الإصابة في
تمييز الصحابة حرف الواو
القسم الأول
لواو بعدها الألف
9105- وابصة بن معبد
«1»
: بن عتبة بن الحارث بن مالك بن الحارث بن قيس بن كعب بن
سعيد «2» بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة
الأسديّ.
وقال أبو حاتم: هو وابصة بن عبيدة، ومعبد لقب. أبو سالم،
ويقال أبو الشعثاء، يقال أبو سعيد «3» .
وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سنة تسع، وروى عن
النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن ابن مسعود، وأم قيس
بنت محصن، وغيرهم. روى عنه ولداه: سالم، وعمر، وزر بن
حبيش، وشداد مولى عياض وراشد بن سعد، وزياد بن أبي الجعد،
وغيرهم.
ونزل الجزيرة فروى أبو علي الحراني في تاريخ الرقة من طريق
عبيد اللَّه بن عمرو الرقي، حدثني أبو عبد اللَّه الرقي،
وكان من أعوان عمر بن عبد العزيز، قال: بعث معي عمر بمال،
وكتب إلى وابصة يبعث معي بشرط يكفّون الناس عني، وقال: لا
تفرقه إلا على نهر جار، فإنّي أخاف أن يعطشوا.
__________
(1) أسد الغابة ت (5428) ، الاستيعاب ت (2775) ، الثقات 3/
431- الطبقات 35، 128، 318، تقريب التهذيب 2/ 328، تلقيح
فهوم أهل الأثر 369، الكاشف 3/ 232- الجرح والتعديل 9/ 47،
تجريد أسماء الصحابة 5/ 125، التاريخ الكبير 8/ 187، تاريخ
أبي زرعة 2/ 686، حلية الأولياء 2/ 23، تهذيب التهذيب 11/
100، الطبقات الكبرى 1/ 292، تهذيب الكمال 3/ 1457، تراجم
الأحبار 4/ 203، البداية والنهاية 5/ 88، علوم الحديث لابن
الصلاح 295، بقي بن مخلد 179، مشاهير علماء الأمصار 53.
(2) في أ: سعد.
(3) في أ: سعد.
(6/461)
قال أبو عليّ: ولا أظن هذا إلا وهما، لأن
وابصة ما عاش إلى خلافة عمر بن عبد العزيز. انتهى.
وهو كما ظنّ. وقال: لعله كان في الأصل: إن ابن وابصة.
9106- وابصة بن خالد:
بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ.
ذكره هشام بن الكلبيّ في المؤلّفة قلوبهم، وهو في أواخر
كتابه في المثالب.
9107- واثلة بن الأسقع
«1»
: بن كعب بن عامر، من بني ليث بن عبد مناة- ويقال ابن
الأسقع بن عبد اللَّه بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد
بن ليث. وصحح ابن أبي خيثمة أنه واثلة بن عبد اللَّه بن
الأسقع، كان ينسب إلى جدّه، ويقال الأسقع لقب، واسمه عبد
اللَّه.
قال الواقديّ: يكنى أبا قرصافة. وقال غيره: يكنى أبا
الأسقع، ويقال أبو محمد، ويقال أبو الخطاب، ويقال أبو
شداد، ووهم البخاري في ذلك.
أسلم قبل تبوك، وشهدها. وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم، وعن أبي مرثد، وأبي هريرة، وأم سلمة، وعنه
ابنته فسيلة، ويقال خصيلة، وأبو إدريس الخولانيّ، وشداد
أبو عمار، وبشر بن عبيد اللَّه، ومكحول، ومعروف أبو
الخطاب، وآخرون.
قال ابن سعد: كان من أهل الصّفة، ثم نزل الشّام. قال أبو
حاتم: شهد فتح دمشق وحمص وغيرهما. قال ابن سميع: مات في
خلافة عبد الملك وأرخه إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن خالد،
سنة ثلاث وثمانين، وزاد: أنه كان حينئذ ابن مائة وخمس
وستّين سنة.
وقال أبو مسهر وغيره: مات سنة خمس وثمانين، وفيها أرّخه
الواقديّ، وزاد: وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وهو آخر من مات
بدمشق من الصّحابة.
9108
- واثلة «2» بن الخطّاب:
القرشي.
قال أبو الحصين «3» الرّازيّ: والد تمام: صحابي من رهط
عمر، ذكر ذلك ابن عساكر عنه عن شيوخه الدمشقيين بأسانيدهم-
أنّ الدّار المعروفة بدار واثلة في رحبة حمام خالد دار
__________
(1) الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 544، تاريخ ابن عساكر 17/
353، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 142، تهذيب الكمال 1456،
تاريخ الإسلام 3/ 310، العبر 1/ 99، تذهيب التهذيب 4/ 127،
غاية النهاية ت (3797) ، تهذيب التهذيب 11/ 101، خلاصة
تذهيب الكمال 350، شذرات الذهب 1/ 95، خزانة الأدب 3/ 343،
أسد الغابة ت (5429) ، الاستيعاب ت (2775) .
(2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، أسد الغابة ت (5430) .
(3) في أ: الحسين.
(6/462)
واثلة بن الخطاب العدويّ، عدي قريش، فذكره
وترجم له أبو القاسم البغويّ، ولم يذكر له شيئا.
وذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ، وجعفر المستغفريّ، وأوردا
من طريق إسماعيل ابن عياش، عن مجاهد بن فرقد الصنعاني، عن
واثلة بن الخطّاب القرشيّ، قال: دخل رجل المسجد، فلما رآه
النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تزحزح له، فقال: يا رسول
اللَّه، إن في المكان سعة، فقال:
«إنّ للمسلم على المسلم إذا رآه أن يتزحزح له» .
قال أبو موسى: سمّاه زفر بن هبيرة عن إسماعيل، عن مجاهد بن
رومي- ابن فرقد، كذا أخرجه ابن قانع.
وأخرجه أبو بكر بن أبي عليّ في الصّحابة، وأورد حديثه من
طريق قتيبة بن مهران، عن إسماعيل، فقال: عن مجاهد بن فرقد،
عن واثلة بن الخطاب، قال أبو موسى: وأظنه صحّفه.
قلت: إنما صحّف والد الصّحابي المشهور، وأما والد مجاهد
فأصاب فيه، فقد قال هنّاد بن السّري، عن إسماعيل، عن مجاهد
بن فرقد. وأخرجه البيهقيّ في الأدب من طريق الفريابي،
حدّثنا مجاهد أبو الأسود، عن واثلة بن الخطاب.
9109- واثلة بن عبد اللَّه:
بن عمرو الليثيّ، والد أبي الطّفيل عامر.
تقدم نسبه في ترجمة ولده عامر في حرف العين، وذكره
البغويّ، وأورد له من طريق عمر بن يوسف الثقفيّ، عن أبي
الطّفيل، عن أبيه أو جدّه، قال: رأيت الجحر الأسود أبيض،
وكان أهل الجاهليّة إذا نحروا بدنهم لطخوه بالفرث والدّم.
قال أبو موسى بعد تخريجه: هذا حديث عجيب.
9110- وازع:
قال أبو نصر «1» بن ماكولا: قيل له صحبة ورواية عن النبيّ
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه ابنه ذريح، كذا
استدركه ابن الأثير مختصرا. وقد
ذكره الخطيب في المؤتلف من طريق أبي نجبة، بفتح النّون
والجيم والموحدة، السكونيّ، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي
الوازع ذريح بن الوازع، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «النّظر إلى
المصحف عبادة» «2» .
__________
(1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، ذيل الكاشف 1625، الإكمال
7/ 387، أسد الغابة ت (5433) .
(2) أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 179.
(6/463)
قلت: ولهذا المتن طريق أخرى أوردها أبو
نعيم من حديث عائشة بسند واه، ولفظه:
كتاب اللَّه بدل «المصحف» .
9111- وازع العبديّ:
والد أم أبان.
تقدم بيان الاختلاف في حديثه في ترجمة أبيه الوازع، وقد
ذكره في الصّحابة أحمد، وابن قانع، وأبو بكر بن أبي عليّ،
وآخرون.
9112- وازم بن زر الكلبي
«1»
. ذكره يحيى بن يونس، والمستغفريّ، وأوردا من طريق محمد بن
يزيد بن زبان بن واسع بن علي بن وازم بن زرّ الكلبيّ، وكان
الوازم أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وسمّاه
ابن مندة ودان كما سيأتي، وذكره ابن ماكولا.
9113- واسع بن حبّان «2»
: بن منقذ الأنصاريّ.
قال العدويّ: شهد بيعة الرّضوان والمشاهد بعدها، وقتل يوم
الحرّة.
قلت: وهذا غير الرّاوي فيما أظن، لأنه مشهور في التابعين،
وحديثه في صحيح مسلم، وقد فرّق بينهما ابن فتحون في ذيل
الاستيعاب.
9114- واسع السّلمي:
أحد الوفود «3» من بني سليم.
ذكره العبّاس بن مرداس في الأبيات التي تقدّمت في ترجمة
المقنّع.
9115- واقد بن الحارث:
أبو الحارث «4» .
قال البغويّ: قال محمد بن إسماعيل: له صحبة. وقال ابن
مندة: أنصاري، عداده في أهل مصر. وقال ابن المبارك في
الزّهد: حدثنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن عبد
الكريم بن الحارث، عن قيس بن رافع، قال: اجتمع ناس من
أصحاب رسول اللَّه
__________
(1) أسد الغابة ت (5434) .
(2) الاستبصار 87، 339، الطبقات 236، 252، تقريب التهذيب
2/ 328، شذرات الذهب 1/ 71، الكاشف 3/ 232، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 125، الجرح والتعديل 9/ 48، التاريخ الكبير 8/
190، تهذيب الكمال 3/ 457، الصبر 68، تهذيب التهذيب 11/
102، المعرفة والتاريخ 1/ 298، مشاهير علماء الأمصار 78،
تهذيب الأسماء واللغات 2/ 143، تحفة الأشراف 13/ 410، جامع
التحصيل 364، 2/ 328، تاريخ الإسلام 3/ 496، أسد الغابة ت
(5435) .
(3) في أ: الوفد.
(4) أسد الغابة ت (5437) ، الاستيعاب ت (2751) .
(6/464)
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند ابن عباس،
فتذاكروا الخير فرقوا، وواقد بن الحارث ساكت، فقالوا: ألا
تتكلم! فلعمري ما أنت بأصغرنا سنّا. فقال: أسمع القول،
فالقول قول خائف، وانظر الفعل فالفعل فعل آمن.
9116- واقد بن سهل
الأنصاريّ الأشهليّ.
ذكره الأمويّ في المغازي عن أبي إسحاق فيمن استشهد
باليمامة.
9117- واقد بن عبد اللَّه:
بن عبد مناف بن عرين «1» بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن
مالك بن زيد مناة بن تميم التميميّ الحنظليّ اليربوعي «2»
، حليف بني عديّ بن كعب.
قال موسى بن عقبة في «المغازي» : واقد، ويقال وقدان، شهد
بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدّثني يزيد بن رومان، عن
عروة بن الزّبير، قال:
بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عبد اللَّه بن
جحش إلى نخلة ... فذكر القصّة، وفيها: فلما رآهم القوم
أشرف لهم واقد بن عبد اللَّه، وكان قد حلق رأسه، فلما رأوه
قالوا:
عمار، ليس عليكم منه بأس، فأتمر بهم أصحاب رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاجتمع القوم على قتالهم،
فرمى واقد بن عبد اللَّه عمرو بن الحضرميّ بسهم فقتله،
فنزلت:
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ... [البقرة 217]
الآية.
وأخرج أبو نعيم هذه القصّة من طريق أبي سعد البقال، عن
عكرمة، عن ابن عباس مطوّلة.
وكذا أخرجها الطّبريّ من طريق أسباط بن نصر عن السّديّ.
وقال أبو عبيدة: كانت بنو يربوع تفتخر بأنّ منهم أول من
قتل قتيلا بالإسلام من المشركين، وفي ذلك يقول عمر بن
الخطاب:
سقينا من ابن الحضرميّ رماحنا ... بنخلة لمّا أوقد الحرب
واقد
«3» [الطويل] وقال عبد العزيز بن المختار، عن علي بن يزيد،
عن سعيد بن المسيّب، قال: قال لي
__________
(1) في أ: عدي.
(2) أسد الغابة ت (5440) ، الاستيعاب ت (2754) .
