الإصابة في
تمييز الصحابة حرف النون
القسم الأول
النون بعدها الألف
8660- النابغة الجعديّ
«1»
: الشاعر المشهور المعمّر.
اختلف في اسمه، فقيل: هو قيس بن عبد اللَّه بن عدس بن
ربيعة بن جعدة. وقيل بدل «2» عدس وحوح. وجعدة هو ابن كعب
بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وقيل اسم النابغة عبد اللَّه.
وقيل حبان بن قيس بن عمرو بن عدس. وقيل حبان بن قيس بن عبد
اللَّه بن قيس، وقيل بتقديم قيس على عبد اللَّه، وبه جزم
القحذمي، وأبو الفرج الأصبهانيّ، وبالأول جزم ابن الكلبيّ،
وأبو حاتم السجستاني، وأبو عبيدة، ومحمد بن سلام الجمحيّ،
وغيرهم.
وحكاه البغوي عنه، وحكى أبو الفرج الأصبهانيّ أنه غلط،
لأنه كان له أخ اسمه وحوح بن قيس قتل في الجاهلية فرثاه
النابغة.
__________
(1) سيرة ابن هشام 3/ 198، الشعر والشعراء 1/ 208، طبقات
الشعراء لابن سلام 103، الموشح 64، المحبر 8، المعارف 90،
أنساب الأشراف 1/ 62، جمهرة أنساب العرب 289، تاريخ خليفة
177، مروج الذهب 1258، تاريخ الطبري 6/ 185، مقدمة مسند
بقي بن مخلد 136، تجريد أسماء الصحابة 2/ 100، البرصان
والعرجان 284، العقد الفريد 2/ 52، الآمالي للقالي 1/ 71،
الذيل 26، ربيع الأبرار 4/ 258، الهفوات النادرة 10، خاص
الخاص 101، الكامل في التاريخ 2/ 10، تاريخ العظيمي 87،
وفيات الأعيان 2/ 50، مختصر التاريخ لابن الكازروني 56،
المنازل والديار 1/ 133، المعمرين 81، التذكرة الحمدونية
1/ 263، رسائل الجاحظ 1/ 364، أدب الدنيا والدين للماوردي
249، التذكرة الفخرية 40، شرح الأشموني 1/ 185، أمالي ابن
الشجري 1/ 282، معجم الشعراء في لسان العرب 417، جمهرة
أشعار العرب 145، تاريخ الأدب العربيّ 1/ 232، تاريخ آداب
اللغة العربية 1/ 152، ذكر أخبار أصبهان 1/ 73، تاريخ
الإسلام 2/ 258، الاستيعاب ت (2684) ، أسد الغابة ت (5162)
.
(2) في أ: بدل بن عدس وربيعة.
(6/308)
قلت: ويحتمل أن يكون وحوح أخاه لأمه، وقد
أخرج الحسن بن سفيان في مسندة، عن أبي وهب الوليد بن عبد
الملك، عن يعلي بن الأشدق: حدّثني قيس بن عبد اللَّه بن
عدس بن ربيعة نابغة بني جعدة، فذكر حديثا، قال أبو الفرج:
أقام مدة لا يقول الشعر ثم قاله فقيل نبغ، وقيل: كان يقول
الشعر ثم تركه في الجاهلية، ثم عاد إليه بعد أن أسلم، فقيل
نبغ.
وقال القحذميّ: كان النابغة قديما شاعرا مفلقا طويل العمر
في الجاهلية وفي الإسلام، قال: وكان أسنّ من النابغة
الذبياني، ومن شعره الدال على طول عمره:
ألا زعمت بنو أسد بأنّي ... أبو ولد كبير السّنّ فاني
فمن يك سائلا عنّي فإنّي ... من الفتيان أيّام الختان
أتت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذاك وحجّتان
وقد أبقت صروف الدّهر منّي ... كما أبقت من السّيف اليماني
[الوافر] وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين: عاش
مائتي سنة، وهو القائل:
قالت أمامة كم عمرت زمانة ... وذبحت من عتر على الأوثان
ولقد شهدت عكاظ قبل محلّها ... فيها وكنت أعدّ م الفتيان
والمنذر بن محرّق في ملكه ... وشهدت يوم هجائن النّعمان
وعمرت حتّى جاء أحمد بالهدى ... وقوارع تتلى من القرآن
ولبست م الإسلام ثوبا واسعا ... من سيب لا حرم ولا منّان
[الكامل] قال ابن عبد البرّ: استدلوا بهذا على أنه كان أسن
من النابغة الذبيانيّ، لأنه ذكر أنه شهد المنذر بن محرق،
والنابغة الذبيانيّ إنما أدرك النعمان بن المنذر، وتقدمت
وفاة النابغة الذبيانيّ قبله بمدة، ولذلك كان يظنّ أن
النابغة الذبيانيّ أكبر من الجعديّ وذكر عمر بن شبة عن
أشياخه أنه عمر مائة وثمانين سنة، وأنه أنشد عمر بن
الخطاب:
لبست أناسا فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا
ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكان الإله هو المستآسا
«1» [المتقارب]
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (5162) ،
والاستيعاب ترجمة رقم (2684) ، والشعر والشعراء: 249.
(6/309)
فقال له عمر: كم لبثت مع كل أهل؟ قال: ستين
سنة.
وقال ابن قتيبة: عمّر بعد ذلك إلى زمن ابن الزبير، ومات
بأصبهان وله مائتان وعشرون سنة. وذكر المرزباني نحوه إلا
قدر عمره، وزاد أنه كان من أصحاب عليّ، وله مع معاوية
أخبار. وعن الأصمعيّ أنه عاش مائتين وثلاثين سنة، وروينا
في كتاب الحاكم من طريق النضر بن شميل أنه سئل عن أكبر شيخ
لقيه المنتجع الأعرابيّ قال:
قلت: له من أكبر من لقيت؟ قال: النابغة الجعديّ. قال: قلت
له: كم عشت في الجاهلية؟ قال: دارين. قال النضر: يعني
مائتي سنة.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: كان النابغة ممن فكر في
الجاهلية، وأنكر الخمر والسّكر، وهجر الأزلام، واجتنب
الأوثان، وذكر دين إبراهيم، وهو القائل القصيدة التي فيها:
الحمد للَّه لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
«1» [المنسرح] قال أبو عمر: في هذه القصيدة: ضروب من
التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء والجنة والنار على نحو
شعر أمية بن أبي الصلت، وقد قيل: إنها لأمية، لكن صححها
حماد الراوية، ويونس بن حبيب، ومحمد بن سلام الجمحيّ، وعلي
بن سليمان الأخفش للنابغة،
قرأت على علي بن محمد الدمشقيّ بالقاهرة، عن سليمان بن
حمزة، أنبأنا علي بن الحسين شفاها، أنبأنا أبو القاسم بن
البناء كتابة، أنبأنا أبو النصر الطوسي، أنبأنا أبو طاهر
المخلص، حدثنا أبو القاسم البغويّ، حدثنا داود بن رشيد،
حدثنا يعلي بن الأشدق، قال: سمعت النابغة الجعديّ يقول:
أنشدت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
بلغنا السّماء مجدنا وجدودنا ... وإنّا لنرجو فوق ذلك
مظهرا
[الطويل] فقال: «أين المظهر يا أبا ليلى؟» قلت: الجنة.
قال: «أجل إن شاء اللَّه تعالى» . ثم قال:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوة أن
يكدّرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر
أصدرا
«2» [الطويل]
__________
(1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (5162) ،
والاستيعاب ترجمة رقم (2684) .
(2) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (2684) ، وأسد
الغابة ترجمة رقم (5162) .
(6/310)
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله
وسلم: «لا يفضض اللَّه فاك» - مرتين.
وهكذا أخرجه البزّار، والحسن بن سفيان في مسنديهما، وأبو
نعيم في تاريخ أصبهان، والشيرازي في الألقاب، كلّهم من
رواية يعلى بن الأشدق، قال: وهو ساقط الحديث.
قال أبو نعيم: رواه عن يعلى جماعة منهم هاشم بن القاسم
الحرّاني، وأبو بكر الباهليّ، وعروة العرقيّ، لكنه توبع،
فقد وقعت لنا قصة في غريب الحديث للخطابيّ،
وفي كتاب العلم للمرهبيّ وغيرهما، من طريق مهاجرين بن
سليم، عن عبد اللَّه بن جراد: سمعت نابغة بني جعدة يقول:
أنشدت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قولي: علونا
السماء ...
البيت، فغضب، وقال: «أين المظهر يا أبا ليلى؟» قلت: الجنة.
قال: «أجل إن شاء اللَّه» .
ثم قال: أنشدني من قولك. فأنشدته البيتين: ولا خير في حلم،
فقال لي: «أجدت، لا يفضض اللَّه فاك» . فرأيت أسنانه
كالبرد المنهل، ما انفصمت له سنّ ولا انفلتت.
ورويناه في المؤتلف والمختلف للدّارقطنيّ، وفي الصحابة
لابن السكن، وفي غيرهما من طريق الرحال بن المنذر: حدثني
أبي، عن أبيه كرز بن أسامة، وكانت له وفادة مع النابغة
الجعديّ، فذكرها بنحوه،
ورويناها في الأربعين البلدانية للسلفي، من طريق أبي عمرو
بن العلاء، عن نصر بن عاصم الليثيّ، عن أبيه: سمعت النابغة
يقول: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشدته
قولي: أتيت رسول اللَّه ... البيت، وبعده: بلغنا السماء
... البيت، فقال: «إلى أين يا أبا ليلى؟» قال: إلى الجنة.
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إن شاء
اللَّه» ... فلما أنشدته ولا خير في جهل ... البيت: ولا
خير في حلم ... البيت- فقال لي: «صدقت لا يفضض اللَّه فاك»
، فبقي عمره أحسن الناس ثغرا، كلما سقطت سنّ عادت أخرى،
وكان معمّرا.
ورويناه في مسند الحارث بن أبي أسامة، من طريق الحسن بن
عبيد اللَّه العنبريّ، قال: حدّثني من سمع النابغة الجعديّ
يقول: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم
فأنشدته:
وإنّا لقوم ما نعوّد خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد
وتنفرا
وننكر يوم الرّوع ألوان خيلنا ... من الطّعن حتّى نحسب
الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردّها ... صحاحا ولا مستنكرا أن
تعقّرا
«1» [الطويل]
__________
(1) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (2684) .
(6/311)
بلغنا السماء ... البيت، وبقية القصيدة
نحوه.
ورويناها مسلسلة بالشعراء من رواية دعبل بن علي الشّاعر،
عن أبي نواس، عن والبة بن الحباب، عن الفرزدق، عن الطرماح،
عن النّابغة، وهي في كتاب الشّعراء لأبي زرعة الرّازي
المتأخر.
وقد طولت ترجمته في كتاب من جاوز المائة مما دار بينه وبين
من هاجاه من الماجريات كليلى الأخيلية صاحبة توبة، وأوس
المزنيّ، وغيرهما.
وذكر أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» أنه قيس بن عبد اللَّه،
وأنه مات بأصبهان، قال:
وكان معاوية سيّره إليها مع الحارث بن عبد اللَّه بن عبد
عوف بن أصرم، وكان ولي أصبهان من قبل علي، ثم أسند من طريق
الأصمعيّ، عن هانئ بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن عبد اللَّه
بن صفوان، قال: عاش النابغة مائة وعشرين سنة.
قال ابن عبد البرّ: قصيدة النابغة مطوّلة نحو مائتي بيت،
أولها:
خليليّ غضّا ساعة وتهجّرا ... ولو ما على ما أحدث الدّهر
أو ذرا
[الطويل] يقول فيها:
أتيت رسول اللَّه إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرّة
نيّرا
[الطويل] ومنها:
وجاهدت حتّى ما أحسّ ومن معي ... سهيلا إذا ما لاح ثمّ
تحوّرا
أقيم على التّقوى وأرضى بفعلها ... وكنت من النّار المخوفة
أحذرا
[الطويل] قال: وما أظنّه إلا أنشدها النبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم كلها.
ثم أورد أبو عمر بإسناده إلى أبي الفرج الرياشي منها أربعة
وعشرين بيتا.
وذكر عمر بن شبّة عن مسلمة بن محارب أنّ النابغة الجعديّ
دخل على عليّ فذكر قصّة.
وذكر أبو نعيم في تاريخ أصبهان: وأخرج ابن أبي خيثمة في
تاريخه عن الزبير بن بكّار، وحدّثني أخي هارون بن أبي بكر،
عن يحيى بن أبي قتيلة، عن سليمان بن محمّد بن
(6/312)
يحيى بن عروة، عن أبيه، عن عمه عبد اللَّه
بن عروة، قال: ألحت السنة على نابغة بني جعدة، فدخل على
ابن الزبير في المسجد الحرام فأنشده:
حكيت لنا الصّدّيق لمّا وليتنا ... وعثمان والفاروق فارتاح
معدم
وسوّيت بين النّاس في الحقّ فاستووا ... فعاد صباحا حالك
اللّيل مظلم
أتاك أبو ليلى تجوب به الدّجى ... دجى اللّيل جوّاب الفلاة
عرمرم»
لتجبر منه جانبا دعدعت به ... صروف اللّيالي والزّمان
المصمّم
[الطويل] فقال ابن الزّبير: هوّن عليك يا أبا ليلى، فإن
الشّعر أيسر وسائلك عندنا، لك في مال اللَّه حقّان: حقّ
لرؤيتك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وحقّ
لشركتك أهل الإسلام في فيئهم، ثم أخذه بيده فدخل به دار
النّعم، وأعطاه سبع قلائص وحملا وخيلا، وأوقر الركاب برّا
وتمرا وثيابا، فجعل النابغة يستعجل ويأكل الحبّ صرفا، فقال
ابن الزبير: ويح أبي ليلى! لقد بلغ به الجهد.
فقال النّابغة: أشهد لسمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم يقول: «ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت،
وحدّثت فصدقت، ووعدت خيرا فأنجزت، فأنا والنبيون فرّاط
التابعين «2» .
وقد وقع لنا عاليا جدّا من حديث ابن الزّبير موافقة، قرأت
على فاطمة بنت محمد بن المنجي بدمشق، عن سليمان بن حمزة،
أنبأنا محمود بن إبراهيم في كتابه، أنبأنا مسعود بن الحسن،
أنبأنا أبو بكر السمسار، أنبأنا أبو إسحاق بن خرشة، أنبأنا
أبو الحسن المخزومي، حدّثنا الزّبير بن بكّار بن بتمامه.
وأخرجه ابن جرير في تاريخه، عن ابن أبي خيثمة. وأخرجه أبو
الفرج الأصبهانيّ في الأغاني عن ابن جرير. وأخرجه ابن أبي
عمر في مسندة عن هارون. وأخرجه ابن السكن عن محمد بن
إبراهيم الأنماطيّ، والطّبرانيّ في الصّغير عن حسين بن
الفهم، وأبو الفجر الأصبهانيّ عن حرمي بن العلاء، ثلاثتهم
عن الزّبير، فوقع لنا بدلا عاليا. وأخرج أبو نعيم عن
الطّبرانيّ طرفا منه.
__________
(1) انظر الأغاني 5/ 28، وسير أعلام النبلاء 3/ 178.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 365 وأورده ابن حجر في
المطالب العالية حديث رقم 2056 والهيثمي في الزوائد 10/
28، عن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير بزيادة في أول الحديث
قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه راو لم أعرفه ورجال مختلف
فيهم وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33827،
33828، 37986.
(6/313)
8661- نابل
«1»
: بموحدة، الحبشي، والد أيمن.
قال أبو أحمد العسّال: له صحبة. وقال أبو عمر: لم أر حديثا
يدلّ على لقائه.
وأخرج أبو موسى في الذيل، من طريق أبي الشّيخ: حدثنا محمد
بن زكريّا، حدّثنا بكّار السّيريني، حدثنا أيمن بن نابل،
عن أبيه- أنّ رجلا كالأعرابي أهدى لرسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وآله وسلم ناقتين، فعوّضه فلم يرض مرتين، فقال رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
«لقد هممت ألّا أتّهب إلّا من قرشيّ أو أنصاريّ أو ثقفيّ»
«2» . قال أبو موسى: رواه جماعة عن بكار.
قلت: وهو ضعيف.
8662- ناجية:
بن الأعجم الأسلميّ «3» .
ذكره ابن سعد في الصّحابة، وقال: لا عقب له، وأخرج عن
الواقديّ، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه: حدّثني أربعة
عشر رجلا من أسلم، من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم أنّ ناجية بن الأعجم هو الّذي نزل في القليب القليل
الماء يوم الحديبيّة بسهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم، أعطاه إياه من كنانته، وأمره أن يغوّر الماء
بسهمه، وأن يصبّ ماء توضأ منه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم، ففعل، قال: وقيل إن النازل ناجية بن جندب كما
سيأتي في ترجمته. وقال العطويّ: عقد رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وآله وسلم لواءين يوم الفتح، أعطى أحدهما
ناجية بن الأعجم، والآخر بريدة بن الحصيب.
وذكره ابن أبي حاتم، وحكى عن أبيه أنه قال: لا أعرفه. وقال
ابن شاهين في الصّحابة:
مات بالمدينة في آخر خلافة معاوية.
8663- ناجبة بن جندب
«4»
: بن عمير بن يعمر بن دارم بن وائلة بن سهم بن مازن بن
سلامان بن أسلم الأسلميّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5163) ، الاستيعاب ت (2685) .
(2) أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 18، وابن عدي في الكامل
1/ 423، وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 151، عن ابن عباس
رضي اللَّه عنهما وقال الهيثمي رواه أحمد والبزار فقال إن
أعرابيا أهدى بدل وهب والطبراني في الكبير وقال وهب ناقة
فأثابه عليها ورجال أحمد رجال الصحيح والحسيني في إتحاف
السادة المتقين 9/ 297.
(3) أسد الغابة ت (5164) .
(4) الثقات 3/ 415، عنوان النجابة 162، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 100، خلاصة تذهيب 3/ 87، تاريخ جرجان 163،
السير والمغازي 239، تهذيب التهذيب 10/ 399، الجرح
والتعديل 8/ 486، المغازي للواقدي، 574، التاريخ الكبير 8/
107، الطبقات الكبرى 2/ 121، 168، 173- 4/ 315، الكاشف 3/
195، تهذيب الكمال 3/ 140، السيرة لابن هشام 3/ 258، تقريب
التهذيب 2/ 294، التاريخ الكبير 8/ 106، تاريخ الطبري 2/
624، أنساب الأشراف 1/ 353، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 121،
الكامل في التاريخ 4/ 44، تحفة الأشراف 9/ 3، أسد الغابة ت
(5165) ، الاستيعاب ت (2686) .
(6/314)
قال ابن إسحاق: حدّثني بعض أهل العلم، عن
رجال من أسلم أن الّذي نزل في القليب بسهم رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وآله وسلم ناجية بن جندب الأسلميّ صاحب بدن
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وزعم بعض أهل
العلم أن البراء بن عازب كان يقول: أنا الّذي نزلت.
قال ابن إسحاق، وزعمت أسلم أن جارية من الأنصار أقبلت
بدلوها وناجية في القليب يميح على الناس، فقالت:
يا أيّها المائح دلوي دونكا ... إنّي رأيت النّاس يحمدونكا
[الرجز] قال: فأجابها:
قد أقبلت جارية يمانية ... إنّي أنا المائح واسمي ناجية
«1» [الرجز] وقال سعيد بن عفير: كان اسمه ذكوان، فسمّاه
النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ناجية حين نجا من قريش.
وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه- أنّ ناجية صاحب بدن رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مات بالمدينة في خلافة
معاوية.
وأخرج الحسن بن أبي سفيان في مسندة، من طريق موسى بن
عبيدة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن أسلم، عن ناجية بن جندب،
قال: كنا بالغميم، فجاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله
وسلم خبر قريش أنها بعثت خالد بن الوليد جريدة خيل بتلقي
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فكره رسول اللَّه
أن يلقاه، وكان بهم رحيما، فقال: من برجل يعدلنا عن
الطريق؟ فقلت، أنا بأبي أمي يا رسول اللَّه! قال: فأخذت
بهم في طريق قد كان بها فدافد وعقاب، فاستوت لي الأرض حتى
أنزلته على الحديبيّة وهي تنزح، قال: فألقى فيها سهما أو
سهمين من كنانته ثم بصق فيها، ثم دعا بها فعادت عيونها حتى
أني أقول: لو شئنا لاغترفنا قداحنا.
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (5165) ،
الاستيعاب ترجمة رقم (2686) .
(6/315)
ووقع لنا بعلوّ في المعرفة لابن مندة، وكذا
أخرجه ابن السّكن، والطّبرانيّ، من طريق موسى بن عبيدة،
وهو عندهم بالشك: ناجية بن جندب، أو جندب بن ناجية، وموسى
ضعيف.
ولناجية بن جندب حديث آخر أخرجه ابن مندة من طريق مجزأة بن
زاهر، عن أبيه، عن ناجية بن جندب، قال: أتيت النبي صلى
اللَّه عليه وآله وسلم حين صدّ الهدي، فقلت: يا رسول
اللَّه، ابعث معي بالهدي حتى أنحره في الحرم. قال: «وكيف
تصنع؟» قال:
قلت: آخذ في أودية لا يقدرون عليّ: فدفعه إليّ فنحرته في
الحرم.
قال ابن مندة: تفرد به مخول بن إبراهيم، عن إسرائيل عنه،
ورواه عنه أبو حاتم الرّازي وغيره، كذا قال.
وقد أخرجه النّسائيّ من طريق عبيد اللَّه بن موسى، عن
إسرائيل مثله. وأخرجه أبو نعيم، من طريق محمد بن عمرو بن
محمد العنقزي، عن إسرائيل، لكن قال فيه: عن ناجية، عن
أبيه، وكذا أخرجه الطّحاوي من طريق مخول.
8664- ناجية بن عمرو الحضرميّ.
ذكره ابن أبي عاصم في «الوحدان» . وأخرج هو وابن قانع
والطبراني من طريق سلمة بن رجاء، عن عائذ بن شريح- أنه سمع
أنس بن مالك، وشعيب بن عمرو، وناجية ابن عمرو يقولون:
رأينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يخضب
بالحنّاء. وذكره البغويّ في أثناء ترجمة ناجية الأسلميّ.
فوهم. واللَّه أعلم.
8665- ناجية بن عمرو الخزاعيّ
«1»
. ذكره ابن عقدة في كتاب «المولاة» ،
وأخرج من طريق عمرو بن عبد اللَّه بن يعلى بن مرة عن أبيه،
عن جدّه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم
يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» .
فلما قدم علي الكوفة نشد الناس فانتشدنا له بضعة عشر رجلا،
منهم أبو أيوب، وناجية بن عمرو الخزاعيّ. أورده أبو موسى
في ترجمة الحضرميّ الّذي قبله، ولا أراه إلا غيره.
8666- ناجية بن كعب الخزاعيّ
«2»
. فرّق بينه وبين الّذي قبله ابن شاهين وغيره، وقال مالك
في الموطأ، عن هشام بن عروة، عن أبيه: إن ناجية صاحب هدي
النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سأله كيف يصنع بما
__________
(1) أسد الغابة ت (5169) .
(2) أسد الغابة ت (5170) .
(6/316)
عطب من البدن، فأمره أن ينحر كلّ بدنة
عطبت، ثم يلقي نعلها في دمها ويخلي بينها وبين الناس ...
الحديث.
وكذا رواه شعيب «1» بن إسحاق، وحمّاد بن سلمة، وأبو خالد
الأحمر، وقال وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن ناجية: أخرجه
أحمد، وتابع وكيعا ابن عيينة، وعبدة، وجعفر بن عون، وروح
بن القاسم، وغيرهم، عن هشام.
وأخرجه ابن خزيمة، من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عنه
بلفظ: حدثني ناجية.
واختلف في وصله وإرساله على أبي معاوية ووهب بن خالد
وغيرهما، ولم يسمّ أحد منهم والد ناجية، لكن قال بعضهم:
الخزاعيّ، وبعضهم الأسلميّ، ولا يبعد التعدد، فقد ثبت من
حديث ابن عباس أن ذؤيبا الخزاعيّ حدّثه أنه كان مع البدن
أيضا.
وأخرج ابن أبي شيبة من طريق عروة أنّ النّبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم بعث ناجية الخزاعيّ عينا في فتح مكّة.
وقد جزم أبو الفتح الأزديّ وأبو صالح المؤذن بأنّ عروة
تفرد بالرّواية عن ناجية الخزاعيّ، فهذا يدل على أنه غير
الأسلميّ.
8667- ناجية الطّفاويّ «2»
. قال ابن مندة: له ذكر في الصّحابة، وكان يكتب المصاحف،
وأخرج من طريق فروة بن حبيب، حدّثنا البراء بن عازب «3» ،
عن واصل، قال: أدركت رجلا من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وآله وسلم يقال له ناجية الطّفاويّ، قال: صلّى رسول
اللَّه عليه وآله وسلم خمس صلوات.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق فروة بن حبيب بهذا السّند، قال:
كان ناجية يكتب المصاحف، فأتته امرأة ... فذكر قصّة طويلة.
8668- ناسج الحضرميّ
«4»
. ذكره أبو الفتح الأزديّ في «مفردات الصّحابة» ، وذكره
البخاريّ فقال: ناسج، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم، وعنه شرحبيل بن شفعة،
وأخرج ابن شاهين من طريق
__________
(1) في أ: شعبة.
(2) أسد الغابة ت (5168) ، الاستيعاب ت (2687) ، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 101.
(3) في أ: عبد اللَّه.
(4) أسد الغابة ت (5171) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 1142،
تبصير المنتبه 4/ 1404.
(6/317)
الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، عن
شرحبيل بن شفعة، عن ناسج الحضرميّ- أنّ النبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم مرّ برجلين يتبايعان شاة يتحالفان، ثم مرّ
بالشّاة قد اشتراها الرجل، فقال: أوجب أحدهما.
وقال ابن أبي حاتم: أخرج البخاريّ ناسج الحضرميّ فغيّره
أبي، وقال: إنما هو عبد اللَّه بن ناسج.
قلت: وقد تقدّم في العبادلة.
8669- ناعم بن أجيل «1»
بجيم مصغّرا، الهمدانيّ، مولى أم سلمة.
قال المستغفريّ: روى البردعي بسند له مجهول، عن اللّيث-
أنه من الصّحابة، وأخرج ابن يونس من طريق ابن لهيعة، قال:
كان ناعم من أهل بيت شرف من بيوت همدان، فأصابهم سباء في
الجاهليّة، فصار إلى أم سلمة فأعتقته.
قال ابن يونس: وكان ناعم أحد الفقهاء الذين أدركهم يزيد بن
أبي حبيب، قال أبو النضر الأسود بن عبد الجبار: بلغني أنه
مات سنة ثمانين. وهكذا ذكره أبو عمر الكنديّ في الموالي من
أهل مصر.
وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: سبي في
الجاهليّة فأعتقته أم سلمة.
قلت: وظاهر هذا أن يكون صحابيا، فذكرته في هذا القسم
للاحتمال. وقد وثّقه ابن سعد، ويعقوب بن سفيان، والنسائيّ.
8670- ناعم:
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره العسكريّ في الصّحابة، وقال: لا أعلم له حديثا مسندا.
وأخرج من طريق كعب بن علقمة: حدّثني ناعم مولى رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: شهدت عليّا خطب على بعير،
فتقدم ثم نزل، فدعا بكبش أقرن فذبحه، فقال: هذا عن علي وآل
علي.
واستدركه ابن فتحون، وقال: ذكر الطبري «2» في «تهذيب
الآثار» من طريق كعب بن علقمة هذه القصّة. قال ابن فتحون:
وقد ذكر البخاريّ، ناعم بن أجيل فلعله هو.
__________
(1) طبقات ابن سعد 5/ 298، التاريخ الكبير 8/ 1251،
المعرفة والتاريخ 2/ 520، تاريخ أبي زرعة 1/ 431، الجرح
والتعديل 8/ 508، تهذيب الكمال 3/ 1402، الكاشف 171، تهذيب
التهذيب 10/ 403، تقريب التهذيب 2/ 195، خلاصة تذهيب
التهذيب 405، الثقات لابن حبان 5/ 470، تاريخ الإسلام 2/
530، أسد الغابة ت (5173) .
(2) في أ: الطبراني.
(6/318)
قلت: وقد ذكر ابن يونس في ترجمة ناعم بن
أجيل أنه روى عن عليّ وعثمان وغيرهما من الصّحابة، وذكر في
الرّواة عنه كعب بن علقمة، فهما واحد، ولعل من وصفه بأنه
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تجوّز في ذلك
لكونه مولى زوجه.
8671- نافع بن بديل
بن ورقاء الخزاعيّ «1» .
كان قديم الإسلام، واستشهد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه
وآله وسلم. وقد تقدم ذكر أبيه في الموحدة وأخيه عبد اللَّه
في العبادلة.
وقال ابن إسحاق: حدّثني أبي، عن المغيرة بن عبد الرّحمن بن
الحارث بن هشام، وعبد اللَّه بن أبي بكر، وغيرهما، قالوا:
بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم المنذر بن عمرو
إلى أهل نجد في سبعين رجلا من خيار المسلمين، منهم الحارث
بن الصّمة، وحرام بن ملحان، وفروة بن أسماء، ونافع بن بديل
بن ورقاء الخزاعيّ، فقتلوا فقال ابن رواحة ينعى نافعا:
رحم اللَّه نافع بن بديل ... رحمة المبتغي ثواب الجهاد
صابرا صادق الحديث إذا ما ... أكثر القوم قال قول السّداد
«2» [الخفيف] وأوردها أبو سعيد السكريّ في ديوان حسان بن
ثابت، وزاد فيها بيتا ثالثا.
والبعث المذكور كان إلى بئر معونة، وصرّح غير واحد منهم
ابن الكلبيّ في الجمهرة بأن نافعا استشهد ببئر معونة.
8672- نافع بن الحارث الخزاعيّ
«3»
. في نافع بن عبد الحارث.
8673- نافع بن الحارث:
بن كلدة «4» الثّقفيّ، أخو أبي بكرة لأمّه.
__________
(1) أسد الغابة ت (5174، الاستيعاب ت (2621) .
(2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (5174) ،
والاستيعاب ترجمة رقم (2621) وسيرة ابن هشام 2 (188) .
(3) الثقات 3/ 412، الطبقات 109، تجريد أسماء الصحابة 2/
102، تقريب التهذيب 295، خلاصة تذهيب 3/ 88، الأعلام 8/ 5،
تهذيب التهذيب 10/ 406، الجرح والتعديل 8/ 451- التاريخ
الكبير 8/ 82، العقد الثمين 7/ 320- الطبقات الكبرى 3/
242، 5/ 462- تهذيب الكمال 1403- بقي بن مخلد 501.
