزاد ابن ميمون بن
فيروز، وقال مسلم «4» في شيوخ الثوري: اختلف في اسم أبي
زائدة: فقال بعضهم: اسمه بستاني، وقال غيره: اسمه هبيرة.
القسم الرابع
الفاء بعدها الألف
7046- فاتك الأسدي «5»
:
والد خريم «6» .
وقع غلطا في بعض الروايات،
فأخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ، ثم من طريق الحجاج بن
حمزة، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة عن الرّكين «7» بن
الربيع، عن أبيه، عن يسير بن عميلة، عن خزيم بن فاتك، عن
أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «النّاس
أربعة:
موسّع عليه في الدّنيا موسّع عليه في الآخرة ... » الحديث.
وقوله: عن أبيه زيادة لا يحتاج إليها.
وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن حسين بن علي بدونها.
وأخرجه أحمد، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة بدونها. وأخرجه
ابن حبان من رواية شيبان «8» بن عبد الرحمن،
__________
(1) انظر ديوان عمرو بن معديكرب ص 87، الاشتقاق ص 526، شرح
القصيدة الحميرية 180، الإكليل 2/ 363، 8/ 122، الإصابة 1/
283- 3/ 106- 208.
(2) في أ: بن غريب ليشرح.
(3) أسد الغابة ت (4247) ، الاستيعاب ت (2110) .
(4) في أ: شرح شيوخ.
(5) أسد الغابة ت (4193) .
(6) في أ: خزيم.
(7) في ب: الزكير.
(8) في ب: سيبان.
(5/299)
وأبو يعلى، والحاكم، عن طرق من الرّكين بن
الربيع، عن أبيه، عن عمه، عن خريم بن فاتك، عن النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم، والحديث حديث خريم، وهو معروف به.
الفاء بعدها التاء والراء
7047 ز- فتح:
بسكون المثناة الفوقانية بعدها مهملة. تقدم صوابه في القسم
الثالث.
الفاء بعدها الراء
7048 ز- فرات بن ثعلبة
النجراني «1» :
ذكره ابن مندة. وقد تقدم في الأول.
7049- الفراسي «2» :
تقدم القول فيه في القسم الأول في فراس.
7050- الفرزدق «3» :
قال أبو موسى المديني: أورده أبو بكر بن أبي علي، وأخرج من
طريق أبي الدحداح عن شعيب بن عمرو، عن يزيد بن هارون، عن
جرير بن حازم، عن الحسن، عن صعصعة بن معاوية، عن الفرزدق-
أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله فقرأ عليه:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
[الزلزلة: 7، 8] إلى آخر السورة، فقال حسبي، لا أبالي ألّا
أسمع غيرها.
قال أبو موسى: هذا وهم، ولعله أراد عن صعصعة عمّ الفرزدق،
مع أن صعصعة إنما هو عم الأحنف.
قلت: وهو الّذي لا يتجه غيره، فقد أخرجه النسائي في
التفسير من الكبرى من طريق جرير بن حازم، عن الحسن: حدثنا
صعصعة عمّ الفرزدق.
قال ابن الأثير: صعصعة بن معاوية هذا عمّ الأحنف لا
الفرزدق، وصعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق لا عمه، لأنه همام
بن غالب بن صعصعة بن ناجية. وهذا تعقّب ساقط، فإنّهما من
بني تميم جميعا، والعرب تطلق على الكبير عم الصغير. ويجوز
أن يكون عمه من قبل أم
__________
(1) أسد الغابة ت (4206) .
(2) أسد الغابة ت (4211) ، الاستيعاب ت (4116) ، الثقات 3/
333، بقي بن مخلد 490، 590، الجرح والتعديل 7/ 524،
الطبقات 124، 370، التاريخ الكبير 7/ 137، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 5، تقريب التهذيب 2/ 108، تهذيب التهذيب 8/
260، تهذيب الكمال 2/ 1093.
(3) أسد الغابة ت (4212) ، طبقات ابن سلام 1/ 299، الشعر
والشعراء 381 الأغاني 8/ 186، 19/ 3، معجم المرزباني 465،
المهج 50، سمط اللآلي 44، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/
280، وفيات الأعيان 6/ 86، تاريخ الإسلام 4/ 178 مرآة
الجنان 1/ 238، شرح العيون 389، 464 البداية والنهاية 9/
265، النجوم الزاهرة 1/ 268 شذرات الذهب 1/ 141، خزانة
الأدب تحقيق هارون 1/ 217.