(3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (5439) ،
والاستيعاب ترجمة رقم (2752) ، سيرة ابن هشام 1/ 605.
(6/465)
ابن عمير: سميت ابني سالما بسالم مولى أبي
حذيفة، وسميت ابني واقدا بواقد بن عبد اللَّه اليربوعيّ.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: مات واقد هذا في أول خلافة
عمر.
9118- واقد «1»
: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ذكره الحسن بن سفيان في مسندة، والطّبرانيّ في معجمه،
وأخرجا من طريق زاذان عن واقد مولى رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم: «من أطاع اللَّه فقد ذكر اللَّه،
وإن قلّت صلاته وصيامه» - الحديث.
9119- واقد الليثيّ «2»
: يكنى أبا مراوح.
ذكر ابن مندة، عن أبي داود- أن له صحبة.
وأخرج من طريق ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أسلم،
عن واقد أبي مراوح الليثي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم قال: «قال اللَّه عزّ وجلّ: إِنَّا
أَنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ
الزَّكَاةِ» .
9120- وائل بن حجر»
: بضم المهملة وسكون الجيم، ابن ربيعة بن وائل بن يعمر.
ويقال ابن «4» حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن النعمان بن
ربيعة بن الحارث ابن سعد بن عوف بن عديّ بن مالك بن شرحبيل
بن مالك بن مرة بن حمير بن زيد الحضرميّ.
كان أبوه من أقيال اليمن، ووفد هو على النبيّ صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم، واستقطعه أرضا فأقطعه إياها، وبعث معه
معاوية ليتسلمها في قصّة له معه معروفة.
قال ابن سعد: نزل الكوفة، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم، روى عنه ابناه: علقمة، وعبد الجبار، وزوجه أم
يحيى، ومولى لهم، وكليب بن شهاب، وحجر بن عنبس وآخرون.
ومات وائل في خلافة معاوية.
وقال أبو نعيم: أصعده النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم
على المنبر، وأقطعه، وكتب له
__________
(1) العقد الثمين 7/ 411، الاستيعاب ت (2753) ، تجريد
أسماء الصحابة 2/ 126، أسد الغابة ت (5438) .
(2) أسد الغابة ت (5441) .
(3) مسند أحمد 4/ 315، طبقات خليفة 73 و 133، التاريخ
الكبير 8/ 175- الجرح والتعديل 9/ 42، تاريخ ابن عساكر 17/
363/ 1، تهذيب الكمال 1458، تهذيب التهذيب 11/ 108، خلاصة
تذهيب الكمال 415، أسد الغابة ت (5443) ، الاستيعاب ت
(2774) .
(4) في أ: يقال ابن زهر بن حجر.
(6/466)
عهدا، وقال: هذا وائل سيّد الأقيال. ثم نزل
وائل الكوفة وعقبه بها.
وقال ابن حبّان: كان بقية أولاد الملوك بحضرموت، وبشّر به
النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل موته، وأقطعه أرضا،
وبعث معه معاوية، فقال له: أردفني، فقال: لست من أرداف
الملوك، فلما استخلف معاوية قصده فتلقّاه وأكرمه. قال
وائل: فوددت لو كنت حملته بين يدي.
9121- وائل بن أفلح «1»
: يقال: إنها لقب أبي القعيس.
أخرج ابن خزيمة في صحيحه، وابن مندة من طريقه، ثم من رواية
يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة- أن أبا قعيس وائل بن أفلح
استأذن على عائشة ... الحديث.
وأخرج ابن مندة أيضا من رواية أبي حريز، عن الحكم بن عيينة
«2» - أن عراك بن مالك حدّثه أن أفلح دخل على عائشة
فاحتجبت منه، وكانت امرأة وائل أبي القعيس قد أرضعت عائشة.
قال ابن مندة: رواه شعبة وغيره عن الحكم، عن عراك، عن
عروة، عن عائشة- أنّ أفلح أبا القعيس جاء يستأذن على عائشة
... الحديث. قال: وهذا هو الصّواب.
قلت: الّذي يصحّ من رواية شعبة وغيره أن أفلح أخ لأبي
القعيس، فأبو القعيس إن كان اسمه وائلا صحّت هذه الترجمة.
9122- وائل بن رئاب
بن حذيفة بن مهشم بن سعيد «3» بن سهم القرشيّ السهميّ.
له ولأخويه معمر وحبيب صحبة، وقد أغفلهم أكثر من صنّف في
الصّحابة، وثبت ذكرهم في خبر قويّ أخرجه الفاكهيّ ويعقوب
بن شيبة والدّارقطنيّ، وغيرهم من طريق حسين المعلم، عن
عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: تزوّج رئاب بن حذيفة
السّهمي أمّ وائل بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذيفة بن
جمح، فولدت له ثلاثة أولاد:
وائلا، ومعمرا، وحبيبا، وماتت أمّهم فورثها بنوها رباعها
ومواليها، قال: فخرج بهم عمرو- أي ابن العاص- إلى الشام،
فماتوا- أي الثلاثة- في طاعون عمواس، فورثهم عمرو بن
العاص، وكان عصبتهم. قال: فلما رجع جاء بنو معمر وبنو حبيب
يخاصمونه في ولاء مواليهما،
فقال عمر: لأقضينّ بينكم بما سمعت من رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وآله وسلّم، يقول: «ما أحرز الولد فهو العصبة
من كان» .
قال: فقضى لنا به عمر، وكتب لنا به كتابا، وفيه شهادة
__________
(1) أسد الغابة ت (5444) .
(2) في أ: عتبة.
(3) في أ: سعد.
(6/467)
عبد الرحمن بن عوف، وزيد بن ثابت، وآخر.
قال: فكنا على ذلك حتى استخلف عبد الملك بن مروان، فتوفّي
مولى لنا وترك ألف دينار، فخاصمونا إلى هشام بن إسماعيل،
فرفعنا إلى عبد الملك، فأتيته بكتاب عمر، فقال: ما كنت أرى
بلغ بأهل المدينة أن يشكّوا في هذا القضاء.
ولم تقع تسميتهم في رواية يعقوب بن شيبة. وكذا أخرجه أبو
داود من طريق حسين المعلم، ولم يسمّهم، ووقع في آخره عنده:
قال عبد الملك: هذا من القضاء الّذي ما كنت أراه، ولم يذكر
ما بعده، والصواب إثباته، وتقديره ما كنت أراه ينسى.
الواو بعدها الباء
9123- وبر
بن «1» مشهّر الحنفيّ.
قال البخاريّ، وابن السّكن، وابن حبّان: له صحبة. وأخرج هو
وابن أبي عاصم وابن السّكن والطّبرانيّ من طريق حاجب بن
قدامة، عن عيسى بن خيثم، عن وبر بن مشهّر الحنفي- أنه
أخبره أنّ مسيلمة بعثه هو وابن النواحة وابن الشعاف
الحنفيّ، حتى قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلّم، قال وبر: وهما كانا أسنّ مني، فتشهدا ثم شهدا لرسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه رسول اللَّه، وأنّ
مسيلمة من بعده، قال: فأقبل عليّ فقال: بهم نشهد يا غلام؟
فقال: أشهد بما شهدت به، وأكذّب بما كذبت به، قال: فإنّي
أشهد عدد تراب الدهناء أنّ مسيلمة كذّاب.
قال وبر: شهدت بما شهدت به، فأمر بهما فأخرجا، وأقام وبر
بن مشهّر عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يتعلم
القرآن حتى قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ورجع
صاحباه.
9124- وبر:
بن يحنّس الكلبيّ «2» .
قال ابن حبّان: يقال له صحبة. وقال الواقديّ: وفي سنة عشر
قدم وبر بن يحنّس على الأبناء عند النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم، فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن وبعث
إلى فيروز الدّيلميّ فأسلم وإلى مركبود فأسلم، وكان ابنه
عطاء أول من جمع القرآن- يعني باليمن.
وقال ابن فتحون: ذكره الواقديّ فيمن أسلم من أهل سبإ.
وأخرج ابن السّكن وابن
__________
(1) الثقات 3/ 429، أسد الغابة ت (5446) ، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 126، التاريخ الكبير 8/ 183، الاستيعاب ت
(2755) ، الإكمال 7/ 245، 386، تبصير المنتبه 4/ 1286،
1467.
(2) أسد الغابة ت (5447) ، الاستيعاب ت (2754) ، الثقات 3/
429، طبقات فقهاء اليمن 26، 49، العقد الثمين 7/ 385.
(6/468)
مندة من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن
الذّماريّ، عن سليمان بن وهب، عن النّعمان بن بزرج أن وبر
بن يحنّس، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم: «إذا قدمت صنعاء فأت مسجدها الّذي بحيال الضّبيل
جبل بصنعاء فصلّ فيه» ،
زاد ابن السكن في روايته. فلما قتل الأسود الكذّاب قال
وبر: هذا الموضع الّذي أمرني به رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وآله وسلم أن أصنع فيه المسجد. قال ابن مندة: تفرد به
الذّماريّ.
9125- وبرة بن سنان الجهنيّ.
ذكره أبو العبّاس الضّرير في مقامات التنزيل، ويقال: إنه
الّذي نازع جعالا الغفاريّ أجير عمر بن الخطّاب في حوضه،
ونزل فيهما: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ
مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ... [الحجرات 13] الآية.
9126- وبرة بن قيس الخزرجي.
ذكر الرّشاطيّ في الأنساب في ترجمة الأشعثي- أنّ الأشعث بن
قيس لما خرج من عند أبي بكر بعد أن زوّجه أخته سلّ سيفه،
فلم يبق في السوق ذات أربع من بعير وفرس وبغل وشاة وثور
إلا عقرها، فقيل لأبي بكر: إنه ارتد، فقال: انظروا أين هو
فإذا هو في غرفة من غرف الأنصار، والناس مجتمعون إليه، وهو
يقول: هذه وليمتي، ولو كنت ببلادي لأولمت مثل ما يولم
مثلي، فيأخذ كلّ واحد مما وجد، واغدوا تجدوا الأثمان، فلم
يبق دار من دور المدينة إلا ودخله من اللّحم، فكان ذلك
اليوم قد شبّه بيوم الأضحى، وفي ذلك يقول وبرة بن قيس
الخزرجيّ:
لقد أولم الكنديّ يوم ملاكه ... وليمة حمّال لثقل الجرائم
لقد سلّ سيفا كان مذ كان مغمدا ... لدى الحرب منها في
الطّلا والجماجم
فأغمده في كلّ بكر وسابح ... وعير وبغل في الحشا والقوائم
فقل للفتى البكريّ إمّا لقيته ... ذهبت بأسنى مجد أولاد
آدم
[الطويل] قلت: القصّة مشهورة إلا هذه الأبيات، وظاهرها
يدلّ على أنّ قائلها شاهد القصّة، فعلى هذا يكون صحابيّا،
لأنّه خزرجيّ من الأنصار، ولا يعرف في الأنصار من أدرك
النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مسلما إلا وهو من
الصّحابة.
9127- وبرة:
بن يحنّس الخزاعيّ.
ذكره أبو عمر، فقال: إنه كان رسول رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وآله وسلم إلى الذين قتلوا
(6/469)
الأسود العنسيّ، وهو غير يحنّس بن وبرة
السّبائي الّذي تقدم في القسم الأول.
وقال سيف في الفتوح: حدّثنا الضّحاك بن يربوع، عن أبيه، عن
ماهان، عن ابن عبّاس، قال: قاتل النبيّ صلّى اللَّه عليه
وآله وسلّم الأسود ومسيلمة وطليحة وأشياعهم بالرسل، فبعث
وبرة بن يحنّس إلى فيروز ويحنّس الديلميين.
9128
- وجز بن «1» غالب:
بن عمرو، أبو قيلة.
وفد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قاله ابن
الكلبيّ، واستدركه ابن فتحون.
9129- وحشي بن حرب الحبشي
«2»
، مولى بني نوفل.
قيل: كان مولى طعيمة بن عديّ، وقيل مولى أخيه مطعم، وهو
قاتل حمزة، قتله يوم أحد، وقصة قتله له ساقها البخاريّ في
صحيحه مطوّلة، فيها قصّة إسلامه، وأمره النبيّ صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم أن يغيب وجهه عنه، وكان قدومه عليه مع وفد
أهل الطّائف. وذكر في آخرها أنه شارك في قتل مسيلمة. يكنى
أبا سلمة، وقيل أبا حرب، وشهد وحشي اليرموك، ثم سكن حمص،
ومات بها.