(4) بقي بن مخلد 742، الاستيعاب ت (2622) ، أسد الغابة ت
(5177) .
(6/319)
قال أبو عمر: روي عن ابن عبّاس أنه كان ممن
نزل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من
الطّائف، وأمه سميّة مولاة الحارث.
قال ابن سعد: ادّعاه الحارث، واعترف أنه ولده فثبت نسبه
منه، وهو أول من اقتنى الخيل بالبصرة، وهو أحد الشهود على
المغيرة، وكان سأل عمر بن الخطاب أن يقطعه قطيعة بالبصرة،
فكتب إلى يأبى موسى أن يقطعه عشرة أجربة ليس فيها حقّ
لمسلم ولا لمعاهد، ففعل.
وأخرج ابن أبي شيبة، من طريق محمد بن عبيد اللَّه الثقفيّ:
قال أتى رجل من ثقيف يقال له نافع أبو عبد اللَّه عمر،
وكان أول من اقتنى إبلا بالبصرة، فقال: يا أمير المؤمنين،
إنّ قبلنا أرضا ليست من أرض الخراج، ولا تضرّ بأحد،
فأقطعنيها أتخذها فضاء لخيلي. قال:
فكتب عمر إلى أبي موسى إن كان كما قال فأعطها إيّاه.
وذكر ابن سعد في ترجمته حديثا سأذكره بعد في أواخر من اسمه
نافع.
8674- نافع بن زيد الحميريّ.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة،
وأخرج من طريق زكريا بن يحيى الحميريّ، عن إياس بن عمرو
الحميريّ- أن نافع بن زيد الحميريّ قدم وافدا على رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في نفر من حمير، فقالوا:
أتيناك لنتفقّه في الدين، ونسأل عن أول هذا الأمر، قال:
«كان اللَّه ليس شيء غيره، وكان عرشه على الماء، ثمّ خلق
القلم، فقال: اكتب ما هو كائن، ثمّ [103] خلق السّماوات
والأرض وما فيهنّ واستوى على عرشه» .
فيه عدة مجاهيل.
8675- نافع بن سليمان العبديّ
«1»
. يقال: إنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وحفظ
عنه وهو صغير.
روى حديثه إسحاق بن راهويه في مسندة، وقال: أخبرني سليمان
بن نافع العبديّ بحلب، قال: قال لي أبي: وفد المنذر بن
ساوى من البحرين ومعه أناس وأنا غلام أعقل أمسك جمالهم،
فذهبوا بسلاحهم فسلّموا على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم، ووضع المنذر سلاحه، ولبس ثيابا كانت معه، ومسح لحيته
بدهن، فأتى نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا مع
الجمال انظر إلى نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم،
فقال المنذر: قال لي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
«رأيت منك ما لم أر من أصحابك؟» فقلت: أشيء جبلت عليه أو
أحدثته؟ قال: لا، بل
__________
(1) أسد الغابة ت (5179) .
(6/320)
جبلت عليه. فلما أسلموا قال النّبيّ صلى
اللَّه عليه وآله وسلم: «أسلمت عبد القيس طوعا، وأسلم
النّاس كرها» .
قال سليمان: وعاش أبي مائة وعشرين سنة.
وأخرجه الطّبرانيّ، وابن نافع جميعا، عن موسى بن هارون، عن
إسحاق، قال موسى: ليس عند إسحاق أعلى من هذا.
وأخرجه ابن بشران في «أماليه» ، عن دعلج، عن موسى وسليمان،
ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، ولم يذكر فيه جرحا.
والقصّة التي ذكرها للمنذر بن ساوى معروفة للأشجّ، واسمه
المنذر بن عائذ، وأظنّ سليمان وهم في ذكر سنّ أبيه، لأنه
لو كان غلاما سنة الوفود، وعاش هذا القدر، لبقي إلى سنة
عشرين ومائة، وهو باطل، فلعله قال: عاش مائة وعشرا، لأن
أبا الطّفيل آخر من رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم
موتا، وأكثر ما قيل في سنة وفاته سنة عشر ومائة. وقد
ثبت في الصّحيحين أنه قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم في
آخر عمره: «لا يبقى بعد مائة من تلك اللّيلة على وجه الأرض
أحد» ،
وأراد بذلك انخرام قرنه، فكان كذلك.
8676- نافع بن سهل:
الأنصاريّ الأشهليّ.
ذكره عمر بن شبّة في الصّحابة، وقال: استشهد باليمامة،
واستدركه ابن فتحون.
8677- نافع بن ظريف «1»
بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف النوفليّ.
قال العدويّ: هو من مسلمة الفتح، وهو الّذي كتب المصحف
لعمر، قال الزّبير بن بكّار: ولد ظريب نافعا، وأمه صفيّة
بنت عبد اللَّه بن بجاد الكنانيّة، وهو والد أم قتال أم
محمد بن جبير بن مطعم، وأمّها عتبة بنت أبي إهاب التي
تزوّجها عقبة بن الحارث، ثم فارقها من أجل قول المرأة
السوداء: إني أرضعتكما، ففارقها عقبة فتزوّجها نافع هذا.
وقال هشام بن الكلبيّ: كان يكتب المصاحف لعمر بن الخطاب.
وقال البلاذريّ:
كتب المصاحف لعثمان، وقيل لعمر.
8678- نافع «2»
: بن عبد الحارث بن حبالة بن عمير «3» بن عبشان الخزاعيّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5184) ، الاستيعاب ت (2626) .
(2) الثقات 3/ 412، الطبقات 109، تجريد أسماء الصحابة 2/
102، تقريب التهذيب 295، خلاصة تذهيب 3/ 88، تهذيب التهذيب
10/ 406، الأعلام 8/ 5، الجرح والتعديل 8/ 451، التاريخ
الكبير 8/ 82، العقد الثمين 7/ 320، الطبقات الكبرى 3/
242، تهذيب الكمال 1403، بقي بن مخلد 501، أسد الغابة ت
(5176) ، الاستيعاب ت (2628) .
(3) في أ: بن عمير بن الحارث بن عمرو.
(6/321)
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم،
روى عنه أبو الطّفيل وغيره. وقال البخاريّ: يقال: إن له
صحبة، وذكره ابن سعد في الصّحابة في طبقة من أسلم في
الفتح.
وقال ابن عبد البرّ: كان من كبار الصّحابة، وفضلائهم،
ويقال إنه أسلم يوم الفتح، فأقام بمكة ولم يهاجر، فأنكر
الواقديّ أن تكون له صحبة.
وذكره في الصّحابة ابن حبّان، والعسكريّ، وآخرون، وحديثه
في السّنن ومسند أحمد: «من سعادة المرء الجار الصّالح» .
ووقع في رواية إبراهيم الحربيّ نافع بن الحارث بإسقاط عبد.
والصّواب إثباته. وأمّره عمر على مكّة. قال البخاريّ في
صحيحه: اشترى نافع بن عبد الحارث لعمر من صفوان بن أمية
دار السّجن بمكّة.
8679- نافع بن عبد عمرو
بن عبد اللَّه بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن
كعب ابن أخي معمر بن نضلة.
ذكر الزبير أن ولده عبد اللَّه قتل يوم الحرّة، ومقتضاه أن
يكون أبوه من مسلمة الفتح.
8680- نافع بن عبد القيس الفهريّ:
أخو العاص بن وائل لأمّه.
كان مع عمرو بن العاص في فتح مصر فيما ذكره ابن عبد الحكم
في الفتوح، وبعثه عمرو إلى برقة، وهو على شرط أبي عمر
بمقتضى ما نقل أنه لم يبق يعد الفتح من قريش إلا من شهد
حجة الوداع، وهذا قرشي، وقد بقي إلى خلافة عثمان، فهو على
الشّرط. واللَّه أعلم.
8681
- نافع «1» بن عتبة بن أبي
وقاص بن زهرة «2» بن كلاب ابن أخي سعد.
كان من مسلمة الفتح، روى جابر بن سمرة، وهو ابن عمّته،
عنه: كنّا مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وحديثه في
صحيح مسلم.
8682- نافع بن عجير «3»
بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف القرشيّ ابن أخي ركانة.
__________
(1) الثقات 3/ 412، المحن 287، تلقيح فهوم أهل الأثر 385،
أسد الغابة ت (5185) ، الطبقات 5/ 1262، تجريد أسماء
الصحابة 296، الاستيعاب ت (2627) ، خلاصة تذهيب 3/ 88،
تهذيب التهذيب 3/ 408، الجرح والتعديل 8/ 451، التاريخ
الكبير 8/ 81، العقد الثمين 8/ 222، الكاشف 3/ 196،
الطبقات الكبرى 5/ 32، تهذيب الكمال 1404.
(2) في أ: زهيرة.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 102، أسد الغابة ت (5186) ،
الثقات 3/ 413، تقريب التهذيب 296، خلاصة تذهيب 3/ 88،
تهذيب التهذيب 1/ 408، الجرح والتعديل 8/ 454، الكاشف 3/
197، التاريخ الكبير 8/ 84، تهذيب الكمال 1404.
(6/322)
ذكره البغويّ في الصّحابة، وأخرج من طريق
محمد بن علي بن شافع، عن عبد اللَّه ابن علي بن السّائب،
عن نافع بن عجير بن عبد يزيد- أنه طلق امرأته هشيمة البتة،
ثم أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال:
واللَّه ما أردت بها إلا واحدة ... الحديث. قال البغويّ:
ليس بهذا الإسناد إلا هذا الحديث.
قلت: أخرجه عن الزّعفرانيّ، عن الشّافعيّ، عن محمد، وخالفه
الربيع، فقال عن الشّافعي. وأخرجه أيضا من طريق الحميديّ
عن الشّافعي بهذا السّند، عن نافع- أنّ ركانة طلق امرأته
شهيمة، فخالف الزّعفراني في صاحب القصّة، وفي اسم المرأة،
وكذا أخرجه أبو داود، عن أبي ثور، وابن السّراج في آخرين،
عن الشّافعي بهذا السند، فقال: عن نافع بن عجير بن ركانة،
وكذا أخرجه ابن قانع، من طريق إبراهيم بن محمد المدنيّ، عن
عبد اللَّه بن علي بن السّائب، فقال: عن نافع بن عجير عن
عمه، وهو ركانة، وجاء
عن نافع بن عجير حديث آخر متنه: «عليّ صفيّي وأميني» .
أخرجه، وذكره ابن حبّان في الصّحابة.
8683- نافع بن علقمة
«1»
. ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وقال: سكن الشّام، ولم يخرج
له شيئا، وذكره ابن أبي حاتم، فقال: إنه سمع من النبيّ صلى
اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: وسمعت أبي يقول: لا أعلم له
صحبة.
وأخرج أبو يعلى من طريق حسين بن واقد، عن حبيب بن أبي
ثابت- أن عبد الرّحمن بن أبي ليلى حدّثه قال: خرجت مع عمر
إلى مكّة، فاستقبلنا أمير مكّة، نافع بن علقمة، وسمي بعمّ
له يقال له نافع، فقال له عمر: من استخلفت على مكّة ...
الحديث.
وهذا السند قويّ إلا أن فيه غلطا في تسمية أبيه، فالقصّة
معروفة لنافع بن عبد الحارث كما تقدم. قريبا، وفي أمراء
مكة نافع بن علقمة آخر ليس خزاعيّا، ولا أدرك عمر، فضلا عن
أن يكون له صحبة، وهو نافع بن علقمة بن صفوان بن محرث
الكنانيّ، كان عبد الملك بن مروان أمّره على مكة، وله قصّة
مع أبان بن عثمان ذكرها الزّبير بن بكّار في الموفقيّات،
وهو خال مروان والد عبد الملك، فإنّ أمّ مروان هي أم عثمان
آمنة بنت علقمة بن صفوان المذكور، ولم أر لعلقمة ذكرا في
الصّحابة، فكأنه مات قبل أن يسلم،
__________
(1) جامع التحصيل 358، الثقات 5/ 469، الجرح والتعديل 1/
2066، أسد الغابة ت (5187) ، الاستيعاب ت (2629) .
(6/323)
فيكون لولده نافع صحبة، فإنّ بني كنانة
كانوا بالقرب من مكّة، ولم يبق بالحجاز أحد إلا أسلم وشهد
حجة الوداع.
8684- نافع بن غيلان
بن سلمة الثقفيّ «1» .
تقدم نسبه في ترجمة أبيه. ذكره أبو عمر في الصّحابة. وقال
ابن عساكر: لا أدري له صحبة أو لا، وذكر أنه استشهد بدومة
الجندل.
قلت: وكانت في سنة ثلاث عشرة، ومقتضى ذلك أنه كان في زمن
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالغا. وقد تقدّم أنه
لم يبق من قريش وثقيف بعد حجة الوداع أحد إلا أسلم وشهدها،
فهو صحابيّ، وأبوه مشهور في الصّحابة.
وأخرج ابن أبي الدّنيا، من طريق يعقوب بن داود الثقفيّ،
قال: استشهد نافع بن غيلان بن سلمة الثقفيّ مع خالد بن
الوليد بدومة الجندل، فقال أبوه- وجزع عليه:
ما بال عيني لا تغمّض ساعة ... إلّا اعترتني عبرة تغشاني
يا نافعا من للفوارس أحجمت ... عن شدّة مذكورة وطعان
لو أستطيع جعلت منّي نافعا ... بين اللهاة وبين عقد لساني
«2» [الكامل] قال: فعوتب على كثرة بكائه، فقال: دعوني
فسينفد دمعي. فقيل له بعد ذلك: أين دموعك يا غيلان؟ فقال:
كل شيء يبلى.
وهكذا أخرجها الزّبير بن بكّار، من طريق عبد اللَّه من
مصعب الزبيريّ، عن أبيه، وزاد: بلي نافع، وبليت الدموع،
واللحاق به قريب.
8685- نافع بن كيسان الثّقفيّ «3»
. قال ابن سعد: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم، وسكن دمشق.
وأخرج أبو نعيم في الصّحابة من طريق صدقة، عن سليمان بن
داود، عن أيوب بن نافع بن كيسان، عن أبيه- أنه سمع النبيّ
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، يقول: «ستشرب أمّتي
__________
(1) الاستيعاب ت (2630) ، أسد الغابة ت (5190) .
(2) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (5190) ،
الاستيعاب ترجمة رقم (2630) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 103، الاستيعاب ت (2631) ،
الجرح والتعديل 8/ 457، أسد الغابة ت (5191) ، التاريخ
الكبير 8/ 84.
(6/324)
من بعدي الخمر يسمّونها بغير اسمها يكون
عونهم على شربها أمراءهم.
وأخرج ابن عائذ، عن الوليد بن مسلم، عمّن سمع عبد الرّحمن
بن ربيعة، عن عبد الرّحمن بن أيوب بن نافع، عن كيسان، عن
أبيه، عن جدّه نافع بن كيسان صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه
وآله وسلم- رفعه: «ينزل عيسى ابن مريم عند باب دمشق
الشّرقيّ» .
أخرجه تمّام في فوائده، من طريق ابن عائذ، وتابعه محمد بن
وهب بن عطية عن عبد الرحمن بن زمعة مثله.
أخرجه ابن شاهين من طريقه، وأخرجه أيضا من طريق موسى بن
عامر، عن الوليد:
ذاكرت شيخا من شيوخ دمشق، فقال: سمعت عبد الرّحمن بن ربيعة
يحدّث عن عبد الرّحمن بن أيّوب مثله.
وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن الوليد: أخبرني شيخ من
شيوخ قريش: سمعت عبد الرّحمن به.
وكذا رواه صفوان بن صالح، عن الوليد. واختلف على الوليد،
فقال هشام بن عمّار:
عنه، عن أبي ربيعة، عن نافع بن كيسان، عن أبيه، وكذا قال
هشام بن خالد كما تقدم في ترجمة كيسان، وقال صفوان [....]
«1» وموسى بن عامر كذلك.
8686- نافع بن مسعود الغفاريّ.
ذكره ابن السّكن «2» في الصّحابة، وأخرج من طريق جرير بن
أيوب، عن الشّعبيّ، عن نافع بن مسعود الغفاريّ- أنه سمع
النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر حديثا في فضل
رمضان، قال: وقال بعضهم: عن جرير بن أيّوب، عن الشّعبي، عن
أبي مسعود الغفاريّ.
8687- نافع الجرشيّ»
. ذكره جعفر المستغفريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق عبد
الرحمن بن بشير الدّمشقيّ، عن محمد بن إسحاق، عن الزهريّ،
عن عبد اللَّه بن كعب، عن نافع الجرشيّ- أنه حدّثه أنه حين
بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان كاهن في رأس
جبل فدعوه، فقالوا له: انظر لنا في شأن هذا الرجل، فنزل
إليهم فاتكأ على قوسه، ورفع طرفه إلى
__________
(1) مكانها في ج، م: غير مقروء.
(2) في أ: ابن قانع.
(3) أسد الغابة ت (5175) .
(6/325)
السماء، ثم طفق ينزو ويقول: إن اللَّه أكرم
محمدا واصطفاه، وبعثه إليكم أيها النّاس ...
وذكر القصّة.
وعبد الرّحمن هذا ذكر أبو حاتم أنه روى عن ابن إسحاق
مناكير. وقد قال البخاريّ في تاريخ نافع الجرشي: قال
الزّهريّ، عن ابن كعب مولى عثمان، عنه، ولم يصفه بصحبة ولا
بغيرها، وظهر من سياقه أنّ ابن كعب ليس هو عبد اللَّه بن
كعب بن مالك الأنصاريّ، وإنما هو آخر مولى عثمان، وكذا
أورده الخطيب في المشتبه من طريق عبد الرّحمن، وقالوا في
سياقه: عن عبد اللَّه بن كعب مولى عثمان: حدّثني نافع
الجرشيّ.
8688- نافع الحبشيّ.
تقدم ذكره في ترجمة أبرهة، وأنه أحد النفر الثمانية الذين
قدموا من الحبشة فأسلموا.
8689- نافع:
مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم «1» .
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة.
ذكر أسلم بن سهل في تاريخ واسط، من طريق يزيد بن هارون، عن
عبد الملك بن حسين، عن يوسف بن ميمون، عن نافع مولى رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: سمعت رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يدخل الجنّة شيخ زان ولا
مستكبر ولا منّان على اللَّه بعمله» «2» .
أخرجه البخاريّ، ومطين، والحسن بن سفيان، والبغويّ، وابن
أبي داود، وابن السّكن، وابن شاهين، والطّبرانيّ، وابن
مندة، من طريق أبي سعيد الأشجّ، عن عقبة بن خالد، عن
الصباح بن يحيى، عن خالد بن أبي أمية ... فذكر الحديث
مثله، لكن فيه تقديم وتأخير. قال البغويّ: ولا أعلم بهذا
الإسناد غير هذا الحديث.
وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن الصّباح بن يحيى، عن خالد
بن أمية، قال: رأيت نافعا مولى رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وآله وسلم، وسمعته يقول: قال لي رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وآله وسلم: «يا نافع، إنّك سيصيبك بعدي خصاصة،
فاذكر شأنك للنّاس يرحموك» .
قال: وسمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول:
«لا يدخل الجنّة شيخ زان ... » الحديث. وزاد: «ولا مدمن
خمر، ولا عاقّ لوالديه،» ولم يذكر قوله: «ولا منّان على
اللَّه بعمله» .
__________
(1) الثقات 3/ 413، الجرح والتعديل 18/ 451، التاريخ
الكبير 8/ 82، أسد الغابة ت (5178) ، الاستيعاب ت (2623) .
(2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43906
وعزاه للحسن بن سفيان والطبراني وابن مندة وابن عساكر عن
نافع مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
(6/326)
8690- نافع الرّؤاسيّ «1»
: جد علقمة.
تقدم ذكره في ترجمة عمرو بن مالك الرؤاسيّ.
8691- نافع، أبو
طيبة الحجام «2» - يأتي في الكنى، سمّاه محمّد بن سهل بن
أبي خيثمة
في حديث، عن محيصة بن مسعود- أنه كان له غلام حجّام يقال
له نافع أبو طيبة، فانطلق إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم يسأله عن خراجه، فقال: لا تقربه، فردد عليه، فقال:
اعلف به الناضح، واجعله في كرشه.
أخرجه ابن السّكن، وابن قانع، ومن رواية اللّيث، عن يزيد
بن أبي حبيب، عن أبي عفير الأنصاريّ، عن محمد بن سهل.
وسيأتي مزيد لذلك في الكنى.
8692- نافع:
مولى غيلان بن سلمة الثقفي «3» .
أخرج البزّار، والبغويّ، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن
عروة، عن غيلان بن سلمة- أن نافعا كان عبدا لغيلان بن سلمة
ففر إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وغيلان
مشرك، ثم أسلم غيلان، فردّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم ولاءه لغيلان، وروى ابن سعد [ ... ] .
8693- نافع، غير منسوب
«4»
. ذكره البغويّ في أثناء ترجمة نافع بن الحارث بن كلدة،
والّذي يظهر أنه غيره، فقد
قال ابن سعد: حدّثنا خلف بن خليفة، عن أبان بن بشير، عن
شيخ من أهل البصرة، قال:
حدّثنا نافع- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان في
زهاء أربعمائة رجل، فنزلنا على غير ماء، فكأنه اشتدّ على
النّاس إذا أقبلت عنز تمشي حتى أتت رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وآله وسلم، قال: فحبلها فأروى الجند، وروى، وقال: «يا
نافع أملكها وما أراك تملكها» . قال:
فأخذت عودا فركزته في الأرض، وربطت الشاة، واستوثقت منها،
ونمت وناموا، فلما استيقظت إذا الحبل محلول، وإذا لا شاة،
فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ الّذي جاء
بها هو الّذي ذهب بها» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5192) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 103،
تقريب التهذيب 296، خلاصة تذهيب 3/ 89، تهذيب التهذيب 10/
410، الجرح والتعديل 8/ 453، تهذيب الكمال 1405، الاستيعاب
ت (2632) .
(2) أسد الغابة ت (5183) ، الاستيعاب ت (2625) .
(3) أسد الغابة ت (5180) .
(4) أسد الغابة ت (5194) .
(6/327)
وأورده الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة
أبي الفضل غير مسمّى، فساقه من طريق خلف بن خليفة، عن أبان
المكتب، عن أبي الفضل، عن رجل كان يسمّى نافعا كان يجيء
إلى واسط، وعمّر طويلا حتى كان زمن الحجاج، ويحدّث عن
النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بحديث. واحد ... فذكر
الحديث.
وأخرجه الطّبرانيّ في نافع غير منسوب، قال: حدثنا أسلم بن
سهل، عن عمر بن السّكن، عن خلف مثله، وقال أسلم في تاريخ
واسط: اسم أبي الفضل شيخ أبان يوسف بن ميمون، ولم يصب في
ذلك، لأنه ظن أنه نافع مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلّم. وقد سبق- وهو غيره- وقد فرّق بينهما غير واحد، منهم
الحاكم أبو أحمد، كما ذكرت. واختلف على خلف بن خليفة في
الحديث المذكور، فرواه أبو كريب عنه، فلم يذكر أبان في
السند، ورواه عصمة بن سليمان بن خلف، فقال عن أبي هاشم
الرّماني، عن نافع، وكانت له صحبة.
أخرجه ابن السّكن، وابن قانع من طريقه، وكذا قال ابن
شاهين، وقال: كانت له صحبة.
8694- نامية بن صفارة الضّبعيّ.
وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مع رفاعة بن زيد
بسبب ما صنعه زيد بن حارثة بجذام بعد إسلامهم، سماه
الأمويّ في روايته عن ابن إسحاق. واستدركه ابن فتحون.
النون بعدها الباء
8695- نبّاش بن زرارة «1»
. قال ابن مندة: له ذكر في المغازي، صحب النبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم، كذا ذكره مختصرا. وقال أبو موسى: نباش بن
زرارة التميمي، أبو هالة، أورده المستغفريّ في باب النّون
من الصّحابة. وتعقبه ابن الأثير فساق نسبه، فقال: ابن
زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيّد
بن عمرو بن تميم، أبو هالة التميمي، ثم قال: قال مصعب
الزّبيريّ: هو حليف بني عبد الدّار، قال ابن الأثير:
استدركه أبو موسى على ابن مندة، وقد ذكره ابن مندة، فلا
وجه لاستدراكه، ثم إنه لا صحبة له، فإنه كان قبل النبوّة،
لأنه كان زوج خديجة قبل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم،
فولد لها منه أبو هالة، ولا صحبة لزرارة ولا لابنه. انتهى.
فأما تعقّبه على أبي موسى فموجّه لكونه كني نبّاشا، وقال:
إنه تميمي، وأما تعقّبه
__________
(1) أسد الغابة ت (5195) .
(6/328)
على ابن مندة ففيه نظر، لأنه لم يسق نسبه،
فاحتمل أن يكون آخر، ومن ثمّ استدركه أبو موسى، وأسند إلى
ذكر المستغفريّ، ومستند المستغفريّ في ذكره ما ساقه من
طريق مصعب الزّبيريّ أنه قال: نباش بن زرارة التميميّ، أبو
هالة، حليف بني عبد الدّار هو والد هند ابن خديجة. انتهى
ملخصا.
وليس في هذا ما يدل على صحبته، لأنه يتكلم على الأنساب من
حيث هي لا من جهة خصوص الصّحابة.
8696- نبتل بن الحارث
بن قيس بن زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن
عوف الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكره أبو عبيد القاسم بن سلّام في كتاب «النّسب» مقرونا
بأخيه أبي سفيان. وقد ذكره ابن الكلبيّ، ثم البلاذريّ في
المنافقين، فيحتمل أن يكون أبو عبيد اطلع على أنه تاب،
وذكر محمد بن إسحاق في السّيرة النبويّة أنه الّذي نزل
فيه: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ
وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ [التوبة 61] ، أورد ذلك في قصّة
[ ... ] . وقد ذكرها السّدي مطولة، لكنه لم يسمّ هذا فيهم.
8697- نبهان الأنصاريّ:
والد أسعد.
ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وقال: مخرج حديثه عن
الكوفيين، ولم نجده إلا من هذا الوجه، ثم ساق من طريق عمرو
بن شمر، عن محمد بن سوقة- أنه سمع رجلا من الأنصار يقال له
أسعد بن نبهان يقول: حدّثني أبي أنّ رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وآله وسلم سمع رجلا يؤذّن بليل لصلاة العشاء
فلم يقل شيئا إلا قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله
وسلم مثله.
وهكذا أخرجه الدّار الدّارقطنيّ في المؤتلف، وهو عنده بنون
ثم موحدة.
وأخرجه ابن قانع، وابن مندة، من وجه آخر، عن عمرو بن شمر،
وهو عندهما بمثناة فوقانية ثم تحتانية ثقيلة. والأوّل
أصوب. وعمرو بن شمر متروك.
8698- نبهان التمار «1»
. ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره، عن الضّحاك، عن ابن عباس
في قوله تعالى:
وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ ... [آل عمران
__________
(1) أسد الغابة ت (5196) .
(6/329)
135] الآية، قال: هو نبهان التمار، أتته
امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا فضرب عجيزتها، فقالت:
واللَّه ما حفظت غيبة أخيك، ولا نلت حاجتك، فسقط في يده،
فذهب إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأعلمه، فقال
له: «إيّاك أن تكون امرأة غاز» ، فذهب يبكي ثلاثة أيام
يصوم النهار ويقوم الليل، فأنزل اللَّه عزّ وجلّ في اليوم
الرابع هذه الآية، فأرسل إليه فأخبره، فحمد اللَّه وأثنى
عليه وشكره، وقال: يا رسول اللَّه، هذه توبتي فكيف لي بأن
يقبل شكري، فأنزل اللَّه عز وجل: أَقِمِ الصَّلاةَ
طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ
الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، وهكذا أخرجه عبد
الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره، عن موسى بن عبد الرّحمن،
عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مطوّلا.
ومقاتل متروك، والضّحاك لم يسمع من ابن عباس، وعبد الغني
وموسى هالكان.
وأورد هذه القصّة الثّعلبيّ، والمهدويّ، ومكي، والماورديّ
في تفسيرهم بغير سند، لكن ذكر قتادة بعض هذا مختصرا، وورد
تسمية صاحب القصّة في نزول الآية الثانية لأبي اليسر
وغيره.
8699
- نبهان «1» ، غير منسوب.
قال وثيمة في آخر كتاب الرّدّة: حدّثنا إسماعيل بن عليّة،
عن ميمون أبي حمزة، عن إبراهيم- هو النخعي- أنّ نبهان
ارتدّ عن الإسلام، فأتي به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم، فاستتابه، فتاب فخلّى سبيله ثم ارتدّ عن الإسلام،
فأتى به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فاستتابه فتاب
فخلّى سبيله، فقال في الثالثة، أو في الرابعة: «اللَّهمّ
أمكنّي من نبهان في عنقه حبل أنوف» ، فأتي به النبيّ صلى
اللَّه عليه وآله وسلم في عنقه حبل أنوف، فأمر بقتله، فلما
انطلق به ليقتل عاج برأسه إلى الّذي انطلق به، فقال له
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
«ما قال لك؟» قال: قال: إنّي مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا
اللَّه، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللَّه. قال: «خلّ سبيله» .
وله طريق أخرى موصولة، لكن سندها ضعيف جدا،
فأخرج الطّبراني في الأوسط في ترجمة محمد بن المرزبانيّ،
عن محمد بن مقاتل الرازيّ، عن حكّام بن سلم، عن طعمة بن
عمرو، عن أبان، عن أنس- أن نبهان ارتدّ ثلاث مرات، فقال
النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم،: «اللَّهمّ أمكنّي من نبهان
في عنقه حبل أسود» ، فالتفت فإذا هو نبهان قد أخذ وجعلوا
في عنقه حبلا أسود، فأتوا به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم، فأخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم السيف
__________
(1) المنمق 227، تجريد أسماء الصحابة 2/ 103، الكاشف 3/
198.
(6/330)
بيمينه والحبل بشماله ليقتله، فقال رجل من
الأنصار: يا رسول اللَّه، لو أمطت عنك، قال:
فدفع السيف إلى رجل، فقال: «اذهب فاضرب عنقه» ، قال:
فانطلق به، فضحك نبهان، وقال: أتقتلون رجلا يشهد أن لا إله
إلا اللَّه وأنّ محمدا رسول اللَّه؟ فخلّى عنه،
وقال: لم يرو هذا الحديث عن طعمة إلا حكّام بن سلم.
8700- نبهان، آخر:
غير منسوب.