(5/300)
أو من الرضاعة. وقد ذكر المرزباني في معجم
الشعراء أن الفرزدق قارب المائة، وأنه مات سنة عشر ومائة،
وأنّ الرياشي روى عن سعيد بن عامر أن الفرزدق بلغ مائة
وثلاثين سنة، قال: والأول أثبت قال: روى الفرزدق أنه قال:
خضت الهجاء في زمن عثمان.
قلت: فهذا يدل على أنه قارب المائة، لأنه بين وفاته ووفاة
عثمان خمس وسبعون سنة: قتل عثمان في آخر خمس وثلاثين،
وأقلّ ما يبلغ من يخوض الهجاء من يقارب العشرين.
وقال المرزبانيّ: صحّ أنه قال الشعر أربعا وسبعين سنة، لأن
أباه أتى إلى عليّ فقال:
إن ابني شاعر، وذلك في سنة ست وثلاثين.
وقال المرزبانيّ: كان الفرزدق منشدا جوادا فاضلا وجيها عند
الخفاء والأمراء، وأكثر أهل العلم يقدمونه على جرير، ومن
تشبيهات الفرزدق قوله:
والشّيب ينهض في الشّباب كأنّه ... ليل يصيح بجانبيه نهار
[الكامل] وهو القائل:
تصرّم عنّي ودّ بكر بن وائل ... وما خلت دهري ودّهم يتصرّم
قوارص تأتيني ويحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيعمم
[الكامل]
وقال المرزبانيّ: وفد غالب على عليّ، ومعه ابنه الفرزدق،
فقال له: من أنت؟ قال أنا غالب بن صعصعة المجاشعي، قال: ذو
الإبل الكثيرة؟ قال: نعم قال: فما فعلت إبلك؟
قال: دعدعتها الحقوق والنوائب. قال: ذاك خير سبيلها. فقال:
من هذا الفتى معك؟ قال:
ابني الفرزدق، وهو شاعر، فقال: علّمه القرآن، فإنه خير له
من الشعر.
قال: فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه وآلى أن لا
يحلّ نفسه حتى يحفظ القرآن.
7051- فروة بن مجالد
«1» :
تابعي، روى عنه حسان بن عطية، وكان مستجاب الدعوة، يعدّ في
الأبدال، كذا
__________
(1) أسد الغابة ت (4223) ، الاستيعاب ت (2100) ، تقريب
التهذيب 2/ 108، الجرح والتعديل 7/ 468، تهذيب التهذيب 8/
264، التاريخ الكبير 7/ 127، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 333،
تجريد أسماء الصحابة 2/ 7، الكاشف 2/ 380، جامع التحصيل
308، ثقات 7/ 321، البداية والنهاية 9/ 93، دائرة معارف
الأعلمي 23/ 220.
(5/301)
أورده ابن عبد البر، وقال ابن مندة مثله،
وزاد فقال: حديثه مرسل، وهو مجهول. وقال البخاري: فروة روى
عنه حسان بن عطية، لم يزد البخاري على هذا.
وقال ابن أبي حاتم: فروة بن مجالد مولى لخم من فلسطين روى
عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا. وقال أبو
نعيم: الّذي روى عنه حسان هو ابن نوفل، كذا قال: وليس
بجيد، بل هو ابن مجالد، وهو تابعي، وقد فرق البخاري
بينهما، فقال: فروة بن مجالد مولى لخم كان يكن كفرا
بالشام، وكانوا لا يشكّون أنه من الأبدال، نسبه حجر بن
الحارث، وعاب عليه ابن أبي حاتم، فقال: نقل بعض الناس هذا
الاسم اسمين، فقال أبي: هما واحد.
وأورد حديثه ابن شاهين من طريق الوليد بن مسلم، عن
الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن فروة بن مجالد، قال: قال
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. «أيّما سريّة
رجعت وقد أخفقت فلها أجرها مرّتين» «1» .
قال ابن شاهين: لا أعلم له غيره إن صحّ أن له صحبة، وكذا
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه عن عيسى بن يونس، عن
الأوزاعي.
7052- فروة بن مسيكة
«2» :
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ، وفرّق بينه وبين فروة بن مسيك
الغطيفي الماضي في الأول، والحديث الّذي أورده معروف بابن
مسيك. وقد قدمنا أنه يقال فيه فروة بن مسيك، وفروة بن
مسيكة.
