الإصابة في تمييز الصحابة

 [المجلد السادس]
[تتمة حرف الميم]
[تتمة القسم الأول]
بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم

ذكر من اسمه محمد «1»

7771- محمد بن الأسود
بن خلف بن بياضة الخزاعي «2» .
ذكره خليفة بن خياط، وروى له حديث: «على ذروة كلّ بعير شيطان» .
وقال البغويّ: ذكره بعض من ألّف في الصّحابة ولا يعلم له صحبة ولا رواية، وعنى بذلك ابن أبي داود.
وذكره في الصّحابة أيضا ابن مندة، وأبو نعيم، واستدركه ابن فتحون على «الاستيعاب» ، وذكره البخاريّ، وابن حبّان في التّابعين، ولكن ذكر البخاريّ في «تاريخه» ما يقتضي أنه كان في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بالغا، فأورد من طريق ابن المبارك: أنبأنا أبو عمر مولى بني أمية، حدّثني محمد بن أبي سفيان الجمحيّ، حدّثنا عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان الجمحيّ، حدّثني محمّد بن الأسود بن خلف بن بياضة الخزاعيّ، قال: قال لنا عمرو بن العاص يوم اليرموك ... فذكر قصّته، قال البخاريّ: ويقال: كان اليرموك سنة خمس عشرة.

7772- محمد بن الأسود
بن خلف بن عبد يغوث القرشي.
قال البغويّ: ذكره بعضهم في الصّحابة، ووجدته يروي عن أبيه. وقال البخاريّ:
روى ابن خيثم، عن أبي الزبير، عن محمد بن الأسود بن خلف عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في قريش. انتهى.
وكأنه أشار إلى ما
أخرجه الباورديّ من هذا الوجه عنه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
__________
(1) هنا بداية السنخة (م) .
(2) أسد الغابة ت (4703) ، التاريخ الكبير 1/ 28، العقد الثمين 1/ 422، الجرح والتعديل 7/ 205، الطبقات 108، تجريد أسماء الصحابة 2/ 54.

(6/3)


وسلم أنه مر على عثمان بن عبد اللَّه التيمي مقبلا، فقال: لعنه اللَّه، إنه كان يبغض قريشا.
وقد تقدم ذكر أبيه وروايته عنه.

7773- محمد بن أنس بن فضالة «1»
بن عبيد بن يزيد بن قيس بن ضبيعة بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكره البخاريّ في الصّحابة،
وقال: قال لي يحيى بن موسى، عن يعقوب بن محمد، أنبأنا إدريس بن محمد بن يونس بن أنس الظّفري، حدثني جدّي، عن أبيه، قال: قدم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة، وأنا ابن أسبوعين، فأتي بي إليه، فمسح برأسي، وحجّ بي حجّة الوداع، وأنا ابن عشر سنين، وقال: دعا لي بالبركة، وقال: سمّوه باسمي ولا تكنّوه بكنيتي.
قال يونس: ولقد عمّر أبي حتى شاب كل شيء منه، ومات وما شاب موضع يد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من رأسه.
وكذا أخرجه مطيّن، عن أبي أمية الطّرطوسيّ، وعن يعقوب بن محمد- هو الزهريّ به.
واختصره ابن أبي حاتم، فقال: محمد بن أنس بن فضالة، قال: قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة وأنا ابن أسبوعين.
وأخرجه أبو عليّ بن السّكن مطوّلا من وجه آخر، عن يعقوب بن محمد، بهذا السّند، لكن قال: محمد بن فضالة، فنسب محمد إلى جده.
قال ابن شاهين: سمعت عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث يقول: محمد بن أنس بن فضالة هو الّذي كان تصدّق النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بماله الّذي كان في بني ظفر، فأشار بذلك إلى ما أخرجه ابن أبي داود، وابن مندة، من طريق سفيان بن حمزة، عن عمرو بن أبي فروة، عن مشيخة أهل بيته، قال: قتل أنس بن فضالة يوم أحد، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمحمد بن أنس بن فضالة، فتصدّق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب.. الحديث.
قال ابن مندة: لا يروى إلا بهذا الإسناد.
وقال البخاريّ أيضا: قال أبو كامل، عن فضيل بن سليمان، عن يونس بن محمد عن
__________
(1) الثقات 3/ 366، التاريخ الكبير 1/ 16، الاستبصار 259، الجرح والتعديل 7/ 207، التحفة اللطيفة 3/ 29، تجريد أسماء الصحابة 2/ 54، تنقيح المقال 10424.

(6/4)


فضالة عن أبيه- وعن كان أبوه ممن صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو وجدّه: أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أتاهم في بني ظفر.
ووصله البغويّ عن أبي كامل، وهو فضيل بن حسين، والصّلت بن مسعود، كلاهما عن فضيل بن سليمان بهذا، وزاد: فجلس على صخرة ومعه ابن مسعود ومعاذ، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قارئا فقرأ، حتّى إذا بلغ: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ... الآية [النساء: 41]- بكى حتى اضطرب لحياه، وقال:
ربّ على هؤلاء، شهدت، فكيف بمن لم أره؟
وهكذا أخرجه ابن شاهين عن البغويّ: وقال: قال البغويّ: لا أعلم روى محمد بن فضالة غير هذا الحديث.
وفرّق البغويّ وابن شاهين وابن قانع وغيرهم بين محمد بن أنس بن فضالة وبين محمد بن فضالة، والراجح أنهما واحد، لكن قال ابن شاهين: سمعت عبد اللَّه بن سليمان- يعني ابن أبي داود، ويقول: شهد محمّد بن أنس بن فضالة فتح مكّة والمشاهد بعدها. واللَّه أعلم.

7774- محمد بن بديل:
بن ورقاء الخزاعيّ.
تقدم نسبه في ترجمة والده. وأخرج الحديث في مقدمة تاريخه من طريق الأجلح بن عبد اللَّه: سمعت زيد بن علي، وعبد اللَّه بن حسن، وجعفر بن محمد، يذكر كلّ واحد منهم عن آبائه وعمن أدرك من أهله وغيرهم أنهم سمّوا له من شهد مع علي من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أن قال: وعبد اللَّه بن بديل بن ورقاء، ومحمد بن بديل بن ورقاء الخزاعيان قتلا بصفّين، وهما رسولا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى أهل اليمن.
قلت: والراويّ عن الأجلح غياث بن إبراهيم، وهو ساقط، نسب إلى وضع الحديث.

7775- محمد بن بشر الأنصاري:
بكسر الموحدة وسكون المعجمة. يأتي في الّذي بعده.

7776- محمد بن بشير:
بوزن عظيم، الأنصاري- ذكره البخاريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق زخر، بفتح الزاي وسكون المعجمة، ابن حصن، حدثني جدّي حميد بن منهب، حدثني خريم بن حارثة بن لام الطائيّ، قال: اقتتلنا «1» يوم الحرّة، فكان أول من تلقاني الشيماء بنت بقيلة الأزديّة، فتعلقت بها، فقلت: هذه وهبها لي رسول اللَّه صلّى اللَّه
__________
(1) في أ: أقبلنا.

(6/5)


عليه وآله وسلّم، وهي كما قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فدعاني خالد عليها بالبيّنة بها، وهي محمد بن سلمة، ومحمد بن بشير الأنصاريّ، فسلمها إليّ.
وأخرجه ابن مندة بطوله، من هذا الوجه، وقال: لا يعرف إلا بهذا الإسناد. تفرد به زكريا بن يحيى عن زخر.
قلت: وقد تقدم بطوله في ترجمة خريم بن أوس،
وأخرج البغويّ، وابن شاهين، وابن يونس، وابن مندة، من طريق سلمة بن شريح، عن يحيى بن محمد بن بشير الأنصاريّ، عن أبيه، أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا أراد اللَّه بعيد هوانا أنفق ماله في البنيان»
فقال: قال: ولا أعلم روى محمد بن بشير غيره.
وأخرجه ابن حبّان من هذا الوجه، وقال: هذا مرسل، وشكّ في صحبته ابن يونس، فقال: يقال له صحبة.
وقد ذكر في أهل مصر، وليس هو بالمعروف فيهم، وله بمصر حديث. فذكر الحديث. وذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصّحابة الذين دخلوا مصر، ولم يذكر له حديثا.
وذكره ابن عبد البرّ، فقال: محمد بن بشير الأنصاريّ روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه ابنه يحيى، زعم بعضهم أن حديثه مرسل، كذا ذكره محمد بن بشر، بكسر الموحدة وسكون المعجمة. وتبع في ذلك ابن أبي حاتم، فإنه ذكره فيمن اسم أبيه بشر مع محمد بن بشر العبديّ، ولكن ذكره بوزن عظيم جميع من تقدم.

7777- محمد بن جابر:
بن عراب بن عوف بن ذؤالة بن شبوة بن ثوبان بن عبس بن غالب العكّي، وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وشهد فتح مصر، ذكروه في كتبهم.
ذكره ابن يونس، وأورده ابن مندة عنه مختصرا.

7778- محمد بن الجد:
بن قيس الأنصاريّ.
ذكره ابن القداح، وقال: سمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم محمدا، وشهد معه فتح مكة، حكاه ابن أبي داود عنه، وأخرجه ابن شاهين، واستدركه أبو موسى، وذكر محمد بن حبيب في كتابه «المحبر» أنه أول من سمّي محمدا في الإسلام من الأنصار.
وفي الإكليل للحاكم إن معاذ بن جبل كان من بني سعد بن علي بن أسد بن ساردة،

(6/6)


إنما صار في بني سلمة، لأن فلان بن محمد بن الجد بن قيس- وهو من بني سلمة- كان أخاه من أمه. انتهى.
وهذا يدل على قدم زمان محمد بن الجدّ بن قيس، فيؤيد ما قاله القداح.

7779- محمد بن حارثة.
ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: يقال: إن له صحبة.

7780- محمد بن جعفر «1»
: بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، أخو عبد اللَّه وعون.
ذكره ابن حبّان، والبغويّ، وابن شاهين، وابن حبان وغيرهم، في الصّحابة. وقال محمد بن حبيب في المحبر: هو أول من سمي محمدا في الإسلام من المهاجرين.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: ولد بأرض الحبشة. وقال ابن مندة، وابن عبد البر: ولد على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وذكر أبو عمر عن الواقديّ، أنه كان يكنى أبا القاسم، وأنه تزوج أم كلثوم بنت علي بعد عمر، قال: واستشهد بتستر، وقيل: إنه عاش إلى أن شهد صفّين مع عليّ. قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : يقال: إنه قتل بصفين، اعترك هو وعبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب فقتل كل منهما الآخر.
وذكر المرزبانيّ في «معجم الشعراء» أنه كان مع أخيه محمد بن أبي بكر بمصر، فلما قتل اختفى محمد بن جعفر، فدل عليه رجل من عكّ، ثم من غافق، فهرب إلى فلسطين، وجاء إلى رجل من أخواله من خثعم فمنعه من معاوية، فقال في ذلك شعرا، وهذا محقق يردّ قول الواقديّ إنه استشهد بتستر.

7781- محمد بن حاطب:
بن الحارث «2» بن معمّر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن
__________
(1) الثقات 3/ 362، تاريخ الإسلام 3/ 204، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 841، المحن 3، 85، 277، 288، الأعلام 6/ 69، العقد الثمين 2/ 39، الجرح والتعديل 7/ 224، الوافي بالوفيات 2/ 287، الطبقات الكبرى 4/ 41، 8/ 85، 463، المصباح المضيء 2/ 32، تجريد أسماء الصحابة 2/ 55.
(2) طبقات خليفة 141، 3/ 25، المحبر 153، 379، التاريخ الكبير 1/ 17، المعرفة والتاريخ 1/ 306، الجرح والتعديل 7/ 224، جمهرة أنساب العرب 162، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 79، تهذيب الكمال 14/ 11، تاريخ الإسلام 3/ 207، تهذيب التهذيب 3/ 195، 196، الوافي بالوفيات 2/ 317، تاريخ أبي زرعة 1/ 561، الكامل في التاريخ 4/ 373، تحفة الأشراف 8/ 355، الكاشف 3/ 28، سير أعلام النبلاء 3/ 435. مرآة الجنان، 1/ 155، العقد الثمين 1/ 450، تهذيب التهذيب 9/ 106، خلاصة تذهيب الكمال 282، شذرات الذهب 1/ 82.

(6/7)


جمح، أبو القاسم القرشي الجمحيّ، وقيل أبو إبراهيم، وقيل أبو وهب، أمّه أم جميل بنت المجلل العامريّة.
[يقال إنه] «1» ولد بأرض الحبشة، وهاجر أبواه، ومات أبوه بها، فقدمت به أمّه إلى المدينة مع أهل السفينين، فروى عبد اللَّه بن الحارث بن محمد بن حاطب، عن أبيه عن جدّه، قال: لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي أمي- يعني إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، هذا ابن أخيك، وقد أصابه هذا الحرق من النّار، فادع اللَّه له ... الحديث.
ورواه أيضا عبد الرحمن بن عثمان بن محمد الحاطبي، عن أبيه، عن جدّه، أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والبغوي، وفيه أن أمه قالت: يا رسول اللَّه، هذا محمّد بن حاطب، وهو أوّل من سمع بك. قالت: فمسح على رأسك، وتفل في فيك، ودعا لك بالبركة.
وأخرج ابن أبي خيثمة، عن محمد بن سلام الجمحيّ، قال: وحدّثني بعض أصحابنا، قال: هو أول من سمي في الإسلام محمدا.
ولد بأرض الحبشة، وأرضعته أسماء بنت عميس مع ابنها عبد اللَّه بن جعفر، وأرضعت أمّ محمّد عبد اللَّه بن جعفر، فكانا يتواصلان على ذلك، حتى ماتا.
وقال ابن شاهين: سمعت البغويّ يقول: هو أول من سمي في الإسلام محمدا، قال:
وكان يكنى أبا القاسم، وجزم ابن سعد بأنّ كنيته أبو إبراهيم، وقال الهيثم: مات في ولاية بشر على العراق. وقال غيره: سنة أربع وسبعين.
وأخرج من طريق أبي مالك الأشجعيّ، قال: قال لي ابن حاطب خرج: حاطب وجعفر إلى النجاشي فولدت أنا في تلك السفينة، قلت: والّذي اشتهر أنه ولد بأرض الحبشة محمول على المجاز، لأنه ولد قبل أن يصلوا إليها.
وقد روى محمد بن حاطب عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن أمه، وعن عليّ.
روى عنه أولاده: إبراهيم، وعمر، والحارث، وأبو بلج، وأبو مالك الأشجعي، وهو ابن [محمد] »
، وسماك بن حرب وغيرهم.
وقيل: مات سنة ست وثمانين.

7782- محمد بن حبيب النضري «3»
: بالنّون، ويقال المصريّ، بكسر الميم، وهو
__________
(1) سقط في أ.
(2) بياض في ج.
(3) التاريخ الكبير 1/ 18- تهذيب التهذيب 9/ 107- تهذيب الكمال 3/ 1185- تقريب التهذيب 2/ 153- خلاصة تذهيب 2/ 391- الكاشف 3/ 31، الجرح والتعديل 7/ 225- المصباح المضيء 1/ 189- 2/ 89- تجريد أسماء الصحابة 2/ 56.

(6/8)


الأشهر، ووقع عند أبي عمر بضم الميم، وفتح الضاد المعجمة، وقال قال ابن مندة: لا يعرف في الشّاميين، ولا في المصريين ذكره في الصّحابة،
وأخرج البغويّ وغيره من طريق الوليد بن سليمان، عن بسر بن عبيد اللَّه، عن ابن محيريز، عن عبد اللَّه بن السعديّ، عن محمد بن حبيب، قال: أتينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلنا: يا رسول اللَّه، إن رجلا يقولون، قد انقطعت الهجرة: فقال: «لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفّار» .
وقال البغويّ: رواه غير واحد، عن ابن محيريز، عن عبد اللَّه بن السعديّ- أن النسائيّ أخرجه من طريق أبي إدريس عن عبد اللَّه بن السعديّ، ليس فيه محمد بن حبيب.

7783- محمد بن أبي حذيفة «1»
بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشميّ، أبو القاسم.
ولد بأرض الحبشة، وكان أبوه من السّابقين الأولين، وهو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه كما سيأتي في الكنى.
وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو العامرية قال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة:
ولد محمد بن أبي حذيفة بأرض الحبشة، وكذا قال ابن إسحاق، والواقديّ، وابن سعد.
وذكره الواقديّ فيمن كان يكنى أبا القاسم، واسمه محمد بن الصّحابة، واستشهد أبوه أبو حذيفة باليمامة فضم عثمان محمدا هذا إليه وربّاه، فلما كبر واستخلف عثمان استأذنه في التوجه إلى مصر، فأذن له، فكان من أشد الناس تأليبا عليه.
ذكر أبو عمر الكنديّ في أمراء مصر أن عبد اللَّه بن سعد أمير مصر لعثمان كان توجه إلى عثمان لما قام الناس عليه، فطلب أمراء الأمصار فتوجه إليه، وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين، واستناب عقبة بن عامر.
وفي نسخة ابن مالك: فوثب محمد بن أبي حذيفة على عقبة، فأخرجه من مصر وذلك في شوال منها، ودعا إلى خلع عثمان، وأسعر البلاد، وحرّض الناس على عثمان.
__________
(1) أسد الغابة ت 4720، الاستيعاب ت 2354، المحبر 104، 274، التاريخ الصغير 1/ 81، تاريخ الطبري 5/ 105، الولاة والقضاة 14، جمهرة أنساب العرب 77، تاريخ ابن عساكر 15/ 106، الكامل 3/ 265، الوافي بالوفيات 2/ 328، العقد الثمين 1/ 454.

(6/9)


وأخرج من طريق اللّيث، عن عبد الكريم بن الحارث الحضرميّ- أن ابن أبي حذيفة كان يكتب الكتب على ألسنة أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في الطّعن على عثمان، كان يأخذ الرواحل فيحصرها، ثم يأخذ الرجال الذين يريد أن يبعث بذلك معهم، فيجعلهم، على ظهور بيت في الحر، فيستقبلون بوجوههم الشمس ليلوّحهم تلويح المسافر، ثم يأمرهم أن يخرجوا إلى طريق المدينة، ثم يرسلوا رسلا يخبروا بقدومهم، فيأمر بتلقيهم، فإذا لقوا الناس قالوا لهم:
ليس عندنا خبر، الخبر في الكتب، فيتلقاهم ابن أبي حذيفة، ومعه الناس، فيقول لهم الرسل: عليكم بالمسجد، فيقرأ عليهم الكتب من أمهات المؤمنين: إنا نشكو إليكم يا أهل الإسلام كذا وكذا ... من الطّعن على عثمان، فيضجّ أهل المسجد بالبكاء والدعاء.
ثم روى من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: بايع أهل مصر محمد بن أبي حذيفة بالإمارة إلا عصابة منهم معاوية بن حديج وبسر بن أرطاة، فقدم عبد اللَّه بن سعد حتى إذا بلغ القلزم وجد هناك خيلا لابن أبي حذيفة، فمنعوه أن يدخل، فانصرف إلى عسقلان، ثم جهز ابن أبي حذيفة الذين ثاروا على عثمان وحاصروه إلى أن كان من قتله ما كان، فلما علم بذلك من امتنع من مبايعة ابن أبي حذيفة اجتمعوا وتبايعوا على الطّلب بدمه، فسار بهم معاوية بن حديج إلى الصعيد، فأرسل إليهم ابن أبي حذيفة جيشا آخر، فالتقوا، فقتل قائد الجيش، ثم كان من مسير معاوية بن أبي سفيان إلى مصر لما أراد المسير إلى صفّين، فرأى ألّا يترك أهل مصر مع ابن أبي حذيفة خلفه، فسار إليهم في عسكر كثيف، فخرج إليهم ابن أبي حذيفة في أهل مصر، فمنعوه من دخول الفسطاط، فأرسل إليهم: إنا لا نريد قتال أحد، وإنما نطلب قتلة عثمان، فدار الكلام بينهم في الموادعة، و؟ استخلف ابن أبي حذيفة على مصر الحكم بن الصّلت بن مخزمة بن المطّلب بن عبد مناف، وخرج مع جماعة منهم: عبد الرحمن بن عديسى، وكنانة بن بشر، وأبو شمر بن أبرهة بن الصباح، فلما بلغوا به غدر بهم عسكر معاوية وسجنوهم إلى أن قتلوا بعد ذلك.
وذكر أبو أحمد الحاكم أن محمد بن أبي حذيفة لما ضبط مصر، وأراد معاوية الخروج إلى صفّين بدأ ب «مصر» أولا فقاتله محمد بن أبي حذيفة بالعريش إلى أن تصالحا، وطلب منه معاوية ناسا يكونون تحت يده رهنا ليأمن جانبهم إذا خرج إلى صفّين، فأخرج محمد رهنا عدّتهم ثلاثون نفسا، فأحيط بهم وهو فيهم فسجنوا.
وقال أبو أحمد الحاكم: خدع معاوية محمد بن أبي حذيفة حتى خرج إلى العريش في ثلاثين نفسا، فحاصره ونصب عليه المنجنيق، حتى نزل على صلح، فحبس ثم قتل.
وأخرج ابن عائذ من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن حبيب، قال: فرّقهم معاوية

(6/10)


بصفّين، فسجن ابن أبي حذيفة ومن معه في سجن دمشق، وسجن ابن عديس والباقين في سجن بعلبكّ.
وأخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق ابن المبارك، عن حرملة بن عمران عن عبد العزيز بن عبد الملك السّليحي، حدثني أبي، قال: كنت مع عقبة بن عامر قريبا من المنبر، فخرج ابن أبي حذيفة، فخطب الناس، ثم قرأ عليهم سورة- وكان قارئا، فقال عقبة: صدق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، «ليقرأنّ القرآن ناس لا يجاوز تراقيهم» . فسمعه ابن أبي حذيفة، فقال: إن كنت صادقا إنك لمنهم.
وأخرج البغويّ من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: كان رجال من الصّحابة يحدثون أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «يقتل بجبل الخليل والقطران من أصحابي أو من أمّتي ناس» ،
فكان أولئك النفر الذين قتلوا مع محمد بن أبي حذيفة هناك.
ورواه أبو عمر الكنديّ من وجه آخر، عن الليث، قال: قال محمد بن أبي حذيفة:
هذه الليلة التي قتل فيها عثمان، فإن يكن القصاص بعثمان فسيقتل في غد، فقتل في الغد.
وذكر خليفة بن خياط في تاريخه أنّ عليا لما ولي الخلافة أقرّ محمد بن أبي حذيفة على إمرة مصر، ثم ولّاها محمد بن أبي بكر.
واختلف في وفاته، فقال ابن قتيبة: قتله رشدين مولى معاوية، وقال ابن الكلبيّ: قتله مالك بن هبيرة السكونيّ.

7784- محمد بن حزم الأنصاريّ «1»
. ذكره البغويّ، وقال: ذكره البخاريّ فيمن روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ولا يعرف، وكذا قال ابن شاهين، لم يزد.
وقال أبو نعيم: ذكره أبو العباس الهروي في المحمدين في الصّحابة، وذكر روايته عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «ليكمل أمّتي يوم القيامة سبعين أمية نحن أخرها وخيرها» .
وقال ابن مندة: محمد بن حزم تابعيّ. روى عنه قتادة ولا يعرف، وقال ابن الأثير:
[الّذي لا يعرف] «2» محمد بن عمرو بن حزم الآتي فلعله نسب إلى جده.
__________
(1) أسد الغابة ت 4721، تجريد أسماء الصحابة 2/ 56.
(2) سقط في أ.

(6/11)


7785- محمد بن حطاب «1»
بن الحارث بن معمر الجمحيّ، ابن عم محمد بن حاطب.
تقدم نسبه قريبا، قال ابن عبد البرّ: ولد أيضا بأرض الحبشة. وقيل: قبل الهجرة إلى أرض الحبشة، فهو أسنّ من محمد بن حاطب، كذا قال.
وقد تقدم أن محمد بن حاطب أول من سمي محمّدا في الإسلام من المهاجرين، فيكون أسنّ.
وأخرج أحمد من طريق عثمان بن محمد، عن أم محمد بن حاطب، أنها لما أحضرت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ابنها «2» قالت: هذا محمد بن حاطب، وهو أول من سمي باسمك، وقد تقدم في ترجمة محمد بن حاطب.
وأخرج أبو الفرج الأصبهانيّ من وجهين، عن عبد الملك بن عمير، قال: أتى عمر ابن الخطاب بحلل فقال: عليّ بالمحمّدين، فأتى بمحمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن طلحة، ومحمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن حاطب، وابن عمه محمد بن حطّاب، وكلهم سمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم محمدا، فذكر قصته، فإن كان محفوظا حمل على المجاز، أي أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أقرهم على ذلك.

7786- محمد بن خليفة:
بن عامر.
قال ابن القداح: شهد الفتح، وكان اسمه عبد مناة، فسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم محمدا.
أخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عنه.

7787- محمد بن أبي درّة الأنصاري.
قال ابن القداح: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وشهد فتح مكّة.
ذكره ابن شاهين أيضا عن «3» أبي داود، عنه.

7788- محمد بن ركانة «4»
: بن عبد يزيد المطلبيّ القرشيّ. يأتي في القسم الأخير إن شاء اللَّه تعالى.

7789- محمد بن زيد «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت 4722، الاستيعاب ت 2355.
(2) في أ: ابنها وهو صغير قالت.
(3) في أ: عن ابن أبي داود.
(4) أسد الغابة ت 4729.
(5) أسد الغابة ت 4732، الاستيعاب ت 2358.

(6/12)


قال ابن مندة: أخرجه أبو حاتم الرازيّ في الوحدان، وهو وهم، ثم أخرج من طريقه بسند له إلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء عن محمد بن زيد، قال: أهدي لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لحم صيد فأبى أن يأكله، قال: وهذا رواه قيس بن سعد، عن عطاء بن عباس.
قلت: أخرجه أبو داود، والنسائي من طريق حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عبّاس، عن زيد أرقم، وأكثر الطّبراني من تخريج طرقه.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر هذا الحديث.
روى عن عطاء بن أبي رباح، وكذا قال ابن عبد البرّ، وهو على الاحتمال لجواز التعدد مع بعده بقرينة كثرة خطا محمد بن عبد الرّحمن.

7790- محمد بن أبي سفيان «1»
. له ذكر في كتاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم للداريين، ذكره ابن مندة من رواية سعيد بن زياد «2» ، عن آبائه، عن أبي هند الداريّ في قصة إسلامه، وأمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يكتب له الكتاب الّذي طلبه، وذكر فيه شهادة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ ومحمد بن أبي سفيان.
وقد تعقّبه أبو نعيم بأنّ الصّواب في هذا معاوية بن أبي سفيان لا محمد.
قلت: هو على الاحتمال أيضا.

7791- محمد بن أبي سلمة «3»
بن عبد الأسد المخزومي.
قال ابن حبّان: له صحبة، وقال البغويّ ذكره بعض من ألف في الصّحابة، وأنكر عليه، حكاه ابن شاهين عن البغويّ.

7792- محمد بن سليمان «4»
بن رفاعة بن خليفة بن أبي كعب.
قال ابن القداح: شهد أحدا، وحضر فتح العراق، وقتل يوم صفّين. ذكره ابن شاهين عن ابن أبي داود، عن ابن القداح.
__________
(1) أسد الغابة ت 4735.
(2) في ب: زبار.
(3) أسد الغابة ت 4736.
(4) أسد الغابة ت 4737.

(6/13)


7793- محمد بن صفوان الأنصاريّ «1»
: من بني مالك بن الأوس.
ذكر ذلك العسكريّ، وقيل فيه: صفوان بن محمد، والأول أصوب.
وأخرج أحمد وأصحاب السنن، وابن حبّان، والحاكم في صحيحيهما من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي، عنه- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بأرنبين ذبحهما بمروة على الشّك.
وأخرجه عليّ بن عبد العزيز في مسندة من رواية حماد بن سلمة، عن داود، فقال:
عن محمد بن صفوان بالجزم.
وكذا أخرجه البغويّ من طريق شعبة، ومن طريق عبيدة بن سليمان، وحكى ابن شاهين عن البغويّ أنه الراجح، وقال: لا أعلم لمحمد بن صفوان غيره.

7794- محمد بن صيفيّ «2»
بن أمية بن عابد بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم.
قال ابن القداح: له صحبة، ذكره ابن شاهين عن «3» أبي داود، وقال أبو عمر: لا رؤية له «4» وفي صحبته نظر. وهو سبط خديجة بنت خويلد، أمه هند بنت عتيق بن عامر بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، وأمّها خديجة.
وعابد: بالموحدة والدال المهملة.
قلت: ذكر الزّبير بن بكّار ما يقوّي قول ابن القداح فإنه لما ذكر أباه قال: كان له رفاعة، وبه كان يكنى، وصيفي بن أمية يوم بدر. انتهى.
ومن يقتل أبوه ببدر وهي في السنة الثانية من الهجرة يكون أدرك من العهد النبويّ ثمان سنين فأكثر، فلا يسمى محمدا إلّا وقد أسلّم أبوه وأمه، فلعله ولد بعد قتل أبيه، وأسلمت أمه فسمّيته محمدا أو بعض أهله إن كانت أمّه ماتت قبل تسميته.
__________
(1) أسد الغابة ت 4741، الاستيعاب ت 2359، الثقات 3/ 364، التاريخ الكبير 1/ 13- تهذيب التهذيب 9/ 231، تهذيب الكمال 3/ 1212- تقريب التهذيب 2/ 171، خلاصة تذهيب 2/ 416- الكاشف 3/ 54، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، الجرح والتعديل 7/ 287- التحفة اللطيفة 3/ 587، الطبقات 136- تجريد أسماء الصحابة 2/ 58، بقي بن مخلد 276.
(2) أسد الغابة ت 4742، الاستيعاب ت 2360، الثقات 3/ 365، التاريخ الكبير 1/ 14، الكاشف 3/ 54- تلقيح فهو أهل الأثر 371- الجرح والتعديل 7/ 287- الطبقات الكبرى 2476- تجريد أسماء الصحابة 2/ 59، بقي بن مخلد 340.
(3) في أ: عن ابن أبي داود.
(4) في أ: رواية.

(6/14)


7795- محمد بن صيفي:
بن سهل «1» بن الحارث الخطي الأنصاريّ.
نسبه هشيم في روايته عن حصين، عن الشعبيّ عنه حديثا مرفوعا في صيام يوم عاشوراء. ويقال: إنه نزل الكوفة.
وأخرج له أحمد، والنسائيّ وابن ماجة، وابن خزيمة، والحاكم في صحيحيهما، من طريق حصين، عن الشّعبي، عن محمد بن صيفي في صوم يوم عاشوراء، وسنده صحيح.
وأخرج البغويّ، من طريق الأعمش وغيره، عن الشّعبي، عن محمد بن صيفي، قال:
أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بأرنبين ... الحديث.
وقال البغويّ: هذا وهم، والصّواب محمد بن صفوان «2» - يعني كما تقدم في الّذي قبله.

7796- محمد بن ضمرة «3»
بن الأسود بن عباد بن غنم «4» بن سواد.
ذكر ابن القداح أنّ النبيّ- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سمّاه محمدا، وشهد فتح مكّة.
أخرجه ابن شاهين عن أبي داود، عنه.

7797- محمد بن طلحة
بن «5» عبيد اللَّه القرشيّ التيميّ «6» .
تقدم نسبه في ترجمة أبيه، أحد العشرة، ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقالوا: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرح البخاريّ، والبغويّ، والطبراني، وغيرهم، من طريق هلال الوزّان «7» ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: نظر عمر إلى عبد الحميد- يعني ابن زيد بن الخطاب، وكان اسمه محمدا ورجل يقول له: فعل اللَّه يا محمد، وفعل، فقال له عمر: لا أرى محمدا يسبّ بك، واللَّه لا يدعى محمدا أبدا ما دمت حيّا، فسماه عبد الرحمن. وأرسل إلى بني
__________
(1) أسد الغابة ت 4743.
(2) في أ: سفيان.
(3) أسد الغابة ت 4744.
(4) في أ: عثمان.
(5) في أ: وابن.
(6) أسد الغابة ت 4745، الاستيعاب ت 2362، طبقات ابن سعد 5/ 52، نسب قريش لمصعب 281، طبقات خليفة ت 1994، المعارف 231، الجرح والتعديل، 2 مجلد 3/ 291، مستدرك الحاكم 3/ 374، العقد الثمين 2/ 36، تعجيل المنفعة 366، شذرات الذهب 1/ 43.
(7) في أ: الوراق.

(6/15)


طلحة وهم سبعة، وسيّدهم وكبيرهم محمد لتغيير أسمائهم، فقال له محمد: أذكرك اللَّه يا أمير المؤمنين، فو اللَّه لمحمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سمّاني محمّدا، فقال عمر، قوموا فلا سبيل إلى تغيير شيء سمّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرج ابن مندة، من طريق يوسف بن إبراهيم الطّلحي، عن أبيه إبراهيم بن محمّد- أنّ طلحة قال: سمى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ابني محمدا، وكناه أبا القاسم.
وأخرج الزّبير بن بكّار، من طريق راشد بن حفص الزهري، قال: أدركت أربعة من أبناء الصحابة كلّ منهم يسمى محمّدا، ويكنى أبا القاسم: ابن أبي بكر، وابن علي، وابن سعد، وابن طلحة.
وأخرج ابن قانع، وابن السّكن، وابن شاهين، من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن ظئر محمد بن طلحة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمحمد بن طلحة حين ولد ليحنّكه، ويدعو له، وكان يفعل ذلك بالصبيان، فقال لعائشة: «من هذا» ؟ قالت: محمد بن طلحة، فقال: «هذا سميي هذا أبو القاسم» .
ومن طريق محمد بن زيد بن المهاجر، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، قال: لما ولدت حمنة بنت جحش محمد بن طلحة جاءت به إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسماه محمّدا، وكناه أبا سليمان.
وأخرجه ابن مندة من وجه آخر، عن إبراهيم بن محمد عن طلحة، عن أبيه، أنه ذهب به إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين ولد فسماه محمّدا، وقال: هو أبو سليمان، لا أجمع له بين اسمي وكنيتي.
وقال ابن مندة: المشهور الأول.
وكان محمد كثير العبادة، وكان يقال له السجّاد.
وأخرج البغويّ، من طريق حصين بن عبد الرحمن عن أبي جميلة الطهويّ، قال: لما كان يوم الجمل قال محمد بن طلحة لعائشة: يا أمّ المؤمنين، قالت: كن كخير ابني آدم، قال: فأغمد سيفه، وكان قد سلّه ثم قام حتى قتل.
قال البغويّ: قال غيره: قتله شريح بن أوفى فمر به عليّ، فقال: هذا السجّاد قتله برّه بأبيه، وكان ذلك في سنة ستّ وثلاثين.

(6/16)


واختلف في اسم قاتله، وذكر البخاريّ في تفسير غافر تعليقا ما يقوّي ما قال البغويّ أنّ اسم قاتله شريح بن أبي أوفى:
يذكّرني حم والرّمح شاجر ... فهلّا تلا حكم قبل التّقدّم
[الطويل] وهي أبيات أولها:
وأشعث «1» قوّام بآيات ربّه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلّم
«2» [الطويل] قال ابن عبد البرّ: وقيل: اسم قاتله كعب بن مدلج، وقيل: شداد بن معاوية، وقيل عصام بن مقشعر، وقيل: الأشتر، وقيل عبد اللَّه بن مكعبر، وقيل: غير ذلك، وقد ذكرتها منسوبة لقائلها في «فتح الباري» .

7798- محمد بن عاصم
بن ثابت «3» بن أبي الأقلح الأنصاريّ.
قال ابن مندة: له ذكر في حديث، وأبوه صحابيّ شهير، استشهد ببئر معونة، وذكر ابن القداح أنه شهد بيعة الرضوان وما بعدها، وأورد ابن «4» مندة بسند له أنّ ابن عمر شهد جنازته، فكان بين عمودي سريره.
وذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود فيمن شهد بيعة الرضوان.
قلت: وذلك قيل موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بنحو ستّ سنين، فكأنه لم يقف على كلام ابن أبي داود، فإن بيعة الرضوان كانت سنة الهجرة، فأقلّ ما يكون سنّ من شهدها يزيد على خمس عشرة، فهو صحابيّ لا محالة، وإن لم يثبت شهود بيعة الرّضوان يكون من أجل تاريخ موت والده أدرك من الحياة النبويّة ستّ سنين أو يزيد.
وقال ابن مندة أيضا: له ذكر في حديث، ثم أورد من طريق عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة، قال: كان عبد اللَّه بن عمر شهد محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بين عمودي سريره، كأني انظر إلى صفرة لحيته.
__________
(1) في ب: وأشعب.
(2) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (2362) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (4745) ، وكتاب نسب قريش: 288.
(3) أسد الغابة ت 4746.
(4) في أ: أخرجه.

(6/17)


قلت: قال ابن الأثير: استدركه أبو موسى، وقد ذكره ابن مندة، ولا وجه لاستدراكه.
قلت: إنما ذكره مضموما إلى خمسة كلّ منهم اسمه محمد، ذكرهم ابن شاهين، فحكى أبو موسى كلامه، لكنه لم ينبه على أنّ ابن عاصم غير داخل في استدراكه.

7799- محمد بن عباس:
بن نضلة.
تقدم نسبه في ترجمة أبيه، قال ابن القداح: سمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم محمدا، وشهد فتح مكّة، أخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عنه.

7800- محمد بن عبد اللَّه:
بن أبيّ الأنصاري الخزرجيّ، ولد رئيس الخزرج المشهور بالنفاق.
تقدّم نسبه في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن عبد اللَّه، ذكره ابن مندة في الصّحابة،
وأخرج من طريق رشاد الحماني، عن ثابت البناني، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول، قال: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: يا معشر الأنصار، إنّ اللَّه عزّ وجلّ قد أحسن عليكم الثّناء في الطهور، فكيف تصنعون؟ قلنا: يا رسول اللَّه، كان فينا أهل الكتاب، فكان أحدهم إذا جاء من الغائط غسل بالماء طرفيه، فغسلنا، فقال: وإنّ اللَّه أحسن عليكم الثّناء ... الحديث.
قال ابن مندة: غريب لا يعرف إلا من حديث جعفر بن عبد اللَّه السالمي، عن الربيع بن بدر، عن جعفر، وأن الثلاثة ضعفاء، قال: وروى من حديث عبد اللَّه بن سلام، ومن حديث محمد بن عبد اللَّه بن سلام، ورجح أبو نعيم هذه الرواية، فقال: وهم فيه جعفر. والصّواب محمد بن عبد اللَّه بن سلام.
قلت: وهو على الاحتمال في تعدّد القصّة.

7801- محمد بن عبد اللَّه:
بن جحش الأسديّ «1» .
تقدم نسبه في ترجمة أبيه، وهو ابن أخي زينب أم المؤمنين، ولأمّه فاطمة بنت أبي حبيش صحبة.
__________
(1) أسد الغابة ت 4748، الاستيعاب ت 2363، الثقات 3/ 363- التاريخ الكبير 1/ 12- تهذيب التهذيب 9/ 250- تهذيب الكمال 3/ 1218- تقريب التهذيب 2/ 175- خلاصة تذهيب 2/ 420- الكاشف 3/ 58- تلقيح فهوم أهل الأثر 1/ 37- العقد الثمين 2/ 51- الجرح والتعديل 7/ 295- التحفة اللطيفة 3/ 593، الطبقات الكبرى 3/ 297، 8/ 114- الطبقات 12، 135- تجريد أسماء الصحابة 2/ 59، بقي ابن مخلد 236.

(6/18)


وذكر الواقديّ أنه ولد قيل الهجرة بخمس سنين، وحكاه الطبريّ، فقال فيما قيل: قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن حبان: سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرج الزبير بن بكّار، من طريق محمد بن أبي يحيى، حدثني أبو كثير هو مولى محمد بن عبد اللَّه «1» بن جحش «2» ، وكانت له صحبة، فذكر الحديث في التشديد في الدين، وفي فضل الجماع.
وأخرجه أحمد، وابن أبي خيثمة، والبغويّ، وغيرهم. وفي رواية بعضهم: كنّا جلوسا في موضع الجنائز مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وصرّح بعضهم بقوله:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومداره على العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير مولى محمد بن عبد اللَّه بن جحش عنه.
وأخرج حديثه في ستر العورة أحمد، والنسائي، وابن ماجة، وعلّقه البخاريّ، وصححه الحاكم.
وقال ابن سعد: يكنى أبا عبد اللَّه قتل أبوه بأحد، فأوصى به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاشترى له مالا بخيبر وأقطعه دارا بالمدينة.
وأخرج البغويّ من طريق علي بن زيد، عن أنس، عن سعيد بن المسيّب- أنّ عمر كتب أبناء المهاجرين ممّن شهد بدرا في أربعة آلاف، منهم محمد بن عبد اللَّه بن جحش.

7802- محمد» بن عبد اللَّه:
بن أبي سعد المذحجي، ثم الحكمي.
ذكر الزّبير بن بكّار أنّ أمه آمنة بنت عفّان أخت عثمان، وأمها أروى بنت كريز أسلمتا معا، وسيأتي ذكرهما، ولم يذكروا عبد اللَّه في الصّحابة، فكأنه مات قبل الفتح، فيكون ابنه من أهل القسم أو الّذي بعده.

7803- محمد بن عبد اللَّه:
بن سلام بن الحارث الإسرائيليّ «4» .
ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقال ابن حبان يقال: له صحبة. وقال ابن شاهين: قال
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أ: سمعت محمد بن عبد اللَّه بن حسن وكانت له صحبة.
(3) هذه الترجمة سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت 4750، الاستيعاب ت 2364، الثقات 3/ 364، التاريخ الكبير 1/ 18- بقي بن مخلد 850- الاستبصار 195- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- الجرح والتعديل 7/ 97- التحفة اللطيفة 3/ 598- تجريد أسماء الصحابة 2/ 59.

(6/19)


ابن أبي داود، روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا. وقال ابن مندة: رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وسمع منه. وقال أبو عمر: له رؤية ورواية محفوظة.
وأخرج أحمد، والبخاريّ في تاريخه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن قانع والبغويّ، والطبرانيّ، وابن مندة، من طريق مالك بن مغول، عن سيار، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد اللَّه بن سلام، قال: قدم علينا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «ما الّذي أثنى اللَّه عليكم» فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا [التوبة: 108]- قال: نستنجي بالماء.
وأخرجه البغويّ، عن أبي هشام الرفاعيّ، عن يحيى بن آدم، عن مالك بن مغول، كذلك، لكن قال فيه: لا أعلمه إلّا عن أبيه.
قال أبو هشام: وكتبته من أصل كتاب يحيى بن آدم: ليس فيه عن أبيه.
وقال البغويّ: حدث به الفريابي، عن مالك بن مغول، عن سيّار، عن شهر، عن محمد، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لم يذكر أباه.
وقال ابن مندة: رواه داود بن أبي هند، عن شهر، مرسلا، لم يذكر محمّدا، ولا أباه.
ورواه سلمة بن رجاء، عن مالك بن مغول، فزاد فيه: عن أبيه.
وقال أبو زرعة الرّازيّ: الصّحيح عندنا عن محمد، ليس فيه عن أبيه.
واللَّه أعلم.

7804- محمد بن عبد اللَّه:
غير منسوب «1» .
ذكره الباورديّ، وأورد له من طريق
حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن محمد بن عبد اللَّه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رأى امرأة تأكل بشمالها، فقال: «لا تأكلي بها ولا تشربي بها
«2» » . وهذا يحتمل أن يكون ولد ابن سلام.

7805- محمد بن عبد اللَّه:
بن مجدعة الأنصاري.
ذكر ابن القداح أنه شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها، وكان في الحرس يوم بني قريظة، وأورده ابن شاهين عن ابن أبي داود، عنه.

7806- محمد بن أبي عبس بن جبر الأنصاريّ «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت 4775.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 4754.

(6/20)


أبوه مشهور في الصّحابة، وأما هو فذكره ابن مندة، فقال: ذكره ابن منيع، والحديث عن أبيه، كذا اختصره، وأشار إلى ما
أخرجه البغويّ، من طريق محمد بن طلحة التيمي، عن محمد بن أبي عبس بن جبر، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من لي بابن الأشرف» ؟
فقال محمّد بن سلمة: أنا ... الحديث في قصّة قتل كعب بن الأشرف.
وأشار ابن مندة إلى أن الضّمير في قوله: «عن جدّه» لأبي عبس بن محمد، فيكون الحديث لأبي عبس بن جبر، لا لولده محمد، ولكن قد ذكر ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عن ابن القداح- أنّ محمدا شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها.

7807- محمد بن عبيدة:
بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف القرشيّ المطلبيّ.
كان أبوه من السّابقين، وقد تقدم، وهو أحد الثلاثة الذين بارزوا يوم بدر ومات من الضّربة التي ضربها يومئذ، فأما محمد فذكره البلاذريّ وغيره في أولاد عبيدة.

7808- محمد بن عثمان:
بن بشر بن عبيد بن دهمان «1» بن يسار بن مالك بن حطيط الثقفيّ.
ذكر الزّبير بن بكّار أن أمّه ريحانة بنت أبي العاص بن أمية ابن أخت الحكم والد مروان، ولم أر لوالده ذكرا في الصّحابة، وكأنه مات قبل الفتح، وأسلمت أمّه، فلذلك سمّي محمدا.
وقد تقدم محمد بن عبد اللَّه بن أبي سعد المذحجي. وقصته تشبه هذه القصّة، وأمّ هذا خالة أمّ ذاك.

7809- محمد بن عدي «2»
: بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد المنقريّ.
ذكره ابن سعد، والبغويّ، والباورديّ، وابن السّكن، وغيرهم في الصّحابة. وقال ابن سعد: عداده في أهل الكوفة. وقال ابن شاهين: له صحبة. وأورد من طريق العلاء بن الفضل بن أبي سويّة المنقري: حدّثني أبي الفضل بن عبد الملك، عن أبيه عبد الملك بن أبي سوية، عن أبيه أبي سويّة، عن أبيه خليفة بن عبدة المنقري، قال: سألت محمد بن عدي بن ربيعة: كيف سماك أبوك في الجاهلية محمّدا؟ قال: أما إني سألت أبي عما سألتني عنه، فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم، وسفيان بن مجاشع، ويزيد بن
__________
(1) في أ: دهمان بن عبد اللَّه بن دهمان بن يسار.
(2) أسد الغابة ت 4755.

(6/21)


عمرو بن ربيعة بن حرقوص بن مازن، وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر نريد ابن جفنة الغسّاني بالشام، فلما وردنا بالشام ونزلنا على غدير وعليه سمرات وقربه قائم الديراني، فقلنا: لو اغتسلنا من هذا الماء وادّهنا ولبسنا ثيابنا، ثم أتينا صاحبنا، ففعلنا فأشرف علينا الديراني، فقال: إن هذه للغة قوم ما هي بلغة أهل هذا البلد! فقلنا: نحن قوم من مضر.
قال: من أيّ المضائر؟ قال: قلنا: من خندف. فقال: أما إنه سيبعث منكم وشيكا نبيّ، فسارعوا إليه وخذوا حظّكم منه ترشدوا، فإنه خاتم النبيين. فقلنا: ما اسمه؟ قال: محمد.
فلما انصرفنا من عند ابن جفنة ولد لكل واحد منا غلام فسماه محمدا لذلك.
وأخرجه أبو نعيم من طريق أبي بكر بن [خزيمة، حدّثني صالح بن مسمار إملاء، حدّثنا العلاء بن الفضل] «1» ، قال أبو نعيم: وحدثنا عاليا الطّبرانيّ، حدّثنا العلاء.
قلت: هو في «المعجم الأوسط» ولم يذكره في «المعجم الكبير» .
وقد أنكر ابن الأثير على ابن مندة إخراج محمد بن عديّ في الصّحابة، ولا إنكار عليه، لأنّ سياقه يقتضي أن لمحمد بن عديّ صحبة، بخلاف محمد بن سفيان بن مجاشع، فقد أنكر أبو موسى على أبي نعيم ذكره، وألزمه بذكر محمد بن أسامة ومحمد بن يزيد بن ربيعة، فإنه ليس في حديث أحد منهم أنه بقي إلى العهد النبويّ.

7810- محمد بن عقبة:
بن أحيحة الأنصاريّ.
ذكر ذلك البلاذريّ فيمن سمّي محمدا في الجاهلية، وقد ذكر أبو موسى عن بعض الحفّاظ أنه عدّه فيمن سمّي محمدا قبل البعثة.
وقد تقدم ذكر محمد بن أحيحة، فما أدري هو هذا أو عمه. ثم رأيت في رجال الموطأ لأبي عبد اللَّه محمد بن يحيى الحذّاء عقب ما نقلته عنه في ترجمة أحيحة بن الجلاح- قال: ولأحيحة ابن يسمى عقبة، ولعقبة ابن يسمى محمّدا، ولمحمد بنت هي والدة فضالة بن عبيد الصّحابي المشهور، ولمحمد ابن يسمى المنذر، استشهد يوم بئر معونة، فالظّاهر أن محمد بن عقبة مات قبل الإسلام. فاللَّه أعلم.

7811- محمد بن علبة القرشي «2»
. ذكره عبد الغنيّ بن سعيد، وقال: له صحبة. وضبط أباه بضم المهملة وسكون اللام بعدها موحدة، وتبعه ابن ماكولا.
__________
(1) سقط في ج.
(2) أسد الغابة ت 4757، الاستيعاب ت 2366.

(6/22)


وأخرج ابن مندة من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن هبيب، بموحدتين مصغّرا، ابن مغفل، بضم الميم وسكون المعجمة وفاء مكسورة وبعدها لام- أنه رأى محمد بن علبة القرشي يجرّ إزاره، فنظر إليه هبيب، فقال:
أما سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ويل للأعقاب من النّار» ؟.
وهذا الحديث صحيح السّند، وهبيب صحابي معروف بهذا الحديث.
وأخرجه أحمد من هذا الوجه، لكن لفظه: عن هبيب أنه رأى محمّدا القرشيّ يجرّ إزاره، فنظر إليه وقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث، كذا عنده: سمعت بلفظ المثناة. وله فيه قصّة.
أخرجه ابن يونس من وجه آخر، عن أبي يزيد أن أبا عمران أخبره قال: بعثني سلمة بن مخلد إلى صاحب الحبشة، فلما حضرت بالباب وجدت هبيب بن مغفل صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ومحمد بن علبة القرشي، فأذن لمحمد فقام يجرّ إزاره، فنظر إليه هبيب، فقال: سمعت ... الحديث.
وهكذا أخرجه النّسائيّ، من وجه آخر عن يزيد بالحديث دون القصّة، ولم أر عند أحد ممّن أخرجه بلفظ أما سمعت، بزيادة أما التي للاستفهام، وسمعت بفتح التاء، وجوّز بعض المؤلفين في الصّحابة أنها كانت أنا بنون بدل الميم، واعتمد ابن مندة على الرّواية التي وقعت له حيث ذكر محمد بن علبة في الصّحابة، ولعل ذلك مستند عبد الغني بن سعيد أيضا.
وأخرج أبو نعيم الحديث من طريق مسند أحمد، وقال: ظن بعض المتأخرين أنّ ذكر هبيب لمحمد يقتضي صحبته، ولو كان يعدّ من يجالس صحابيا أو يخالطه الصّحابي صحابيا لكثر هذا النوع. وتعقبه ابن الأثير فأقام عذر ابن مندة.
قلت: وأبو نعيم لم يتأمل سياق ابن مندة الّذي يؤخذ منه أن لمحمد صحبة، وتكلم على السياق الّذي وقع من مسند أحمد، وهو لا يقتضي ذلك.

7812- محمّد بن عمرو:
بن العاص بن وائل القرشيّ السهميّ «1» .
تقدم نسبه في ترجمة أخيه عبد اللَّه، ووالده عمرو.
وذكر العدويّ في الأنساب أنّ محمّدا صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو صغير. وقال ابن سعد: أمه بلويّة. وقال ابن البرقي: اسمها خولة بنت حمزة بن السليل.
__________
(1) أسد الغابة ت 4759، الاستيعاب ت 2368.

(6/23)


وذكر ابن سعد، عن الواقديّ بأسانيد له- أن عثمان لما عزل عمرو بن العاص عن مصر قدم المدينة فجعل يطعن على عثمان، فبلغ عثمان فزجره، فخرج إلى أرض له بفلسطين، فأقام بها إلى أن بلغه قتل عثمان، ثم بلغته بيعة عليّ، ثم بلغته وقعة الجمل ومخالفة معاوية، فأراد اللحاق به لعلمه أنّ عليا لا يشركه في أمره، فاستشار ولديه: عبد اللَّه ومحمدا، فأشار عليه عبد اللَّه بأن يتربّص حتى ينظر ما يستقرّ عليه الحال، وقال له محمد:
أنت فارس أبيات العرب، فلا أرى أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه ذكر. فقال لعبد اللَّه:
أشرت عليّ بما هو خير لي في آخرتي. وقال لمحمد: أشرت عليّ بما هو أنبه لي في دنياي.
ورحل إلى معاوية، والقصّة طويلة، وفيها دلالة على نباهة محمّد في ذلك الوقت عند عمرو حتى أهله للمشورة.
وقال الواقديّ والزبير بن بكّار: شهد صفّين مع أبيه، وقاتل فيها وأبلى بلاء عظيما، وهو القائل:.
لو شهدت جمل مقامي ومشهدي ... بصفّين يوما شاب منه الذوائب
الأبيات.
وهي مشهورة، وقيل: إنها لأخيه عبد اللَّه.
وقد أخرجها ابن عساكر بسنده إلى الزبير، ثم بسنده إلى ابن شهاب- أن محمد بن عمرو بن العاص شهد القتال يوم صفّين، فذكر قصّة فيها الأبيات المذكورة، وأخرجها من طريق نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعيد، عن محمد بن عمرو، وأخرجها من وجه آخر في ترجمة عبد اللَّه بن عمرو.

7813- محمد بن عمرو:
بن مغفل، والد هبيب الغفاريّ.
لم يذكروه وهو على شرط من ذكر محمد بن عقبة المذكور قبل بقليل.

7814- محمد بن أبي عميرة المزني «1»
. ذكره البخاريّ، وقال: له صحبة. يعدّ في الشّاميين، ثم
أخرج من طريق ابن المبارك عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن محمد بن أبي عميرة من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «لو أنّ عبدا خرّ على وجهه من يوم ولد إلى
__________
(1) أسد الغابة ت 4761، الاستيعاب ت 2369.

(6/24)


أن يموت هرما في طاعة اللَّه عزّ وجلّ لحقره ذلك اليوم، ولودّ أنّه ازداد كما يزداد من الأجر والثّواب» .
وسنده قوي، وأخرجه ابن شاهين من طريقه، لكن وقع عنده محمد بن عميرة.
وأخرجه ابن أبي عاصم والبغويّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن ثور موقوفا، لكن ذكر ابن مندة أنّ رواية ابن أبي عاصم أراه ذكره عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وأخرجه ابن مندة، من رواية محمد بن شعيب، عن ثور موقوفا، ومن رواية معاوية بن صالح عن بعض شيوخه، عن خالد بن معدان كذلك.
ورواه عيسى بن يونس، عن ثور كالأول.
وأخرجه أحمد من طريق بقيّة عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عقبة بن عبد السلمي، مرفوعا.
وأخرج ابن السّكن، وابن شاهين بسند صحيح إلى بقية عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ابن أبي عميرة عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: «يا أيّها النّاس ما من نفس منفوسة تحبّ أن تعود إلى الدّنيا» .
ثم قال ابن السّكن: يقال ابن أبي عميرة اسمه محمد، وأخرج النسائيّ له حديثا، فقال ابن أبي عميرة ولم يسمّه أيضا. وأورده البغويّ في ترجمة محمد عقب الحديث الأوّل، وقال: لا أعلمه روى غير هذين الحديثين.

7815- محمد بن عياض الزهري.
وقع ذكره في «مستدرك» الحاكم،
فأخرج من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ليث مولى محمد بن عياض الزهري، عن محمّد بن عياض الزهري، قال: رفعت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في صغري وعليّ خرقه وقد كشفت عورتي، فقال: غطّوا عورته، فإنّ حرمة عورة الصّغير كحرمة عورة الكبير، ولا ينظر اللَّه إلى كاشف عورته.
وفي السّند مع ابن لهيعة غيره من الضعفاء.

7816- محمد بن فضالة «1»
: هو أنس بن فضالة- تقدم أيضا.
__________
(1) أسد الغابة ت 4762، الطبقات الكبرى 3/ 367، التحفة اللطيفة 3/ 710، تجريد أسماء الصحابة 2/ 61، بقي بن مخلد 895.

(6/25)


7817- محمد بن قيس:
بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشيّ العبدريّ.
ذكر ابن القداح أنه كان من مهاجرة الحبشة، وأخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عن ابن القداح.

7818- محمد بن قيس الأشعريّ «1»
: أخو أبي موسى الأشعريّ.
ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق طلحة بن يحيى: حدثنا أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه، قال: خرجنا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في البحر حتى جئنا إلى مكة أنا وأخوك ومعي أبو عامر بن قيس، وأبو رهم، ومحمد بن قيس، أبو بردة، وخمسون من الأشعريين، وستة من عكّ، ثم هاجرنا في البحر حتى أتينا المدينة، فكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «للناس هجرة ولكم هجرتان» .
قال ابن مندة، رواه يزيد بن عبد اللَّه بن أبي بردة عن آبائه، فلم يذكر محمّدا.
قلت: ولا في روايته أنهم هاجروا إلى مكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة، ولفظه في الصحيح: خرجت مهاجرا إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنا وأخوان لي، أنا أصغرهم، أحدهما أبو بردة، والآخر أبو رهم في ثلاثة وخمسين رجلا.
وذكر أبو عمر في ترجمة أبي رهم أن أبا موسى هاجر هو وأخوه أبو عامر، وأخوه أبو رهم، وأخوه مجدي.
ويقال: إن أبا رهم هو مجدي فاستدرك ابن فتحون مجدي بن قيس، ونسبه إلى ذكر ابن عبد البر في ترجمة أبي رهم محمد بن قيس، وإلى رواية يحيى بن طلحة بن يحيى، فكأنه وقع فيها مجدي بدل محمد.
وأما ابن حبّان فجزم في كتاب الصحابة بأن اسم أبي رهم محمد بن قيس. وقال ابن قانع: أخبرني الأشعريون الوراقون بالكوفة في نسب أبي موسى وأهله، وكتبوا إليّ خطوطهم أنّ اسم أبي رهم مجيد، بتأخير الدال عن الياء.
وقال ابن عساكر في السنن: لا يحفظ أنه لأبي موسى أخ يسمى محمدا إلا في هذا الحديث.
ويقال: إنه غير محفوظ.
__________
(1) أسد الغابة ت 4763، الثقات 3/ 367- تجريد أسماء الصحابة 2/ 61.

(6/26)


7819- محمد بن كعب بن مالك الأنصاريّ «1»
. تقدم نسبه في ترجمة والده.
ذكره البغويّ: والباورديّ، وابن السكن، وابن شاهين، وابن مندة، وغيرهم من الصحابة، وأخرجوا له طريق عكرمة بن عمار، عن طارق بن عبد الرحمن: سمعت عبد اللَّه بن كعب وأخوك محمد بن كعب قعودا عند هذه السارية، السّارية أشار إليها من سواري المسجد، فتذكرنا الرجل يحلف على مال الآخر، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أيّما رجل حلف على مال أخيه كاذبا ليقتطعه بيمينه فقد برئت منه الذّمة، ووجبت له النّار» . فقال محمد بن كعب «2» : يا رسول اللَّه، وإن كان قليلا، فقلّب سواكا كان بين إصبعيه، فقال: «وإن كان سواكا من أراك» «3» .
قال أبو نعيم: ذكر كلام محمد بن كعب في هذا الحديث وهم، وقد رواه الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب- أنه سمع أخاه عبد اللَّه بن كعب عن أبي أمامة.
قلت: حديث الوليد عند مسلم في صحيحه، وقد وقفت على ما يدلّ أن لكعب بن مالك ولدين اسم كل منهما محمد فقرأت بخط الحافظ جمال الدين المزي في تهذيب الكمال.

7820- محمد بن كعب الأنصاريّ «4»
الأصغر.
روى عن أخيه عبد اللَّه بن كعب، روى عنه الوليد بن كثير، وقال: محمد بن كعب الأكبر مات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهي فائدة جليلة ترد على أبي نعيم يقوّي بها حديث عكرمة بن عمار، ويستدل بها على أنه حفظ ذكر محمد بن كعب في هذا الحديث، وأنه محمد آخر غير الّذي روى عن عبد اللَّه بن كعب، ويستفاد منه لطيفة، وهي أن عبد اللَّه بن كعب روى عن أخيه محمد بن كعب الأكبر. وروى عنه أخوه محمد بن كعب الأصغر.

7821- محمد بن مخلد بن سحيم «5»
: بن المستورد بن عامر بن عديّ بن كعب بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكر ابن القداح أنه ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأنه هو الّذي سماه محمدا، وأنه شهد فتح مكة. وأخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عنه.
__________
(1) أسد الغابة ت 4765.
(2) محمد بن كعب.
(3) أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 185.
(4) الاستيعاب ت 2370.
(5) أسد الغابة ت 4767.

(6/27)


7822- محمد بن مسلمة
بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة «1» بن حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك الأوسيّ الأنصاريّ الأوسيّ الحارثي، أبو عبد الرحمن المدني، حليف بني عبد الأشهل.
ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقديّ، وهو ممن سمي في الجاهلية محمدا. وقيل: يكنى أبا عبد اللَّه، وأبا سعيد، والأول أكثر.
وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث.
قال ابن عبد البرّ في نسبه: روى عنه ابنه محمود، وذؤيب «2» ، والمسور بن مخرمة، وسهل بن أبي حثمة، وأبو بردة بن أبي موسى، وعروة، والأعرج، وقبيصة بن حصن، وآخرون.
وقال ابن شاهين: حدثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث، أنه شهد بدرا وصحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم هو وأولاده: جعفر، وعبد اللَّه، وسعد، وعبد الرحمن، وعمر، وقال: وسمعته يقول: قتله أهل الشام، ثم
أخرج من طريق هشام عن الحسن أن محمد بن مسلمة قال: أعطاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم سيفا فقال: «قاتل به المشركين ما قاتلوا، فإذا رأيت أمتي يضرب بعضهم بعضا فائت به أحدا فاضرب به حتّى ينكسر، ثمّ اجلس في بيتك حتّى تأتيك يد خاطئة أو منيّة قاضية» «3» ففعل.
قلت: ورجال هذا السند ثقات، إلا أن الحسن لم يسمع من محمد بن مسلمة.
وقال ابن سعد: أسلم قديما على يدي مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ. وآخى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين أبي عبيدة، وشهد المشاهد: بدرا وما بعدها إلا غزوة تبوك، فإنه تخلف بإذن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم له أن يقيم بالمدينة، وكان ممن ذهب إلى قتل كعب بن الأشرف، وإلى ابن أبي الحقيق.
وقال ابن عبد البرّ: كان من فضلاء الصحابة، واستخلفه النبي صلى اللَّه عليه وآله
__________
(1) أسد الغابة ت 4768، الاستيعاب ت 2372، مسند أحمد 3/ 493، 4/ 225، طبقات ابن سعد 3/ 443، 445، طبقات خليفة 80، 140، تاريخ خليفة 206، التاريخ الكبير 1/ 239، تاريخ الفسوي 1/ 307، الجرح والتعديل 8/ 71، المستدرك 3/ 433، الاستبصار 241، 242، تاريخ ابن عساكر 15/ 477/ 1، تهذيب الكمال 1271، تاريخ الإسلام 2/ 245، العبر 1/ 52، تهذيب التهذيب 9/ 454، خلاصة تذهيب الكمال 359، شذرات الذهب 1/ 45، 53.
(2) مكان هذه الكلمة بياض في ب، ج، وفي تهذيب التهذيب ابنه محمود، وقبيصة، وذؤيب..
(3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 15/ 22.

(6/28)


وسلم على المدينة في بعض غزواته. وكان ممن اعتزل الفتنة فلم يشهد الجمل ولا صفّين.
وقال حذيفة في حقه: إني لأعرف رجلا لا تضره الفتنة، فذكره وصرّح بسماع ذلك من النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجه البغوي وغيره.
وقال ابن الكلبيّ: ولاه عمر على صدقات جهينة: وقال غيره: كان عند عمر معدا لكشف الأمور المعضلة في البلاد، وهو كان رسوله في الكشف عن سعد بن أبي وقاص حين بنى القصر بالكوفة وغير ذلك.
وقال ابن المبارك في «الزّهد» : أنبأنا ابن عيينة عن عمر بن سعيد، عن عباية بن رفاعة، قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص اتخذ قصرا وجعل عليه بابا، وقال: انقطع الصوت، فأرسل محمد بن مسلمة، وكان عمر إذا أحبّ أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه، فقال له: ائت سعدا، فأحرق عليه بابه، فقدم الكوفة، فلما وصل إلى الباب أخرج زنده فاستورى نارا، ثم أحرق الباب، فأخبر سعد فخرج إليه فذكر القصة.
وقال ابن شاهين: كان من قدماء الصحابة، سكن المدينة، ثم سكن الرَّبَذَة- يعني بعد قتل عثمان.
قال الواقديّ: مات بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وأرّخه المدائني سنة ثلاث وأربعين. وقال ابن أبي داود: قتله أهل الشام، وكذا قال يعقوب بن سفيان في «تاريخه» : دخل عليه رجل من أهل الشام من أهل الأردن وهو في داره فقتله.
وقال محمّد بن الرّبيع في صحابة مصر: بعثه عمر إلى عمرو بمصر، فقاسمه ماله، وأسند ذلك في حديثه، ثم قال: مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين، وله سبع وسبعون سنة، وكان طويلا معتدلا أصلع.

7823-[محمد بن معمر:
بن عبد اللَّه بن أبيّ الأنصاري الخزرجي المعروف بابن سلول ذكر القداح أنه شهد فتح مكة، وأن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم هو الّذي سماه وأخرجه ابن شاهين عن ابن أبي داود عن القداح]
«1» .

7824- محمد بن نضلة الأنصاريّ: «2»
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن محمد بن
__________
(1) هذه الترجمة سقط في ط.
(2) أسد الغابة ت 4771.

(6/29)


إسحاق، قال: وممن هاجر إلى المدينة مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، أو إليه محمد ومحرز ابنا نضلة.
قلت: قد تقدم محرز، وهو أسديّ، ولم أر لمحمد ذكرا إلا في هذه الطريق، وكأن قوله الأنصاري وهم.

7825- محمد بن هشام «1»
: ذكره القاضي أبو أحمد العسّال في الصحابة،
وأخرج حديثه ابن مندة من طريق ابن الهاد، عن صفوان بن نافع، عن محمد بن هشام، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «حديثكم بينكم أمانة، ولا يحلّ لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحا» .
قال أبو الحسن بن البراء: سمعت علي بن المديني يقول: محمد بن هشام هذا مجهول لا أعرفه.
قلت: ولم أر للراوي عنه ذكرا في تاريخ البخاريّ، فكأنه تابعيّ أرسل هذا الحديث.

7826- محمد بن هلال بن المعلّى «2»
: ذكر القداح أنه شهد فتح مكة، وأن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سماه محمدا، أخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عنه.

7827- محمد بن وحوح:
بن الأسلت.
تقدم نسبه في أخيه حصين ومحصن. ذكر القداح أنه شهد فتح «3» مصر، وأنه حضر في فتوح العراق.
وأخرجه ابن شاهين، وابن أبي داود، عن القداح. وذكر ابن الكلبيّ أن حصينا ومحصنا قتلا بالقادسيّة، فلعلّ هذا أخوهما، أو كان أحدهما يدعى محمدا.

7828- محمد بن يفديدويه «4»
: بفتح التحتانية أوله وسكون الفاء وكسر الدال بعدها تحتانية أيضا ثم دال مهملة، الهروي.
__________
(1) أسد الغابة ت 4772، التاريخ الصغير 1/ 321، 322، التاريخ الكبير- 256- تهذيب التهذيب 9/ 496- تهذيب الكمال 3/ 1281- تقريب التهذيب 2/ 214- المتحف 504- تجريد أسماء الصحابة 2/ 62- ذكر أخبار أصبهان 2/ 208.
(2) أسد الغابة ت 4773.
(3) في أ: مكة.
(4) أسد الغابة ت 4774، تجريد أسماء الصحابة 2/ 62.

(6/30)


ذكر أبو إسحاق بن ياسين في تاريخ هراة، قال: حدثنا إبراهيم بن علي بن بالويه، حدثنا محمد بن مردان «1» شاه الزّنجاني، وزعم أنه كان ثقة، وكان قد أتى عليه مائة وتسع سنين، قال: حدثنا أحمد بن عبدة الجرجاني، حدثنا بفودان بن يفديدويه الهروي، قال: حاربت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في شركي، ثمّ أسلمت على يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فسمّاني محمدا، وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا قلّ الدّعاء نزل البلاء، وإذا جار السّلطان احتبس المطر من السّماء ... » «2» الحديث.
أورده أبو موسى، وأخرجه المستغفري، عن محمد بن إدريس الجرجاني عن الحسن بن علي، عن إبراهيم بن علي، عن الزنجاني، عن محمد بن مردان شاه، حدثنا أحمد بن عبدة الجرجاني بهذا السند رفعه: «العلم خليل المؤمن، والعقل دليله ... »
الحديث.

7829- محمد الأنصاريّ:
وقع ذكره في «صحيح مسلم» من رواية حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، وقد أوردت طرقه في ترجمة سعد الدوسيّ من حرف السين. وأما قول الذهبي: إن سند حديثه ضعيف فغير جيّد.

7830- محمد الدّوسيّ «3»
: تقدم بيان حاله في ترجمة سعد الدّوسيّ، وأنه يحتمل أن يكون أحد الاسمين لقبا له أو غيّر إلى الآخر.

7831- محمد الظّفريّ:
قال أبو حاتم: رأى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وجزم البخاري بأنه أنس بن فضالة.

7832- محمد المزنيّ:
والد مهنّد «4» .
ذكره مطيّن في الصحابة،
وروى نصر بن مزاحم، عن عمر الأعرج، عن مهند بن
__________
(1) في أ: مروان.
(2) أخرجه ابن حجر في لسان الميزان 6/ 1132.
(3) أسد الغابة ت 4726.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 61.

(6/31)


محمد المزني، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «قرض مرّتين كصدقة مرّة» «1» .
وأخرجه الباورديّ عن مطين،
وكذلك قال أبو نعيم: لا يصح له صحبة، ولا رؤية فيما أرى.

7833- محمد، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم»
: ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فيمن قدم خراسان، قال: أخبرني علي بن أحمد المروزي، حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو، وأخبرني أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن محمد بن مقاتل بن محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، حدثني أبي، عن أبيه مقاتل بن محمد، أن أباه محمدا كان اسمه ماناهيه، وأنه كان مجوسيا تاجرا، فسمع بذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وخروجه، فخرج بتجارة معه من مرو، حتى قدم المدينة- فأسلم، فسماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم محمدا، فرجع إلى منزله بمرو مسلما. وكان يقال له مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: وداره قبالة الجامع بمرو، وأورده أبو موسى من طريق الحاكم.

7834- محمد، غير منسوب:
ذكره البغويّ في الصّحابة،
وابن شاهين عنه من طريق سلام بن أبي الصهباء، عن ثابت، قال: حججت فدفعت إلى حلقة فيها رجلان أدركا النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، أحسب أن اسم أحدهما محمد، وهما يتذاكران الوسواس، فقالا: خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث، وفيه: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ذاك محض الإيمان» ، قال ثابت: فقلت: يا ليت اللَّه أراحنا من ذاك المحض! فانتهراني وقالا: نحدّثك عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وتقول هكذا!
قال البغويّ:
لا أعلم بهذا الإسناد غيره، وهو غريب
«3» .
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 15387، وعزاه لأبي الشيخ وأبي نعيم في المعرفة عن محمد المزني أبي مهند قري في بيتك فإن اللَّه يرزقك الشهادة 8/ 289. أخرجه أبو داود في السنن 1/ 217، عن أم ورقة بنت نوفل كتاب الصلاة باب إمامة النساء حديث رقم 591، وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 528، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 382.
(2) أسد الغابة ت 4730.
(3) ثبت في ج: ما يأتي. وهذا آخر من اسمه محمد يتلوه في الّذي بعده ذكر بقية حرف الميم والحمد للَّه رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويدافعه نقمه ويكافئ مزيده حمدا دائما بدوام اللَّه وصلى اللَّه وسلم على سيدنا محمد وآله وأصحابه. صلاة وسلاما دائمين بدوام اللَّه اللَّهمّ اغفر لكاتبه ولمن كتب له ولمن نظر فيه ودعا له بالتوبة والمغفرة ولسائر المسلمين. اللَّهمّ صلّ على سيدنا محمد وآله كلما ذكرك الذاكرون وكلما سها عن ذكرك. الغافلون. آمين ... أنهاه محمد الزبيري.

(6/32)


ذكر بقية حرف الميم «1»

7835- محمود بن الربيع «2»
: بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامر بن عدي بن كعب بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجيّ.
يقال: إنه من بني الحارث بن الخزرج. وقيل: من بني سالم بن عوف، ووقع عند أبي عمر بعد أن قال: الأنصاريّ الخزرجيّ: من بني عبد الأشهل، وهو وهم لأن بني عبد الأشهل من الأوس، وحكى في كنيته قولين: أبو نعيم، وأبو محمد، والثاني أثبت.
والمعروف أنّ أبا نعيم كنية محمود بن لبيد.
قال البغويّ: سكن المدينة، وروى أنه عقل عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مجّ مجة من دلو في دارهم، أخرجه البخاري من طريق عن الزهري عنه، وهو عند مسلم في أثناء حديث.
وأخرجه البغويّ من طريق الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن محمود، قال: ما أنسى مجة مجها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من بئر في دارنا في وجهي ووقع في بعض طرقه وأنا ابن خمس سنين.
قال ابن حبّان: أكثر روايته عن الصحابة، وأمّه جميلة بنت أبي صعصعة.
قال أبو مسهر، وآخرون: مات محمود بن الربيع سنة تسع وتسعين، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وكذا قال ابن حبان في سنة وفاته، لكن قال: وهو ابن أربع وتسعين، وكأنه مأخوذ من حديث أخرجه الطبراني من طريق محمود بن الربيع، قال: توفّي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا ابن خمس سنين.

7836- محمود بن ربيعة:
رجل من الأنصار «3» .
__________
(1) في ب هنا: بسم اللَّه الرحمن الرحيم.
(2) الثقات 3/ 397، أسد الغابة ت 4776، الاستيعاب ت 2373، التاريخ الصغير 1/ 144، 145، تهذيب التهذيب 1/ 63- تهذيب الكمال 3/ 1310- تقريب التهذيب 2/ 233- خلاصة تذهيب 3/ 14- الكاشف 3/ 125- الاستبصار 127، 531- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- الجرح والتعديل 8/ 289- الطبقات 105، 238- طبقات فقهاء اليمن 141- الرياض المستطابة 259، شذرات الذهب 1/ 116- تجريد أسماء الصحابة 2/ 62- العبر 1/ 117، بقي بن مخلد 741.
(3) أسد الغابة ت 4777، الاستيعاب ت 2374.

(6/33)


مخرج حديثه عن أهل مصر وخراسان في كالئ المرأة والدين الّذي لا يؤدّى هكذا ذكره ابن عبد البر ولم يزد.
وهذا أظنه محمود بن الربيع، فإن الدّارقطنيّ أخرج في بعض طرق حديث مكحول، عن نافع، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت في القراءة خلف الإمام- رواية، قال الرّاوي فيها: عن مكحول، عن نافع، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت. وفي رواية أخرى: عن نافع، عن محمود بن ربيعة، فإن يكن كذلك فهو الّذي قبله كما يحتمل أن يكون غيره.

7837- محمود بن عمير بن سعد الأنصاريّ «1»
. ذكره ابن شاهين وغيره في الصّحابة، وأورد له من طريق
حجاج بن حجاج، عن قتادة، عن أبي بكر بن أنس، عن محمود بن عمير بن سعد- أن عتبان بن مالك أصيب بصره في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأرسل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إني أحبّ أن تصلي في مسجدي، فأتاه، فذكروا مالك بن الدخشم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
«أليس يشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّدا عبده ورسوله؟ قالوا: بلى. قال: لا يشهد بهما عبد صادقا من قلبه فيموت إلا حرّم على النّار» «2» رجاله ثقات.
قال أبو نعيم: رواه سعيد بن بشير، عن قتادة، فزاد في آخره: «إنّ اللَّه وعدني أن يدخل الجنّة ثلاثمائة ألف من أمّتى ... » الحديث.
وأورده ابن مندة، من رواية سعيد بن بشير، عن قتادة بالزيادة فقط، وقال: تابعه الحجاج، وخالفهما هشام. انتهى.
وتقدمت رواية هشام في ترجمة عمير، فإنه قال فيها: عن قتادة، عن أبي بكر بن أنس، عن أبي بكر بن عمير، عن أبيه.
وأخرجه الطّبرانيّ من وجه آخر، عن قتادة، فقال: عن النضر بن أنس، عن أبيه: عن
__________
(1) أسد الغابة ت 4779، تهذيب التهذيب 10/ 64- تهذيب الكمال 3/ 1310، تقريب التهذيب 2/ 233- خلاصة تذهيب 3/ 14- تجريد أسماء الصحابة 2/ 62.
(2) أخرجه مسلم 1/ 61، كتاب الإيمان باب الدليل على أنه من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا حديث رقم 54- 33. والنسائي 7/ 81، كتاب تحريم الدم باب أول تحريم الدم حديث رقم 3982، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 12، وأحمد في المسند 3/ 135، 174، 4/ 44، 5/ 449، وابن عساكر في تاريخه 2/ 411، والهيثمي في الزوائد، 1/ 27، عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 11688.

(6/34)


عتبان، من وجه آخر، عن أبي بكر بن أنس، عن محمود بن الربيع، عن عتبان، وفيه: إن أبا بكر بن أنس قال: فلقيت عتبان، وهذا كله في الزيادة. وأما أول الحديث فمشهور من رواية الزهريّ، عن محمود بن الربيع، عن عتبان، كذلك أخرج في الصحيحين.

7838- محمود بن لبيد «1»
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، الأنصاريّ، الأوسي، الأشهليّ.
قال البخاريّ: له صحبة، ثم روى من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، عنه، قال:
أسرع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم مات سعد بن معاذ حتى تقطعت نعالنا، وهذا ظاهره أنه حضر ذلك، ويحتمل أن يكون أرسله، وأراد بقوله: نعالنا من حضر ذلك من قومه من بني عبد الأشهل، ومنهم «2» رهط سعد بن معاذ.
وأخرج أحمد حديثه في مسندة، من طريق محمد بن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، حدثني محمود بن لبيد، قال: أتانا النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فصلى بنا المغرب في مسجدنا، فلما سلم قال: «اركعوا هاتين الرّكعتين في بيوتكم» - يعني السّبحة «3» بعد المغرب.
وقال ابن عبد البرّ: إن محمود بن لبيد أسنّ من محمود بن الربيع، وذكر ابن خزيمة أنّ محمود بن الربيع هو محمود بن لبيد، وأنه محمود بن الربيع بن لبيد، نسب لجده، وفيه بعد، ولا سيما ومحمود بن لبيد أشهلي من الأوس، ومحمود بن الربيع خزرجي.
وذكر ابن حبّان محمود بن لبيد في التابعين، فقال: يروي المراسيل، ثم قال: وذكرته في الصحابة، لأن له رؤية، وكذا قال، وقد قال لما ذكره في الصحابة: لأن له رؤية، وقال أكثر روايته عن الصحابة، وأفاد أن أمه بنت محمد بن سلمة.

7839- محمود بن مسلمة
بن سلمة الأنصاري «4» : أخو محمد المذكور آنفا.
__________
(1) طبقات ابن سعد 5/ 77- طبقات خليفة 2039- التاريخ الكبير 7/ 402- المعرفة والتاريخ 1/ 356- الجرح والتعديل 8/ 289- الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 505، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 84، تهذيب الكمال 1310- تاريخ الإسلام 4/ 52- العبر 1/ 115، تذهيب التهذيب 4/ 26، مرآة الجنان 1/ 200- البداية والنهاية 9/ 189- تهذيب التهذيب 10/ 65، خلاصة تذهيب الكمال 317- شذرات الذهب 1/ 112، أسد الغابة ت 4780، الاستيعاب ت 2375.
(2) في أ: وهم رهط.
(3) يقال للذكر ولصلاة النافلة سبحة، يقال: قضيت سبحتي والسّبحة من التسبيح كالسخرة من التسخير، وإنما خصت النافلة بالسبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح لأن التسبيحات في الفرائض نوافل فقيل لصلاة النافلة سبحة لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة. النهاية 2/ 331.
(4) أسد الغابة ت 4781، الاستيعاب ت 2376.

(6/35)


تقدم نسبه مع أخيه آنفا، ذكروه في الصحابة، واستشهد في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ذكر ذلك موسى بن عقبة في المغازي، عن ابن شهاب، وكذلك أبو الأسود عن عروة، وكذا محمد بن إسحاق وغيرهم.
قال محمّد بن إسحاق، أول ما فتح من حصن «1» خيبر حصن ناعم، وعنده قتل محمود بن مسلمة، ألقيت عليه رحى فقتلته.
وقال ابن الكلبيّ: رمي محمد بن مسلمة من الحصن بحجر، فندرت عيناه، رماه مرحب، فالتفت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى أخيه، فقال: «غدا يقتل قاتل أخيك» ،
فكان كذلك.
وفي «مغازي» ابن عائذ وغيرها أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر الزبير بن العوام، فدفع كناية بن الربيع بن أبي الحقيق إلى محمد بن مسلمة فقتله، يزعمون أن كنانة قتل محمودا.
وقال ابن سعد: شهد محمود أحدا، والخندق، والحديبيّة، وخيبر، وقتل يومئذ شهيدا: دلى عليه مرحب رحى، فأصابت رأسه فهشمت البيضة رأسه، وسقطت جلدة جبينه على وجهه، وأتى به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فرد الجلدة فرجعت كما كانت، وعصبها بثوب، فمكث محمود ثلاثة أيام، ثم مات، وقتل محمد مرحبا في ذلك اليوم الّذي مات فيه محمود، ووقف عليه عليّ بن أبي طالب بعد أن أثبته محمد، وقبر محمود وعامر بن الأكوع في قبر واحد.
وفي زيادات المغازي ليونس بن بكير، عن الحسين بن واقد، عن عبد اللَّه بن بريدة:
أخبرني أبي، قال: لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر، ثم عمر، فلم يفتح لهما، وقتل محمود بن مسلمة، وهو عند أحمد عن زيد بن الحباب، عن الحسين نحوه.
وأخرجه ابن مندة بعلوّ من طريق زيد بن الحباب.

7840- محمية «2»
: بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه ثم تحتانية مفتوحة- ابن جزء، بفتح الجيم وسكون الزاي ثم همزة، ابن عبد يغوث الزّبيديّ، بضم أوله، حليف بني سهم
__________
(1) في أ: حصون.
(2) الثقات 3/ 404، العقد الثمين 7/ 152- الجرح والتعديل 8/ 426، الطبقات الكبرى 2/ 64، 75، 133- 4/ 59، 261- الطبقات 291- تجريد أسماء الصحابة 2/ 63، أسد الغابة ت 4783، الاستيعاب ت 2553.

(6/36)


من قريش. كان قديم الإسلام، وهاجر إلى الحبشة، وكان عامل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على الأخماس، ثبت ذكره بذلك في صحيح مسلم، من حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث- أنه لما سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم هو والفضل بن العباس أن يستعملهما على الصدقات، فقال: إنها أوساخ الناس، ولكن ادعوا لي محمية بن جزء، فأمره أن يزوج بنته الفضل بن العباس، وأمره أن يصدق عنهما مهور نسائهما. الحديث، بهذه القصة.
وفي المغازي أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم استوهب من أبي قتادة جارية وضيئة فوهبها لمحمية بن جزء.
قيل: إنه شهد بدرا فيما ذكر ابن الكبيّ. وقال الواقديّ: أول مشاهده المريسيع، وقال أبو سعيد بن يونس: شهد فتح مصر، ولا أعلم له رؤية.

7841- محيريز بن جنادة
بن وهب الجمحيّ، والد عبد اللَّه.
استدركه الذّهبيّ في «التجريد» ، وقال: أراه من مسلمة الفتح، فإن ولده عبد اللَّه من كبار التّابعين.
قلت: وقد بينت الإشارة إليه في حديث أبي محذورة في الأذان من رواية عبد اللَّه ابن محيريز- أنه كان يتيما في حجر أبي محذورة، فلما أراد الخروج إلى الشام سأل أبا محذورة عن صفة الأذان ... الحديث، أخرجه مسلم وغيره.
وكان عبد اللَّه بن محيريز نزل فلسطين [وأن] «1» أباه محيريزا لما مات أوصى به أبا محذورة، لكن يحتمل أن يكون مات قبل أن يعلم، وعبد اللَّه موجود، أو ولد بعده، فيكون عبد اللَّه من أهل القسم الثاني.
وليس في ترجمته عند أحد ممن ترجمه ما يقتضي أنه ولد في العهد النبويّ، فتعيّن أن أباه تأخر بعد العهد النبويّ، وقد نقلنا مرارا أنه لم يبق بمكة في حجة الوداع من قريش ولا من ثقيف أحد إلا أسلم وشهدها، فمقتضاه أن يكون محيريز من أهل هذا القسم.
7842

- محيصة «2» بن مسعود
الأنصاريّ الأوسيّ.
__________
(1) بياض في أ، أسد الغابة ت 4784، الاستيعاب ت 2554.
(2) سيرة ابن هشام 3/ 19، و 20، و 297- والمغازي للواقدي 192- 218، مقدمة مسند بقي بن مخلد 113- والتاريخ الكبير 8/ 53، 54، والمحبر 121 و 426- والجرح والتعديل 8/ 426- وجمهرة أنساب العرب 342- والكامل في التاريخ 2/ 144 و 224- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 85- وتحفة الأشراف 8/ 365 و 366- والكاشف 3/ 111- والمغازي 422- وتهذيب الكمال 3/ 1311، وتهذيب التهذيب 10/ 67- وتقريب التهذيب 2/ 233، وخلاصة تذهيب التهذيب 395- وتاريخ الإسلام 1/ 300.

(6/37)


تقدم ذكره ونسبه في أخيه حويصة، وكان محيصة أصغر من حويصة، وأسلم قبله.

الميم بعدها الخاء
7843- مخارق بن عبد اللَّه:
ويقال ابن سليم الشيبانيّ «1» ، يكنّى أبا قابوس.
يعدّ في الكوفيين. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن ابن مسعود، وأم الفضل بنت الحارث، وغيرهما.
روى عنه ابناه قابوس، وعبد اللَّه، وحديثه عند النسائي من رواية أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، عن قابوس، عن أبيه، وله في مسند الحسين بن سفيان من طريق أبي بكر النهشلي عن سماك، عن قابوس بن أبي المخارق، عن أبيه. وأخرجه أبو نعيم في الكنى في أبي المخارق.

7844- مخارق بن عبد اللَّه البجلي «2»
. ذكره أبو زكريّا الموصليّ في تاريخ الموصل، واستدركه ابن الأثير على من تقدمه، وأخرج من رواية أبي زكريا، عن المغيرة بن الخضر «3» بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي، عن أبيه، عن أشياخه- أن المخارق بن عبد اللَّه جدّ المغيرة بن زياد شهد مع جرير بن عبد اللَّه فتح ذي الخلصة.
قلت: وفتح ذي الخلصة كان في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وبه عن أشياخه أنهم قدموا من الكوفة إلى الموصل مع من قدم من بجيلة، يعني فسكنوا الموصل.

7845- مخارق الهلالي «4»
والد قبيصة.
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصّحابة، واستدركه أبو موسى عنه.
أخبرني أبو إسحاق الجريريّ، أنبأنا عبد اللَّه بن الحسين، أنبأنا إسماعيل العراقي، عن شهدة، أنبأنا
__________
(1) الاستيعاب ت 2555، تهذيب التهذيب 10/ 67- تهذيب الكمال 3/ 1311، تقريب التهذيب 2/ 234- خلاصة تذهيب 3/ 15- تجريد أسماء الصحابة 2/ 63.
(2) أسد الغابة ت 4785.
(3) في أ: بن الجعد بن.
(4) أسد الغابة ت 4787، تجريد أسماء الصحابة 2/ 63.

(6/38)


طرّاد، أنبأنا الغنويّ، أنبأنا أبو جعفر بن البختري، حدّثنا [سليم بن] «1» أحمد بن إسحاق الورّاق، حدثني محمد بن عتبة «2» السدوسيّ، حدّثنا سليم بن سليمان، حدثنا سوّار أبو حمزة، عن حرب بن قبيصة بن المخارق الهلالي، عن أبيه، عن جدّه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرّة به وهو كاشف عن فخذه، فقال: «وار فخذك، فإنّها عورة» .
تفرّد به سوّار، وأخرجه علي بن سعيد، عن أحمد بن إسحاق، فوقع لنا موافقة عالية.
قال العلائيّ في الوشي: لم أجد لحرب ذكرا في الصّحابة، فلعل سوّارا وهم فيه، فقد قال الدّار الدّارقطنيّ: إنه لا يتابع على حديثه، لكن وثقه ابن معين. قال العلائيّ في الوشي المعلم: والراويّ عنه ما عرفته.

7846- مخاشن:
بالشين المعجمة، الحميري، حليف الأنصار «3» .
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: قتل يوم اليمامة شهيدا. وجزم ابن فتحون بأنه مخشيّ بن قمير الآتي قريبا، وعندي أنه يحتمل أن يكون غيره.

7847- المخبل السعديّ.
مضى في الربيع بن ربيعة، وسيأتي في القسم الثالث هاهنا أيضا.

7848- المختار بن حارثة:
الأنصاري السلميّ، بفتحتين «4» .
ذكره أبو بكر بن أبي علي الذّكواني، وقال: له ذكر في مغازي ابن إسحاق، واستدركه أبو موسى.
قلت: وذكره عمر بن شبّة فيمن شهد العقبة من بني سلمة.