نزل حمص، ذكره ابن شاهين في الصّحابة،
وأخرج له عن إبراهيم بن عبد اللَّه الزّبيبي، بمعجمة
مفتوحة وموحدتين، حدّثنا محمد بن عبد الأعلى، حدّثنا خالد
بن الحارث، حدثنا ابن جريج، حدّثني أبو الزبير، عن عمر بن
نبهان، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم
قال: «من مات له ثلاث ولدان في الإسلام أدخله اللَّه
الجنّة بفضل رحمته» . قال: فلقيني أبو هريرة، فقال: أنت
الّذي قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في
الولدان ما قال؟ قلت: نعم. قال لي: لأن يكون قال لي أحبّ
إليّ مما أغلقت عليه حمص.
خالفه غيره عن ابن جريج، فقال: عمر بن نبهان، عن أبي ثعلبة
الأشجعيّ. وسيأتي في ترجمته.
8701- نبيشة
الخير الهذليّ «1» ، هو ابن عمرو بن عوف. وقيل ابن عبد
اللَّه بن عمرو بن عوف بن الحارث بن نصر بن حصين. وقيل في
نسبه غير ذلك، وهو ابن عم سلمة بن المحبّق الهذليّ، يكنّى
أبا طريف.
روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أيّام التّشريق
أيّام أكل وشرب» . وهو في صحيح مسلم،
وله حديث في استغفار القصعة للذي يلحسها أخرجه الترمذي،
وآخر في العتيرة، وآخر في الادّخار من لحوم الأضحية بعد
ثلاث، كلاهما عند أصحاب السنن إلا الترمذي.
روى عنه أبو المليح الهذليّ، وأمّ عاصم جدة المعلى بن أسد،
قال أبو عمر: سكن البصرة،
ويقال: إنه دخل على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم
وعنده أسارى، فقال: يا رسول اللَّه، إما أن تفاديهم وإما
أن تمنّ عليهم. فقال: «أمرت بخير، أنت نبيشة الخير» .
__________
(1) الثقات 3/ 421، تبصير المنتبه 4/ 1415، الإكمال 7/
338- 5/ 269، التاريخ الكبير 8/ 127، الاستيعاب ت (2688) ،
علوم الحديث لابن الصلاح 295- التمهيد 3/ 216، أسد الغابة
ت (5198) ، دائرة معارف الأعلمي 29/ 35، بقي بن مخلد 175.
(6/331)
8702- نبيشة، آخر
«1»
. هو الّذي ورد، أنه لبّى عنه أخوه، فقيل له: لبّ عن نفسك،
ثم عن نبيشة. والمشهور أن اسم ذلك شبرمة، وذكر الحديث بلفظ
نبيشة الدّارقطنيّ وغيره، وسنده ضعيف.
8703- نبيط بن جابر بن مالك بن
«2»
عديّ بن زيد بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار
الأنصاريّ.
ذكره البغويّ، وقال: ليس له حديث، ثم قال ابن سعد: شهد
أحدا، وزوّجه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم الفريعة
بنت أسد بن زرارة، وكانت من المبايعات، فولدت له عبد
الملك، وعبد اللَّه، ومحمدا، وإبراهيم، وزينب، وكانت زينب
تحت أنس بن مالك.
وخبط فيه ابن أبي حاتم، فقال في ترجمة نبيط بن شريط، وهو
نبيط بن جابر، من بني مالك بن النّجار، زوّجه النّبي صلى
اللَّه عليه وآله وسلم الفريعة، وهذا من العجب، فإن ابن
نبيط الأشجعيّ معروف النسب لا يجتمع نسبه مع نسب مالك بن
النّجار أصلا.
8704- نبيط بن شريط «3»
بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعيّ.
نزل الكوفة. وقع ذكره في حديث والده شريط، وله رواية عن
النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن سالم بن عبيد.
روى عنه ابنه سلمة، ونعيم بن أبي هند، وأبو مالك الأشجعيّ.
قال ابن أبي حاتم: له صحبة، وبقي بعد النبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم زمانا.
8705- نبيه بن حذيفة
بن غانم «4» بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن
عديّ بن كعب بن لؤيّ القرشيّ العدويّ، أخو أبي جهم بن
حذيفة.
ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه، وقال: لا أعلم له رؤية.
__________
(1) أسد الغابة ت (5199) .
(2) الاستيعاب ت (2633) ، أسد الغابة ت (5200) .
(3) الاستيعاب ت (2634) ، أسد الغابة ت (5201) ، المعرفة
والتاريخ- تلقيح فهوم أهل الأثر 377، الطبقات 47، 129،
طبقات خليفة 47، تجريد أسماء الصحابة 2/ 104، تقريب
التهذيب 297، خلاصة تذهيب 3/ 90، تهذيب التهذيب 10/ 417،
أنساب الأشراف 1/ 272، التاريخ الصغير 1/ 263، 2/ 233،
الجرح والتعديل 8/ 505، التاريخ الكبير 8/ 137، الكاشف 3/
198، تهذيب الكمال 1407، مشاهير علماء الأمصار 313، النكت
الظراف 9/ 548، تاريخ الإسلام 2/ 531.
(4) أسد الغابة ت (5203) ، الاستيعاب ت (2635) .
(6/332)
8706- نبيه بن صؤاب
الجهنيّ «1»
: وأبوه بضم المهملة بعدها همزة، يكنّى أبا عبد الرّحمن.
وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح مصر،
وكان أحد الأربعة الذين أقاموا قبلة مصر.
ذكره ابن يونس، وأخرج من طريق الهيثم بن عدي، عن عبد
الرّحمن بن زياد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نبيه بن صؤاب،
وكانت له صحبة، قال: قدم رجل من حمير على النبيّ صلى
اللَّه عليه وآله وسلم، فأقام عنده ثم مات، فقال: «اطلبوا
له وارثا مسلما» ، فلم يوجد، فقال: «ادفعوا ميراثه لرجل من
قضاعة» ،
فدفع إلى عبد اللَّه بن أنيس، وكان أقعدهم يومئذ في
النّسب.
قال ابن يونس: هذا حديث منكر تفرّد به الهيثم، وكان غير
موثوق به. وقد روى عبد الرّحمن، عن يزيد غير هذا الحديث.
انتهى.
ورواه ابن مندة، عن ابن يونس دون كلامه عليه. وأخرجه ابن
سعد، عن الهيثم، عن عبد الرّحمن بن زياد، وزاد في نسبه،
فقال: ابن أنعم، عن يزيد، حدّثني من سمع نبيه بن صؤاب،
وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ...
فذكره.
وأخرج الحربي، من طريق يسار بن عبد الرّحمن الصدفيّ، عن
نبيه بن صؤاب، عن عمر- أنه سجد، في الحجّ سجدتين.
وأخرج ابن يونس، من طريق شجرة بن عبد اللَّه- أنه سمع أبا
عبد الرّحمن النهديّ يقول: إنه سجد مع عمر في سورة الحجّ
سجدتين. قال الخطيب في الموضح: أبو عبد الرّحمن هو نبيه بن
صؤاب. ولهم شيخ آخر يقال له نبيه بن صؤاب يأتي ذكره في
القسم الثالث.
8707- نبيه بن عثمان بن ربيعة
«2»
بن وهب بن حذيفة بن جمح القرشيّ الجمحيّ.
ذكره الواقديّ فيمن هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، قال:
وكان قديم الإسلام.
انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت (5205) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 385،
الاستيعاب ت (2636) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 104، تهذيب
التهذيب 10/ 419، الجرح والتعديل 8/ 491- الأعلمي 29/ 35.
(2) أسد الغابة ت (5206) ، الاستيعاب ت (2637) .
(6/333)
ولم يذكره ابن إسحاق ولا موسى بن عقبة، ولا
أبو معشر، وذكر البلاذريّ أنه ركب السفينة مع جعفر بن أبي
طالب.
8708- نبيه
بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة العبدريّ. ينظر في ترجمة
والده.
8709- نبيه، غير منسوب.
قال أبو عمر: لا أعرفه بأكثر من أنه ذكر في موالي النبيّ
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأن النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم اشتراه فأعتقه. انتهى.
وذكره صاحب الجمهرة، وقال: إنه كان من مولّدي السّراة،
واختلف في ضبطه فقيل بالتصغير، وقيل بوزن عظيم.
النون بعدها الجيم
8710- النّجف
بن أبي صفرة الأزدي.
ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أنه وفد على النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم مع أبيه وهو أخو المهلّب الأمير
المشهور، استدركه ابن فتحون.
8711- نجيح:
غلام كلثوم بن الهدم.
ذكره عمر بن شبّة في الصّحابة،
وأخرج من طريق عبد العزيز بن عمران، عن محمد بن عمرو بن
مسلم، عن أبيه، عن «1» عبد الرّحمن بن يزيد بن جارية- أنّ
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما نزل على كلثوم بن
هدم نادى كلثوم غلامه نجيحا، فتفاءل النبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم باسمه، وقال: أنجحت يا أبا بكر.
وكذا أخرج هذه القصّة أبو سعيد النيسابورىّ في شرف
المصطفى، ورواه، محمد بن الحسن المخزومي في أخبار المدينة،
عن محمّد بن عبد الرحمن، عن إسحاق بن إبراهيم بن حارثة عن
أبيه.
النون بعدها الحاء والذال
8712- النحام العدويّ:
هو نعيم بن عبد اللَّه. يأتي في نعيم.
8713- نذير الغسّاني:
أبو مريم «2» ، مشهور بكنيته.
__________
(1) في أ: عن جده عبد الرحمن.
(2) أسد الغابة ت (5208) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 105،
الاستيعاب ت (2690) .
(6/334)
روى الطّبرانيّ، من طريق بقية، حدّثنا أبو
بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغسّاني، عن أبيه، عن جده،
قال: غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
ودفع إليّ اللّواء، ورميت بين يديه بالجندل، فأعجبه ذلك،
ودعا لي.
وقال أبو حاتم الرّازيّ: سألت بعض الشّاميين عن اسم أبي
مريم، فقال نذير. وقيل اسمه بكير، بموحدة وكاف مصغّرا، كما
تقدّم. وسيأتي ذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
8714- نذير السدوسيّ:
هو ابن الخصاصيّة.
كان يسمى أولا نذيرا، فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم بشيرا.
النون بعدها الزاء
8715- النزّال بن سبرة «1»
: بفتح المهملة وسكون الموحدة، الهذليّ الكوفيّ.
قال أبو مسعود الدّمشقيّ في «الأطراف» ، وتبعه الحميديّ ثم
ابن عساكر، والمزيّ: له صحبة. قال المزيّ: مختلف في صحبته.
والمعروف أنه مخضرم كما سيأتي في الثالث.
وقد جزم مسلم، وابن سعد، والدّار الدّارقطنيّ، والحاكم
بأنه تابعيّ كما سيأتي مبسوطا. واللَّه أعلم.
8716- نزيل:
بزاي ولام، المنهالي. تقدم ذكره في بزيل، بموحدة وزاي،
وضبطه بالنون والزاي الأمير ابن ماكولا.
النون بعدها السين
8717- نسطاس:
مولى سعد بن عبادة الخزرجيّ.
وقع ذكره في كتاب الأسخياء للدّارقطنيّ، فأخرج من طريق ابن
وهب، عن اللّيث بن سعد، عن يحيى بن عبد العزيز، قال: كان
سعد بن عبادة يغزو سنة ويغزو ابنه قيس بن سعد سنة، فغزا
سعد مع النّاس، فنزل برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم ضيوف كثير مسلمون، فبلغ ذلك سعدا، وهو في ذلك الجيش،
فقال: إن يك قيس ابني فسيقول يا نسطاس هات المفاتيح، أخرج
لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حاجته، فيقول
نسطاس: هات من
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 84، طبقات خليفة 143، التاريخ الكبير
8/ 117، تاريخ الثقات للعجلي 448، الثقات لابن حبان 5/
482، المعرفة والتاريخ 2/ 760، تاريخ أبي زرعة 1/ 630،
الجرح والتعديل 8/ 498، تهذيب الكمال 3/ 1408، تهذيب
التهذيب 10/ 423، تقريب التهذيب 2/ 298، أنساب الأشراف 1/
510، لباب الآداب 320، رجال البخاري 2/ 754، تاريخ الإسلام
2/ 531، أسد الغابة ت (2509) .
(6/335)
أبيك كتابا فيدقّ أنفه، ويأخذ المفاتيح،
ويخرج لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حاجته» ،
فكان الأمر كذلك. وأخذ قيس لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلّم مائة وسق.
8718- نسطاس:
مولى صفوان بن أمية الجمحيّ.
شهد أحدا مع المشركين ثم أسلم وحسن إسلامه، فكان يحدّث عن
يوم أحد، قال:
كنت ممن تخلّف في العسكر ولم يقاتل يومئذ عبد إلا وحشيّ
وصؤاب غلام بني عبد الدّار، قال: فاقتتلوا ساعة، فأقبل
أصحابنا منهزمين، فدخل أصحاب محمد عسكرنا ونحن في رحالنا،
فكنت فيمن أسر، فانتهب العسكر أقبح نهب، فنحن على ما نحن
عليه إذ نظرت إلى الخيل مقبلة.. فذكر قصّة، ذكر ذلك
الواقديّ، وفيها: ولقد رأيت رجلا من المسلمين ضمّ صفوان بن
أميّة إليه حتى ظننت أنه سيموت حتى أدركته وبه رمق..
فوجأته بخنجر معي فوقع فسألت بعد ذلك عنه، فقيل رجل من بني
ساعدة ثم هداني اللَّه بعد للإسلام.
وذكر ابن إسحاق أن نسطاسا المذكور هو الّذي تولّى قتل زيد
بن الدّثنّة رفيق خبيب بن عديّ.
8719- نسير:
بالتّصغير، ابن العنبس «1» بن زيد بن عامر الأنصاريّ
الظّفريّ.
ذكره أبو سعد في شرف المصطفى، وتقدم في الموحدة، وذكر
الاختلاف فيه، ويزاد هنا أنّ الخطيب ذكره في المؤتلف
بالنون، وساق نسبه من عند ابن عمارة بن القداح، فقال:
ولد عنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب بن عمرو بن مالك
بن الأوس.
8720- نسير بن عنبس.
له صحبة، وشهد مشاهد كثيرة، وكان يقال لعنبس والده فارس
الحواء، واستشهد نسير يوم جسر أبي عبيد، واستشهد ولد ولده
عبد اللَّه بن سهل بن نسير بالقادسيّة.
قلت: وقد ذكرت ولد ولده عبد اللَّه فيما مضى.
8721- نسير:
بن يحيى الأنصاري، مولى عثمان بن حنيف. سيأتي في الثالث.
النون بعدها الشين والصاد
8722- نشيط بن مسعود:
بن أمية بن خلف الجمحيّ، أبو غليظ. مشهور بكنيته، مختلف في
اسمه، وسيأتي في الكنى.
__________
(1) أسد الغابة ت (5210) .
(6/336)
8723- نصر بن
الحارث:
بن عبد رزاح بن كعب الأنصاريّ الظفريّ «1» .
شهد بدرا في قول الجميع، فذكره هشام بن الكلبيّ، وأبو
معشر، وابن عمارة، والواقديّ بصاد مهملة. وذكره ابن القداح
بضاد معجمة وصوّبه ابن ماكولا تبعا للخطيب، وذكره ابن
إسحاق بنون مضموخة بعدها ميم. وذكر ابن سعد أنه من غلط
الرواة عنه. وقد تقدم ذكر ولده الحارث بن النضر في حرف
الحاء المهملة.
8724- نصر بن حزن «2»
: بفتح المهملة وسكون الزّاي. تقدم في عبدة بن حزن.
8725- نصر بن دهر «3»
: بن الأخرم بن مالك الأسلميّ.
تقدم ذكر والده في الأول. قال «4» البخاريّ: له صحبة. وقال
البغويّ: سكن المدينة، وله حديثان. وأخرج له النسائي من
رواية ابنه أبي الهيثم عنه في قصة ماعز حديثا بسند جيد.
وله حديث في قصّة عامر بن الأكوع يوم خيبر أخرجه ابن أبي
عاصم.
وقال ابن عبد البرّ: يروي عبد اللَّه بن الهيثم بن نصر
أحاديث انفرد بها.
8726- نصر بن غانم
بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب
العدويّ.
ذكره الزّبير بن بكّار في النّسب، وقال: هلك هو وولده في
طاعون عمواس سنة ثمان عشرة من الهجرة.
8727- نصر بن وهب:
الخزاعي «5» .
ذكره ابن السّكن، وابن قانع في الصّحابة،
وأخرجا من طريق عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي المليح
الهذليّ، حدّثني نصر بن وهب الخزاعي- أنّ النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم
__________
(1) الاستيعاب ت (2640) ، أسد الغابة ت (5211) .
(2) بقي بن مخلد 264، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، أسد
الغابة ت (5212) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 105، تقريب
التهذيب 299، الاستيعاب ت (2641) ، تهذيب التهذيب 10/ 425،
تهذيب الكمال 1408.
(3) الثقات 3/ 422، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الطبقات
111، تجريد أسماء الصحابة 2/ 105، بقي بن مخلد 616، 703،
خلاصة تذهيب 3/ 90، تهذيب التهذيب 10/ 426، الجرح والتعديل
8/ 464، التاريخ الكبير 8/ 100، الكاشف 3/ 200، تهذيب
الكمال 1209، أسد الغابة ت (5213) ، الاستيعاب ت (2642) .
(4) في أ: الدال.
(5) أسد الغابة ت (5215) ، رجال السند والهند 539،
الاستيعاب ت (2643) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 105، العقد
الثمين 7/ 336
(6/337)
ركب حمارا بغير سرج موكف عليه قطيفة، وأردف
معاذ بن جبل، فقال: «هل تدري ما حقّ اللَّه على العباد؟»
الحديث.
وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم من هذا الوجه.
8728- نصر السّلميّ.
ذكر له ابن حزم في الوحدان من مسند بقي بن مخلد حديثا،
ويحتمل أن يكون هو نصر بن دهر المقدم ذكره.
8729- نصرة بن أكثم:
بزيادة هاء في آخره.
تقدم ذكره والخلاف في أول حرف منه في [أول] «1» الباء
الموحدة.
8730- نصيب الغنوي:
مولاهم «2» .
ذكره أبو نعيم في حديث من طريق أبي سفيان الغنوي، حدّثنا
أحمد بن الحارث، حدّثتنا نادية بنت الجعد، عن سرّاء بنت
نبهان، وكانت ربّة بيت في الجاهليّة، قالت: سأل نصيب
مولانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن
الحيات: ما نقتل منها؟ قال: «اقتلوا ما ظهر منها، فإنّ من
قتلها قتل كافرا، وإنّ من قتلته كان شهيدا» .
8731- نصير «3»
: مصغّر.
ذكره مطيّن، وأخرج من طريق ثور بن زيد، عن سليم، عن نصير:
نهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن قسمة
الضّرار. قال البغوي: لا أعلم له صحبة أم لا.
النون بعدها الضاد
8732- النّضر بن الحارث:
بن علقمة بن «4» كلدة بن عبد الدار القرشيّ العبدريّ.
قال ابن أبي حاتم: النّضر بن الحارث. ويقال نضير، من مسلمة
الفتح، وليست له رواية.
وكذا أخرج ابن مندة، من طريق المثنى بن الحارث بن أبي
زائدة، عن ابن إسحاق،
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (5216) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 106، تقريب التهذيب 2/ 301،
خلاصة تذهيب 3/ 93، أسد الغابة ت (5217) .
(4) أسد الغابة ت (5219) ، الاستيعاب ت (2694) .
(6/338)
عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن
لبيد، عن أبي سعيد- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم
لما أقبل من الطائف نزل الجعرانة، وأعطى النّضر بن الحارث
مائة من الإبل.
وقد أنكر ابن الأثير على من ترجم للنضير بن الحارث. وقال
النضر: قتل كافرا بإجماع أهل السّير، وتعقب لاحتمال أن
يكون له أخ سمي باسمه أو أحدهما بزيادة التحتانية. ولهما
أخ آخر اسمه الحارث سمّي باسم أبيه، ذكره زياد البكائيّ،
عن ابن إسحاق، تقدم ذكره.
ومما يتمسك به من ذكره أنّ موسى بن عقبة ذكر أنّ النّضير
بن الحارث، بزيادة التحتانية، من مهاجرة الحبشة، وصاحب
الترجمة ذكروا أنه من مسلمة الفتح. وسيأتي مزيد لهذا في
ترجمة النّضير إن شاء اللَّه تعالى.
[وقد ذكره البلاذريّ عن الهيثم بن عديّ، قال: هاجر النضير
بن الحارث إلى الحبشة، ثم قدم مكة فارتدّ، ثم أسلم يوم
الفتح أو بعده، واستشهد باليرموك، فعلى هذا يحصل الجمع،
وأنه واحد. واللَّه أعلم]
«1» .
8733- النّضر
بن سلمة الهذلي «2» .
ذكره ابن مندة،
وأخرج من طريق سلمة بن نجب، عن أبيه- أنه سمع أبا عبد
اللَّه القراظ يحدّث عن النّضر بن سلمة الهذلي، ذكر أنه
سمع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لو يعلم
النّاس ما في شهود العتمة والصّبح لأتوهما ولو على الرّكب»
» .
8734- نضرة بن أكثم «4»
: بن أبي الجون الخزاعيّ.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: هو أخو معبد، وأمهما أمّ معبد بنت
خالد التي نزل عليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله
وسلم لما هاجر وهو غير بصرة بن أكثم الماضي في الموحدة،
وإن كان أبو عمر خلطهما. والّذي أظنّه أن الّذي بالموحدة
ثم المهملة أنصاريّ.
8735- نضرة
بن خديج الجشميّ «5» .
وقع ذكره في رواية سعيد بن عبد الرّحمن، عن سفيان بن عيينة
في جامعه، عن أبي
__________
(1) سقط في أ.
(2) أسد الغابة ت (5221) .
(3) أورده الهيثمي في الزوائد 2/ 43 عن عائشة ... الحديث
وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا ابن منظور وهو
ضعيف والمتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 19492.
(4) أسد الغابة ت (5222) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 385،
الاستيعاب ت (2693) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 106، تقريب
التهذيب 2/ 303، العقد الثمين 7/ 339، تهذيب الكمال 3/
1414.
(5) أسد الغابة ت (5224) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 106.
(6/339)
الزّعراء، عن أبي الأحوص، واسمه عوف بن
مالك بن نضلة- أن أباه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم، وقال مرة عن أبي الأحوص عن جدّه، قال: أتيت النبيّ
صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فصعّد فيّ النظر وطأطأ، فقال:
«أربّ إبل أم ربّ غنم؟»
الحديث. وهذا الحديث معروف بوالد أبي الأحوص، وهو مالك بن
نضلة، وحديثه عند البخاريّ في الأدب من طريق أبي الأحوص،
وكذا هو عند أصحاب السّنن الأربعة، وكذا أخرجه أحمد عن
سفيان.
8736- نضلة بن طريف «1»
: بن نهصل الحرمازي.
ذكره ابن أبي عاصم والبغويّ وابن السّكن، وأخرجوا من طريق
الجنيد بن أمين بن ذروة بن نضلة بن طريف بن نهصل الحرمازي،
عن أبيه، عن جدّه نضلة. وفي
رواية البغويّ:
حدّثني أبي أمين حدّثني أبي ذروة، عن أبي نضلة، عن رجل
منهم يقال له الأعشى، واسمه عبد اللَّه بن الأعور: كانت
عنده امرأة منهم يقال لها معاذة، فخرج يمتار لأهله من هجر،
فهربت امرأته من بعده ونشزت عليه، فعاذت برجل منهم يقال له
مطرف بن نهصل، فأتاه فقال: يا ابن عم، عندك امرأتي،
فادفعها إليّ. فقال: ليست عندي، ولو كانت عندي ما دفعتها
إليك، وكان مطرّف أعز منه فخرج حتى أتى النبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم فعاذ به، وأنشأ يقول:
يا ملك النّاس وديّان العرب ... إليك أشكو ذرية من الذّرب
«2»
كالذئبة السّغباء في ظلّ السّرب ... خرجت أبغيها الطّعام
في رجب
فنزعتني بنزاع وحرب ... أخلفت العهد ولطّت بالذّنب
ووردتني بين عصب ينتسب ... وهنّ شرّ غالب لمن غلب
[الرجز] فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «وهنّ شرّ
غالب لمن غلب» . فكتب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم
إلى مطرف بن نهصل: انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه،
فلما قرئ عليه الكتاب قال: يا معاذة، هذا كتاب رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيك، فأنا دافعك إليه.
فقالت: خذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيّه أن لا
يعاقبني فيما صنعت، فأخذ لها ذلك عليه ودفعها إليه، فقال
ذلك:
__________
(1) أسد الغابة ت (5225) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 385،
الاستيعاب ت (2644) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 106.
(2) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ترجمة رقم (5225) .
(6/340)
لعمرك ما حبّي معاذة بالّذي ... يغيّره
الواشي ولا قدم العهد
[الطويل]
8737- نضلة بن عبيد الأسلميّ:
أبو برزة «1» مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. وقال ابن دريد
نضلة بن عبد اللَّه هو الّذي قتل هلال بن خطل، فلعله كان
اسمه عبد اللَّه، ويقال له عبيد. وقال ابن شاهين: أبو برزة
نضلة بن عبيد، ثم ساق من طريق أحمد بن سيار المروزيّ: أبو
برزة اسمه عبد اللَّه بن نضلة بن عبيد بن الحارث بن حبال
بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن جذيمة بن مالك بن سلامان بن
أسلم بن أنصى. نزل مرو ومات بها ودفن في مقبرة كلاباذ،
وولده بمرو. وقيل: مات بالبصرة. وقيل: مات بمفازة سجستان
وهراة.
وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم: يقال اسمه نضلة بن عبيد، ثم
ساق بسنده إلى العبّاس بن مصعب، قال: حدّثني محمد بن مالك
بن يزيد بن أبي برزة الأسلميّ، قال: كان اسم أبي برزة
الأسلمي نضلة بن نيار، فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم عبد اللَّه، وقال:
«نيار شيطان» ، وهو نيار بن حبال بن ربيعة،
فساق نسبه كما تقدم، لكن زاد بين دعبل وأنس عبدان. انتهى.
ثم نقل ابن شاهين، عن أبي نعيم- أنه نضلة بن عبد اللَّه،
وعن أحمد، وعن ابن معين: نضلة بن عبيد، وهو قول الأكثر.
ونقل ابن سعد، عن الهيثم بن عديّ، أنه خالد بن نضلة، وعن
الواقديّ قال: ولده يقولون اسمه عبد اللَّه بن نضلة، وهو
مشهور بكنيته.
قال أبو عمر: وكان إسلامه قديما، وشهد فتح خيبر، وفتح مكّة
وحنينا، وروي عنه أنه قال: قتلت ابن حطل.
وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وعن أبي بكر،
روى عنه ابنه المغيرة، وابنه ابنه منية بنت عبيد بن أبي
برزة، وأبو عثمان النهديّ، وأبو العالية، وأبو الوازع وأبو
الوضيء، وأبو المنهال سيار بن سلامة، والأزرق بن قيس، وأبو
طالوت بن عبد السّلام بن أبي حازم، وأبوه. وآخرون.
__________
(1) الثقات 3/ 419، أسد الغابة ت (5226) ، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 106، تقريب التهذيب 303، تاريخ من دفن بالعراق
458، تهذيب التهذيب 10/ 446، الأعلام 8/ 33، الجرح
والتعديل 8/ 499، الكاشف 3/ 205، الطبقات الكبرى 7/ 9،
366، التعديل والتجريح 740، الاستيعاب ت (2645) ، تنقيح
المقال 12479، المعرفة والتاريخ والفهارس 800، دائرة
الأعلمي 29/ 120.
(6/341)
وقال ابن سعد: كان من ساكني المدينة، ثم
نزل البصرة، وغزا خراسان. وقال غيره:
شهد مع علي قتال الخوارج بالنهروان، وغزا خراسان بعد ذلك،
ويقال إنه شهد صفّين والنّهروان مع علي. روي ذلك من طريق
ثعلبة بن أبي برزة عن أبيه.
وقال ابن الكلبيّ: نزل البصرة، وله بها دار، ثم سار إلى
خراسان فنزل مرو، ثم عاد إلى البصرة.
وقال خليفة: مات بخراسان سنة أربع وستين بعد ما أخرج ابن
زياد من البصرة. وقال غيره: مات في خلافة معاوية.
قلت: وجزم الحاكم أبو أحمد بالأوّل. وقال ابن حبّان: قيل
إنه بقي إلى خلافة عبد الملك، وبه جزم البخاريّ في
التّاريخ الأوسط في فضل من مات بين الستين إلى السّبعين.
قلت: ويؤيده ما جزم به محمد بن قدامة وغيره أنه مات في سنة
خمس وستين، وكانت ولاية عبد الملك، فإنّ يزيد مات في أوائل
سنة أربع، وولي ابنه معاوية أياما يسيرة، ثم قامت الفتنة
إلى أن استقلّ ابن الزّبير بالحجاز والعراق وخراسان ومروان
بالشّام، ثم توجه إلى مصر فغلب عليها، وعاش قليلا، ومات في
رمضان منها.
وقد أخرج البخاريّ في صحيحه أنه عاب على مروان وابن الزبير
والقراء بالبصرة لما وقع الاختلاف بعد موت يزيد بن معاوية،
فقال في قصة ذكرها حاصلها أنّ الجميع إنما يقاتلون على
الدنيا.
وفي صحيح البخاريّ أنه شهد قتال الخوارج بالأهواز، زاد
الإسماعيليّ في مستخرجه مع المهلب بن أبي صفرة. انتهى، كان
ذلك في ولاية بشر بن مروان على البصرة من قبل أخيه عبد
الملك.
8738- نضلة بن عمرو «1»
بن أهبان «2» بن حلّان بن جعاف بن حبيب بن غفار الغفاريّ.
تقدم له حديث في ترجمة مكرم الغفاريّ.
وقال ابن السّكن: له صحبة،
وأخرج أحمد والبغويّ، وثابت في الدّلائل، وابن قانع من
طريق ابن يونس محمد بن معن بن نضلة بن عمرو: وأخبرني جدّي
عن أبيه نضر بن
__________
(1) أسد الغابة ت (5227) ، الثقات 3/ 420، الطبقات 33،
الاستيعاب ت (3646) تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، الجرح
والتعديل 8/ 499، دائرة معارف الأعلمي 29/ 120، ذيل الكاشف
1585.
(2) في أ: هبار.
(6/342)
نضلة- أن نضلة لقي النّبيّ صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم بمرس «1» فهجم عليه شوائل، فحلب لرسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في إناء فشرب وشرب
فضلة إنائه، فقال: يا رسول اللَّه، إني كنت أشرب السبعة
فلا أمتلئ. فقال: «إنّ المؤمن يشرب في معى واحد ... »
الحديث. وفي رواية له: سمعت جدّي: حدّثني نضلة بن عمرو،
قال: أقبلت مع لقاح لي ... فذكر نحوه.
