الإصابة في
تمييز الصحابة حرف الهاء
القسم الأول
الهاء بعدها الألف
8932- هاشم بن أبي حذيفة:
في هشام.
8933- هاشم بن صبابة:
بضم المهملة وموحدتين، الليثي، أخو مقيس- ويقال هشام.
وسيأتي.
8934- هاشم بن عتبة
بن أبي وقاص «1» بن أهيب بن زهرة بن عبد مناف الزّهري
الشّجاع المشهور المعروف بالمرقال ابن أخي سعد بن أبي
وقاص.
قال الدّولابيّ: لقب بالمرقال، لأنه كان يرقل في الحرب، أي
يسرع، من الإرقال، وهو ضرب من العدو.
وقال ابن الكلبيّ وابن حبّان: له صحبة، قال: وسمّاه بعضهم
هشاما، وهو وهم.
وأخرج مطيّن، والبغويّ، وابن السّكن، والطّبريّ،
والسّرّاج، والحاكم، من طريق بشير بن أبي إسحاق، عن عبد
الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن هاشم بن عتبة:
سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «يظهر
المسلمون على جزيرة العرب، وعلى فارس والرّوم، وعلى الأعور
الدّجّال» ،
إلا أن البغوي لم يسمّه، بل قال: عن ابن أخي سعد، وقال:
الصّواب عن نافع بن عتبة.
وقال ابن السّكن: الحديث لنافع بن عتبة إلا أن يكون نافع
وهاشم سمعاه جميعا.
__________
(1) العبر 1/ 39، طبقات خليفة 831، المحبر الفهرس، تاريخ
الطبري 425، مروج الذهب 3/ 130، المستدرك 3/ 395، تاريخ
بغداد 1/ 196، مرآة الجنان 1/ 101، شذرات الذهب 1/ 46، أسد
الغابة ت (5328) ، الاستيعاب ت (2738) .
(6/404)
وقال أبو نعيم: رواه أصحاب عبد الملك بن
عمير، عن جابر، عن نافع بن عتبة، وعدّ ابن عساكر من رواه
عن عبد الملك، فقال: نافع سبعة أنفس، وهو عند مسلم من هذا
الوجه، وتابعه سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، أورده ابن
عساكر. وقال أبو أحمد الحاكم: يكنّى أبا عمر. وعدّه بعضهم
في الصّحابة.
وقال الخطيب: أسلم يوم الفتح، وحضر مع عمه حرب الفرس
بالقادسيّة، وله بها آثاره مذكورة.
وقال الهيثم بن عديّ: عقد له عمّه سعد على الجيش الّذي
جهّزه إلى قتال يزد جرد ملك الفرس، فكانت وقعة جلولاء.
وأخرج يعقوب بن شيبة، من طريق حبيب بن أبي ثابت، قال: كانت
راية عليّ يوم صفّين مع هاشم بن عتبة.
وأخرج يعقوب بن سفيان، من طريق الزهري، قال: قتل عمار بن
يسار، وهاشم بن عتبة يوم صفّين.
وأخرج ابن السّكن، من طريق الأعمش، عن أبي عبد الرّحمن
السّلمي، قال: شهدنا صفّين مع عليّ، وقد وكلنا بفرسه
رجلين، فإذا كان من القوم غفلة حمل عليهم فلا يرجع حتى
يخضب سيفه دما، قال: ورأيت هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر
يقول له يا هاشم:
أعور يبغي أهله محلّا ... قد عالج الحياة حتّى ملّا
لا بدّ أن يفلّ أو يفلا «1» [الرجز] قال: ثم أخذوا في واد
من أودية صفّين، فما رجعا حتى قتلا.
وأخرج عبد الرّزّاق، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم-
أن هاشما أنشده، فذكر نحوه.
وقال المرزبانيّ: لما جاء قتل عثمان إلى أهل الكوفة قال
هاشم لأبي موسى الأشعريّ: تعال يا أبا موسى، بايع لخير هذه
الأمة عليّ، فقال: لا تعجل، فوضع هاشم يده على الأخرى،
فقال: هذه لعليّ وهذه لي، وقد بايعت عليّا، وأنشد:
[أبايع غير مكترث عليّا ... ولا أخشى أميرا أشعريّا
__________
(1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (5328) ،
والاستيعاب ترجمة رقم (2738) .
(6/405)
أبايعه وأعلم أن سأرضي ... بذاك اللَّه
حقّا والنّبيّا
[الوافر]
8935- هالة بن أبي هالة
التميميّ «1»
. قال أبو عمر: له صحبة. وقال ابن حبّان: هالة بن خديجة
زوج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم له صحبة، واسم
أبي هالة هند بن النبّاش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن
سلامة بن غذيّ بن جردة بن أسيّد بالتّصغير مثقلا، ابن عمرو
بن تميم.
وقال الزّبير بن بكّار: اسم أبي هالة مالك بن النبّاش،
وباقي النسب سواء. وقيل اسمه: زرارة.
وغذي في نسبه ضبطه ابن ماكولا بالتّصغير، ونقل أن الزّبير
ذكره كالجادة. والصّواب بالتصغير.
وأخرج الطّبرانيّ، عن علي بن محمد بن عمرو بن تميم، عن زيد
بن هالة بن أبي هالة التميميّ بمصر، حدّثني أبي، عن أبيه
تميم، عن أبيه زيد بن هالة، عن أبيه هالة بن أبي هالة- أنه
دخل علي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو راقد
فاستيقظ، فضمّ هالة إلى صدره، وقال: «هالة، هالة، هالة» !
وأخرج جعفر المستغفريّ، من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد
بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قال: قدم ابن لخديجة
يقال له هالة، والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قائل،
فسمع في قائلته هالة فانتبه، فقال: «هالة! هالة!» .
قال جعفر: خالفه موسى بن إسماعيل، فقال: ع حمّاد بهذا
السّند: قال هالة أخت خديجة. قال جعفر: وهو الصّواب.
انتهى.
وقد ذكر هالة أخت خديجة من طريق علي بن مسهر، عن هشام، عن
أبيه، عن عائشة في الصّحيح.
8936- هامة، غير منسوب.
يكنى أبا زهير، ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ، وجعفر
المستغفريّ في الصّحابة،
وأوردا من طريق معتمر بن سليمان، قال: قال أبي: بلغني عن
أبي عثمان- يعني النّهدي-
__________
(1) الثقات 3/ 437، تجريد أسماء الصحابة 2/ 116، أسد
الغابة ت (5329) ، الطبقات الكبرى 8/ 19، العقد الثمين 7/
362، الاستيعاب ت (2739) .
(6/406)
أنّ رجلا جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم يقال له الهامة، وكان يذكر من كثرة ماله، فقال
له: «أما لك أحبّ إليك أم مال مواليك» ؟ فقال: مالي. قال:
«كلّا أبا زهير، إنّما لك من مالك كذا، وكذا، وأمّا ما
تركت فهو مال وارثك» .
8937- هامة بن الهيم
بن لا قيس بن إبليس «1» .
ذكره جعفر المستغفريّ في «الصّحابة» ، وقال: لا يثبت إسناد
خبره. وأخرج عبد اللَّه بن أحمد في زيادات الزهد، والعقيلي
في الضّعفاء، وابن مردويه في التفسير،
من طريق أبي سلمة محمد بن عبد اللَّه الأنصاريّ أحد
الضّعفاء، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: كنت مع
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خارجا من جبال مكّة إذ
أقبل شيخ متكئ على عكازة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم: «مشية جنّي ونغمة جنّي» ، فقال: «أجنّي
أنت» ؟ قال: نعم. قال: «من أيّ الجنّ أنت» ؟ قال: أنا هامة
بن هيم بن لا قيس بن إبليس. قال: «كم أتى عليك» ؟ قال:
«أكلت عمر الدّنيا، وجرت توبتي على يدي نوح، وكنت معه فيمن
آمن، وكنت مع إبراهيم، ثمّ مع موسى، وكنت مع عيسى، فقال
لي:
إن أتيت محمّدا فأقرئه منّي السّلام- يا رسول اللَّه، قد
بلّغت وآمنت بك، قال: فعلّمه عشر سور من القرآن، وقبض رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ولم ينعه إلينا.
وقد أخرج أبو موسى في- الذّيل- طرقا أخرى. وأخرجه أبو علي
بن الأشعث- أحد المتروكين في كتاب السّنن له من هذا الوجه،
وسياقه نحو سياق أنس، وزاد فيه: فقال هامة: هنيئا لك يا
رسول اللَّه ما سمعت من الأمم السّالفة، يصلّون عليك
ويثنون على أمّتك، فعلّمني. وفيه: قال عمر: مات رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم ينعه إلينا.
وأخرجه من طريق أبي معشر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر
بنحوه. والرّاوي عن أبي معشر متروك، وهو إسحاق بن بشر
الكاهليّ، وهو عند العقيلي في الضّعفاء، وفي الطيوريات
انتخاب السلفي من روايات المبارك بن عبد الجبّار الصّيرفيّ
من هذا الوجه.
قال العقيليّ: ليس له أصل، ولا يحتمل أبو معشر هذا، والحمل
فيه على إسحاق.
قال ابن عساكر: قد تابع إسحاق بن بشير عن أبي معشر محمد بن
أبي معشر، عن أبيه، أخرجه البيهقيّ في الشّعب، وأخرجه جعفر
المستغفريّ، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقيّ من طريق أبي
محصن الحكم بن عمار، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، قال:
قال عمر ... فذكره مطولا، وزاد فيه: إنه قال: أتى علي
ثمانية آلاف وأربعمائة
__________
(1) أسد الغابة ت (5331) .
(6/407)
واثنتان وعشرون سنة، وإنه كان يوم قتل
قابيل هابيل غلاما، وإنّ عدد الجنّ الذين استمعوا القرآن
وصلّوا خلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ثلاثة
وسبعون ألفا.
وله طريق أخرى، من رواية عبد الحميد بن عمر الجندي، عن شبل
بن الحجاج، عن طاوس، عن ابن عبّاس، عن عمر- بطوله.
وأخرجه الفاكهيّ في «كتاب مكّة» ، من طريق عزيز الجريجيّ،
عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: كان رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في دار الأرقم مختفيا في
أربعين رجلا وبضع عشرة امرأة، فدقّ الباب، فقال: «افتحوا،
إنّها لنعمة شيطان» . قال:
ففتح له، فدخل رجل قصير، فقال: السلام عليك يا نبي اللَّه
ورحمة اللَّه وبركاته. فقال:
«وعليك السّلام ورحمة اللَّه، من أنت» ؟ قال: أنا هامة بن
الهيم بن لاقيس بن إبليس، قال:
«فلا أرى بينك وبين إبليس إلّا اثنين» . قال: نعم. قال:
«فمثل من أنت يوم قتل قابيل هابيل» ؟ قال: أنا يومئذ غلام
يا رسول اللَّه، قد علوت الآكام، وأمرت بالآثام، وإفساد
الطّعام، وقطيعة الأرحام. قال: بئس الشيخ المتوسّم،
والشّاب الناشئ! قال: لا تقل ذاك يا رسول اللَّه، فإنّي
كنت مع نوح وأسلمت معه، ثم لم أزل معه حتى دعا على قومه
فهلكوا فبكى عليهم وأبكاني معه ... ثم لم أزل معه حتى هلك،
ثم لم أزل مع الأنبياء نبيّا نبيا، كلهم هلك حتى كنت مع
عيسى ابن مريم فرفعه اللَّه إليه، وقال لي: إن لقيت محمدا
فأقرئه مني السلام، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم: «وعليه السّلام ورحمة اللَّه وبركاته، وعليك
السّلام يا هامة» .
وفي كتاب السّنن لأبي علي بن الأشعث- أحد المتروكين- من
حديث عائشة- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال:
«إنّ هامة بن هيم بن لاقيس في الجنّة»
«1» .
8938- هانئ بن جزء
بن النّعمان «2» المرادي القطيعي.
تقدم في ترجمة أخيه النعمان أنّ له صحبة، وأنه شهد فتح
مصر.
8939- هانئ بن الحارث
بن جبلة «3» بن حجر بن شرحبيل بن الحارث بن عدي بن ربيعة
بن معاوية الكنديّ.
قال هشام بن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم.
__________
(1) أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 92.
(2) أسد الغابة ت (5332) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 116.
(3) أسد الغابة ت (5333) .
(6/408)
8940- هانئ بن حبيب الداريّ.
ذكره الواقدي فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم من الداريين مع تميم الداريّ. وتقدم ذكره في ترجمة
نعيم بن أوس. وقال الرشاطي: قدم في وفد الداريين مع تميم
الداريّ وأهدى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
قباء مخوصا بالذهب، فأعطاه العباس، فباعه من رجل يهوديّ
بثمانية آلاف.
8941- هانئ بن حجر
بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين
الكنديّ.
قال ابن الكلبيّ، وابن سعد: وفد على النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم، ومن ولد هانئ الوليد بن عدي بن هانئ. قال
ابن الكلبي: شاعر إسلاميّ.
8942- هانئ بن عدي «1»
بن معاوية بن جبلة الكندي، أخو حجر بن عديّ.
ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم.
8943- هانئ بن عمرو «2»
: أبو شريح الخزاعي- سماه الطبري- والمشهور أن اسمه خويلد.
8944- هانئ بن فارس الأسلميّ
«3»
. قال أبو عمر: كان ممن بايع تحت الشجرة. روى عنه مجزأة بن
زاهر. وقال ابن مندة: هانئ بن فراس الأشجعي من أهل الكوفة،
اشتكى فجعل تحت ركبته وسادة. رواه إسرائيل، عن مجزأة بن
زاهر.
قلت: ذكر البخاريّ ذلك من طريق مجزأة عن أهبان بن أوس.
فاللَّه أعلم.
8945- هانئ بن مالك الهدمانيّ:
نزيل الشام، أبو مالك، وجد خالد بن يزيد بن أبي مالك.
قال أبو حاتم: له صحبة، ونقل ابن مندة أن البخاري قال: في
صحبته نظر. وقال ابن حبان: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم من اليمن فأسلم، ومات بدمشق سنة ثمان وستين.
__________
(1) أسد الغابة ت (5334) .
(2) أسد الغابة ت (5335) .
(3) أسد الغابة ت (5336) ، الاستيعاب ت (2706) .
(6/409)
وذكر البخاريّ في التّاريخ، والطّبرانيّ،
والخطيب، من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن خالد بن يزيد
بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده- أنه قدم على النبي صلى
اللَّه عليه وسلّم من اليمن، فدعاه إلى الإسلام فأسلم فمسح
على رأسه ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان،
فلما جهّز أبو بكر الجيش إلى جهة الشام خرج معهم فلم يرجع.
قال الخطيب: تفرد به أبو سليمان.
8946- هانئ بن هانئ «1»
. ذكره الذّهبيّ في التجريد، وقال: إن له في مسندة بقي بن
مخلد أربعة أحاديث.
انتهى.
وأنا أخشى أن يكون هو هانئ بن هانئ الراويّ عن علي وعمارة
«2» . وسأذكره في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى.
8947- هانئ بن هبيرة
بن أبي وهب القرشي المخزوميّ.
مات أبوه كافرا بعد فتح مكة، وهو زوج أم هانئ بنت أبي طالب
أخت علي، وبه كانت تكنى، واختلف في اسمها كما سيأتي في
النساء، فحكى الزبير أن أم هانئ ولدت من هبيرة هانئا ويوسف
وجعدة. وأخرج ابن سعد أن الإسلام فرّق بينها وبين هبيرة
وهرب هبيرة لما فتحت مكة فمات بعد ذلك كافرا، وكانت ولدت
له هانئا وجعدة وعمرا ويوسف.
وأخرج من طريق إسماعيل السدي، عن أبي صالح مولى أم هانئ،
قالت: خطب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم
هانئ فقالت: إني مؤتمة وبني صغار، فلما أدرك بنوها عرضت
نفسها عليه، فقال: «أمّا الآن فلا» ، فأن اللَّه تعالى
أنزل عليه قوله: اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ [الأحزاب 50] ،
ولم تكن من المهاجرات.
8948- هانئ بن نيار
بن عمرو «3» بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن دينار بن
هميم بن كاهل بن ذهب بن بليّ البلويّ، أبو بردة بن نيار
حليف الأنصار، خال البراء بن عازب. مشهور بكنيته، وسيأتي
في الكنى. وقيل اسمه الحارث، وقيل مالك. والأول أشهر.
__________
(1) بقي بن مخلد 316، التاريخ الكبير 8/ 247.
(2) في أ: عمار.
(3) أسد الغابة ت (5339) ، الاستيعاب ت (2708) ، مسند أحمد
3/ 466، 4/ 44، تاريخ ابن معين 94، طبقات ابن سعد 3/ 451،
طبقات خليفة 80، تاريخ خليفة 205، التاريخ الكبير 8/ 227،
المعارف 140، 326- الجرح والتعديل 9/ 99/ 100 تهذيب الكمال
1578، تهذيب التهذيب 12/ 19 خلاصة تذهيب الكمال 443.
(6/410)
8949- هانئ بن يزيد
بن نهيك المذحجي «1» ويقال النخعيّ والد شريح.
أخرج حديثه أحمد، والبخاريّ في الأدب المفرد، وأبو داود،
والنّسائيّ، من طريق يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ، عن
أبيه، عن جده، عن أبيه هانئ، ومنه ما
أخرجه أبو داود عنه لما وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «إنّ
اللَّه والحكم، فلم تكنّى أبا الحكم؟» قال: لأن قومي إذا
اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين.
فقال: «ما أحسن هذا! فما لك من الولد؟» قال: شريح، ومسلم،
وعبد اللَّه. قال: «فمن أكبرهم؟» قال: شريح. قال «فأنت أبو
شريح» .