روى عنه ابنه حرب، وعبد اللَّه بن عدي بن الخيار، وجعفر بن
عمرو الضّمريّ، وعاش وحشي إلى خلافة عثمان.
9130
- وحوح بن «3» الأسلت:
وهو عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن
مالك الأنصاريّ، أخو أبي قيس.
وقال عبد اللَّه بن محمّد بن عمارة: له صحبة، وشهد الخندق
وما بعدها.
9131- وحوح بن ثابت الأنصاري:
أخو خزيمة ذي الشهادتين- ذكره الطّبري في الصّحابة.
__________
(1) أسد الغابة ت (5448) .
(2) الثقات 3/ 430- 7/ 564، الاستبصار 81، 103، 146، طبقات
فقهاء اليمن 56، الرياض المستطابة 266، تقريب التهذيب 2/
330، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، أزمنة التاريخ الإسلامي
927، الكاشف 3/ 234، تجريد أسماء الصحابة 2/ 127، الإكمال
7/ 90، خلاصة تذهيب 3/ 128، الجرح والتعديل 9/ 145، 195، /
الإعلام 8/ 111، التاريخ الكبير 8/ 180، تهذيب التهذيب 11/
111، 112، العقد الثمين 7/ 385، الميزان 4/ 331، تهذيب
الكمال 3/ 10، المغني 6830، الأنساب 13/ 289، لسان الميزان
7/ 424، الطبقات الكبرى 2/ 42، 68- 3/ 573، البداية
والنهاية 4/ 20، تاريخ الثقات 464، بقي بن مخلد 320، ذيل
الكاشف 1436، مشاهير علماء الأمصار 356، الإكمال 961، أسد
الغابة (5449) ، الاستيعاب ت (2777) .
(3) أسد الغابة (5450) ، الاستيعاب ت (2778) .
(6/470)
الواو بعدها الدال
9132- وداعة «1»
بن حرام الأنصاريّ.
ذكره المستغفريّ، وأخرج من طريق ابن الكلبيّ عن أبي صالح،
عن ابن عبّاس فيمن تخلّف عن تبوك، فربط نفسه هو وأبو لبابة
إلى سارية في المسجد.
9133- وداعة
بن أبي زيد الأنصاري «2» .
ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع عليّ من الأنصار،
وقال: إن أباه قتل يوم أحد.
9134- وداعة:
بن أبي وداعه «3» السّهميّ.
ذكره ابن الكلبيّ أيضا، وأخرج ابن مندة من طريق الكلبي، عن
أبي صالح، عن وداعة السّهمي، قال: قدم رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وآله وسلم مكة في يوم حارّ، فطاف بالبيت، ثم
قال: هل من شراب ... الحديث.
9135- ودان بن زر
الكلبيّ «4» . تقدم في وازم.
9136- ودقة بن إياس
بن عمرو الأنصاريّ «5» ، من بني لوذان بن غنم.
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. واختلف في ضبطه، فقيل
بالفاء وقيل بالقاف، والأكثر على أنه بالدّال. وذكره ابن
هشام بالرّاء، كذا هو في بعض النسخ من كتاب موسى بن عقبة.
9137- وديعة بن خذام
«6»
. تقدم في خذام بن وديعة، قال البخاريّ في «تاريخه» :
حدّثنا عبيد بن يعيش، حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق،
عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عبد اللَّه بن وديعة بن
خذام:
أتى إلى عمر بن الخطّاب بميراث سالم مولى أبي حذيفة، فدعا
وديعة، فقال: أنتم أحقّ
__________
(1) أسد الغابة ت (5451) .
(2) أسد الغابة ت (5452) ، الاستيعاب ت (2779) .
(3) دائرة الأعلمي 29/ 244، جامع التحصيل 365، أسد الغابة
ت (5453) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 1270، العقد الثمين 7/
386.
(4) أسد الغابة ت (5454) .
(5) أسد الغابة ت (5455) ، الاستيعاب ت (2780) .
(6) أسد الغابة ت (5456) .
(6/471)
بولاء سالم. قال: كانت صاحبتنا أعتقته
سائبة لا نريده، فجعله عمر رضي اللَّه عنه. في بيت المال.
9138- وديعة بن عمرو
«1»
بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عديّ بن الربعة بن رشدان «2»
بن قيس بن جهينة الجهنيّ، حليف بني سواد بن مالك بن غنم.
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال ابن
الكلبيّ: شهد بدرا، وهو حليف لبني النجار.
9139- وديعة بن عمرو.
قال ابن حبّان: يقال: له صحبة. ويحتمل أن يكون الّذي قبله،
والّذي يظهر أنه غيره.
الواو بعدها الراء
9140- ورد بن خالد «3»
بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة ابن
بهثة بن سليم السلميّ البجلي، بسكون الجيم.
كان على ميمنة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم
الفتح، ذكره أبو عمر.
9141- ورد بن عمرو:
بن مرداس، أحد بني سعد هديم.
ذكر الطّبريّ أنه قتل مع زيد بن حارثة في بعض سراياه إلى
وادي القرى.
9142- ورد بن قتادة:
من بني مداس بن عبد اللَّه بن ذبيان بن الحارث بن سعد
هديم.
قال ابن الكلبيّ: هو الّذي ربط أم قرفة الفزارية بين فرسين
فشقّها نصفين، وكان ذلك بأمر زيد بن حارثة لما غزا بني
فزارة. وأسر أم قرفة.
قال ابن الكلبيّ: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله
وسلّم كتب لقوم من بني فزارة كتابا في عسيب في قطيعة وادي
القرى، فأخذ ورد العسيب، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وآله وسلّم، فقال: دعوا أسد الهومات وواديه وعوض
الفزاري سواه،
وقد تقدّمت هذه القصة في ترجمة سمعان في السين المهملة،
وأنه أسلم بعد ذلك، وغزا مع زيد بن حارثة فاستشهد.
__________
(1) أسد الغابة ت (5457) ، الثقات 3/ 429، أصحاب بدر 219،
تجريد أسماء الصحابة 2/ 127، الاستيعاب ت (2781) ، الطبقات
الكبرى 8/ 384.
(2) في أ: شداد.
(3) أسد الغابة ت (5458) ، الاستيعاب ت (2782) .
(6/472)
قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي بعده.
9143- ورد بن مداس العذريّ.
ذكره المدائنيّ كما مضى في ترجمة سمعان، ثم ظهر لي أنه
الّذي قبله نسب لجده، فقد ذكر الأمويّ في المغازي عن ابن
إسحاق أنه أصيب مع زيد بن حارثة.
9144- وردان «1»
بن مخرم العنبريّ.
تقدّم ذكره في ذكر أخيه حيدة، وفي ربيعة بن رفيع.
9145- وردان بن مخرّم
التميميّ العنبريّ.
ذكره ابن شاهين،
وأورد من طريق أبي الحسن المدائنيّ، عن رجاله بأسانيد
متعددة «2» ، قالوا: لما أصاب عيينة بن حصن بني العنبر قدم
وفدهم فصاحوا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله
وسلم: «ما هذا الصعق» ؟ قيل: وفد بني العنبر، فقال:
«ليدخلوا وليسكنوا» . فقيل ذلك لهم، فقالوا: ننتظر سيدنا
وردان بن مخرم وكان القوم تعجلوا، وأقام هو في رحالهم
يجمعها، فقيل لرسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وعلى آله
وسلم: إن وردان لم يكذب قط، وهو الّذي ينتظرون، فلما جاء
قال له: «أنت سيد قومك، فأخبرني عنهم» .
قال: ما كانوا بالمسلمين المقبلين ولا بالمشركين المدبرين.
فقال: «ميّزهم لي» . قال:
فجعل يميز الشباب جانبا، فتبسم رسول اللَّه صلى اللَّه
تعالى عليه وآله وسلم، ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم: «إنّ لكلّ حقا ورحما، يا بني تميم، أهب لكم
ثلثا، وأعتق ثلثا، وآخذ ثلثا» ، فتنازع عيينة والأقرع،
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من أذّى
أربعمائة فليذهب» .
9146- وردان:
مولى «3» رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره أبو نعيم في الصّحابة،
وأخرج من طريق الحسن بن عمارة، عن ابن الأصبهاني، عن
عكرمة، عن ابن عباس، قال: وقع وردان مولى النبي صلى اللَّه
عليه وآله وسلم من عذق نخلة فمات، فقال رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وآله وسلم: «انظروا رجلا من أرضه، فأعطوه
ميراثه» ، فوجدوا رجلا فأعطوه.
__________
(1) أسد الغابة ت (5463) ، الاستيعاب ت (2783) .
(2) في أ: منفردة.
(3) أسد الغابة ت (5461) .
(6/473)
وأورده أبو موسى في الذّيل، وقال: إنه في
كتاب أبي عيسى الترمذي عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن
وردان.
قلت: هو عنده وعند بقية أصحاب السنن من حديث سفيان الثوري
عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان، عن عروة، عن عائشة،
إلا أنهم لم يسمّوا المولى المذكور.
9147- وردان:
جد الفرات «1» بن يزيد بن وردان.
ذكره ابن إسحاق فيمن نزل إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله
وسلم من الطائف، وكذا ذكره الواقدي، وأن النبي صلى اللَّه
عليه وآله وسلّم أسلمه إلى أبان بن سعيد بن العاص ليمونه
ويعلمه القرآن.
وقال أبو سعيد النّيسابوريّ: سباه النبي صلى اللَّه عليه
وآله وسلم من الطائف فأعتقه.
9148- وردان الجني «2»
. ذكره ابن مردويه في تفسير سورة الجنّ، من طريق المستمر
بن الريان، عن أبي الجوزاء، عن ابن مسعود، قال: انطلقت مع
النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ليلة الجن، حتى أتى
الحجون، فخط علي خطا، ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه، فقال
سيد لهم، يقال له وردان: ألا أرحلهم عنك يا رسول اللَّه؟
قال: «لن يجيرني من اللَّه أحد» .
9149- ورقة بن إياس:
تقدم في ودقة.
9150- ورقة بن حابس التميمي
«3»
: أخو الأقرع.
ذكره الحاكم فيمن قدم نيسابور من الصحابة، فقال: ومنهم
الأقرع بن حابس، وورقة بن حابس التميميان، ثم ساق من طريق
العباس بن مصعب، قال: وممن قدم مرو من الصحابة الأقرع
وورقة ووردان مع الأحنف. وقال أحمد بن سنان، عن المدائنيّ:
كان الأقرع وأخوه من المؤلفة.
9151- ورقة بن نوفل بن أسد
«4»
: بن عبد العزى بن قصي القرشيّ الأسديّ، ابن عم خديجة زوج
النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم.
ذكره الطّبريّ، والبغويّ، وابن قانع، وابن السّكن، وغيرهم
في الصحابة،
وأوردوا كلهم من طريق روح بن مسافر أحد الضعفاء، عن
الأعمش، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، عن
__________
(1) أسد الغابة ت (5462) .
(2) أسد الغابة ت (5460) .
(3) أسد الغابة ت (5464) .
(4) أسد الغابة ت (5465) .
(6/474)
سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن ورقة بن
نوفل، قال: قلت: يا محمد، كيف يأتيك الّذي يأتيك؟ قال:
«يأتيني من السماء، جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر» «1»
قال ابن عساكر: لم يسمع ابن عباس من ورقة، ولا أعرف أحدا
قال: إنه أسلم.
وقد غاير الطّبريّ بين صاحب هذا الحديث وبين ورقة بن نوفل
الأسديّ، لكن القصة مغايرة لقصة ورقة التي في الصحيحين من
طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة: أول ما بدئ به رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الحديث في مجيء جبريل
بحراء، وفيه:
فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى
ابن عم خديجة، وكان تنصر في الجاهلية ... الحديث.
وفيه: فقال ورقة هذا الناموس «2» الّذي أنزل على موسى، يا
ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك، وفي
آخره: ولم ينشب ورقة أن توفي. فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته،
ولكنه مات قبل أن يدعو بحيرا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم الناس إلى الإسلام، فيكون مثل بحيرا.