7849- المختار بن عديّ
بن نوفل بن عبد مناف.
ذكره الباورديّ، ونقل عنه خبر مرفوع- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قطعه هو وعمرو بن سمرة في سرقة. واستدركه ابن فتحون، وهو أخو الخيار بن عديّ، والد عبد اللَّه المذكور في القسم الثاني من حرف العين.

7850- المختار بن قيس «5» .
__________
(1) سقط في ب.
(2) في أ: بن عبد اللَّه السدوسي.
(3) أسد الغابة ت 4788، الاستيعاب ت 2556.
(4) أسد الغابة ت 4790.
(5) أسد الغابة ت 4792.

(6/39)


ذكره أبو موسى في الذّيل، وقال: إنه شهد في الكتاب الّذي كتبه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم للعلاء بن الحضرميّ.
قلت: وقد مضى ذكر الكتاب في شبيب بن قرّة من مسند الحارث بن أبي أسامة، وسنده واه.

7851- مخربة:
بموحدة، وزن ثعلبة، بن بشر من بني الجعيد بن صبرة بن الدئل بن قيس بن رئاب بن زيد العبديّ.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: كان شريفا في الجاهليّة، فارسا جوادا، وإنما سمي مخربة لأن السّلاح خربه في الجاهلية.
قال: وأدرك الإسلام، ووفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد عبد القيس، فسألهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن عمان، فأخبره مخربة أنّ له علما بذلك، فقال:
أسلم أهل عمان طوعا، حكاه الرشاطيّ في الأنساب، وأبو الفرج الأصبهانيّ في الأغانيّ، وهو غير مخربة الّذي يأتي بعده قريبا.

7852- مخربة بن عديّ:
أخو حارثة بن عديّ «1» .
تقدم ذكر أخيه، ذكره عبدان المروزي في الصّحابة، وذكره ابن فتحون في الذيل، عن مغازي ابن إسحاق، من رواية ابن هشام والأمويّ عنه، قال: وذكره الواقديّ، والطبريّ، وأسند من طريق إسحاق بن سويد، عن جعفر بن عصمة بن كميل بن وبرة بن حارثة بن أمية، سمعت جدّي عصمة يحدّث عن آبائه عن حارثة بن عدي، قال: كنت في الوفد أنا وأخي مخربة بن عديّ الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان جيشه قد أوقع بنا، فشكونا ما أصابنا، فقال: اذهبوا، فأوّل ما يلقاكم من مالكم فانحروا وسمّوا اللَّه عزّ وجلّ بسم اللَّه، فمن أكل فأطلقوه.
قال أبو موسى في الذيل: ضبطه عبدان بالزّاي، وابن ماكولا بالراء المهملة، وهو الراجح.

7853- مخرش الكعبيّ «2»
: تقدم قريبا.

7854- مخرفة العبديّ «3»
: قال ابن حبّان: له صحبة.
__________
(1) أسد الغابة ت 4793، الاستيعاب ت 2558.
(2) أسد الغابة ت 4794، الاستيعاب ت 2559.
(3) أسد الغابة ت 4795، الاستيعاب ت 2560، الثقات 3/ 388، الطبقات الكبرى 1/ 351، الطبقات 62، 185، تجريد أسماء الصحابة 2/ 64، الثقات 3/ 388.

(6/40)


قلت: وقد تقدم ذكره في حديث سويد بن قيس، قال: جلبت أنا ومخرمة أو مخرفة العبديّ، فذكر الحديث، أخرجه البغويّ، وأخرجه ابن قانع من طريقه، فقال: عن مخرمة بالميم، قال الدّار الدّارقطنيّ: وهم أيوب في ذلك، وقال ابن السّكن: لم يصنع شيئا.
وأخرجه ابن قانع أيضا من رواية سفيان، عن سماك، فزاد فيه بينه وبين مخرمة مليحا العنزيّ، وفي سنده المسيب بن واضح فيه مقال.

7855- مخرمة بن شريح الحضرميّ «1»
: تقدم في شريح الحضرميّ.

7856- مخرمة بن القاسم «2»
: بن مخرمة بن المطلب القرشيّ المطلبيّ.
ذكره ابن إسحاق في المغازي، فقال فيمن أعطاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من تمر خيبر، فقال: وأعطي ابن القاسم بن مخرمة ثلاثين وسقا، ولم يسمّه، وسماه الزبير بن بكّار، قال: وكانت الأوساق أربعين [وسقا]
«3» .

7857- مخرمة بن نوفل «4»
: بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، أبو صفوان، وأبو المسور، الزهريّ.
أمه رقيقة بنت أبي ضيفي بن هاشم بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وهو والد المسور بن مخرمة الصّحابي المشهور.
قال الزّبير بن بكّار: كان من مسلمة الفتح، وكانت له سنّ عالية وعلم بالنسب، فكان يؤخذ عنه النسب.
وزاد ابن سعد: وكان عالما بأنصاب الحرم، فبعثه عمر هو، وسعيد بن يربوع، وأزهر بن عبد عوف، وحويطب بن عبد العزّى، فجدّدوها، وذكر أن عثمان بعثهم أيضا.
وأخرج الزبير بن بكار من حديث ابن عباس أنّ جبريل عليه السّلام أرى إبراهيم عليه
__________
(1) أسد الغابة ت 4796، الاستيعاب ت 2377.
(2) أسد الغابة ت 4797.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت 4798، الاستيعاب ت 2378، تاريخ ابن معين 209، طبقات خليفة 21، 278، تاريخ خليفة 223، المعارف 313، معجم الطبراني الكبير 6/ 79، الجرح والتعديل 4/ 72، المستدرك 3/ 490، ابن عساكر 7/ 182/ 2، تهذيب الكمال 511، تاريخ الإسلام 2/ 289، العبر 1/ 59، تهذيب التهذيب 4/ 60، 61، خلاصة تذهيب الكمال 144، شذرات الذهب 1/ 60.

(6/41)


السلام أنصاب الحرم، فنصبها ثم جدّدها إسماعيل، ثم جددها قصيّ بن كلاب، ثم جدّدها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم بعث عمر الأربعة المذكورين فجدّدوها.
وفي سنده عبد العزيز بن عمران، وفيه ضعف.
وأخرج أبو سعيد بن الأعرابيّ في معجمه، من طريق عبد العزيز بن عمران عن أبي حويصة، قال: يحدث مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي، وكانت والدة عبد المطلب بن هاشم، قال: تتابعت على قريش سنون، فذكر قصة استسقاء عبد المطلب، وفيه شعر رقيقة الّذي أوله:
لشيبة الحمد أسقى اللَّه بلدتنا
الأبيات.
وقد وقعت لنا هذه القصّة في نسخة زكريا بن يحيى الطّائي، من روايته، عن عمّ أبيه زخر بن حصن، عن جده حميد بن منهب، حدّثنا عمي عروة بن مضرّس، قال: تحدث مخرمة بن نوفل ... فذكرها بطولها.
ورويناها بعلو في أمالي أبي القاسم عيسى بن علي بن الجراح.
وأخرج عباس الدّوريّ في «تاريخ يحيى بن معين» والطّبرانيّ، من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، عن أبيه، قال: لما أظهر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الإسلام أسلّم أهل مكّة كلّهم، حتى إن كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليقرأ السجدة فيسجدون، ما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزّحام، حتى قدم رؤساء قريش: أبو جهل بن هشام، وعمه الوليد بن المغيرة، وغيرهما، وكانوا بالطّائف، فقالوا: تدّعون دين آبائكم؟ فكفروا.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، وغيره، قالوا:
وأعطى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- يعني من غنائم حنين دون المائة رجلا من قريش من المؤلّفة، فذكر فيهم مخرمة بن نوفل.
وذكر الواقديّ أنه أعطاه خمسين بعيرا.
وذكر البخاريّ في «الصّحيح» من طريق الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة- أن أباه قال له: يا بني، بلغني أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قدمت عليه أقبية وهو يقسمها، فاذهب بنا إليه، فذهبنا فوجدنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في منزله،

(6/42)


فقال: يا بني، ادع لي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأعظمت ذلك، وقلت: أدعو لك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: يا بنيّ، إنه ليس بجبار، فدعوته فخرج وعليه قباء من ديباج مزوّر «1» بالذّهب، فقال: يا مخرمة، هذا خبأناه لك، فأعطاه إياه.
وللحديث طرق عن ابن أبي مليكة، وفي بعضها أنه قال للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ما كنت أرى أن تقسم في قريش قسما فتخطئني.
وعند البغويّ وأبي يعلى من طريق صالح بن حاتم بن وردان، عن أبيه، عن أيوب، عن ابن أبي ملكية نحو الأول، وزاد: قلت لحاتم: ولم فعل ذلك؟ قال: كان يتّقي لسانه.
قال الزّبير بن بكّار: حدّثني مصعب بن عثمان وغيره أنّ المسور بن مخرمة مرّ بأبيه وهو يخاصم رجلا، فقال له: يا أبا صفوان، أنصف الناس، فقال: من هذا، قال: من ينصحك ولا يغشك، قال: مسور؟ قال: نعم، فضرب بيده في ثوبه، وقالت: اذهب بنا إلى مكّة أريك بيت أمي، وتريني بيت أمّك، فقال: يغفر اللَّه لك، يا أبت، شرفي شرفك، وكانت أم المسور عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن.
وبه قال: لما حضرت مخرمة الوفاة بكته بنته، فقالت: وا أبتاه! كان هينا لينا، فأفاق فقال: من النّادبة؟ قالوا: ابنتك. قال: تعالى، ما هكذا يندب مثلي، قولي: وا أبتاه، كان شهما شيظميّا، كان أبيّا عصيّا.
قال الزّبير: وحدثني عبد الرحمن بن عبد أن الزهريّ قال: قال معاوية: من لي بمخرمة بن نوفل ما يضعني من لسانه تنقّصا، فقال له عبد الرّحمن بن الأزهر: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين. فبلغ لذلك مخرمة. فقال: جعلني عبد الرحمن يتيما في حجره، يزعم لمعاوية أنه يكفيه إياي! فقال له ابن برصاء الليثي: إنه عبد الرحمن بن الأزهر، فرفع عصا في يده فشجّه، وقال: أعداؤنا في الجاهليّة وحسّادنا في الإسلام!
وأخرج البغويّ من طريق حماد بن زيد، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة، قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لمخرمة بن نوفل: «يا أبا المسور» .
قال ابن سعد وخليفة وابن البرقي، وآخرون: مات سنة أربع وخمسين، وقال الواقديّ: مات سنة خمس وخمسين، قالوا: وعاش مائة وخمس عشرة سنة، وكان أعمى، وله قصة تذكر في ترجمة النعيمان.
__________
(1) التزوير: التزويق والتحسين، وزورت الشيء: حسنته وقومته. اللسان 3/ 1889.

(6/43)


7858- مخشي:
بسكون»
الخاء بعدها شين معجمة، ابن حميّر، مصغرا بالتثقيل، الأشجعيّ.
له ذكر في مغازي ابن إسحاق في غزوة تبوك، وفي تفسير ابن الكلبيّ بسنده إلى ابن عباس، وبسند آخر إلى ابن مسعود أنه ممّن نزل فيه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ [التوبة: 65] قال: فكان ممن عفي عنه مخشي بن حميّر، فقال: يا رسول اللَّه، غيّر اسمي واسم أبي، فسمّاه عبد اللَّه بن عبد الرّحمن، فدعا مخشيّ ربه أن يقتل شهيدا حيث لا يعلم به، فقتل يوم اليمامة، ولم يعلم له أثر.

7859- مخشيّ «2»
: بن وبرة بن يحنس الخزاعيّ.
قال أبو عمر: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أرسله إلى الأبناء باليمن. كذا ذكره في الميم، ثم ذكر في ترجمة وبرة أنه كان الرّسول.

7860- مخلد:
بفتح أوله، وسكون المعجمة، ابن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجّار الأنصاريّ.
ذكره الأمويّ، عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدرا. وأخرجه البغويّ عن الأمويّ.
واستدركه ابن فتحون.

7861- مخلد بن عمرو:
بن الجموح بن زيد بن حرام، بمهملتين، بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة الأنصاريّ السّلمي- بفتحتين.
ذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: شهد غزوة مؤتة، ثم ساق من طريق أبي بشر الدّولابيّ بسند له إلى أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمه عبد اللَّه بن أبي بكر، قال: قتل يوم مؤتة من بني سلمة مخلد بن عمرو بن الجموح، وقال: لا عقب له.

7862- مخلد الغفاريّ «3»
. ذكره البغويّ، وابن أبي عاصم، وغيرهما، وقال البغويّ: سكن مكّة، وقال البخاريّ:
__________
(1) أسد الغابة ت 4799، الاستيعاب ت 2379.
(2) أسد الغابة ت 4800، الاستيعاب ت 2380.
(3) أسد الغابة ت 48091، الاستيعاب ت 2561، التاريخ الكبير 7/ 436، تهذيب التهذيب 10/ 74- تهذيب الكمال 3/ 1312، تقريب التهذيب 2/ 235- خلاصة تذهيب 3/ 16، المحن 120، 316، 334، 361- الجرح والتعديل 8/ 346- تجريد أسماء الصحابة 2/ 64.

(6/44)


له صحبة، فأنكر ذلك ابن أبي حاتم، وقال: لا صحبة له.
قلت: وما رأيته في التاريخ إلا مع التابعين.
وحكى العسكريّ أنه ضبط بالتشديد، وصوّب التخفيف.
وأخرج ابن أبي عاصم والبغويّ وابن قانع، من طريق عمرو بن دينار، عن الحسين، عن «1» محمد بن الحنفية، عن مخلد الغفاريّ أن ثلاثة أعبد لبني غفار شهدوا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بدرا، وكان عمر يعطيهم كلّ سنة لكل رجل منهم ثلاثة آلاف. قال عمرو بن دينار: وقد رأيت مخلدا.

7863- مخمر- بن معاوية القشيريّ:
في ترجمة «2» حكيم بن معاوية.
7864

- مخنف «3» بن زيد النّكري. «4»
: بالنّون.
ذكره ابن السّكن، وقال: يقال له صحبة، وهو غير معروف، ثم
ساق له من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: قال: حدّثتنا حبة بنت شمّاخ النّكرية، حدّثتني، سنينة بنت مخنف بن زيد النّكرية، عن أبيها- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال له: يا مخنف، صل رحمك يطل عمرك، وافعل المعروف يكثر خير بيتك ... » الحديث.
وعبد الرّحمن قال ابن السّكن: في روايته نظر. وقال غيره: هو متروك.
وأخرجه ابن شاهين من هذا الوجه، لكن قال في روايته: حدّثتني سنينة بنت مخنف بن زيد، عن أبيها- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال له: يا مخنف ...
فذكره، وزاد: «واذكر اللَّه عند كلّ حجر ومدر يشهد لك يوم القيامة» .
وسيأتي في كتاب النّساء بهذا السند حديث آخر مطول يدل على صحبة سنينة المذكورة، وأن أباها هذا مات في إمارة معاوية.

7865- مخنف بن سليم «5»
: بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة الأزديّ الغامديّ.
__________
(1) في أ: ابن محمد ابن.
(2) أسد الغابة ت 4802، تهذيب التهذيب 10/ 78، تهذيب الكمال 3/ 1313، تقريب التهذيب 2/ 236، الكاشف 3/ 128، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، تجريد أسماء الصحابة 2/ 64، بقي بن مخلد 578.
(3) أسد الغابة ت 5/ 128، تجريد أسماء الصحابة 2/ 65، أسد الغابة ت 4803.
(4) هذه الترجمة سقط في ج.
(5) الثقات 3/ 45- تاريخ من دفن بالعراق 441- تهذيب الكمال 3/ 1313، تقريب التهذيب 2/ 536 الكاشف 3/ 128- الأعلام 7/ 194- تلقيح فهوم أهل الأثر 372- الطبقات الكبرى 1/ 80، الطبقات 113، 138، تجريد أسماء الصحابة 2/ 65، بقي بن مخلد 357، أسد الغابة ت 4804، الاستيعاب ت 2563.

(6/45)


قال ابن الكلبيّ: هو من الأزد بالكوفة والبصرة، ومن ولده أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم، قال: له صحبة،
وحديثه في كتب السّنن الأربعة من طريق عبد اللَّه بن عون، عن عامر بن أبي رملة، عن مخنف بن سليم، قال: كنا وقوفا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعرفات، فقال: يا أيّها الناس، إنّ على أهل كلّ بيت في كلّ عام أضحاة وعتيرة ... » الحديث.
قال التّرمذيّ: حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث عبد اللَّه بن عوف.
قلت: وأخرجه البغويّ من طريق سليمان التيمي، عن رجل، عن أبي رملة، عن مخنف بن سليم أو سليم، بن مخنف، لكن قال البغوي: الرجل الّذي لم يسمّ هو عندي عبد اللَّه بن عون.

7866- مخول بن يزيد «1»
: السلميّ، ثم البهزيّ.
قال ابن السّكن: وهو ممن سكن مكة،
وأخرج أبو يعلى من طريق محمد بن سليمان بن مسمول، عن القاسم بن مخول البهزي- أنه سمع أباه يقول: نصبت حبائل لي بالأبواء، فوقع فيها ظبي فانفلت مني، فذهبت في أثره، فوجدت رجلا قد أخذه، فتنازعنا فيه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقضى بيننا نصفين، وقال لي: «أقم الصّلاة، وأدّ الزّكاة، وحجّ واعتمر، وزل مع الحقّ حيث زال» .
وابن مسمول- بالمهملة- ضعيف. وأخرجه ابن السّكن من طريقه، وقال: ليس لمخول رواية بغير هذا الإسناد.

7867- مخيريق:
النّضريّ الإسرائيليّ، من بني النضير.
ذكر الواقديّ أنه أسلّم، واستشهد بأحد، وقال الواقدي «2» والبلاذريّ: ويقال: إنه من بني قينقاع. ويقال من بني القطيون، كان عالما، وكان أوصى بأمواله للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهي سبع حوائط: الميثب، والصائفة، والدّلال، وحسنى، وبرقة، والأعواف «3» ، ومشربة أم إبراهيم، فجعلها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صدقة.
__________
(1) أسد الغابة ت 4805، الاستيعاب ت 2564، الثقات 3/ 392، 401، التاريخ الكبير 8/ 29، الجرح والتعديل 8/ 398، تجريد أسماء الصحابة 2/ 65.
(2) في أ: وقال الواقدي أيضا.
(3) في ب: والأعوان.

(6/46)


قال عمر بن شبة في (أخبار المدينة) : حدّثنا محمد بن علي، حدّثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد اللَّه بن جعفر بن المسور، عن أبي عون، عن ابن شهاب، قال: كانت صدقات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أموالا لمخيريق، فأوصى بها لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وشهدا أحدا فقتل بها، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
مخيريق سابق يهود، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة.
قال عبد العزيز: وبلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع.
وقال الزّبير بن بكار في أخبار المدينة: حدّثنا محمد بن الحسن- هو ابن زبالة، عن غير واحد منهم: محمد بن طلحة بن عبد الحميد بن أبي عبس بن جبر، وسليمان بن طالوت، عن عثمان بن كعب بن محمد بن كعب، أنّ صدقات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كانت أموالا لمخيريق اليهوديّ، فلما خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أحد قال لليهود: ألا تنصرون محمدا، واللَّه إنكم لتعلمون أنّ نصرته حقّ عليكم، فقالوا: اليوم يوم السبت. فقال: لا سبت. وأخذ سيفه ومضى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقاتل حتى أثبتته الجراحة، فلما حضره الموت قال: أموالي إلى محمد يضعها حيث شاء.
وذكر قصة وصيته بأمواله، وسمّاها، لكن قال الميثر بدل الميثب والمعوان عوض الأعواف، وزاد مشربة أم إبراهيم الّذي يقال له مهروز.

7868- مخيس «1»
: بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح التحتانية المثناة بعدها مهملة، ابن حكيم العذريّ.
ذكره أبو عليّ الجبّائيّ، وابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» ، عن كتاب مسانيد المقلّين لأبي الطاهر الذهلي، فإنه أخرج فيه من طريق يعقوب بن جبر العذريّ: سمعت أبا هلال مبين بن قطبة بن أبي عمرة العذري يحدث عن مخيس بن حكيم أنه سمعه يقول: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر قصة فيها ذكر أكيدر دومة الجندل، وفي آخرها: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا له بالبركة. وفي سنده من لا يعرف.

الميم بعدها الدال
7869- مدرك بن الحارث الغامديّ «2»
. له صحبة، عداده في الشّاميين.
__________
(1) أسد الغابة ت 4806، الاستيعاب ت 2565، تجريد أسماء الصحابة 2/ 65.
(2) أسد الغابة ت 4808.

(6/47)


روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، كذا أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم مختصرا.
وقال أبو موسى: ذكره محمد بن المسيب الأرغياني، عن الصّحابة، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ فيمن نزل الشام من قبائل اليمن، وكذا ذكره محمّد «1» بن سميع.
وقد تقدمت الإشارة إليه في الحارث بن الحارث الغامدي.

7870- مدرك بن زياد «2»
: ذكره ابن عساكر في «التاريخ» وأخرج من طريق أبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأدمي، أنبأنا أبو عطية عبد الرحيم بن محرز بن عبد اللَّه بن محرز بن سعيد بن حبان بن مدرك بن زياد، قال: ومدرك بن زياد صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقدم مع أبي عبيدة فتوفي بدمشق بقرية يقال لها راوية، وكان أول مسلّم دفن بها.
قال ابن عساكر: لم أجد ذكره من غير هذا الوجه.

7871- مدرك بن عوف:
البجلي الأحمسي «3» .
ذكره جعفر المستغفري، وقال: له صحبة. وسبقه ابن حبّان فذكره في الصحابة، ثم ذكره في التابعين.
وقال أبو عمر: مختلف في صحبته، روى عنه قيس بن أبي حازم، وسمع مدرك من عمر بن الخطاب. انتهى.
وقد أخرج حديثه عن عمر أبو بكر بن أبي شيبة، عن أبي أمامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن مدرك بن عوف الأحمسي، قال: بينا أنا عند عمر إذ أتاه رسول النعمان بن مقرّن ... فذكر قصّة تقدمت في ترجمة عوف والد شبيل.

7872- مدرك الغفاريّ «4»
: غير منسوب.
ذكره البغويّ وابن أبي عاصم، وأخرجا من طريق كثير بن زيد، عن خالد بن
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت 4809.
(3) أسد الغابة ت 4812، الاستيعاب ت 2383، الثقات 3/ 382- تجريد أسماء الصحابة 2/ 65- التاريخ الكبير 8/ 2.
(4) أسد الغابة ت 4810، الاستيعاب ت 2384، تجريد أسماء الصحابة 2/ 65.

(6/48)


الطّفيل بن مدرك، عن جده- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعثه إلى ابنته يأتى بها من مكّة.
وبه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: كان إذا سجد ورفع قال: «اللَّهمّ إنّي أعوذ بك من سخطك ... » الحديث. لفظ ابن أبي عاصم، أخرجه عن يعقوب بن حميد، عن سفيان بن حمزة، عن كثير.
وأما البغويّ فأخرجه عن حمزة بن مالك بن حمزة بن سفيان الأسلميّ، قال: حدثني عمّي سفيان بن حمزة، فذكره، ولكن قال- عن خالد: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث جدّه مدركا إلى ابنته يأتي بها من مكة، قال: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا سجد ...
فذكره. قال البغوي: لا يروى عن مدرك إلا بهذا الإسناد.

7873- مدعم الأسود «1»
: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
كان مولدا من حسمى، أهداه رفاعة بن زيد الجذاميّ لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ثبت ذكره في الموطأ والصحيحين من طريق سالم مولى ابن مطيع، عن أبي هريرة في فتح خيبر- فذكر الحديث، وفيه أن مدعما أصابه منهم عائر فقتله.
قال البلاذريّ: يقال: إنه يكنى أبا سلام. ويقال: إن أبا سلام غيّره، قال: ويقال:
إنما أهداه فروة بن عمر «2» الجذامي.

7874- مدلاج بن عمرو الأسلميّ «3»
: أخو ثقف ومالك.
قال ابن الكلبيّ: أسلموا كلهم، وشهدوا بدرا، وهم من حلفاء بني عمرو بن دودان بن أسد بن خزيمة حلفاء بني عبد شمس.
وقال الواقديّ: هم سلميون، قال: وشهد مدلاج المشاهد كلها، ومات سنة خمسين، وتبعه ابن عبد البر في ذلك.
وقال ابن إسحاق: هو مدلاج بن عمرو، من بني سليم، من بني حجر. وحكى ابن
__________
(1) أسد الغابة ت 4813، الاستيعاب ت 2567.
(2) في أ: بن عمرو الجذامي.
(3) أسد الغابة ت 4815، الاستيعاب ت 2568، المغازي للواقدي 154، وسيرة ابن هشام 2/ 323- والجرح والتعديل 8/ 428- وأنساب الأشراف 1/ 308- وفتوح البلدان 212- والكامل في التاريخ 3/ 471- والطبقات الكبرى 3/ 98- وتاريخ الإسلام 1/ 115.

(6/49)


عبد البر أن بعضهم سماه مدلجا، قال [.....]
«1» .

7875- مدلج الأنصاريّ «2»
: له ذكر
في حديث أخرجه ابن مندة من طريق السديّ الصغير، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث غلاما من الأنصار يقال له مدلج إلى عمر يدعوه، فانطلق الغلام فوجده نائما على ظهره قد أغلق الباب، فدفع الغلام الباب على عمر فسلّم فلم يستيقظ، فرجع الغلام، فلما عرف عمر بذلك وأن الغلام قد رأى منه، أي رآه عريانا قال: وددت واللَّه إن اللَّه نهى أبناءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا في هذه السّاعة إلا بإذن، فانطلق إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فوجده قد نزلت عليه هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ... [النور: 58] الآية: فذكر بقية الحديث، وفيه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال للغلام: «أنت ممّن يلج الجنّة» .

7876- مدلج:
آخر غير منسوب.
ذكره ابن قانع،
وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن أبيه، عن شريح بن عبيد، عن مدلج، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا حرس معه أصحابه ليلة في الغزو قال إذا أصبحوا: «قد أوجبتم» .
وأخرجه ابن مندة من طريق إسماعيل أيضا،
ولم يفرده بترجمة، بل أورده في ترجمة مدلاج بن عمرو السّلمي حليف بني عبد شمس الّذي ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، فإنه قيل فيه مدلاج أو مدلج، وكأنه تبع ابن السّكن، فإنه قال مدلج بن عمرو السلميّ، ويقال مدلاج، له صحبة. روى عنه حديث من رواية الحمصيين.
ويقال: مات سنة خمسين، ثم ساق من طريق ضمضم، عن شريح، عن مدلج، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر الحديث وليس فيه تسمية أبيه ولا ذكر نسبه، فالذي يظهر أنه غيره.

7877- مدلوك الفزاري «3»
: مولاهم، أبو سفيان.
قال ابن أبي حاتم: له صحبة. وذكره محمد بن سعد فيمن نزل الشام من الصحابة،
__________
(1) بياض في أ، ب، ج، وفي الاستيعاب: ومن أهل الحديث من يقول فيه مدلج.
(2) أسد الغابة ت 4814.
(3) أسد الغابة ت 4816، الاستيعاب ت 2566، تجريد أسماء الصحابة 2/ 66- الجرح والتعديل 8/ 427، التاريخ الكبير 8/ 55.

(6/50)


وذكره البرديجي في الأسماء المفردة من الصحابة، وتقدم له ذكر في ضمضم بن قتادة.
وأخرج البخاريّ في التاريخ، وابن سعد، والبغويّ، والطبرانيّ، من طريق مطر بن العلاء الفزاريّ، وحدثتني عمتي أمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء، وقطبة مولاة لنا، قالتا:
سمعنا أبا سفيان، زاد البغويّ في روايته: مدلوكا، يقول: ذهب بي مولاي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأسلمت فدعا لي بالبركة، ومسح رأسي بيده، قالت: فكان مقدم رأس أبي سفيان أسود ما مسّه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وسائره أبيض.
وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم من وجه آخر عن مطر، فقال في روايته أيضا: عن مدلوك أبي سفيان، فقال في السند: عن آمنة، بالنون، ولم يشك.

الميم بعدها الذال
7878- المذبوب التنوخيّ:
قال في التجريد: نزل حمص، وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، وأورد له حديثا من طريق ابنه مالك بن المذبوب، عن أبيه، وسنده منكر.

7879- مذعور بن عدي العجليّ «1»
: شهد اليرموك بالشام، وفتوح العراق، وذكره سيف بن عمر بسنده، قال: لما قفل خالد بن الوليد من اليمامة وجّه المثنى بن حارثة الشيبانيّ، ومذعور بن عدي العجليّ، وحرملة بن مريط، وسلمى بن القين الحنظليين، وكان المثنى ومذعور قد وفدا على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وصحباه، وكان حرملة وسلمى من المهاجرين، فقدموا على أبي بكر الصديق ... فذكر قصة.
وذكره في موضع آخر، فقال: وكان مذعور بن عدي العجليّ على كردوس باليرموك.
وقال سيف في موضع: حدثنا خالد بن قيس العجليّ، عن أبيه، قال: لما قدم المثنى بن حارثة ومذعور على أبي بكر، فاستأذناه في غزو أهل فارس وقتالهم، وأن يتأثرا على من لحق بهما من قومهما، فأذن لهما، وكان مذعور في أربعة آلاف من بكر بن وائل وضبيعة وعنزة، فغلب على جنان والنمارق، وفي ذلك يقول مذعور:
غلبنا على جنّان بيدا مشيحة ... إلى النّخلات السّحق فوق النّمارق
وإنّا لنرجو أن تجول خيولنا ... بشاطئ الفرات بالسّيوف البوارق
[الطويل]
__________
(1) أسد الغابة ت 4817.

(6/51)


7880- مذكور العذريّ «1»
: ذكر الواقدي أنه كان دليل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأخرج في المغازي، والحاكم في الإكليل من طريقه، ثم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، من طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم- يزيد أحدهما على صاحبه، وعن غيرهما، قالوا: أراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يدنو إلى الشام، وقد ذكر له أن بدومة الجندل جمعا كثيرا، وكان بها سوق عظيم وتجار، فندب الناس، فخرج في ألفين من المسلمين، فكان يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل له من بني عذرة يقال له مذكور هاد خرّيت، فلما دنا من دومة الجندل قال له الدليل: يا رسول اللَّه، إن سوامهم ترعى عندك، فأقم لي حتى أطلع ذلك، فأقام وخرج العذري طليعة حتى وجد آثار النّعم والشّاء، فرجع فأخبر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسار حتى هجم على ماشيتهم، فأصاب منها ما أصاب، وجاءهم الخبر فتفرقوا في كل وجه، فلم يجد بها أحدا، فبثّ السّرايا، فوجد محمد بن مسلمة رجلا منهم، فأتى به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فعرض عليه الإسلام أياما فأسلّم، ورجع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكانت تلك الغزوة على رأس تسعة وأربعين شهرا من الهجرة.

الميم بعدها الراء
7881- مرارة بن ربعي بن عدي:
بن يزيد بن جشم.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: كان أحد البكاءين من الصحابة الذين نزلت فيهم: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [التوبة: 92] قال العدويّ: لم يذكره غيره.

7882- مرارة بن الربيع الأنصاري الأوسيّ «2»
: من بني عمرو بن عوف، ويقال: إن أصله من قضاعة، حالف بني عمرو بن عوف.
صحابي مشهور، شهد بدرا على الصحيح، هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، أخرجاه في الصحيحين من حديث كعب بن مالك في قصة توبته، فقلت: هل لقي أحد مثل ما لقيت؟ قالوا: هلال بن أميّة، ومرارة بن الربيع، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدرا. وفي حديث جابر عند قوله تعالى: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا [التوبة: 118] قال: هم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، وكلّهم من الأنصار.

7883- مرارة بن مربع:
بن قيظي الأنصاري «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت 4818.
(2) أسد الغابة ت 4821، الاستيعاب ت 2390.
(3) أسد الغابة ت 4823.

(6/52)


ذكره ابن السّكن في ترجمة أخيه عبد اللَّه، فقال: استشهد عبد اللَّه وأخوه عبد الرحمن يوم جسر أبي عبيد، ولهم أخ ثالث يقال له مرارة لا رواية له، ذكره بعض أهل العلم بالنسب «1» ، وقال ابن عبد البر: لمرارة وإخوته: عبد اللَّه، وعبد الرحمن، وزيد بني مربع صحبة، وكان أبوهم يعدّ في المنافقين.

7884- مراوح المزنيّ:
ذكره ابن قانع في الصحابة، وأورد له من طريق محمد بن الحسن بن زبالة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن القاسم، عن محمد بن هيصم بن عبيد بن مراوح، عن أبيه، عن جدّه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم استعمله، كذا ذكره ومقتضاه أن الضمير في قوله: عن جده [لهيصم «2» ] لا لمحمد، وأورده أيضا في ترجمة عبيد بن مراوح كما تقدم.

7885- مروان بن مالك «3»
: الرازيّ «4» .
ذكره ابن إسحاق، وقال: له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من خيبر، وسماه ابن هشام مروان، وكذا قال ابن الكلبيّ، وسماه الواقديّ مرة.

7886- مربع بن قيظيّ:
والد مرارة المتقدم. عدّ في المنافقين، ويقال: تاب.

7887- مرثد بن جابر الكندي:
ذكره البغويّ في الصحابة،
وقال، روى علي بن قرين، عن حبيب بن مرداس البلويّ، سمعت غانم بن غالب القيسي يحدّث عن مرثد بن جابر الكنديّ، قال: وفدت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، الحجّ في كل عام؟ فقال: «إن قدرتم فحجّوا كلّ عام، وأمّا الّذي عليكم فحجّة» .
قال البغويّ: وعلي بن قرين شيخ كان بالجانب الشرقي، ضعيف الحديث جدا.

7888- مرثد بن ربيعة العبديّ «5»
: ذكره البغوي،
وقال: بلغني عن الشاذكوني، عن أبي قتيبة، عن المعلى بن يزيد، عن بكر بن مرثد بن ربيعة: سمعت مرثدا يقول: سألت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن الخيل فيها شيء؟ فقال: «لا، إلّا ما كان منها للتجارة» .
__________
(1) في أ: بالسير.
(2) سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت 4820، الاستيعاب ت 2571.
(4) في أ: مالك الداريّ.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 97.

(6/53)


قال البغويّ: ما بلغني إلا من هذا الوجه. والشاذكوني رماه الأئمة بالكذب.

7889- مرثد بن زيد الغطفانيّ:
ذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب، ونقل عن مقاتل بن حيان أنه الّذي نزل فيه: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً ... [النساء: 10] الآية، لأنه كان ولي مال ابن أخيه فأكله.
قلت: وذكره الواقديّ عن مقاتل المذكور، ولفظه: نزلت في رجل من غطفان يقال له مرثد بن زيد، ولي مال ابن أخيه، وهو يتيم صغير ... الحديث.

7890- مرثد بن الصلت»
: الجعفي.
ذكره البغويّ، وأخرج من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: سمعت عبد الرحمن بن مرثد الجعفي يحدّث عن أبيه مرثد بن الصلت، قال: وفدت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسألته عن مسّ الذّكر، فقال: «إنّما هو بضعة منك» .
قال البغويّ: هذا حديث منكر، وعبد الرحمن بن عمرو ضعيف الحديث جدا.
قلت: وقد تابعه ضعيف مثله، فأخرجه ابن قانع، ويحيى بن يونس الشّيرازي، من طريق علي بن قرين، عن حبيب بن موسى، عن عبد الرحمن بن مرثد، عن أبيه نحوه.
وأخرجه أبو موسى في الذيل.

7891- مرثد بن ظبيان:
بن سلمة بن لوذان بن عوف بن سدوس الشيبانيّ، ثم السدوسيّ.
ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وأخرج له من طريق عمر بن أحيحة: حدثني بجير بن حاجب بن يونس بن شهاب بن زهير بن مذعور بن ظبيان بن سلمة، حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه: أن مرثد بن ظبيان هاجر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وشهد معه يوم حنين، وكتب معه كتابا إلى بكر بن وائل، وكساه حلّتين، فلم يوجد أحد يقرؤه إلا رجل من بني ضبيعة، فسمّوا بني الكاتب، قال ابن السّكن: وهو غير معروف في الصحابة.
قلت:
وقد أخرج أحمد، والبغويّ، من طريق قتادة، عن مضارب بن حرب العجليّ، قال: حدث مرثد بن ظبيان، قال: جاءنا كتاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فما وجدنا من يقرؤه حتى قرأه رجل من بني ضبيعة:
__________
(1) أسد الغابة ت 4826، الاستيعاب ت 2392، تجريد أسماء الصحابة 2/ 67.

(6/54)


من محمد رسول اللَّه إلى بكر بن وائل، أسلموا تسلموا. فإنّهم ليسمون بني الكاتب.
وذكره ابن السكن معلقا، وقال: هو مرسل. انتهى.
وأخرج خليفة بن خياط في «تاريخه» ، وقال: عن محمد بن سواء، عن قرة بن خالد، عن مضارب- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهب سبي بكر بن وائل لمرثد بن ظبيان، وهكذا أخرجه البغوي بلاغا عن خليفة.

7892- مرثد بن عامر التغلبيّ «1»
: أبو الكنود.
ذكره البغويّ،
وقال: روى حديثه علي بن قرين أحد الضعفاء، عن الصلت بن سعيد المازني، عن بكير بن مسمار الرياحي، بالتحتانية والمهملة: سمعت أبا الكنود مرثد بن عامر التغلبي يقول: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إذا كنتم ثلاثة فأمّروا أحدكم، وتوكّلوا على اللَّه وتوجّهوا»
«2» .

7893- مرثد بن «3»
: عدي الطائيّ.
ذكره البغويّ أيضا،
وقال: روى حديثه علي بن قرين، عن عبد الواحد بن زيد بن أعين، حدثنا الصلت بن سعيد بن مقرّن العبديّ، عن مرثد بن عديّ الطائيّ، يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ربيعة خير أهل المشرق، وخيرهم عبد القيس» .
قال البغويّ: هذه الأحاديث لا تعرف، ولا أصول لها. وأخرجه ابن قانع من طريق علي بن قرين أيضا.

7894- مرثد بن عياض «4»
: في عياض بن مرثد.

7895- مرثد بن أبي «5»
: مرثد الغنوي.
__________
(1) أسد الغابة ت 4828.
(2) أورد المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17552 وعزاه إلى ابن حبان عن أبي سعيد. وابن عساكر في تاريخه 2/ 351.
(3) أسد الغابة ت 4829، تجريد أسماء الصحابة 2/ 67.
(4) أسد الغابة ت 4830.
(5) أسد الغابة ت 4831، الاستيعاب ت 2393، الثقات 3993- أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 864، خلاصة تذهيب 3/ 17- تقريب التهذيب 2/ 470- الاستبصار 305- المتحف 293- البداية والنهاية 6/ 353- الطبقات 8/ 47، تجريد أسماء الصحابة 2/ 68- الكاشف 3/ 130، حلية الأولياء 2/ 19- الجرح والتعديل 8/ 299، أصحاب بدر 90، الأعلام 7/ 201- تهذيب الكمال 3/ 1314- تهذيب التهذيب 10/ 82- العقد الثمين 7/ 163.

(6/55)


صحابي، وأبوه صحابي، واسمه كنّاز، بنون ثقيلة وزاي، ابن الحصين، وهما ممن شهد بدرا، وتقدم أبوه.
وأخرج أصحاب السنن من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه- أن مرثد بن أبي مرثد الغنويّ كان يحمل الأسرى ... فذكر الحديث في نزول قوله تعالى: الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً.... [النور: 3] الآية.
قال ابن إسحاق: استشهد مرثد في صفر سنة ثلاث في غزاة الرّجيع، وجاءت
عنه رواية عند أحمد بن سنان القطان في مسندة، والبغويّ، والحاكم في مستدركه، والطبراني في الأوسط، من طريق القاسم بن أبي عبد الرحمن السامي، عن مرثد بن أبي مرثد، وكان بدريا، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ «1» سرّكم أن تقبل منكم صلاتكم فليؤمّكم خياركم» .
وفي رواية الطبرانيّ: «فليؤمّكم علماؤكم، فإنّهم وقدكم فيما بينكم وبين ربّكم» .
قال ابن عبد البرّ: قال القاسم السامي في حديثه: حدثني أبو مرثد، وهو وهم، لأن من يقتل في حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لا يدركه القاسم، وإنما هو مرسل.
قلت: الوهم ممن قال عن القاسم: حدثني مرثد، وإنما الصواب أنه قال عن مرثد، كذا عند جمهور من أخرج الحديث المذكور بالعنعنة. واللَّه تعالى أعلم.

7896- مرثد بن وداعة «2»
: أبو قتيلة، بقاف ومثناة مصغّرا، الحمصي.
قال البخاريّ: له صحبة، وأخرج عن طريق حريز بن عثمان، عن حمير بن يزيد الرّحبي- أنه سمعه يقول: رأيت أبا قنبلة صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يصلّي، وربما قتل البرغوث، وهو في الصلاة.
وأنكر أبو حاتم على البخاري قوله: إن له صحبة، وحجة البخاري واضحة. وذكره ابن حبّان في الصحابة، ثم ذكره في التابعين، وله عند أبي داود والبغويّ من رواية خالد بن معدان عنه، عن عبد اللَّه بن حوالة- حديث في فضل الشام.
وذكره في الصحابة جماعة منهم مطين، والطبراني في الكنى، وأورد له من رواية خالد بن معدان عنه حديثا آخر.
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 222، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20433، وعزاه لابن عساكر عن أبي أمامة..
(2) أسد الغابة ت 4833، الاستيعاب ت 2394، الثقات 3/ 400- خلاصة تذهيب 3/ 17- الطبقات 310- تجريد أسماء الصحابة 2/ 68- الكاشف 3/ 130- الجرح والتعديل 8/ 299- تهذيب الكمال 3/ 1314- تهذيب التهذيب 10/ 83.

(6/56)


7897- مرحب «1»
: أو أبو مرحب.
أخرج حديثه أبو داود، من طريق الشعبي، عنه على الشك، وقال ابن السّكن: يقال:
هو أبو مرحب سويد بن قيس.

7898- مرداس بن عبد الرحمن:
يأتي في مرداس السلميّ
«2»

: 7899- مرداس بن عبد سعد السعديّ:
ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأخرج من طريق يحيى بن عبد اللَّه بن عبد بن سعد، قال: قدم رجل من بني عبد بن سعد يقال له مرداس، فأسلّم، وانصرف، فلقيته خيل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقتلته- يعني خطأ، ظنوه كافرا ... فذكر القصة، وفي سنده مقال.

7900- مرداس بن عروة العامريّ «3»
: ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: معدود في الكوفيين، ونسبه البغويّ وابن حبّان ثقفيا.
قال ابن حبّان: له صحبة. وأخرج البخاري، وابن السكن، والبيهقيّ من طريق، الوليد بن أبي ثور، عن زياد بن علاقة، عن مرداس بن عروة، قال: رمى رجل من الحي أخا له فقتله ففرّ، فوجدناه عند أبي بكر، فانطلقنا به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأقادنا.
تابعه محمد بن جابر، عن زياد، أخرجه البغوي وأبو نعيم من طريق مسدد، عنه.

7901- مرداس بن عقفان،
بضم أوله، وسكون القاف بعدها فاء، ابن سعيم بن قريط بن جناب بن الحارث بن خزيمة بن عدي بن جندب العنبريّ، بن عمرو بن تميم التميمي العنبريّ.
ذكره ابن السكن، وقال: مخرج حديثه عن محمد بن موسى الهاشمي، عن محمد بن عيسى بن ميفعة.
وقال ابن عبد البرّ: مرداس بن عقفان التميمي، هو مرداس بن أبي مرداس، له صحبة. قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فدعا لي بالبركة، روى عنه ابنه بكر.
__________
(1) تقريب التهذيب 2/ 470، تجريد أسماء الصحابة 2/ 68، الكاشف 3/ 130، الجرح والتعديل 8/ 427، تهذيب التهذيب 7/ 84، التاريخ الكبير 8/ 56، أسد الغابة ت 4834، الاستيعاب ت 2569.
(2) في أ: الأسلمي.
(3) أسد الغابة ت 4835، الاستيعاب ت 2395.

(6/57)


7902- مرداس بن عمرو «1»
: يأتي في ابن نهيك.

7903- مرداس بن قيس الدوسيّ «2»
: ذكره أبو موسى في الذّيل،
وأورد من طريق ابن الخرائطيّ في كتاب الهواتف، من طريق عيسى بن يزيد، عن صالح بن كيسان، عمن حدثه، عن مرداس بن قيس الدوسيّ، قال: حضرت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وذكرت عنده الكهانة، وما كان من تغيرها «3» عند مخرجه، فقلت:
يا رسول اللَّه، عندنا شيء من ذلك، أخبرك به.. فذكر قصة طويلة، منها: أن كاهنهم كان يصيب كثيرا، ثم أخطأ مرة بعد مرة، ثم قال لهم: يا معشر دوس، خرست السماء، وخرج خير الأنبياء! وإنه مات عقب ذلك. وعيسى أظنه ابن دأب، وهو كذّاب،
وفي السند عبد اللَّه بن محمد البلويّ أيضا.

7904 مرداس بن مالك الأسلميّ «4»
. يأتي في أواخر من اسمه مرداس.

7905 مرداس:
بن مالك الغنويّ «5» .
ذكره ابن شاهين، وأورد من طريق المنذر بن محمد، عن الحسين بن محمد، عن أبيه عن حمزة بن عبد اللَّه بن يزيد الغنوي «6» ، عن أبيه، عن مرداس بن مالك الغنوي- أنه قدم على رسول صلّى اللَّه عليه وسلّم وافدا، فمسح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على وجهه، ودعا له بخير، وكتب له كتابا وولّاه صدقة قومه.

7906 مرداس بن أبي مرداس «7»
: هو ابن عقفان. تقدم.

7907 مرداس بن مروان «8»
: بن الجذع بن يزيد بن الحارث بن حرّام بن كعب بن غنم الأنصاريّ الخزرجيّ.
__________
(1) أسد الغابة ت 4836.
(2) أسد الغابة ت 4837.
(3) في ب: تغييرها.
(4) أسد الغابة ت 4838، الاستيعاب ت 2396، الرياض المستطابة 26- الطبقات 112، 137- تجريد أسماء الصحابة 2/ 68- الكاشف 3/ 130، تهذيب الكمال 3/ 315- تهذيب التهذيب 10/ 85- التعديل والتجريح 681.
(5) أسد الغابة ت 4839.
(6) في أ: العبديّ.
(7) أسد الغابة ت 4841، الاستيعاب ت 2397.
(8) أسد الغابة ت 4842.

(6/58)


قال ابن الكلبيّ: أسلّم هو وأبوه، وشهد الحديبيّة، وبايع تحت الشجرة، وكذا ذكره العدويّ، واستدركه أبو علي الغسّاني وغيره على الاستيعاب.

7908- مرداس بن مويلك:
بن رباح بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب بن حلان بن غنم بن غني بن أعصر الغنوي.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأهدى له فرسا وصحبه.
قلت: فرق الطّبري وغيره بين هذا وبين مرداس بن مالك، وجعلهما ابن الأثير واحدا، والراجح التفرقة.

7909 مرداس بن نهيك الضّمري:
وقيل ابن عمرو. وقيل إنه أسلمي. وقيل غطفاني، والأول أرجح.
ذكره ابن عبد البرّ وغيره، وقال أبو عمر: في تفسير السّدّى، وفي تفسير ابن جريج، عن عكرمة، وفي تفسير سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. وقال غيرهم أيضا: لم يختلفوا في أنّ المقتول في قصّة نهيك الّذي ألقى السّلام، وقال: إني مؤمن- أنه رجل يسمى مرداسا، واختلفوا في قاتله في أمير تلك السريّة اختلافا كثيرا.
قلت: سيأتي في حرف النّون أنه سمّي في سير الواقديّ نهيك بن مرداس، ومضى في حرف العين أنه عامر بن الأضبط، وقد تقدم في ترجمة محلّم بن جثامة.
وقرأت بخط الخطيب أبي بكر البغداديّ في ترجمة محمد بن أسامة، من المتفق من مغازي ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير بسنده إلى أسامة، قال: أدركته أنا ورجل من الأنصار ... الحديث.
قال الخطيب: المدرك نهيك بن سنان، وفيه غير ذلك من الاختلاف. والّذي في رواية غيره من المغازي: حدّثني شيخ من أسلّم، عن رجال من قومه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم غالب بن عبد اللَّه الكلبيّ، كلب ليث، في سريّة إلى أرض بني ضمرة، وبها مرداس بن نهيك حليف لهم من بني الحرقة، فقتله أسامة، فحدّثني ابن لابن أسامة بن زيد عن أبيه عن جدّه أسامة، قال: أدركته أنا ورجل من الأنصار، فلما شهرنا عليه السلاح قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، فلم ننزع عنه السلاح حتى قتلناه ... فذكر الحديث.
وفي تفسير الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: نزل في مرداس الأسلمي قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً [النساء: 94] ، كذا قال الأسلميّ.

(6/59)


ورواه مقاتل بن حيّان في «تفسيره» ، عن الضّحاك: عن ابن عباس نحوه.
وروى أبو نعيم من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أسامة بن زيد إلى أناس من بني ضمرة، فلقوا رجلا يقال له مرداس، ومعه غنيمة.
وأخرج عبد بن حميد، من طريق قتادة، قال: نزلت هذه الآية، فيما ذكر لنا- في مرداس لرجل من غطفان بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جيشا عليهم غالب الليثي، ففرّ أهل مرداس في الجبل، وصحبته الخيل، وكان قال لأهله: إني مسلّم، ولا أتبعكم، فلقيه المسلمون فقتلوه، وأخذوا ما كان معه، فنزلت، وإن ثبت الاختلاف في تسمية من باشر القتل مع الاختلاف في المقتول احتمل تعدّد القصة.

7910 مرداس أو ابن مرداس.
شهد بيعة الرضوان. ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق شعبة، عن سليمان بن عبد الرّحمن، عن راشد بن سيّار، قال: أشهد على خمسة نفر ممن بايع تحت الشّجرة، منهم:
مرداس أو ابن مرداس- أنهم كانوا يصلّون قبل المغرب، رجاله إلى راشد ثقات، وراشد ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: إنه مولى عبد اللَّه بن أبي أوفى.
وكذا ترجم له الخطيب في المؤتلف فيمن اسمه سيار، بتقديم السّين وتشديد المثناة من تحت، فقال: راشد بن سيار مملوك عبد اللَّه بن أبي أوفى.

7911 مرداس بن مالك الأسلميّ.
شهد بيعة الرضوان أيضا. وقال ابن قانع: اسم أبيه عبد الرّحمن، قال مسلّم والأوزاعيّ، وغيرهما: تفرد بالرواية عنه قيس بن أبي حازم، وزعم آخرون منهم المزي أنّ زياد بن علاقة روى أيضا عنه، وليس كذلك، فإن شيخ زياد بن علاقة غيره، وهو مرداس بن عروة المتقدم،
وحديث مرداس الأسلميّ في صحيح البخاريّ، وهو حديث: «يذهب الصّالحون ... »
الحديث.
وقال ابن السّكن: زعم بعض أهل الحديث أن مرداس بن عروة هو الأسلميّ، اختلف في اسم أبيه، قال: والصّحيح أنه غيره.

7912 مرداس الضّمري:
تقدم في ابن نهيك.

7913 مرداس المعلم.
ذكره أبو زيد الدّوسي في كتاب الأسرار بغير سند، فقال: مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله

(6/60)


وسلّم بمرداس المعلم، فقال: «إيّاك والخبز المرقّق، والشّرط على كتاب اللَّه تعالى» ،
وهذا لم أقف له على إسناد إلى الآن.

7914 مرزبان:
بن النعمان «1» بن امرئ القيس بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكنديّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع الأشعث بن قيس، وكذا ذكره الطبريّ.

7915 مرزوق الثقفي:
مولاهم ذكره الواقديّ في جملة العبيد الذين نزلوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الطائف، فأسلموا فأعتقهم وعدتهم بضعة عشر رجلا، فكان مرزوق هذا مولى عثمان.

7916 مرزوق الصّيقل «2»
. قال العسكريّ وغيره: له صحبة. وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وقال ابن عبد البرّ: في إسناد حديثه لين. وأخرج البغويّ، والطبرانيّ، من طريق محمد بن حمير، قال:
حدّثنا أبو الحكم، حدّثني مرزوق الصيقل أنه صقل سيف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ذا الفقار، وكانت له قبيعة من فضة وحلق في قيده، وبكرة في وسطه من فضة.
قلت: وليس في هذا ما يدل على صحبته، وإنما ذكرته لاحتمال أن يكون عند من جزم بصحبته مستند آخر.

7917 مرضي بن مقرّن المزني،
أحد الإخوة.
ذكره ابن فتحون، ونقل عن الطّبريّ، قال: كتب سراقة بن عمرو عهدا لأهل الباب، شهد فيه عبد الرحمن بن ربيعة، وسلمان بن ربيعة، وبكر بن عبد اللَّه، وكتب مرضي بن مقرن.

7918 مرّة بن الحارث:
بن عدي بن الجدّ بن العجلان البلويّ، حليف آل عمرو بن عوف من الأنصار.
قال الطّبريّ: شهد أحدا، وزعم ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا.
__________
(1) أسد الغابة ت 4844، الاستيعاب ت 2572.
(2) الثقات 3/ 390، بقي بن مخلد 569، الاستبصار 348، تجريد أسماء الصحابة 2/ 69، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الجرح والتعديل 8/ 263، أسد الغابة ت 4845، الاستيعاب ت 2570.

(6/61)


7919 مرة بن حبيب الفهريّ «1»
: هو ابن عمرو بن حبيب. يأتي.

7920 مرة بن سراقة الأنصاريّ «2»
. ذكر أبو عمر أنه استشهد بحنين، وتعقبه ابن الأثير بأن الّذي ذكروا أنه شهد حنينا عروة بن مرة.
قلت: ولا مانع من الجمع.

7921 مرة بن شراحيل:
في شراحيل بن مرة.

7922 مرة بن عمرو:
بن حبيب بن وائلة بن عمرو بن شيبان «3» بن محارب بن فهر، القرشي الفهري «4» .
من مسلمة الفتح.
أخرج البخاريّ حديثه في الأدب المفرد، والبغويّ من رواية أبي عيينة، عن صفوان بن سليم، عن أنيسة، عن أم سعيد بنت مرة الفهرية، عن أبيها أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنّة كهاتين» .
وأخرجه أبو يعلى، من طريق يزيد بن زريع، عن محمد بن عمرو، عن صفوان، ولم تذكر أنيسة، وقال: عن أم سعيد بنت مرة بن عمرو الجمحية، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو مثله، لكن قال: عن أم سعيد بنت عمرو بن مرة الجميحة قدّم عمرا على مرة.
وأخرجه مطيّن، عن هارون بن إسحاق، عن المحاربي، عن محمد بن عمرو مثله، لكن لم يذكر مرة، وقال: قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرجه الباورديّ عن مطيّن، وابن مندة عنه.
وسيأتي في أسماء النّساء ذكر اختلاف آخر على محمد بن عمرو، وكلام ابن السّكن على ذلك في أسيرة. وله ذكر في ترجمة مرة الهمدانيّ في القسم الرابع.
وقال أبو عمر في ترجمة أم سعيد: من كنى النّساء أم سعيد بنت عمرو، ويقال عمير
__________
(1) أسد الغابة ت 4851، الثقات 3/ 398 خلاصة تذهيب 3/ 18، تجريد أسماء الصحابة 2/ 70 تلقيح فهوم أهل الأثر 384 تهذيب التهذيب 10/ 90، العقد الثمين 7/ 127 ذيل الكاشف 1455.
(2) أسد الغابة 4852، الاستيعاب ت 2386.
(3) في أ: سنان.
(4) الاستيعاب ت 2387.

(6/62)


الجمحيّة. روى عنها صفوان بن سليم في كافل اليتيم، واختلف على صفوان في إسناده.
قلت: ولولا اتحاد المخرج لجوّزت أن تكون أم سعيد بنت مرة الفهرية غير أم سعيد بنت عمرو أو عمير الجمحية.

7923 مرة بن عمرو العقيليّ «1»
. ذكره الإسماعيليّ، وأخرج من طريق عليّ بن قرين عن خشرم بن الحسن العقيلي.
سمعت عقيل بن طريق العقيلي، يحدّث عن مرّة بن عمرو العقيلي، قال: صلّيت خلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقرأ «بالحمد للَّه ربّ العالمين» .

7924 مرة بن كعب البهزيّ «2»
. يقال: هو كعب بن مرّة الماضي في الكاف.
روى أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث، أن خطباء قاموا بالشام فيهم رجال من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقام آخرهم رجل يقال له مرّة بن كعب.
فقال: لولا حديث سمعته من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ما قمت، سمعته يقول وذكر الفتن فقربها، فمر رجل مقنّع بثوب فقال: هذا يومئذ على الهدى، فقمت فأخذت بمنكبيه، فإذا هو عثمان.
هذه رواية عبد الوهاب الثقفيّ، عن أيوب، وكذا قال سليمان بن حرب، عن حماد عن أيوب.
رواه أبو الرّبيع، عن حماد بن زيد، فقال: عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن رجل، ولم يسمه.
وقال إسحاق بن أبي إسرائيل، عن حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة: أظنه عن أبي الأشعث.
رواه أبو هلال الراسبيّ عن قتادة، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن مرّة البهزي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «ستكون فتن كصياصي البقر» . فمرّ بنا رجل مقنّع، فقال:
«هذا وأصحابه على الحقّ» ، فإذا هو عثمان.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 70.
(2) الثقات 3/ 399 خلاصة تذهيب 3/ 18 تجريد أسماء الصحابة 2/ 70، تلقيح فهوم أهل الأثر 384 تهذيب الكمال 3/ 135 تهذيب التهذيب 10/ 89، 90 التاريخ الكبير 8/ 5، أسد الغابة ت 4857، الاستيعاب ت 2388.

(6/63)


رواه كهمس، عن عبد اللَّه بن شقيق، فأدخل بينه وبين مرة هرم بن الحارث، وأسامة بن خريم، أخرجها كلها البغويّ.
ورواية عبد الوهاب الثقفيّ أخرجها الترمذيّ، وقال: حسن صحيح.
وأخرج أحمد، عن ابن عليّة، عن أيوب مثله، ورواية أبي هلال وكهمس أخرجها أحمد، فلم يختلف على أبي قلابة أنه مرة بن كعب.
وأخرج أصل الحديث أحمد أيضا من طريق جبير بن نفير، قال: كنّا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان فقام كعب بن مرة، فقال: بينا نحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جلوس إذ مر عثمان مرجلا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لتخرجنّ فتن من تحت قدمي هذا يومئذ ومن اتّبعه على الهدى» .
وقد تقدم في ترجمة كعب بن مرة حديث آخر قيل فيه كعب بن مرة، أو مرة بن كعب، فقيل هما واحد، واختلف فيه بالتقديم والتأخير، وقيل هما اثنان، والعلم عند اللَّه تعالى.

7925 مرّة بن مالك:
تقدم في أخيه عبد الرحمن بن مالك.

7926 مرة بن أبي مرة:
ذكره ابن مندة، وهو الّذي بعده.

7927 مرّة بن وهب:
بن جابر بن عتّاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفيّ، والد يعلى.
ذكره البغويّ وغيره،
وأخرجوا من طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد، عن أم يحيى بنت يعلى، عن أبيها، قالت: جئت بأبي يوم الفتح فقلت: يا رسول اللَّه، هذا أبي يبايعك على الهجرة، قال: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونيّة» .
وله في ابن ماجة حديث آخر اختلف في إسناده على الأعمش.

7928 مرة بن أبي عزة:
بن عمرو بن عمير بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ.
قتل أبوه بحمراء الأسد بعد أحد، ولمرّة هذا عقب بالمدينة، ذكره الزّبير.

7929 مرة:
غير منسوب مضى في حرب، ويأتي في يعيش.

7930 مروان بن الجذع «1»
. تقدم نسبه في والده مرداس، قال ابن الكلبيّ: أسلّم وهو شيخ كبير هو وابنه، وشهد الحديبيّة. وكان مروان أمين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على سهمان خيبر.
__________
(1) أسد الغابة ت 4847.

(6/64)


7931 مروان بن الحكم «1»
: بن أبي العاص الأموي، ابن عم عثمان رضي اللَّه عنه.
يأتي في القسم الثاني.

7932 مروان بن قيس:
الأسديّ «2» . ويقال: السلميّ.
قال البخاريّ: له صحبة، روى عنه ابنه،
وأخرج هو والبغويّ والطّبرانّي من طريق يحيى بن سعيد الأمويّ، حدّثنا عمران بن يحيى الأسد، سمعت عمي وكان قد أخر الرعية عن أهله في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، إن أبي قد توفّي، وجعل عليه أن يمشي إلى مكة، وأن ينحر بدنة، فمات ولم يترك مالا، فهل يقضي عنه أن يمشى عنه وأن أنحر عنه من مالي؟ قال: «نعم» ، اقض عنه، وانحر عنه، أرأيت لو كان على أبيك دين لرجل فقضيت عنه من مالك، أليس يرجع الرّجل راضيا، فاللَّه أحقّ أن يرضى» .
قال البغويّ: ولا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا.

7933 مروان بن قيس الأسلميّ.
قال ابن حبّان: يقال: إن له صحبة، وزعم أبو نعيم وابن عبد البرّ أنه الّذي قبله، والّذي يظهر لي أنه غيره.
وأخرج ابن مندة، من طريق أبي «3» عبد الرحيم «4» : حدّثني رجل من ثقيف، عن
__________
(1) أسد الغابة ت 4848، الاستيعاب ت 2399، طبقات ابن سعد 5/ 35، نسب قريش 159، 160، طبقات خليفة 1984، المحبر 22، 55، 58، 228، 377، التاريخ الكبير 7/ 368، المعارف 353، الجرح والتعديل 8/ 271، تاريخ الطبري 5/ 530، 610، مروج الذهب 3/ 285، جمهرة أنساب العرب 87، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 501، تاريخ ابن عساكر 16/ 170، الكامل 4/ 191، الحلة السيراء 1/ 28، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 87، تهذيب الكمال 1315، تاريخ الإسلام 3/ 70، تذهيب التهذيب 4/ 30، البداية والنهاية 8/ 239، 257، العقد الثمين 7/ 165، تهذيب التهذيب 10/ 91، النجوم الزاهرة 1/ 164، 169، خلاصة تذهيب الكمال 318، شذرات الذهب 1/ 73، سيرة ابن هشام 158، المغازي للواقدي 95، تاريخ أبي زرعة 1/ 191، الأخبار الموفقيات 117، أنساب الأشراف 1/ 22، عيون الأخبار 1/ 36، فتوح البلدان 5، 37، جمهرة أنساب العرب 87، الكامل في التاريخ 13/ 338، خزانة الأدب 2/ 102، النكت الظراف 8/ 371، معجم بني أمية 158، التنبيه والأشراف 266، مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 124، تاريخ الإسلام 2/ 227.
(2) الثقات 3/ 389، تلقيح فهوم أهل الأثر 184، الجرح والتعديل 8/ 270، تجريد أسماء الصحابة 2/ 69، بقي ابن مخلد 671، أسد الغابة ت 4849، الاستيعاب ت 2400.
(3) في أ: ابن.
(4) في أ: عبد الرحمن.

(6/65)


جشم بن مروان، عن أبيه مروان بن قيس من صحابة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرّ برجل سكران يقال له نعيمان، فأمر به فضرب، فأتى به مرة أخرى سكران، فأمر به فضرب، ثم أتى به الثالثة فأمر به فضرب، ثم أتى به الرابعة وعنده عمر، فقال عمر: ما تنتظر به يا رسول اللَّه؟ هي الرابعة، اضرب عنقه، فقال رجل عند ذلك:
لقد رأيته يوم بدر يقاتل قتالا شديدا، وقال آخر: لقد رأيت له يوم بدر موقفا حسنا، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «كيف وقد شهد بدرا» .

7934 مروان بن قيس الدوسيّ:
آخر.
له ذكر ووفادة،
وذكر أبو بكر بن دريد في كتاب الأخبار المنثورة من طريق محمد بن عباد، عن ابن الكلبيّ، عن أبيه، قال: كان مروان بن قيس الدّوسي خرج يريد الهجرة، فمرّ بإبل لثقيف، فأطردها واتبعوه فأدركوه فأخذوا له امرأتين والإبل التي أخذها، وأخذوا إبلا له، فلما أقبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من حنين إلى الطائف شكا إليه مروان، فقال له: خذ أوّل غلامين تلقاهما من هوازن» ، فأغار مروان فأخذ فتيين من بني عامر، أحدهما أبيّ بن مالك بن معاوية بن سلمة بن قشير القشيريّ، والآخر حيدة الجرشيّ، فأتى بهما النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فانتسبهما، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أمّا هذا فإنّ أخاه يزعم أنّه فتى أهل المشرق، كيف قال يا أبا بكر» ؟ فقال: يا رسول اللَّه، قال:.
ما إن يعود امرؤ عن خليقته ... حتى تعود جبال الحرّة السود
«وأمّا هذا فإنّه من صليب عودهم، اشدد يدك بهما حتّى تؤدّي إليك ثقيف» يعني مالك.
فقال أبيّ: يا محمد، ألست تزعم أنك خرجت تضرب رقاب الناس على الحقّ؟ قال:
«بلى» . قال: فأنت أولى بثقيف مني، شاركتهم في الدار والمال والنّساء، فقال: «بل أنت أحدهم في العصب، وحليفهم باللَّه ما دام الطّائف مكانه، حتّى تزول الجبال، ولن تزول الجبال ما دامت السّماوات والأرض» .
فانصرف مروان، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أحسن إليهما» فقصّر في أمرهما، فشكيا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأمر بلالا أن يقوم بنفقتهما، فجاءه الضّحاك بن سفيان أحد بني بكر بن كلاب، فقال: يا رسول اللَّه، ائذن لي أن أدخل الطائف، فأذن له، فكلّمهم في أهل مروان وماله فوهبوا ذلك له، فخرج به إلى مروان، فأطلق مروان الغلامين.

(6/66)


ثم إن الضّحاك عتب على أبيّ بن مالك في شيء بعد ذلك، فقال يعاتبه:
أتنسى بلائي يا أبيّ بن مالك ... غداة الرّسول معرض عنك أشوس
يقودك مروان بن قيس بحبله ... ذليلا كما قيد الرّفيع المخيّس
[الطويل] ذكر هذه القصّة عمر بن شبة في أخبار المدينة أيضا بطولها.
قلت: وأخو أبيّ بن مالك الّذي أشير إليه بأنه يقول: إنه فتى أهل المشرق اسمه نهيك بن مالك، ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وقال: إنه جاهلي وكان يلقب منهب الرزق، قال: وكان قد قدم مكّة بطعام ومتاع للتجارة، فرآهم مجهودين، فأنهب العير بما عليها، قال: وعاتبه خاله في إنهاب ماله بعكاظ، فقال:
يا خال ذرني وما لي ما فعلت به ... وما يصيبك منه إنّني مودي
إنّ نهيكا أبى إنّ خلائقه ... حتّى تبيد جبال الحرّة السّود
فلن أطيعك إلّا أن تخلّدني ... فانظر بكيدك هل تستطيع تخليدي
الحمد لا يشترى إلّا له ثمن ... ولن أعيش بمال غير محمود
[البسيط]

7935- مريّ»
: بالتصغير، ابن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر، هو خدرة الأنصاريّ الخدريّ، عم أبي سعيد.
ذكره العدويّ، وقال: شهد أحدا. وقال الواقديّ: شهد أحدا، وبيعة الرضوان، وغاب عن خيبر، فأسهم له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم منها.
وله ذكر في ترجمة سمرة بن جندب، فإنه كان تزوّج أمّه، فكان سمرة في حجره، فلما استصغر سمرة يوم أحد كلّم مريّ بن سنان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيه، فأجازه.
واستدركه ابن فتحون.

الميم بعدها الزاي
7936- مزرّد بن ضرار «2»
: بن سنان بن عمرو بن جحاش بن بجالة الغطفانيّ الثعلبيّ. وقيل في سياق نسبه غير ذلك، يقال اسمه يزيد، ومزرّد لقّب بذلك لقوله:
__________
(1) الاستيعاب ت 2573.
(2) أسد الغابة ت 4858، الاستيعاب ت 2574.

(6/67)


فقلت تزرّدها عبيد فإنّني ... لزرد الشّيوخ في الشّباب مزرّد
[الطويل] وهو أخ للشماخ الشّاعر المشهور.
وقد تقدم بعض خبره في ترجمة الشماخ.
وقال أبو عمر: قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأنشد له أبياتا منها:
تعلّم رسول اللَّه لم أر مثلهم ... أحنّ على الأدنى وأقرب للفضل
تعلّم رسول اللَّه أنّا كأنّنا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي غسل
«1» [الطويل] وأنمار: رهطه، وكان يهجوهم.
وذكره العسكريّ في باب من أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الشّعراء، وحكى عن بعضهم أنه قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشده شعرا.
وقال المرزبانيّ: كان يكنى أبا ضرار: وقيل أبا الحسن، وهو أسنّ من الشماخ، وله أشعار شهيرة، وكان هجّاء حلف ألّا ينزل به ضيف إلّا هجاه ولا يتنكّب بيته ولا بيت ابنه إلّا هجاه، ثم أدرك الإسلام فأسلم، وهو القائل:
صحا القلب عن سلمى وملّ العواذل
[الطويل] يقول فيها:
وقد علموا في سالف الدّهر أنّني ... معين إذا جدّ الجراء ونابل
زعيم لمن فارقته بأوابد ... يعان «2» بها السّاري وتحدى الرّواحل
[الطويل] وأنشد ابن السكيت لمزرّد من أبيات:
تبرّأت من شتم الرّجال بتوبة ... إلى اللَّه منّي لا ينادى وليدها
[الطويل]
__________
(1) انظر ديوان الشماخ ص 454، العمدة 1/ 55، الاستيعاب 1/ 302، وأسد الغابة ت 4/ 351.
(2) في ب: يغني.

(6/68)


وذكر ابن سعد بسند ضعيف، عن عائشة، أنها قالت: من صاحب هذه الأبيات؟ تعني التي في عمر لها مات:
جزى اللَّه خيرا من أمير وباركت ... يد اللَّه في ذاك الأديم الممزّق
[الطويل] قالوا: مزرد، فسألت: من مزرّد؟ فحلف باللَّه أنه لم يشهد الموسم تلك السّنة. ومنهم من نسب هذه الأبيات التي قبلها للشّماخ.

7937- مزيدة: بن جابر العبديّ «1»
العصري.
كذا سمى ابن مندة أباه، وسماه ابن الكلبيّ مالكا، ونسبه فقال: ابن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن خطمة بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، وهو جدّ هود بن عبد اللَّه العصريّ لأمه، وهذا هو المعتمد.
والّذي ذكره ابن مندة وهم، فإن مزيدة بن جابر العبديّ كان قاضي الخوارج في زمان قطري بن الفجاءة في زمن بني أميّة، حكى عبد اللَّه بن عياش المنتوف الأخباري: ولمزيدة جدّ هود حديث عند الترمذيّ وغيره.
وتقدم له ذكر في ترجمة صخار بن العباس. وذكر البغويّ أن البخاريّ قال: مزيدة العصري له صحبة.

7938- مزيدة بن حوالة:
تقدم في زائدة.

7939- مزيدة بن مالك:
في الّذي قبله بواحد.

الميم بعدها السين
7940- مساحق بن عبد اللَّه:
بن مخرمة بن عبد العزّى بن أبي قيس القرشيّ العامريّ.
استشهد أبوه باليمامة، ولابنه نوفل بن مساحق رواية. وهو معدود في كبار التّابعين.
روى عن عمر بن الخطّاب، وغيره.
وأخرج أبو بكر بن المقري في فوائده، عن أحمد بن محمد بن الفضل، عن نصر بن عليّ، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبيه، عن جدّه، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
__________
(1) أسد الغابة ت 4859، الاستيعاب ت 2575، الثقات 3/ 407، تجريد أسماء الصحابة 2/ 71، الكاشف 3/ 134- الجرح والتعديل 8/ 392- تهذيب الكمال 3/ 1318- تهذيب التهذيب 10/ 101.

(6/69)


وسلم إذا بعث سريّة قال: «إن رأيتم «1» مسجدا أو سمعتم مؤذّنا فلا تقتلوا أحدا ... »
الحديث.
وفيه قصة الرّجل الّذي قتله المسلمون فماتت المرأة حزنا عليه، وكانا متحابّين وهذا الحديث يعرف من رواية عبد الملك بن نوفل، عن، ابن عصام، عن أبيه. وقد مضى في ترجمة عصام.
وذكره أبو موسى، وأشار إلى أنّ هذه الرواية شاذّة، ولكن يحتمل إن كان راويها حفظها أن يكون لسفيان فيه إسنادان، ويؤيده أنّ في آخر هذه الرواية زيادة، وهي
«إنّ في الحبّ شعلة» .

7941- مسافع الذئلي «2»
. ذكره البخاريّ في الصّحابة،
وأخرج الطّبراني وابن مندة وابن عديّ في ترجمة مالك بن الكامل، من طريق عبد الرحمن بن سعد المؤذّن، عن مالك بن عبيدة بن مسافع الدئلي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لولا عباد للَّه ركع، وصبية رضّع، وبهائم رتّع، لصبّ عليكم العذاب صبّا»
«3» . وعبيدة ضبطه الخطيب وابن ماكولا بفتح أوله، وخفي اسمه على ابن عبد البر فكناه أبا عبيدة، وترجمه في الكنى، وسيأتي. وله شاهد عند أبي يعلى، عن أبي هريرة.

7942- مسافع بن عياض بن «4»
صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي.
قال أبو عمر: له صحبة، ولا أعرف له رواية. وقال الزّبير بن بكّار: كان شاعرا، فتعرض لحسان، فقال فيه أبياتا من جملتها:
يا آل تيم ألا تنهون جاهلكم ... قبل القذاف بصمّ كالجلاميد
[البسيط]
__________
(1) أخرجه أبو داود 2/ 49 (2635) ، والترمذي 4/ 102، (1549) وقال: حديث غريب وهو حديث ابن عيينة وأحمد في المسند 3/ 448، وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 213.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 71، أسد الغابة ت 4861.
(3) أخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1622، 6/ 2377. والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 345 عن مالك بن عبيدة بن مسافع الديليّ عن أبيه عن جده. وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 230، عن مسافع الديليّ ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6012 والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 230.
(4) أسد الغابة ت 4862، الاستيعاب ت 2576.

(6/70)


وقال المرزبانيّ: شاعر معروف، هجا حسان بن ثابت، فقال حسان من أبيات، فذكر البيت، وبعده:
ولكن سأصرفها عنكم وأعدلها ... لطلحة بن عبيد اللَّه ذي الجود
[البسيط] وهو في ديوان حسان لأبي سعيد السّكري.

7943- مساور «1»
بن هند: بن قيس بن زهير العبسيّ، يأتي في القسم الثالث.

7944- المستنير بن أبي صعصعة الخزاعي.
تقدم ذكره في ترجمة شبيب بن قرّة، وأنه كان أحد الشهود في عهد العلاء بن الحضرميّ.
واستدركه ابن فتحون، وأبو موسى.

7945- المستورد:
بن حيلان العبديّ «2» .
له ذكر
في حديث أخرجه الطّبرانيّ من رواية عنبسة «3» بن أبي صغيرة، عن الأوزاعيّ، عن سليمان بن حبيب، سمعت أبي «4» أمامة يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «سيكون بينكم وبين الرّوم أربع مدن، تقوم الرّابعة على رجل ملك هرقل يدوم سبع سنين» ، فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن حيلان: يا رسول اللَّه، من إمام الناس يومئذ، قال: «من ولدي ابن أربعين سنة، كأنّ وجهه كوكب درّيّ، في خدّه الأيمن خال أسود، عليه عباءتان قطوانيتان، كأنّه من رجال بني إسرائيل يملك عشرين سنة يستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشّرك»
«5» .

7946- المستورد:
بن شداد «6» بن عمرو بن حسل بن الأحب بن حبيب بن عمرو بن سفيان بن محارب بن فهر القرشي الفهري المكّي.
__________
(1) علل الدار الدّارقطنيّ 4/ 442، التاريخ الكبير 8/ 30.
(2) أسد الغابة ت 4865.
(3) في أ: عبيد.
(4) في أ: أبا أمامة رضي اللَّه عنه.
(5) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 120. وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 321- 322- وقال رواه الطبراني وفيه عنبسة بن أبي صفيرة وهو ضعيف.
(6) أسد الغابة ت 4866، الاستيعاب ت 2577، الثقات 3/ 403، خلاصة تذهيب 3/ 21- الطبقات 29، 127، تجريد أسماء الصحابة 2/ 72- الكاشف 3/ 135- الأعلام 7/ 154- تلقيح فهوم أهل الأثر 371- تهذيب التهذيب الكمال 3/ 1320، تهذيب التهذيب 10/ 106- العقد الثمين 7/ 178- التاريخ الكبير 8/ 16- الطبقات الكبرى 1/ 288- بقي بن مخلد 799، 247.

(6/71)


نزيل الكوفة، له ولأبيه صحبة.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن أبيه- أنه روى عن قيس بن أبي حازم، ووقّاص بن ربيعة، أبو عبد الرحمن الحبلى، وعبد الرحمن بن جبير، ومعبد بن خالد، وآخرون.
وحديثه في الصّحيح والترمذي وغيرهما، من طريق قيس بن أبي حازم، عنه حديثه:
ما الدّنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع.
وله عدة أحاديث عند مسلم، وفي السّنن.
وعلق له البخاريّ حديثا في الحوض وصله مسلم، قال محمد بن الربيع الجيزي: له في مسند الصّحابة الذين دخلوا مصر: شهد فتح مصر، واختط بها، ولأهل مصر عنه أحاديث، ولم يرو عنه إلا أهل مصر فيما أعلم، إلا قيس بن أبي حازم، فإن له عنه رواية.
وقيل: إن أبا إسحاق السّبيعي روى عنه أيضا.
قال ابن يونس: توفي بالإسكندريّة سنة خمس وأربعين من الهجرة.

7947- المستورد بن عصمة «1»
وقع له ذكر في حديث أخرجه عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن أبي سعيد، عن نصر بن عاصم- أنه قال لعلي: لقد علمت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر.

7948- المستورد بن منهال
بن قنفذ «2» بن عصية بن هصيص بن حي بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين القصاعي.
قال ابن الكلبيّ: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وكذا قال الطبريّ.

7949- مسروح بن سندر الخصي «3»
: مولى زنباع الجذامي.
قال ابن يونس: له صحبة، يكنى أبا الأسود، وقدم مصر بكتاب عمر بعد الفتح، وفيه
__________
(1) في أ: ابن سعد.
(2) أسد الغابة ت 4867.
(3) تاريخ الإسلام 2/ 523.

(6/72)


الوصاة به، فأقطع منية وتوفي بها في أيام إمرة عبد العزيز بن مروان، ثم أخرج من طريق سعيد بن عفير، حدثني أبو نعيم سماك بن نعيم، عن جده لأمه عثمان بن سويد بن سندر الجروي- قال ابن يونس: هو جدّ عثمان لأمه، وإنه أدرك مسروح بن سندر، وكان داهيا منكرا، وكان له مال كثير، وعمّر حتى زمان عبد الملك، قال: وكان ربما تغدّى معي بموضع من قرية عثمان بن سويد يقال لها سليم، وكان لابن سندر إلى جانبها قرية يقال لها قلوب «1» قطيعة.
وتقدم له ذكر في ترجمة سندر، وتوفّي بمصر في أيام عبد العزيز بن مروان، قال:
ويقال سندر، وابن سندر أثبت.
قلت: يريد في هذه القصّة المخصوصة، وهي قدومه مصر. وأما القصّة مع زنباع في كونه خصاه، فإنما وقع ذلك لسندر نفسه، كما تقدم في ترجمته.

7950- مسروح، والد ثوبية:
التي أرضعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وله ذكر في ترجمة ثويبة، حرف الثاء المثلثة من النساء.

7951- مسروق:
بن وائل الحضرميّ «2» .
وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد حضرموت، فأسلم، كذا ذكره أبو عمر مختصرا، وقد ذكره ابن السّكن، وذكر تبيين «3» طريق بقية عن سليمان بن عمرو الأنصاريّ، عن الضّحاك بن النّعمان بن سعيد- أنّ مسروق بن وائل قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر نحو الحديث الآتي في مسعود بن وائل، فكأنه اختلف في اسمه على سليمان بن عمرو.

7952- مسروق العكي.
ذكره ابن عساكر- وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا أعلم له رواية ولا رؤية، ثم ذكر أنه شهد اليرموك أميرا على بعض الكراديس.
ومن طريق سيف، قال: كان مسروق بن فلان على كردوس. وقال سيف في الفتوح أيضا عن أبي عثمان، عن خالد وعبادة، قالا: وبعث أبو عبيدة مسروقا وعلقمة بن حكيم، فكانا بين دمشق وفلسطين، وذكر أيضا أنه توجّه مع الطّاهر بن أبي هالة لقتال من ارتد بعد
__________
(1) في ج: ملون قطيعة.
(2) بقي بن مخلد 860، أسد الغابة ت 4871، الاستيعاب ت 2578.
(3) في أ: سير.

(6/73)


النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من عكّ والأشعريين، ثم توجّه أميرا على عكّ، وشهد فتوح العراق أيضا، وله أيام مشهورة. وقد تقدم على غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في تلك الحروب إلا الصّحابة.
وذكر ابن سعد، من طريق ابن أبي عون، قال: أرسل علي بن أبي طالب جرير بن عبد اللَّه إلى معاوية يدعوه إلى بيعته، فكلّمه جرير وحضه على الدخول فيما دخل فيه المسلمون، وكان عند معاوية يومئذ وجوه أهل الشّام: ذو الكلاع، وشرحبيل بن السّمط، ومسروق العكي، وغيرهم، فتكلموا بكلام شديد، وردّوا أشدّ الردّ، وتهددوا معاوية إن هو أجاب إلى ذلك، وترك الطلب بدم عثمان ... فذكر القصة.

7953- مسطح بن أثاثة «1»
: بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصيّ المطلبيّ.
كان اسمه عوفا، وأما مسطح فهو لقبه، وأمه بنت خالة أبي بكر، أسلمت، وأسلم أبوها قديما، وكان أبو بكر يمونه لقرابته منه، فلما خاض مع أهل الإفك في أمر عائشة حلف أبو بكر ألا ينفعه، فنزلت: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى ... [النور: 22] الآية، فعاد أبو بكر إلى الإنفاق عليه، ثبت ذلك في الصّحيحين في حديث عائشة الطّويل في الإفك،
وفي الخبر الّذي أخرجه أبو داود من وجه آخر عن عائشة أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جلد الذين قذفوا عائشة وعدّه منهم.
ومات مسطح سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان، ويقال: عاش إلى خلافة عليّ وشهد معه صفّين، ومات في تلك السّنة سنة سبع وثلاثين.

7954- مسعود بن الأسود «2»
بن حارثة، بمهملة ومثلثة، ابن نضلة بن عوف بن عبيد، بفتح أوله، ابن عويج، كذلك، ابن عديّ بن كعب القرشيّ العدويّ المعروف بابن العجماء، وهي أمه، وهي بنت عامر بن الفضل السلولي، ويقال له ابن الأعجم.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في قصّة المرأة التي سرقت، وفيه: فجئنا
__________
(1) طبقات ابن سعد 3/ 1/- 36، نسب قريش 95، طبقات خليفة 90، المعارف 328، الجرح والتعديل 8/ 425، مشاهير علماء الأمصار 33، حلية الأولياء 2/ 20، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 89، العبر 1/ 35، العقد الثمين 6/ 443، 445، 7/ 179، أسد الغابة ت 4872، الاستيعاب ت 2579.
(2) أسد الغابة ت 4873، الاستيعاب ت 2401، الثقات 3/ 396- خلاصة تذهيب 3/ 22، تجريد أسماء الصحابة 2/ 70- الكاشف 3/ 137- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- تهذيب التهذيب 10/ 115، العقد الثمين 7/ 181.

(6/74)


رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فكلمناه، وقلنا: نحن نفديها، فقال: «تطهر خير لها ... » الحديث.
وعنه ابنته عائشة في ابن ماجة، والبغويّ بسند حسن، وأشار إليه الترمذي في الترجمة، لكن قال: ابن الأعجم.
قال أبو عمر: كان هو وأخوه مطيع من السّبعين الذين هاجروا وشهدوا بيعة الرّضوان.
وقال البغويّ: سكن المدينة. وقال ابن حبّان: سكن مصر، وهو وهم.

7955- مسعود بن الأعجم.
هو ابن العجماء، فإنّ مسعود بن الأسود الّذي سكن مصر آخر غير هذا المذكور قبله.

7956- مسعود بن أمية
بن خلف الجمحيّ.
قتل أبوه يوم بدر، ولولده عامر بن مسعود رواية عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والأكثرون قالوا: إن حديثه مرسل، فتكون الصحبة لأبيه، وكان من مسلمة الفتح أو مات على كفره قبيل الفتح، وولد له عامر قبل الفتح بقليل، فلذلك لم يثبت له صحبة السّماع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وإن كان معدودا في الصّحابة، لأن له رؤية.
وذكر الزّبير أنّ مسعودا هذا كان زوج هند بنت أبيّ بن خلف بنت عمه.

7957- مسعود بن أوس
بن أضرم «1» بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ.
ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، والواقديّ فيمن شهد بدرا، ذكره البغويّ مختصرا.
قال ابن عبد البرّ: أدخل الواقديّ وابن عمارة بين أوس وأصرم زيدا آخر.
وقال ابن يونس في تاريخه: شهد بدرا، وفتح مصر، وله بمصر حديث.
وأخرج حديثه الطّبرانيّ من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافريّ، عن مولى لرفيع بن ثابت- أن رجلا من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم اشترى جارية بربرية بمائتي دينار، فبعث بها إلى مسعود بن أوس، وكان بدريا فوهب له الجارية، فلما جاءته قال: هذه من المجوس الذين نهى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عنهم، قال: فحدثت
__________
(1) أسد الغابة ت 4876، الاستيعاب ت 2403.

(6/75)


بهذا الحديث رجلا فحدّثني أن يحيى بن سعيد حدثه أن عماله بالمغرب ... وكان بدريا فذكره.
وقال أبو عمر: هو أبو محمد الّذي زعم أنّ الوتر واجب، فكذّبه عبادة.
وذكر ابن الكلبيّ أنه شهد صفّين مع عليّ. وقال ابن عبد البرّ: لم يذكره ابن إسحاق في البدريّين، كذا قال، فوهم، وقد ذكره فيمن شهدها من بني زيد بن ثعلبة. وقال جعفر المستغفريّ: أبو محمد الّذي كذبه عبادة في وجوب الوتر اسمه مسعود بن زيد بن سبيع، كذا قال. وسيأتي.

7958- مسعود بن خالد:
بن عبد العزّى بن سلامة الخزاعي «1» .
مضى ذكره والده. وأخرج الطّبرانيّ من طريق أبي مالك بن أبي فارة الخزاعيّ، حدّثني أبي، عن أبيه الوليد، عن جدّه مسعود، قال: بعثت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- يعني شاة فردّ إلينا شطرها، فرجعت إلى أم خناس- يعني زوجته، فقلت: يا أم خناس، ما هذا اللّحم، قالت: ردّه إلينا خليلك من الشاة التي بعثت بها إليه. فقلت: مالك لا تطعمين عيالك منه غدوة! قالت: هذه سؤرهم، وكلّهم قد أطعمته، وكانوا قبل ذلك يذبحون الشّاة والشّاتين والثلاثة فلا تجزئ عنهم.
قلت: تقدم في ترجمة خالد بن عبد العزّى حديث آخر بهذا الإسناد ...

7959- مسعود بن حراش «2»
: بن جحش بن عمرو بن معاذ العبسيّ، بالموحدة، أخو ربعي.
قال البخاريّ: له صحبة، وأنكر ذلك أبو حاتم. وقال العسكري: قال غير أبي حاتم:
قد سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهكذا ذكره في التّابعين ابن حبان وجماعة.
وقال ابن السّكن: لم أجد ما يدلّ على صحبته، ثم روى من طريق عقبة بن عمار العبسيّ، عن مسعود بن حراش- أن عمر رضي اللَّه عنه قال لبني عبس: أي الخيل وجدتم أصبر في حربكم؟ قالوا: الكميت. وأخرج البخاريّ في التاريخ، من طريق طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن مسعود بن حراش، قال: بينا نحن نطوف بين الصّفا والمروة إذا أناس كثير يتبعون فتى شابّا موثقا بيده في عنقه، قلت: ما شأنه؟ قالوا: هذا طلحة بن عبيد اللَّه صبأ وامرأة وراءه تدمدم وتسبّه. قلت: من هذه؟ قالوا: الصّعبة بنت الحضرميّ أمّه. قال
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 63، العقد الثمين 7/ 181.
(2) أسد الغابة ت 4878، الاستيعاب ت 2404.

(6/76)


طلحة: وأخبرني عيسى بن طلحة وغيره أن عثمان بن عبيد اللَّه هو الّذي قرن طلحة مع أبي بكر ليحبسه عن الصّلاة، فسمّيا لذلك القرينين.
قلت: إن كان هذا معتمد من أثبت صحبته فلا حجة فيه، لأنه لم يذكر في القصّة أنه أسلم حينئذ. واللَّه أعلم.

7960- مسعود بن ربيعة «1»
: بن عمرو بن سعد بن عبد العزّى بن محلّم «2» بن غالب بن عائذة بن ييثع بن مليح بن الهون، وهو القارّة بن خزيمة بن مدركة القارئ- ويقال مسعود بن عامر بن ربيعة بن عمير بن سعد بن محلم بن غالب. وهذا قول ابن الكلبيّ، وأفاد أن من ذريته محمد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود الّذي ردّ على مروان بن الحكم قوله.
قال أبو عمر: أسلم قديما قبل دخول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى المدينة. وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بينه وبين عبيد بن التيّهان.
وذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وكذا قال ابن الكلبيّ، وسمّى أبو معشر أباه الربيع، أخرجه البغويّ.
وقال أبو معشر وغيره: توفي سنة ثلاثين، وقد نيّف على الستين.
وقال ابن الكلبي: يقال لآل مسعود بنو القاري، وهم حلفاء بني زهرة بالمدينة.