وعند ابن أبي شيبة عن يزيد بن المقدام بهذا السند: قلت: يا
رسول اللَّه، أخبرني بشيء يوجب لي الجنة. قال: «عليك بحسن
الكلام وبذل الطّعام» .
8950- هانئ المخزوميّ:
أبو مخزوم «2» .
قال ابن السّكن: يقال: إنه أدرك الجاهلية، وأخرج من طريق
يعلى بن عمران البجلي، أخبرني مخزوم بن هانئ المخزومي، عن
أبيه، وكان أتت عليه خمسون ومائة سنة، قال: لما كانت ليلة
مولد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ارتجّ إيوان
كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وغاضت بحيرة ساوة ...
الحديث. قال ابن الأثير: وذكره في الصحابة أبو الوليد بن
الدباغ مستدركا على ابن عبد البرّ، وليس في هذا الحديث ما
يدل على صحبته.
قلت: إذا كان مخزوميّا لم يبق من قريش بعد الفتح من عاش
بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا شهد حجة
الوداع.
الهاء بعدها الباء
8951- هبّار بن الأسود
بن المطلب «3» بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسديّ،
أمه فاختة بنت عامر بن قرظة القشيرية، وأخواه لأمه: حزن
وهبيرة- ابنا أبي وهب المخزوميان.
ذكر ابن إسحاق في «المغازي» ، عن يزيد بن أبي حبيب، عن
بكير بن الأشج، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (5340) ، الاستيعاب ت (2709) .
(2) أسد الغابة ت (5338) .
(3) أسد الغابة ت (5341) ، (1) الاستيعاب ت (2710) .
(6/411)
سليمان بن يسار، عن أبي إسحاق الدّوسيّ، عن
أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم بعثا أنا فيهم، ثم قال لنا: «إن ظفرتم بهبار بن
الأسود وبنافع بن قيس فحرقوهما بالنّار» ، حتى إذا كان
الغد بعث إلينا، فقال لنا: «إنّي كنت أمرتكم بتحريق هذين
الرّجلين إن أخذتموهما، ثمّ رأيت أنّه لا ينبغي لأحد أن
يعذّب بالنّار إلّا اللَّه» .
وأخرجه ابن السّكن، من طريق ابن إسحاق، وقال: هكذا رواه
ابن إسحاق، ورواه الليث عن يزيد، فلم يذكر أبا إسحاق
الدوسيّ فيه، وهو مجهول.
قلت: وطريق الليث أخرجها البخاريّ وأبو داود والترمذيّ
والنسائيّ، وليس فيها تسمية هبار، ولا رفيقه، وتابعه عمرو
بن الحارث عن بكير، علقه البخاري، ووصله النسائي، وأخرجه
محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من طريق عبد اللَّه
بن المبارك، عن ابن لهيعة، عن بكير، وسماهما، لكن قال:
نافع بن عبد عمرو، وكان السبب في الأمر بتحريقه ما ذكره
ابن إسحاق في السيرة أن هبار بن الأسود نخس زينب ابنة رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما أرسلها زوجها أبو
العاص بن الربيع إلى المدينة، فأسقطت. والقصة بذلك مشهورة
في السيرة.
وأخرج عليّ بن حرب في فوائده، وثابت بن قيس في الدلائل،
وأبو الدحداح الدمشقيّ في فوائده أيضا، كلهم من طريق ابن
أبي نجيح- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث سرية،
فقال: «إن أصبتم هبّار بن الأسود فاجعلوه بين حزمتين
وحرّقوه فلم تصبه السرية، وأصابه الإسلام، فهاجر إلى
المدينة، وكان رجلا سبابا، فقيل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم: إن هبارا يسب ولا يسب، فأتاه فقام عليه، فقال
له سب من سبك» ،
فكفوا عنه.
وهذا مرسل، وفيه وهم في قوله: هاجر إلي المدينة، فإنه إنما
أسلم بالجعرانة، وذلك بعد فتح مكة، ولا هجرة بعد الفتح.
والصواب ما
قال الزّبير بن بكّار إن هبارا لما أسلم وقدم المدينة
جعلوا يسبونه، فذكر ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم، فقال: «سبّ من سبّك» ، فانتهوا عنه.
وأخرج ابن شاهين من طريق عقيل، عن ابن شهاب نحوه مرسلا.
وأما صفة إسلامه
فأخرجها الواقدي من طريق سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن
أبيه، عن جده، قال: كنت جالسا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم منصرفة من الجعرانة، فاطلع هبار بن الأسود
من باب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالوا:
يا رسول اللَّه، هبار بن الأسود! قال: قد رأيته. فأراد رجل
من القوم أن يقوم إليه، فأشار النبي
(6/412)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إليه أن اجلس،
فوقف هبار، فقال: السلام عليك يا نبي اللَّه، أشهد أن لا
إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، ولقد هربت
منك في البلاد، وأردت اللحاق بالأعاجم، ثم ذكرت عائدتك
وصلتك وصفحك عمن جهل عليك، وكنا يا نبي اللَّه أهل شرك،
فهدانا اللَّه بك، وأنقذنا من الهلكة، فاصفح عن جهلي، وعما
كان يبلغك عني، فإنّي مقر بسوء فعلي، معترف بذنبي. فقال
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: قد عفوت عنك،
وقد أحسن اللَّه إليك حيث هداك إلى الإسلام، والإسلام يجبّ
ما قبله.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق أبي معشر، عن يحيى بن عبد الملك
بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم مرّ بدار هبار بن الأسود، فسمع صوت غناء،
فقال: «ما هذا؟» فقيل: تزويج، فجعل يقول: «هذا النّكاح لا
السفاح» .
وأخرج الحسن بن سفيان في مسندة من طريق عبد اللَّه بن أبي
عبد اللَّه بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده نحوه، وفي
كل من الإسنادين ضعيف، قال أبو نعيم اسم أبي عبد اللَّه بن
هبار عبد الرحمن.
قلت: أخرجه البغويّ من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن
هبار به، لكن في سنده علي بن قرين، وقد نسبوه لوضع الحديث،
لكن أخرج الخطيب في المؤتلف من طريق إبراهيم بن محمد بن
أبي ثابت، ووقع لنا بعلو في فوائد ابن أبي ثابت هذا من
روايته يسنده إلى أحمد بن سلمة الحراني [ ... ] عن عبد
اللَّه بن هبار، عن أبيه، قال: زوج هبار ابنته، فضرب في
عرسها بالدف ... الحديث.
وأخرج الإسماعيليّ في «معجم الصّحابة» والخطيب في المؤتلف،
من طريقه، ونقلته من خطه، قال: أخبرني محمد بن طاهر بن أبي
الدميك، حدثنا إبراهيم بن عبد اللَّه الهروي، حدثنا هشيم،
أخبرني أبو جعفر، عن يحيى بن عبد الملك بن هبار، عن أبيه،
قال: مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بدار
علي بن هبار، فذكر الحديث كما تقدم في ترجمة علي بن هبار.
وهبار ذكر في قصة أخرى ذكرها ابن مندة، من طريق عبد الرحمن
بن المغيرة، عن أبي الزناد، وابن قانع، من طريق داود بن
إبراهيم، عن حماد بن سلمة، كلاهما عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن هبار بن الأسود في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد،
وقول النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «اللَّهمّ سلّط
عليه كلبا من كلابك» .
وقول هبار: إنه رأى الأسد يشمّ النيام واحدا واحدا حتى
انتهى إلى عتبة، فأخذه.
(6/413)
وله قصة مع عمر، فأخرج البخاري في التاريخ،
من طريق موسى بن عقبة، عن سليمان بن يسار، عن هبار بن
الأسود- أنه حدثه أنه فاته الحج، فقال له عمر: طف بالبيت
وبين الصفا والمروة. وهكذا أخرجه البيهقي من هذا الوجه،
وهو في الموطأ عن نافع عن سليمان بن يسار- أن هبار بن
الأسود حج من الشام.
وهكذا أخرجه سعيد بن أبي عروة في كتاب المناسك عن أيوب عن
نافع، فذكره مطولا.
وقد تقدم ذكر ولده علي بن هبار في حرف العين المهملة.
وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء يخاطب تويت بن حبيب بن
أسد بن عبد العزّى بن قصي في الجاهلية:
تويت ألم تعلم وعلمك ضائر ... بأنّك عبد للّئام خدين
وأنّك إذ ترجو صلاحي ورجعتي ... إليك لساهي العين جدّ غبين
أترجو مساماتي بأبياتك الّتي ... جعلت أراها دون كلّ قرين
[الطويل]
8952- هبار بن سفيان
بن عبد الأسد بن هلال «1» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم
المخزومي، ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد. ذكره موسى بن
عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، ومحمد بن إسحاق
فيمن هاجر إلى الحبشة، واستشهد بأجنادين، وهكذا قال أبو
حذيفة في المبتدإ وعبد اللَّه بن محمد القدامي في الفتوح،
ومحمد بن سعد أنه استشهد بأجنادين. وقال سيف بن عمر:
استشهد باليرموك. وقال الزبير بن بكار وابن سعد أيضا:
استشهد بمؤتة.
8953- هبار بن صيفي»
: ذكر في الصحابة، وفيه نظر، قاله أبو عمر. قلت: ولم أره
لغيره.
8954- هبار بن أبي العاص
بن نوفل بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ العبشميّ.
قتل أبوه يوم بدر كافرا، فهو من مسلمة الفتح، وله ولد يقال
له عمر كان بالشام، ومن ذريته خالد بن يزيد بن عمر، قتل في
أول دولة بني العباس مع من قتل من بني أمية بالشام.
8955- هبار بن وهب بن حذافة.
ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، حكى ذلك البلاذريّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5342) ، الاستيعاب ت (2711) .
(2) أسد الغابة ت (5343) ، الاستيعاب ت (2712) .
(6/414)
8956- هبيب:
بموحدتين «1» مصغرا، ابن مغفل، بضم أوله وسكون الغين
المعجمة وكسر الفاء بعدها لام، ويقال إن مغفلا جد أبيه نسب
إليه، قاله أبو نعيم. وقال: هو ابن عمر بن مغفل بن الواقعة
بن حرام بن غفار الغفاريّ.
نسبه ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر.
قلت: وله حديث صحيح السند في الإزار، تقدم في ترجمة محمد
بن علبة، وهو عند أحمد وغيره. وذكر ابن يونس أنه اعتزل في
الفتنة بعد قتل عثمان في واد بين مريوط والفيوم «2» ، فصار
ذلك يعرف به، ويقال له وادي هبيب.
8957- هبيرة بن سبل «3»
: بفتح المهملة والموحدة بعدها لام. ضبطه الخطيب عن خط ابن
الفرات. وأما الدار الدّارقطنيّ فذكره في الجادة بكسر
المعجمة وسكون الموحدة، وكذا رأيته في كتاب مكة للفاكهي في
نسخة معتمدة- ابن العجلان بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو
بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.
نسبه ابن الكلبيّ، وأخرج ابن سعد والبغويّ عنه من طريق ابن
جريج، قال: لما خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم إلى الطائف عام الفتح استخلف هبيرة بن سبل الثقفي،
فلما رجع من الطائف استعمل عتاب بن أسيد على مكة وعلى
الحج.
وكذا أخرجه الخطيب من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حاتم، عن
الكبيّ، وقال عبد الرزاق عن ابن جريج: حدثت أن أول من صلى
بمكة جماعة بعد الفتح هبيرة بن سبل بن عجلان، أمره النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يصلّي بالناس، وهو رجل من
ثقيف جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو
بالحديبية. وكذا أخرجه الفاكهيّ، وأبو عروبة في الأوائل،
من طريق ابن جريج.
__________
(1) أسد الغابة ت (5344) ، الاستيعاب ت (2740) .
(2) الفيّوم: بالفتح وتشديد ثانيه ثم واو ساكنة وميم: في
موضعين أحدهما بمصر والآخر قريب بن هيت بالعراق فأما التي
بمصر فولاية عربيّة، يقال إن يوسف الصديق عليه السلام
استخرجها فحفر نهرها من النيل حتى ساقه إليها متسلّطا على
جميع أرضها فيشرب قراه منه حتى مع نقصان النيل يتفرّق
عليها جميعا حتى يسقيها لكل موضع شرب معلوم وكان ذلك
الموضع يسمى الجوبة: لأنه كان لمصالة ماء الصعيد وفضوله
يجتمع ذلك إليها ولا تخرج له فحفر لها خلجا فأخرج بها
الماء المحتقن فيها حتى لم يبق بها ماء. ثم أدخل الفحلة
فقطع ما كان بها من القصب والطرفاء فأخرجه منها حتى صارت
الجوبة أرضا نقيّة برية وارتفع ماء النيل فدخل في رأس
المنهي فجرى فيه حتى انتهى إلى اللاهون فقطعه إلى الفيوم
فدخل في خليجها فسقاها وأقامت تزرع كما يزرع غوائط مصر.
مراصد الاطلاع 3/ 1053.
(3) أسد الغابة ت (5345) ، الاستيعاب ت (2741) .
(6/415)
8958- هبيرة
«1»
بن المفاضة العامريّ.
ذكره وثيمة عن ابن إسحاق في «الردة» ، وقال: إنه أرسل إلى
بني سليم يأمرهم بالثبات على الإسلام حين ارتدت العرب.
8959- هبيل:
بموحدة مصغرا، ابن كعب «2» أحد بني مازن.
تقدم ذكره في ترجمة مازن بن خيثمة. واللَّه أعلم.
8960- هبيل بن وبرة الأنصاريّ
«3»
: تقدم ذكره في ترجمة أخيه عصمة.
الهاء بعدها الدال
8961- هدّاج الحنفي «4»
: يعدّ في المدنيين.
أخرج البغويّ، وابن السّكن، وابن مندة، من طريق أبي عمار
هاشم بن غطفان، عن عبد اللَّه بن هداج، عن أبيه [هداج] ،
وكان هداج أدرك الجاهلية، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم وقد صفر لحيته، فقال النبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم: «خضاب الإسلام ... » الحديث.
8962- هدار الكنانيّ
«5»
. قال أبو عمر: له صحبة. وقال ابن مندة: يعد في الحمصيين.
وقال عبد الغني بن سعيد في «تاريخ حمص» : حدثنا محمد بن
عوف، وكتبه عنه أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا سفيان مولى
العباس، عن الهدار الكنانيّ- أنه رأى العباس وإسرافه في
خبز السميذ، فقال: لقد توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم وما شبع من خبز بر حتى فارق الدنيا.
وأخرجه ابن مندة عن خيثمة، عن محمد بن عوف، وقال: غريب.
وأخرجه ابن السّكن من رواية محمد بن عوف، وعبدة عن سفيان
عن هدار صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
وقال: لا يروى عن هدار شيء إلا من هذا الوجه.
وكذا رواه ابن قانع من رواية محمد بن عوف. وأخرجه أبو
الفضل بن طاهر في فوائده من وجه آخر عن محمد بن عوف،
ولفظه: سمعت الهدار، وكان من الصحابة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5346) .
(2) أسد الغابة ت (5347) .
(3) أسد الغابة ت (5348) ، الاستيعاب ت (2742) .
(4) أسد الغابة ت (5350) ، الاستيعاب ت (2743) .
(5) أسد الغابة ت (5351) ، الاستيعاب ت (2744) .
(6/416)
وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن محمد بن
عوف، وفيه: سمعت الهدار الكنانيّ يعاتب العباس في أكل خبز
السميذ.
8963- هدم بن مسعود
بن بجاد «1» بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس
العبسيّ، أحد الوفد التسعة.
تقدم ذكرهم في ترجمة بشر بن الحارث، ذكره الطبري، وابن
الكلبيّ. وقال الرشاطيّ: لم يذكره ابن عبد البرّ ولا ابن
فتحون، وضبطه ابن ماكولا بكسر أوله وسكون ثانيه. واللَّه
أعلم.
8964- هدم المخنث:
يأتي ذكره مع هيت.
8965- هديم بن عبد اللَّه
بن علقمة بن المطلب الكلبي «2» .
قال ابن عبد البرّ وابن ماكولا: استشهد باليمامة لكن ذكره
ابن عبد البر بالراء.
الهاء بعدها الراء
8966- هرماس بن زياد الباهليّ
«3»
. روى حديثه أبو داود وغيره بإسناد صحيح، وهو أحد بني سهم
بن عمرو، من رهط أبي أمامة الباهليّ، كان له ابن عم يقال
له حبيب بن وائل، وقد وسع عليه في المال فقال فيه.
أبو شحمة الباهليّ:
إنّي وإن كان حبيب أوسعا ... ولم أزد على الكفاة قنّعا
آكل ما أكل حتّى أشبعا ... وأشرب البارد حتّى أنقعا
[الرجز] فقال الهرماس يجيبه عن حبيب:
كن كحبيب ثمّ دعه أو دعا ... وارق على ظلعك أن تكعكعا
[الرجز] في أبيات.
__________
(1) أسد الغابة ت (5352) .
(2) في أ: المطلبي.
(3) الثقات 3/ 437، تجريد أسماء الصحابة 2/ 119، الجرح
والتعديل 9/ 118، الاستيعاب ت (2745) ، أسد الغابة ت
(5362) ، تقريب التهذيب 2/ 316، تهذيب التهذيب 11/ 28،
الكاشف 3/ 216، الطبقات الكبرى 5/ 553، خلاصة تذهيب 3/ 112
تهذيب الكمال 3/ 1436، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، العبر 1/
232، الطبقات 47، 289، التاريخ الكبير 8/ 246.
(6/417)
8967- هرماس بن زياد العنبريّ:
تقدم ذكره في ثعلبة
«1» .