8739- نضلة الأنصاريّ
«2»
. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه سعيد
بن المسيّب، ذكره أبو عمر مختصرا، وسبقه ابن أبي حاتم،
وزاد: إنّ حديثه في امرأة تزوّجها. وتردد فيه ابن قانع،
فقال: نضلة، أو نضرة.
8740- نضلة الأنصاريّ:
آخر.
تقدم ذكره في ترجمة جعفر بن نضلة.
8741- النّضير بن الحارث
بن «3» علقمة بن كلدة العبدريّ.
ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة، وأنه استشهد
باليرموك. وأما ابن إسحاق فقال في المغازي: حدّثني عبد
اللَّه بن أبي بكر بن حزم وغيره، قالوا: وكان ممن أعطى
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من المؤلّفة يوم
حنين النضير بن الحارث مائة بعير، وكذا قال ابن سعد، وابن
شاهين. وقال ابن موكولا: يكنى أبا الحارث، وكان من حكماء
قريش، ويقال له الرّهين، وهو أخو النّضر بن الحارث الّذي
أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقتله
بالصّفراء بعد قفوله من بدر، فقال ابن عبد البرّ: أمر له
النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين بمائة من الإبل،
فأتاه رجل من بني الدئل يبشره بها، فقال: واللَّه ما
طلبتها، فأخذها وأعطى الدئلي منها عشرة، وقال: واللَّه ما
أحبّ أن أرتشي على الإسلام، ثم خرج إلى المدينة فسكنها، ثم
خرج إلى الشّام مهاجرا وشهد اليرموك، وقتل بها.
وكذا قال موسى بن عقبة، والزّبير بن بكّار، وابن الكلبيّ:
إنه استشهد باليرموك.
__________
(1) مرس: بالتحريك- والسين المهملة: موضع عند المدينة، قال
ابن مقبل:
واشتقت القهب ذات الخرج من مرس ... شقّ المقاسم عنه مدرع
الردن
انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1257.
(2) أسد الغابة ت (5223) ، الاستيعاب ت (2647) .
(3) المشتبه 40643، أسد الغابة ت (5229) .
(6/343)
والقصّة التي ذكرها ابن عبد البرّ أخرجها
الواقدي في المغازي مطوّلة ثم
قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن أبيه،
قال: كان النضير بن الحارث من أعلم الناس، وكان يقول:
الحمد للَّه الّذي أكرمنا بالإسلام ومنّ علينا بمحمد، ولم
نمت على ما مات عليه الآباء، لقد كنت أوضع مع قريش في كل
وجهة حتى كان عام الفتح، وخرج إلى حنين فخرجنا معه ونحن
نريد إن كانت دبرة على محمد أن نعين عليه فلم يمكنا ذلك،
فلما صار بالجعرانة، فو اللَّه إني لعلى ما أنا عليه إن
شعرت إلا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تلقاني
بفرحة، فقال «النّضير» ! قلت: لبيك! قال: «هذا خير ممّا
أردت يوم حنين» . قال:
فأقبلت إليه سريعا، فقال: «قد آن لك أن تبصر ما أنت فيه» .
فقلت: قد أرى. فقال: «اللَّهمّ زده ثباتا» .
قال: فو الّذي بعثه بالحق لكان قلبي حجرا ثباتا في الدين
ونصرة في الحق، ثم رجعت إلى منزلي فلم أشعر إلّا برجل من
بني الدئل يقول: يا أبا الحارث، قد أمر رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم بمائة بعير، فأجزني منها فإن عليّ
دينا.
قال فأردت ألّا آخذها، وقلت: ما هذا منه إلا تألّف، ما
أريد أن أرتشي على الإسلام، ثم قلت: واللَّه ما طلبتها ولا
سألتها، فقبضتها وأعطيت الدئلي منها عشرا.
وللنّضير هذا ولد يقال له المرتفع، ومرتفع لقب، واسمه
محمد، وإليه ينسب البئر الّذي يقال له بئر ابن المرتفع
بمكّة.
النون بعدها الظاء
8742- نظير المزني «1»
. ذكره أبو موسى في «الذيل» من طريق أبي إسحاق المستملي،
ثم من طريق محمد بن إسماعيل بن جعفر، عن عبد اللَّه بن
سلمة، عن ابن شهاب، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن نظير
المزني أو المدني: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم يقول: «إنّ اللَّه إذا سمع قراءة لَمْ يَكُنِ
الَّذِينَ كَفَرُوا يقول: أبشر عبدي، فو عزّتي لا أنساك
على حال من أحوال الدّنيا والآخرة» .
قال المستملي: ذكر لابن طرخان فلم يعرفه، وقال: الحديث
أكثر من أن يحصى.
انتهى. وعبد اللَّه بن سلمة واهي الحديث.
النون بعدها العين
8743- نعامة الضبي «2»
: والد يزيد.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، أسد الغابة ت (5231) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، أسد الغابة ت (5232) .
(6/344)
قال الدّار الدّارقطنيّ: ذكره أبو بشر
المروزي، من طريق حبان العبدري، عن يزيد بن نعامة الضبي،
عن أبيه، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم إذا قرب إليه الطّعام قال:
«سبحانك ما أحسن ما ابتليتنا! سبحانك ما أكثر ما أعطيتنا!
سبحانك ما أعظم ما عافيتنا!»
استدركه أبو موسى.
8744- نعم:
بضم أوله «1» .
غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اسمه، فسماه عبد
اللَّه. تقدم.
8745- النّعمان بن الأسود الكنديّ،
هو ابن أبي الجون، يأتي.
8746- النّعمان بن أشيم الأشجعي «2»
: أبو هند، والد نعيم بن أبي هند، مشهور بكنيته.
قال خليفة بن خيّاط: اسمه رافع بن أشيم. يعدّ في الكوفيين،
ويقال له نعمان مولى أشجع.
وقال البخاريّ، وأبو حاتم، وابن السكن، وأبو عمر: له صحبة.
نزل الكوفة، وأورد البخاريّ وابن مندة، من طريق الربيع بن
النّعمان مولى بني نصر، أخبرني نعيم بن أبي هند، قال علز
أبي عند الموت فاشتد نزعه، فقال: أي بنيّ، إني أخاف أن
يكون قد بقي لي أثر فحوّل فراشي إلى زاوية من البيت،
فحوّلناه فقضى. قال: وكان أبي قد أدرك النبيّ صلى اللَّه
عليه وسلّم.
وأخرج له ابن السّكن، من طريق سلمة بن نبيط. حدّثني أبو
نعيم بن أبي هند، قال:
حججت مع أبي وعمي، فقال لي: ترى صاحب الجمل الأحمر يخطب
ذاك رسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، هكذا ذكره في ترجمة
أبي هند بناء على أن المراد بأبي نعيم هو أبو هند، وهو خطأ
نشأ عن تصحيف وتغيير. والصّواب عن سلمة، حدّثني أبي أو
نعيم بن أبي هند عنه، قال: حججت ... فذكر الحديث. والضّمير
في قوله عنه لوالد سلمة، فصاحب الحديث هو نبيط بن شريط لا
والد أبي نعيم. وأورد ابن مندة الحديث من طريق سلمة، قال:
حدّثني أبي أبو نعيم بن أبي هند، عن أبيه ... فذكره، فقوله
عن أبيه يريد والد سلمة لا والد نعيم، نبه على ذلك أبو
نعيم، وأخرج من طريق سلمة: حدّثني أبي أو نعيم، عن أبي،
قال: حججت، فهذا هو الصّواب.
__________
(1) أسد الغابة ت (5232) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، التاريخ الصغير 1/ 175،
الجرح والتعديل 8/ 444، أسد الغابة ت (5234) ، التاريخ
الكبير 8/ 76، الاستيعاب ت (2648) .
(6/345)
8747- النّعمان
بن أوس المعافريّ.
وفد على النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قاله أبو علي
الهجريّ، ونقلته من خط مغلطاي.
8748- النّعمان
بن بزرج اليمانيّ «1» .
قال ابن حبّان: يقال له صحبة.
قلت: وهو معروف في المخضرمين. وسيأتي في الثالث.
8749- النعمان
بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس «2» بن زيد الأنصاري
الخزرجيّ. تقدم تمام نسبه في ترجمة والده في حرف الباء
الموحدة، يكنى أبا عبد اللَّه، وهو مشهور. له ولأبيه صحبة.
قال الواقديّ: كان أوّل مولود في الإسلام من الأنصار بعد
الهجرة بأربعة عشر شهرا، وعن ابن الزبير: كان النعمان بن
بشير أكبر مني بستة أشهر.
وروى عن النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن خالد بن عبد
اللَّه بن رواحة، وعمر وعائشة. روى عنه ابنه
__________
(1) أسد الغابة ت (5236) .
(2) الاستيعاب ت (2650) ، طبقات ابن سعد 6/ 53، طبقات
خليفة 593/ 930، 2853، المحبر 276، 294، 421، التاريخ
الكبير 8/ 75، المعارف 294، أخبار القضاة 3/ 201- الأغاني
16/ 28، 54 المستدرك 2/ 530، أنساب العرب 364، الجمع بين
رجال الصحيحين 2/ 531، تاريخ ابن عساكر 17/ 293، الكامل 4/
149، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 129، تهذيب الكمال 1413،
تاريخ الإسلام 3/ 88، تذهيب التهذيب 4/ 97، البداية
والنهاية 8/ 244، تهذيب التهذيب 10/ 447، خلاصة تذهيب 345،
شذرات الذهب 1/ 72، أسد الغابة ت (5237) ، تاريخ خليفة 65،
أنساب الأشراف 1/ 244، تاريخ اليعقوبي 2/ 188، الأخبار
الطوال 225، تاريخ الطبري 2/ 471، مروج الذهب 1621،
المعرفة والتاريخ 1/ 381، العقد الفريد 3/ 66، مقدمة مسند
بقي بن مخلد 83، التاريخ الصغير 58، البرصان والعرجان 21،
والأخبار الموفقيات 228، سيرة ابن هشام 3/ 170، مشاهير
علماء الأمصار 51، الجرح والتعديل 8/ 444، التاريخ لابن
معين 2/ 606، الزهد لابن المبارك 251، المعارف 294، عيون
الأخبار 1/ 191، تاريخ الثقات 450، الثقات لابن حبان 3/
409، أخبار القضاة لوكيع 2/ 410، فتوح البلدان 156،
المغازي للواقدي 216، المحبر 276، الكامل في التاريخ (انظر
فهرس الأعلام) 13/ 376، تاريخ أبي زرعة 1/ 199، الأسامي
والكنى للحاكم 1/ 306، الخراج وصناعة الكتاب 297، جمهرة
أنساب العرب 364، تاريخ العظيمي 159، وفيات الأعيان 1/
116، تحفة الأشراف 9/ 15، المستدرك 3/ 530، الأغاني 16/
28، دول الإسلام 1/ 49، المعين في طبقات المحدثين 27،
المغازي (من تاريخ الإسلام) 496، عهد الخلفاء الراشدين
341، مرآة الجنان 1/ 140، ربيع الأبرار 4/ 110، تخليص
الشواهد 431، خزانة الأدب 1/ 461، المزهر 2/ 481. النكت
الظراف 9/ 15، تاريخ الإسلام 2/ 261.
(6/346)
محمد، ومولاه سالم، وعروة، والشّعبي،
والسّبيعي، وأبو قلابة، وخيثمة بن عبد الرّحمن، وسماك بن
حرب، وآخرون.
وقال أبو مسهر، عن شعبة بن عبد العزيز: كان قاضي دمشق بعد
فضالة بن عبيد، وقال سماك بن حرب: استعمله معاوية على
الكوفة، وكان من أخطب من سمعت. وقال الهيثم: نقله معاوية
من إمرة الكوفة إلى إمرة حمص، وضمّ الكوفة إلى عبيد اللَّه
بن زياد، وكان بالشّام لما مات يزيد بن معاوية. ولما
استخلف معاوية بن يزيد، ومات عن قرب دعا النعمان إلى ابن
الزّبير ثم دعا إلى نفسه، فواقعه مروان بن الحكم بعد أن
واقع الضّحاك بن قيس، فقتل النّعمان بن بشير، وذلك في سنة
خمس وستين.
8750- النّعمان بن بيبا «1»
: بموحدتين بينهما تحتانية ساكنة الضّبيبي، بفتح المعجمة
وكسر الموحدة.
ذكره المستغفريّ، وأورده من طريق سعد بن عبد اللَّه بن
حارثة بن خليفة، عن أبيه، عن جدّة، عن النّعمان بن بيبا،
قال: أتينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في نفر من بني
الضّبيب، فسألناه، فقضى حوائجنا ... فذكر الحديث. وإسناده
مجهول.
8751- النّعمان بن ثابت:
بن النّعمان «2» ، أبو الصّبّاح، مشهور بكنيته. وسيأتي.
ويقال اسمه عمير.
8752- النعمان بن جبلة:
بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر بن الجلاح بن عوف بن بكر بن
عذرة العذريّ.
ذكره الطّبريّ، وقال: وفد هو وأخوه عبد عمرو علي النبيّ
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، واسم عبد عمرو بكر، وكان
النّعمان رئيسا في الجاهليّة، وهو الّذي أسر بشير بن أبي
حازم، وأهداه إلى أوس بن حارثة الطائي لكونه هجا أوسا
وأمّه. والقصّة مشهورة، وقد مدح النابغة الذبيانيّ النعمان
المذكور.
8753- النّعمان بن جزء:
بن النّعمان بن قيس «3» بن مالك بن سعد بن ذهل بن
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 108، أسد الغابة ت (5239) .
(2) المحن 255، 460، غاية النهاية 342، أسد الغابة ت
(5240) ، الطبقات 167، 227، تجريد أسماء الصحابة 2/ 108،
خلاصة تذهيب 3/ 95، تهذيب التهذيب 10/ 449، الأعلام 8/ 36-
أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 908، التاريخ الصغير 2/ 43،
100، 230، الجرح والتعديل 8/ 449، تذكرة الحفاظ 98، الكاشف
3/ 205، تاريخ بغداد 13/ 323، روضات الجنان 167.
(3) أسد الغابة ت (5241) .
(6/347)
غطيف بن عبد اللَّه بن ناجية بن مراد
المرادي ثم الغطيفي.
ذكره ابن يونس، وقال: وفد على النّبيّ صلى اللَّه عليه
وسلّم، وشهد فتح مصر، ولا يعلم له رواية، وله أخ يقال له
هانئ شهد فتح مصر، ولهما جميعا صحبة.
8754- النّعمان بن أبي جعال «1»
: الضبيبي، من رهط رفاعة بن زيد.
ذكره ابن إسحاق فيمن أسلم منهم، ووفد على النّبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم بعد أن غزاهم زيد بن حارثة حين غزا
بني جذام، من أرض حسمى
«2» .
8755- النّعمان بن أبي الجون،
وهو الأسود بن شراحيل بن حجر بن معاوية الكنديّ.
ذكره الطّبريّ عن الواقديّ، وقال: قدم على رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسلما، وقال: أزوّجك أجمل
أيّم في العرب، يريد أخته أسماء، وساق الحديث في تزويجها،
ثم فراقها.
وأخرج قصّته الحاكم من طريق الواقديّ، عن محمد بن يعقوب بن
عتبة، عن عبد الواحد بن أبي عوف، قال: قدم النّعمان بن أبي
الجون، فذكره، وزاد: وكان ينزل هو وأبوه مما يلي الشّربّة،
قال: وكانت أسماء تحت ابن عم لها هلك عنها، وقد رغبت فيك
وخطبت إليك، قال: فتزوّجها على اثنتي عشرة أوقية ونشّ،
فقال: يا رسول اللَّه، لا تقصّر بها في المهر، فقال: «ما
أصدقت أحدا من نسائي ولا أصدقت أحدا من بناتي فوق هذا» .
فقال النّعمان: فيك الأسوة يا رسول اللَّه، فابعث إلى
أهلك، فبعث معه أبا أسيد السّاعدي،
فلما قدر عليها جلست في بيتها فأذنت له أن يدخل، فقال أبو
أسيد: إن نساء النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لا يراهنّ أحد
من الرّجال. فقالت: أرشدني. قال: لا تكلّمي أحدا من الرجال
إلا ذا محرم منك. قال أبو أسيد، فتحملت معي في محفّة،
فقدمت بها المدينة، فأنزلتها في بني ساعدة، فدخل عليها
نساء الحيّ فرحين بها، وكانت من أجمل النساء، فدخل عليها
داخل من النساء، فقالت لها: إنك من الملوك، وإن كنت تريدين
أن تحظي عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فاستعيذي
منه ... الحديث.
8756- النّعمان بن حارثة
الأنصاريّ «3» .
يقال: إنه شهد العقبة الأولى، فأخرج ابن مندة، وأبو نعيم،
من طريق محمد بن
__________
(1) أسد الغابة ت (5242) .
(2) حسمي: بالكسر ثم السكون وهو أرض ببادية الشام. انظر:
معجم البلدان 2/ 298.
(3) أسد الغابة ت (5243) .
(6/348)
إبراهيم بن يسار، عن أبي إسحاق السّبيعي،
عن الشّعبي، وعن عبد الملك بن عمير، عن عبد اللَّه بن عمر،
عن عقيل بن أبي طالب، وعن ابن أخي الزّهري، عن الزّهري
قالوا: لما اشتدّ المشركون على النّبيّ صلى اللَّه عليه
وسلّم فلقي الستة من الأنصار بمنى عند جمرة العقبة قال
النّعمان بن حارثة: أبايعك على الإقدام في أمر اللَّه، وإن
شئت واللَّه يا رسول اللَّه ملنا على أهل منى بأسيافنا
هذه.
فقال: لم أومر بذلك. انتهى.
وفي السّند من لا يعرف، ولم يذكر ابن إسحاق ولا موسى بن
عقبة النّعمان هذا.
8757- النّعمان بن أبي خذمة «1»
بن النعمان «2» بن أمية بن البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف
الأنصاريّ الأوسيّ.
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهما فيمن شهد بدرا.
وذكره ابن سعد عن الواقديّ وأبي معشر، فقال النّعمان بن
خذمة أبو خذمة بالخاء المعجمة، وعن أبي عمارة بالحاء
المهملة، قال: وقد نظرنا في نسب الأنصار فلم نجد من يكنى
هذا.
قلت: ذكره ابن الكلبيّ كما قال ابن عمارة، ولم يذكر كنيته،
وقال: شهد بدرا.
8758- النّعمان ومالك ابنا خلف بن دارم بن أسلم بن أفصى
الخزاعيّ «3»
. ذكرهما ابن سعد والبغويّ عنه، وقالا: كانا طليعتين لرسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم أحد، فقتلا
شهيدين، فدفنا في قبر واحد.
8759- النّعمان بن رازية «4»
براء ثم زاي مكسورة بعدها تحتانية، والأزديّ، ثم اللهبيّ،
عريف الأزد، وصاحب رايتهم.
قال البخاريّ: سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الوحدان من الصّحابة.
وقال ابن أبي حاتم، وابن حبّان: له صحبة. وذكره أحمد بن
محمد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصّحابة.
وأخرج ابن قانع، وابن السّكن من طريق محمد بن الوليد
الزبيديّ، عن محمد بن
__________
(1) في أ: خذيمة.
(2) أسد الغابة ت (5245) ، الاستيعاب ت (2651) .
(3) أسد الغابة ت (5246) .
(4) الثقات 3/ 410، أسد الغابة ت (5248) ، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 107، التاريخ الكبير 8/ 75، الاستيعاب ت (2652)
، الطبقات الكبرى 2/ 158.
(6/349)
صالح بن شريح عن أبيه- أنه سمع عريف الأزد
يقال له النّعمان بن الرّازية، قال: قلت: يا رسول اللَّه،
إنا كنا نعتاف في الجاهليّة، وقد جاء اللَّه بالإسلام!
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «نفى
الإسلام صدقها، فلا يمنعنّ أحدكم من سفره» .
لفظ ابن السّكن. ولفظ ابن قانع: فقال: «فهي في الإسلام
أصدق ... » إلى أخره.
والأول أقرب إلى الصواب.
قال ابن السّكن: لم أجد له عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم غير هذا الحديث.
قلت: وهو يرد على قول ابن أبي حاتم الرازيّ لم يرو عنه
العلم، وذكر الواقديّ في المغازي، عن أبي معشر وغيره- أنّ
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما أراد التوجه إلى
الطّائف بعد حنين أرسل إلى الطفيل بن عمرو الدّوسي، وأمره
أن يهدم صنم عمرو بن حممة، ويستمدّ قومه، فوافاه بالطّائف،
ومعه أربعمائة رجل، فقال الطفيل: من كان يحملها في
الجاهليّة النّعمان بن الرازية اللهبي.
8760- النعمان بن ربعي
«1»
: يقال هو اسم أبي قتادة بن ربعي الأنصاريّ.
والمشهور أن اسمه الحارث، وسيأتي في الكنى.
8761- النّعمان بن زيد بن أكال «2»
. تقدم ذكره في ترجمة ولده سعد، وأن «3» ابن الكلبيّ ذكر
أن القصّة المذكورة لسعد إنما هي للنّعمان.
8762- النّعمان بن سنان الأنصاري «4»
: مولى بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريين، وليست
له رواية.
8763- النعمان بن سفيان
بن خالد بن عوف من بني سهم.
ذكره ابن سعد عن الواقديّ أنه أحد الثلاثة الذين بعثهم
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في آثار المشركين
في غزوة حمراء الأسد. وتقدم سليط بن سفيان، وكأنه أخو هذا.
وتقدم النّعمان بن خلف بن عون قريبا.
__________
(1) أسد الغابة ت (5247) .
(2) أسد الغابة ت (5449) .
(3) في أ: قال.
(4) أسد الغابة ت (5251) ، الاستيعاب ت (2653) ، الإكمال
4/ 445.
(6/350)
8764- النعمان بن
شريك
الشيبانيّ «1» .
تقدم ذكره في ترجمة مفروق بن عمر، وجزم الذّهبي في التجريد
بأنّ له وفادة. وأما أبو نعيم فأثبت الصّحبة للنّعمان،
ونفاها عن مفروق.
8765- النّعمان
بن عبد عمرو»
بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن
النجار الأنصاريّ الخزرجيّ.
قال ابن حبّان: له صحبة، وذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا،
واستشهد بأحد، وكذا قال ابن الكلبيّ. وتقدم ذكر أخيه
الضّحاك.
8766- النعمان بن عبيد:
ويقال لعبيد مقرن بن أوس بن مالك الأنصاريّ.
ذكره ابن القدّاح في نسب الأنصار، وقال: إنه استشهد
باليمامة.
8767- النّعمان بن عجلان «3»
بن النعمان بن عامر بن زريق الأنصاري الزّرقيّ.
قال أبو عمر: كان لسان الأنصار وشاعرهم، وهو الّذي خلف على
خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطّلب بعد قتله، وهو
القائل يفخر بقومه من أبيات:
فقل لقريش نحن أصحاب مكّة ... ويوم حنين والفوارس في بدر
نصرنا وآوينا النّبيّ ولم نخف ... صروف اللّيالي والعظيم
من الأمر
وقلنا لقوم هاجروا مرحبا بكم ... وأهلا وسهلا قد أمنتم من
العقر
نقاسمكم أموالنا وديارنا ... كقسمة أيسار الجزور على
الشّطر
«4» [الطويل]
وأخرج ابن السّكن، وابن مندة، من طريق يزيد بن هارون، عن
عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب، عن النّعمان بن عجلان،
قال: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
وأنا أوعك، فقال: «كيف تجدك يا نعمان؟» قلت: أجدني أوعك.
فقال: «اللَّهمّ شفاء عاجلا ... » الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (5252) .
(2) عنوان النجابة 163، الثقات 3/ 410، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 9، أصحاب بدر 229، الاستبصار 91.
(3) أسد الغابة ت (5254) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 109،
الاستيعاب ت (2655) ، الثقات 3/ 410، الاستبصار 175،
الأعلام 8/ 37، التاريخ الصغير 1/ 86، الطبقات الكبرى 8/
390.
(4) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (5254) ،
والاستيعاب ترجمة رقم (2655) .
(6/351)
قال ابن السّكن: لم أجد عنه حديثا غير هذا،
وأظنه مرسلا.
قلت: وعيسى ضعيف جدّا. وذكر المبرد أن علي بن أبي طالب
استعمل النعمان هذا على البحرين، فجعل يعطي كل من جاءه من
بني زريق، فقال فيه الشّاعر- وهو أبو الأسود الدئلي:
أرى فتنة قد ألهت النّاس عنكم ... فندلا زريق المال ندل
الثّعالب
فإنّ ابن عجلان الّذي قد علمتم ... يبدّد مال اللَّه فعل
المناهب
«1» [الطويل]
8768- النّعمان بن عديّ
بن نضلة العدويّ «2» .
تقدم ذكره في ترجمة أبيه عديّ، وأنه من مهاجرة الحبشة،
وولى عمر النّعمان هذا ميسان، وهو القائل الأبيات
المشهورة:
فمن مبلغ الحسناء أنّ حليلها ... بميسان يسقى في زجاج
وحنتم
إذا شئت غنّتني دهاقين قرية ... وصنّاجة تجذو على كلّ منسم
إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني ... ولا تسقني بالأصغر
المتثلّم
لعلى أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا في الجوسق المتهدّم
«3» [الطويل] فبلغ عمر، فكتب إليه: قد بلغني شعرك، وقد
واللَّه ساءني، وعزله، فلما قدم قال:
واللَّه ما كان من ذلك شيء، وإنما هو فضل شعر قلته، فقال
عمر: إني لأظنّك صادقا، ولكن واللَّه لا تعمل لي عملا.
قال الزّبير بن بكّار، عن عمه مصعب: خطب ابن عمر إلى نعيم
بن النحام بنته، فقال:
__________
(1) البيتان للعباس بن مرداس في ملحق ديوانه ص 151،
وللعباس أو لغاوي بن ظالم السّلمي، أو لأبي ذر الغفاريّ في
لسان العرب 1/ 237، (ثعلب) ، ولراشد بن عبد ربّه في الدرر
4/ 104، وشرح شواهد المغني ص 317، وبلا نسبة في أدب الكاتب
ص 103، 290، وجمهرة اللغة 1181، ومغني اللبيب ص 105، وهمع
الهوامع 2/ 22 وفيه شاهد نحوي في قوله: «برأسه» حيث جاء
الباء بمعنى «على» ، أسد الغابة ترجمة رقم (5254) .
(2) أسد الغابة ت (5455) ، الاستيعاب ت (2656) .
(3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (5255) ،
والاستيعاب ترجمة رقم 2656) ، سيرة ابن هشام في ذكرى قدوم
جعفر بن الحبشة: 2/ 366، وكتاب نسب قريش لمصعب الزبيري،
382، ومعجم البلدان لياقوت (ميسان) ، والمعرب للجواليقي:
145، اللسان (جذا) . والأول في جمهرة أنساب العرب لابن
حزم: 158، واللسان (حنتم) ، والثاني في اللسان (صنج) .
(6/352)
لا أدع لحمي يرمى، إنّ لي ابن أخ مضعوف، لا
يزوّجه أحد ممن قرت عينه، وكان هوى أمها عاتكة بنت حذيفة
بن غانم مع ابن عمر، فزوّج نعيم النّعمان بن عديّ وكان
يتيما في حجره، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«وآمروا النّساء في أولادهنّ» . فقال نعيم: ما بها إلا ما
دفع لها ابن عمر، فهو لها [من] «1» مالي.
8769- النّعمان بن عصر «2»
بن الربيع بن الحارث بن أديم بن أميّة البلويّ، حليف بني
معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف من الأنصار.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، فقال: ومن بني معاوية
النّعمان البلويّ حليف لهم، وسمّى أباه ابن عقبة وأبو معشر
وغيرهما.
واختلفوا في ضبطه، فقال الأكثر: بفتحتين. وقال الواقديّ:
بكسر ثم سكون، وذكر ابن ماكولا أنه استشهد في الرّدة، قتله
طليحة بن خويلد الأسديّ.
8770- النّعمان بن عمرو
بن إنسان بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة
الأنصاري.
شهد أحدا، وكانت معه راية المسلمين، قاله ابن الكلبيّ،
وحكاه الرشاطيّ، وقال: لم يذكره ابن عبد البرّ، ولا ابن
فتحون.
8771- النّعمان بن عمرو «3»
بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن غنم بن مالك بن النجّار
الأنصاريّ.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وفي الاشتقاق لابن دريد أنه
شهد بدرا، واستشهد بأحد، لكن ذكره بالتصغير فقال: نعيمان
بن عمرو، ولم ينسبه، فظنّ بعضهم أنه النعيمان صاحب المزاح،
وليس كذلك كما سيأتي في ترجمته.
8772- النّعمان بن عمرو
بن عمير اليماني.
ذكره ابن عساكر في ذيل مبهمات التّعريف والأعلام مضموما
إلى مسعود وابن عبد ياليل وغيرهما من أولاد عمرو بن عمير
بن عوف الثقفي في قصّة نزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ
مِنَ الرِّبا [البقرة 278] ، ونسبه إلى تفسير سنيد، وأنه
__________
(1) في أ: في.
(2) تبصير المنتبه 3/ 955- 4/ 1459، الاستيعاب ت (2657) ،
المشتبه 653، 657، أسد الغابة ت (5256) .
(3) أسد الغابة ت (5257) ، الاستيعاب ت (2658) .
(6/353)
ذكره معهم. وسيأتي في آخر من اسمه هلال شيء
من ذكر هذه القصّة، وتقدّم أيضا شيء من هذا في مسعود بن
عمرو.
8773- النّعمان بن عمرو
بن مقرّن «1» .
ذكره البغويّ في الصحابة،
وأخرج من طريق جرير، عن منصور، عن أبي خالد الوالبي، عن
النّعمان بن عمرو بن مقرّن، قال: قال رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» .
وأخرجه ابن شاهين، من طريق زياد البكائيّ، عن منصور، عن
أبي خالد، عن النعمان بن مقرّن. والأول أصح.
وأخرج ابن شاهين، من طريق يحيى بن عطية، عن أبيه، عن عمرو
بن النّعمان بن مقرّن، قال: قدم رجال من مزينة فاعتلّوا
على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنهم لا أموال لهم
يتصدّقون منها. وقدم النعمان بن مقرن بغنم يسوقها إلى
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزلت فيه: وَمِنَ
الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ [التوبة
99] ... الآية. وعمرو بن النعمان ابن عم صاحب الترجمة،
ويقال هو هو انقلب على الراويّ، ويقال: إن حديث النعمان
هذا عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسل.
8774- النّعمان
بن عوف بن النّعمان الشيبانيّ.