وفي إثبات الصحبة له نظر، لكن
في زيادات المغازي من رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق،
قال يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو، وهو ابن أبي إسحاق
السّبيعي، عن أبيه، عن جده، عن أبي ميسرة، واسمه عمرو بن
شرحبيل، وهو من كبار التابعين- أن رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وسلّم قال لخديجة «إنّي إذا خلوت وحدي سمعت نداء، فقد
واللَّه خشيت على نفسي» ، فقالت: معاذ اللَّه، ما كان
اللَّه ليفعل بك، فو اللَّه إنّك لتؤدّي الأمانة ...
الحديث.
فقال له ورقة: أبشر، ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الّذي بشّر به
ابن مريم، وإنك على مثل ناموس موسى، وإنك نبيّ مرسل، وإنك
سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، وإن يدركني ذلك لأجاهدنّ
معك. فلما توفي
قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لقد رأيت
القسّ في الجنّة عليه ثياب الحرير، لأنّه آمن بي وصدّقني»
«3» .
__________
(1) أبو نعيم في الدلائل 1/ 72 وفي تاريخ أصفهان 1/ 262.
(2) الناموس: صاحب سر الملك وهو خاصة الّذي يطلعه على ما
يطويه عن غيره من سرائره، وقيل: الناموس: صاحب سر الخير..
وأراد به جبريل عليه السلام، لأن اللَّه تعالى خصه بالوحي
والغيب اللذين لا يطلع عليهما غيره. النهاية 5/ 119.
(3) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 158، عن أبي ميسرة
عمرو بن شرحبيل ... الحديث قال البيهقي هذا منقطع فإن كان
محفوظا فيحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعد ما نزلت عليه
اقرأ باسم ربك، ويا أيها المدثر واللَّه أعلم. هذا لفظ
البيهقي وهو مرسل وفيه غرابة وهو كون الفاتحة أول ما نزل.
(6/475)
وقد أخرجه البيهقيّ في الدّلائل من هذا
الوجه، وقال: هذا منقطع.
قلت: يعضده ما أخرجه الزبير بن بكار: حدثنا عثمان، عن
الضحاك بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عروة بن
الزبير، قال: كان بلال لجارية من بني جمح، وكانوا يعذبونه
برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك فيقول: أحد،
أحد، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال، فيقول: أحد أحد يا
بلال، واللَّه لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا «1» .
وهذا مرسل جيد يدلّ على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي صلى
اللَّه عليه وآله وسلم إلى الإسلام حتى أسلم بلال. والجمع
بين هذا وبين حديث عائشة أن يحمل قوله: ولم ينشب ورقة أن
توفي، أي قبل أن يشتهر الإسلام، ويؤمر النبي صلى اللَّه
عليه وآله وسلم بالجهاد، لكن يعكر على ذلك ما أخرجه محمد
بن عائذ في المغازي، من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن
أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة ابتداء الوحي، وفيها
قصة خديجة مع ورقة بنحو حديث عائشة، وفي آخرها: لئن كان هو
ثم أظهر دعاءه وأنا حي لأبلين اللَّه من نفسي في طاعة
رسوله وحسن موازرته، فمات ورقة على نصرانيته، كذا قال، لكن
عثمان ضعيف.
قال الزّبير: كان ورقة قد كره عبادة الأوثان، وطلب الدين
في الآفاق، وقرأ الكتب، وكانت خديجة تسأله عن أمر النبي
صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فيقول لها: ما أراه إلا نبيّ
هذه الأمة الّذي بشر به موسى وعيسى.
وفي المغازي الكبير لابن إسحاق، وساقه الحاكم من طريقه،
قال: حدثني عبد الملك بن عبد اللَّه بن أبي سفيان بن
العلاء بن حارثة الثقفي، وكان راعيه، قال: قال ورقة بن
نوفل فيما كانت خديجة ذكرت له من أمر رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وآله وسلم:
يا للرّجال وصرف الدّهر والقدر
[البسيط] الأبيات، وفيها:
هذي خديجة تأتيني لأخبرها ... وما لنا بخفيّ الغيب من خبر
__________
(1) الحنان: الرحمة والعطف، والحنان الرزق والبركة أراد:
لأجعلن قبره موضع حنان أي مظنة من رحمة اللَّه فأتمسح به
متبركا كما يتمسح بقبور الصالحين الذين قتلوا في سبيل
اللَّه من الأمم الماضية فيرجع ذلك عارا عليكم وسبّة عند
الناس. وكان ورقة على دين عيسى عليه السلام، وهلك قبيل
مبعث النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، لأنه قال للنبيّ صلى
اللَّه عليه وسلّم: إن يدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزّرا،
وفي هذا نظر، فإن بلالا ما عذب إلا بعد أن أسلم. النهاية
1/ 452.
(6/476)
بأنّ أحمد يأتيه فيخبره ... جبريل أنّك
مبعوث إلى البشر
فقلت علّ الّذي ترجين ينجزه ... له الإله فرجّي الخير
وانتظري
[البسيط]
وأخرج ابن عديّ في الكامل، من طريق إسماعيل بن مجالد، عن
أبيه، عن الشعبي، عن جابر، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله
وسلم: «رأيت ورقة في بطنان الجنّة عليه السندس» .
قال ابن عديّ: تفرد به إسماعيل عن أبيه.
قلت: قد
أخرجه ابن السّكن، من طريق يحيى بن سعيد الأمويّ، عن
مجالد، لكن لفظه: «رأيت ورقة على نهر من أنهار الجنة، لأنه
كان يقول: ديني دين زيد وإلهي إله زيد» .
وأخرجه محمّد بن أبي شيبة في تاريخه من هذا الوجه، وأخرج
البزار من طريق أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة، قالت: إنّ النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نهى عن
سبّ ورقة.
وهو
في زيادات المغازي ليونس بن بكير، أخرجه عن هشام بن عروة،
عن أبيه، قال: سابّ أخ لورقة رجلا، فتناول الرجل ورقة،
فسبّه، فبلغ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال:
«هل علمت أنّي رأيت لورقة جنّة أو جنّتين» . فنهى عن سبّه.
وأخرجه البزّار، من طريق أبي أسامة، عن هشام مرسلا.
وأخرج أحمد من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن
عائشة- أن خديجة سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن
ورقة بن نوفل، فقال: قد رأيته، فرأيت عليه ثيابا بيضا،
فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بيض.
9152- ورقة بن نوفل الدّيليّ:
أو الأنصاري. تقدم ذكره في ترجمة الّذي قبله.
الواو بعدها الزاي
9153- وزر بن سدوس الطائي
«1»
. ذكره ابن قانع في الصحابة، وأخرج من طريق هشام بن
الكلبي، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه النبهاني، عن أبيه،
عن جده، قال: وقد زيد الخيل الطائي على النبي صلى اللَّه
عليه وآله وسلم ومعه وزر بن سدوس، وقبيصة بن الأسود
وغيرهم، فأناخوا ركائبهم فذكر القصة.
وقد تقدمت في ترجمة قبيصة. وقال الرشاطي: هو وزر بن جابر
بن سدوس نسب لجده، وسدوس هو ابن أصمع بن أبي بن عبد اللَّه
بن ربيعة بن سعد بن ثروان بن نبهان. قال
__________
(1) أسد الغابة ت (5466) .
(6/477)
ابن الكلبي: كان يلقب الأسد الرهيص، وهو
الّذي قتل عنترة العبسيّ، قال: ووفد على رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وآله وسلم مع زيد الخيل.
قلت: هو في كتاب أبي الفرج الأصبهانيّ في ترجمة زيد الخيل
أن وزر بن سدوس لحق بالشام، وحلق رأسه وتنصر، ومات على
ذلك. واللَّه أعلم.
الواو بعدها العين
9154- وعلة بن يزيد «1»
. عداده في أعراب البصرة،
روى ابن السكن، وابن شاهين، وابن مندة، من طريق عبد الرحمن
بن عمرو بن جبلة، حدثتنا فاطمة بنت محمد بن الجلاس
العقيلية، قالت: دخلت على امرأة من الحي يقال لها أم يزيد
بنت وعلة بن يزيد، فحدثتنا عن أبيها أنه سمع رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقرأ في صلاة الفجر بقاف، وقل
هو اللَّه أحد. زاد ابن مندة: وأنه سمع النبي صلى اللَّه
عليه وآله وسلم يأمر بصوم عاشوراء.
الواو بعدها الفاء
9155- وفاء بن عدي:
بن الربيع بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف
العبشمي، أمه وأم أخيه أبي العاص هالة بنت خويلد، أخت
خديجة- ذكره البلاذريّ.
9156- وفرة بن نافر البعاثي»
. له ذكر في حديث تفرد به روح بن زنباع، قاله جعفر
المستغفري.
الواو بعدها القاف
9157- وقاص بن حاجب:
بن غفار، جد أبي بصرة حميل بن بصرة بن وقاص الوقاصي، قال
القصاعيّ في «الخطط» : دار الكلاب هي دار أبي بصرة، وهو
وأبوه وجده صحابة.
9158- وقاص بن قمامة:
من بني حارثة «3» .
له ذكر في حديث عمرو بن حزم، قاله أبو موسى.
9159- وقاص بن مجزّز المدلجيّ «4» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5467) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 128.
(2) أسد الغابة ت (5468) .
(3) أسد الغابة ت (5469) .
(4) أسد الغابة ت (5470) ، الاستيعاب ت (2784) .
(6/478)
قال ابن هشام: ذكر غير واحد من أهل العلم
أنه قتل في غزوة ذي قرد، وأما ابن إسحاق فقال: لم يقتل
يومئذ غير محرز بن نضلة.
الواو بعدها الكاف
9160- وكيع بن عدس:
بن زرارة التميميّ.
تقدم ذكره في ترجمة أكثم بن صيفي، وذكر أبو حاتم
السّجستانيّ في المعمّرين أنه هو
وحاجب لما بلغهما خروج أكثم إلى النبي صلى اللَّه عليه
وآله وسلم خرجا في أثره، فلما مرا بقبره أقاما عليه ونحرا
عليه جرورا، ثم قدما على أصحابهما، فقال لهما: «ما قال لكم
أكثم» ؟ قالوا: أمرنا بالإسلام فأسلمنا معهم.
وتقدم في ترجمة صفوان بن أسيد أنه لما قتل جاء حاجب ووكيع
ابنا زرارة بقاتله إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم،
فتحاكموا فيه، فكأن وكيعا نسب لجده، أو هو غيره، وفي
التابعين وكيع بن عدس، ويقال فيه بالحاء المهملة أوله. وهو
عقيل ابن أخي لقيط بن عامر.
وقد مضى ذكره معه، والصحابي تميمي، والتابعي عقيلي، تشاركا
في الاسم واسم الأب.
9161- وكيع بن مالك التميميّ.
ذكر سيف أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم استعمله هو
ومالك بن نويرة على صدقات بني حنظلة وبني يربوع، وتوفي
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهما كذلك، ثم كان
موافقا لسجاح التي ادعت النبوة، فلما فض اللَّه جمعها
استقبل خالد بن الوليد بصدقات قومه، واعتذر إليه وأسلم
وحسن إسلامه. وكذا ذكره الطبريّ.
وذكر سيف أيضا أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعث
وكيعا الدارميّ مع صلصل ابن شرحبيل إلى عمرو بن المحجوب
ليتعاونوا على من ارتد، فيجوز أن يكون غيره. وقد تقدم ذكره
في ترجمة صلصل.
الواو بعدها اللام
9162- الوليد بن أبي أمية المخزوميّ:
أخو أم سلمة بنت أبي أمية، أم المؤمنين.
تقدم ذكره في ترجمة المهاجر، وكان اسمه الوليد بن أبي
أمية، فغيره النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين أسلم،
قاله ابن عبد البر. وقد
ذكر ذلك الزبير بن بكار، قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحيّ،
حدثنا حماد بن سلمة، وابن جعدبة، وبين سياقيهما اختلاف،
(6/479)
قالا جميعا: دخل النبي صلى اللَّه عليه
وسلّم على أم سلمة وعندها رجل، فقال: من هذا؟ قالت: أخي
الوليد، قدم مهاجرا، فقال: هذا المهاجر! فقالت: يا رسول
اللَّه، هو الوليد، فأعاد فأعادت، فقال: «إنّكم تريدون أن
تتّخذوا الوليد حنانا، إنّه يكون في أمتي فرعون يقال له
الوليد» .