8968- هرم بن حيان «2»
: العبديّ.
قال ابن عبد البرّ: هو من صغار الصحابة. وقال خليفة عن
الوليد بن هشام عن أبيه عن جدّه: بعث عثمان بن أبي العاص
هرم بن حيان العبديّ إلى قلعة بجرة «3» ، فافتتحها عنوة،
وذلك سنة ست وعشرين، وقيل سنة ثمان عشرة، وكان أيام عمر
على ما تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة.
وفي الزهد لأحمد أنه كان يصحب حممة الدوسيّ، وحممة مات في
خلافة عثمان.
وفي مسند الدارميّ، من طريق أبي عمران الجوني: إياكم
والعالم الفاسق. فبلغ عمر، فكتب إليه: ما أردت؟ قال: ما
أردت إلا الخير، يكون إمام عالم فيتكلم بالعلم ويعمل
بالفسق فيشتبه على الناس. وفيه: عن الحسن أنه لما مات دفن
في يوم صائف، فجاءت سحابة فرشت قبره وما حوله.
وقال ابن حبّان: أدرك عمر وولي الولايات في خلافته. وفي
الحلية لأبي نعيم قصة له مع أويس القرني، وفيها من طريق
[....] أخرج البخاريّ في تاريخه من طريق الأعمش، حدثنا
عامر، حدثني أبو زيد بن خليفة أنه لقي رجلا من أصحاب النبي
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هرم بن حيان بن عبد القيس،
فقال: أمن أهل الكوفة أنت؟ قال: نعم. قال: تسألني وفيكم
عبد اللَّه بن مسعود! وعده ابن أبي حاتم في الزهاد
الثمانية من كبار التابعين.
وقال العسكريّ: كان من خيار التابعين. وقال ابن سعد: ثقة
له فضل، وكان على عبد القيس في الفتوح. وقال ابن أبي شيبة:
حدثنا خلف عن أصبغ الوراق، عن أبي نضرة- أن
__________
(1) في أ: نضيلة.
(2) طبقات ابن سعد 7/ 131، طبقات خليفة 198، تاريخ خليفة
141، التاريخ الكبير 8/ 243، الزهد لأحمد 282، أنساب
الأشراف 1/ 122، المعارف 411، الجرح والتعديل 9/ 110، فتوح
البلدان 387، جمهرة أنساب العرب 295، تاريخ الطبري 4/ 74،
الثقات لابن حبان 5/ 513، مشاهير علماء الأمصار رقم 1182،
الخراج وصناعة الكتابة 388، العقد الفريد 2/ 472، ربيع
الأبرار 4/ 198، حلية الأولياء 2/ 119، الكامل في التاريخ
3/ 101، سير أعلام النبلاء 4/ 48، النجوم الزاهرة 1/ 132،
التذكرة الحمدونية 1/ 136، تاريخ الإسلام 2/ 533، أسد
الغابة ت (5357) ، الاستيعاب ت (2713) .
(3) في أسد الغابة: وقال لها قلعة الشيوخ.
(6/418)
عمر بعث هرم بن حيان على الخيل، فكتب إلى
عمر أنه لا طاقة لي بالرعية.
8968- (م) - هرم بن خنبش
«1»
. يأتي ذكره في ترجمة وهب بن خنبش في الواو.
8969- هرمز «2»
: مولى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. تقدم في كيسان.
8970- هرمز بن ماهان الفارسيّ
«3»
. ذكره أبو موسى في الذّيل، من طريق أحمد بن محمد بن سعد
عن أبيه عن جده، عن هرمز بن ماهان- رجل من الفرس، قال:
أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأسلمت على يديه،
فجعلني في جيش خالد بن الوليد، فقلت: يا رسول اللَّه، مر
لي بصدقة. فقال: «إن الصّدقة لا تحلّ لي ولا لأحد من أهل
بيتي» . ثم أمر لي بدينار.
وقال ابن الأثير: يشبه أن يكون هو الّذي قبله، وكأنه استند
إلى ما
أخرجه البغوي، من طريق أبي يزيد بن أبي زياد عن معاوية بن
قرة قال: بدرا عرون مملوكا، منهم مملوك للنّبيّ صلى اللَّه
عليه وسلّم يقال له هرمز، فأعتقه النبيّ صلى اللَّه عليه
وسلّم وقال: «إنّ اللَّه أعتقك، وإنّ مولى القوم منهم،
وإنّا أهل بيت لا نأكل الصّدقة فلا تأكلها» ،
ولكن في خبر الفارسيّ أنه متأخر الإسلام، لأن إسلام خالد
بن الوليد كان سنة سبع، وبدر قبلها بمدة طويلة، ويمكن
الجمع بأن قوله:
فجعلني في جيش خالد- كان متراخيا عن إسلامه، وإن كان
معطوفا بالفاء. واللَّه أعلم.
8971- هرم، أو هرمي بن عبد اللَّه الأنصاري «4»
، من بني عمرو بن عوف، وهو أحد البكّاءين الذين نزلت فيهم:
تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [التوبة
92]- قاله ابن عبد البرّ تبعا للدولابيّ، وتعقّبه الرشاطيّ
وغيره، فقالوا: ليس هو من بني عمرو بن عوف، وإنما هو من
بني مالك بن الأوس، واسمه هرمي، وهو هرمي بن عبد اللَّه بن
رفاعة بن نجدة بن مجدعة بن عامر بن كعب بن واقف بن امرئ
القيس بن مالك بن الأوس، وهكذا نسبه ابن الكلبيّ وابن سعد
وغيرهما. وقال ابن سعد: كان قديم الإسلام، وهو أحد
البكّاءين، وزاد ابن ماكولا: شهد الخندق والمشاهد بعدها،
وهو غير هرمي بن عبد اللَّه الرّاوي عن خزيمة بن ثابت. قال
ابن الأثير: كأن ابن ماكولا جعلهما واحدا، وهو ذهول منه.
واعتذر
__________
(1) أسد الغابة ت (5358) .
(2) أسد الغابة ت (5363) .
(3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 119، أسد الغابة ت (5364) .
(4) أسد الغابة ت (5359) ، الاستيعاب ت (2714) .
(6/419)
ابن الأثير عن قول ابن عبد البرّ: إنه من
بني عمرو بن أوس- بأنّ بني واقف كانوا حلفاء بني عمرو في
الجاهليّة، وهو اعتذار حسن.
8972- هرم آخر:
ذكر في هبيب.
8973- هريم:
في هديم المطلبيّ
«1» .
الهاء بعدها الزاي
8974- هزّال بن يزيد
بن «2» ذئاب بن كليب بن عامر بن جذيمة بن مازن الأسلميّ.
قال ابن حبّان: له صحبة،
وحديثه عند النّسائي من رواية ابنه نعيم بن هزّال- أن
هزالا كانت له جارية وأن ماعزا وقع عليها، فقال له هزال:
انطلق، فأخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
فعسى أن ينزل فيك قرآن. فانطلق فأخبره فأمر به فرجم، فقال
النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لهزال:
«يا هزّال، لو سترته بثوبك لكان خيرا لك» .
وأخرج الحاكم في المستدرك من طريق شبعة عن ابن المنكدر، عن
ابن هزال، عن أبيه نحوه.
8975- هزّال «3»
: صاحب الشّجرة.
روى عنه معاوية بن قرّة أنه قال: إنكم تأتون ذنوبا هي أدقّ
في أعينكم من الشّعر كنا نعدّها على عهد رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم من الموبقات.
8976- هزان بن عمرو
بن قربوس بن عنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج
الأنصاريّ.
ذكره ابن فتحون فيمن شهد بدرا.
8977- هزان الرهاويّ.
ذكره ابن شاهين في الصّحابة. وقد تقدم في ترجمة عمرو بن
سبيع.
8978- الهزهاز بن عمرو العجليّ.
ذكر الطّبريّ أن أبا عبيدة أمّره بأمر عمر على إحدى
المجنّبتين لما أرسل الخيل إلى
__________
(1) أسد الغابة ت (5366) ، الاستيعاب ت (4747) .
(2) الثقات 3/ 438، أسد الغابة ت (5369) ، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 119، تقريب التهذيب 2/ 317، تهذيب التهذيب 11/
31، خلاصة تذهيب 3/ 124، الكاشف 3/ 220، تلقيح فهوم أهل
الأثر 373، تبصير المنتبه 4/ 1454، بقي بن مخلد 347.
(3) أسد الغابة ت (5367) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 119،
الاستيعاب ت (2715) .
(6/420)
العراق، فقدموا في اليوم الثاني من أيام
القادسيّة على سعد بن أبي وقاص. واستدركه ابن فتحون. وقد
تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة.
الهاء بعدها الشين ذكر من اسمه
هشام
8979- هشام بن البختري
المخزومي:
مولاهم.
ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء.
قلت: وله مرثية في خالد بن الوليد لما مات في خلافة عمر
رواها المعافى النهروانيّ في كتاب الجليس من طريق أبي علي
الحرمازيّ، قال: دخل هشام بن البختريّ في أناس من بني
مخزوم على عمر، فقال له: يا هشام، أنشدني شعرك في خالد بن
الوليد، فأنشده، فقال له: قصّرت في البكاء على أبي سليمان،
إنه كان ليحبّ أن يذلّ الشرك وأهله، وإن الشّامت لمتعرض
لمقت اللَّه، وما عند اللَّه خير له مما كان فيه.
8980- هشام بن حبيب الدّاريّ.
ذكره الطّبريّ فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم من الدّاريين، واستدركه ابن فتحون.
8981- هشام بن حبيش «1»
بن خالد المخزوميّ.
قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البخاريّ: سمع عمر،
وأخرج يحيى بن يونس الشيرازيّ، من طريق حرام بن هشام بن
حبيش، قال: سمعت أبي يذكر أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم رأى سحابا بالبادية، فقال: هذا مما يستهل
بنصر بني كعب.
وقد صحّ أن أباه قتل يوم الفتح. وقد تقدّم لهذا الحديث
طريق في ترجمة أسيد بن أبي إياس.
8982- هشام بن حبيش السلميّ:
له في مسند بقيّ بن مخلد حديث واحد، ذكره في التّجريد.
8983- هشام بن أبي حذيفة
بن المغيرة «2» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ.
__________
(1) الثقات 3/ 433، الجرح والتعديل 9/ 53، التاريخ الكبير
8/ 192، بقي بن مخلد 923، أسد الغابة ت (5372) .
(2) أسد الغابة ت (5373) ، الاستيعاب ت (2718) .
(6/421)
ذكره ابن إسحاق، والزّبير بن بكّار فيمن
هاجر إلى الحبشة، وسماه الواقديّ هاشما، ولم يذكره أبو
معشر ولا موسى بن عقبة.
8984- هشام بن حكيم:
بن «1» حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي القرشيّ
الأسديّ، وهم ابن مندة فنسبه مخزوميا.
ثبت ذكره في الصّحيح من
رواية الزّهري عن عروة عن المسور، وعبد الرّحمن بن عبد
القاري، عن عمر، سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على
غير ما أقرأني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
وفيه أنه أحضره لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
فاستقرأهما فصوّبهما، وقال: «نزل القرآن على سبعة أحرف ...
» الحديث بطوله.
قال ابن سعد: كان مهيبا. وقال الزّهريّ: كان يأمر بالمعروف
في رجال معه. وقال مصعب الزبيريّ: كان له فضل. وقال ابن
وهب، عن مالك: لم يكن يتخذ أخلّاء ولا له ولد. وقد روى عنه
أيضا جبير بن نفير، وقتادة السّلميّ وغيرهما. ومات قبل
أبيه بمدّة طويلة، قال أبو نعيم: استشهد بأجنادين.
8985
- هشام بن «2» صبابة:
بضمّ المهملة وموحدتين الأولى خفيفة، ابن حزن بن سيار بن
عبد اللَّه بن كليب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر
بن عبد مناة بن كنانة.
نسبه ابن الكلبيّ. وقال أبو سعيد السّكريّ: هو هشام بن
حزن، وأمه صبابة بنت مقيس بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم،
وهو بضم المهملة وموحدتين عند أكثر أهل اللّغة. وقال ابن
دريد بالضّاد المعجمة.
قال ابن إسحاق في المغازي: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر
بن عمرو بن حزم- أن هشاما قاتل يوم المريسيع مع المسلمين
حتى أمعن، وكان قد أسلم، فلقيه رجل من بني عوف بن الخزرج،
فظنه مشركا فقتله.
وفي تفسير سعيد بن جبير الّذي رواه ابن لهيعة عن عطاء بن
دينار عنه، وكذا في تفسير ابن الكلبيّ، عن أبي صالح عن ابن
عباس في قوله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً
مُتَعَمِّداً [النساء 93]- قال: نزلت في مقيس بن صبابة،
وكان قد أسلم هو وأخوه هشام، فوجد مقيس أخاه قتيلا، فشكا
ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأمر له
بالدّية، فأخذها، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله وارتد وأقام
بمكّة، وقال في ذلك أبياتا، وسمّى الواقديّ بسند له
__________
(1) أسد الغابة ت (5374) ، الاستيعاب ت (2719) .
(2) أسد الغابة ت (5376) ، الاستيعاب ت (2720) .
(6/422)
قاتله أوسا، وسماه هو هاشما، وكذا وقع عن
ابن شاهين، من طريق محمّد بن يزيد عن رجاله، والأول أرجح.
8986- هشام بن العاصي
«1»
: بن وائل السهمي.
تقدم نسبه في أخيه عمرو. قال ابن حبّان: كان يكنى أبا
العاص، فكناه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أبا
مطيع. وقال ابن سعد: أمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة،
وكذا قال ابن السّكن، كان قديم الإسلام هاجر إلى الحبشة.
وأخرج ابن السّكن بسند صحيح عن ابن إسحاق، عن نافع عن ابن
عمر، عن عمر، قال: اتّعدت أنا وعيّاش بن أبي ربيعة وهشام
بن العاص حين أردنا أن نهاجر وأيّنا تخلّف عن الصّبح فقد
حبس فلينطلق غيره، قال:
فأصبحت أنا وعياش، وحبس هشام وفتن فافتتن ... الحديث.
وأخرج النّسائيّ، والحاكم، من طريق محمد بن عمر، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة- مرفوعا: «ابنا العاص مؤمنان، هشام،
وعمرو» .
ورويناه في أمالي المحامليّ، من طريق عمرو بن دينار، عن
أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمر نحوه.
وأخرج البغويّ من طريق أبي حازم، عن سلمة بن دينار، عن
عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: جئنا فإذا أناس
يتراجعون في القرآن، فاعتزلناهم ورسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم خلف الحجرة يسمع كلامهم، فخرج مغضبا حتى
وقف عليهم، فقال: «بهذا ضلّت الأمم قبلكم، وإنَّ القرآن لم
ينزل لتضربوا بعضه ببعض، إنّما أنزل يصدّق بعضه بعضا» ، ثم
التفت إليّ وإلى أخي فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا معهم.
رواه سويد بن سعيد، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه.
وقال الواقديّ: بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في
سرية في رمضان قبل الفتح.
وقال ابن المبارك في الزّهد، عن جرير بن حازم، عن عبد
اللَّه بن عبيد بن عمير، قال: مرّ عمرو بن العاص بنفر من
قريش، فذكروا هشاما، فقالوا: أيهما أفضل؟ فقال عمرو: شهدت
أنا وهشام اليرموك، فكلنا نسأل اللَّه الشهادة، فلما
أصبحنا حرمتها ورزقها. وكذا قال ابن سعد، وابن أبي حاتم،
وأبو زرعة الدّمشقيّ.
__________
(1) المستدرك 3/ 240، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 137،
تاريخ الإسلام 1/ 382، العقد الثمين 7/ 374، طبقات ابن سعد
4/ 191، نسب قريش 409، طبقات خليفة ت 148 و 2821، المحبر
433، الجرح والتعديل 9/ 63، جمهرة أنساب العرب 163، أسد
الغابة ت (5377) الاستيعاب ت (2721) .
(6/423)
وذكره موسى بن عقبة، وأبو الأسود، عن عروة،
وابن إسحاق، وأبو عبيد، ومصعب، والزّبير، وآخرون، فيمن
استشهد بأجنادين.
وقال الواقديّ، عن مخرمة بن بكير، عن أم بكر بنت المسور،
قالت: كان هشام رجلا صالحا، فرأى من بعض المسلمين بأجنادين
بعض النكوص، فألقى المغفر عن وجهه، وجعل يتقدم في نحر
العدوّ، ويصيح: يا معشر المسلمين، إليّ، إليّ، أنا هشام بن
العاص، أمن الجنّة تفرّون ... حتى قتل.
ومن طريق خالد بن معدان: لما انهزمت الرّوم بأجنادين
انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان واحد، فجعلت الرّوم
تقاتل عليه، فقاتل هشام حتى قتل، ووقع على تلك الثلمة
فسدّها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يدوسوه، فقال
عمرو: أيها النّاس، إنَّ اللَّه قد استشهده، ورفع روحه:
إنما هي جثة، ثم أوطأه وتبعه الناس حتى تقطيع ثم جمعه عمرو
بعد ذلك وحمله في قطع فواراه.
8986 م- هشام بن العاص الأمويّ.