7961- مسعود بن رخيلة «3»
: بالخاء المعجمة مصغرا، ابن عائذ بن مالك بن حبيب بن نبيح بن ثعلبة بن قنفد بن خلاوة بن سبيع بن بكر «4» بن أشجع الأشجعيّ.
كان قائد أشجع يوم الأحزاب، ثم أسلم فحسن إسلامه، ذكره الطبري، وروى عمر بن شبّة بسند له عن ابن شهاب، عن عروة، قال: وفدت أشجع في سبعمائة يقودهم مسعود بن رخيلة فنزلوا بشعبهم، واتخذت أشجع في محلها مسجدا.

7962- مسعود بن زرارة الأنصاريّ «5»
: أخو سعد بن زرارة.
__________
(1) أسد الغابة ت 4882، الاستيعاب ت 2407، تاريخ الإسلام 3/ 193- الثقات 3/ 395، البداية والنهاية 7/ 156- عنوان النجابة 155، تجريد أسماء الصحابة 2/ 73- حلية الأولياء 2/ 21، أصحاب بدر 102، 265- العقد الثمين 7/ 181، الطبقات الكبرى 3/ 168، 4490.
(2) في أ: حمالة.
(3) أسد الغابة ت 4883، الاستيعاب ت 2408.
(4) في ب: البكير.
(5) أسد الغابة ت 4884.

(6/77)


ذكره العدويّ، وقال: شهد أحدا.

7963- مسعود بن زيد:
بن سبيع الأنصاري «1» .
قال ابن حبّان: له صحبة، وهو أبو محمد الّذي قال: إن الوتر واجب، وقد تقدم في مسعود بن أوس، وهذا أقوى.
وقال البغويّ: مسعود بن زيد، أبو محمد الأنصاريّ، شهد بدرا، وهو صاحب حديث الوتر، ثم ساقه من طرق في بعضها عن المجدعي»
رجل من بني مدلج، قال: قلت لعبادة: إن أبا محمد شيخ من الأنصار.
وفي ترجمة أخرى، عن رجل من بني كنانة- أن رجلا من الأنصار كان بالشّام يكنى أبا محمد، وكانت له صحبة.

7964- مسعود بن سعد «3»
: ويقال: ابن عبد سعد، ويقال: ابن عبد مسعود، والأول قول ابن إسحاق، والثاني قول موسى بن عقبة، والثّالث قول الواقديّ، واتفقوا في بقية نسبه، فقالوا: ابن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث «4» بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم الحارثي.
ذكره ابن إسحاق، وأبو معشر، وموسى بن عقبة، فيمن شهد بدرا. وأخرجه البغويّ مختصرا.

7965- مسعود بن سعد:
بن قيس بن خلدة «5» بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ.
ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وكذا ابن إسحاق. وقال أبو نعيم: قال ابن عمارة: استشهد بخيبر، وخالفه الواقديّ، فقال: قتل يوم بئر معونة، وأخرجه البغويّ مختصرا، وكرره أبو عمر، فذكره مطوّلا ومختصرا.

7966- مسعود بن سعد الجذامي:
رسول فروة بن عمرو الجذامي إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) أسد الغابة ت 4885، الثقات 3/ 396، الاستبصار 172، تجريد أسماء الصحابة 2/ 73، أصحاب بدر 242، الطبقات الكبرى 8/ 400.
(2) في ب: المخدجي.
(3) أسد الغابة ت 4886.
(4) في أ: الحرب.
(5) الثقات 3/ 396، الاستبصار 172، تجريد أسماء الصحابة 2/ 74، أصحاب بدر 147، أسد الغابة ت 4887، الاستيعاب ت 2409.

(6/78)


ذكره الواقديّ، وساق ابن سعد عنه، عن معمر وغيره، عن الزهريّ، عن عبيد اللَّه، عن ابن عبّاس. وساق من طريق أخرى عن أربعة من الصّحابة، قالوا: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما رجع من الحديبيّة في ذي الحجة سنة ست أرسل رسله إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، فذكر القصّة، وفيها: فكان فروة عاملا لقيصر على عمان من البلقاء، فكتب فروة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بإسلامه، وأرسل إليه بهديّة مع رجل من قومه يقال له مسعود بن سعد، فقرأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتابه، وقبل هديته، وأجاز رسوله بخمسمائة درهم.

7967- مسعود بن سنان «1»
: بن الأسود الأنصاريّ، حليف بني سلمة.
تقدم ذكره في ترجمة أسود بن خزاعيّ، وأنه كان فيمن قتل ابن أبي الحقيق.
وأخرج ابن مندة، من طريق أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي رافع- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعث علي بن أبي طالب على بعث، وقال: «امض ولا تلتفت، ولا تقاتلهم حتّى يقاتلوك» .
ودفع لواء إلى مسعود بن سنان الأسلميّ. ونسبه غيره سلميّا.
وقال أبو عمر: شهد أحدا، واستشهد يوم اليمامة، وفرّق ابن الأثير بين الأوّل وبين الّذي قتل باليمامة، والّذي يظهر أنهما واحد، فإن ابن إسحاق ذكر فيمن استشهد باليمامة من الأنصار مسعود بن سنان، فكأنّه أسلمي حالف بني سلمة.

7968- مسعود بن سنان:
ذكر في الّذي قبله.

7969- مسعود بن سويد «2»
: بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب القرشيّ العدويّ.
قال الزّبير بن بكّار: كان من السبعين الذين هاجروا إلى المدينة من بني عديّ بن كعب، واستشهد بمؤتة، وليس له عقب، وبنحوه ذكره ابن سعد في الطبقة الثّانية.

7970- مسعود بن الضحّاك «3»
: بن عديّ بن أراش بن حرملة بن لخم اللخميّ.
وقد ينسب مسعود إلى جدّه. وسمّى أبو عمر جده حرملة، كأنه نسب أباه إلى جده الأعلى. وقال: زعم أهله وولده أن له صحبة، وروى الحديث عن جماعة من ولده. انتهى.
__________
(1) الاستيعاب ت 2410.
(2) أسد الغابة ت 4890، الاستيعاب ت 2411.
(3) أسد الغابة ت 4891.

(6/79)


وقال الطّبرانيّ: حدّثنا أبو مسعود عبد الرحمن بن المثنى بن المطاع بن عيسى بن المطاع بن زيادة بن مسعود بن الضحّاك بن عدي بن أوس بن حرملة بن لخم، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده المطاع، عن أبيه زيادة، عن جدّه مسعود- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سمّاه مطاعا، وقال له: «أنت مطاع في قومك، امض إلى أصحابك» ، وحمله على فرس أبلق، وأعطاه الراية، وقال: «من دخل تحت رايتي هذه فقد أمن من العذاب» .
رواه عبد السّلام بن المثنّى بن المطاع، عن أبيه، عن جده، مثله، لكن قال: زائدة بدل زيادة.

7971- مسعود بن عبدة:
بن مظهر «1» ، بضم الميم وسكون المعجمة وكسر الهاء.
قال الطبري: شهد أحد هو وابنه نيار بن مسعود، واستدركه ابن فتحون وأبو موسى.

7972- مسعود بن عمرو القاريّ «2»
: بالتشديد بغير همزة، من القارّة.
كان على المغانم يوم حنين، فأمره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة، وكذا أورده أبو عمر مختصرا، والّذي في جمهرة ابن الكلبيّ عمرو بن القاري، واستعمله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على المغانم يوم حنين.

7973- مسعود بن عمرو:
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في كراهة السؤال، روى عنه سعيد بن يزيد، تفرد بحديثه محمد بن جامع العطار، وهو متروك، كذا أورده ابن عبد البر، وأقرّه ابن الأثير وزاد: وله حديث آخر رواه عنه الحسن في النهي عن قتل الحيات.
قلت: ودعواه تفرّد محمد بن جامع به ليس بصحيح، فقد
أخرجه البغويّ، وابن السكن، والطبراني، وابن مندة، وأبو نعيم، وغيرهم، من طرق ليس فيها محمد بن جامع، لكن كلها تدور على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الكريم «3» ، عن سعيد بن يزيد، عن مسعود بن عمرو، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا يزال العبد يسأل وهو غنيّ حتّى يخلق وجهه، فما يكون له عند اللَّه وجه»
«4» .
__________
(1) أسد الغابة ت 4893، الاستيعاب ت 2414.
(2) أسد الغابة ت 4896، الاستيعاب ت 2417.
(3) في أ: فنده بعضهم عن سعد.
(4) أورده المنذري في الترغيب 1/ 572، وأبو نعيم في الحلية 1/ 215، والهيثمي في الزوائد 3/ 99، عن مسعود بن عمر بلفظه وقال رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام.

(6/80)


وأما الحديث الآخر فأخرجه ابن مندة من طريق معتمر، عن أبي خلدة، عن الحسن ابن مسعود بن عمرو، وفي سنده جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وهو متروك قد اتّهم بوضع الحديث، لكن المتن له أصل من غير هذه الطريق.
وذكر البغويّ أنه مسعود بن عمرو بن ربيعة بن عمرو القارّيّ، حليف بني زهرة، ثم أسند ذلك من طريق محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة.

7974- مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي «1»
: كأنه الّذي وهم أبو عمر أنه القاريّ، ذكر الثعلبي في تفسيره عن مقاتل أنه نزل فيه:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة: 278] وكان له ولإخوته ربا عند بني المغيرة بن عبد اللَّه، فلما أسلموا طالبوهم، فقالوا: ما نعطي الرّبا في الإسلام، واختصموا إلى عتاب بن أسيد، فكتب به إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فنزلت.
وقد تقدم في ترجمة حبيب بن عمرو وإخوته.
وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مرودية، من طريق ابن عبّاس- أن قوله تعالى: وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف: 31] نزلت في رجل من ثقيف ورجل من قريش، والثقفي هو مسعود بن عمرو.
وفي ترجمة عروة بن عمير الثقفي شيء من هذا.

7975- مسعود بن عبيدة:
يأتي بعد اثنين في غلام فروة.

7976- مسعود بن وائل «2»
: ويقال ابن مسروق.
أخرج ابن مندة من طريق عتبة بن أبي عتبة، عن سليمان بن عمرو، عن الضحّاك بن النعمان بن سعد- أنّ مسعود بن وائل قدم على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسلم وحسن إسلامه، فقال: يا رسول اللَّه، إني أحب أن تبعث إلى قومي رجلا يدعوهم إلى الإسلام، عسى اللَّه أن يهديهم بك، فقال لمعاوية: «اكتب له» ، فقال: يا رسول اللَّه، كيف أكتب له؟ قال: «اكتب: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم ... »
فذكر الحديث.

7977- مسعود:
بن يزيد بن سبيع بن خنساء «3» ، ويقال: سنان بن عبيد بن عدي بن
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 74، العقد الثمين 7/ 184.
(2) أسد الغابة ت 4899.
(3) أسد الغابة ت 4900، الاستيعاب ت 2419.

(6/81)


كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة.

7978- مسعود، غلام فروة:
يقال اسم أبيه هنيدة «1» .
قال ابن حبّان: مسعود بن هنيدة الأسلميّ له صحبة.
وذكر الواقديّ عن ابن أبي سبرة، عن الحارث بن فضيل: حدثني مسعود بن هنيدة، عن أبيه، قال: لقيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقلت: جئت لأسلم عليك، فقد أعتقني أبو تميم أوس بن حجر. قال:
«بارك اللَّه عليك. أين تركت أهلك؟» قلت: بموضعهم، والناس صالحون، وقد كثر الإسلام حولنا. قال: وأعطاني عشرة من الإبل، فرجعت إلى أهلي، فنحن منها بخير.
وبهذا الإسناد مذكر الواقديّ قصّة للمريسيع، قال ابن سعد: مسعود مولى تميم بن حجر أبي أوس، كان دليل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقد حفظ عنه في المريسيع. أسلم قديما حين مرّ بهم في الهجرة، وأعطاه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حين أعتق عشرا من الإبل.
وأخرج البغويّ، وابن مندة، من طريق بريدة بن سفيان بن فروة، عن غلام لجده، يقال له مسعود، قال: كان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي وإلى جنبه أبو بكر، فجئت أصلي، فدفع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في صدر أبي بكر، فقمنا خلفه.
رواه أبو كريب، وغيره، عن زيد أتم منه.
قلت: وهو عند مطيّن، وابن السّكن، والطبراني، وغيرهم، وفي أوله: مرّ بي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم هو وأبو بكر، فقال أبو بكر: يا مسعود، قل لأبي تميم يبعث معنا دليلا. قال: فقلت له، فبعثني وبعث معي بوطب من لبن، فجعلت أتخلل بهم الجبال والأودية، وكنت قد عرفت الإسلام، فصلّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكره.
وقد مضى له ذكر في ترجمة أبي تميم أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلميّ. ويأتي له ذكر في ترجمة هشام بن صبابة.

7979- مسعود:
غير منسوب.
قال ابن أبي شيبة: حدّثنا يزيد- هو ابن هارون، حدثنا حماد- هو ابن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان في أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم رجل يقال له مسعود، وكان نمّاما، فلما كان يوم الخندق بعثه أهل قريظة إلى أبي سفيان أن ابعث
__________
(1) أسد الغابة ت 4897، الاستيعاب ت 2420.

(6/82)


إلينا رجالا حتى نقاتل محمدا مما يلي المدينة وتقاتله أنت مما يلي الخندق، فشق ذلك على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما بلغه أن يقاتل من جهتين، فقال: يا مسعود، نحن بعثنا إلى بني قريظة أن يرسلوا إلى أبي سفيان فيرسل إليهم رجالا، فإذا أتوهم مكنوا منهم فقتلناهم، فلم يتمالك مسعود لما سمع ذلك أن أتى أبا سفيان فأخبره، فقال: صدق، واللَّه محمد ما كذب قط، فلم يرسل إلى بني قريظة أحدا.
قلت: وفي هذه القصة شبه بقصة نعيم بن مسعود الأشجعي. فاللَّه تعالى أعلم.

7980- مسعود، جد أبي العشراء:
تقدم في قهطم.

7981- مسلم بن أسلم
بن بجرة الأنصاري الخزرجي.
وربما نسب إلى جده،
أخرج الطبراني من طريق ابن إسحاق، حدثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن مسلم «1» بن بجرة أخي بلحارث بن الخزرج، وكان شيخا كبيرا قد حدث نفسه، قال: إن كان ليدخل المدينة فيقضي حاجته بالسّوق، ثم يرجع إلى أهله فلا يضع رداءه إذا رجع إلى المدينة حتى يركع ركعتين، ثم يقول: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال لنا:
«من هبط منكم فلا يرجع إلى أهله حتّى يركع ركعتين في هذا المسجد» .
وأخرج هذا الحديث ابن مندة من هذا الوجه، لكنه سمّاه محمدا، فقال: عن محمد بن أسلم بن بجرة، وقال: غريب لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.
ولمسلم بن أسلم حديث آخر، أخرجه ابن أبي عاصم، عن هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد اللَّه- هو ابن أبي فروة، عن إبراهيم بن محمد بن مسلم بن بجرة الأنصاريّ، عن أبيه، عن جدّه مسلم- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم جعله على أسارى بني قريظة ينظر إلى فرج الغلام، فإن رآه قد أنبت ضرب عنقه.
وهذا أخرجه الطّبرانيّ عن أحمد بن المعلى، عن هشام، لكن قال في مسندة: عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة، عن أبيه، عن جدّه. وقد تقدم في حرف الألف.

7982- مسلم بن الحارث بن بدل «2»
: ويقال الحارث بن مسلم التميميّ.
قال البغويّ: سكن الشام. وقال البخاريّ، وأبو حاتم، وأبو زرعة الرازيان: إن له
__________
(1) في أ: مسلم بن أسلم بن بجرة.
(2) أسد الغابة ت 4902، الاستيعاب ت 2421، الثقات 9/ 381، خلاصة تذهيب 3/ 24، تجريد أسماء الصحابة 2/ 75، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الجرح والتعديل 8/ 182، تهذيب الكمال 3/ 324، تهذيب التهذيب 10/ 125.

(6/83)


صحبة. زاد البخاريّ: والد الحارث، وصحح البخاريّ والترمذيّ وغير واحد أن اسم الصحابيّ مسلم «1» ، واسم التابعي ولده الحارث، والاختلاف فيه على الوليد بن مسلم، فقال جماعة: عنه، عن عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم، عن أبيه. وقال هشام بن عمار وغيره: عنه، عن عبد الرحمن، عن مسلم بن الحارث. والراجح الأول، لأن محمد بن شعيب بن سابور رواه عن عبد الرحمن كذلك، وكذا قال صدقة بن خالد، عن عبد الرحمن في حديث آخر أخرجه البخاريّ في التاريخ عن الحكم بن موسى، عن صدقة، ولفظه: عن الحارث بن مسلم التميمي، عن أبيه- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كتب له كتابا بالوصاة إلى من يعرفه من ولاة الأمر.
قال الدار الدّارقطنيّ: مات في خلافة عثمان.

7983- مسلم بن الحارث:
الخزاعي، ثم المصطلقي «2» .
ذكره البغويّ وغيره في الصحابة. وروى هو والطبراني، وابن السكن، وابن شاهين، وابن الأعرابي، وابن مندة- من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن يزيد بن عمرو بن مسلم، حدثني أبي، قال: كنت عند النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشده منشد قول سويد بن عامر المصطلقي:
لا تأمننّ وإن أمسيت في حرم ... إنّ المنايا بجنبي كلّ إنسان «3»
فكلّ ذي صاحب يوما يفارقه ... وكلّ زاد وإن أبقيته فاني
[البسيط] الأبيات.
وفي قول مسلم: ما رأيت مشركا خيرا من سويد بن عامر،
فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لو أدرك هذا الإسلام لأسلم» .
لم يقل ابن السّكن في روايته مسلم بن الحارث، وإنما قال مسلم بن أبي مسلم، وأشار إلى أن يعقوب بن محمد تفرد به.
قلت: وقع لنا بعلو في الثقفيات من حديثه.
__________
(1) في أ: مرسل.
(2) أسد الغابة ت 4903، تجريد أسماء الصحابة 2/ 75، العقد الثمين 7/ 186.
(3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4903) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2430) ، وديوان الهذليين 3/ 39.

(6/84)


7984- مسلم بن خيشنة «1»
: بفتح المعجمة وسكون المثناة التحتانية وفتح الشين وتشديد النون الكنانيّ، أخو أبي قرصافة.
ذكره ابن أبي داود، وابن السّكن، والطّبرانيّ، وغيرهم في الصحابة،
وأخرجوا من طريق زياد بن سيار «2» عن عزة بنت عياض «3» بن أبي قرصافة، عن جدّها أبي قرصافة، قال:
قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «هل لك عقب؟» قلت: أخ لي. قال: «فجيء به» . فرفقت بأخي، وكان غلاما صغيرا، حتى جاء معي، فلما دنا من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم هرب، فأخذته فضممت يديه ورجليه ثم أحضرته فأسلم، وبايعه وسماه مسلما، وكان اسمه مقسما، فقلت: مسلم معك يا رسول اللَّه.

7985- مسلم بن رياح «4»
: بكسر الراء وبالمثناة التحتانية، الثقفي.
ذكره ابن خزيمة في الصّحابة،
وأخرج من طريق عبد الجبار بن العباس، عن عون بن جحيفة، عن مسلم بن أبي رياح- أنه قال: سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم رجلا يؤذّن قال: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، فقال: «كلمة الحقّ» . فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه. قال: «كلمة الإخلاص» . فقال: أشهد أن محمد رسول اللَّه. قال: «خرج صاحبها من النّار» .
وذكره البغويّ، فقال: لا أدري له صحبة أم لا.
ورأيته في غير موضع بفتح الراء وتخفيف الموحدة.

7986- مسلم بن سبع:
أبو الغادية «5» .
سماه ابن حبّان، والمستغفريّ، والمحفوظ أن اسمه يسار- بالتحتانية المثناة.

7987- مسلم بن شيبة:
بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار بن قصيّ العبدريّ الحجبيّ.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وقال: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: عثمان صحابيّ، وشيبة صحابي، ومسلم صحابيّ، كلّهم حجبة البيت.
__________
(1) أسد الغابة ت 4904، تجريد أسماء الصحابة 2/ 75.
(2) في أ: يسار.
(3) في أ: بنت زياد.
(4) أسد الغابة ت 4906، الاستيعاب ت 2422، تجريد أسماء الصحابة 2/ 75، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، العقد الثمين 7/ 190، بقي بن مخلد 649.
(5) أسد الغابة ت 4918.

(6/85)


ثم
روى من طريق عبد الحكيم «1» بن منصور، عن عبد الملك بن عمير، عن مسلم بن شيبة خازن البيت، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا أخذ القوم مقاعدهم فإن دعا رجل أخاه وقد أوسع له في مجلسه فليجلس، فإنّما هي كرامة، وإن لم يوسّع له فلينظر أوسع البقعة مكانها فليجلس فيه» . هكذا قال عبد الحكيم «2» .
وقال سفيان بن عبد الرّحمن وغيره، عن عبد الملك، عن مصعب بن شيبة. وأخرجه الخطيب في الجامع، من طريق عبد اللَّه بن عمر الرقي، عن عبد الملك، كذلك.

7988- مسلم بن عبد اللَّه:
تقدم فيمن اسمه شهاب.

7989- مسلم بن عبد الرحمن «3»
: قال البخاريّ، وأبو حاتم: له صحبة، ونسبه أبو علي بن السكن عامريا،
وأخرج هو والطبراني ومن قبلهما البخاري من رواية عباد بن كثير الرمليّ، عن شمسية بنت نبهان، عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يبايع الناس على الصّفا بعد الفتح، فجاءته امرأة يدها كيد الرجل فلم يبايعها حتى غيرت بصفرة أو حمرة، وجاء رجل وعليه خاتم من حديد، فقال: «ما طهّر اللَّه كفّا عليها خاتم من حديد»
«4» . قال ابن حبّان: ما أرى له حديثا محفوظا.

7990- مسلم بن عبد الرحمن الأزديّ:
تقدم في شيطان بن عبد اللَّه، في الشّين المعجمة.

7991- مسلم بن عبيد «5»
اللَّه القرشي «6» وقيل عبيد اللَّه بن مسلم. وقيل: إنه مسلم بن مسلم.
حديثه في صيام الدّهر يدور على هارون بن سلمان الفراء،
أخرجه أبو داود،
__________
(1) في أ: الحكم.
(2) ذكره الحسين في إتحاف السادة المتقين 6/ 282، وابن عساكر في تاريخه 2/ 204.
(3) أسد الغابة ت 4911، الاستيعاب ت 2425، الثقات 3/ 382- تجريد أسماء الصحابة 2/ 76، الجرح والتعديل 8/ 188.
(4) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 435. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17294.
(5) في أ: عبد.
(6) أسد الغابة ت 4912.

(6/86)


والترمذيّ، من طريق عبيد اللَّه «1» بن مسلم القرشي، عن أبيه، قال: سألت أو سئل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن صيام الدهر، فقال: «إن لأهلك عليك حقّا، فصم رمضان والّذي يليه وكلّ أربعاء وخميس، فإذا أنت قد صمت الدّهر وأفطرت» » .
وقال البخاريّ: قال أبو نعيم، عن هارون ... فذكره.
وأخرجه النّسائيّ، عن أحمد بن يحيى، عن أبي نعيم به، وعن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي نعيم، عن هارون، عن مسلم، عن أبيه، كذا قال.
وأشار التّرمذيّ إلى هذه الرواية، فقال: روى بعضهم عن هارون بن. وقد وافق زيد بن الحباب عبيد اللَّه بن موسى.
وأخرجه النّسائيّ من طريقه، وصوّب غير واحد أن اسم الصحابي مسلم. وقال البغويّ: سكن الكوفة.

7992- مسلم بن عبيس:
بموحدة ومهملة مصغرا، ابن كريز بن حبيب بن عبد شمس.

7993- مسلم بن عقبة الأشجعيّ:
ذكره ابن عساكر في تاريخه، وساق بسنده، من طريق إبراهيم بن أبي أميّة، وقال:
سمعت نوح بن أبي حبيب يقول: فيمن روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من أشجع:
مسلم بن عقبة.

7994- مسلم بن عقرب «3»
: ذكره ابن قانع في الصّحابة. وقال ابن أبي حاتم: روى حديثه شعيب بن حبان بن شعيب، عن زيد بن أبي معاذ، عن بكر بن وائل، عنه: ولم يذكر فيه كلاما لغيره.
وأخرجه ابن قانع من هذا الوجه، ولفظه: عن مسلم بن عقرب- وكان قد أدرك النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «من حلف على
__________
(1) عبيد اللَّه بن موسى عن هارون عن عبيد اللَّه بن مسلم.
(2) أخرجه الترمذي 3/ 123 كتاب الصوم باب 45 ما جاء في صوم يوم الأربعاء والخميس حديث رقم 748 وقال حديث غريب. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 739 كتاب الصيام باب في صوم شوال حديث رقم 2432 وقال أبو داود وافقه زيد العكلي وخالفه أبو نعيم. قال مسلم بن عبيد اللَّه. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1287، وأحمد في المسند 6/ 268.
(3) أسد الغابة ت (4913) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 76، الجرح والتعديل 8/ 189.

(6/87)


مملوكه ليضربنّه فإن كفارته أن يدعه، وله مع ذلك خير»
«1» . وقال أبو أحمد العسكريّ: حديثه مرسل، ولم يلق النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وذكره البخاريّ في التّابعين.

7995- مسلم بن العلاء بن الحضرميّ «2»
: تقدم ذكر أبيه في العين.
وأخرج الطبراني من طريق زكريا بن طلحة بن مسلم بن العلاء بن الحضرميّ، عن أبيه، عن جدّه مسلم، قال: شهدت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيما عهد إلى العلاء بن الحضرميّ لمّا وجهه إلى البحرين، فقال: «ولا يحلّ لأحد جهل الفرض والسّنن، ويحلّ له ما سوى ذلك» .
قال: [وقد] «3» كتب للعلاء سنّوا بالمجوس سنّة أهل الكتاب» .
وأخرجه أبو سليمان بن زير من هذا الوجه، لكن قال: عن جده العلاء، وأخرجه ابن مندة كالطبرانيّ، وزاد: «وكان اسم مسلم العاص فسمّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مسلما، وهذا يضعف رواية أبي سليمان، ومدار هذا الحديث على عمر بن إبراهيم، وهو ساقط.

7996- مسلم بن عمرو:
بن أبي عقرب «4» خويلد بن خالد.
له صحبة، هكذا قال: ابن حبّان، وقال البغويّ: مسلم بن عمرو أبو عقرب والد أبي نوفل بن أبي عقرب سكن البصرة، ثم
ساق من طريق الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن عقرب، عن أبيه في قصة ابن أبي لهب، وقول النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «اللَّهمّ سلط عليه كلبك» . وفيه: «إنّ الأسد أخذه من بين رفقته» .
وعند غيره: أبو نوفل بن أبي عقرب، فما أدري أهو هو أو غيره.
وقد تقدم مسلم بن عقرب قريبا، فلعل هذا النسب لجده، وحذفت الأداة.
ثم رأيت في تاريخ البخاري: قال مسلم بن عقرب أبو نوفل العريجي الطائيّ، قال علي. قال: بعضهم: الكناني، ثم قال: ويقال مسلم بن عمرو بن أبي عقرب، فهو عنده
__________
(1) أخرجه العقيلي في الضعفاء 2/ 183.
(2) أسد الغابة ت (4914) .
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (4915) ، الاستيعاب ت (2427) ، الثقات 3/ 381- تجريد أسماء الصحابة 2/ 76، الجرح والتعديل 8/ 189- تهذيب الكمال 3/ 1326- تهذيب التهذيب 10/ 133.

(6/88)


واحد، وسأذكر الخلاف في اسم أبي عقرب في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
وقد ذكرت أكثره فيما تقدم قبل هذا من الأسماء بعون اللَّه تعالى.

7997- مسلم بن عمير الثقفي «1»
: أخرج الطّبرانيّ من طريق عمرو بن النعمان الباهليّ، عن مزاحم بن عبد العزيز الثقفي: حدثنا مسلم بن عمير، قال: أهديت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم جرة خضراء فيها كافور، فقسمه بين المهاجرين والأنصار، وقال: «يا أمّ مسلم انتبذي لنا فيها» .

7998- مسلم بن عياض:
بن زعب بن حبيب المحاربي.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: يقال له ابن الراسبية، شهد أبوه القادسية، وهو القائل:
وزوّجتها من جند سعد فأصبحت ... يطيف بها ولدان بكر بن وائل
[الطويل] من أبيات.
وسعد يعني به ابن أبي وقاص، وكان مسلم شاعرا أيضا، وهو القائل:
بني عمّنا لا تظلمونا فإنّنا ... إذا ما ظلمنا لا نقرّ المظالما
فإن تدّعوا فيما مضى أو تبخّلوا ... مكارمنا نخلف سواها مكارما
وفدنا فبايعنا الرّسول عليكم ... وسسنا الأمور واحتملنا العظائما
[الطويل] وهذا يشعر بأن له ولأبيه عياض صحبة. وقد أشرب إليه في حرف العين.

7999- مسلم:
غير منسوب، والد ريطة.
روت عنه بنته أنه قال: شهدت مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حنينا، فقال لي:
«ما اسمك؟» قلت: غراب، قال: «أنت مسلم» .
قال ابن السّكن: لم يرو غيره، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، وفي التاريخ الكبير، ولفظ البغويّ من طريق عبد اللَّه بن الحارث بن أبزى: حدثتني أمّي، عن أبيها- أنه شهد مغانم حنين، واسمه غراب، فسمّاه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مسلما.
قال البغويّ: سكن مكة، واسم ابنته ريطة. وقال أبو عمر [ ... ] .
__________
(1) أسد الغابة ت (4916) ، الاستيعاب ت (2428) .

(6/89)


8000- مسلم:
والد صفية.
ذكره الطبرانيّ في الصحابة، ولم يخرج له شيئا.

8001- مسلم:
والد عباد «1» .
ذكره ابن مندة من طريق يعقوب القمي، عن عنبسة بن سعيد الرازيّ، عن أبي ليلى «2» ، عن عباد بن مسلم، عن أبيه، قال: مر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على أبي وقد لزم رجلا في المسجد ... فذكر الحديث، كذا أورده مختصرا.

8002- مسلم:
والد عوسجة.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البغوي: أحسبه كان بالكوفة، حدثنا هارون بن عبد اللَّه، حدثنا مهدي بن حفص، حدثنا أبو الأحوص، عن سليمان بن قرم عن عوسجة، عن أبيه مسلم، قال: سافرت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فكان يمسح على الخفين.
قال البغويّ: لم يسنده غير مهدي، وهو خطأ.
وأخرجه ابن أبي خيثمة، عن مهدي، وابن السكن، من طريقة، قال البغويّ:
الصواب: عن عوسجة، عن عبد اللَّه بن مسعود- موقوفا.
وقال ابن السّكن: الصواب من فعل عبد اللَّه.
وقد رواه عنه مهدي عن أبي الأحوص، فقال: عن سليمان، عن عوسجة، عن أبيه، قال: سافرت مع عبد اللَّه بن مسعود.
قلت: وقد
أخرجه الطّبرانيّ، عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، عن محمد بن جعفر الوركاني، عن أبي الأحوص مثل ما روى مهدي- مرفوعا، ولفظه: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم «بال ثمّ توضّأ ومسح على خفّيه» .

8003- مسلم:
يقال هو اسم أبي الغادية الجهنيّ.
حكاه البغويّ. وسيأتي في الكنى.

ذكر من اسمه مسلمة مفتوح الأول بزيادة هاء
8004- مسلمة بن أسلم:
بن حريش، بمهملة أوله وآخره معجمة بوزن عظيم، ابن عديّ بن مجدعة بن حارثة الأنصاريّ. ذكره ابن عبد البر، وقال: قتل يوم جسر أبي عبيد.
__________
(1) أسد الغابة ت (4908) .
(2) في أ: عن ابن أبي ليلى.

(6/90)


8005- مسلمة بن قيس الأنصاريّ «1»
: ذكره ابن مندة، وقال: عداده في أهل المدينة.
وأخرج من طريق حبيب بن أبي حبيب، عن إبراهيم بن الحصين، عن أبيه، عن جدّه، عن مسلمة بن قيس- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «استشرت جبريل في اليمين مع الشّاهد» .

8006- مسلمة بن مالك:
بن وهب «2» بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك الفهريّ، والد حبيب بن مسلمة.
ذكره المستغفريّ في الصحابة،
وأخرج من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة- أن حبيب بن مسلمة الفهري جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأدركه أبوه، فقال: يا نبي اللَّه، إن ابني يدي ورجلي. فقال: «ارجع معه» .
وأخرجه البغويّ في ترجمة حبيب الفهري، من طريق داود العطار، عن ابن جريج،
ولم يقع في روايته حبيب بن مسلمة، ففرق بين حبيب بن مسلمة وحبيب الفهري كما بينت ذلك في حرف الحاء.
وقد أخرجه أبو نعيم، من طريق أبي عاصم، وحجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، وقال فيه: حبيب بن مسلمة.

8007- مسلمة بن مخلّد:
بن الصّامت «3» بن نيار بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن
__________
(1) أسد الغابة ت 4922.
(2) أسد الغابة ت 4923.
(3) أسد الغابة ت (4924) ، الاستيعاب ت (2432) ، طبقات ابن سعد 7/ 504، طبقات خليفة ت 607، 2716، التاريخ الكبير 7/ 387، الولاة والقضاة 38، ابن عساكر 16/ 228، تهذيب الكمال 1329، العبر 1/ 66، تهذيب التهذيب 10/ 148، خلاصة الكمال 322، شذرات الذهب 1/ 70، تاريخ اليعقوبي 2/ 148، تاريخ خليفة 195، فتوح البلدان 270، أنساب الأشراف 1/ 146، المعرفة والتاريخ 2/ 494، مقدمة مسند بقي بن مخلد 147، تاريخ الطبري 4/ 430، أخبار القضاة 3/ 223، تاريخ أبي زرعة 1/ 189، مروج الذهب 1621، فتوح مصر 67، جمهرة أنساب العرب 366، وفيات الأعيان 7/ 215، المراسيل 197، الجرح والتعديل 8/ 265، مشاهير علماء الأمصار 56، الكامل في التاريخ 3/ 191، تاريخ العظيمي 180، تحفة الأشراف 8/ 380، تهذيب الكمال 3/ 1330، مختصر التاريخ 82، جامع التحصيل 345، تجريد أسماء الصحابة 2/ 77، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 542، سير أعلام النبلاء 3/ 424، العبر 1/ 66، الكاشف 3/ 128، المعين في طبقات المحدثين 26، تقريب التهذيب 2/ 249، النجوم الزاهرة 1/ 132، خلاصة تذهيب التهذيب 377، الولاة والقضاة 15، مسند الحميدي 1/ 189، تاريخ الإسلام 2/ 242.

(6/91)


ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّ الخزرجيّ: ويقال زرقي، يكنّى أبا سعيد.
ذكره ابن السّكن، وأبو نعيم، وغيرهما في الصحابة، قال ابن السكن: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث لا يذكر في شيء منها سماعا، كذا قال.
وقد أخرج أبو نعيم من طريق ابن عون، عن مكحول، قال: ركب عقبة بن عامر إلى مسلمة، وهو أمير على مصر، فقال: له تذكر يوم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
«من علم من أخيه سبّة فسترها ستره اللَّه بها من النّار يوم القيامة؟» قال: نعم، قال: فلهذا آخيتك «1» .
وأخرج أبو نعيم أيضا، من طريق وكيع، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن مسلمة بن مخلد، قال: ولدت حين قدم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم المدينة، وقبض النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا ابن عشر سنين.
وكذا رواه أحمد، ومع ذلك قال: ليست لمسلمة صحبة، فلعله أراد الصحبة الخاصة.
وأخرجه ابن الرّبيع الجيزيّ من وجهين: أحدهما قال فيه مثل هذا، والآخر قال: قدم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا ابن أربع سنين، ومات وأنا ابن أربع عشرة سنة، وزاد:
ولأهل مصر عنه حديثان، أحدهما:
«أغروا النّساء يلزمن الحجال» ،
ولم يصرح فيه بالسماء، والثاني: أنه ولد سنة الهجرة.
قال محمّد بن الرّبيع: ولي إمرة مصر، وهو أول من جمعت له مصر والمغرب، وذلك في خلافة معاوية، وصدر من خلافة يزيد بن معاوية، وتوفي بمصر سنة اثنتين وستين.
وقال ابن الرّبيع: ولىّ إمرة مصر ليزيد بن معاوية، ومات بها، وهذا قول ابن حبان، وابن البرقي.
وقال الواقديّ: رجع إلى المدينة، ومات بها، وذلك سنة اثنتين وستين.
وقال ابن السّكن: هو أول من جعل على أهل مصر بنيان المنار.
ومخلد أبوه بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد اللّام.
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 104 عن مسلمة بن مخلد بلفظه والطبراني في الكبير 17/ 349، 19/ 440. وأورده المنذري في الترغيب 3/ 239. وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 138- 139، عن مكحول أنه عقبة ابن عامر أتى مسلمة بن مخلد ... الحديث بلفظه وقال رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط عن محمد بن سيرين ورجال الكبير رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6391.

(6/92)


وأخرج محمد بن الربيع من طريق ضمام بن إسماعيل، عن أبي قبيل، قال: بعث إلى حنظلة، يعني أمير مصر، فقال شيخ: لو كان في جسدك للسوط موضع لضربتك، فقال له أبو قبيل: ولم ذاك؟ قال: صرت كاهنا، تقول: الآخر فالآخر شر، فقال له أبو قبيل: ليس أنا الّذي قلت هذا، إنما سمعته من مسلمة بن مخلد وقد قال- وكان زاد في بعث البحر، فكره الجند ذلك، وهو على أعوادك هذه يقول: يا أهل مصر، ما نقمتم مني! واللَّه لقد زدت في مددكم، وعددكم، وقوتكم على عدوكم، اعلموا أني خير ممن بعدي، والآخر فالآخر شر.
وفي لفظ: والّذي نفسي بيده لا يأتينّكم زمان إلا الآخر فالآخر شر، فمن استطاع منكم أن يتخذ نفقا في الأرض فليفعل.

8008- مسلمة:
يقال: إنه اسم عبد الرحمن بن المنهال.
واختلف في اسم ولد عبد الرحمن، فقيل مسلمة، وقيل غير ذلك، وسيأتي بيانه في المبهمات.

8009- مسلية بن هزّان:
ويقال: ابن حدّان الحداني.
ذكره الرّشاطيّ، وقال: له ذكر في خبر عبد اللَّه بن علس، ووفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعد الفتح، ومدحه بشعر منه:
حلفت بربّ الرّاقصات إلى منى ... طوالع من بين القصيمة بالرّكب
بأنّ رسول اللَّه فينا محمّد ... له الرّأس والقدموس من سلفي كعب
أتانا ببرهان من اللَّه قابس ... أضاء به الرّحمن من ظلمة الكرب
أعزّ به الأنصار لمّا تقارنت ... صدور العوالي في الحنادس والضّرب
[الطويل] وكذا أورد له المرزباني في هذه الأبيات.

8010- المسور بن عمرو،
غير منسوب.
شهد في أمان أهل نجران الّذي كتب لهم أبو بكر الصديق عقب وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكر ذلك سيف عن طلحة الأعلم، عن عكرمة، واستدركه ابن فتحون.

8011- المسور بن مخرمة «1»
: بن نوفل بن أهيب بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ الزهريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (4926) ، الاستيعاب ت (2434) ، الثقات 3/ 394- التاريخ الصغير 1/ 214- تاريخ جرجان 257- الأعلام 7/ 225، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 872- خلاصة تذهيب 3/ 30- الرياض المستطابة 257- بقي بن مخلد 126، التعديل والتجريح 680، المتحف 304، 368، 501، شذرات الذهب 1/ 72- العبر 1/ 4، 70، علماء إفريقيا وتونس 1/ 65، 66، 67، 68- الطبقات 15- تجريد أسماء الصحابة 2/ 77، طبقات الحفاظ 45- الكاشف 3/ 145، سير أعلام النبلاء 3/ 360- تلقيح فهوم أهل الأثر 367- معالم الإيمان 1/ 132، نسب قريش 262، طبقات خليفة 15، تاريخ خليفة 177، المحبر 68، التاريخ الكبير 7/ 410، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، مسند أحمد 4/ 322، تاريخ أبي زرعة 1/ 190، العقد الفريد 4/ 35، تاريخ الطبري 2/ 620، مقدمة مسند بقي بن مخلد 91، جوامع السيرة 283، الزهد لابن المبارك 60، مشاهير علماء الأمصار 21، عيون الأخبار 1/ 54، ربيع الأبرار 4/ 101، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 94، الخراج وصناعة الكتابة 323، تاريخ العظيمي 186، المنتخب، من ذيل المذيل 556، المعارف 429، صفة الصفوة 1/ 772- تهذيب الكمال 3/ 1330، العقد الثمين 7/ 197- تهذيب التهذيب 10/ 151- الطبقات الكبرى 2/ 383- 3/ 125، 5/ 93، 160، 179، 8/ 223.

(6/93)


قال مصعب الزّبيريّ: يكنّى أبا عبد الرحمن، وأمه عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن ممن أسلمت وهاجرت.
قال يحيى بن بكير: وكان مولده بعد الهجرة بسنتين، وقدم المدينة في ذي الحجة بعد الفتح سنة ثمان، وهو غلام أيفع ابن ست سنين.
قال البغويّ: حفظ من النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث. أخرجه البغويّ، وحديثه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في خطبة عليّ بنت أبي جهل في الصحيحين وغيرهما، ووقع في بعض طرقه عند مسلم: سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا محتلم، وهذا يدل على أنه ولد قبل الهجرة، ولكنهم أطبقوا على أنه ولد بعدها.
وقد تأول بعضهم أن قوله محتلم من الحلم بالكسر، لا من الحلم بالضم، يريد أنه كان عاقلا ضابطا لما يحتمله.
وقال مصعب: كان يلزم عمر بن الخطاب. وقال الزبير: كان من أهل الفضل والدين [....] .
وأخرج البغويّ من طريق أم بكر بنت المسور عن أبيها، قال: مرّ بي يهوديّ والنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يتوضأ وأنا خلفه، فرفع ثوبه فإذا خاتم النبوة في ظهره فقال لي اليهودي: ارفع رداءه عن ظهره، فذهبت أفعل فنضح في وجهي كفا من ماء.
ومن طريق عثمان بن حكيم، عن أبي أمامة بن سهل، عن المسور: أقبلت بحجر أحمله ثقيل، وعليّ إزار خفيف، فانحل فلم أستطع أن أضع الحجر حتى بلغت به موضعه فقال لي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة» .

(6/94)


وروى المسور أيضا عن الخلفاء الأربعة، وعمرو بن عوف القرشيّ، والمغيرة وغيرهم.
روى عنه أيضا سعيد بن المسيّب، وعلي بن الحسين، وعوف بن الطفيل، وعروة، وآخرون.
وكان مع خاله عبد الرحمن بن عوف ليالي الشّورى، وحفظ عنه أشياء، ثم كان مع ابن الزبير، فلما كان الحصار الأول أصابه حجر من حجارة المنجنيق، فمات.
وكذا قال يحيى بن بكير، وزاد: أصابه وهو يصلّي، فأقام خمسة أيام ومات يوم أتى نعي يزيد بن معاوية سنة أربع وستين، وكذا أخرجه أبو مسهر.
ونقل الطّبريّ، عن ابن معين- أنه مات سنة ثلاث وسبعين، وتعقبه بأنه غلط لأنهم اتفقوا على أنه مات في حصار ابن الزبير، أصابه حجر من المنجنيق. والمراد به الحصار الأول من الجيش الّذي أرسله يزيد بن معاوية، وكان ذلك سنة أربع أو خمس وستين، وأما سنة ثلاث وسبعين فكان الحصار من الحجاج، وفيه قتل ابن الزبير، ولم يبق المسور إلى هذا الزمان.

8012- مسور بن فلان:
والد عبد اللَّه.
ذكره أبو نعيم،
وأخرجه من طريق أشهب بن عبد العزيز، عن ابن لهيعة، عن ابن محيريز، عن عبد اللَّه بن المسور، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «وجب عليكم الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ما لم تخافوا أن يؤتى إليكم مثل الّذي نهيتم عنه، فإذا خفتم ذلك فقد حلّ لكم الصّمت»
«1» . قال أبو نعيم: كذا قال، ولا نعرف لابن لهيعة عن ابن محيريز شيئا.

8013- مسوّر «2»
: بضم أوله وفتح السين وتشديد الواو، ضبطه عبد الغني بن سعيد، وابن ماكولا، وأورده البخاريّ مع المسور بن مخرمة، فاقتضى أنه مثله، وهو ابن يزيد الأسدي ثم المالكي. قال البغويّ: من بني مالك.
روى حديثه يحيى بن كثير عنه، قال: شهدت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 5559 وعزاه لأبي نعيم والديلميّ عن المسور.
(2) الثقات 3/ 395، تجريد أسماء الصحابة 2/ 77، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، تهذيب الكمال 3/ 1330، تهذيب التهذيب 10/ 152، التاريخ الكبير 8/ 40، بقي بن مخلد 606. أسد الغابة ت (4927) ، الاستيعاب ت (2435) .

(6/95)


يقرأ في الصلاة، فترك شيئا، فقيل له لما سلم. قال: «فهلّا أذكرتنيها؟» قال: كنت أراها نسخت،
أخرجه أبو داود في السنن.

8014- المسيب:
بن حزن بن أبي وهب بن عمرو «1» بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، والد سعيد- له ولأبيه حزن صحبة، وله حديث في الصحيحين من طريق طارق بن عبد الرحمن، قال: انطلقت حاجّا، فمررت بقوم يصلّون، قلت: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بيعة الرضوان، فلقيت سعيد بن المسيّب، فأخبرني، فقال سعيد: حدثني أبي أنه كان ممن بايع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تحت الشجرة، فلما خرجنا من العام المقبل أتيناها فلم نقدر عليها. قال سعيد: إن أصحاب محمد لم يعلموها فعلمتموها أنتم، فأنتم أعلم.
وقد تقدم ذكره في حديث والده حزن بن أبي وهب. وللمسيّب حديث آخر في الصّحيحين وغيرهما في قصّة وفاة أبي طالب، وفي كل ذلك ردّ لقول مصعب الزبيري: لا يختلف أصحابنا أن المسيّب وأباه من مسلمة الفتح. وقد ردّ كلامه بذلك أبو أحمد العسكريّ، وقد شهد المسيّب فتوح الشام ولم يتحرر لي متى مات.

8015- المسيب بن أبي السائب «2»
: بن عبد اللَّه بن عابد، بموحدة، ابن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، أخو السائب.
ذكره الزّبير بن بكّار، ونقل عن أبي معشر أنه أسلم وهاجر مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الحديبيّة «3» ، وكان ابنه عبد اللَّه ممن قاتل يوم الدار.

8016- المسيّب بن عمرو «4»
: ذكره أبو موسى في الذيل، وحكى عن مقاتل بن سليمان أنه ذكره في تفسير سورة والعاديات، وقال: إن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه في سريّة إلى حيّ من بني كنانة وأمّره عليهم، وكان أحد النقباء، فغابت السرية ولم يأت خبرها، فقال المنافقون: قتلوا جميعا، فنزلت: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً [العاديات: 1] .
__________
(1) أفراد مسلم 14، بقي بن مخلد 246، أسد الغابة ت (4928) ، الاستيعاب ت (2136) .
(2) أسد الغابة ت (4929) ، الاستيعاب ت (2437) .
(3) في أ: المدينة.
(4) أسد الغابة ت (4930) .

(6/96)


الميم بعدها الشين
8017- مشرح «1»
: بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح الراء بعدها مهملة، الأشعريّ.
قال البغويّ: ذكره البخاريّ في الصحابة، وأخرجه ابن أبي عاصم، وابن السكن، وغيرهما، من طريق سلمة بن وهرام: حدثتني ميل «2» بنت مشرح الأشعرية «3» أن أباها مشرحا، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قصّ أظفاره، فجمعها ثم دفنها، ثم قال: هكذا رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
وفي سنده محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف جدا.
وأخرجه البيهقيّ في أواخر الباب الأربعين من شعب الإيمان من هذا الوجه. وقال ابن السكن: لم يرو عنه غيره.

8018- مشمرج «4»
: بضم أوله وفتح الشين المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم، ابن خالد السعدي، جد علي بن حجر المحدث المشهور.
قال ابن حبّان: له صحبة،
وأخرج ابن السكن، عن الحسين بن إسماعيل الفارسيّ، عن حاتم بن عبد اللَّه بن عبدة، عن علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مشمرج، حدثنا أبي، عن أبيه إياس، عن جده المشمرج، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد عبد القيس، فسألهم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «هل فيكم غيركم؟» قالوا: لا، غير ابن أختنا. قال: «ابن أخت القوم منهم» . ثم كساه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بردا، وأقطعه ركيَّ ماء بالبادية، وكتب له بها كتابا.

الميم بعدها الصاد
8019- مصعب بن شيبة:
بن عثمان الحجبي «5» .
تقدم ذكره في مسلم بن شيبة.
__________
(1) أسد الغابة ت (4931) ، الاستيعاب ت (2582) .
(2) في أ: شبل.
(3) في أ: الأشعري.
(4) أسد الغابة ت (4932) ، الثقات 3/ 406، تجريد أسماء الصحابة 2/ 78.
(5) أسد الغابة ت (4935) ، خلاصة تذهيب 3/ 31- الجرح والتعديل 8/ 305- تجريد أسماء الصحابة 2/ 78- الكاشف 3/ 148- تهذيب الكمال 3/ 1333- تهذيب التهذيب 1/ 162- العقد الثمين 7/ 205.

(6/97)


8020- مصعب بن عمير:
بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ بن كلاب العبدري.
أحد السابقين إلى الإسلام، يكنى أبا عبد اللَّه. قال أبو عمر: أسلم قديما والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، فعلمه عثمان بن طلحة، فأعلم أهله فأوثقوه، فلم يزل محبوسا إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا، ثم شهد أحدا ومعه اللواء فاستشهد.
وذكر محمّد بن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن بعض آل سعد، عن ابن أبي وقاص، قال: كان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده خلة مع أبويه.
وأخرج التّرمذيّ بسند فيه ضعف عن علي، قال: رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مصعب بن عمير، فبكى للذي كان فيه من النعمة، ولما صار إليه.
وفي الصحيح عن حبان أن مصعبا لم يترك إلا ثوبا، فكان إذا غطوا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطوا رجليه خرج رأسه، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «اجعلوا على رجله شيئا من الإذخر» .
وقال ابن إسحاق في المغازي، عن يزيد بن أبي حبيب: لما انصرف الناس عن العقبة بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم معهم مصعب بن عمير يفقههم، وكان مصعب هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى، ثم رجع إلى مكّة، ثم هاجر إلى المدينة.
وفي صحيح البخاريّ، عن البراء: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم ... الحديث، وزاد أبو داود من هذا الوجه في الهجرة الأولى.

8021- مصعب بن امرأة «1»
: الجلاس. تقدم في عمير بن سعد.

8022- مصعب الأسلميّ «2»
: ذكره البغويّ والطّبرانيّ:
وأخرج من طريق جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب الأسلميّ، قال: انطلق غلام منا حتى أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال:
أسألك أن تجعلني ممن تشفع له. فقال: «أعنّي بكثرة السّجود» .
وأخرجه البزّار، عن طالوت بن عباد، عن جرير،
فقال، عن عبد الملك: كان
__________
(1) أسد الغابة ت (4934) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 78، أسد الغابة ت (4933) .

(6/98)


بالمدينة غلام يكنى أبا مصعب ... فذكر الحديث مطوّلا، وقال: لا نعلمه إلا من هذا الوجه. قال العسكريّ: وهو مرسل.
قلت: رواية البزار ظاهرة الإرسال، لكن فيها أبو مصعب، وأما رواية غيره فالوصل فيها ظاهر، لكن عبد الملك كان يدلس.

الميم بعدها الضاد
8023- مضارب بن زيد:
العجليّ.
له إدراك، ذكره سيف، وأنه كان من قوّاد المثنى بن حارثة وأمرائه على مقدمته لما سار إلى محاربة أهل العراق، وذلك سنة ثلاث عشرة، ثم شهد بعد ذلك القادسية.

8024- مضرح:
في مطّرح.

8025- مضرّس:
بن سفيان «1» بن خفاجة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري، بالنون.
قال ابن الكلبيّ: شهد حنينا مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

8026- مضرّس:
بن عمرو الثعلبيّ.
ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ في أنساب غني، وقال صحب النبي صل اللَّه عليه وآله وسلم.

8027- مضطجع بن أثاثة «2»
: بن عباد بن عبد المطلب «3» القرشي المطلبيّ، أخو مسطح.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.

8028- المضطجع:
آخر، يأتي في المنبعث.

الميم بعدها الطاء
8029- مطاع اللخمي:
تقدم في مسعود بن الضحاك

8030- مطرح بن جندلة:
ويقال ابن جدالة السلميّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (4940) .
(2) أسد الغابة ت (4939) .
(3) في أ: عبد المطلب بن عبد مناف القرشي.

(6/99)


روى أبو موسى في «الذّيل» . من طريق زيد القمي، عن محمد بن سيرين، عن ابن عباس- أن رجلا من بني سليم من الأعراب اسمه مطرح بن جندلة سأل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، ما فضل أمتك على أمة نوح؟ قال: «كفضل اللَّه على جميع الخلائق ... »
الحديث.
وأخرجه ابن النّقّاش في «الموضوعات» ، وذكر في الحديث أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سماه مطرح بن الإسلام.
وأخرج إسماعيل بن أبي زياد السّاميّ في تفسير ليث بن أبي سليم، عن الضحاك، عن ابن عباس نحوه، إلا أنه قال مطرح بن جدالة، وبهذا ذكره ابن مندة.

8031- مطرّف بن بهصل «1»
: بن كعب «2» بن قشع بن دلف بن هيصم بن عبد اللَّه بن حرماز بن مالك بن مازن بن عمرو بن تميم التميميّ المازني.
تقدم ذكره في ترجمة الأعشى، وسيأتي في ترجمة نضلة بن بهصل إن شاء اللَّه تعالى.

8032- مطرّف بن
خالد بن نضلة الباهليّ.
ذكره أبو أحمد العسكريّ في الصحابة، وقال: أسلم، وكتب له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كتابا.
وقال الرّشاطيّ: مطرف الكاهلي وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعد الفتح، فكتب له كتابا فيه فرائض الصدقات، كذا ذكره بالكاف.
وقال ابن شاهين: مطرف بن الكاهن الباهلي من بني فريص، ثم
ساق حديثه فقال:
حدثنا عمرو بن مالك، أخبرني المنذر، حدثنا الحسين بن محمد بن علي، حدثنا علي بن محمد المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، عن محمد بن إسحاق، عن شيوخه، قالوا: وفد مطرف بن الكاهن الباهلي أحد بني فريص على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعد الفتح، فقال: يا رسول اللَّه، سلمنا للإسلام وشهدنا دين اللَّه في سماواته، وأنه لا إله غيره، وصدقناك، وآمنا بكل ما قلت، فاكتب لنا كتابا.
فكتب له: «من محمّد رسول اللَّه لمطرف بن الكاهن، ولمن سكن بيته من باهلة: إنّ من أحيا أرضا مواتا فيها مراح الأنعام فهي له، وعليه في كلّ ثلاثين من البقر فارض، وفي
__________
(1) في أ: نضلة، ب نضلة.
(2) الاستيعاب ت (2438) .

(6/100)


كلّ أربعين من الغنم عتود، وفي كلّ خمسين من الإبل مسنّة ... »
الحديث، وفيه: فانصرف مطرف وهو يقول:
حلفت بربّ الرّاقصات عشيّة ... على كلّ حرف من سديس وبازل
[الطويل] في أبيات يمدح بها النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهذا مما يقوي أنه من باهلة.
قال أبو عبيد البكريّ في معجم ما استعجم: قال يعقوب: بيشة: واد يصبّ من جبل تهامة، وفي بعضها لبني هلال وبعضها لسلول، وهذا يقوي أنه باهليّ.

8033- مطرّف بن عبد اللَّه:
بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة العقيلي.
ذكره ابن سعد، والرّشاطيّ في وفد بني عقيل،
قال ابن سعد: حدثنا هشام بن محمد بن السائب- يعني الكلبي، حدثنا رجل من بني عقيل، عن أشياخ قومه، قالوا: وقدمنا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من بني عقيل: ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل، ومطرف بن عبد اللَّه بن الأعلم بن عمرو بن عقيل، وأنس بن المنتفق بن عامر بن عقيل، فبايعوا وأسلموا، وبايعوه على من وراءهم من قومهم، وأعطاهم العقيق وهي أرض في بلادهم فيها عيون ونخل، وكتب لهم بذلك كتابا، وفيه: «ما أقاموا الصّلاة وآتوا الزكاة وسمعوا وأطاعوا، ولم يعلمه حقا مثله» ، قالوا: وكان الكتاب في يد مطرف.

8034- مطرف بن الكاهن:
في مطرف بن خالد.

8035-[مطر بن الزرّاع»
: ويقال ابن فيل- يأتي في ترجمته]
«2» .

8036- مطر:
بن عكامس السلميّ، يعدّ في الكوفيين «3» .
قال ابن جبّان: له صحبة، وقال الطبرانيّ: اختلف في صحبته. وقال عثمان الدارميّ:
سألت يحيى بن معين عن مطر: ألقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟ فقال: لا أعلمه، وما يروى عنه إلا هذا الحديث.
وقال ابن أبي حاتم: سئل ابن معين، أله صحبة؟ فقال: لا. وقال عبد اللَّه بن أحمد:
__________
(1) الثقات 3/ 391.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (4942) ، الاستيعاب ت (2584) ، خلاصة تذهيب 3/ 33- تجريد أسماء الصحابة 2/ 79- الكاشف 1/ 149- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- الجرح والتعديل 8/ 287- خلاصة تذهيب 3/ 33، تهذيب الكمال 3/ 1334- تهذيب التهذيب 10/ 169- تاريخ ابن معين 2/ 42- بقي بن مخلد 941.

(6/101)


سألت أبي عنه، هل له صحبة، فقال: لا يعرف.
قلت: فله رواية؟ قال: لا أدري. وقال البرديجي: لم يرو عنه إلا أبو إسحاق، ولا تصح له صحبة، وقال أبو أحمد العسكريّ: قال بعضهم، ليست له صحبة. وبعضهم يدخله في الصحابة.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديث: «إذا قضى اللَّه لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة» .
وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند والترمذي، وقال. حسن غريب، ولا يعرف لمطر غير هذا الحديث، وصححه الحاكم.

8037- مطر بن هلال الغنويّ «1»
: ويقال مطر بن فيل. وقال ابن حبان: مطر بن الزراع له صحبة. وأخرج البغويّ من طريق يحيى بن حماد، عن مطر بن عبد الرحمن الأعنق، حدثتني امرأة من عبد القيس يقال لها أم أبان بنت الوازع بن الزراع- أنّ جدها الزراع خرج وافدا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من أشجع عبد القيس، قالت: فخرج جدّي بابن له مصاب وبأخ له من أميه من غيره ليس من عبد القيس اسمه مطر بن فيل العنزي، فقال له الأشجّ: خرجت معنا وافدا برجل مجنون وآخر ليس منا. قال: أما المجنون فيدعو له النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عسى أن يعافيه اللَّه، وأما العنزي فأخي لأميّ لا أصبر عنه ... فذكر الحديث بطوله.
وأخرجه ابن مندة، من طريق موسى بن إسماعيل، عن مطر، لكن قال: مطر بن هلال.
وأخرجه البزّار من طريق أبي داود الطيالسي، عن مطر، بسنده إلى الزراع أنه خرج وافدا ومعه الأشجّ، وخرج بابن له مجنون يقال له مطر، وابن أخ له ... الحديث.
وقد مضى ذكر في ترجمة صحار بن العباس، وفي ترجمة جهم بن قثم.

8038- مطر الليثي «2»
: في مكيتل.

8039- مطر العزّى:
حليف عبد القيس، أخو عقبة بن جروة.
تقدم ذكره في ترجمة صحار بن العباس، وقيل: هو مطر بن فيل المذكور قبله.

8040- مطعم بن عبيدة البلويّ «3»
:
__________
(1) أسد الغابة ت (4944) ، الاستيعاب ت (2585) .
(2) أسد الغابة ت (4943) .
(3) أسد الغابة ت (4949) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 79.

(6/102)


ذكره ابن يونس، وقال: صحابيّ، روى عنه ربيعة بن لقيط. وأخرج ابن مندة حديثه من طريق ابن لهيعة، عن إسحاق بن ربيعة بن لقيط، عن أبيه، قال: خرجت إلى عبد اللَّه بن عمرو في الفتنة، فلقيت على بابه مطعم بن عبيدة البلويّ فقال: عهد إليّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن أسمع وأطيع، وإن كان عليّ أسود مجدّع الأطراف.
قال ابن مندة: حديث غريب.

8041- مطعم:
آخر. تقدم له ذكر في حارثة.

8042- المطلب بن أزهر «1»
: بن عبد عوف الزهري، ابن عم عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف.
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، قال: فمات بها، فورثه ابنه عبد اللَّه، فيقال: إنه أول وارث في الإسلام.
وقال الواقديّ: هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، فولد له بها عبد اللَّه.
وقال ابن الكلبيّ: هاجر هو وولده عبد اللَّه فماتا جميعا بأرض الحبشة، وكانت مع المطلب امرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم السهمي.

8043- المطلب بن أبي البختري:
بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ.
قتل أبوه كافرا يوم بدر، وعاش هو بعد ذلك، وهو أخو الأسود المتقدم في الألف.
ذكره الزبير بن بكّار. وقال: كان عظيم الجثة، وكذلك أخوه.

8044- المطلب بن حنطب:
بن الحارث بن عبيد «2» اللَّه بن مخزوم، أبو عبد اللَّه بن حنطب.
ذكره ابن إسحاق فيمن أسر يوم بدر، ثم أسلم. وقد تقدم له حديث في ترجمة عبد اللَّه بن حنطب اختلف في سنده.
__________
(1) أسد الغابة ت (4950) ، الاستيعاب ت (2440) .
(2) أسد الغابة ت (4951) ، الاستيعاب ت (2441) ، الثقات 3/ 401، الطبقات 245، تجريد أسماء الصحابة 2/ 79، الكاشف 3/ 151، المصباح المضيء 1/ 334، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، خلاصة تذهيب 3/ 34، تهذيب الكمال 3/ 1336، تهذيب التهذيب 10/ 178، بقي بن مخلد 441، العقد الثمين 7/ 219، التاريخ الكبير 8/ 7.

(6/103)


8045- المطلب بن ربيعة
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم «1» .
تقدم في عبد المطلب. قال البغويّ: المطّلب بن ربيعة ويقال عبد المطلب بن ربيعة.
وأخرج له ابن شاهين من طريق صباح بن يحيى، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللَّه بن الحارث، عنه- رفعه: «من آذى العبّاس فقد آذاني» .

8046- المطلب بن أبي وداعة «2»
: الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم القرشيّ السهميّ.
ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح، وقال الواقديّ: نزل المدينة وله بها دار وبقي دهرا.
وقال ابن الكلبيّ: كان لدة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال أبو عبيد: له صحبة.
وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وحديثه
في مسند أحمد بسند صحيح إلى عكرمة بن خالد، عن المطلب، بن أبي وداعة، قال: رأيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يسجد في النجم ... الحديث. وفي آخره: قال المطّلب: فلا أدع السجود فيها أبدا.
هذه رواية عبد الرزاق، عن معمر، وأدخل رباح بن زيد عن معمر بين عكرمة بن خالد والمطلب جعفر بن المطلب.
وأخرج البغويّ من طريق عبد اللَّه بن الحارث، عن المطّلب بن أبي وداعة، قال: جاء العباس إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكأنه قد سمع شيئا ... فذكر الحديث. وفيه:
«إنّ اللَّه خلق الخلق فجعلني في خيرهم قبيلة» .
وفي المغازي لابن إسحاق: إن أبا وداعة أسر يوم بدر، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ له ابنا كيّسا تاجرا ذا مال، كأنّكم به قد جاء في فداء أبيه» ، فكان كذلك.
وروى أيضا عن حفصة أم المؤمنين، وحديثه عنها في صحيح مسلم، من رواية الزهريّ، عن السائب بن يزيد، عن المطلب، عن حفصة في الصلاة السّبحة قاعدا.
روى عنه أولاده: جعفر، وكثير، وعبد الرحمن، وحفيده أبو سفيان بن عبد الرحمن.
وأخرجه البغويّ، وابن شاهين، من طريق عكرمة بن خالد، عن جعفر بن المطلب بن
__________
(1) خلاصة تذهيب 3/ 34، تجريد أسماء الصحابة 2/ 80، الكاشف 3/ 150، تهذيب الكمال 3/ 1336، تهذيب التهذيب 10/ 177، أسد الغابة ت (4952) ، الاستيعاب ت (2442) .
(2) أسد الغابة ت (4953) ، الاستيعاب ت (2443) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1189. تفسير الطبري 13/ 15963.

(6/104)


أبي وداعة، عن أبيه: سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقرأ بمكة: «والنّجم» - يعني فسجد فيها،
وقال: وأنا يومئذ كافر، فلم أسجد، فلا أسمعها من أحد إلا سجدت فيها.

8047- المطّلب السلميّ:
له ذكر في غزوة بئر معونة، فروى ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، ثم بعث النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم المنذر بن عمرو الساعدي، وبعث معه المطّلب السّلمي ليدلّهم على الطريق ... فذكر القصة. وأخرجه الطبراني من طريقه.

8048- مطيع بن الأسود:
بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن بن قصيّ القرشيّ الأسديّ.
قال الزّبير بن بكّار: أوصى إلى الزبير بن العوام، ثم ساق من طريق هشام بن عروة أن مطيع بن الأسود قال: سمعت عمر يقول: من عهد إلى الزّبير بن العوام فإن الزبير عمود من عمد الإسلام.
ووالده الأسود هو الّذي عارض عثمان بن الحويرث عند قيصر لمّا طلب منه أن يملكه على أهل مكة، وقصته مشهورة ذكرها الزبير وغيره.

8049- مطيع بن الأسود بن حارثة «1»
: بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤيّ القرشيّ العدويّ.
كان اسمه العاصي، فسماه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مطيعا، وهو والد عبد اللَّه المقدم ذكره في حرف العين.
قال ابن سعد: أسلم يوم الفتح، وله رواية عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وحديثه في صحيح مسلم.
روى عنه ابنه عبد اللَّه، وعيسى بن طلحة التيمي.
قال مصعب الزّبيريّ: مات في خلافة عثمان بالمدينة، وحكى ابن البرقي عن بعضهم أنه قتل بالجمل.
__________
(1) الثقات 3/ 405، التاريخ الصغير 1/ 61، خلاصة تذهيب 3/ 35، الرياض المستطابة 261، المنمق 324، الطبقات 23، عنوان النجابة 157، بقي بن مخلد 869، تجريد أسماء الصحابة 2/ 80، الكاشف 3/ 151، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، التاريخ الكبير 8/ 47، الجرح والتعديل 8/ 399، تهذيب الكمال 3/ 1337، تهذيب التهذيب 10/ 181، العقد الثمين 7/ 224، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1497، 1632، أسد الغابة ت (4954) ، الاستيعاب ت (2586) .

(6/105)


8050- مطيع بن ذي «1»
من بني بكر بن كلاب الكلابيّ.
ذكره الفاكهيّ في كتاب مكة، وروى عن ميمون بن الحكم، عن محمد بن جعشم، عن ابن جريج، قال: سمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مطيعا، وكان اسمه العاصي، والّذي يظهر أنه الّذي بعده، وأن ذي تصحفت من ذي اللحية، لكن النسخة من كتاب الفاكهيّ متقنة والتعدد محتمل.

8051- مطيع بن عامر:
بن عوف «2» بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، أخو ذي اللحية.
الكلابيّ.
ذكره ابن الكلبيّ «3» والطبرانيّ والدّار الدّارقطنيّ فيمن له وفادة، وله
حديث في مسند بقي بن مخلد، قال ابن الكلبي: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فسأله عن اسمه فقال:
العاصي، فقال: أنت مطيع.

8052- مطية بن مالك:
ذكره الطّبريّ في الصحابة، واستدركه ابن فتحون، وأنا أخشى أن يكون هو قطبة الماضي في حرف القاف، فتصحفت القاف إلى الميم، وتصحفت الموحدة بالباء. فاللَّه أعلم.

الميم بعدها الظاء
8053- مظهّر «4»
بن رافع بن عدي بن يزيد «5» بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، عم رافع بن خديج.
ضبطه ابن ماكولا بضم الميم وفتح الظاء وتشديد الهاء المكسورة، وقال: له ولأخيه ظهير- بالتصغير- صحبة ورواية، روى عنهما ابن أخيهما رافع.
قلت: ورواية رافع عن عميه في الصحيحة بالإبهام، وسمي ظهيرا في رواية، ويقال اسم الآخر مهير، بالميم مصغر أيضا.
ومظهر ذكره الواقديّ فيمن شهد أحدا، وعاش إلى خلافة عمر فقتله أعلاج من عبيده بخيبر، وكان أقامهم يعملون له في أرضه فحملهم اليهود على ذلك.
__________
(1) في أ: دبي.
(2) أسد الغابة ت (4955) .
(3) في أ: الكلابي.
(4) أسد الغابة ت (4956) ، الاستيعاب ت (2587) .
(5) في أ: زيد.

(6/106)


ذكر من اسمه معاذ
8054- معاذ بن أنس «1»
: الجهنيّ، حليف الأنصار.
قال أبو سعيد بن يونس: صحابيّ كان بمصر والشام قد ذكر فيهما.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث، وله رواية عن أبي الدرداء، وكعب الأحبار.
روى عنه ابنه سهل بن معاذ وحده.
وذكر أبو أحمد العسكريّ ما يدلّ على أنه بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان، وكأنه أشار إلى ما أخرج البغويّ من طريق فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ، قال: غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك وعلينا عبد اللَّه بن عبد الملك، فقام أبي في الناس ... فذكر قصة فيها أنه غزا مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

8055- معاذ بن جبل:
بن عمرو «2» بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن عدي بن نابي بن تميم بن كعب بن سلمة، أبو عبد الرحمن الأنصاريّ الخزرجيّ.
الإمام المقدّم في علم الحلال والحرام، قال أبو إدريس الخولانيّ: كان أبيض وضيء الوجه، برّاق الثنايا، أكحل العينين.
وقال كعب بن مالك: كان شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه.
وقال الواقديّ: كان من أجمل الرجال، وشهد المشاهد كلها.
__________
(1) أسد الغابة ت (4957) ، الثقات 3/ 370، خلاصة تذهيب 3/ 35، الطبقات 121، تجريد أسماء الصحابة 2/ 80، الكاشف 3/ 153، بقي بن مخلد 93، تلقيح فهوم أهل الأثر 366، الجرح والتعديل 8/ 245، تهذيب الكمال 3/ 1338، تهذيب التهذيب 10/ 16، الاستيعاب ت (2440) .
(2) أسد الغابة ت (4960) ، الاستيعاب ت (2445) ، مسند أحمد 5/ 227- 248، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 12، طبقات خليفة 103، 303، تاريخ خليفة 97/ 138، 155، التاريخ الكبير 7/ 359، 360، التاريخ الصغير 1/ 41، المعارف 254، الجرح والتعديل 8/ 244، 245، مشاهير علماء الأمصار 321، الاستبصار 136، 141، حلية الأولياء 1/ 228، 244، طبقات الشيرازي 45، ابن عساكر 16/ 302، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 98/ 100، تهذيب الكمال 1337، دول الإسلام 1/ 15، تاريخ الإسلام 2/ 319، العبر 1/ 22، تذكرة الحفاظ 1/ 19، طبقات القراء 2/ 301، تهذيب التهذيب 10/ 186، طبقات الحفاظ 6/ خلاصة تذهيب الكمال 379، كنز العمال 13/ 583، شذرات الذهب 1/ 29.

(6/107)


وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث.
روى عنه ابن عباس، وابن عمر، وابن عديّ، وابن أبي أوفى الأشعريّ، وعبد الرحمن بن سمرة، وجابر بن أنس، وآخرون من كبار التابعين، وشهد بدرا وهو ابن إحدى وعشرين سنة، وأمّره النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على اليمن. والحديث بذلك في الصحيح من رواية ابن عباس عنه.
وذكر سيف في الفتوح بسند له عن عبيد بن صخر، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: «إنّي قد عرفت بلاءك في الدّين، والّذي قد ركبك من الدين، وقد طيّبت لك الهديّة، فإن أهدي لك شيء فاقبل» .
قال: فرجع حين رجع بثلاثين رأسا أهديت له،
قال: بهذا الإسناد: إن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال له، لما ودّعه: «حفظك اللَّه من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك، ومن فوقك ومن تحتك، وأدرأ عنك شرور الإنس والجنّ» .
وفي سنن أبي داود، عن معاذ بن جبل، قال: قال لي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إني لأحبّك ... »
الحديث- في القول بعد كل صلاة.
وعدّه أنس بن مالك فيمن جمع القرآن على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو
في الصحيح، وفيه عن عبد اللَّه بن عمرو- رفعه: «اقرءوا القرآن من أربعة» ،
فذكره فيهم.
وقال الشّعبيّ، عن مسروق: كنا عند ابن مسعود، فقرأ- إن معاذا كان أمة قانتا للَّه، فقال فروة بن نوفل، نسيت. فقال: ما نسيت، إنا كنا نشبهه بإبراهيم عليه السّلام.
وقال أبو نعيم في الحلية: إمام الفقهاء، وكنز العلماء، شهد العقبة، وبدرا، والمشاهد، وكان من أفضل شباب الأنصار حلما وحياء وسخاء، وكان جميلا وسيما.
روى عنه من الصحابة عمر، وأبو قتادة، وعبد الرحمن بن سمرة، وغيرهم.
وقال عبد الرّزاق: أنبأنا معمر، والزهري، عن ابن كعب بن مالك: كان معاذ شابا جميلا سمحا لا يسأل اللَّه شيئا إلا أعطاه.
وقال الأعمش، عن أبي سفيان: حدثني أشياخ منا. فذكر قصة فيها: فقال عمر عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، ولولا معاذ لهلك عمر.
أخرجه محمّد بن مخلد العطّار في فوائد

(6/108)


وفي حديث أبي قلابة، عن أنس، عند الترمذي وغيره في ذكر بعض الصحابة- مرفوعا: «وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ» .
وفي مرسل أبي عون الثقفي، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «يأتي معاذ يوم القيامة أمام النّاس برتوة» .
أخرجه محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، وأورده ابن عساكر من طريق عن محمد بن الخطاب.
والرّتوة- بفتح الراء المهملة وسكون المثناة وفتح الواو.
وفي طبقات ابن سعد، من طريق منقطع أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كتب إلى أهل اليمن لما بعث معاذا: «إنّي بعثت لكم خير أهلي» .
ومناقبه كثيرة جدا، وقدم من اليمن في خلافة أبي بكر، وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة سبع عشرة أو التي بعدها، وهو قول الأكثر. وعاش أربعا وثلاثين سنة. وقيل غير ذلك.

8056- معاذ بن الحارث:
بن الأرقم بن «1» عوف بن وهب بن عمرو بن عبد عوف «2» ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ الخزرجي، يكنى أبا حليمة، وهو بها أشهر، وكان يقال له القاري.
ساق نسبه محمّد بن سعد. ويقال: إن كنيته أبو الحارث، وأبو حليمة لقب، قال أبو عمر: شهد الخندق. وقيل: لم يدرك من حياة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا ست سنين.
وقد روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وروى أيضا عن أبي بكر، وعمر، وعثمان.
روى عنه نافع مولى ابن عمر، وعمران بن أبي أنس، وسعيد المقبري، وأبو الوليد البصريّ.
__________
(1) تاريخ الطبري 3/ 459، التاريخ الكبير 7/ 361، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 100، المعرفة والتاريخ 1/ 314، المستدرك 521، تهذيب الكمال 3/ 1339، تهذيب التهذيب 10/ 188، تقريب التهذيب 2/ 256، غاية النهاية 2/ 301، خلاصة تذهيب التهذيب 380، تاريخ الإسلام 2/ 249.
(2) في أ: بن عون بن عمرو بن وهب بن عبد عوف.

(6/109)


وقال ابن عون: كان أبو حليمة يقنت في رمضان، وهذا أرسله ابن عون عنه، فإنه لم يدركه.
وقال البخاريّ: يعد في أهل المدينة، وشهد الجسر مع أبي عبيدة، ولما فروا. قال لهم عمر: أنا فئتكم.
وأخرج البزّار، وابن مندة، من طريق ربيعة بن عثمان، عن عمران بن أبي أنس:
سمعت معاذ بن الحارث، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «منبري على ترعة من ترع الجنّة» «1» .
قال ابن سعد، وأبو أحمد الحاكم: قتل يوم الحرّة، وقال أبو حاتم الرازيّ: يقال إنه قتل بالحرّة، وقال ابن حبان: عاش تسعا وستين سنة.
قلت: كانت الحرّة سنة ثلاث وستين، فعلى هذا يكون ما تقدم ذكره من عمره صحيحا، وهو الّذي أقامه عمر يصلّي التراويح في شهر رمضان.

8057- معاذ بن الحارث «2»
: بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ الخزرجيّ، المعروف بابن عفراء. وقيل بحذف الحارث الثاني في نسبه، وعفراء أمه عرف بها.
شهد العقبة الأولى مع الستة الذين هم أول من لقي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الأوس والخزرج، وشهد بدرا، وشرك في قتل أبي جهل، وعاش بعد ذلك، وقيل: بل جرح ببدر فمات من جراحته.
وله رواية عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في السنن للنسائي وغيره من طريق نصر بن عبد الرحمن القرشي، واختلف في إسناده على علي بن نصر، وهو عند البغوي بسند صحيح، عن نصر، عن معاذ، عن رجل من قريش، قال: رأيت معاذ بن عفراء يطوف
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 402 عن أبي هريرة. والطبراني في الكبير 6/ 174، 237 وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 12، عن سهل بن سعد بلفظه وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح منزلة المؤمن من المؤمن منزلة الرأس من الجسد أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 28، وابن عساكر في التاريخ 3/ 265، وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 90، عن سهل بن سعد الساعدي ولفظه الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الإيمان ... الحديث وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سوار ابن عمارة الرمليّ وهو ثقة.
(2) أسد الغابة ت (4962) ، طبقات ابن سعد 3/ 491، طبقات خليفة 90، تاريخ خليفة 202، تهذيب الكمال 1338، تهذيب التهذيب 10/ 188، خلاصة تذهيب الكمال 380، شذرات الذهب 1/ 71.

(6/110)


بالبيت، فطاف ولم يصلّ بعد الصبح أو العصر، فقلت: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ينهى عن الصّلاة بعد الصبح ... الحديث.
وعند البغويّ من طريق أبي نصر سليمان بن زياد، عن معاذ بن عفراء، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «رأيت ربي ... »
الحديث.

8058- معاذ بن الحارث:
بن سراقة الأنصاري السّلمي، بفتح السين.
ذكره ابن سعد في الصحابة، وكانت عنده الرباب بنت البراء بن معرور، فولدت له سعد بن معاذ.
قلت: وليس سعد هذا الصحابي المشهور رئيس الأوس، وإنما وافقه في اسمه واسم أبيه، وصاحب الترجمة خزرجي، فافترقا.

8059- معاذ بن رباح
بن عمرو بن عبد اللَّه بن أنمار بن مالك بن يسار بن حطيط ابن جشم الثقفي، يكنى أبا زهير، وهو بها أشهر.
واختلف في اسمه. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

8060- معاذ بن رفاعة
الأنصاريّ الزّرقيّ.
ذكره الواقديّ، وقال: شهد غزوة بني قريظة مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على فرس.
قلت: وفي التابعين معاذ بن رفاعة آخر يروي عن أبيه، وجابر، وخولة. روى عنه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل.

8061- معاذ بن زرارة بن عمرو «1»
: بن عدي بن الحارث من بني ظفر.
قال أبو عمر: شهد أحدا هو وولداه: أبو نملة، وأبو درة.

8062- معاذ بن سعد «2»
: أو سعد بن معاذ الأنصاري.
وقع بالشك في صحيح البخاريّ، والموطأ، عن مالك، عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن سعد، أو سعد بن معاذ- أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما بسلع.. الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (4964) ، الاستيعاب ت (2447) .
(2) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1372، أسد الغابة ت (4966) .

(6/111)


أورده البخاريّ في كتاب الذّبائح عقب رواية نافع، عن ابن كعب بن مالك، عن أخيه- أن جارية لهم.
وذكره ابن مندة وأبو نعيم وابن فتحون في الصحابة، [....] .

8063- معاذ بن الصمّة
بن عمرو «1» بن الجموح الأنصاري.
قال العدويّ: شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم الحرّة.
وذكر أبو عبيد القاسم بن سلّام أن معاذ بن الصّمة شهد بدرا هو وأخوه خراش، فيحرر هل هو أو غيره؟.

8064- معاذ بن عبد اللَّه
بن حنطب.
ذكره الطّبريّ، واستدركه ابن فتحون.

8065- معاذ بن عبد اللَّه التيميّ «2»
: قال ابن حبّان: يقال له صحبة.

8066- معاذ بن عبد الرحمن «3»
بن عثمان بن عبيد اللَّه التيمي.
ذكره ابن السّكن في ترجمة والده، وقال: لهما صحبة. وذكره ابن فتحون في الصحابة، وعزاه لخليفة.
وقال البخاريّ: سمع أباه. وروى عنه الزهري. يعد في أهل الحجاز. وقال بعضهم:
سمع معاذ عمر بن الخطاب، ولا يصح. وهو أخو عثمان، وكذا قال أبو حاتم الرازيّ، ولا يصح سماعه عن عمر. انتهى.
وإذا لم يصح سماعه من عمر، فكيف يدركه العصر النبوي وروايته!.
قلت: وحديثه في الصحيحين عن حمران مولى عثمان، عن عثمان، وكذا في النسائيّ، ففي البخاريّ من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، وعند مسلم والنسائي من طريق نافع بن جبير، وغيرهم، كلّهم عن معاذ بن عبد الرحمن عن حمران.
وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وابن حبان في ثقات التابعين.
__________
(1) أسد الغابة ت (4967) ، الاستيعاب ت (2448) .
(2) أسد الغابة ت (2959) ، الاستيعاب ت (2457) .
(3) تفسير الطبري 11/ 12772.

(6/112)


8067- معاذ بن عثمان «1»
: أو عثمان بن معاذ.
روى حديثه الحميدي في مسندة عن ابن عيينة، كذا على الشك، ورجّح أنه معاذ. وقد تقدم سياقه فيمن اسمه عثمان.

8068- معاذ بن عفراء «2»
: هو ابن الحارث. تقدم.

8069- معاذ بن عمرو بن الجموح «3»
: بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ الخزرجي السلميّ.
قال البخاريّ: له صحبة. وقد تقدم ذكر أبيه أيضا، وشهد معاذ هذا العقبة وبدرا، وهو أحد من قتل أبا جهل.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدثني ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال معاذ بن عمرو بن الجموح: سمعت القوم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه، فجعلته من شأني، فصمدت نحوه، فحملت عليه فضربته ضربة فأطنّت قدمه.
وذكر ابن إسحاق أيضا فيما أخرجه ابن أبي خيثمة، عن يوسف بن بهلول، عن عبد اللَّه بن إدريس عنه، عن عبد الملك بن أبي بكر، ورجل آخر معه، كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس، عن معاذ بن عفراء- أنه قال: سمعت القوم وهم في مثل الحرجة وأبو جهل فيهم، وهم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه، فلما سمعتها جعلته من شأني، فقصدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه ... فذكر نحوه.
ويمكن الجمع بأن كلّا منهما ضربه.
وأصحّ من ذلك ما في الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن عوف في قصّة أبي جهل: فضربه ابنا عفراء حتى برد، وهما معاذ، ومعوذ.
وفي «المغازي» أيضا: أن عكرمة بن أبي جهل ضرب معاذ بن عمرو، فقطع يده،
__________
(1) أسد الغابة ت (4968) ، الاستيعاب ت (2449) .
(2) الاستيعاب ت (2450) .
(3) أسد الغابة ت (4969) ، الاستيعاب ت (2451) ، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 108، طبقات خليفة 104، التاريخ الصغير 8/ 245، الجرح والتعديل 8/ 245، الاستبصار 154، الثقات 3/ 319، التاريخ الصغير 1/ 66، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 876، الاستبصار 66، المنمق 520، الطبقات 104، تجريد أسماء الصحابة 2/ 81، سير أعلام النبلاء 1/ 252، الجرح والتعديل 8/ 545، الأعلام 7/ 258، التاريخ الكبير 7/ 360، البداية والنهاية 3/ 287.

(6/113)


فبقيت معلقة حتى تمطّى عليها فألقاها، وقاتل بقية يومه، ثم بقي بعد ذلك دهرا حتى مات في زمن عثمان، قاله البخاري وغيره.

8070- معاذ بن عمرو:
بن قيس «1» بن عبد العزى بن عزيّة بن عمرو بن عديّ بن عوف بن مالك بن النجّار الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكر البغوي «2» ، عن ابن القداح- أنه شهد أحدا وما بعدها واستشهد باليمامة.

8071- معاذ بن ماعص»
: ويقال ابن معاص، ويقال ابن ناعص، بالنون، ابن ميسرة بن خلدة بن عامر بن زريق، أخو عباد الأنصاريّ الزرقيّ.
قال ابن إسحاق، وموسى بن عقبة: شهد معاذ بدرا.
وروى الواقديّ، عن يونس بن محمد الظّفريّ، عن معاذ بن رفاعة- أن معاذ بن ماعص جرح ببدر، فمات من جرحه.
قال الواقديّ: والثبت أنه شهد بدرا وأحدا، واستشهد يوم بئر معونة.
وذكر ابن مندة، من طريق إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن طلحة التيميّ- أن معاذ بن ماعص كان من جملة الذين خرجوا في طلب الذين ساقوا لقاح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مع عيينة بن حصن، وكان أميرهم سعيد بن زيد.
وكذا أخرج الواقديّ، من طريق أبي بكر بن أبي الجهم نحو ذلك. ووقع في مغازي موسى بن عقبة أنه استشهد يوم مؤتة، وفي نسخة منها أن الّذي استشهد فيها أخوه عباد.

8072- معاذ بن محمود:
بن عمرو بن محصن الأنصاريّ أبو الحارث إمام مسجد المدينة.
حكى ابن أبي حاتم، عن أبيه، أنه أمّ بمسجد المدينة ثلاثين سنة، ومات سنة أربع وخمسين.
قال الذّهبيّ: ومقتضى ذلك أن يكون صحابيا، وهو كمال قال.

8073- معاذ الأنصاري:
حكى أبو عمر أنه أبو زيد الّذي جمع القرآن، وهو بكنيته أشهر، واختلف في اسمه اختلافا كثيرا.
__________
(1) أسد الغابة ت (4970) ، الاستيعاب ت (2452) .
(2) في أ: العدوي.
(3) أسد الغابة ت (4971) ، الاستيعاب ت (2453) .

(6/114)


8074- معان بن عمرو النهراني «1»
: ذكره أبو الفتح الأزديّ في الأسماء المفردة من الصحابة، واستدركه أبو موسى. وقال ابن الأثير: لا أدري هل آخره زاي أو نون.

8075- معافى بن زيد الجرشي «2»
: ذكره ابن مندة من طريق عبد العزيز بن قيس عن حميد، عن أنس، قال: أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم برجل من تهامة يقال له معافى بن زيد الجرشي، فقال: ما تقول في النبيذ؟ الحديث.

ذكر من اسمه معاوية
8076- معاوية بن أنس السلميّ:
ذكره سيف في الفتوح، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمد، وأنه كان ممن حارب الأسود العنسيّ، في حياة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

8077- معاوية بن ثور «3»
: بن عبادة بن البكاء العامري البكائيّ.
تقدم ذكره في ترجمة ابنه بشر بن معاوية، وله ذكر في ترجمة عبد عمرو بن كعب، وجده عبادة «4» ضبطه العقيلي بكسر العين، قاله أبو عمرو،
ذكره ابن مندة بالسند الماضي في ترجمة بشر، قال: وكتب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لمعاوية كتابا، ووهب له من صدقة عامه معونة له، ولما رجع معاوية إلى منزله قال: إنما أنا هامة اليوم أو غد، ولي مال كثير، وإنما لي ابنان، فرجع، فقال: يا رسول اللَّه خذها مني فضمها حيث ترى من مكايدة العدو، فإنّي موسر، فقال: «أصبت يا معاوية» ، فقبلها منه.
قال ابن الكلبيّ: وقد فخر محمد بن بشر بن معاوية بما صنع جدّه، فقال:
وأبي الّذي مسح النّبيّ برأسه ... ودعا له بالخير والبركات
أعطاه أحمد إذا أتاه أعنزا ... غفرا ثواجل لسن باللّجبات
يملأن رفد الحيّ كلّ عشيّة ... ويعود ذاك الملء بالغدوات
بوركن من منح وبورك مانح ... وعليه منّي ما بقيت صلاتي
[الكامل]
__________
(1) معاذ في أ.
(2) أسد الغابة ت (4976) .
(3) أسد الغابة ت (4978) .
(4) في أ: عباد.

(6/115)


وله ذكر في ترجمة الفجيع العامريّ، وأخوه عبد اللَّه بن ثور- تقدم.

8078- معاوية بن جاهمة «1»
: بن العبّاس بن مرداس السلمي.
ذكره البغويّ وغيره في الصحابة. وقد ذكرت الاختلاف في إسناد الحديث المروي عنه في ترجمة جاهمة في حرف الجيم.