9163- الوليد بن جابر
بن ظالم بن حارثة بن عباس «1» بن أبي حارثة بن عتود بن
بحتر الطائيّ البحتريّ. وفد على النبي صلى اللَّه عليه
وآله وسلم، وكتب له كتابا، فهو عندهم، قاله أبو عمر.
9164- الوليد بن الحارث:
بن عامر بن نوفل النوفلي، أخو عقبة بن الحارث الصحابي
المشهور. قيل أخو «2» منذر، وميمونة بنت الوليد هذا هي زوج
عبيد اللَّه بالتصغير ابن عبد اللَّه بن أبي مليكة، ووالده
عبد اللَّه بن أبي مليكة التابعي المشهور.
وقد ذكرنا أباه عبد اللَّه في الصحابة، فإن كان الوليد جده
لأمه عاش إلى فتح مكة فهو من هذا القسم، وإن كان مات قبل
ذلك فلبنته ميمونة رؤية، وسأذكرها في حرف الميم من النّساء
إن شاء اللَّه تعالى
«3» .
9165- الوليد بن زفر المزنيّ
«4»
. ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق هشام بن الكلبي، عن رجل
من جهينة، عن رجل من بني مرة بن عوف، قال: وفد على النبي
صلى اللَّه عليه وآله وسلم الوليد بن زفر فعقد له، فأتته
امرأته فبكت، فنهض ابن عم له يقال له سارية بن أوفى، فأخذ
نحو النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فدعا بصعدة فعقد له،
ثم سار إلى بني مرة فعرض عليهم الإسلام فأبطئوا عنه، فوضع
فيهم السيف، فلما أسرف في القتل أسلموا وأسلم من حولهم من
قيس، ثم سار إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ألف
فارس.
9166- الوليد بن عبد شمس
«5»
بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ،
يكنّى أبا عبد الرحمن. كان من أشراف قريش. قال الزبير بن
بكار: أمه قيلة بنت جحش بن ربيعة من بني عامر بن لؤيّ.
__________
(1) أسد الغابة ت (5471) ، الاستيعاب ت (2756) .
(2) في أ: أبوه.
(3) سقط في أ.
(4) أسد الغابة ت (5472) .
(5) أسد الغابة ت (5474) ، الاستيعاب ت (2758) .
(6/480)
وقال ابن إسحاق في المغازي: استشهد
باليمامة، وكان عثمان تزوج بنته فاطمة، فولدت له سعيدا.
9167- الوليد بن عقبة:
بن أبي معيط «1» أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أميّة بن عبد
شمس بن عبد مناف الأمويّ، أخو عثمان بن عفان لأمه، أمهما
أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها البيضاء
بنت عبد المطلب. يكنى أبا وهب.
قتل أبوه بعد الفراغ من غزوة بدر صبرا، وكان شديدا على
المسلمين، كثير الأذى لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله
وسلم، فكان ممن أسر ببدر،
فأمر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بقتله، فقال: يا
محمد، من للصبية! قال: «النّار» .
وأسلم الوليد وأخوه عمارة يوم الفتح، ويقال: إنه نزل فيه:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ
بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ...
[الحجرات 6] الآية. قال ابن عبد البر: لا خلاف بين أهل
العلم بتأويل القرآن أنها نزلت فيه، وذلك أن رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وسلّم بعثه مصدقا إلى بني المصطلق، فعاد،
فأخبر عنهم أنهم ارتدّوا ومنعوا الصدقة، وكانوا خرجوا
يتلقونه وعليهم السلاح، فظن أنهم خرجوا يقاتلونه، فرجع،
فبعث إليهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم خالد بن
الوليد فأخبره بأنهم على الإسلام، فنزلت هذه الآية.
قلت: هذه القصة أخرجها عبد الرزاق في تفسيره، عن معمر، عن
قتادة، قال: وبعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم
الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق، فتلقوه فعرفهم، فرجع،
فقال: ارتدوا، فبعث رسول اللَّه إليهم خالد بن الوليد،
فلما دنا منهم بعث عيونا ليلا فإذا هم ينادون بالصلاة
ويصلون، فأتاهم خالد فلم ير منهم إلا طاعة وخيرا، فرجع إلى
النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأخبره، فنزلت هذه الآية.
وأخرجه عبد بن حميد، عن يونس بن محمد، عن شيبان بن عبد
الرحمن، عن قتادة نحوه.
ومن طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة نحوه. ومن طريق ابن أبي
نجيح، عن مجاهد كذلك. وأخرجها الطبراني موصولة عن الحارث
بن أبي ضرار المصطلقي، مطولة.
__________
(1) طبقات ابن سعد 6/ 24، نسب قريش 138، طبقات خليفة ت 75،
المعارف 318، الجرح والتعديل 9/ 8، مروج الذهب 3/ 79،
الأغاني 5/ 122، جمهرة أنساب العرب 115، تاريخ ابن عساكر
17/ 434، تهذيب الأسماء و 1/ 2/ 145، تهذيب الكمال 1470،
تذهيب التهذيب 4/ 138، البداية والنهاية 8/ 214، العقد
الثمين 7/ 398، تهذيب التهذيب 11/ 142، خلاصة تذهيب الكمال
358، أسد الغابة ت (5475) ، الاستيعاب ت (2759) .
(6/481)
وفي السند من لا يعرف، ويعارض ذلك ما أخرجه
أبو داود في السنن من طريق ثابت بن الحجاج، عن أبي موسى
عبد اللَّه الهمدانيّ، عن الوليد بن عقبة، قال: لما افتتح
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مكة جعل أهل مكة
يأتونه بصبيانهم فيمسح على رءوسهم، فأتى بي إليه، وأنا
مخلق فلم يمسني من أجل الخلوق.
قال ابن عبد البر: أبو موسى مجهول، ومن يكون صبيا يوم
الفتح لا يبعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مصدقا
بعد الفتح بقليل.
وقد ذكر الزّبير وغيره من أهل العلم بالسير أن أم كلثوم
بنت عقبة لما خرجت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مهاجرة
في الهدنة سنة سبع خرج أخواها الوليد وعمارة ليردّاها، فمن
يكون صبيا يوم الفتح كيف يكون ممن خرج ليرد أخته قبل
الفتح.
قلت: ومما يؤيد أنه كان في الفتح رجلا أنه كان قدم في فداء
ابن عم أبيه الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية، وكان
أسر يوم بدر، فافتداه بأربعة آلاف، حكاه أصحاب المغازي،
ونشأ الوليد بعد ذلك في كنف عثمان إلى أن استخلف، فولاه
الكوفة بعد عزل سعد بن أبي وقاص، واستعظم الناس ذلك.
وكان الوليد شجاعا شاعرا جوادا.
قال مصعب الزّبيريّ: وكان من رجال قريش وسراتهم، وقصة
صلاته بالناس الصبح أربعا وهو سكران مشهورة مخرجة، وقصة
عزله بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضا مخرجة في
الصحيحين، وعزله عثمان بعد جلده عن الكوفة، وولاها سعيد بن
العاص.
ويقال: إن بعض أهل الكوفة تعصّبوا عليه، فشهدوا عليه بغير
الحق. حكاه الطبري.
واستنكره ابن عبد البرّ.
ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة، فلم يشهد مع علي ولا
مع غيره، ولكنه كان يحرّض على قتال علي بكتبه وبشعره.
ومن ذلك ما كتب به إلى معاوية لما أرسل إليه علي جريرا
يأمره بأن يدخل في الطاعة، ويأخذ البيعة على أهل الشام،
فبلغ ذلك الوليد، فكتب إليه من أبيات:
أتاك كتاب من عليّ بخطّه ... هي الفصل فاختر سلمه أو
تحاربه
فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه ... فقبّح ممليه وقبّح كاتبه
[الطويل] وكتب إليه أيضا من أبيات:
(6/482)
وإنّك والكتاب إلى عليّ ... كدابغة وقد حلم
الأديم
[الوافر] وهو القائل في مقتل عثمان:
ألا إنّ خير النّاس بعد ثلاثة ... قتيل التّجيبيّ الّذي
جاء من مصر
وما لي لا أبكي وتبكي قرابتي ... وقد حجبت عنّا فضول أبي
عمرو
[الطويل] وأقام بالرقة إلى أن مات.
روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الحديث المقدم ذكره.
وروى عن عثمان وغيره.
روى عنه حارثة بن مضرب، والشعبي، وأبو موسى الهمدانيّ،
وغيرهم.
قال خليفة: كانت ولاية الوليد الكوفة سنة خمس وعشرين، وكان
في سنة ثمان وعشرين غزا أذربيجان، وهو أمير القوم، وعزل
سنة تسع وعشرين، وقال أبو عروبة الحراني: مات في خلافة
معاوية.
9168- الوليد بن عمارة
بن الوليد بن المغيرة «1» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم
المخزومي.
ولد قبل الهجرة. قال ابن عبد البرّ: استشهد مع خالد بن
الوليد بالبطاح سنة إحدى عشرة. وقال غيره: أمه بنت بلعاء
بن قيس الكناني، وكان أبوه عمارة سافر مع عمرو بن العاص من
عند قريش إلى النجاشي لما هاجر المسلمون إليه ليردّهم
إليهم، وترك عمارة أهله وولده بمكة، منهم الوليد، وأبو
عبيدة، وعبد الرحمن، وهشام. وقد تقدم ذكرهم في مواضعهم.
وقد ذكر الزّبير قصّة عمارة ملخصها أنه استهوى جارية لعمرو
بن العاص، فاطلع على ذلك، فغضب وحقد عليه، فلما استقر عند
النجاشي استهوى عمارة زوجة النجاشي، وكان عمارة جميلا
فهويته وواصلته فاطلع عمرو على ذلك، فأخبر به النجاشي، فلم
يزل حتى علم حقيقة ذلك، فأمر السواحر فنفخن في إحليله،
فذهب مع الوحش، فلم يزل مستوحشا حتى خرج إليه عبد اللَّه
بن أبي ربيعة في خلافة عمر، فرصده على الماء، فأخذه، فجعل
يصيح:
أرسلني، فإنّي أموت إن أمسكتني، فمات في يده.
__________
(1) أسد الغابة ت (5476) ، الاستيعاب ت (2760) .
(6/483)
قال الزّبير: وحدثني عبد اللَّه بن يزيد
الهذلي، أخبرني عبد اللَّه بن محمد بن عمران الطلحي، قال:
لما رأى عمارة عبد اللَّه ومن معه جعل يصيح: يا مغيرة، يا
مغيرة!.
9169- الوليد بن القاسم
«1»
. ذكره الوليد بن الدباغ مستدركا على الاستيعاب.
وأخرج من طريق أبي أحمد العسكريّ، ثم من طريق المعلى بن
زياد، عن الوليد بن القاسم، وكان له صحبة، قال: قال رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «بئس القوم قوم
يستحلّون الحرمات بالشّبهات والشّهوات..» الحديث «2» .
9170- الوليد بن قيس
«3»
. ذكره «4» ابن السّكن، وقال: لم يثبت حديثه، وأخرجه الحسن
بن سفيان في مسندة، والطّبراني في الكبير، من طريق عبد
الملك بن حسن «5» النخعيّ، عن وهيب «6» بن عقبة، عن الوليد
بن قيس، قال: كان في برص، فدعا لي رسول اللَّه صلى اللَّه
عليه وسلّم فبرأت منه.
عبد الملك هو أبو مالك ضعيف جدّا.
9172- الوليد بن الوليد:
بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر «7» بن مخزوم القرشي
المخزوميّ، أخو خالد بن الوليد.
كان حضر بدرا مع المشركين، فأسر فافتداه أخواه: هشام،
وخالد. وكان هشام شقيقه، أمّهما آمنة أو عاتكة بنت حرملة،
فلما افتدى أسلم وعاتبوه في ذلك، فقال: أجبت.
فقال: كرهت أن يظنوا بي أني جزعت من الأسر، ذكر الواقديّ
بأسانيده. ولما أسلم حبسه أخواله، فكان النبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم يدعو له في القنوت، كما
ثبت في الصّحيح،
__________
(1) التاريخ الكبير 8/ 152، الجرح والتعديل 9/ 13، الكامل
لابن عدي: لوحة 817، تهذيب الكمال: لوحة 1471، تذهيب
التهذيب 4/ 139/ 2، العبر 1/ 342، ميزان الاعتدال 4/ 344،
الكاشف 3/ 241، خلاصة تذهيب الكمال 417، شذرات الذهب 2/ 8،
أسد الغابة ت (5477) .