ذكره سيف في الفتوح، وأنّ خالد بن الوليد وفد على أبي بكر
بخمس السّبي، وأنّ المثنى بن حارثة أمّره على إحدى
المجنّبتين في فتح العراق.
وذكره الطّبريّ في تاريخه، وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون
في الفتوح إلا الصّحابة.
8775- النعمان بن أبي فاطمة
الأنصاريّ «2»
. ذكره ابن السّكن، والطّبري «3» ، من طريق أبي إسماعيل
القناد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن النعمان بن
أبي فاطمة- أنه اشترى كبشا أعين أقرن، وأن النّبيّ
__________
(1) مسند أحمد 5/ 444، طبقات خليفة 38، 128، 177، 190،
تاريخ خليفة 149، التاريخ الكبير 8/ 75، التاريخ الصغير 1/
47، 56، 216، المعارف 299، الجرح والتعديل 8/ 444، مشاهير
علماء الأمصار 268، تهذيب الكمال 1814، دول الإسلام 1/ 17،
العبر 1/ 25، تهذيب التهذيب 10/ 456، خلاصة تذهيب الكمال
403.
(2) أسد الغابة ت (5260) .
(3) في أ: الطبراني.
(6/354)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رآه، فقال:
«كأنّ هذا الكبش الّذي ذبح إبراهيم» ، فعمد رجل من الأنصار
فاشترى كبشا بهذه الصفة، فأخذه فضحّى.
وقد رواه عبد الرّزّاق، عن معمر، عن يحيى، عن محمد بن عبد
الرحمن بن ثوبان، قال: مرّ النّعمان بن أبي فطيمة على
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بكبش أعين ...
الحديث، وسمى الّذي اشتراه معاذ بن عفراء.
8776- النّعمان بن قوقل «1»
بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عمرو بن عوف.
ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق فيمن استشهد بأحد، وكان شهد
بدرا.
وقال ابن حبّان: له صحبة،
وأخرج البغويّ، من طريق خالد بن مالك الجعديّ، قال:
وجدت في كتاب أبي أنّ النّعمان بن قوقل الأنصاريّ قال:
أقسمت عليك يا رب أن لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في خضر
الجنة. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
«لقد رأيته يطأ فيها وما به من عرج» .
وأخرج ابن قانع، وابن مندة، من طريق أبي إسحاق الفزاريّ،
عن الحسن بن الحسن، عن أبي ثابت بن شداد بن أوس، قال: قال
النعمان بن قوقل ... فذكر نحوه.
قال ابن مندة: يروى هذا الحديث لعمرو بن الجموح،
وأخرج مسلم، من طريق شيبان بن عبد الرّحمن، عن الأعمش، عن
أبي سفيان، وأبي صالح، عن جابر نحو حديث قبله، متنه أتى
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم النّعمان بن قوقل،
فقال: يا رسول اللَّه، أرأيت إذا صليت المكتوبة، وحرمت
الحرام، وأحللت الحلال- أدخل الجنة؟ قال: «نعم» .
وتابعه أبو حمزة، عن الأعمش. أخرجه ابن مندة، وأخرجه من
وجه آخر عن أبي حمزة، فقال: عن أبي سفيان، عن جابر، وعن
أبي صالح، عن أبي سعيد. وأخرجه الطّبرانيّ في مسند النعمان
بن قوقل، من طريق جابر بن نوح، عن الأعمش، فقال: عن أبي
صالح، عن النعمان- أنه جاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم ... فذكر نحوه. وهو مرسل، ولعل أبا صالح أراد
عن قصّة النّعمان ولم يرد الرواية عنه، وإنما الرواية عنه
عن جابر.
وقد رواه عبد اللَّه بن عبد القدّوس عن الأعمش، فقال: عن
أبي صالح، وأبي سفيان، عن جابر، عن النعمان. أخرجه ابن
مندة أيضا.
__________
(1) أسد الغابة ت (5261) ، الاستيعاب ت (2659) .
(6/355)
وقد رواه موسى بن داود، عن ابن لهيعة، عن
أبي الزّبير، عن جابر- أن النعمان جاء إلى النّبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم. ورواه يزيد بن جعدبة، عن أبي
الزبير، فقال، عن جابر: أخبرني النّعمان، أخرجه ابن قانع،
وابن مندة من طريقه وابن جعدبة، وله ذكر في حديث أبي هريرة
عند البخاريّ أخرجه من طريق عنبسة بن سعيد عنه، قال: أتيت
النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد أن فتح خيبر،
فقلت: يا رسول اللَّه، أسهم لي، فقال أبان بن سعيد بن
العاص: لا تعطه. فقلت: هذا قاتل ابن قوقل، ويقال: إن قوقلا
لقب، واسمه ثعلبة أو مالك بن ثعلبة، وقد غاير أبو عمر بين
النّعمان بن قوقل والنّعمان بن مالك بن ثعلبة. وتعقّبه ابن
الأثير.
8777- النّعمان بن قوقل:
آخر.
فرّق أبو حاتم بينه وبين الّذي قبله، وقال في هذا: إنه نزل
الكوفة،
وروى عنه بلال بن يحيى وأخرجه البخاريّ من طريق حبيب بن
سليم، عن بلال، عن النّعمان بن قوقل، قال: قلت: يا رسول
اللَّه، ما أتعلم من القرآن شيئا إلا انفلت منّي، فو الّذي
أنزل عليك الكتاب ما من شيء أحبّ إليّ من اللَّه ورسوله.
قال: «يا ابن قوقل، المرء مع من أحبّ، وله ما احتسب» .
وأخرج الطّبرانيّ في ترجمة الّذي قبله من طريق منصور بن
أبي الأسود، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: جاء
النّعمان بن قوقل يوم الجمعة ورسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم يخطب، فأمره أن يصلي ركعتين يتجوّز فيهما.
وأخرجه ابن شاهين من طريق هدبة بن المنهال، عن الأعمش
كذلك. وعندي أنه بهذا أليق.
8778- النعمان بن قيس الحضرميّ
«1»
. قال ابن عبد البرّ: له صحبة. وقال ابن مندة: أدرك النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وحدث عنه. قال البخاري: روى
عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط، عن شرحبيل، عن أبيه، عنه-
أنه ختم القرآن في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم. وقال أبو حاتم: حديثه مرسل.
8779- النعمان بن مالك
بن ثعلبة «2» بن دعد بن فهر بن ثعلبة بن عثمان «3» بن عمرو
بن عوف بن الخزرج.
__________
(1) أسد الغابة ت (5262) ، الاستيعاب ت (2660) .
(2) أسد الغابة ت (5264) ، الاستيعاب (2661) .
(3) في أ: غنم.
(6/356)
قال أبو عمر: شهد بدرا وأحدا وقتل بها في
قول الواقديّ، وأما ابن القداح فقال: إن الّذي شهد بدرا
وقتل بأحد هو النعمان الأعرج.
وذكر السديّ أن النعمان بن مالك قال لرسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم في خروجه إلى أحد: واللَّه يا رسول
اللَّه، لأدخلن الجنة. فقال له: «بم؟» قال: بأني أشهد أن
لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه وأني لا أفر من الزحف.
فقال: «صدقت؟» فقتل يومئذ.
وقد تعقب ابن الأثير هذا بأن النعمان الأعرج هو ابن قوقل،
وأن مالك بن ثعلبة لقبه قوقل. وما قاله أبو عمر محتمل. وقد
ترجم البخاري النعمان بن قوقل ثم قال: النعمان بن مالك،
ولم يسق له شيئا، وذكر الواقديّ أن النعمان بن مالك وقف مع
عمرو بن الجموح بأحد.
8780-[النعمان بن مالك:
بن عامر بن مجدعة بن جشم بن الحارث الأنصاري الأوسي.
قال العدوي: شهد أحدا والمشاهد بعدها، وهو والد سويد بن
النعمان]
«1» .
8781-[النعمان بن أبي مالك.
قال المستغفري: له صحبة، وذكر الواقدي أنه شهد أحدا وقتل
بها عويمر بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم]
«2» .
8782- النعمان بن مقرن:
بن عائذ المزني، أخو سويد وإخوته «3» .
وللنعمان ذكر كثير في فتوح العراق، وهو الّذي قدم بشيرا
على عمر بفتح القادسية، وهو الّذي فتح أصبهان، واستشهد
بنهاوند، وقصته في ذلك في البخاري مختصرة، وعند
الإسماعيليّ مطولة، وأخرجه أحمد من طريق سالم بن أبي
الجعد، عن النعمان بن مقرّن:
قال: قدمنا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في
أربعمائة من مزينة، ورجاله ثقات، لكنه منقطع، فإن النّعمان
استشهد في خلافة عمر فلم يدركه سالم.
وروى عنه ابنه معاوية، ومسلم بن الهيضم، وجبير بن حية،
وغيرهم. قال ابن عبد البر: سكن البصرة، ثم تحول إلى
الكوفة، وكان معه لواء مزينة يوم الفتح، وكان موته سنة
إحدى وعشرين. ذكر ذلك ابن سعد.
__________
(1) ترجمتان ساقطتان في ط.
(2) ترجمتان ساقطتان في ط.
(3) أسد الغابة ت (5268) ، الاستيعاب ت (2662) .
(6/357)
8783- النعمان بن
مقرن «1»
: تقدم في النعمان بن عمرو بن مقرن.
8784- النعمان بن مورّق الهمدانيّ.
ذكره الرّشاطيّ في الأنساب، وقال: سيد شريف، له وفادة على
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. واستدركه ابن
الأمين.
8785- النعمان بن ناقد
الأنصاريّ، أخو عبيد بن نافذ.
ذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود، وقال: هو من أصحاب رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وأورد له من كلامه:
[دخول الحمام بغير إزار حرام]
«2» .
8786- النعمان بن نضيلة الأنصاريّ:
بضاد معجمة مصغرا.
ذكره دعبل بن عليّ في طبقات الشعراء، وقال: ولاه عمر، فشرب
الخمر، وقال:
فمن مبلغ الحسناء أنّ حليلها ... بميسان يسقى في زجاج
وحنتم
لعلّ أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا في الجوسق المتهدّم
[الطويل] فقال عمر لما بلغه: إي واللَّه، وعزله.
قلت: وهذا الشعر لغيره، فليحرر.
8787- النعمان بن هلال المزنيّ.
وقع ذكره في كتاب الزهد لمحمد بن فضيل، قال: حدثنا حصين،
عن سالم بن أبي الجعد، عن النعمان بن هلال المزني، قال:
قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في
أربعمائة من مزينة ... الحديث. وهذا يعرف بالنعمان بن
مقرّن، كما نبهت عليه في ترجمته.
__________
(1) الثقات 3/ 49، الطبقات 28، 128، 177، 190، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 110، تقريب التهذيب 308، سير أعلام النبلاء 2/
256، خلاصة تذهيب 3/ 96، المشتبه 617، بقي بن مخلد 268،
تاريخ جرجان 6/ 44، 48، تهذيب التهذيب 10/ 456، التمهيد 1/
221- 6/ 104، الأعلام 8/ 42، الرياض المستطابة 263،
الأعلمي 29/ 131، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 909، علوم
الحديث لابن الصلاح 276، 281، مشاهير علماء الأمصار 268،
التاريخ الصغير 1/ 47، 56، 216، الجرح والتعديل 8/ 444،
التاريخ الكبير 8/ 75، الكاشف 3/ 206، الطبقات الكبرى 1/
291- 4/ 83، تهذيب الكمال 1419، البداية والنهاية 7/ 20.
(2) سقط في أ.
(6/358)
8788- النعمان بن
يزيد
بن شرحبيل «1» بن امرئ القيس بن عمرو بن حجر الكنديّ، خال
الأشعث بن قيس.
قال ابن الكلبيّ: له وفادة، وكذا ذكر الطبريّ، وكان يلقب
ذا العرف، وذكر ابن الكلبي أنه لقب جدّه امرئ القيس.
8789- النعيت الخزاعيّ
الشاعر، اسمه أسد، ويقال أسيد، بفتح أوله، وزن عظيم، ولقبه
النعيت، بنون ومهملة وآخره مثناة، بوزن عظيم أيضا، وهو ابن
يعمر بن وهيب بن أصرم بن عبد اللَّه بن قمّ بن حبشية ابن
سلول بن كعب السلولي.
ذكره أبو بشر الآمديّ، والمرزبانيّ في «معجم الشعراء»
وأنشد له أبياتا قالها في فتح مكة يذكر من أمر رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وسلّم أن يختلف بمكة من خزاعة لما خرج عن
مكة في الفتح منها:
خطونا وراء المسلمين بجحفل ... ذوي عضد من خيلنا ورماح
على كلّ ورهاء القتال طمرّة ... إذا كان يوم ذو وغى وشياح
[الطويل] نقلته من خط الخطيب في المؤتلف، ورجح أنه أسيد،
بفتح أوله.
8790- نعيم بن أثاثة
بن عبد المطلب القرشي «2» .
ذكره الأمويّ في المغازي فيمن أقطع له النبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم من خيبر، فقال: أقطع لنعيم ولأخيه هند
ثلاثين وسقا، ولأخيهما مسطح خمسين.
8791- نعيم بن أوس الداريّ:
أخو تميم «3» .
قال أبو عمر: يقال إنه وفد مع أخيه. وقال ابن مندة: له ذكر
في حديث، وقد أورده الواقديّ في المغازي، من طريق عبيد
اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، قال: قدم وفد الداريين على
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم منصرفه من تبوك وهم
عشرة: هانئ بن حبيب، والفاكه بن النّعمان، وجبلة بن مالك،
وعروة بن مالك، وقيس بن مالك، وأخوه مرة، وأبو هند وأخوه
الطيب، وتميم بن أوس وأخوه نعيم، ويزيد بن قيس، فسمّى
النبي صلّى اللَّه عليه
__________
(1) أسد الغابة ت (5269) .
(2) في أ: القرشي المطلبي.
(3) أسد الغابة ت (5270) ، الاستيعاب ت (2963) .
(6/359)
وآله وسلم الطيب عبد اللَّه، وسمى عروة عبد
الرحمن، وقد تقدم ذكر ذلك من وجه آخر في الطيب، ويأتي
لهانئ في ترجمته خبر.
8792- نعيم بن أوس الرّهاوي «1»
: يقال إن له صحبة.
8793- نعيم بن بدر التميمي
«2»
. ذكر في ترجمة عطارد فيمن قدم من وفد بني تميم. وذكره ابن
حبيب عن ابن الكلبيّ.
وذكره الأمويّ عن ابن إسحاق فيهم، وكذا ذكره السدي في
تفسيره عن أبي مالك، عن ابن عباس في تفسيره سورة الحجرات،
وله ذكر في آخر ترجمة قيس بن عاصم.
وقال أبو موسى: أظنه عيينة بن بدر، ورد بأن عيينة فزاري،
وهو منسوب إلى جده، وإنما هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن
بدر، وإسلامه كان قبل قدوم وفد بني تميم، بل كان النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أرسله إلى بني العنبر من تميم
في سرية فأغار عليهم، فكان ذلك سبب قدوم وفدهم. واللَّه
أعلم.
8794- نعيم بن حمار:
وقيل ابن خمار، بالمعجمة. وقيل ابن همار- يأتي.
8795- نعيم بن حيان التجيبي:
له وفادة، وذكره ابن ماكولا عن الحضرميّ.
8796- نعيم بن زيد «3»
: ويقال ابن يزيد التميميّ.
تقدم ذكره في ترجمة الحتات بن عمرو، وقد ذكره أبو عمر في
ترجمة الحتات، ولم يفرده بترجمة، وسمى أباه يزيد.
8797- نعيم بن سعيد التميميّ.
ذكره ابن سعد فيمن قدم في وفد تميم على النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم.
8798- نعيم بن سلام «4»
: ويقال ابن سلامة السلميّ.
له ذكر
في حديث أخرجه البزار، من طريق زيد بن الحباب، عن حميد
مولى ابن علقمة، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: بينا رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جالس
__________
(1) الثقات 3/ 415، جامع التحصيل 360، الطبقات 198،
المصباح المضيء 2/ 350، 351، الطبقات الكبرى 1/ 267، 343،
تجريد أسماء الصحابة 2/ 110.
(2) أسد الغابة ت (5271) .
(3) أسد الغابة ت (5274) .
(4) أسد الغابة ت (5275) .
(6/360)
وأبو بكر وعمر ومعاذ وابن مسعود ونعيم بن
سلام إذ قدم بريد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم من بعث بعثه، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، ما
رأيت نعيما أسرع إيابا ولا أكثر مغنما من هؤلاء! قال:
«يا أبا بكر، ألا أدلك على ما هو أسرع إيابا وأكثر
مغنما؟ من صلّى صلاة الغداة في جماعة، ثمّ ذكر اللَّه
حتّى تطلع الشّمس»
- وقع لنا بعلوّ في المعرفة لابن مندة.
ورواه أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، عن نعيم بن
سلامة- رجل من بني سليم- وكان قد صحب النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم.
8799- نعيم بن عبد اللَّه بن أسيد:
بن «1» عبد بن عوف بن عويج بن عدي بن كعب القرشيّ
العدويّ المعروف بالنحّام.
قيل له ذلك، لأن
النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال له: «دخلت
الجنّة فسمعت نحمة من نعيم» .
وأخرج ابن قتيبة في «الغريب» ، من طريق عبد الرحمن بن
أبي سعيد، عن أبيه، قال:
خرجنا في سرية زيد بن حارثة التي أصاب فيها بني فزارة،
فأتينا القوم خلوفا، فقاتل نعيم بن النحام العدويّ
يومئذ قتالا شديدا.
والنحمة: هي السعلة التي تكون في آخر النحنحة الممدود
آخرها.
قال خليفة: أمه فاختة بنت حرب بن عبد شمس، وهي عدوية
أيضا، من رهط عمرو.
قال البخاريّ: له صحبة. وقال مصعب الزبيري: كان إسلامه
قبل عمر، ولكنه لم يهاجر إلا قبيل فتح مكة، وذلك لأنه
كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم، فلما أراد أن
يهاجر قال له قومه: أقم ودن بأي دين شئت، وكان بيت بني
عدي بيته في الجاهلية حتى تحول في الإسلام لعمر في بني
رزاح.
وقال الزّبير: ذكروا أنه لما قدم المدينة قال له النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا نعيم، إنّ قومك
كانوا خيرا لك من قومي» . قال: بل قومك خير يا رسول
اللَّه. قال: «إنّ قومي أخرجوني، وإنّ قومك أقرّوك» .
فقال نعيم: يا رسول اللَّه، إن قومك أخرجوك إلى
الهجرة، وإن قومي حبسوني عنها.
__________
(1) الثقات 3/ 414، أسد الغابة ت (5276) ، تلقيح فهوم
أهل الأثر 377، تبصير المنتبه 4/ 1412، الاستيعاب ت
(2664) ، الطبقات 24، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111،
تاريخ جرجان 6/ 267، المصباح المضيء 1/ 50، 51- 2/
114، بقي بن مخلد 535، الجرح والتعديل 8/ 459، التاريخ
الكبير 8/ 92، العقد الثمين 7/ 343، الطبقات الكبرى 4/
72.
(6/361)
وقال الواقديّ: حدثني يعقوب بن عمرو، عن
نافع العدويّ، عن أبي بكر بن أبي الجهم، قال: أسلم
نعيم بعد عشرة، وكان يكتم إسلامه. وقال ابن أبي خيثمة:
أسلم بعد ثمانية وثلاثين إنسانا.
وأخرج أحمد، من طريق محمد بن يحيى بن حبان، عن نعيم بن
النحام، قال: نودي بالصبح وأنا في مرط امرأتي في يوم
بارد، فقلت: ليت المنادي قال: من قعد فلا حرج، فإذا هو
يقولها، أخرجه من طريق إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن
سعيد، عنه، ورواية إسماعيل عن المدنيين ضعيفة، وقد
خالفه إبراهيم بن طهمان، وسليمان بن بلال، فروياه عن
يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن نعيم. وكذا قال
الأوزاعيّ: عن يحيى بن سعيد، أخرجه بن قانع، وأخرجه
أحمد أيضا، من طريق معمر، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن
شيخ سماه عن نعيم.
وأخرج ابن قانع من طريق عمر بن نافع، عن نافع، عن ابن
عمر، قال: قال نعيم بن النحام، وكان من بني عدي بن
كعب: سمعت منادي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في
غداة باردة، وأنا مضطجع، فقلت: ليته قال: ومن قعد فلا
حرج، قال: فقال: ومن قعد فلا حرج.
وقد مضى له ذكر في حرف الصاد المهملة في صالح، وهو اسم
نعيم.
وذكر موسى بن عقبة في المغازي، عن الزهري- أن نعيما
استشهد بأجنادين في خلافة عمر، وكذا قال ابن إسحاق،
ومصعب الزبيريّ، وأبو الأسود، وعروة، وسيف في الفتوح،
وأبو سليمان بن زبير.
قال الواقديّ: كانت أجنادين قبل اليرموك سنة خمس عشرة.
وقال ابن البرقي: يقول بعض أهل النّسب إنه قتل يوم
مؤتة في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا
قال ابن الكلبيّ، وأما ما ذكره عمر بن شبة في أخبار
المدينة عن أبي عبيد المدني قال: ابتاع مروان من
النحام داره بثلاثمائة ألف درهم، فأدخلها في داره، فهو
محمول على أنّ المراد به إبراهيم بن نعيم المذكور،
فإنه كان يقال له أيضا النحام.
8800- نعيم بن عمرو بن
مالك الجذامي «1»
: والد حزابة- ذكره العسكريّ في الصحابة، وقال: له
وفادة.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، أسد الغابة ت (5280)
.
(6/362)
8801- نعيم بن قعنب
«1»
: بن عتاب بن الحارث بن عمرو بن همام بن رياح بن
يربوع.
ذكره ابن مندة، وقال: ذكره ابن خزيمة في الصحابة.
وأخرج هو وابن قانع من طريق حمران بن نعيم بن قعنب، عن
أبيه نعيم بن قعنب أنه وفد إلى رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم بصدقته وصدقة أهل بيته، فأعجب
ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومسح
وجهه.
وذكر ابن حبّان في «الثقات» نعيم بن قعنب الرياحي، روى
عن أبي ذرّ، روى عنه أبو العلاء بن الشخير. انتهى.
وهذه الرواية عند النسائي، ولفظه لقيت أبا ذر، فقلت
له: إني كنت وأدت في الجاهلية، فهل لي من توبة؟ فقال:
«عفا اللَّه عمّا كان في الشّرك» .
فالظاهر أنه هو، وذكره ابن ماكولا في ترجمة الأسود
الشاعر، وكان شريفا كريما، وذكر له قصة في زمن الحجاج،
وهو ابن قرة بن نعيم المذكور.
8802- نعيم بن مسعود:
بن عامر «2» بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن
سبيع بن بكر بن أشجع، يكنى أبا سلمة الأشجعيّ.
صحابيّ مشهور، له ذكر في البخاري، أسلم ليالي الخندق،
وهو الّذي أوقع الخلف بين الحيين قريظة وغطفان في وقعة
الخندق، فخالف بعضهم بعضا ورحلوا عن المدينة.
وله رواية عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روى
عنه والداه: سلمة، وزينب، وله حديث عند أحمد وغيره.
ومن طريق ابن إسحاق حدثني سعد بن طارق، عن سلمة بن
نعيم بن مسعود الأشجعيّ، عن أبيه، قال: سمعت رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لرسولي
مسيلمة: «لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما» .
قتل نعيم في أول خلافة عليّ قبل قدومه البصرة في وقعة
الجمل. وقيل: مات في خلافة عثمان. واللَّه أعلم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5278) .
(2) الثقات 3/ 415، الطبقات 47، 129، الكاشف 3/ 208،
تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، تقريب التهذيب/ 305،
الأعلام 8/ 41، خلاصة تذهيب 3/ 98، تاريخ من دفن
بالعراق 460، الاستيعاب ت (2665) ، المصباح المضيء 1/
328، تهذيب التهذيب 10/ 466، الجرح والتعديل 8/ 459،
أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 910، التاريخ الكبير 8/ 92،
أسد الغابة ت (5281) ، تاريخ الإسلام 3/ 205، الطبقات
الكبرى 1/ 274- 2/ 59، 69، 73، تهذيب الكمال 1422،
البداية والنهاية 4/ 5.
(6/363)
8803- نعيم مسعود الدّهماني.
ذكره ابن دريد، وأن له وفادة، قال الرشاطيّ: ليس في
نسب نعيم الأشجعيّ أحد اسمه دهمان، يعني فهو غيره.
8804- نعيم بن مسعود.
صحابي آخر، ولم يذكروه، وهو في المراسيل لأبي داود،
فأخرج من طريق خلف بن خليفة، عن أبيه- أنه بلغه أن
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وضع نعيم بن
مسعود في القير ونزع الأخلة بفيه.
وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن خلف: سمعت أبي يقول:
أظنه سمعه من مولاه، ومولاه معقل بن يسار.
قلت: وقع لي هذا عاليا في جزء طلحة بن الصقر، وهذا غير
الأشجعيّ، فإن الأشجعيّ عاش بعد النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم.
8805- نعيم بن مقرّن المزني»
: أخو النعمان.
قال أبو عمر: هو وإخوته من جلة الصحابة، وهو الّذي خلف
أخاه لما استشهد بنهاوند، وأخذ الراية، فدفعها إلى
حذيفة، ثم كانت فتوح فارس على يده.
8806- نعيم بن هزال
الأسلميّ «2»
. مختلف في صحبته. قال ابن حبان: له صحبة، وأخرج أبو
داود والحاكم حديثه، وذكره ابن السّكن في الصحابة، ثم
قال: يقال ليست له صحبة. والصحبة لأبيه. وصوّب ذلك ابن
عبد البرّ. وسيأتي بيان الاختلاف في سند حديثه في
ترجمة هزال.
8807- نعيم بن همار
«3»
: ويقال: ابن هبار. ويقال: ابن هدار. ويقال: ابن حمار.
ويقال: ابن خمار، وهمار أرجح.
__________
(1) أسد الغابة ت (5282) ، الاستيعاب ت (2666) .
(2) الثقات 3/ 414، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111،
الاستيعاب ت (2667) ، تقريب التهذيب/ 306، خلاصة تذهيب
3/ 98، الكاشف 3/ 208، تهذيب 10/ 467، الجرح والتعديل
4068، جامع التحصيل 360 الطبقات الكبرى 4/ 323، تهذيب
الكمال 1422، أسد الغابة ت (5283) .
(3) التاريخ الكبير 8/ 93، ترتيب الثقات للعجلي 1701،
الثقات لابن حبان 3/ 413، مشاهير علماء الأمصار 355،
الجرح والتعديل 8/ 459، مقدمة مسند بقي بن مخلد 193،
المعرفة والتاريخ 2/ 339، تحفة الأشراف 99/ 34، تلقيح
فهوم أهل الأثر 369، الكاشف 3/ 183، تهذيب التهذيب 10/
467، تقريب التهذيب 2/ 306، النكت الظراف 9/ 34، أسد
الغابة ت (5284) ، الاستيعاب ت (2668) ، طبقات علماء
افريقيا وتونس 63، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، تقريب
التهذيب 2/ 305، 306، 406، خلاصة تذهيب 3/ 98.
(6/364)
8808- نعيم البياضي.
ذكره ابن فتحون في الذيل، وأخرج من طريق أبي بكر محمد
بن عبد اللَّه بن عتاب، عن أبي اليسر محمد بن نعيم بن
محمد بن عبد اللَّه بن عمار بن نعيم البياضي صاحب رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر حديثا. وقد
ذكر الخطيب في تاريخه محمد بن نعيم المذكور وأن لنعيم
والد عمران صحبة.
8809- نعيم الغفاريّ:
ابن عم أبي ذرّ.
له صحبة، ذكره يونس بن بكير في زيادات المغازي.
وأخرجه الحاكم، من طريق يونس، عن يوسف بن صهيب، عن عبد
اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: انطلق أبو ذر ونعيم
ابن عم أبي ذر، وأنا معهم يطلب رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم وهو مستتر بالجبل، فقال له أبو
ذر: يا محمد، أتيناك لنسمع ما تقول، قال: أقول لا إله
إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، فآمن به أبو ذر وصاحبه.
8810- نعيمان:
بالتصغير، ابن رفاعة. يأتي في الّذي بعده.
8811- النعيمان بن عمرو
بن رفاعة «1» بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن
مالك بن النجار الأنصاريّ.
ووقع عند ابن أبي حاتم نعيمان بن رفاعة من بني تميم
«2» بن مالك بن النجار، وله صحبة، مات في زمن معاوية.
قلت: فنسبه لجده، وصحف غنم بن مالك، فقال: تميم بن
مالك «3» . وقال ابن الكلبيّ: أمه فطيمة الكاهنة. وفي
مسند محمد بن هارون الرّوياني: حدثنا خالد بن يوسف،
حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال:
مات عبد الرحمن بن عوف عن أربع نسوة: أم كلثوم بنت
عقبة بن أبي معيط وأخت نعيمان.
قلت: فما أدري هو ذا أم غيره. قال البخاري، وأبو حاتم
وغيرهما: له صحبة.
__________
(1) الثقات 3/ 418، تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد
الغابة ت (5286) ، الطبقات 87، الاستبصار 67، الأعلام
8/ 41.
(2) في أ: سهم.
(3) سقط في ج.
(6/365)
وذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري،
وأبو الأسود، عن عروة وغيرهما فيمن شهد بدرا.
وذكر ابن إسحاق أنه شهد العقبة الأخيرة، وقال ابن سعد:
شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها.
وأخرج البخاريّ في تاريخه، من طريق وهيب، عن أيوب، عن
ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث- أن النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم أتي بالنعيمان أو ابن
النعيمان- كذا بالشك- والراجح النعيمان بلا شك. وفي
لفظ لأحمد: وكنت فيمن ضربه، وقال فيه أتى بالنعيمان،
ولم يشك. ورواه بالشك أيضا محمد بن سعد، من طريق معمر،
عن زيد بن أسلم مرسلا.
وقال ابن عبد البرّ: إن صاحب هذه القصة هو ابن
النعيمان، وفيه نظر، وقد تقدم في ترجمة مروان بن قيس
السلميّ أن صاحب القصة النعيمان، وكذا ذكره الزبير بن
بكار في كتاب الفكاهة والمزاح من طريق أبي طوالة، عن
أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، قال: كان
بالمدينة رجل يقال له النعيمان يصيب من الشراب، فذكر
نحوه، وبه
أن رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
قال للنعيمان: لعنك اللَّه، فقال له النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم: «لا تفعل، فإنّه يحبّ اللَّه ورسوله»
.