8079- معاوية بن الحارث
بن المطلب بن عبد مناف. «2»
ذكره ابن إسحاق في السيرة الكبريّ، وساق قصته الفاكهيّ في كتاب مكّة من طريقه، قال: كان معاوية بن الحارث بن المطلب يتقلّد السيف، ويقول للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: صلّ فو اللَّه لا يتعرض لك أحد إلا ضربت عنقه، قال: فلما مات قال فيه أبو طالب:
فأبكي معاوي لا معاوي مثله ... نعم الفتى في العرف لا في المنكر
[الكامل] قلت: ولم أره في أنساب الزبير، بل ذكر إخوته: عبيدة، والطفيل، والحصين، وذكر أن عبيدة وإخوته أسلموا، وأظنه لكونه لم يعقب خفي أمره.

8080- معاوية بن حديج:
بمهملة ثم جيم مصغرا، ابن جفنة، من تجيب، أبو نعيم، ويقال أبو عبد الرحمن السّكوني.
وقال البخاريّ: خولاني- نسبه الزهري، يعد في المصريّين. وقال البغويّ: كان عامل معاوية على مصر.
قلت: إنما أمّره معاوية على الجيش الّذي جهزه إلى مصر، وبها محمد بن أبي بكر الصديق، فلما قتلوه بايعوا لمعاوية، ثم ولي إمرة مصر ليزيد.
وذكره ابن سعد فيمن ولي مصر من الصحابة. وقال ابن يونس في تاريخه «3» : يكنى أبا نعيم، وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح مصر، ثم كان الوافد «4»
__________
(1) الثقات 3/ 374، خلاصة تذهيب الكمال 3/ 39، الطبقات 52، تجريد أسماء الصحابة 2/ 82، الكاشف التهذيب 3/ 156، تلقحى فهوم أهل الأثر 377، تهذيب التهذيب 10/ 202، تهذيب الكمال 3/ 343، تقريب التهذيب 2/ 258، الجرح والتعديل 8/ 1725، التاريخ الكبير 7/ 329، بقي بن مخلد 475، أسد الغابة ت (4979) ، الاستيعاب ت (2460) .
(2) أسد الغابة ت (4980) ، الاستيعاب ت (2461) .
(3) سقط في ط.
(4) في أ: الرسول.

(6/116)


على عمر بفتح الإسكندرية، ذهبت عينه في غزوة النوبة «1» مع ابن أبي سرح، وإلى غزو المغرب مرارا آخرها سنة خمسين، ومات سنة اثنتين وخمسين.
وأخرج له أبو داود والنسائي حديثا في السهو في الصلاة، والنسائيّ حديثا في التداوي بالحجامة والغسل، والبغويّ حديثا قال فيه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «غدوة في سبيل اللَّه أو روحة خير من الدّنيا وما فيها» .
وأخرج أحمد الأحاديث الثلاثة، وكلّها من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس عنه.
وقد أخرج أيضا من طريق ثابت البناني، عن صالح بن حجير، عنه، حديثا مرفوعا في دفن الميت.
ومن طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عليّ بن رباح، عنه، قال: هاجرنا على عهد أبي بكر، فبينا نحن عنده ... فذكر قصّة زمزم.
قال الأثرم، عن أحمد: ليست له صحبة. وذكره يعقوب بن سفيان، وابن حبّان في التابعين، لكن ابن حبّان ذكره في الصحابة أيضا.
قال البخاريّ: مات قبل أبي عمرو.

8081- معاوية بن حزن القشيري:
قرأت بخط الخطيب في كتاب المؤتلف في ترجمة عقيل، بالتصغير وبوزن عظيم، قال في الثاني: وعبد الرحمن بن محمد بن عقيل النيسابورىّ، ثم ساق من طريقه عن أبي حامد الحسنويّ، عن أحمد بن يونس، عن عمر بن عبد اللَّه، عن سفيان بن حسين، عن داود الورّاق، عن سعيد بن حكيم، عن أبيه، عن جده معاوية بن حزن القشيري، قال: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فلما وقفت عليه قال: «أما أنّي قد سألت اللَّه أن يعينني عليكم» .
وذكر الحديث بطوله، كذا بخطه معاوية بن حزن مجوّدة، وعمل على حزن ضبة، وأنا أظن أنه ابن حيدة الّذي بعد هذا فكتبته هنا على الاحتمال، ونبهت عليه في القسم الأخير.
__________
(1) النّوبة: بالضم ثم السكون وباء موحدة وهي بلاد واسعة عريضة في جنوبي مصر، ونوبة أيضا: بلد صغير بإفريقية إلى تونس وإقليبيا ونوبة أيضا: موضع على ثلاثة أيام من المدينة ونوبة أيضا: هضبة حمراء نحو الجنوب من أرض بني عبد اللَّه بن كلاب. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1394.

(6/117)


8082- معاوية بن الحكم السلميّ «1»
: قال أبو عمر: كان يسكن بني سليم وينزل المدينة.
قال البخاريّ: له صحبة، يعدّ في أهل الحجاز. وقال البغويّ: سكن المدينة. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا.
قلت: ثبت ذكره
وحديثه في صحيح مسلم، من طريق عطاء بن يسار عنه، قال: صليت خلف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فعطس رجل من القوم في صلاته، فقلت: يرحمك اللَّه ...
الحديث.
وفيه: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيء من كلام النّاس» .
قال البغويّ: الحديث طويل فيه قصص الصّلاة. وقد روى الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معاوية بن الحكم، قصة الطّيرة والكهانة، ثم أخرجه من طريق أبي أويس، عن الزّهري.
وروى ملك من طريق عطاء بن يسار قصة في الجارية التي لطمها، لكنه سماه عمر بن الحكم، وخالف فيه أكثر الناس.
وأخرج البغويّ من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن أسد بن موسى، عن صفار بن حميد، عن كثير بن معاوية بن الحكم السلميّ، عن أبيه، قال: كنا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأنزى أخي علي بن الحكم فرسا له خندقا ... فذكر الحديث كما تقدم في ترجمة علي بن الحكم من حرف العين.
وقال ابن عبد البرّ أحسن الناس لحديث معاوية بن الحكم سياقة يحيى بن أبي كثير.
وأما غيره فقطعه أحاديث.
قلت: لكن قصّة أخيه علي لم تدخل في رواية يحيى.

8083- معاوية بن حيدة
بن معاوية «2» بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري، جد بهز بن حكيم.
قال البغويّ: نزل البصرة. وقال ابن الكلبيّ: أخبرني أبي أنه أدرك بخراسان، ومات بها.
__________
(1) أسد الغابة ت (4981) ، الاستيعاب ت (2462) .
(2) المؤتلف والمختلف ص 34 القشيري. الصمت وآداب اللسان، ص 221. مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 591، أسد الغابة ت (4982) ، الاستيعاب ت (2463) .

(6/118)


وقال ابن سعد: له وفادة وصحبة. وقال البخاريّ: سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وزعم الحاكم أن ابنه تفرّد بالرواية عنه، لكن وجدت رواية لعروة بن رويم اللخميّ عنه، وكذا ذكر المزي أن حميدا اليزني روى عنه.
وقد مضى له ذكر في ترجمة والده حيدة، وعلّق له البخاري في الطهارة وفي النكاح وقال في الغسل، قال بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، وأخرج له أصحاب السنن، وصحّح حديثه.
وأخرج البغويّ، عن الزبير بن بكار، عن عبد المجيد بن أبي روّاد، عن معمر، عن الزهري: حدثني رجل من بني قشير، يقال له بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «في كلّ خمس دود سائمة الصّدقة» .
قال البغويّ: تفرد به الزهري، وأظنه من رواية معمر عن بهز بن حكيم.

8084-[معاوية بن درهم:
جاء عنه حديث يشبه حديث معاوية بن جاهمة وقد أشبعت القول فيه في ترجمة جاهمة في حرف الجيم]
«1» .

8085- معاوية بن أبي ربيعة الجرمي:
ذكره محمد بن المعلى الأزدي في كتاب الترخيص، فأسند إلى أبي بكر بن دريد بسند له إلى ابن الكلبيّ، عن أبي بشر الجرمي، عن أشياخه- أن بني عقيل وبني جرم وبني جعدة اختصموا في ماء، فقضى به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لجرم، فقال شاعر منهم يقال له معاوية بن أبي ربيعة:
وإنّي أخو جرم كما قد علمتم ... إذا جمّعت عند النبيّ المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه ... فإنّي بما قال النّبيّ لقانع
[الطويل] في أبيات.

8086- معاوية بن سفيان:
بن عبد الأسد المخزومي بن أبي سلمة بن عبد الأسد.
مات أبوه كافرا، وقتل عمه مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأما هو فذكره الزبير بن بكّار.
__________
(1) هذه الترجمة سقط في ط.

(6/119)


8087- معاوية بن أبي سفيان «1»
: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأمويّ، أمير المؤمنين.
ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل بسبع، وقيل بثلاث عشرة. والأول أشهر.
وحكى الواقديّ أنه أسلم بعد الحديبيّة وكتم إسلامه حتى أظهره عام الفتح، وأنه كان في عمرة القضاء مسلما، وهذا يعارضه ما ثبت في الصحيح، عن سعد بن أبي وقاص، أنه قال في العمرة في أشهر الحج: فعلناها، وهذا يومئذ كافر. ويحتمل إن ثبت الأول أن يكون سعد أطلق ذلك بحسب ما استصحب من حاله، ولم يطلع على أنه كان أسلم لإخفائه لإسلامه.
وقد أخرج أحمد، من طريق محمد بن علي بن الحسين، عن ابن عباس- أن معاوية قال: قصّرت عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عند المروة، وأصل الحديث في البخاريّ من طريق طاوس، عن ابن عباس، بلفظ قصّرت بمشقص «2» ، ولم يذكر المروة، وذكر المروة يعيّن أنه كان معتمرا، لأنه كان في حجة الوداع حلق بمنى، كما ثبت في الصحيحين، عن أنس.
وأخرج البغويّ، من طريق محمد بن سلام الجمحيّ، عن أبان بن عثمان: كان معاوية بمنى وهو غلام مع أمه إذ عثر، فقالت: قم لا رفعك اللَّه، فقال لها أعرابي: لم تقولين له هذا؟ واللَّه إني لأراه سيسود قومه. فقالت: لا رفعه اللَّه، إن لم يسد إلا قومه.
قال أبو نعيم: كان من الكتبة الحسبة الفصحاء، حليما وقورا.
وعن خالد بن معدان: كان طويلا أبيض أجلح «3» ، وصحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكتب له، وولّاه عمر الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان، وأقره عثمان، ثم استمر فلم يبايع عليا، ثم حاربه، واستقلّ بالشام، ثم أضاف إليها مصر، ثم تسمّى بالخلافة بعد الحكمين، ثم استقلّ لما صالح الحسن، واجتمع عليه الناس، فسمّي ذلك العام عام الجماعة.
وأخرج البغويّ من طريق مبارك بن فضالة، عن أبيه، عن عليّ بن عبد اللَّه، عن عبد
__________
(1) معرفة الرجال 2/ 177، أسد الغابة ت (4984) ، الاستيعاب ت (2464) .
(2) المشقص: نصف السّهم إذا كان طويلا غير عريض 6/ 151، فإذا كان عريضا فهو المعبلة. النهاية 2/ 490.
(3) الأجلح من الناس: الّذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه. النهاية 1/ 284.

(6/120)


الملك بن مروان، قال: عاش ابن هند- يعني معاوية- عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة، وجزم به محمد بن إسحاق. وفيه تجوّز، لأنه لم يكمل في الخلافة عشرين إن كان أولها قتل علي، وإن كان أولها تسليم الحسن بن علي فهي تسع عشرة سنة إلا يسيرا.
وفي صحيح البخاري، عن عكرمة: قلت لابن عباس. إن معاوية أوتر بركعة. فقال:
إنه فقيه. وفي رواية: إنه صحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
وحكى ابن سعد أنه كان يقول: لقد أسلمت قبل عمرة القضية، ولكني كنت أخاف أن أخرج إلى المدينة، لأن أمي كانت تقول: إن خرجت قطعنا عنك القوت.
وأخرج ابن شاهين، عن ابن أبي داود بسنده إلى معاوية- حديث: الخير عادة، والشر لجاجة. وقال: قال ابن أبي داود: لم يحدّث به عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا معاوية.
وفي مسند أبي يعلى عن سويد بن شعبة، عن عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جده سعيد- هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، عن معاوية، قال: اتبعت رسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم بوضوء، فلما توضّأ نظر إلي فقال: «يا معاوية، إن ولّيت أمرا فاتّق اللَّه واعدل» .
فما زلت أظن أني مبتلى بعمل. صويد فيه مقال.
وقد أخرجه البيهقيّ في «الدلائل» من وجه آخر، وفي تاريخ البخاريّ، عن معمر، عن همام بن منبّه، قال، قال ابن عباس: ما رأيت أحدا أحلى للملك من معاوية. وقال البغويّ:
حدثنا عمي عن الزبير، حدثني محمد بن علي، قال: كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب.
وذكر ابن سعد عن المدائني، قال: نظر أبو سفيان إلى معاوية وهو غلام فقال: إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أنه يسود قومه. فقالت هند: قومه فقط ثكلنه إن لم يسد العرب قاطبة.
وقال المدائنيّ: كان زيد بن ثابت يكتب الوحي، وكان معاوية يكتب للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيما بينه وبين العرب.
وفي مسند أحمد، وأصله في مسلم، عن ابن عباس، قال: قال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: ادع لي معاوية- وكان كاتبه.
وقد روى معاوية أيضا عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأخته أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان.

(6/121)


وروى عنه من الصحابة: ابن عباس، وجرير البجلي، ومعاوية بن حديج، والسائب بن يزيد، وعبد اللَّه بن الزبير، والنعمان بن بشير، وغيرهم. ومن كبار التابعين:
مروان بن الحكم، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، وقيس بن أبي حازم، وسعيد بن المسيب، وأبو إدريس الخولانيّ. وممن بعدهم: عيسى بن طلحة، ومحمد بن جبير بن مطعم، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو سجلز، وجبير بن نفير، وحمران مولى عثمان، وعبد اللَّه بن محيريز، وعلقمة بن وقّاص، وعمير بن هانئ، وهمام بن منبّه، وأبو العريان النخعيّ، ومطرف بن عبد اللَّه بن الشخّير، وآخرون.
وقال ابن المبارك في كتاب «الزهد» : أخبرنا ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن أسلم مولى عمر، قال: قدم علينا معاوية وهو أبض الناس وأجملهم، فخرج إلى الحج مع عمر بن الخطاب، وكان عمر ينظر إليه فيتعجب منه، ثم يضع إصبعه على جبينه ثم يرفعها عن مثل الشراك، فيقول: بخ بخ، إذا نحن خير الناس أن جمع لنا خير الدنيا والآخرة. فقال معاوية: يا أمير المؤمنين، سأحدثك، إنا بأرض الحمامات والريف. فقال عمر: سأحدثك، ما بك إلطافك نفسك بأطيب الطعام وتصبحك حتى تضرب الشمس متنيك، وذوو الحاجات وراء الباب. قال: حتى جئنا ذا طوى فأخرج معاوية حلة فلبسها، فوجد عمر منها ريحا كأنه ريح طيب، فقال: يعمد أحدكم فيخرج حاجا تفلا حتى إذا جاء أعظم بلدان اللَّه جرمة أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما. فقال له معاوية: إنما لبستهما لأدخل على عشيرتي يا عمر، واللَّه لقد بلغني أذاك ها هنا وبالشام، فاللَّه يعلم أن لقد عرفت الحياء في عمر، فنزع معاوية الثوبين، ولبس ثوبيه اللذين أحرم فيهما. وهذا سند قوي.
وأخرج ابن سعد، عن أحمد بن محمد الأزرقي، عن عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جده، قال: دخل معاوية على عمر بن الخطاب، وعليه حلة خضراء، فنظر إليه الصحابة، فلما رأى ذلك عمر قام ومعه الدرة، فجعل ضربا بمعاوية، ومعاوية يقول: اللَّه اللَّه يا أمير المؤمنين! فيم! فيم! فلم يكلمه حتى رجع فجلس في مجلسه، فقالوا له: لم ضربت الفتى، وما في قومك مثله؟ فقال: ما رأيت إلا خيرا، وما بلغني إلا خير، ولكني رأيته- وأشار بيده- يعني إلى فوق فأردت أن أضع منه.
وقال ابن أبي الدّنيا: حدثنا محمد بن عبّاد، حدثنا سفيان، عن شيخ، قال: قال عمر:
إياكم والفرقة بعدي، فإن فعلتم فاعلموا أن معاوية بالشام، فإذا وكلتم إلى رأيكم كيف يستبزها منكم.
مات معاوية في رجب سنة ستين على الصحيح.

(6/122)


8088- معاوية بن سويد:
بن مقرّن المزني «1» ، أبو سويد الكوفي.
تقدم ذكر والده في حرف السين المهملة، ويأتي في النعمان بن مقرّن.
وهو مشهور في التابعين، وحديثه عن أبيه، وعن البراء بن عازب في صحيح مسلم وغيره.
وقد
ذكره أبو يعلى، والحسن بن سفيان، والبغويّ، وابن السكن في الصحابة، وأخرجوا من طريق أبي زبيد، عن مطرّف، عن الشعبي، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا قال الرّجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما»
«2» [....] .
وأخرج البغويّ أيضا، من طريق مطرف، عني أبي السّفر، عن معاوية بن سويد، قال: كنا بني مقرن لنا غلام فلطمه بعضنا، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فشكا إليه فأعتقه، فقيل: يا رسول اللَّه، إنه ليس لهم خادم غيره، فقال: فليخدمهم حتى يستغنوا.
وكذا أخرجه النّسائي من هذا الوجه. وهذا الحديث أخرجه مسلم وأصحاب السنن من رواية هلال بن يساف، ومن رواية سلم بن كهيل، وغيرهما، كلهم عنه عن أبيه، قال: كنّا بني مقرّن ... فذكر القصة ... الحديث، فكأنه وقع في الرواية المذكورة تقصير من بعض الرواة.
وقد أخرجه النسائيّ على الاختلاف، ولم ينبّه على ذلك كعادته، وإنما ذكر اختلافا على مطرف في الواسطة بينه وبين معاوية بن سويد فيه، وقال: إن قول من قال عن أبي السفر أشبه بالصواب.
قال ابن أبي حاتم الرازيّ: حديثه مرسل. وقال أبو أحمد العسكري: ليسوا يصححون سماعه، وروايته مرسلة.
وذكره ابن حبّان والعجليّ في ثقات التابعين، روى عنه أيضا سلمة بن كهيل، وعمرو بن مرة، وأشعث بن أبي الشعثاء، وغيرهم.
__________
(1) التاريخ الكبير 7/ 330، الجرح والتعديل 8/ 378، الكاشف 3/ 139، تهذيب التهذيب 10/ 208، تقريب التهذيب 2/ 259، تاريخ الإسلام 3/ 483، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2138، أسد الغابة ت (4983) .
(2) أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 32. وأحمد في المسند 2/ 47، والطبراني في الكبير 18/ 194، والمنذري في الترغيب والترهيب 3/ 465. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 8269، 8279.

(6/123)


8089- معاوية بن صعصعة التميمي «1»
: أحد وفد بني تميم الذين نادوا من وراء الحجرات.
ذكره أبو عمر، وقال: لا أعرف له روايته، كذا قال، والمعروف صعصعة بن مقرّن.
واللَّه أعلم.

8090- معاوية بن عبادة:
بن عقيل، والد كعب الأخيل بن الرّحال.
له وفادة، ذكره في التجريد.

8091- معاوية بن عبد اللَّه:
غير منسوب.
ذكره البغويّ، والإسماعيلي في الصحابة، وأخرجا من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج- أن معاوية بن عبد اللَّه حدثه أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قرأ في المغرب:
حمّ، التي فيها الدّخان. واستدركه ابن فتحون.

8092- معاوية بن عروة الدئلي:
والد نوفل.
يأتي في آخر من اسمه معاوية.

8093- معاوية بن عفيف المزني:
ذكره ابن عساكر في «تاريخه» وأورد عن أبي الحسن الرازيّ والد تمام، قال: قال بعضهم: الدار التي في الدجاجية في غزو سقيفة جناح دار أبي قحافة ومعاوية ابني عفيف المزنيّ، ولهما صحبة.

8094- معاوية بن عمرو،
أخو ذي الكلاع.
قال الرّشاطيّ: كان في السّكون، وهاجر إلى المدينة. فتفقّه، ثم رجع إلى قومه.
وذكر وثيمة في الردّة أنه قام إلى ملوك كندة حين اجتمعوا على الردّة، وانتزعوا من زياد بن لبيد ناقة من الصدقة، فقال معاوية: يا معشر كندة، إن لم أكن شريككم في الخطيئة فأنا شريككم في المصيبة، ردوا زيادا إلى عمله، واكتبوا إلى أبي بكر بعذركم، وإلا سفكت واللَّه الدماء على الردة، فلم يقبلوا، فتولى عنهم مغضبا، وأنشد له في ذلك أبياتا حسنة.
واستدركه ابن فتحون.

8095- معاوية بن عمرو الدئلي.
__________
(1) أسد الغابة ت (4985) ، الاستيعاب ت (2465) .

(6/124)


ويقال معاوية بن عروة، تقدم التنبيه عليه قبل بترجمة.

8096- معاوية بن قرمل «1»
: بفتح القاف والميم بينهما راء ساكنة، وقيل بكسر أوله وثالثه، والمحاربي.
قال أبو عمر: مذكور في الصحابة. وقال ابن السكن، وابن مندة: يقال له صحبة، وأخرجا من طريق يعلى بن الحارث: سمعت المورع بن حبان المحاربيّ يحدث عن معاوية بن قرمل المحاربي، قال: كنت مع خالد بن الوليد حين غزا الشام، فخرجنا فرفع لنا دير فأتيناه، فقلنا: السلام عليكم، فخرج إلينا، قس، فقال: من أصحاب هذه الكلمة الطيبة؟
الحديث.
وكان أصحاب معاوية بن قرمل يزعمون أن له صحبة.
وقال ابن السّكن: وروى أبو العلاء عن معاوية بن قرمل، قال: قدمت المدينة في خلافة عمر فلا أدري أهو هذا أم غيره.
قلت: ذكره البخاري وابن حبان وغيرهما في التابعين، ولم يحكوا في اسم أبيه خلافا أنه بالحاء المهملة بخلاف هذا، فإنه بالقاف. وسيأتي في القسم الثالث أنه حنفي، وهذا محاربي.

8097- معاوية بن محصن:
بن علس، بمهملتين وفتحات، الكندي، يكنى أبا شجرة «2» .
قال ابن الكلبيّ: له صحبة. واستدركه ابن الأثير.

8098- معاوية بن مرداس:
بن أبي عامر بن سنان بن حارثة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمي «3» .
ذكره ابن الكلبيّ وغيره، ففي (الأخبار المنثورة) لأبي بكر بن دريد بسنده عن ابن الكلبيّ، عن أبي مسكين، قال: نزل دريد بن الصمة الجشمي بعمرو بن الحارث بن الشريد، فرأى أخته خنساء، واسمها تماضر، وهي تهنا بعيرا لها، ثم نضّت ثيابها فاغتسلت، ودريد ينظر، فرأى شيئا أعجبه ... فذكر القصة، وأنه خطبها فامتنعت وتزوّجت بعد ذلك عبد اللَّه بن رواحة بن عصية السلميّ، فولدت له أبا شجرة، ثم خلف عليها مرداس بن أبي عامر،
__________
(1) أسد الغابة ت (4989) ، الاستيعاب ت (2466) .
(2) في أ: عزة.
(3) في أ: عمرو.

(6/125)


فولدت له معاوية، ويزيد، وحربا، وعميرة، فهلك معاوية أيام عمر بالمدينة، فقال عمر حين بلغه موته: هلك الحلاحل ابن مرداس، أما واللَّه لو عاش لأكرمته. وانتهى.
وقد ذكروا خنساء في الصحابة، وأنها شهدت القادسية، ومعها أربع بنين لها، فاستشهدوا وورثتهم.

8099- معاوية بن معاوية المزني «1»
: ويقال: الليثي.
ذكره البغويّ وجماعة، وقالوا: مات على عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وردت قصته من حديث أبي أمامة، وأنس مسندة، ومن طريق سعيد بن المسيب والحسن البصري مرسلة،
فأخرج الطبراني، ومحمد بن أيوب بن الضّريس في فضائل القرآن، وسمويه في فوائده، وابن مندة والبيهقيّ في الدلائل، كلهم من طريق محبوب بن هلال، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، قال: نزل جبرائيل على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا محمّد، مات معاوية بن معاوية المزني، أتحبّ أن تصلي عليه؟ قال: نعم. فضرب بجناحيه فلم يبق أكمة ولا شجرة إلا قد تضعضعت، فرفع سريره حتى نظر إليه، فصلى عليه، وخلفه صفّان من الملائكة، كلّ صفّ سبعون ألف ملك، فقال: «يا جبرائيل، بم نال معاوية هذه المنزلة» ؟ قال: بحب: «قل هو اللَّه أحد» ، وقراءته إياها جاثيا وذاهبا، وقائما وقاعدا، وعلى كل حال.
وأول حديث ابن الضّريس: كان النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بالشام ومحبوب- قال أبو حاتم: ليس بالمشهور.
وذكره ابن حبّان في الثقات،
وأخرجه ابن سنجر في مسندة، وابن الأعرابي، وابن عبد البر، ورويناه بعلو في فوائد حاجب الطوسي، كلهم من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا العلامة أبو محمد الثقفي، سمعت أنس بن مالك يقول: غزونا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم غزوة تبوك، فطلعت الشمس يوما بنور وشعاع وضياء لم نره قبل ذلك، فتعجب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من شأنها إذ أتاه جبريل فقال: مات معاوية بن معاوية الليثي، فبعث اللَّه سبعين ألف ملك يصلّون عليه. قال: «بم ذاك؟» قال: بكثرة تلاوته: «قل هو اللَّه أحد» ... فذكر نحوه. وفيه: فهل لك أن تصلي عليه فأقبض لك الأرض؟ قال: نعم.
فصلّى عليه.
والعلاء أبو محمد هو ابن زيد الثقفي واه. وأخطأ في قوله اللّيثي.
__________
(1) أسد الغابة ت (4982) ، عنوان النجابة 159، تجريد أسماء الصحابة 2/ 83، صفة الصفوة 1/ 676، الاستيعاب ت (2467) .

(6/126)


وله طريق ثالثة عن أنس، ذكرها ابن مندة، من رواية أبي عتاب في الدلائل، عن يحيى بن أبي محمد عنه. قال: ورواه نوح بن عمرو، عن بقية، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة نحوه.
قلت:
وأخرجه أبو أحمد الحاكم في فوائد، والطبراني في مسند الشاميين، والخلال في فضائل «قل هو اللَّه أحد» ، وابن عبد البر جميعا من طريق نوح، فذكر نحوه، وفيه:
فوضع جبرائيل جناحه الأيمن على الجبال، فتواضعت حتى نظرنا إلى المدينة.
قال ابن حبّان في ترجمة العلاج الثقفي من الضعفاء بعد أن ذكر له هذا الحديث: سرقه شيخ من أهل الشام، فرواه عن بقية، فذكره.
قلت: فلما أدري عنى نوحا أو غيره، فإنه لم يذكر نوحا في الضعفاء.
وأما طريق سعيد بن المسيب المرسلة فرويناها في فضائل القرآن لابن الضّريس، من طريق علي بن زيد بن جدعان عنه، وأما طريق الحسن البصريّ
فأخرجها البغويّ وابن مندة من طريق صدقة بن أبي سهل، عن يونس بن عبيد، عن الحسن عن معاوية بن معاوية المزني- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان غازيا بتبوك فأتاه جبريل، فقال: يا محمد، هل لك في جنازة معاوية بن معاوية المزني؟ فذكر الحديث.
وهذا مرسل، وليس المراد بقوله: «عن» أداة الرواية، وإنما تقدم الكلام أن الحسن أخبر عن قصة معاوية المزني.
قال ابن عبد البرّ: أسانيد هذا الحديث ليست بالقوية، ولو أنها في الأحكام لم يكن في شيء منها حجة، ومعاوية بن مقرن المزني معروف هو وإخوته، وأما معاوية بن معاوية فلا أعرفه.
قلت: قد يحتج به من يجيز الصلاة على الغائب، ويدفعه ما ورد أنه رفعت الحجب حتى شهد جنازته، فهذا يتعلق بالأحكام. واللَّه أعلم.

8100- معاوية بن المغيرة:
بن أبي العاص بن أمية الأموي، ابن عم مروان بن الحكم، وهو والد عائشة أم عبد الملك بن مروان. وأمه بسرة بنت صفوان، صحابية معروفة.
ومات أبوه في الجاهلية، واستدركه ابن فتحون.

8101- معاوية بن مقرّن المزنيّ
تقدم كلام ابن عبد البرّ في ترجمة معاوية بن معاوية، وذكره ابن شاهين، وأورد في

(6/127)


ترجمته حديثا أوله: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا بعث جيشا أوصى أميرهم ... الحديث. واستدركه ابن فتحون.

8102- معاوية بن نفيع «1»
: ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه محمد بن جابر، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الصّلت البكريّ، عن معاوية بن نقيع، وكان له صحبة، قال: قال: أقبلنا إليه في يوم عيد في السواد، فصلّى بنا ...

8103- معاوية الثقفيّ:
من الأحلاف.
ذكر الطّبريّ أنه كان على بني عقيل إذا أعانوا فيروز الديلميّ على استنقاذ عياله من أهل الردة صدر أيام أبي بكر الصديق، وكذا ذكر سيف، وقال: إنه استنقذهم من قيس بن عبد يغوث قبل قتل الأسود العنسيّ، ونسبه عقيليا، وكأنه من عقيل ثقيف.
وقد تقدم التنبيه على أن من كان شهد الحروب في أيام أبي بكر وما قاربها من قريش وثقيف يكون معدودا في الصحابة، لأنهم شهدوا حجة الوداع.

8104- معاوية العذري:
ذكر سيف في كتاب الردّة أن أبا بكر الصديق كتب إليه يأمره بالجدّ في قتال أهل الردة، وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك الزمان إلا الصحابة.

8105- معاوية الليثي «2»
: ذكره البخاريّ وغيره في الصحابة، قال ابن مندة: عداده في أهل البصرة.
وأخرج البخاري، وابن أبي خيثمة، والبغويّ، والطبرانيّ، وغيرهم، من طريق عمران القطّان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن معاوية الليثيّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «يصبح النّاس مجدبين «3» فيأتيهم اللَّه برزق من عنده، فيصبحون مشركين يقولون:
مطرنا بنوء كذا» .
وأخرجه الطّيالسيّ في مسندة عنه.
وقال أبو عمر: يضطربون في إسناده، وجعل البخاريّ معاوية بن حيدة ومعاوية الليثيّ واحدا، وقد أنكره أبو حاتم.
__________
(1) أسد الغابة ت (4993) .
(2) أسد الغابة ت (4990) ، الاستيعاب ت (2468) .
(3) في أ: محدثين.

(6/128)


قلت: الموجود في نسخ تاريخ البخاريّ التفرقة، وما وقفت على وجه الاضطراب الّذي ادعاه أبو عمر.

8106- معاوية الهذلي «1»
: ذكره البخاريّ في الصحابة. وقال ابن مندة: عداده في أهل حمص.
وأخرج البغويّ وجعفر الفريابي في كتاب صفة المنافق، وابن مندة من طريق حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر، عن معاوية الهذلي صاحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «إنّ المنافق ليصوم فيكذّبه اللَّه، ويصلّي فيكذّبه اللَّه، ويتصدّق فيكذّبه اللَّه، ويقوم فيكذّبه اللَّه، ويقاتل فيكذّبه اللَّه، ويقتل فيجعله اللَّه من أهل النّار» .
ووقع في رواية جعفر، من طريق يزيد بن هارون، عن حريز رفع الحديث، والمحفوظ أنه موقوف، كذا قال بشر بن بكر، وعلي بن عياش، وأبو اليمان، وغيرهم، عن حريز- وهو بفتح المهملة وآخره زاي.

8107- معاوية:
والد نوفل «2» .
ذكره الطّبريّ، وأخرج من طريق ابن أبي سبرة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نوفل بن معاوية، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لأن يوتر أحدكم أهله «3» خير له من أن تفوته صلاة العصر» «4» .
وكذا أخرجه عبد الرّزّاق في مصنفه، عن ابن أبي سبرة، وهو ضعيف.
والمحفوظ في هذا ما
أخرجه النسائيّ، من طريق جعفر بن ربيعة، ويزيد بن أبي حبيب، فرّقهما عن عراك بن مالك أنه سمع نوفل بن معاوية يحدث أنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «صلاة من فاتته فكأنّما وتر أهله وماله» .
ونوفل المذكور يأتي نسبه في النون، فإن كان ابن أبي سبرة حفظه احتمل أن يكون لكل من نوفل وولده صحبة.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 84، العقد الثمين 7/ 238، أسد الغابة ت (4995) ، الاستيعاب ت (2469) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 84، تهذيب الكمال 3/ 1347.
(3) أي ينقص، يقال: ووترته إذا نقصته، فكأنك جعلته وترا بعد أن كان كثيرا، وقيل: هو من الوتر: الجناية التي يجنيها الرّجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي فشبّه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قتل حميمه أو سلب أهله وماله. النهاية 5/ 148.
(4) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 430 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 313 عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن معاوية عن أبيه ... الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير.

(6/129)


8108- معبد بن أكثم الخزاعيّ «1»
: تقدم ذكره في ترجمة أكثم بن أبي الجون من حرف الألف.
قال ابن الكلبيّ: كانت أم معبد التي مرّ بها النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في الهجرة تحت أكثم بن أبي الجون، فولدت له معبدا ونصرة وبنتا يقال لها خلدية.

8109- معبد بن أمية:
بن خلف الجمحيّ.
تقدم ذكره في ترجمة أخيه سلمة.

8110- معبد بن حميد:
بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى.
ذكره الزبير بن بكّار، وقال: قتل ولده عبد اللَّه بن معبد يوم الجمل، وهو لناجية بنت حكيم بن حزام.
قلت: وحميد والد معبد مات قبل الإسلام، ومقتضى ذلك أن يكون لمعبد صحبة على ما تقرر أن من عرف من أهل مكة والطائف أنه كان في العهد النبوي إلى خلافة أبي بكر فما بعدها، فإنه يعد في الصحابة، لأنهم شهدوا حجّة الوداع مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.

8111- معبد بن خالد الجهنيّ «2»
: أبو روعة» .
قال الواقديّ: أسلم قديما، وكان أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يوم فتح مكّة، وكان يلزم البادية.
مات سنة اثنتين وسبعين، وهو ابن بضع وثمانين سنة.
وقال ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، وابن حبّان: له صحبة، وله رواية عن أبي بكر وعمر.
قال أبو عمر: هو غير معبد الّذي تكلم في القدر. وقيل: هو هو.
قلت: هذا الثاني باطل، فإن القدري وافق هذا الصحابي في اسم أبيه ونسبه، واختلف في اسم أبيه، فقيل خالد مثل الصحابي، وقيل عبد اللَّه بن عويم، وقيل عبد بن عكيم، ومن
__________
(1) أسد الغابة ت (4996) ، الاستيعاب ت (2470) .
(2) أسد الغابة ت (4998) ، الاستيعاب ت (2471) ، طبقات ابن سعد 4/ 338، طبقات خليفة 211، التاريخ الكبير 7/ 399، المعرفة والتاريخ 2/ 280، الجرح والتعديل 8/ 279، أنساب الأشراف 1/ 380، تهذيب التهذيب 10/ 222، تقريب التهذيب 2/ 262، تاريخ الإسلام 2/ 528.
(3) في أ، وتهذيب التهذيب والطبقات: أبو زرعة.

(6/130)


ثم زعم بعضهم أنه ولد الّذي
روى حديث: «لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب» .
وحكى البخاريّ في التّاريخ الصغير أنه معبد بن عبد الرحمن. فاللَّه أعلم.

8112- معبد بن زهير:
ذكره ابن فتحون في التنبيه على أوهام الاستيعاب، ونقل عن مغازي الأمويّ، عن ابن إسحاق، أنه ذكره فيمن استشهد باليمامة، ولم يذكره ابن فتحون في الذيل، وهو على شرطه.

8113- معبد بن عباد:
بن قشير «1» بن العدم بن سالم بن مالك بن سالم المعروف بالحبلي، ابن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ.
ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، وهو أبو حميضة، مشهور بكنيته، وهو بمهملة ومعجمة مصغر، كذا ضبطه الأكثر. وذكره أبو عمر تبعا للواقدي بخاء معجمة وصاد مهملة، بوزن عجيبة، ونقل عن أبي معشر أنه ذكره بعين ثم صاد مهملتين مصغرا، وخطأه في ذلك، وسمي ابن القداح أباه عمارة، ووهمه ابن ماكولا.

8114- معبد بن عبد «2»
: سعد بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاريّ الحارثيّ.
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: شهد أحدا هو وابنه تميم بن معبد.

8115- معبد بن عمرو التميمي:
تقدم في سعيد بن عمرو.

8116- معبد بن عمرو:
حليف قريش.
ذكر عبد اللَّه بن محمد القدامي، وأبو مخنف- أنه استشهد بفحل في خلافة أبي بكر الصديق.

8116 (م) - معبد بن عمرو التميميّ:
قال ابن عساكر: ذكر أبو مخنف أنه استشهد بفحل، وكذا قال الدارميّ، وقال غيرهما: استشهد بأجنادين. وقال ابن إسحاق: في مهاجرة الحبشة معبد بن عمرو التميميّ.
وقال أبو الأسود، عن عروة: استشهد بأجنادين تميم بن الحارث، وأخ له من أمه، يقال له معبد بن عمرو التميمي.
__________
(1) في أ، ب، وأسد الغابة: والطبقات ابن قشعر، الاستيعاب ت (2475) ، وأسد الغابة ت (5003) .
(2) أسد الغابة ت (5005) ، الاستيعاب ت (2477) .

(6/131)


8117- معبد بن عمرو الأنصاريّ:
ذكر الواقديّ أن أبا سفيان بن حرب كان قد حلف ألا يمس رأسه ماء حتى يأخذ بثأره من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فخرج في مائتي راكب، فلقي رجلا من الأنصار يقال له معبد بن عمرو، ومعه أجير له، فقتلهما، فرأى أن يمينه قد انحلت، فرجع.
وقد ذكر ابن إسحاق القصة، لكنه قال: وحليف له، ولم يسمّهما.

8118- معبد بن عوسجة
بن حرملة بن سبرة بن خديج بن مالك الجهنيّ، والد سبرة.
تقدم ذكره في ترجمة سبرة بن أبي سبرة وأن ابن قانع زعم أن أبا سبرة المذكور هنا هو معبد هذا. وذكر الذهبيّ أن أبا سبرة هو جد عيسى بن سبرة بن أبي سبرة الراويّ عن أبيه عن جده. وقال غيره: إنه الجعفي، وهو الأظهر.

8119- معبد بن قيس العبديّ:
يأتي في ابن وهب.

8120- معبد، بن قيس:
ذكره أبو علي بن السكن في الصحابة. وقال: ذكره أحمد بن سنان الواسطي في مسندة،
وأخرج من رواية سماك بن حرب عن معبد بن قيس، قال: دخل علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقد تزوجت، فقال: هل من لهو؟.

8121- معبد بن قيس
بن صخر «1» ، ويقال ابن صيفي، بن صخر بن حرام بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق وغيره.

8122- معبد بن مخرمة «2»
بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ، ذكره ابن عبد البر، وقال: شهد أحدا.

8123- معبد بن مسعود السلميّ «3»
أخو مجالد، ومجاشع.
قال البخاريّ، والبزّار، وابن حبّان: له صحبة.
وأخرج البغويّ والإسماعيلي، من طريق زهير بن معاوية، عن عاصم الأحوال، عن أبي عثمان النهدي، قال: حدثني مجاشع بن مسعود، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بأخي معبد بعد الفتح لنبايعه
__________
(1) أسد الغابة ت (5007) ، الاستيعاب ت (2478) .
(2) أسد الغابة ت (5008) ، الاستيعاب ت (2479) .
(3) أسد الغابة ت (5009) ، الاستيعاب ت (2480) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 2027.

(6/132)


على الهجرة، فقال: «ذهب أهل الهجرة بما فيها» . فقلت: على أي شيء نبايعك يا رسول اللَّه؟ قال: «على الإيمان والجهاد» ، قال: فلقيت معبدا بعد، وكان أكبر- فسألته، فقال:
صدق مجاشع.
ورجاله ثقات.
وهو عند البخاري من رواية الأكثر عن الفربري، عنه، قال كذلك إلا الكشميهني فعنده: فلقينا أبا معبد.
وقد أخرجه أبو عوانة والجوزقيّ والطّبرانيّ، من طرق، عن زهير كالأكثر. وكذا لأبي عوانة من رواية عمر بن أبي قيس، عن عاصم، لكنه لم يسم معبدا.
وأخرجه البخاريّ، من طريق خالد الحذّاء، عن أبي عثمان، فسماه مجالدا.
ومن طريق فضيل بن سليمان، عن عاصم: انطلقت بأبي معبد. ويحتمل أن يكون لمجاشع أخوان: مجالد، ومعبد، فالذي جاء به إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم هو معبد، والّذي لقيه أبو عثمان بعد هو مجالد، وكنيته أبو معبد. وفي رواية علي بن مسهر، وعاصم الأحوال، وعند مسلم- ما قد يرشد إلى ذلك. واللَّه أعلم.

8124- معبد بن أبي معبد الخزاعيّ:
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن عبد الرحمن بن عقبة، عن أبيه، عن جابر، قال: لما خرج النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأبو بكر مهاجرين مرّا بخيمة أم معبد، فبعث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم معبدا وكان صغيرا، فقال: «ادع هذه الشاة» . ثم قال:
«يا غلام، هات قربة» . فأرسلت أم معبد أن لا لبن فيها، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «هات» ، فمسح ظهرها، فاجترت ثم حلب، فشرب وسقى أبا بكر وعامرا ومعبدا، ثم ردّ الشاة.
وذكر سيف في «الفتوح» والطبري من طريق أن المثنى بن حارثة لما توجه خالد بن الوليد إلى الشام قاسمه العساكر، فكان معبد بن أبي معبد ممن بقي مع المثنى بن حارثة من الصحابة.
وقال أبو عبيد البكريّ في الكلام على ضجنان في غزوة ذات الرقاع يشير إلى ناقته:
وقد نفرت من رفقتي محمّد ... وعجوة من يثرب كالعنجد
وجعلت ماء قديد موعدي ... وماء ضجنان لها ضحى الغد
[الرجز] قلت: ومعبد هذا غير ولد أم معبد، فإن في السيرة النبويّة إن معبد الخزاعيّ هو الّذي

(6/133)


ثبّط أبا سفيان عن الرجوع إلى أحد ليستأصل المسلمين بزعمه، وأنشد له في ذلك شعرا، فإن معبدا بن أم معبد يصغر عن ذلك.

8125- معبد بن المقداد
بن الأسود.
يأتي نسبه في ترجمة والده، وتأتي ترجمته في القسم الثاني.

8126- معبد بن ميسرة السلميّ «1»
: ذكره ابن عبد البرّ وقال: فيه نظر.

8127- معبد بن نباتة «2»
: في ابن منقذ.

8128- معبد بن هوذة «3»
بن قيس بن عبادة بن دهيم بن عطية بن زيد بن قيس بن عامر بن مالك بن أوس الأنصاريّ الأوسيّ.
روى حديثه أبو داود، من طريق عبد الرحمن بن النعمان بن معبد، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر بالإثمد المروّح «4» عند النوم، وقال: «ليتقه الصّائم» .
قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر.
وأورده البغويّ في الكنى، فقال: أبو النعمان الأنصاريّ جد عبد الرحمن بن النعمان، ولم ينبه على أن اسمه معبد.
وقيل: إن الضمير في قوله: «عن جدّه» يعود لعبد الرحمن، فتكون الصحبة لهودة، واللَّه أعلم.

8129- معبد بن وهب
العبديّ العصريّ «5» .
ذكره ابن أبي حاتم وغيره في الصحابة.
وأخرج البغويّ من طريق طالب بن حجير، عن هود العصري، عن معبد بن وهب بن عبد القيس- أنه شهد بدرا فقاتل بسيفين، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا لهف نفسي على فتيان عبد القيس، أما إنّهم أسد اللَّه في أرضه» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5010) ، الاستيعاب ت (2481) .
(2) أسد الغابة ت (5011) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2162.
(3) أسد الغابة ت (5013) ، الاستيعاب ت (2482) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2028.
(4) المروّح: أي المطيّب بالمسك، كأنه جعل له رائحة تفوح بعد أن لم تكن له رائحة. النهاية 2/ 275.
(5) أسد الغابة ت (5012) ، الاستيعاب ت (2483) .

(6/134)


وأخرجه ابن السّكن من هذا الوجه، فقال: عن رجل من عبد القيس كان حجّاجا- يعني كثير الحج في الجاهلية- يقال له معبد بن وهب، أنه تزوج امرأة من قريش يقال لها هريرة بنت زمعة أخت سودة أم المؤمنين، وأنه شهد بدرا، فذكره، إلا أن عنده: فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من هذا؟» فقالوا: معبد بن قيس، فلعل قيسا من أجداده.
وأخرجه أيضا أبو يعلى الموصليّ، وأبو جعفر الطبريّ، وابن قانع، وابن شاهين، والمستغفري، كلهم من رواية محمد بن صدران، عن طالب.
وجوز ابن مندة أنه معبد بن قيس الأنصاريّ الّذي مضى قريبا، وليس كما ظن.

8130- معبد بن فلان الجذامي «1»
: ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصحابة،
وأخرج الأمويّ في المغازي، عن ابن إسحاق، من رواية عمير بن معبد بن فلان الجذامي، عن أبيه، قال: وفد رفاعة بن زيد الجذامي على نبي اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فكتب له كتابا فيه: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم- من محمّد رسول اللَّه إلى رفاعة بن زيد، إنّي بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم، يدعوهم إلى اللَّه ورسوله» .
فذكر قصة طويلة، وفيها أن حيّان بن ملة كان صحب دحية الكلبيّ لما مضى بكتاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى قيصر، فلما رجع تعرّض له الهنيد بن العريض الجذامي، وأبوه، فأخذوا ما معه، فانتصر له النعمان بن أبي جعال في نفر منهم، فاستنقذوا ما في أيديهم، فردّوه إلى دحية وساعده حيّان بن ملّة، وكان قد تعلم منه أم القرآن، فكان ذاك الّذي هاج بسببه ذهاب زيد بن حارثة إلى بني جذام، فقتلوا الهنيد وأباه.
وذكر القصة بطولها الطّبراني، ورويناها بعلو في أمالي، المحاملي. وتقدم منها في ترجمة حيان بن ملة.

8131- معبد الخزاعيّ «2»
: أفرده أبو عمر عن معبد بن أبي معبد المتقدم، وهما واحد، فإن القصة واحدة.

8132- معبد الخزاعيّ «3»
: ذكره أبو عمر، فقال: هو الّذي ردّ أبا سفيان يوم أحد عن الرجوع إلى المدينة، وهذه
__________
(1) أسد الغابة ت (4997) .
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (4999) ، الاستيعاب ت (2484) .

(6/135)


القصة ذكرها أبو إسحاق، فقال: حدثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو [بن حزم] «1» ، أن معبد الخزاعي مرّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو بحمراء الأسد- يعني لما رجع أبو سفيان ومن معه عن أحد، فوصلوا الرّوحاء، فندموا على الرجوع، وقالوا: أصبنا قادتهم، ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم، فرأى أبو سفيان معبدا الخزاعي- وكان معبد قبل ذلك لقي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعد أن انصرف من أحد، فعزاه فيمن أصيب من أصحابه، وهو يومئذ [مشرك] «2» فلقي بعد ذلك ابا سفيان،، فقال له: ما وراك يا معبد؟ قال: رأيت محمدا قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثلهم، يتحرّقون عليكم تحرقا، وقد اجتمع معه من كان تخلّف، ولهم عليكم من الحنق ما لا رأيت مثله.
قال: ويلك: انظر ما تقول. فقال: واللَّه، ما أرى أن تركب حتى ترى نواصي الخيل، ولقد حملني ما رأيت منهم على أن قلت أبياتا في ذلك فأنشد:
كادت تهدّ من الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد الأماثيل
[البسيط] فذكر الأبيات، فانثنى عزم أبي سفيان عن الّذي عزم عليه من الكرّة إلى المدينة، ورجع ممن معه.
قلت: وزعم بعضهم أن معبدا هذا هو ولد أم معبد الخزاعيّة التي مرّ بها النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في الهجرة. والّذي يظهر لي أنه غيره.
وقد تقدم في ترجمته أنه كان في الهجرة صغيرا، وأحد كانت بعد الهجرة بثلاث سنين أو زيادة، فيبعد أن يكون في ذلك السن صار رئيس قومه حتى ينسب إليه ما ذكر، وفي قصة أم معبد ما يشعر بأن زوجها أبا معبد لم يكن بتلك المنزلة. وستأتي ترجمته في الكنى.
وعندي أن صاحب القصة مع أبي سفيان هو صاحب الأبيات الدالية التي تقدمت في معبد بن أبي معبد. والعلم عند اللَّه تعالى.

8133- معتّب «3»
: بضم أوله وفتح المهملة وكسر المثناة المشددة بعدها موحدة، ابن الحمراء: هو ابن عوف. يأتي. والحمراء أمه.

8134- معتّب بن عبيد «4»
: ويقال عبدة، بن إياس البلوي، ثم الظفري، حليف بني ظفر من الأنصار.
__________
(1) سقط في أ.
(2) بياض في أ.
(3) أسد الغابة ت (5015) .
(4) أسد الغابة ت (5016) ، الاستيعاب ت (2487) .

(6/136)


ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، فيمن شهد بدرا.
وقال ابن سعد: من لم يعرف نسبه في بني ظفر قال: إنه بلويّ.
وقال غيره: هو أخو عبد اللَّه بن طارق بن عمرو بن مالك لأمه. وقيل: إن جدّه إياس بن تميم بن شعبة بن سعد اللَّه بن فران من بلي.
وقيل في اسم جده سويد بن هيثم بن ظفر. ونقل أبو عمر عن ابن عمارة أنه ذكر بالغين المعجمة المكسورة وآخره مثلثة. ووافقه ابن سعد.

8135- معتب بن عمرو الأسلمي «1»
: أبو مروان. مشهور بكنيته.
واختلف في اسمه، فقيل كما هنا، وقيل بسكون العين المهملة وكسر المثناة. وقيل كضبط ابن عمارة في الّذي قبله.
قال الواقديّ: حدثنا سعد بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جدّه معتّب الأسلمي، قال: كنت جالسا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فجاء ماعز بن مالك ... فذكر قصة رجمه، وفيها: فقال: «نكحتها حتّى غاب ذلك منك فيها كما يغيب المرود في المكحلة، وكما يغيب الرشاء في البئر؟» قال: نعم.
وجاء عنه حديث آخر يأتي في ترجمة أبي معتب في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.

8136- معتّب بن عوف «2»
: المعروف بابن الحمراء الخزاعي.
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدرا، قال ابن البرقي: يقال له ابن الحمراء. ويقال له هيعانة.

8137- معتّب بن قشير «3»
: بقاف ومعجمة مصغّرا، ابن مليل «4» بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ.
__________
(1) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2072، 2077، أسد الغابة ت (5014) ،
(2) الاستيعاب ت (2486) ، طبقات ابن سعد 3/ 264- والسير والمغازي 177 و 225 وسيرة ابن هشام 1/ 354 و 2/ 326- وأنساب الأشراف 1/ 211، والمغازي للواقدي 155 و 341- والمحبر 73- وتاريخ الإسلام 1/ 302.
(3) أسد الغابة ت (5017) ، الاستيعاب ت (2485) ، المؤتلف والمختلف/ 219.
(4) في أ: بن مالك بن الأوس.

(6/137)


ذكروه فيمن شهد العقبة. وقيل: إنه كان منافقا، وإنه الّذي قال يوم أحد: لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا [آل عمران: 154] وقيل: إنه تاب.
وقد ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.

8138- معتّب: بن أبي لهب «1»
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، ابن عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكر الزّبير بن بكّار أنه شهد هو وأخوه حنينا مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وكانا ممن ثبت وأقاما بمكة.
وأخرج ابن سعد بسند له إلى العباس بن الفضل «2» ، قال: لما قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مكة في الفتح قال لي: يا عباس، أين ابنا أخيك عتبة ومعتّب لأراهما؟
فقلت: تنحيا مع من تنحى من مشركي قريش. قال: اذهب فائتني بهما. قال: فركبت إلى عرفة فأتيتهما، فقلت: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدعوكما، فركبا معي سريعين، فدعاهما إلى الإسلام، فأسلما وبايعا، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّي استوهبت ابني عمّي هذين من ربّي فوهبهما لي»
«3» .
وأخرج الطّبرانيّ من وجه آخر إلى عليّ أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم دخل يوم الفتح بين عتبة ومعتب يقول للناس: هذا أخواي وابنا عمي فرحا بإسلامها استوهبتهما من اللَّه نوهبهما لي. ويجمع بأنه دخل المسجد بينهما بعد أن أحضرهما العباس.

8139- معتكد بن مهلهل بن دثار الجنّي:
وكان ممكن أسلم من الجنّ. وله قصّة أوردها الخرائطيّ في كتاب الهواتف. وقد ذكرتها في ترجمة رافع بن عمير.

8140- معتمر الكنانيّ:
والد حنش، بفتح المهملة والنون بعدها معجمة.
ذكره ابن السّكن، والطبراني في الصحابة، وأخرجا من طريق صالح بن عمر الواسطيّ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حنش بن المعتمر، عن أبيه، قال: كان النبي
__________
(1) أسد الغابة ت (5018) ، الاستيعاب ت (2488) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1993.
(2) في أ: عبد المطلب.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33605 وعزاه لابن سعد في الطبقات الكبرى عن ابن عباس وأورده ابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 1: 42.

(6/138)


صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي على جنازة، فجاءت امرأة بمجمر تريد الجنازة، فصاح بها حتى دخلت في آجام المدينة.
قال ابن السّكن. لم أجد لمعتمر غير هذا. وليس بمعروف في الصحابة.

8141- معدان بن ربيعة:
بن سلمة بن أبي الخير بن وهب بن معاوية الأكرمين الكنديّ.
وقال ابن الكلبيّ: له وفادة على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وتبعه ابن سعد، والطبري.

8142- معدان «1»
: أبو الخير: هو الجفشيش، تقدم في الجيم.

8143- معدان الكلاعي:
والد خالد.
ذكره أبو عليّ بن السّكن وابن قانع في الصحابة، وقال ابن السّكن: يقال: له صحبة،
وأخرجا من طريق ابن عجلان، عن أبان بن صالح، عن خالد بن معدان، عن أبيه، قال:
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه رفيق يحبّ الرّفق ... » «2»
الحديث. قال ابن السكن: لم أجده إلا من هذا الوجه، ولم يذكر رؤية ولا سماعا.
قلت: وقد أخرجه الطبراني من طريق ابن جريح، عن زياد، عن خالد بن معدان، عن أبيه.

8144- معد بن ذهل «3»
: له وفادة. روى عنه ابنه لاحق، واستدركه يحيى بن مندة، قاله أبو موسى، قال: ولم يخرج له حديثا.

8145- معديكرب بن الحارث «4»
: بن شرحبيل بن الحارث الكنديّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5021) .
(2) أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 14، 71/ 104. ومسلم 4/ 2004 كتاب البر والصلة والآداب باب 23 فضل الرّفق حديث رقم 77- 2593. وأبو داود في السنن 2/ 670 كتاب الآداب باب في الرّفق حديث رقم 4807 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1914 وأحمد في المسند 1/ 112، 4/ 87، ومالك في الموطأ ص 979 وعبد الرزاق في المصنف ج رقم 9251، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 193.
(3) أسد الغابة ت (5020) .
(4) أسد الغابة ت (5023) .

(6/139)


8146- معديكرب «1»
: بن رفاعة، أبو رمثة، معروف بكنيته، يأتي في الكنى.

8147- معديكرب «2»
: بن شراحيل بن شيطان بن خديج بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية الكنديّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فإن كان محفوظ فهو عمّ الّذي قبله بترجمة، لكن لم أر الأول في الجمهرة.

8148- معديكرب بن قيس الكندي «3»
يقال: إن اسمه الأشعث، والأشعث لقب.

8149- معديكرب الهمدانيّ»
ذكره ابو أحمد العسكريّ في الصحابة. وأخرج له من طريق الفضل بن العلاء الكوفي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معديكرب، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: شكا رجل إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وحشة يجدها إذا دخل منزله، فأمره أن يتخذ زوجا من حمام ففعل، فذهبت الوحشة.
وأخرج الحسن بن سفيان، والمستغفري، من طريقه، وعلي بن سعيد العسكريّ، كلهم من رواية عمر بن موسى، عن خالد بن معدان، عن معديكرب، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من أعتق أو طلّق ثمّ استثنى فله ثنياه» «5» .
قال أبو أحمد العسكري: لم يسمع من النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وإن كان بعضهم أخرج حديثه في المسند.
قلت: وهذا أعجب، وهو يقول في روايته: وكان من الصحابة، وقد فرق ابن الأثير
__________
(1) أسد الغابة ت (5024) .
(2) أسد الغابة ت (5025) .
(3) أسد الغابة ت (5026) .
(4) المنمق 407، تجريد أسماء الصحابة 2/ 87، الجرح والتعديل 8/ 398، الأعلام 7/ 267، التاريخ الكبير 8/ 41، أسد الغابة ت (5027) . أورده الزيلعي في نصب الراية 3/ 235.
(5) أخرجه الدار الدّارقطنيّ في سننه 4/ 35 عن معاذ بن جبل بلفظ يا معاذ ما خلق اللَّه شيئا على وجه الأرض أحب إليه من العتاق ولا خلق اللَّه شيئا على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق فإذا قال الرجل لمملوكه أنت حرّ إن شاء اللَّه فهو حر ولا استثناء له وإذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء اللَّه فله استثناؤه ولا طلاق عليه قال عبد الحق في أحكامه في إسناده حميد بن مالك وهو ضعيف.

(6/140)


بين راويي هذين الحديثين، وعما عندي واحد، لاتحاد الراويّ عنهما، وليس في قوله الهمدانيّ ما يمنع أنه راوي الحديث، فنسب مرة إلى مكانة، ومرة إلى قبيلته، مع أن السندين ضعيفان.
ووقع في ثقات التابعين عند ابن حبان معديكرب الهمدانيّ، وروى عن ابن مسعود، وخباب.
وروى عنه أبو إسحاق السّبيعيّ وهو غيرهما.
ووجدت في المؤتلف للخطيب ما يقتضي أن الّذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي غير الّذي روى عنه خالد بن معدان، فأخرج من طريق وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن معديكرب، قال: أتينا عبد اللَّه بن مسعود، فسألناه أن يقرأ لنا (طسم المبين) يعني الشعراء، فدلهم على خباب ... الحديث.
فهذا هو الّذي ذكره ابن حبان، ولم يصرح بصحبته، ونسبه الخطيب مشرقيا، وذكر أنه روى أيضا عن علي من رواية أبي إسحاق عنه، وتبع في ذلك يعقوب بن شيبة، وزاد أنه نسب إلى مشرق «1» موضع باليمن مكسور الميم، وثّقه يعقوب، وذكر أن له عن عبد اللَّه حديثا آخر، وعن علي حديثا موقوفا، ثم قال الخطيب: في الرواة معديكرب المشرقي آخر أكبر من هذا روى عن أبي بكر الصديق، وأشار إلى أن بعضهم خلطه بهذا فوهم، وسيأتي في آخر القسم الثالث.

8150- معرّض بن علاط السلمي «2»
: أخو الحجاج.
قال أبو عمر: وذكر أهل السير والأخبار أنه قتل يوم الجمل، فرثاه أخوه الحجّاج.
وقد: تقدم ذلك في ترجمة الحجاج، وأبي ذلك الدار الدّارقطنيّ، فقال: إن المقتول يوم الجمل معرّض بن الحجاج بن علاط، وإن الّذي رثاه أخوه نصر «3» بن حجاج.
ومعرض: بضم أوله وفتح المهملة وكسر الراء الثقيلة ثم ضاد معجمة.

8151- معرّض بن معيقيب اليمامي «4»
:
__________
(1) المشرق: بالفتح ضد المغرب: جبل من جبال الأعراف بين الصّريف والقصيم من أرض ضبّة ومخلاف المشرق باليمن والمشرق بالضم وفتح الراء وتشديدها: سوق الطائف وقيل هو مسجد بالخيف: انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1274.
(2) أسد الغابة ت (5029) ، الاستيعاب ت (2588) .
(3) في أ: بحر.
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 87، الاستيعاب ت (5030) .

(6/141)


جاء عنه حديث في المعجزات، تفرد به ولده عنه.
قال ابن السكن: له حديث في أعلام النبوة، لم أجده إلا عند الكديمي، عن شيخ مجهول، فلم أتشاغل بتخريجه.
وأخرجه ابن قانع عن الكديمي، عن شاصويه بن عبيد، أنبأنا معرض بن عبد اللَّه بن معرض بن معيقيب، عن أبيه، عن جده معرض بن معيقيب، قال: حججت حجة الوداع، فدخلت مكة، فرأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كأن وجهه القمر، وسمعت منه عجبا، جاءه رجل من أهل اليمامة بصبي قد لفّ في خرقة بيضاء، فقال له: «من أنا؟» قال: أنت رسول اللَّه. قال: «صدقت، بارك اللَّه فيك» ، ثم لم يتكلم الغلام بعدها حتى شبّ.
قال معرض: فكنا نسميه مبارك اليمامة.
وذكره البيهقي من طريق الكديميّ: ومعرض وشيخه مجهولان، وكذلك شاصويه، واستنكروه على الكديمي، لكن ذكر أبو الحسن العتيقي في فوائده قال: سمعت أبا عبد اللَّه العجليّ مستملي ابن شاهين يقول: سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس، وقالوا: هذا كذب، من هو شاصويه؟ فلما كان بعد مدة جاء قوم من الرحالة ممن جاء من عدن، فقالوا: دخلنا قرية يقال لها الحردة «1» ، فلقينا بها شيخا فسألناه: هل عندك شيء من الحديث؟ قال: نعم. فقلنا: ما اسمك؟ فقال: محمد بن شاصويه. وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه.
وأخرجه أبو الحسين ابن جميع في معجمه، عن العباس بن محمد بن شاصويه بن عبيد، عن أبيه، عن جده، وأخرجه الخطيب عن الصّوري، عن ابن جميع، وكذا أخرجه البيهقي من طريقه. وأخرجه الحاكم في الإكليل من وجه آخر عن العباس بن محمد بن شاصويه.

8152- معروف، غير منسوب:
ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق شيبة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم برجل فقال: «ما اسمك؟» قال: نكرة. قال: «بل أنت معروف» .

8153- معقل بن خويلد
بن وائلة بن عمرو «2» بن عبد ياليل الهذليّ.
__________
(1) حردة بالفتح: بلد باليمن له ذكر في حديث العنسيّ وكان أهله من سارع إلى تصديق العنسيّ. انظر معجم البلدان 2/ 277.
(2) أسد الغابة ت (5032) .

(6/142)


قال الرّشاطيّ: كان شاعرا، وكان أبوه رفيق عبد المطلب إلى أبرهة.
قلت: ذكر ذلك ابن إسحاق، وذكره ابن قانع في الصحابة،
وأخرج هو وابن مندة، من طريق ابن أبي ذئب، عن عبد اللَّه بن يزيد الهذلي، قال: كان بين أبي سفيان وبين معقل بن خويلد- وكان معقل وجيها فيهم، في سلب رجل من قريش، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: يا معقل بن خويلد، اتّق معارضة قريش.
قلت: وذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، فقال: مخضرم، كان سيد قومه، فجاء إلى خالد بن زهير ابن أخت أبي ذؤيب الهذلي امرأة وابنتها في الجاهلية، فهجاه معقل، فأجابه خالد، فأصلح بينهما أبو ذؤيب، وأنشد ما تقاولوه في ذلك.

8154- معقل بن سنان «1»
بن مظهّر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان الأشجعيّ.
ذكر ابن الكلبيّ، وأبو عبيد- أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأقطعه قطيعة. قال البغويّ، عن هارون الحمال: قتل أبو سنان معقل بن سنان الأشجعيّ في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
واختلاف في كنيته، فقيل أبو محمد، أو أبو عبد الرحمن، أو أبو زيد، أو أبو عيسى، أو أبو سنان.
وهو [....] روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
وروى عنه مسروق، وجماعة من التابعين، منهم الشعبي، والحسن البصري، يقال:
إن روايتهم عنه مرسلة.
وقال العسكريّ: نزل الكوفة، وكان موصوفا بالجمال، وقدم المدينة في خلافة عمر فقيل فيه [وكان جميلا:
أعوذ بربّ النّاس من شرّ معقل ... إذا معقل راح البقيع مرجّلا
[الطويل] فبلغ ذلك عمر، فنفاه إلى البصرة.
__________
(1) أنساب الأشراف 1/ 324، تاريخ خليفة 237، طبقات ابن سعد 4/ 282، التاريخ الصغير 71، التاريخ الكبير 7/ 391، عيون الأخبار 4/ 23، جمهرة أنساب العرب 249، تاريخ الطبري 5/ 487، الكاشف 3/ 143، أسد الغابة ت (5033، الاستيعاب ت (2489) .

(6/143)


وذكر المدائني بسنده أن عمر سمع امرأة تنشد البيت.
وفي مغازي الواقدي: أنه كان معه راية أشجع يوم حنين، ومع نعيم بن مسعود راية أخرى، وفيها أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان بعث أشجع إلى المدينة لغزو مكة] «1» .
وذكر الواقدي، من طريق زياد بن عثمان الأشجعي، قال: كان معقل حامل لواء قومه يوم الفتح، وبقي إلى أن بعثه الوليد بن عتبة ببيعة أهل المدينة ليزيد بن معاوية، فلقي مسلم بن عقبة المري، فأنس به وحادثة، فقال له: إني قدمت على هذا الرجل فوجدته يشرب الخمر وينكح الحرام، فلم يدع شيئا حتى قال فيه، ثم قال لمسلم: اكتم عليّ. قال: أفعل، ولكن على عهد اللَّه وميثاقه، لا تمكنني يداي، ولي عليك قدرة إلا ضربت الّذي فيه عيناك. فلما قدم مسلم في وقعة الحرة أتى به فأمر فضربت عنقه صبرا. وفي ذلك يقول الشاعر:
ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بن سنان
«2» [الطويل] ويقال: إن الّذي باشر قبله نوفل بن مساحق بأمر مسلم بن عقبة، حكاه ابن إسحاق.

8155- معقل بن أم معقل:
مذكور في ترجمة أبي معقل في حديث: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» .
أخرجه ابن مندة، من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثنا معقل بن أم معقل الأسدية، قال: أرادت أمي الحج، وكان جملها أعجف، فذكرت ذلك للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «اعتمري في رمضان، فإنّ عمرة في رمضان كحجّة» .
وأخرج عبد الرزاق، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معقل بن أبي معقل، عن أم معقل، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «عمرة في رمضان تعدل حجّة»
«3» .
__________
(1) سقط في ب.
(2) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (2489) .
(3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 917 عن ابن عباس في كتاب الحج باب فضل العمرة في رمضان حديث رقم (221، 222/ 1256) وأبو داود في السنن 1/ 608 كتاب المناسك باب العمرة حديث رقم 1988 والترمذي في السنن 3/ 276 كتاب الحج ما جاء في عمرة رمضان (95) حديث رقم 939 وابن ماجة في السنن 2/ 997 كتاب المناسك باب العمرة في رمضان (45) حديث رقم 2991، 2992، 2993، 2994، 2995 وأحمد في المسند 1/ 308، 3/ 352، والطبراني في الكبير 1/ 223.

(6/144)


8156- معقل بن أبي معقل «1»
: ويقال «2» ابن أم معقل. وهو معقل بن الهيثم، ويقال: ابن أبي الهيثم الأسديّ من حلفائهم.
وقال ابن سعد: صحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: وروى عنه أبو زيد مولى بني لعلبة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ولم يسمه.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: الصحيح أنه معقل بن أبي الهيثم. وقال الترمذيّ، والعسكريّ:
معقل بن أبي معقل، هو معقل بن أبي الهيثم.
قلت: وله في السنن «3» حديثان. ويقال: مات في خلافة معاوية.

8157- معقل بن مقرّن:
المزني «4» ، أبو عمرة.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البغوي: سكن الكوفة، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث.
وقال الواقديّ، وابن نمير: كان بنو مقرّن سبعة، كلّهم صحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: ليس ذلك لأحد من العرب غيرهم، كذا قال، وقد ذكر هو في ترجمة هند بن حارثة الأسلمي ما ينقض ذلك.
وأخرج الطبري، من طريق البختري، عن المختار بن عبد الرحمن بن معقل بن مقرّن أن ولد مقرن كانوا عشرة نزلت فيهم: وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ...
[التوبة: 99] الآية.
وأخرج البغويّ، من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن همام بن الحارث قصة لمعقل ابن مقرّن مع أبي مسعود.

8158- معقل بن المنذر:
بن سرح «5» بن خناس بن سنان بن عبيد بن عديّ بن غنم الأنصاريّ السلميّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
__________
(1) تلخيص المتشابه ص 783.
(2) في أ: له ابن.
(3) في أ: السير.
(4) أسد الغابة ت (5035) ، الاستيعاب ت (2490) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 2137، التبصرة والتذكرة 3/ 76 مشتبه النسبة ص 72، تفسير الطبري 10/ 12489.
(5) أسد الغابة ت (5036) ، الاستيعاب ت (2491) .

(6/145)


8159- معقل بن الهيثم «1»
: أو أبو الهيثم.
تقدم في معقل بن أبي معقل، وقال ابن شاهين: حدثنا ابن صاعد، حدثنا محمد بن يعقوب الزبيري، حدثنا محمد بن فليح، عن عمرو بن يحيى «2» عن معقل بن أبي الهيثم الأسدي حليف لهم صحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر الحديث.

8160- معقل بن يسار «3»
: بن عبد اللَّه بن معبّر بن حراق بن أبي بن كعب بن عبد ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو المزني.
ومزينة هي والدة عثمان بن عمرو، ونسبوا إليها.
ومعقل يكنى أبا علي، وقيل: كنيته أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو يسار.
أسلم قبل الحديبيّة، وشهد بيعة الرضوان.
قال البغويّ: هو الّذي حفر نهر معقل بالبصرة بأمر عمر، فنسب إليه، ونزل البصرة، وبنى بها دارا، ومات بها في خلافة معاوية.
وأسند من طريق يونس بن عبيد، قال: ما كان هاهنا- يعني بالبصرة- أحد من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أهنأ من معقل بن يسار.
وأخرج أحمد من طريق معاوية بن قرّة، عن معقل بن يسار: حرمت الخمر ونحن نشرب الفضيخ، فجعلت أشرب وأقول: هذا آخر العهد بالخمر.
وأخرج البغويّ من طريق أبي الأشهب، عن الحسن، قال: عاد عبيد اللَّه بن زياد
__________
(1) أسد الغابة ت (5037) ، الاستيعاب ت (2492) .
(2) في أ: بن يحيى عن أبي زيد.
(3) طبقات ابن سعد 7/ 14، طبقات خليفة 37/ 176- وتاريخ خليفة 251- والمعارف 75 و 297، والمعرفة والتاريخ 1/ 310- التاريخ الكبير 7/ 391- والتاريخ الصغير 67 و 72- وفتوح البلدان 371- 372- وترتيب الثقات للعجلي 434- والجرح والتعديل 8/ 385- وجمهرة أنساب العرب 202- ومشاهير علماء الأمصار 38، ومروج الذهب 1563 و 1566- وأنساب الأشراف 1/ 219، والمستدرك 3/ 577- ومقدمة مسند بقي بن مخلد 87- والزيارات 82، والكامل في التاريخ 3/ 19 و 20- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 106، والبداية والنهاية 8/ 103- وتحفة الأشراف 8/ 460 و 466، وتهذيب الكمال 3/ 1353- والكنى والأسماء للدولابي 1/ 84 و 578- والكاشف 3/ 144، والمعين في طبقات المحدثين 26- والمغازي 395- و 385- وسير أعلام النبلاء 2/ 576، والنكت الظراف 8/ 460- 466، وتهذيب التهذيب 10/ 235- وتقريب التهذيب 2/ 265، وخلاصة التهذيب 383- وتاريخ الإسلام 1/ 303، تاريخ الفسوي 1/ 310، أسد الغابة ت (5038) ، الاستيعاب ت (2493) .

(6/146)


معقل بن يسار في مرضه الّذي توفي فيه، فذكر الحديث الّذي ذمّ الإمام الّذي يغش رعيته.
وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن النعمان بن مقرّن.
روى عنه عمران بن حصين، وعمرو بن ميمون الأودي، وأبو عثمان النهدي، والحسن البصري، وآخرون.
قال العجليّ: يكنى أبا علي، ولا يعلم في الصحابة من يكنى أبا علي غيره، كذا قال.
وتعقّب بأن قيس بن عاصم يكنى أبا علي، وكذا طلق بن علي.
وسكن معقل البصرة، وحديثه في الصحيحين والسنن الأربعة.
ومات في آخر خلافة معاوية. وقيل: عاش إلى إمرة يزيد. وذكره البخاري في الأوسط في فضل من مات ما بين الستين إلى السبعين.

8161- معلّى بن لوذان «1»
: بن زيد بن حارثة بن ثعلبة بن عديّ بن مالك الأنصاريّ الخزرجيّ.
ذكر ابن الأثير أن ابن الكلبي ذكره، ولم يصرح بمتعلق الذكر ليعلم هل يدلّ على الصّحبة أم لا.

8162- معمر بن الحارث «2»
: بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهميّ.
ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة.

8163- معمر بن الحارث «3»
: بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ، أخو حاطب.
قال ابن إسحاق: أسلم قديما قبل دخول النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم دار الأرقم فيمن شهد بدرا. ويقال: إنه والد جميل بن معمر الّذي قيل فيه:
وكيف ثرائي بالمدينة بعد ما ... قضى وترا منها جميل بن معمر
[الطويل] وقيل جميل ولد الفهري الّذي قبله. ومات الجمحيّ في خلافة عمر.

8164- معمر بن حبيب بن عبيد «4»
: بن الحارث الأنصاريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5039) .
(2) أسد الغابة ت (5041) ، الاستيعاب ت (2494)
(3) أسد الغابة ت (5042) ، الاستيعاب ت (2495) .
(4) أسد الغابة ت (5043) .

(6/147)


ذكره الواقديّ فيمن شهد بدرا، وأخرج من طريق عائشة بنت قدامة بن مظعون، قالت: قال صفوان بن أمية لأبي: أنت المبتلى بأبي يوم بدر! قال: واللَّه ما فعلت، ولو فعلت ما اعتذرت من قتل مشرك. قال: فمن هو؟ قال: رأيت فتية من الأنصار أقبلوا إليه منهم معمر بن حبيب بن عبيد بن الحارث يرفع سيفه ويضعه ... فذكر قصة.

8165- معمر بن حزم:
بن يزيد «1» بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ.
جد أبي طوالة عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن حزم قاضي المدينة. قالوا: وهو أخو عمرو بن حزم الصحابي المشهور، وهو أحد العشرة الذين بعضهم عمر مع أبي موسى إلى البصرة.
وقال ابن السّكن: له صحبة، ولأخويه عمر وعمارة، ولا رواية لمعمر هذا.
وذكر ابن سعد أنه شهد بيعة الرضوان وما بعدها، ونقل ذلك البغويّ عن محمد بن سعد، وقال: أحسبه أصغر من عمرو بن حزم.

8166- معمر بن رئاب:
بن حذيفة الجمحيّ.
يأتي ذكره في وائل بن رئاب. قال ابن عساكر: معمر بن رئاب بن حذيفة بن مهشّم بن سعيد بن سهم القرشي السهميّ، ويقال اسم أبيه رائم، ويقال عتاب.
شهد فتح دمشق وبعلبكّ، وكان ممن كتب في كتاب الصلح، قال عمرو بن شعيب:
تزوج رئاب بن حذيفة ... فذكر القصة التي ستأتي في ترجمة وائل. ومقتضى هذا أن يكون معمر وإخوته صحابة، لأنهم من قريش، وكانوا في زمن فتح الشام رجالا.

8167- معمر «2»
: بن ربيعة بن هلال بن مالك الفهري.
ذكره الواقدي، وأبو معشر، فيمن شهد بدرا، وقال ابن سعد: مات سنة ثلاثين، وكانت عنده أخت أبي عبيدة بن الجراح.

8168- معمر بن عبد اللَّه بن أبي:
تقدم في محمد.

8169- معمر بن عبد اللَّه «3»
: بن نضلة بن نافع بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ القرشي العدويّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5044) .
(2) في أ: بن أبي سرج ربيعة.
(3) التمييز والفصل/ ص 51، أسد الغابة ت (5047) ، الاستيعاب ت (2497) .

(6/148)


أسلم قديما، وهاجر الهجرتين، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عمر.
روى عنه سعيد بن المسيب، وبشر بن سعيد، وعبد الرحمن بن جبير، وعبد الرحمن بن عقبة مولاه.
وأخرج أحمد، والحاكم، من طريق أبي كثير مولى ابن جحش، عن محمد بن جحش- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مرّ على معمر وفخذه مكشوفة، فقال: «غطّ فخذك، فإنّها عورة» .
وصحّحه الحاكم، وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن الأعرج، عن معمر بن عبد اللَّه بن نضلة أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ به وهو كاشف عن فخذه ... فذكر الحديث.
وقال ابن سعد: كان قديم الإسلام، ولكنه هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة، فأقام بها، ثم قدم المدينة بعد ذلك.
وأخرج مسلم، والبغويّ، وأصحاب السّنن إلا النسائي، من طريق سعيد بن المسيّب، عن معمر بن عبد اللَّه، ومنهم من زاد فيه ابن عبد اللَّه بن نضلة- سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يحتكر إلا خاطئ» .
زاد بعضهم: قيل لسعيد: إنك تحتكر. قال: ابن أبي معمر كان يحتكر.
وأخرج مسلم من طريق بشر بن سعيد، عن معمر بن عبد اللَّه، قال: كنت أسمع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «الطّعام بالطّعام مثلا بمثل ... » الحديث.
وقال الزّبير: أخبرني محمد بن يحيى، أخبرني محمد بن طلحة، أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أقطع معمر بن عبد اللَّه داره التي بالسوق، وهي التي يجلس إليها عامل السوق.
قلت: ويحتمل أن يكون هذا هو الّذي بعده.

8170- معمر بن عبد اللَّه:
بن عامر بن إياس بن الظرب بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.
ذكره عمر بن شبّة في الصحابة، وقال: استوطن المدينة، واتخذها دارا. واستدركه ابن فتحون. وقد أشرت إليه في الّذي قبله. واللَّه أعلم.

8171- معمر بن عثمان «1»
: بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشيّ
__________
(1) أسد الغابة ت (5048) ، الاستيعاب ت (2498) .

(6/149)


التيميّ. أسلم يوم الفتح هو وابنه عبد اللَّه. ذكره أبو عمر.

8172- معمر بن نضلة:
قال يعقوب بن محمّد الزّهريّ: حدثني محمد بن إبراهيم مولى بني زهرة، عن ابن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن، مولى معمر بن نضلة، قال قمت على رأس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ومعي موسى لأحلق رأسه، فقال: «يا معمر، مكّنك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من شحمة أذنيه» . قلت: ذاك من منن اللَّه عليّ.
قال: أجل، فحلقت رأسه.
وهذا الحديث أخرجه البغويّ في ترجمة معمر بن عبد اللَّه بن نضلة، فكأنه يقول: إنه في هذه الرواية نسب إلى جده.
وأخرج من وجه آخر، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن ابن جبير، عن معمر بن عبد اللَّه العدوي، قال: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أؤذن الناس بمنى ألّا يصوم أحد أيام التّشريق، فهذا يقوّي أنه واحد.

8173- معمر، غير منسوب:
أخرج حديثه أبو داود الطّيالسيّ في مسندة، وابن قانع في الصحابة، من رواية مجالد عن الشعبي، عن معمر.
وفي رواية الطيالسي: حدثني معمر، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فسمعه «1» يقول: «انظروا قريشا، واسمعوا قولهم، ودعوا فعلهم» .
والمحفوظ في هذا المتن: عن الشعبي، عن عامر بن شهر. كذلك أخرجه أحمد وغيره من طريق الشعبي.

8174- معن بن الأخنس السلميّ:
ذكرت ما قيل فيه في ترجمة ثور بن معن.

8175- معن بن حرملة:
بن جعشم الهذلي.
ذكره ابن يونس، قال: ويقال حرملة بن معن. والأول أصحّ، وهو رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم شهد فتح مصر.
__________
(1) في أ: فسمعته.

(6/150)


8176- معن بن عدي بن الجدّ «1»
: بن العجلان البلوي، حليف الأنصار، وهو أخو عاصم بن عدي المتقدم.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد أحدا، وجرى ذكره في حديث عمر الطويل في شأن السقيفة، وفيه: لما توجه مع أبي بكر وأبي عبيدة قال: فلقينا رجلان صالحان، قال الزهريّ: قال عروة: أحدهما عويم بن ساعدة، زاد البرقاني في روايته: والآخر: معن بن عديّ، فبلغنا أن الناس بكوا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقالوا: واللَّه لوددنا أنا متنا قبله، فإنا نخشى أن نفتن بعده، فقال معن بن عدي: لكني واللَّه لا أحبّ أني متّ قبله لأصدقه ميتا كما صدقته حيا. فقتل معن بن عدي يوم اليمامة شهيدا.
وهذا هو المحفوظ عن الزهري، عن عروة مرسلا.
وقد وصله سعيد بن هاشم المخزومي، عن مالك، عن الزّهري، فقال: عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه. أخرجه ابن أبي خيثمة عنه، وسعيد ضعيف. والمحفوظ مرسل عروة.
وذكر الواقديّ في كتاب «الردّة» أنه كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردّة، وأنه وجهه طليعة إلى اليمامة في مائتي فارس.

8177- معن بن فضالة «2»
: بن عبيد بن ناقد الأنصاري.
قال ابن الكلبيّ: له صحبة، وولي اليمن لمعاوية.
وقد تقدم ذكر والده فضالة بن عبيد في حرف الفاء. واللَّه أعلم.

8178- معن بن نضلة بن عمرو الغفاريّ:
ذكره البغويّ في الصّحابة، وذكره ابن حبّان في التابعين. وسيأتي حديثه في ترجمة والده نضلة بن عمرو.

8179- معن بن يزيد «3»
: بن الأخنس بن حبيب بن جرة بن زعب بن مالك بن عريف بن عصبة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلميّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5052) ، الاستيعاب ت (2500) ، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 35، طبقات الخليفة 87، تاريخ الخليفة 114، التاريخ الصغير 1/ 34، الجرح والتعديل 8/ 276، مشاهير علماء الأمصار ت 131- العبر 1/ 53.
(2) أسد الغابة ت (5053) .
(3) أسد الغابة ت (5054) ، الاستيعاب ت (2501) الزهد لوكيع رقم/ 299.

(6/151)


ثبت ذكره في صحيح البخاريّ من طريق أبي الجويرية الجرمي، عن معن بن يزيد، قال: بايعت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنا وأبي وجدّي، وخاصمت إليه، فأفلجني»
، وخطب عليّ فأنكحني.
وذكر ابن يونس أنه دخل مصر. وروى عنه أبو الجويرية الجرميّ، وسهيل بن ذراع، وعتبة بن رافع، وكان ينزل الكوفة، ودخل مصر ثم سكن دمشق، وشهد وقعة مرج راهط مع الضحاك بن قيس في سنة أربع وخمسين. ويقال: إنه كان مع معاوية في حروبه.
وأخرج من طريق اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: شهد معن بن يزيد وأبوه وجده بدرا، كذا قال، ولم يتابع عليه.
قال ابن عساكر: شهد فتح دمشق، وكان له مكان عند عمر بن الخطاب.
وقال خليفة بن خياط: يكنى أبا يزيد، وسكن الكوفة.
وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ فيمن سكن الشام، وقتل بمرج راهط.
وذكر محمّد بن سلّام الجمحيّ أن معن بن يزيد قال لمعاوية: ما ولدت قرشية من قرشيّ شرّا منك. قال: لم؟ قال: لأنك عوّدت الناس عادة، يعني في الحلم، وكأني بهم وقد طلبوها من غيرك، فإذا هم صرعى في الطرق. فقال: ويحك! لقد كنت إليها قتيلا.

8180- معوّذ بن الحارث الأنصاري:
وهو ابن عفراء.
ثبت ذكره في «صحيح البخاريّ» من رواية صالح بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، في قصة بدر في قتل أبي جهل، وفيه: فضربه ابنا عفراء حتى برد وهما معوّذ ومعاذ، وقد تقدم في ترجمة أخيه.
وقال أبو مسلم الكجيّ في «كتاب السّنن» : حدثنا أبو عمر- هو الحوضيّ- قال:
أصيب معوّذ بن الحارث بين يدي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم بدر. وقال ابن عبد البر: كان ممن قتل أبا جهل، ثم قاتل بعد ذلك حتى استشهد.

8181- معوّذ بن عمرو «2»
: بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاريّ السلميّ.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره أبو معشر والواقديّ، ولم يذكره ابن إسحاق، قاله أبو عمر.
__________
(1) في أ: فأصلحني.
(2) أسد الغابة ت (5057) ، الاستيعاب ت (2503) .

(6/152)


قلت: تقدم ذكر أخيه معاذ بن عمرو بن الجموح، ومضى ذكر والدهما عمرو.

8182- معيقيب:
بقاف مكسورة وبعدها مثناة تحتانية وآخره موحدة مصغّر.
قال ابن شاهين: ويقال معيقب، بغير الياء الثانية، ابن أبي فاطمة الدّوسي، حليف بني أمية.
أسلم قديما، وشهد المشاهد، وكان مجذوما، قاله ابن شاهين.
ونقل عن ابن أبي داود أنه من ذي أصبح، ويقال: إنه من بني سدوس، وشهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها.
وقال ابن سعد: معيقيب بن أبي فاطمة حليف بني عبد شمس، أسلم بمكة، ويقال:
كان من مهاجرة الحبشة، وكان على بيت المال لعمر بن الخطاب، ثم كان على خاتم عثمان بن عفان. ومات في خلافته، وقيل: عاش إلى بعد الأربعين.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث، روى عنه ابناه: محمد، والحارث، وابن ابنه إياس بن الحارث، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال أبو عمر: كان به داء الجذام، وقيل البرص، فعولج بأمر عمر بن الخطاب حتى وقف.

8183- معيقيب بن معرض اليماميّ «1»
: تقدم في معرض.

الميم بعدها الغين
8184- مغفل بن ضرار الغطفانيّ:
هو الشمّاخ الشاعر.
تقدم في حرف الشين المعجمة.

8185- مغفل بن عبد نهم «2»
: بن عفيف المزني، والد عبد اللَّه بن مغفل الصحابي المشهور. وهو عمّ عبد اللَّه ذي النّجادين.
ومات عام الفتح قبل دخولهم مكة، ذكر ذلك أبو جعفر الطبري.

8186- مغلّس البكري «3»
: ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق ركينة بنت مغلّس، عن أبيها- أنه وفد على النبي
__________
(1) أسد الغابة ت (5059) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 90.
(2) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1658، 2015، أسد الغابة ت (5060) ، الاستيعاب ت (2590) .
(3) أسد الغابة ت (5061) .

(6/153)


صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وفي سنده عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو واه.

8187- مغيث بن عبيد البلويّ «1»
: تقدم في معتّب، بالعين المهملة ثم المثناة المكسورة.

8188- مغيث بن عمرو السلميّ «2»
: تقدم في معتب، بالعين المهملة.

8189- مغيث الغنوي «3»
: ذكره ابن السّكن، وقال: روى حديثه عبد اللَّه بن محمد بن يزيد بن البراء الغنويّ، عن أبيه، عن جده، عن أبيه مغيث، قال: أمرني النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فحلبت له ناقة، فاستسقاني مسكين، فأدركتني الرحمة له، فسقيته، ثم أتيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بما بقي فشرب وسقى أصحابه.
وقال ابن مندة: مغيث- وقيل معتب يعني بالمهملة- بعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في بعض البعوث.
روى حديثه محمد بن يزيد الغنويّ، عن أبيه، عن جده، عن الحارث بن عبيد، عن جده مغيث هذا، كذا قال في نسبه وسنده، ولم يذكر البراء.

8190- مغيث «4»
: زوج بريرة، وهو مولى أبي أحمد بن جحش الأسدي.
ثبت ذكره في صحيح البخاريّ من طريق خالد الحذّاء، عن عكرمة- أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث، كأني انظر إليه يطوف خلفها يبكي، ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ألا تعجب من حبّ مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا ... » الحديث.
وأخرج البغويّ مثله من طريق قتادة، عن عكرمة، وجاءت تسميته من حديث عائشة،
فأخرج الترمذي من طريق سفيان الثوريّ، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة- أنها أرادت أن تشتري بريرة وكان اسم زوجها مغيثا، وكان مولى، فخيّرها رسول اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت (5063) ، الاستيعاب ت (2505) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 91، أسد الغابة ت (5064) ، الاستيعاب ت (2506) .
(3) أسد الغابة ت (5065) ، الاستيعاب ت (2507) .
(4) أسد الغابة ت (5062) ، الاستيعاب ت (2504) .

(6/154)


صلى اللَّه عليه وآله وسلم فاختارت فراقه وكان يحبّها، وكان يمشي في طرق المدينة وهو يبكي، واستشفع إليها برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقالت: أتأمر؟ قال: «لا، بل أشفع» . قالت: لا أريده.
وسيأتي شرح هذه القصة في ترجمة بريرة إن شاء اللَّه تعالى.

8191- مغيث:
مولى مالك بن أوس الأسلميّ، تقدم مع مولاه.

8192- مغيث الأسلميّ:
آخر، يكنى أبا مروان، يأتي حديثه في الكنى.