أخرج البيهقيّ في «الدّلائل» من طريق شرحبيل بن مسلم، عن
أبي أمامة الباهليّ، عن هشام بن العاص الأمويّ، قال: بعثت
أنا ورجل من قريش إلى هرقل ندعوه إلى الإسلام، فنزلنا على
جبلة، فدعوناه إلى الإسلام، فإذا عليه ثياب سواد، فسأله عن
ذلك قال: حلفت ألّا أنزعها حتى أخرجكم من الشّام، قال:
فقلنا له: واللَّه لنأخذنّ مجلسك هذا، ولنأخذنّ منك الملك
الأعظم، أخبرنا بهذا نبيّنا. قال: لستم بهم. ثم ذكر قصة
دخولهم على هرقل واستخلائهم، فأخرج لهم ربعة فيها صفات
الأنبياء إلى أن أخرج لهم صورة محمد صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم فإذا هي بيضاء، فقال: أتعرفون هذا. قال: فبكينا،
وقلنا: نعم، فقام قائما ثم جلس، فقال: واللَّه، إنه لهذا؟
قلنا: نعم. قال: فأمسك، ثم قال: أما إنه كان آخر البيوت،
ولكني عجلته لأنظر ما عندكم، ثم قال: لو طابت نفسي بالخروج
من ملكي لوددت أني كنت عبدا لأسدكم في ملكه حتى أموت، قال:
فلما رجعنا حدّثنا أبا بكر فبكى، ثم قال: لو أراد اللَّه
به خيرا لفعل، ثم قال: أخبرنا رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم أنهم واليهود يعرفون نعت النّبي صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم.
وتقدم في ترجمة عديّ بن كعب نحو هذه القصّة، لكن فيها أنه
هشام بن العاص السهميّ. واللَّه أعلم.
(6/424)
8987- هشام بن العاص
بن «1» هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم،
ابن أخي أبي جهل.
قتل أبوه ببدر، يقال: قتله عمر.
قال أبو عمر: هو الّذي جاء إلى النّبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم يوم الفتح، فكشف عن ظهره، ووضع يده على خاتم
النبوّة، فأزال يده ثم ضرب صدره ثلاثا، فقال: «اللَّهمّ
أذهب عنه الغلّ والحسد» - ثلاثا.
انتهى.
وهذا نقله من كتاب الزّبر بن بكّار، فإنه
أخرجه في كتابه عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي رزين المخزومي
مولاهم، عن الأوقص، عن حماد بن سلمة، قال: لما كان يوم
الفتح جاء هشام بن العاص فذكره، وقال في آخره: وكان الأوقص
يقول: نحن أقلّ أصحابنا حسدا،
ثم من طريق ابن شهاب قال عمر لسعيد بن العاص الأمويّ: ما
قتلت أباك، إنما قتلت خالي العاص بن هشام.
8988- هشام بن عامر «2»
بن أمية الأنصاريّ.
تقدم ذكره ونسبه في ترجمة والده. روى عن النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم، وحديثه عند مسلم. روى عنه سعيد بن
جبير، وحميد بن هلال، وآخرون.
وأخرج ابن المبارك في «الزّهد» ، من طريق جعفر بن زيد،
قال: خرجنا في غزوة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم، فذكر
قصّة فيها: فحمل هو وهشام بن عامر فصنعا بهم طعنا وضربا
وقتلا، قال: فقال العدوّ: رجلان من العرب صنعا بنا هذا،
فكيف لو قاتلونا- يعني فانهزموا، قال: فقيل لأبي هريرة: إن
هشام بن عامر ألقى بيده إلى التهلكة. فقال أبو هريرة: لا،
ولكنه التمس هذه الآية: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي
نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ [البقرة 207] ،
ويقال: «كان اسمه شهابا، فسمّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم هشاما، وكان نزل البصرة وعاش إلى زمن
زياد.
__________
(1) أسد الغابة ت (5378) ، الاستيعاب ت (2722) .
(2) طبقات ابن سعد 7/ 26، مقدمة مسند بقي بن مخلد 98،
التاريخ الكبير 8/ 191، الجرح والتعديل 9/ 63، المعرفة
والتاريخ 2/ 80، طبقات خليفة 187، أنساب الأشراف 1/ 336،
تاريخ الطبري 4/ 71، تاريخ أبي زرعة 1/ 555، مسند أحمد 4/
1، الكامل في التاريخ 2/ 541، تحفة الأشراف 9/ 71، تهذيب
الكمال 3/ 1440، المغازي (من تاريخ الإسلام) 213، الكاشف
3/ 196، تهذيب التهذيب 11/ 42، تقريب التهذيب 2/ 319،
خلاصة تذهيب التهذيب 410، أسد الغابة ت (5379) ، الاستيعاب
ت (2723) .
(6/425)
8989- هشام بن عتبة
بن ربيعة «1»
. يقال هو اسم أبي حذيفة. وسيأتي في الكنى.
8990- هشام بن عقبة
بن أبي معيط الأمويّ.
قتل أبوه يوم بدر كافرا، وهو من مسلمة الفتح، وحفيده هشام
بن معاوية بن هشام كان عامل عمر بن عبد العزيز على
قنّسرين.
8991- هشام بن عمارة:
بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم
المخزوميّ.
ذكر أبو حذيفة البخاريّ في المبتدإ أنه استشهد بوقعة فحل
باليرموك سنة ثلاث عشرة.
قلت: وأبوه هو الّذي كان مع عمرو بن العاص بالحبشة، فأغرى
به النّجاشيّ حتى أمر أن ينفخ في إحليله، فهام مع الوحش
إلى أن مات في خلافة عمر، وكان توجّه إلى الحبشة- وولده
هذا، فهو من مسلمة الفتح، ولم يذكروه، وهو من شرطنا،
وستأتي القصّة في ترجمة الوليد بن عمارة.
8992- هشام بن عمرو
بن ربيعة بن الحارث بن حبيب «2» ، بالتّصغير- ابن جذيمة بن
مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العامريّ.
ذكره ابن إسحاق في «المؤلّفة» ممن أعطاه النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم دون المائة من غنائم حنين، وهو
الّذي كان قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني
هاشم في الشعب، وكان كثير التردّد لهم في تلك الأيام.
استدركه ابن فتحون، فقال: ذكره خليفة بن خياط، فقال: إنّ
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أعطاه خمسين من الإبل،
وقد ذكر ابن إسحاق قصته في نقض الصحيفة ومخاطرته في ذلك
بنفسه رحمه اللَّه.
8993- هشام بن فديك «3»
. له في مسند بقي بن مخلد حديث ذكره في التجريد.
8994- هشام بن الوليد
بن المغيرة المخزوميّ»
، أخو خالد.
__________
(1) الثقات 3/ 434، تجريد أسماء الصحابة 2/ 120، الجرح
والتعديل 9/ 114، العقد الثمين 7/ 376، أسد الغابة ت
(5380) .
(2) أسد الغابة ت (5381) ، الاستيعاب ت (2724) .
(3) بقي بن مخلد 900.
(4) أسد الغابة ت (5384) ، الاستيعاب ت (2725) .
(6/426)
قال أبو عمر: ذكر في المؤلفة قلوبهم.
وأخرج عبد الرّزّاق من طريق سعيد بن المسيب، قال: لما مات
أبو بكر بكوا عليه، فقال عمر: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم: «إنَّ الميّت يعذّب ببكاء الحيّ»
«1» . فأبوا إلا أن يبكوا، فقال لهشام بن الوليد: قم فأخرج
النساء، فقالت عائشة: أخرج عليك، فقال عمر: ادخل، فقد أذنت
لك، فقالت عائشة: أمخرجي أنت يا بني. قال: أمّا لك فقد
أذنت، فجعل يخرجهنّ امرأة امرأة، حتى خرجت أمّ فروة بنت
أبي قحافة! وأخرجه ابن سعد بن وجه آخر، وفيه: فنهاهنّ عمر
عن النّوح فأبين، فقال لهشام بن الوليد: أخرج إليّ ابنة
أبي قحافة، يعني عمة عائشة، فذكر القصّة، وهي عند البخاري
معلقة باختصار. وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء من
أبيات يخاطب فيها عثمان بن عفان:
لساني طويل فاحترس من شذاته ... عليك وسيفي من لساني أطول
[الطويل]
8995- هشام، غير منسوب
«2»
. أخرج البخاريّ في «الأدب المفرد» ، من طريق سعد بن هشام،
عن عائشة، قالت: ذكر عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم رجل يقال له شهاب، فقال: أنت هشام!
استدركه أبو موسى وقال: يمكن أن يكون هو هشام بن عامر-
يعني والد سعد، ثم
ساق من طريق عيسى بن موسى غنجار، عن أبي أميّة، عن زينب
بنت سعد، عن أبيها- أن جدّها- وهو هشام بن عامر- أتى رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكتل من تمر، فقال:
«ما اسمك» ؟ قال: اسمي شهاب. قال: «إن شهابا اسم من أسماء
جهنّم، أنت هشام» .
قلت: أبو أميّة هو عبد الكريم بن أبي المخارق، ويحتمل أن
يكون الّذي في رواية عائشة غير هذا، وقد تقدّم في مسلم بن
عبد اللَّه أنه كان اسمه شهابا، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه
عليه وآله وسلم.
8996
- هشام، مولى «3» رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم.
__________
(1) أخرجه مسلم 2/ 643، كتاب الجنائز باب 9 الميت يعذب
ببكاء أهله عليه حديث رقم 27، وأحمد في المسند 1/ 47، 2/
134، 6/ 57، 209، والطبراني في الكبير 12/ 330، 344، وابن
أبي شيبة في المصنف 3/ 392، وأورده المتقي الهندي في كنز
العمال حديث رقم 42426، 42428.
(2) أسد الغابة ت (5385) .
(3) أسد الغابة ت (5375) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 120،
الاستيعاب ت (2726) ، العقد الثمين 7/ 378.
(6/427)
روى حديثه الطبرانيّ، ومطين، وابن قانع،
وابن مندة، وغيرهم، من طريق الثوريّ، عن عبد الكريم
الجزري، عن أبي الزّبير، عن هشام مولى رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلّم، قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، إن امرأتي لا تردّ
يد لامس.
قال: «طلّقها» . قال: إنها تعجبني ... قال: «فاستمتع بها»
.
ورواه عبد اللَّه بن عمر الرّقي، عن عبد الكريم، عن أبي
الزّبير، عن جابر، فكأنه سلك الجادة.
وذكر أبو عمر أن بعضهم ذكر أن هشاما المذكور هو السّائل.
8997- هشيم:
يقال هو اسم أبي العاص بن الربيع. ذكره أبو موسى.
الهاء بعدها اللام
8998- هلال بن أميّة «1»
بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف
الأنصاريّ الواقفيّ.
شهد بدرا وما بعدها. وقد تقدم خبره في ترجمة مرارة بن
الربيع، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم. وتقدم له ذكر
أيضا في ترجمة شريك بن سحماء، وله ذكر في الصّحيحين، من
رواية سعيد بن جبير، عن ابن عمر.
وأخرج ابن شاهين، من طريق عطاء بن عجلان، عن مكحول، عن
عكرمة بن هلال بن أميّة- أنه أتى عمر فذكر قصّة اللّعان
مطوّلة. وهذا لو ثبت لدلّ على أنّ هلال بن أميّة عاش إلى
خلافة معاوية حتى أدرك عكرمة الرواية عنه، ولكن عطاء بن
عجلان متروك، ويحتمل أيضا أن يكون عكرمة أرسل الحديث عنه.
8999- هلال بن أميّة:
الخزاعيّ الكعبيّ «2» .
له ذكر في حديث عمران بن حصين،
أخرجه البيهقيّ في الخلافيات من طريق ابن وهب، عن يزيد بن
عياض، عن عبد الملك بن عتيق، عن خرينق بنت حصين، عن أخيها
عمران- أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «ألم
تر إلى ما صنع صاحبكم هلال بن أميّة، لو قتلت مؤمنا بكافر
لقتلته فدوه» .
قال: فوديناه وبنو مدلج، وكانوا حلفاء بني كعب في
الجاهليّة.
ورويناه بعلوّ في الجزء الثالث من عوالي أبي علي بن خزيمة،
وفيه: لما كان يوم
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، الجرح والتعديل 9/ 72،
الطبقات الكبرى 8/ 380، الطبقات 83، التاريخ الكبير 8/
207، الاستيعاب ت (2727) .
(2) أسد الغابة ت (5388) .
(6/428)
الفتح قتل هلال بن أمية رجلا من هذيل ...
الحديث. قال البيهقيّ: ورواه الواقديّ من وجه آخر عن عبد
الملك، لكن قال: خراش بن أميّة.
قلت: وهو الّذي ذكره ابن إسحاق. واللَّه أعلم.
9000- هلال بن أبي خولي
«1»
بن عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران بن معاوية بن
الحارث بن مالك بن عوف الجعفيّ.
قال ابن الكلبيّ: شهد هو وأخواه: خولي، وعبد اللَّه بدرا،
وكذا ذكره موسى بن عقبة في البدريين، ولم يذكره ابن إسحاق.
9001- هلال بن الحارث
«2»
: أبو الحمراء- مولى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم،
مشهور بكنيته. ويأتي في الكنى.
9002- هلال بن سعد «3»
. ذكره جعفر المستغفريّ وغيره في الصّحابة، وله ذكر في
حديث أورده عبد الرّزّاق في مصنفه، عن ابن جريج، أخبرني
صالح بن دينار أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله في
العسل، فجمع أهل العسل فشهدوا أن هلال بن سعد جاء إلى رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعسل، فقال: ما هذا؟
فقال: هدية. فأكل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم
جاءه مرة أخرى فقال: صدقة، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم بأخذها ورفعها، ولم يذكر عند ذلك عشورا ولا نصف
عشور إلا أنه أخذها. فكتب بذلك إلى عمر بن عبد العزيز،
قال:
فكنا نأخذ ما أعطونا من شيء لا نسأل عشورا ولا شيئا، فما
أعطونا أخذنا. ورواه ابن المبارك عن ابن جريج مختصرا.
9003- هلال بن سليم.
في ترجمة هلال بن أبي هلال.
9004- هلال بن عمرو:
بن عمير الثقفيّ. يأتي في آخر من اسمه هلال.
9005- هلال بن مرّة الأشجعيّ «4»
. له ذكر في حديث صحيح، أخرجه الحارث بن أبي أسامة،
والطّبرانيّ، والطّحاويّ،
__________
(1) أسد الغابة ت (5392) ، الاستيعاب ت (2730) .
(2) أسد الغابة ت (5389) ، الاستيعاب ت (2728) .
(3) بقي بن مخلد 582، أسد الغابة ت (5394) ، الاستيعاب ت
(2731) .
(4) أسد الغابة ت (5399) .
(6/429)
وابن مندة، من رواية سعيد، عن قتادة، عن
خداش بن عمرو، وأبي حسّان، كلاهما عن عبد اللَّه بن عتبة-
أن ابن مسعود أتي في امرأة، فذكر قصّة بروع بنت واشق،
وفيها: فقام رهط من أشجع فيهم الجراح بن سنان، وأبو سنان،
فقالوا: نشهد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
قضى فينا في بروع بنت واشق، وكان زوجها هلال بن مرة، مثل
ما قضيت.
ووقع عند الطّحاوي هلال بن مروان، ولم يسمّ الحارث أباه.
قال ابن فتحون: ذكر الحديث جماعة منهم مسلم بن الحجّاج دون
تسمية هلال.
قلت: وذهل «1» في نسبته لمسلم، فإن الحديث في السّنن كما
تقدم في ترجمة الجراح.
9006- هلال بن مروان الأشجعيّ:
في ترجمة الّذي قبله.
9007- هلال بن المعلى
«2»
: بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عديّ بن مالك بن
زيد مناة الأنصاريّ، أحد بني جشم بن الخزرج.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد بها، وكذلك ذكر ابن
حبّان وغيره.
9008- هلال الأسلميّ
«3»
. له حديث في الأضاحي، أخرجه أحمد وابن ماجة بسند حسن، قال
ابن حبّان: له صحبة، وترجم له ابن مندة هلال بن أبي هلال،
وابن قانع هلال بن مسلم.
9009- هلال:
أحد بني متعان.
له حديث في العسل. فرق أبو موسى بينه وبين هلال بن سعد.
وقال صاحب التجريد: قيل إنهما واحد. ذكر أبو داود من طريق
عمرو بن الحارث، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء هلال أحد بني
متعان إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعشور نحل
له، وسأل أن يحمي له واديا يقال له سلبة، فحمى له ذلك
الوادي، فلما ولي عمر كتب إليه سفيان بن وهب يسأله عن ذلك،
فكتب إليه إن أدّى إليك ما كان يؤدّي إلى النّبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم، فاحم له وأكرمه، وإلا فهو ذباب
غيث يأكله من شاء.
__________
(1) في ط: هل.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 122، الثقات 3/ 435، الجرح
والتعديل 9/ 78، الاستبصار 182، أصحاب بدر 232، أسد الغابة
ت (5400) ، الاستيعاب ت (4733) .
(3) الاستيعاب 4/ 1534، الثقات 3/ 438، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 121، تنقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت
(5387) ، الاستيعاب ت (2735) .
(6/430)
قلت: وهذه القصّة مغايرة لقصّة هلال بن سعد
من عدة أوجه، فالظاهر المغايرة.
9010- هلال:
مولى المغيرة بن شعبة.
ذكره أبو عبد الرّحمن السّلمي في أهل الصّفة، وقال ابن
بشكوال: له ذكر في كتاب «اليقين» لزهير بن عباد.
وأخرج أبو نعيم في «الحلية» من طريق عطاء الخراساني، عن
أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم: «ليدخلنّ من هذا الباب رجل ينظر اللَّه إليه» «1» .
قال: فدخل هلال، فقال له: «صلّى عليّ يا هلال» ، وقال له:
«ما أحبّك إلى اللَّه عزّ وجلّ وأكرمك عليه!»
وسنده ضعيف ومنقطع.