(2) ذكره المتقي الهندي في الكنز (5584) وعزاه لأبي الشيخ
عن ابن مسعود.
(3) أسد الغابة ت (5478) ، الاستيعاب ت (2761) .
(4) سقط سهوا الرقم 9171.
(5) في أ: حسين.
(6) في أ: وهب.
(7) الثقات 3/ 430، عنوان النجابة 165، الاستيعاب ت (2762)
، أزمنة التاريخ الإسلامي 931، تجريد أسماء الصحابة 2/
130، الإعلام 8/ 122، التاريخ الكبير 8/ 154، تهذيب
التهذيب 11/ 156، العقد الثمين 7/ 411، ذيل الكاشف 1639،
الطبقات الكبرى 2/ 18- 4/ 130، أسد الغابة ت (5479) .
(6/484)
من حديث أبي هريرة- أنه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم كان يقول: «اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد،
والمستضعفين من المؤمنين»
«1» . ثم أفلت من أسرهم، ولحق بالنّبيّ صلى اللَّه عليه
وسلّم في عمرة القضية.
ويقال: إنه مشى على رجليه لما هرب وطلبوه فلم يدركوه،
ويقال: إنه مات ببئر أبي عتبة قبل أن يدخل المدينة. ويقال:
إن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما اعتمر خرج خالد
من مكّة حتى لا يرى المسلمين دخلوا مكة، فقال النّبيّ صلى
اللَّه عليه وسلّم للوليد بن الوليد: لو أتانا خالد
لأكرمناه، وما مثله سقط عليه الإسلام في عقد.
فكتب الوليد بذلك إلى خالد، فكان ذلك سبب هجرته، حكاه
الواقديّ أيضا، وذكر الزّبير بن بكّار عن محمد بن الضّحاك،
عن أبيه: لما هاجر الوليد بن الوليد قالت أمه:
هاجر الوليد «2» ربع المسافة ... فاشتر منها جملا وناقة
واسم بنفس نحوهم توّاقه
«3» [الرجز] قال: وفي رواية عمي مصعب:
وارم بنفس عنهم ضيّاقه
[الرجز] وفي شعرها إشعار بأنها أسلمت. ولما مات الوليد
قالت أم سلمة زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهي
ابنة عمه:
يا عين فابكي للوليد ... بن الوليد بن المغيرة
قد كان غيثا في السّنين ... ورحمة فينا منيرة
ضخم الدّسيعة ماجدا ... يسمو إلى طلب الوتيره
مثل الوليد بن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيره
«4» [مجزوء الكامل]
__________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 203، 2/ 33، 53، 97، 182،
وأبو داود 1/ 457، كتاب الصلاة باب القنوت في الصلاة حديث
رقم 1442 والنسائي 2/ 201، كتاب التطبيق باب 27 القنوت في
صلاة الصبح حديث رقم 1073 وابن ماجة 1/ 394 كتاب إقامة
الصلاة والسنن فيها باب 145، ما جاء في القنوت في صلاة
الفجر حديث رقم 1244 وأحمد في المسند 2/ 239، وكنز العمال
حديث رقم 21996.
(2) في ج: وليد.
(3) في ج: براقة.
(4) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (2762) ، وأسد
الغابة ترجمة رقم (5479) ، وكتاب نسب قريش: 329، طبقات ابن
سعد 4/ 1/ 98- 99.
(6/485)
وهكذا ذكر الزّبير بن بكّار عن محمّد بن
الضّحاك الحرامي، عن أبيه مثله، وقال بدل قوله: ورحمة فينا
منيرة- وجعفرا غدقا وميره، وفي رواية: وجعفرا خضلا.
وفي الكامل لابن عديّ، من طريق كامل بن العلاء، عن حبيب بن
أبي ثابت- أن أم سلمة قالت للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم: إن الوليد بن الوليد مات، فكيف أبكي عليه؟ قال:
«قولي ... »
فذكر الشعر، وهذا باطل، وكأنه انقلب على الرّاوي.
وأخرج الطّبرانيّ من طريق عبد العزيز بن عمران، عن إسماعيل
بن أيوب المخزوميّ- أن الوليد بن الوليد بن المغيرة كان
محبوسا بمكّة، فلما أراد أن يهاجر باع مالا له بالطّائف،
ثم وجد غفلة من القوم، فخرج هو وعياش بن أبي ربيعة، وسلمة
بن هشام مشاة، يخافون الطلب، فسعوا حتى تعبوا وقصر الوليد،
فقال:
يا قدميّ ألحقاني بالقوم ... ولا تعداني كسلا بعد اليوم
فلما كان عند الأحراس نكب، فقال:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه ما لقيت
«1» [الرجز] فدخل على النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم
فقال: يا رسول اللَّه، حسرت وأنا ميت فكفّني في فضل ثوبك،
واجعله مما يلي جلدك، ومات فكفّنه النبيّ صلى اللَّه عليه
وآله وسلم في قميصه، ودخل إلى أم سلمة وبين يديها صبي وهي
تقول: ابك الوليد بن الوليد بن المغيرة فقال: «إن كدتم
تتّخذون الوليد حنانا» ، فسمّاه عبد اللَّه.
وذكر قصّته هذه مصعب الزّبيريّ بغير إسناد، وسيأتي في
ترجمة الوليد بن المغيرة شيء من ذلك.
وقد
أخرج له أحمد في مسندة حديثا من رواية محمد بن يحيى بن
حبان عنه أنه قال: يا رسول اللَّه، إني أجد وحشة في منامي.
فقال: «إذا اضطجعت للنّوم فقل: بسم اللَّه، أعوذ بكلمات
اللَّه من غضبه وعقابه وشرّ عباده، ومن همزات الشّياطين،
وأعوذ بك ربّ أن يحضرون، فإنّه لا يضرّك ... » الحديث.
وهو منقطع، لأن محمد بن يحيى لم يدركه. وقد أخرجه أبو داود
من رواية ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه،
قال: كان الوليد بن الوليد يفزع في
__________
(1) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (2762) .
(6/486)
منامه، فذكر ذلك للنّبيّ صلى اللَّه عليه
وآله وسلم ... فذكر الحديث.
9173- الوليد بن يزيد:
بن ربيعة بن عبد شمس القرشيّ العبشمي.
ذكره البلاذريّ وأنّ ولده عبد اللَّه بن الوليد شهد الجمل
مع عائشة.
الواو بعدها الهاء
9174- وهبان بن صيفي
الغفاريّ «1» تقدم في أهبان.
9175- وهب بن الأسود
«2»
: تقدم في الأسود بن وهب.
9176- وهب بن أمية
بن أبي الصلت الثقفيّ «3» .
ذكر ابن الكلبيّ ما يدلّ على إسلامه في العهد النبويّ،
فنقل أنّ رجلا من ثقيف مات في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه
وآله وسلم عن غير ولد، فاختصموا في ميراثه، فأعطى النبيّ
صلى اللَّه عليه وآله وسلم ميراثه لوهب بن أمية بن أبي
الصّلت بن ربيعة بن عوف الثقفيّ، وتزوج عبد اللَّه بن
صفوان الأكبر بن أمية بن خلف الجمحيّ حقّة بنت وهب بن أمية
بن أبي الصّلت، فولدت له صفوان بن عبد اللَّه بن صفوان.
9177- وهب بن حذيفة «4»
بن عباد بن خلاد الغفاريّ، ويقال المزني. ويقال الثقفيّ.
حجازي، له حديث
أخرجه الترمذي وغيره من طريق واسع بن حبان عنه رفعه: «إذا
قام الرّجل من مجلسه ثمّ رجع فهو أحقّ به»
وصحّحه التّرمذيّ، وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق، ونقل
عن الواقديّ أنه كان من أهل الصفّة وعاش إلى خلافة معاوية.
9178- وهب بن حمزة «5»
. قال ابن السّكن: يقال إن له صحبة، وفي إسناد حديثه نظر،
ثم
أخرج من طريق يوسف بن صهيب، عن ركين، عن وهب بن حمزة، قال:
سافرت مع عليّ فرأيت منه
__________
(1) أسد الغابة ت (5501) ، الاستيعاب ت (2785) .
(2) أسد الغابة ت (5480) ، الاستيعاب ت (2763) .
(3) أسد الغابة ت (5481) .
(4) الثقات 3/ 427، الطبقات 33، تقريب التهذيب 2/ 338،
تلقيح فهوم أهل الأثر 377، الكاشف 3/ 344، تجريد أسماء
الصحابة 2/ 630، خلاصة تذهيب 3/ 136، الجرح والتعديل 9/
22، التاريخ الكبير 8/ 158، تهذيب التهذيب 11/ 162، تهذيب
الكمال 3/ 1478، بقي بن مخلد 482.
(5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 130، أسد الغابة ت (5484) .
(6/487)
جفاء، فقلت: لئن رجعت لأشكونه، فرجعت فذكرت
عليّا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فنلت منه، فقال:
«لا تقولنّ هذا لعليّ، فإنّه وليّكم بعدي» .
وتردد أبو نعيم في أبيه، هل هو بالمهملة ثم الزّاي أو
الجيم والراء.
9179- وهب بن خنبش «1»
: بمعجمة ثم نون موحّدة، وزن جعفر.
حديثه عند الشّعبي «2» [فقال بيان وفراس وجابر وغيرهم عن
الشعبي عنه هكذا. وقال داود الأودي، عن الشّعبي] «3» : هرم
بدل وهب، والأول المشهور.
9180- وهب بن خويلد «4»
بن ظويلم بن عوف بن عبدة الثقفي ذكره [....] .
9181
- وهب بن «5» زمعة:
بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ
الأسديّ.
من مسلمة الفتح، وكان من أجواد قريش، وله حديث
في سنن أبي داود، أخرجه من طريق محمد بن إسحاق، حدثني أبو
عبيدة بن عبد اللَّه بن زمعة، عن أبيه، وأمه زينب بنت أبي
سلمة، كلاهما عن أم سلمة، قالت: كانت ليلتي التي يصير إليّ
فيها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مساء يوم
النحر، فكان عندي، فدخل عليّ وهب بن زمعة ورجل من آل أبي
أمية متقمّصين، فقال لهما رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم: «أما أفضتما ... »
الحديث.
وذكر الزّبير بن بكّار، من طريق يحيى بن مقداد بن يعقوب
الزمعي، عن عمه موسى بن يعقوب، قال: لما اجتمع الناس على
معاوية خرج إليه عبد اللَّه الأصغر بن وهب
__________
(1) الثقات 3/ 426، الاستيعاب ت (2765) ، الطبقات 69/ 133،
تقريب التهذيب 2/ 338، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الكاشف
3/ 244، أسد الغابة ت (5485) ، خلاصة تذهيب 3/ 136، الجرح
والتعديل 9/ 21، التاريخ الكبير 8/ 158، تهذيب التهذيب 11/
163، تهذيب الكمال 3/ 1479، الإكمال 2/ 342، بقي بن مخلد
875.
(2) في أ: عندي.
(3) سقط في ج.
(4) أسد الغابة ت (5486) .
(5) الثقات 3/ 426، الاستيعاب ت (2766) ، المنمق 496،
الكاشف 3/ 244، الأعلام 8/ 125، أسد الغابة ت (5487) ،
تجريد أسماء الصحابة 2/ 130، خلاصة تذهيب 3/ 137، الجرح
والتعديل 9/ 28، التاريخ الكبير 8/ 163، تهذيب التهذيب 11/
163، العقد الثمين 7/ 414، تهذيب الكمال 3/ 1479.
(6/488)
ابن زمعة طالبا بدم أخيه عبد اللَّه
الأكبر، وكان قتل يوم الدّار، فأعطاه معاوية الدية وقال:
قتل في فتنة واختلاط.
9182- وهب بن أبي سرح
بن الحارث»
بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر القرشيّ
العامريّ، أخو عمرو، قاله أبو عمر.
وذكر موسى بن عقبة أنّه شهد هو وأخوه عمرو بدرا، وتعقّبه
ابن فتحون بأنه لا ذكر له في مغازي موسى بن عقبة، وإنما
ذكر وهب بن سعد بن أبي سرح.