8193- المغيرة بن الأخنس «1»
: بن شريق الثقفي، حليف بني زهرة.
تقدم نسبه مع أبيه، ذكره أبو عمر في الصحابة، وفي الموفقيات للزبير بن بكار أن المغيرة بن الأخنس هجا الزبير بن العوّام، فوثب عليه المنذر بن الزبير، فضرب رجله، فبلغ ذلك عثمان، فغضب وقام خطيبا ... فذكر قصة.
وقال المرزبانيّ في معجم الشعراء: قتل يوم الدار مع عثمان، وهو القائل:
لا عهد لي بغارة مثل السّيل ... لا ينتهي عدادها حتّى اللّيل
[الرجز]

8194- المغيرة بن الحارث:
بن عبد المطلب، هو أبو سفيان الهاشمي. يأتي في الكنى، فإنه مشهور بكنيته.

8195- المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب «2»
: قال أبو عمر: له صحبة، وهو أخو أبي سفيان بن الحارث على الصحيح. وقيل: إن أبا سفيان هو المغيرة، ولا يصح. وتعقب ابن الأثير هذا بأن أصحاب الأنساب كالزبير وابن الكلبي وغيرهما جزموا بأن أبا سفيان اسمه المغيرة، ولم يذكروا له أخا يسمى المغيرة، ولا يكنى أبا سفيان، وكذا جزم البغويّ بأن أبا سفيان اسمه المغيرة بن الحارث. واللَّه أعلم.

8196- المغيرة بن ريبة:
ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق سلمة بن صالح، عن أبي إسحاق، عنه، قال: صلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بالأبطح ركعتين. واستدركه ابن فتحون، وقال: يحتمل أن يكون هو أخا عمارة بن رويبة.
__________
(1) ويقال له المغيرة بن الأخنس الغيري التمييز والفصل/ ص 212- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1675، أسد الغابة ت (5066) ، الاستيعاب ت (2508) .
(2) طبقات ابن سعد 4/ 1/ 34، طبقات خليفة 6، باريس 162 ب، العبر 1/ 24، مجمع الزوائد 9/ 274، العقد الثمين 7/ 253، أسد الغابة ت (5067) ، الاستيعاب ت (2510) .

(6/155)


8197- المغيرة بن شعبة:
بن أبي عامر «1» بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس الثقفيّ، أبو عيسى أو أبو محمد.
وقال الطبريّ: يكنّى أبا عبد اللَّه، قال: وكان ضخم القامة، عبل «2» الذراعين، بعيد ما بين المنكبين، أصهب الشعر جعدة وكان لا يفرقه.
أسلم قبل عمرة الحديبيّة، وشهدها وبيعة الرضوان، وله فيها ذكر.
وحدث عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه أولاده. عروة، وعقار، وحمزة ومولاه. وزاد: وابن عم أبيه حسن بن حبة. ومن الصحابة المسور بن مخرمة، ومن المخضرمين فمن بعدهم، قيس بن أبي حازم، ومسروق، وقبيصة بن ذؤيب، ونافع بن جبير، وبكر بن عبد اللَّه المزني، والأسود بن هلال، وزياد بن علاقة، وآخرون.
قال ابن سعد: كان يقال له مغيرة الرأي. وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق.
وقال الشّعبيّ: كان من دهاة العرب، وكذا ذكره الزهري.
وقال قبيصة بن جابر: صحبت المغيرة، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من
__________
(1) التاريخ لابن معين 2/ 579، المغازي للواقدي 3/ 1240، السير والمغازي 210، المحبر لابن حبيب 20، ترتيب الثقات 437، الطبقات لابن سعد 2/ 284، الثقات لابن حبان 3/ 372، التاريخ الصغير 57، التاريخ الكبير 7/ 316، تاريخ خليفة 586، طبقات خليفة 53، سيرة ابن هشام 3/ 260، فتوح البلدان 3/ 664، أنساب الأشراف 1/ 168، تاريخ أبي زرعة 1/ 183، عيون الأخبار 1/ 204، مقدمة مسند بقي بن مخلد 82، الجرح والتعديل 8/ 224، جمهرة أنساب العرب 267، العقد الفريد 7/ 155، مروج الذهب 1656، البدء والتاريخ 5/ 104، البرصان والعرجان 70، تاريخ اليعقوبي 2/ 218، الأمالي للقالي 1/ 278، المستدرك 3/ 447، الاستيعاب 3/ 388، الأغاني 16/ 79، تاريخ بغداد 1/ 191، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 499، الكامل في التاريخ 3/ 461، أسد الغابة ت 4/ 406، الزيادات 79، الأخبار الموفقيات 474، المنتخب من ذيل المذيل 513، ربيع الأبرار 4/ 168، الخراج وصناعة الكتابة 55، المعجم الكبير 20/ 368، المعرفة والتاريخ 1/ 369، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 109، تحفة الأشراف 8/ 469، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، الأسامي والكنى للحاكم 308، الكاشف 3/ 148، المعين في طبقات المحدثين 124، العبر 1/ 56، عهد الخلفاء الراشدين 754، التذكرة الحمدونية 1/ 122، مرآة الجنان 1/ 124، العقد الثمين 7/ 255، الوفيات لابن قنفذ 50، رغبة الآمل 4/ 202، سير أعلام النبلاء 3/ 21، تهذيب التهذيب 10/ 262، تقريب التهذيب 2/ 269، النكت الظراف 8/ 470، خلاصة تذهيب التهذيب 329، شذرات الذهب 1/ 56، أسد الغابة ت (5071) ، الاستيعاب ت (2512) .
(2) العبل: الضخم من كل شيء، وقد عبل- بالضم- عبالة فهو أعبل: غلظ وابيض وأصله في الذراعين. اللسان 4/ 2789.

(6/156)


باب منها إلا بالمكر لخرج المغيرة من أبوابها كلها، وولاه عمر البصرة، ففتح ميسان «1» وهمذان وعدة بلاد إلى أن عزله لما شهد عليه أبو بكر ومن معه.
قال البغويّ: كان أول من وضع ديوان البصرة. وقال ابن حبان: كان أول من سلم عليه بالإمرة، ثم ولاه عمر الكوفة، وأقره عثمان ثم عزله، فلما قتل عثمان اعتزل القتال إلى أن حضر مع الحكمين، ثم بايع معاوية بعد أن اجتمع الناس عليه، ثم ولاه بعد ذلك الكوفة فاستمرّ على إمرتها حتى مات سنة خمسين عند الأكثر.
ونقل فيه الخطيب الإجماع. وقيل: مات قبل بسنة، وقيل بعدها بسنة.
وقال الطّبريّ: كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجا، ولا يلتبس عليه أمران إلا ظهر الرأي في أحدهما.
وقال الطّبريّ أيضا: كان مع أبي سفيان في هدم طاغية ثقيف بالطّائف. وبعثه أبو بكر الصّديق إلى أهل النّجير وأصيبت عينه باليرموك، ثم كان رسول سعد إلى رستم.
وفي «صحيح البخاريّ» في قصّة النّعمان بن مقرن في قتال الفرس- أنه كان رسول النعمان إلى امرئ القيس، وشهد تلك الفتوح.
وتقدم له ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء.
وقال البغويّ: حدّثني حمزة بن مالك الأسلميّ، حدّثني عمي شيبان بن حمزة، عن دويد، عن المطّلب بن حنطب، قال: قال المغيرة: أنا أول من رشا في الإسلام، جئت إلى يرفأ حاجب عمر، وكنت أجالسه، فقلت: له: خذ هذه العمامة فألبسها، فإن عندي أختها، فكان يأنس بي ويأذن لي أن أجلس من داخل الباب، فكنت آتي فأجلس في القائلة فيمرّ المار فيقول: إن للمغيرة عند عمر منزلة، إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحد وذكر البغويّ، من طريق زيد بن أسلم- أن المغيرة استأذن على عمر، فقال: أبو عيسى. قال: من أبو عيسى؟ قال: المغيرة بن شعبة. قال: فهل لعيسى من أب؟ فشهد له بعض الصّحابة أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يكنيه بها، فقال: إن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم غفر له، وإنا لا ندري ما يفعل بنا، وكناه أبا عبد اللَّه.
وأخرج البغويّ من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: استعمل
__________
(1) ميسان: بالفتح ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف راء. قيل مدينة، كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط قصبتها ميسان. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1343، وفي ب ميساف.

(6/157)


عمر المغيرة على البحرين، فكرهوه وشكوا منه، فعزله فخافوا أن يعيده عليهم، فجمعوا مائة ألف، فأحضرها الدّهقان إلى عمر، فقال: إن المغيرة اختان هذه فأودعها عندي، فدعاه فسأله، فقال: كذب، إنما كانت مائتي ألف، فقال: وما حملك على ذلك؟ قال: كثرة العيال. فسقط في يد الدهقان، فحلف وأكّد الأيمان أنه لم يودع عنده قليلا ولا كثيرا. فقال عمر للمغيرة: ما حملك على هذا؟ قال: إنه افترى عليّ، فأردت أن أخزيه.
وأخرج ابن شاهين، من طريق كثير بن زيد، عن المطّلب- هو ابن حنطب، عن المغيرة، قال: كنت آتي فأجلس على باب عمر أنتظر الإذن على عمر، فقلت ليرفأ حاجب عمر: خذ هذه العمامة فألبسها، فإن عندي أختها، فكان يأذن لي أن أقعد من داخل الباب، فمن رآني قال: إنه ليدخل على عمر في ساعة لا يدخل غيره.
وقال ابن سعد: كان رجلا طوالا مصاب العين، أصيبت عينه باليرموك، أصهب الشّعر، أقلص الشّفتين، ضخم الهامة، عبل الذراعين، عريض المنكبين، وكان يقال له مغيرة الرأي.
وقال البخاريّ في التاريخ: قال أبو نعيم، عن زكريّا، عن الشّعبي: انكسفت الشمس في زمن المغيرة بن شعبة يوم الأربعاء في رجب سنة تسع وخمسين، فقام المغيرة وأنا شاهد ... فذكر القصّة. كذا قال: والصّواب سنة تسع وأربعين.

8198- المغيرة بن نوفل «1»
بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي.
قال أبو عمر: ولد قبل الهجرة. وقيل: ولد بعدها بأربع سنين.
وذكره ابن شاهين في الصّحابة،
وأخرج من طريق علي بن عيسى الهاشمي، عن سليمان بن نوفل، عن عبد الملك بن نوفل، بن المغيرة بن نوفل، عن أبيه، عن جدّه المغيرة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من لم يحمد عدلا ولم يذمّ جورا فقد بارز اللَّه بالمحاربة» .
وقال ابن شاهين: غريب، ولا أعلم للمغيرة غيره. وجزم أبو أحمد العسكريّ بأن هذا
__________
(1) الطبقات الكبرى 5/ 22، طبقات خليفة 231، المعرفة والتاريخ 1/ 315، التاريخ الكبير 7/ 318، المعارف 127، السير والمغازي 246، أنساب الأشراف 1/ 400، الجرح والتعديل 8/ 231، مروج الذهب 1732، البدء والتاريخ 5/ 21، معجم الشعراء للمرزباني 369، المعجم الكبير 20/ 366، جمهرة أنساب العرب 16، تاريخ الإسلام 44، جامع التحصيل 351، أسد الغابة ت (5072، الاستيعاب ت (2513) .

(6/158)


الحديث مرسل. وذكر ابن حبّان المغيرة هذا في ثقات التّابعين، والراجح ما قاله أبو عمر، والحديث ليس بثابت.
والمغيرة هذا كان قاضيا بالمدينة في خلافة عثمان ثم كان مع عليّ في حروبه، وهو الّذي طرح على ابن ملجم القطيفة لما ضرب عليّا، فأمسكه وضرب به الأرض، ونزع منه سيفه وسجنه حتى مات على منزلته.
وقال الزّبير بن بكّار: خطب معاوية أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بعد قتل علي، فجعلت أمرها للمغيرة بن نوفل فتوثق منها ثم زوّجها نفسه، فماتت عنده.

8199- المغيرة المخزومي «1»
: مات في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكانت تحته بنت عائذ «2» بن نعيم بن عبد اللَّه ابن النجام العدويّة، فأتت أمّها تستفتي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من أجل شكوى عين ابنتها، وهل يجوز لها أن تكحلها.
والحديث في الصّحيحين من حديث أم سلمة، إلّا أنّ الزوج لم يسمّ، ولا المرأة المستفتية، ولا ابنتها، وسمّاها ابن وهب في موطئه، قال: أنبأنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن زينب بنت أبي أسامة أن أمّها أخبرتها بذلك.
وأخرجه إسماعيل القاضي في أحكام القرآن، عن أبي ثابت، عن ابن وهب به، واستدركه ابن فتحون.

8200- المقترب:
هو الأسود بن ربيعة. تقدم.

الميم بعدها القاف
8201

- المقداد «3» بن الأسود «4»
: الكندي، هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن
__________
(1) غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 2/ 305، معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 48، تاريخ الإسلام 3/ 484.
(2) في أ: عائذه.
(3) هذه الترجمة سقط من ط.
(4) أسد الغابة ت (5076) ، الاستيعاب ت (2591) ، طبقات خليفة 61، 67، 168، التاريخ الكبير 8/ 54، التاريخ الصغير 60/ 61، المعارف 263، الجرح والتعديل 8/ 426، مشاهير علماء الأمصار ت 105، المستدرك للحاكم 3/ 348، 350، حلية الأولياء 1/ 172، 176، ابن عساكر 17، 66، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 111، 114، معالم الإيمان 1/ 71، 76، تهذيب الكمال 1367، دول الإسلام 1/ 27، العقد الثمين 7/ 268، 272، تهذيب التهذيب 10/ 285، شذرات الذهب 1/ 39.

(6/159)


عامر «1» . بن مطرود البهراني، وقيل الحضرميّ.
قال ابن الكلبيّ: كان عمرو بن ثعلبة أصاب دما في قومه، فلحق بحضرموت، فحالف كندة، فكان يقال له الكندي، وتزوج هناك امرأة فولدت له المقداد، فلما كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي، فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهريّ، وكتب إلى أبيه، فقدم عليه فتبنّى الأسود المقداد فصار يقال المقداد بن الأسود، وغلبت عليه، واشتهر بذلك، فلما نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [سورة الأحزاب آية 5] قيل له المقداد بن عمرو، واشتهرت شهرته بابن الأسود.
وكان المقداد يكنى أبا الأسود، وقيل كنيته أبو عمر، وقيل أبو سعيد.
وأسلم قديما، وتزوج ضباعة بنت الزّبير بن عبد المطّلب ابنة عمّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد بعدها، وكان فارسا يوم بدر، حتى إنه لم يثبت أنه كان فيها على فرس غيره.
وقال زرّ بن حبيش، عن عبد اللَّه بن مسعود: أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكر فيهم.
وقال مخارق بن طارق، عن ابن مسعود: شهدت مع المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحبّ إليّ ممّا عدل به.
وذكر البغويّ، من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ: أول من قاتل على فرس في سبيل اللَّه المقداد بن الأسود.
ومن طريق موسى بن يعقوب الزّمعي، عن عمته قريبة، عن عمتها كريمة بنت المقداد، عن أبيها: شهدت بدرا على فرس لي يقال لها سبحة.
ومن طريق يعقوب بن سليمان، عن ثابت البنانيّ، قال: كان المقداد وعبد الرحمن ابن عوف جالسين، فقال له ما لك: ألا تتزوج. قال: زوجني ابنتك: فغضب عبد الرحمن وأغلظ له، فشكا ذلك للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: أنا أزوّجك. فزوّجه بنت عمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب.
وعن المدائنيّ، قال: كان المقداد طويلا، آدم كثير الشّعر، أعين مقرونا، يصفّر لحيته.
__________
(1) في أ، ب: ثمامة.

(6/160)


وأخرج يعقوب بن سفيان، وابن شاهين، من طريقه بسنده إلى كريمة زوج المقداد:
كان المقداد عظيم البطن، وكان له غلام روميّ، فقال له: أشقّ بطنك فأخرج من شحمة حتى تلطف، فشقّ بطنه ثم خاطه، فمات المقداد، وهرب الغلام.
وقال أبو ربيعة الإياديّ، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ أمرني بحبّ أربعة وأخبرني أنّه يحبّهم: عليّ، والمقداد، وأبو ذرّ، وسلمان» «1» ،
أخرجه الترمذيّ، وابن ماجة، وسنده حسن.
وروى المقداد عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث. روى عنه عليّ، وأنس، وعبيد اللَّه بن عديّ بن الخيار، وهمّام بن الحارث، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون.
اتفقوا على أنه مات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان. قيل: وهو ابن سبعين سنة.
8202

- المقداد «2» بن معديكرب:
بن عمرو بن يزيد بن معديكرب، يكنى أبا كريمة، وقيل كنيته أبو يحيى.
صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وروى عنه أحاديث، وعن خالد بن الوليد، ومعاذ، وأبي أيوب. ونزل حمص.
وروى عنه ابنه يحيى وحفيده صالح بن يحيى، وخالد بن معدان، وحبيب بن عبيد، ويحيى بن جابر الطائي، والشّعبي، وشريح بن عبيد، وعبد الرحمن بن أبي عوف، وآخرون.
ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الشّام، وقال: مات سنة سبع وثمانين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة، وقال عثمان: مات سنة ثلاث. وقيل: سنة ست.
وأخرج البغوي، من طريق أبي يحيى سليم الكلاعيّ، قال: قلنا للمقدام بن معديكرب: يا أبا كريمة، إنّ الناس يزعمون أنك لم تر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. قال:
بلى، واللَّه لقد رأيته، ولقد أخذ بشحمة أذني، وإني لأمشي مع عمّ لي، ثم قال لعمي:
__________
(1) أخرجه الترمذي 5/ 594، كتاب المناقب باب 21 حديث رقم 3718 وقال هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث شريك وابن ماجة 1/ 53 في المقدمة باب فضل سلمان وأبي ذر والمقداد والحاكم في المستدرك 3/ 130، وأبو نعيم في الحلية 1/ 172 وابن حجر في لسان الميزان 3/ 333.
(2) الاستيعاب ت (2592) ، أسد الغابة ت (5077) ، طبقات ابن سعد 7/ 415، التاريخ الكبير 7/ 429، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 58، ابن عساكر 17/ 77، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 112 تهذيب الكمال 1368، تاريخ الإسلام 3/ 306، العبر 1/ 103، تهذيب التهذيب 4/ 967، البداية والنهاية 9/ 73، تهذيب التهذيب 10/ 287.

(6/161)


«أترى أنّه يذكره» ، وسمعته يقول: «يحشر ما بين السّقط إلى الشّيخ الفاني يوم القيامة أبناء ثلاثين سنة المؤمنون منهم في خلق آدم ... »
الحديث.
ومن طريق الشّعبي، عن المقدام أبي كريمة: رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وفي رواية عن أبي كريمة الشاميّ.

8203- مقسم بن بجرة «1»
: بضم الموحدة وسكون الجيم بن حارثة بن قتيرة، بقاف ومثناة مصغرا، الكنديّ ثم التّجيبي النخعيّ.
ذكره أبو سعيد بن يونس، وقال: أسلم في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وبايع معاذا باليمن، ويقال: إن له صحبة، وشهد فتح مصر، وكان قاتل أهل الردة مع زياد بن لبيد.
وروى عن عليّ بن أبي طالب، ثم أخرج من طريق عليّ بن رباح، قال: كنا في غزوة البحرين وعلينا فضالة بن عبيد، فجعلت أدعو على العدو: اللَّهمّ أهلكهم، واستأصل شأفتهم، فضرب مقسم بن بجرة على منكبي، وقال: ويحك يا أحمق! قل: «اللَّهمّ انصرنا عليهم، فلولا هؤلاء ما أعطينا عطاء» .

8204- مقسم الفارسيّ:
ذكره الطبرانيّ في الصّحابة. واستدركه ابن فتحون.

8205- مقسم، آخر:
تقدم في معتب.

8206- المقنع «2»
: بن الحصين التميمي، نزيل البصرة.
ذكر له حديث في مسند بقيّ بن مخلد، واستدركه الذّهبي في التجريد. وقيل هو المنقع، بتقديم النون على القاف. وسيأتي.

8207- المقنّع:
آخر، وهو السلميّ.
أحد الوفد الذين قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من بني سليم، وافتخر به العباس بن مرداس في قصيدته التي يقول فيها:
لا وفد كالوفد الألى عقدوا لنا ... سببا بحبل محمّد لا يقطع
__________
(1) تفسير الطبري 4/ 4046، 4/ 8716، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 251- علل الدار الدّارقطنيّ 3/ 1808 خلاصة تذهيب الكمال 331، شذرات الذهب 1/ 98. (2) بقي بن مخلد 673، الاستيعاب ت (2993) .

(6/162)


وفد أبو قطن حزابة منهم ... وأبو الغيوث وواسع ومقنّع
[الكامل] واستدركه ابن فتحون.

8208- المقنع:
من بني ضرار بن غوث بن عوف بن مالك بن سلامان بن سعد هذيم.
ذكر ابن الكلبيّ في ترجمة ولده طارق بن المقنع- أنه رثى الحسين بن علي لما قتل، قال: وقد شهد بعض آبائه مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مشاهده، وعداده في الأنصار.

الميم بعدها الكاف
8209- مكحول «1»
: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره ابن إسحاق في السيرة، وقال: وهب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لأخته الشيماء- يعني من الرّضاعة- غلاما يقال له مكحول وجارية، فزوّجت الغلام للجارية، فلم يزل فيهم من نسلهم بقية. واللَّه أعلم.

8210- مكحول، آخر:
زعم مقاتل في تفسيره أنه اسم النّجاشي، وجوّز غيره أن يكون اسم ابنه الّذي هاجر.

8211- مكرز «2»
: بن حفص بن الأخيف، بالخاء المعجمة والياء المثناة، ابن علقمة بن عبد الحارث بن منقذ بن عمرو بن بغيض بن عامر بن لؤيّ القرشي العامريّ.
ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: يقال له صحبة، ولم أره لغيره.
وله ذكر في المغازي عند ابن إسحاق والواقدي أنه هو الّذي أقبل لافتداء سهيل بن عمرو يوم بدر.
وذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، ووصفه بأنه جاهليّ، ومعناه أنه لم يسلم وإلا فقد ذكر هو أنه أدرك الإسلام، وقدم المدينة بعد الهجرة لما أسر سهيل بن عمرو يوم بدر فافتداه، وقال في ذلك:
بأذواد كرام سبا فتى ... ينال الصّميم عربها «3» لا المواليا
__________
(1) أسد الغابة ت (5081) . (2) الثقات 3/ 392، المنمق 150، الأعلام 7/ 284. (3) في أ: عدتهن.

(6/163)


وقلت: سهيل خيرنا فاذهبوا به ... لأبنائه حتّى تديروا الأمانيا
[الطويل] وذكر له قصّة في قتله عامر بن الملوّح لما قتل عامر قتيل من رهط مكرز.
وقد ذكر الزّبير بن بكّار قصّة افتدائه سهيل بن عمرو، وأنه قدم المدينة، فقال: اجعلوا القيد في رجل مكان رجليه حتى يبعث إليكم بالفداء، وأنشد له البيتين، وله ذكر في صلح الحديبيّة في البخاريّ.

8212- مكرم الغفاريّ «1»
. أخرج ابن مندة، من طريق عمرو بن أيّوب الغفاريّ، عن محمد بن معن عن أبيه، عن جده، عن نضلة بن عمرو الغفاريّ- أنّ رجلا من غفار أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «ما اسمك؟» قال: مهان. قال: «بل أنت مكرم» .
ووقع في رواية ابن مندة مهران، وصوّب أبو نعيم أنه مهان، وهو كما قال.

8213- مكرم، آخر:
تقدم
في ترجمة سعد القرظي- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لقي رجلين من أسلم، فقال: «من أنتما؟» قالا: نحن المهانان. قال: «بل أنتما المكرمان» .

8214- مكرم، آخر:
هو رفيق الّذي قبله قد ذكر فيه.

8215- مكنف «2»
بن زيد الخيل الطّائي.
تقدم نسبه في ترجمة أبيه. قال ابن حبّان: كان أكبر ولد أبيه، وبه كان يكنى أبوه، وأسلم وحسن إسلامه، وشهد قتال أهل الردّة مع خالد بن الوليد.
وقال الواقديّ في المغازي: كان زيد الخيل من جديلة طيّ، وكذلك عديّ بن حاتم، فثبت عديّ بعد موت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم على إسلامه.
وقال البغويّ «3» في ترجمة حريث بن زيد الخيل: يقال له أيضا الحارث، وكان أسلم هو وأخوه مكنف، وصحبا النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهدا قتال أهل الردّة مع خالد بن الوليد، ثم لم يفرد مكنفا بترجمة فاستدركه ابن فتحون، ذكره الطبري، والدار الدّارقطنيّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5082) .
(2) أسد الغابة ت (5085) ، الاستيعاب ت (2598) .
(3) في أ: أبو عمر.

(6/164)


وذكر الواقديّ في كتاب «الردّة» أنه كان ممن ثبت على الإسلام، وقاتل بني أسد لما ارتدّوا مع طليحة، وأنشد له في ذلك من أبيات:
ضلّوا وغرّهم طليحة بالمنى ... كذبا وداعي ربّنا لا يكذب
لمّا رأونا بالقضاء كتابنا ... يدعو إلى ربّ الرّسول ويرغب
ولّوا فرارا والرّماح تؤزّهم ... وبكلّ وجه وجّهوا نترقّب
[الكامل]

8216- مكنف، أخر:
ذكر أبو عمر عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، عن مكنف الحارثي أن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أعطى محيصة بن مسعود ثلاثين وسقا.
وذكره الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق ابن إسحاق عن عبد اللَّه بن أبي بكر.

8217- مكيتل «1»
: بمثناة مصغرا، وقيل مكيثر، بكسر المثلثة وآخره راء، الليثيّ.
قال ابن إسحاق في المغازي: حدّثني محمد بن جعفر بن الزبير، سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلميّ يحدّث عن عروة بن الزبير يقول: حدّثني أبي وجدّي، وكانا شهدا حنينا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قالا: صلى بنا النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم الظّهر يوم حنين، ثم جلس إلى ظلّ شجرة، فقام إليه الأقرع بن حابس، وعيينة، بن حصن، وعيينة يومئذ يطلب بدم عامر بن الأضبط المقتول، والأقرع يدافع عن محلّم بن جثّامة القاتل، فقام رجل يقال له مكيتل قصير مجموع، فقال: أسس اليوم وغير غدا، إلى أن قال حتى قبلوا الدية ... الحديث.
وقد، ذكر في ترجمة عامر بن الأضبط.
وفي رواية ابن هشام، عن زياد البكائيّ: مكيثر. وأخرجه البغويّ أيضا من طريق عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن محمد بن جعفر. وسياقه أتم.

الميم بعدها اللام
8218- ملاعب الأسنّة:
وهو مالك بن عامر. تقدم.

8219- ملكان بن عبدة الأنصاري:
__________
(1) الاستيعاب ت (2599) ، أسد الغابة ت (5086) .

(6/165)


ذكر الواقديّ والطبريّ، وسماه ابن هشام ملكو «1» بن عبدة، وذكره فيمن أطعمه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من خيبر ثلاثين وسقا.

8220- مليل»
: بلامين مصغرا، ابن وبرة بن خالد بن العجلان الأنصاريّ.
ذكره ابن إسحاق والواقديّ وغيرهما فيمن شهد بدرا، ومنهم من نسبه إلى جدّه، وهو موسى بن عقبة.

الميم بعدها النون
8221- المنبعث الثقفي:
مولى عمر بن معتّب.
قال ابن إسحاق في «السيرة: حدثني رجل عن ابن المنكدر، قال: نزل على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما كان محاصرا الطائف المنبعث فأسلم، وكان يسمى المضطجع فسماه المنبعث، وكان من موالي آل عثمان بن عامر بن معتب.

8222- المنبعث، آخر «3»
: جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه أبو داود في كتاب الكنى، عن محمد بن إسماعيل بن سالم، عن محمد بن فضيل، ووكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ برجل يقال له المضطجع، فسماه المنبعث.
وأخرجه عن محمد بن عبد اللَّه بن يزيد، عن ابن عيينة، عن هشام، عن أبيه، [فأرسله، ولم يذكر عائشة] «4» .
وكذا
رواه ابن شاهين، من طريق إسماعيل بن عياش، عن هشام، ولفظه أن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يغيّر الاسم القبيح إلى الاسم الحسن، فقال لرجل: «ما اسمك؟» فذكره. وكذا جاء عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن سعيد بن المسيّب.
وعلقه أبو داود في السّنن، فقال في باب الأسماء من كتاب الأدب: غيّر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم المضطجع فسماه المنبعث.
قلت: ويحتمل أن يكون المذكور قبله، فإن هذا لم ينسب. وفي الأنساب لابن
__________
(1) في أ: متسون.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (5094) .
(4) سقط في أ.

(6/166)


الكلبيّ: المنبعث بن عمرو بن ربيعة بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب، لم يصفه بغير ذلك، فيحتمل أن يكون هو هذا.

8223- المنتجع النّجديّ «1»
: ذكره أبو سعيد النّقّاش، واستدركه أبو موسى من طريق، وساق بسند مجهول إلى عبد اللَّه بن هشام عن أبي حبة الرقي، عن جدّه المنتجع النّجديّ، وكان من أهل نجد، وكان له مائة وعشرون سنة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أوحى اللَّه إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل إذا أصبحت فشمّر «2» ذيلك، فأوّل شيء تلقاه فكله، والثّاني فادفنه..»
الحديث. وأخرج أبو الشيخ في كتاب الثّواب بهذا الإسناد حديثا آخر.

8224- المنتذر «3»
: حكاه الرشاطيّ، وقيل: بصيغة التّصغير كما سيأتي أنه عند ابن مندة بالوجهين.

8225- المنتشر «4»
بن الأجدع الهمدانيّ، أخو مسروق.
قال البغويّ: لا أدري له صحبة «5» أو لا؟ وذكره ابن شاهين في الصّحابة،
وأخرج من طريق موسى بن صالح، عن مسعود، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن جدّه، قال: كانت بيعة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين أنزل اللَّه عليه إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ [سورة الفتح آية 10] التي بايع الناس عليها: «البيعة للَّه والطّاعة للحقّ» .
وكانت بيعة أبي بكر: تبايعوني ما أطعت اللَّه، وكانت بيعة عمر ومن بعده كبيعة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي معشر: المنتشر رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: لا أدري.

8226- المنتفق «6»
: قال ابن شاهين، عن ابن أبي داود: هو أبو رزين العقيليّ.
وتعقّب بأن اسم أبي رزين لقيط، كما سيأتي في الكنى، وقد جاء في حديث آخر عن
__________
(1) أسد الغابة ت (5097) ، الأعلام 7/ 290، تجريد أسماء الصحابة 2/ 94، التاريخ الكبير 8/ 72.
(2) في أ: فمر ذلك.
(3) أسد الغابة ت (5098) .
(4) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2186، أسد الغابة ت (5099) .
(5) في أ: أم لا.
(6) أسد الغابة ت (5100) .

(6/167)


المنتفق أو ابن المنتفق. وتقدم التنبيه عليه في عبد اللَّه بن المنتفق.

8227- منجاب
بن راشد بن أصرم بن عبد اللَّه بن زياد الضبيّ.
نزل الكوفة، ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرج من طريق سيف بن عمر عن أبي خلدة وعطية عن سهم بن منجاب عن أبيه منجاب بن راشد، قال: قدم علينا كتاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عام تبوك، فاستنفرنا إلى تبوك فنفرت إليه تيم والرّباب وأخواتها، فكنا ربع الناس، وكانوا ثمانية وأربعين ألفا.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: نزل منجاب الكوفة، وروى عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث، ولا نعلم روى عنه غير ابنه سهم بن منجاب.
وقال أبو موسى في الذّيل: كان من أشراف أهل الكوفة.

8228- منجاب «1»
بن راشد الناجي.
ذكره أبو الحسن المدائنيّ، وسيف بن عمر، فيمن أمّر على كور فارس في خلافة عثمان ممن لقي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وآمن به هو وأخوه الحارث «2» ، وكانا عثمانيين فهربا من عليّ. فأما الحارث فإنه أفسد في الأرض فسيّر إليه عليّ جيشا فأوقعوا ببني ناجية.
وقد تقدّم شيء من هذا في الحارث.

8229- مندوس:
ويقال: أبو مندوس.
ذكره ابن قانع في الصّحابة،
وأورد من طرق «3» سليمان بن الأزهر بن كنانة، عن أبيه، عن جدّه، عن مندوس، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لو كان الدّين معلّقا بالثّريّا لتناوله قوم من أبناء فارس» «4» .
واستدركه ابن فتحون.

8230- المنذر بن الأجدع الهمدانيّ «5»
: أخو مسروق.
__________
(1) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1228، أسد الغابة ت (5102) ، الاستيعاب ت (2605) .
(2) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1228، أسد الغابة ت (5102) ، الاستيعاب ت (2605) .
(3) في أ: من طريقه.
(4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1972 عن أبي هريرة كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضل فارس (59) حديث رقم (230/ 2546) ، وأحمد في المسند 2/ 308 والبخاري في التاريخ الكبير 9/ 39، وابن عساكر في التاريخ 6/ 203، والبغوي في شرح السنة 4/ 87، 6/ 186 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34130 وعزاه للطبراني عن ابن مسعود، وابن أبي شيبة عن أبي هريرة وأبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة.
(5) الثقات 3/ 386، تجريد أسماء الصحابة 2/ 95، أسد الغابة ت (5103) .

(6/168)


ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وتبعه المستغفريّ، فقالا: له صحبة.
وأخرج ابن شاهين في كتاب الجنائز، من طريق هشيم، عن عمر بن أبي زائدة، قال:
مات المنذر بن الأجدع في السجن، وكان قد قطعت يده ورجله في قطع الطريق، فسئل الشعبيّ: أيصلّى عليه؟ فقال: فإلى من تدعونه؟

8231- المنذر بن الأشع العبديّ:
ذكره الأموي في المغازي في، فقال: قدم في وفد عبد القيس، فقالوا: يا رسول اللَّه، جئنا سلما غير حرب، ومطيعين غير عاصين، فاكتب لنا كتابا يكون في أيدينا تكرمة على سائر العرب، فسرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بهم، وأمرهم ونهاهم ووعظهم، وكتب لهم كتابا. واستدركه ابن فتحون.

8232- المنذر بن أبي حميضة:
يأتي في القسم الثالث.

8233- المنذر بن رفاعة الغطفانيّ:
ذكر مقاتل بن سليمان في تفسير قوله تعالى: وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ ... [سورة النساء آية 2] الآية- أنّ رجلا من غطفان يقال له المنذر بن رفاعة كان عنده مال كثير ليتيم، وهو ابن أخيه، فلما بلغ الغلام طلب ماله، فمنعه فترافعا إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فتلا عليه هذه الآية، فقال: أطعنا اللَّه وأطعنا الرسول، ونعوذ باللَّه من الحوب الكبير، فدفع إليه ماله فأنفقه الفتى في سبيل اللَّه، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
«ثبت الأجر وبقي الوزر» .
فسئل عن ذلك، فقال: «ثبت الأجر للفتى، وبقي الوزر على والده» . وكان مشركا.
وذكر الكلبيّ القصّة ولم يسمه الغطفانيّ. ونقله الثعلبيّ عن الكلبيّ ومقاتل، ولم يسمّه أيضا. ومن ثمّ لم يذكره أحد ممن صنف في هذا الفن.

8234- المنذر بن ساوى «1»
: بن الأخنس بن بيان بن عمرو بن عبد اللَّه بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم التميميّ الدارميّ.
وزعم غير الكلبي أنه من عبد القيس، وبيّن الرشاطيّ السّبب في ذلك أنه يقال له العبديّ، لأنه من ولد عبد اللَّه بن دارم، فظنّ بعض النّاس أنه من عبد القيس.
تقدم ذكره في ترجمة رافع العبديّ، وأنه كان في الوفد، ولم يثبت ذلك الأكثر، بل
__________
(1) أسد الغابة ت (5106) ، الاستيعاب ت (2515) .

(6/169)


قالوا لم يكن في الوفد، وإنما كتب معهم بإسلامه، وكان عامل البحرين، وكتب إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مع العلاء بن الحضرميّ قبل الفتح فأسلم.
ذكره ابن إسحاق وغير واحد، وزاد الواقديّ، ثم استقدم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم العلاء بن الحضرميّ، فاستخلف المنذر بن ساوى مكانه.
وأخرج الطّبرانيّ، من طريق أبي «1» مجلز، عن أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، قال: كتب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى المنذر بن ساوى: «من صلّى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم، له ذمّة اللَّه ورسوله ... » .
وروى ابن مندة من طريق مبشّر بن عبيد، عن زيد بن أسلم، عن المنذر بن ساوى- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كتب إليه أن افرض على كلّ رجل ليس له أرض أربعة دراهم وعباءة.
قال ابن مندة: كان عامل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم على هجر.
وذكر أبو جعفر الطّبرانيّ أنّ المنذر هذا مات بالقرب من وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وحضره عمرو بن العاص، فقال له: كم جعل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم للميت من ماله عند الموت؟ قال: الثّلث. قال: فما ترى أن أصنع في ثلثي؟ قال: إن شئت قسمته في سبيل الخير، وإن شئت جعلت غلّته «2» تجري بعدك على من شئت. قال: ما أحبّ أن أجعل شيئا من مالي كالسائبة، ولكني أقسمه. قال الرّشاطيّ: لم يذكره ابن عبد البرّ.
قلت: هو على شرطه، ولو لم يثبت أنه وفد.

8235- المنذر بن سعد «3»
: أبو حميد الساعدي. وقيل اسمه عبد الرحمن. يأتي في الكنى.

8236- المنذر بن عائذ «4»
العبديّ المعروف بالأشجّ، أشجّ عبد القيس. وقيل: اسمه منقذ بن عائذ كما تقدم في ترجمة مطر بن فيل، وفي ترجمة صحار بن العبّاس.

8237- المنذر بن عبد اللَّه «5»
: بن قوال بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّ الخزرجيّ الساعديّ.
__________
(1) في أ: ابن.
(2) في أ: جعلته يجري.
(3) الثقات 3/ 384، تجريد أسماء الصحابة 2/ 95، تقريب التهذيب، الجرح والتعديل 8/ 244، التاريخ الكبير 7/ 354، سير أعلام النبلاء 2/ 481، أسد الغابة ت (5107) ، الاستيعاب ت (2516) .
(4) المؤتلف والمختلف ص 100- التمييز والفصل ص 96، أسد الغابة ت (5108) ، الاستيعاب ت (2517) .
(5) تفسير الطبري 6/ 7027، الاستيعاب ت (2519) ، أسد الغابة ت (5110) .

(6/170)


ذكره ابن إسحاق والواقديّ فيمن استشهد بالطائف، لكنه عند الواقديّ المنذر بن عبد، بغير إضافة، وسمى أبو عمر أباه عبادا، [ثم أعاده في ابن عبد اللَّه] ، وسقط قوال من نسبه عن ابن مندة.

8238- المنذر بن عبد اللَّه
بن نوفل.
ذكره الواقديّ فيمن استشهد بالطائف. واستدركه ابن فتحون.

8239- المنذر بن عبد المدان «1»
: له ذكر في المغازي، ولا أعرف له رواية، قاله ابن مندة.

8240- المنذر بن عديّ «2»
بن المنذر بن عدي بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الكنديّ.
ذكر الطّبريّ أن له وفادة، واستدركه ابن فتحون.

8241- المنذر بن علقمة:
بن كلدة بن عبد الدار بن عبد مناف العبدري.
قتل أبوه كافرا، وولده له في الإسلام أيّوب بن المنذر، وقتل محمّد بن أيّوب بن المنذر يوم الحرّة. ذكره الزّبير بن بكّار.

8242- المنذر بن عمرو «3»
: بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجي السّاعديّ، ومنهم من أسقط حارثة من نسبه.
قال ابن أبي خيثمة: سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر يقول: المنذر بن عمرو عقبي بدري نقيب. استشهد يوم بئر معونة، وكذا قال ابن إسحاق، وثبت أنه استشهد يوم بئر معونة في صحيح البخاريّ، وسمّى المنذر بن الزبير بن العوام على اسمه، وكان يلقب المعنق ليموت.
وقال موسى بن عقبة في «المغازي» : أنبأنا ابن شهاب، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه ابن كعب بن مالك، ورجال من أهل العلم- أن عامر بن مالك ملاعب الأسنّة قدم على
__________
(1) أسد الغابة ت (5111) .
(2) أسد الغابة ت (5112) ، الاستيعاب ت (2520) .
(3) أسد الغابة ت (5114) ، الاستيعاب ت (2523) ، الثقات 3/ 386، الاستبصار 100، الأعلام 7/ 294، تجريد أسماء الصحابة 2/ 95، بقي بن مخلد 500.

(6/171)


رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: ابعث معي من عندك من شئت، وأنا لهم جار، فبعث رهطا منهم المنذر بن عمرو، وهو الّذي يقال له أعنق ليموت، فسمع بهم عامر بن الطّفيل فاستنفر لهم بني سليم، فنفر معه منهم رهط: بنو عصيّة، وبنو ذكوان، فكانت وقعة بئر معونة، وقتل المنذر ومن معه.
وذكر ابن إسحاق هذه القصّة مطوّلة عن أبيه، عن المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وغيره، وأخرجها ابن مندة من طريق أسباط بن نصر، عن السّديّ، قال:
ورواها سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن حميد عن أنس بطولها.
وقال البغويّ: ليست له رواية، وتعقّب بما أخرجه ابن قانع، وابن السّكن،
والدّار الدّارقطنيّ في السّنن، من طريق عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل بن سعد عن أبيه، عن جده، عن المنذر بن عمرو- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سجد سجدتي السهو قبل التسليم.
قال الدّار الدّارقطنيّ: لم يرو المنذر غير هذا الحديث، وعبد المهيمن ليس بالقويّ.
قلت: وفي السند غيره، واللَّه أعلم.

8243- المنذر بن قدامة «1»
بن عرفجة بن كعب بن النحّاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، وابن الكلبيّ، وغيرهم فيمن شهدا بدرا.
وذكر الواقديّ أنه كان على أسارى بني قينقاع.

8244- المنذر بن قيس «2»
بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن غنم بن عدي بن النّجار.
شهد أحدا والمشاهد، واستشهد هو وأخوه سليط بن قيس يوم جسر أبي عبيد، قاله العدوي، واستدركه ابن فتحون.

8245- المنذر «3»
بن كعب الدارميّ «4» :
وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قاله أبو العباس السّراج في ترجمة شيخه أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان بن عبد اللَّه بن قيس بن عبد اللَّه بن المنذر بن كعب بن الأسود بن عبد
__________
(1) أسد الغابة ت (5115) .
(2) الاستيعاب ت (4525) .
(3) أسد الغابة ت (5116) .
(4) في أ: الدارميّ.

(6/172)


اللَّه بن زيد بن عبيد اللَّه بن دارم، وكذلك نسبه الخطيب، وقال سمعت هبة اللَّه بن الحسن الطبريّ يقوله، قال: وقيل إن المنذر بن كعب وفد علي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
وحكى الخطيب أنّ جدّه صخرا هو ابن عليم بن قيس. واستدركه ابن فتحون.

8246- المنذر بن مالك «1»
: ذكره أبو نعيم في الصّحابة، وقال: إنه مجهول، ثم
أورده من طريق مسلم بن خالد، عن مطرف النضري، عن حميد بن هلال، عن المنذر بن مالك، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أي الصدقة أفضل؟ قال: «سرّ إلى فقير، وجهد من مقلّ» .
قلت: ويحتمل أن يكون هذا الحديث مرسلا، والمنذر بن مالك هو أبو نضرة الغفاريّ «2» ، وهو تابعي مشهور.

8247- المنذر بن محمد «3»
: بن عقبة بن أحيحة، بمهملتين مصغرا، ابن الجلاح الأنصاريّ الخزرجيّ. يكنى أبا عبيدة.
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهما فيمن شهد بدرا، واستشهد ببئر معونة.

8248- المنذر بن يزيد
بن غانم «4» بن حديدة الأنصاري «5» ، أخو عبد الرحمن.
قال العدويّ: له صحبة. واستدركه ابن فتحون.

8249- المنذر، غير منسوب:
ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقال: كان يسكن البادية.
وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، حكاه البغويّ، وذكره ابن فتحون عن أبي جعفر الطبري نحو ذلك.
__________
(1) التمييز والفصل/ ص 167، أسد الغابة ت (5117) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1720، معرفة الرجال ج 2/ ت 350. المدخل إلى السنة 0/ 419، الصمت وآداب اللسان/ الفهرس، المؤتلف والمختلف ص 126، شرف أصحاب الحديث ص 52، 95. التبصرة والتذكرة ج 1/ ص 221، مسند ابن الجعد 2، 3295، 3260، المؤتلف والمختلف ص 126.
(2) في أ: الغنوي.
(3) الاستيعاب ت (2526) ، الثقات 3/ 387، الاستبصار 315، أصحاب بدر 162، تجريد أسماء الصحابة 2/ 96! أسد الغابة ت (5118) .
(4) في أ: عامر.
(5) أسد الغابة ت (5119) ، الاستيعاب ت (2527) .

(6/173)


8250- منسأة الجنّي:
ذكر ابن دريد أنه أحد الجن الذين استمعوا القرآن من أهل نصيبين، وآمنوا بالنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم [بنخلة] .

8251- منصور بن عمير»
بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار العبدريّ، أخو مصعب. يكنى أبا الرّوم، وهو مشهور بكنيته.
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وذكره فيمن شهدا أحدا.
وقال الزبير بن بكّار: استشهد باليرموك.

8252- منظور بن زبّان «2»
بن سيّار بن عمرو بن جابر «3» بن عقيل بن هلال بن سمى بن مازن بن فزارة.
ذكر الدّار الدّارقطنيّ وعبد الغنيّ بن سعيد في المشتبه، عن المفضل الغلابي- أنه قال في حديث البراء بن عازب: أتيت «4» خالي ومعه الراية، فقلت: إلى أين؟ قال: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى رجل تزوّج امرأة أبيه أن أضرب عنقه. قال: هذا الرجل هو منظور بن زبّان.
وحكى عمر بن شبة أن هذه الآية، وهي قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ ... [سورة النساء آية 22]- نزلت في منظور بن زبّان، خلف على امرأة أبيه واسمها مليكة، وأن أبا بكر الصّديق طلبهما لما ولي الخلافة إلى أن وجدهما بالبحرين، فأقدمهما المدينة، وفرّق بينهما، وأن عمر أراد قتل منظور، فحلف باللَّه أنه ما علم أنّ اللَّه حرّم ذلك.
وفي ذلك يقول الوليد بن سعيد بن الحمام المري من أبيات:
بئس الخليفة للآباء قد علموا ... في الأمّهات أبو زبّان منظور
[البسيط] وهذا يدل على أن منظور لم يقتل في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فلعل خال البراء لم يظفر به، بل لما بلغه أنه قصده هرب.
__________
(1) أسد الغابة ت (5120) .
(2) تفسير الطبري ج 8/ 894- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1082، أسد الغابة ت (5121) .
(3) في أ: سقط.
(4) لقيت في أ.

(6/174)


وقال أبو الفرج الأصبهانيّ في «الأغاني» : كان منظور سيّد قومه، وهو أحد من طال حمل أمه به، فولدته بعد أربع سنين، فسمي منظورا لطول ما انتظروه، قال: وذكر الهيثم بن عديّ، عن عبد اللَّه بن عياش المنتوف، وعن هشام بن الكلبي، قال: وذكر بعضه الزّبير بن بكّار عن عمه، عن مجالد، قالوا تزوّج منظور بن زبان امرأة أبيه وهي مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة المزني، فولدت له هاشما وعبد الجبّار وخولة، ولم تزل معه إلى خلافة عمر، فرفع أمره إلى عمر، فأحضره وسأله عما قيل فيه من شربه الخمر ونكاحه امرأة أبيه، فاعترف بذلك، وقال: ما علمت أن هذا حرام، فحسبه إلى قرب صلاة العصر، ثم أحلفه أنه لم يعلم أن اللَّه حرّم ذلك، فحلف فيما ذكروا أربعين يمينا، ثم خلّى سبيله، وفرق بينه وبين مليكة، وقال: لولا أنك حلفت لضربت عنقك.
وقال ابن الكلبيّ في روايته: قال عمر: أتنكح امرأة أبيك وهي أمّك؟ أو ما علمت أن هذا نكاح المقت، ففرّق بينهما، فاشتد ذلك عليه، فرآها يوما تمشي في الطّريق فأنشد:
ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدّهر ... إذا منعت منّي مليكة والخمر
فإن تك قد أمست بعيدا مزارها ... فحيّ ابنة المرّيّ ما طلع الفجر
[الطويل] وقال أيضا من أبيات:
لعمر أبي دين يفرّق بيننا ... وبينك قسرا إنّه لعظيم
[الطويل] فبلغ ذلك عمر، فطلبه ليعاقبه فهرب، وتزوجها طلحة بن عبيد اللَّه.
وذكر الزّبير بن بكّار في «أخبار المدينة» : قال: قال عمر لما فرق بين منظور ومليكة:
من يكفل هذه؟ فقال عبد الرّحمن بن عوف: أنا، فأنزلها داره، فعرفت الدار بعد ذلك بها، فكان يقال لها دار مليكة.
وذكر عمر بن شبة في «أخبار المدينة» : أنّ ذلك كان في خلافة عمر كما سأذكره في ترجمة مليكة في النّساء.
وذكر ابن الكلبيّ في كتاب «المثالب» أنها كانت تكنى أم خولة، وأنها كانت عند زبّان، فهلك عنها ولم تلد له، فتزويجها ولده نكاح مقت ... فذكر القصّة مطولة.
وذكر أبو موسى في ذيله في ترجمة مليكة هذه، من طريق محمد بن ثور، عن ابن

(6/175)


جريج، عن عكرمة، قال: فرّق الإسلام بين أربع وبين أبناء بعولتهن، فذكر منهن مليكة، خلف عليها منظور بعد أبيه.
وقال أبو الفرج أيضا: خطب الحسن بن علي خولة بنت منظور هذا، وأبوها غائب فجعلت أمرها بيده، فتزوّجها فبلغه فقال: أمثلي يفتات عليه في ابنته؟ فقدم المدينة فركز راية سوداء في مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فلم يبق في المدينة قيسي إلا دخل تحتها، فبلغ ذلك الحسن، فقال: شأنك بها. فأخذها وخرج، فلما كان بقباء جعلت تندبه، وتقول: يا أبت الحسن بن علي سيّد شباب أهل الجنّة! فقال: تلبثي هنا فإن كان له بك حاجة فسيلحقنا. قال: فأقام ذلك اليوم، فلحقه الحسن ومعه الحسين، وعبد اللَّه بن جعفر، وعبد اللَّه بن عباس، فزوّجها من الحسن، ورجع بها.
وأظن هذه البنت هي التي ذكرت في ترجمة الفرزدق الشّاعر، أو هي أختها، وذلك أن زوجته النّوّار لما فرّت منه إلى ابن الزبير بمكّة، وهو يومئذ خليفة، قدم مكّة، فنزل على بني عبد اللَّه بن الزبير، فمدحهم، وكانت النوار نزلت على بنت منظور بن زبّان، فقضى ابن الزبير للنوار على الفرزدق في قصّة مذكورة، وفي ذلك يقول الفرزدق.
أمّا بنوه فلم تقبل شفاعتهم ... وشفّعت بنت منظور بن زبّانا
ليس الشّفيع الّذي يأتيك مؤتزرا ... مثل الشّفيع الّذي يأتيك عريانا
[البسيط] وقال المرزبانيّ: منظور مخضرم، تزوّج امرأة أبيه مليكة بنت خارجة، ففرّق بينهما عمر، فذكر البيتين.
وذكر ابن الأثير في ترجمته، عن الأمير أبي نصر بن ماكولا، أنه ذكر في الإكمال منظور بن زبّان بن سنان الفزاري هو الّذي تزوّج امرأة أبيه، فبعث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من يقتله، قال ابن الأثير: لو لم يكن مسلما لما قتله على ذلك، بل كان يقتله على الكفر. انتهى.
وقصته مع أبي بكر وعمر ثم مع الحسن بن علي تدلّ على أنه عاش إلى خلافة عثمان، واللَّه أعلم.

8253- منظور بن لبيد:
بن عقبة بن رافع الأنصاريّ الأشهليّ، أخو محمود.
قال العدويّ: شهد بيعة الرّضوان. واستدركه ابن فتحون.

(6/176)


8254- منقذ بن خنيس الأسديّ «1»
: أبو كعب، مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى.

8255- منقذ بن حبّان العبديّ «2»
: تقدّم ذكره «3» في ترجمة صحار، وهو ابن أخت الأشجّ. واللَّه أعلم.

8256- منقذ بن زيد «4»
بن الحارث. أورده أبو عمر عن بعض من ألّف في الصّحابة.

8257- منقذ بن عائذ:
في المنذر بن عائذ.

8258- منقذ بن عمرو «5»
بن عطيّة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النّجّار الأنصاريّ المدنيّ.
قال البخاريّ: له صحبة. وقد تقدم في ترجمة حبّان بن منقذ بيان الاختلاف في سبب حديث: «إذا بايعت فقل لا خلابة» ، وهل القصة لحبّان بن منقذ أو لأبيه منقذ بن عمرو؟

8259- منقذ بن نباتة «6»
الأسدي.
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني أسد بن خزيمة، وذكره ابن مندة فيمن اسمه معبد. والمعروف منقذ، وصحّف أبو عمر أباه فقال لبابة.

8260- منقذ الأسلميّ:
ذكره ابن فتحون في الذيل، عن الباوردي، وأنه أورده فيمن شهد صفّين من الصّحابة من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع. والسّند بذلك ضعيف.

8261- منقّع «7»
بن الحصين بن يزيد بن شبل بن حبان بن الحارث بن عمرو بن كعب بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميميّ السعديّ.
ذكره ابن سعد فيمن نزل البصرة من الصّحابة،
وأخرج البخاريّ وابن أبي خيثمة في
__________
(1) أسد الغابة ت (5122) .
(2) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2160.
(3) في أ: تقدم ذكره.
(4) أسد الغابة ت (5123) ، الاستيعاب ت (2528) .
(5) أسد الغابة ت (5124) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 2159.
(6) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2161، أسد الغابة ت (5125) .
(7) تجريد أسماء الصحابة 2/ 97، الجرح والتعديل 8/ 426، التاريخ الكبير 8/ 53، تبصير المنتبه 4/ 1324، الإكمال 10/ 297، أسد الغابة ت (5127) .

(6/177)


تاريخهما، من طريق عصمة بن بشر، حدّثنا الفزع عن المنقع، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بصدقة إبلنا، فقال: «اللهم لا أحلّ لهم أن يكذبوا عليّ» .
قال المنقع: فلم أحدّث عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا حديثا نطق به كتاب أو جرت به سنة. قال سيف بن هارون: راويه عن عصمة أظنه الفزع شهد القادسيّة. وأخرجه أبو علي بن السّكن من هذا الوجه مطوّلا، وزاد فيه بيان سبب الحديث المذكور، وفيه: إنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم على ناقة، وأسود آخذ بركابه قد حاذى رأس النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ما رأيت من النّاس أطول منه.

8262- المنقع بن مالك «1»
: بن أمية بن عبد العزّى السلمي.
تقدم ذكره في ترجمة قدد بن عمار السّلميّ، وأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمّره على طائفة من قومه. وقد تقدم ذكر المقنع بتقديم القاف على النون، وهو سلمي أيضا، فلا أدري هل هما واحد اختلف في اسمه أو هما اثنان؟

8263- المنكدر «2»
بن عبد اللَّه بن الهدير التميمي «3» .
ذكره [الطّبراني] «4» وغيره في الصحابة،
وأخرجوا من طريق حريث بن السّائب، عن محمد بن المنكدر، عن أبيه- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من طاف بهذا البيت أسبوعا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها» .

8264- منهال بن أوس
النكري، بضم النون.
وفد إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره الرشاطيّ، عن المدائنيّ، قال: ولم يذكره ابن عبد البرّ، ولا ابن فتحون.

8265- منهال بن أبي منهال «5»
: ذكره الطّبري في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون.

8266- منهال القيسي «6»
: تقدم ذكره في قتادة بن ملحان.

8267- منيب «7»
: بضم أوله وكسر النون وآخره موحدة، ابن عبد، السلمي.
ذكره الخطيب، وتبعه ابن ماكولا، واستدركه أبو موسى،
وأورده من طريق
__________
(1) أسد الغابة ت (5128) .
(2) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2059، أسد الغابة ت (5129) .
(3) في أ، ل: التيمي.
(4) في أ: بياض.
(5) في أ: المنهال.
(6) في أ: العبسيّ.
(7) أسد الغابة ت (5132) .

(6/178)


الأحوص بن حكيم، عن عبد اللَّه بن غابر، بمعجمة وموحدة، الألهاني، عن منيب بن عبد السلميّ، وكان من الصّحابة، عن أبي أمامة- رفعه: «من صلّى الصّبح في مسجد جماعة ثمّ ثبت حتّى يصلّي سبحة الضّحى كان له أجر حجّة وعمرة» .

8268- منيب، أبو أيوب الأزديّ:
الغامديّ.
قال البخاريّ، وأبو حاتم: له صحبة. وقال أبو عمر: عداده في أهل الشام.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق عتبة بن حبّان، عن منيب بن مدرك بن منيب الغامديّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول للناس: «يا أيّها النّاس، قولوا لا إله إلّا اللَّه تفلحوا» «1» فمنهم من سبّه، ومنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب حتى انتصف النهار، فأقبلت جارية بعسّ ماء، فغسل وجهه ويديه، فقلت:
من هذه؟ قالوا: هذه زينب ابنته. وأخرجه البخاريّ من هذا الوجه مختصرا.

8269- منيبق «2»
: بنون وموحدة وقاف مصغّرا، ابن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب الجمحيّ.
ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد.

8270- المنيذر «3»
: مصغرا، الأسلميّ، ويقال الثمالي، ويقال هو المنيذر بصيغة التّصغير. وقيل بوزن المنتشر.
ذكره بن يونس، وقال: رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
روى عنه «4» عبد الرّحمن الحبلى. وقال البغويّ: سكن إفريقية،
وروى حديثه رشدين ابن سعد، عن حيي «5» بن عبد اللَّه، عن أبي عبد الرّحمن الحبلى، عن المنيذر، صاحب النبيّ
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 492 عن ربيعة بن عباد الديليّ وكان جاهليا أسلم ... والطبراني في الكبير 5/ 56، 8/ 376 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1682 والدار الدّارقطنيّ في السنن 3/ 45، والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 380، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 76 وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 25 عن ربيعة بن عباد ... الحديث وقال رواه أحمد وابنه والطبراني في الكبير بنحوه والأوسط باختصار بأسانيد وأحد أسانيد عبد اللَّه بن أحمد ثقات، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35538، 35541.
(2) تبصير المنتبه 4/ 1292.
(3) أسد الغابة ت (5133) ، الاستيعاب ت (2608) .
(4) في أ: روى عنه أبو عبد الرحمن.
(5) في أ: حسين.

(6/179)


صلى اللَّه عليه وآله وسلم- سكن إفريقية، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «من قال إذا أصبح: رضيت باللَّه ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا، فأنا الزّعيم لآخذنّ بيده فلأدخلنّه الجنّة» .
وصله الطّبرانيّ إلى رشدين، وتابعه ابن وهب عن حيي، ولكنه لم يسمّه، قال: عن رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وأخرجه ابن مندة.
وقال ابن السّكن: المنيذ الثّمالي من مذحج، ويقال من كندة، وله حديث واحد، مخرج حديثه عند أهل مصر، وأرجو ألّا يكون صحيحا، وليس هو المشهور.
ونقل الرشاطيّ عن عبد الملك بن حبيب، قال: دخل الأندلس من الصّحابة المنيذر الإفريقي، ولم يتابع عبد الملك على ذلك، فإنه لم يتجاوز إفريقية.

الميم بعدها الهاء
8271- المهاجر بن أبي أميّة «1»
بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، أخو أم سلمة، زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، شقيقها.
قال الزّبير: شهد بدرا مع المشركين، وقتل أخواه يومئذ: هشام، ومسعود، وكان اسمه الوليد فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وولّاه لما بعث العمال على صدقات صنعاء، فخرج عليه الأسود العنسيّ، ثم ولاه أبو بكر وهو الّذي افتتح حصن النّجير الّذي تحصّنت به كندة في الردّة، وهو زياد بن لبيد.
وقال المرزباني في معجم الشّعراء: قاتل أهل الردّة، وقال في ذلك أشعارا.
وذكر سيف في الفتوح أنّ المهاجر كان تخلّف عن غزوة تبوك، فرجع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو عاتب عليه، فلم تزل أم سلمة تعتذر عنه حتى عذره، وولّاه.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق محمد بن حجر، بضم المهملة وسكون الجيم، ابن عبد الجبّار بن وائل بن حجر، قال: وفدت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فرحّب بي وأدنى مجلسي، فلما أردت الرجوع كتب ثلاث كتب: كتاب خاص بي فضّلني فيه على قومي:
«بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. من محمّد رسول اللَّه إلى المهاجر بن أبي أميّة، إنّ وائلا يستسعيني ونوفلا على الأقيال حيث كانوا من حضرموت ... » الحديث.
__________
(1) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 163، أسد الغابة ت (5134) ، الاستيعاب ت (2531) .

(6/180)


8272- المهاجر بن خلف:
يأتي في ابن قنفذ.

8273- المهاجر بن زياد الحارثي «1»
: أخو الربيع.
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: في صحبته نظر، ولا أعلم له رواية، وأنه شهد فتح تستر مع أبي موسى، وكان صائما فعزم عليه أبو موسى حتى أفطر، ثم قاتل حتى قتل.

8274- المهاجر بن قنفذ «2»
بن عمير بن جدعان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشيّ التيميّ.
كان أحد السّابقين إلى الإسلام، ولما هاجر أخذه المشركون فعذّبوه، فانفلت منهم، وقدم المدينة،
فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «هذا المهاجر حقّا» .
وقال ابن سعد، وأبو عبيدة السّكّريّ: ولاه عثمان في خلافته شرطته. وقيل: كان اسمه أولا عمرا، ويقال: كان اسم أبيه خلفا، وقنفذ لقب. وقيل: إنما أسلم بعد الفتح، وسكن البصرة، ومات بها.
وأخرج أبو داود والنّسائيّ من طريق معاذ بن هشام الدّستوائيّ، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي ساسان، المهاجر بن قنفذ- أنه أتى صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم ردّ عليه.

8275- المهاجر «3»
: مولى أم سلمة، يكنى أبا حذيفة.
صحب النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وخدمه، وشهد فتح مصر، واختطّ بها، ثم تحول إلى طحا «4» فسكنها إلى أن مات.
ذكره أبو سعيد بن يونس، وأخرج الحسن بن سفيان، وابن السكن، ومحمد بن الربيع الجيزيّ، والطّبري، وابن مندة، من طريق بكير مولى عمرة: سمعت المهاجر يقول: خدمت
__________
(1) أسد الغابة ت (5136) ، الاستيعاب ت (2533) .
(2) الثقات 3/ 384، تجريد أسماء الصحابة 2/ 98، تقريب التهذيب 2/ 278، خلاصة تذهيب 3/ 59، الطبقات 19، 174، الجرح والتعديل 8/ 259، تاريخ من دفن بالعراق 456، العقد الثمين 7/ 293، تهذيب الكمال 3/ 1379، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، التاريخ الكبير 8/ 379، تهذيب التهذيب 7/ 322، بقي بن مخلد 273، الاستيعاب ت (2535) ، أسد الغابة ت (5138) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 97، الجرح والتعديل 8/ 259، العقد الثمين 7/ 294، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت (5137) ، الاستيعاب ت (2534) .
(4) طحا: بالفتح والقصر: كورة بمصر شمالي الصعيد غربي النيل. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 880.

(6/181)


رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم سنين، فلم يقل لي لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته؟.
قال يحيى بن عبد اللَّه بن بكير: هو- يعني بكيرا مولى عمرة جدّي. أخرجوه كلهم من رواية يحيى، عن إبراهيم بن عبد اللَّه التّجيبي، عن عمران بن عبد اللَّه الكنديّ، عن بكير.
وقال ابن السّكن: تفرد بن يحيى بن بكير. وقال محمد بن الربيع: لم يرو عنه غير أهل مصر.

2676- المهاجر، غير منسوب «1»
: ذكره أبو عمر، فقال: رجل من الصّحابة، قال: كان لنعل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قبالان، لا أدري هو مولى أم سلمة أو غيره؟
قلت: بل هو غيره لجزم ابن السّكن وغيره أنه لم يرو عنه غير أهل مصر، وهذا قد أخرج حديثه الحارث بن أبي أسامة في مسندة، من طريق سهل بن حاتم، قال: حدّثنا زياد أبو عمر، قال: دخلنا على شيخ يقال له مهاجر، وعليّ نعل لها قبالان، وكنت أريد تركه لشهرته، فقال لي: لا تتركه، فإنّ نعل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كان لها قبالان.

8277- مهجع:
بكسر أوله وسكون الهاء بعدها جيم مفتوحة ثم مهملة.
هو مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ذكره الحاكم في صحيحه من طريق الهقل بن زياد، عن الأوزاعيّ،
حدّثني أبو عمار، عن واثلة بن الأسقع- رفعه: «خير السّودان لقمان، وبلال، ومهجع مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم» .
قلت: وأخشى أن يكون هو «2» الّذي بعده. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.

8278- مهجع العكّي «3»
: مولى عمر بن الخطاب.
قال ابن هشام: أصله من عك، فأصابه سباء فمنّ عليه عمر فأعتقه، وكان من السّابقين إلى الإسلام، وشهد بدرا، واستشهد بها.
وقال موسى بن عقبة: كان أول من قتل ذلك اليوم. وذكر ابن مندة من طريق الكلبيّ،
__________
(1) الاستبصار 176، تجريد أسماء الصحابة 2/ 98، تهذيب الكمال 3/ 1379، أسد الغابة ت (5139) ، الاستيعاب ت (2536) .
(2) في أ: يكون هو الّذي.
(3) أسد الغابة ت (5143) .

(6/182)


عن أبي صالح، عن ابن عباس، أنه ممن نزل فيه قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ... الآية.

8279- مهدي عبد الرحمن «1»
: ذكره ابن عائذ في البكّاءين في غزوة تبوك. نقله ابن سيّد الناس.

8280- مهران»
: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
قال الثّوريّ، عن عطاء بن السّائب، قال: أتيت أم كلثوم بنت عليّ بشيء من الصّدقة فردّتها، وقالت: حدّثني مولى للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقال له مهران أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّا آل محمّد لا تحلّ لنا الصّدقة، ومولى القوم منهم» .
أخرجه أحمد، والبغويّ، وابن شاهين، من طريق الثوري. وقال البخاريّ، عن أبي نعيم، عن سفيان: يقال له مهران أو ميمون وقال حماد بن زيد، عن عطاء: كيسان أو هرمز، وفي اسمه اختلاف آخر تقدم فيمن اسمه زياد.

8281- مهران «3» :
والد ميمون الجزري.
قال البغويّ: ذكره البخاريّ في «الصّحابة» ، وقال: سكن الشّام. وأخرج ابن السّكن من طريق عبد الرحمن بن سوار الهلالي، قال: كنت جالسا عند عمرو بن ميمون، فقال له رجل من أهل الكوفة: يا أبا عبد اللَّه، بلغني أنك تقول من لم يقرأ بأمّ الكتاب فصلاته خداج. فقال: نعم، حدّثني أبي ميمون، عن أبيه مهران، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بهذا.
قال عبد الرّحمن: وحدثني عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه، عن جدّه- أنّ أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كانوا في سفرهم مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يمسحون على الخفّين ثلاثة أيام، وإذا أقاموا في أهلهم مسحوا حتى يصلّوا العشاء.
قال ابن السّكن: لا يروى عن ميمون شيء إلا من هذا الوجه. وأخرج الطّبراني وابن مندة الحديث الأول باختصار.
__________
(1) هذه الترجمة سقط من!.
(2) الثقات 3/ 403، أزمنة التاريخ الإسلام 1/ 892، تجريد أسماء الصحابة 1/ 98، تقريب التهذيب 2/ 297، الطبقات 81، الجرح والتعديل 8/ 300، التاريخ الكبير 7/ 427، بقي بن مخلد 556، ذيل الكاشف 1512، الاستيعاب ت (2612) ، أسد الغابة ت (5142) .
(3) الثقات 3/ 403، أزمنة التاريخ الإسلام 1/ 892، تجريد أسماء الصحابة 1/ 98، تقريب التهذيب 2/ 297، الطبقات 81، الجرح والتعديل 8/ 300، التاريخ الكبير 7/ 427، بقي بن مخلد 556، ذيل الكاشف 1512، الاستيعاب ت (2612) ، أسد الغابة ت (5142) .

(6/183)


8282- مهزم بن وهب الكنديّ «1»
: قال العقيليّ: له صحبة،
وأخرج ابن قانع من طريق سوادة بن أبي سعيد الزّرقيّ أنه بلغه عن سعيد بن جبير، عن مهزم بن وهب الكندي، يقول: صليت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الظهر، فوجد من رجل ريحا، فلما صلّى قال: يا رسول اللَّه، إنما شربت شيئا «2» في جرّ، فنادى بأعلى صوته: «يا أهل الوادي، لا أحلّ لكم أن تنبذوا في الجرّ الأخضر والأبيض والأسود، ولينبذ أحدكم في سقائه، فإذا طاب شرب» .
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه. وقال أبو نعيم: تفرد بذكره المتأخر.
قلت: فلم يصب أبو نعيم في ذلك، فقد سبقه ابن قانع، والعقيليّ.

8283- مهشم «3»
: قيل هو اسم أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة العبشميّ. وسيأتي في الكنى.

8284- مهشم:
قيل هو اسم أبي العاص بن الرّبيع العبشمي. وسيأتي في الكنى.

8285- مهلهل «4»
، غير منسوب:.
ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عمر بن سنان،
حدّثتنا وردة بنت ناجية عن سلمة الضبي، عن مهلهل- رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من سرّه أن يظلّه اللَّه في ظلّه يوم القيامة فليصل رحمه ولا يبخل بالسّلام»
«5» . وفي سنده من لا يعرف.

8286- مهند الغفاريّ «6»
: له حديث في مسند بقيّ بن مخلد.

8287- مهير:
بالتصغير، ابن رافع الأنصاري، عم رافع بن حديج.
ذكره الطّبريّ، والبغويّ، وابن السّكن في الصّحابة، وأخرجوا من طريق سعيد بن أبي
__________
(1) أسد الغابة ت (5144) ، الاستيعاب ت (2613) .
(2) في أ: نبيذا.
(3) أسد الغابة ت (5145) .
(4) أسد الغابة ت (5146) ، الأعلام 7/ 315، تجريد أسماء الصحابة 2/ 99، طبقات علماء إفريقيا وتونس 2/ 157، العقد الثمين 7/ 296.
(5) أورده المنذري في الترغيب 2/ 47، والسيوطي في الدر المنثور 1/ 369، والهيثمي في الزوائد 4/ 137 عن أسعد بن زرارة ... الحديث بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير عن طريق عاصم بن عبيد اللَّه عن أسعد وعاصم ضعيف لم يدرك أسعد بن زرارة.
(6) بقي بن مخلد 898.

(6/184)


عروبة، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن يسار، عن رافع بن خديج- أنّ بعض عمومته زعم قتادة أن اسمه مهير، قال: نهانا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن أمر كان بنا رافقا.
واستدركه ابن فتحون، وفي الصّحيحين رواية رافع عن عمّيه: أحدهما ظهير، بالتّصغير، وذكر ابن عبد البرّ أن الآخر مظهر، وقد تقدم.

8288- مهين بن الهيثم «1»
بن نابي بن مجدعة الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكره الأمويّ في المغازي، عن ابن إسحاق، فيمن شهد العقبة، قال ابن فتحون: رأيته في نسخة من معجم البغويّ بوزن عظيم.
قلت: وكذلك أورده المستغفري، عن ابن إسحاق. قال ابن فتحون: ورأيته في نسخة من معجم البغويّ قرئت على أبي ذرّ الهرويّ بالتّصغير وآخره راء.
قلت: الأول أصوب.

الميم بعدها الواو
8289- موسى بن الحارث «2»
بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشيّ التيميّ.
ذكره الطّبريّ فيمن هاجر إلى الحبشة مع أبيه، فمات بها موسى.
وقال أبو عمر: مات بالحبشة وهو صغير.

8290- موسى الأنصاري:
والد إبراهيم.
أخرجه ابن الجوزيّ في الموضوعات حرز أبي دجانة من طريقه.

8291- مولة «3»
: بفتحتين، ابن كثيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن الضباب بن كلاب الكلابيّ، ويقال: مولى الضّحاك بن سفيان الكلابيّ.
قال ابن السّكن: له صحبة وذكره البغويّ وغيره في الصّحابة، وأخرجوا من طريق الزّبير بن بكّار: حدثتني ظمياء «4» بنت عبد العزيز بن مولة، قالت: حدّثني أبي، عن أبيه.
__________
(1) أسد الغابة ت (5147) .
(2) أسد الغابة ت (5148) ، الاستيعاب ت (2614) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 99، الأنساب 4/ 255، تبصير المنتبه 3/ 1023، الاستيعاب ت (2615) ، أسد الغابة ت (5149) .
(4) في أ: طهار.

(6/185)


أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو ابن عشرين سنة، فمسح يمين رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وصدق إليه قلوصا ابن لبون، ثم صحب أبا هريرة، وعاش في الإسلام مائة سنة، وكان يدعي ذا اللّسانين من فصاحته.
وأخرج البغويّ، عن الزّبير بن بكّار بهذا السّند قصة عامر بن الطّفيل مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقول النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «اللَّهمّ اشغل عنّي عامرا كيف شئت، وأنّى شئت، واهد بني عامر، فأصابت عامرا غدّة كغدّة البعير ... » فذكر قصة موته.
وهكذا أخرجه ابن شاهين، عن أبي محمّد بن صاعد، عن الزبير.

8292- مؤمّل بن عمرو:
ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأظنّه المؤمل بن عمرو بن حبيب بن تميم بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدويّ، فإنّ لهم عقبا منهم إياس بن المؤمل. له ذكرا.

8293- مؤمن
: 8294- مونّس «1»
: بن فضالة بن عدي الأنصاري.
قال أبو عمر: بعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم على المشركين لما جاءوا إلى أحد، وشهد هو وأخوه أنس جميعا أحدا.

8295- موهب بن رباح الأشعريّ:
حليف بن زهرة.
ذكره الزّبير بن بكّار عن عمّه مصعب، قال: قال حسّان بن ثابت لموهب:
قد كنت أغضب أن أسبّ فسبّني ... عبد المقامة موهب بن رباح
«2» [الكامل] فأجابه موهب بأبيات قال فيها:
سمّيتني عبد المقامة كاذبا ... وأنا السّميدع والكميّ سلاحي
وأنا امرؤ م الأشعرين مقاتل ... وبنو لؤيّ أسرتي وجناحي
[الكامل]
__________
(1) أسد الغابة ت (5150) ، الاستيعاب ت (2616) ، تبصير المنتبه 4/ 1330.
(2) الديوان: 262.

(6/186)


فقال حسان:
حملت بني تيم فأعصى سفيههم ... وزهرة لا تزداد إلّا تماديا
[الطويل] فقال عبد الرحمن بن عوف لحسان: خذ مني ثمن موهب بن رباح واكفف عنه، ففعل.
وأخرج الفاكهيّ من طريق الوليد بن جميع، عن عبد الرّحمن بن موهب هذا- قصة ابن جدعان.

8296- موهب بن عبد اللَّه «1»
بن خرشة الثقفيّ.
ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق أبي الحسن المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، قال: كان موهب هذا في وفد ثقيف، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أنت موهب أبو سهل.

8297- موهب النوفلي:
مولاهم.
قال الأمويّ في «المغازي» : حدّثنا أبي، عن رجل من آل موهب مولى عقبة بن الحارث، عن موهب، قال: كانوا جعلوني على حراسة خشبة حبيب بن عدي، قال: فرغب إليّ أن أجنبه ما ذبح على النّصب، وأن أسقيه العذب، وأن أعلمه إذا أرادوا قتله، ففعلت، فلما فتح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مكّة أتيته، فقال له رهط من الأنصار: إنه كان قد أولى خبيبا معروفا. فقلت: يا رسول اللَّه أتؤمنني وتؤمن من في حجرتي؟ قال: ومن هم؟
قلت: ولد الحارث بن عامر بن نوفل. قال: فأمنهم.
واستدركه ابن فتحون.

الميم بعدها الياء
8298- ميثم، غير منسوب «2»
: قال أبو عمر: حديثه عند زيد بن أبي أنيسة،
وأخرج ابن أبي عاصم في الوحدان وأبو نعيم، من طريقه، ثم من رواية زيد «3» بن أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبيد اللَّه بن الحارث، عن ميثم- رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «يغدو الملك برايته مع أوّل من يغدو إلى المسجد، فلا يزال بها معه حتّى يرجع فيدخل بها منزله، وإنّ
__________
(1) أسد الغابة ت (5151) .
(2) الاستيعاب ت (2617) ، أسد الغابة ت (5152) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 2188.
(3) في أ: يزيد بن أبي أنيسة.

(6/187)


الشّيطان ليغدو برايته مع أوّل من يغدو إلى السّوق» .
وهذا موقوف صحيح السّند.
ثم وجدت له حديثا مرفوعا أخرجه ابن مندة من طريق الحارث بن حصيرة، حدثني محمد بن حمير الأزدي، قال: إني لشاهد ميثما حين أخرجه ابن زياد، فقطع يديه ورجليه، فقال: سلوني أحدثكم، فإن خليلي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أخبرني أنه سيقطع لساني، فما كان إلّا وشيكا حتى خرج شرطي، فقطع لسانه، ثم ظهر لي أن صاحب الحديث، الثاني آخر مخضرم، وأن قوله في هذه الرواية «خليلي» يريد علي بن أبي طالب، وكان من عادته إذا ذكره أن يصلّي عليه. وسأبين ذلك في القسم الثّاني.

8299- ميسرة بن مسروق العبسيّ «1»
: من بني هدم بن عوذ بن قطيعة بن عبس العبسيّ.
أحد الوفد من عبس الذين مضت أسماؤهم في ترجمة الربيع بن زياد، وشهد ميسرة حجة الوداع، وقال للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: الحمد للَّه الّذي استنقذني به من النّار.
وأخرج الواقدي في كتاب «الردة» ، من طريق أسلم مولى عمر، قال: حدّثني ميسرة بن مسروق، قال: قدمت بصدقة قومي طائعين، وما جاءنا أحد حتى دخلت بها على أبي بكر، فجزاني وقومي خيرا، وعقد لنا، وأوصى بنا خالد بن الوليد، فكان إذا زحف الزحوف أخذ اللّواء، فقاتل به، وشهدنا معه اليمامة، وفتح الشام.
وقال أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام: حدّثني يحيى بن هانئ بن عروة المرادي: كان لميسرة بن مسروق صحبة وصلاح. قال: ولما مات قيس عقد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لميسرة بن مسروق، قال: وحدّثني النضر بن صالح، عن سالم بن ربيعة، قال: حمل ميسرة ونحن معه يومئذ في الخيل في وقعة فحل، فضرعت فرسه، فقتل يومئذ جماعة، وأحاطوا بنا إلى أن جاء أصحابنا فانقشعوا عنا. ثم شهد فتح حمص واليرموك، فأراد أن يبارز روميّا، فقال له خالد: إنّ هذا شابّ، وأنت شيخ كبير، وما أحبّ أن تخرج إليه فقف في كتيبته، فإنه حسن البلاء، عظيم الغناء.
وقال ابن الأعرابيّ في نوادره: حدّثت عن الواقدي أنّ ميسرة بن مسروق أول من أطلع درب الروم من المسلمين.

8300- ميسرة «2»
: يقال هو اسم أبي طيبة الحجام. وسيأتي في الكنى.

8301- ميسرة الفجر «3»
:
__________
(1) أسد الغابة ت (5155) .
(2) أسد الغابة ت (5153) .
(3) أسد الغابة ت (5154) ، الاستيعاب ت (2618) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 99، الطبقات 99، الثقات 3/ 388، الجرح والتعديل 8/ 252، تاريخ جرجان 392، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/ 374، بقي بن مخلد 614، ذيل الكاشف 1557.

(6/188)


صحابي، ذكره البخاريّ والبغويّ وابن السّكن وغيرهم في الصّحابة،
وأخرجوا من طريق بديل بن ميسرة، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن ميسرة الفجر، قال: قلت: يا رسول اللَّه، متى كنت نبيا، قال: «وآدم بين الرّوح والجسد» «1» .
وهذا سند قويّ، لكن اختلف فيه على بديل بن ميسرة، فرواه منصور بن سعيد عنه هكذا. وخالفه حماد بن زيد، فرواه عن بديل، عن عبد اللَّه بن شقيق، قال: قيل: يا رسول اللَّه، لم يذكر ميسرة.
وكذا رواه حمّاد، عن والده، وعن خالد الحذاء، كلاهما عن عبد اللَّه بن شقيق.
أخرجه البغويّ.
وكذا رواه حمّاد بن سلمة، عن خالد عن عبد اللَّه بن شقيق، قال: قلت: يا رسول اللَّه. أخرجه البغويّ أيضا.
وأخرجه من طريق أخرى، عن حمّاد، فقال: عبد اللَّه بن شقيق، عن رجل، قال:
قلت: يا رسول اللَّه. وأخرجه أحمد من هذا الوجه، وسنده صحيح.
وقد قيل إنه عبد اللَّه بن أبي الجدعاء الماضي في العبادلة. وميسرة لقب.

8302- ميسرة:
غلام خديجة.
ذكر في السّيرة، وكان رفيق النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في تجارة خديجة قبل أن يتزوجها. وحكى بعض أدلة نبوته، وترجم له ابن عساكر، ولم أقف على رواية صريحة بأنه بقي إلى البعثة، فكتبته على الاحتمال.

8303- ميمون بن سنباذ «2»
: العقيليّ، يكنى أبا المغيرة.
قال ابن السّكن: أصله من اليمن، وحديثه في البصريّين.
وقال البخاريّ: له صحبة،
وأخرج هو وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند من طريق
__________
(1) أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 292، والحاكم 2/ 609، والبخاري في التاريخ 7/ 374، وابن سعد 1/ 95، 7/ 41 وانظر كنز العمال (31917، 32117) .
(2) أسد الغابة ت (5157) ، الاستيعاب ت (2619) ، الثقات 3/ 382، تجريد أسماء الصحابة 2/ 100، الجرح والتعديل 8/ 232، الطبقات 125، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/ 337، الإكمال 4/ 416، ذيل الكاشف 1559.

(6/189)


هارون بن دينار أبي المغيرة العجليّ البصريّ، قال: حدّثني أبي، قال: كنت على باب الحسن، فخرج رجل من أصحابه، فقال لي: يا أبا المغيرة ميمون بن سنباذ، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «قوام أمّتي بشرارها» «1» .
وأخرجه ابن السّكن، من رواية يحيى بن راشد، عن هارون بن دينار العجليّ،
حدّثني أبي، كنت عند الحسن، فلما خرجت من عنده لقيني رجل من أصحاب النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقال له: ميمون بن سنباد، فقال: يا أبا المغيرة. فذكره.
وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، وقال في سياقه، عن أبيه: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
وأخرجه أبو نعيم، عن طريق خليفة بن خيّاط، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: كنا على باب الحسن، فخرج علينا رجل من أصحاب النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقال له ميمون بن سنباذ ... فذكر الحديث بلفظ: «ملاك هذه الأمّة بشرارها» .
وهذه طريق أخرى من رواية هارون بن دينار. وقد استنكره.
وقال: هارون وأبوه مجهولان، وأخرجه ابن عديّ في الكامل من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه، عن ميمون بن سنباذ، فهذه طريق ثالثة. واللَّه الموفق.
وقال أبو عمر: ليس إسناد حديثه بالقائم. وقد أنكر بعضهم صحبته، يشير إلى ما ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، قال: ليست له صحبة. وتبعه أبو أحمد العسكريّ، وزاد:
أدخله بعضهم في السند.

8304- ميمون «2»
: مولى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم- تقدّم في مهران.

8305- ميمون، غير منسوب «3»
: ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق أشعث بن سوار، عن محمد بن سيرين، عن ميمون، قال: استقطعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أرضا بالشّام قبل أن تفتح
__________
(1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 227، والطبراني في الصغير 1/ 35، وابن عدي في الكامل 5/ 1984 وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 305، عن ميمون بن سنباذ وقال رواه عبد اللَّه بن أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه هارون بن دينار وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 8958.
(2) أسد الغابة ت (5156) .
(3) أسد الغابة ت (5159) .

(6/190)


فأعطانيها ففتحها عمر في زمانه، فأتيته، فقلت: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أعطاني أرضا من كذا إلى كذا، قال: فجعل عمر ثلثا لابن السّبيل، وثلثا لعمارتها، وثلثا لنا.

8306- ميمون بن يامين الإسرائيليّ «1»
: ذكره المستغفريّ، واستدركه أبو موسى، وابن فتحون، وأخرجه عبد بن حميد «2» في تفسيره بسند قويّ إلى جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: كان ميمون بن يامين الحبر، وكان رأس اليهود من المدينة «3» ، فأسلم، وقال يا رسول اللَّه، ابعث إليهم، فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم، فأرسل إليهم، فجاءوا فحكّمهم فرضوا بميمون، وأثنوا عليه خيرا، فأخرجه إليهم فبهتوه وسبّوه، فأنزل اللَّه تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ... [سورة الأحقاف آية 10] الآية.

8307- مينا، مولى العباس:
أحد من قيل إنه عمل المنبر. حكاه الزكي المنذريّ وغيره.

القسم الثاني من له رؤية
الميم بعدها الحاء
8308- المحسّن «4»
: بتشديد السين المهملة، ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب الهاشمي، سبط النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
استدركه ابن فتحون على ابن عبد البرّ، وقال: أراه مات صغيرا، واستدركه أبو موسى على ابن مندة.
وأخرجه من مسند أحمد تم من طريق هانئ بن هانئ عن علي، قال: لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «أروني ابني ما سمّيتموه» ؟ «5» قلنا:
__________
(1) أسد الغابة ت (5158) .
(2) في أ: جاء.
(3) في أ: المدينة.
(4) أسد الغابة ت (4695) .
(5) أخرجه أحمد في المسند 1/ 98، 118 والحاكم في المستدرك 3/ 165 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي بقوله صحيح. والطبراني في الكبير 3/ 100، وابن حبان في صحيح حديث رقم 2227- والبخاري في التاريخ الصغير 82- والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 52.

(6/191)


حربا. قال: بل هو حسن، فلما ولد الحسين فذكر مثله، وقال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث قال مثله. وقال: «بل هو محسّن» . ثمّ قال: «سمّيتهم بأسماء ولد هارون: شبّر، وشبّير، ومشبّر» ،
إسناده صحيح.

8309- محمد بن أبيّ بن كعب الأنصاري «1»
: يكنى أبا معاذ: تقدم نسبه في ترجمة والده.
قال ابن سعد، وابن أبيّ حاتم، والجعابيّ: ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأمّه أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو السّدوسيّ.
وروى عن أبيه، وأمه، وعن عمر، وعثمان وغيرهم.
روى عنه ابنه معاذ، وبشر بن سعيد الحضرميّ، والحضرميّ بن لاحق. قال ابن سعد:
كان ثقة قليل الحديث.
وقال الواقديّ: قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين. واللَّه أعلم.

[8310- محمد بن أسعد
بن زرارة الأنصاري هو من شرط هذا القسم وإن ثبت ذكره في سند حديث ذكر في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة]
«2» .

8311- محمد بن أسلم»
بن بجرة الأنصاريّ الخزرجيّ.
قال ابن شاهين: سكن المدينة. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره محمد بن إسماعيل البخاريّ.
وقال ابن مندة: له رؤية، ولأبيه صحبة، ثم أورد في ترجمته حديثا يقتضي أن يكون له صحبة، وقد بينت جهة الوهم فيه في ترجمة مسلم بن أسلم بن بجرة في القسم الأوّل.
وقال المرزبانيّ في معجم الشعراء: محمد بن أسلم الأنصاريّ قال يوم الحرّة:
وإن تقتلونا يوم حرّة واقم ... فنحن على الإسلام أوّل من قتل
__________
(1) أسد الغابة ت (4699) ، الاستيعاب ت (2343) ، التاريخ الكبير 1/ 27، 281، تاريخ خليفة 248، طبقات ابن سعد 5/ 76، الجرح والتعديل 7/ 208، جامع التحصيل 321، المعارف 261، طبقات خليفة 236، تهذيب الكمال 1160، تهذيب التهذيب 9/ 719، تقريب التهذيب 2/ 142، خلاصة تذهيب التهذيب 325، تاريخ الإسلام 1/ 222. (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (4701) ، الاستيعاب ت (2344) ، التاريخ الكبير 1/ 41، الجرح والتعديل 7/ 201، الوافي بالوفيات 2/ 204، تجريد أسماء الصحابة 2/ 54.

(6/192)


ونحن تركناكم ببدر أذلّة ... وأبنا بأسلاب لنا منكم تبل
[الطويل] وفي الاستيعاب: محمد بن أسلم روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، حديثه مرسل. قال ابن الأثير: أظنه هذا.
قلت: وليس كما ظن، فقد فرق بينهما البخاريّ، وابن أبي حاتم، عن أبيه. وقد تقدم في القسم الأول.

8312- محمد بن إياس «1»
بن البكير الليثيّ المدنيّ.
تقدّم نسبه في ذكر والده، وأنه شهد بدرا، وذكر ابن مندة محمدا هذا، فقال: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا تصح له صحبة.
وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: إنه من حلفاء بني عديّ بن كعب، وأنشد له في ذلك مرثية في زيد بن عمر بن الخطّاب لما قتل في حرب كانت بين بني عديّ بن كعب بالمدينة يقول:
ألا ياليت أمّي لم تلدني ... ولم أك في الغواية بالمطيع
ولم أر مصرع ابن الخير زيد ... وهدّته لك من صريع
[الوافر] وذكره ابن سعد في التابعين، وقال: أمه الربيّع، بالتشديد، بنت معوذ الأنصاريّة الصّحابية المعروفة.
وقد علق له البخاريّ في الصّحيح شيئا. وروى هو عن عائشة، وأبي هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم.
روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الرّحمن، ونافع، وغيرهم.