وقد أغفله أبو نعيم في «معرفة الصّحابة» ، واستدركه أبو
موسى على ابن مندة، وأخرجه أحمد بن منصور بن يوسف المذكور،
من حديث أبي هريرة مطوّلا جدّا. قاله أبو موسى.
وأخرج أبو نعيم في «الحلية» أيضا في ترجمة أويس القرني، من
طريق الضّحاك، عن أبي هريرة نحوه، لكن لم يسم هلالا. وجاء
ذكره في حديث لأبي الدّرداء، لكن لم ينسبه للمغيرة،
ذكره الحكيم الترمذيّ في نوادر الأصول في الأصل الخامس
والعشرين بعد المائة، من طريق يحيى بن أبي طلحة، عن أبي
الدّرداء، قال: كنت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم في المسجد، فقال: يدخل من هذا الباب رجل من أهل
الجنة. وقام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى
الصّلاة، فخرجت من ذلك الباب. فلم أر أحدا، فعدت ودخلت
وقعدت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال:
«أما إنّك لست به يا أبا الدّرداء» ، ثم جاء رجل حبشي فدخل
من ذلك الباب عليه جبّة من صوف فيها رقاع من أدم رامقا
بطرفه إلى السّماء حتى قام على رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم فسلم عليه، فقال له: «كيف أنت يا هلال؟»
قال: بخير يا رسول اللَّه. قال: «ادع لنا يا هلال، واستغفر
لنا» :
قال: رضي اللَّه عنك وغفر لك يا رسول اللَّه. فذكر حديثا
طويلا.
9011- هلال الثّقفي.
روى ابن جريج، من طريق عكرمة في قوله تعالى: اتَّقُوا
اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا [البقرة 278]-
نزلت في بني عمرو بن عمير، قال: فأسلم مسعود، وعبد ياليل،
وحبيب بن ربيعة، وهلال، وهم الذين كان لهم الرّبا على بني
المغيرة.
__________
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 24، عن أبي هريرة قال قال
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليدخلن من هذا الباب
رجل ينظر اللَّه إليه قال فدخل يعني هلالا ... الحديث
وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 37546.
(6/431)
قلت: وهذا أخرجه الطّبريّ من تفسير سنيد من
روايته، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عكرمة، وساقه
قبل ذلك عن ابن جريج، قال: كانت ثقيف قد صالحت النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم على أن لهم ربا على الناس فهو لهم،
وما كان للنّاس عليهم فهو موضوع، فلما كان الفتح استعمل
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على مكّة عتّاب
بن أسيد، وكانت معاملة ثقيف مع بني المغيرة، فأتى بنو عمرو
بن عمير يطلبون رباهم من بني المغيرة، فأبوا أن يعطوهم،
فارتفعوا إلى عتّاب، فكتب عتّاب إلى النبيّ صلى اللَّه
عليه وسلّم، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ...
[البقرة: 278] الآية، قال ابن جريج:
قال عكرمة: ويزعمون أنهم مسعود، وعبد ياليل، وحبيب،
وربيعة، بنو عمرو بن عمير، فهم الذين كان لهم الرّبا
فأسلم، فذكر الخمسة.
قلت: وزاد هذا الأخير، وهو هلال، فاحتمل أن يكون أخا
للأربعة، واحتمل أن يكون ليس أخاهم، ولكنه من ثقيف، وفي
ذكر مصالحة ثقيف قبل قوله: فلما كان الفتح- نظر، ذكرت
توجيهه في أسباب النزول.
9012- الهلب الطائيّ
«1»
. قال ابن دريد: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
رجل أقرع، فمسح رأسه فنبت شعره فسمى الهلب، قال ابن دريد:
وكان أقرع فصار أفرع، يعني كان بالقاف فصار بالفاء،
والأهلب الكثير الشّعر.
والهلب بضم أوله وسكون ثانيه، وضبطه ابن ناصر بفتح أوله
وكسر ثانيه.
قلت: وهو يزيد بن قنافة، وقيل ابن يزيد بن عديّ بن قنافة،
وكذا قال ابن الكلبيّ، لكنّ سماه سلامة. وقال ابن الكلبيّ:
وفيه يقول الشاعر:
كان وما في رأسه شعرة ... فأصبح الأقرع وافي الشّكير
[السريع] روى الهلب عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم. روى عنه ابن قبيصة، وحديثه في أبي داود والترمذي
وغيرهما. وذكره ابن سعد في طبقة مسلمة الفتح.
9013- هلواب «2»
: تقدّم ذكره في أسمر بن ساعدة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5403) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 122،
الاستيعاب ت (2748) ، الجرح والتعديل 9/ 120، تقريب
التهذيب 2/ 321، تهذيب التهذيب 11/ 66، الطبقات الكبرى 6/
295، خلاصة تذهيب 3/ 125، تهذيب الكمال 3/ 448، الكاشف 3/
225، جامع التحصيل 364.
(2) أسد الغابة ت (5404) .
(6/432)
الهاء بعدها الميم
9014- همام بن الحارث
بن ضمرة «1» .
قال أبو عمر: شهد بدرا، ولا أعلم له رواية.
9015- همام بن ربيعة العصريّ.
ذكره الرّشاطيّ فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم من عبد قيس، قال:
وكان من سادتهم وفرسانهم، ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى.
قلت: وقد تقدم ذكره في ترجمة صحار بن العباس.
9016- همام بن زيد بن وابصة:
الوابصيّ «2» .
ذكره الحاكم فيمن دخل نيسابور من الصّحابة، وقال: هو من
الصّحابة الواردين مع عبد اللَّه بن عامر، واستوطن
نيسابور، ومات بها، وله بها عقب، ثم نقل من طريق سهل بن
عمار، قال: حضرت جدّي عبد اللَّه بن محمد ودخل عليه يحيى
بن يحيى، وبشر بن القاسم، والحسين بن الوليد، عوّادا،
فسألوه عن سنّه ومن أدرك من الناس، فأخبرهم أنه أدرك شيخا
يقال له همان بن زيد الوابصي، قال: سمعته يقول: كساني
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بردة، وذكر قصّة، فقال
يحيى بن يحيى: إنا نرجو أن نكون ممن
قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «طربى لمن رآني
ولمن رأى من رآني» .
قال الحاكم: قال أبو الطّيب الكرابيسيّ: كان إبراهيم بن
أبي طالب يذكر حال همام بن زيد، ويوثّق عبد اللَّه بن
محمد.
ومن طريق أخرى عن سهل بن عمار: حدّثنا جدّي، رأيت همام بن
زيد بن وابصة، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم، وكان يسكن برجان «3» ، فكان إذا دخل البلد لا يمرّ
بكبير ولا صغير إلا قصدوه وسلّموا عليه، فذكر القصّة.
وأورد الخطيب في ترجمة محمد بن محمد بن يحيى من وجه آخر،
عن سهل بن عمار: حدّثنا جدّي عبد اللَّه بن محمد، كان همام
بن وابصة إذا دخل الكوفة سلّم على كل
__________
(1) أسد الغابة ت (5405) ، الاستيعاب ت (2749) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، أسد الغابة ت (5407) .
(3) برجان: بلد من نواحي الخزر وكان المسلمون غزوة في أيام
عثمان رضي اللَّه عنه. انظر: معجم البلدان 1/ 43.
(6/433)
من مرّ به من رجل أو امرأة أو صبي، ويقول:
أمرنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنّ نفشي
السلام.
قال سهل: فحدثت به يحيى بن يحيى، فجاء هو والحسين بن
الوليد وبشر بن القاسم، فذاكروا جدّي هذا الحديث حتى سمعوه
منه.
وقال يحيى بن يحيى أو بشر: دخلنا في حديث: «طوبى لمن رأى
من رآني» .
كذا قال همام بن وابصة، كأنه نسبه إلى جدّه، وترجمه بغير
هذا.
9017- همّام بن عروة
بن مسعود الثقفي. تقدم نسبه في ترجمة أبيه.
قال ابن السّكن: يقال: له صحبة. روى حديثه محمد بن إسحاق
الثقفي، عن شداد بن قارع الثقفي، عن يعقوب بن زيد بن همام
بن عروة، عن أبيه، عن جدّه، قال:
رأيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو نازل بناحية
الطّائف، وقد رششنا عليه النّبال وهو يقول بيده هكذا يمينا
وشمالا.
قلت:، وعروة بن مسعود أسلم بعد وقعة الطّائف، وفد على
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالمدينة، فأسلم وحسن
إسلامه، ثم رجع إلى الطّائف، فدعاهم إلى الإسلام فقتلوه،
فأولاده على هذا صحبتهم ممكنة.
وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق بمكّة والطّائف أحد من قريش
وثقيف في حجّة الوداع إلّا كان أسلم وشهدها.
وحكى البلاذريّ أنّ الفارعة بنت همام هذا كانت زوج يوسف بن
الحكم بن أبي عقيل بن عمرو بن مسعود الثقفيّ، فولدت له
الحجاج بن يوسف الأمير المشهور.
9018- همام بن مالك
بن همام «1» بن معاوية العبديّ.
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم هو وأخوه عبيدة.
9019- همام بن معاوية
بن شبابة، من وفد عبد القيس. ذكره ابن سعد.
9020- همام بن نفيل السعديّ.
ذكره أبو عليّ بن السكن،
وأورد له من طريق عاصمة بنت عاصم بن همام السعديّ، حدّثني
أبي، عن أبيه همام بن نفيل، قال: قدمت على رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، حفرنا
بئرا فخرجت مالحة، قال: فدفع إليّ إداوة فيها ماء، فقال:
«صبّه فيها» ، ففعلت فعذبت.
__________
(1) أسد الغابة ت (5408) .
(6/434)
9021- همام بن
وابصة:
في همام بن زيد.
9022- هميل بن الدّمون «1»
بن عبيد بن مالك الثقفيّ «2» .
بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو وأخوه قبيصة،
ذكره ابن ماكولا، وذكره أبو الحسن المدائنيّ في كتاب أخبار
ثقيف، وقال: إنه حضرمي حالف ثقيفا هو وأخوه، وسكن الطّائف،
ثم وقع لأخيه قبيصة مع بني مالك حادث فأرادوا قتله فهرب
منهم هو وأخوه، والشّريد بن سويد، فأسلموا، وذلك قبل إسلام
ثقيف وقدوم وفدهم.
الهاء بعدها النون
9023- هناد:
[ ... ] .
9024- هند بن أسماء
بن حارثة الأسلميّ «3» .
تقدم نسبه في ترجمة أبيه أسماء، قال البخاريّ: له صحبة،
وقال ابن السّكن: له صحبة، ومات في خلافة معاوية،
وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي
بكر، عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي، عن أبيه: بعثني
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى قومي من أسلم،
فقال: «مر قومك أن يصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء، فمن
وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليصم آخره» .
وزعم ابن الكلبيّ أن المأمور بذلك هند بن حارثة عمّ هذا،
وتبعه أبو عمر.
9025- هند بن حارثة الأسلمي
«4»
: عمّ الّذي قبله.
قال ابن حبّان: له صحبة،
وأخرجه ابن قانع من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن
هند بن حارثة، عن أبيه، وكان من أصحاب الحديبيّة، وأخوه
أسماء بن حارثة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ
بنفر من أسلم يرمون، قال: «ارموا بني إسماعيل، فإنّ أباكم
كان راميا» .
وزعم ابن أبي حاتم أنّ هند بن أسماء بن حارثة نسب لجده.
وحكى البغويّ أنه شهد
__________
(1) في أ: الدموي.
(2) أسد الغابة ت (5409) .
(3) الثقات 3/ 436، 438، الاستيعاب ت (2736) ، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 123- الأعلام 8/ 97، تلقيح فهوم أهل الأثر 385-
التاريخ الكبير 8/ 236.
(4) الاستيعاب ت (5410) ، الثقات 3/ 436، 438، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 123، الأعلام 8/ 97، الطبقات الكبرى 1/ 497،
504- 2/ 376- 4/ 322، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ
الكبير 8/ 258، ذيل الكاشف 1624.
(6/435)
بيعة الرضوان مع إخوة له سبعة، وهم: هند،
وأسماء، وخراش، وذؤيب، وسلمة وفضالة، ومالك، وحمران، قال:
ولم يشهدها إخوة في عددهم، كذا قال. وقد أوردوا عليه أولاد
مقرن. وعن أبي هريرة: ما كنت أرى هندا وأسماء إلا خادمين
لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من طول لزومها
إياه.
وقال أبو عمر: ما روى عن هند هذا الحديث إلا ابنه حبيب.
وقال: هو والد يحيى الّذي يروي عنه عبد الرّحمن بن حرملة.
قلت: ووهم في ذلك، فليس حبيب أخا ليحيى، بل هند والد يحيى
ابن عم حبيب.
9026- هند بن الصّامت
بن عبد اللَّه بن الصّامت بن سدوس الجشمي.
وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأمره أن
يعتم تحت الحنك، قال: وهي عمّة جبرائيل، ذكره أبو علي
الهجريّ في نوادره، وقال: هي العمة الجرولية. وكان هند
ويكنى أبا جرول. وقال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن
فتحون، واستدركه ابن بشكوال.
9027- هند بن أبي هالة التميمي
«1»
: ربيب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، أمّه خديجة
زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه الحسن
بن عليّ صفة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجه
الترمذيّ، والبغويّ، والطّبراني، وغيرهم، من طرق عن الحسن
بن علي. ووقع لنا بعلوّ في مشيخه أبي علي بن شاذان، من
طريق أهل البيت.
وأخرجه البغويّ أيضا، وأخرجه ابن مندة من طريق يعقوب
التيمي، عن ابن عبّاس- أنه قال لهند بن أبي هالة: صف لي
النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال البغويّ، عن عمه،
عن أبي عبيد: اسم أبي هالة زوج خديجة قبل النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم النباش بن زرارة، وابنه هند بن
النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غدي بن جردة
بن أسيد بن عمرو بن تميم حليف بني عبد الدّار. وقيل: هو
زرارة بن النباش.
قال الزّبير: اسمه مالك بن النّباش بن زرارة. وقال أبو
محمد بن حزم: اسم أبي هالة هند بن زرارة بن النّباش. ووجدت
له سلفا، قال ابن أبي خيثمة: حدّثنا أحمد بن المقدام،
حدّثنا زهير بن العلاء، حدّثنا سعيد، قال قتادة، قال: أبو
هالة هند بن زرارة بن النّباش، ورأيت في معجم الشعراء
للمرزبانيّ أن زرارة بن النباش رثى كفّار بدر، ولم يذكر له
إسلام.
وأخرج ابن السّكن، وابن قانع، من طريق سيف بن عمر، عن عبد
اللَّه بن محمد، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (5411) ، الاستيعاب ت (2737) .
(6/436)
هند بن هند بن أبي هالة، عن أبيه، قال:
قلت: يا رسول اللَّه، ما حملك على أن نزعت ابنتك عن عتيبة،
يعني ابن أبي لهب- حتى حرشته عليك، قال: «إنّ اللَّه أبى
لي أن أتزوّج أو أزوّج إلّا أهل الجنّة» .
قال الزّبير بن بكّار: قتل هند مع علي يوم الجمل. وكذا قال
الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال أبو عمر: كان
فصيحا بليغا وصف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأحسن
وأتقن.
9028- هند بن هند
بن «1» أبي هالة، ولد الّذي قبله. وعلي قول قتادة ومن تبعه
يكون هند بن أبي هند ثلاثة في نسق.
ذكره ابن مندة، وأورد من طريق حسان بن عبد اللَّه
الواسطيّ، عن السّري بن يحيى، عن مالك بن دينار، حدثني هند
بن خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال:
مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالحكم أبي مروان،
فجعل يغمز النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ويشير
بإصبعه، حتى التفت إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم، فقال: «اللَّهمّ اجعل له وزغا» ، يعني ارتعاشا،
قال: فرجف مكانه.
وهكذا أخرجه ابن أبي حاتم الرّازيّ، وعبد اللَّه بن أحمد
في زيادات الزهد من هذا الوجه، ومالك بن دينار لم يدرك هند
بن أبي هالة، وإنما أدرك ابنه، فكأنه نسبه لجدّه.
وقد ذكر ابن أبي حاتم، عن أبيه- أنّ رواية هند بن هند عن
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلة. وجرى أبو عمر
على ظاهره، فذكر هذا الحديث لهند بن أبي هالة.
وأخرج الزّبير بن بكّار والدّولابيّ، من طريق محمد بن
الحجاج، عن رجل من بني تميم، قال: رأيت هند بن هند بن أبي
هالة وعليه حلة خضراء، فمات في الطّاعون، فخرجوا به بين
أربعة لشغل الناس بموتاهم، فصاحت امرأة: وا هند بن هنداه!
وابن ربيب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم! قال:
فازدحم الناس على جنازته وتركوا موتاهم.
__________
(1) أسد الغابة ت (5412) ، أنساب الأشراف 1/ 506، الثقات
3/ 436، الكامل 7/ 2594، جمهرة أنساب العرب 210، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 123، تقريب التهذيب 2/ 322، تهذيب
الأسماء واللغات 2/ 141، تهذيب التهذيب 11/ 72، الطبقات
الكبرى 1/ 422، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام)
536، تاريخ الإسلام 2/ 265، خلاصة تذهيب 3/ 125، العقد
الثمين 7/ 378، تاريخ من دفن بالعراق 472، تاريخ الإسلام
3/ 220، تهذيب الكمال 3/ 1450، التاريخ الكبير 8/ 240،
تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الطبقات 43، 179، معجم الثقات
356، بقي بن مخلد 598، المعرفة والتاريخ 3/ 284، 288، جامع
التحصيل 364.
(6/437)
9029- هنيدة
«1»
بن خالد الخزاعيّ.