قلت: هو غيره، وذكر الهيثم بن عديّ في مهاجرة الحبشة، قال
البلاذريّ: ليس ذلك بثبت، ولكنه شهد بدرا، وكان أبو معشر
يقول: الّذي هاجر إلى الحبشة أخوه معمر. وقال الواقديّ: لم
يهاجر إلى الحبشة، وإنما شهد بدرا، الّذي ذكره موسى بن
عقبة وابن إسحاق والكلبيّ عمرو بن أبي سرح.
9183- وهب بن سعد:
بن أبي سرح «2» بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن
الحارث بن فهر الفهريّ، أخو عبد اللَّه بن سعد.
ذكره ابن مندة وابن حبّان، وقالا: لا نعرف له رواية. وذكره
محمد بن سعد في «الطّبقات» ، وقال: شهد بدرا في قول موسى
بن عقبة، وأبي معشر، والواقديّ، قال: وآخى رسول اللَّه
النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بينه وبين سويد بن عمرو،
وقتلا يوم مؤتة، قال:
وشهد وهب بن سعد أحدا والخندق والحديبيّة وخيبر، وكان لما
قتل ابن أربعين سنة، ثم روى ابن مندة عن عاصم بن عمر، قال:
نزل وهب بن سعد لما هاجر على كلثوم بن الهدم.
9184- وهب بن السّماع العوفيّ «3»
. ذكره ابن عبد البرّ، وقال: له خبر في أعلام النّبوّة من
حديث ابن عباس.
قلت:
ذكر أبو سعد في «شرف المصطفى» بسند واه عن ابن عبّاس، قال:
بينما رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم جالس في
مسجده وحوله أصحابه إذ أقبل أعرابيّ «4» طويل القامة على
ناقة عيطاء «5» فتخطى الناس حتى وقف بين يدي النّبيّ صلى
اللَّه عليه وسلّم، واندفع يتكلم، فأرتج
__________
(1) أسد الغابة ت (5488) ، الاستيعاب ت (2767) .
(2) الثقات 3/ 426، أصحاب بدر 126، تجريد أسماء الصحابة 2/
131، الأعلام 8/ 125، العقد الثمين 7/ 416، أسد الغابة ت
(5489) ، الطبقات الكبرى 3/ 623، الاستيعاب ت (2768) .
(3) أسد الغابة ت (5490) ، الاستيعاب ت (2769) .
(4) في أ: أعرابي بدوي.
(5) الناقة العيطاء: الطويلة العنق في اعتدال. اللسان 4/
3191.
(6/489)
عليه مرارا إلى أن سكن روعه، فأنشد أبياتا،
فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أنت وهب بن
السّماع» ؟ قال: أنا وهب بن السماع العوفيّ الدفاع الشديد
المنّاع، قال: «أنت الّذي ذهب جلّ قومك في الغارات؟» فذكر
له أشياء من أحواله، فقال: لا أثر بعد عين، أشهد أن لا إله
إلا اللَّه وأشهد أنك رسول اللَّه،
ثم ذكر قصته مع صنمه وقوله له:
يا وهب بن مالك لا تجزع ... قد جاء ما ليس يدفع
[الرجز] فذكر الأبيات، قال: وأسلم وحسن إسلامه.
9185- وهب بن عبد اللَّه:
بن سعد بن أبي سرح.
قال الزّبير بن بكّار: قتل يوم مؤتة، ذكر ذلك بعد أن ذكر
عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح وأولاده، ثم قال: ومن ولد
أبي سرح وهب بن عبد اللَّه، فذكره.
وتعقبه ابن عساكر بأن الّذي قتل بمؤتة وهب بن سعد.
قلت: يحتمل أن يكونا قتلا معا، وأن يكون سمّي باسم عمه
وهب.
9186- وهب بن عبد اللَّه:
بن قارب «1» .
قال ابن حبّان: له صحبة. قال أبو نعيم: الصّحبة والرؤية
لقارب وولده عبد اللَّه. وأما وهب فإنما روى عن أبيه، قال:
حججت مع أبي.
9187- وهب بن عبد اللَّه:
بن مسلم بن جنادة «2» بن حبيب بن سواءة السّوائي، بضم
السّين المهملة وتخفيف الواو والمد، ابن عامر بن صعصعة،
أبو جحيفة السّوائي.
قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أواخر عمره،
وحفظ عنه ثم صحب عليّا بعده، وولّاه شرطة الكوفة لما ولي
الخلافة.
وفي الصّحيح عنه: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم،
وكان الحسن بن علي يشبهه، وأمر لنا بثلاثة عشر قلوصا، فمات
قبل أن نقبضها، وكان عليّ يسمّيه وهب الخير.
روى عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عليّ،
والبراء بن عازب.
__________
(1) الثقات 3/ 427، الجرح والتعديل 9/ 22، التعديل
والتجريح 1431، أسد الغابة ت (5492) .
(2) الكاشف 3/ 344، تقريب التهذيب 2/ 337، الجرح والتعديل
9/ 23، أسد الغابة ت (5493) ، الأعلام 9/ 23، التاريخ
الكبير 8/ 63، الاستيعاب ت (2770) ، تهذيب التهذيب 11/
160، تهذيب الكمال 3/ 1478، التاريخ لابن معين 2/ 52، بقي
بن مخلد 72.
(6/490)
روى عنه ابنه، وعون، والشّعبي، وأبو إسحاق
السبيعي، وسلمة بن كهيل، وإسماعيل بن أبي خالد، وعلي بن
الأرقم، والحكم بن عيينة، وغيرهم.
قال الواقديّ: مات في ولاية بشر على العراق. وقال ابن
حبّان: سنة أربع وستين.
9188- وهب بن عبد اللَّه
بن محصن «1» الأسديّ، أبو سنان، مشهور بكنيته.
قال ابن حبّان: له صحبة، ويأتي في الكنى. ويقال اسمه عبد
اللَّه بن وهب، ويقال:
هو وهب بن محصن، وبالأول جزم مسلم.
9189- وهب بن عثمان
بن أبي طلحة العبدري.
قتل أبوه يوم أحد مشركا، وتزوّج هو بنت عبد بن زمعة، وله
منها عبد الرّحمن، وله أيضا شيبة، وعبد اللَّه، وذكره
الزّبير بن بكّار، قال: وتزوج «2» أم جميل بنت شيبة بن
ربيعة.
9190- وهب بن عمرو الأسدي
«3»
. ذكره يونس «4» بن بكير في «المغازي» فيمن هاجر في أول
الهجرة، وجوّز أبو نعيم أن يكون ثقف بن عمرو، ويحتمل أن
يكون أخاه.
9191- وهب بن عمير:
بن وهب «5» بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ
الجمحيّ.
وقع ذكره في الموطأ، عن ابن شهاب- أنه بلغه أن نساءكنّ في
عهد النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أسلمن بأرضهن، وهنّ
غير مهاجرات، وأزواجهنّ كفار، منهن ابنة الوليد بن
المغيرة، وكانت تحت صفوان بن أميّة، أسلمت يوم الفتح، وهرب
زوجها صفوان بن أميّة، فبعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم إليه ابن عمه وهب بن عمير، فدعاه إلى الإسلام
... فذكر الحديث.
والمعروف أن هذه القصّة كانت لأبيه عمير بن وهب، كذا ذكره
موسى بن عقبة، وغيره من أهل المغازي.
وذكره أبو سعيد بن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وكانت دار بني
جمح بركة يجتمع
__________
(1) أسد الغابة ت (5491) ، الثقات 3/ 428.
(2) في أ: تزوج بنت أم جميل.
(3) أسد الغابة ت (5495) .
(4) في أ: يوسف.
(5) أسد الغابة ت (5496) ، الاستيعاب ت (2771) .
(6/491)
فيها الماء فقال عمرو بن العاص: خطوا لابن
عمتي إلى جنبي- يريد وهب بن عمير فردمت البركة وخطّت، فهي
دار بني جمح. قال: وولي وهب بن عمير بحر مصر في غزوة
عمّورية سنة ثلاث وعشرين.
وذكره البخاريّ في الصّحابة، ولم يورد له شيئا. وقال أبو
بكر بن دريد في الأخبار المنثورة: كان وهب بن عمير من أحفظ
الناس، فكانت قريش تقول: له قلبان، من شدة حفظه، فأنزل
اللَّه: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي
جَوْفِهِ [الأحزاب: 4] . فلما كان يوم بدر أقبل منهزما
ونعلاه واحدة في يده والأخرى في رجله، فقالوا: ما فعل
الناس: قال:
هزموا. قالوا: فأين نعلاك؟ قال: في رجلي. قالوا: فما في
يدك؟ قال: ما شعرت، فعلموا أن ليس له قلبان.
وذكر الثّعلبيّ هذه القصّة لجميل بن معمر، وأنّ الّذي
تلقاه فسأله أبو سفيان. وأسنده ابن الكلبيّ في تفسيره عن
أبي صالح، عن ابن عبّاس، لكن قال: جميل بن أسد.
9192- وهب بن قابس:
أو قابوس المزني «1» .
ذكره ابن السّكن في الصّحابة،
وأخرج من طريق محمد بن طلحة، عن محمد بن الحصين بن عمرو بن
سعد بن معاذ، عن أبيه، عن جدّه، قال: لقي رجل من مزينة
يقال له وهب بن قابس بالعرج، فأسلم وبايعه، ثم أقام في
أهله حتى إذا كان يوم أحد خرج بحبل فيه غنم حتى قدم
المدينة، فوجدها خلوا، فسأل عن النّبيّ صلى اللَّه عليه
وآله وسلم، فقيل:
إنه يقاتل قريبا بأحد، فرمى بحبله، وتوجّه إليه بأحد،
فطلعت الخيل، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من
يوزع عنّا الخيل جعله اللَّه رفيقي في الجنّة» ، فتقدم وهب
فضرب بسيفه حتى ردّها حتى صنع ذلك ثلاث مرات فقتل، فقال
النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعوه حتّى نفرغ له» .
فلما فرغ التمس فلم يوجد،
فقال عمر: ما من الناس أحد أحبّ إليّ أن ألقى اللَّه بعمله
من وهب بن قابس.
وذكره الواقديّ بمعناه. وقد تقدم في ترجمة الحارث بن عقبة
بن قابس.
وقرأت في كتاب الفصوص لصاعد اللّغويّ، قال: كان عمر يقول:
إن أحبّ هذه الأمة إليّ أن ألقى اللَّه بصحيفته للمزني وهب
بن قابس، فذكر قصّته مختصرا.
9193- وهب بن قيس
بن أبان الثقفيّ «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5497) ، الاستيعاب ت (2772) .
(2) الثقات 3/ 427، أسد الغابة ت (5498) ، الطبقات 54،
285، تجريد أسماء الصحابة 2/ 131، الجرح والتعديل 9/ 22،
التاريخ الكبير 8/ 161، الاستيعاب ت (2773) ، العقد الثمين
7/ 417، الطبقات الكبرى 8/ 492.
(6/492)
تقدّم ذكره في ترجمة أخيه سفيان بن قيس.
9194- وهب بن كلدة:
من بني عبد اللَّه بن غطفان «1» .
ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.
9195- وهب بن مالك
بن سواد بن جذيمة بن دارع بن عديّ بن تميم الدّار الدّاري،
من رهط تميم.
ذكره ابن إسحاق فيمن قدم مع تميم الدّاري فأسلم.
9196- وهب بن محصن الأسديّ.
هو وهب بن عبد اللَّه بن محصن المتقدم، نسبه بعضهم لجدّه.
9197- وهب:
غير منسوب.
ذكره المستغفريّ، وقال: أحسب أن له صحبة.
9198- وهب:
آخر، غير منسوب.
ذكره البغويّ،
وأخرج من طريق مجالد، عن الشّعبي، عن وهب، قال: جاء
أعرابيّ إلى النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو واقف
بعرفة، فسأله رداءه، فأعطاه إياه، فذهب به، ثم قال: «إنّ
المسألة لا تحلّ إلّا من فقر مدقع، أو من غرم مفظع ... »
الحديث.
9199- وهيب:
بالتصغير، ابن الأسود. تقدّم في وهب.
9200- وهيب بن السماع:
تقدّم في وهب الأنصاريّ.
القسم الثاني
الواو بعدها اللام
9201- الوليد بن عبادة
بن الصّامت الأنصاريّ «2» .
__________
(1) أسد الغابة ت (5499) .