7053 ز- فروة بن نفيل:
ذكره البغويّ،
وأورد له من طريق أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير، عن شريك
بن طارق، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وسلم: «الحيّة فاسقة، والفأرة فاسقة ... » الحديث «3» .
قال ابن شاهين: رواه الناس عن عبد الملك بن شريك بن طارق،
عن فروة بن نوفل، عن عائشة.
__________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 297.
(2) أسد الغابة ت (4225) ، الاستيعاب ت (2101) ، وفي
الاستيعاب: فروة بن مسيك. ويقال فروة بن مسيكة..
(3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 209، 238 أورده المتقي الهندي
في كنز العمال حديث رقم 39992 وعزاه لابن ماجة والبيهقي عن
عائشة وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1082 كتاب الصيد باب
(19) الغراب حديث رقم 3249 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة
2/ 1082 رجال إسناده ثقات إلا أن المسعودي اختلط بآخره ولم
نعلم هل روى الأنصاري هذا عن المسعودي قبل الاختلاط أو
بعده فيجب التوقف من حديثه واسم الأنصاري محمد بن عبد
اللَّه المثنى.
(5/302)
قلت: وهو الصواب.
7054- فروة بن نوفل الأشجعي
«1» :
ذكره ابن حبّان في الصحابة، ثم توقف فيه، وقال: يقال إن له
صحبة.
وقال أبو حاتم: ليست له صحبة، وإنما الصحبة لأبيه نوفل،
وقال المرزباني في معجم الشعراء: كان رئيس السراة، وأنشد
له شعرا في ذلك، واتفق الحفاظ على أن عبد العزيز بن مسلم
وهم في روايته عن أبي إسحاق حيث قال: عنه، عن فروة بن
نوفل، قال:
أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: جئت لتعلمني
كلمات إذا أخذت مضجعي..
الحديث والمعروف عن فروة بن نوفل عن أبيه، كذا رواه أبو
داود، وابن حبّان، والحاكم، وغيرهم. وذكر النسائي الاختلاف
فيه. وقد بينته في فروة بن مالك في الأول.
وقد أخرج أبو أحمد العسكري، من طريق بندار عن غندر، عن
شعبة، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل- أنه كفل صبيا لبني
هاشم فأتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: وهذا الخبر إنما هو لنوفل الدئلي الماضي في القسم
الأول.
7055- فروة الجهنيّ «2»
:
قال ابن مندة: مجهول وقال أبو عمر: فروة الجهنيّ له صحبة،
روى عنه بشير مولى معاوية أنه سمعه في عشرة من أصحاب رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقولون- إذا تراؤوا
الهلال: اللَّهمّ اجعله شهر خير وعافية، كذا قال ابن أبي
حاتم، لكن قال فروة السامي، ولم يقل الجهنيّ: ولم يسق
المتن. وقد ردّ أبو عمر على نفسه في الكنى، فقال:
أبو فروة الجهنيّ روى عنه بشير مولى معاوية، ومن قال فيه
فروة فقد أخطأ، وهو كما قال في الكنى، واسمه حدير.
قلت: مضى في حرف الحاء المهملة.
7056- فروة، غير منسوب:
__________
(1) الثقات 3/ 330، مقدمة مسند بقي بن مخلد 137، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 7، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الجرح
والتعديل 7/ 82، تهذيب التهذيب 8/ 266، الكاشف 2/ 380،
الكامل في التاريخ 3/ 346، تهذيب الكمال 2/ 1094، الأعلام
5/ 143، تحفة الأشراف 8/ 257، بقي بن مخلد 628، تقريب
التهذيب 2/ 109، خلاصة تذهيب التهذيب 308، الأخبار الطوال
210، رجال مسلم 2/ 137، تاريخ الإسلام 2/ 509.
(2) أسد الغابة ت (4216) ، الاستيعاب ت (2103) .
(5/303)
ذكره البخاريّ في الصحابة، وروى حديثه
معاوية بن صالح، عن أبي عمرو، عن بشير مولى معاوية عنه عن
النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا ذكره ابن مندة،
وأفرده ابن الأثير فوهم، فإنه فروة الجهنيّ المذكور قبل
هذا، كرره بلا فائدة.