8313- محمد بن أبي بكر الصّديق «2»
:
__________
(1) التاريخ الكبير 1/ 20، المعرفة والتاريخ 1/ 420، الجرح والتعديل 7/ 205، الثقات لابن حبان 5/ 379، تهذيب الكمال 3/ 1176، الكاشف 2113، تهذيب التهذيب 9/ 68، تقريب التهذيب 2/ 146، خلاصة تذهيب التهذيب 328، تاريخ الإسلام 2/ 522، أسد الغابة ت (4807) .
(2) أسد الغابة ت (4751) ، تاريخ الإسلام 3/ 364، الثقات 3/ 368، تهذيب التهذيب 9/ 80، تهذيب الكمال 3/ 1179، تقريب التهذيب 2/ 148- خلاصة تذهيب 2/ 385، الكاشف 3/ 25- الاستبصار 97، 104- العقد الثمين 1/ 427- 2/ 68- البداية والنهاية 7/ 319، الجرح والتعديل 7/ 31، التحفة اللطيفة 3/ 545، الوافي بالوفيات 2/ 258، شذرات الذهب 1/ 48، العبر 1/ 44، 45، الطبقات الكبرى 3/ 73، 211- 4/ 34، 41- 5/ 53، 282، 285، 383.

(6/193)


تقدم نسبه في ترجمة والده عبد اللَّه بن عثمان، وأمّه أسماء بنت عميس الخثعمية، ولدته في طريق المدينة إلى مكّة في حجة الوداع كما ثبت عند مسلم في حديث جابر الطويل.
ونشأ محمد في حجر عليّ، لأنه كان تزوّج أمّه.
وروى عن أبيه مرسلا، وعن أمه وغيرها قليلا.
روى عنه ابنه القاسم بن محمد. وحديثه عنه عند النسائي، وغيره، من رواية يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن أبيه، عن أبي بكر. وشهد محمد مع الجمل وصفّين، ثم أرسله إلى مصر أميرا، فدخلها في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين فولى إمارتها لعليّ، ثم جهّز معاوية عمرو بن العاص في عسكر إلى مصر، فقاتلهم محمد، وانهزم، ثم قتل في صفر سنة ثمان، حكاه ابن يونس، وقال: إنه اختفى لما انهزم في بيت امرأة فأخذ من بيتها فقتل.
وقال ابن عبد البرّ: كان عليّ يثني عليه ويفضله، وكانت له عبادة. واجتهاد، ولما بلغ عائشة قتله حزنت عليه جدّا، وتولت تربية ولده القاسم، فنشأ في حجرها، فكان من أفضل أهل زمانه.
وأخرج البغويّ في ترجمته، من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن محمد بن أبي بكر، قال: أظلمت ليلة وكان لها ريح ومطر، فأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم المؤذّنين أن ينادوا: «صلّوا في رحالكم» ، ثم قال: لا أحسبه محمد بن الصديق.

8314- محمد بن ثابت «1»
بن قيس بن شماس الأنصاريّ.
تقدم نسبه في ترجمة أبيه «2» ، وأمه جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول التي اختلعت من ثابت، وأتى به النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما ولد فحنكه، أورده في الصّحابة على قاعدتهم فيمن له رؤية،
فأخرج البغويّ، وابن أبي داود، وابن شاهين، من طريق زيد بن الحباب: حدّثنا أبو ثابت، من ولد ثابت بن قيس بن شمّاس، عن إسماعيل بن محمد بن
__________
(1) الثقات 3/ 364، التاريخ الكبير 1/ 51، تهذيب التهذيب 9/ 84، تهذيب الكمال 3/ 1180، تقريب التهذيب 2/ 149، خلاصة تذهيب 2/ 386، الكاشف 3/ 206، المحن 169، الاستبصار 119، 135، الجرح والتعديل 7/ 215، التحفة اللطيفة 3/ 549، الوافي بالوفيات 2/ 280، الطبقات 238، شذرات الذهب 1/ 71، تجريد أسماء الصحابة 2/ 55.
(2) في أ: والده.

(6/194)


ثابت، عن أبيه- أن أباه ثابتا فارق جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ، وهي حامل بمحمّد، فلما وضعته حلفت أن لا تلبنه بلبنها، فجاء به ثابت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فبزق في فيه وسمّاه محمدا، وقال: «اذهب به، فإنّ اللَّه رازقه» ،
قال: فتلقّتني امرأة من العرب تسأل عن ثابت بن قيس، فقلت: أنا ثابت بن قيس، ما تريدين؟ قالت: رأيت في ليلتي هذه أني أرضع ابنا يقال له محمد. قال: فهذا ابني، فأخذته وإنّ ضرعها ليعصر من لبنها من ثديها. لفظ البغويّ.
وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب، ولا يصحّ لمحمد بن ثابت صحبة.
وأخرج الحديث البيهقيّ من وجه آخر، عن زيد بن الحباب، وسمّى أبا ثابت زيد بن إسحاق بن إسماعيل بن محمد بن ثابت. وقد سبق لمحمد ذكر في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن ثابت.
وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن أبيه، وسالم مولى أبي حذيفة.
روى عنه ابناه: إسماعيل، ويوسف، والزهريّ وغيرهم.
ذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى، وقال: هو أخو عبد اللَّه بن حنظلة لأمه، وقتل يوم الحرّة هو وأولاده: عبد اللَّه، وسليمان، ويحيى. وقال خليفة «1» : قتل هو وأخواه: عبد اللَّه، ويحيى يوم الحرة.

8315- محمد بن أبي الجهم «2»
بن حذيفة العدويّ.
يأتي نسبه في ترجمة والده. قال ابن عبد البرّ: ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وأن أمه خولة بنت القعقاع بن معبد التميميّة. وقد مضى ذكر القعقاع وأنه كان من رؤساء بني تميم. وإلى محمد أشار عمر بن عبد المنذر الحنظليّ بقوله في قصة جرت:
نحن ولدنا من قريش خيارها ... أبا الحكم المطعام وابن أبي الجهم.
[الطويل]
__________
(1) في وقال يحيى.
(2) الجرح والتعديل 7/ 224، المحن 148، 157، 163، العقد الثمين 1/ 449، 2/ 39، التحفة اللطيفة 3/ 554، الوافي بالوفيات 2/ 314، الطبقات الكبرى 5/ 146، شذرات الذهب 1/ 71، تجريد أسماء الصحابة 2/ 56، العبر 1/ 68، أسد الغابة ت (4716) .

(6/195)


وكان موسى بن طلحة أخا محمد هذا لأمه.
وذكر الزّبير أن محمدا هذا شهد الحرّة، فقتله مسلم بن عقبة بعد ذلك صبرا، وكان قبل ذلك وفد على يزيد فأجاره، فلما خرج أهل المدينة على يزيد شهد محمد عليه أنه يشرب الخمر وغير ذلك، فقال له مسلم بن عقبة: واللَّه لا يشهد شهادة زور بعدها، فقتله.
وكذا ذكر يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن الضّحاك، عن مالك، وزاد: وكانت الحرّة سنة ثلاث وستين. وقتل يومئذ من حملة القرآن سبعمائة نفس.
وقال أبو معشر: كانت الحرة في ذي الحجّة من السنّة. وذكر الزّبير بن بكّار، من طريق ابن شهاب- أنّ محمدا لما قتل: أحضر إلى والده ميتا.

8316- محمد بن خثيم «1»
، أبو يزيد المحاربي «2» .
قال البخاريّ والبغويّ وابن شاهين وغيرهم: ولد على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره ابن حيّان في ثقات التابعين، وقال: روى عن عمار بن ياسر. روى عنه محمد بن كعب القرظيّ.

8317- محمد بن ربيعة «3»
بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، يكنى أبا حمزة، كما ذكره الحاكم أبو أحمد.
ذكره ابن شاهين في «الصّحابة» ، وعزاه لابن سعد، وابن سعد إنما ذكره في التابعين.
وقال ابن مندة: وممن أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولا يعرف له رؤية ولا سماع، فذكره. وقال العسكري: ولد على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكذا قال الجعابيّ.
قلت: وذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . وقال البخاريّ في التاريخ: سمع عمر.

8318- محمد بن السّعديّ «4»
: يأتي في محمد بن عطية.

8319- محمد بن عامر «5»
: هو ابن أبي الجهم- تقدم. [وقال البخاريّ في تاريخه:
سمع عمر] «6» .
__________
(1) في أ: خيثمة.
(2) أسد الغابة ت (4725) ، الاستيعاب ت (2357) .
(3) أسد الغابة ت (4728) .
(4) أسد الغابة ت (4733) .
(5) في أ: عامر العدوي.
(6) سقط في أ.

(6/196)


8320- محمد بن عبد اللَّه: بن رواحة الأنصاريّ.
تقدم نسبه في ترجمة والده. واستشهد أبوه في غزوة مؤتة في أواخر العهد النبويّ، ولم أر له ترجمة، ولا رأيت في ترجمة أبيه أنّ له ولدا يسمى محمّدا، وإنما نقلته من كتاب الخزرج للحافظ شرف الدين الدمياطيّ، وأنه ساق نسب شيخه عبد اللَّه بن الحسين بن رواحة إلى محمد بن عبد اللَّه بن رواحة. وفي ثبوت ذلك نظر.

8321- محمد بن عبد اللَّه «1»
: بن زيد.
ذكره ابن مندة، وقال: يقال: إنه ولد في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره قبله البغويّ، فقال: رأيت في كتاب بعض من ألّف في الصحابة تسمية نفر لا أعلم أحدا منهم سمع من النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولا ولد في عهده، منهم هذا.
ولما ذكره ابن الأثير زاد في نسبه بعد زيد عبد ربه صاحب الأذان، فإن يكن هو فله رواية عن أبيه وأبي مسعود الأنصاريّ البدريّ.
روى عنه ابنه عبد اللَّه بن محمد، ومحمد بن جعفر بن الزبير، ونعيم المجمر، وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين.

8322- محمد بن عبد اللَّه
بن سعد بن جابر بن عمير بن بشير بن بشر، من ولد سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة الحكميّ.
تزوّج أخت عثمان بن عفان، فولدت له محمّدا هذا، وكان أبوه مات قبل الفتح كافرا، وهو حمل، فلذلك سمّي محمّدا.
وذكر البلاذريّ في الأنساب أنّ لمحمد هذا أولادا بالبصرة.

8323- محمد بن عبد اللَّه
بن عثمان التيميّ، أبو القاسم بن أبي بكر الصّديق تقدم في محمد بن أبي بكر.

8324- محمد بن عبد الرحمن
بن عبد اللَّه بن عثمان التيمي، أبو عتيق، ابن أخي الّذي قبله.
قال ابن شاهين: كان أسنّ من عمه. وقال موسى بن عقبة: له رؤية. وقال ابن حبّان:
رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. ومحمّد، ومن فوقه أربعة في نسق رأوا النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهم: محمّد، وعبد الرّحمن، وأبو بكر، وأبو قحافة.
__________
(1) أسد الغابة ت (4749) .

(6/197)


قال موسى بن عقبة: ليس هذا لأحد من هذه الأمّة إلا لهم.
قلت: وتلقّاه عنه جماعة، واستدرك بعضهم عليه عبد اللَّه بن الزبير، فإنه هو، وأمه أسماء بنت أبي بكر، وجدّها، وأباه- أربعة في نسق. وقد يلحق بذلك ابن أسامة بن يزيد بن حارثة الثلاثة في تراجمهم، وأما ابن أسامة فلم يسمّ.
وذكر الواقديّ أن أسامة زوّجه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وولد له في عهده.

8325- محمد بن عبد الرحمن
بن عوف الزّهريّ.
ذكره يعقوب بن شيبة في ترجمة والده، وأنه كان يكنى به، وأنه ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. واستدركه ابن فتحون.
وذكر هبة اللَّه المفسر في تفسيره بغير إسناد- أنّ محمدا هذا دعا قوما فأطعمهم وسقاهم، فحضرت المغرب، فقدّموا رجلا يقال له ابن جعونة فصلّى بهم فقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ [سورة الكافرون آية 1] ، فذكر الحديث في نزول: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى [سورة النساء آية 43] ، وهو من تخاليط هبة اللَّه، فإنّ القصّة معروفة لعبد الرّحمن بن عوف، فلعلها وقعت له من رواية محمد بن عبد الرّحمن عن أبيه، فسقط قوله:
عن أبيه.

8326- محمد بن عبيد:
هو ابن أبي الجهم. تقدم.

8327- محمد بن عطية السّعديّ «1»
: والد عروة أمير اليمن لعمر بن عبد العزيز.
ذكره البغويّ وغيره في الصّحابة، واستبعد ذلك، لما رواه الحاكم في المستدرك من طريق عروة بن عطية السّعديّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أناس من بني سعد بن بكر، وأنا أصغر القوم ... فذكر حديثا في وفادتهم.
فإذا كان في سنة الوفود موصوفا بصغر السّنّ، فكيف يكون له ابن يصحب؟ وهذا الاستبعاد ليس بواضح في نفي إمكان صحبته، بل يحتمل أن يكون له مع الصّفة المذكورة ولد صغير، فيكون من أهل هذا القسم، فذكرته هنا لهذا الاحتمال، وأشرت إليه في القسم الأخير.
__________
(1) التاريخ الكبير 1/ 197- تهذيب التهذيب 9/ 345، تهذيب الكمال 1/ 1244، تقريب التهذيب 2/ 191، خلاصة تذهيب 2/ 438، أسد الغابة ت (4751) ، الكاشف 3/ 78، الجرح والتعديل 8/ 48، تجريد أسماء الصحابة 2/ 60.

(6/198)


وقد ذكر الطّبريّ في الصّحابة. وقال ابن عساكر: يقال: إن له صحبة، والصّحبة لأبيه.
وقد كنت ذكرته في القسم الرابع، ثم نقلته إلى هنا لهذا الاحتمال.
وقال ابن حبّان في ثقات التّابعين: محمد بن عطية قيل إنّ له صحبة. والصّحيح أن الصّحبة لأبيه.
وأخرج البغويّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعيّ، عن محمد بن خراشه، عن عروة بن محمد السّعديّ، عن أبيه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر حديث: «إنّ من أشراط السّاعة أن يخرب العامر، ويعمر الخراب ... » . الحديث.
ومن طريق أبي المغيرة الأوزاعيّ: حدّثنا محمد بن خراشة، حدّثني محمد بن عروة بن السّعديّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم نحوه.
قال البغويّ: والصّواب عندي رواية الوليد، وهو عروة بن محمد بن عطيّة السّعديّ، عن أبيه، ولا أحسب لمحمد صحبة، فكأن محمد بن عروة مقلوب من عروة بن محمد.
وقد أخرج ابن مندة من طريق يحيى البابلتيّ، ورواد بن الجراح، كلاهما عن الأوزاعيّ، مثل رواية الوليد، وقالا في السّند: عن عروة بن محمد بن عطيّة.
وكذا رواه يحيى بن حمزة، عن الأوزاعيّ، لكن قال: عن عروة، عن أبيه، عن جدّه، ولم يسمّهما.
وجزم البخاريّ بأنّ هذه الرواية عن محمد مرسلة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: يقولون عن أبيه، ولا يذكرون جدّه؟ فقال: الحديث عن أبيه، وليس بمسند.
وجاء بهذا السّند حديث آخر أخرجه ابن مندة من طريق سلمة بن علي، عن الأوزاعيّ، عن محمد بن خراشة، عن عروة بن محمد السّعديّ، عن أبيه- أنّ رجلا من الأنصار أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر حديثا.
وذكر أبو الحسن بن سميع محمّد بن عطيّة في طبقات الحمصيين في الطّبقة الثالثة من التّابعين.
وعاش محمد بن عطيّة حتى ولّى عمر بن عبد العزيز ولده عروة إمرة اليمن وهو حيّ.
أخرج ذلك ابن أبي الدّنيا، من طريق ابن المبارك، عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحيّ، فذكر موعظة محمد بن عطية لولده عروة لما ولي إمرة اليمن، وذلك على رأس المائة.

(6/199)


ويؤخذ منه أنّ محمدا ناهز التسعين، والموعظة المذكورة سمعناها في كتاب «الزهد» لابن المبارك، وفيها:
«إذا غضبت فانظر إلى السّماء فوقك، وإلى الأرض أسفل منك، فأعظم خالقهما» .
وقد تقدّمت روايته في ترجمة والده عطيّة، من
رواية أبي وائل العاص، عن عروة بن محمد- أن رجلا أغضبه، فقام وتوضّأ، ثم قال: حدّثني أبي عن جدّي- مرفوعا- «إنّ الغضب من الشّيطان» .
أخرجه أحمد، وأبو داود.
ولمحمد عن أبيه حديث آخر ذكرته في ترجمة عطية أيضا، وسيأتي مزيد من أمر الحديث الّذي من رواية محمد بن خراشة في ترجمة محمد بن حبيب في القسم الرّابع إن شاء اللَّه تعالى.

8328- محمد بن عمارة
بن حزم الأنصاريّ، ابن عم الّذي بعده.
ذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عن القداح، وأن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سمّاه لما ولد محمّدا.
قلت: وفي الرواة شيخ آخر يقال له محمد بن عمارة، ولكنه ابن عمرو بن حزم ابن أخي الّذي بعده، وهو من شيوخ مالك.

8329- محمد بن عمرو «1»
بن حزم الأنصاري.
تقدم نسبه في ترجمة والده، يكنى أبا عبد الملك، وقيل كنيته أبو سليمان.
ذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سمّاه محمدا.
وتقدّم له ذكر في ترجمة محمد بن حطاب الجمحيّ.
وقال الواقديّ: ولد سنة عشر من الهجرة بنجران حيث كان أبو عاملا بها، وكتب إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يأمره أن يسمّيه محمدا ويكنيه أبا عبد الملك.
__________
(1) أسد الغابة ت (4758) ، المحبر 275، طبقات خليفة 237، تاريخ خليفة 237، طبقات ابن سعد 5/ 69، أنساب الأشراف 1/ 538، التاريخ الكبير 1/ 189، المعرفة والتاريخ 1/ 379، أنساب الأشراف 1/ 326، تاريخ خليفة 237، طبقات خليفة 237، المحبر 275، السير والمغازي 284، سيرة ابن هشام 1/ 94، الجرح والتعديل 8/ 29، الكامل في التاريخ 3/ 507، جامع التحصيل 328، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 89، تهذيب الكمال 3/ 1251، العقد الفريد 4/ 369، الكاشف 3/ 74، تاريخ الطبري 5/ 490، المغازي 70، تهذيب التهذيب 9/ 370، تقريب التهذيب 2/ 195، خلاصة تذهيب التهذيب 353، الوثائق السياسية 178، المحاسن والمساوئ 63، 64، تاريخ الإسلام 2/ 223، الاستيعاب ت (2367) .

(6/200)


وهذا الّذي قاله الواقديّ هو المشهور، ومقتضاه أن لا صحبة له ولا رؤية، فإنّ أباه لم يقدم به المدينة في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وقد قيل: إنه ولد قبل الوفاة النبويّة بسنتين، وأرسل عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وأخرج البغويّ في ترجمته، من طريق قيس مولى سودة، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جدّه- أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من عاد مريضا لا يزال يخوض في الرّحمة ... »
الحديث.
وهذا من مسند عمرو بن حزم، فالضمير في قوله: عن جدّه- يعود على أبي بكر، لا على عبد اللَّه.
وروى محمد عن أبيه، وعن عمرو بن العاص.
روى عنه ابنه أبو بكر، وعمر بن كثير بن أفلح.
وثقه النّسائيّ، وابن سعد، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وقال: كان أمير الأنصار يوم الحرّة. وقال ابن سعد: قتل يوم الحرّة، وكان مقدما على الخزرج كما كان عبد اللَّه بن حنظلة مقدما على الأوس، فلما قتلا انهزم أهل المدينة فأوقع بهم أهل الشام فأبادوهم وقصة الحرّة مشهورة. واللَّه أعلم.

8330- محمّد بن قيس
بن مخرمة بن المطلب «1» ، بن عبد مناف القرشيّ المطلبي.
ذكره العسكريّ، وقال: لحق النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره ابن أبي داود، والباوردي في الصّحابة، وجزم البغويّ وابن مندة وغيرهما بأنّ حديثه مرسل.
وروى أيضا عن أبيه وعمر [وروى أيضا عن أمه] «2» ، وعن عائشة. وروى عنه ابناه:
الحكم وأبو بكر، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن إسحاق، وابن جريح، وعمر بن كثير بن أفلح وغيرهم.

8331- محمّد بن المنذر
بن عتبة «3» بن أحيحة بن الجلاح.
__________
(1) التاريخ الكبير 1/ 211- تهذيب التهذيب 9/ 412، تهذيب الكمال 3/ 1261- تقريب التهذيب 2/ 202- العقد الثمين 2/ 265، الجرح والتعديل 8/ 63، تجريد أسماء الصحابة 2/ 61، أسد الغابة ت (4764) .
(2) سقط في أ.
(3) في أ: عقبة.

(6/201)


يأتي ذكره في ترجمة محمد بن أحيحة في القسم الرابع.

8332- محمد بن نبيط بن جابر «1»
: ذكره ابن شاهين في الصّحابة، عن «2» أبي داود، عن أبي القداح، وقال: حنّكه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وسمّاه محمّدا.

8333- محمّد بن النضير
بن الحارث بن علقمة بن كندة بن عبد مناف بن عبد الدّار.
كل يلقّب المرتفع «3» ، وله أخوان: عطاء، ونافع، وعمّه النّضر هو الّذي قتل صبرا، فرثته أخته بالأبيات القافية المشهورة.

8334- محمّد الكناني.
قال أبو حاتم الرّازيّ: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.

الميم بعدها الخاء
8335- مخارق بن شهاب:
بن قيس التميميّ، بن بني جندب بن العنبر بن تميم.
ذكره المرزبانيّ، ونقل عن دعبل أنه شاعر إسلاميّ، وأبوه أيضا شاعر، ويقال إنه مازني.
وكانت بكر بن وائل أغارت في الجاهليّة على بني ضبّة، فاستقات إبلا لها، فاستنجدوا مخارق بن شهاب، فاستصرخ قومه، فلحق به وردان من بني عديّ بن حنطب بن العنبر بن تميم، فقاتلهم حتى استنقذ الإبل، وقال:
حميت خزاعيّا وأفناء بارق ... ووردان يحمي عن عديّ بن جندب
ستعرفها ولدان ضبّة كلّها ... بأعيانها مردودة لم تغيّب
[الطويل] قلت: ولوردان وأخيه حيدة صحبة. وقد تقدّم حيدة في الحاء المهملة، ويأتي في وردان.

8336- المختار بن أبي عبيد:
يأتي في القسم الرابع.
__________
(1) أسد الغابة ت (4770) .
(2) في أ: ابن.
(3) في أ: الربيع.

(6/202)


الميم بعدها الراء
8337- مروان بن الحكم
بن أبي «1» العاص بن أميّة بن عبد شمس «2» بن عبد مناف القرشيّ الأمويّ، أبو عبد الملك.
وهو ابن عم عثمان، وكاتبه في خلافته.
يقال: ولد بعد الهجرة بسنتين، وقيل: بأربع. وقال ابن شاهين: مات النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو ابن ثمان سنين، فيكون مولده بعد الهجرة بسنتين، قال: وسمعت ابن «3» داود يقول: ولد عام أحد- يعني سنة ثلاث. وقال ابن أبي داود: وقد كان في الفتح مميّزا وفي حجة الوداع، ولكن لا يدري أسمع من النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شيئا أم لا. وقال ابن طاهر: ولد هو والمسور بن مخرمة بعد الهجرة بسنتين لا خلاف في ذلك، كذا قال.
وهو مردود: والخلاف ثابت، وقصة إسلام أبيه ثابتة في الفتح لو ثبت أنّ في تلك السنة مولده لكان حينئذ مميّزا، فيكون من شرط القسم الأول، لكن لم أر من جزم بصحبته، فكأنه لم يكن حينئذ مميزا، ومن بعد الفتح أخرج أبوه إلى الطّائف وهو معه فلم يثبت له أزيد من الرؤية.
وأرسل عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وروى عن غير واحد من الصّحابة، منهم: عمر، وعثمان، وعلي، وزيد بن ثابت، وعبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث، ويسرة بنت صفوان.
وقرنه البخاريّ بالمسور بن مخرمة في روايته عن الزهريّ عن عروة عنهما في قصّة صلح الحديبيّة. وفي بعض طرقه عنده أنهما رويا ذلك عن بعض الصّحابة، وفي أكثرها أرسلا الحديث.
روى عنه سهل بن سعد، وهو أكبر منه سنّا وقدرا، لأنه من الصّحابة.
وروى عنه من التّابعين ابنه عبد الملك، وعليّ بن الحسين، وعروة بن الزّبير، وسعيد بن المسيّب: وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة وغيرهم، وكان يعدّ في الفقهاء.
__________
(1) في أ: مروان بن أبي الحكم.
(2) أسد الغابة ت (4848) ، الاستيعاب ت (2399) .
(3) ابن أبي داود.

(6/203)


وأنكر بعضهم أن يكون له رواية، منهم البخاريّ. وقيل: إن أمه لما ولد أرسلت به إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ليحنّكه.
وهذا مشكل على ما ذكروه في سنة مولده، لأنه إن كان قبل الهجرة فلم تكن أمّه أسلمت، وإن كان بعدها فإنّها لم تهاجر به، والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إنّما دخل مكّة بعد الهجرة عام القضيّة، وذلك سنة سبع، ثم في الفتح سنة ثمان، فإن كان ولد حينئذ بعد إسلام أبويه استقام، لكن يعكّر على من زعم أنه كان له عند الوفاة النبويّة ستّ سنين أو ثمان أو أكثر، وكان مع أبيه بالطّائف إلى أن أذن عثمان للحكم في الرجوع إلى المدينة، فرجع مع أبيه، ثم كان من أسباب قتل عثمان، ثم شهد الجمل مع عائشة، ثم صفّين مع معاوية، ثم ولّى إمرة المدينة لمعاوية، ثم لم يزل بها إلى أن أخرجهم ابن الزّبير في أوائل إمرة يزيد بن معاوية، فكان ذلك من أسباب وقعة الحرّة، وبقي بالشام إلى أن مات معاوية بن يزيد بن معاوية، فبايعه بعض أهل الشّام في قصة طويلة، ثم كانت الوقعة بينه وبين الضّحاك بن قيس، وكان أميرا لابن الزّبير، فانتصر مروان، وقتل الضّحاك، واستوثق له ملك الشام، ثم توجّه إلى مصر فاستولى عليها، ثم بغته الموت، فعهد إلى ولده عبد الملك، فكانت مدّته في الخلافة قدر نصف سنة، ومات في شهر رمضان سنة خمس وستين.
قال ابن طاهر: هو أوّل من ضرب الدنانير الشّامية التي يباع الدّينار منها بخمسين، وكتب عليها: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» .

الميم بعدها السين
8338- مسرع بن ياسر «1»
بن سويد الجهنيّ.
يأتي ذكره في ترجمة والده في الياء آخر الحروف.

8339- مسعود بن الحكم «2»
بن الربيع بن عامر بن خالد بن غانم «3» بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ، أبو هارون.
ذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من تابعي أهل المدينة. وحكى عن الواقديّ أنه ولد على عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وتبعه ابن حبّان، وأبو أحمد الحاكم، وابن عبد البرّ. وقال ابن أبي خيثمة: بلغني أنه ولد في أيام النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وحكاه عنه البغويّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (4868) .
(2) أسد الغابة ت (4879) ، الاستيعاب ت (2405) .
(3) في أ: بن عامر.

(6/204)


وذكره العسكري في فضل من ولد في العهد النبويّ، وأسند أبو أحمد عن خليفة أنه يكنى أبا هارون.
وله رواية في الصّحيح وغيره عن أمّه، وعن عمر، وعثمان، وعليّ، وغيرهم.
وروى عنه أولاده: إسماعيل، وعيسى، ويوسف، وقيس، ونافع، بن جبير بن مطعم، وسليمان بن يسار، وابن المنكدر، وغيرهم.
قال الواقديّ: كان سريا ثقة. وقال أبو عمر: يعدّ في جلّة التّابعين.

8340- مسلم بن أميّة
بن خلف الجمحيّ.
ذكره ابن الكلبيّ في قصّة ركانة.

8341- مسلم بن قرظة
بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفليّ.
كان أبوه يكنى أبا عمرو، وكان شديدا على المسلمين، وتزوّج بنت عتبة بن ربيعة فولدت له فاختة التي تزوّجها معاوية، ومات أبوها كافرا قبل الفتح، وعاش ولده مسلم حتى قتل يوم الجمل. ذكره الباورديّ.

8342- مسهر بن العباس
بن عبد المطّلب الهاشميّ.
عدّه أبو بكر بن دريد في أولاد العبّاس. واستدركه ابن فتحون، ولعله ولد بعد تمام
«1» .

الميم بعدها الطاء
8343- مطرّف «2»
بن عبد اللَّه بن الشّخّير.
تقدم نسبه في ترجمة والده، وهو التّابعي المشهور.
__________
(1) في أ: عام.
(2) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 141، الزهد لابن حنبل 238، التاريخ لابن معين 2/ 569، الطبقات لخليفة 197، تاريخ خليفة 292، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 396، المعارف 436، المعرفة والتاريخ 2/ 80، تاريخ أبي زرعة 1/ 638، الجرح والتعديل 8/ 312، مشاهير علماء الأمصار 88، حلية الأولياء 2/ 198، التذكرة الحمدونية 181، تحفة الأشراف 13/ 389، تذكرة الحفاظ 1/ 64، الكاشف 3/ 132، سير أعلام النبلاء 4/ 187، العبر 1/ 113، البداية والنهاية 9/ 69، تهذيب التهذيب 10/ 173، تقريب التهذيب 2/ 253، النجوم الزاهرة 1/ 214، طبقات الحفاظ 24، خلاصة تذهيب التهذيب 378، شذرات الذهب 1/ 110، تاريخ الإسلام 3/ 479.

(6/205)


قال ابن حبّان في ثقات التّابعين: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان من عبّاد أهل البصرة وزهّادهم.
وقال الذّهبيّ في التجريد: تابعيّ، أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره له ابن سعد مناقب كثيرة، وقال: كان ثقة، له فضل وورع، وعقل وأدب.
وقال أحمد في الزهد: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا سليمان بن المغيرة، وكان مطرّف إذا دخل منزله سبّحت معه ابنة ابنته.
وقال غيره: كان يركب الخيل، ويلبس المطارف، ويغشى السلطان، ولكنه على جانب كبير من الصّلابة في الدين.
وقال يزيد بن عبد اللَّه بن الشّخّير أخوه: أنا أكبر من الحسن بعشر سنين، وأخي مطرّف أكبر بعشر سنين، كذا قال وهذا لو كان ثابتا [ ... ]
وروينا في كتاب «مجابي الدعوة» لابن أبي الدّنيا بسند جيّد، عن حميد بن هلال: كان بين مطرّف ورجل شيء، فقال له مطرّف: إن كنت كاذبا فعجّل اللَّه حينك، فسقط مكانه ميتا.
ومن شدة خوفه ما رواه يعقوب بن سفيان عنه بسند صحيح، قال: لو أتاني آت من ربّي فخيّرني بين أن يخبرني أنا من أهل الجنة أو من أهل النار، أو أصير ترابا- لاخترت أن أصير ترابا.
وروى مطرّف، عن أبيه، وعثمان، وعليّ وعمار، وعائشة، وغيرهم.
روى عنه أخوه: أبو العلاء يزيد، وحميد بن هلال، وغيلان بن جرير، وثابت البناني، وقتادة، وآخرون.
ومناقبه كثيرة. قال العجليّ: ثقة من كبار التّابعين. مات في إمارة الحجاج بعد الطّاعون الّذي كان سنة سبع وثمانين.

8344- مطهّر، ولد:
سيّد البشر محمد صلى اللَّه عليه وسلّم.
ذكره ابن ظفر الحمويّ في كتاب البشر بخير البشر لما عدّ أولاد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من خديجة، وقال: وبعض النّاس يسمّيه الطّاهر، وهو سهو، فإن الطّاهر هو ابن أبي هالة، وهو من خديجة أيضا، ولم يذكر مستنده فيما زعم، وما المانع أن تكون خديجة سمّت أحد أولادها من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم باسم ولد لها من غيره، وذلك موجود في العرب كثيرا، وسبقه إلى ذلك غيره.

(6/206)


وفي تاريخ ابن البرقي: ولدت خديجة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: القاسم، وعبد اللَّه، والطّيب، والطّاهر، والمطهّر، ويقال: إن الطيّب هو الطّاهر، وهو عبد اللَّه، ويقال: إن الطيّب والمطيّب ولدا في بطن، وإن الطّاهر والمطهّر ولدا في بطن. وقد تقدم ذكر الطّاهر زيادة على هذا.

8345- المطيّب ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم:
ذكر في الّذي قبله.

الميم بعدها العين
8346- معبد بن زهير «1»
بن أبي أمية بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشيّ «2» المخزوميّ، ابن أخي أم سلمة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
قال أبو عمر: له رؤية، ولا صحبة له، وقتل يوم الجمل. وقال الزّبير: أمّه زينب بنت أصرم بن الحارث بن السّباق بن عبد الدّار.

8347- معبد بن العباس»
بن عبد المطّلب الهاشميّ، أحد الإخوة- قال ابن عبد البرّ: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يسمع منه، واستشهد بإفريقية في خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين. وقيل: استشهد بها بعد ذلك في خلافة معاوية. وذكر الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة أن عليّا ولّاه مكّة.

8348- معبد بن عبد اللَّه
بن النّحام العدويّ.
ذكره ابن البرقي في ترجمة والده.

8349- معبد بن المقداد
بن الأسود الكنديّ.
تقدم نسبه في ترجمة والده، وكان يكنى به.
وأخرج الدولابيّ في الكنى من طريق منصور، عن هلال بن يساف، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سريّة وأمّر عليها المقداد فلما رجع قال له، «كيف رأيت الإمارة يا أبا معبد» ؟ قال: خرجت يا رسول اللَّه وأنا «4» أراهم كالعبيد لي. قال: «كذلك الإمارة يا أبا معبد إلّا من وقاه اللَّه شرّها» . قال: لا
__________
(1) في أ: عمر.
(2) أسد الغابة ت (5000) ، الاستيعاب ت (2472) .
(3) أسد الغابة ت (5004) ، الاستيعاب ت (2476) ، نسب قريش 27، طبقات خليفة ت 1974، المحبر 107، 409، 455، التاريخ الصغير 1/ 52، أنساب الأشراف 3/ 66، جمهرة أنساب العرب 18، تاريخ الإسلام 2/ 93، العقد الثمين 7/ 239.
(4) في أ: وأنا كأحدهم ورجعت.

(6/207)


جرم، والّذي بعثك بالحقّ نبيا لا أتأمر على رجلين.

8350- معمر بن عبد اللَّه
بن أبيّ ابن سلول الخزرجيّ.
تقدم نسبه في ترجمة أخيه عبد اللَّه، ومات أبوه في السّنة التاسعة. ولمعمر هذا ولد تزوّج زينب بنت عمر بن الخطاب فيما ذكره الزبير بن بكّار، فأقلّ أحوال معمر هذا أن تكون له رؤية.

الميم بعدها الغين
8351- المغيرة بن هشام «1»
: بن شعبة بن عبد اللَّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر «2» بن مالك حسب بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ. وهشام يكنى أبا ذئب.
وهو جدّ الفقيه المشهور محمد بن عبد الرّحمن. ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح، وله رواية عن عمر وغيره. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين.

الميم بعدها النون
8352- المنذر
بن أبي أسيد السّاعديّ «3» ، واسم أبي أسيد، وهو بالتصغير، مالك بن ربيعة.
تقدم نسبه في ترجمة والده. قال ابن حبّان: يقال ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح.
قلت: وقع ذكره «4»
في الصّحيحين من حديث سهل بن سعد، قال: أتى المنذر بن أبي أسيد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حين ولد فوضعه على فخذه، وأبو أسيد جالس فلها النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأمر أبو أسيد بابنه فحمل فأقلبوه، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أين الصّبيّ» ؟ فقال أبو أسيد: قلبناه يا رسول اللَّه، قال: «ما اسمه» ؟ قال:
فلان. قال: «لا، ولكن سمّه المنذر» .
وله رواية عن أبيه في الصّحيح أيضا. وعلق البخاري في الصّلاة، وقال أبو أسيد:
طولت بنا يا بني.
__________
(1) أسد الغابة ت (5073) ، الاستيعاب ت (2511) .
(2) في أ: نفيل.
(3) أسد الغابة ت (5105) والاستيعاب ت (2514) .
(4) في أ: ذلك.

(6/208)


روى عنه الزّبير بن المنذر، وعبد الرّحمن بن سليمان بن عبد اللَّه بن حنظلة.

8353- المنذر بن الجارود «1»
: واسمه بشر بن عمرو بن حبيش بن المعلى بن يزيد ابن حارثة بن معاوية العبديّ، وأمّه أمامة بنت النّعمان.
قال ابن عساكر: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولأبيه صحبة، وقتل شهيدا في عهد عمر، وأمّر عليّ المنذر علي إصطخر.
وقال يعقوب بن سفيان: وكان شهد الجمل مع عليّ، وولاه عبيد اللَّه بن زياد في إمرة يزيد بن معاوية الهند، فمات هناك في آخر سنة إحدى وستين أو في أول سنة اثنتين- ذكر ذلك ابن سعد، وذكر أنه عاش ستين سنة. وقال خليفة: ولّاه ابن زياد السّند سنة اثنتين وستين، فمات بها. واللَّه أعلم.

الميم بعدها الهاء
8354- المهاجر بن خالد
بن الوليد المخزوميّ «2» .
تقدّم نسبه في ترجمة والده. قال خليفة، وابن سعد، والزّبير بن بكّار: أمه أسماء بنت أنس بن مدرك الخثعمية.
وقال أبو عمر: كان غلاما على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد صفّين مع عليّ، وشهد قبلها الجمل ففقئت فيها عينه.
وقال ابن عساكر: أدرك حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان مع عليّ. وقال أبو حذيفة البخاريّ في الفتوح: لم ينج من بني المغيرة في طاعون عمواس إلا المهاجر وعبد اللَّه بن أبي عمرو بن حفص، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وفي ذلك يقول المهاجر بن خالد:
أفنى بني ريطة فرسانهم ... عشرون لم يعصب لهم شارب
ومن بني أعمامهم مثلهم ... من مثل هذا يعجب العاجب
__________
(1) الأخبار الطوال 231، المعارف 339، الأخبار الموفقيات 328، فتوح البلدان 439، المعرفة والتاريخ 3/ 313، تاريخ اليعقوبي 2/ 204، مروج الذهب 1631، الشعر والشعراء 621، شرح نهج البلاغة 4/ 230، الكامل في التاريخ 1814، ربيع الأبرار 4/ 197، الخراج وصناعة الكتابة 279، عيون الأخبار 1/ 228، أنساب الأشراف 1/ 500، تاريخ خليفة 236، تاريخ الطبري 4/ 80، العقد الفريد 3/ 415، وفيات الأعيان 2/ 538، تاريخ الإسلام 2/ 256. (2) أسد الغابة ت (5135) ، الاستيعاب ت (2532) .

(6/209)


طعن وطاعون مناياهم ... ذلك ما خطّ لنا الكاتب
[السريع] قال: وريطة التي أشار إليها هي زوج المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخروم، وهي بنت سعيد، بالتّصغير، ابن سهم، ولدت من المغيرة عشرة رجال.
وقال سيف بن عمر في الفتوح، عن مجالد، عن الشّعبيّ: خرج الحارث بن هشام في سبعين من أهل بيته لم يرجع منهم إلا أربعة، فذكر الأبيات.
وذكر الدولابيّ في الكنى، من طريق الحسن بن عثمان، قال: وممن قتل بصفّين مع أصحاب عليّ المهاجر بن خالد بن الوليد، وكذا قال يعقوب بن شيبة في مسندة.
وأنشد له الزّبير بن بكّار من قوله:
ربّ ليل ناعم أحييته ... في عفاف عند قباء الحشى
ونهار قد لهونا بالّتي ... لا ترى شبها لها فيمن مشى
ذاك إذ نحن وسلمى جيرة ... نصل الحبل ونعصي من وشى
[الرمل]

8355- المهلب بن أبي صفرة «1»
الأزديّ: يأتي ذكره في القسم الأخير.
8356

- موسى «2» بن حذيفة
بن غانم القرشيّ العدويّ.
قال أبو عمر: له رؤية ولا نعلم له رواية. أورده في ترجمة والده، ولم يفرده.
واستدركه ابن فتحون.
8357

- موسى بن طلحة «3» بن عبيد اللَّه التيميّ.
__________
(1) طبقات ابن سعد 7/ 129، طبقات خليفة 1620، تاريخ البخاري 8/ 25، المعارف 399، تاريخ الطبري 6/ 354، الجرح والتعديل 4/ 369، تاريخ ابن عساكر 17/ 221، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 117، وفيات الأعيان 5/ 350، تهذيب الكمال 1383، تاريخ الإسلام 307، العبر 1/ 95، تذهيب التهذيب 4/ 75، تهذيب التهذيب 10/ 329، النجوم الزاهرة 1/ 206، خلاصة تذهيب التهذيب 389، شذرات الذهب 1/ 90.
(2) في أ: المسورق.
(3) طبقات ابن سعد 5/ 161، 6/ 211، نسب قريش 281، طبقات خليفة 1109، تاريخ البخاري 7/ 286، المعارف 233، الجرح والتعديل 1/ 4/ 147، الحلية 4/ 271، ابن عساكر 17/ 137، ب، تهذيب الكمال 1386، تاريخ الإسلام 4/ 206، العبر 1/ 126، تهذيب التهذيب 4/ 69 ب، غاية النهاية 3683، تهذيب التهذيب 10/ 350، خلاصة تذهيب التهذيب 391، شذرات الذهب 1/ 125.

(6/210)


تقدم نسبه في ترجمة والده. يكنى أبا عيسى، وقيل: كنيته أبو محمد، ونزل الكوفة، وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة.
قال ابن عساكر: ولد في العهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فسمّاه.
وأخرج البخاريّ في التّاريخ الصّغير، من طريق العقدي، عن إسحاق بن يحيى، عن موسى بن طلحة، قال: صحبت عثمان اثنتي عشرة سنة.
ولموسى رواية في الصّحيح والسّنن عن أبيه، وعثمان، وعليّ، والزبير، وأبي ذرّ، وأبي أيوب، وغيرهم.
روى عنه ابنه عمران، وحفيده سليمان بن عيسى، وابن أخيه إسحاق بن يحيى، وابن أخيه الآخر موسى بن إسحاق. وروى عنه أبو إسحاق السّبيعي، وعبد الملك بن عمير، وسماك بن حرب، وآخرون.
قال الزّبير: كان من وجوه آل طلحة. وقال العجليّ: تابعيّ ثقة، وكان خيارا. وقال أبو حاتم: كان يقال له في زمنه المهديّ، وكان أفضل ولد طلحة بعد محمد، ويقال: إنه تحوّل من الكوفة إلى البصرة لما غلب المختار على الكوفة.
وقال عبد الملك بن عمير: كان فصحاء الناس- يعني في عصرهم- أربعة، فعدّ منهم موسى بن طلحة.
قال ابن أبي شيبة، وابن أبي عاصم: مات سنة ست ومائة. وقال الهيثم بن عديّ، وابن سعد: مات سنة ثلاث. وقال أبو نعيم، وأحمد: مات سنة أربع.

القسم الثالث
من كان في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ويمكنه أن يسمع منه، ولم ينقل أنه سمع منه سواء كان رجلا أو مراهقا أو مميزا.

الميم بعدها الألف
8358- مالك بن الأغرّ بن عمرو التّجيبي:
من بني خلاوة.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، ثم ولي الإمرة على غزو المغرب سنة سبع وخمسين.
قلت: قدمت أنهم كانوا لا يؤمّرون في زمن الفتوح إلا من كان صحابيّا، لكن إنما

(6/211)


فعلوا ذلك في فتوح العراق، فلذلك أذكر أمثال هذا في هذا القسم.

8359- مالك بن حبيب.
له إدراك، وذكر سيف في «الفتوح» أنّ عمر كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن يجعل مالك بن حبيب على إحدى مجنّبتي العسكر مع عمر بن مالك الزهريّ، وعلى المجنّبة الأخرى ربعي بن عامر. واستدركه ابن فتحون.

8360- مالك بن الحارث
بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن مالك بن النخع النخعيّ المعروف بالأشتر. له إدراك، [قال: وكان رئيس قومه] «1» .
وذكر البخاريّ أنه شهد خطبة عمر بالجابية. وذكر ابن حبّان في «ثقات التّابعين» أنه شهد اليرموك، فذهبت عينه، قال: وكان رئيس قومه.
وقد روى عن عمر، وخالد بن الوليد، وأبي ذرّ، وعليّ، وصحبه، وشهد معه الجمل، وله فيها آثار، وكذلك في صفّين، وولّاه عليّ مصر بعد صرف قيس بن سعد بن عبادة عنها، فلما وصل إلى القلزم «2» شرب شربة عسل فمات، فقيل: إنها كانت مسمومة، وكان ذلك سنة ثمان وثلاثين بعد أن شهد مع عليّ الجمل ثم صفّين، وأبدى يومئذ عن شجاعة مفرطة.
روى عنه ابنه إبراهيم، وأبو حسان الأعرج، وكنانة مولى صفية، وعبد الرّحمن بن يزيد النخعيّ، وعلقمة، وغيرهم.
وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من التّابعين بالكوفة، فقال: وكان ممن ألّب على عثمان، وشهد حصره، وله في ذلك أخبار.
وقال المرزبانيّ في معجم الشعراء: كان سبب تلقبه بالأشتر أنه ضربه رجل يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قيحا إلى عينه فشترتها، وهو القائل:
بقيت وفري وانحرفت عن العلا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس
إن لم أشنّ على ابن هند غارة ... لم تخل يوما من ذهاب نفوس
[الكامل]
__________
(1) سقط في أ.
(2) القلزم: بالضم ثم السكون ثم زاي مضمومة وميم: مدينة على ساحل بحر اليمن من جهة مصر ينسب البحر إليها وهي على آخره، وبينها وبين الفرما وهي على ساحل بحر الروم أربعة أيام وفي هذا البحر بقرب القلزم غرق فرعون وبينها وبين مصر ثلاثة أيام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1116.

(6/212)


قال بعض المتأخرين من أهل الأدب: لو قال: إن لم أشن على ابن حرب غارة كان أنسب.
قلت: كلّا، بل بينهما فرق كبير، نعم، هو أنسب من جهة مراعاة النّظير، وبطرائق المتأخرين. وأما فحول الشعراء فإنّهم لا يعتنون بذلك، بل نسبة خصمه إلى أمّه أبلغ في نكايته.
وكان للأشتر موافق في فتوح الشام مذكورة، ذكرها سيف بن عمر، وأبو حذيفة وغيرهما في مصنفاتهم في ذلك.

8361- مالك بن حرّيّ
بن ضمرة بن جابر النهشلي.
يأتي في ترجمة أخيه نهشل.

8362- مالك بن الحارث الهذليّ:
أحد بني كاهل.
ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، وقال: مخضرم، يعني أدرك الجاهليّة والإسلام.

8363- مالك بن الحارث
بن عمرو بن عبد اللَّه بن يعمر بن الشداخ الهذلي.
له إدراك، وهو جدّ عروة بن أذينة بن أبي أسعد بن مالك، قاله ابن الكلبيّ. قلت:
يحتمل أن يكون الّذي قبله.

8364- مالك بن حنطب
بن عبد شمس بن سعد بن أبي غنم بن حبيب بن جبير بن عدي ابن سلول الخزاعيّ.
له إدراك. وذكر ابن الكلبيّ أن ابنه مالك بن عمير يكنى أبا رمح، وقال: إنه رثى الحسين بن علي لما قتل.

8365- مالك بن ذي المشعار
بن أيفع بن زبيب بن شراحيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن ضرار بن نوف بن همدان الهمذانيّ.
له إدراك، وكان لابنه عميرة ذكر بالشام. والحارث بن عميرة مدحه الأعشى الهمدانيّ، وهو الّذي قتل صالح بن مسروح الحروريّ، وقيس بن عميرة أخوه كان له بلاء عظيم في قتال قطري الخارجيّ: ذكر كلّ ذلك ابن الكلبيّ.
وقد تقديم ذو المشعار حمرة بن أيفع- في حرف الحاء.

8366- مالك بن ربيعة
بن مالك بن سبيعة بن ربيعة بن سبيع الجرمي.

(6/213)


له إدراك، وولده أوس بن مالك كان شريفا، وهو الّذي قضى دين ابن الغريزة النهشلي في قصّة ذكرها ابن الكلبيّ. وابن الغريزة اسمه كثير بن عبد اللَّه.

8367- مالك:
بن أبي سلسلة الأزديّ، أحد الأبطال.
له إدراك، وشهد فتح مصر مع عمرو، وكان أول النّاس في صعود الحصن.

8368- مالك بن شراحيل
بن عمرو بن عدي بن كريب بن أسلم بن قيس بن عداس بن نصر بن منصور بن عمرو بن ربيعة بن قيس بن بشير بن سعيد بن حاشد بن جشم بن همدان الهمدانيّ.
حليف خولان، ولذلك يعرف بالخولانيّ.
له إدراك، وشهد فتح مصر، واختطّ بها، وكان من جلساء عمر بن الخطاب، ثم عمّر حتى جمع له عبد العزيز بن مروان بين القضاء والقصص بمصر لما كان أميرها، وذلك سنة ثلاث وثمانين، وصرف عنها في صفر سنة أربع وثمانين، فكانت ولايته سنة واحدة وشهرا.
وكان رئيس الجيش الّذي أخرجه عبد العزيز لقتال عبد اللَّه بن الزبير بمكّة، وذلك سنة ثلاث وسبعين، وله مسجد بمصر يقال له مسجد مالك خولان يعرف به.
ومن ولده منتصر بن عبد اللَّه بن عمرو بن مالك بن شراحيل الخولانيّ، ويقال: إن الحجّاج بن يوسف بناه له بأمر عبد الملك، وكان عبد العزيزي يبعث إليه كل سنة بحلل، وكذلك الحجاج كان يبعث إليه بحلل وثلاثة آلاف.
قال أبو عمر الكنديّ في كتاب «قضاة مصر» : حدّثني ابن قديد، قال: دخل على عبد العزيزي بن مروان عبيد اللَّه بن سعيد السعيدي وعنده مالك بن شراحيل، فقال عبد العزيز لمالك: أوسع لعمّك. ففعل، ثم دخل آخر فقال له مثل ذلك، فقال: أيها الأمير، أكثرت من قولك عمّك، لقد رعيت الإبل قبل أن يجتمع أبواه.

8369- مالك بن صحار:
[....] .

8370- مالك بن ضمرة الضمريّ «1»
. له إدراك، وخرج ابن أبي شيبة من طريق حنبل بن المصبح، قال: أوصى مالك بن ضمرة بسلاحه للمجاهدين من بني ضمرة ألا يقاتل به أهل نبوّة، فقال له أخوه: يا أخي، عند الموت تقول هو ذاك. قال: فلما كان أمر الحسين بن علي جاء رجل من البعث الذين
__________
(1) أسد الغابة ت (4604) .

(6/214)


سيّرهم إليه عبيد اللَّه بن زياد إلى موسى بن مالك، فقال: أعرني رمح أبيك، فناوله، فقالت له امرأة من أهله: يا موسى، أما تذكر وصيّة أبيك؟ قال: فطلبه حتى أخذ منه الرمح فكسره.
قلت: وقد وصف مالك هذا بسعة العلم، فروى المحامليّ في أماليه، من رواية البغداديّين، عنه، عن أحمد بن محمد التّبعي بسند له إلى أبي ذرّ، قال: ما ترك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم شيئا مما صبّه جبرائيل وميكائيل في صدره إلا قد صبّه في صدري، ولا تركت شيئا صبّه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في صدري إلا قد صببته في صدر مالك بن ضمرة.

8371- مالك بن الطفيل
بن حنتف بن أوس بن حيي بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن أيوب بن معن بن عتود الطائي.
له إدراك، وكان ولده بهدل رئيس بني معن لما التقوا مع طليع نجدة الحنفي الآخر «1» ذكره ابن الكلبيّ.

8372- مالك بن عامر:
أبو عطية الوداعيّ «2» .
تابعيّ من أهل الكوفة، قيل: إنه أدرك الجاهليّة. واستدركه أبو موسى.
قلت: أبو عطية الوداعي تابعي كبير ثقة مشهور بكنيته، اختلف في اسم أبيه، فقيل هكذا، وقيل عمرو بن جندب: وقيل هما اثنان. وسيأتي في الكنى.

8373- مالك بن عبد اللَّه الكنديّ.
كان أحد من ثبت على إسلامه حين ارتدّ قومه، فخطبهم وخوّفهم، وأنشدهم أبياتا ذكرها وثيمة في كتاب «الردة» وكان عابدا لسنا، فأطاعوه، ثم غلب عليهم الشّقاء فارتدّوا وطردوه، فلحق بزياد بن لبيد والمسلمين.

8374- مالك بن عامر «3»
بن عمرو بن عمر بن ذبيان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر البجليّ ثم القسريّ «4» .
له إدراك، وهو والد أبي أراكة صاحب الدار بالكوفة التي يقال لها دار أبي أراكة.
ولأبي أراكة فيها قصّة مع علي، ذكره ابن الكلبيّ.
__________
(1) في أ: الأصغر.
(2) أسد الغابة ت (4606) ، الاستيعاب ت (2299) .
(3) في أ: دينار.
(4) أسد الغابة ت (4607) .

(6/215)


8375- مالك بن عياض «1»
: مولى عمر، هو الّذي يقال له مالك الدّار.
له إدراك، وسمع من أبي بكر الصّديق، وروى عن الشّيخين، ومعاذ، وأبي عبيدة.
روى عنه أبو صالح السمان، وابناه: عون، وعبد اللَّه ابنا مالك.
وأخرج البخاريّ في التّاريخ من طريق أبي صالح ذكوان، عن مالك الدّار- أنّ عمر قال في قحوط المطر: يا رب، لا آلو إلا ما عجزت عنه.
وأخرجه ابن أبي خثيمة من هذا الوجه مطوّلا، قال أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، استسق اللَّه لأمتك، فأتاه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في المنام، فقال له: «ائت عمر، فقل له: إنّكم مستسقون «2» ، فعليك الكفين» ، قال: فبكى عمر، وقال: يا رب، ما آلو إلا ما عجزت عنه.
وروينا في فوائد داود بن عمرو الضبيّ: جمع البغويّ من طريق عبد الرّحمن بن سعيد بن يربوع المخزوميّ، عن مالك الدّار، قال: دعاني عمر بن الخطاب يوما فإذا عنده صرّة من ذهب فيها أربعمائة دينار، فقال: اذهب بهذه إلى أبي عبيدة ... فذكر قصّته.
وذكر ابن سعد في الطّبقة الأولى من التّابعين في أهل المدينة، قال: روى عن أبي بكر، وعمر، وكان معروفا.
وقال أبو عبيدة: ولّاه عمر كيلة عيال عمر، فلما قدم عثمان ولّاه القسم، فسمى مالك الدار.
وقال إسماعيل القاضي، عن علي بن المديني: كان مالك الدّار خازنا لعمر.

8376- مالك بن قدامة
بن مالك بن خارجة بن عمرو بن مالك بن زيد بن مرة بن سلهم السلهميّ.
له إدراك، وشهد هو وأبوه فتح مصر، وسكن أبوه دلاص من صعيد مصر، ذكره سعيد بن عفير، وحكاه ابن يونس، عن هانئ «3» بن المنذر.

8377- مالك بن مالك
بن جعشم المدلجيّ، ابن أخي سراقة.
أخرج البخاريّ، من طريق الزهريّ، عن عبد الرّحمن بن مالك «4» بن جعشم هذا عن
__________
(1) التاريخ الكبير 7/ 304، الجرح والتعديل 8/ 213.
(2) في ب: متقون.
(3) في أ: هادة.
(4) في أ: بن مالك بن مالك بن جعشم.

(6/216)


أبيه، عن سراقة، قصّة الهجرة. ولم أرهم ذكروا مالك بن جعشم، فكأنه مات في الجاهليّة، فيكون لولده مالك إدراك إن لم يكن له صحبة.

8378- مالك بن مسمع «1»
بن شيبان بن شهاب بن قلع، واسمه علقمة بن عمرو، أبو غسان الرافعي.
له إدراك.
قال ابن عساكر: ولد على عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان سيّد ربيعة في زمانه مقدّما رئيسا، وفيه يقول حصين بن المنذر
حيّاج أبي غسّان خير لقومه ... لمن كان قد قاسي الأمور وجرّبا
[الطويل] ومات سنة ثلاث أو أربع وسبعين.

8379- مالك بن ناعمة الصدفي:
يكنى أبا ناعمة.
ذكره ابن يونس، وقال: كان من أصحاب عمر، وهو صاحب الفرس «2» المشهور الّذي يقال له أشقر صدق، وشهد فتح مصر.
وذكر ابن عفير عن أشياخ مصر- أنّ مالك بن ناعمة كان من أمداد أهل اليمن، وكان معه أم الأشقر، وكان يعقر عليها الوحش في طريقه، فخرج عليها من بعض الأدوية فحل طويل أهلب لم ير مثله فنزا عليها، فبادر مالك ليطرده عنها فلم يلحقه حتى نزل.
وقدم مالك الشّام، فأقام في محاربة الرّوم حتى وضعت فرسه فسمّاه الأشقر، وذلك في يوم هزيمتهم، وهو في الطّلب، فلم يزل يركض مع أمّه يومه ما يلويه «3» حتى منعه الليل من الطّلب، ثم دخل معه مصر لما فتحت فسبق به الناس.

8380- مالك بن يزيد.
__________
(1) الأخبار الموفقيات 158، المعارف 419، البيان والتبيين 1/ 325، 326، تاريخ اليعقوبي 2/ 264، أنساب الأشراف 4/ 406، مشاهير علماء الأمصار 301، العقد الفريد 2/ 374، مروج الذهب 1958، و 2003، الحيوان 1/ 270، البداية والنهاية 8/ 347، مرآة الجنان 1/ 155، جمهرة أنساب العرب 320، تاريخ خليفة 258، تاريخ الطبري 4/ 505، الكامل في التاريخ 3/ 241، الأخبار الطوال 231، تاريخ الإسلام 2/ 521.
(2) في أ: القوي، وفي ب، م: القرشي.
(3) في أ، م: ما يلومه.

(6/217)


ذكره سيف في الفتوح والردّة مع من توجّه مع خالد بن الوليد إلى العراق سنة اثنتي عشرة، وهو أحد شهوده في عقود بينه وبين قوم من الفرس.

الميمى بعدها الثاء
8381- المثنى بن لاحق العجليّ.
له إدراك: قال الطّبري: كان أشدّ النّاس على النصارى من بني بكر بن وائل حين توجّه خالد بن الوليد إليهم سنة اثنتي عشرة، فكان هو وفرات بن حيان، ومذعور بن عديّ، وسعيد بن مرة، مع خالد بن الوليد في تلك الحرب، واستدركه ابن فتحون.

الميم بعدها الجيم
8382- مجاهد بن جبر:
مولى ابنة غزوان، أخت عتبة بن غزوان الصّحابيّ البدريّ المشهور.
كان عتبة من السّابقين الأولين، وكان أبو هريرة أجيرا عند أخته المذكورة، وقضية ذلك أن يكون لمجاهد هذا صحبة، وقد ذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وقال: له ذكر في الأخبار، وشهد فتح مصر، واختط بها، وولي الخراج في إمرة عمرو بن العاص، أما مجاهد بن جبير المكّي التّابعيّ المشهور فهو مولى بني مخزوم، ويقال له ابن جبير أيضا، بالتّصغير.

الميم بعدها الحاء
8383- محارب بن قيس
بن عدس بن ربيعة بن جعدة العامريّ ثم الجعديّ.
له إدراك، وفيه يقول النّابغة الجعديّ يرثيه:
ألم تعلمي أنّي رزئت محاربا ... كريما أبيّا لا يملّ التّصافيا
فتى كملت أعراقه «1» غير أنّه ... جواد فلا يبقى من المال باقيا
[الطويل]

8384- محاضر بن عامر بن سلمة الخولانيّ.
له «2» إدراك، قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وذكره سعيد بن عفير «3» في خولان.
__________
(1) في أ: أوصافه.
(2) سقط سهوا الرقم 8385.
(3) في أ: عتبة.

(6/218)


8386- محرز بن أسيد الباهليّ.
له إدراك. وذكر أبو إسماعيل الأزديّ أنه شهد حصار دمشق في خلافة أبي بكر. ونقل عن عمرو بن مالك عن أدهم بن محرز بن أسيد الباهليّ، عن أبيه، قال: افتتحنا دمشق سنة أربع عشرة في خلافة عمر، قال: وقال: قرة بن لقيط، عن أدهم بن محرز: أول راية دخلت أرض حمص راية مسروق بن ميسرة، قال: وكان أبي يقول: أنا أول رجل قتل رجلا من المشركين بحمص. قال أدهم: وإني لأول مولود بحمص، وأول من فرض له بها وبيدي كتف، وأنا أختلف إلى الكتاب.
وأخرج ابن عساكر، من طريق محمد بن إبراهيم بن مهديّ، عن عمرو بن مالك القيني، عن أدهم بن محرز، عن أبيه، قال: افتتحنا دمشق في رجب سنة أربع عشرة، ومن طريق خليفة بن خياط قال: في رجب سنة ثمان وسبعين غزا محرز بن أبي محرز أرض الروم وفتح أرحله.
8387

- محرز بن حريش «1» بن صليع «2»
. له إدراك، وذكر أبو إسماعيل الأزديّ في فتح الشام أنه قال لخالد بن الوليد لما أراد أن يسلك المفازة من العراق إلى الشام: اجعل كوكب الصّبح على جانبك الأيمن، ثم أمّه حتى تصبح، فجرّب ذلك، فوجد حقّا.

8388- محرز بن قتادة
بن مسلمة الحنفيّ «3» .
ذكره وثيمة في «الردة» ، وقال: كان ممن ثبت على إسلامه، وكان يوصي بني حنيفة بالتمسك بالإسلام، وينهاهم عن اتباع مسيلمة، وأنشد له في ذلك شعرا وخطبة يقول فيها:
سبحان اللَّه! ما أعجب أمرك، أدخلكم في الدّين نبيّ، وأخرجكم منه كذاب، واللَّه لو كان فلان وفلان أحياء ما تلعّب بكم الأخيفش الكذّاب، واللَّه ما أصبتم به دنيا ولا آخرة، وإني لأخاف عليكم العذاب، قال: فقاموا إليه، ثم قالوا: نهبك لأبيك، فإنه كان سيّدا فينا، فاعتزلهم.

8389- محرز بن القصّاب «4»
: مولى بني عدي، أحد بني ملكان.
له إدراك. وروينا في جزء بكر بن بكّار، قال: حدّثنا إسحاق بن عثمان أبو يعقوب
__________
(1) في م: جريش.
(2) في أ: فتوح.
(3) أسد الغابة ت (4690) .
(4) أسد الغابة ت (4691) ، الاستيعاب ت (2341) .

(6/219)


الكلابيّ، قال: حدثتني أمّ موسى بنت محرز، عن أبيها محرز القصاب، وكان ممن سبى في الجاهليّة ... فذكر الحديث.
وأورده البخاريّ من هذا الوجه، عن أبي موسى الأشعريّ- أنه قال: لا يذبح للمسلمين إلا من يقرأ أمّ الكتاب، فلم يقرأ إلا محرز القصّاب، فكان يذبح وحده.

8390- المحرق:
له ذكر في ترجمة يحيى من حرف الياء آخر الحروف.

8391- محقبة بن النعمان:
العتكيّ الأزدي.
ذكره عمر بن شبة في أخبار البصرة فيمن شهد فتح تستر مع أبي موسى، قال: وكان شاعر الأزد في وقته، وأنشد يخاطب عمرو بن العاص لما خاف على نفسه أيام الردّة يشجعه ويؤمنه، فمنه:
يا عمرو إن كان النّبيّ محمّد ... أودى به الأمر الّذي لا يدفع
فلقد أصبنا بالنّبيّ وأنفنا ... والرّاقصات إلى الثّنيّة أجدع
وقلوبنا قرحى وماء عيوننا ... جار وأعناق البريّة خضّع
فأقم فإنّك لا تخاف وجارنا ... يا عمرو ذاك هو الأعزّ الأمنع
[الكامل] قلت: وفات المرزبانيّ ذكر هذا، مع وصفه بأنه كان شاعر الأزد.

8392- محمد بن الحارث
بن حديج، بمهملة ثم جيم مصغرا، ابن حويص الحارثي.
ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «النّوادر» ، ونقل عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، قال:
قدم المعرم الحارثي على عمر يريد الإسلام، ومعه رجال من قومه، منهم الرّبيع بن زياد بن أنس بن الدّيان، ومحمد بن الحارث، بن حديج، وهو أحد من سمّي محمدا في الجاهليّة، فذكر القصّة الآتي ذكرها في المعرم.

8393- محمية بن زنيم:
[ ... ] .
له إدراك، ذكر سيف في «الفتوح» أنه كان بريد عمر إلى أمراء الأجناد بالشام بموت أبي بكر الصّديق، وفيه عزل خالد وتولية أبي عبيدة.
وقال سيف، عن أبي عثمان، عن خالد وعبادة، قالا: قدم البريد من المدينة، فأخذته الخيول باليرموك، وسألوه عن الخبر فلم يخبرهم إلا بالسّلامة، وأخبرهم عن الإمداد،

(6/220)


فأبلغوه خالد بن الوليد، فسأله فأخبر بالذي قدم فيه، فقال أحسنت، وخاف أن ينتشر أمر الجند، فوقف معه الرسول، وهو محمية بن زنيم ... فذكر القصة

الميم بعدها الخاء
8394- مخرّم بن شريح
بن مخرم بن زياد بن الحارث بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي.
قال هشام بن الكلبيّ: سمعت بني الحارث بن كعب يقولون: إن مخرم بغداد سمّيت به، لأنها كانت إقطاعا له أيام نزل العرب العراق في عهد عمر.
قلت: وإنما يقطع من يكون رجلا.
وذكر المرزبانيّ في معجم الشعراء مخرّم بن حزن بن زياد بن الحارث، وساق هذا النّسب، وقال: جاهليّ يعرف بأمه، يقال له ابن فكهة، وأنشد له في وقعة لبني بكر بن وائل مع بني سليم شعرا، فكأنه عمّ هذا.

8395- المخبّل السعديّ.
تقدم في الربيع بن ربيعة، وأن الراجح أنه مخضرم.
وفي الشعراء أيضا المخبل العبديّ»
، اسمه «2» كعب بن عبد اللَّه العبسيّ، متأخر عن هذا، ذكر له أبو الفرج في الأغاني، ووكيع في غرر الأخبار- قصة طويلة مع زوجته أم عمرو وأختها سلا، وإياهما عني بقوله في الأبيات المشهورة:
من النّاس إنسانان ديني عليهما ... مليّان لو شاء القد قضياني
خليليّ أمّا أمّ عمرو فمنهما ... وأمّا عن الأخرى فلا تسلاني
[الطويل] وفي الشعراء أيضا المخبل الثّمالي، ذكره الآمديّ، وأنشد له أبياتا يقول فيها: إنه أدرك عمرو بن هند، وإن أباه، واسمه شرحبيل بن حمل، أدرك جذيمة الوضاح.

8396- مخيّس:
غير منسوب.
ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ، وجعفر المستغفريّ في الصّحابة، وأخرجا من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزّهريّ، عن مخيس أبي «3» غنيم، قال: سمعت صريف
__________
(1) في أ: السعدي.
(2) في أ: ابن.
(3) في أ: ابن.

(6/221)


المساحي بالليل، ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدفن.
آورده أبو موسى في «الذّيل» وضبطه بالخاء المعجمة والياء آخر الحروف والسّين المهملة، ثم قال: وجدته في الكتاب بالحاء المهملة والباء الموحدة، ولعل الصّواب ما ذكره.
قال: والخبر معروف من رواية غنيم بن قيس، عن أبيه، فلعل الاسم تحرّف. قلت:
وعلى كل تقدير فلا دليل في ذلك على صحبته، بل على إدراكه.

8397- مخيمس:
بزيادة ميم مصغرا، النميري، هو ابن حابس بن معاوية.
ذكره أبو إسماعيل الأزدي في الفتوح، وأنه شهد اليرموك.

الميم بعدها الدال
8398- مدرك العبقسيّ «1»
. يأتي ذكره في ترجمة مرّة الأسديّ.

8399- مرّار بن سلامة العجليّ:
الشّاعر.
ذكره أبو بشر الآمديّ، وقال: إنه مخضرم جاهليّ إسلاميّ، وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، ولم يقل إنه أسلم، بل أنشد له في يوم ذي قار:
أسرنا منهم تسعين كهلا ... نقودهم على وضح الطّريق
وجالوا كالبغال فأسلمونا ... إلى خيل مسوّمة ونوق
[الوافر] ضبطه بكسر أوله والتخفيف.

8400- مرّان:
بضم أوله والتشديد، وآخره نون، ابن ذي عمير بن أبي مران «2» الهمدانيّ.
نسبه صاحب «الإكليل» ، ذكره وثيمة في «الردّة» ، وأنه كان من ملوك همدان، وأسلم فيمن أسلم منهم.
ونقل عن ابن إسحاق أنّ أهل اليمن لما سمعوا بوفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تكلم سفهاء همدان بما كرهه حلماؤهم، فقام عبد اللَّه بن مالك الأرحبي، فذكر
__________
(1) في أ: العبسيّ.
(2) في أ: فرات.

(6/222)


كلامه، قال: ثم قام مران، فقال: يا معشر همدان، إنكم لم تقاتلوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يقاتلكم، فأصبتم بذلك الحظ، ولبستم به العافية، ولم يعمّكم بلعنة تفضح أوائلكم، وتقطع دابركم، وقد سبقكم قوم إلى الإسلام، وسبقتم قوما، فإن تمسكتم لحقتم من سبقكم، وإن أضعتموه لحقكم من سبقتموه، فأجابوه إلى ما أحبّ، وأنشد له أبياتا رثى فيها النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول فيها:
إنّ حزني على الرّسول طويل ... ذاك منّي على الرّسول قليل
بكت الأرض والسّماء عليه ... وبكاه خديمه جبريل
[الخفيف]

8401- مرباع بن أبضعة الكندي «1»
: تقدم ذكره في ترجمة عبد اللَّه بن يزيد بن قيس، وأنه رثاه لما قتل في زمن أبي بكر الصديق.

8402- مرثد بن
حيي بن موهب بن مخمر «2» بن محيريز «3» بن زكير بن ذهل بن الأخنس بن حصين بن سهل بن ذهب بن منبه الرّعيني.
ذكر ابن يونس، عن هانئ بن المنذر- أن هذا شهد فتح مصر هو وإخوته: زرارة، وشفي، وخيثمة، فيمن شهدها من رعين.
قال ابن يونس: ما علمت لهم حديثا.

8403- مرثد «4»
بن عثعث بن عتيك البلوي.
له إدراك: قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وذكروه في كتبهم.

8404- مرثد بن قيس
بن مشجعة الجعفي.
له إدراك. ذكر هشام بن الكلبيّ، عن جرير بن عمرو بن كريب بن سلمة بن يزيد الجعفيّ، قال: شهد عبيد اللَّه بن الحرّ الجعفيّ القادسية مع خاليه: مرثد، وزهير ابني قيس بن مشجعة الجعفيين.
وقد تقدم في حرف الألف النقل عن ابن الكلبيّ أن الإخوة الثلاثة شهدوا القادسيّة.

8405- مرثد بن نجبة «5»
: بفتح النون والجيم ثم موحدة، الفرازيّ، أخو المسيّب.
__________
(1) أسد الغابة ت (4824) .
(2) في أ: بحر.
(3) في أ: محير.
(4) هذه الترجمة سقط في م.
(5) أسد الغابة ت (4832) .

(6/223)


ذكره ابن عساكر، وقال: له إدراك. ولأخيه صحبة، وكان من أصحاب خالد بن الوليد، وشهد معه الحيرة، وفتح دمشق. وقيل إنه قتل على سورها. وقيل: إنه شهد أيضا اليرموك.

8406- مرثد بن أبي يزيد «1»
الخولانيّ، ثم البقري، بضم الموحدة وفتح القاف، من الأهواز قبيلة من خولان.
ذكره ابن يونس، وقال: كان من أصحاب عمر بن الخطاب، وشهد فتح مصر، قال:
وذكره سعيد بن عفير في كتابه.
قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي بعده.

8407- مرثد الخولانيّ:
له إدراك، وذكر فيمن شهد اليرموك، ذكر ذلك أبو مخلف في فتوح الشام له، وساق بسند له إلى راشد بن عبد الرحمن الأزديّ، قال. صلّى بنا أبو عبيدة بن الجراح، ثم أقبل على الناس بوجهه، فقال: يا أيها الناس، أبشروا فإنّي رأيت رؤيا، فقال مرثد الخولانيّ:
وأنا أيضا رأيت رؤيا، وهي بشرى فيما أرى، رأيت أنّا تواقفنا فصبّ اللَّه عليهم طيرا بيضا عظاما لها مخاليب تنقضّ من السماء، فإذا حاذت الرجل منهم ضربته.
وكذا ذكره أبو حذيفة في المبتدإ والفتوح، عن سعيد بن عبد العزيز، عن قدماء أهل الشام، عمن شهدها.
وذكر ابن عساكر هذه القصة في ترجمة مرثد الخولانيّ، وفيه نظر، لأن ابن سمي يصغر عن ذلك، وأكثر ما وصف بإدراك علي ومعاوية.
وقد فرّق ابن سميع بين مرثد بن يحيى، ومرثد الخولانيّ، فذكر الخولانيّ فيمن أدرك الجاهلية، وابن سمي في الطبقة الخامسة، وقال: أدرك عثمان وعليا.
وأرّخ خليفة وفاة ابن سمي سنة خمس وعشرين ومائة. وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه: حدثنا أبو اليمان، حدثنا جرير، قال: رأيت مرثد بن عثمان، وكان قد أدرك عليا.

8408- مرّ الإيادي:
ذكره ابن دريد: عن ابن أخي الأصمعيّ [عن عمّه] «2» عن أبي عمرو بن العلاء، عن
__________
(1) في أ: مرثد.
(2) سقط في أ.

(6/224)


هجاس بن مر الإيادي، عن أبيه، وكان قد أدرك الجاهلية، قال: جلس أبو داود الإيادي الشاعر وزوجته وابنه ... فذكر قصة فيها أشعار.

8409- مركبود الفارسيّ «1»
: أسلم في حياة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مع من أسلم من أهل اليمن.
ذكره الواقديّ، والطبريّ، وأن ابنه عطاء كان من أول من جمع القرآن باليمن، واستدركه ابن فتحون، وسيأتي ذكره في النعمان بن بزرج.

8410- مرة بن خالد
بن عامر بن قنان بن عمرو بن قيس بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤيّ. له إدراك، وولده مجفر هو الّذي ذهب برأس الحسين بن علي إلى يزيد بن معاوية. ذكره الزبير بن بكّار.

8411- مرة بن صابر:
أو صابي اليشكريّ.
ذكره وثيمة، فقال: كان أبو سيّد بني يشكر، وثبت مرة على إسلامه حين ارتدّ قومه، وخاطب مسيلمة بخطاب طويل ينكر عليه دعواه النبوة، وخاطب أهل اليمامة بخطاب بليغ، فردّوه عليه، ففارقهم، وكتب إلى خالد أبياتا منها:
يا ابن الوليد بن المغيرة إنّني ... أبرا إليك من الجحود الكافر
أعني مسيلمة الكذوب فإنّه ... واللَّه أشأم صحبة من ناشر
[الكامل] في أبيات، ثم لحق بخالد فكان معه.

8412- مرّة بن ليشرح المعافريّ:
له إدراك، وشهد فتح مصر، وله رواية عن عمر.
روى عنه أبو قبيل المعافريّ، ذكره ابن يونس.

8413- مرة بن همدان:
له إدراك، ذكره أبو نعيم في تاريخ أصبهان، وقال: كان مع أبي موسى فوقع في سهم عجلان جدّ عصام بن يزيد الّذي لقبه خير، فأسلم، وسكن الكوفة ثم رجع إلى أصبهان.

8414- مرّة بن واقع الفزاريّ:
__________
(1) أسد الغابة ت (4846) .

(6/225)


ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء وقال: مخضرم، وكان يهاجي سالم بن دارة، وأنشد له في امرأة من بني بدر كانت عنده فطلقها- أبياتا قالها، وبسببها وقع بينه وبين سالم.

8415- مرّة الأسديّ:
ذكره الزبير بن بكار في ترجمة خالد بن الوليد، قال: وجدت بخط الضحاك بن عثمان أن بني أسد لما انهزموا نادى منادي خالد: من أسلم على ماء ونصب عليه مسجدا فهو له، فابتدر بنو أسد جرثم وهو أفضل مياههم، فقال في ذلك مرة الأسديّ:
ليهنئ مدركا أن قد تركنا ... له ما بين جرثم والقباب
إذا حالت جبال البشر دوني ... ومات الضّغن «1» وانقطع الجناب
[الوافر] فبلغ ذلك مدركا وهو العبقسيّ، فقال: ليس يهنيني، ولكن يجدع أنفي.

8416- مريّ:
بصيغة التصغير، ابن أوس بن حارثة بن لام الطائيّ.
له إدراك، وقد استعمل الوليد بن عقبة لما كان أمير الكوفة في خلافة عثمان ولده الربيع بن مريّ على صدقات الجزيرة.

8417- مري:
بكسر أوله مخففا، الروميّ.
يقال: إنه أدرك النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يره، ولكنه سمع كلام رسوله وآمن.
ذكر محمّد بن عائذ في «المغازي» بسند فيه إرسال- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعث شجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر، وهو بغوطة دمشق، فخرج من المدينة في ذي الحجة سنة ستّ، فذكر القصة، وفيها: قال شجاع فجعل حاجبه يسألني عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وما يدعو إليه- وكان روميا اسمه مري، فكنت أحدثه عن صفته، فيرقّ حتى يغلبه البكاء، ويقول: إني قرأت الإنجيل فأجد صفة هذا النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعينه، فكنت أحسبه يخرج بالشام، وأراه قد خرج بأرض القرظ، فأنا أؤمن به وأصدقه، وأنا أخاف أن يقتلني الحارث، قال: فأخبرت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بما قال، وأبلغته السلام من مري، فقال: صدق.

8418- مرير الإيادي:
بوزن عظيم.
__________
(1) في ب: الطعن.

(6/226)


أدرك الجاهلية، وعاش بعد ذلك، وقد سمع أبو عمرو بن العلاء من ولده هجاس.
ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة أبي داود الإيادي من «الأغاني» ، وكذلك صاعد في كتاب الفصوص، من طريق الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن هجاس بن مرير عن أبيه، قال: كان أدرك الجاهلية، وقال: بينا أبو دواد الإيادي وابنه وابنة له على بيت لهم إذ خرج ثور من الأكمّة «1» فانبرى بين يديه، فقال:
وبدت له أذن «2» توجّس ... حرّة وأحمّ وائد
وقوائم «3» عوج لها ... من خلفها زمع زوائد
[مجزوء الكامل] ثم قال لسانه عون القوافي، فذكر القصة.

الميم بعدها الزاي والسين
8419- مزرّد بن ضرار «4»
: أخو الشمّاخ الشاعر المشهور.
تقدم مع أخيه.

8420- مسافع بن عبد اللَّه بن مسافع:
قال ابن عساكر: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح دمشق، وكان من قوّاد اليمن، ثم أسند من الفتوح لسيف بسنده، وقال: وبقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد اليمن عدد، منهم مسافع بن عبد اللَّه بن مسافع.

8421- مسافع بن عقبة
بن شريح بن يربوع الغطفانيّ، وكان شريح يلقّب دارة القمر لحسنه.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: مسافع مخضرم، وهو والد سالم بن دارة الشاعر المشهور، قال: ولما حبس عثمان سالما لكونه هجا بني فزارة مات سالم في الحبس، فقال مسافع في ذلك:
جزاني اللَّه من عثمان إنّي ... إذا أدعوا على خصم جزاني
[الوافر] وقد تقدم في ترجمة سالم بن دارة سبب حبسه وموته.

8422- مسافع «5»
بن النّعمان التيميّ ثم الربعيّ.
__________
(1) في ب: من الأجمة.
(2) في أ، م: أذب.
(3) في أ، ب، م: قوام.
(4) أسد الغابة ت (4858) ، الاستيعاب ت (2574) .
(5) في أ: مساور.

(6/227)


له إدراك، ذكره سيف في الفتوح.

8423- مساور بن هند
بن قيس بن زهير بن جذيمة العبسيّ.
كان جده قيس مشهورا في الجاهلية، ولا سيما في حرب داحس والغبراء.
ذكر الأصمعيّ ما يدلّ على أن له إدراكا، فحكى عن أبي طفيلة، قال: وكان نحو أبي عمرو بن العلاء في السّن، قال: حدثني من رأى مساور بن هند، ولد في حرب داحس قبل الإسلام بخمسين عاما.
وذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» وذكر له قصة مع عبد الملك، وفي حكاية الأصمعيّ أنه لما عمّر صغرت عيناه، وعظمت أذناه، فجعلوه في بيت صغير ووكلوا به امرأة، فرأى ذات يوم غفلة، فخرج فجلس في وسط البيت وكوّم كومة من تراب، ثم أخذ بمرتين، فقال: هذه فلانة، وهذه فلانة لفرسين كان يعرفهما، ثم أرسلهما من رأس الكوم، ثم نظر، فقال: سبقت فلانة، ثم أحسّ بالمرأة فقام فهرب.
وقال الأصمعيّ: وبلغني أنه أتي به الحجاج، فقال له: ما كنت تصنع بقول الشعر؟
قال: كنت أسقي به الماء، وأرعى به الكلأ.
وقال المرزبانيّ: كان أعور، وهو من المتقدمين في الإسلام، وهو وأبوه وجدّه أشراف من بني عبس، شعراء فرسان، وهو القائل:
جزى اللَّه خيرا عاليا من عشيرة ... إذا حدثان الدّهر نابت نوائبه
إذا أخذت بزل المخاض سلاحها ... تجرّد فيهم متلف المال كاتبه
[الطويل] قال: يقال أخذت الإبل سلاحها، إذا استحسنها صاحبها فلم يذبحها.

8424- المستظل بن حصن البارقيّ:
أبو المثنى.
ذكره أبو موسى «في الذّيل» ، هو تابعيّ، قيل: إنه أدرك الجاهلية. وذكره ابن حبّان في الثقات.
روى عن عمر بن الخطاب وغيره. روى عنه شبيب بن غرقدة.

8425- المستوعز:
بعين مهملة ثم زاي، ابن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي، أبو بيهس، واسمه عمرو، والمستوعز لقب.
قال المفضّل الضّبيّ: كان عمّر زمانا طويلا، وكان من فرسان العرب في الجاهلية.

(6/228)


وقال المرزباني: يقال إنه عاش في أيام معاوية، ويقال: عاش ثلاثمائة وعشرين سنة، ويقال: مات في صدر الإسلام.
وقال الأصمعيّ: قال أبو عمرو بن العلاء: عاش المستوعز ثلاثمائة سنة وعشرين سنة، وذكر أبو جعفر في زيادات كتاب المجاز لأبي عبيدة، عن الأصمعيّ: قيل للأصمعيّ:
من أين أوتي هذا؟ قال: من قبل أخواله.
وأخرج أبو عليّ بن السّكن، من الطريق الأصمعيّ: سمعت عقبة بن رؤبة بن العجاج يقول: مرّ المستوعز بن ربيعة بعكاظ يقوده ابن ابنه، فقال له رجل: أحسن إليه، فطالما حملك. فقال: من ظننته؟ قال: أباك أو جدك. قال: فإنه ابن ابني، فقال: لو كنت المستوعز ما زدت، قال: فأنا المستوعز.
وقال أبو حاتم السّجستانيّ: عاش ثلاثمائة سنة وثلاثين سنة حتى أدرك الإسلام، فأمر بهدم البيت الّذي كانت ربيعة تعظمه في الجاهلية، وهو القائل يشكو من طول عمره:
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السّنين مئينا
مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشّهور سنينا
هل ما بقي إلا كما قد فاتني ... يوم يمرّ وليلة تحدونا
[الكامل] قال: وبين المستوعز وبين مضر بن نزار تسعة آباء وبين عمرو بن قمة وبين نزار عشرون أبا.
قلت: فشارك عمرو بن قمئة في ذلك من كبار الصحابة.

8426- مسروق بن الأجدع «1»
بن مالك بن أميّة بن عبد اللَّه الهمدانيّ ثم الوادعيّ، أبو عائشة.
__________
(1) الكنى والأسماء 2/ 20، أخبار القضاة لوكيع 1/ 19، التاريخ لابن معين 560، جمهرة أنساب العرب 394، تاريخ أبي زرعة 1/ 329، التاريخ الثقات للعجلي 426، طبقات خليفة 149، تاريخ خليفة 149، التاريخ الكبير 8/ 735، التاريخ الصغير 65، طبقات ابن سعد 6/ 76، تاريخ اليعقوبي 2/ 241، المعارف 105، تاريخ الطبري 1/ 144، أنساب الأشراف 1/ 176، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 88، الزيارات 79، الوفيات لابن قنفذ 96، الكامل في التاريخ 1/ 109، الجرح والتعديل 8/ 396، عيون الأخبار 1/ 61، ربيع 4/ 149، العقد الفريد 2/ 301، المعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 771، حلية الأولياء 2/ 95، طبقات الفقهاء 79، تاريخ بغداد 13/ 232، تهذيب الكمال 1320، العبر 1/ 68، تذكرة الحفاظ 1/ 49، الكاشف 3/ 120، دول الإسلام 1/ 47، مرآة الجنان 1/ 139، غاية النهاية 2/ 294، تهذيب التهذيب 10/ 109، تقريب التهذيب 2/ 242، النجوم الزاهرة 1/ 161، طبقات الحفاظ 14، خلاصة تذهيب التهذيب 374، شذرات الذهب 1/ 71، الزهد لابن المبارك 32، الملحق رقم 102، مسند الحميدي 1/ 11، تهذيب الآثار للطبري 1/ 190، تاريخ الإسلام 2/ 235، أسد الغابة ت (4870) ، السير 4/ 63.

(6/229)


له إدراك، وقدم من اليمن بعد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
وروى عن أبي بكر، وعمر، وعلي، ومعاذ، وابن مسعود، وعائشة. وأمها أم رومان وجماعة.
وروى عنه ابن أخيه محمد بن المنتشر بن الأجدع، وأبو الضّحى، والشعبي، والنخعيّ، والسبيعيّ، وعبد الرّحمن [بن عبد اللَّه] بن مسعود، وعبد اللَّه بن مرة، وآخرون.
قال الآجرّيّ، عن أبي داود: كان عمرو بن معديكرب الكنديّ خاله، وكان أفرس فرسان اليمن أبوه.
قال عليّ بن المدينيّ: صلّى خلف أبي بكر، وحدّث عن عمر، وعلي، ولم يحدث عن عثمان، قال: ولا قدم «1» عليه من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود أحدا.
وقال عثمان الدّارميّ: قلت لابن معين: مسروق عن عائشة أحبّ إليك أو عروة عنها؟
فلم يخبر.
وقال الشّعبيّ: ما رأيت أطلب للعلم منه، وقال عبد الملك بن أبجر عن الشعبي: كان أعلم بالفتوى من شريح، وكان شريح أبصر بالقضاء منه.
وقال شعبة، عن أبي إسحاق: حجّ مسروق فلم ينم إلا ساجدا.
وقال مجالد، عن الشّعبيّ، عن مسروق: قال لي عمر: ما اسمك؟ قلت: مسروق بن الأجدع، قال الأجدع شيطان، أنت ابن عبد الرحمن.
وقال العجليّ: كوفي تابعيّ ثقة، أحد أصحاب عبد اللَّه الذين كانوا يقرءون ويفتون.
وقال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وستين، وأرّخه غيره سنة ثلاث وستين، وهو قول الجمهور.
وقال هارون بن حاتم، عن الفضل بن عمرو: عاش ثلاثا وستين سنة. كذا قال:
ولعلها سبعين لما تقدم من قول ابن المديني إنه صلّى خلف أبي بكر رضي اللَّه تعالى عنه.
__________
(1) في ب: أقدم.

(6/230)


8427- مسروق بن أوس
بن مسروق التميمي ثم الحنظليّ، ويقال: أوس بن مسروق. والأول الصواب.
له إدراك وغزا في خلافة عمر بن الخطاب، وحدث عن أبي موسى الأشعريّ أنه سمعه يحدث بحديث الأصابع سواء عشر عشر من الإبل، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.

8428- مسروق بن حجر بن سعيد الكنديّ:
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له من أبيات:
ألا من مبلغ عنّي شعيبا ... أكلّ الدّهر عزّكم جديد
[الوافر]

8429- مسروق بن ذي الحارث الهمدانيّ:
ثم الأرحبي.
ذكره وثيمة في كتاب الردة، فقال: لما بلغ ابن ذي المشعار الهمدانيّ، وكان ملك ناحيته- أن قومه لما هموا بالردة قام فيهم خطيبا فحرضهم على الثبات على الإسلام، فقام إليه مسروق بن ذي الحارث الأرحبي، فقال: أيها الملك، إنه لا يبلّغ عنك قريشا إلا رجل من قومك مثلي، فابعثني إلى خليفة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ففعل، فقال: يا خليفة رسول اللَّه، إن بعدي أقواما أسلموا للَّه لا للناس، وأطال في خطبته، وأنشد أبياتا منها:
كلّ أمر وإن تعاظم منّي الصّبر ... عليه سوى النّبيّ رقيق
أيّها القائم المعصّب «1» بالأمر ... لأنت المصدّق الصّدّيق
إنّ ذا الأمر فيكم فخذوه ... ثمّ قودوا إلى النّجاة وسوقوا
[الخفيف]

8430- مسعود
بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى «2» بن جندل بن نهشل بن دارم التميميّ الدارميّ.
له إدراك، وهو والد ليلى امرأة عليّ.
ذكره الزّبير بن بكّار، وهشام بن الكلبيّ: وقالا، إنها والدة أبي بكر، وعبد اللَّه، ابني عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه.
__________
(1) في بن: المحصب.
(2) في أ: مسلم.