قال ابن حبّان وأبو عمر: له صحبة. وقال ابن مندة: عداده في
صحابة الكوفة.
قال: وقال أبو إسحاق: كانت أمة تحت عمر بن الخطاب. وقال
أبو نعيم: مختلف في صحبته،
وساق من طريق شعبة عن أبي إسحاق: سمعت هنيدة يقول: قال
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من يأخذ هذا
السّيف بحقه؟»
فأخذه رجل من القوم، فقال: أنا الّذي عاهدني خليلي ...
الأبيات- قال: وقاتل به حتى قتل.
وأخرجه البيهقيّ في «السّنن الكبرى» من هذا الوجه دون قوله
في آخره: فقاتل حتى قتل. وقد أخرجه ابن مندة من طريق يونس
بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن هنيدة بن خالد الخزاعي نحوه،
وقال في آخره: فلم يزل يمضي قدما حتى تعادوا عليه فقتلوه.
وقصته تشبه قصّة أبي دجانة الصّحابي المشهور، لكن أبو
دجانة لم يقتل في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
وقال ابن حبّان في الثّقات في التابعين: هنيدة بن خالد
الخزاعي روى عن علي وحفصة بنت عمر، كانت أمه تحت عمر. روى
عنه عدي بن ثابت وغيره، واختلف في كلامه فيه وفي التهذيب.
الهاء بعدها الواو
9030- هود:
ويقال: هوذة بن أحمر «2» الحارثي.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، فقال هود بن أحمر «3» ، وفد
على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بني سدوس،
استدركه أبو زكريّا بن مندة على جدّه.
قلت: وذكره الشّيرازيّ في «الألقاب» ، وأورد من طريق نمير
بن حاجب بن نوبة بن شهاب بن زهير الذّهليّ، حدّثني أبي عن
أبيه عن جدّه شهاب بن زهير، قال: هاجر إلى رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خمسة من بكر بن وائل، وأربعة
من بني سدوس، وواحد من عجل، فأما السّدوسيون فذكرهم إلى أن
قال: وهوذة بن أحمر الحارثي، قال:
وأما العجليّ فهو فرات بن حيان.
__________
(1) أسد الغابة ت (5413) ، الاستيعاب ت (2750) ، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 123، الثقات 3/ 438، الجرح والتعديل 9/
120، جامع التحصيل 364، تقريب التهذيب 11/ 73، خلاصة تذهيب
3/ 125، الكاشف 3/ 226، العقد الثمين 7/ 379، تهذيب الكمال
3/ 1450، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/
248. بقي بن مخلد 907، تاريخ الإسلام 2/ 495.
(2) أسد الغابة ت (5413) ، الاستيعاب ت (2750) ، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 123، الثقات 3/ 438، الجرح والتعديل 9/
120، جامع التحصيل 364، تقريب التهذيب 11/ 73، خلاصة تذهيب
3/ 125، الكاشف 3/ 226، العقد الثمين 7/ 379، تهذيب الكمال
3/ 1450، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/
248. بقي بن مخلد 907، تاريخ الإسلام 2/ 495.
(3) في أ: أحمد.
(6/438)
9031- هوذة بن
الحارث
بن عجرة بن «1» عبد اللَّه بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن
امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلميّ.
ذكره الطّبريّ، وابن شاهين في الصّحابة، قالا: أسلم هوذة
بن الحارث، وشهد فتح مكة، وهو القائل لعمر في مخاصمة له:
لقد دار هذا الأمر في غير أهله ... فأبصر وليّ الأمر أين
تريد
«2» [الطويل] وقال المرزبانيّ: هوذة يعرف بابن الحمامة،
حضر العطاء في أيام عمر، فدعي قبله أناس من قومه، فقال
البيت المذكور لكن في آخره أمين اللَّه كيف يذود:
أيدعى جثيم والشريد إمامنا ... ويدعى رياح قبلنا وطرود
فإن كان هذا في الكتاب فهم إذا ... ملوك بني حرّ ونحن عبيد
[الطويل] قال: فدعاه عمر بن الخطاب فأعطاه، وهكذا ذكر في
قصة البلاذريّ.
9032- هوذة بن خالد
بن ربيعة العامري.
ذكره ابن سعد في وفد بني عامر، وقال: أسلم هو وأبوه خالد
وابن أخيه.
9033- هوذة بن خالد الكنانيّ
«3»
. ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وقال: روى حديثه أبو الزبير
عن جابر في قصّة مع معاوية.
9034- هوذة بن عرفطة الحميريّ»
. وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وشهد فتح
مصر، ولا أعرف له رواية، قاله سعيد بن يونس.
9035- هوذة بن عمرو
بن يزيد «5» بن عمرو بن رياح بن عوف بن عمرو بن الهون
الجرمي.
__________
(1) أسد الغابة ت (5416) .
(2) ينظر البيت في أسد الغابة ت (5416) .
(3) أسد الغابة ت (5417) .
(4) أسد الغابة ت (5418) .
(5) أسد الغابة ت (5419) .
(6/439)
قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا ذكره الطّبري، وأورده ابن
ماكولا في ترجمة رياح- بكسر الراء بعدها مثناة تحتانية،
وقال: ذكر ذلك ابن حبيب.
9036- هوذة الأنصاريّ.
ذكره الطّبرانيّ في الصّحابة، ولم يخرج له شيئا.
قلت: لعله والد عبد بن هوذة، فقد تقدم في ترجمته قول من
قال: إن الحديث لهوذة والد معبد.
9037- هوذة:
غير منسوب «1» .
قال البغويّ: ذكره ابن سعد، وقال: روى عن النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا، ولم يذكره، وترجم له
الطّبراني ولم يذكر الحديث.
قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله.
الهاء بعدها الياء
9038- هيّاج بن محارب العامريّ.
ذكره ابن السّكن وابن قانع،
وساق ابن قانع من طريق خلدة بنت العرباض، عن الهيّاج بن
الهياج بن محارب- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» .
وقال ابن السّكن: روي عنه حديث بإسناد مجهول.
9039- هيبان «2»
: بفتح أوله وسكون ثانية ثم موحدة، الأسلميّ. ويقال هيفان،
بالفاء بدل الباء.
أورد ابن مندة من طريق يزيد بن أبي منصور، عن عبد اللَّه
بن الهيبان، عن أبيه، قال:
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «صدقة المرء
المسلّم من سعة كأطيب مسك يوجد ريحه من مسيرة جواز يوم،
وصدقة من جهد وفاقة كأطيب مسك في برّ أو بحر يوجد ريحه من
مسيرة سنة»
«3» .
9040- هيت المخنث «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5421) .
(2) الأعلام 8/ 103، أسد الغابة ت (5422) .
(3) ذكره المتقي الهندي في الكنز (16278) وعزاه لأبي نعيم
عن هيبان.
(4) أسد الغابة ت (5443) .
(6/440)
وقع ذكره في «صحيح البخاريّ» ، من طريق
سفيان بن عتبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي
سلمة، عن أم سلمة، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم وعندي مخنّث، فسمعته يقول لعبد اللَّه بن
أبي أمية: إن فتح اللَّه عليكم الطائف فعليك بابنة غيلان،
فإنّها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فقال النبيّ صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم: «لا يدخل عليكم هذا» .
قال سفيان: قال ابن جريج: اسم المخنّث هيت. والحديث عند
مسلّم، وأبي داود، والنسائي، دون تسميته.
وقد أخرج عبد الملك بن حبيب في «الواضحة» ، عن حبيب كاتب
مالك، قال: قلت لمالك: إن سفيان زاد في حديث بنت غيلان أنّ
مخنّثا يقال له هيت، فقال مالك: صدق، وهو كذلك، وكان
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم غرّبه إلى الحمى.
قال أبو عمر في التمهيد: هذا غير معروف عن سفيان، وإنما
ذكره سفيان عن ابن جريج، وأخرج الجوزجانيّ في تاريخه من
طريق الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن علي بن حسين، كان مخنّث
يدخل على أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال له
هيت.
وكذا أخرجه أبو يعلي، من طريق يونس، عن الزّهري، عن عروة،
عن عائشة، فذكر أصل القصّة، وفيها: إن هيتا كان يدخل، وهو
في الصّحيح من طريق معمر عن الزهري، دون تسميته.
وأخرج المستغفريّ من طريق داود بن بكر، عن ابن المنكدر-
أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نفى هيتا في
كلمتين تكلم بهما تشبه كلام النساء: قال لعبد الرحمن بن
أبي بكر:
إذا فتحتم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان، فإنّها تقبل
بأربع وتدبر بثمان. فبلغ ذلك النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم، فقال: «لا تدخلوهم بيوتكم ... » الحديث.
وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد بن إبراهيم الدّورقي في
مسنديهما، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد
الكريم، عن مجاهد، عن عامر بن سعد بن مالك، عن أبيه- أنه
خطب امرأة بمكة فقال: من يخبرني عنها؟ فقال رجل مخنّث يقال
له هيت: أنا أنعتها لك، هي إذا أقبلت أقبلت تمشي على
اثنتين، وإذا أدبرت ولّت تمشي على أربع، فقال النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم: «ما أرى إلّا منكرا، وما أراه
إلّا يعرف النّساء» ،
وكان يدخل على سودة فنهاها أن يدخل عليها، فلما قدم
المدينة نفاه، فكان كذلك إلى إمرة عمر فجهد فكان يرخص له
أن يدخل المدينة فيتصدّق عليه يوم الجمعة.
وذكر ابن وهب في جامعه عمن سمع أبا معشر، قال: أمر به رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه
(6/441)
وآله وسلّم فغرّب إلى عير جبل بالمدينة عند
ذي الحليفة «1» ، فشفع له ناس من الصّحابة، فقالوا: إنه
يموت جوعا، فأذن له يدخل كل جمعة فيستطعم ثم يلحق بمكانه،
فلم يزل هناك حتى مات.
وقد تقدم في ترجمة مانع شيء من خبره.
وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي: كان بالمدينة
ثلاثة من المخنّثين يدخلون في النساء فلا يحجبون: هيت:
وهدم، ومانع.
9041- الهيثم الأسديّ
«2»
: ويقال الأنصاريّ، أبو معقل، معروف بكنيته، سماه محمد بن
عبد اللَّه بن زكريّا الأنصاريّ. وقال أبو نعيم: قيل اسمه
الهيثم، وسيأتي في الكنى.
9042- الهيثم بن دهر
«3»
. روى ابن سعد عن الواقديّ بسنده عن المنذر بن جهم، عن
الهيثم بن دهر، قال:
رأيت شيب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عنفقته
وناصيته فحزرته ثلاثين شعرة عددا.
وعند الطّبري أنه الّذي بعده بواحد، وأنه نسب لجدّه.
9043- الهيثم بن ضرار.
قال ابن أبي خيثمة: يقال هو اسم الشماخ، والمعروف فيه أن
اسمه معقل «4» ، قاله أبو الفرج الأصفهاني.
9044- الهيثم بن نصر
بن دهر الأسلميّ.
ذكره الواقديّ فيمن خدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم، وأخرج بسند له عنه، قال:
خدمت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولزمت بابه في
قوم محاويج، فكنت آتيه بالماء من
__________
(1) ذو الحليفة: بضم الحاء وفتح اللام، موضع معروف مشهور
بينه وبين المدينة ستة أميال وقيل سبعة نقله عياض وغيره.
والشام: إقليم معروف يقال مسهلا ومهموزا وشآم بهمزة وبعدها
مدة، نقل الثلاثة صاحب «المطالع» قال الجوهري الشام بلاد،
تذكر وتؤنث ورجل شامي وشآم على فعال وشامي أيضا حكاه
سيبويه وفي تسميتها بذلك ثلاثة أقوال: أحدها: إنها سمّيت
بسام بن نوح لأنه أول من نزلها فجعلت السين تغير اللفظ
الأعجمي والثاني: أنها سميت بذلك لكثرة قراها وتداني بعضها
من بعض فشبهت بالشّامات والثالث أنها سميت بذلك لأنه باب
الكعبة مستقبل المطلع فمن قابل طلوع الشمس كانت اليمن عن
يمينه والشام عن يده الشؤمى. انظر: المطلع 164.
(2) أسد الغابة ت (5426) .
(3) أسد الغابة ت (5424) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 124.
(4) في أ: مغفل.
(6/442)
بئر أبي الهيثم بن التيهان، وكان ماؤها
طيبا، ولقد دخل يوما صائفا على أبي الهيثم، ومعه أبو بكر
... فذكر قصّة.
9045- الهيثم، والد قيس
«1»
. ذكره محمّد بن سلّام الجمحيّ، وابن قانع مختصرا، من طريق
عبد القاهر بن السّري بن قيس بن الهيثم، قال: استعمل- يعني
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جدي الهيثم على صدقات
قومه، فأدّاها إلى أبي بكر. فوفى، وكان الزّبرقان ممن وفي،
فقال أبو بكر الصّديق: وفي بها الزربقان تكرّما، ووفى بها
الهيثم تحرّجا، أو قال تبرعا. قال عبد القاهر:
فقلت له: من حدّثك؟ ففكر ساعة، وقال: حميد عن الحسن. قال
ابن الأثير: هذا هو ابن قيس بن الصلت بن حبيب السلميّ، وهو
عمّ عبد اللَّه بن حازم أمير خراسان.
9046- هيدان بن سيج العبسي.
ذكره الجاحظ في «البيان» ،
وذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للنابغة: «لا
يفضض الله فاك» .
وقال لهيدان بن سيج: رب خطيب من عبس.
وقال لحسان بن ثابت ...
فذكر كرسيجا، ولم يتحرر لي ضبط والده.
9047- الهيكل بن جابر
«2» .
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ،
وأخرج من طريق حماد بن عمرو النصيبي، عن العطاف بن الحسن،
عن الهيكل بن جابر، قال: بينما النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم يطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو
يقول: بحرمة هذا البيت إلّا غفرت لي، فانتهره النبيّ صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر قصّة طويلة وفيها: «إنّ
البخل كفر، والكفر في النّار، ولو صمت وصلّيت خلف المقام
والرّكن ألف عام ثمّ بكيت حتّى تجري من دموعك الأنهار،
وتنبت الأشجار، ثمّ متّ وأنت لئيم إلّا كبك اللَّه على
وجهك في النّار» .
وحماد مذكور بوضع الحديث.
__________
(1) أسد الغابة ت (5425) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، أسد الغابة ت (5427) .
(6/443)
القسم الثاني
الهاء بعدها الراء
9048- هرمي بن عبد اللَّه «1»
: ويقال ابن عتبة، ويقال ابن عمرو الأنصاريّ الخطميّ،
ويقال الواقفيّ.
ذكره أبو موسى في الذّيل،
وأخرج من طريق ابن إسحاق، حدّثني ثمامة بن قيس بن رفاعة،
عن هرمي بن عبد اللَّه- رجل من قومه كان ولد في عهد رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ورأى أصحابه وهم
متوافرون، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:
«من أدرك الجمعة ثمّ لم يأتها كان في الّتي بعدها أثقل ...
» الحديث،
ولهرمي هذا رواية عن خزيمة بن ثابت عند النّسائي، وفي سنده
اختلاف. وقيل فيه عبد اللَّه بن هرميّ، وهو مقلوب، أشار
إلى ذلك البخاري في تاريخه.
الهاء بعدها اللام
9049- هلال بن عامر المنيريّ:
هو ابن سحيم.
لأبيه صحبة، وله رؤية، قاله ابن مندة، وأورد في ترجمته من
طريق وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة في كسوف الشمس،
قاله ابن مندة، وقال غيره: عن هلال بن عامر، يعنى أنّ
قلابة رواه عن هلال بن عامر عن قبيصة لا أنّ هلال بن عامر
هو صحابية. وقد أخرجه أبو داود، من رواية عباد بن منصور،
عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن هلال- أن قبيصة حدثه،
والطّبراني من طريق أنيس بن سوّار، عن أيوب نحوه.
القسم الثالث
الهاء بعدها الألف
9050- هاشم بن حرملة المريّ:
من فرسان الجاهليّة.
أدرك الإسلام، وعاش إلى خلافة عمر. وقرأت في التاريخ
المظفريّ أنّ عمر قال لرجل من بني مرة: إن شئتم أن ترجعوا
إلى نسبكم- يعني في قريش، وكان منهم الحارث بن عوف، وحصين
بن الحمام، وهرم، وخارجة ولدا سنان، وهاشم بن حرملة، وهاشم
هو الّذي مدحه عامر الجعفي بقوله:
__________
(1) أسد الغابة ت (5365) ، الاستيعاب ت (2746) .
(6/444)
أحيا أباه هاشم بن حرملة ... يوم الهباءات
ويوم اليعمله
[الرجز] فلم يعجبه، فزاد فيها:
ترى الملوك حوله مغربله «1» ... يقتل ذا الذّنب ومن لا ذنب
له
[الرجز] فأعجبه وأثابه.
9051- هانئ بن عروة
بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث المرادي
ثم الغطيفي.
مخضرم، سكن الكوفة، وكان من خواص عليّ، ولما بايع أهل
الكوفة مسلّم بن عقيل بن أبي طالب للحسين بن علي نزل على
هانئ المذكور، فلما قدم عبيد اللَّه بن زياد قتل مسلّم بن
عقيل، وقتل هانئ بن عروة.