(2) طبقات ابن سعد 5/ 80، طبقات خليفة 238، التاريخ الكبير
8/ 148، تاريخ الثقات 465، المعرفة والتاريخ 3/ 382،
المعارف 255، تاريخ الطبري 1/ 32، الجرح والتعديل 9/ 8،
رجال صحيح البخاري 2/ 757، الثقات لابن حبان 5/ 490،
مشاهير علماء الأمصار رقم 523، رجال صحيح مسلم 2/ 299،
الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 536، تهذيب الكمال 3/ 1469،
الكاشف 3/ 210، تحفة الأشراف 9/ 94، الكامل في التاريخ 4/
525، تهذيب التهذيب 11/ 137، تقريب التهذيب 2/ 333، خلاصة
تذهيب التهذيب 416، جامع التحصيل 365، تاريخ الإسلام 3/
219، أسد الغابة ت (5473) ، الاستيعاب ت (2757) .
(6/493)
قال ابن سعد: ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه
عليه وآله وسلم، وروى عن أبيه، وعن أبي اليسر الأنصاريّ،
وغيرهما.
روى عنه ابنه عبادة، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعطاء،
وسليمان بن حبيب، وعمارة بن عمير، وغيرهم.
قال ابن سعد: مات في خلافة عبد الملك، وكان ثقة قليل
الحديث.
قلت: وجاءت رواية توهم أنّ له صحبة، فعند أحمد من طريق
سيار، عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن عبادة بن الوليد، عن
أبيه، قال: بايعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم
على السّمع والطاعة، في العسر واليسر، والمنشط والمكره ...
الحديث.
وهذا الحديث إنما هو لعبادة والده، فلعل مراده بقوله: عن
أبيه عن جدّه. وقد أخرجه الموطأ والشّيخان وأحمد أيضا
والنسائي من طرق، عن يحيى بن سعيد وغيره، عن عبادة بن
الوليد، عن أبيه، عن عبادة. وأخرج الترمذيّ من طريق عبد
الواحد بن سليم:
قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح، فقال عطاء: لقيت الوليد
بن عبادة بن الصّامت صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وآله وسلم فقلت: ما كانت وصية أبيك عند الموت، فذكر حديثا،
فإن قرئ صاحب بالنّصب نعتا للوليد اقتضى أن يكون صحابيّا،
وإن قرئ بالجر نعتا لعبادة فلا إشكال.
9202- الوليد بن عديّ
الأصغر ابن الخيار «1» بن عديّ بن نوفل القرشيّ النوفليّ.
مات أبوه كافرا، وللوليد هذا ولد يقال له عمارة، كان شاعر
أهله، وذكره الزّبير بن بكّار في كتاب النّسب.
9203- الوليد بن الوليد
بن الوليد بن المغيرة. تقدم ذكره فيمن اسمه عبد اللَّه.
9204- الوليد بن يزيد
بن عديّ بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس.
ذكره ابن الكلبيّ، وقال: قتل ولده عبد اللَّه مع عائشة يوم
الجمل، وكان عبد اللَّه يعرف بابن الدّارية.
__________
(1) في أ: عبد الجبار.
(6/494)
القسم الثالث
الواو بعدها الراء
9205- ورد بن منظور
بن سيار بن ثعلبة بن نبهان بن لأم الطائيّ.
له إدراك، وولده جهم كان ممن خفر الرّواحي، وهي إبل كانت
تعلف بالكوفة وتحمل للبحار في زمن الحجاج، فأغار عليها
شبيب بن عمرو بن كريب في قصّة تقدّمت الإشارة إليها في
عمرو بن كريب، ذكرها ابن الكلبيّ.
الواو بعدها العين
9206- وعوعة بن سعيد:
بن قرط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب.
له إدراك، وولده مربع كان يساعد جريرا فتهدده الفرزدق،
فقال:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربع
«1» [الكامل] ذكره ابن الكلبيّ.
الواو بعدها الفاء، واللام
9207- وفاء بن الأشعر التميميّ.
يعرف بابن لسان الحمرة، كان مشهورا بالفصاحة، وكنيته أبو
كلاب، مذكور في المعمّرين، وهو الّذي قال لمعاوية لما سأله
عن علمه: أخذته بلسان سئول، وقلب عقول.
9208- الوليد بن محصن
الدّريكيّ، بالتصغير.
ذكر وثيمة في الرّدّة أنه كان له رأي وعقل، وأنه خطب خطبة
بليغة نهى فيها ملوك كندة من الرّدة فلم يقبلوا منه
واستخفّوا به وطردوه.
الواو بعدها الهاء
9209- وهب بن الأسود
«2»
. لقي عمر رضي اللَّه عنه. روى عنه ابن أبي مليكة. ذكره
البخاريّ.
__________
(1) ديوانه: 348.
(2) أسد الغابة ت (5480) ، الاستيعاب ت (2763) .
(6/495)
9210- وهب بن أكيدر
دومة.
ذكر ابن عساكر في ترجمة عمرو بن يحيى بن وهب بن أكيدر، من
طريق عمرو بن محمد بن الحسن، عن عمرو بن يحيى بن وهب، عن
أبيه، عن جدّه، قال: كتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله
وسلم إلى أبي، ولم يكن معه خاتمه فختمه بطينة.
9211- وهب بن خالد:
بن عامر بن غاضرة السّعديّ، مولى عبيد والد أبي وجزة
الشّاعر.
مخضرم، قال محمّد بن سلّام الجمحيّ، عن يونس بن عبيد: كان
عبيد والد أبي وجزة سبي فباعوه بسوق ذي المجاز في
الجاهليّة، فاشتراه وهب بن خالد، فأقام عنده زمانا يرعى
إبله، ثم إن عبيدا ضرب ضرع ناقة لمولاه فأدماها فلطم وهب
وجهه، فغضب وسار إلى عمر مستعديا عليه، فقال: يا أمير
المؤمنين، أنا رجل من ظفر، أصابني سبي في الجاهليّة، وأنا
معروف النّسب، ولا رقّ على عربيّ في الإسلام. فحضر مولاه
فقال: يا أمير المؤمنين، إن غلامي هذا كان يقوم على مالي،
فأساء فضربته، فو اللَّه ما أعلم أنّي ضربته قطّ غيرها،
وإن الرجل ليضرب ابنه أشدّ منها، فكيف بعبده؟ وأنا أشهدك
أنه حرّ لوجه اللَّه، فقال عمر: قد امتنّ عليك، وقطع عنك
مؤنة السب، فإن أحببت فأقم معه، فإن له عليك منّة.
وإن أحببت فالحق بقومك. فأقام معه ثم تزوّج بزينب بنت
عرفطة المزنية، فولدت له أبا وجزة وأخاه. وقد روى أبو وجزة
عن أبيه عن عمر قصّة استسقائه في عام الرمادة
«1» .
القسم الرابع
الواو بعدها الألف
9212- وادع:
ذكره في التجريد «2» ، وعزاه لابن قانع، وإنما هو الوازع،
بالزّاي، وقد تقدم.
9213- واسع بن حبّان «3»
. ذكره البغويّ، وأخرج له من طريق حبّان بن واسع بن حبان،
عن أبيه- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مسح
رأسه بماء غير فضل يديه، وهذا خطأ نشأ عن سقط، وذلك أن
مسلما أخرجه من هذا الوجه، فقال عن حبّان بن واسع، عن
أبيه، عن عبد اللَّه بن زيد،
__________
(1) في ط: الردة.
(2) أسد الغابة ت (5432) .
(3) أسد الغابة ت (5435) .
(6/496)
أخرجه مطوّلا. وأخرجه أبو داود والترمذيّ
مختصرا. وقد تقدم في ترجمة واسع بن حبّان في الأوّل.
9214- واصلة بن حبّان:
تقدّم «1» في وائلة، وأن بعضهم صحفه.
9215- واقد بن عبد اللَّه اليربوعيّ.
قال ابن الأثير «2» : فرق ابن مندة بينه وبين واقد بن عبد
اللَّه الحنظليّ، وهما واحد.
9216- واقد، غير منسوب
«3»
. قال ابن مندة: ذكره أبو مسعود عن شبابة، عن اللّيث، عن
يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن جعفر، عن عبد اللَّه بن
واقد، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلم: «لا تمنعوا النّساء المساجد» «4» .
قال أبو مسعود: هو عندي وهم، وإنما هو واقد بن عبد اللَّه
بن عمر عن أبيه.
قلت: وهو كما قال.
9217- وائل القيل «5»
: أفرده ابن شاهين بالذكر، وأخرج من طريق ابن إسحاق، عن
عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل القيل، قال: رأيت رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم واضعا يمينه على شماله
في الصّلاة. قال أبو موسى في الذّيل: هو وائل بن حجر لا شك
فيه.
قلت: وقد أخرجه أبو داود، من رواية عاصم بن كليب، عن أبيه،
عن وائل بن حجر.
الواو بعدها الراء
9218- وردان بن إسماعيل
التميميّ «6»
. ذكره ابن مندة، ولكن أورد الحديث الّذي تقدّم في وردان
بن محرز، وقال فيه: يقال له وردان بن محرز. وقد عاب أبو
نعيم ذلك.
__________
(1) أسد الغابة ت (5436) .
(2) في ط: الأمين.
(3) أسد الغابة ت (5442) .
(4) أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 399 والبخاري في التاريخ
الكبير 2/ 107، 8/ 357 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 132.
(5) أسد الغابة ت (5445) .
(6) أسد الغابة ت (5459) .
(6/497)
9219- وزر بن سدوس
«1»
: بن جابر، ويقال وزر بن جابر بن سدوس.
تقدّم في الأول النقل أنه تنصّر ومات نصرانيا.
الواو بعدها السين واللام
9220- وسيم الهجريّ.
أورده ابن قانع، وإنما هو رسيم أوله راء. وقد تقدم على
الصّواب.
9221- الوليد بن أبي مالك.
قال [البرقاني] «2» : روى عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم، فسألت عنه الدّار الدّارقطنيّ، فقال: هو شامي تابعيّ
لا بأس به.
9222- الوليد بن مسافع:
من بني عامر بن لؤيّ.
أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصّحابة، وهو خطأ. روى عنه
موسى بن هاشم.
9223- الوليد بن أبي الوليد.
ذكره ابن أبي خيثمة فيمن رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله
وسلم وساق من طريق ابن لهيعة، عن الوليد بن أبي الوليد،
رأى شعرا من شعر رسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم مصبوغا
بالحنّاء، وليس بشديد الحمرة، وكان يغسله بالماء ثم يشربه.
قلت: وهذا من أعجب ما وقع، وهبه خفي عليه أنه لا يلزم من
رؤيته شعر النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن يكون رآه
وهو حي، أفما دري أنّ ابن لهيعة لم يدرك أحدا من الصّحابة.
وقد تبعه ابن شاهين، وزاد الوهم وهما، فإنه ترجم للوليد بن
الوليد بن المغيرة، ثم أخرج هذا بعينه من طريق ابن أبي
خيثمة، فلم يذكر مستنده في تسمية أبيه وجدّه.
9224- الوليد الجرشيّ.
ذكره الذّهبيّ في «التجريد» ، وقال: نزل بأعمال حمص، وشهد
مرج راهط، ولا صحبة له. هذا جميع ما قال، وإذا كان كذلك
فلم ذكره.
الواو بعدها الهاء
9225- وهب بن الحارث.
__________
(1) أسد الغابة ت (5466) .
(2) في أ: المرزباني.
(6/498)
تقدم وجه الصّواب فيه في حارثة بن وهب.
9226- وهب بن قطن.
ذكره ابن السّكن، وقال: روى حديثه يحيى بن أيوب، عن عبد
الرّحمن بن زربي «1» ، عن محمد بن يزيد عنه، وإنما رواه
محمد بن يزيد، عن أيوب بن قطن، عن أبي بن عمارة كما مضى في
حرف الألف.
9227- وهب الجيشانيّ
«2»
. قال المستغفريّ: ذكره يحيى بن يونس، وقال: روى عن
النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم في النبيذ. وعنه عمرو بن
شعيب، قال: وهو وهم، وإنما هو أبو وهب. انتهى.
وهو كما قال.
9228- وهيب بن الأسود.
تقدّم»
في وهب بن الأسود.
__________
(1) في أ: رزين.
(2) أسد الغابة ت (5482) .
(3) سقط سهوا الرقم 9229.
(6/499)
|