(6/231)


8431- مسعود بن معتّب التّجيبيّ:
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: مخضرم، وأنشد له:
ومتى أدع في تجيب تجبني ... أسد «1» غيل ودار عون كثير
وهم الموت لا يغازون حيّا ... حيث كانوا هناك إلّا أبيروا
[الخفيف]

8432- مسعود الثقفيّ:
أدرك الجاهلية، ذكره أبو موسى مختصرا.

8433- مسفع:
بفاء مهملة، ابن باكورا، بموحدة أوله.
ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام، وقال: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع جرير بن عبد اللَّه البجلي.

8434- مسلم بن عقبة
بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ «2» بن مرة بن عوف المرّي، أبو عقبة، الأمير من قبل يزيد بن معاوية على الجيش الذين غزوا المدينة يوم الحرّة.
ذكره ابن عساكر، وقال: أدرك النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد صفين مع معاوية، وكان على الرجّالة. وعمدته في إدراكه أنه استند إلى ما أخرجه محمد بن سعد في الطبقات عن الواقدي بأسانيده، قال: لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل المدينة أخرجوا عامله من المدينة وخلعوه وجّه إليهم عسكرا أمرّ عليهم مسلم بن عقبة المري، وهو يومئذ شيخ ابن بضع وتسعين سنة، فهذا يدل على أنه كان في العهد النبوي كهلا.
وقد أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة، وأسرف في قتل الكبير والصغير حتى سموه مسرفا، وأباح المدينة ثلاثة أيام لذلك، والعسكر ينهبون ويقتلون ويفجرون، ثم رفع القتل، وبايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية، وتوجه بالعسكر إلى مكة ليحارب ابن الزبير لتخلّفه، عن البيعة ليزيد فعوجل بالموت، فمات بالطريق، وذاك سنة ثلاث وستين، واستمر الجيش إلى مكة، فحاصروا ابن الزبير، ونصبوا المنجنيق على أبي قبيس، فجاءهم الخبر بموت يزيد بن معاوية، وانصرفوا، وكفى اللَّه المؤمنين القتال.
__________
(1) في م: أسد عنك.
(2) في أ: عطية.

(6/232)


والقصة معروفة في التواريخ، ولولا ذكر ابن عساكر لما ذكرته كما تقدم في الاعتذار عن ذكر مثل هذا في ترجمة عبد الرحمن بن ملجم.

8435- مسلم بن هانئ «1»
: أخو شريح بن هانئ.
تقدم ذكره في ترجمة شريح، وسماه ابن قانع مسلمة بزيادة هاء، والمعروف بإسقاطها وضمّ أوله وكسر اللام. واللَّه أعلم.

8436- مسلم الخزاعي «2»
: له إدراك، وسمع من معاذ بن جبل، وأبي الدرداء. ذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة العليا التي تلي طبقة أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.

8437- مسمع:
بكسر أوله وسكون المهملة وفتح الميم.
ذكر أبو جعفر الطبري أنه كان مع العلاء بن الحضرميّ في قتال الردّة، واستعان به في كثير من ذلك، وكان من أهل النكاية في أهل الردة.
واستدركه ابن فتحون، ولم استبعد أنه والد مالك بن مسمع رئيس بكر بن وائل بالبصرة في صدر [الإسلام في] «3» الدولة الأموية.

8438- المسور:
بكسر أوله وسكون ثانيه، ابن عمرو.
له إدراك، ذكر أبو جعفر الطبري أن أهل نجران لما بلغهم وفاة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كتبوا إلى أبي بكر يسألونه في تجديد العهد الّذي كان بينهم وبين النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأجابهم، وكتب لهم عهدا جديدا، وشهد فيه المسور بن عمرو.

8439- المسوّر:
بضم أوله وتشديد الواو المفتوحة، وهو ابن يزيد الجذامي.
ذكره أبو سعيد بن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وذكره سعيد بن عفير في أشراف جذام، وأورده ابن مندة في الصحابة، ولم يزد على ما قال ابن يونس، بل ساق سنده إلى سعيد بن عفير بما ذكره. وفي الجملة هو من أهل هذا القسم.

8440- مسهر بن خالد «4»
بن جندب بن منقذ بن حر بن نكرة العبديّ النكريّ له إدراك، وكان ابنه قيس مع الحسين بن علي لما قتل بالطّف سنة ستين.

8441- مسهر بن النعمان
بن عمرو بن ربيعة بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد
__________
(1) أسد الغابة ت (4919) .
(2) الاستيعاب ت (2430) .
(3) سقط من أ.
(4) في أ: جبير.

(6/233)


ابن خزيمة بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن عائذة قريش، وعدادهم في بني ربيعة بن ذهل بن شيبان، وقيل هو مسهر بن عمرو بن عثمان بن ربيعة بن عائذة.
ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء وقال: إنه مخضرم، وأنشد له في ذلك:
لكلّ أناس سلّم يرتقى به ... وليس إلينا في السّلالم مطلع
وينفر منا كلّ وحش وينتمي ... إلى وحشنا وحش البلاد فيرتع
[الطويل] قال: وكان يقال له مقاس العائذي.

8442- المسيّب بن نجبة:
بفتح النّون والجيم بعدها موحدة، ابن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة الفزاريّ.
له إدراك، وقد شهد القادسيّة وفتوح العراق فيما ذكر ابن سعد، وله رواية عن حذيفة وعلي.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وعبيد المكتب، وأبو إدريس المرهبي.
وذكره العسكريّ، فقال: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وليست له صحبة.
قلت، وروايته عن عليّ في الترمذيّ.
وقال ابن سعد: كان مع عليّ في مشاهده، وقتل يوم عين الوردة مع النوّاس.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: قتل مع سليمان بن صرد في طلب دم الحسين سنة خمس وستين.
قلت: وكان سبب ذلك أن يزيد بن معاوية لما مات وتفرّقت الآراء وغلب كل واحد على ناحية اجتمع نفر من أهل الكوفة، وندموا على سكوتهم عن نصر الحسين بن عليّ، فقالوا: ما ينمحي عنّا هذا الذنب إلا ببذل أنفسنا في طلب ثأره، فخرجوا في جيش كثير إلى جهة الشام، فجهز إليهم مروان أول ما غلب على الشّام جيشا عليهم عبيد اللَّه بن زياد، فقتلوا: ثم جهز المختار لما غلب على الكوفة جيشا بعدهم، فقتلوا عبيد اللَّه بن زياد.
وهزموا من معه. والقصّة مشهورة في التواريخ.

8443- المسيّب بن نجبة، آخر «1» .
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 216، فتوح البلدان 302، أنساب الأشراف 1/ 277، المعرفة والتاريخ 2/ 649، المعارف 435، مروج الذهب 1976، معجم الشعراء للمرزباني 386، التاريخ الصغير 75، التاريخ الكبير 7/ 407، تاريخ خليفة 262، تاريخ اليعقوبي 2/ 196، جمهرة أنساب العرب 258، مشاهير علماء الأمصار 108، تاريخ الطبري 4/ 488، الجرح والتعديل 8/ 293، الكامل في التاريخ 3/ 232، الكاشف 3/ 129، تهذيب التهذيب 10/ 154، تقريب التهذيب 2/ 250، خلاصة تذهيب التهذيب 377، تاريخ الإسلام 2/ 248.

(6/234)


قال ابن عساكر: له إدراك.
ذكره عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في فتوح الشّام، وقال: حدّثني الحارث بن كعب، عن قيس بن أبي حازم، قال: كان المسيّب ممن خرج مع خالد بن الوليد، وكانوا مع بجيلة، وأكثرهم من أحمس نحو مائتي رجل ومن طي نحو مائة وخمسين رجلا، ومن ذبيان نحو مائتي رجل، فيهم المسيّب بن نخبة، ومن المهاجرين والأنصار نحو ثلاثمائة، فجعل خالد على شطر خيله المسيّب، وعلى الشّطر الآخر رجلا من بني بكر بن وائل.
قلت: أورد ابن عساكر هذه القصّة في ترجمة المسيّب بن نجبة الفزاريّ، والّذي يغلب على ظني أنه غيره، وأنه أرسل.

الميم بعدها الشين
8444- مشجعة بن نضر البغويّ.
له إدراك. تقدم ذكره في أخيه قرة بن نضر.

8445- مشرح بن عبد كلال الحميري:
أخو الحارث.
أسلم في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.
وقال أبو الحسن المدائنيّ: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وإلى أخويه: الحارث، ونعيم: سلم أنتم ما آمنتم باللَّه ورسوله، وأن اللَّه وحده لا شريك له.
وبعث بكتابه مع عياش بن أبي ربيعة فآمنوا به فأخذ فضلهم الثّلاثة الذين كانوا إذا يحضرونها سجدوا، وكانت من الإبل فأخرجها بالسّوق.

8446- مشعار بن ذي المشعار الهمدانيّ.
ذكره وثيمة بن الفرات في كتاب الردّة، وقال: كان من سادات همدان، وكان على ناحيته، فلما همّ قومه بالردة قام فيهم خطيبا وكان متألّها، فنهاهم عن الرّدة، وقال في ذلك أبياتا.
وقد تقدّم له ذكر في مسروق بن ذي الحارث في هذا القسم.

(6/235)


الميم بعدها الضاد
[8447- مضرّس بن أنس
بن خراش بن خالد المحاربيّ.
له إدراك، وشهد فتوح العراق، واستشهد بالمدائن، ذكره ابن الكلبيّ ثم البلاذريّ] .

8448- مضرّس بن عبيد:
بن حييّ بن ربيعة بن سعد بن مالك التميميّ.
مخضرم، أدرك الجاهليّة والإسلام، وكان ابنه توبة بن مضرّس في زمن معاوية ومن بعده، وكان شاعرا فاتكا، ذكره ابن سعيد اليشكري في كتابه أخبار اللصوص من العرب وأشعارهم.

الميم بعدها الطاء
8449- مطرف بن عبد اللَّه
بن الشخّير تقدم في القسم الثاني]
«1» .

8450- مطرّف بن مالك:
أبو الرّباب «2» .
لا أعلم له رؤية، وشهد فتح تستر مع أبي موسى.
روى عنه زرارة بن أبي أوفى خبره في ذلك. ذكره أبو عمر هكذا مختصرا، ونسبه خليفة بن خياط، فقال: ابن مالك بن قشير بن كعب، كذا في تاريخ ابن عساكر، وليس بجيّد، ولعله كان فيه: من بني قشير بن كعب، فإن بين مالك وقشير بن كعب اثنين أو ثلاثة.
وقد وقفت على قصّته في تاريخ ابن أبي خيثمة، قال: حدّثنا هدبة، وقال أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه: حدّثنا عفان. وفي كتاب الشّريعة لأبي بكر بن أبي داود، قال: حدّثنا الدقيقي، حدّثنا عفان، قالا: حدّثنا همام، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى، عن مطرّف بن مالك، قال: شهدت فتح تستر مع الأشعريّ، فأصبنا ذا نبال في السّوق، وأصبنا معه ربطتين من كتّان، وأصبنا معه ربعة فيها كتاب، وكان أول من وقع عليه رجل من بلعنبر يقال له حرقوص، وكان معنا أجير نصراني يقال له نعيم، فقال: تبيعوني هذه الربعة وما فيها؟ فكره الأشعريّ ومن عنده من الصّحابة بيع ذلك الكتاب، فبعناه الربعة بدرهمين، ووهبناه الكتاب، فكتب الأشعريّ إلى عمر، فكتب إليه: إن نبيّ اللَّه دعا اللَّه أن لا يليه إلا المسلمون، فصلّى عليه ودفنه.
قال مطرّف بن مالك: ثم بدا لي أن أزور بيت المقدس ... فذكر قصّة سأذكرها في نعيم في حرف النّون إن شاء اللَّه تعالى.
__________
(1) هذه الترجمة سقط من.
(2) أسد الغابة ت (4949) ، الاستيعاب ت (2439) .

(6/236)


وأورد ابن أبي داود أيضا، من طريق هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي الرّباب، كنت خامس خمسة فيمن ولي قبض تستر، فجاء إنسان فقال: أتبيعوني ما معي بعشرين درهما، ومعه شيء تحت ردائه؟ قلنا: نعم، إن لم يكن ذهبا أو فضّة أو كتاب اللَّه. فإنه كتاب اللَّه، ولكنكم لا تقرءونه، وأنا أقرؤه، فأخرج جونة فيها كتاب من التّوراة، فوهبناه له، وأخذنا الجونة، فألقيناها في القميص فابتاعها منا بدرهمين.
ولمطرّف رواية عن أبي الدّرداء، أخرجها عبد الرّزّاق في مصنفه، عن معمر، عن أيوب، عن محمد، عنه، قال: دخلنا على أبي الدّرداء ... فذكر حديثا في تكفير الوصب والخطأ عن المؤمن.
قال البخاريّ: مطرّف بن مالك أبو الرّباب القشيريّ شهد فتح تستر مع الأشعريّ.
روى عنه زرارة بن أبي أوفى، ومحمد بن سيرين، وقد ذكرنا روايته عن أبي الدّرداء.
وله أيضا عن معقل بن يسار، وكعب الأحبار.
روى عنه أيضا أبو عثمان النهديّ. وقال النسائيّ في الكنى: بصري ثقة.

8451- مطير»
بن الأشيم بن قيس الأسدي.
له إدراك، وهو عمّ عبد اللَّه بن الزّبير الأسديّ الشّاعر، وأنشد له المرزباني في «معجم الشعراء» من أبيات يرثي بها علقمة بن وهب بن قيس ابن عمه:
أتاني النّعيّ فكذّبته ... لصدق الحديث وما أكذب
[المتقارب]

الميم بعدها العين
8452- معاذ بن يزيد
بن الصّعق العامريّ.
ذكره وثيمة في كتاب الرّدّة، وأنه كان له في قومه شأن، قال: فجمعهم حين عزموا على الرّدة، وخطبهم خطبة طويلة يحرّضهم على الرجوع للإسلام، ويقبّح عليهم الردّة، فقال: يا معشر هوازن، إنكم عثرتم في الإسلام خمس عثرات، واللَّه لترجعنّ إلى ما خرجتم منه أو لتؤخذنّ أخذة أهل بدر، فلم يقبلوا فارتحل بأهله وبمن أطاعه، وقال في ذلك:
بني عامر أين أين الفرار ... من اللَّه واللَّه لا يغلب
منعتم فرائض أموالكم ... وترك صلاتكم أعجب
__________
(1) في أ: مطين.

(6/237)


وكذّبتم الحقّ فيما أتى ... وإنّ المكذّب للأكذب
[المتقارب]

8453- معاوية بن الجون الكنديّ.
ذكر وثيمة في كتاب الردّة أنه كان خطيب قومه في الجاهليّة، وأنه حذّرهم من الرّدة فلم يقبلوا منه.

8454- معاوية بن الحارث
بن ثعلبة النخعيّ، جد حفص بن غياث بن طلق الكوفيّ.
وقع في ترجمة حفص بن غياث عند ابن خلفون أنّ جدّه معاوية هذا شهد القادسيّة، ووقع في الأربعين للجوزقي ما يؤيد ذلك.

8455- معاوية بن حرمل الحنفي:
صهر مسيلمة الكذاب.
له إدراك، وكان مع مسيلمة في الرّدة، ثم قدم على عمر رضي اللَّه عنه تائبا، فأخرج البغويّ، من طريق الجريريّ، عن أبي العلاء، عن معاوية بن حرمل، قدمت على عمر، فقلت: يا أمير المؤمنين، تائب من قبل أن يقدر عليّ، فقال: من أنت؟ فقلت: معاوية بن حرمل، ختن مسيلمة، قال: اذهب فانزل على خير أهل المدينة، قال: فنزلت على تميم الدّاري، فبينا نحن نتحدث إذ خرجت نار بالحرّة، فجاء عمر إلى تميم، فقال: يا تميمى، أخرج، فقال: وما أنا؟ وما تخشى أن يبلغ، من أمري؟ فصغر نفسه، ثم قام فحاشها حتى أدخلها الباب الّذي خرجت منه، ثم اقتحم في أثرها، ثم خرج فلم تضرّه.

8456- معاوية بن عمران
بن ضمضم الحردي.
له إدراك، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس، واللَّه أعلم؟.

8457- معاوية العقيليّ.
له إدراك، ذكره سيف في الفتوح، وأنه الّذي استنقذ عيال فيروز الدّيلميّ وغيره من الأبناء لما غلب عليهم قيس بن مكشوح ونفاهم من اليمن، فاستنصر فيروز ببني عقيل وعليهم رجل يقال له معاوية، فاعترضوا لخيل قيس فهزموهم واستنقذوا العيال، فمدح فيروز معاوية المذكور وبني عقيل بأبيات.

8458- معاوية، غير مسنوب.
حكى الرّافعيّ أنه قيل: إنه المذكور في
حديث فاطمة بنت قيس، قالت: إن معاوية

(6/238)


وأبا جهم خطباني، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «معاوية صعلوك لا مال له ... »
الحديث. ليس هو معاوية بن أبي سفيان الّذي ولي الخلافة، بل هو آخر.
قال النّوويّ: وهذا غلط صريح، فقد وقع في صحيح مسلم في هذا الحديث معاوية بن أبي سفيان. واللَّه أعلم.
8459

- معاوية «1» بن جعفر
بن قرط بن عبد يغوث بن كعب النخعيّ.
ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له من أبيات:
لنحن تركنا في مجرّ جيادنا ... سنانا وأعيانها عليه مدامع
[الطويل] وقال غيره: كان يعرف بابن دارة.

8460- معبد بن مرّة العجليّ.
ذكره سيف والطّبريّ فيمن اختاره سعد بن أبي وقّاص في جملة من يوثق بدينه ورأيه، ووجّههم دعاة إلى رستم قبل وقعة القادسيّة، قالوا: وكان معبد من دهاة العرب.

8461- معدان الثعلبيّ.
له إدراك، وأسلم في عهد عمر بعد أن أسلمت امرأته قبله، فأعيدت إليه لكونه أسلم قبل انقضاء عدتها. وله قصّة في ذلك مع الزبير بن العوّام ذكرها الزبير بن بكار عن عمه.

8462- معدان بن جوّاس:
بالجيم، ابن فروة بن سلمة بن المنذر بن المضرّب بن معاوية بن عامر بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السّكون السكونيّ.
كان أبوه شاعرا، ولم يذكر في الصّحابة، فكأنه مات قبل أن يسلم، وأما ولده فله إدراك، وهو الّذي تحمّل دم الربيع بن زياد الكلبيّ المعروف بفارس العرادة، وهو من بني عدي بن حبان، فقتله بنو أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، وهم أخوال معدان، في خلافة عثمان، فقام معدان حتى تحمّل بدمه، وأنشد:
تداركت أخوالي من الموت بعد ما ... تشاءوا ودقّوا بينهم عطر منشم
[الطويل] ذكره ابن الكلبيّ، وقال: وقوله: تشاءوا بفتح الهمزة، أي تسارعوا، ومنشم، بنون ومعجمة كانت عطارة.
__________
(1) في أ: معبد.

(6/239)


قلت: وأخذ هذا البيت من قصيدة زهير بن أبي سلمي التي مدح بها هرم بن سنان وأخاه فقال فيها:
تداركتما عبسا وذبيان بعد ما ... تفانوا ودقّوا بينهم عطر منشم
«1» [الطويل]

8463- معديكرب المشرقي.
له إدراك، وسمع من أبي بكر الصّديق، ذكره يعقوب بن قتيبة في مسند الصّديق من مسندة الكبير. قال يعقوب بن شيبة: حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدّثنا سفيان. عن أبيه، عن أبي الضّحى، قال: استنشد أبو بكر رضي اللَّه عنه معديكرب، ثم قال له: إنك أول من استنشدته [في] «2» الإسلام.
وأخرجه الخطيب، من طريق يعقوب بن شيبة، ونقل عنه أنّ له حديثا آخر في التلبية.
قال الخطيب: راوي حديث التلبية إنما هو عمرو بن معديكرب الفارس المشهور، وهو كما قال.

8464- معدي بن أبي حميضة الوداعيّ «3»
. يأتي نسبه في ترجمة أخيه المنذر. له إدراك كأخيه، وكان له ولد اسمه عبد الملك كان يشبه كسرى، فكانت الأعاجم تعظمه، وتخبره بأنه يشبه كسرى، ذكر ذلك ابن الكلبيّ.

8465- معرم الحارثي.
ذكره العسكريّ، وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يقدم المدينة إلا في خلافة عمر.

8466- معضد بن يزيد العجليّ «4»
: أو يزيد الكوفيّ.
__________
(1) البيت قاله زهير في ديوانه ص 106. قوله: تداركتما عبسا وذبيان: أي تداركتماهما بالصلح، بعد ما تفانوا بالحرب. منشم: قيل فيه إنه اسم امرأة عطارة اشترى قوم منها عطرا، وتعاقدوا وتحالفوا وجعلوا آية الحلف غمسهم الأيدي في ذلك العطر، فقاتلوا العدو الّذي تحالفوا على قتاله حتى هلكوا جميعا، فتطيّر العرب بعطر منشم، وضرب زهير بها المثل. يقول: تلافيتما أمرها بين القبيلتين بعد ما أفنى القتال رجالها، كما أتى على آخر المتعطرين بعطر منشم.
(2) في أ: إلى.
(3) في أ: الوداعي.
(4) أسد الغابة ت (5031) .

(6/240)


ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وقال: قيل إنه أدرك الجاهليّة.
قلت: ذكره أبو نعيم في «الحلية» قبل مرّة بن شراحيل بواحد، وبعد عمرو بن ميمون الأودي بواحد، وكلاهما من أهل هذا القسم، وقال: لا أعرف له سندا متصلا، وأورد من الزهد لأحمد بسند، صحيحى عن علقمة أنّه أصاب بردة فيها من دم معضد فغسله فبقي أثره، فكان يصلّي فيها، ويقول: إنه ليزيده إليّ حبّا أن دم معضد فيه.
ومن طريق عبد الرّحمن بن يزيد النخعيّ بسند صحيح أيضا، قال: خرجت في جيش فيهم علقمة، ويزيد بن معاوية النّخعي، وعمرو بن عتبة، ومعضد، فخرج عمرو بن عتبة وعليه جبّة، فقال: ما أحسن الدم يتحادر على هذه، فأصابه حجر فشجّه فتحدّر عليها الدّم ثم مات منها، وخرج معضد فأصابه حجر فشجّه، فجعل يلمسها بيده ويقول: إنّها لصغيرة.
وإن اللَّه يبارك في الصّغير، فمات منها فدفناه.

8467- معقل بن الأعشى
بن النّباش، كان يعرف بأبيض الركبان.
له إدراك، وله مشاهد مشهورة في قتال الفرس، وكان مع خالد بن الوليد من سنة اثنتي عشرة وما بعدها. استدركه ابن فتحون.

8468- معقل بن خداج الطائيّ.
له إدراك، ذكره وثيمة، وقال: شهد اليمامة مع خالد بن الوليد، وأبلى يومئذ بلاء حسنا، واستشهد هناك. واستدركه ابن فتحون.

8469- معقل بن ضرار:
هو الشماخ- تقدم في الشّين المعجمة.

8470- معقل بن قيس الرّياحي:
بالتّحتانية المثناة.
له إدراك. قال ابن عساكر: أوفده عمّار بن ياسر على عمر بفتح تستر، ووجّه على بني ناجية حين ارتدّوا.
وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء عليّ يوم الجمل. وقال الهيثم بن عديّ: كان صاحب شرطة عليّ. وذكر خليفة بن خياط أنّ المستورد بن علّفة اليربوعيّ الخارجيّ بارزة لما خرج بعد علي فقتل كلّ منهما الآخر، وكان ذلك سنة اثنتين وأربعين في خلافة معاوية.
ذكره الطّبريّ، وأرّخه أبو عبيدة سنة تسع وثلاثين في خلافة عليّ.

8471- معمّر بن كلاب الزمّاني «1» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5049) .

(6/241)


ذكره وثيمة في الرّدة: وقال: كان ممن وعظ مسيلمة وبني حنيفة ونهاهم عن الردّة، قال: وكان جارا لثمامة بن أثال، فلما عصوه تحوّل إلى المدينة فمنعه «1» ثمامة حتى ردّه، وشهد قتال اليمامة مع خالد. واستدركه أبو علي الغسّانيّ، وهو بتشديد الميم.

8472- معن بن أوس
بن نصر بن زيادة بن أسعد بن سحيم بن ربيعة بن عداء بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن عمرو بن أدّ بن أبي طابخة. وأم عثمان اسمها مزينة بنت كلب بن «2» وبرة [غلبت عليهم] «3» ، فنسبوا «4» إليها، المزني الشّاعر المشهور.
ذكره أبو الفرج الأصبهانيّ، فقال: شاعر مجيد فحل من مخضرمي الجاهليّة والإسلام، فإنه مدح عبد اللَّه بن جحش وغيره، وفد على عمر مستعينا به على أمره، وخاطبه بقصيدته التي أولها:
تأوّبه طيف بذات الحوائم ... فنام رفيقاه وليس بنائم
[الطويل] قال: ثم عمّر بعد ذلك إلى زمان ابن الزّبير، وهو الّذي قال لابن الزبير: لعن اللَّه ناقة- حملتني إليك، فقال: إن وراكبها. قال: وكان معاوية يقول: فضل المزنيّون الشّعراء في الجاهليّة والإسلام. وهو صاحب القصيدة المعروفة بلامية العجم التي أولها:
لعمري لا أدري وإنّي لأوجل ... على أيّنا تغدو المنيّة أوّل
[الطويل] يقول فيها:
إذا أنت لم ينتصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كان يعقل
[الطويل] ويقول فيها:
إذا انصرفت نفسي عن الشّيء لم تكن ... لشيء إليه آخر الدّهر تعدل
[الطويل] وقال المرزبانيّ: كان رضيع عبد اللَّه بن الرّبيع، وكان مصاحبا له، وكفّ في أواخر عمره.
__________
(1) في أ: فتبعه.
(2) في أ: كليب.
(3) سقط في أ.
(4) في أ: نسبوا.

(6/242)


قال ابن عساكر: كان معاوية يفضّله، ويقول: كان أشعر أهل الجاهليّة زهير بن أبي سلمى، وأشعر أهل الإسلام ابنه كعب، ومعن بن أوس.

8473- معن بن حاجر «1»
: كان هو وأخوه طريفة مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة.
وذكر له سيف في «الفتوح» في ذلك أخبارا.

8474- معيّة:
بصيغة التصغير، أو بفتح أوله وكسر ثانيه، ابن الحمام المرّي، بالراء المهملة، هو أخو حصين بن الحمام. تقدم ذكره مع أخيه. وأنشد له المرزبانيّ يرثي أخاه من أبيات:
ومن لا ينادي بالهضيمة جاره ... إذا أسلم الجار الأليف المواكل
فمن وبمن يستدفع الضرّ بعده ... وقد صمّمت فينا الخطوب النّوازل
[الطويل] قلت: ذكرته لأن أخاه إن كان مات قبل الوفاة النبويّة فجائز أن يكون معيّة أسلم، وجائز: ألا يكون أسلم، ومات على كفره، لكن تقدم في الحصين أنه كان له ابن اسمه باسم أخيه معيّة، وبه كان يكنى، فتكون الترجمة له، وإن كان موت الحصين بعد الوفاة النبويّة فأخواه من أهل هذا القسم واللَّه أعلم.

الميم بعدها العين
8475- المغيرة بن أبي صفرة الأزديّ.
ذكر أبو عليّ بن السّكن في الصّحابة في ترجمة أبي صفرة والده ما يدلّ على إدراكه،
فقال: وسأله النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن ولده، فقال: هم ثمانية عشر ذكرا، وولدت لي بأخرة بنت سمّيتها صفرة: فقال: «أنت أبو صفرة» .
وقال أبو عمر في ترجمة أبي صفرة: إنه وفد على أبي بكر وعمر ومعه عشرة من ولده، أصغرهم المهلب.
وقال الطّبريّ: لما ولي زياد الحكم بن عمرو خراسان ولي المهلب الحرب، وولى أخاه أمر العسكر، ففتح اللَّه عليهم. واستدركه ابن فتحون.

8476- المغيرة بن عبد اللَّه
بن المعرض «2» . بن عمرو بن أسد بن خزيمة، المعروف
__________
(1) أسد الغابة ت (5051) ، الاستيعاب ت (2499) .
(2) في أ: معرض.

(6/243)


بالأقيشر، ويكنى أبا المعرض «1» . قال أبو الفرج الأصبهانيّ: كان أبعد بني أسد بن خزيمة نسبا، وعمّر عمرا طويلا في الجاهليّة، وهو الّذي يقول في الإسلام في مسجد سماك بن خرشة الأسديّ:
غضبت دودان من مسجدنا ... وبه يعرفهم كلّ أحد
لو هدمنا غدوة بنيانه ... لانمحت أسماؤهم طول الأمد
[الرمل] قال: وقالوا: إنه كان عنّين ووصف نفسه بضدّ ذلك حيث يقول في وصف الأير ويوهم أنه يصف الفرس:
ولقد أروح بمشرف ذي ميعة ... عند المكرّ وماؤه يتفصّد
مرح يطير من المراح لعابه ... ويكاد جلد أديمة يتقدّد
[الكامل]

الميم بعدها القاف والكاف
8477- المقوقس:
يأتي في القسم الّذي بعده.

8478- مكحول:
قيل هو اسم النجاشيّ ملك الحبشة.
ذكر ذلك في نوادر التفسير لمقاتل بن سليمان.

8479- مكلبة بن حنظلة
بن جويّة «2» .
له إدراك، ذكره محمد بن خالد الدمشقيّ في كتاب فتوح الشام، وأورد بسند فيه من لم يسمّ عنه، قال: إني واللَّه لفي الميسرة يوم اليرموك إذ مرّ بنا رجال من الروم على خيل من خيول العرب لا يشبهون الروم، فما أنسى قول قائل منهم: النّجاء، الحقوا بوادي القرى ويثرب، ثم يرتجز:
أكلّ حين منكم مغير ... يحلّ في البلقاء والسّدير «3»
__________
(1) في أ: أبا معرض. (2) في أ: جولة. (3) السّدير: موضع معروف بالحيرة. قيل نهر وقيل قصر قريب من الخورنق اتخذه النعمان لبعض ملوك العجم وقيل السدير: ما بين نهر الحيرة إلى النّجف إلى كسكر من هذا الجانب والسدير أيضا: مستنقع الماء وغيض في أرض مصر والسدير بالضم مصغّر السدر: قاع بين البصرة والكوفة وموضع في ديار غطفان وقيل قرية لبني العنبر بإضافة ذو. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 700.

(6/244)


هيهات يأتي ذلك الأمير ... والملك المتوّج المحبور
[الرجز] قال: فأحمل عليه، فلم أزل حتى أقتله
«1» .

الميم بعدها اللام
8480- ملحان بن زنار «2»
بن غطيف بن حارثة بن سعيد بن حشرج «3» الطائيّ، أخو عدي بن حاتم لأبيه، ويجتمع معه في الحشرج، وأمهما النوار بنت رملة البحترية.
له إدراك، وذكره عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح، وقال: حدثني سعيد بن مجاهد أن ملحان بن زنّار أتى أبا بكر في جماعة من طي خمسمائة أو ستمائة، فقال: إنا أتيناك رغبة في الجهاد، وحرصا على الخير، فقال له أبو بكر: الحق بأبي عبيدة، فقد رضيت لك صحبته، فلحق به وشهد معه المواطن.
وقال ابن سعد: كان لعدي بن حاتم إخوة من أمه أشراف، منهم قبيعس مات في الجاهلية، ولأم استخلفه علي على المدائن لما توجّه إلى صفين، وحليس، وملحان، وشهد ملحان صفّين مع معاوية.

8481- مليل:
بالتصغير، ابن ضمرة الغفاريّ.
له إدراك، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس.

8482- مليح بن عوف السلميّ:
له إدراك، وكان دليلا في زمن عمر.
وقد أخرج ابن سعد في «الطبقات» من طريق حبيب بن عمرو «4» ، عن مليح بن عوف السلميّ، قال: بلغ عمر بن الخطاب أنّ سعد بن أبي وقاص صنع بابا من خشب على داره وحصن على قصره حصنا من قصب، قال: فأمرني عمر بالمسير مع محمد بن مسلمة، وكنت دليلا بالبلاد، فذكر القصّة في عزل سعد عن الكوفة.

الميم بعدها النون
8483- منازل:
بضم أوله.
ورد ذكره في خبر ضعيف يدلّ على أن له إدراكا. وروينا في فوائد عمر بن محمد
__________
(1) في أ: قتلته.
(2) أسد الغابة ت (5088) .
(3) في أ: سعد بن الخزرج.
(4) في أ: عمر.

(6/245)


الجمحيّ، عن علي بن عبد العزيز، عن خلف بن يحيى قاضي الري، عن أبي مطيع الخراساني، عن منصور بن عبد الرحمن الغداني، عن الشعبي: قال: نظر عمر بن الخطاب إلى رجل ملويّ اليد، فقال له: ما بال يدك ملوية؟ قال: إن أبي كان مشركا، وكان كثير المال، فسألته شيئا من ماله، فامتنع، فلويت يده، وانتزعت من ماله ما أردت، فدعا عليّ في شعر قاله:
جرت رحم بيني وبين منازل ... سواء كما يستنجز «1» الدّين طالبه
وربّيت حتّى صار جعدا شمر ذلا ... إذا قام أراني غارب الفحل غاربه
وقد كنت آتيه إذا جاع أو بكى ... من الزّاد عندي حلوه وأطائبه
فلمّا رآني أبصر الشّخص أشخصا ... قريبا ولا البعد الظّنون أقاربه
تهضّمني مالي كذا ولوى يدي ... لوى يده اللَّه الّذي هو غالبة.
[الطويل] قال: فأصبحت يا أمير المؤمنين ملويّ اليد. فقال عمر: اللَّه أكبر، هذا دعاء آبائكم في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟.
في سنده ضعف وانقطاع.
وقد ذكر أبو عبيد في «المجاز» في البيت الأخير بلفظ «تظلمني» بدل تهضمني.
وقال الأثرم: رواية أبي عبيد هو منازل بن أبي منازل فرعان بن الأعرف التميمي.
وذكر المرزبانيّ في «معجم الشعراء» هذه القصة في ترجمة فرعان، فقال: له مع عمر بن الخطاب حديث في عقوق ولده منازل، وقوله فيه، فذكر البيت الأول: جرت رحم، وزاد:
وما كنت أخشى أن يكون منازل ... عدوّي وأدنى شانئ أنا راهبه
حملت على ظهري وقرّبت صاحبي ... صغيرا إلى أن أمكن الطّر شاربه
[الطويل] وأنشده: «وأطعمته» بلفظ.
وربّيت حتّى صار جعدا شمردلا ... إذا قام أراني غارب الفحل غاربه
[الطويل] وأنشد الأخير: تخون مالي ظالما، والباقي سواء.
__________
(1) في أ: يستجر.

(6/246)


وقال أبو عبيدة في «المجاز» : تظلمني مالي، معناه تنقّصني، قال الشاعر- وأنشد البيت الأول. وبعده: تظلمني مالي، كذا ولوي يدي ... إلى آخره.
وقال الأثرم: الرّاوي عن أبي عبيدة هو فرعان، قاله في ولده منازل. انتهى.
وأورده المرزبانيّ في ترجمة منازل في قصة منازل بن أبي منازل السعديّ، واسم أبي منازل فرعان بن الأعرف أحد بني النزال من بني تميم رهط الأحنف بن قيس، يقول في ولده خليج بن منازل وعقّه، فقدمه إلى إبراهيم بن عربي والي اليمامة من قبل مروان بن الحكم- يعني حين كان خليفة «1» :
تظلمني مالي خليج وعقّني ... على حين صارت كالحنيّ عظامي
وكيف أرجّي العطف منه وأمّه ... حراميّة ما عرّني بحرام
تخيّرتها فازددتها لتزيدني ... وما نقص ما يزداد غير غرام
لعمري قد ربّيته فرحا به ... فلا يفرحن بعدي امرؤ بغلام
[الطويل] قلت: فكأنه عوقب عن عقوق أبيه بعقوق ولده، وعن ليّ يده بأن أصبحت يده ملوية وكانت قصة منازل مع أبيه في الجاهلية كما دلّ عليه الخبر الأول. وقصة خليج مع أبيه في وسط المائة الأولى، لأن مروان ولي الخلافة سنة أربع وستين.

8484- المنذر بن حرملة:
في حرملة بن المنذر.

8485- المنذر بن حسان
بن ضرار الضبيّ.
ذكره سيف في الفتوح، فقال: أرسله عمر مع قوم من بني ضبة إلى المثنى بن حارثة الشيبانيّ مددا، وذلك في سنة ثلاث عشرة.
وذكره وثيمة في «الردة» فيمن ثبت على إسلامه. وذكر الفاكهي في كتاب مكّة أنه هو الّذي قتل مهران أمير الفرس بالقادسيّة، قال: وكان المنذر قد انتهت إليه رياسة بني ضبة.
وكانت قبله في قبيصة بن ضرّار، وكان على بني ضبة يوم الكلاب، فما مات قبيصة صارت إلى المنذر.

8486- المنذر بن أبي حميضة:
الوداعيّ «2» الهمدانيّ.
__________
(1) الأبيات في بر الوالدين.
(2) في ب: الوادعي.

(6/247)


له إدراك. هو أول من جعل سهم البراذين دون سهم العراب، فبلغ عمر فأعجبه، وقال: فضلت الوداعي أمه. ذكر ذلك الشافعيّ في الأمّ، عن ابن عيينة، عن الأسود بن قيس، عن علي بن الأرقم، قال: أغارت الخيل بالشام فأدركت الخيل من يومها، وأدركت البراذين ضحى، وكان على الخيل يومئذ المنذر بن أبي قبيصة الهمدانيّ، ففضل الخيل، وقال: لا أجعل من أدرك كمن لم يدرك. فبلغ ذلك عمر، فقال: فضلت الوداعي أمه، لقد أذكرت به، امضوها على ما قال.
قال الشافعيّ: لو كنا نثبت مثل هذا ما خالفناه، يعني أن سنده منقطع.
وذكر هذه القصة أبو بكر بن دريد في كتاب الخيل له، وزاد: لقد أذكرني أمرا كنت أنسيته.
وذكر ابن الكلبيّ هذه القصة بعد أن نسبه، فقال ابن أبي حميضة بن عمرو بن الدّهن بن صخر بن معاوية بن مر بن الحارث بن سعد بن عبد اللَّه بن وداعة، ثم ذكر أنه أوّل من أسهم للفرس سهمين، وللبرذون سهما، فقال عمر: ويل الوداعي! لقد أذكرت به أمه، وأدار ما صنع.
قلت: وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة، وهذا يحتمل أن يدخل في ذلك.

8487- المنذر بن رومانس:
الكلبيّ، هو ابن وبرة. يأتي في رومانس أمه.

8488- المنذر بن ساوى «1»
: بفتح الواو مقصورا. تقدم ذكره في القسم الأول.

8489- المنذر بن وبرة الكلبيّ:
ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وقال: مخضرم، يقول لما فتحت الحيرة:
ما فلاحي بعد الألى ملكوا الحيرة ... ما إن أرى لهم من باق
ولهم ما سقى الفرات إلى دجلة ... يحيا لهم من الآفاق
[الخفيف]

8490- منصور بن سحيم
بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسديّ الفقعسيّ.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» وقال: إنه مخضرم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5106) ، الاستيعاب ت (2515) .

(6/248)


8491- المنهال التميميّ:
من رهط مالك بن نويرة.
له إدراك، ذكره الزّبير بن بكّار في «الموفقيّات» ، عن حبيب بن زيد الطائي أو غيره.
قال: مرّ المنهال على أشلاء مالك بن نويرة هو ورجل من قومه حين قتله خالد بن الوليد، فأخرج من خريطة له ثوبا فكفّنه فيه ودفنه، وفي ذلك يقول متمم:
لقد غيّب المنهال تحت ردائه ... فتى غير مبطان العشيّات أروعا
[الطويل] وقال المفضّل الضّبيّ: لم يكفّنه المنهال، ولكنه مرّ على جسده وهو ملقى بعد أن قتل فألقى عليه رداءه، وكذلك كانوا يفعلون بالقتيل يسترونه.
قلت: والأول أولى، لقوله فيه، ثم دفنه.

الميم بعدها الهاء
8492- مهلهل بن زيد:
الخيل الطائيّ.
لم يذكروه في الوفد. وذكر سيف في «الفتوح» أنه أرسل إلى ضرار بن الأزور في حال محاربة طليحة بن خويلد الّذي ادّعى النبوة: إن طليحة دهمكم فأعلمني، فإن معي حد «1» العرب ونحن بالإكثار بجبال فيد.
وهذا يدلّ على أنه كان في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فإن قصة طليحة كانت في خلافة أبي بكر وأبوه زيد الخيل صحابيّ معروف.

الميم بعدها الياء
8493- ميثم التمار الأسديّ:
نزل الكوفة وله بها ذرية،
ذكره المؤيد بن النعمان الرافضيّ في مناقب عليّ رضي اللَّه عنه، وقال: كان ميثم التمار عبدا لامرأة من بني أسد، فاشتراه عليّ منها، وأعتقه، وقال له:
ما اسمك؟ قال: سالم. قال: أخبرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن اسمك الّذي سماك به أبواك في العجم ميثم. قال: صدق اللَّه ورسوله وأمير المؤمنين، واللَّه إنه لاسمي.
قال: فارجع إلى اسمك الّذي سماك به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ودع سالما، فرجع ميثم، واكتنى بأبي سالم، فقال عليّ ذات يوم: إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفرك دما فتخضب لحيتك وتصلب على باب
__________
(1) في أ: جد.

(6/249)


عمرو بن حريث عاشر عشرة، وأنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها، فأراه إياها.
وكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها، ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت، ولي غذيت، فلم يزل يتعاهدها حتى قطعت، ثم كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد.
ثم حجّ في السنة التي قتل فيها، فدخل غلام أمّ سلمة أم المؤمنين، فقالت له: من أنت؟ قال: أنا ميثم. فقال: واللَّه لربما سمعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يذكرك ويوصي بك عليا، فسألها عن الحسين، فقالت: هو في حائط له، فقال: أخبريه أني قد أحببت السلام عليه فلم أجده، ونحن ملتقون عند ربى العرش إن شاء اللَّه تعالى، فدعت أمّ سلمة بطيب فطيبت به لحيته، فقالت له: أما إنها ستخضب بدم.
فقدم الكوفة، فأخذه عبيد اللَّه بن زياد، فأدخل عليه، فقال له: هذا كان آثر الناس عند علي. قال: ويحكم! هذا الأعجمي! فقيل له: نعم. فقال له: أين ربك؟ قال: بالمرصاد للظّلمة، وأنت منهم. قال: إنك على أعجميتك لتبلغ الّذي تريد، أخبرني ما الّذي أخبرك صاحبك أنّي فاعل بك. قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة، وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة. قال: لنخالفنه. قال: كيف تخالفه؟ واللَّه ما أخبرني إلا عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، عن جبرائيل، عن اللَّه، ولقد عرفت الموضع الّذي أصلب فيه، وأني أول خلق اللَّه ألجم في الإسلام، فحسبه وحبس معه المختار بن عبيد، فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت، وتخرج ثائرا بدم الحسين، فتقتل هذا الّذي يريد أن يقتلك.
فلما أراد عبيد اللَّه أن يقتل المختار وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله، فخلّاه، وأمر بميثم أن يصلب، فلما رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان واللَّه يقول لي: إني مجاورك، فجعل ميثم يحدّث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. قال: ألجموه. فكان أول من ألجم في الإسلام، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبّر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما، وكان ذلك قبل مقدم الحسين العراق بعشرة أيام.
قلت: ويأتي له حديث عن علي في ترجمة أبي طالب بن عبد المطلب في الكنى.
وتقدم لميثم هذا ذكر في ترجمة ميثم آخر في القسم الأول منه فليراجع منه
.

(6/250)


8494- ميمون بن حريز:
بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي منقوطة، ابن حجر بن زرعة بن عمرو بن يزيد بن عمرو بن ذي شمر الحميريّ.
له إدراك، ذكر الرشاطيّ في كتاب الأنساب ما يدلّ على ذلك، وذكره حفيده محمد ابن أبان بن ميمون، وقال: إنه ولد في خلافة معاوية سنة خمسين من الهجرة، وعاش مائة وخمسة وسبعين عاما، قال: وكان فصيحا شجاعا كريما حسن الجوار شديد العارضة، وأنشد له:
ولقد علمت قضاعة أنّني ... جريء لدى الكرّات لا أتدرّع
أخوض برمحي غمر كلّ كتيبة ... إذا الخيل من وقع القنا تتقلّع
[الطويل]

القسم الرابع فيمن ذكر في الصحابة غلطا ممن أول اسمه ميم
الميم بعدها الألف
8495- مالك بن أبي ثعلبة القرظيّ «1»
: ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ في الصحابة، وتبعه جعفر المستغفريّ، وتبعه أبو موسى في الذيل.
قال جعفر: أورد له حديثا ابن إسحاق عنه- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قضى في سيل مهزور أن الماء يحبس إلى الكعبين، ثم يرسل الأعلى إلى «2» الأسفل، وهذا مرسل، لأن ابن إسحاق لم يلق أحدا من الصحابة، إنما روى عن التابعين فمن دونهم.
أخرجه البغويّ على الصواب من طريق محمد بن إسحاق، عن مالك بن أبي ثعلبة، عن أبيه. وقد تقدّمت الإشارة إليه في ترجمة ثعلبة، وأن له رواية ولا صحبة له، لكن أخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن عقبة بن أبي مالك، عن عمه ثعلبة بن أبي مالك. وقد قضى أبو حاتم بإرسال رواية ثعلبة بن أبي مالك، فصار مالك بن أبي ثعلبة.

8496- مالك بن الحارث:
صوابه الحارث بن مالك.
__________
(1) تهذيب الكمال 3/ 1298- تقريب التهذيب 2/ 223- خلاصة تذهيب 3/ 3، الكاشف 3/ 113، الأعلام 5/ 258، تجريد أسماء الصحابة 12/ 42، تهذيب التهذيب 10/ 11، أسد الغابة ت (4575) .
(2) في ب: على.

(6/251)


وهم فيه البغويّ: قال ابن مندة: ولم أر هذا في معجم البغويّ.

8497- مالك بن الحارث «1»
: آخر.
ذكره أبو موسى في الذيل، وقد نبهت عليه في القسم الأول.

8498- مالك بن الحسن «2»
: أورده أبو موسى، عن جعفر المستغفري، قال: كذا أخرجه يحيى بن يونس، ولا أحسب له صحبة، ثم
روى من طريق الحلواني، عن عمران بن أبان، عن مالك بن الحسن بن مالك، حدثني أبي، عن جدي- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم رقى المنبر، فأتاه جبرائيل، فقال: يا محمد، قل آمين. فقال: آمين.
قلت: مالك بن الحسن من أتباع التابعين، ومالك جده هو ابن الحارث، كذلك أخرج الحديث ابن حبّان في صحيحه. وأخرجه البغويّ في ترجمة مالك بن الحويرث الليثي حديثا آخر من هذا الوجه، متنه: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما، فقال: حدثنا محمد بن إشكاب، حدثنا عمران بن أبان، حدثنا مالك بن الحويرث ...
فذكره، فكأن الحويرث والد مالك كان يقال له الحارث.

8499- مالك بن ذي حماية «3»
: ذكره يحيى بن يونس في الصحابة، وحكاه عنه جعفر المستغفري، وتعقّبه بأن الحديث مرسل، وهو «4» رواية أبي بكر بن أبي مريم عنه- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قفل من بعض أسفاره، فقال: «أسرعوا ... »
الحديث.
قال جعفر المستغفريّ: وإنما يروي مالك هذا عن عائشة، وهو مالك بن يزيد بن ذي حماية. وقال ابن ماكولا في الإكمال، أبو شرحبيل مالك بن ذي حماية يحدث عن معاوية.
روى عنه صفوان بن عمرو.
وذكره في التابعين البخاريّ، وابن أبي حاتم، والدّار الدّارقطنيّ، وغيرهم.

8500- مالك بن صرمة:
صوابه صرمة بن مالك، وهو أبو قيس.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 42، أسد الغابة ت (4580) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 43، أسد الغابة ت (4583) .
(3) أسد الغابة ت (4584) .
(4) في أ: وهو من رواية.

(6/252)


وسيأتي في الكنى. وتقدم في الصاد على الصواب.

8501- مالك بن عقبة «1»
: ذكره يحيى بن يونس أيضا، وقال: روى عنه بشر بن عاصم، واستدركه أبو موسى، وقال: قيل الصحيح عقبة بن مالك. انتهى.
وهذا هو الصواب، فكأنه انقلب في رواية وقعت ليحيى بن يونس.

8502- مالك بن عمرو الرّؤاسيّ»
: روى عنه طارق بن علقمة، ذكره ابن عبد البر، وقال: أظنه الكلابيّ الّذي روى عنه زرارة بن أوفى، لأن رؤاسا هو ابن كلاب.
قلت: وليس كما ظن: فإنّ الّذي روى عنه زرارة بن أوفى اختلف فيه على علي بن زيد بن جدعان راويه عن زرارة اختلافا كثيرا بينته في ترجمة أبيّ بن مالك بن القسم الأول.
وأما هذا فتقدم بيان الاختلاف فيه في عمرو بن مالك.

8503- مالك بن عمرو بن مالك «3»
بن برهة المجاشعيّ.
تقدمت الإشارة إليه في القسم الأول في مالك بن برهة جده، [وكذا قاله]
«4» .

8504- مالك بن عمير
بن مالك بن برهة.
له وفادة في بني العنبر، كذا ذكره الذهبيّ في التجريد، وهذا هو الّذي قبله، ويحتمل أن بعض الرواة سمّى أباه عميرا تصغيرا من عمرو.

8505- مالك بن قطبة «5»
: روى عنه زياد بن علاقة، كذا أورده ابن عبد البر فوهم، وإنما هو قطبة بن مالك، وهو الّذي روى عنه زياد، وهو عمه كما تقدم على الصواب.

8506- مالك بن قهطم «6»
: ذكره ابن شاهين في الصحابة، وقال: هو أبو العشراء الدراميّ، ووهم في ذلك، وإنما
__________
(1) أسد الغابة ت (4919) ، الاستيعاب ت (2307) .
(2) أسد الغابة ت (4624) ، الاستيعاب ت (2310) .
(3) أسد الغابة ت (4629) .
(4) سقط في أ.
(5) أسد الغابة ت (4637) ، الاستيعاب ت (2320) .
(6) أسد الغابة ت (4638) ، الاستيعاب ت (2321) .

(6/253)


هو اسم والد أبي العشراء، فإن الراجح في اسم أبي العشراء أنه أسامة بن مالك بن قهطم.

8507- مالك بن كعب الأنصاري «1»
: قال: لما رجع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من طلب الأحزاب ونزل المدينة، ونزع لامته، واستجمر واغتسل، جاءه جبريل ... الحديث.
أخرجه ابن مندة من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، عن الزهريّ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن عمه مالك بن كعب. قال ابن مندة: كذا قال: والصواب عن عمه، عن كعب بن مالك.
قلت: الحديث مخرج في السيرة الكبرى لابن إسحاق رواية يونس بن بكير، عن الزهري، ولم يذكر فوقه أحدا.

8508- مالك بن نمير «2»
: تابعيّ، ذكره أبو بكر بن أبي علي في الصحابة،
وأخرج عن ابن المقري «3» ، عن أبي يعلى، من أبي الربيع، عن محمد بن عبد اللَّه، عن عصام بن قدامة، عن مالك بن نمير، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه....
الحديث.
قال أبو موسى: رويناه من طريق إبراهيم بن منصور، عن ابن المقري بهذا السند، فقال: عن مالك بن نمير، عن أبيه.
قلت: الحديث المذكور معروف لنمير، أخرجه أبو داود، والنسائي، من طريق مالك بن نمير، عن أبيه، فكأن قوله: عن أبيه- سقطت من الرواية، فظنّ مالكا صحابيا، وليس كذلك، بل هو تابعي مجهول الحال.

8509- مالك بن وهيب «4»
بن عبد مناف بن زهرة القرشي، أبو وقّاص.
قال أبو موسى في الذيل: أورده عبدان في الصحابة، وقال: هو: ممن خرج إلى
__________
(1) أسد الغابة ت (4642) .
(2) أسد الغابة ت (4652) ، التاريخ الكبير 7/ 308، تهذيب التهذيب 10/ 23، تهذيب الكمال 3/ 1300، تقريب التهذيب 2/ 227، خلاصة تذهيب 3/ 7، الكاشف 3/ 116، الجرح والتعديل 8/ 216، تجريد أسماء الصحابة 2/ 49.
(3) في أ: عدي.
(4) أسد الغابة ت (4659) .

(6/254)


الحبشة، ولم تعلم له رواية، لأنه مات في زمن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
قال أبو موسى: لا نعلم أحدا تابع عبدان على ذلك.
قلت: وقفت على شبهته في ذلك، وسأذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.

8510- مالك الرؤاسي «1»
: روى ابن مندة، وأبو نعيم، من طريق سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن طارق بن علقمة، وعن عمرو بن مالك الرؤاسي، عن أبيه- أنه أغار هو وقوم من بني كلاب على قوم من بني أسد ... الحديث.
كذا قال سفيان بن وكيع. وقوله: عن أبيه- زيادة موهومة.
وقد تقدم الحديث بهذا السند في ترجمة عمرو بن مالك على الصواب.

8511- مالك، والد صفوان:
استدركه الذّهبيّ على من تقدمه، وهو وهم، فإنّهم ذكروه، وهو مالك بن عميرة.

8512- مالك، والد عبد اللَّه «2»
: أورده عبدان، وأسنده من طريق الحسن بن يحيى، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن مالك، عن أبيه- حديث: «لا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة» ،
وقال: الصواب: عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه.
قلت: المحفوظ عن الزهري في هذا إنما هو عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبي هريرة، وهو كذلك عند البخاريّ، نعم أخرج الخطيب في التاريخ من طريق يونس، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن مالك، عن أبيه، أنه تقاضي ابن أبي حدرد دينا ... الحديث.
كذا أورده من رواية الحسن بن مكرم، عن عثمان بن عمرو، عنه، وبيّن أنه وهم.
والصواب: عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، فكأنه نسب في تلك الرواية إلى جده، كما وقع في الحديث الّذي قبله.
وهو على الصواب عند البخاريّ، ومسلم، والنسائيّ، وابن ماجة، من طريق عثمان بن عمر.
__________
(1) أسد الغابة ت (4595) .
(2) أسد الغابة ت (4616) .

(6/255)


الميم بعدها الباء
8513- المبتدر الإفريقيّ:
ذكره ابن السّكن بالموحدة ثم المثناة، وهو تصحيف، وإنما هو المنيذر، بنون ثم معجمة بصيغة التصغير.

الميم بعدها الجيم
8514- مجاشع بن سليم «1»
: وهو مجاشع بن مسعود من بني سليم، غابر بينهما ابن مندة، فوهم، نبّه على ذلك أبو موسى فأجاد.

الميم بعدها الحاء
8515- محراب بن زبيد
بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل الكاهليّ.
قال المرزبانيّ: كان شريفا شاعرا مخضرما، وهو الّذي يقول:
نحن منعناها من العباهلة ... أدعو بني عمرو وأدعو صاهله
[الرجز]

8516- محرز بن زهير الأسلميّ «2»
. قال أبو موسى: فرّق جعفر المستغفريّ بينه وبين محرز بن دهر، وهما واحد.
قلت: وهو كما قال.

8517- محزبة:
بمهملة ساكنة ثم زاي منقوطة ثم موحدة.
له حديث في السّواك عند النوم. روى عنه عكرمة بن خالد، كذا استدركه الذّهبيّ في «التجريد» ، ثم قال: عداده في التابعين.

8518- محصن الأنصاريّ «3»
. ذكره المستغفريّ، وقال: له، حديثان. روى عنه ابنه سلمة.
قلت: الحديثان لعبد اللَّه بن محصن والد سلمة، لكنه نسب في رواية المستغفريّ لجدّه، فقيل سلمة بن محصن، فصار الحديث لمحصن، وإنما هو لعبد اللَّه بن محصن، والحديث عند الترمذيّ على الصّواب.
__________
(1) أسد الغابة ت (4670) .
(2) أسد الغابة ت (4688) ، الاستيعاب ت (2339) .
(3) أسد الغابة ت (4696) .

(6/256)


8519- محمد بن أحيحة «1»
: بمهملتين مصغرا، ابن الجلاح، بضم الجيم وتخفيف اللام، الأنصاريّ.
ذكره عبدان في الصّحابة، وقال: بلغني أنه أوّل من سمي محمّدا، وأظنه أحد الأربعة الذين سمّوا قبل مولد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأبوه كان زوج سلمى أم عبد المطّلب.
قال ابن الأثير: من يكون أبوه زوج أم عبد المطّلب مع طول عمر عبد المطّلب كيف يكون ابنه مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم! هذا بعيد، ولعله محمد بن المنذر بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الّذي ذكروا أباه فيمن شهد بدرا.
قلت: لم يقله ابن الأثير بغير استبعاد طول العمر، وفيما جوز نظر، لأنهم لم يذكروا للمنذر ولدا اسمه محمّد، وما ظنّه عبدان ليس بجيد، فقد سماهم ابن خزيمة في روايته كما بيّنت ذلك في ترجمة محمد بن عديّ في القسم الأول، وليس فيهم محمد بن المنذر.
وقد ذكر السّهيليّ في الروض أنه لا يعرف في العرب من سمى محمدا قبل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا ثلاثة، فذكر فيهم محمد بن أحيحة، ومعه محمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن حمران، وسبقه إلى هذا الحصر الحسن بن خالويه في كتاب «ليس» ، وقد تعقبه مغلطاي، فأبلغ.

8520- محمد بن أسامة
بن مالك بن جندب بن العنبر بن تميم.
ألزم أبو موسى أبا نعيم أن يذكره، لأنه ذكر محمد بن سفيان بن مجاشع، وهو في معناه.
قلت: وكلّ منهما لا صحبة له، لأنه مات قبل البعثة بدهر.
وقد تقدّم في محمد بن عديّ بيان ذلك.

8521- محمد بن أسلم «2»
. ذكره ابن عبد البرّ، وجزم البخاريّ، وابن أبي حاتم، بأن حديثه مرسل.

8522- محمد بن إسماعيل الأنصاريّ «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت (4700) .
(2) أسد الغابة ت (4701) ، الاستيعاب ت (2344) .
(3) التاريخ الكبير 1/ 35، الجرح والتعديل 7/ 188، التحفة اللطيفة 3/ 526، تجريد أسماء الصحابة 2/. الغصابة/ ج 6/ م 17

(6/257)


عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «جاءني جبريل، وقال: إنّ اللَّه أرسلني إليك» . كذا ذكره ابن مندة من طريق محمد بن أبي حميد، عن ابن المنكدر، عنه، ثم قال: رواه محمد بن إسماعيل بن ثابت بن قيس بن شمّاس.
وتعقّبه أبو نعيم بأنّ الحديث من رواية إسماعيل، فكيف يترجم لمحمد بن إسماعيل؟
ويحتمل أن يكون مراد ابن مندة أنه انقلب على محمد بن أبي حميد، وأنّ الصّواب إسماعيل بن محمد، فيكون الحديث من رواية محمد بن ثابت بن قيس.
وقد تقدّم ذكره فيمن له رؤية، وعلى التقديرين فلا صحبة لمحمّد بن إسماعيل.

8523- محمد بن الأشعث
بن قيس الكنديّ «1» .
تقدم نسبه في ترجمة والده، وذكر ابن مندة أنه ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال الزّبير بن بكّار، عن محمّد بن الحسين بن زبالة: كان المحمدون الذين يكنون أبا القاسم أربعة: محمّد بن علي بن أبي طالب، ومحمّد بن طلحة، ومحمّد بن سعد، ومحمد بن الأشعث.
قال أبو نعيم: لا يصح لمحمد بن الأشعث صحبة.
قلت: ولا رؤية، لأن أمّه أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر، وإنما تزوجها الأشعث في خلافة أبي بكر لما قدم بعد أن ارتدّ، وأتى به من اليمن إلى المدينة أسيرا، فمنّ عليه أبو بكر، فتزوج أخت أبي بكر الصّديق في قصة مشهورة.
ولمحمد رواية في السّنن عن عائشة. وروى عنه الشّعبي وغيره.
قال خليفة بن خياط: أمّه أم فروة بنت أبي قحافة. قتل سنة سبع وستين بالكوفة أيام المختار، وكذا قال ابن سعد، وزاد: وكان يكنى أبا القاسم، لكن سمّى أمّه قريبة، وتكنى أم فروة، وسيأتي ذكرها في النّساء إن شاء اللَّه تعالى، وكأن شبهة ابن مندة ما رواه مالك عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار- أنّ محمّد بن الأشعث أخبره أنّ عمة له يهوديّة
__________
(1) طبقات ابن سعد 5/ 65، الكنى والأسماء 2/ 84، نسب قريش 44، الأخبار الموفقيات 195، تاريخ خليفة 264، طبقات خليفة 146، التاريخ الكبير 1/ 22، الأخبار الطوال 223، و 236، المعارف 401، فتوح البلدان 220، المعرفة والتاريخ 1/ 120، الجرح والتعديل 7/ 206، مشاهير علماء الأمصار 103، مروج الذهب 1892، البيان والتبيين 4/ 71، تاريخ الطبري 10/ 393، العقد الفريد 1/ 68، المحبر 244، أنساب الأشراف 1/ 48، الكامل في التاريخ 13/ 313، الكاشف 3/ 20، نثر الدر 3/ 10، شرح نهج البلاغة 17/ 94، التذكرة الحمدونية 1/ 406، تهذيب التهذيب 9/ 64، تقريب التهذيب، تاريخ الإسلام 2/ 221.

(6/258)


توفيت، وأنه سأل عمر من يرثها؟ فقال: يرثها أهل دينها. ثم سأل عثمان، فقال له: أتراني نسيت ما قال لك عمر؟ يرثها أهل دينها، فإن قضية من يتأهل أن يسأل عمر إدراكه العصر النبويّ، ولكن الحفّاظ حكموا على هذه الرواية بالوهم. وقد رواها حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد، فلم يذكر أن محمد بن الأشعث سأل، وإنما قال في رواية: فلم يورثه عمر منها.
قلت: وفي هذه الرواية أيضا وهم من جهة أن عمة محمد تكون أخت أبيه الأشعث، ووارثها لو كانت مسلمة إنما هو أبوه الأشعث، وقد كان موجودا إذ ذاك، لأنه إنما مات في خلافة معاوية.
والصّواب ما رواه داود بن أبي هند عن الشّعبي، عن مسروق- أن الأشعث بن قيس قدم المدينة وافدا على عمر، وقد ماتت عمّته، وكانت غير مسلمة، فقال له عمر: لا يتوارث أهل ملّتين.
قال ابن عساكر: حديث مالك وهم، ومحمد إنما ولد بعد أبي بكر في خلافته..
وذكر الزّبير بن بكّار في تسمية أولاد علي- أن مصعب بن الزبير لما غزا المختار بعث على مقدمته محمد بن الأشعث، وعبيد اللَّه بن علي بن أبي طالب، فقتلا، وكان ذلك في سنة سبع وستين.

8524- محمد بن أنس:
الأنصاريّ الظفريّ المدنيّ.
له صحبة. روى عنه يونس. ذكره ابن أبي حاتم، وقال: سمعت أبي يقول ذلك، وفرّق بينه وبين محمد بن أنس بن فضالة، فوهم، فإنّهما واحد.
وقد مضى في محمد بن أنس بن فضالة أنّ ابنه يونس بن محمد روى عنه.

8525- محمد:
بن البراء الكنانيّ، ثم الليثيّ، ثم العتواري- بالمهملة ثم المثناة السّاكنة.
ذكره أبو موسى، ونقل عن بعض الحفّاظ أنه ممن سمي محمد في الجاهليّة. وضبط البلاذريّ أباه بتشديد الرّاء بلا ألف، وهو ابن طريق بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة، ونسبه أبو الخطاب إلى جدّه الأعلى، فقال: فيمن سمي محمّد في الجاهليّة، محمد بن عتوارة الليثي، فنسبه إلى جدّه.
وذكر محمد بن حبيب محمد بن البراء البكري فيمن سمّي محمّدا قبل الإسلام.

(6/259)


8526- محمد بن أبي برزة «1»
. ذكره عبدان في الصّحابة، وهو خطأ منه، وإنما الرّواية عن محمد بن أبي برزة،
فأورد عبدان من طريق عبد القدّوس بن شعيب بن الحباب، عن محمد بن خالد بن عنمة، عن إبراهيم بن سعد، عن عبد اللَّه بن عامر، عن رجل يقال له محمد بن بأي برزة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ليس من البرّ الصّيام في السّفر» «2» .
ثم أورده من طريق إبراهيم بن راشد، عن محمد بن خالد، به، فقال: عن رجل يقال له محمد، فالظاهر أنّ التصحيف فيه من رواية.
وقد أخرجه أبو موسى، من طريق عبد اللَّه بن ناجية، عن ابن أبي سميّة، عن محمد ابن خالد بن عنمة، مثل رواية إبراهيم بن راشد، وبيّن أن الصّحابي فيه هو أبو برزة، وقد تقدم أبو برزة. واللَّه أعلم.

8527- محمّد بن ثوبان:
ذكره بعضهم في الصّحابة، وأنكر ذلك أبو حاتم بن حبان، وسأذكر إيضاح شأنه في محمد بن عبد الرحمن قريبا.

8528- محمد بن جزء الزبيديّ.
ذكر ابن فتحون في «الذّيل» ، وعزاه لمحمد بن الربيع الجيزي، أنه ذكره في الصّحابة الذين دخلوا مصر، وهو خطأ نشأ عن تغيير في اسمه، وإنما هو محمية، بفتح الميم وسكون المهملة وكسر الميم الثانية وتخفيف التحتانية، فهو الّذي ذكره محمد بن الربيع، ولم يذكر محمد بن جزء، فكأن النّسخة التي نقل منها ابن فتحون كانت محرّفة.
وقد مضى محمية في بابه «3» في الأول.

8529- محمد بن أبي الجهم «4» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 55.
(2) أخرجه البخاري 3/ 44، ومسلم في الصيام باب 15 (92) ، وأبو داود في الصيام باب (43) والنسائي 4/ 176. والترمذي (710) وأحمد 3/ 319، 5/ 434 وابن حبان ذكره الهيثمي (موارد 912) وابن أبي شيبة 3/ 14، والحميدي 864 وعبد الرزاق 4467، 4469، 4470. والشافعيّ كما في البدائع (705) والطبراني 2/ 91 وأبو نعيم في الحلية 3/ 202، وفي تاريخ أصفهان 1/ 187 والطحاوي في المعاني 2/ 62 والدارميّ 2/ 9 والحاكم 1/ 433 والبيهقي 4/ 242.
(3) في أ: من.
(4) أسد الغابة ت (4716) .

(6/260)


ذكره محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في المقلّين من الصّحابة، وأورده أبو نعيم، وقال لا أراه صحيحا.
قلت: بل هو من أتباع التابعين، روى حديثا فأرسله، فغلط بعض رواته في لفظ متنه،
قال محمد بن عثمان: حدّثنا أحمد بن عيسى، حدّثنا ابن وهب، عن عبد اللَّه بن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم- أنّ النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم استأجره يرعى غنما له، أو في بعض أعماله، فجاءه رجل فرآه كاشفا عن عورته، فقال: «من لم يستحي من اللَّه في العلانية لم يستحي منه في السّرّ، أعطوه حقّه» .
وجوّز ابن الأثير أن يكون هو محمد بن أبي الجهم بن حذيفة. وليس كما ظن، فقد قال ابن مندة: إن أبا موسى ذكر محمد بن أبي الجهم بن حذيفة في الصّحابة. وذكر محمد بن أبي الجهم هذا في تاريخه، ولم ينسب أباه لحذيفة، وقال: روى عن مسروق.
روى عنه سعيد بن أبي هلال، وساق حديثه أن النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم استأجر رجلا يرعي له غنما، فوقع الوهم في رواية محمد بن عثمان حيث جاء فيها: إنه استأجره، وكان ظاهره أنه الرّاعي، فهو صحابيّ، وليس كذلك، بل هو الراويّ، والراعي لم يسمّ.

8530- محمد بن حبيب القرشيّ:
الّذي يقال له ابن السعديّ.
ذكره «1» ابن شاهين هكذا، ثم روى «2» عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم حديثين، كذا سمعت عبد اللَّه بن سليمان يقوله عن ابن القداح، ثم
أخرج من طريق محمد بن خراشة، عن عروة بن محمد السعديّ، عن أبيه- رفعه: «إنّ من أشراط السّاعة أن يخرب العامر، ويعمر الخراب» .
ومحمّد هذا هو محمد بن عروة بن عطية السّعديّ لا تعلّق له بمحمد بن حبيب.
وقد اختلف على محمد بن خراشة، فقيل فيه: عنه هكذا. وقيل: عنه، عن محمد بن عروة، عن أبيه. وهو الصّواب، وهو عروة بن عطية كما تقدم في حروف العين.
ثم
أخرج ابن شاهين، من طريق أيوب بن سويد، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن عروة بن سعد السّعديّ: حدّثني أبي، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في نفر من بني سعد بن بكر، وكنت أصغر القوم ... فذكر القصّة، وفيه حديث: «ما أغناك اللَّه فلا تسأل النّاس، فإنّ اليد العليا هي المنطية، وإنّ اليد السّفلى هي المنطاة، وإنّ
__________
(1) في أ: ذكره المستغفري وابن شاهين.
(2) في أ: ثم قال روى عن.

(6/261)


مال اللَّه مسئول ومنطى» .
قال: فكلمني بلغتنا. انتهى.
وهذا الحديث إنما هو لعطية كما قدمته في ترجمته، سقط منه قوله: عن جدّه. وقد ثبت فيما أخرجه الحاكم وغيره، من طريق عروة بن محمد بن عطية السّعديّ، عن أبيه، عن جدّه، وأشرت إلى ذلك في ترجمة محمد بن عطية السّعديّ من القسم الثاني.

8531- محمد بن أبي حدرد الأسلمي.
ذكره ابن مندة، وقال: مختلف في حديثه، ولا تصحّ له صحبة،
وساق من طريق عبيد بن هشام، عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي حدرد- أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يستعينه في نكاح، فقال: «كم» ؟ فقال: مائتا درهم.
فقال: «لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم» .
كذا أورده، وهو خطأ نشأ عن تصحيف. والصّواب عن محمد، عن ابن أبي حدرد، واسمه عبد اللَّه، ومحمد هذا هو ابن إبراهيم التيميّ كما تقدم على الصّواب في ترجمته.

8532- محمد بن حرماز
بن مالك التيميّ.
ذكره أبو موسى، وقال: ذكر بعض الحفاظ أنه أحد من سمّي محمّدا في الجاهليّة قبل البعثة، ولا يلزم من ذلك إدراكه الإسلام. انتهى.
وقد استدركه أبو الخطّاب بن دحية على شيخه السّهيليّ: لكن قال بدل التيمي اليعمريّ.

8533- محمد بن حمران
بن أبي حمران الجعفيّ المعروف بالشويعر.
ذكر أبو موسى أيضا عن بعض الحفاظ أنه أحد من سمّي محمّدا في الجاهليّة. وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : هو أحد من سمّي محمدا في الجاهليّة، وله يقول امرؤ القيس الشّاعر المشهور:
بلّغا عنّي الشّويعر أنّني ... عمد عين حللتهنّ حريما
«1» [الخفيف] وأنشد له المرزبانيّ:
بلّغ بني حمران أنّي ... عن عداوتكم غنيّ
__________
(1) البيت لامرئ القيس كما في ديوانه ص 162، ومناسبة البيت كان امرئ القيس أرسل إلى هذا الشويعر في فرس يبتاعها منه فمنعه فقال امرؤ القيس فيه أبياتا منها هذا البيت.

(6/262)


في بحرة متقبّضا ... كتقبّض السّبع الرّميّ
[مجزوء الكامل] وقد مضى له ذكر في محمد بن أحيحة، ويأتي في محمد بن سفيان.

8534- محمد بن حميد
بن عبد الرّحمن الغفاريّ «1» .
ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق عبد الواحد- يعني ابن أبي عون، عن سعد بن إبراهيم: سمعت الغفاريّ محمد بن حميد بن عبد الرّحمن يقول:
كنت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في بعض أسفاره، فقلت: لأرمقنّ صلاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث في صلاة اللّيل.
وأخرجه أيضا من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن الأعرج، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن الغفاريّ، قال أبو موسى: رواه جماعة منهم أحمد بن حنبل، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، قال: كنت جالسا مع حميد بن عبد الرحمن إذ عرض لنا شيخ من بني غفار. وهذا هو الصّواب.
وفي رواية عبد الواحد تخبيط. والصّواب عن سعد بن إبراهيم، سمعت الغفاريّ، وأنا مع حميد بن عبد الرّحمن، لا ذكر لمحمد فيه.
وللحديث عن حميد بن عبد الرّحمن، وهو ابن عوف عمّ سعد بن إبراهيم- طريق أخرى، أخرجها النّسائي، من طريق الزهريّ، عنه- أنّ رجلا من الصّحابة أخبره، ومن طريق سعيد بن أبي هلال، عن الأعرج عن حميد بن عبد الرّحمن، عن رجل من الأنصار، ولا منافاة بين قوله: من بني غفار، وقوله من الأنصار، فلعله كان من بني غفار، فحالف الأنصار، أو أطلق عليه أنصاريّا بالمعنى الأعم.

8535- محمد بن حويطب القرشيّ. «2»
حديثه عند خصيف الجزري، كذا أورده ابن عبد البرّ، وقد صرّح البخاريّ بأن حديثه مرسل، فقال: محمد بن حويطب، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله عتاب يعني ابن بشير، عن خصيف مرسل. وكذا قال ابن أبي حاتم، ونقل عن أبيه أنه قال: لا أعرفه.
وذكره العسكريّ في فضائل من روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، ثم
__________
(1) الطبقات الكبرى 7/ 474، أسد الغابة ت (4723) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 56.
(2) أسد الغابة ت (4724) ، الاستيعاب ت (2356) .

(6/263)


إنّ خصيفا لم يلق أحدا من الصحابة إلا أنه قيل إنه رأى أنسا فقط، وجلّ روايته عن التّابعين، كمجاهد، وسعيد بن جبير.

8536- محمد بن خزاعيّ
بن علقمة، من بني ذكوان- بطن من سليم، أحد من سمّي محمدا في الجاهلية.
وذكر الطّبريّ في «التّاريخ» أنّ أبرهة الحبشي توّجه، وأمّره على قبائل مضر، وأمره أن يدعو الناس إلى زيارة القليس، وهو البيت الّذي بناه باليمن يضاهي به الكعبة، فسار حتى صار ببعض أرض بني كنانة، فرماه عروة بن عياض بسهم فقتله، وهرب أخوه، قيس بن خزاعيّ، فلحق بأبرهة فأخبره فحلف ليغزونّ بني كنانة ويهدم الكعبة، فكان من أمر الفيل ما كان.
وكذا ساقه عبد بن حميد في تفسيره، من طريق محمد بن إسحاق. وأخرج ابن سعد، عن النوفلي، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: إنما سمي محمّد بن خزاعيّ محمدا طمعا في النبوّة، فأتى أبرهة، فكان معه على دينه حتى مات، وكان لما توجّه قال فيه أخوه قيس بن خزاعيّ:
فذلكم ذو التّاج منّا محمّد ... ورايته في حومة الموت تخفق
[الطويل]

8537- محمد بن خولي.
مضى في محمد بن أحيحة.

8538- محمد بن رافع «1»
. ذكر أبو موسى في «الذّيل» عن عبدان- أنه ذكره، ثم قال: لا أدري له صحبة أم لا؟
فقد رأيت من أصحاب الحديث من أدخله في المسند، وهو من طريق إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن إسحاق بن الحكم، عن محمد بن رافع، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعثا إلى قوم، فطمس عليهم النخل.
قلت: جزم البخاريّ بأنه مرسل، فقال: محمد بن رافع بن خديج الأنصاريّ. روى إسحاق بن الحكم عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا.
__________
(1) التاريخ الكبير 1/ 81، الجرح والتعديل 7/ 254، تهذيب التهذيب 9/ 160، تهذيب الكمال 3/ 96، مقاتل الطالبية 561، تقريب التهذيب 2/ 161، الكاشف 3/ 42، أسد الغابة ت (4727) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 57.

(6/264)


8539- محمد بن ركانة «1»
بن عبد يزيد بن عبد المطّلب بن عبد مناف القرشيّ المطلبيّ.
لأبيه صحبة، وأما هو فأرسل شيئا.
ذكره البغويّ في الصّحابة،
فقال: حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا محمد بن ربيعة، عن أبيه، عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة، عن أبيه- أن ركانة صارع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فصرعه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وسمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «فرّق ما بيننا وبين أهل الكتاب العمائم على القلانس» .
وأخرجه ابن شاهين عن البغويّ. وقال ابن مندة: ذكره البغويّ في الصّحابة، وهو تابعي. واستدركه ابن فتحون، وقال: حديث المصارعة مشهور عن ركانة، وكذا الحديث الّذي في العمائم، وكأن محمدا أرسله أو أسقط من السند عن أبيه.
قلت: الاحتمال الثاني أقرب، وهو الموجود في غير هذه الرواية. كذا أخرجه أبو داود، رسول اللَّه محمد بن ربيعة بهذا الإسناد، لكن قال بعد المصارعة: قال ركانة:
وسمعت عن قتيبة، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فظهر من ذلك أن محمدا أرسل حديث المصارعة، وأسند حديث العمامة عن أبيه، فسقط من رواية داود بن رشيد، قال ركانة: سمعت، فصار ظاهر روايته أنّ القائل سمعت هو محمد، فلو كان كذلك لكان صحابيا بلا ريب.
وقد أشرت إليه في القسم الأول لهذا الاحتمال، لكن جزم ابن حبّان بأنه تابعيّ لما ذكره في الثّقات، ثم قال: لا أعتمد على إسناده خبره.
قال البخاريّ: لا يعرف سماع بعضهم من بعض.

8540- محمد بن زهير «2»
بن أبي حسل «3» .
ذكره أبو نعيم في الصّحابة، وأخرج له من مسند الحسن بن سفيان حديثا، وذكره عبدان في الصّحابة، وقال: لا أدري له صحبة أم لا؟ إلا أني رأيته في مسند بعض أصحابنا.
قال أبو نعيم: ولا أراه يصح.
قلت: جزم العسكريّ بأنّ حديثه مرسل.
__________
(1) أسد الغابة ت (4729) .
(2) أسد الغابة ت (4731) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 57.
(3) في أ: سلمي، وفي ب حنبل..

(6/265)


8541- محمد بن سعيد «1»
. تابعي أرسل حديثا، فذكره ابن مندة في الصّحابة، وقال: إنه مجهول. ونقل أبو نعيم، عن أبي أحمد الغسال أن حديثه مرسل، وهو ما
رواه ابن أبي زائدة، عن أبي يعقوب الثقفيّ، عن خالد بن أبي خالد، قال: بايعت محمد بن سعد سلعة، فقال: هلم أماسحك، فإنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «البركة في المماسحة» .
قال ابن مندة: هذا حديث غريب، وقد روى من غير هذه الطريق عن محمد بن مسلمة.

8542- محمد بن سفيان
بن مجاشع»
بن دارم التميميّ الدارميّ المجاشعيّ.
ذكره أبو نعيم في الصّحابة، ثم أخرج من طريق محمد بن سليمان الهروي- أنه قال في كتابه دلائل النبوّة.
إنّ هؤلاء المحمدين سمّاهم آباؤهم في الجاهليّة لما أخبرهم الراهب بقرب مبعث نبيّ اسمه محمد، وهم: محمد بن عديّ بن ربيعة، ومحمد بن أحيحة بن الجلاح، ومحمد بن حمران بن مالك الجعفي، ومحمد بن خزاعيّ بن علقمة، وتعقّبه أبو موسى على أبي نعيم، إخراجه محمد بن سفيان هذا، وتركه بقية الأربعة، إذ لا مزية له عليهم، بل اشتركوا في أنه لا يعرف بقاء أحدهم إلى عهد النبوة، فكيف بإسلامهم وصحبتهم، إلا محمّد بن عدي لما تقدم في ترجمته في القسم الأول.
ونقل ابن سعد في التّرجمة النبويّة، عن قتادة بن السّكن العرني، قال: كان في بني تميم سفيان بن مجاشع أتى أسقفا، فقال له: إنه يكون ببلاد العرب نبيّ اسمه محمّد، فولد له ولد فسماه محمدا.
وروينا في الجزء الحادي عشر من المجالسة للدينوري: حدّثنا ابن قتيبة، حدّثنا يزيد بن عمرو، حدّثنا العلاء بن الفضل، حدّثنا أبي، عن أبيه عبد الملك بن أبي سويّة، عن أبي سويّة، عن أبيه خليفة بن عبدة المنقري، سألت محمد بن عديّ بن مبدأة بن جشم:
كيف سماك أبوك محمدا؟ فقال: أما إني قد سألت كما سألتني عنه، فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم، وسفيان بن مجاشع بن دارم، ويزيد بن عمرو بن ربيعة، وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر نريد ابن جفنة الغساني، فلما قدمنا الشّام نزلنا على
__________
(1) في أ: سعد.
(2) أسد الغابة ت (3734) .

(6/266)


غدير فيه شجيرات وقربه قائم لديراني، فأشرف علينا، فقال: إنه هذه اللّغة ما هي لأهل هذا البلد. قال: قلنا، نعم، نحن قوم من مضر. فقال: أما إنه سيبعث وشيكا نبيّ، فسارعوا إليه، وخذوا بحظّكم منه ترشدوا، فإنه خاتم النبيين، واسمه محمّد.
فلما انصرفنا من عند أبي جفنة وصرنا إلى أهلينا ولد لكل رجل منا غلام فسماه محمدا تأميلا أن يكون ابنه ذلك النبيّ المبعوث.
وقال ابن الأثير: إخراج محمد بن سفيان لا وجه له، لأن من عاصر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من ذريته بينهم وبينه عدة آباء، منهم الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان، ومنهم ابن عمه صعصعة بن ناجية بن عقال جدّ الفرزدق الشّاعر، ولم يذكر أحد منهم حابسا ولا ناجية في الصّحابة، فضلا عن عقال، فضلا عن محمد بن سفيان.

8543- محمد بن سهل
بن أبي «1» خيثمة الأنصاريّ المدنيّ.
قال أبو موسى في «الذّيل» : ذكره بعض الحفاظ، ثم أخرج من طريق شعبة، عن واقد بن محمد: سمعت صفوان بن سليم يحدّث عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة أو عن سهل بن أبي خيثمة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سترة المصلي.
قلت: هو مرسل أو منقطع، لأنه إن كان المحفوظ عن محمد بن سهل فهو مرسل، لأنه تابعي لم يولد إلا بعد موت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بمكّة، فإنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما مات كان سنّ سهل بن أبي خيثمة ثماني سنين، وإن كان عن سهل فهو منقطع، لأن صفوان لم يسمع من سهل، وعلى تقدير ذلك فلا يدخل بهذا السند في ذلك.
واللَّه أعلم.

8544- محمد بن شرحبيل «2»
: من بني عبد الدار.
ذكره ابن مندة، وقال: أورد له البخاريّ في الوحدان، ولا يعرف له صحبة، وإنما روايته عن أبي هريرة، وروى عنه يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، ويزيد بن حصيفة، وغيرهما، ثم أورد ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن موسى التيميّ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، قال: أخذت قبضة من تراب قبر سعد بن معاذ، فوجدت منه ريح المسك.
__________
(1) التاريخ الكبير 1/ 107، الجرح والتعديل 7/ 277، التحفة اللطيفة 3/ 582، الطبقات الكبرى 5/ 281، تجريد أسماء الصحابة 2/ 58، أسد الغابة ت (4738) .
(2) أسد الغابة ت (4739) .

(6/267)


وقال أبو نعيم: هو محمود بن شرحبيل، كذا رواه محمّد بن عمرو، عن محمد بن المنكدر.
قلت: ليس في الأمر الّذي ذكره ما يتمسك بكونه صحابيا، لأن شمّ تراب القبر يتأتّى لمن تراخى زمانه بعد الصّحابة ومن بعدهم. وفي التّابعين محمد بن ثابت بن شرحبيل من بني عبد الدّار، فلعله هذا نسب لجده، وفيهم آخر روى عن قيس بن سعد بن عبادة، وقيل فيه: عمرو بن شرحبيل، قال البخاريّ: لم يصح إسناده.

8545- محمد بن الشريد:
سويد الثقفيّ، ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق محمد ابن عمرو، عن أبي سلمة «1» ، عن أبي هريرة- أن محمد بن الشريد جاء بجارية سوداء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: إن أمي جعلت عليها عتق رقبة ... الحديث.
رواه ابن مندة، وابن السّكن، والباورديّ، من طريق محمد بن يحيى القطيعي، عن زياد بن الربيع، عن هكذا، وأخرجه ابن شاهين في كتاب الجنائز، عن ابن صاعد عن القطيعيّ، لكنه قال في روايته: جاء محمد بن الشّريد، أو الشّريد بجارية، كذا عنده على الشّك.
وأخرجه أبو نعيم من رواية إبراهيم بن حرب العسكريّ، عن القطيعي مثله، إلا أنه قال: إن عمرو بن الشريد جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وصوب هذا الطريق.
وكلّ ذلك غير محفوظ.
والمحفوظ ما أخرجه أبو داود والنّسائيّ، وصحّحه ابن حبّان من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، فقال: عن أبي سلمة، عن الشّريدين أوس- أنّ أمّه أوصته أن يعتق عنها رقبة. قال ابن السّكن: محمد بن الشريد ليس بمعروف في الصّحابة، ولم أر له ذكرا إلا في هذه الرواية.

8546- محمد بن أبي عائشة:
مولى بني أمية.
قال ابن حبّان: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في القراءة خلف الإمام، وعنه أبو قلابة، لا يصح له سماع ولا رؤية.
قلت: ذكر البخاريّ حديثه، من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وقال أيّوب: قلت لأبي قلابة: من حدثك؟ قال: محمد بن أبي عائشة مولى لبني أمية خرج معهم إلى الشّام.
__________
(1) في أ: أم.

(6/268)


قال البخاري: ورواه حماد عن أيوب عن أبي قلابة مرسلا، ورواه عبيد اللَّه بن عمرو، عن أيّوب، فقال: عن أبي قلابة، عن أنس.
قلت: ومحمد بن أبي عائشة، تابعيّ معروف، روى عن أبي هريرة، وجابر، وغيرهما من الصّحابة أيضا.
روى عنه أبو سلمة بن عبد الرّحمن، وهو من أقرانه، وحبّان بن عطيّة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون، ووثّقه ابن معين وغيره، وأخرجه له مسلم حديثا واحدا في الدّعاء بعد التّشهّد.

8547- محمد بن عبد اللَّه
بن سليمان بن أكيمة الليثيّ.
ذكره ابن قانع في الصّحابة،
وأخرج من طريق أحمد بن مصعب، عن عمر بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عبد اللَّه بن سليمان بن أكيمة الليثيّ، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنا نسمع منك شيئا لا نستطيع نرويه كما نسمعه. قال: إذا لم تحلوا حراما ولم تحرّموا حلالا «1» ، وأصبتم المعنى فلا بأس.
وعمر مذكور بوضع الحديث، وقد اضطرب في تسمية آبائه في هذا الحديث، فأخرجه ابن مندة من طريق عمر بن إبراهيم، فقال: عن محمد بن سليم بن أكيمة، وأورده في حرف السّين في سليم ليس في آخر الاسم ألف ولا نون، ثم أورده من طريق أخرى عن عمر، فقال: عن محمد بن إسحاق بن عبد اللَّه بن سليم، وزاد في النّسب عبد اللَّه، فأورده كذلك في حرف العين. وهذا يمكن الجمع بينه وبين الّذي قبله بأن يكون الضّمير في قوله: عن جدّه- يعود على إسحاق، فيكون سليم هو الصّحابيّ.
وأورده أبو موسى في «الذّيل» من طريق عبدان المروزيّ، ثم من روايته عن عمر بن إبراهيم الهاشميّ، عن محمد بن إسحاق بن أكيبة، وأورده كذلك في الألف.
وكذا أخرجه ابن مردويه في كتاب العلم من الطّريق التي أوردها عبدان، وكذا أخرج ابن السّكن بهذا السند- حديثا آخر في ترجمة أكيمة، وجاء فيه اختلاف آخر من غير رواية عمر بن إبراهيم، فأخرجه الطّبرانيّ، من طريق يعقوب بن عبد اللَّه بن سليم بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه. أورده في سليم من حرف السّين.
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم (29215) وعزاه للحكيم والطبراني في الكبير وابن عساكر عن يعقوب بن عبد اللَّه بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده وكنز العمال أيضا حديث رقم (29469) وعزاه إلى ابن عساكر، والطبراني في الكبير 7/ 117.

(6/269)


ورواه الطّبرانيّ، من طريق الوليد بن سلمة، عن إسحاق بن يعقوب بن عبد اللَّه بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه، وكلّ هذه الطرق لا توافق رواية ابن قانع بوجه من الوجوه.
والّذي أظنّه أنه وقع فيه تقديم وتأخير، وأنه كان عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن سليم بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه، فتقدم قوله: عن أبيه عن جدّه- على قوله: ابن عبد اللَّه بن سليم، فخرج منه هذا الوهم. واللَّه أعلم.