وذكر ابن سعد بأسانيده إلى الشّعبي وغيره أن مسلما قدم
الكوفة مستخفيا، والنّعمان بن بشير أمير الكوفة، فبلغ يزيد
بن معاوية مسير الحسين بن علي قاصدا الكوفة، فخشي أنّ
النّعمان لا يقاومه، فكتب إلى عبد اللَّه بن زياد- وهو
أمير البصرة يضم إليه إمرة الكوفة، فقدمها وصحبته شريك بن
الأعور الحارثيّ، فنزل شريك على هانئ بن عروة- وتمارض،
فعاده عبيد اللَّه بن زياد، فأرادوا الفتك به، ففطن ورجع
مسرعا، واستدعى بهانئ بن عروة، فأدخل عليه القصر وهو ابن
بضع وتسعين سنة، فعاتبه ثم طعنه بالحربة وحزّ رأسه، ورمى
به من أعلى القصر. والقصّة مشهورة في جزء مقتل الحسين،
والغرض منها قوله: إنه جاوز التسعين، فيكون أدرك من الحياة
النبويّة فوق الأربعين، فهو من أهل هذا القسم، وقد مضى ذكر
أبيه عروة في القسم الثالث أيضا.
9052- هانئ بن معاوية الصدفي.
له إدراك، وشهد فتح مصر، وحجّ مع عثمان، وروى عن عثمان بن
حنيف ذكره ابن يونس.
الهاء بعدها الباء
9053- هبيرة بن أسعد:
بن كهلان السّبائيّ.
له إدراك، وشهد فتح مصر، ذكره ابن يونس، وقال: إن في برقة
بقية من ولده.
__________
(1) في ج: مغرملة.
(6/445)
9054- هبيرة بن أخنس
بن كور بن مولة «1» بن همام بن ضبّ بن كعب بن مالك بن
ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: إنه مخضرم
يقول:
فزعت إليهم دعوة يال مالك ... وقد جعلت دودان قوم تسوّد
[الطويل]
9055- هبيرة بن خالد
بن مسلّم بن الحارث بن مخصف بن حاج، وهو مالك بن الحارث بن
بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السّكون السكونيّ.
له إدراك، وابنه مالك كان شريفا أميرا عند معاوية، وله معه
قصّة في قتل حجر بن عديّ. ذكره ابن الكلبيّ. وقد مضى له
ذكر في ترجمة محمد بن أبي حذيفة.
9056- هبيرة بن مفاضة العامريّ
«2»
. ذكر وثيمة في كتاب «الرّدّة» أنه أرسل إلى بني سليم
يأمرهم بالثبات على الإسلام حين ارتدّت العرب. ذكر
المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» هبيرة بن عامر بن ربيعة بن
عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، هو الّذي
يقال له هبيرة بن المفاضة، والمفاضة أمه، وهي من بني أسد،
وأورد له شيئا من شعره.
9057- هبيرة بن النعمان
بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة بن بدّاء بن سعد بن عمرو
بن ذهل بن مرّان بن جعفيّ بن سعد العشيرة الجعفيّ.
له إدراك، وكان من أمراء عليّ وشهد معه صفّين، واستعمله
على المدائن، وكان شريفا، قاله ابن الكلبيّ.
الهاء بعدها الجيم
9058- هجاس الإياديّ.
قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أدرك الجاهليّة، وأنشد عنه دواد
الإيادي شعرا.
9059- هجالة بن أفلح
بن قيس بن عرعرة الغافقي.
أدرك الجاهليّة، وشهد فتح مصر هو وابناه: عبد اللَّه، وعبد
الرحمن، ومات قديما بعد فتح مصر بقليل. ذكره ابن يونس.
__________
(1) في ج: موالة.
(2) أسد الغابة ت (5346) .
(6/446)
الهاء بعدها الدال
9060- هديل بن هبيرة الثّعلبيّ «1»
. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: مخضرم.
9061- هديل الكاهليّ
«2»
. ذكره سيف في «الفتوح» والطّبريّ في «التّاريخ» ، وأن
خالد بن الوليد أوفده على أبي بكر الصّديق رضي اللَّه عنه
بفتح الحيرة.
9062- هديم الثعلبي:
تقدم ذكره في أديم.
الهاء بعدها الراء
9063- هرم بن حيان العبديّ:
المشهور أنه من كبار التّابعين. وقد تقدّم ذكره في الأوّل.
9064- هرم بن سنان المرّي.
ذكر في ترجمة هاشم بن حرملة، وهرم هذا هو الّذي أصلح بين
بني عبس وبني فزارة بعد أن كادوا يتفانون في الحرب التي
كانت بينهم بسبب داحس والغبراء، وهو الّذي عناه زهير بن
أبي سلمي الشّاعر المشهور والد كعب بن زهير بقوله فيه وفي
رفيقه:
تداركتما عبسا وذبيان بعد ما ... تفانوا ودقّوا بينهم عطر
منشم
«3» [الطويل] ولزهير فيه غرر المدائح. قال ابن الكلبي:
حدثني أبي، قال: عاش هرم حتى أدرك عمر، فقال له: أي
الرّجلين كنت مفضلا: عامر بن الطفيل، أو علقمة بن علاثة؟
فقال: لو قلت ذاك لعادت جذعة. قال عمر: نعم مستودع السر
أنت يا هرم؟
9065- هرم بن قطبة
بن سنان الفزاريّ.
أدرك الجاهليّة وأسلّم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم، وثبت في الرّدة، وذكر وثيمة أنه دعا عيينة بن حصن
إلى الثبات على الإسلام، وقال له: اذكر عواقب البغي يوم
__________
(1) في أ: هذه الترجمة اسمها هدير الضبي.
(2) في أ: هديل الكامل.
(3) ديوانه: 15.
(6/447)
الهباءة، ولجاج الرهان يوم قيس، وهزيمتك
يوم الأحزاب في موعظة طويلة، فلم يقبل منه، ففارقه، وقال
فيه شعرا. وكان هرم بن قطبة يقضي بين العرب في الجاهليّة،
وقد تنافر إليه عامر بن الطّفيل وعلقمة بن علاثة، فاستخفى
منهما. ذكر ذلك أبو عبيدة في كتاب الدّيباج، وقال: أسلم
هرم بن قطبة، وقال عمر في خلافته: لمن كنت حاكما بينهما لو
حكمت؟
فقال: أعفني، فو اللَّه لو أظهرت هذا لعادت الحكومة جذعة،
فقال: صدقت واللَّه، وبهذا العقل أحكمت.
وروى هذه القصّة أبو الحسين الرازيّ والد تمام في فوائده،
من طريق الشّافعي، قال:
حدّثني غير واحد ... فذكرها.
وقال الجاحظ في كتاب «البيان» : أوّل ما رآه عمر أراد أن
يكشفه يستثير ما عنده، لأنه كان دميم الخلقة ملتفا في بتّ
في ناحية البيت، فلما أجابه بهذا الحديث أعجب به، وأورد
قصّة المنافرة مطولة ابن دريد في أماليه من طريق ابن
الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي مسكين، عن أشياخهم.
9066- الهرمزان الفارسيّ.
كان من ملوك فارس، وأسر في فتوح العراق، وأسلم على يد عمر،
ثم كان مقيما عنده بالمدينة، واستشاره في قتال الفرس.
وقال القاضي إسماعيل بن إسحاق: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد،
حدّثنا عباد بن العوام، عن حصين، عن عبد اللَّه بن شدّاد:
قال: كتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى
الهرمزان: « [من محمّد رسول اللَّه. إنّي أدعوك إلى
الإسلام «1» ] «2» ، أسلم تسلم ... »
الحديث.
وقال الشّافعيّ: أنبأنا «3» الثّقفي، وابن أبي شيبة،
حدّثنا مروان بن معاوية، كلاهما عن حميد، عن أنس: حاصرنا
تستر، فنزل الهرمزان على حكم عمر، فقدم به عليه، فاستفخمه،
فقال له: تكلّم، لا بأس، وكان ذلك تأمينا من عمر، هكذا جاء
مختصرا.
ورواها عليّ بن حجر في فوائد إسماعيل بن جعفر مطوّلة، قال:
عن حميد، عن أنس: بعثني أبو موسى بالهرمزان إلى عمر، وكان
نزل على حكمه، فجعل عمر يكلمه، فجعل لا يرجع إليه الكلام،
فقال له: تكلّم. فقال له: أكلام حيّ أم كلام ميّت؟ قال:
تكلّم، لا بأس عليك، قال: كنا وأنتم يا معشر العرب، ما
خلّى اللَّه بيننا وبينكم، نستعبدكم،
__________
(1) سقط في أ.
(2) في أ: أن أسلم.
(3) في أ: أخبرنا.
(6/448)
فلما كان اللَّه معكم لم يكن لنا بكم يدان
... فذكر قصّته معه في تأمينه. قال: فأسلم الهرمزان، وفرض
له عمر.
وقال يحيى بن آدم في كتاب «الخراج» ، عن الحسن بن صالح، عن
إسماعيل بن أبي خالد، قال: فرض عمر للهرمزان في ألفين.
وقال عليّ بن عاصم، عن داود بن أبي هند، عن الشّعبي، عن
أنس: قدم الهرمزان على عمر ... فذكر قصّة أمانه، فقال عمر:
أخرجوه عني، سيّروه في البحر، ثم قال كلاما، فسألت عنه،
فقيل لي: إنه قال: اللَّهمّ اكسر به، فأنزل في سفينة،
فسارت غير بعيد، ففتحت ألواحها فوقعت في البحر، فذكرت
قوله: اكسر به، ولم يقل غرقه، فطمعت في النّجاة، فسبحت،
فنجوت فأسلمت.
وروى الحميديّ في النّوادر، عن سفيان، عن عمرو بن دينار،
عن ابن شهاب، عن عبد اللَّه بن خليفة: رأيت الهرمزان مع
عمر رافعا يديه يدعو ويهلّل.
وأخرج الكرابيسيّ في «أدب القضاء» بسند صحيح إلى سعيد بن
المسيب- أن عبد الرّحمن بن أبي بكر قال لما قتل عمر: إني
مررت بالهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجيّ، فلما رأوني
ثاروا، فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه،
فانظروا إلى الخنجر الّذي قتل به عمر، فإذا هو الّذي وصفه،
فانطلق عبيد اللَّه بن عمر، فأخذ سيفه حين سمع ذلك من عبد
الرحمن، فأتى الهرمزان فقتله، وقتل جفينة، وقتل بنت أبي
لؤلؤة صغيرة، وأراد قتل كلّ سبي بالمدينة، فمنعوه ... فلما
استخلف عثمان قال له عمرو بن العاص: إن هذا الأمر كان،
وليس لك على الناس سلطان، فذهب دم الهرمزان هدرا.
9067- هريم بن جوّاس التميميّ:
أحد بني عامر، من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
له إدراك، وهو مخضرم، وكان يهاجي الأغلب العجليّ الراجز
الماضي ذكره في حرف الألف في القسم الأول. ذكره المرزبانيّ
في معجم الشّعراء، وذكر أنه وافقه بسوق عكاظ، فقال له:
قبحت من سالفة ومن قفا ... عبد إذا ما رسب القوم طفا
فما صفا عدوّكم ولا صفا ... كما شرار البقل أطراف السّفا
[الرجز] فقال له: من أنت؟ ويلك! قال:
(6/449)
أنا غلام من بني مقاعس ... الضّاربين فلك
الفوارس
[الرجز] الأبيات.
9068- هزّال التميميّ.
له إدراك، وله قصّة ذكرها المرزبانيّ، قال: خطب هزّال
التميميّ والمخبل السعديّ الشّاعر إلى الزبرقان ابنته «1»
، فأجاب هزّالا، وترك المخبل، فغضب، وكان هزال قتل جارية
للزبرقان، قال: فهجا المخبل الزبرقان وعيّره بذلك في
أبيات.
9069- هزّال بن الحارث
بن الصعب بن مخرم الخولانيّ.
أدرك الجاهليّة، وشهد فتح مصر، وكان عريفا على قومه لما
دخلوا مصر، ذكره ابن يونس.
9070- هزيل بن شرحبيل الأزديّ الكوفيّ «2»
. ذكره أبو موسى في الذّيل، وقال: يقال: إنه أدرك
الجاهليّة، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التّابعين
ووثّقه.
قلت: وله رواية عن أبي ذر، وابن مسعود، وعثمان، وعلي،
وطلحة، وسعد بن أبي وقّاص، وقيس بن سعد بن عبادة، وغيرهم
من كبار الصّحابة. روى عنه الشّعبي، وأبو إسحاق، وطلحة بن
مصرّف، وعمرو بن مرة، وآخرون. ووثّقه الدّارقطنيّ. وقال
العجليّ:
يعدّ من «3» أصحاب عبد اللَّه بن مسعود.
الهاء بعدها اللام
9071- هلال بن علّفة «4»
: بضم المهملة وتشديد اللام بعدها فاء.
9072- هلال بن وكيع «5»
: بن بشر بن عمرو بن عدس بن دارم.
ذكره أبو عمر في الصّحابة، ولم يذكر مستندا، وقال: إنه قتل
يوم الجمل. وقد تقدم
__________
(1) في أ: ابنتيه.
(2) أسد الغابة ت (5371) .
(3) في أ: في.
(4) تصحيفات المحدثين 909، أسد الغابة ت (5398) ،
الاستيعاب ت (2732) ، تبصير المنتبه 3/ 964.
(5) أسد الغابة ت (5402) ، الاستيعاب ت (2734) .
(6/450)
في ترجمة زيد بن جبلة أنّ هلال بن وكيع وفد
على عمر، فدلّ على أنه لم ير النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم، فهو من أهل هذا القسم.
الهاء بعدها الميم
9073- همدان الصّنعانيّ:
بريد أهل اليمن إلى عمر.
أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وروى عن عمر
قوله: المصلّون أحقّ بالسّواري من المتحدثين إليها. أخرجه
الحميدي في النّوادر، وابن أبي شيبة جميعا، عن وكيع، عن
ربيعة بن عثمان، عن إدريس الصّنعاني، عن همدان.
9074- الهملع بن أعفر التميميّ:
من بني الهجيم.
قال المرزبانيّ في معجم الشّعراء: مخضرم، نزل البصرة، وخطب
إليه الزّبير بن العوّام ابنته فرده، وقال أبياتا منها:
وإنّي لسمح البيع إن صفقت بها ... يميني وأهدت للحواريّ
زينبا
[الطويل]
الهاء بعدها النون
9075- هند بن عمرو
الجمليّ، بفتح الجيم، المرادي.
أدرك الجاهلية، وولاه عمر على نصارى بني تغلب سنة سبع
عشرة، وكان قاتل هند بن عبد اللَّه بن يثربي الضبي، وفي
ذلك يقول:
إن تقتلوني فأنا ابن يثربي ... قاتل عليا وهند الجمليّ
[الرجز] وقتل يوم الجمل مع علي، واستدركه ابن فتحون.
9076- هنيّ:
بالتصغير، مولى عمر.
أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، واستعمله عمر على
الحمى، والرواية بذلك في صحيح البخاريّ: وأخرج ابن سعد عن
الواقديّ، عن عمرو بن عمير بن هني، عن أبيه، عن جده- قال:
لم يحم أبو بكر شيئا من الأرض إلا البقيع، فلما كان عمر
وكثر الناس استعملني على حمى الرّبذة.
وأخرج ابن سعد أيضا، عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال،
عن جعفر بن محمد: سمعت رجلا من الأنصار يحدّث أبي عن هني
مولى عمر أنه كان بصفين، فذكر
(6/451)
قصّة قتل عمار، وذكر له قصة في ذلك مع عمرو
بن العاص.
الهاء بعدها الواو
9077- هوذة بن الحارث
بن عجرة بن عبد اللَّه بن يقظة السلمي، ويعرف بابن
الحمامة، وهي أمه. له إدراك.
ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: حضر العطاء في
أيام عمر بن الخطاب، فدعا أناسا قبله من قومه، فقال:
لقد دار هذا الأمر في غير أهله ... فأبصر أمين اللَّه كيف
يذود
أيدعى خثيم والشّريد أمامنا ... ويدعى رباح قبلنا وطرود
فإن كان هذا في الكتاب فهم إذا ... ملوك بني حرّ ونحن عبيد
«1» [الطويل] قال: فدعا به عمر فأعطاه.
قلت: والأربعة المذكورون من الصحابة فيما أحسب، والشريد هو
ابن السلميّ صحابي مشهور، وكأنهم قدّموا على هوذة لصحبتهم،
وكان هو عند نفسه مقدما عليهم قبل الإسلام كما وقع ذلك
للحارث بن هشام ومن معه، لما رأوا صهيبا وأمثاله يؤذن لهم
قبلهم على عمر.
9078- هوذة «2»
بن عبد اللَّه بن الطفيل، استشهد بأجنادين. ذكره في
التاريخ المظفريّ.
9079- هوذة غير منسوب
«3»
. ذكره ابن عساكر في تاريخه، فقال: أدرك النبي صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم، وشهد بدرا مع المشركين، ثم أسلم بعد،
ووفد على معاوية في خلافته، وأورد له ابن مندة من طريق
رحمة بن عصمة، عن مجالد، عن الشعبي، قال: وفد على معاوية
رجل يقال له هوذة، فقال له معاوية: أشهدت بدرا، قال: نعم
يا أمير المؤمنين، علي لا لي، وكأني أرى بريق سيوفهم كأنها
شعاع الشمس خلل السحاب، قال: فابن كم كنت؟ قال: أنا يومئذ
قمد ممدود
__________
(1) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ترجمة رقم (5416) ،
ومعجم الشعراء للمرزباني: 460.
(2) في أ: هوذ.
(3) أسد الغابة ت (5421) .
(6/452)
مثل صفا الجلمود: القصة، قال أبو نعيم: لا
تصحّ له صحبة، لأنه أسلم بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم.
الهاء بعدها الياء
9080- الهيثم بن الأسود
بن قيس بن معاوية بن سفيان النخعي، يكنى أبا العريان.