وقد بينت في فتح الباري أن قائل ذلك عمير، لكنه قاله
لعبد اللَّه الّذي كان يلقب حمارا فهو يقوي قول من زعم
أنه ابن النعيمان، فيكون ذلك وقع للنعيمان وابنه ومن
يشابه أباه فما ظلم.
قال الزّبير: وكان لا يدخل المدينة طرفة إلا اشترى
منها، ثم جاء بها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم، فيقول: ها أهديته لك، فإذا جاء صاحبها يطلب
نعيمان بثمنها أحضره إلى النبي صلّى اللَّه عليه
وسلّم، وقال: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: أو لم تهده
لي؟ فيقول: إنه واللَّه لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت
أن تأكله، فيضحك، وبأمر لصاحبه بثمنه.
وأخرج الزّبير قصّة البعير بسياق آخر من طريق ربيعة بن
عثمان، قال: دخل أعرابيّ على النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم، وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة
للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا
إلى اللحم. فخرج الأعرابي وصاح: وا عقراه يا محمد.
فخرج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: من فعل
هذا؟ فقالوا: النعيمان، فاتبعه يسأل عنه حتى وجده قد
دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفى تحت
(6/366)
سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل إلى النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حيث هو، فقال: «ما حملك
على ما صنعت؟» قال: الذين دلّوك علي يا رسول اللَّه،
هم الذين أمروني بذلك.
قال: فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك ثم غرمها
للأعرابي.
وقال الزّبير أيضا: حدثني عمّي، عن جدّي، قال: كان
مخرمة بن نوفل قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة، فقام في
المسجد يريد أن يبول فصاح به الناس: المسجد! المسجد!
فأخذ نعيمان بن عمرو بيده وتنحى به ثم أجلسه في ناحية
أخرى، فقال له: بل ها هنا. قال:
فصاح به الناس. فقال: ويحكم فمن أتى به إلى هذا
الموضع؟ قالوا: نعيمان. قال: أما إن للَّه عليّ إن
ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت.
فبلغ ذلك نعيمان، فمكث ما شاء اللَّه، ثم أتاه يوما
وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد، فقال لمخرمة: هل لك
في نعيمان؟ قال: نعم. قال: فأخذ بيده حتى أوقفه على
عثمان، وكان إذا صلّى لا يلتفت، فقال: دونك هذا
نعيمان، فجمع يده بعصاه فضرب عثمان فشجه، فصاحوا به:
ضربت أمير المؤمنين ... فذكر بقية القصة.
وقال الزّبير: حدثني علي بن صالح، عن جدي عبدان بن
مصعب، قال لقي نعيمان أبا سفيان بن الحارث، فقال له:
يا عدو اللَّه، أنت الّذي تهجو سيد الأنصار نعيمان بن
عمرو، فاعتذر إليه، فلما ولي قيل لأبي سفيان إن نعيمان
هو الّذي قال لك ذلك، فعجب منه.
وقصته مع سويط بن حرملة تقدمت في ترجمة سويط.
وقال عبد الرّزّاق: أنبأنا معمر، عن أيوب، عن محمد بن
سيرين- أن ناسا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم نزلوا بماء، وكان النعيمان بن عمرو يقول
لأهل الماء: يكون كذا وكذا، فيأتونه باللبن والطعام،
فيرسله إلى أصحابه، فبلغ أبا بكر خبره، فقال: أراني
آكل من كهانة النعيمان منذ اليوم، فاستقاء ما في بطنه.
قلت: وقد استقاء أبو بكر ما أكل من جهة كهانة عبد كان
يخدمه، أخرجها البخاري، وهي غير هذه القصة، فإن فيها
أنه قال: كنت تكهنت لهم في الجاهلية.
قال محمّد بن سعد: بقي النعيمان حتى توفي في خلافة
معاوية رضي اللَّه عنه.
8812- نعيمان بن عمرو:
آخر.
ذكره ابن دريد في الاشتقاق، وقال: شهد بدرا، واستشهد
بأحد. وهذا غير الّذي قبله، لأنه سبق في أخباره قصته
مع مخرمة في زمن عثمان. وجزم ابن سعد بأنه بقي إلى زمن
معاوية، ولعله النعمان بن عمرو، بغير تصغير. وقد مضى
له ذكر.
(6/367)
النون بعدها الفاء
8813- نفادة:
يأتي في نقادة، بالقاف.
8814- نفير «1»
بن مالك بن عامر الحضرميّ، والد جبير، يكنى أبا جبير.
أخرج النّسائيّ في الكنى، عن طريق صفوان بن عمرو،
حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جده،
وكان يكنى أبا جبير.
وقال أبو حاتم: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم. وقال أبو أحمد الحاكم، وعبد الغنيّ بن سعيد: له
صحبة. وقال البخاريّ: يعدّ في الشاميين. وذكره عبد
الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، وكذا ذكره أبو
بكر البغدادي في تاريخ حمص، وزاد عبد الصمد: وهو الّذي
قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالكندية
ليتزوجها.
وأخرج أبو أحمد الحاكم في الكنى، وابن حبّان في صحيحه،
من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن
نفير، عن أبيه- أن أبا جبير قدم على رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم بوضوئه، فقال: «توضّأ يا أبا
جبير» فبدأ بفيه، فقال: «لا تبدأ بفيك ... »
فذكر الحديث في صفة الوضوء.
وأخرج أبو نعيم، من طريق عبد اللَّه بن عبد الجبار، عن
جميع بن ثوب، حدّثني عبد الرّحمن بن جبير بن نفير عن
أبيه، عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم قال: «طوبى لمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من
رآني» «2» ،
وللطبراني من طريق حريز بن عثمان بن عبد الرحمن عن
أبيه، عن جدّه في بني العباس.
وأخرج الطّبرانيّ، والحاكم من طريق معاوية بن صالح، عن
عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جدّه في
الدجال: «إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه ... » الحديث.
وهو عند مسلم من رواية جبير بن نفير عن النّوّاس بن
سمعان، فإن كان محفوظا فيكون عند جبير بن نفير عن
شيخين.
8815- نفير بن مجيب الثّمالي «3» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5287)
، الثقات 3/ 415، الجرح والتعديل 8/ 504، الإكمال 7/
359، الاستيعاب ت (2670) ، التاريخ الكبير 8/ 124،
تبصير المنتبه 4/ 1425.
(2) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 258، 3/
49، 6/ 200، 13/ 137 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 23
عن وائل بن حجر وقال رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32473،
32502، 32503.
(3) أسد الغابة ت (5288) ، تجريد أسماء الصحابة 2/
112- الثقات 3/ 416، الاستيعاب ت (2669) ، الجرح
والتعديل 1/ 504، التاريخ الكبير 8/ 124، الإكمال 7/
359.
(6/368)
قال ابن حبّان: يقال: إن له صحبة، ويقال
اسمه سفيان. تقدم في السّين.
8816- نفيع بن الحارث:
ويقال ابن مسروح «1» ، وبه جزم ابن سعد.
وأخرج أبو أحمد، من طريق أبي عثمان النّهدي، عن أبي
بكر- أنه قال: أنا مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم، فإن أبي النّاس إلا أن ينسبوني فأنا نفيع
بن مسروح، وقيل اسمه مسروح. وبه جزم ابن إسحاق. مشهور
بكنيته، وكان من فضلاء الصّحابة، وسكن البصرة، وأنجب
أولادا لهم شهرة. وكان تدلى إلى النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم من حصن الطّائف ببكرة فاشتهر بأبي
بكرة.
وروى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه
أولاده.
8817- نفيع بن المعلى:
بن لوذان الأنصاري الخزرجيّ «2» .
له ولأبيه صحبة، ويقال اسم أبيه الحارث، وبه جزم ابن
الأمين في ذيل الاستيعاب.
وقال ابن الكلبيّ: هو أول قتيل في الإسلام من الأنصار،
وذلك أن رجلا من مزينة كان من حلفاء الأوس مرّ به وهو
يبيع، فقتله من أجل ما كان بين الأوس والخزرج من
الحروب قبل الإسلام ...
النون بعدها القاف
8818- نقادة:
بالقاف «3» ، الأسديّ، ويقال الأسلميّ، ابن عبد
اللَّه. وقيل ابن خلف، وقيل ابن سعر، وقيل ابن مالك.
قال البخاريّ: له صحبة، وهو معدود في أهل الحجاز. سكن
البادية. وقال العسكريّ: يكنى أبا بهيشة، نزل البصرة،
وله حديث في مسند أحمد والسّنن لابن ماجة من طريق
ولده- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه إلى
رجل يستمنحه ناقة ... الحديث.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5289)
، الثقات 3/ 411، تاريخ من دفن بالعراق 464، الأعلام
8/ 44، تهذيب التهذيب 3/ 469، الاستيعاب ت (2696) ،
أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 911، التاريخ الصغير 1/
268، الجرح والتعديل 8/ 489، العقد الثمين 7/ 347،
الكاشف 3/ 208، الطبقات الكبرى 7/ 15، تهذيب الكمال/
1423، التعديل والتجريح 736.
(2) أسد الغابة ت (5290) ، الاستيعاب ت (2697) .
(3) أسد الغابة ت (5291) ، الاستيعاب ت (2698) ،
الثقات 3/ 422، الطبقات 35، 175، بقي بن مخلد 828،
تهذيب التهذيب 10/ 173، الطبقات الكبرى 1/ 292، 293.
(6/369)
وله آخر في معجم ابن قانع، روى عنه والده
سعر، وهو بالرّاء، ووقع في الاستيعاب بالدّال، وقال
ابن الأثير: وليس بشيء. وأخوه ولم يسم، وزيد بن أسلم،
والبراء السّليطي.
8819
- نقب «1» بن فروة.
ذكره أبو نعيم وغيره بالنّون، وضبطه ابن ماكولا
بالمثلثة. وقد تقدّم هناك.
8820- نقيدة بن عمرو:
الخزاعيّ الكعبيّ «2» .
قال ابن مندة: ذكر في الصّحابة، ولا يثبت، وروايته عن
عمر بن الخطّاب. روى عنه حزام بن هشام.
8821- نقير:
بالقاف مصغّرا، والد أبي السّليل «3» . تقدم ذكره في
ترجمة أوس بن حوشب.
النون بعدها الكاف
8822- النكاس:
غير منسوب. قال الذهبيّ في التجريد: له في مسند بقي بن
مخلد ثلاثة أحاديث، ولا أعرفه.
8823- نكرة:
غير منسوب، تقدم في معروف.
النون بعدها الميم
8824- نمر الخزاعيّ.
له في مسند بقي حديث، واستدركه ابن فتحون، وعزاه لأبي
جعفر الطّبريّ.
قلت: ولا أستبعد أن يكون هو نمير الخزاعيّ بالتّصغير،
وسيأتي في ترجمته.
8825- النمر بن تولب
بن زهير بن أقيش بن عبد «4» كعب بن الحارث بن عوف بن
وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناف بن أدّ العكليّ.
وعكل أولاد عوف، وحضنتهم أمة فنسبوا إليها، كذا نسبه
أبو عمر. وقال الرشاطيّ:
__________
(1) تبصير المنتبه 3/ 974، أسد الغابة ت (5292) .
(2) أسد الغابة ت (5293) ، تبصير المنتبه 4/ 1426،
المشتبه 648، تنقيح المقال 12569.
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5294)
.
(4) تلقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت (5295) ،
الثقات 3/ 423، الطبقات 178، الكاشف 3/ 209، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 112، تقريب التهذيب 306، الاستيعاب ت
(4699) ، خلاصة تذهيب 3/ 100، تهذيب التهذيب 10/ 474،
والأعلام 8/ 48، الإكمال 7/ 364، تهذيب الكمال/ 1424.
(6/370)
لم يذكر ابن الكلبيّ ولا أبو عبيدة في نسبه
زهيرا، وهو كما قاله.
وحكى المرزبانيّ في نسبه بعد الحارث قولا آخر. قال:
ابن عديّ بن عبد مناف حذف وائلا وقيسا، وأبدل عوفا
بعديّ.
وقال محمّد بن سلام الجمحيّ: ذكر خلّاد بن فروة، عن
أبيه، والجريريّ، عن أبي العلاء، قال: كنا بالمربد
فأتى أعرابيّ ومعه قطعة أديم، فقال: انظروا ما فيها
... الحديث، وفيه: فسألناه عنه، فقيل هذا النمر بن
تولب.
أخرجه ابن قانع والطّبرانيّ عن أبي خليفة، عنه. وهذا
الحديث عند أحمد وأبي داود والنسائيّ من طريق
الجريريّ، عن أبي العلاء، عن رجل، عن موسى. وفي
الطّبرانيّ من طريق عوف عن يزيد بن الشّخّير: حدّثنا
رجل من عكل.
وقال المرزبانيّ: كان شاعرا فصيحا، وفد على النّبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكتب له النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلم كتابا، ونزل البصرة بعد ذلك.
وكان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيّس لجودة شعره،
وكثرة أمثاله، وكان جوادا، وعمّر طويلا حتى أنكر عقله،
فيقال: إنه عمر مائتي سنة. وهو القائل:
يحبّ الفتى طول السّلامة جاهدا ... فكيف يرى طول
السّلامة يفعل
[الطويل] وفرّق ابن حزم في الجمهرة بين النمر بن تولب
بن أقيش العكلي، فساق نسبه، وأثبت صحبته، وبين النمر
بن تولد الشّاعر، فنسبه في النمر بن قاسط، وقال: إنه
الّذي عاش حتى خوف، ويؤيده أن ابن قتيبة حكى أن النّمر
بن تولب الشاعر لما خرف كان هجّيراه: أقروا الضيف،
أصبحوا الراكب، انحروا، وإن عمر بن الخطّاب ذكره بذلك
فترحّم عليه، فدلّ ذلك على أن الّذي تأخر إلى أن لقيه
أبو العلاء ومن في طبقته غيره، وجرى المزي في الأطراف
على ما عليه الأكثر، فترجم النمر بن تولب الشّاعر، ثم
قال: يأتي في المبهمات في ترجمة يزيد بن عبد اللَّه بن
الشخّير. وذكر ابن قتيبة أيضا أنّ النّمر بن تولب
الشّاعر كان له ابن يسمّى ربيعة، هاجر إلى الكوفة،
يعني في عهد عمر، ومن شعر النمر بن تولب الدال على
صحبته:
يا قوم إنّي رجل عندي خبر ... للَّه من آياته هذا
القمر
والشّمس والشّعرى وآيات أخر
«1» [الرجز]
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (5295) ،
وفي الاستيعاب ترجمة رقم (2699) .
(6/371)
ومنها يخاطب النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم:
إنّا أتيناك وقد طال السّفر ... أقود خيلا رجّعا فيها
ضرر
ومن محاسن شعره: [الرجز]
يودّ الفتى طول السّلامة جاهدا ... فكيف يرى طول
السّلامة يفعل
يردّ الفتى بعد اعتدال وصحّة ... ينوء إذا رام القيام
ويحمل
«1» [الطويل] ومنها:
لا تغضبنّ على امرئ في ماله ... وعلى كرائم صلب مالك
فاغضب
وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى ... وإلى الّذي يعطي
الرّغائب فارغب
[الكامل]
8826- نمط بن قيس
«2»
بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية ابن
سفيان بن أرحب الهمدانيّ الأرحبيّ. وقيل: هو قيس بن
مالك بن نمط. وذكره الرشاطيّ، عن الهمدانيّ.
وقال الطّبرى: وفد قيس بن مالك، وقيل إن الوافد نمط بن
قيس بن مالك، وبه جزم ابن الكلبيّ، وساق نسبه، وذكر أن
النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أطعمه طعمة تجري على
ولده باليمن إلى اليوم.
قلت: وتقدم ذكر مالك بن وقش، وكأن الجميع وفدوا، فقد
حكى الهمدانيّ أن وفد أرحب كانوا مائة وعشرين نفسا.
8827- نمير بن الحارث
الظفري «3»
: تقدم في نصر.
8828- نمير بن الحارث السهميّ:
تقدم في تميم.
8829- نمير بن خرشة
بن ربيعة «4» بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن حطيط بن
جشم بن ثقيف الثقفيّ. نسبه ابن حبّان.
__________
(1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (2699) ،
وأسد الغابة ترجمة رقم (5295) وسمط اللآلي: 1/ 532.
(2) أسد الغابة ت (5296) ، الاستيعاب ت (2700) .
(3) أسد الغابة ت (5298) .
(4) الثقات 3/ 418، أسد الغابة ت (5299) ، الاستيعاب ت
(2672) ، تجريد أسماء الصحابة 5/ 113، المصباح المضيء
1/ 327، 328، العقد الثمين 7/ 350.
(6/372)
وقال أبو عمر: هو حليف لهم من بني الحارث
بن كعب. ذكره الطّبرانيّ في الصّحابة، ولم يخرج له
حديثا.
وقال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصّحابة. وأخرج
البغويّ، وابن السّكن، وأبو نعيم، من طريق عبد العزيز
بن القاسم بن عامر بن نمير بن خرشة، عن جدّه، عن نمير
بن خرشة، وكان أحد الوفد الأوّل من ثقيف، قال: أدركنا
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالجحفة، فاستبشر
الناس بقدومنا ... الحديث، ولم يسمّ البغويّ جدّ عبد
العزيز، وذكر في سياق الحديث اشتراطهم ما اشترطوه.
8830- نمير بن أبي نمير
«1»
الخزاعي: ويقال الأزديّ، يكنى أبا مالك بولده مالك.
له حديث لم يروه غير
عصام بن قدامة، عن مالك، عن أبيه- أنه رأى النّبيّ
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الصّلاة واضعا يده
اليمنى على فخذه اليسرى.
هكذا ذكره ابن عبد البرّ.
وأخرج الحديث أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه.
قال أبو عمر: سكن البصرة، وله حديث.
8831- نميلة بن عبد اللَّه
بن فقيم «2» بن حزن بن سيار بن عبد اللَّه بن كلب بن
عوف بن كعب بن عامر بن ليث الليثيّ. ويقال له الكلبيّ،
نسبة لجدّه الأعلى، وحيث يطلق الكلبيّ فإنما يراد به
من كان من بني كلب بن وبرة.
قال ابن إسحاق: هو الّذي قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح،
وكان النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أهدر دمه في
قصّة مشهورة.
وذكر ابن هشام في زياداته في «السّيرة» أنّ النّبيّ
صلى اللَّه عليه وسلّم استعمله على خيبر. وقال ابن
إسحاق في السيرة: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن
حزم، قال: قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح، وكان النّبي-
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أهدر دمه، لأن هشام بن
صبابة كان رجلا من الأنصار قتله خطأ، فأمر النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم لمقيس بدية أخيه فأخذها ثم رصد
قاتل هشام حتى قتله وارتدّ، فلما كان يوم الفتح قتل
مقيسا نميلة رجل من قومه: وفي ذلك تقول أخت مقيس:
__________
(1) تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الاستيعاب ت (2673) ،
الثقات 3/ 421، تجريد أسماء الصحابة 2/ 113، أسد
الغابة ت (5302) ، خلاصة تذهيب 3/ 100، تهذيب التهذيب
10/ 477، الإكمال 7/ 362، العقد الثمين 7/ 350، الكاشف
3/ 210، بقي بن مخلد 802.
(2) أسد الغابة ت (5303) ، الاستيعاب ت (2702) .
(6/373)
لعمري لقد أخزى نميلة قومه ... ففجّع أضياف
الشّتاء بمقيس
[الطويل] في أبيات.
8832- نميلة بن عبد اللَّه الأنصاريّ.
ذكر الفاكهيّ في كتاب مكّة بسند له عن ابن عباس، كان
يذكر أن عمر استعمل أبا عبيد الثقفيّ على الجيش في
فتوح العراق ومعه، نميلة بن عبد اللَّه الأنصاريّ.
8833- نميلة، غير منسوب
«1»
. ذكره البغويّ، وأورد له من طريق [بقية: حدّثنا
العجلان الأنصاريّ، حدثني من سمع نميلة، وكان من أصحاب
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: إن أم سلمة
كتب إلى أهل العراق إن اللَّه عز وجل بريء وبريء رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ممّن بايع وفارق،
فلا تفارقوا. والسّلام.
وقد أورد ابن مندة هذا الحديث في ترجمة نميلة الكلبيّ،
والّذي يظهر لي أنه غيره.
8834- نميلة، آخر
«2»
. ذكره المستغفريّ،
وأخرج من طريق] «3» قزعة عن عبد الملك بن عبيد، عن
مضر، عن نميلة، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم فسمعته يقول: «الإيمان ها هنا والنّفاق ها هنا»
- وأشار إلى صدره ... الحديث،
وفي سنده من لا يعرف. واللَّه أعلم.
النون بعدها الهاء
8835- نهار العبديّ
«4»
. ذكره محمد بن الحسن النقاش في تفسير بغير إسناد،
قال: قال نهار العبديّ: جاء رجل إلى النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: أيّ الناس أكرم حسبا؟
قال: «يوسف صدّيق اللَّه ابن يعقوب إسرائيل اللَّه ابن
إسحاق ذبيح اللَّه ابن إبراهيم خليل اللَّه» .
قلت: وليس في هذا ما يدلّ على صحبته، لكن
أخرج ابن مردويه في تفسيره، من طريق يوسف بن أسباط، عن
الثوري، عن ثور بن يزيد، عن نهار، وكانت له صحبة، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (5304) .
(2) أسد الغابة ت (5305) .
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (5306) .
(6/374)
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال
إسحاق ذبيح اللَّه.
قال أبو موسى في الذّيل: هذا مختصر من الّذي ذكره
النقاش.
قلت: وظنّ الحافظ عبد الغني في كتاب الكمال أن نهارا
هذا هو العبديّ الّذي أخرج له في سنن ابن ماجة من
روايته عن أبي سعيد. فذكر في الرّواة عنه ثور بن يزيد،
وتعقّبه المزّي فأصاب، فقد فرق بينهما البخاريّ، وابن
أبي حاتم، وابن حبّان، وغيرهم، فشيخه ثور شامي وهو
راوي هذا الحديث، والرّاوي عن أبي سعيد بصري. والعمدة
في ذكره في الصّحابة ما وقع في سياقه أنّ له صحبة.
8836- نهشل بن عمرو
بن عبد اللَّه بن وهب بن سعد بن عمرو بن حبيب بن عمرو
بن شيبان بن محارب بن فهر القرشيّ ثم المحاربيّ.
ذكره الطّبريّ في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون، وذكره
الزبير بن بكّار في كتاب النّسب، وقال: إنه كان من
عظماء قريش، ولم يصرّح بأن له صحبة، وقال: إن أولاده
الأربعة هم: عبد اللَّه، وعبد الرحمن، ونضلة، وصالح-
قتلوا يوم الحرّة في خلافة يزيد بن معاوية.
8837- نهير بن الهيثم
الأنصاريّ «1»
: تقدم في الموحدة، وأورده أبو عمر في الموضعين.
8838- نهيك بن أساف
«2»
: تقدم في أساف بن نهيك. وقد تبدل همزته ياء تحتانية.
8839- نهيك بن أوس
«3»
بن خزمة بن عديّ بن أبي غنم بن عوف بن الخزرج
الأنصاريّ الخزرجيّ.
من القوافل، يكنى أبا عمر، شهد أحدا وما بعدها. ذكر
ذلك ابن الكلبيّ، والطّبري، وغيرهما، وكان هو البشير
بفتح خيبر، ثم كان رسول أبي بكر إلى زياد بن لبيد
باليمن، وبعث معه زياد بالسّبي وبالأشعث بن قيس أسيرا،
ذكر ذلك الواقديّ عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن
الحصين.
8840- نهيك بن التّيهان الأنصاريّ:
أخو أبي الهيثم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5308) ، الاستيعاب ت (2703) .
(2) أسد الغابة ت (5309) .
(3) أسد الغابة ت (5310) ، الاستيعاب ت (2674) .
(6/375)
يأتي ذكر نسبه في الكنى، ذكره الأموي، عن
ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستدركه ابن فتحون.
8841- نهيك بن صريم السّكوني «1»
. قال ابن حبّان: له صحبة، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ
فيمن نزل الشّام من الصّحابة من أهل اليمن، وذكره عبد
الصّمد فيمن نزل حمص من الصّحابة.
وأخرج الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق محمد بن أبان،
عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن بسر بن سعيد، عن أبي
إدريس الخولانيّ، عن نهيك بن صريم، قال: قال رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لتقاتلنّ
المشركين حتّى تقاتل بقيّتكم على نهر الأردن،
الدّجّال، أنتم شرقية وهم غربية» «2» ،
قال: ولا أعلم أين الأردن يومئذ من الأرض.
وذكره البغويّ من هذا الوجه، فقال: عن ابن صريم، ولم
يسمّه.
وصريم حكى فيه ابن أبي حاتم فتح أوله وبالتصغير، وقال
في نسبه السّكوني أو اليشكريّ.
8842- نهيك بن عاصم
بن مالك»
بن المنتفق العامريّ، ثم العقيليّ.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع لقيط
بن عامر، وأخرج حديثه ابن أبي خيثمة، وعبد اللَّه بن
أحمد في زيادات المسند، من طريق دلهم بن الأسود بن عبد
اللَّه بن حاجب بن عامر بن المنتفق، عن جدّه، عن عمه
لقيط بن عامر، قال دلهم: وحدثني أبو الأسود، عن «4»
عبد اللَّه بن «5» عاصم بن لقيط- أن لقيط بن عامر خرج
وافدا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ومعه
صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك، قال: فقدمنا
على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لانسلاخ
رجب، فأتيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فجلس الناس
وقمت أنا وصاحبي ... فذكر الحديث بطوله.
8843- نهيك بن قصيّ
«6»
بن عوف بن جابر بن عبد نهم بن عبد العزّى بن تميمة بن
__________
(1) أسد الغابة ت (5311) ، الاستيعاب ت (2675) .
(2) أورده الهيثمي في الزوائد 7/ 351، عن نهيك بن صريم
السكونيّ وقال رواه الطبراني والبزار ورجال البزار
ثقات.
(3) أسد الغابة ت (5312) ، الاستيعاب ت (2676) .
(4) في أ: ابن.
(5) في أ: عن.
(6) أسد الغابة ت (5313) .
(6/376)
عمرو بن مرة بن عامر بن صعصعة العامريّ
السلوليّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم، وكذا ذكره الطّبريّ.
8844- نهيك بن مساحق:
يأتي في آخر القسم الرابع.
النون بعدها الواو
8845- النّوّاس بن سمعان
بن خالد بن «1» عمرو بن قرط بن عبد اللَّه بن أبي بكر
بن كلاب العامريّ الكلابيّ.
به ولأبيه صحبة، وحديثه عند مسلم في صحيحه.
8846- نوبة الأسود:
مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
قال سيف في أول كتاب «الردّة والفتوح» حدّثنا سلمة بن
نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن شقيق بن سلمة، عن عائشة،
قالت: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
وقد دخل أبو بكر في الصّلاة فأجدّ عبد لنا أسود يقال
له نوبة وبريرة يهاديانه بينهما انظر إلى قدميه يخطان
المسجد حتى انتهيا فأجلساه في الصّفّ.
وقد أورد أبو موسى هذه القصّة في أسماء النساء نوبة،
وأورد من طريق عبد الغني بن سعيد، فساق القصّة من طريق
زائدة، عن عاصم، عن أبي وائد، وهو شقيق بن سلمة، عن
مسروق، عن عائشة، قالت: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم بين نوبة وبريرة ...
الحديث، وليس في هذا السياق أن نوبة أمه. وأخرج من
طريق يعقوب بن سفيان، ثم من رواية سليمان التيمي، عن
نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن عائشة، قالت: أغمي
على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما
أفاق جاء نبوة وبريرة فاحتملتاه ... فذكر الحديث.
ووقع في حديث سالم بن عبيد الأشجعيّ في هذه القصّة:
فدعا بريرة خادما كانت لهم وإنسانا آخر معها ... فذكر
الحديث، وفيه: فانطلقا فذهبا به، فهذا يدل على أنه
رجل، إذ
__________
(1) مسند أحمد 4/ 181، أسد الغابة ت (5314) ، الثقات
3/ 411، 422، طبقات خليفة 59، تلقيح فهوم أهل الأثر
368، الطبقات 59، 302، مقدمة مسند بقي بن مخلد 92،
تهذيب التهذيب 10/ 480، الجرح والتعديل 8/ 507،
التاريخ الكبير 8/ 126، مشاهير علماء الأمصار 53،
المعرفة والتاريخ 2/ 339- 3/ 414، تبصير المنتبه 4/
1427، دائرة معارف الأعلمي 29/ 175، الإكمال 7/ 302،
جمهرة أنساب العرب 283، بقي بن مخلد 138، تحفة الأشراف
9/ 59، الكاشف 3/ 196، الاستيعاب ت (2704) .
(6/377)
لو كان أمة لقال: فانطلقتا فذهبتا. والعلم
عند اللَّه تعالى.
8847- نوح بن مخلد الضّبعي «1»
: جد أبي جمرة نصر بن عمران.
أخرج ابن قانع، والطّبرانيّ، وابن مندة من طريق سعيد
بن نوح الضّبعي، عن أحمد بن الأشعث، وخالد بن مخلد
الضّبعيين، عن حرب بن حصن الضّبعي، عن أبي جمرة نصر بن
عمران الضّبعي- أنّ جدّه نوح بن مخلد الضّبعي أتى
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو بمكّة فسأله:
«ممّن أنت» ؟ فقال: أنا من بني ضبيعة بن ربيعة، فقال
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم:
«خير ربيعة عبد القيس، ثمّ الحيّ الّذي أنت منهم» .
قال ابن مندة: غريب تفرّد به سعيد بن نوح. واللَّه
أعلم.
8848- نوفل بن ثعلبة
«2»
بن عبد اللَّه بن ثعلبة بن نضلة بن مالك بن العلان بن
زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج
الأنصاريّ.
هكذا نسبه ابن عبد البرّ، وأما ابن إسحاق فقال: نوفل
بن ثعلبة، شهد بدرا، واستشهد بأحد.
8849- نوفل بن الحارث
«3»
بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشميّ،
ابن عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال الزّبير بن بكّار: كان
أسنّ من أسلم من بني هاشم حتى من عميه: حمزة،
والعبّاس. وقال ابن إسحاق: أسر نوفل يوم بدر،
فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم للعبّاس:
«فاد نفسك وابني أخيك نوفلا وعقيلا» ،
ولما أسلم آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
بينه وبين العباس.
وأخرج ابن سعد من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث
بن نوفل، عن أبيه، قال: لما أسر نوفل يوم بدر قال له
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أفد نفسك برماحك
الّتي بجدّة» . فقال: واللَّه ما علم أحد أنّ لي بجدة
رماحا بعد اللَّه غيري، أشهد أنك رسول اللَّه،
ففدى نفسه بها، وكانت ألف رمح.