8548- محمد بن عبد الرحمن:
مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «1» .
ذكره مطيّن، وعبدان المروزيّ، والباوردي- في الصّحابة،
وأخرجوا من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن صفوان بن سليم، عن عبد اللَّه بن يزيد بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرّحمن، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «2» : «من كشف عورة امرأة فقد وجب عليه صداقها» «3» .
وأورده أبو نعيم. من طريق مطيّن، وقال:
ليس إسناده عندي بمتصل. وأراده محمد بن عبد الرحمن بن السلمانيّ.
وتعقّبه أبو موسى بأنه ليس كما ظنّ. واستدركه ابن فتحون على الاستيعاب، ويحيى بن عبد الوهاب بن مندة على جدّه، وذكره أبو موسى في الذّيل، وبيّن أنه تابعيّ، واعتذر عن إيراده بأنه خشي أنه يغتر أحد بما وقع في كتب المذكورين، فيظنّ أنه أغفله، فذكره، وبيّن أمره.
ثم أخرجه من وجه آخر، عن يحيى بن أيّوب بهذا السّند، فقال: عن محمّد بن عبد الرّحمن بن ثوبان، قال: وكذلك أخرجه أبو نعيم في جمعه حديث صفوان بن سليم على الصّواب، قال أبو موسى: وأخرج أيضا عبدان، عن قتيبة، عن اللّيث، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، فقال: عن محمد بن ثوبان- نسبه إلى جدّه، وكذلك أخرجه أبو داود في المراسيل عن قتيبة. انتهى.
وقال ابن حبّان في كتاب الثّقات: محمد بن ثوبان شيخ يروي المراسيل ... فذكر الحديث المذكور، ثم قال: ورواه الليث فذكره سنده، ثم قال: ومن زعم أنه له صحبة فقد
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 60، أسد الغابة ت (4753) .
(2) في أ: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم.
(3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44730 وعزاه لأبي نعيم في المعرفة عن محمد بن عبد الرحمن مولى رسول اللَّه وقال ذكره أبو جعفر الحضرميّ في الصحابة وهو عندي غير متصل أراه ابن السلماني قلت تبين من رواية البيهقي أنه محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثوبان.

(6/270)


وهم، ثم ذكره محمد بن عبد الرّحمن بن ثوبان في ترجمة أخرى فلم يصب. قال أبو موسى: إنما أوردناه لئلا يقع لمن يظن أنا أغفلناه.

8549- محمد بن عتوارة:
بالمهملة وسكون المثناة من فوق، الكنانيّ، ثم الليثيّ.
أحد من سمّي محمدا في الجاهليّة. ذكره أبو موسى، وقال: لا يدلّ ذلك عليه، فقد تقدّمت الإشارة إليه في ترجمة محمد بن أحيحة بن الجلاح.

8550- محمد بن عروة
بن عطية السعديّ.
ذكره البغويّ في أثناء ترجمة محمد بن عطيّة، وقد بينت وجه الغلط في القسم الثاني في ترجمة محمد بن عطية. واللَّه أعلم.

8551- محمد بن عطية السّعديّ:
تقدم في القسم الثاني.

8552- محمد بن عقبة
بن أحيحة بن الجلاح- فيمن مضى في القسم الأول.

8553- محمد بن عمرو
بن علقمة «1» .
ذكر الذّهبيّ في «التجريد» أنّ له في مسند بقي بن مخلد حديثا، وهذا هو الليثيّ الّذي يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وطبقته ليس له صحبة ولا لوالده. وقد وقع لبقيّ في مسندة أنظار ذلك، يخرج الحديث من رواية التّابعين كبيرا كان أو صغيرا، وكذلك من رواية من لم يعد في التّابعين كمحمد بن عمرو هذا ولا يبيّن ذلك. ثم وجدت في بعض النسخ من جزء الصّحابة الذين أخرج لهم بقي بن مخلد ترتيب ابن حزم محمّد بن عمرو بن علبة- بعد اللّام باء غير مضبوطة بدل القاف والميم. فاللَّه أعلم.

8554- محمد بن عمير «2»
بن عطارد بن حاجب التميمي.
قال ابن مندة: ذكر في الصّحابة، ولا يعرف له صحبة ولا رؤية.
قلت: حديثه الّذي أشار إليه جزم البخاريّ بأنه مرسل، وهو ما رواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان في نفر من أصحابه، فأتاه جبريل فنكت في ظهره، قال: فذهب بي إلى شجرة فيها مثل
__________
(1) تاريخ خليفة 420، طبقات خليفة 270، التاريخ الكبير 1/ 191، 192، البيان والتبيين 3/ 142، الجرح والتعديل 8/ 30، مشاهير علماء الأمصار 133، الكامل في التاريخ 5/ 528، العبر 1/ 205، الوافي بالوفيات 4/ 289، تهذيب التهذيب 9/ 375، 377، خلاصة تذهيب الكمال 354، شذرات الذهب 1/ 217.
(2) أسد الغابة ت (4760) .

(6/271)


وكري الطائر، فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر، فسار بنا حتى ملأت الأفق، فلو بسطت يدي إلى السّماء ليلتها، ثم دلى حيث يهبط النّور فوقع جبرائيل مغشيّا عليه ... الحديث.
أخرجه ابن المبارك في كتاب «الزّهد» ، عن حمّاد، وتابعه الحسن بن سفيان، عن إبراهيم بن حجر، عن حماد، وكذلك يزيد بن هارون عن حماد، فزاد فيه بعد محمد بن عطارد، عن أبيه، وكذا جزم ابن أبي حاتم عن أبيه، وكذلك العسكري وابن حبّان بأنه مرسل.
قلت: وكان محمّد هذا من أشراف الكوفة، وله مع الحجاج وغيره من أمرائها أخبار، وفيه يقول الشاعر:
علمت معدّ والقبائل كلّها ... أنّ الجواد محمّد بن عطارد
«1» [الكامل] وذكر خليفة بن خيّاط أنه كان أحد أمراء عليّ بصفّين، وذكر ابن مسروق أنه وفد على عبد الملك بن مروان. فأنزله في مسماره.
وقد تقدم ذكره جدّه عطارد بن حاجب في حرف العين، وأما أبوه فلا أدري هل له إدراك أم لا، فإنّي لم أجد أحدا ممن صنّف في الصّحابة ذكره، وأخلق به أن يكون أدرك العهد النبويّ.

8555- محمد بن فضالة «2»
. فرّق البغويّ، وابن قانع، وابن حبّان، وابن شاهين، بينه وبين محمد بن أنس بن فضالة، [وأبي ذلك الطّبراني وابن مندة ومن تبعهما، فذكروا الحديثين في ترجمة واحدة، وعندهم أنّ من قال محمد بن فضالة] «3» نسبه إلى جدّه، وهو الصّواب كما أوضحته في القسم الأوّل. واللَّه أعلم.

8556- محمد بن أبي كريمة.
روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في السّواك، وعنه إبراهيم بن حجر، استدركه ابن فتحون، ونقل عن أبي زرعة الرازيّ- أنه أدخله في مسند الشّاميين. وقد ذكره البخاريّ،
__________
(1) البيت بلا نسبة في الإنصاف 2/ 505، وشرح أبيات سيبويه 2/ 326، والكتاب 3/ 250.
(2) التحفة اللطيفة 3/ 710، تجريد أسماء الصحابة 2/ 61، الثقات 3/ 367، أسد الغابة ت (4762) ، بقي ابن مخلد 895.
(3) سقط من أ.

(6/272)


وجزم بأن حديثه مرسل، وتبعه ابن أبي حاتم، وأبو أحمد العسكري.

8557- محمد بن كعب القرظي «1»
: حليف الأنصار.
تابعيّ مشهور. قال التّرمذيّ في جامعه: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظيّ ولد في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكذلك حكى أبو عبيد الآجري، عن أبي داود، عن قتيبة، وهو وهم من قتيبة، وإنّما ورد ذلك في حق كعب والد محمّد.
وقد ذكر البخاريّ في ترجمة محمد بن كعب أنّ أباه كان ممن لم ينسب، فلم يقتل مع بني قريظة لما قتلوا بحكم سعد بن معاذ.
وأخرج ابن أبي خيثمة في تاريخه، من طريق موسى بن عقبة، قال: بلغني أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «يخرج من الكاهنين رجل يكون أعلم النّاس بكتاب اللَّه» ،
قال: فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب، لأنّ أباه من قريظة وأمّه من بني النّضير، وهما- أعني بني قريظة والنّضير- المراد بالكاهنين.
وحديث محمد بن كعب عن الصّحابة في الصّحيح، وهو مترجم في التهذيب، وجاءت عنه رواية عن ابن مسعود، واستبعدها ابن عساكر.
وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من تابعي أهل المدينة، قال يعقوب بن شيبة: يعدّ في الطبقة الثالثة ممن روى عن أبي هريرة ونحوه، ولم يسمع من العبّاس، لأن العباس مات في خلافة عثمان.
وولد محمد بن كعب في آخر خلافة عليّ سنة أربعين، وكانت وفاته سنة ثمان ومائة.
وقيل بعد ذلك حتى قيل إنه مات سنة عشرين، فعلى هذا فيقطع بأنه لم يولد إلا بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
8558

- محمد «2» بن محمود.
ذكره عبدان في الصّحابة، وقال: سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم أخرج من وجهين:
عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن محمد بن محمود، قال: رأى رسول اللَّه
__________
(1) الاستيعاب ت (2371) .
(2) التاريخ الكبير 1/ 224، الجرح والتعديل 8/ 101، تجريد أسماء الصحابة 2/ 61، أسد الغابة ت (4766) .

(6/273)


صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أعمى يتوضّأ، فلما غسل يديه ووجهه «1» جعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول له: «اغسل باطن قدميك» .
وهذا ليس فيه ما يدلّ على ما زعمه عبدان أنه سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.
وقد ذكره البخاريّ ومن تابعه في التابعين، وقالوا: إن حديثه مرسل. واختلفوا في نسبه، فقيل: هو محمد بن محمود بن عبد اللَّه بن مسلمة ابن أخي محمد بن مسلمة. وقيل حفيده، وقد ذكر ابن مندة في تاريخه محمد بن محمود بن محمد بن مسلمة روى عن أبيه عديّ. روى عنه ابنه سليمان، وقال: وروى يحيى بن سعيد عن سعيد، عن محمد بن محمود. وسيأتي في ترجمة أبي نصر الثقفيّ في الكنى مزيد كلام على هذا إن شاء اللَّه تعالى.

8559- محمد بن اليحمد:
بضم الياء المثناة من تحت وسكون المهملة وكسر الميم.
تقدّم ذكره في ترجمة محمد بن البراء.

8560- محمّد بن يزيد
بن عمرو بن ربيعة بن حرقوص بن مازن بن عمرو بن تميم التميميّ المازنيّ.
ذكره أبو موسى، وتقدّم التنبيه عليه في محمد بن عديّ في القسم الأول واللَّه أعلم.

8561- محمد الأسديّ:
ذكره محمد بن سعد فيمن سمّي محمدا في الجاهليّة.

8562- محمد الفقيميّ:
ذكره محمد بن سعد فيمن سمّي محمدا في الجاهليّة.

8563- محمد الكناني:
ذكره بعضهم في الصّحابة، ولم يثبت. وحديثه مرسل، روى عنه عيسى بن عبيد الكناني، قاله أبو أحمد العسكريّ.

8564- محمد:
أبو سليمان المدنيّ.
ذكره ابن مندة في الصّحابة، وقال: ذكره جماعة في الصّحابة، وهو وهم منهم، ثم
أخرج من طريق أبي الفضل أحمد بن الحسين اللهبي، عن عاصم بن سويد، عن سليم «2» بن محمد الكرماني، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من توضّأ فأحسن وضوءه، ثم خرج إلى مسجد قباء لا يخرجه إلا الصّلاة فقد انقلب بأجر عمرة» «3» .
__________
(1) في أ: رجليه.
(2) في أ: سليمان.
(3) أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 2/ 5.

(6/274)


قال ابن مندة: الصّواب عن محمد بن سليمان الكرماني، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه. انتهى.
والحديث المذكور عند ابن ماجة، وصحّحه الحاكم من طريق حاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس، كلاهما عن محمد بن سليمان على الصّواب. وكذا أخرجه النسائيّ بنحوه، من رواية مجمّع بن يعقوب، عن محمد بن سليمان، فكأن اسم الرّاوي انقلب على أبي الفضل، وسقط اسم شيخه، فتركّب منه صحابيّ لا وجود له.

8565- محمود بن عمرو «1»
: ذكره أبو موسى عن عبدان.

8566- محمود الأنصاريّ «2»
. تابعيّ أرسل حديثا، فذكره المستغفريّ في الصّحابة نقلا عن يحيى بن يونس الشيرازيّ.
واستدركه أبو موسى، وأورد من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن صفوان بن سليم، عن محمول الأنصاريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من حلف بالشّرك والإثم فقد أشرك» .

الميم بعدها الخاء
8567- المختار
بن أبي عبيد بن مسعود الثقفيّ «3» .
يأتي نسبه في ترجمة والده في الكنى ذكره. ابن عبد البرّ، فقال: يكنى أبا إسحاق، ولم يكن بالمختار.
كان أبوه من جلّة الصّحابة، ويأتي في الكنى، وولد المختار عام الهجرة، وليست له صحبة ولا رؤية. وأخباره غير مرضية حكاها عنه ثقات مثل الشّعبي وغيره، وكان قد طلب الإمارة وغلب على الكوفة حتى قتله مصعب بن الزّبير بالكوفة سنة سبع وستين، وكان قبل ذلك معدودا في أهل الفضل والخير إلى أن فارق ابن الزبير، وكان يتزيّن بطلب دم الحسين، ويسرّ طلب الدّنيا، فيأتي بالكذب والجنون، وكانت إمارته ستة عشر شهرا،
قال: وروى موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن ثابت بن هرمز، قال: حمل المختار
__________
(1) أسد الغابة ت (4778) ، الجرح والتعديل 8/ 290، تجريد أسماء الصحابة 2/ 62.
(2) أسد الغابة ت (4782) .
(3) أسد الغابة ت (4791) ، الاستيعاب ت (2557) ، المحبر 70، 302، 491، 93، مروج الذهب 3/ 272، أنساب العرب 268، الكامل 4/ 211، 267، تاريخ الإسلام 2/ 377، 3/ 70، البداية والنهاية 8/ 289، شذرات الذهب 1/ 74، 75.

(6/275)


مالا من المدائن من عند عمه إلى عليّ، فأخرج كيسا فيه خمسة عشر درهما، فقال: هذا من أجور المومسات. فقال له عليّ: ويلك! ما لي وللمومسات، ثم قام وعليه مقطعة حمراء، فلما سلّم قال عليّ: ما له قاتله اللَّه لو شقّ عن قلبه الآن لوجد ملآن من حب اللّات والعزّى.
قال: ويقال إنه كان في أول أمره خارجيا، ثم صار زيديّا، ثم صار رافضيّا.
وقتل المختار محمد بن عمار بن ياسر ظلما، لأنه سأله أن يحدّث عن أبيه بحديث كذب، فلم يفعل فقتله.
وهذا ما ذكره أبو عمر في ترجمته، وجزم بأن أباه كان صحابيّا، وأنه ولد سنة الهجرة.
وقد تقدّم غير مرة أنه لم يبق بمكّة ولا الطائف أحد من قريش وثقيف إلا شهد حجّة الوداع، فمن ثم يكون المختار من هذا القسم، إلا أن أخباره رديئة.
وقد زاد ابن الأثير في ترجمته على ما ذكره ابن عبد البر قليلا، من ذلك قوله: كان بين المختار والشّعبي ما يوجب ألا يسمع كلام أحدهما في الآخر، أدرج ابن الأثير هذا القدر في كلام ابن عبد البرّ، وليس هو فيه ولا هو بصحيح، فإن الشّعبي لم ينفرد بما حكاه عن المختار، والشعبيّ مجمع على ثقته، والمختار بالعكس، قد شهد عليه بدعوى النبوة والكذب الصّريح جماعة من أهل البيت.
ومما ورد في ذلك ما أخرجه أحمد في مسند عمرو بن الحمق، من طريق السّدّي، عن رفاعة القتباني، قال: دخلت على المختار فألقى إليّ وسادة، وقال: لولا أن أخي جبرائيل قام عن هذه- وأشار إلى أخرى عنده- لألقيتها لك، قال: فأردت أن أضرب عنقه ... فذكر قصّة وحديثا لعمرو بن الحمق.
وقال ابن حبّان في ترجمته صفية بنت أبي عبيد في الثقات: هي أخت المختار المتنبي بالعراق، وأقوى ما ورد في ذمّه ما
أخرجه مسلم في صحيحه، عن أسماء بنت أبي بكر أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «يكون في ثقيف كذّاب ومبير» ،
فشهدت أسماء أنّ الكذّاب هو المختار المذكور.
قال ابن الأثير: وكان المختار قد خرج يطلب بثأر الحسين، فاجتمع عليه بشر كثير من الشيعة بالكوفة، فغلب عليها، وتطلّب قتلة الحسين فقتلهم، قتل شمر بن ذي الجوشن الّذي باشر قتل الحسين، وخولي بن يزيد الّذي سار برأسه إلى الكوفة، وعمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الّذي حاربوا الحسين حتى قتلوه، وقتل معه ولده حفصا، وأرسل

(6/276)


إبراهيم بن الأشتر في عسكر كثيف، فلقي عبيد اللَّه بن زياد الّذي كان جهّز الجيش إلى الحسين فحاربوه، فقتل عبيد اللَّه بن زياد في تلك الواقعة. قال ابن الأثير: فلذلك أحبّ المختار كثير من المسلمين، فإنه أبلى في ذلك بلاء حسنا، قال: وكان يرسل المال إلى ابن عمر، وهو صهره زوج أخته صفية بنت أبي عبيد، وإلى ابن عبّاس، وإلى ابن الحنفية فيقبلونه، ثم سار إليه مصعب من البصرة فقتل المختار. انتهى.
وكان أول أمر المختار أن ابن الزبير أرسله إلى الكوفة ليؤكد له أمر بيعته، وولى عبد اللَّه بن مطيع إمرة الكوفة، فأظهر المختار أنّ ابن الزبير دعا في السرّ للطّلب بدم الحسين، ثم أراد تأكيد أمره، فادعى أنّ محمّد بن الحنفية هو المهديّ الّذي سيخرج في آخر الزمان، وأنه أمره أن يدعو الناس إلى بيعته، وزور على لسانه كتابا، فدخل في طاعته جمع جمّ، فتقوى بهم، وتتبع قتلة الحسين، فقتلهم، فقوي أمره بمن يحبّ أهل البيت، ثم وقع بين ابن الزبير وابن الحنفية وابن العبّاس ما وقع لكونهما امتنعا من المبايعة له، فحصرهما ومن كان من جهتها في الشّعب، فبلغ المختار فأرسل عسكرا كثيفا، وأمر عليهم أبا عبد اللَّه الجدلي، فهجموا مكّة، وأخرجوهما من الشّعب، فلحقا بالطّائف، فشكر الناس للمختار ذلك. وفي ذلك يقول المختار- أنشد له المرزباني.
تسربلت من همدان درعا حصينة ... تردّ العوالي بالأنوف الرّواغم
همو نصروا آل الرّسول محمّد ... وقد أجحفت بالنّاس إحدى العظائم
وفوا حين أعطوا عهدهم لإمامهم ... وكفّوا عن الإسلام سيف المظالم
[الطويل] وذكر ابن سعد، عن الواقديّ بأسانيده- أنّ أبا عبيد والد المختار قدم من الطّائف في زمن عمر حين ندب الناس إلى العراق، فخرج أبو عبيدة فاستشهد يوم الجسر، وبقي ولده بالمدينة، وتزوّج ابن عمر صفيّة بنت أبي عبيد، وأقام المختار بالمدينة منقطعا إلى بني هاشم، ثم كان مع علي بالعراق، وسكن البصرة بعد عليّ. وله قصّة مع الحسن بن علي لما ولي الخلافة ووشى إلى عبيد اللَّه بن زياد عنه أنه ينكر قتل الحسين ونحو ذلك، فأمر بجلده وحبسه، حتى أرسل ابن عمر يسفع فيه فنفاه إلى الطّائف، فأقام بها حتى مات يزيد بن معاوية. وقام ابن الزبير في طلب الخلافة فحضر إليه وعاضده وناصحه حتى استأذنه في التوجّه للكوفة ليصعد عبد اللَّه بن مطيع في الدّعاء إلى طاعته، فوثق به، ووصى عليه، وكان منه ما كان، ثم قوى مصعب بن الزبير أمير البصرة عن أخيه عبد اللَّه بن الزّبير على المختار بكثير من أهل الكوفة ممّن كان دخل في طاعة المختار، ورجع عنه لما تبيّن له من تخليطه

(6/277)


وأكاذيبه، وقد ذكر محمد بن سعد في ترجمة محمد بن الحنفية من ذلك أشياء، فلما التقى المختار ومصعب خذل المختار أولئك الذين كانوا معه، فحوصر المختار في القصر إلى أن قتل هو ومن معه، ثم لما انقضى أمر المختار سار عبد الملك بن مروان بعد قليل بجيوش الشام إلى مصعب بن الزبير، فقتل، واستولى عبد الملك على البصرة، ثم على الكوفة.
وذكر عبد الملك بن عمر أنه رأى عبيد اللَّه بن زياد وقد أتى برأس الحسين، ثم رأى المختار وقد أتى برأس عبيد اللَّه بن زياد، ثم رأى مصعب بن الزّبير وقد أتى برأس المختار، ثم رأى عبد الملك وقد أتى برأس مصعب.

الميم بعدها الدال
8568- مدرك بن عمارة «1»
. روى أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ليبايعه فقبض يده عنه لخلوق رآه فيها.
وذكره ابن عبد البرّ فقال: في حديثه اضطراب، وفي صحبته نظر، فإن كان جد عقبة بن أبي معيط فلا صحبة له ولا لقاء ولا رؤية، وإن كان الحديث عن أبيه فلا يصح أيضا. انتهى.
وذكره ابن قانع في الصّحابة، فقال: مدرك بن عمارة، وأورد من طريق عمر بن أبي زائدة عنه، قال: مررت في مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم والنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ناحية، وهكذا عنده.

الميم بعدها الذال والراء
8569- مذكور القبطيّ «2»
: ذكره المستغفريّ، وأخرج من حديث جابر، قال: أعتق رجل من الأنصار غلاما له عن دبر يسمى مذكورا ... الحديث. وهذا وهم من محاضر راويه عن الأعمش عن سلمة بن كهيل، عن عطاء عنه. والحديث معروف عن جابر، لكن اسم العبد يعقوب.
والّذي دبّره هو أبو مذكور، فانقلب وتحرّف.

8570- مرارة بن
سلمي اليمامي الحنفي «3» .
__________
(1) أسد الغابة ت (4811) ، الاستيعاب ت (2382) .
(2) أسد الغابة ت (4819) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 67، أسد الغابة ت (4822) ، الأعلام 7/ 200.

(6/278)


تقدم نسبه في ترجمة ولده مجاعة. قال ابن مندة: له ولولده مجاعة وفادة، ثم أورد من طريق ابن أبي عاصم، قال: حدثنا الجراح بن مخلد، حدثنا يحيى بن راشد، حدثنا الحارث بن مرة الحنفي، عن سراج بن مرارة، [عن مرارة] «1» عن أبيه، عن جده، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأقطعني وكتب لي كتابا ... الحديث.
وأخرجه أبو نعيم من طريق ابن أبي عاصم، وأشار إلى أنه خطأ، ولم يبيّن وجه الوهم فيه، وبيانه أنه سقط اسم شيخ الحارث بن مرة، وهو هلال بن سراج بن مجاعة بن مرارة، ومدار الحديث على سراج بن مجاعة وجده مرارة، فخرج منه أن القصة لمرارة، وليس كذلك.
وقد أخرج البغويّ، عن زياد بن أيوب، عن عنبسة بن عبد الواحد، عن الدخيل بن إياس، عن عمه هلال بن سراج بن مجاعة، عن أبيه سراج، قال: أعطى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مجاعة بن مرارة أرضا ... الحديث.

8571- مرّ ذو الكلاع:
أورده ابن قانع، وأخرج من طريق أبي الأشهب عبد الملك بن عمير، عن أبي روح مرّ، ذي الكلاع، قال: صلى بنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلاة الصبح، فقرأ بسورة الروم، فتردد في آية ... الحديث.
قال ابن قانع: كذا قال، ورواه زائدة، عن عبد الملك، عن شبيب أبي روح.
قلت: وقع في الرواية الأولى تصحيف، والصواب من بكسر الميم بعدها نون ساكنة، وأما قوله مرّ، بضم الميم وتشديد الراء فهو تصحيف. وقد تقدم القول فيه في حرف الشين المعجمة.

8572- مرثد بن ظبيان العبديّ «2»
: ذكره ابن قانع هكذا، فيه تخليط، فإنه أورد من طريق طالب بن حجير، عن هود بن عبد اللَّه: سمعت مرثدا العبديّ يقول: كنت عند النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فجاء أشجّ عبد القيس ... الحديث.
وهو غلط نشأ عن تصحيف، وإنما هو مزيدة وهو جدّ هود بن عبد اللَّه لأمه. وقد تقدم
__________
(1) سقط في أ.
(2) ذيل الكاشف 145.

(6/279)


على الصواب في القسم الأول، وفي الصحابة مرثد بن ظبيان أيضا وهو السدوسي. تقدم قريبا.

8573- مرداس العنبري:
هو ابن عقفان الّذي تقدم.
جعله الذّهبيّ اثنين، وهو واحد. واللَّه أعلم.

8574- مرة بن حبيب الفهريّ «1»
: روت عنه بنته أم سعد حديثا ذكره الذهبي أيضا فغاير بينه وبين مرة بن عمرو بن حبيب الّذي تقدم في الأول، وهو واحد، وإنما نسب إلى جده.

8575- مرة بن مالك الداريّ:
كذا وقع في رواية الواقديّ، وسماه غيره مرّان. وقد تقدم، وهو الصواب.

8576- مرّة بن مربع:
ذكره أبو عمر كذا في التجريد، والّذي في الاستيعاب مرارة كما تقدم، وهو الصواب.

8577- مرّة الهمدانيّ:
وأخرج البغويّ من طريق محمد بن جحادة، عن محمد بن عجلان، عن بنت مرة الهمدانيّ، عن أبيها- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «كافل اليتيم له أو لغيره إذا اتّقى معي في الجنّة كهاتين يعني المسبّحة والوسطى.
وقد تقدم في مرة بن عمرو بن حبيب الفهري، من بني محارب بن فهر، من طريق صفوان بن سليم وغيره، عن أم سعد بنت مرّة الفهريّ عن أبيها، وهو المحفوظ. واللَّه أعلم.

8578- مربح بن ياسر الجهنيّ:
كذا ذكره ابن مندة. والصواب مسروح بن ياسر، كما تقدم في الأول.

الميم بعدها السين
8579- المستورد بن سلامة
بن عمرو الفهريّ.
صحابي شهد فتح مصر، واختط بها، قاله ابن يونس، قال: وتوفي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين.
__________
(1) هذه الترجمة سقط من أ.

(6/280)


روى عنه علي بن رباح، وورقاء بن شريح، هكذا أورده الذهبي في التجريد وعلم له علامات بقي بن مخلد بحديث، واحد، ثم قال بعده: المستورد بن شداد بن عمرو الفهري صحابي نزل الكوفة ثم مصر، روى عنه جماعة، وهذان واحد وقع في اسم أبيه تغيير، والصواب كما في الثاني شداد، وكذا هو في كتاب ابن يونس.

8580- مسعدة صاحب الجيوش:
كذا نسبه الذّهبيّ في «التجريد» لمسند بقي بن مخلد، والصواب ابن مسعدة، وقد ذكروا أنّ اسمه عبد اللَّه. وقد تقدّم في الأول.

8581- مسعود بن أوس «1»
: فرق أبو نعيم بينه وبين مسعود بن أوس بن أصرم، واستدركه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة على جده، وتعقبه أبو موسى في الذيل، فأجاد، فإنه واحد. وقد ذكره ابن مندة كما تقدم.

8582- مسعود بن خلدة «2»
بن عامر بن مخلد بن زريق الأنصاري الزرقيّ.
ذكره جعفر المستغفري، وحرّف اسم والده، وإنما هو مسعود بن خالد كما تقدم على الصواب.

8583- مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة «3»
: هو الّذي قبله، وإنما وقع في نسبه تحريف، كرره أبو عمر بلا فائدة.

8584- مسعود بن سنان السلميّ «4»
: فرق ابن الأثير بينه وبين مسعود بن سنان الأسلميّ، وهو واحد كما بينه في الأول.

8585- مسعود بن عبد سعد «5»
بن عامر، هو مسعود بن سعد بن عامر، جعله أبو عمر اثنين وهو واحد، واختلف في تسمية أبيه.
__________
(1) أسد الغابة ت (4875) ، الاستيعاب ت (2406) .
(2) الثقات 3/ 396، الاستبصار 171، تجريد أسماء الصحابة 2/ 1392، أصحاب بدر 208.
(3) الاستيعاب ت (2409) ، أسد الغابة ت (4887) ، الثقات 3/ 396، الاستبصار 172، أصحاب بدر 147، 209، تجريد أسماء الصحابة 2/ 74.
(4) أسد الغابة ت (4888) .
(5) أسد الغابة ت (4892) ، الاستيعاب ت (2413) .

(6/281)


8586- مسعود بن عدي اللخميّ»
: غاير ابن مندة بينه وبين مسعود بن الضحاك بن عديّ، نسبه ابن مندة إلى جده، فاستدركه أبو موسى، وهو واحد.

8587- مسعود بن عمار «2»
بن ربيعة القاري- غاير الذهبي بينه وبين مسعود بن ربيعة بن عمرو، وهو واحد اختلف في اسم أبيه، والثاني هو الأصح، وقد نسبه أبو عمر إلى جده، فقال: هو مسعود بن عمرو القاري. ويحتمل أن يكون الثاني عم الأول. وقد تقدم في الأول.

8588- مسعود بن قيس «3»
بن خلدة بن مخلد الزرقيّ.
ذكره أبو عمر فقال: شهد بدرا، كذا قال ابن الكلبيّ، وفيه نظر.
قلت: مسعود بن سعد بن قيس إلى آخر النسب سقط ذكر أبيه، فنسب إلى جده، فأشكل أمره.

8589- مسلم بن السائب بن خبّاب «4»
: مختلف في صحبة أبيه، وأما هو فأرسل شيئا، وذكره البغويّ في الصحابة وقال: لا أحسب له صحبة. قال: وقد قيل: إنه روى عن أبيه عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
انتهى.
وله رواية أيضا عن أمه وعن أم رافع، وحديثه المذكور أخرجه النسائيّ والبغوي وغيرهما من رواية سليمان بن يسار عنه، قال: قالوا: يا رسول اللَّه، كيف نستغفر؟ فذكر الحديث.
ووقع في رواية النسائي عن سليمان، عن مسلم بن السائب، عن خبّاب بن الأرت، وقوله: ابن الأرتّ خطأ، والصواب حذفه، ويكون الحديث لخباب جدّ مسلم، وإليه أشار البغويّ.
وقال أبو حاتم الرّازيّ: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وهو من التابعين، وأدخله بعضهم في الحصابة ظنا منهم أن له صحبة، وليس كذلك.
__________
(1) الاستيعاب ت (2412) .
(2) في أ: عامر.
(3) الاستيعاب ت (2418) ، أسد الغابة ت (4898) .
(4) الاستيعاب ت (2423) ، أسد الغابة ت (4907) .

(6/282)


وقال أبو أحمد العسكريّ: حديثه مرسل، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال:
يروي المراسيل، وكذا ذكره البخاري وغير واحد في التابعين.

8590- مسلم بن سليم:
ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أرسله. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه «1» : روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وكذا قال العسكريّ.

8591- مسلم بن عبيد اللَّه «2»
بن عبد اللَّه بن مسلم بن شهاب الزهري، والد الإمام ابن شهاب الزهري.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وفي قصة أبي رغال، فذكره بعضهم في الصحابة، وجزم غير واحد بأنه لا صحبة له ولا رؤية. وقال البخاري وأبو حاتم: حديثه مرسل، وكذا قال أبو أحمد العسكري.

8592- مسلمة بن شيبان
بن محارب بن فهر «3» .
استدركه أبو موسى، وقال: هو والد حبيب بن مسلمة، وعزاه للمستغفري. والصواب أنه مسلمة بن مالك كما تقدم في القسم الأول، سقط بينه وبين شيبان ستة آباء، وهو مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب.

8593- مسلمة بن عبد اللَّه العدويّ:
تابعيّ، أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة. أورده العسكري، وقال: حديثه مرسل.

8594- المسيس بن صعصعة:
أحد من شهد في عهد العلاء بن الحضرميّ. استدركه ابن فتحون والذهبي، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وتغيير، وإنما هو المستنير بن أبي صعصعة. وقد تقدم على الصواب في الأول.

الميم بعدها الصاد
8595- مصرّف بن كعب
بن عمرو اليامي.
__________
(1) في أ: أمه.
(2) الاستيعاب ت (2426) ، تهذيب الكمال 3/ 1326، العقد الثمين 7/ 192،
(3) أسد الغابة ت (4922) .

(6/283)


ذكره ابن أبي حاتم، وقال: له صحبة، كذا نقله عنه ابن فتحون، وهو وهم، ولفظه ابن أبي حاتم مصرف بن كعب بن عمرو، روى عن أبيه قال بعضهم: له صحبة، فالضمير في قوله له يعود على أبيه، وهو كعب. وقد تقدّم بيان الاختلاف فيه في كعب بن عمرو، وفي عمرو بن كعب، والرواية جاءت من طريق ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرّف، عن أبيه، عن جدّه، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فالجدى هو الّذي قيل: إن له صحبة ورواية عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. واختلف في اسمه وأما مصرّف فليس بصاحبي جزما.

8596- مصدّق النبي:
ذكره البغويّ في حرف الميم من الصحابة، وأورد من طريق سويد بن غفلة، قال:
أتانا مصدق النبي فقال ... فذكر الحديث، وكأنه توهّم أنه علم، وأما النبي فكأنه لم يضبطه. فيجوز أن يكون صفة أو نسبا، وليس كذلك، وإنما هو اسم فاعل من الصدقة والنبي بالنون والموحدة مضاف، وهذا محلّه في المبهمات.

الميم بعدها الضاد
8597- مضارب العجليّ:
ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ في الصحابة، وتعقّبه جعفر بأنه تابعي، وحديثه مرسل، ورواه قرة عن قتادة في قصة مرثد بن ظبيان، فروى عنه عن مرثد. وروى عنه مرسلا، وقد روى مضارب، وهو ابن حرب العجليّ، رواية عن علي وغيره.

الميم بعدها العين
8598- معاذ الأسديّ:
والد بشر- تقدم في ترجمة أبيه وهو مختلق.

8599- معاذ بن الحارث
بن سواد بن مالك بن غنم.
ذكره البغويّ، عن يحيى بن سعيد الأمويّ، عن أبيه، عن ابن إسحاق- أنه ذكره فيمن شهد بدرا، واستدركه ابن فتحون، وهو وهم نشأ عن سقط، وهو معاذ بن رفاعة بن الحارث بن سواد، فسقط من النسب رجلان. وقد تقدم على الصواب في الأول، وهو المعروف بابن عفراء.

8600- معاذ بن رباح «1» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 81، تهذيب التهذيب 10/ 190، أسد الغابة ت (3/ 496) .

(6/284)


ذكره بعضهم في الصحابة، والصحبة إنما هي لولده أبي زهير بن معاذ. وسيأتي «1» في الكنى.

8601- معاذ بن زهرة «2»
: ذكره يحيى بن يونس الشيرازيّ في الصحابة، وهو تابعيّ أرسل حديثا أخرجه أبو داود في المراسيل.
وقال جعفر المستغفريّ: وهم من زعم أن له صحبة. وقال البخاريّ، عن يحيى بن معين: حديثه مرسل. وقد ذكره البغوي في الصحابة، ولكنه قال: لا أدري له صحبة أم لا؟.

8602- معاذ بن سعوة:
استدركه الذّهبيّ في التجريد، وقال: له حديث في المنتهى من حديث المخلص.
قلت: هو من
رواية عبد الكريم بن أبي المخارق، عن سنان بن سلمة، عنه، قال:
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من عطب له هدي فلينحره ... »
الحديث.
واختلف فيه على عبد الكريم مع ضعفه، فقيل: عنه، عن سنان بن سلمة، عن سلمة بن المحبق، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وقيل: عن عبد الكريم، عن معاذ بن سعوة، عن سنان بن سلمة، عن سلمة بن المحبق. وقد ذكره البخاريّ في التابعين، وقال: حديثه مرسل.

8603- معاذ بن معدان «3»
: روى عمران بن حدير عنه أن قبطة بن جرير أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فبايعه، قال أبو عمر: قيل: إن حديثه مرسل.
قلت: أخذ تسميته من ابن أبي حاتم، وإنما هو مقاتل بن معدان، وقد سماه على الصواب في ترجمة قطبة في موضعين، ومقاتل تابعي باتفاق، وقطبة هو أبو الحويصلة تقدم في القاف في الأول.
__________
(1) في أ: سيأتي في ترجمته في الكنى.
(2) خلاصة تذهيب 3/ 36، أسد الغابة ت (4965) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 81، الجرح والتعديل 8/ 248، تهذيب التهذيب 1/ 190.
(3) أسد الغابة ت (4972) ، الاستيعاب ت (2454) .

(6/285)


8604- معاوية بن ثعلبة الحمّانيّ «1»
: تابعيّ أرسل حديثا، فذكره الإسماعيليّ في الصحابة، وقال: لا أدري له صحبة أو لا.
وأخرج من طريق عامر بن السمط، عن أبي الجحاف، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا عليّ، من أحبّك فقد أحبّني «2» ... » الحديث. أورده أبو موسى. وقد ذكر البخاريّ هذا الحديث من هذا الوجه من رواية معاوية بن ثعلبة عن أبي ذرّ،
وكذا ذكره أبو حاتم وغيرهما.

8605- معاوية بن حزن «3»
: كذا رأيته بخط الخطيب في المؤتلف، وعلى حزن ضبة، وأظنه تصحف حزن من حيدة. وتقدم في القسم الأول.

8606- معاوية بن درهم:
تقدمت الإشارة إليه في القسم الأول.

8607- معاوية بن ربيعة الجشمي.
تقدم ذكره في عبد اللَّه بن أبي بكر بن ربيعة.

8608- معاوية بن زهرة:
ذكره بعضهم، وحديثه مرسل، قاله العسكري، كذا قرأت بخط مغلطاي، وأخشى أن يكون معاذ بن زهرة الماضي قريبا.

8609- معاوية بن عبادة
بن عقيل، والد كعب الأخيل بن الرجال.
له وفادة، كذا في «التجريد» ، وهو غلط نشأ عن سقط، وإنما الوفادة لولده هبيرة بن معاوية كما سيأتي في ترجمته في حرف الهاء، وأما معاوية فكان يقال له فارس الهزار، والهزار فرسه، وكان مشهورا في الجاهلية.
وقد ذكر ابن الكلبيّ أنه هو الّذي طعن زهير بن جذيمة رئيس بني عبس في الجاهلية.
وابنه عامر كان له ذكر في الجاهلية. ويقال له ابن المفاضة، وله ذكر يأتي في ترجمة أخيه هبيرة.
قلت: وكعب المعروف بالأخيل جد قبيلة مشهورة منها ليلى الأخيلية الشاعرة في زمن
__________
(1) أسد الغابة ت (4977) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 82.
(2) أورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 537 وقال رواه الطبراني عن سلمان الفارسيّ.
(3) في أ: حرب.

(6/286)


عبد الملك بن مروان، وهي ليلى بنت عبد اللَّه بن معاذ بن شداد بن كعب.

8610- معاوية بن عبد اللَّه بن أبي أحمد «1»
: أورده ابن أبي علي في الصحابة، وهو وهم نشأ عن حذف، فإنه أورد من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن عاصم بن عبيد اللَّه عنه، قال: رأيت حمنة هي بنت جحش، تسقي العطشى، وتداوي الجرحى يوم أحد، وهذا الحديث إنما رواه معاوية بهذا عن أنس، كذا ذكره البخاري وأبو حاتم وغيرهما، وذكر أن أبا ضمرة روى عنه، وأبو ضمرة لقي بعض التابعين، وجدّه أبو أحمد صحابي مشهور، وأبوه عبد اللَّه بن أبي أحمد له رؤية. وظن الذهبي أنه آخر فقال: معاوية بن عبد اللَّه بن أحمد شهد أحدا، وما أدري مؤمنا أم كافرا، كذا قال. وحمنة هي عمة أبيه.

8611- معاوية بن معبد:
أورده ابن قانع في الصحابة، وهو وهم،
فأورد من طريق عاصم بن سويد، عن عبد الرحمن، عن جده معاوية بن معبد، قال كعب بن مالك:
زعمت سخينة أن ستغلب ربّها ... وليغلبنّ مغالب الغلَّاب
«2» [الكامل] فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: شكر اللَّه قولك.

8612- معبد بن خالد الجهنيّ «3»
: تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة. وقيل: هو معبد الجهنيّ الّذي كان أول من تكلم في القدر بالبصرة، وكان في عصر الصحابة ولا صحبة له. فاختلف في اسم أبيه كما تقدم في القسم الأول. واللَّه أعلم.

8613-[معبد بن صبيح «4»
: ذكره أبو نعيم،
وأورد من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن سعد بن الصلت، عن أبي
__________
(1) أسد الغابة ت (4986) ، التاريخ الكبير 1/ 215، الكاشف 3/ 158، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 878، 879، خلاصة تذهيب 3/ 40، 41، تجريد أسماء الصحابة 2/ 83، تهذيب الكمال 3/ 1346، تهذيب التهذيب 10/ 212.
(2) انظر سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي 2/ 526.
(3) أسد الغابة ت (4998) ، الاستيعاب ت (2471) .
(4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 85، أسد الغابة ت (5002) ، الاستيعاب ت (2474) .

(6/287)


حنيفة، عن منصور بن زادان، عن الحسن، عن معبد- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بينا هو في صلاته إذ أقبل أعمى، فوقع في زبية ... الحديث. وفيه: «من كان منكم قهقه فليعد الوضوء والصّلاة»
«1» . قال أبو نعيم: رواه أسد بن عمرو، عن أبي حنيفة، فقال: معبد بن صبيح. ورواه مكي بن إبراهيم، عن أبي حنيفة- فقال معبد بن أبي معبد. وساقه أبو موسى هكذا من غير زيادة، وأنكر ابن الأثير على أبي موسى استدراكه، وقال: قد أخرج ابن مندة معبد بن أم معبد، وذكر له حديث الضحك في الصلاة، فليس لاستدراك أبي موسى له وجه.
قلت: راوي حديث القهقهة قيل هو معبد الجهنيّ الّذي كان يتكلم في القدر، وقد ذكر في الّذي قبله. وقيل هو معبد بن أم معبد التي مرّ بها النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في الهجرة، وهذا لا يصح، لأن راوي حديث القهقهة جهني، وولد أم معبد خزاعيّ، وقد ذكرت ترجمته في القسم الأول، وإنما أتى من الاشتراك في الاسم وكنيته الأب]
«2» .

8614- معبد، أبو زهير النمريّ:
هكذا ذكره ابن عبد البرّ «3» : وخالف ذلك في الكنى، فسماه يحيى، وهو الصواب الّذي جزم به غيره، كما سيأتي.

8615- معديكرب «4»
: روى عنه خالد بن معدان حديثا أورده أبو موسى في الذيل ففرق ابن الأثير بينه وبين معديكرب الهمدانيّ الّذي ذكره أبو أحمد العسكري، فقال: لا أدري أهما واحد أو اثنان؟.
قلت: الراويّ من الطريقين خالد بن معدان، فهو دليل الاتحاد.

8616- معروف الثقفي:
ترجم له ابن قانع فوهم، لأنه صفة لا اسم،
قال: حدثنا عبد اللَّه بن أحمد، حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد اللَّه بن
__________
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1027 وأورده الزيلعي في نصب الراية 1/ 51، وعزاه للدار للدّارقطنيّ عن الإمام أبي حنيفة مرسلا عن معبد الجهنيّ قال الدار الدّارقطنيّ وهم أبو حنيفة فيه على منصور، وإنما رواه منصور عن محمد بن سيرين عن معبد ومعبد هذا لا صحبة له ويقال إنه أول من تكلم في القدر من التابعين وقال ابن عدي لم يقل في إسناده عن معبد إلا أبو حنيفة وأخطأ فيه.
(2) هذه الترجمة سقط في أ.
(3) أسد الغابة ت (5001) .
(4) أسد الغابة ت (5028) .

(6/288)


عثمان الثقفي، عن رجل من ثقيف يقال له معروف- وأثنى عليه خيرا، قال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «الوليمة حقّ ... » الحديث.
ثم رواه من طريق حجاج، عن همام، فقال فيه: عن زهير بن عثمان الأعور، قال ابن قانع: شك فيه قتادة، كذا قال. وقد أخرج الحديث عن بهز بن أحمد، عن همام، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد اللَّه بن عثمان، عن رجل أعور من ثقيف، قال قتادة: وكان يقال له معروفا، أي يثني عليه خيرا، فقد فسر بهز مراد قتادة بقوله: يقال له معروفا، ويؤيده تسميته في رواية حجاج بن المنهال زهير بن عثمان، وكذا سمّاه عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام أخرجه أحمد أيضا، وقال الدارميّ في مسندة: أنبأنا عفان، حدثنا همام، فذكره بلفظ أزال الإشكال من أصله، فقال:
عن رجل من ثقيف أعور يقال له معروفا، أي يثني عليه خيرا إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدري ما اسمه. وكذا هو عند أبي داود والنسائي عن محمد بن المثنى، عن عفان، وتقدم في حرف الزاي في القسم الأول. واللَّه أعلم.

8617- معلى بن إسماعيل:
ذكره بعضهم من أجل حديث أرسله رواه عمارة بن غزيّة وغيره عنه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال البخاريّ، هو مرسل.

8618- معمر، والد أبي خزيمة «1»
. [ذكره بعضهم من أجل حديث أرسله] «2» أورده أبو موسى في «الذّيل» ، ونقله عن تاريخ يعقوب بن سفيان، وإنما هو يعمر- أوله مثناة تحتانية. وسيأتي في موضعه. وتقدم ذكر الاختلاف فيه في الحارث بن سعد، وفي سعد بن هذيم من هذا القسم.

8619- معمر المدني.
مرّ به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو كاشف فخذه. وفرق أبو موسى تبعا لابن شاهين، بينه وبين معمر بن عبد اللَّه بن نضلة، وهو واحد كما أوضحته في القسم الأول.

8620- معمر الأنصاريّ «3»
. ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وهو وهم،
فأخرج من طريق روح، عن عبد العزيز بن
__________
(1) أسد الغابة ت (5045) .
(2) سقط في أ.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 88، العبر 1/ 223، 296، 324، 360، 370، 402، أسد الغابة ت (5040) .

(6/289)


أبي سلمة، عن عبد اللَّه بن عبد الرّحمن، عن معمر الأنصاريّ، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من تعلّم علما ممّا ينفع اللَّه به في الآخرة لا يتعلّمه إلّا للدّنيا حرّم اللَّه عليه أن يجد عرف الجنّة» .
قال أبو موسى: أظنّه عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر، فلعله تصحّف.
قلت: وهو كما ظنّ، لأن هذا المتن معروف من رواية أبي طوالة، واسمه عبد اللَّه بن عبد الرّحمن بن معمر، رواه عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة أخرجه أبو داود والنسائيّ من طريق فليح بن سليمان، عنه. وأخرجه الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل من هذا فلعل عبد العزيز أرسله، وتصحّف ابن معمر، فصار عن معمر، فنشأ اسم صحابيّ لا وجود له.
واللَّه المستعان.

8621- معمر بن بريك:
بموحدة ومهملة وكان مصغّر. ذكره الذهبيّ في الميزان وتردّد في ضبطه، ولم يذكره في «تجريد الصّحابة» وهو على شرطه، فإنه ذكر من أنظاره جماعة. ولفظه في الميزان: معمر، أو معمّر بن بريك رأيت ورقة فيها أحاديث سئلت عن صحتها فأجبت ببطلانها، وأنها كذب واضح، وفيها:
أنبأنا أحمد بن إبراهيم السامي، أنبأنا عبد اللَّه بن إسحاق السّنجاريّ، أنبأنا عبد اللَّه بن موسى السّنجاريّ، سمعت علي بن إسماعيل السنجاريّ يقول- بسنجار- في سنة سبع وعشرين وستمائة: سمعت معمر بن بريك يقول:
سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «يشيب المرء ويشبّ منه خصلتان الحرص والأمل. وبه: أربعة يصلبون على شفير جهنّم: الجائر في حكمه، وباغض آل محمّد ... » «1» الحديث.
قال الشّيبانيّ: وأنبأنا عبد المحمود المؤدّب بسنجار، أنبأنا الصّدر، عن عبد الوهاب، سمعت علي بن إسماعيل السّنجاريّ يقول: سمعت معمر بن بريك يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من شمّ الورد ولم يصلّ عليّ فقد جفاني»
«2» . قال الذّهبيّ: فهذا من نمط رتن الهندي، ففتح اللَّه من يكذب.

8622- معمّر «3»
: بضم أوله والتشديد.
__________
(1) ذكره الذهبي في الميزان (8691) والمصنف في الميزان 6/ 265، والفتني في التذكرة (107، 177) وكشف الخف (2/ 546)
(2) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 90- 107 والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 352، وقال موضوع كحديث الورد الأحمر من عرف النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.
(3) أسد الغابة ت (5050) .

(6/290)


شخص اختلق اسمه بعض الكذّابين من المغاربة، أخبرنا الكمال أبو البركات بن أبي زيد الكناسي إجازة مكاتبة، قال: صافحني والدي وقد عاش مائة، قال: صافحني الشيخ أبو الحسن علي الحطاب، بالحاء المهملة، بمدينة تونس، وعاش مائة وثلاثين سنة، قال:
صافحني الشيخ أبو عبد اللَّه محمد الصقليّ، وعاش مائة وستين سنة، قال: صافحني أبو عبد اللَّه معمر، وكان عمره أربعمائة سنة،
قال: صافحني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ودعا لي، فقال: «عمّرك اللَّه يا معمّر» - ثلاث مرات.
قلت: وهذا من جنس رتن، وقيس بن تميم، وأبي الخطاب، ومكلبة، ونسطور، وقد بسطت ترجمة المعمر بالتشديد في «لسان الميزان» فلم أر الإطالة بذكره هنا.
وقد وجدت للمعمر خبرا آخر ذكرته في حرف العين في عمار، وقصّته تشبه قصّة رتن الهندي، وكان في زمانه ذكر أبو الحسن بن أبي نصر البجّاني أنه رآه في بلدة تسمى قطنة من آخر بلاد الترك، ووجدت له خبرا آخر ذكرته في حرف الجيم في جبير بن الحارث وأنه كان بعد الستمائة أيضا، ورواه الناصر لدين اللَّه العبّاسي، وأنه كان في الصّيد فاستجرّهم الصّيد في طلب الصّيد حتى وقفوا على قرية زعم أهلها أنهم كلّهم من ذرية المعمر أيضا، وقد استوعبت تراجم هؤلاء في كتاب المعمرين. وباللَّه التوفيق.

8623- معن بن يزيد الخفاجي «1»
: وخفاجة من عقيل.
له صحبة، ذكره أبو نعيم، وقد ذكرت ما قيل فيه في القسم الأول.

8624- معن بن زائدة «2»
. ذكر أبو الحسن بن القصّار المالكيّ أن عمر رفع إليه كتاب زوّره عليه معن بن زائدة، ونقش مثل خاتمه، فجلده مائة ثم سجنه، فشفع له قوم، فقال: ذكرتني الطّعن وكنت ناسيا، ثم جلده مائة أخرى، ثم جلده مائة ثالثة، وذلك بمحضر من العلماء، ولم ينكر عليه أحد، فكان ذلك إجماعا.
قلت: الشأن في ثبوت ذلك، فإن ثبت فيحتمل أن يكون فعل ذلك بطريق الاجتهاد فلم ينكروه، لأن مجتهدا لا يكون حجة على مجتهد، فلا يلزم أن يكونوا قائلين بجواز ذلك،
__________
(1) أسد الغابة ت (5055) .
(2) تاريخ خليفة 425، المعرفة والتاريخ 1/ 139، تاريخ الطبري 8/ 40، 41، تاريخ بغداد 13/ 235، 244، وفيات الأعيان 5/ 244، 254، تاريخ الإسلام 6/ 297، 301، عبر الذهبي 1/ 217، البداية والنهاية 10/ 109، 179، 180، شذرات الذهب 1/ 231.

(6/291)


فأين الإجماع؟ هذا من حيث الحكم. وأما إدراك معن العصر النبويّ فواضح، فلو ثبت لذكرته في القسم الثّالث، لكن معن بن زائدة لم يدرك ذلك الزّمان، وإنما كان في آخر دولة بني أمية، وأول دولة بني العبّاس، وولي إمرة اليمن، وله أخبار شهيرة في الشجاعة والكرم.
ويحتمل أن يكون محفوظا، ويكون ممن وافق اسم هذا واسم أبيه على بعد في ذلك.

8625- معيقيب
بن معرض اليماميّ «1» .
روى حديثه شاصويه بن عبيد، عن معرض بن عبد اللَّه بن معيقيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: حججت حجة الوداع ... الحديث.
ذكره ابن مندة، قال أبو نعيم: هذا وهم، وإنما هو معرض بن معيقيب- يعني انقلب.
وقد مضى على الصّواب.

الميم بعدها الغين
8626- المغيرة بن الحارث
بن هشام المخزوميّ «2» .
ذكره أبو نعيم، وقال: مختلف في صحبته، ذكره الحضرميّ- يعني محمد بن عبد اللَّه المعروف بمطيّن في الوحدان.
وأخرج عن هارون بن إسحاق، عن قدامة بن محمد، عن مغيرة بن المغيرة بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يكفي المؤمن المواقعة» »
في الشّهر «4» .
قلت: سقط بين المغيرة والحارث عبد الرحمن، كذلك ذكره البخاريّ في تاريخه في ترجمة حفيده، فقال: مغيرة بن يحيى بن مغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث، روى قدامة بن محمد المدنيّ عنه عن أبيه عن جدّه مرسلا.
قلت: وعبد الرّحمن بن الحارث له رؤية، وهو والد أبي بكر أحد فقهاء المدينة، والمغيرة هذا هو أخوه، وكان مولده في خلافة معاوية، ولم يدرك العصر النبويّ قطعا.

8627- المغيرة بن سلمان الخزاعي «5» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5059) .
(2) أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 885، الأعلام 7/ 276، تجريد أسماء الصحابة 2/ 91، الجرح والتعديل 8/ 19- العقد الثمين 7/ 254- التاريخ الكبير 7/ 318، أسد الغابة ت (5069) .
(3) في أ: الوقعة.
(4) أورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 44867 وعزاه لأبي نعيم عن معاوية بن يحيى بن المغيرة بن الحارث عن هشام عن أبيه عن جده.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 91، تقريب التهذيب 2/ 269، الجرح والتعديل 8/ 223، خلاصة تذهيب 3/ 50، العقد الثمين 7/ 255، التاريخ الكبير 7/ 319، تهذيب الكمال 3/ 1360، تهذيب التهذيب 10/ 261، بقي بن مخلد 734، أسد الغابة ت (5070) .

(6/292)


تابعيّ أرسل حديثا، فذكره ابن شاهين في الصّحابة،
وأخرج من طريق حميد الطويل عنه- أن رجلين اختصما في شيء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «هل لكما في الشّطر؟ وأومأ بيده» . رواه البغويّ بسنده صحيح إلى حميد.
وقد ذكر ابن أبي حاتم المغيرة المذكور في التّابعين، وقال: روى عن ابن عمر، وكذا ذكره ابن حبّان في الثّقات، وروايته عن ابن عمر عند النسائيّ.

8628- المغيرة:
بن فلان، أو فلان بن المغيرة المخزوميّ، من بني مخزوم.
أخرج ابن سعد في «الطّبقات» ، عن أبي نعيم، عن سعيد بن يزيد الأحمسي، عن الشّعبيّ، حدّثتني فاطمة بنت قيس أنها كانت تحت المغيرة بن فلان أو فلان بن المغيرة من بني مخزوم، فذكر الحديث.
قلت: وكأن راويه لم يحفظ اسمه، فنسبه إلى جدّه الأعلى، وتردّد مع ذلك، فقلبه، فقال: المغيرة بن فلان، وكلاهما خطأ، وإنما هو أبو عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم. وقيل: هو أبو حفص بن عمرو بن عمرو بن المغيرة، وسيأتي في الكنى.

8629- المغيرة بن عقبة «1»
: بمثناة ثم موحدة، ابن النحاس، بنون ومهملة.
تابعيّ أرسل حديثا،
فذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب، ونقل عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يعلى بن يحيى المحاربي، عن أبيه، عن المغيرة بن عتبة، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على حمار وعليّ رديفه، فقال: «قل: اللَّهمّ اغفر لي، اللَّهمّ ارحمني، اللَّهمّ تب عليّ، لعلّك تصيبك إحداهنّ» .
قال ابن فتحون: وذكر سيف في الفتوح أنّ خالد بن الوليد استعمل عتبة والد المغيرة هذا فيمن استعمل من كماة الصّحابة على اللهازم من بكر بن وائل، يعني فإذا كان أبوه من الصّحابة جاز أن يكون هو كذلك، وهو كما قال، لكن الواقع خلاف ذلك، فإنه مذكور في طبقة صغار التابعين ممن روى عن كبار التّابعين كموسى بن طلحة، وكناه بذلك ابن أبي حاتم وغيره.

الميم بعدها الفاء
8630- المفروق بن عمرو «2»
: تقدم في القسم الثالث.
__________
(1) في أ: المنهال.
(2) أسد الغابة ت 5074.

(6/293)


8631- مفضل بن أبي الهيثم التغلبي.
أورده ابن قانع، وقال: حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن يحيى، عن أبي زائدة مولى التغلبيّين، عن مفضل بن أبي الهيثم، حليف لهم قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: نهى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يستقبل القبلة بغائط وبول.
قال ابن قانع: كذا قال بشر، وهو عندي خطأ، والصّواب معقل، وهو كما قال.

الميم بعدها القاف
8632- المقطّم «1»
بن المقدام الصّحابيّ.
قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما خلف أحد عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا» ، رواه الطّبرانيّ،
هكذا أورده الشّيخ محيي الدين النووي في كتاب الأذكار له، ووقفت على ذلك في عدة نسخ حتى في النسخة التي بخطه مضبوطا بضم الميم وفتح القاف وتشديد الطّاء المهملة. وقد تعقبه الحافظ زين الدين بن رجب الحنبليّ، فقرأت بخطه ما نصه: هكذا قرأت بخط النووي، وقد وقع له فيه تصحيف عجيب، لأن الّذي في المناسك للطّبراني: عن المطعم بن المقدام الصّنعانيّ، فجعل المطعم المقطم، والصنعاني الصّحابي.
والمطعم بن المقدام من أتباع التّابعين يروي عن مجاهد، وسعيد بن جبير، ونحوهما، مشهور، أرسل هذا الحديث، فهو معضل، فقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعيّ، عن المطعم بن المقدام، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكره، ومن هذا الوجه أخرجه الطّبراني.
وهو كما قال ابن رجب، وللمطعم رواية في سنن أبي داود والنسائي عن جماعة من التّابعين، منهم مجاهد، وهو من شيوخ الأوزاعي، وأبي إسحاق الفزاري، ووثقه جماعة، نعم ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: روى عن محمد بن مسلمة، كذا قال، وما أظن ذلك إلا وهما، وأرسل عن محمد بن مسلمة، ثم رأيت في تاريخ ابن عساكر أنه روى عن أبي هريرة، ومحمد بن مسلمة، مرسلا، ثم عدّ في شيوخه جماعة من التّابعين، وذكر في الرواة عنه إسماعيل بن عيّاش، ويحيى بن حمزة، ونحوهما،
وأخرج الحديث الّذي في الأذكار من طريق الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني الثقة المطعم بن
__________
(1) في ج: المعظم.

(6/294)


المقدام- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما حين يريد سفرا»
ثم أخرج من طريق الوليد أيضا يقول: سمعت الأوزاعي يقول: ما أصيب أهل دين بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني.
ومن الرواية عنه ما رواه يحيى بن حمزة الدمشقيّ عنه، وهو من طبقة الوليد بن مسلم عنه، عن الحسن- أنّ معاوية سأل سهل بن الحنظلية، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «الخيل معقود في نواصيها الخير ... »
الحديث.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هذا عندي وهم، فقد رواه أبو إسحاق الفزاريّ، عن المطعم، عن الحسن بن الحر، عن يعلى بن شداد، عن سهل، قال أبو حاتم، والمطعم عن الحسن البصري لا يصلح، والحسن بن سهل بن الحنظلية لا يجيء.

8633- المقعد «1»
: أورده المستغفري في الأسماء، فأخرج الحديث الّذي أورده أبو داود، من طريق يزيد بن نمران، قال: رأيت بتبوك رجلا مقعدا، فقال: مررت بين يدي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا على حمار ... الحديث.
قلت: وهو وهم، وإنما هي صفة، ومحلّه أن يذكر في المبهمات.

8634- المقنع:
في المنقع.

8635- المقوقس «2»
: بفتح القاف وسكون الواو وكسر القاف الثانية بعدها مهملة «3» هو لقب، واسمه جريح بن مينا بن قرقب، ومنهم من لم يذكر مينا كما جزم به أبو عمر الكنديّ في أمراء مصر، فقال: المقوقس بن قرقوب أمير القبط بمصر من قبل ملك الرّوم.
وذكره ابن مندة في الصّحابة، فقال: مقوقس صاحب الإسكندريّة، روى عنه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، ثم ساق من طريق حسين بن حسن الأسواريّ، حدّثنا مندل بن علي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهريّ، عن عبيد اللَّه، حدّثني المقوقس، قال: أهديت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قدح قوارير، وكان يشرب فيه.
قال: ورواه إسماعيل بن عمرو عن مندل بإسناده، فقال، عن ابن عبّاس، قال: إن المقوقس أهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت (5079) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 92، بقي بن مخلد 818.
(2) أسد الغابة ت (5080) ، الاستيعاب ت (2594) .
(3) سقط في ط.

(6/295)


وأخرجه أبو نعيم كذلك، وأخرجه ابن قانع قبلهما، لكنه لم يقل صاحب الإسكندريّة، وساق الحديث من طريق الحسين بن الحسن.
وقد أنكر ابن الأثير ذكره، فقال: لا مدخل له في الصّحابة، فإنه لم يسلم وما زال نصرانيّا، ومنه فتح المسلمون مصر في خلافة عمر، فلا وجه لذكره، ولهما أمثال هذا.
قلت: لولا قول ابن مندة صاحب الإسكندرية لاحتمل أن يكون ظنّه غيره كما هو ظاهر صنيع ابن قانع، وإن كان لم يصب بذكره في الصّحابة، وإهداء المقوقس إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقبوله هديته مشهور عند أهل السّير والفتوح،
قال أبو القاسم ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» : حدّثنا هشام بن إسحاق وغيره، قالوا: لما كانت سنة ستّ من مهاجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ورجع من الحديبيّة بعث إلى الملوك، فبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس. فلما انتهى إلى الإسكندريّة وجده في مجلس مشرف على البحر، فركب البحر، فلما حاذى مجلسه أشار بالكتاب بين إصبعيه، فلما رآه أمر به، فأوصل إليه، فلما قرأه قال: ما منعه إن كان نبيّا أن يدعو عليّ فيسلّط علي، فقال له حاطب: ما منع عيسى أن يدعو على من أراده بالسّوء؟ قال: فوجم لها. ثم قال له: أعد، فأعاد، ثم قال له حاطب: إنه كان قبلك رجل زعم أنه الرّبّ الأعلى، فانتقم اللَّه منه، فاعتبر به، وإن لك دينا لن تدعه إلا إلى دين هو خير منه وهو الإسلام، وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارته بمحمد، ولسنا ننهاك عن دين عيسى، بل نأمرك به، فقرأ الكتاب فإذا فيه: «من محمّد رسول اللَّه إلى المقوقس عظيم القبط: سلام على من اتّبع الهدى ...
فذكر مثل الكتاب إلى هرقل. فلما فرغ أخذه فجعله في حقّ من عاج، وختم عليه.
ثم ساق من طريق أبان بن صالح، قال: أرسل المقوقس إلى حاطب، فقال: أسألك عن ثلاث. فقال: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك. قال: إلام يدعو محمد؟ قلت: إلى أن يعبد اللَّه وحده، ويأمر بالصّلاة خمس صلوات في اليوم والليلة، ويأمر بصيام رمضان، وحجّ البيت، والوفاء بالعهد، وينهي عن أكل الميتة والدّم ... إلى أن قال: صفه لي. قال:
فوصفته، فأوجزت. قال: قد بقيت أشياء لم تذكرها في عينيه حمرة قلّما تفارقه، وبين كتفيه خاتم النبوّة، يركب الحمار، ويلبس الشّملة، ويجتزئ بالتمرات والكسر، ولا يبالي من لاقي من عم ولا ابن عمّ؟ قال: هذه صفته، وقد كنت أظن أن مخرجه بالشّام، وهناك كانت تخرج الأنبياء من قبله، فأراه قد خرج في أرض العرب في أرض جهد وبؤس، والقبط لا تطاوعني في اتباعه، وسيظهر على البلاد، وينزل أصحابه من بعده بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما هاهنا، وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفا، ولا أحبّ أن يعلم بمحادثتي إيّاك أحد.

(6/296)


قال أبو القاسم: وحدّثنا هشام بن إسحاق وغيره، قال: ثم دعا كاتبا يكتب بالعربيّة، فكتب: لمحمد بن عبد اللَّه من المقوقس. سلام. أما بعد فقد قرأت كتابك ... وذكر نحو ما ذكر لحاطب، وزاد: وقد أكرمت رسولك، وأهديت إليك بغلة لتركبها، وبجاريتين لهما مكان في القبط، وبكسوة. والسّلام.
وقال أبو القاسم أيضا: حدّثنا هانئ بن المتوكل، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد بن أبي حبيب- أن المقوقس لما أتاه الكتاب ضمّه إلى صدره، وقال: هذا زمان يخرج فيه النبيّ الّذي نجد نعته في كتاب اللَّه، وإنا نجد من نعته أنه لا يجمع بين أختين، وأنه يقبل الهديّة، ولا يقبل الصّدقة، وأن جلساءه المساكين، ثم دعا رجلا عاقلا ثم لم يدع بمصر أحسن ولا أجمل من مارية وأختها، فبعث بهما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وبعث بغلة شهباء، وحمارا أشهب، وثيابا من قباطي مصر، وعسلا من عسل بنها، وبعث إليه بمال وصدقة، وأمر رسوله أن ينظر من جلساؤه؟ وينظر إلى ظهره، هل يرى شامة كبيرة ذات شعرات؟
ففعل ذلك، فقدّم الأختين والدّابتين والعسل والثّياب، وأعلمه أن ذلك كله هديّة، فقبل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الهديّة، ولما نظر إلى مارية وأختها أعجبتاه، وكره أن يجمع بينهما، فذكر القصّة، وسيأتي في ترجمة مارية إن شاء اللَّه تعالى.
قال: وكانت البغلة والحمار أحبّ دوابه إليه، وسمّى البغلة دلدل، وسمى الحمار يعفور، وأعجبه العسل، فدعا في عسل بنها بالبركة، وبقيت تلك الثياب حتى كفّن في بعضها، وكذا قال.
والصّحيح ما في الصّحيح في حديث عائشة أنه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كفّن في ثياب يمانية.
وذكر الواقديّ: حدّثنا محمد بن يعقوب الثقفي، عن أبيه، قال: حدّثنا عبد الملك بن عيسى، وعبد اللَّه بن عبد الرّحمن بن يعلي بن كعب الثقفيان، وغيرهم، كلّ حدّثني بطائفة من الحديث، عن المغيرة بن شعبة، في قصّة خروجهم من الطّائف إلى المقوقس بأنهم لما دخلوا على المقوقس قال لهم: كيف خلصتم إليّ، ومحمّد وأصحابه بيني وبينكم؟ قالوا:
لصقنا بالبحر. قال: فكيف صنعتم فيما دعاكم إليه؟ قالوا: ما تبعه منا رجل واحد. قال:
فكيف صنع قومه؟ قالوا: تبعه أحداثهم، وقد لاقاه من خالفه في مواطن كثيرة. قال: فإلى ماذا يدعو؟ قالوا: إلى أن نعبد اللَّه وحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا، ويدعو إلى الصّلاة والزّكاة، ويأمر بصلة الرّحمن، ووفاء العهد، وتحريم الزّنا والرّبا والخمر. فقال المقوقس:

(6/297)


هذا نبيّ مرسل إلى النّاس كافة، ولو أصاب القبط والروم لاتبعوه، وقد أمرهم بذلك عيسى، وهذا الّذي تصفون منه بعث به الأنبياء من قبله، وستكون له العاقبة حتى لا ينازعه أحد، ويظهر دينه إلى منتهى الخفّ والحافر.
فقالوا: لو دخل الناس كلهم معه ما دخلنا معه، فأنغص المقوقس رأسه، وقال: أنتم في اللّعب، ثم سألهم عن نحو ما وقع لهم في قصّة هرقل، وفي آخره، فما فعلت يهود يثرب؟ قلنا: خالفوه فأوقع بهم. قال: هم قوم حسد، أما إنهم يعرفون من أمره مثل ما نعرف ... فذكر قصّة المغيرة فيما فعله برفقته ثم إسلامه بطولها.
وقد ذكر ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» ، عن عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن أبي جعفر وغيره في حصار عمرو بن العاص القبط في الحصن، إلى أن قال:
فلما خاف المقوقس على نفسه ومن تبعه فحينئذ سأل عمرو بن العاص الصلح، ودعاه إليه ... فذكر القصّة.
ومن طريق خالد بن مرثد، عن جماعة من التّابعين أنَّ المقوقس سبح هو وخواصّ القبط إلى الجزيرة، واستخلف الأعيرج «1» على الحصن، ثم ذكر عن المقوقس استمراره على الصلح مع المسلمين لما نقض الروم العهد، إلى غير ذلك، مما يدلّ على أنه تمادى على النّصرانية إلى أن مات. وقصته في ذلك شبيهة بقصّة هرقل، كما سيأتي في ترجمته إن شاء اللَّه تعالى.

8636- المقوقس:
في معجم ابن قانع، ولعله الأول، قاله الذّهبي في التجريد فوهم، ولو راجع الحديث الّذي ذكره ابن مندة وأبو نعيم لتحقّق أنه واحد، فإنّهم جميعا أخرجوا حديثا من طريقه بسند واحد.

الميم بعدها الكاف
8637- مكلبة بن ملكان الخوارزميّ «2»
: شخص كذّاب، أو لا وجود له.
زعم أن له صحبة، فأخرج له الخطيب، وأبو إسحاق المستملي، والمستغفري، من طريق المظفر بن عاصم بن أبي الأغر العجليّ، ويكنى أبا القاسم، وكان قدومه من سامرا إلى خوارزم في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة أحد الكذّابين، وزعم أنه لقي مكلبة بن ملكان فحدثه أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أربعا وعشرين غزوة، ومع سراياه،
__________
(1) في ج: الأعرج.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 93، أسد الغابة ت (5083) .

(6/298)


وذكر قصّة المستملي عن الحارث بن أحمد بن الحارث البلخي- أنه سمع المظفر ببغداد يقول: سمعت مكلبة بخراسان قال في رواية المستملي، وكان أمير خوارزم يومئذ يسمى فرجسيد، فذكر نحوه، قال: ابن الأثير: وكان ترك هذا أصلح. وقال الذّهبيّ بعد إيراده: هذا هو الكذّاب.
قال ابن الجوزيّ في ترجمة المظفر: زعم أنه لقي بعض الصّحابة فكذب.
قلت: وللمظفر أيضا خبر عن مكلبة يأتي في المبهمات في ترجمة ابن فلان إن شاء اللَّه تعالى.

8638- مكيث الجهنيّ «1»
. أورده أبو بكر بن أبي علي الذّكواني، من طريق عبد الرّزّاق، عن معمر، عن عثمان بن زفر، عن رافع بن مكيث، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «البرّ زيادة في العمر» «2» . أخرجه أبو موسى، وقال: وإنما رواه عبد الرّزّاق بهذا الإسناد عن بعض بني رافع عن أبيه، والحديث لرافع، وهو الصّواب.
قلت: وكذا هو في مصنف عبد الرّزّاق. وكذا أخرجه ابن شاهين، عن أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، عن زهير بن محمد، عن عبد الرّزّاق.

الميم بعدها اللام
8639- ملحان القيسي «3»
. ذكره أبو عمر، فقال: هو والد عبد الملك، ويقال: هو والد قتادة بن ملحان القيسي، يختلفون فيه، له حديث واحد في صيام البيض، وحديثه عند شعبة، عن أنس بن سيرين.
واختلف فيه على شعبة وعلى أنس بن سيرين أيضا، فقال أبو الوليد: عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن ملحان، عن أبيه. وقال يزيد بن هارون: عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه.
__________
(1) أسد الغابة ت (8638) .
(2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 502، وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 140 وقال رواه أحمد في حديث طويل عن بعض بني رافع وقد سماه غيره محمد بن خالد بن رافع فرجاله ثقات باعتبار الّذي سماه أه. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 160.
(3) الاستيعاب ت (2600) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 93، تقريب التهذيب 2/ 273، أسد الغابة ت (5089) .

(6/299)


قال يحيى بن معين: هذا خطأ، والصّواب ابن ملحان كما قال الطّيالسي وغيره ...
وقد روى هذا الحديث همام، عن أنس بن سيرين، قال: حدّثني عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي، عن أبيه، قال أبو عمر: هذا خطأ، والصواب ما قال شعبة، وليس همام ممن يعارض به شعبة ... انتهى.
والّذي أطلق غيره من الأئمة أنّ رواية همام هي الصواب، وأن ملحان أصحّ من منهال، وأن زيادة قتادة في النسب لا بدّ منها، ورواية همام عند أبي داود والنسائي وابن ماجة من رواية شعبة.
وأخرجه النّسائيّ، من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن رجل يقال له عبد الملك، عن أبيه، ولم يسمّه.
وأخرجه أيضا من رواية عبد اللَّه بن المبارك، عن شعبة، فقال: عن أنس، عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه، قال: كان قتادة يكنّى أبا المنهال، فقد اتحدت رواية شعبة مع رواية همام، وقد وافق هشام الدستوائي هماما، رواه روح بن عبادة عن هشام وهمام جميعا، عن أنس، عن عبد الملك بن قتادة، عن أبيه أخرجه الحارث بن أبي أسامة عنه، فظهر أن رواية همام هي الصواب، وأن صحابي الحديث قتادة بن ملحان لا المنهال، وأنّ والد عبد الملك هو قتادة، وأنّ من قال فيه: ابن المنهال أو ابن ملحان نسبه إلى جده.

8640- ملفع بن الحصين التميمي السعدي «1»
: له حديث ليس إسناده بالقوي، قاله أبو عمر.
قلت: وهو تصحيف، وإنما هو المنقع، بالنون والقاف. وقد تقدم في موضعه.

8641- ملقام بن التّلب:
ذكره ابن قانع، وأورده له من طريق غالب بن حجيرة: حدثتني أم عبد اللَّه بنت ملقام، عن أبيها، قال: أصاب الناس سنة جدبة، وكان عندي طعام فاستقرضه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم منّي.
قلت: سقط من السند الصحابي، وهو والد الملقام، كذلك أخرجه الطبراني من هذا الوجه، فقال: عن أبيها، عن أبيه ملقام. وذكره البخاريّ وغيره في التابعين.

8642- مليكة:
ذكر بعض شيوخي أنه اسم الرجل الّذي صلى خلف معاذ وانصرف
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 93، أسد الغابة ت (93، أسد الغابة ت (5090) ، الاستيعاب ت (2601) .

(6/300)


لما طوّل معاذ فيما قيل، ولم يذكر لذلك مستندا.

8643- مليل «1»
: آخره لام مصغّر، ابن عبد الكريم بن خالد بن العجلان الأنصاريّ.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» فوهم، فقد ذكره ابن مندة، فقال مليل بن وبرة بن عبد الكريم. ومضى في الأول على الصواب.

الميم بعدها النون
8644- منبه «2»
: بنون وموحدة.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في الّذي أحرم بعمرة، وعليه جبّة، وهو متخلق، هكذا أورده ابن عبد البر، وتعقبه ابن فتحون، فقال: هذا وهم ظاهر، والحديث في الصحيحين ليعلى بن أمية، وهو ابن منية بسكون النون بعدها تحتانية مثناة وهي أمه أو جدته، وأمية أبوه. وقد ذكره أبو عمر على الصواب في يعلى.

8645- المنتذر «3»
: بوزن المنكدر.
ذكره جعفر المستغفريّ، عن يحيى بن يونس الشيرازيّ، واستدركه أبو موسى على ابن مندة. وقد ذكره ابن مندة بصيغة التصغير وهو المعروف، فقال المنذر، ويقال المنيذر، فذكر حديثه، وقد سبق في مكانه.

8646- المنذر بن أبي راشد:
ذكره ابن فتحون «في الذّيل» ، وعزاه للطبراني، وساق من طريق صالح بن كيسان، عن الزبير بن المنذر بن أبي راشد، عن أبيه- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ بسوق المدينة، فقال: «هذه سوقكم فلا تنتقصوها ولا تأخذوا لها أجرا» .
قلت: وقوله ابن أبي راشد فيه تغيير، وإنما هو ابن أبي أسيد، وقد ذكر البخاريّ الزبير بن المنذر بن أبي أسيد. وتقدم المنذر بن أبي أسيد في القسم الثاني فيمن له رؤية، وروايته عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في حكم المرسل.

8647- المنذر بن عباد
بن قوال «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5091) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 94، الجرح والتعديل 8/ 418، التاريخ الكبير 8/ 73، أسد الغابة ت (5095) .
(3) أسد الغابة ت (5098) .
(4) أسد الغابة ت (5109) ، الاستيعاب ت (2518) .

(6/301)


ذكره ابن عبد البرّ. وقد تقدم في المنذر بن عبد اللَّه.

8648- المنذر بن عرفجة «1»
بن كعب بن النحّاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ.
شهد بدرا، هكذا أورده أبو عمر بعد ترجمة المنذر بن قدامة الأنصاريّ من بني غنم بن السلم بن مالك بن الأوس. وذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين، وغفل عن أنه شخص واحد، وهو المنذر بن قدامة بن عرفجة، سقط قدامة بين المنذر وعرفجة من بعض النسخ فظنه آخر.

8649- منفعة «2»
: رجل مذكور في الصحابة.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه ابنه كليب بن منفعة. ذكره أبو عمر هكذا، والّذي
أورده ابن قانع من طريق ضمضم بن عمرو الحنفي عن كليب بن منفعة، قال فيه: عن أبيه، عن جده، قلت: يا رسول اللَّه، من أبر؟ قال: «أمك وأباك ... »
الحديث.
وأخرجه البغويّ، من طريق الحارث بن مرة، عن كليب بن منفعة، قال: أتي جدّي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: من أبرّ ... الحديث.
وأخرجه أبو داود، فقال: عن كليب بن منفعة، عن جده، ولم يسمه، وسماه ابن مندة كليبا،
تقدم في الكاف ولم أر في شيء من طرقه لمنفعة رواية.

الميم بعدها الهاء
8650- مهاجر بن مسعود:
ذكر في الصحابة وهو وهم، فأخرج ابن أبي خيثمة، من طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: كان مهاجر بن مسعود بحمص فحدره عمر إلى الكوفة.
قلت: ظن الّذي أثبت الصحبة لمهاجر أنّ الرواية بكسر الجيم وأنه اسم الصحابي، وليس كذلك، إنما أخبر الشعبي أنّ عبد اللَّه بن مسعود في زمن الفتوح هاجر إلى أرض الشام، ونزل حمص، ثم رده عمر إلى الكوفة فهاجر فعل، وهو بفتح الجيم، وابن مسعود
__________
(1) أسد الغابة ت (5113) ، الاستيعاب ت (2521) .
(2) أسد الغابة ت (5126) ، الاستيعاب ت (2607) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297، الجرح والتعديل 8/ 425.

(6/302)


هو عبد اللَّه، وهو المخبر عنه بأنه هاجر، ومن ثم أخرج ابن أبي خيثمة هذا الأثر في ترجمة عبد اللَّه بن مسعود.

8651- مهاجر الكلاعيّ:
حديثه عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسل، وهو تابعي، كذا استدركه الذهبي في التجريد، وأشار إلى ما
أخرجه ابن قانع، من طريق عاصم بن مهاجر الكلاعي، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «الخطّ الحسن يزيد الحقّ وضوحا» «1»
قال ابن قانع: لست أعرف له صحبة.

8652- مهدي الجزري «2»
: تابعيّ معروف، أرسل حديثا فذكره علي بن سعيد العسكريّ في الصحابة.
وذكره أبو موسى في «الذّيل» من طريقه. وأخرج من طريق الوليد بن الفضل، عن سليمان بن المغيرة، عن مبذول بن عمرو، عن مهدي الجزريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ثلاثة يعذرون بسوء الخلق: المريض، والمسافر، والصّائم» .

8653- مهران:
تابعي.
أرسل حديثا، فذكره جعفر المستغفري في الصحابة، وتبعه أبو موسى، فأخرج من طريقه، ثم من
رواية عبد الصمد بن الفضل، عن مكي بن إبراهيم، عن ابن جريج: أخبرني محمد بن مهران أنه سمع أباه يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في حجة الوداع: «يا معشر التّجّار، أنّي أرمي بها بين أكتافكم، لا تلقّوا الرّكبان، ولا يبع حاضر لباد» .
ومحمد بن مهران ذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات، وقال: شيخ يروي المراسيل، روى عنه ابن جريج.

8654- المهلب
بن أبي صفرة الأزديّ، يكنى أبا سعيد.
تقدم له ذكر في ترجمة والده في حرف الظاء المعجمة، وذكر نسبه هناك، وذكر أيضا في ترجمة حذيفة بن اليمان الأزدي في حرف الحاء المهملة، فقال: ولد عام الفتح في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور في باب الصحابة الذين دخلوها، وسيأتي في ترجمة أبي صفرة
رواية المهلب، قال: سمعت أبي يقول: قال رسول
__________
(1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29304 وعزاه للديلمي في مسند الفردوس عن سلمة.
(2) أسد الغابة ت (5841) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 98.

(6/303)


اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أطولكنّ طاقا أعظمكنّ أجرا ... » «1»
الحديث.
وقال محمّد بن قدامة الجوهريّ في كتاب الخوارج: ولد المهلب عام الفتح. وقال الحاكم: ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وإن أباه وفد على أبي بكر ومعه عشرة من أولاده، وكان المهلب أصغرهم، فنظر إليه عمر، فقال لأبي صفرة: هذا سيدهم، وأشار إلى المهلب فذكره.
وقول الحاكم في مولده يعارضه ما تقدم في ترجمة حذيفة بن اليمان الأزديّ: إن أبا صفرة كان في خلافة أبي بكر غلاما لم يحتلم، فكيف يولد له قبل ذلك بأربع سنين. وقد وافق الحاكم على ذلك من أرخ وفاته سنة ثلاث وثمانين، وأنه مات وهو ابن ست وسبعين سنة.
وذكر ابن سعد أن أبا صفرة كان ممن ارتد ثم راجع الإسلام، ووفد على عمر، وأورده في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة. وقال العسكريّ: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وإنما قدم هو وأبوه المدينة في زمن عمر.
قلت: الأثر الأول أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، قال: وفد أبو صفرة على عمر في عشرة من ولده أصغرهم المهلب، فقال له عمر: هذا سيّد ولدك.
وقد
أخرج أصحاب السنن من رواية المهلب عمن سمع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إنّ يبيّتوكم فليكن شعاركم: حم لا ينصرون» .
وليس له في السنن غيره.
وأخرج له أحمد من روايته، عن سمرة بن جندب حديثا.
روى أيضا عن ابن عمر، وابن عمرو، والبراء. يروي عنه سماك بن حرب، وأبو إسحاق السبيعي، وعمر بن سيف، وقال ابن قتيبة: كان أشجع الناس، وحمى البصرة من الخوارج بعد أن جلا عنها أهلها، ولم يكن يعاب إلا بالكذب.
قلت: وذكر المبرد أنه كان يفعل ذلك في حروبه. وقال أبو عمر: هو ثقة، وأما من عابه بالكذب فلا وجه له، لأنه كان يحتاج لذلك في الحرب، يخادع الخوارج، فكانوا يصفونه لذلك بالكذب غيظا منهم عليه.
وقال ابن عبد البرّ: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وروى محمد بن
__________
(1) البخاري في صحيحه 2/ 137 والنسائي 5/ 67، كتاب الزكاة باب 59، فضل الصدقة حديث رقم 2541، وأحمد في المسند 6/ 121، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 96.

(6/304)


قدامة في أخبار الخوارج عن حفص بن عمر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن مهلب، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا كان بين أحدكم وبين القبلة قيد مؤخّرة الرّحل لم يقطع صلاته شيء» .
وقال أبو إسحاق السّبيعيّ: ما رأيت أميرا خيرا، من المهلب. وقال محمد بن قدامة في كتاب أخبار الخوارج: ذكر الكوفيون عن أبي إسحاق، عن أصحابه، قال: لم يل المهلب ولاية قط نظرا له، إنما كان يولي لحاجتهم إليه. قال: أبو إسحاق: صدقوا، أول من عقد له لواء علي بن أبي طالب حين انهزمت الأرد يوم الجمل، وكان المهلب ولي قتل الخوارج الأزارقة بعد أن كانوا هزموا العساكر، وغلبوا على البلاد، وشرطوا له أن كل بلد أجلى عنه الخوارج كان له التصرف في خراجها تلك السنة: فحاربهم عدة سنين إلى أن يسر اللَّه بتفريق كلمتهم على يده بعد تسع سنين.
وعاش إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين. وقيل مات سنة ثلاث، وله ست وسبعون سنة.

8655- المهلب:
غير منسوب.
ذكره ابن شاهين، وأورد من طريق مسدد: حدثنا محمد بن عيينة، حدثنا ذكوان- مولى لنا، قال: كان شعار المهلّب: حم لا ينصرون. وقال المهلب: وكان شعار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: وهذا هو المهلب بن أبي صفرة، وهو مرسل كما بينته في ترجمة الّذي قبله.

الميم بعدها الواو
8656- موسى بن شيبة:
ذكره العسكريّ في الصّحابة، وقال: روايته عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلة، وكذا وصف أبو حاتم روايته بالإرسال.

8657- موسى الأنصاريّ:
شخص كذّاب، أو اختلقه بعض الكذابين، قال أبو الفرج بن الجوزيّ في الموضوعات- بعد أن ساق حرز أبي دجانة، من طريق محمد بن أدهم القرشي، عن إبراهيم بن موسى الأنصاريّ، عن أبيه ... بطوله: هذا حديث موضوع، وإسناده منقطع، وليس في الصحابة من اسمه موسى، وأكثر رجاله مجاهيل.

8658- مويك:
أبو حبيب السلاماني.

(6/305)


ترجم له ابن شاهين، وذكره في حرف الميم فصحّفه، فإن أوله فاء بلا خلاف، وإنما اختلفوا في الواو. وأخرجه البغوي عن عثمان بن أبي شيبة بسنده، وقد أخرجه البغويّ وغيره في حرف الفاء بالسند الّذي أخرجه ابن شاهين.
وتقدم هناك فيمن اسمه فديك، بفاء ودال ثم كاف مصغّرا.

الميم بعدها الياء
8659- مينا
بن أبي مينا الجزار، مولى عبد الرحمن بن عوف.
روى عن مولاه، وعن عثمان، وعليّ، وابن مسعود، وأبي هريرة، وعائشة. روى عنه همام والد عبد الرزاق.
قال أبو حاتم الرّازيّ: منكر الحديث، وروى أحاديث مناكير في الصحابة، لا يعبأ بحديثه، كان يكذب. وقال عباس الدّوري، عن ابن معين: ليس بثقة، وكذا قال النّسائيّ.
وقال الجوزجاني: أنكر الأئمة حديثه لسوء مذهبه. وقال يعقوب بن سفيان: كان غير ثقة ولا مأمون.
وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال الترمذيّ والعقيلي: روى مناكير، زاد العقيلي: لا يتابع على شيء من حديثه. وقال ابن عديّ: يتبين على حديثه أنه كان يغلو في التشيّع.
وأغرب الحاكم فأخرج في مناقب فاطمة، من طريق عبد الرزاق: حدثني أبي، عن أبيه، عن مينا بن أبي مينا، مولى عبد الرحمن بن عوف، قال: خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «أنا الشّجرة وفاطمة فرعها، وعليّ لقاحها ... » «1»
الحديث. قال الحاكم: إسحاق وأبوه وجدّه ثقات، ومينا أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وسمع منه، وهذا المتن شاذ.
قلت: في كلامه مناقشات: الأولى- قوله: حدثني أبي عن أبيه فيه زيادة راو، وإنما روى عبد الرّزّاق عن أبيه عن مينا، ليس بين والد عبد الرزاق وبين مينا واسطة. الثانية- جد عبد الرزاق مما يستغرب، فإنه لا ذكر له ولا رواية. الثالثة- قوله: إن مينا أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وسمع منه- مردود، لأنّ مينا أخبر عن نفسه أنه ولد بعد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر أنه احتلم حين بويع لعثمان، وذلك في آخر سنة ثلاث وعشرين من
__________
(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه، 4/ 321، والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 1896، 8981، وابن عدي في الكامل 6/ 2451، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 220.

(6/306)


الهجرة، فيكون مولد مينا في آخر العصر النبويّ. الرابعة- إنما رواه مينا عن مولاه عبد الرحمن بن عوف، كذا أخرجه ابن عدي في الكامل، من رواية الحسن بن علي بن عيسى بن أبي عبد الغني، عن عبد الرزّاق، فالحديث لعبد الرحمن لا لمينا. الخامسة- قوله: وهذا المتن شاذ- إن أراد أنه تفرّد به من غير أن يوجد شيء يوافقه لم يصلح له الحكم بأنه صحيح، وليس بشاذ، [وإن أراد أنه شاذ مع ثقة رجاله فيحتمل [....] مطابقة واختصارا]
«1» .
__________
(1) سقط في أ.

(6/307)