جوز أبو عمر أنه الّذي روى عنه حديث السهو، وذكره ابن
الكلبي عن عوانة، وذكر له قصة مع المغيرة بن شعبة لما كان
أمير البصرة في خلافة عمر، فدل على أن له إدراكا. قال ابن
الكلبيّ: كان من رجال مذحج، وقتل أبوه يوم القادسية.
وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان أبو العريان أحد
من شهد على حجر بن عديّ، وبقي حتى علت سنّة. ذكره أبو أحمد
الحاكم في الكنى، وساق من طريق عبد الملك بن عمير، قال:
عاد عمرو بن حريث أبا العريان فقال: كيف تجدك؟ قال: أجدني
قد ابيضّ مني ما كنت أحبّ أن يسودّ، واسودّ مني ما كنت أحب
أن يبيض، وأنشده:
اسمع أنبّيك بآيات الكبر ... تقارب الخطو وسوء في البصر
وقلّة الطّعم إذا الزّاد حضر ... وكثره النّسيان لما يذّكر
[الرجز] وأما تجويز أبي عمر أنه الّذي روى عنه محمد بن
سيرين حديث السهو فيأتي بيان ذلك في الكنى.
9081- الهيثم الحنفيّ.
ذكره وثيمة في كتاب «الرّدّة» ، وذكر له شعرا يدل على أنه
استمر على الإسلام.
وذكر سيف في الفتوح أن أبا بكر كتب إلى خالد: وقد جعلت
بينك وبين الناس شعارا وهو الأذان، فمن أعلنه فدعه، ومن لم
يعلنه فاغزه، وفي ذلك يقول رجل من بني حنيفة، يقال له
الهيثم، وكان جيش خالد بن الوليد أسروه:
أترى خالدا يقتّلنا اليوم ... بذنب الأصيغر «1» الكذّاب
لم ندع ملّة النّبيّ ولا نحن ... رجعنا منها على الأعقاب
[الخفيف] في أبيات، فبلغ ذلك خالدا، فأطلقه، فلما انحدر من
الثنية صرعته دابته فقتلته.
__________
(1) في ب: الأصيفر.
(6/453)
9082- الهيثم
«1»
بن مالك التّنوخي، من بني ساعدة.
له إدراك، قال أبو سعيد بن يونس: شهد فتح مصر، وذكروه في
كتبهم.
القسم الرابع
الهاء بعدها الألف
9083- الهاد»
: ذكر الذهبيّ في التجريد أنّ له في مسند بقي بن مخلد
حديثا، وهذا خطأ، وإنما الحديث عن ابنه شداد بن الهاد
الليثي.
الهاء بعدها الجيم
9084- الهجنع
بن عبد اللَّه بن جندع بن البكاء بن عامر بن صعصعة
العامريّ. ذكره ابن قانع في الصحابة، فأخطأ في ذلك خطأ
فاحشا، وأورد من طريق عقبة بن وهب بن عقبة، عن أبيه- أن
الهجنّع قال: يا رسول اللَّه، ما يحل لنا من الميتة؟
الحديث.
وقوله الهجنع تصحيف، وإنما هو الفجيع، بفاء وبعد الجيم
تحتانية ساكنة. وقد تقدم في حرف الفاء على الصواب. والحديث
عند أبي داود، وقد أخرجه الخطيب في المؤتلف من الطريق التي
أخرجها ابن قانع، فقال: عن الهجنع بن عبد اللَّه، فذكره،
وقال: كذا وقع.
والصواب الفجيع بن عبد اللَّه.
9085- الهجنّع «3»
بن قيس الحارثي.
ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وقال: أورده أبو بكر بن أبي
علي في الصحابة،
وساق من طريق هشيم عن يحيى بن عبد الرحمن، عن هجنع «4» ،
قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من سرّه
أن ينظر إلى عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذرّ» «5» .
انتهى.
وأورده ابن عساكر في ترجمة أبي ذر، من طريق هشيم، وقال:
هذا مرسل.
قلت: وأخرج الطّبرانيّ الحديث المذكور من رواية إبراهيم
الهجريّ، عن عبد اللَّه بن مسعود.
__________
(1) في أ: هيصم.
(2) بقي بن مخلد 597، أسد الغابة ت (5349) .
(3) في أ: الهجيع.
(4) في أ: هجيع.
(5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33231
وعزاه للطبراني عن ابن مسعود- وضعّف.
(6/454)
وقال أبو حاتم الرّازيّ: روى الهجنع عن
عليّ مرسلا، وذكره ابن حبان في أتباع التابعين، وقال: روى
عن إبراهيم النخعي. وذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وقال:
إنه يروي عن حذيفة، وأنه كان ينزل الأشمونين «1» ، قال:
وأحسبه ناقلة من الكوفة، ثم
أخرج من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن رزين أن الهجنع بن
قيس حدّثه أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، ما يكفيني من
الدنيا؟ قال: «ما أشبع جوفك وستر عورتك» .
الهاء بعدها الدال
9086- هديل «2»
: ذكره أبو موسى في الذيل،
وأخرج من طريق ابن أبي الدنيا بسنده إلى أبي السوداء، عن
أبي سابط، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله
وسلم: «لو ترك شيء لشيء، لترك الهديل لأبويه» .
قلت: توهم أبو موسى أن الهديل هذا اسم رجل، وليس كذلك،
وإنما هو اسم جنس، وهو بفتح الهاء بوزن عظيم: الفرخ الصغير
الذكر من الحمام، والمراد بذكره هنا ضرب المثل، قال ذو
الرمة الشاعر:
قلت أتبكي ذات طوق تذكّرت ... هديلا وقد أودى الهديل قديما
[الطويل]
الهاء بعدها الراء
9087- هرماس:
بن حبيب العنبريّ.
قال ابن حبّان: له صحبة، هكذا أورده عقب هرماس بن زياد،
وهو خطأ، فإن البخاريّ ذكر عقب ترجمة هرماس بن زياد هرماس
بن حبيب، لكن قال: روى عن أبيه عن جده، روى عنه النضر بن
شميل، وهذا هو الصّواب. وهرماس بن حبيب من أتباع التابعين،
اختلف في اسم جده.
9088- هرم بن مسعدة:
من بني عدي بن بجاد.
ذكره ابن شاهين، عن ابن الكلبيّ، وصحف اسمه واسم أبيه،
وإنما هو هدم، بالدال،
__________
(1) أشمون: بالنون وأهل مصر يقولون الأشمونين وهي مدينة
قديمة أزلية عامرة آهلة إلى هذه الغاية وهي قصبة كورة من
كور الصعيد الأدنى غربي النيل ذات بساتين ونخل كثير سميت
باسم عامرها وهو أشمن ابن مصر بن بيصر بن حام بن نوح.
انظر: معجم البلدان 1/ 237، 238.
(2) أسد الغابة ت (5354) .
(6/455)
ابن مسعدة، أحد الوفد التسعة من بني عبس،
كذا ذكره ابن الكلبيّ على الصواب، وتبعه الرشاطيّ وغيره،
وقد تقدم في الأول.
الهاء بعدها الزاي
9089- هزال بن مرة الأشجعيّ:
ذكره الأزرقي في الصحابة، قاله أبو عمر.
قلت: وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو هلال بن مرة، كما مضى
في الأول.
9090- هشام بن عتبة بن أبي
وقاص:
تقدم أن الصواب هاشم، كما مضى في الأول.
9091- هشام بن قتادة الرهاوي
«1»
. ذكره البغويّ، ويحيى بن يونس، وأبو نعيم تبعا لغلط وقع
لبعض الرواة في إسقاط ذكر أبيه من السند.
قال البغويّ: حدثنا أبو بكر بن زنجويه، حدثنا علي بن بحر،
حدثنا قتادة بن الفضيل بن عبد اللَّه بن قتادة، حدثنا أبي،
حدثنا عمي هشام بن قتادة، قال: لما عقد لي النبي صلى
اللَّه عليه وآله وسلم على قومي أخذت بيده فودعته. قال أبو
موسى في الذيل:
رواه غيره عن علي بن بحر- يعني بهذا السند- إلى هشام بن
قتادة، فقال: عن أبيه، قال:
لما عقد لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
قلت: وهذا هو الصواب، فقد أخرجه أحمد بن أبي خيثمة، عن علي
بن بحر كذلك، وكذا أخرجه البخاريّ عن أحمد بن أبي طالب عن
قتادة بن الفضل، وكذا هو في الطبراني من وجه آخر عن علي بن
بحر. وذكر البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وغيرهم-
هشام بن قتادة في التابعين.
9092- هشام بن المغيرة:
بن العاص «2» .
ذكره يحيى بن يونس، والمستغفري في الصحابة، وتبعهما أبو
موسى في الذيل،
وأخرجوا من طريق أبي غسان، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن
عمرو بن هشام، عن جديه: عمرو، وهشام، قالا: قال رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّما نزل القرآن
يصدّق بعضه بعضا ... » الحديث.
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، أسد الغابة ت (5382) ،
الجرح والتعديل 21/ 68.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، الجرح والتعديل 9/ 68،
الطبقات الكبرى 1/ 127- 8/ 153، أسد الغابة ت (5383) .
(6/456)
وقوله في السند: عن عمرو بن هشام غلط،
وإنما هو عمرو بن شعيب، وجداه عمرو وهشام هما ابنا العاص
بن وائل. وذكر المغيرة بن هشام والعاصي في الترجمة زيادة
لا حاجة إليها.
وقد مضى الحديث في ترجمة هشام بن العاص، من رواية سويد بن
سعيد، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب، عن
أبيه، عن جده، قال: كنت أنا وأخي هشام بباب حجرة النبي صلى
اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر القصة.
الهاء بعدها اللام
9093- هلال بن الحارث:
أبو الحمل «1» ، مشهور بكنيته.
هكذا أورده ابن عبد البرّ، ثم أعاده في الكنى، ونسبه
العباس بن محمد عن ابن معين وصحفه في الموضعين تصحيفا
شنيعا، وإنما هو أبو الحمراء، بفتح المهملة وسكون الميم
بعدها راء ثم ألف، وقد تعقبه عليه أصحابه وأتباعهم، والأمر
فيه أشهر من ذلك، وباللَّه التوفيق.
9094- هلال بن الحكم
«2»
. ذكره المستغفريّ، وأورد من طريق علي بن سلمة، عن عبد
الملك بن عمرو، عن فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار،
عن هلال بن الحكم، قال: لما قدمت على النبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم علمت أمورا من أمور الإسلام، فكان فيما
علمت أن أشمّت من عطس إذا حمد اللَّه تعالى ... الحديث،
وفيه قصة في تشميت العاطس وهو يصلّي.
قال أبو موسى في «الذيل» : هذا الحديث يعرف بمعاوية بن
الحكم إلا أن هذا الرّاوي وهم فيه.
قلت: ولم يعيّنه وهو عليّ بن سلمة، فقد أخرجه أبو داود، عن
محمد بن يونس النسائي، عن عبد الملك بن عمرو بهذا السند،
فقال: عن معاوية بن الحكم، وهو عند مسلم والنسائي من طريق
يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن علي كذلك.
9095- هلال بن ربيعة
«3»
. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عبد الرحمن بن بشير، عن
ابن إسحاق، عن عبد
__________
(1) الثقات 3/ 435، أسد الغابة ت (5390) ، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 121، الاستيعاب ت (2729) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، أسد الغابة ت (5391) .
(3) أسد الغابة ت (5393) .
(6/457)
اللَّه بن أبي بكر، عن هلال بن ربيعة، قال:
أصبت سيف ابن عائذ المخزومي فألقيته في النفل، فرآه الأرقم
بن أبي الأرقم المخزومي، فسأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم فيه، فأعطاه إياه.
قال أبو نعيم: صوابه مالك بن ربيعة، وهو أبو أسيد
الساعديّ، ثم ساقه من طريق إبراهيم بن سعد، عن إسحاق كذلك.
قلت: ليت ابن مندة سكت على ذلك مع سعة اطلاعه.
9096- هلال بن عامر.
ذكره ابن مندة في الصحابة، ووهم فيه وهما فاحشا، فإنه ظنه
صحابيا، وإنما هو اسم قبيلة معروفة نسبوا إلى جدهم هلال بن
عامر.
وقد تقدم بيان ذلك في نمير بن عامر من حرف النون.
9097- هلال بن عامر المزني
«1»
: آخر.
ذكره جعفر المستغفريّ ووهم فيه، فإنه تابعي، فأورد من طريق
عبدة عن محمد بن عبيد الطنافسي: سمعت شيخا من بني فزارة
يحدّث عن هلال بن عامر المزني، وغيره، قال: رأيت رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على بغلة شهباء أو على
بعير ... الحديث.
قلت: تبعه أبو موسى في الذيل، وإنما رواه هلال بن عامر عن
أبيه عن رافع بن عمر، وأخرجه أحمد عن محمد بن عبيد كذلك،
عن أبي معاوية، عن هلال بن عامر، عن أبيه، وأبو داود،
والنسائي، من طريق مروان بن معاوية، عن هلال، عن رافع،
وتابع أبا معاوية يعلى بن عبيد ويحيى القطان وغيرهما، وهي
الراجحة.
الهاء بعدها الميم
9098- همام «2»
: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
أخرج أبو موسى من طريق جعفر المستغفري، عن البردعيّ- أن
أبا الزبير روى عن همام مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، إن امرأتي لا
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 122، الجرح والتعديل 9/ 74،
تقريب التهذيب 2/ 324، تهذيب التهذيب 11/ 81، خلاصة تذهيب
3/ 119، الكاشف 3/ 227، تهذيب الكمال 3/ 1452، التاريخ
الكبير 8/ 206، أسد الغابة ت (5397) .
(2) أسد الغابة ت (4506) .
(6/458)
تردّ يد لامس ... الحديث ... وهو تصحيف،
وإنما هو هشام كما تقدّم في الأول.
الهاء بعدها النون
9099- هنّاد:
وجدته في جزء أبي إسحاق بن أبي ثابت بسنده إلى العرزميّ،
وهو محمد بن عبيد العرزميّ، عن عبيد اللَّه بن عبيد اللَّه
بن هناد، عن أبيه، قال: زوج هناد ابنته فضرب عليها
بالغربال ... الحديث.
وهو تصحيف، وإنما هو هبار، بموحدة وآخره. وقد تقدم على
الصواب. في الأول.
9100- هنيدة
بن مغفل الغفاريّ «1» .
ذكره ابن حبّان في الصحابة، فقال: له صحبة، سكن مصر،
وأحسبه هبيب بن مغفل.
قلت: هو كما ظن، وكأنه وجده في موضع على الصواب فذكره، ثم
وجده في آخر على الخطأ فذكره احتياطيا، وهو واحد بلا ريب.
وأبو مغفل، بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الفاء.
الهاء بعدها الواو
9101- هوذة «2»
: بن قيس بن عبادة بن دهيم الأنصاريّ.
ذكره ابن شاهين وابن مندة ووهما فيه، وإنما الصحبة لولده
معبد، فأخرج ابن شاهين، من طريق صالح بن زريق، عن علي بن
ثابت، عن عبد الرحمن بن معبد بن هوذة، عن أبيه، عن جده.
وأخرج ابن مندة، من طريق النّفيلي، عن علي بن ثابت، عن عبد
الرحمن بن النعمان بن هوذة، عن أبيه، عن جده- أن رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر بالإثمد المروّح،
وقال: «ليتّقه الصّائم» .
والصواب ما أخرجه أحمد وأبو داود وابن قانع من طرق، عن علي
بن ثابت، عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة، عن
أبيه عن جده، فسقط من الرواية الأولى في نسب الراويّ
النعمان، ومن الثانية معبد، نبه عليه العلائي، فالصحبة
لمعبد بن هوذة.
وقد اغتر ابن الأثير بما ذكره ابن مندة، فأخرج الحديث في
هذه الترجمة من مسند
__________
(1) الثقات 3/ 438.
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 124، التاريخ الكبير 8/ 246،
أسد الغابة ت (5420) .
(6/459)
أحمد، وساقه على سياق ابن مندة، فوهم،
وإنما هو في المسند بإثبات النعمان في السند.
9102- هوذة العصريّ.
ذكره ابن قانع فوهم فيه وهما ظاهرا، فإنه أورد في ترجمته
حديثا من طريق هوذة العصري عن جده، فما أدري كيف غفل حتى
جعل هوذة صحابيا، وإنما الصحبة لجده، وهو جدّه لأمه، واسمه
مرثد بن جابر، كما تقدم في حرف الميم.
الهاء بعدها الياء
9103- الهيثم بن الربيع:
أبو حية النميري. يأتي في الكنى.
9104- الهيثم بن مالك الطائيّ.
تابعيّ من أهل الشام، أرسل حديثا فظنه بعضهم صحابيا،
فأورد إبراهيم الحربيّ من طريق صفوان بن عمرو، عن الهيثم
بن مالك، قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله
وسلم تشكو زوجها، فقال: «أتريدين أن تزوجي ذا جمة فينشأ
على كل خصلة منها شيطان!» .
وهذا مرسل صحيح السند.
وأخرج البيهقيّ من طريق الهيثم بن مالك أيضا أن النبي صلى
اللَّه عليه وآله وسلم خطب فبكى رجل، فقال النبي صلى
اللَّه عليه وآله وسلم، «لو شهدكم اليوم كلّ مؤمن عليه من
الذّنوب كأمثال الجبال الرّواسي لغفر لهم ببكاء هذا
الرّجل، وذلك أنّ الملائكة لمّا يبكي تدعو وتقول: اللَّهمّ
شفع البكّاءين فيمن لم يبك» .
وذكره البخاريّ وابن حاتم وغيرهما في التّابعين. واللَّه
أعلم.
(6/460)
|