وأخرج ابن مندة من طريق حبيش- وهو ضعيف، عن عكرمة، عن
ابن عباس، قال:
__________
(1) أسد الغابة ت (5315) ، الاستيعاب ت (2705) .
(2) الثقات 3/ 416، عنوان النجابة 164، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 115.
(3) طبقات خليفة 6، تاريخ خليفة 134، الجرح والتعديل
8/ 487، مشاهير علماء الأمصار 166، تهذيب الأسماء
واللغات 2/ 134، العقد الثمين 7/ 351.
(6/378)
بعث نوفل بن الحارث ابنيه إلى رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «انطلقا إلى عمكما
لعلّه يستعملكما على الصّدقات ... » الحديث.
وأخرج الحاكم في المستدرك، من طريق إسحاق السبيعي، عن
سعيد بن الحارث، عن جدّه نوفل بن الحارث بن عبد
المطّلب- أنه استعان برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم فأنكحه امرأة ... فذكر الحديث.
وأخرج ابن قانع، وابن السّكن، من طريق سعيد بن سليمان
بن سعيد بن نوفل بن الحارث، عن أبيه، عن جدّه عن نوفل
بن الحارث، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم: «صلّوا في مرابض الغنم، وامسحوا عنها
الرغام ... »
«1» في هذا السند ضعف. وقد تقدم في ترجمة المغيرة بن
نوفل.
وقد قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة: مات نوفل
بن الحارث في خلافة عمر لسنتين مضتا منها بالمدينة،
ولم يسند شيئا، وقال ابن عبد البرّ: مات في أيام عمر،
فمشى في جنازته.
8850- نوفل بن طلحة
الأنصاريّ «2»
. ذكر في شهود عهد العلاء بن الحضرميّ، وقد مضى.
8851- نوفل بن عبد اللَّه بن نضلة الأنصاريّ «3»
ذكره ابن الأثير، وأظنه صحّف جدّه، وإنما هو ثعلبة،
وقد مضى، فليحرّر.
8852- نوفل بن عديّ
بن نوفل بن أسد بن عبد العزى القرشيّ الأسديّ، ابن أخي
ورقة بن نوفل.
ذكره البلاذريّ، وقال: قتل ابنه يوم الحرّة سنة أربع
وستين، واسمه عبيد اللَّه- بالتصغير.
__________
(1) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 181، كتاب أبواب الصلاة
باب ما جاء في الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل
(142) حديث رقم 348، وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن
صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 253، كتاب المساجد
والجماعات باب الصلاة في أعطان الإبل ومراح الغنم (12)
حديث رقم 768، 769، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 335،
أحمد في المسند 2/ 509، 4/ 86، 150، 352، 5/ 55، 57،
وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 1599، والطبراني في
الكبير 1/ 176، 7/ 340، وأورده الهيثمي في الزوائد 1/
253، 2/ 29.
(2) أسد الغابة ت (5318) .
(3) أسد الغابة ت (5319) .
(6/379)
8853- نوفل بن عديّ
بن أبي حبيش الأسديّ، أسد خزيمة.
ذكره عمر بن شبّة في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون،
وهو ابن أخي فاطمة بنت أبي حبيش.
8854- نوفل بن معاوية
بن عروة «1» بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عديّ بن
الدّئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني ثم
الدّيلي، نسبه ابن الكلبي.
قال ابن شاهين: أسلم في الفتح، وحجّ مع أبي بكر سنة
تسع، ومع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سنة
عشر، وكان قد بلغ المائة.
وقال أبو عمر: كان ممن عاش في الجاهلية ستين، وفي
الإسلام ستين، وفي كتاب مكة للفاكهيّ، من طريق أبي بكر
بن أبي سبرة، عن موسى بن سعد، عن نوفل بن معاوية
الدئلي، قال: رأيت المقام في عهد عبد المطّلب ملصقا
بالبيت مثل المهماة.
قال أبو أحمد العسكري: كان أبوه يوم الفجار رئيس
الدّئل، وله في ذلك قصّة، وأسلم ولده نوفل، وشهد مع
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فتح مكّة، ثم نزل
المدينة ومات بها.
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه
عراك بن مالك، وعبد الرّحمن بن مطيع، وأبو بكر بن عبد
الرّحمن بن الحارث، وحديثه في البخاريّ ومسلم
والنّسائيّ.
وقال الواقديّ، وأبو حاتم الرّازي، وابن شاهين، وأبو
عمر، وأبو حاتم، وابن حبّان:
مات في خلافة يزيد بن معاوية.
8855- نوفل بن فروة
الأشجعي «2»
: والد فروة، وعبد الرّحمن، وسحيم.
روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه
أولاده. وأخرج أصحاب السّنن، وأحمد بن حبّان، والحاكم،
من طريق أبي إسحاق السّبيعي، عن فروة بن نوفل، عن
أبيه- مرفوعا- في فضل: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ
[الكافرون: 1] .
__________
(1) أسد الغابة ت (5322) ، الاستيعاب ت (2680) ،
الثقات 3/ 416، عنوان النجابة 165، الطبقات 34،
الأعلام 8/ 55، تجريد أسماء الصحابة 2/ 115، تقريب
التهذيب 39، خلاصة تذهيب 3/ 103، تهذيب التهذيب 10/
492، الرياض المستطابة 263، الجرح والتعديل 1/ 487،
التاريخ الكبير 8/ 108، العقد الثمين 7/ 353، الكاشف
3/ 212، الطبقات الكبرى 1/ 87- 2/ 159- 3/ 495، 534،
582، البداية والنهاية 8/ 217، التعديل والتجريح 472.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 15، أسد الغابة ت (5320) ،
الثقات 3/ 416، الجرح والتعديل 8/ 488، الاستيعاب ت
(2679) ، التاريخ الكبير 8/ 108، الكاشف 3/ 212، تهذيب
الكمال 1428.
(6/380)
وزعم ابن عبد البرّ: بأنه حديث مضطرب، وليس
كما قال، بل الرواية التي فيها عن أبيه أرجح، وهي
الموصولة، رواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله، وشرط
الاضطراب أن تتساوى الوجوه في الاختلاف، وأما إذا
تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف، وقد أخرجه ابن أبي
شيبة من طريق أبي مالك الأشجعيّ، عن عبد الرحمن بن
نوفل الأشجعي، عن أبيه، فذكره.
8856- نومان:
خاطب به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حذيفة بن
اليمان في قصة
ذكرها مسلم من طريق يزيد بن شريك، عن حذيفة في قصّة
الأحزاب، قال حذيفة: فلما رجعت نمت حتى أصبحت، فقال
لي: «قم يا نومان» .
8857- نويرة:
غير منسوب «1» .
ذكر أبو موسى في «الذيل» ، عن المستغفريّ بسنده إلى
عمر بن هارون البلخي، حدثنا مغلس بن عقدة، عن خاله
مقاتل بن حيّان، عن قتادة، عن نويرة صاحب النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «من حفظ على أمّتي
أربعين حديثا في دينها حشر يوم القيامة مع العلماء» .
النون بعدها الياء
8858- نيار بن ظالم
بن «2» عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن
النّجار الأنصاريّ.
ذكره الطّبريّ، وقال: شهد أحدا، ذكر ذلك أبو غسّان
المدنيّ.
8859- نيار بن عياض الأسلميّ.
ذكره الطّبريّ، وقال: كان من أصحاب رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم، وهو ممن كلّم عثمان في حصره،
وناشده اللَّه، وقتله بعض أتباع عثمان، قالوا: وهذا
أول مقتول في ذلك الوقت.
قلت: وقد ذكر ذلك ابن الكلبيّ قصّة الشّورى، فذكر قصّة
الحصار، قال: فقام نيار بن عياض بن أسلم، وكان شيخا
كبيرا، فنادى عثمان فأشرف عليه، فبينما هو كذلك إذ
رماه رجل بسهم، فنادى الناس: أقدنا بنيار ... فذكر
القصّة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5324) .
(2) أسد الغابة ت (5325) ، الاستيعاب ت (2681) .
(6/381)
8860
- نيار بن مكرم «1» الأسلميّ.
قال البخاريّ: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم وعن عثمان: وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له
صحبة، وكذا قال ابن حبّان: له صحبة، ثم أعاده في
التّابعين.
وقد أخرج التّرمذيّ في صحيحه، وابن خزيمة حديثه في
مراهنة أبي بكر الصّديق مع قريش في غلبة الروم، ووقع
في سياقه عند ابن قانع بسنده إلى عروة عن نيار بن
مكرم:
وكانت له صحبة، ورجال السند ثقات. وله حديث آخر. وقال
أبو عمر: هو أحد الأربعة الذين دفنوا عثمان، وذكره ابن
سعد في الطّبقة الأولى من التّابعين، وأنكر أن يكون له
صحبة، وقال: سمع من أبي بكر الصديق.
القسم الثاني
النون بعدها الزاء
8861- النزّال بن سبرة:
يأتي في الثالث.
النون بعدها الصاد
8862- نصر بن حجاج:
بن علاط السلميّ.
من أولاد الصّحابة. وقد تقدم ذكر والده، وله مع عمر
قصّة، وكان في زمانه رجلا، فدلّ ذلك على أنه ولد في
عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقد ذكر ابن
فتحون في ذيل الاستيعاب سبب ذلك، وقال: ذكر قصّته
قتادة فساقها مختصرة، ولم يذكر من أخرجها من المصنفين.
وقد أخرج ابن سعد والخرائطيّ بسند صحيح، عن عبد اللَّه
بن بريدة، قال: بينما عمر بن الخطاب يعسّ ذات ليلة في
خلافته فإذا امرأة تقول:
هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أو من سبيل إلى نصر بن
حجّاج
[البسيط]
__________
(1) الثقات 3/ 422، المحن 63، الطبقات 238، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 115، خلاصة تذهيب 3/ 103، تاريخ
جرجان 255، تهذيب التهذيب 10/ 463، الكاشف 3/ 212،
الجرح والتعديل 8/ 507، التاريخ الكبير 8/ 128، 139،
الإكمال 7/ 437، الطبقات الكبرى 3/ 78، 79، ثقات 5/
482، جامع التحصيل 361، تصحيفات المحدثين 828، دائرة
معارف الأعلمي 29/ 202، أسد الغابة ت (5327) ،
الاستيعاب ت (2683) .
(6/382)
فلما أصبح سأل عنه، فأرسل إليه، فإذا هو من
أحسن الناس شعرا وأصبحهم وجها، فأمره عمر أن يطمّ
شعره، ففعل، فخرجت جبهته فازداد حسنا، فأمره أن يعتمّ
فازداد حسنا، فقال عمر: لا والّذي نفسي بيده لا
تجامعني ببلد، فأمر له بما يصلحه وصيّره، إلى البصرة،
زاد الخرائطيّ بسند ليس من طريق محمد بن سرين- أنه لما
دخل البصرة كان يدخل على مجاشع بن مسعود لكونه من
قومه، ولمجاشع امرأة جميلة يقال لها الخضراء، فكان
يتحدث مع مجاشع، فكتب نصر في الأرض: إني أحبك حبّا لو
كان فوقك لأظلّك أو كان تحتك لأقلّك، وكانت المرأة
تقرأ، ومجاشع لا يقرأ، فرأت المرأة الكتابة فقالت:
وأنا، فعلم مجاشع أنّ هذا الكلام جواب، فدعا بإناء
فكبّه على الكتابة، ودعا كاتبا فقرأه فعلم نصر بذلك
فاستحيا وانقطع في منزله فضنى حتى صار كالفرخ، فبلغ
ذلك مجاشعا فعلم سبب ذلك، فقال لامرأته: اذهبي فأسنديه
إلى صدرك وأطعميه الطّعام، فعزم عليها ففعلت فتحامل
نصر قليلا، وخرج من البصرة.
وذكر الهيثم بن عدي أنّ مجاشعا كان خليفة أبي موسى،
وأن أبا موسى لما علم بقصته أمره أن يخرج إلى فارس،
فخرج إليها وعليها عثمان بن أبي العاص، فجرت له قصّة
مع دهقانه، فقال له: اخرج عنا. فقال: واللَّه لئن
فعلتم هذا بي لألحقنّ بأرض الشّرك، فكتب بذلك إلى عمر،
فكتب احلقوا شعره، وشمروا قميصه، وألزموه المسجد.
النون بعدها الضاد
8863- النضر بن أنس
بن النضر الأنصاريّ الخزرجيّ، ابن عم أنس بن مالك،
خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
استشهد أبوه بأحد، وقد تقدم ذكره، وثبت ذكر هذا في أثر
أخرجه ابن أبي شيبة عن زيد بن الحباب، عن أبي معشر، عن
عمر مولى عفرة وغيره، قال: فذكر قصّة فيها أنّ عمر
دوّن الدّيوان وفرض للمسلمين، وفضل المهاجرين
السابقين، قال: فمرّ به النّضر، فقال:
افرضوا له في ألفين، فقال له طلحة: جئتك بمثله ففرضت
له في ثمانمائة- يعني ولده عثمان، وفرضت له ألفين،
قال: إن أبا هذا الفتى لقيني يوم أحد، فقال: ما فعل
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ فقلت: ما
أراه إلا قد قتل. فسلّ سيفه وكسر غمده، وقال: إن كان
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قتل فإن اللَّه حيّ
لا يموت، فقاتل حتى قتل.
8864- نضلة بن نهشل
الفهري:
ذكر في ترجمة أبيه نهشل.
8865- النضير
بن النّضر بن الحارث العبدريّ «1» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5230) .
(6/383)
ذكره المستغفريّ، ونقل عن أبي إسحاق أنه من
أبناء مهاجرة الحبشة، وأورده أبو موسى في «الذّيل» ،
وتعقّبه ابن الأثير بأن النّضر بن الحارث قتل بعد بدر
كافرا، فكيف يكون من مهاجرة الحبشة؟ والّذي عندي أنّ
النضير هذا هو ابن أخي النضر المقتول لا ولده، كما
تقدّم في القسم الأول، وأنه هاجر إلى الحبشة.
النون بعدها العين
8866- النّعمان بن الأشعث
بن قيس الكنديّ.
ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فبشّر
به أبوه وهو عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
فقال: واللَّه لجفنة من ثريد أطعمها قومي أسرّ إليّ
منه.
القسم الثالث في المخضرمين
النون بعدها الألف
8867- نابل:
أبو نباتة الأعرجي.
له إدراك، وشهد الفتوح بالعراق وقتل شهربا من فرسان
الفرس مبارزة، ونفل «1» سلبه وسواريه، فكان من أول من
سور بالعراق، ذكروه في الفتوح.
8868- ناجذ بن هشام الأزديّ.
له إدراك، وشهد فتح مصر. روى عنه أبو قبيل المعافري،
قاله أبو سعيد بن يونس.
8869- ناشرة بن سمّي اليزني.
قال ابن عساكر: أدرك زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم، وصلى خلف معاذ باليمن، وشهد خطبة عمر بالجابية.
وحكى ابن يونس عنه، قال: كنت أتبع معاذ بن جبل أتعلّم
منه القرآن حين بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم إلى اليمن. انتهى.
وروى أيضا عن أبي بن كعب، وأبي ثعلبة الخشنيّ، وحديثه
عنه وعن عمر في سنن النّسائي بسند قوي.
__________
(1) في ج: وتنفل.
(6/384)
روى عنه عليّ بن رباح- وعبد الرّحمن بن
عائذ، وسكن الشام. ثم نزل مصر، ومات بها. قال العجليّ:
مصريّ تابعيّ ثقة. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين،
وقال: عداده في أهل الشام.
8870- ناشرة المزني
«1»
. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وله ذكر
في قتال سجاح بنت الحارث التميمة التي ادّعت النبوة،
ذكره سيف، والطّبري.
8871- نافع بن الأسود
بن قطنة بن مالك التميمي ثم الأسيديّ، بالتشديد، من
بني أسيّد بن عمرو بن تميم.
قال المرزبانيّ: مخضرم، يكنى أبا نجيد، يقول: لما قتل
عبد اللَّه بن المنذر بن الحلاحل التميميّ باليمامة مع
خالد بن الوليد، فذكر المرثية، وقد ذكرت منها في ترجمة
عبد اللَّه المذكور، وقال الدّارقطنيّ في المؤتلف: أبو
محمد نافع بن الأسود شهد فتوح العراق وهو القائل:
قومي أسيد إن سألت ومعدني ... فلقد علمت معادن الأحساب
[الكامل] يقول فيها:
ما كان بعدك في النّاس من رجل ... ولا يوازيه في نعمى
وإرصاد
[البسيط] وأنشد المرزبانيّ:
ألا ربّ نهب قد حويت وغارة ... شهدت على عبل «2» أسيل
المقلّد
وقرن تركت الطّير تحجل حوله ... فقرّعته ضربا بعضب
المهنّد
[الطويل] وأنشد سيف في الفتوح أشعارا كثيرة يفتخر فيها
بقوله، ويذكر مشاهده في فتح الشّام والعراق فمنها
قوله:
وقال العصاة من معدّ وغيرها ... تميمك أكفاء الملوك
الأعاظم
__________
(1) في أ: المازني. (2) في أ: عبد.
(6/385)
وهم أهل عزّ ثابت وأرومة ... وهم من معدّ
في الدّرى والغلاصم
وهم يضمنون المال للجار ما ثوى ... وهم يطعمون الدّهر
ضربة لازم
كذلك كان اللَّه شرّف فرسانها «1» ... في الزّمان
الأوّل المتقادم
وحين أتى الإسلام كانوا أئمّة ... ونادوا معدّا كلّها
بالجرائم
إلى هجرة كانت سناء ورفعة ... لباقيهم فيهم وخير مراغم
فجاءت بهم في الكتائب نصرة ... فكانوا حماة النّاس عند
العظائم
فصفّوا لأهل الشّرك ثمّ تكبكبوا ... وطاروا عليهم
بالسّيوف الصّوارم
لدى غدوة حتّى تولّوا تسوقهم ... سيوف تميم كاللّيوث
الضّراغم
[الطويل]
8872- نافع بن لقيط
بن حبيب بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان الأسديّ
الفقعسيّ، ويقال له نويفع.
قال أبو الفضل بن أبي طاهر في كتاب الشّعراء: شاعر
جاهلي. وقال المرزبانيّ: كان أحد رجالات العرب شعرا
ونجدة، وله قصّة مع الحجاج يقول فيها:
لو كنت في العنقاء أو في عماية «2» ... ظننتك إلّا أن
تصدّ تراني
تضيق بي الأرض الفضاء لخوفه ... وإن كنت قد طوّفت «3»
كلّ مكان
[الطويل] ويؤخذ من قول ابن أبي طاهر أنه جاهلي، ومن
كونه أدرك الحجاج أنه من أهل هذا القسم. وأنشد
المرزبانيّ قوله بعد ما أسنّ:
يسعى الفتى لينال أقصى سعيه ... أيهات حالت دون ذاك
خطوب
وإذا صدقت النّفس لم تزل لها ... أملا وتأمل ما اشتهى
المكذوب
[الكامل]
8873- نباتة بن يزيد
النخعي.
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وغزا في
خلافة عمر.
ذكر أبو بكر بن دريد في الأخبار المنثورة، من طريق ابن
الكلبيّ، عن أبيه، عن
__________
(1) في ج: غيابة.
(2) في ج: غيابة.
(3) في أ: طوقت.
(6/386)
مسلمة بن عبد اللَّه بن شريك النخعيّ، وكان
قد أدرك معاوية، قال: كان فينا رجل يقال له نباتة بن
يزيد النخعيّ خرج في زمن عمر بن الخطاب غازيا في نفر
من الحيّ حتى إذا كانوا بموضع ذكره نفق حماره، فوثب
رجل من الحيّ يقال له علان بن رهيل من النخع، فأخذ
قلادته، فقالوا له: هل لك أن نحملك معنا؟ قال: لا،
اذهبوا ودعوني، فلما أدبروا عنه قام فتوضّأ ثم ركع
ركعتين ثم قال: اللَّهمّ إنك تعلم أني أسلمت طائعا،
وقد خرجت مجاهدا أريد وجهك، فأحي لي حماري ولا تجعل
لأحد علي منّة، ثم سجد ورفع رأسه، فإذا هو بحماره
قائم، فقام فأوكفه، ثم لحق بأصحابه.
وقد ذكر هشام بن الكلبيّ هذه القصّة في نسب النخع،
وقال في آخرها: حتى غزوا قزوين، ثم رجع فباعه بعد في
الكوفة.
8874- نبيه بن صؤاب:
ينظر من [ ... ] .
8875- النّجاشيّ:
ملك الحبشة، اسمه أصحمة. تقدم في حرف الألف.
8876- النّجاشيّ:
الشاعر الحارثي، اسمه قيس بن عمرو بن مالك بن معاوية
بن خديج بن حماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب،
يكنى أبا الحارث، وأبا مخاشن.
له إدراك، وكان في عسكر عليّ- رضي اللَّه عنه- بصفين،
ووفد على عمر بن الخطاب، ولازم عليّ بن أبي طالب، وكان
يمدحه فجلده في الخمر، ففرّ إلى معاوية. ومما يدلّ على
أنه عمّر طويلا أنّ معاوية سأله: من أعزّ العرب؟ قال:
رجل مررت به يقسم الغنائم على باب بيته بين الحليفين
أسد وغطفان. قال: من هو؟ قال: حصين بن حذيفة بن بدر.
انتهى.
وحصين هو والد عيينة الّذي كان رئيس غطفان يوم
الأحزاب. ومات أبوه قبل البعثة أبو بعدها بيسير. وقيل
اسم النّجاشي سمعان، وترجمه ابن العديم في تاريخ حلب
في حرف النّون، فقال: نجاشي بن الحارث بن كعب الحارثي.
ذكر أبو أحمد العسكري في ربيع الآداب أنّ النّجاشي
الشاعر مرّ بأبي سماك الأسدي في رمضان، فدعاه إلى
الشّرب فأجابه، فبلغ عليّا فهرب أبو سماك وأخذ
النّجاشي فجلده عليّ، فطرح عليه هند بن عاصم نفسه،
ورمى عليه جماعة من وجوه الكوفة أربعين مطرفا، وجعل
بعضهم يقول: هذا من قدر اللَّه.
فقال النّجاشيّ: ضربوني، ثم قالوا: قدر اللَّه، لهم شر
القدر، ثم هرب إلى الشّام.
وقال المرزبانيّ: النّجاشي قدم على عهد عمر في جماعة
من قومه، وكان مع علي في حروبه يناضل عنه أهل الشّام.
وذكر أن عليا جلده ثمانين، ثم زاده عشرين، فقال له: ما
هذه العلاوة؟ فقال:
(6/387)
لجرأتك على اللَّه في شهر رمضان وصبياننا
صيّام، فهرب إلى معاوية وهجا عليا، وكان هاجي تميم بن
مقبل في عهد عمر، فاستعدى عليه، وهو القائل في المغيرة
يصفه بالقصر:
وأقسم لو خرّت من استك بيضة ... لما انكسرت من قرب
بعضك من بعض
[الطويل] وذكر سيف له قصة في اليمامة، وأنشد له في ذلك
شعرا.
وذكر أحمد بن مروان الدينَوَريّ في الجزء السّابع من
المجالسة، من طريق سماك، قال: هجا النجاشيّ، واسمه قيس
بن عمرو بن مالك- بني العجلان، فاستعدوا عليه عمر،
فقال: ما قال فيكم؟ فأنشدوه:
إذا اللَّه جازى أهل لؤم بذمّة ... فجازى بني العجلان
رهط ابن مقبل
[الطويل] فقال: إن كان مظلوما استجيب له، فقالوا:
قبيلته لا يغدرون بذمّة ... ولا يظلمون النّاس حبّة
خردل
[الطويل] فقال: ليت آل الخطاب كانوا كذلك.
فذكر القصّة ورويناها في أمالي ثعلب، قال: قال
أصحابنا: استعدى تميم بن مقبل عمر على النّجاشي ...
فذكر نحوه.
وقد تقدم في ترجمة تميم بن مقبل، وذكر الحسن بن بشر
الآمديّ أنّ النجاشيّ المذكور لما مات رثاه أخوه خديج:
من كان يبكي هالكا فعلى فتى ... ثوى بلوى لحج وآبت
رواحله
[الطويل] قلت: ولحج- بفتح اللّام وسكون المهملة بعدها
جيم: بلد معروف باليمن، ففيه دلالة على أنه كان توجّه
إلى اليمن فمات بلحج.
[وقال ابن قتيبة في «المعارف» : كان النّجاشي رقيق
الدين، فذكر القصّة في شرب الخمر في رمضان، وإنما قيل
له النجاشي، لأنه كان يشبه لون الحبشة.
وحكى ابن الكلبيّ أنّ جماعة من بني الحارث وفدوا على
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «من
هؤلاء الّذين كأنّهم من الهند»
] «1» .
__________
(1) سقط في أ.
(6/388)
8877- نجد بن الصامت
بن عابدين أسماء بن قردوس بن الحارث بن مالك بن فهم بن
غنم بن دوس الدّوسي القردوسيّ، بضمّ القاف.
له إدراك، وكان لولده سعد ذكر بخراسان في خلافة بني
مروان، وهو الّذي قتل قتيبة بن مسلم الباهليّ أمير
خراسان في خلافة سليمان بن عبد الملك، وذكره ابن
الكلبيّ في الجمهرة، كذا قال. والمشهور أن قاتل قتيبة
هو وكيع بن أبي الأسود، ولكن جمع ابن دريد في الاشتقاق
القولين، وذكر أن وكيعا كان الرأس في ذلك، وأن نجدا
باشر قتله ومعه جهم بن زحر الجعفي.
8878- النّخار بن أوس
بن أبير بن عمرو بن عبد الحارث بن رباح بن لأي بن عبد
مناف بن الحارث بن سعد بن هذيم.
له إدراك، وكان علّامة بالأنساب، حتى قال ابن الكلبيّ:
كان أنسب العرب، وهو الّذي قال لمعاوية: إن العباءة لا
تكلمك، إنما يكلمك من فيها. وذكره ابن ماكولا في ترجمة
أبير- بالموحدة.
8879- النزّال بن سبرة «1»
: بفتح المهملة وسكون الموحدة، الهلاليّ الكوفيّ.
ذكره مسلم وابن سعد في الطبقة الأولى من التّابعين.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: تابعيّ كبير، وكذا ذكره في
التّابعين البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان،
وآخرون.
قال ابن عبد البرّ: ذكروا أنه رأى النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم، ولا أعلم له رواية إلا عن عليّ وابن
مسعود، وهو معدود في كبار التابعين، وقال المزي في سند
أبي مسعود:
النزال بن سبرة له صحبة، وتبع في ذلك أبا مسعود
الدمشقيّ، وابن عساكر. وقال في التهذيب: مختلف في
صحبته، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن
أبي بكر، فقال: مرسل، وعن عثمان وعلي وابن مسعود
وسراقة بن مالك وغيرهم.
روى عنه الشّعبيّ، وعبد الملك بن ميسرة، والضحاك بن
مزاحم، وآخرون.
وأخرج البخاري في التاريخ الأوسط من طريق مسعر، عن عبد
الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، قال: قال رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، «كنّا نحن وأنتم
من بني عبد مناف
__________
(1) الثقات 3/ 418، الطبقات 143، الكاشف 3/ 199، أسد
الغابة ت (5209) ، تجريد أسماء الصحابة 298، خلاصة
تذهيب 3/ 60، الاستيعاب ت (2691) ، تهذيب التهذيب 3/
423، الجرح والتعديل 8/ 498، التاريخ الكبير 8/ 117،
تهذيب الكمال 1408.
(6/389)
فنحن وأنتم اليوم من بني عبد اللَّه» «1» .
قال مسعر: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من
بني عبد مناف بن قصيّ، ونحن من بني عبد مناف بن هلال
بن عامر، وهذا هو الحديث الّذي أشار إليه أن النزال
أرسله.
8880- نسطاس
مولى أبي بن خلف.
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه: كان جاهليا، وروى عن
جابر بن عبد اللَّه.
8881- نسير بن ثور العجليّ.
له إدراك، وشهد الفتوح في عهد عمر منها القادسية، وهو
القائل منها:
لقد علمت بالقادسيّة أنّني ... صبور على اللأواء عفّ
المكاسب
[الطويل]
8882- نسير بن يحيى الأنصاريّ:
مولى عثمان بن حنيف.
له إدراك، ذكره الخطيب في المؤتلف، وأسند من طريق يوسف
بن محمد بن المنكدر، عن أبيه: أخبرني نسير بن يحيى،
قال: قسم أبو بكر مالا فأعطاني كما أعطى مولاي عثمان
بن حنيف، وقال: بذلك أمرني رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم....
الحديث.
8883- نصاص:
ذكر وثيمة أنه كان صديق عمرو بن العاص في الفتوح،
واستدركه أبو إسحاق بن الأمين.
8883 (م) - نصف الطريق الغسانيّ:
له ذكر.
8884- نصر بن نصر بن
قدامة.
وقيل نصر بن عوف بن قدامة ابن أخي صفوان بن قدامة.
تقدم خبره وشعره في ترجمة عمه.
8885- نصير:
بالتصغير، ابن عبد الرحمن بن يزيد، والد موسى بن نصير
الّذي فتح بلاد المغرب.
تقدم ذكره في ترجمة والده عبد الرحمن بن يزيد.
قال الرّشاطيّ: حكى أن عبد العزيز بن مروان كان يعوذ
نصير بن عبد الرحمن إذا
__________
(1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8/ 117.
(6/390)
مرض، وكان على شرطة معاوية في خلافة عمر ثم
عثمان، ثم غضب عليه وولى غيره، ثم أعاده بعد صفين،
وعمر حتى قدم مصر ومات بها.
قلت: وذكر أبو عمر الكنديّ في الموالي أن مولد موسى بن
نصير كان في سنة تسع عشرة من الهجرة، ويقال: إن أهل
نصير من أراشة، وسبي في خلافة أبي بكر من جبل الخليل،
وكان اسمه نصرا فسمي نصيرا، وأعتقه بعض بني أمية.
النون بعدها الضاد
8886- النضر بن بشير
بن عمرو المزنيّ.
له إدراك، ذكره الكنديّ، وكان شهد فتح مصر واختط بها،
ثم ولى ابنه قضاءها في سنة اثنتين وسبعين، ومات بها
سنة تسع وثمانين.
8887- نضلة بن خالد بن
نضلة بن مهزول.
ذكره وثيمة في كتاب الردة، وقال: إنه كان في أخواله من
بني حنيفة، فلما ارتدّوا أنكر عليهم، ودعاهم إلى
الثبات، وحذّرهم العاقبة فلم يقبلوا منه فارتحل عنهم،
وأنشد له في ذلك شعرا.