7057 ز- فروة، آخر «1»
:
أفرده ابن مندة بالذكر، وقال: فروة مجهول، وروى عنه حسان
بن عطية مرسلا، وكذا ذكره أبو نعيم، وهو وهم، فإنه ابن
مجالد الماضي، وأغفله ابن الأثير والذهبي.
الفاء بعدها الضاد
7058- الفضل بن عبد الرحمن
الهاشمي «2» :
ذكره أبو موسى في «الذّيل» . وقال: روى أبو مسعود
الأصبهاني، من طريق السري بن يحيى، عن حرملة بن أسير، عن
الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي، أن النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم كان يعتزي في الحرب، ويقول: «أنا ابن العواتك»
«3»
قال أبو موسى: يتأمّل فيه.
قلت: الفضل بن عبد الرحمن تابعي أو من أتباع التابعين ليست
له ولأبيه صحبة، واسم جده العباس بن ربيعة بن الحارث بن
عبد المطلب: وهذا السند مرسل أو معضل.
ومات الفضل هذا سنة تسع وعشرين ومائة.
7059- الفضل بن يحيى بن قيوم
الأزدي «4» :
أورده ابن مندة: فقال مختلف في صحبته، وذكر عن موسى بن سهل
الرمليّ، قال:
الفضل الأزدي أبو يحيى هو ابن قيوم، روى عن أبيه عن جدّه،
كذا قال وهو وهم فاحش، فإن قيوما هو الّذي قدم على رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فاعل «روى» هو قيوم،
لا الفضل، وكأن ابن مندة توهم أنه الفضل، وليس كذلك، وقد
تعقبه أبو نعيم فأصاب.
7060 ز- فضيل بن فضالة:
تابعي، ذكره ابن قانع في الصحابة: فوهم،
وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (4227) .
(2) أسد الغابة ت (4238) .
(3) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 201 قال الهيثمي في
الزوائد 8/ 222، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح والمتقي
الهندي في كنز العمال حديث رقم 31874.
(4) أسد الغابة ت (4239) .
(5/304)
صفوان بن عمرو، عن خالد بن معدان، عن فضل
بن فضالة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم: «إنّ أحبّ ما زرتم اللَّه به في مساجدكم وفي قبوركم
البياض» «1» .
قلت: وفضل هذا هوزني شامي تابعي صغير، والسند الّذي ذكره
ابن قانع مقلوب، وإنما هو من رواية صفوان عن فضيل بن
فضالة، عن خالد بن معدان، مرسل.
وقد أخرج أبو داود في المراسيل، من طريق صفوان، عن فضيل
هذا، عن خالد بن معدان، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم حديثا غير هذا.
الفاء بعدها اللام
7061 ز- فلاح:
مولى بعض التجار.
ذكر في قصة مكذوبة سلّت «2» عن نسخة تشتمل على أحاديث
موضوعة: منها أن أعرابيا سأل فأعطاه النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم قميصه، فذهب إلى السوق فطلب فيه ثمانية
دراهم، فعرفه أبو بكر فاشتراه منه بثمانمائة، فتعجّب منه
الدلّال، فقال له: إنه قميص النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم، فسمعه عبد لبعض التجار يقال له فلاح، فذهب إلى سيده،
فأخبره، فذهب إلى السوق فدفع في القميص ألف دينار.
وهذا من وضع القصّاص، وكذلك سائر النسخة. واللَّه
المستعان.
الفاء بعدها الهاء
7062- فهم بن عمرو بن قيس
غيلان، أبو ثور الفهميّ «3» .
استدركه أبو موسى في الذّيل، ونقل عن أبي بكر بن أبي علي-
أن ابن أبي عاصم ذكر في الوحدان، وهو غلط لم يتعقبه أبو
موسى، وإنما أراد ابن أبي عاصم أن أبا ثور الفهميّ من ذرية
فهم بن عمرو بن قيس غيلان جد القبيلة، ولم يرد أن فهما اسم
أبي ثور، فإن فهم بن عمرو كان قبل الإسلام بدهر طويل يكون
بين من صحب من ذريته وبينه عدة آباء يبلغون السبعة إلى
العشرة، وممن ينسب إليه في عهد النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلم من المشهورين في الجاهلية تأَبَّط شرّا الشاعر
المشهور، وبينه وبين فهم بن قيس سبعة آباء، وأبو ثور صحابي
معروف، لا يعرف اسمه، وسيأتي في الكنى.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال (41115) .
(2) في أنسلت.
(3) أسد الغابة ت (4245) .
(5/305)
|