8888- نضلة بن ماعز
«1»
. أدرك الجاهلية روى حسين المعلم عن عبد اللَّه بن
بريدة، عنه- أنه رأى أبا ذر يصلي الضّحى «2» . ذكره
ابن مندة مختصرا، وتبعه ابن أبي حاتم وأبو نعيم.
8889- نضلة بن عبد اللَّه
بن عمرو بن عبد بن الحرمز ابن سلول بن كعب بن عمرو
الخزاعيّ.
له إدراك، وذكر ابن الكلبي أن ولده محمدا كان شريفا
بالعراق، وولاه بنو مروان ولايات.
8890- النعمان:
بزرج اليماني، من أهل صنعاء «3» .
قال ابن حبّان: يقال له صحبة. وقال ابن عساكر: أدرك
النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يلقه، وقدم
الشام في عهد عمر. وأخرج ابن مندة من طريق محمد بن
الحسن بن
__________
(1) أسد الغابة ت (5228) .
(2) في أ: الصبح.
(3) أسد الغابة ت (5236) .
(6/391)
أنس، عن سليمان بن وهب، قال: حدثني النعمان
بن بزرج، وكان قد أدرك الجاهلية، قال ... فذكر حديثا
طويلا.
وتعقب أبو نعيم على ابن مندة ذكره إياه في الصحابة،
وقال: لا يعرف له إسلام. ولم يصب في ذلك، فقد ذكره في
التابعين البخاري، وابن أبي حاتم، وكأن أبا نعيم اغتر
بما ذكره الواقدي في كتاب الردة من طريق همام بن منبه،
قال: كان أول من قدم على الأبناء بصنعاء يعني من
المدينة وبر بن يحنس، فنزل على بنات النعمان بن مزرج
فأسلمن وصلين، وبعثتا إلى أخيهما عبد الرحمن بن
النعمان بن بزرج فأسلم، وبعثتا إلى فيروز الديلميّ
فأسلم، وإلى مركبود الديلميّ، فأسلم، قال: وكان أول من
أخذ القرآن بصنعاء عطاء بن مركبود. انتهى.
فتوهم أبو نعيم من هذا أن النعمان كان قد مات، لكن
يرده إدراك سليمان بن وهب له وتصريحه بتحديثه إياه،
فلعله كان في الوقت الّذي أشار إليه همام بن منبه كان
غائبا عن صنعاء، لأن الأسود الكذاب لما غاب على صنعاء
فر غالب أهلها منه، وكذلك أخرج عبيد بن محمد الشكوري
في تاريخه، من طريق هشام بن يوسف، عن عمر بن نعيم:
سمعت النعمان بن بزرج، وكان عاش ثلاثين في الجاهلية،
ومائة سنة في الإسلام. وذكر أيضا أن النعمان وفد على
معاوية، فسأله أن يولي الضحاك بن فيروز الإمارة.
وقال أبو بكر بن البرقيّ في تاريخه: مات النعمان بن
بزرج في خلافة عبد الملك بن مروان.
8891- النعمان بن حميد
«1»
. استدركه أبو موسى، وقال: يقال إنه أدرك الجاهلية،
وذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان في التابعين،
وقال: روى عن عمر. روى عنه سماك بن حرب.
8892- النعمان بن صفوان
بن عمرو بن نعيمة، من أولاد سوادة بن عمرو بن سعد بن
عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل الحميريّ.
له إدراك، وكان ولده السعر كثير الغزو للروم مع
البطال.
8893- النعمان بن محمية الخثعميّ:
يقال له ذو الأنف.
ذكره أبو إسماعيل الأزديّ فيمن شهد اليرموك، وقال: عقد
أبو عبيدة له الرئاسة على
__________
(1) أسد الغابة ت (5244) .
(6/392)
قومه من خثعم، قال: وكان ينازع هو وابن ذي
السهم الرئاسة.
قلت: وقد تقدم أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمرون إلا
الصحابة.
8894- النعمان الرعينيّ.
قيل ذو رعين، كان من ملوك اليمن، وأسلم على عهد رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وذكر ابن إسحاق
أن ملوك اليمن كاتبوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم بإسلامهم، فقدم عليه بكتابهم، وهم: الحارث بن
عبد كلال، وأخوه نعيم، والنعمان قيل ذي رعين، وهمدان،
ومعافر، وبعث إليه زرعة بن سيف بن ذي يزن مالك بن
مرارة.
ووقع عند المستغفريّ أن النعمان كان الرسول بالكتاب،
وخطأه أبو موسى في ذلك.
وقد استدركه ابن فتحون عن ابن إسحاق، وعن الطبري على
الصواب.
8895- نعيم بن صخر
بن عدي العدوي.
ذكره أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام، وأنه استشهد
بأجنادين.
8896- نعيم الحبر.
كان نصرانيا. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
في عهد عمر، فهو نظير كعب الأحبار، وقد ذكروه. وتقدم
خبره في ترجمة مطرف بن مالك في القسم الثالث، وذكر ابن
أبي خيثمة في تاريخه من طريق قتادة، عن زرارة بن أوفى،
عن مطرف بن مالك، قال:
شهدت فتح تستر، فذكر القصة إلى أن قال: قال مطرف: ثم
بدا لي أن آتي بيت المقدس، فإذا أنا براكب، فقلت:
أنعيما؟ قال: نعم. قلت: ما فعلت نصرانيتك؟ قال: تحنفت
بعدك.
قال: وسمع اليهود بقدوم نعيم وكعب بيت المقدس،
فاجتمعوا، فقال لهم كعب: هذا كتاب قديم، وهو بلغتكم،
فاقرءوه، فقرأه قارئهم، فأتى على مكان منه فضرب به
الأرض، فغضب نعيم وأخذه، وقال: لا أدعكم بعدها
تقرءونه، فسألوه وطلبوا إليه حتى قال: إني أمسكه في
حجري، فأمسكه في حجره، وقرأه قارئهم حتى أتى ذلك
المكان، فإذا فيه:
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ
يُقْبَلَ مِنْهُ ... [آل عمران: 85] الآية، قال: فأسلم
منهم حينئذ اثنان وأربعون حبرا.
النون بعدها الفاء والميم
8897- نفيع الصائغ:
أبو رافع، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.
8898- نملة بن عامر:
المحاربي الجسري.
(6/393)
له إدراك، وشهد الفتوح بالعراق، وهو الّذي
ضمن لعليّ بن أبي طالب طاعة قومه بني جسر لما غضب
عليهم، وأمر بهدم دورهم.
النون بعدها الهاء
8899- نهشل بن
حري بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك
بن حنظلة بن زيد مناه بن تميم.
قال المرزبانيّ: شامي شريف مشهور مخضرم بقي إلى أيام
معاوية، وكان مع علي في حروبه، وقتل أخوه مالك بصفين
وهو يومئذ رئيس بني حنظلة، وكانت رايتهم معه، ورثاه
نهشل بمراثي كثيرة منها قوله في قصيدة:
وهوّن وجدي عن خليلي أنّني ... إذا شئت لاقيت امرأ مات
صاحبه
ومن ير بالأقوام يوما يروا به ... معرّة يوم لا توارى
كواكبه
[الطويل] قال: وأبوه شاعر شريف مذكور، وجد ضمرة سيد
ضخم الشرف، وجد جده ضمرة شاعر شريف فارس، وكان من خير
بيوت بني دارم.
النون بعدها الواو
8900- النواح بن سلمة
بن كهلة الأصغر ابن عصام بن كهلة الأكبر ابن وهب بن
سبلان بن دينار بن موزع بن عبد اللَّه بن ناج بن تميم
بن أراشة الإراشي.
له إدراك، وجدّه كهلة هو الّذي مطله أبو جهل حقّه،
فاستعدى عليه قريشا فكلموه فلم يعطه، فأعاد عليهم
فدلّوه على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فمضى
معه إلى أبي جهل، فطرق عليه الباب، فخرج إليه، فقال:
«أعط هذا حقّه» . قال: نعم، الساعة، ودخل فأخرج له
حقّه، فلامته قريش، فقالوا: كلمناك فأبيت، وشفعت
محمدا! فقال: رأيت معه بعيرا فاغرا فاه، واللَّه لو
امتنعت لأكلني.
ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وقد ذكر ابن إسحاق قصة الإراشي
في السيرة. والنواح ولد سلمة كان له ذكر في عهد بني
مروان، وولى هشام بن عبد الملك صفوان بن سلمة البلقاء،
ووليها ولده علي بن صفوان بعده في زمن السفاح، وكان قد
ساد قضاعة بالشام، وولى الصائفة أيضا، وولى البلقاء
ابنه شراحيل بن علي بعده، وعقد له المهدي على بعث
الأردن إلى إفريقية، ووليه ولده الرماحس بعده خمس
سنين. ذكر كل ذلك ابن الكلبيّ.
(6/394)
القسم الرابع
النون بعدها الألف
8901- ناجية بن خفاف:
العنزي «1» ، أبو خفاف.
قال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يصحّ. روى عنه أبو
إسحاق السبيعي. انتهى.
وهو تابعي معروف، روى عن ابن مسعود، وعن عمار بن ياسر،
وغيرهما. قال ابن المديني: لم يسمع من عمار، وليس هو
بالقديم. وفرق البخاريّ، ومسلم، وابن أبي حاتم، وغيرهم
بين ناجية هذا وناجية بن كعب الأسدي. ويعقوب بن شيبة،
سبب الوهم، وهو أن أبا إسحاق روى عن ناجية، عن عمار
قصة التميم، فقال زائدة: عن ابن ناجية ولم ينسبه، وقال
أبو بكر بن عياش عنه عن ناجية العنزي. وقال أبو
الأحوص: عنه، عن ناجية بن خفاف. وقال ابن عيينة: عنه،
عن ناجية بن كعب الأسديّ، قال: فقال ابن المديني: هذا
غلط، وإنما هو ناجية بن خفاف. انتهى.
وذكر الخطيب أن إسرائيل والمعلّى قالا: عن ابن إسحاق
عن ناجية بن كعب، وكذا قال أبو نعيم: وقال ابن هشام:
عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، قال الخطيب: أظن أبا
إسحاق رواه لهم عن ناجية غير منسوب، فظنوه ابن كعب،
لأنه روى عن ناجية بن كعب غير هذا من الحديث.
وناجية بن كعب قال فيه ابن أبي خيثمة عن ابن معين:
طالح. وقال أبو حاتم: شيخ، ولم أر لأحد فيه مقالا إلا
قول الجوزجاني مذموم، وأشار بذلك إلى مذهبه في التشيع.
واللَّه أعلم.
8902- ناشرة بن سويد
الجهنيّ «2»
. ذكره ابن مندة، وقال: روى عنه ابنه مريح، ثم أورد من
طريق عبد اللَّه بن داود بن الدلهاب، وعن آبائه حديثا،
وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسمه واسم ولده، وذلك أن
الصواب ياسر، بتحتانية منقوطة باثنتين وسين مهملة بلا
هاء آخره، واسم ولده مسرع- بسكون السين المهملة وآخره
عين مهملة. ويدلّ عليه أن في الحديث اسمه مسرع، فقد
أسرع إلى الإسلام، وممن صحفه أبو إسحاق بن الأمين،
فقال في آخر ذيل الاستيعاب في
__________
(1) حزم العنبري.
(2) أسد الغابة ت (5172) .
(6/395)
حرف النون: ناشر بن سويد الجهنيّ له صحبة،
وحديثه عند ولده. انتهى.
وقد ذكره ابن عبد البرّ في موضعه، فقال: ناشرة- بزيادة
الهاء.
8903- نافع بن سليمان العبديّ.
تقدم في نافع أبي سليمان، وجعلهما الذهبي ترجمتين،
وهما واحد.
8904- نافع بن صبرة»
. مخرج حديثه عن أهل المدينة مثل حديث أبي هريرة في
كفارة ما يكون في المجلس من اللغو كذا أورده ابن عبد
البر، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو نافع بن جبير،
بجيم وموحدة مصغرا، وهو ابن مطعم، التابعي المشهور من
أهل المدينة، أرسل هذا الحديث، ورواه عنه من أهل
المدينة داود بن قيس، كذلك رويناه في نسخة إسماعيل بن
جعفر رواية علي بن حجر، عن إسماعيل، وهي في أربعة
أجزاء، أحاديثه مرتبة على شيوخ إسماعيل، وهذا الحديث
في ترجمة داود بن قيس، وكذا أورده ابن أبي عمر في
مسندة، والحميدي في النوادر، وكلاهما عن سفيان بن
عيينة، عن داود، وكذا قال محمد بن عجلان عن مسلم بن
أبي حمزة، عن نافع بن جبير- مرسلا. وأخرجه الليث بن
سعد، عن ابن عجلان، ووصله جماعة منهم أحمد بن الحسن
اللهبي، وعبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، وأبو عاصم
النبيل عند ابن أبي الدنيا، وخالد بن يزيد العمري عند
الطبراني، أربعتهم عند داود بن قيس، عن نافع بن جبير،
عن أبيه، وكذا وصله جماعة عن سفيان بن عيينة، عن محمد
بن عجلان، منهم ابن أبي عمر في مسندة عنه، والنسائي في
اليوم والليلة، وابن أبي عاصم في الدعاء، والحاكم
والطبراني، كلّهم من طريق عبد الجبار بن العلاء عن
سفيان، وصححه الحاكم.
8905- نافع بن عمرو المزني
«2»
. ذكره أبو مسعود الأصبهانيّ في الصحابة، وأورد من
طريق هلال بن عامر المزني عنه أنه كان مع أبيه في حجة
الوداع، وهذا خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو رافع بالراء
لا بالنون، كما تقدم.
8906- نافع بن يزيد الثقفي
«3»
: صوابه رافع، كما تقدم في حرف الراء أيضا.
__________
(1) أسد الغابة ت (5182) ، الاستيعاب ت (2624) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 103، أسد الغابة ت (5188)
.
(3) أسد الغابة ت (5193) .
(6/396)
النون بعدها الباء
8907- نبّاش بن زرارة التميميّ «1»
: أبو هالة، زوج خديجة قبل النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم، ووالد هند، وخال الحسن بن علي.
ذكره المستغفريّ، وتبعه أبو موسى في الذيل، وهو غلط.
8908- نبيشة الخير:
فرق البغوي بينه وبين نبيشة الهذلي، وهو واحد
«2» .
النون بعدها الجيم
8909- نجاب:
بنون ثم جيم، ابن ثعلبة بن خزمة الأنصاريّ «3» .
ذكر إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق- أنه شهد بدرا. قال
الخطيب في المؤتلف:
هذا تصحيف، وإنما هو بموحدة وحاء مهملة ثقيلة وآخره
مثلثة، كذا ذكره الأمويّ عن ابن إسحاق، وكذا عند موسى
بن عقبة وهشام بن الكلبيّ.
8910- نجيب بن السريّ.
وهم من ذكره في الصحابة. وقال أبو حاتم الرازيّ: روى
عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وعن عليّ مرسلا.
8911- نجيد بن عمران
بن حصين الخزاعي. تقدم ذكره في الباء الموحدة.
النون بعدها السين
8912- نسطور الراهب.
ذكر ابن سعد عن الواقديّ أن خديجة لما فاوضت النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبل البعثة، وقبل أن
يتزوجها- في تجارة إلى الشام أرسلت معه غلامها ميسرة،
فذكر ميسرة أنهما قدما بصرى، فنزلا تحت ظل شجرة، فقال
له نسطور الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي،
ثم وقع بين النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وبين
رجل آخر ملاحاة، فقال له: احلف باللات والعزى. فقال:
ما حلفت بهما قط، وإني لأمر بهما معرضا عنهما، فقال
الرجل لميسرة: هذا نبيّ هذه الأمة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5195) .
(2) أسد الغابة ت (5198) ، الاستيعاب ت (2688) .
(3) أسد الغابة ت (5207) ، الاستيعاب ت (2689) .
(6/397)
قلت: وقد تقدم في الباء الموحدة قصة بحيرا
بنحو قصة نسطور، وهي لبحيرا أشهر، وقد ذكر بحيرا في
الصحابة ابن مندة لذلك، فهذا على شرطه.
8913- نسطور الرومي:
أحد الكذابين.
زعم أنه عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
أكثر من ثلاثمائة سنة.
روى حديثه خطيب الموصل عبد اللَّه بن أحمد الطوسي، عن
أبي المظفر ميمون بن محمود، عن إبراهيم بن إسحاق
المرغيناني، حدثنا أبو القاسم الحكيم، حدثنا نسطور
الرومي، فقال: سقط سوط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم في غزوة تبوك، فنزلت ومسحته ورفعته إليه،
فقال لي: «مد اللَّه في عمرك» .
قال ميمون: فحدثني الشريف عبد الجليل، قال: سمعت عمرو
بن حسين الكاشغري يقول: سألت ابن نسطور: كم عاش أبوك
بعدها؟ فقال: ثلاثمائة سنة، وكان عمره إذ ذاك ثلاثين
سنة.
وقال الحسن بن الحسين الحسينيّ في سنة ثمان وخمسمائة:
حدثنا أبو جعفر عمر بن الحسن بن أبي بكر الساماني في
سنة تسع وسبعين وأربعمائة، أخبرني جعفر بن نسطور بقرية
تدعى رأس السري من ناحية اليمن، عن أبيه صاحب رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، عن رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر الحديث، قال
عمر: سألت جعفرا: كم عاش أبوك قبل دعاء النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: ثلاثين سنة، وعاش بعد
دعائه ثلاثمائة سنة. قال: وكان جعفر مهابا له حشمة،
فلم أسأله عن عمره، وسألت شيوخ تلك القرية، فقالوا:
كنا نذهب إلى الكتاب وهو بهذه الهيئة.
النون بعدها الصاد
8914- نصر بن الحارث
الأنماري:
قال أبو عمر: هو أبو منفعة، ووهموه في ذلك، وإنما هو
بكر «1» ، فكأن الكاف تحرفت، فصارت صورة صاد، فصحفه.
8915- نصير، مولى معاوية.
وهم من ذكره في الصحابة، وقال أبو حاتم الرازيّ: روى
عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، وعنه
سليمان بن موسى.
قلت: وروايته في المراسيل لأبي داود. وذكره ابن حبان
في الثقات، واختلف في ضبطه، فقيل بسكون الصاد المهملة،
وقيل بصيغة التصغير، وقيل بالضاد المعجمة فيهما.
__________
(1) في أ: بكير.
(6/398)
النون بعدها الضاد
والعين
8916- نضلة:
أو ابن نضلة.
ذكره ابن قانع والمستغفري وقد ذكرت وجه الصواب فيه في
طلحة بن نضلة.
8917- النعمان بن بازية
اللهبي «1»
. هكذا أورده ابن عبد البرّ، وعزاه لابن أبي حاتم.
وتعقبه ابن فتحون بأنه صحف أباه، وإنما ذكره البخاري
وابن أبي حاتم والبغوي وابن حبان وابن السكن براء
مهملة وبعد الألف زاي منقوطة ثم مثناة تحتانية ثقيلة.
وقد تقدم في الأول على الصواب.
8918- النعمان بن الزارع
«2»
: عريف الأزد.
ذكره ابن عبد البرّ، وقال: لا أعرفه بأكثر مما روى عنه
أنه قال: يا رسول اللَّه، كنا نعتاف في الجاهلية.
قلت: صوابه ابن الرّازية، كذلك ذكره ابن السّكن، فقال
النّعمان بن الرازية الأزديّ ثم اللهبي عريف الأزد،
وكان صاحب رايتهم، ثم ساق حديثه المشار إليه بسنده
إليه. وقد تقدم في الأول على الصّواب، وهو الّذي قبله
واحد.
8919- النّعمان بن حصن
بن الحارث البلوي، حليف الأنصار.
ذكره أبو موسى في «الذيل» ، فصحّف أباه، وإنما هو عصر،
بفتح المهملتين، كما مضى على الصّواب.
8920- النّعمان بن مرة:
الزّرقيّ المدنيّ «3» .
ذكره ابن مندة، وقال: أخرج في الصّحابة، وهو تابعيّ،
روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاريّ. وقال ابن حاتم، عن
أبيه: حديثه مرسل، وله رواية عن عليّ. وقال العسكريّ:
لا صحبة له، وذكره البخاريّ ومسلم في التّابعين.
قلت: وحديثه في الموطأ: ما ترون في السّارق والزّاني
والشّارب؟ الحديث. أخرجه في كتاب الصّلاة، وليس
للنّعمان عنده غيره. واختلف فيه على مالك وغيره،
وللمتن شاهد
__________
(1) أسد الغابة ت (5235) ، الاستيعاب ت (2649) .
(2) أسد الغابة ت (5248) ، الاستيعاب ت (2652) ،
الثقات 3/ 410، تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، التاريخ
الكبير 8/ 75، الطبقات الكبرى 2/ 158.
(3) أسد الغابة ت (5267) .
(6/399)
من حديث الحسن، عن عمران بن حصين، أخرجه
البخاريّ في الأدب المفرد، وآخر من حديث أبي سعيد
الخدريّ، أخرجه أبو داود الطّيالسي في مسندة، وآخر عن
أبي هريرة بمعناه. وروى النّعمان هذا الحديث عن علي،
وجرير، وأنس. وروى عنه أيضا أبو جعفر محمد بن علي بن
الحسين المعروف بالباقر، فذكره ابن حبّان في أتباع
التّابعين من الثّقات، فقال النّعمان بن مرّة الزرقيّ
الأنصاريّ من أهل المدينة، وقال: روى عن سعيد بن
المسيّب، يروي عنه محمد بن علي، فكأنه لم يقع له رواية
عن أحد من الصّحابة.
8921- النّعمان بن ناقد الأنصاريّ.
قرأت بخط الخطيب أبي بكر الحافظ في المؤتلف، قال عمر
بن أحمد: هو ابن شاهين، سمعت عبد اللَّه بن سليمان،
يعني ابن أبي داود، يقول النّعمان بن ناقد من الأنصار،
أخو أبي عبيد بن ناقد، وهو من أصحاب النّبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم.
8922- نعيم بن
ربيعة بن كعب «1» .
ذكره ابن مندة في الصّحابة، وقال: روى حديثه إبراهيم
بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء،
عن نعيم بن ربيعة: كنت أخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم. وتعقبه أبو نعيم بأن الصّواب عن نعيم، عن
ربيعة. انتهى.
وهو كما قال، وإنما وقع فيه تصحيف عن فصارت ابن. وقد
أخرج الحديث المذكور أحمد في المسند، من طريق محمد بن
عمرو بن عطاء، عن نعيم، وهو المجمر، عن ربيعة بن كعب
الأسلميّ. والحديث حديث ربيعة، وهو مشهور عنه.
ويتعجب من خفاء ذلك على ابن مندة مع شدّة حفظه، وأصله
في صحيح مسلم من وجه آخر عن ربيعة.
8923- نعيم بن عبد الرحمن
الأزديّ «2»
. ذكره ابن مندة، وقال: ذكر في الصّحابة، ولا يصحّ.
قلت: ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان،
وغيرهم في التّابعين وقال أبو حاتم والعسكريّ: روى عن
النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، ولم يلقه.
النون بعدها الفاء والقاف
8924- نفيع بن الحارث
بن لوذان.
__________
(1) أسد الغابة ت (5273) .
(2) أسد الغابة ت (5277) .
(6/400)
ذكره أبو إسحاق، وابن الأمين، عن العدويّ،
وهو خطأ. والصّواب نفيع بن المعلى.
8925- نقادة بن عبد اللَّه:
والد سعر بن عبد اللَّه.
فرّق البغويّ بينه وبين نقادة الأسديّ المذكور في
القسم الأول. وهو واحد.
8926- نقيلة الأشجعيّ.
ذكره العتبيّ وغيره بالنّون، والصّواب بالموحدة. وقد
تقدّم على الصّواب.
النون بعدها الميم
8927- نمير بن أوس الأشعريّ
«1»
: ويقال الأشجعيّ، قاضي دمشق.
قال ابن عبد البرّ: ذكره في الصّحابة من لم يمعن
النّظر، ولا يصحّ له عندي صحبة، وإنما روايته عن أبي
الدّرداء وأم الدّرداء. روى عنه ابنه الوليد.
وأخرج أبو موسى من طريق نمير بن الوليد بن نمير بن أوس
الأشعريّ: حدّثني أبي عن جدّي، قال: قال رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الدّعاء جند من أجناد
اللَّه مجنّد يردّ القضاء بعد أن يبرم» «2» .
وهذا مرسل.
ونمير ذكره في التّابعين محمد بن سعد وغيره، وقالوا:
إنه عاش إلى بعد العشرين ومائة. روى عنه الأوزاعيّ،
ومحمد بن الوليد الزّبيري، وغيرهم. وروى نمير بن أوس
أيضا عن مالك بن مسروح وأبي موسى، وأسنده عن معاذ، وعن
حذيفة. وروى عنه أيضا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر،
وسعيد بن عبد العزيز، ويحيى بن الحارث وغيرهم.
قال ابن حبّان: ولّاه هشام القضاء فاستعفاه، فأعفاه.
مات سنة خمس عشرة.
وقال خليفة: مات سنة إحدى وعشرين. وقال ابن سعد: مات
سنة اثنتين وعشرين، وكان قليل الحديث. وذكره أبو زرعة
الدمشقيّ في الطبقة الثالثة، ومقتضاه أنه ما أدرك أبا
الدّرداء ولا معاذا، ووجدت له حديثا ثالثا أرسله،
أخرجه ابن عساكر في أوائل تبيين كذب المفتري من طريق
هشام بن عمار، عن الوليد بن سلمة، حدّثنا عبد اللَّه
بن العلاء بن زبر، سمعت نمير بن أوس، قال: قال رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الأزد
والأشعريّون منّي وأنا منهم ... » الحديث.
قال ابن عساكر: هذا مرسل، ونمير بن أوس كان قاضي دمشق.
انتهى.
__________
(1) أسد الغابة ت (5297) ، الاستيعاب ت (2671) .
(2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 6/ 241، وأورده الحسيني
في إتحاف السادة المتقين 5/ 30، والمتقي الهندي في
كنزل العمال حديث رقم 3119 وعزاه لابن عساكر عن نمير
بن أوس مرسلا.
(6/401)
وقد خالفه عبد اللَّه بن ملاذ، فقال: عن
نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن أبي عامر الأشعريّ.
وأخرجه أحمد والترمذيّ.
8928- نمير بن عامر النميريّ.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ،
وأخرج من طريق جرير بن حازم، قال: رأيت في مجلس أيوب
أعرابيا عليه جبّة من صوف، فلما رأى القوم يتحدّثون
قال: حدّثني مولاي قرّة بن دعموص، قال: أتيت المدينة
فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... الحديث.
وفيه: وبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
الضّحاك ساعيا، فجاءه بألف حلة، فقال له رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أتيت هلال بن عامر
ونمير بن عامر فأخذت جلّة أموالهم» .
قلت: وهذا الحديث صحيح، إلا أن المراد بهلال بن عامر
ونمير بن عامر القبيلتان المعروفتان، فظنّ أبو موسى
أنه عنى رجلين ممن وجبت عليهما الزّكاة، وتبع أبو موسى
في ذلك ابن مندة، فإنه ذكر هلال بن عامر بهذه القصّة،
وعليه نبّه مثل ما ذكرت عن أبي موسى.
8929- نمير بن عريب:
بمهملتين، وزن عظيم.
ذكره أبو موسى في الذيل،
وقال: أورده أبو بكر بن أبي عليّ في الصحابة، وقال: له
صحبة، وحديثه عند أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن
النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «الصّوم في
الشّتاء الغنيمة الباردة» .
وصوّب أبو موسى أنّ روايته إنما هي عن عامر بن مسعود،
وقد ذكره قبله البغويّ، فقال: يشك في صحبته، وأورد له
الحديث المذكور من وجهين: أحدهما من روايته عن عامر بن
مسعود، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، والآخر
بإسقاط عامر، ثم قال:
وحدّثني محمد بن علي الجوزجاني، قال: سألت يحيى بن
معين، عن نمير بن عريب، فقال: لا صحبة له، وسألت أحمد،
فقال: لا أدري. وأخرج الترمذي الحديث المذكور من رواية
نمير عن عامر بن مسعود، وقال: ذكره البخاريّ وابن أبي
حاتم وغيرهما في التّابعين.
وقال أبو حاتم: لا أعرفه. وذكره ابن حبّان في ثقات
أتباع التّابعين، لأنّ عامر بن مسعود مختلف في صحبته.
النون بعدها الهاء
8930- نهيك بن مرداس.
(6/402)
استدركه ابن فتحون،
وذكره في مغازي الواقديّ عن أفلح بن سعيد، عن بشير بن
محمد بن عبد اللَّه بن زيد- أن أسامة بن زيد قتل نهيك
بن مرداس بعد أن أسلم، فلامه بشير بن سعد لوما شديدا،
ثم لامه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
فقال: ما قالها إلّا متعوّذا. قال: «فهلّا شققت عن
قلبه» .
انتهى.
وهو خطأ، فإنه مقلوب، قلبه بعض الرواة، وإنما هو مرداس
بن نهيك. وقد تقدم في الميم على الصواب.
النون بعدها الواو
8931- نوفل بن مساحق
«1»
بن عبد اللَّه بن مخرمة العامريّ، أبو سعد.
ذكره ابو موسى في الذيل، وذكر أن المستغفريّ ذكره في
الصّحابة، وقال: مات في أول زمن عبد الملك بن مروان
صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم ساق
بسنده إلى البخاريّ، قال: حدّثنا عبد الجبار بن سعيد
بن سليمان بن نوفل بهذا.
قلت: ظنّ المستغفريّ أن قوله: صاحب النّبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم- صفة نوفل، وليست كذلك، وبيان ذلك
بذكر بقية كلام البخاريّ، فإنه بعد أن ساق نسبه قال:
روى عن سعيد بن زيد صاحب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم، فسقطت على المستغفري هذه الجملة، فوقع الوهم،
ونوفل المذكور تابعيّ معروف
أخرج له أبو داود، وحديثه عن سعيد بن زيد: «من أربى
الرّبا الاستطالة في عرض المسلم بغير حقّ» .
وله ترجمة في تهذيب الكمال.
__________
(1) طبقات ابن سعد 5/ 242، نسب قريش 427، تاريخ خليفة
296، التاريخ الصغير 79، التاريخ الكبير 8/ 108،
المعرفة والتاريخ 1/ 292، تاريخ أبي زرعة 1/ 57، تاريخ
الطبري 2916، الجرح والتعديل 8/ 488، الثقات لابن حبان
5/ 478، أنساب الأشراف 1/ 619، مشاهير علماء الأمصار
رقم 208، المعارف 298، تهذيب الكمال 3/ 1428، أسد
الغابة ت (5321) .
(6/403)
|